بداية

رواية بعد الغياب -91

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -91

سلطان بلهجة اعتيادية: لا حضرت نفسها.. بس سبحان الله مخ مختلف وشكل مختلف..
سلطان قال كذا وسكت.. لأنه أصلا مايحب يتكلم في أشكال البنات..
بس عزوز فهم هو وش يقصد.. والفهم هذا بعث ألم حاد في روحه...ألم شديد الوطأة والقسوة والمرارة..
كانوا وصلوا للمواقف خلاص... سلموا على بعض وتفرقوا..
عزوز في السيارة جنب أفضل ساكت..
أفضل بود: ئزوز .. وش فيك ساكت؟؟
عزوز بهدوء: مافيني شيء عمي.. تعبان شوي بس...
عزوز موب مستحمل لازم يطلع اللي في خاطره...بيموت من احساس الغيرة على ديمة اللي اجتاحه بعنف
" بس هو ماله حق يفرض على ديمة شيء!!"
(لا أنا لي ألف حق!!)
طبع مسج وأرسله:
" ديمة لو سمحتي
تجمع مفتوح مثل التجمع اللي في احتفال أمس
لا عاد تحضرينهم"
بعد دقيقة الرد:
" أنا ممكن أعرف أنت لمتى
وأنت تفرض قراراتك علي؟"
تنهد عزوز وكتب:
" هالمرة أنا ما افرض
أنا أطلب وأقول لو سمحتي"
رد ديمة
" وممكن أعرف السبب؟؟"
رجع عزوز يتنهد وكتب
" عشان خاطري ديمة
لو لي خاطر عندج"
رد ديمة
" إن شاء الله.. تم"
خلاص عزوز أكتفى وفهم وابتسم..
مازال عند وعده أنه مايتجاوز حدوده..
بس اللي في القلب في القلب..
وباقي سنوات مو قليلة لين يكون له حق أنه يظهر مشاعره بصورة مقبولة للمجتمع...
لأنه مستحيل يكون فيه علاقة مقبولة اجتماعيا
بين شاب في الـ18
وبنت في الـ16
" بأصبر ياديمة
بأصبر..
صبرت سنين وكتمت وأنا مراهق
يعني ماني بقادر أصبر كم سنة بعد وأنا رجّال"

سعود دق على محمد بسرعة... ومحمد فجعه بالخبر اللي ذبحه
(ملكة دانة بعد حوالي ساعة)
سعود تعطل مخه عن التفكير.. متى؟؟ وليه؟؟ وكيف؟؟ وأشلون؟؟
مخه فيه شيء واحد
دانة وبس
دانة وبس
دانة وبس
توجه ركض للقائد يستأذنه في الخروج..
كان جواب القائد بحزم عسكري شديد:
مستحيل.. مستحيل..
اليوم عندنا استعراض عسكري أمام قائد القوات المسلحة
ومستحيل نأذن لأي ضابط داخل في الاستعراض
وخصوصا أنك أنت بيكون لك مشاركة خاصة في الرماية
يعني
مستحيل أأذن لك..
ولو فكرت أنك تسويها وتطلع أنت عارف العواقب..
والالتزام العسكري موب لعبة..
سعود تنهد وشد قامته بالوقفة العسكرية وقال بحزم واحترام: إذن اسمح لي سيدي أقدم استقالتي فورا..
القائد بدهشة حادة: كذا ياحضرة النقيب.. هذي أخرتها
العلاقة بيني وبينك أكبر من مجرد علاقة بين قائد وضابط عنده..
أنا درستك في الكلية... وأنا طلبتك أنت بالذات عشان تتعين في كتيبتي.. وأنا اللي رفعت لك ترقياتك كلها استثنائيا
علاقتنا لها 12 سنة.. 4 في الكلية.. و8 في الكتيبة..
تكون هذي أخرتها...
سعود باحترام: اسمح لي سيدي.. بس الموضوع عندي حياة وموت.. وأنا مستحيل أخلي شيء يقهرني..
وأنت علمتنا إن اللي يخلي المستحيل يوقف في وجهه.. مايستحق شرف العسكرية
وقتها تنحنح جابر اللي كان واقف ساكت على جنب.. وقال باحترام:
سيدي اسمح لي أدخل بدل سعود في الاستعراض
الكسر في أصبع يدي اليسار الصغير.. ماله علاقة بشيل الرشاش...
وأنا أصلا تدربت مع الشباب على الاستعراض لحد أمس..
صحيح أنا ماني بمثل سعود في الرماية
بس أوعدك أبيض وجهك..
القائد كان ينقل بصره بين وجه جابر المرتسم عليه الرجاء.. ووجه سعود الغامض اللي يمور بالانفعالات... ابتسم وقال: روح ياسعود.. وانت ياجابر تجهز تدخل مكان سعود
وعقب كمل بحزم: بس حط في بالك ياسعود.. إنك بترجع بكرة الساعة 6 الصبح للمعسكر وأنك مُعاقب ومحجوز حجز عسكري لمدة شهر ماراح تطلع فيه..
سعود وهو يدق التحية العسكرية: احجزني سنة... بس خلني أطلع الحين...
وطلع سعود يركض لسيارته وهو بلبسه العسكري الكامل.. لبس الاستعراض..
عبدالله نازل من الطابق الثاني متوضي يبي يروح لصلاة العصر..
مر أول على جواهر: حبيبتي وش فيهم العيال تأخروا اليوم؟؟
جواهر وهي ترضع ماجد وترد برقة: نوف عندها اليوم دورة في الجامعة بتخلص المغرب..
وعزوز على وصول.. توه مكلمني.. بس قال بينزل في المسجد يصلي وعقب بيجي للبيت..
عبدالله بحزم: عزوز خلاص باواجهه في المسجد... بس نوف أنا ما أحب إنها تقعد في الجامعة للمغرب..
جواهر بعذوبة: حبيبي.. الدورات والمحاضرات موب على كيفها... وبعدين بنت خالي حصة معها.. وبتجيبهم أم فهد..
عبدالله بنفس الحزم: ماعليه جواهر.. ماتقعد للمغرب إلا للضرورة القصوى.. ويكون عندي خبر قبلها عشان أنا اللي اجيبها..
جواهر وهي تبتسم: إن شاء الله حبيبي ولايهمك..
عبدالله بحزم رقيق: أنا ما أبي أكون متحجر وإلا قاسي.. بس أنتي تسمعين بلاوي.. والبنات تربيتهم موب سهلة.. ونوف في سن حرجة.. ولازم نكون منتبهين لكل شيء..
جواهر بتقدير كبير وحب أكبر: وأنا أشهد أنك ماقصرت في تربيتها..
عقب عبدالله ابتسم: عشان تشوفين أن تربيتي تجيب نتائج مبكرة.... بنتج صارت تنخطب!!!
جواهر بصدمة: من جدك؟؟
عبدالله وهو يستعد يطلع: والله العظيم..
جواهر باستفسار: ومن اللي خطبها؟؟
عبدالله بلهجة اعتيادية: راشد رفيق عبدالعزيز.. عبدالعزيز هو اللي فتح معاي الموضوع
جواهر بحذر: وأنت وش قلت؟؟
عبدالله: رفضت طبعا.. نوف بعدها صغيرة..
جواهر بنفس الحذر: نوف فعلا بعدها صغيرة.. بس راشد أنا أعرفه من وهو صغير... شاب ما ينرفض..
عبدالله بهدوء: يعني وش كنتي تبيني أرد عليه... تعال أزوجك..
جواهر بهدوء: لا طبعا.. بس كان وعدته خير.. لين تخلص نوف جامعتها..
عبدالله بمنطقية: نوف تبي لها 3 سنين لين تخلص الجامعة... تبين نربط ولد الناس واحنا موب عارفين وين النصيب..
جواهر تبتسم: الله تقوله تم حبيبي... ماعقب رايك راي
#أنفاس_قطر#

بعد الغياب/ الجزء المئة وسبعة عشر
#أنفاس_قطر#
عقب صلاة العصر
مجلس أبو خالد
الدكتور سعد وصل ومعاه المملك..
محمد قاعد برا بيت عمه في سيارته
وخالد يروح ويجي ويدخل ويطلع وكان في غاية التوتر و الهم بيكسر ظهره..
حاسس بنار محرقة تحرق أطرافه..عقله..مشاعره..وخلاياه
وسعود مابعد بين ولا طل.. لأنه حرك من المعسكر من ربع ساعة بس..
في نفس الوقت
وفي مكان ثاني في بيت أبو خالد
في غرفة دانة
دانة كانت تبي بكاء مر موجع يائس عميق
لم يكن مجرد بكاء.. كان شيئا يتجاوز البكاء
شيء أشبه بالأنين الحاد المؤلم المنتزع من عمق روح مدمرة لبقايا حطام إنسان..
مزنة اللي كانت بطبعها دمعتها بعيدة.. بدت تبكي من تأثرها من بكاء دانة المؤلم: دانة حبيبتي ليش تبكين الحين؟؟ مهوب سويتي اللي في راسش؟؟
دانة من بين عبراتها وأنينها: خليني أبكي على خسارة سعود قبل أصير حلال غيره..
خليني استغل الدقايق الأخيرة أبكي عليه قبل يصير حرام علي أفكر فيه وأخون الرجّال اللي بأصير مرته..
خليني أبكي في هالدقايق بكاء لو بكيته عمري كله ماكفاني..
مزنة برجاء باكي: تكفين دانة.. تقدرين تتراجعين... حرام اللي تسوينه في روحش.. حرام
دانة بوجع: خلاص مزنة.. ماعاد للحكي فايدة...خلاص

في المجلس
فتح الشيخ دفتره.. وقال للدكتور سعد اللي كان معه أخوانه الاثنين: عطوني بطاقة المعرس.. وبطاقات الشهود..
سعد عطاه بطاقته..
ثم واحد من أخوانه طلع بطاقته...
وتوقعوا إن خالد بيطلع بطاقته.. عشان يعني من باب الذوق
واحد من هنا وواحد من هنا
لكنهم شافوا إن خالد كان سرحان في ملكوت ثاني...
فطلع أخوه الثاني بطاقته وحطها على دفتر الشيخ..
الشيخ بوقار: بسم الله الرحمن الرحيم.. توكلنا على الله..
وكان على وشك يطلب بطاقة دانة
صوت حاد حازم : وقف ياشيخ لا تكتب شيء
الكل ألتفتوا ناحية الصوت...
وأبو خالد تغيّر وجهه من الغضب
وهو يلتفت ناحية خالد اللي كان واقف فوق رأس الشيخ بحزم ويقول: أقول يادكتور سعد..
مالك مرة عندنا توكل على الله..
سعد بغضب: ليه أنتوا شايفيني لعبة عندكم..
خالد بحزم وبرود: أقول توكل على الله.. لا تتأخر على العيادة المسائية..
أبو خالد بغضب: خويلد ياللي ماتستحي.. ماكن لك كبير.. ولا كن لي قدر ولا حشيمة...
خالد بنفس بروده رغم أنه يذوب توتر في داخله: يوم ملكة دانة الأولية.. طلعت الرشاش بس ماسيحت دم حد...
ترا ماعندي مانع أطلع أجيبه.. ونسيح لنا دم ذا المرة بحق وحقيق..
أبو خالد بغضب: خويلد...
خالد بحدة وعيونه تنقلب من الغضب وبروده كله يتبخر: شوف يابو خالد... ذا الشنب على مره.. كن ذا الرجال خذ الدانة.. خله يقوم يتوكل على الله.. قدام نتذابح..
سعد وأخوانه نطوا واقفين واطلعوا من الزعل برا لسياراتهم اللي كانت واقفة قدام البيت..
وأبو خالد يلتفت بغضب حاد على خالد..
وخالد يقول له بحدة أكبر وقبل مايقول أبوه شيء: لا تقول شيء.. وإلا والله ماعاد تشوف رقعة وجهي لين أموت
في خلال ثواني كان محمد اللي كان واقف برا يدخل عليهم ونفسه متقطع..ووجهه أحمر.. وقلبه بيوقف من الانفعال
محمد لما شاف الرياجيل طلعوا... حسب أن الملكة تمت
لأنه كان قايل لخالد انه واقف برا..
واذا سعود ماقدر يجي على الوقت.. محمد بيدخل ويحير دانة هو لين يجي سعود..
محمد برعب بأنفاسه المتقطعة وكلماته المتناثرة: دانة تملكت خلاص..؟؟
خالد بنبرة غامضة: لا..
الشيخ قاطعهم وهو يقول بارتباك: زين اسمحوا لي أنا بأروح..
خالد بحدة وغضب هادر: اقعد ياشيخ..
أنت جيت تملك اليوم.. ومنت بطالع إلا وأنت مملك..
سعود بياتي.. وبنقعد ننتظره إن شاء الله مايأتي إلا بكرة الصبح..
خالد كان مولع.. ويتنافض من الانفعال.. وماكان حد يقدر يكلمه..
محمد قعد جنب عمه.. وهمس له: وش اللي صار؟؟
ابو خالد حكى لمحمد كل شيء من بين اسنانه وبغضب مكتوم.. وابتسامة محمد تتسع ويقول في نفسه (كفو يابو هادي.. كفو)
بعد دقايق كان سعود يدخل عليهم مثل الاعصار الكاسح..
مالقى في المجلس إلا عمه وأخوه وولد عمه ومعهم الشيخ.. مادرا وش اللي صار.. هل الملكة صارت؟؟
وإلا الرياجيل مابعد جاو؟؟
حس إن روحه تتأرجح على حد سكين محمي..
إن الباقي من حياته كلها يتوقف على الكلمة اللي بيسمعها
من الناس اللي جالسين قدامه
بنفس مقطوع: شاللي صار؟؟
خالد بنفس حدته وغضبه الكاسح: سعود هات بطاقتك..
سعود مو فاهم: شالسالفة؟؟
خالد بحدة مرعبة: أنت تبي مرتك وإلا ماتبيها؟؟
تراكم أقرفتونا بذا السالفة..
تبيها أخلص وهات بطاقتك... ماتبيها اطلع ولا عاد أشوف وجهك في بيتنا..
سعود بغضب: خويلد احشم اللي اكبر منك..
محمد نط واقف عشان يقطع العراك اللي شكله بيبدأ..
وهو يطلع بطاقته ويحطها على دفتر الشيخ ويقول: الشاهد الأول
ثم ألتفت على سعود وهو يقول بهدوء: أبو سعيد... خالد اليوم رايته بيضا.. خلّص وحط بطاقتك...
يتبع ,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -