بداية

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -176

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي - غرام

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -176

عبدالرحمن : سلطان . . وش رايك تجي باريس؟ خلنا ننهي الموضوع بسرعة ماعاد يتحمَل خسارات فوق كل هذا!
سلطان : وهنا؟
عبدالرحمن : منت وحدك! فيه مسؤولين وفيه موظفين! . . نحتاج تجي ، بالنهاية مافي غير هالحل! لازم نتنازل ونقابلهم!! بكلا الحالتين إحنا مستعينيين بالسلطات الفرنسية بأنها تقبض عليهم لكن مستحيل يتم بدون لا نحطهم كلهم قدام بعض ونخليهم يطيحون في شر أعمالهم
سلطان تنهَد : هالطريقة سوَهاا سلطان العيد قبلنا وطاح فيها
عبدالرحمن : وش نسوي؟ نجلس نحط إيدنا تحت خدنا ونراقب كيف واحد ورى الثاني يضيع! والله يعلم الحين كيف حال ناصر ولا حال عبدالعزيز!!!
سلطان : ما قلت نحط إيدنا على خدنا! لكن فيه حلول منطقية أكثر!! أخاف نخسرهم مثل ما خسرنا قبلهم
عبدالرحمن : وش الحل المنطقي برآيك ؟
سلطان : نفاوض رائد، هو أصلاً بينه وبين سليمان عداوة، ممكن نمحي سليمان عن طريقه . . وبعدها نفكر بطريقة نقبض فيها على رائد بدون أيَ مشاكل وبأدلة واضحة بدون لا نلقى له دعم من الجوازات اللي يحملها!!
عبدالرحمن : مستحيل رائد بيتعاطى معك
سلطان : نجرَب ونحاول
عبدالرحمن بحدَة : ماهو وقت تجربة يا سلطان!!! وإحساسي يقول أنه فيصل مخبي عنَا شي غير اللي قاله!! رسايل رائد ولا سليمان ماتجي بهالطريقة!
سلطان : يوم راجعت الموظفين عند رائد مرَ عليك إسم فهد؟
عبدالرحمن : لا . . كل الأسماء كانت صحيحة ما عدا إسم واحد بحثت عنه ولا قدرت ألقى أيَ معلومة عنه
سلطان يُمسك الورقة التي أمامه ويخرج القلم من جيبه الأمامي : وش إسمه ؟
عبدالرحمن : قاسم معاذ
سلطان عقد حاجبيْه : قاري هالإسم بس مدري وين
عبدالرحمن : حتى أنا حسيت أنه مارَ علي بس يوم بحثت فيه ما لقيت أيَ شي!! أتوقع إسم مزوَر
سلطان يُشخبط على الورقة برسوم تخطيطة وأسهم كثيرة : إذا قلنا أنه بداية دخول سليمان كانت عن طريق قضية منصور! ومثل ما فهمنا من عبدالله أنه أم المقتول تنازلت بشرط زواج بنتها! لو افترضنا أنه الأم تبي الستر لبنتها مستحيل تسلَمها لقاتل ولدها! . . فيه لَبس بالموضوع!! هذا يعني أنه فيه توقعِين إما أنه فهد معهم! أو أنه فهد ضحية راحت بيِد يزيد اللي حاول يلبَسها منصور وهددوا أم فهد . . في كلا الحالتين أكيد فيه شي تعرفه أم فهد!!
عبدالرحمن : أنا متاكد من مسألة أم فهد! فيه شي وراها . . ممكن يكون الإسم المزوَر قاسم معاذ صاحبه يزيد!! أو ممكن أحد يعرفه رائد . . بس المشكلة انه اللي داخلين بين رائد وسليمان مصرَحين بأسماءهم ما خافوا من رائد أنه يكشفهم!! هذا يعني أنه الإسم المزوَر ماله علاقة بسليمان . . يعني مو يزيد! لكن أكيد يزيد له علاقة فيهم
سلطان : تتوقع فيصل يعرف ؟
عبدالرحمن : فيصل علاقته مع سليمان ماهو مع رائد!! يعني رجال سليمان مكشوفين قدامنا
سلطان : ممكن حصل شي بين الحادث و وفاة سلطان العيد؟
عبدالرحمن : رجعنا لنفس الموَال! سلطان توفى بعد الحادث
سلطان : جثث غادة و سلطان كانت جاهزة! وش هالترتيب اللي جاء بالصدفة؟
عبدالرحمن بحدة : سلطان!! مانبي نشتغل على توقعات وأوهام
سلطان : ما يثير فضولك أنه بو عبدالعزيز اشتغل بعد وفاته؟
عبدالرحمن : ما اشتغل! لكن كان يتلقى تهديدات تخليه يتصرف كأيَ شخص
سلطان : قدامك ملف يخص إسم يحمل فواز! ما شفناه ولا حضر ولا إستجواب ومسجَل أنه تم إستجوابه من عبدالمجيد . . تقاعد عبدالمجيد راح باريس . . قبلها تقاعد سلطان راح باريس . . لا تقولي صدفة ومستحيل يتقابلون!!
عبدالرحمن : وش تبي توصله؟
سلطان : عبدالمجيد و سلطان مسكوا ملف فوَاز وممكن يكون حسب توقعنا أنه فواز هو سليمان . . لكن ممكن مايكون سليمان لأن ماعندنا دليل واضح! . . اللي يعرف سلطان وعبدالمجيد . . وبعدها يجي فيصل ويقولنا عن اللي صار بعد الحادث! وقبلها ببداية السنة يجي مقرن ويقولنا أنه عبدالعزيز ما يدري أنه غادة حيَة!! . . ما تحس أنه كل هالأشياء تصير من شخص واحد لكن يحاول يشتتنا لأسماء ثانية
عبدالرحمن : لو فعلاً كان هو شخص واحد! مين ممكن يخاطر بكل هالأسماء ويترك سليمان و رائد بدون علم!!
سلطان : صرت متأكد 70٪ أنه اللي ورى كل هذا شخص نعرفه
عبدالرحمن بغضب : تبينا نحفر قبر سلطان ونوريك أنه مات!!
سلطان : وانا أقولك أنه مات الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة، لكن قصدي أنه ما مات بعد الحادث مباشرةً! حصلت أشياء بعد الحادث وبعدها توفى
عبدالرحمن : بكرا عندي موعد مع إدارة المستشفى وبحقق بموضوع الجثث على قولتك!!
سلطان : طيب . . إرجع البيت الحين دام رائد ما وصل . . . أكيد هذي لعبة من رائد
عبدالرحمن : حطينا كام داخل، براقب الوضع ولو أني عارف مستحيل يحصل التبادل بهالطريقة . . حلَ مسائل الشغل اللي قدامك الحين وحاول تحجز أول رحلة لباريس
،
ابتهلَ قلبه بكل ذكرٍ يتصل بالله، وقف على أقدامه التي تتجمدَ على المساحة الخضراء، بلع ريقه بصعوبة وهو يثبت الهاتف بكتفه، بنبرةٍ خافتة : دخلت . .
: طيب يا ابوي انتبه لحد يشوفك . . حاول تصعد للدور الثاني
فيصل : البيت مراقب! في كل جهة كاميرا
: الكاميرات الأمامية ما تتحرك، مثبته بجهة وحدة، الكاميرا اللي حولها لصق أزرق هي اللي تتحرك
فيصل رفع عينه : اللي قدامي أتوقع أنه فيها جهاز إستشعار!!!
: طيب . . حاول تروح للجهة الثانية
فيصل : ما كنت أدري عن بيت سليمان هنا! أخاف داخل مايكون فيه أحد
: تطمَن انا معك وقبلي الله معك . . روح للجهة الثانية الحين
فيصل بضيق خطواته، قطع أمتارًا كثيرة حول المنزل ليقف بجانب الباب الخلفي : فيه كاميرا
: خذ أيَ ورقة وأطويها على شكل مثلثات، ثبَتها بأيَ شي وحطها على طرف الكاميرَا، بيصير الفوكس عليها، معروف نظام هالكاميرات
فيصل : بيشكَون!!
: بيحسبونه عصفور ولا أيَ شي . . حطَها الحين
فيصل وقف على ركبتيْه على التراب، أخرج ورقة من جيبه ليطويها على شكل " طير " مررَها على لسانِه حتى يُثبَتها، رفع يدِه لأقصى ما يُمكن أن يصِل إليْه، زحف بالورقة للكاميرَا بخفَة حتى لا تظهر وكأنها أتت فجأة.
: ضبطتها
: طيب الحين حرَك الكاميرة للجدار وخل الورقة تتحرك معها . . بثانيْتين يا فيصل مو أكثر
فيصل بتوتر : بسم الله . . وضع إبهامه وأصبعه الأوسط خلف الكاميرَا ليلَفها بسُرعة ويفلت يدِه.
صمت لدقائق ينتظر أيَ ردة فعلٍ مُفاجئة ليردف بضحكة : تمام . . أدخل الحين؟
: انتظر دقيقة عشان تتعطَل كل الكاميرات اللي تتبع هالكاميرة
فيصل : وكيف أعرف أنها تعطَلت؟
: شوف الكاميرات اللي فوق اذا تحرَك إتجاهها معناها بتعلَق الصورة وماراح تشتغل مثل الكاميرا الرئيسية
فيصل رفع عينه للسور الشاهق ليراقب الكاميرات الموضوعة على جوانبه، أنتظر لدقيقةٍ وأكثر ولم تتحرك : ما تـ . . إلا .. أدخل؟
: الطريق قدامك محد بيقدر يشوفك
فيصل : بسم الله . . . دخل ليلتفت للمساحة الواسعة الخالية من أيَ ظل، نظر للنوافذ الزجاجيَة المغلقة، ولا عينٌ تنفذ منها.
إتجه نحو الباب الخلفي ليدخل بخفَة دون أن يصدر أيَ صوت، نظر للزجاج العاكس الذي أمامه ولم يلحظ أيَ أحدٍ يعبر المجالس الفارغة، إتجه نحو الدرج ليصعد بخطواتٍ سريعة، نظر للغرف نظرةٍ عميقة قبل أن يدخل أولُ غرفة على يساره، خرج منها ليتبعه دخوله للغرفةِ الأخرى، أغلق الباب خلفه : وين أقدر ألقى الأوراق؟
: بتلقاهم بين الكتب اللي في غرفته
فيصل : مستحيل يحطهم هنا!
: مو مستحيل! دايم يحفظهم بمكان محد يتوقعه أنه يحط أوراق مهمة فيه! . . يعني مجرد تمويه
فيصل تنهَد ليبحث بين كتبٍ أدبية ذات أسماءٍ مشهورة تميلُ للأدب الغربي، أخرج كتابًا كتابًا وهو يبحثُ بين أوراقه، حتى وصل إلى المنتصف وسقطت الأوراق المطوية على الأرض، اعاد الكتاب لمكانه ليجلس على الأرض وهو يفتح الأوراق ويتأكد منها، أتسعت إبتسامته عندما قرأ إسمه، هذا الدليل الذين يستمرَون بتهديدهم ليْ به أصبح بيدي!!
: وش صار؟
فيصل بنبرةٍ تتسع لفرحٍ عميق : لقيتهم
: الحمدلله . . يالله فيصل أخذ منديل النظارات وأمسح كل مكان مسكته . .
فيصل : طيب . . . أخرج المنديل الذي جاء به من جيبه، ليمسح الجهة بأكملها ويُزيل بصماته من عليها : أدوَر على أشياء ممكن تفيد بوسعود و سلطان؟
: خلَ هالأمور عليَ . . لا تخاطر بنفسك
فيصل : البيت شكله فاضي . . خلني أدوَر؟
: مستحيل يحط أيَ دليل لشغله في بيته
فيصل : طيب . . وضع الأوراق بأكملها في جيبه دون أن يقرأها جميعها. إتجه نحو الباب حتى سمع صوت خطواتٍ تسيرُ بإتجاهه، وقف خلفِه وهو يلصق ظهره بالجدار، انفتح الباب ليُغطي نصف جسدِه بالباب.
سَار الشخص المجهول بإتجاه الطاولة ليُردف وهو يتحدثُ بالهاتف : أبد هذا كل اللي صار! . . . . . . . إيه طبعًا . . . . يمكن للحين بالمستشفى! . . . سمعت من واحد يقول أنه حالته خطيرة . . . إيه وش أقولك من اليوم! نفسه الحبل خنقه عاد الله أعلم مين نكبه! . . . ههههههه كل الأمور تمشي تمام . . .
على بُعدِ خطوات كانت النظارة الشمسية التي تعتلي رأسه تنزلق ببطء ولا يستطيع أن يرفع يدِه ويُحرَك الباب، تسارع نبضه وهو يدعو أن لا تسقط النظارة وتصدر صوتًا.
إلتفت جسدُ الشخص الآخر بجهةٍ معاكسة لفيصل : كلها يومين وماعاد تسمع بإسمه . . . . . على كلامهم أنه ما لحقت الإسعاف عليه . . الكلب فهد ما يرَد ولا كان عرفت وش صار بالضبط . . . . إيه ولا يهمك . . . . . دبرتوا موضوع فارس؟ . . . . . ههههه كفو والله . . . . . بأقل من اسبوع إن شاء الله ونطوي صفحتهم . . . . . كلمني قالي عيَا لا يقبل الرشوة! . . والله طلعوا الفرنسيين راعيين أخلاق!! . . . . . وش قررتوا تسوون فيه؟ . . . أنا والله فكرت وقلت ليه ما تطلعون ناصر من القضية وتعلقونه بعبدالعزيز . . . . ماراح يسكت له خذها مني! . . . عبدالعزيز بعد ما عرف بيمسك ناصر ويذبحه بنفسه . . . . . . كيف بتقدر تذبحونه وهو بالسجن؟ . . . مستحيل حتى يتسمم إذا هم رفضوا الرشوات! . . . أنا أقولك هي طريقة وحدة، طلعوه وأنهوها براحتكم! ساعتها الكل راح يلتفت لهالموضوع وممكن حتى نلبَس التهمة عبدالعزيز ونقول أنه اخته هي السبب وأنه يبي ينتقم ومافيه غيره متهم . . . . أضربوا عصفورين بحجر! . . . . . . ههههههه كلَم سليمان وقوله والله بظرف يومين وبتشوف وش بيصير . . . . . . بس يبيلك تجيب بصمات عبدالعزيز وتحطَها عند جثة ناصر ساعتها لو يموت ماراح يطلع منها خصوصًا بهالفترة أنه عبدالعزيز ما هو خاضع لأوامر بوسعود . . . . . . . . خلاص شف سليمان وأكيد ماراح يعارض . . اهم شي جيبوا دليل يبرىء ناصر عشان يطلع . . . .. . يخي اندبلت كبدي والله أبي أخلص من هالموضوع عشان أطلع من هالخياس اللي عايش فيه
تعرَق جبينه ولمَع بقطراتِ عرقه من التوتر والنظارة مازالت تُهدده بالسقوط.
اشتدَت أنفاسه التي يحاول أن يكتمها، وهو يعلم أنه بمجرد أن يلتفت إليه سينتبه لظلَه الواضح،
من خلف الهاتف فهم صمتُ فيصل ووصله الصوت البغيض الذي يُخطط على القتل : قرَب من عنده وأكتم فمه، لا تخليه يشوفك! أخنقه لين يغمى عليه وأطلع
فيصل وضع قدمِه اليسرى خلف اليمنى ليدوس على حذاءه وينزعه وكرر الحركة بقدمِه اليسرى، أقترب حتى لا يصدر أيَ صوت بخُطاه، وقف خلفه تمامًا وبحركةٍ سريعة وضع ذراعه حوله، كتم على فمِه أمام صرخاته التي يحاول أن يستنجدُ بها، دقيقتين تمامًا حتى ارتخى جسدِه وسقط مغميًا عليه، بهرولة ارتدى حذاءه ونزل للأسفل، خرج للشارع المقابل للمنزل ليقف متنهدًا براحة : طلعت . . .
،
مسحت على وجهها مرارًا، حتى فقد جلدَها الحياة/اللون، تصبَغت بالشحُوب، ومازالت الرجفة تسكنُ أطرافها وتسعرً بدماءها التي تنتشي بالغضب لحظة وتبكِي لحظاتٍ كثيرة.
رفعت عينيْها إليْه : محد راضي من أهلك عليَ وأنت مضطر أنك تمشي مع كلامهم!!
يوسف بحدَة : طبعًا لا! لا تفسرين من مخك . . أنا الحين أكلمك بموضوع أمك لا تفتحين مواضيع ثانية
مُهرة بعينيْها المحمَرة بالدمع : صح كلامك . . أمي عرضتني عليك لأنها دارية أنه أخوك بريء
يوسف بغضب يقف ليُشير إليها بالسبابة : ما قلت عرضتك عليَ!!! لا تقوَليني كلام ما قلته!! . . أنا قلت أمك تخبي شي أو خايفة أنها تقول شي يخص أخوك الله يرحمه
مُهرة بضيق : ليه تشوَه صورته قدامي؟ ما تحس وش ممكن تسوي فيني لمَا تتكلم عن فهد بهالطريقة؟ . . ترضى أحد يتكلم عن خواتك أو عن منصور بنفس طريقتك توَ!!!
يوسف : مُهرة ما تكلمت عنه بتأكيد مني، أنا بس أقولك اللي صار بالضبط واللي يبون يعرفونه من أمك! .. لا تخلينا كلنا ننحرج ونحط نفسنا بموقف بايخ بسبب أمك . . . بس دقي عليها وفهميها الموضوع وأنها لازم تتكلم! على الأقل تقولي ساعتها أقدر أتفاهم معهم بأنها ماتجي أو يحققون معها!!
مُهرة عقدت حاجبيْها لتقف : طيب مثل ماتبي . . . أخذت هاتفها لتتصل على والدتها أمام أنظار يوسف المترقبة.
: هلا يمه . .
والدتها : هلابتس . .
مهرة : يمه أبي أكلمك بموضوع يخص فهد الله يرحمه
والدتها : الله يرحمه . . وش به ؟
مُهرة : تعرفين مين كلَم أو مين قابل قبل وفاته؟
والدتها : وش هالسؤال!!
مُهرة : يمه جاوبيني!
والدتها بعصبية : اجاوبتس وانا مااعرف ليه تسألين هالسؤال!
مُهرة : لأن الحين فتحوا تحقيق وتأكدوا أنه منصور بريء لكن قالوا أنه أمه مخبية شي
والدتها : أنا!! مهبَلِ(ن) ما يدرون وين الله حاطهم!!
مُهرة : يمه راح يجيبونك من حايل للرياض عشان يحققون معك! إذا فيه شي قولي لي عشان نحط يوسف وأخوه بالصورة
والدتها : وش صورته وش خرابيطه! توفى أخوتس والله يرحمه واللي ذبحه أخو رجلتس لا يلعبون بمختس!
مُهرة برجاء يُذيب دموعها على خدِها : يمه تكفين
والدتها : وش تبيني أقول!! هالتسلاب لعبوا بمختس صح؟
مُهرة : راح ينادونك وبيجبرونك تجين هنا عشان التحقيق!!
والدتها : ما يجي من وراهم خير! لو رجلتس به خير ما يقول بجيب أم مرتي وأعنَيها للرياض
مُهرة : أنا وين وأنتِ وين يا يمه! . . بس أبي أعرف وش صار قبل وفاته
والدتها : ما صار شي! انفجعنا عسى الله يفجع العدو
مُهرة بخفُوت : يممه مو حلو منظرنا لمَا تروحين ويمسكونك بحجة أنه تكذبين!!
والدتها : الله يسلَط أبليس عليهم كانهم يبون يتبلُون عليَ
مُهرة : محد يبي يتبلى عليك بس هم مستغربين كيف أم ترضى تزوَج بنتها لواحد أخوه قاتل ولدها!
والدتها : ما خلصنا من هالسالفة! انا كنت أبي أحرق قلب أهله عليه مثل ما حرقوا قلبي وأزوَجك إياه بس أخوه طق الصدر وفزع له
مُهرة بضيق : طبعًا أنا ولا أهمك بشي
والدتها : أكيد تهمينن! وانا اعرف أبوهم ما يرضى بالظليمة من جينا الرياض ولا جابوا سيرة أمنها انذكر اسمه
مُهرة : يعني هذا سبب مقنع لطريقة زواجي عشان تقنعين الشرطة فيه
والدتها : إيه سبب مقنع عاجبهم يا هلا ماهو عاجبهم يضربون راسهم بالجدار وش علاقتي بعد
مُهرة : فهد الله يرحمه قابل أحد؟ يمه تكفين جاوبيني
والدتها : ما قابل أحد . . طلع من البيت ومن بعدها صار اللي صار . . وش بيدرينن عن الغيب
يوسف يقترب منها : عطيني أكلمها . . مدَت له الهاتف ليأخذه : ألو
والدتها : هلا بالصوت اللي ما وراه شيِ(ن) زين
يوسف : هذي شرطة ماهي لعبة عشان تخدعينهم!! خلال أسبوع راح يوصلك خبر إستدعاءك وإن ماجيتي برضاك بيجيبونك بالغصب وساعتها استقبلي الفضايح
أم مهرة : وش تبينن أسوي! أتعنَى للرياض عشان أقابلهم
يوسف : بس جاوبينا على أسئلتنا! . . تعرفين شي وماقلتيه؟ إذا خايفة قولي لي أنا وماراح يجيك شي
أم مهرة : وش خايفتن منه! صاحي أنت!!! . . هذا ولدِي يالأغبر تبينن أضرَه حتى وهو في قبره! كل اللي عندي قلته ليلة الحادثة الله لا يعيدها من ليلة
يوسف بتوسَل : أنا آسف . . حقك علي بس تكفين قولي وش اللي تخبينه علينا؟
أم مهرة : لا حول ولا قوة الا بالله أحتسي صيني ما تفهم!
يوسف : لا تفضحينا أكثر ما أحنا مفضوحين! . . وش اللي تعرفينه عن فهد الله يرحمه؟ إذا غلط قولي لنا وصدقيني موب صاير شي شين!
أم مهرة : اللي يغلط أشكالك ماهو ولدي اللي يغلط
يوسف بغضب لا يسيطر عليه : هالكلام روحي قوليه للشرطة! يسجنونك ويجلدونك على النصب والكذب!!
أم مهرة : هذا اللي ناقص!! لو بك خير ما قلت أجرَ أم مرتي! بس مقيولة وش نرتجي من واحد أخوه قاتل!!
يوسف : هذي شرطة ! تعرفين وش يعني شرطة مافيها حب خشوم!!
أم مهرة : إن جيت الرياض بمَر هالشرطة اللي تحتسي عنه وبمَر بعد بنيتي وبآخذها معي وخلَك قابل أخوك اللي فرَ مخك
يوسف بحدَة يحاول أن لا تفلت أعصابه منه ويتلفظ بأبشع الألفاظ لمرأةٍ بمقام والدته : الأدلة ثبتت أنه منصور ماله علاقة! لكن ثبتت بعد أنه لك علاقة بتغيير مجرى القضية . .
أم مهرة : الله يشلع قلب العدو قل آمين! وش اللي غيَرته! أنتم صاحيين على تالي عُمري تحاسبونن
يوسف مسح على وجهه : ساعديني عشان أساعدك! وش اللي تعرفينه عن فهد الله يرحمه وماقلتيه للشرطة أول مرة
ام مهرة بغضب : أعرف أنكم ناس تدورون الخراب! وتتبلون
يوسف يمدَ الهاتف لمُهرة : تفاهمي مع أمك
مُهرة : ألو
أم مهرة بإنفعال : ماتجلسين مع هالتسلب! بكلَم خالتس ونجيتس الرياض وخلَه يعض أصابعه ندم يوم أنه يبي يجرَني للشرطة ويفضح بيْ
مُهرة : يمه . .
تقاطعها : وصمَة تصم العدو . . جهزي شنطتس مالتس جلسة عندهم! يوم أنهم يقولون إني بايعتتس وماأبيتس! أنا أعلمهم مين اللي بايع الثاني
مُهرة : هذا كلام الشرطة ومن حقها تسأل لما شافت أنه الموضوع غريب! كيف أم تخلي بنتها تتزوج من واحد أخوه قاتل ولدها!
أم مهرة : خلاص أجل يبشرون بخليه يطلقتس عساس يقتنعون أنه ما يصير أم تزوَج بنيْتها لاخو قاتل
مُهرة ببكاء بحَ صوتها : فوق انه نفسيتي تعبانة تزيدينها عليَ! بس جاوبيني وريَحيني
والدتها بصراخ : وش اجاوبتس عليه! يتسذبون وتصدقينهم
مُهرة : يعني ماتعرفين شي
والدتها : وش رايتس بعد أحلف لتس على كتاب الله!! حسبي الله ونعم الوكيل هذا اللي أقوله بس أنا أوريه رجلتس يوم ينافخ عليَ ! والله ثم والله
مُهرة تقاطعها : لا تحلفين
والدتها : والله ما تجلسين عنده . .
مُهرة بضيق : يمممه
والدتها : لا تناقشينن! يومين وأنا جايتتس مع خالتس . . لاابوه من زواج ماجاب لنا الا وجع الراس! فوق ما احنا عافين عن ولدهم وبعد يتهمونن! جعلهم اللي مانيب قايلة . . وراتس بس . . وأغلقته دون أن تنتظر من إبنتها أيَ تعليق.
يوسف تنهد: استغفر الله العليَ العظيم
مُهرة : أمي صادقة لو فيه شي مخبيته كان ارتبكت! أنا اعرف أمي ما تقدر تكذب زي الناس وتغطي كذبتها
يوسف : مُهرة لا تجننيني! كل شي يقول أنه أمك تكذب
مُهرة بغضب : لا تتهم أمي على باطل! قلت لك مستحيل تكذب، كلمتها قدامك وتأكدت أنه مستحيل تكون كذبت بالموضوع
يوسف : أنا ما عاد أقدر أتوسَط لها ولا حتى أقدر امنع الشرطة عنها! بيمسكونها تحقيق يخليها تكره الساعة اللي كذبت فيها
مُهرة بحدَة : ماألوم أمي يوم تدعي عليكم! كذبتوا الكذبة وصدقتوها
يوسف اقترب منها : وش قصدِك ؟
مُهرة : اللي فهمته! أمي ما كذبت . . إذا ما كان أخوك القاتل، فأكيد أمي ماراح يهون عليها ولدها وتتبلى على أحد بالقتل! أنت متصوَر أنه قتل مو شي عادي عشان أمي تكذب فيه! . . امي تخاف الله ماهي كذابة عشان تتهمونها
يوسف : محد معصوم عن الخطأ، إذا أمك غلطت خل تواجه غلطها
مهرة انفجرت لتصرخ : لو أمك مكانها! ترضى أحد يتكلم عنها كذا ويقول عنها كذابة وغلطانة . . ولا عشان أمي ماوراها أحد قمت أنت وأخوك تحذفَون عليها الإتهامات!!
يوسف بدهشة من صوتها الذي اعتلى بنبرته، بغضبٍ شديد : صوتِك لا يعلى لا أدفنك أنت وياه!!
مُهرة تكتفت لتُعطيه ظهرها وهي تغرق ببكاءها : ابشرك أنه امي تبي تبيَن لكم أنه نظرتكم الغريبة للموضوع غلط وتبي تآخذني معها عشان تثبت لك أنت وأخوك أنه مافيه أم ترمي بنتها على قاتل ولدها
يوسف : العصمة مو بإيد أمك . . حطيها في بالك . . . خرج ليغلق الباب بقوَة، فتح أول أزارير ثوبه بإختناق من هذا النقاش الذي أثار دماءه بحدَته.
،
نظرت للهاتف وهي تنزوي بالغرفة الضيَقة، في كل رنَةٍ لا تستطيع أن تصِل بها إلى صوتٍ يُطمئنها تسقطُ دمعة مالحة تمتصُ الحياة من ملامحها، نظرت لإسم " عبدالعزيز " كثيرًا ولا إجابة تصلها، كل ما يصِلها " الرقم خاطىء "، وناصِر أيضًا أشتقته، يوم واحد يمرَ بدونه بعد هذه الفترة الكئيبة تجعلني أشعر أنني فقدت جزءً مني، لا قدرة لديْ حتى احتمل كل هذا الضغط النفسي الذي يُربك ذاكرتي المشوَشة، لو أنني أتذكر أماكن لأصدقاءٍ أعرفهم، لو أنني فقط أعرفُ أين أنا من حياة أصدقائي القدامى، أين أنا من " عبدالعزيز "، يارب ساعدني. يارب!
رنَ جرس الشقة ليقع الهاتف من بين يديْها، إرتجفت بخوف من وحدتها هذه اللحظة، لا أحد بجانبها، لا شيء يُطمئنها سوى لفظ " الله "، يارب أحفظني.
وقفت لتجرَ خطوة خلف خطوة ببطءٍ يُسقطها ببحرٍ مالح من البكاء، نظرت من العين السحريَة لترى ملامحه التي فقدتها طوال الفتنة الماضية، سحبت حجابها لتلفَه حول رأسها وأنتبهت بأن بلوزتها قصيرة، تراجعت لتأخذ معطفها الذي يُغطي جسدِها، فتحت الباب.
وليد بإبتسامة وهو يرتعش من البرد والثلج المستاقط على لندن : السلام عليكم
غادة ببحة : وعليكم السلام!
وليد : توَ وصلت لندن كنت عند ناصر . .
غادة بلهفة : وش صار؟
وليد : كل الأدلة ضدَه! ما ودَي أضايقك بس واضح أنه بيجلس هناك كثير . . وجلستك هنا بروحك أكيد غلط
غادة بضيق : يعني ماراح يطلع ؟
وليد : لا
غادة : طيب هو ما ذبحه بإرادته . . كان يدافع عن نفسه
وليد : هالأشياء ما تهمهم قد ما يهمهم الشي المحسوس! والشي المحسوس يقول أنه ناصر قتله بكامل إرادته
غادة : طيب وش أسوي الحين؟
وليد : أنسب حل أننا نتواصل مع السفارة ويجيبون عنوان أخوك . . وممكن حتى يطلقونك من ناصر
غادة عقدت حاجبيْها : كيف يطلقوني؟!!!
وليد : يسوي توكيل ويتم الطلاق عادي . . أنتِ ماتبين الطلاق؟
غادة ارتبكت لتُردف : أبي أشوف عبدالعزيز الحين
وليد : طيب . . إذا جاهزة خلينا نروح المترو ونرجع باريس . .
غادة بعُمق عاطفتها التي تجهلها تعود لنفس السؤال : طيب وناصر؟
وليد بهدوء : وش نسوي! مافيه حل يا غادة . . لو فيه طريقة أساعده فيها كان ساعدته
غادة بإرهاق : طيب . . بس دقيقة أجيب أغراضي
وليد : أنتظرك
يتبع
،
لم يترك لها أيَ مجال بأن تتصل على أحدٍ، تركها وحيدة دُون أن يُخبرها لأيَ ملاذٍ تلجأ.

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -