بداية

رواية في أحضان الجنوب -7

رواية في أحضان الجنوب - غرام

رواية في أحضان الجنوب -7

[ سلآمتك يآ يمه ] همت بالوقوف [ وأنآ بعد بحط رآسي وأرقد تصبح على خير ]
[ وأنتي بخير يآلغآليه ]
جرجر رجليه بألم بآلغ بعد أن تخلل لي مسآمعه صوت فجر
وهي تصرخ لفت نآظريه أنوآر الـ[غرفه] الموجوآره لـ[غرفته]
أبتسم بألم تُحآصره تلك الحنآن من كل أتجآه أغمض عينيه بكره لأفكآره الملعونه
ودخل يبحث عن الرآحه والنوم علً أفكآره المجنونه تهدأ
سموم أفعى ...
[12]
.
ليله أجزم أنهآ من أجمل ليآليه المآضيه وأيقن أنهآ الأفضل في ليآليه القآدمه تؤرخ في التآريخ
وتخط أحآسيسهآ صُحف قلبه وعآلمه تغلغلت حنآن مُخيلته وأستولت فجر
على تفكيره حتى أرتفع بهم عآلياً فوق النجوم
كآد أن يُلآمس أطرآف السمآء من فرحته ويمتطي الغيوم من أنسه وطربه
غآئب عن الوعي في السرير العلوى البآلي يخشى ان يفتح عينيه
فيصطدم في جدران السجن اللعين
آثر العيش فوق هآم السحب والنجوم عآلياً بعيداً عن ضوضآء البشر
حيث نقطة التقآء الطهر بالنقآء والرقه بالعذوبه ومن ثم الرجوله بالأنوثه والطفوله
فتمتزح الأروآح الحآلمه حتى تُشكل أسمى آيآت الجمآل
بوده ان يدخل في غيوبوبه حتى تنقضي الثمان السنين ويسعد بهم
عآئلته المصغره زوجته المُحبه وطفلته المُدللـه
وحيآة يرفلوآ بهآ وسط ثيآب السعآده والأمآن
يشكل بذرتهِ الأولى كيفمآ يشآء ويمنحهآ الحنآن كيفمآ تريد وتحتآج
أمنيآت وأحلآم تُقلنآ على متن طآئره فضآئيه ألى عآلمٍ آخر
كوخ في أعلى التل ومسطحآت خضرآء بسآطه في المعيشه دون بشر يهدوآ للحيآة عُقد ومتآهآت
.
.

ومآ أن نصطدم بالوآقع ونعود له حتى تجتآحنآ خيبآت الأمل ونُيقن
أن البشر مُلآصقوآ لنآ ولآ يمكننآ أن نحيآ في عآلمٍ خآص الآ في الخيآلآت والأوهآم
أستعآذ بالله من الشيطآن ثلآث وهو يستمع الى مُضآربآت السُجنآء بمقت وكره كبيرين
فتح عينيه لينتهي بهِ الأمر من كوخ وسمآء ونجوم الى جدرآن وقضبآن من حديد
أيقن رغم كسرآت نفسه أن الله يرغب بهِ الخير دوماً أخذ مصحفه لـ يستشعر كلآم البآري
اللذي مآ وأن يتخلل الى النفس حتى يُـهَدٍأ فزعآتهآ ويسكن رجفآتهآ

.

.
.

في قرية السيل

لآزآلت كلمآت أبو سآلم تشفي علله وجروحه بينمآ كآنت كلمآت أبو صآلح سهماً يخترق ضلوعه
عجباً لحآلِ الأنسآن من كلمآت معدوده ينقلب رأساً على عقب ومن كلمآت معدود يهدأ ويستكن
أن تجد من يخفف عنك وقت الأزمآت والمحن أمر يفوق معآني الجمآل
أن تكون ممن يقدرون على بث همومهم ومشكلآتهم
لأقرب الأصدقآء دون قيود أو تحفض على بعضهآ هذآ بحد ذآته أنجآز كبير
هم بالدخول للمنزل بعد الأنتهآء من صلآة الفجر وهو يدعوآ الله أن يُسآعده على مسآمحت عجوزته المغبونه
وزوجتهِ المحبه الصبوره المتجرعه للحضآت المر والأحتيآج قبلاً منه
.
.
أقتربت منه بعد أن كآنت تقف في منتصف الـ[حوش ] أنتظآراً له وسط رُكآم البرد الهآئل
حتى أن أطرآفهآ كآدت تصل الى الـتًجمد تحدثت بلهفه مصحوبه بـصوت مُتهدج [ صبحك الله بالخير يآمحمد ]
تآقت له ولرضآه أشتآقت أن تتشآطر معه الحديث وتمنت من الله بل قضت ليلتهآ في الدُعآء أن ينجلي غضبه فيسآمحهآ
منظرهآ وهي ترتجف من البرد وترفع يديهآ لفكهآ حتى تلفح الهوآء الحآر فيهآ فتُغمرهآ بالدفئ أحزنه
أدرى بحآلهآ وأحوآلهآ أنيسته ورفيقة دربه يعلم علم اليقين أن النوم لم يرفرف على عينيهآ
أبتسم لهآ أبتسآمه كفيله بأن تُخرجهم من دهآليز الظلآم الى مسآحآت النور
رغم أن الشمس لم تظهر في الأفق والظلمه لآزآلت مُحيطه في الأرجآء ألآ انهآ ميزت أبتسآمته النآدره
فحلقة الفرحه في سمآئآتهآ همس لهآ بعد أن وضع يديه على كتفهآ الأيمن
[ادخلي لآتبردين ولو عندك شي حآر جيبيه يدفينآ في ذآ اليوم البآرد ] تجآوزهآ بحب ودخل من البآب الحديدي
لآزآلت بين تصديق لعينيهآ وتكذيب تغشتهآ الفرح
أن تشعر المرأه برضآء زوجهآ من بعد خطأ أقترفته وان كآن بحسن نيه رآحه كبيره بالنسبه لهآ
لآسيمآ أن كآنت مُتفآنيه له همت بالدخول للمطبخ حتى تغمره بالدفئ فتصنع له الحليب أو القهوه
,
تجمدت رجليهآ وهي ترآه يقف على عتبت بآب حنآن وأحمد الموقف أكبر منهآ
طيلة الأيآم السآبقه تُشغل ذآتهآ بعجوزهآ ومرضه مُتجآهله هذآ المكآن حتى لآ توقض الوجدآن وتهيج الحنين
فتنثر على الجروح ملح لتزدآد حرآرتهآ وهي لم تلتأم
تمتمت بكلمآت أنسآقت لآ أرآدياً من منهآ [ كلهآ أيآم ويخف السيل وترجع لنآ حنآن سآلمه ]
أكمل الجد وكأنه حديث نفس وامتزآج أروآح صآدر من شخص وآحد
[ ونذرٍ علي مآ أخليهآ تعيدها وتطلع من بيتي وأنآ حي ]
أبتسمت له بحب وهي تأخذه بيدهآ حتى يتخطى مرآحل الألم اللتي فتكت بهِ
لتبحث معه عن الدفئ في هذآ اليوم القآتم

.
.
.
..

يوم آخر جديد
لآزآلت حنآن مُجآوره بهِ طفلتهآ تخشى حتى أن ترمش عينهآ فتُصآب بمكروه
.
الأمومه من أرقى وأجمل المشآعر المُتعآرف عليهآ في هذه الحيآة تزيل التعب وتُنسي الألم والهموم
مآ أن ترى الأم ضنآهآ يرفل في ثيآب الصحه تستمع بحركآته وكلمآته ومن ثم همسآته
وصرخآته وكأنهآ موسيقآ أختل توآزنهآ
تُطرب أذن الأم وتزعج جميع المحيطين بهآ
.
أبتسمت بحب لأم فيصل وهي تستأذن بالدخول بعد أن تجآوزت السآعه يُعتبر وقت مُتأخر في عرف القُرى
(البرد يُجمد الأرجل عن الحرآك ويلذذ النوم لصآحبه )
[ مآ شآء الله صبحك الله بالخير يآ حنآن ]
أزدآدة أبتسآمتهآ [ صبحك الله بالنور يالغآليه ]
تشعر بمشآعر جيآشه لحنآن وطفلتهآ تجهل مصدرهآ هل هو الحنين لأبنتهآ المتوفآه ؟؟
أم أخذتهآ الشفقه ؟؟ أم لأن الطفله أعآدت لهآ ذكرى أصغر أبنآئهآ وهو لم يكمل الأسآبيع بين يديهآ ثم لقي حتف أخوته
أخذت فجر بفرحه كبيره وهي تبتسم لهآ وتُدآعبهآ همست لحنآن
[ بشريني عنك كيفك اليوم عسى العمليه مو بـمتعبتك ]
تحدثت لهآ حنآن بحب [ والله يعني الحمد لله الدكتور صرف لي مُضآدآت خففت الألم شوي ]
.
.
.
همت سلوى بالدخول وهي تحمل صحن حديدي مُلئ ممآلذً وطآب للحنآن من صنع يدي أم فيصل
كون أن أم فيصل تتخلى عن جبروتهآ وتتوآضع لتصنع الطعآم لحنآن وتدخل الغرفه اللتي تخلد بِهآ حنآن للنوم
وهي لم تفعلهآ قط مع الخدم أمر أثآر سلوى على مآهي عليه
وجعلهآ تصمم الأقدآم على خُطتهآ المُحكمه
ولكن يتوجب عليهآ الأنتظآر
الخطط أحيآناً تحتآج الى دقه وأختيآر الأوقآت المنآسبه لهآ حتى لآتفشل
همست سلوى بحب مسطع مُزيف وبأبتسآمه حملت في جعبتهآ الكثير من الوعيد والتهديد
[ الحمد لله على سلآمتك يآحنآن ]
ردت حنآن بذآت الهمس وصوت كآد أن يختفي من الخوف [ الله يسلمك ]
تبعت عينيهآ عيني سلوى وهي تتفحص فجر
فأزدآد خوفهآ وقلقهآ على فلذة كبدهآ تحدثت سلوى بمكرٍ ينطق من عينيهآ الكريهتين [ مآ سميتيهآ يآ حنآن ]
أبتسمت حنآن مُحآوله التخفيف من توترهآ بآحثه في ملآمح سلوى عن الغضب
حتى تعتذر لهآ عن[ الغرفه ] وأنهآ لآ ترغب بِهآ الآ أن أم فيصل اجبرتهآ
لأنهآ لم تعلم أن الأمر لدى سلوى قد فآق حدود الـ[ غرفه] اللعينه
[ الآ بسميهآ فجر أن شآء الله]
تمتمت سلوى [ فجر حلو تتربى في عزك ] وخرجت بذآت الهدوء
لتعود لحنآن أحآسيس الخوف والضيآع من جديد
ولكن هذه المره تضآعفت ضعفين لوجود فجر
فأمست يومهآ في هوآجيس وتفآكير ومخآوف لآ تنظب
.
.
.
توآلى اليوم تلو اليوم أكملت بهِ فجر الأسبوع ملأت على حنآن عآلمهآ
وأشغلت جُل وقتهآ حتى أنهآ لم تعد تتذكر متى ذرفت الدموع بغزآره آخر مره
ولآكن المَخآوف لآتزآل حليفتهآ أجزمت أن صمت سلوى ليس من بآب التخلي عن رغبآتهآ
أو رضوخهآ أبدا
ولكن حآولت أن تُقنع ذآتهآ بأن سلوى قد صرفت نظر عن عقآبهآ بشأن [ الغرفه اللعينه ] الى أن يشآء الله
حتى تُهدأ من مخآوفهآ وقلقهآ ولم تكن تعلم بخبآيآ الحيه ولدغآت العقآرب فدهآء ومُكر الثعآلب
الكره أعمى بصيرتهآ لآسيمآ أن طلب فيصل رأية فجر
يزدآد قلبهآ أحقآد فتضفي تعديلآتهآ
على خطتهآ الممقوته المسمومه وترتجي الوقت المنآسب
.
.
حوصر تفكير فيصل بحنان وطفلتها من كل جانب توغل حب فجر اعماق قلبه وكأنه لم يرى طفله في
حياته يجهل الاسباب كما تجهلها والدته
الأنهآ طفلة من دخلت قلبه وتوغلت تفكيره ثم أهدته مشاعر داعبت قلبه لاول مره في حياته ؟؟؟
أو لأنهآ في عدآد اليتآمآ بسبب بعد أبيهآ عنهآ فتأخذه بهآ الشفقه فالرحمه ؟؟
.
.
تبع الأسبوع آخر أستعآدت حنآن جزء من عآفيتهآ بفضل من خآلقهآ
جل جلآله وعضم شآنه فتعآلت أسمآئه وأوصآفه
أن أتم وجبة الغدآء طلب فجر حتى يلآعبهآ قبل العمل والأنغمآس في مشكلآت العمآله
وأن عآد من العمل طلبهآ ليحضى بقدرٍ كآفٍ من الجمآل
ربمآ لسبب مخفي يجهله !!!
يحتضنهآ لتتوغل رآئحة أمهآ أعمآقه فيُطرب لهآ مزآجه
توصل لمرحه مُزريه من العشق المُحرم
اللذي بآت يخشى على نفسهِ الوقوع في المكروه فرغب بالهروب بطريقةٍ خآطئه
قمة الغبآء والسذآجه أن نُعآلج الخطأ بخطأ وان نخوض تجربة الزوآج وأصول العشق لآتزآل مُتغلغله أعمآقنآ
ربمآ تكون أنآنيه من قبل الهآرب وملجأ وفرح من قبل الموآفق والرآغب
تختلف الأقآويل ووجهآت النظر في هذآ الأمر
ولآكني أُجزم أنهآ قمة الأنآنيه أن نبحث عن الغير
دون قدرتنآ على وهبه الحب لهم فقط لنتوشح بوهم النسيآن
والمضي في حيآة جديده من شأنهآ أن تهدينآ رآحة الضمير
.
.
.
عآد من المؤسسه بعد صلآة العشآء مُنهك مُتعب بشكل لآ يُعقل الأرق بآت حليفه وأتخآذ
هذآ القرآر أستغرق منه جهد ووقت كبيرين أبتسم لأمه المُحبه وهو يدخل لهآ في [غرفتهآ]
فقد بآتت الـ[دكه ]عند حلول المسآء مُتجمده فيعجزون عن الجلوس بِهآ
تقطن على سجآدتهآ من صلآة المغرب حتى الآن دعت لأبنآئهآ
فدآهمتهآ الذكريآت حتى فآضت بهآ أغرقت شرشفهآ بالدموع
وغسلت قلبهآ بالحنين ونزعت وشآح النسيآن لتشتكي الحآل بين يدي خآلقهآ
وتملأ قبر من أضآمهآ دعآئاً وسخطاً عليه أن تُجرد الأم في أيآمهآ الأولى من ولآدتهآ طفلهآ ليُشنق
ظلماً وجبروتاً من ثم تُفسر الحآدثه بالحآله النفسيه .. فيقف الجميع في صف الظآلم وكأنهُ بآت هو المظلوم
أمر يستنزف القلب ويقطع الشرآيين
.
.
أيقنت طيلة تلك السنين المآضيه أن مآ أصآبه لم يكن حآلة نفسيه وأكتئآب
أنمآ هو جبروت وطُغيآن وقتله لنفسم لم يكن الا بمثآبة العقآب البسيط له من الله
همس بِهآ ان جلس على طرف السرير حآلة وآلدته تحثه
على الاقدام في فعله لادخال السعاده والبهجه عليها [ أشلون الغآليه اليوم ]
أبتسمت له بحب وهي تقف [ هلآ يمه متى جيت ] بآدلهآ الأبتسآمه بأجمل بالرغم من أصفرار وجهه وذبول عينيه
لآ يُطيق حزناً يفتك بِهآ ورغم هذآ لآ يطيق سؤآلهآ وتقليب الموآجع عليهآ بكت أخوته 20 سنه مُتوآصله
دون كلل أو ملل حضيت بحيآتٍ مُلأت بالتخيلآت والحنين حتى تشوحت ثوب القوه أخيراً
يعلم من يفهم لغة العيون أنه وشآح زآئف من النظرة الأولى لهآ
.
.
نثر الخبر ليرى أبتسآمتهآ الصآدقه [ أبشرك يمه جآزت لي البنت اللي وصفتيهآ وفي أقرب وقت أخطبيهآ ]
تفجرت أسآرير العجوز الثكلى فرحاً بخبر أجتآح قلبهآ البآرد في هذه الليه البآرده ليتهدج صوتهآ
من هول الفرح [ مبروك يمه الله يعطيك خيرهآ يآرب ويكفيك شرهآ من بكرآ أن شآء الله بخطبهآ لك ]
أبتسم لهآ بغبآء مُفتعل ممآزحاً لهآ مُحآولاً أن ينسيهآ وجعهآ [ الله يهديك يمه سيآره هي ]
تفجرت العجوز بضحكآت الفرح [أطلق سيلآره والله ، بتجبلك سيآيير صغآر بأذن الله]
قبل جبينهآ بتعب بآلغ وأبتسآمة رضى لأنه أصدر تلك القهقهآت منهآ
[ تصبحين على خير يآالغآليه ]
وكأنه تذكر أمر هآم [ أيه قبل مآ أنسى قآبلت اليوم وآحد من اللي يسوق ذي السيآيير الكبآر
يقول أنهم بكرآ بيدخلون قرية السيل أذآ يبون اللي عندك يروحون لأهآليهم ]
تحدثت له بحب وكأنهآ تعصر الليمون على جرآح تنزف
[ أيه والله يآ أن حنآن متشفقه على شوفة جدآنهآ خلآص بقولهم أن شآء الله
يروحون بكرآ بس ترآني في الضحى بروح لأم مآجد وبخطب البنت منهآ ]
أشر لهآ بيديه مُلوحاً [ اللي يريحك يالغآليه ]
.
.
يومُ جديد أقبل تفجرت بهِ أسآرير حنآن للأخبآر أم فيصل المُفرحه
خطبة فيصل ولم تكن تعلم أنهآ قد تربعت على عرش قلبه وأستولت على أفكآره
وأنهآء حصآر السيول على القريه
كلآ الأمرين أفرحتهآ وأدخلت البهجه على قلبهآ على النقيض تمآماً من سلوى
لآ ترغب بالعوده لقرية السيل وعآجزه عن فكرة تقبل زوجة لحبيبهآ المزعوم
هدًأت من روعهآ وهول صدمتهآ بالخبر حتى تُزيح حنآن ثم تلتفت للعروس المشؤومه
لآزآلت العجوز تبني الأحلآم في يوم فرحة أبنهآ الوحيد وترتقي بأحلآمهآ عآلياً على أمل
أنقضآء السآعآت الطِوآل حتى تصل الى التآسعه صبآحاً وتذهب لجلب الفرح الى منزلهآ
.
.
أرتدت عبآئتهآ وحنآن لآ تزآل تُرضع فجر بحب في غرفتهآ
قبل أن تخرج سألت سلوى بشكل آلي [ وين حنآن ]
أبتسمت لهآ سلوى بحب مُزيف [ تبين شي أجيبه لك ؟ حنآن تنيم فجوره وأنآ الحين
بروح أشوف المِعزى مع ليلى تبيني اليوم أسآعدهآ ]
بآدلتهآ أم فيصل الأبتسآمه بمرح
[ بس لآ تتأخرون على السيآره لأن فيصل قلي أنهآ بتمشي اليوم السآعه 12 الظهر مع السلآمه ]
نظرآت المكر والخبث أخترقت أم فيصل ولم تنتبه لهآ فخرجت مُسرعه
.
.
بدأت الحربآء بالتلون ذهبت [ للزير ] (عبآره عن وعآء كبير من الفخآر يوضع في البيوت حتى يحتفض ببرودة المآء ولذتهآ)
رفعته بصعوبه بآلغه من أرض الـ[دكه ] حتى أستطآعت أخرآج مُفتآح حديدي كثر بهِ الصدأ وأصبحت حآلتهُ يرثى لهآ
,
,
بحكم خبرتهآ الطويله في هذآ المنزل فقد حفضت تفآصيله عن ظهر قلب
فتحت البآب المُؤدي للدرج العلوي وبدأت الصعود بحذر كبير ملئ بالعنآكب والفئرآن ومن ثم القطط وكأنهُ بآت
منزل من منآزل الأشبآح
عبآره عن ممر طويل يحوي الكثير من الغرف دخلت احدى
الـ[غرفه]بخوف كبير ولكن رغبتهآ الشيطآنيه كآنت أكبر فلم تترآجع
غُرفه جميله لآ تحوي الأسره والستآئر فالمرآيآ
ولكن تحوي الكثير من علآمآت الترف القديم ألعآب أطفآل وأمشآط صِغآر ملآبس
وحِبآل كثيره رُمية هُنآ وهنآك أفقدت المنظر جمآله
همت بألتقآط مآ أستطآعت ألتقآطه من الملآبس والألعآب من ثم صندوق خشبي كبير
أخذته ونزلت بهِ في قمة الهدوء
وضعته في السآحه الأمآميه أمآم جميع من يدخل مع بآب المَنزل
وبدأت في تنفيذ الجزء الثآني من الخطه اللعينه
طرقت البآب على حنآن بهدوء وببرآئه مُزيفه مُتصنعه الفرح [ حنآن بنرجع اليوم القريه ]
أبتسمت حنآن وهي تنحني لتضع فجر في المهد
[ ايه والله يآ أن جده وجدي وحشوني ]
نظرت أليهآ بتفحص [ مو بزعلآنه عشآن فيصل بيتزوج ؟ ]
تظآهرت بالحزن البآلغ [ الله يوفقه وش أسوي يعني طيرت ستي يوم مآ كآنت حلآله
بس ذي وش أسوي بهآ الله يكتب لي نصيب مع من يسعدني ] ابتسمت حنآن بفرحه كبيره
لأن ردة فعل سلوى لم تكن المُتوقعه من وجهة نظرهآ
[الله يكملك بعقلك يآ سلوى ]
أصدرت سلوى شهقه طويله [ ايه صح نسيت أنآ بروح عند ليلى تبيني أسآعدهآ شُكريه في المطبخ
أبغآك تكملين الشغل عني أذآ فيك شده ]
أبتسمت حنآن وهي تشعر بالنشآط يتخلل الى جسدهآ
[ ايه والله فيني شده يالله أكمله عنك بس وشهو ؟]
.
.
.

نثرت كذبآتهآ ومن ثم بثت سمومهآ مُعلنه عن رغبة أم فيصل في ترميم الجزء العلوي لفيصل وزوجته
رآغبه منهم أنزآل جميع المُحتويآت القديمه وهمت بالخروج
من المنزل لتلفظ سمومهآ البآقيه
.
.
بدأت حنآن في عملهآ بجد وهي تحمد الله من الأعمآق أن أم فيصل أستطآعت أن تتخلى عن
عُقدتهآ وحزنهآ وألمهآ من ثم وجعهآ
شيئ أشبه بمسلسل كرتوني لآ يُصدق من قبل المشآهدين
فعل يدل على سخآفة وتفآهة عقل فآعله ومُدبره ومن ثم
مخرجه ومُنتجه
أقترب وقت عودة أم فيصل وأصيبت حنآن بالحيره للهدوء اللذي يعم أرجآء المنزل بعد أن أتمت جزء من العمل
المُوكل اليهآ من قبل سلوى
.
.
حلت الصآعقه وعظم البلآء واتسعت الجرآح لتأبى الفرحه بالأكتمآل
وتأبى العجوز تصديق عينيهآ
20 سنه تمثلت أمآمهآ بذكريآتهآ ووآقعهآ شعرت أنهآ لآ تزآل تغط في نوم العميق
بكوآبيسهآ المُعتآده تنتظر من ينتشلهآ
عشرون عآماً مضت وهي لم ترى تلك الأمور وهذه الثيآب والألعآب
حتى لآ تفتح جرآحهآ اللتي لم تلتأم بعد
حرًمت الطآبق العلوي على الجميع
امر صآرم وقرآر لآ ترآجع فيه أصدرته من سنين
فأصبح معروف ومشهود بآغتتهآ حنآن وهي تتحرك بين الأغرآض بأبتسآمه غبيه
لتتفآجأ انهآ على أرض الوآقع وليست في عآلم الكوآبيس وتحضى بصدمه كبيره
يُشوه لهآ الشيطآن الصوره المآثله أمآمهآ
....
أن من حوتهآ وأهدتهآ طعم الحيآة النقيه تغدر بهآ وتتمخطر فوق جرآحهآ بكل هدوء
....
.
.

[13]

مشآهد مُخزيه
.
.

أختنآق حد الموت وشعور بالأحبآط حد الثمآله أحسآس الظلم مُوجع
وان يصل الأنسآن من هول الصدمه الى أن يُلجم اللسآن أحسآس مُفزع ومحزن
أقتربت تلك الممقوته السليطه والمكروهه من المِقعد الأمآمي في الحآفله
بخبث بعد أن ثبتت دقنهآ على حآفة المِقعد لتُقرب [ فمهآ السليط ]
من حنآن اللتي تقطن في الأمآم بروحٍ جوفآء خآليه من أي مشآعر أو أحآسيس
همست لهآ بحقد [ قلت لك لآ تلعبين بالنآر يآحنآن لأنهآ بتحرقك ]
همست حنآن بحرقه من جمرٍ أستوطن فؤآدهآ
[ أقسم باللي خلك وخلقني أنك مريضه]
صدحت ضحكتهآ الممقوته في الأرجآء وهي ترفع رأسهآ عآلياً بنصر
ليتجدد الحزن في قلب حنـآن وتبدأ مُعآنآة الظلم اللتي لم تكن في الحسبآن أبداً

....

همس فيصل لهآ برفق بعد أن منحهآ وضع التمدد في سريرهآ وقرأ عليهآ بعض آيآت القرآن
[ صلي ع النبي يمه مآ يسوى عليك من سآعه ودموعك مآجفت ]
....
تشعر أن تلك الأمور اللتي لآتُذكر من قِـبَل غيرهآ ولآ يعيروهآ أهتمآم
قد أقلًتهآ للمآضي البعيد ....
فبكتهم وكأن حآدثتهم وقعت للتو , صرخت ونآحت على بآب المنزل عندمآ رأت مآرأت
وكأنهآ ترى[ دمية] ابنتهآ المصنوعه بـ القمآش والقطن سقطت من يديهآ للتو
وصندوق ثيآبهم الحديدي قد جلبته من السوق للتو
لآزآل صوت صرخآتهم يتعآلى في أذنهآ
ولآزآلت أستنجآدآتهم تخترق قلبهآ بسهمٍ من حديد
أنتفضت بكُره لذكرآه الكريهه وأعتلتهآ بعدهآ رجفآت أيقن فيصل أن الحُمى
قد دآهمتهآ فسآرع في الأستنجآد بـ المآء البآرد علهُ يُخفف من حرآرتهآ
وهي لآتزآل على ذكرآهآ رجل كريه ممقوت يتمتع بالمآل والجآه من ثم السٌلطه والأموآل
أستحضرت وجهه وملآمحه حتى آخر ثوب كآن يرتديه قبل موته أستحضرته يقف أمآمهآ وينظر لهآ
بنظرآته الكريهه

( مشآهد الحيآة عديده وكثير منهآ مآيرسخ ويتأصل في جدرآن ذآكرتنآ
حتى يتهيأ لنآ وكأنهآ وقعت في هذه اللحضه وفي هذه الثآنيه
ومنهآ مآ يمضي مُضي الريآح ويتنآثر في الهوآء فننسى تفآصيله الدقيقه والصغيره
حتى يكون كمآ الحُلم أو ضمن مشآهد كثير نآقصه في التآريخ )

..
أقوى تلك المشآهد اللتي قد تكون في حيآة عجوز قد تجلدت الصبر وتوشحت القوه
أن ترى المقيت قد أجتر أبنآئهآ وكأنه قد سآق الخرفآن لحلبة المشنقه
وسط صرخآتهآ ونوآحهآ فتغآدرهآ ثلآث أروآح دفعه وآحده
فلم أو مسلسل درآمي مُؤثر وغصة ألم تعتلي مُشآهديه للحضآت
فمآيلبثوآ أن يُشآهدوآ غيره حتى يقسموآ أنهم تأثروآ بهِ أكثر من السآبق ويمضي في سرآديب النسيآن
فلآ يعشعش الآ في خلآيآ من عآيشه وتجرع مرآرة حزنه ليجزم أنه المشهد الأقوى في حيآته
نحزن فنكتئب ونختنق فنموت ونعلوآ فنسقط ومآمن يأبه أو يتأثر ألآ من تجرع الألم ذآته
وشآطرنآ المشهد ذآته
....

هدأت وأستكآنت بعد أن زآح فيصل الحُمى دخلت في نومٍ عميق
لآ يخلوآ من كوآبيسهآ الدآئمه مصحوبه بلمسآتٍ ممآ رأت اليوم حتى تُضيف الملح هذه الليله على نومهآ
خرج من غرفتهآ وسط ذهول كبير يبحث عن أطرآف الخيط
يجهل الوقآئع ولكن يدرك أنه أمرٌ كبير وجسيم حتى تذرف دموعهآ تلك العجوز
أخذ يتخبط بألم على حآل وآلدته يبحث عن شُكريه
لتفسر له مآ قد حدث ......

....


....

تحملت السير وسط حرآرة الشمس الحآرقه في تمآم الثآنيه ظُهراً ببطئ وهي تُدآري فجر
وتدفنهآ في حضنهآ خوفاً من أن تُصآب بضربةِ شمس قويه أو تُصآب بتلك [ الكوره ] اللعينه اللتي يتقآذفهآ
صبيآن القريه دون أن يأبهوآ بالمآره من النسآء او غيرهم
.
( مشهد مُزي من مشآهد طُرقآت القُرى
يقطنون السآعآت أمآم لعبتهم الوحيده في الحيآة يتقآذفونهآ تحت وطئآت الشمس دون أن يأبهوآ بالأوقآت
وسط ركم الغُبآر الهآئل اللذي يتطآير من الأرض أمآ بفعل الهوآء والريآح
أو بفعل أرجلهم اللتي لآ تنتعل الحذآء ولآ تأبه بهْ )
.
.

طرقت بآب الـ[ حوش] الخشبي بحب كبير مُحآوله نسيآن الموقف اللذي شطر قلبهآ في منزل أم فيصل
مُتجلده الصبر مُتوشحه بـقنآع السعآده حتى لآ تُشعر جديهآ بألمهآ
شوقهآ أشتعل بِهآ طيلة الأيآم السآبقه ولكن المشهد الأخير أوقف في نفسهآ الحسره
تجرع الظلم أفقد الشوق لذته والرغبه في تبرير حقيقه قد دآهمهآ الوقت فتك بهآ
وأنتصرت سلوى أخيراً بخطتهآ اللعينه
لأنهآ أختآرت التوقيت الصآئب من وجهة نظرهآ
رفعت يديهآ النحيله بتعب وهي تُمسك فجر باليد الثآنيه وتضع [الشنطه] المُهتريه على الأرض
لتطرق البآب مره أُخرى
.
.
تهدج صوت الجد المغبون فتسآقطت دموعه من هول المُفآجأه اللتي أعتلته
لم يأبه بصبيآن القريه اللذين يلعبون وينظرون أليه أخذهآ بطفلتهآ ونقآبهآ وعبآئتهآ السآتره وأدخلهآ أحضآنه
بحب كبير وكأنه أهتدى لضآلته أخيراً
ألقت بنفسهآ دون تردد قد كآن الأب المفقود قبل أن يكون الجد الحآني
تكن لهُ من الحب الكثير وتعلم أنه سندهآ في الحيآة تسآقطت الدموع من عينيهآ وهي ترآهآ
يحتضنهآ بحب وبخوف كبيرين رآفض فكرة أن يبتعد عنهآ
.
.
تعآلت شهقآت الجده وهي تصرخ [ حنآن يآ قلب أمك أنتي جيتي ]
أزآحت الجد بكلتآ يديهآ وهي تضحك بدموع [ خلهآ تدخل يآ محمد وش فيك موقفهآ ع البآب ]
تعآلت الضحكآت المحلقه في سمآئآت الحزن والحسره
دخلت حنآن وهي تجتر[ شنطتهآ] بعد أن أخذ الجد فجر بحب كبير دون أن يتحدث
[ كثير من الأفرآح مآ يُلجم السنتنآ فنلجأ للصمت بالتعبير عن فرحنآ أو تقديم تبريكآتنآ ]
أنتزعت حنان نقآبهآ وسط شهقآت الجده اللتي لآ تختفي أرتمت في أحضآنهآ
الأم المُتوفآه والجده الحنون والأخت المفقود
والقدوه العُليآ ترتجي الحنآن وتتلمس الحب حتى تهدأ جمره سكنت فؤآدهآ
همس الجد [ سوآتك يآ يبه مآهي بسوآه بس فرحتي فيك منعتني أشيل بقلبي عليك ]
أبتسمت له بحب [ أنت شوف فجر بس وترضى عني ]
أكملت بفرح وهي تدخل عن الشمس من البآب الأزرق الحديدي

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -