بداية

رواية وش رجعك -41

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -41

[ طـــارق ]
وقفت أمام الباب ... انتظرها تأتي وتفتحه لي ... بعــد دقائق أتت : مسامحة تأخرت .. بس كنت أدور المفتاح ...
تأملت وجهها الذي حينما أراه .. أنسى نفسي ... أنسى همومي : صبـــاح الخير ...
تبسمت : صباح النور ... تفضل ...
قلت لها : بس أنا مو جاي بروحي ...
استغربت : معاك أحد ؟
تبسمت وأنا أمد لها ذراعي بباقة ورد ملونة قد أخفيتها خلفي : معاي الورد ...
رأيتها تتأمل بالورد ... ثم رفعت نظرها إلي : ما اقدر آخذه ...
تلاشت ابتسامتي لكنني سرعان ما رسمتها : بس هذي مو لج ... لمازن حبيب أبوه .. أبيج تخلينها بغرفته ...
سكتت قليلا ... ثم تناولت الباقة : تفضل ...
مشيت خلفها ... وأنا أرى خطواتها الهادئة ... لم تتغير ... ما زالت كما كانت ... معشوقتي الأزلية : أميرة ...
أدارت وجهها إلي : نعم ؟
ماذا ؟! أجننت أنا ؟ أفلا أستطيع تمالك نفسي ؟! كنت .. كنت سأشي بي : أجرب صوتي ههه
ضحكت ... وما أجمل ضحكتها ... وما أجمل أيضا ... أن تفتح يومك بضحكاتها : دوم هـ الضحكة ان شاء الله ...
جلست على المقعد ... وهي ما زالت واقفة : تسلم ... عن اذنك بجيب مازن ..
قلت لها : اذنج معاج ....
ذهبت ... وأنا جلست أنظر إلى حوض الأسماك ... وأراقب تحركاتها ... لتأتي ومازن بأحضانها ... تأملتها ثانية ... كم تمنيت أن تلد لي مولودا ... وكم كنت غبيا حينما فرطت بها وجعلت جنينها يسقط ... أخذت مازن ... قبلت خديه ... ورفعت نظري لها فلم أجدها ... تضايقت بعض الشيء .... ثم اللتفت لمازن ... أخذت ألاعبه ... فأحسست بقدومها .. أتت ووضعت كوبين من الشاي .. وبعض قطع الحلوى : تفضل ...
تبسمت : للحين هذي عادتج ما غيرتيها ؟
سكتت قليلا ... ثم قالت : ايوة ...
لا أعلم ما الذي أفعله أنا اليوم ... ولكنني ... سأنفذ مخططي ... وسأعيدها إلي : تتذكرين أيامنا قبل ؟
قالت : ممكن تسكر هـ الموضوع ؟
تبسمت : لا ... لأنه مفتوح على طول ...
فقالت : طارق ! اذا كنت أنا كل ما تشوفني تذكر أشياء ماضية ... فأنا أتمنى تجي وقت ما يكون نافع موجود علشان هو بنفسه يضيفك وماله داعي أكون جالسة معاك ...
سكت قليلا .. تريد أن تتهرب مني ... محال هذا : اكييد لا .. لأن بدونج أو بوجودج الحال واحد ... ولو كان بيتغير شي ... كان بتتغير مشاعري لما منى كانت معاي .... بس عمري ... ما حبيت إلا انتي ... وعمري ما اتمنى ...
قاطعتني وهي تأخذ مازن : الزيارة انتهت ... واذا بتقول هـ الخرابيط ... البيت يتعذرك ...
لم أتوقع غير هذا ... لكنني لم أدعها تأخذ مازن ... بل أمسكت كفيها وأرغمتها على الجلوس بجانبي ... ولأنني أعرفها كما أعرف نفسي ... وأعرف أن عيناي ... لهما تأثير آخر عليها ... حدقت بعينيها ... نكست رأسها ... فرفعته ... وأجبرتها أن تنظر إلي : انتي تعرفين اني احبج ... واني ندمان كثر شعر راسي لأني فرطت فيج ...
حررت كفيها من قبضتي ونهضت وهي منفعلة : طارق ! لا تفكر ... بطرقك الوسخة تردني لك ... أنا لنافع ... وبظل لنافع ... وولدك .. ما عدت أبيه ... اذا بتاخذه ذريعة علشان ..
تركت مازن على المقعد .... ووقفت أمامها وبصدق : أسألج للمرة المليون .. تحبينه ؟
طـــار كل الكـــلام ... ونظرت إليه وتفكيرها مشتت .. فأكملت : جاوبيني ... تحبينه ؟!
همست : اييي ..
قلت له وقلبي يتقطع : قولي أحبه ...
قالت بذات الهمس : أحبه ...
انفعلت أنا وصرخت : بصوووت عالي ... ما اسمع ..
صرخت ودموعها انفجرت : أحبه ... أحب نافع ...
أدرت وجهي الناحية الأخرى ..... واللتفت لها .. قلت بهدوء : ودعـــاء ؟ تحبينها ؟!
سكتت قليلا ثم قالت : شنو يدخلها ؟
قلت بسخرية : أنا اليوم جاينج ... علشان اكلمج عن دعاء ... لمتى بتظل معلقة جذي ؟ مخطوبة ومو مخطوبة بنفس الوقت ؟!
نظرت إلي بعدم استيعاب ثم قالت : وانت شدخلك ؟!
تبسمت : أبيها ...
أغمضت عينيها ... ثم قالت : مستحيل ... لا تحلم !
فقلت : ليش ؟! هي بتتسمى مطلقة .. وأنا زوجتي توفت ... شفيها ؟! وهي أولى من غيرها تربي ولدي .. مو انتي ما تبينه ؟!
صرخت : إلا دعاء ... ما اسمح لك !
فقلت بهدوء : تغارين ؟!
تعلثمت ... وقالت بنفس الهدوء : إلا أخــاف عليها منك ... انت مو انسان ... انت حيوان ... شغلتك الوحيدة تشبع شهواتك ...
هزتني كلماتها .... واقتلعت جذور الشيطـــان من داخلي : وانتي صدقتي ؟!
لم تتكلم فأكملت : صدقتي اني أبيها ؟! كنت اختبرج بس ... لا تخافين مني ... تراني ما ابي إلا انتي ... ومنى ما خذيتها إلا علشان انتقم منج .... ومن حبج إلي مو راضي يتزحزح من مكانه ....
أدارت ظهرها : خذ ولدك واطلع برى ... وما ابي اشوفك مرة ثانية ....
أدرتها إلي : تعرفين اني ما أحب أحد يعطيني ظهره لما اتكلم .... أنا جاي ... وأبي اسوي صفقة ....
قالت : صفقة ؟!
فقلت : ايوة .... وهي يا انتي ... يا اختج !
اطرب فؤادها : شلون ؟!
تبسمت بمكر : لا هذي انتي افهميها ... اعرفج شاطرة وذكية ....
اقتربت منها ... فتراجعت خطوتين للوراء ... فدونت منها ... وتراجعت وهي مرتبكة : طارق ... اطلع برى ...
قلت لها : بطلع ... بس أول شي ... ( اقتربت منها .. وأخذت كفها رغما عنها ... طبعت قبلة هادئة ) فكري زين ... ومازن ... خليه معاج لين ما تقررين .. واذا قلتي لنافع شي عن كلامنا اليوم ... مو من صالحج ... لأن الخسران هو اختج ... سلام ...
خرجت .. وأنا أعرف حجم الدمار الذي خلفته بقلبها ....
[ عمــــــار ]
بعد أن أغلقت باب السيارة التفت لغسان : صحيح الي سمعته ؟!
قال لي وهو لم يدر وجه ناحيتي : اي .... ( ثم اللتفت والغضب واضح على ملامحه ) الـ ... الي ما تربى .. أنا بربيه ... خل يشوف خواته .... بعدين يتكلم على بنات الناس !
ارتبكت ... للمرة الأولى أرى غسان غاضبا هكذا : ما عليه هدي أعصابك اللحين ....
فقال : وين أهدأ ؟ بذمتك لو كنت مكاني شنو بتسوي ؟!
قلت له : بذبحه وأنا مغمض عيوني ... اللحين احنا رايحين مكان بسطتهم ؟
قال : اييي ....
سكت وأنا أشعر بأن الخطر يقترب منا .... لكنه بنفس الوقت ... لا يمكننا التراجع ...
ما بالكم تنظرون إلي وأنتم مستغربين ؟! أتتذكرون ذاك الشخص الذي أخبركم عنه غسان بأنه كان يكلم ليلى من قبل .... حينما علم بأن غسان عقد قرانه عليها .... أخذ يلفق الأكاذيب .... ويرمي بغسان وليلى سوءا ... ولم نعلم عن هـذا الأمر ... إلا اليوم ... حينما اتصل أحد أصحابنا إلى غسان وسأله إن كان كلام ذاك المعتوه صحيح أم لا ....
غســــان غاضب ... ويحق له الغضب ... أليست خطيبته ؟! والفتاة التي أحبها سابقا ؟! وأنا ؟! أأظل مكتوف اليدين ... فمهما حدث بيننا ... تظل ابنة خالي ... وسمعتها من سمعتي ... ويحق لي أن أحطم رأس من يتكلم عنها بسوء ...
وصلنــــا إلى مكان جلوسهم ... ترجلنا ... ومشينا بهدوء .... ووقفنــــا أمامهم .... كانو خمسة ... وكل منهم ينظر إلى الآخر ... فقال غسان وهو ينظر إلى رئيسهم جمال : انت قد الكلام الي قلته يا ..........
تعلثم ... لكنه قال : ايوة ...
بادلني غسان بنظرة ... فقلت ساخرا : واثق الأخ !
فقال : انتو شتبون ؟!
تكلم غسان : نبي روحك يا الحقير ...
ضحك : روحي مرة وحدة !!
فقال أحد أفراد عصابته : تحلم انت وياه .. تلمسون صاحبنا واحنا قاعدين !
قلت له بسخرية أيضا : مسوي نفسه بطل !!
فنهض ووقف أمامي : شنو قلت ؟
تبسمت باستهزاء : أحبك !
أمسك بلوزتي .. وقبل أن يتكلم ... حررت نفسي من قبضته ... وبسهولة رميته على الأرض : احترم نفسك ... أحسن لا أعلمك الإحترام شلون ....
قال غسان : عمار احنا جايين لهذا ... فما عليك من الخمة ربعه ...
نهض الخمسة معا ... وبإشارة من جمال ... هجموا علينا .... فقمنا ندافع عن أنفسنا ... ونرد عليهم اللكمة ضعفيها ...... لحين أن سقط الأربعة ... وبقى جمال ... لا أكذب عليكم ... هو خبير بهذه الأمور لكثرة المشاكل التي يقوم بها ...
أخذ يضحك : اذا فيك خير انت وياه ... مدوا يدكم ... وجربوا .....
تقدم غسان ... وبدآ بالشجار ... صحيح أن غسان ضعيف البنية ... لكن قهره وغضبه كانا دافعين بأن يستطيع توجيه بعض اللكمات له ....
استمر شجارهما نصف ساعة تقريبا .... لحين أن رمى جمال غسانا على وجهه .. واصطدم بالأرض .... صرخ غسان بقوة ... ورفع الآخر قدمه ليرفسه ... فأسرعت لإنقاذه ... ركلت جمال الذي لم ينتبه لي على الأرض ... واتجهت لغسان الملقا على الأرض ... قلت له بخوف : غسان ... غساان تسمعني ؟
لكنه لم يجيب .... وبينما أنا أحاول إيقاظ غسان .... عاجلني بلكمة على ظهري ... وسقطت على غسان ... رفعت نفسي ... لكنه ضربني ثانية ... وثالثة .... انهارت قواي ... لكنني نهضت أخيرا ... وضربته ببطنه ... تأوه قليلا ... لكنه عاد لينقض علي ثانية ... أخذ يلكم وجهي ... حتى شعرت بأن فكي تكسر ... أبعدته عني بصعوبة .... وأخذت أجمع أنفاسي ....... كنت مستلقيا حينها على الأرض .... ولم أرى إلى قدمه رفعها ليدهس بطني .... شعرت بأن نهايتي قريبة ... وأنني سأموت على يده .... لكنني ... لم أتوقع ... ولم يخيل لي ... أن أسمع صوتها وهي تصرخ عليه : لاااااااااا ....
==
[ نجــــوى ]
كنت مشتاقة له ... فقصدت منزله ... أوقفت سيارتي قريبا من المنزل ... وعيناي على الباب ... عله يخرج وأكحل ناظري برؤيته ... وبعد دقائق .... اقتربت سيارة غسان من المنزل ... وخرج هو ... كان على ما يبدو ... شيئا ما يشغله .. لم يكن مبتسما ... ركب السيارة ... وانطلقا ... وأنا ... حركت سيارتي خلفهم .... وكنت مستغربة من سرعة غسان الجنونية .... وبعدها ... توقفوا في منطقة بعيدة ... لم تكن إلا أرض خالية ... وأوقفوا السيارة عند بعض سيارات ...
أوقفت سيارتي بعيدا عنهم كي لا ينتبهوا إلي ... وترجلت ... رغم أنني أشعر ببعض الخوف ... إلا أن الفضول ... دفعني إلى ذالك ..... مشيت ببطئ ... واختبأت خلف احدى السيارات ... فرأيتهما ... يكلمان مجموعة من الشياب ... وكل منهم يصرخ على الآخر ... وما هي إلا دقائق حتى تشاجروا ... ولم يبقى إلا شخصا واحد .. تشابك مع غسان أولا ... ورماه أرضا ... ثم اتجه لعمار ... وفاجئه بضرباته ... كنت سأتهور ... وسأذهب له وأقف بوجهه ... لكن الصدمة ... والخوف ... شلا قدماي ... لكنني حينما رأيته اقترب منه ... وابتسامة النصر مرسومة على شفتيه ... من دون وعي ... ركضت إليه ... وصرخت : لاااااااااا ...
اللتفت إلي ... وهو مستغرب وجودي هنا : من انتي ؟!
ركضت ووقفت أمام عمار : لا تسوي فيه شي ....
لكنه انفجر ضحكا : خايفة على رفيقج ؟!
هززت رأسي بخوف ... فنظراته لا تطمئن أبدا ... فقال وهو يقترب مني : واذا دست في بطنه شنو بتسوين ؟
دمعت عيناي ... وأنا أتخيل ذالك : بشتكي عليك عند الشرطة وربي ...
تبسم بسخرية : متأكدة ؟!
هززت رأسي بإيجاب .. فقال : اوكي ... بنشوف ...
اقترب أكثر .... ورفع قدمه .... لكنني أسرعت و ضممته : ما بخليك تسوي فيه شي ...
أخرج شيئا : متأكدة ؟
صرخت عليه : اييي ...
ورأيت ما أخرجه .. كانت ... كانت سكينا .. ارتبكت ... لا ... تجمدت أطرافي وهو يحركها أمام وجهي ... اللتفت لعمار ... فرأيته يتنفس بصعوبة ويهمس : نجوى .. اذا تحبيني ... ردي من المكان الي جيتي منه ..
غسلت دموعي وجهي : لا ... مستحيل اروح واخليك ... قوم .. الله يخلييك قوم ...
لمحت طيف البسمة على شفتاه : علشان خاطري ... تكسرين بخاطري ؟
خبأت رأسي بصدره وأخذت أبكي : عمار لا تسوي فيني جذي ... قوم والي يرحم والديك قوم ...
ولم أشعر ... إلا بذراع ذاك تسحبني ... وألقى بي بالجهة الأخرى ... ثم جلس بجانبي وهو يهمس : لاحقة يا حلوة ... خليني بس أخلص منه .. وبجي دورج .. اوكي ؟
صرخت عليه : سو فيني الي تبي ... بس لا تقرب منه ... حرااام عليييك ...
وغاب صوتي عندما ارتفعت صوت شهقاتي ... فصرخ علي : اسكتي ! عورتين راسي ...
ولم ينتبه .. إلا بلكمة ألقت به على الأرض ... وكان عمار فاعلها ... قلت بسعادة وأنا أنهض وأقف أمامه : عمار !!
أمسك ذراعي ... واللتفت لجمال : لا تضن انك بسهولة بتتخلص مني ....
نهض جمال وهو يمسح دمه .. وبيده الأخرى يشير بسكينه : المهم إن نهايتك على يدي ...
ضحك عمار ساخرا : ورني شلون ؟
اقترب بسكينه ... وكلما حاول غرسها بعمار ... يبتعد ببراعة ... لحين أن أرهق عمار : خلنا نرجع ...
قال لي : مستحيل ... انتي ارجعي ... علشان أطمن عليج ...
تبسمت له : تخاف علي ؟
قال : واذا ما خفت عليج بخاف على من ؟
تجمع الدمع بعيناي : أحبك عمار ...
فرأيت ابتسامته رسمت ثانية ... وبعدها صرخ : آآآآآآآآآآآآي ...
ولم تكن صرخته إلا هو شعوره بوجع الجرح ... حينما غرس جمال سكينه بذراع عمار ....
تهاوى جسده علي ... وأنا أخذت أهزه ودموعي خرت ثانية : عمااار ... عمااار ... قووم ...
ضحك ذاك : واللحين جى دورج يا حلوة ... شنو تبيني اسوي فيج ؟
ضممت عمار .. وأخذت أضربه على وجهه ... أحاول إيقاضه ... لكنه لم يفق ... وكأنني لمحت ابتسامته ... ولا أعلم .. إن كنت أتخيل ذالك أم لا ...
فصرخت على ذاك الحقير : شسويت فيه ؟ قتلته ؟! وربي بتندم ...
تبسم وهو يجلس بجانبي : هذا أبو سبعة أرواح ... مستحيل يموت ... بس يمكن اذا طعنته في قلبه يوقف ويفكنا ... تبيني أجرب ؟
كان قريبا مني ... لدرجة أن جسده يكاد يلاصق جسدي ... ورأس عمار فوق قدماي ... أبعدته عني : بعد يا الــ ... بعد ....
ارتفعت أصوات ضحكاته وهو يقرب وجهه إلي : وأحد يشوفج ويقدر يبعد ؟! بسألج أنا ليش كل هـ الدموع ؟ تحبينه ؟ ما دورتي تحبين إلا هذا !
أبعدت وجهه .. وأنا أبكي : اقولك بعد ... وربي إن فكرت تأذيني ... بتروح ورى الشمس .. انت ما تعرفني بنت من ...
أمسك كفاي ... وقال : ما يهم أعرف ... انتي جيتي برجولج لي ... وأنا ما أحب أرفض لنعومات طلب ....
كان يحاول سحبي خلفه ... لكنني تمسكت بعمار ... أخذت أهزه بكل مالدي من قوة .. كنت منهارة ... متعبة ... ألا يكفي أنني شهدت احتظار عمار ؟! فوقف ليجرني ... ولم ينتبه ... لقدما عمار ... اللتين رفسته .. وألقته بعيدا ...
همس عمار : ساعديني أقوم ...
كنت سأحتفل لأنه ما زال حيا .... لكن فلأجل الإحتفال لما بعد التخلص من هذا الحقير ... ساعدته فنهض ... ودهسه في بطنه للمرة الأولى وقال : هذي لأنك ... تجرأت على غسان وليلى .... ( ثم دهسه للمرة الثانية ) وهذي لأنك فكرت تأذي حبيبتي .... إذا للحين الروح فيك ... وبتعيش كم يوم بعد ..... فكر ... بس فكر ها ... تتقرب مني أو من غسان .. أو تنطق بكلمة عن ليلى ... والي خلقني ... ما برحمك ....
التفت لي : تقدرين نرفع غسان ؟!
هززت رأسي بإيجاب رغم أنني لا طاقة لي حتى على جر قدماي .... رفعنا غسان .. وكل منا أمسكه من جهة ... دخلنا سيارتي ... وضعنا غسان في الخلف ... جلس أماما ... وأنا كنت أقود السيارة ...
كـــان الصمت هو حديثنا ... وغير أصوات قرع طبول قلوبنا ... لم نسمع ..... سألته : نروح المستشفى ؟
فقال : لا ... لأن بسوون معانا تحقيق وما ادري شنو ... خذيني لبيتنا ...
وبعد أن وصلنا إلى بيته ... اللتفت لي : دقايق بس ... بنادي عماد وبجي ..
تبسمت له : اوكي ...
ترجل وهو يمسك ذراعه المجروحة .... كان الباب مفتوحا ... غاب دقائق .. ثم أتى .. ومعه أخاه .... سلم علي ... ثم فتح الباب الخلفي ... وحمل غسان إلى الداخل ...
قال لي عمار : حياج ....
أغلقت السيارة ... ودخلت منزلهم .. وأنا أشعر ببعض الحرج .... لكنني لا أستطيع الذهاب وأنا لم أطمئن بعد عليه ...
دخلنا المجلس ... وهو اتجه مباشرة لغسان ... ليدخل عماد ... وبيده كوب ماء وعطر ... رشش العطر بجانب أنف غسان ... وغسل وجهه بالماء : ان شاء الله بقوم اللحين ..
وبعد لحـظات ... أفاق غسان ... لكنه كان مرهقا ... تبادل النظرات مع عمار ... وهمس : وين أنا ؟
تبسم عمار : في بيتنا ...
فقال : من الي جابني هني ؟
أجابه : نام اللحين ... وباجر أقولك ..
أغمض عينيه ثانية بدون أن يقول شيئا .... ثم أتى عماد وبيده علبة الاسعافات الأولية ... نهضت وذهبت ناحيتهم ... وقلت لعماد : عطني أداويه عنك ..
تبسم لي : لا عادي ... بسوي عليه تجارب ...
قال عمار : يعني ما تعرف بعد ؟! جي قالو لك فار تجارب أنا ؟
ضحكنا بخفة ... فقال عماد : عجل خذي ... الحبيب يبيج تداوينه ...
احمرت وجنتاي ... ورفعت نظري إليه ... فرأيته يبتسم ... فتحت العلبة ... وأخرجت المطهر ... الشاش ... أمسكت ذراعه ... وبعد أن نظرت إلى الجرح الذي كان ما زال ينزف : عماد جيب ماي دافي ...
نهض : ان شاء الله ..
خرج عماد ... فرفعت نظري لعمار ... فرأيته ما زال ينظر إلي ... قلت له : شفيك تطالعني جذي ؟
هز رأسه نافيا ... ونكس نظره ... ولم ينطق بحرف .... وصل المــاء ... فغسلت له الجرح بالماء الدافئ والقطن ... وكان يتأوه ... ثم رششت عليه بعضا من المطهر ... وأنا ألفها بالشاش ... شعرت بأن عيناه تحدقان بي ... رفعت بصري إليه وهمست : عمار .. ما اقدر أكمل ترى ...
تبسم ونكس عيناه ... أكملت عملي ... ونهضت : ما تشوف شر ... اذا ألمتك ... روح المستشفى اوكي ؟
هزز رأسه بإيجاب .. فأكملت : حتى غسان ... بكرة اثنينكم روحو المستشفى ... ( اللتفت لعماد ) اذا ما راحو خبر أمك بالي صار اوكي ؟
ضحك عماد : افا عليج ... من عيوني ... هي أصلا بس بتشوف وجهه الي صاير اشارة مرور .. بتعرف ..
تبسمت : يبي له ثلج ... جيب ثلج بخلي على وجهه ...
رأيته ينهض : لوقت ثاني ... اللحين تعالي بوصلج بيتكم ...
قلت له : برجع بروحي ... انت ما تقدر حتى تمشي ... شوف مشيتك عرجة ...
قال لي : تطنزين علي ؟
تبسمت : أنا ما تطنزت ... قلت الحقيقة ....
فقال : يلله جدامي ... ما عندنا بنات يطلعون بأنصاص الليالي بروحهم ...
رمقته : لا ؟! البابا ما يقول شي ...
اقترب مني ووجه نظراته إلى عيناي مباشرة : بس أنا ما أرضى ...
نكست نظري ... اليوم لا أعلم ما به ... طول الوقت ... لم يرفع عيناه عني ... ثم قال : نمشي ؟
قلت بهدوء : يلله ...
سلمت على عماد ... وخرجنا .... فتح سيارته : سيارتج باجر خذيها .... اركبي معاي ...
جلست بالمقعد الأمامي ... وهو من قاد السيارة ... وكنا ساكتين أيضا ... لحين أن توقفت السيارة عند الإشارة ... قال : هذي آخر مرة لج ... تنحطين بهـ الموقف والسبب آنا ...
قلت بضيق : اذا الله طول بعمري ... وشفتك تحتاج لمساعدة .. مستحيل ما اساعدك ...
قال : بس أنا ما ابي مساعدة منج .... انتي كنتي بتروحين فيها ... يعني تبين تجلطيني ؟
قلت له : الله لا يقوله ... ( وبصدق قلت ) عمار أنا أعرف إن كل شي صار خطأ ... المفروض ما أتبعك ... وما أروح ذاك المكان ... وما أجي لك .. بس والله مو بيدي ( دمعت عيناي ) لما شفته رفع رجوله ... ما كنت بوعيي ... لما صرخت عليه ... ما كنت أدري شنو أقول ... بس كنت الي أعرفه ... إنك بخطر ... إنك بتروح عني ... مستحيل أشوفك بهـ الوضع وما أسوي الي سويته ...
قال بحنان : بس أنا أخاف عليج ... وما أرضى أحد يهينج ويقول الي قاله وأنا ما بيدي شي أقدر أسويه ... أنا استغرب شلون جتني قوة مرة وحدة ورفسته وبعدته عنج ... انتي ما تدرين لو صار لج شي شنو حالي بكون ... بعيش بعذاب الضمير طول عمري ....
قلت له : عمار أنا ما أفهمك .. اذا أنا ما أعني لك شي ليش تخاف علي ؟! ليش ..
قاطعني : ومن قال إنج ما تعنين لي شي ؟! أنا لو ما كنت أفكر فيج كان ولفتين انتباهي ... كان ما قعدت كل يوم معاج بالكفتريا ... كان ما طلبت منج ذاك اليوم تجين ... بس أنا بهـ الأمور ما أعرف أتصرف ... لا تفسرين تصرفاتي الي صارت قبل على إنج ما تهميني ... أنا أبيج ... وأبادلج مشاعرج ... بس ما ادري متى وشلون ... بس الي صار اليوم ... خلاني أصر على رايي أكثر ... قبل يمكن كنت متردد بسبب ماضيج ... بس اللحين ما عدت أهتم لأي شي ... لأني مقتنع فيج ... ومقتنع إنج قدري ... وأحلى قدر بعد ...
دمعت عيناي : عمار انت تحبني ؟!
أوقف السيارة أمام منزلنا : لا ....
انصدمت : والكلام الي قلته قبل شوي ...
تبسم : أنا فعلا ما أحبج .... ولا أذكر إني اعترفت لنفسي قبل بهـ الشي ... بس ما أدري شلون ... قلبي يقول لي ... إني بدونج ما يقدر يعيش ... تدرين ليش ؟ لأن نبضه انتي ... بكل نبضة ... يقول نجوى ...
أمسكت كفاه والدمع قد غشى بصري : فديتك ... طلعت رومانسي وأنا ما ادري ...
ضحك بخفة : لعيونج أصير الي تبين .... يلله حبيبتي ... دخلي بيتكم ... وخذي لج شور ينسيج الي صار الليلة ... وبعدين نامي ... ولما يتعدل وجهي ... وتخف يدي ... وأقدر أمشي اوكي ... بجي بيتكم .. أنا والوالد والوالدة .. بنطق الباب ... بتقولون من ؟ بقول لهلج ... أنا عمار ... عاشق بنتكم وأبيها على سنة الله ورسوله ...
أخذت أشهق : عمار بس .... شوي شوي علي .... مو متعودة على كلامك الحلو ...
استمر بضحكه : تعودي يا قلبي ... من اليوم ورايح .. بتشوفيني عمار ثاني ... عمار خطيبج ...
==
[ بيـــــــــان ]
كنا نمشي سوية أنا وصفاء ... قد أنهينا توا محاضراتنا .... ونحن في طريق العودة لشقتنا ... سألتني : اسألج سؤال وتجاوبيني بصراحة ؟
من دون أن ألتفت لها قلت : اسألي ...
فقالت : بينج وبين أحمد شي ... صح ؟
توقفت عن السير ... ثم حركت قدماي : اكيد .. خطيبي وبينا أشياء ...
فقالت : انتي فاهمتني زين ... فلا تسوين نفسج هبلة !
قلت بضيق : انتي شنو تبين تعرفين ؟
قالت : السبب الي يخليج طول الليل تصيحين ...
توقفت ثانية : أضنج تعرفيني إني من اختفى محمود وأنا كل يوم أصيح ...
فقالت : لا تقولين محمود .. أنا واثقة إنج جاية هني زعلانة ...
احمرت عيناي : صفاء ما أبي اجذب عليج ... بس أنا ما أبي أقول شي ...
لتقول : لا تقولين شي ! بس النتيجة في النهاية .. أتمنى ما تكون مثل الكورس الي طاف ...
قلت بضيق : شدخل اللحين ؟
لتقول : بيان اللحين احنا بغربة ... أنا أعرف انج ما تقولين لي الي تقولينه لفطوم ... بس فطوم اللحين مو هني ... ومو كل يوم بتتصلين لها وبتشكين لها .. احنا ليش جينا مع بعض ؟ مو علشان كل وحدة فينا تواسي الثانية ؟ شنو معنى صداقتنا ؟ اذا انتي خبيتي علي وأنا خبيت عليج ؟ احنا عايشين مع بعض ... فلازم أفضفض لج وتفضفضين لي .... صح كلامي ولا خطأ ؟
أجبت : صح ... بس شنو أقول ؟! ( بوجع قلت ) أقولج ...
خرس لساني ... وأنا أراه واقفا من بعيد ... ينظر إلي ... سألتني : شنو تقولين ؟ بيان شفيج مرة وحدة سكتين ؟
همست : كاهو ...
التفت حيث أنظر أنا فرأته .. فتبسمت إلي : ما نقدر على الحب ! شوفيه جاي يراضيج ... يلله روحي يالدلييعة ..
أمسكت كفها : صفاء أنا خايفة ..
ضحكت : خايفة من شنو ؟ ما بياكلج هو !
قلت لها : انتي ما تدرين شنو كتبت ..
وسكت حينما رأيته يقترب منا ... كان ينظر إلي ... واللوم حديث عينيه ... مد كفه لي : سلام عليكم ..
مددت كفي وأنا ارتجف : وعليكم السلام ...
ضمني إليه ... وهمس بأذني : وحشتيني يالظالمة ...
تجمدت أطرافي ... شعرت ببرودة تلفحني .. ابتعد عني ... وسلم على صفاء ... وحينما استئذنت صفاء ... لحقتها .. لكنه أمسك كفي : لوين ؟
قلت له : توني رادة من الجامعة تعبانة .. أبي أنام ...
فقال : لاحقة على النوم ... تعالي معاي ..
قلت له : ما أبي ...
سكت قليلا ثم قال : ما أخذت رايج أنا ...
أمسك كفي ... وأرغمني على السير معه : لحظة .. وقف ... مو على كيفك تجبرني على شي ما ابيه ...
لم يرد علي ... ووصلنا إلى تلك الحديقة التي أكرهها ... التي أخبرني فيها عن محمود ... جلسنا أمام نفس البحيرة .. لكنها لم تكن مجمدة ....
مضت دقائق ... والصمت جليسنا .. لحين .. أن أخرج هاتفه ... وقرأ شيئا أرسلته له يوم سفري :
أنا مسافرة اليوم .... ما أبي منك شي .. غير إنك تفكر بقلبك ... الشفقة ... ما راح تنفعك بشي .. وأضن انتهى دوري بحياتك ...
رفع نظره إلي : ممكن تفسرين شنو تعنين بهـ الكلام ؟!
قلت بضيق : كل شي واضح ... وما في شي يستدعي أفسره ...
فقال : أي شفقة تتكلمين عنها ؟! وأي دور إلا انتهى ؟! شقصدج بهـ الكلام ؟!
قلت له وأنا أنظر إلى البجع : انت أخذتني شفقة ... ( رفعت بصري إليه وأنا أحاول حبس دموعي ) لأنك تحس بالذنب للي صار لمحمود ... ولأنه صديقك .... فأحسن مساعدة بتسويها إنك تترحم علينا ...
قال بصدمة : أنا ؟!!
هززت رأسي بإيجاب وانفجرت باكية : ودوري انتهى لأنك أخذتني علشان تنسى منتهى ... تبيها تعيش حياتها .. وبعدك عنها بيفتح لها المجال إنها تحب مازن .... لكنها اللحين تطلقت ... وتقدر تاخذها .... فما في شي يخليني على ذمتك للحين ....
قال : من صدقج انتي ؟! تألفين كلام وتصدقينه ؟!
قلت له : أنا ما جبت شي من عندي ... انت تحبها وهي تحبك ... ومازن كان العائق بينكم ... دام مازن انزاح ليش ما تاخذها ؟! لأني خطيبتك ؟ اوكي .. أنا راضية تطلقني وتاخذها ...
فقد أعصابه وصرخ علي : وبعد ؟! شنو تبيني أسوي أكثر ؟
نهضت : ابيك ترجع من المكان الي جيته ... ما أبي منك شي أنا ....
أمسك ذراعي وأجلسني .. نكست وجهي ومضيت في نوبة بكاء ... فرفع وجهي وقال بحنان : بيان شفيج ؟ شلون تفكرين إني بسوي جذي ؟ أنا أخذتج لأني أبيج تكونين سند لي وأكون سند لج .. أخذتج تكملين معاي حياتي ... وتشيلين عني همي مو تزيديني هم .. أخذتج بإختياري ... صحيح أنا كنت أبي انسى منتهى .. بس بنساها بحبج لي ... بمعاملتج الحلوة ... بيان أنا منصدم ومو مصدق إن هذا تفكيرج !
فقلت له وأنا أمسح دمعي : جاوبني بصراحة ... انت تحبها أو لا ؟
سكت مطولا ... فقلت : شفت شلون ؟ لو كنت مكاني ... وتشوفني أمنيتي القديمة والأزلية اني أرتبط بشخص ... بس الظروف كانت أقوى منا وخذيتك ... ولما خذيتك ... لقيت فرصة اني ارتبط فيه ... وانت عارف بهـ الشي ... ما بتسوي الي بسويه ؟!
ليقول : بس أنا أحبها وأحبج ...
قلت بوجع : لا تجذب على نفسك أحمد .... انت لك قلب واحد .. والقلب ما يسكنه إلا شخص واحد .... فعندك خيارين ... يا أنا .. يا هي ... ( تجمع الدمع بعيناي ) وحط في بالك ... اذا اخترتني انا ... ما أرضى تتغزل فيها .. ما أرضى تكلمها جدامي وتقولها حبيبتي ... مهما كان ... أنا عندي احساس .. عندي قلب .. احترمني شوي ... أنا رضيت فيك رغم اني عارفة انك تحبها لأنك وعدتني تتغير ... وعدتني تكون لي ... ومحد يشاركني فيك ... بس ما أشوف هـ الشي ؟!
مسح دمعي : بيان مستحيل أتخلى عنج ... حتى لو كانت منتهى ..
قاطعته : بس أنا ما أبيك وهي للحين بقلبك .....
فقال : انتي بتنسيني إياها ...
سكت قليلا ثم قلت : وشنو يضمن لي إنك بتنساها ؟! إذا كانت هي حبك الحقيقي ... مستحيل يصير هـ الشي ...
أمسك كفاي : بس أنا أبي هـ الشي ... أنا أبي أنساها .... واذا أبي أسوي شي ... حتى لو كان صعب ... بسويه ..
فقلت له : وشنو يثبت لي إني ما انصدم في النهاية مثل ما انصدمت اللحين ؟! ( تجمع الدمع بعيناي مرة أخرى ) عمرك ما بتحس بشعوري وأنا اسمعك تكلمها ... أنا ما أدري اذا يسمونها خيانة أولا ... بس أنا انجرحت ... وبقوة بعد .. أنا ..
قاطعني : بس أنا كنت أواسيها ... تضنين الي صار لها سهل ؟!
أجبته : مو سهل ... بس لو كنت مكاني ... بترضى ؟!
همس : مستحيل ...
فقلت : عجل شلون ترضاها لي ؟
سكتنا قليلا ... ثم قال : شنو قررتي ؟
فقلت : للحين على كلامي ... وما أقدر أتنازل ...
فقال : اوكي .... منتهى بشيلها من قلبي ... بس أضنج تسمحين أساعدها ؟
أجبته : اكيييد ... بس قبل ما تسوي أي شي ... فكر ... لو أنا بسويه ... بتزعل مني أو لا ...
فقال : ان شاء الله .. رضيتي اللحين ؟
قلت له : لا ...
فقال : ليش ؟ شنو سويت بعد ؟
بكيت : محمود ! مشتاقة له ... أبي محمود أنا ...
ضمني : وأنا الشوق تعب مني ...
فقلت : تكفى أحمد ... دوره ...
تبسم وهو يمسح دمعي : ان شاء الله .. بدوره .. بس انتي لا تصيحين ... محمود ما يرضى ...
فقلت له : أحمد ... أنا أدري الي أطلبه منك صعب ... بس ... اذا تبينا نستمر مع بعض .... رجع محمود ...
قال بصدمة : بيان ؟ جنيتي ؟ واذا ما لقيته ؟
بكيت مجددا : بتلقاااااه ...
فقال : ما أقدر أوعدج ...
فنهضت : اوكي ... بس لا تعب حالك ... وارجع لمنتهى .. أنا ما ابيك ...
قال لي : مو على كيفج ... انتي تقولين أشياء تعجيزية ... قولي ما تبيني من البداية وسكري الموضوع !
كلما مسحت بالدمع هطل أكثر : ثقتي فيك اهتزت أحمد .. اهتزت واااجد ... أنا ... لما قال مازن عن ...
قاطعني : مازن ؟! شنو قالج ؟
نكست رأسي : قالي أطلب منك الطلاق .... علشان ترجع لمنتهى ... بس أنا ما رضيت ... لكن لما راواني الكتاب الي كاتبنه منتهى ... رحمتكم كلكم ...
فقال : وشنو فيه الكتاب ؟
قلت : فيه إنها تحبك ... وإنها تكره مازن .. وإني حطمت أحلامها .. كلامها ذبحني ... كلامها خلاني أفكر إني أطلب منك هـ الطلب ... وذاك اليوم لما سمعتك تكلمها .... تشجعت أكثر ... أنا ... بظل هني ... وانت رد البحرين .... فكر في كل الي قلته لك ... فكر في منتهى .. في حب منتهى .. ولا تفكر فيني بروحي ... واختار الي تبي ... وتأكد إني ما بلومك ... وما بخلي أحد يلومك .. أين كان ... حتى لو كانت أمي ....
سكت مطولا ثم قال : ليش تسوين جذي ؟
تبسمت بوجع : لأني ما أبي حياتنا تبدأ بخطأ ومشاكل وكل واحد فينا قلبه في وادي ... أبي قلوبنا مجتمعة ... ولأني أحبك .... مستعدة أضحي علشان سعادتك ...
ضمني ثانية .. وكلينا أخذنا نبكي .... بعدها ... أوصلني إلى الشقة ... وغادر هو إلى المطـــار .... وحينما دخلت ... قصدت غرفتي مباشرة ... أبكي نفسي ... أبكي قلبي ... أبكي حبي ... أبكي فراقه ... وفراق محمود !
[ غســـان ]
أسمع أصواتا ... أحدا ما يبكي .... أأنا أحلم ؟! ففتحت عيناي ... وأنا أشعر ببعض الضيق ... وحينما اتضحت لي الرؤية ... وجدت ليلى ... جالسة بجانبي ... وهي تبكي .... مهلا ... أين أنا ؟! ولما ليلى تبكي ؟!
رفعت رأسي ... لكنني شعرت ببعض الدوار ... فأعدته ... وهمست لها : ليلى ...
رفعت رأسها ... وحينما رأتني ... رمت نفسها علي ... وبكت بحرقة أكبر : أنا اسفة ... والله اسفة ...
رغما عني ابتسمت ... وقلت : خلاص حبيبتي ... لا تصيحين ... ليش هـ الدموع اللحين ؟
رفعت رأسها ومسحت دمعها : خايفة عليك ..... خفت تروح وتخليني ...
ما زلت محافظا على بسمتي : خفتين علي ؟! لا تخافين ... أنا بظل معاج .. ولا يمكن أخليج ...
هطلت دموعها مرة ثانية : شسوو فيك ؟! وين يألمك ؟
أعادني سؤالها إلى ذكرى الأمس ... قلت بضيق : أنا ما ادري شنو صار فيني ... بس حسيت إن جسمي كله تقطع ... وين عمار ؟
لأسمع صوته : أنا هني ..
رفعت رأسي .. لكنني شعرت بالدوار ثانية .. فأتي وهو يبتسم : شلونك اللحين ؟
كان وجهه ... أشبه بلوحه فنية ... وذراعه ملفوفة ... فقلت بخوف : الله يكسر يده ان شاء الله ... شسوى فيك ؟
ضحك : قول شنو سويت فيه .. كل هذا ما يهم ... المهم ... صرت أوكي ؟!
فقلت : من أرفع راسي يدور ...
فقال : لأنك من متى ما كليت شي ؟ أكيد السكر والضغط اللحين مستواهم نازل .... بروح بجيب لكم الغذا .. وأنا جاي ...
فقلت له : تعال وين رايح ... لا تعب نفسك ... أنا برد البيت اللحين ...
فقال : بكمل عليك اللحين ...
ضحكت ... وخرج هو .. فالتفت لليلى : شخبارج ؟
تبسمت : من شفتك .. وأنا بخير ...
فقلت لها : شلون عرفتي اني هني ؟
فقالت : اتصلت لك واااجد ... وفي النهاية رد عمار ... وقالي عن الي صار ...
فقلت لها : وانتي على طول جيتي تطمنين علي ؟
تبسمت : طبعا ... قلت إن ما صحيت ... بنتحر ... ما أقدر أعيش وفيني عقدة الذنب ...
قلت لها : انتي مالج ذنب ....
قالت بهدوء : بلا ... لو ما ...
قاطعتها ... فأنا أكره الحديث بهذه الأمور : انسي ... مثل ما أنا نسيت ...
اقتربت مني ... وقبلت خدي ... ثم رفعت رأسها : الله يخليك لي ... ولا يحرمني منك ...
وقبل أن أتكلم ... دخل عمار وهو يتبسم : احم احم ...
قلت له : ما تعرف تطق الباب ...
ضحك : والله ما تعودت ...
وضع الطعام أمامنا ... وقال لليلى : اكلييه هاا ... تراه يحب الأكل من يدج ..

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -