رواية وش رجعك -7
مددت لها كفي بهاتفي وأنا اضغط زر الاتصال ..
وذهبت لأتوضأ وأعود لأرها تنط بطريقة مضحكة : يا ربي يعقوب .. مو فشيلة ؟
تبسمت .. وأنا أشعر ببعض القهر في قلبي أجهل سببه حينما قالت : اوكيه .. مع السلامة .. انتبه لنفسك .. هههههه .. أخاف عليك .. باي ..
أغلقت الهاتف ونظرت لي بغضب : يقول من ساعة مكلمك .. توك الحين تقولي ؟
تبسمت .. وابتعدت عنها بعد أن أخذت هاتفي .. وصوت صراخها وهي توقظ فطوم .. يتردد في أذني ..
==
بعد أن أكملت صلاتي .. خرجت لجدتي التي تعد الطعام : عودو ..
تبسمت : هلا يمه ..
قلت لها بحرج : صديقتي بجي البيت .. يعقوب الي ما عنده سالفة عزمها ..
استغربت : شعرفه يعقوب بصديقتج ؟
تبسمت بحرج أكثر : معاه في الجامعة .. يكفي الغذا ؟
قالت لي : اييي .. يكفي الديرة كلها .. انتي بس روحي قعدي أخوانج .. كاهم نايمين في الصالة .. نادي الخدامة ترتب المكان ..
قبلت رأسها : مشكورة ..
وركضت للصالة وأيقظهما : قووووووومو .. علااااااااااااااوي .. عماااااااااااااااااادو .. قوموا بسكم نوم ..
وكأنني لم أصرخ .. لأنهما لم يتحركا .. تذكرت كيف كان جدي رحمه الله يوقضنا .. قصدت المطبخ .. وعدت للصالة وبيدي كوبين من الماء .. الأول على وجه علي .. والآخر على وجه عماد ..
نهضا فزعين : شنو صاير ..
ضحكت كثيرا .. لكن يبدو أنني لست وحدي من ضحكت .. حتى فطوم وعمار ضحكا .. وركضا خلفي علي وعماد بعد أن علما أنني من كببت عليهما الماء .. لأختبأ لدى جدتي وأنا أصرخ : روحو كملو نومكم بالمجلس .. صديقتي بجي .. وتشوفكم جذي ؟ تبونها ترد بيتهم متخرعة منكم ..
رأيت نظرات الثلاثة تتعلق علي .. ليسأل علي : ومنهي الفاضية الي تجي بيت جدتي ؟
أكمل عماد : حشى .. لين هني يلحقونج ؟
لكن كلام عمار هو من أثار غضبي حينما قال : صديقتج ولة حبيبة يعقوب ؟
هنا تبادلنا النظرات أنا وفطوم .. وأخذنا نبعد الاتهامات عن يعقوب المسكين ..
==
" عـــــادل .. عادل "
لم يجبني .. وضعت رأسي على صدره .. أتحسس نبضه .. لأستشعر أنه ما زال بخير .. نهضت لأخرج من الغرفة .. لكن .. لفت نظري ظرف أحمر كان موجودا على طاولته .. لم يكتب شيء على الظرف .. لكني صدمت .. حينما فتحت الرسالة الموجودة فيه .. وصدمت أكثر .. حينما سقط شيء .. من ذاك الظرف ..
==
همسة : يا قريبا لا يبعد عن المغتر به ويا جوادا لا يبخل عمن رجا ثوابه
,
.
؟
نهاية الجـزء السابع ..
[ 8 ]
غبــــــــــار ..
والكثيـــر .. الكثيــر ..
من ذرات ..
الغبـــار ..
أشعر بـــ [ حشرجة ]
ص د ى
يتكرر بها ..
وقائع تلك
ا ل ذ ك ر ى
التي ..
غطاها الغبار ..
وأصبحت ..
نسيا منسيا ..
طرق الجرس .. وأنا وفطوم أمام المنظرة .. نضع لنا الكحل .. وكانت جدتي تجهز الصحون في المطبخ .. أمام الثلاثة .. فكانا واقفين متكتفين ينظرون لنا .. ليقول علي : شكلها جت صديقتكم ؟
التفت له : اييي .. يلله روحو المجلس ..
قال عماد : خاطري أشوفها .. متكشخييين وعافسين روحكم .. لهدرجة هي سبشيل ؟
قالت فطوم له : عماد بلا سخافة .. يلله روحو المجلس ..
ليقول عمار : ويعقوب ؟
لم أجبه .. لأن يعقوب دخل وقال : السلام عليكم ..
الجميع التفت إليه : وعليكم السلام ..
ليقول وهو يلتفت للخلف : منتهى دخلي ..
سمعنا صوتها : لحظة .. ( وكانت تخلع حذاءها ) ..
وكلها لحظات .. وتطل علينا .. وابتسامة عالقة على ثغرها .. ولم تكن تضع تلك العدسات .. كانت في قمة الروعة .. ترتدي .. بلوزة وتنورة تصل لركبتها .. تشتركان في اللون الأحمر والأسود .. وشعرها الأسود .. مصفوف على كتفيها برقة .. كانت في منتهى الخجل .. وهذا واضح من تورد خديها .. اتجهت نحوها .. صافحتها .. وقبلتها .. وبعدي .. كانت فطوم ..
لتأتي جدتي .. مدت منتهى كفها لجدتي لمصافحتها .. لكن جدتي ضمتها لصدرها .. وهذا ما زاد خجل منتهى ..
جلسنا في الصالة .. وأخذنا نتبادل بعض الأحاديث ..
==
التفت ليعقوب : انت من صدقك هذي صديقة بيان ؟
ابتسم لي : اييي ..
قلت لعلي : علاوي .. شفتها من قبل في بيتكم ؟
هز رأسه نافيا : لا .. ويمكن حتى لو جات .. ما بشوفها .. لأني ما اقعد في البيت واجد ..
ليقول عماد : شحلاوتها .. يعقوبو .. اعترف .. هذي حبيتك صح ؟
ضحك يعقوب : وربي لا .. هي معاي في السكشن .. ومرة اغمى عليها .. وأنا الي انتبهت .. وأخذتها لسيارتها .. وبس .. وشفتها مرة ثانية لما معطلة الطريق .. موقفة في الشارع .. رحت لها معصب وطلعت هي .. وبعدين قالت لي .. انها تبي تروح بيت بيان .. ولما أخذتها لبيت بيان .. اكتشفت ان بيان بنت خالتي صديقتها .. بس .. هذا الموضوع ..
قلت له : وشلون جبتها هني اليوم ؟ انت الي قلت لبيان انها بتجي ..
ليجبني : شفت مسكول منها امس .. توقعت انها تبي مساعدة .. اتصلت فيها اليوم .. وقالت انها تبي تسلم علي .. وبعدين .. ( سكت قليلا ) قالت إنها تبي تمر على بيان ويروحون يتغذون في المطعم .. ولأنها ما تقدر تمشي .. لأن عيونها تألمها .. اقترحت عليها تجي هني .. لأني متأكد إن جدتي طبخت .. بس ..
غمز له علي : وعندك رقمها بعد ؟
قال وهو يدافع عن نفسه : وربي لا تفهموني غلط .. أنا الي أصريت عليها آخذه .. وبعدين انتو ليش تسوون لي تحقيق ؟ تراكم ثلاثتكم أكبر مغازلجيين في الديرة ..
ضحكنا معا وقلت : على الأقل احنا على المكشوف .. مو من تحت لتحت ..
قال لي : لعلمك .. تراها مخطوبة .. صحيح إن مو مملوج عليها .. بس قريب .. بعد كم شهر ..
ضرب عماد كفيه بحسرة : خسارة ..
==
كنت جالسة أتناول الغذاء .. وأنا في قمة اندهاشي وسعادتي .. كان المنزل ليس قديما .. وإنما بسيطا .. كنا جالسين على الأرض نتناول الغذاء .. وليس على طاولة كبيرة في غرفة الطعام .. كانت جدة بيان .. تأكل بيدها .. وهذا ما أثار استغرابي أكثر .. فجدتي .. أقصد ام والدي رحمها الله .. قبل أن تموت .. أذكر بأنها متعجرفة .. ومغرورة .. ورغم أنها كبيرة في السن .. إلا أنها تأكل بالملعقة والشوكة .. كما أن بيان وفطوم يرتدون شالا يغطون به شعرهم .. رغم أنهم بالمنزل ..
واؤلائك الثلاثة الذين كانو واقفين حين دخولي المنزل .. لم يولوني اهتماما .. ويصافحوني .. بل .. طلب منهم يعقوب الذهاب للمجلس .. لا افهم سبب هذه العادات .. ولا أفهم لماذا ينظرون لي باستغراب ؟ أأنا التي وضعي غريب .. أم هم ؟ فهذه المرة الأولى التي أزور فيها بيتا .. منذ عودتي من امريكا .. أي .. سنتين ..
لتقول جدة بيان : بنيتي .. عجبج الغذا ؟
تبسمت بسعادة .. لهذه الكلمة .. أمي .. وهي أمي لا تقولها لي : ايي .. واجد حلو .. تسلم يدج ..
التفت لبيان وفطوم .. التان تبتسمان لي .. لأقول وأنا أنظر نحو فطوم : عجل انتي فطوم ؟ بيان كل تتكلم عنج .. وكان خاطري أشوفج ..
لتضحك فطوم بخفة .. ويبدو أنها خجلة .. يبدو أنها ليست فطوم .. لم أراها خجلة قط : وأنا بعد كان خاطري أشوفج من زمان ..
اكتفيت ببتسامة .. لتقول فطوم : واللحين شفتوا بعض ..
وغمزت لي بيان .. كنت فرحة .. بل قلبي يتراقص فرحا .. أشعر بأمان .. بطمأنينة .. لم أعثر عليها في منزلنا .. إنهم مترابطون .. فقد أخبرني يعقوب بأن بيان نائمة عند جدتها .. استغربت في بداية الأمر .. لكنني فهمت الآن لماذا .. كلهم جميعهم .. نامو معها .. لأن ابنها لم يبت ليلته معها .. ألهذه الدرجة يحبونها ؟ ولهذه الدرجة تحبهم ؟ لماذا جدتي كانت تكره أن نجتمع عندها ؟ وتتركنا وتقول بأنها مسافرة أو لديها بعض الانشغالات ؟
يبدو .. أنني التي أحمل هذه الأفكار الغريبة .. وكلهم .. طبيعيون ..
==
سحبني من كم بلوزتي : عادل .. متى بتعقل ؟
تبسمت له : وقت ما بتاخذوني أتعالج عن الجنون ..
ترك بلوزتي وصرخ بي : ترى الظرف أنا شفته .. والرسالة وقريتها .. والمفتاح ..
صرخت عليه : لا تدخل في حياتي .. ليش تفتش في أغراضي ؟
قال لي : كنت جاي أطمن عليك .. كم يوم ما شفتك .. ولما شفتك .. تتنفس .. كنت بطلع .. بس لفت انتباهي الظرف ..
صرخت عليه ثانية : عجل أنا بعد بروح غرفتك .. بطمن عليك .. وبيلفت انتباهي القلم .. و ..
صفعني .. تبسمت بقهر : أحمـــــــد .. مالك شغل فيني .. أنا كيفي .. وعطني اللحين الظرف بسرعة ..
قال لي : مستحيل .. واذا ما فكرت بعقلك .. وربي باخذ المفتاح للشرطة .. وبقول لهم هذي شقة دعارة ..
قلت له وأنا أصرخ : ايي شقة دعارة .. شفيييك انت .. ليييش ما تثق فيني ؟
قال لي : وبعد ما قريت الرسالة تبيني اثق فيك ؟
قلت له وأنا على وشك البكاء : انت فاهم السالفة غلط ..
دخلت بيت جدتي .. لأصطحب بيان وعلى إلى المنزل .. فغدا مدرسة .. لكنني فوجئت .. حينما دخلت الصالة .. ورأيت أن كلهم مجتمعين .. ومعهم يعقوب أيضا .. لكن الشيء الذي فاجئني .. هو وجود فتاة .. لا ترتدي حجابا .. زرقاوة العينين .. تضحك على ما يقوله علي ..
حينما رأيتها .. لم يخطر بذهني إلا شيئا واحدا فقط .. وهو أحمـــد .. تقدمت : السلام عليكم ..
وكانت أصواتهم متفرقة وهم يردون السلام .. لحين قالت بيان وهي تشير علي : هذا محمود .. أخوي ..
تبسمت لي تلك الفتاة وقالت : اهلين محمود .. تشرفنا ..
تبسمت لها وأنا أجلس بجانب جدتي : الشرف لي .. بس .. مين انتي ؟
هنا نزلت رأسها خجلا وقالت بيان : هذي صديقتي .. منتهى ..
رفعت رأسي .. لا أعلم كم من الوقت حدقت بها .. فقد تردد بذهني هذا الاسم .. وأنا أذكر ما قاله لي أحمد .. اسمها منتهى ..
لكن .. أليس هناك غير منتهى أحمد ؟ تبسمت بسخرية على نفسي .. وأخذنا نتبادل بعض الأحاديث .. لحين قررت
تلك المنتهى الذهاب .. نهض الجميع .. يسلمون عليها .. ويتمنون أن تكرر الزيارة .. وخرج خلفها بيان .. ويعقوب .. ليودعنا يعقوب .. ويخرج مع تلك الفتاة .. وتعود منتهى ..
لأقول لها : يلله .. لبسي عباتج .. بنمشي .. ( التفت لعلي ) علاوي يلله ..
قالت بيان بتأفف : محمود .. اليوم اجازة .. شنو اسوي في البيت ؟
قلت لها : وانتي ظليتين في البيت ؟ فتحتين شنطتج ؟
عبست : لا ..
قلت لها : يلله بلا دلع .. 10 دقايق .. ما جيتين .. بمشي عنج .. ( التفت لعلي ) وانت ؟
ضحك : شنو ؟
قلت له : شكلك ما ناوي تقوم ؟
قال لي : بلا .. خلها تشرف الآنسة أول ..
التفت لفطوم .. التي تتشاجر مع عماد .. تبسمت لهما : عماااد .. شتسوي باختك ؟
قال لي : ليش انت عمي ما تشوف شسوي ؟
صرخ عليه عمار : عمادو يالزفت .. تباعد عنها لا ذبحتك ..
لتقول وهي على وشك البكاء : قوم ضربه .. منكد علي عيشتي ..
ومشاجرة بين عماد وعمار .. وأنا كنت أنظر نحو فطوم .. وأبتسم : شخبارج مع المدرسة ؟
قالت لي بخجل : زينة ..
قلت لها وأنا اضحك : ما وصيييج .. درسي زين .. نبي نشوف اسمج بالجريدة .. 99.9 ..
تبسمت : لا .. ما بوصل 99 عاد ..
تبسمت لها : كم نسبتج اللحين ؟
قالت لي : 97.8 ..
وبصدق : الله يوفقج ..
==
أسوق السيارة .. وعيناي تنتقلان ما بين الطريق وعينيها الغارقتين بالدمع ..
تقول : لما توفى الوالد الله يرحمه .. كنت صغيرة .. ما كان يلزمني بالصلاة .. وما كنت أعرف من الإسلام إلا اسمه .. وبعدها جبروني أسافر .. لأني قلبت حياتهم .. ما كنت موافقة إن أمي تاخذ عمي .. أنا راضية تاخذ أي شخص إلا عمي .. لأن عمي ..
هنا توقفت عن الحديث .. ووجهت نظرها إلى النافذة .. وقالت بهمس : هو السبب في موت أبوي .. هو قاتل أبوي ..
حقا .. تفاجئت مما قالته .. لمست مرارا من حديثها كراهيتها لعمها .. توقعت لأجل أحمد ذاك .. ولم يخطر بذهني ما تقوله الآن ..
لتكمل : عمي كان يحب أمي .. ما ادري معجب فيها .. بس جدي .. زوج أبوي بأمي لأنه الاكبر .. وترى أمي بنت عم أبوي .. ورغم إن أبوي تزوج أمي .. إلا أن عمي الحقير .. ظل يحاول يتقرب من أمي .. أمي بعد كانت تحبه .. لأن عمره مقارب لسنها .. لكنها استسلمت للواقع .. ورضت بقضاء الله .. لكن عمي .. ظل وراها .. وفي مرة .. كان جاي البيت .. وربي أذكر .. ( زاد ذرفها لدمع ) كانت تسوي الغذا .. لما وقف جنبها .. وقام يقول لها إنه يحبها .. وخلها تطلب الطلاق من أبوي وبياخذها .. أمي انصدمت من كلامه .. لكنها ما ردته .. وقتها كنت صغيرة .. عمري يمكن 8 سنوات .. أبوي .. جى البيت .. واستغرب وجود عمي جانب أمي .. وكان رايح لهم .. وسمع الي قاله عمي ..
بلهفة لمعرفة ما حدث بعد : شنو صار بعدين ؟
قالت لي وهي تلتف لي وتمسح دمعها : أبوي هواش عمي .. وطرده من البيت .. لكن عمي قام يستفز أبوي .. ويطول صوته علي .. لين ما ترقد بالمستشفى .. كانت أمي تروح له .. وأبوي ما يعطيها وجه .. ومرة من المرات .. جى عمي لأبوي .. وقام يضحك عليه .. ويقوله موت .. علشان آخذها .. وأبوي عصب .. وارتفع عنده السكر .. ( وبهمس ) ومات ..
لحظة صمت مرت .. كنت حينها عاجزا عن التحدث .. فكلامها فاجئني .. لتكمل لي وهي تشهق : بعد ما خلصت أمي عدتها .. أبوي قال لجدي يخطب له أمي .. علشان أنا ما أعيش مع رجال غريب .. إذا بتتزوج أمي .. لكن ما كان هدفه جذي .. كان هدفه هو أمي .. وكبر في عيون الناس .. والكل صار يمتدحه .. كنت أنا الشخص الوحيد إلي يعرف الحقيقة .. قلت لهم .. لكنهم ما صدقوني .. وقلت لأمي إذا بتتزوجينه ما بعيش معاج .. بروح أي مكان .. ومن يوم زواجها بعمي وأنا أكرهم اثنينهم .. أمي ما وفت لأبوي .. أمي خاينة بنظري .. وعمي .. ضرب أبوي يسكين بورى ظهره ..
أوقفت السيارة .. كانت تبكي بحرقة .. حاولت مواساتها .. لكنها طلبت مني السكوت .. وحينما مسحت دمعها قالت : لما رحت المدرسة الداخلية .. كان الأغلبية مسيح .. تقريبا 99 بلمئة .. وكان يدرسونا عن المسيحية .. ونروح نزور كنائس .. ونصلي صلواتهم .. كان وقتها عمري 14 .. قبل ما التقي بأحمد .. ورضخت للأمر الواقع .. واعتنقت المسيحية .. لأن إذا سألوني ليش انتي مسلمة ؟ شنو الإسلام ؟ شنو الواجبات الي تسويها ؟ ما كنت أعرف أرد عليهم .. أصلا ما أعرف شنو الإختلاف بينهم .. وما ادري ليش أبوي مسلم مو مسيحي ؟ عمي لما درى .. هزأني .. وبعدها سكت .. أما أمي .. ما علقت .. قالت لي دامج مقتنعة عادي .. بس أنا مو مقتنعة .. لأني لو كان المسيحية أفضل .. كان أبوي مسيحي ..
تبسمت لها : شرايج تصيرين مسلمة ؟
==
كنا في الطريق إلى المنزل .. ومحمود يلقي محاظرته عليّ .. وما يجب عليّ فعله .. وما أتجنبه ..
قلت بملل : تامر أمر .. بس لا تعصب ..
التفت لي : أنا مو معصب .. بس لازم تحسنين علاقتج بالناس .. ترقين سلوبج شوي .. وما تحتكين بولاد خالتي جذي .. أحسج مطيحة الميانة وياهم .. شوفي فطوم شلون .. خجولة .. اذا تتكلم معانا بالقطارة .. مو انتي .. مفشلة عمار جدام العالم ..
قلت له بضيق : انت قلتها .. فطوم خجولة .. وهي واجد تستحي .. وهذي طبيعتها .. يعني شسوي ؟ أسوي روحي اني أستحي وميتة حيا وأنا عندي عادي ؟
قال لي وهو يحاول أن يفهمني وجهة نظره : لا .. بس كل شي له حدود .. يعني ما في مشكلة .. كلميهم .. امزحي معاهم .. بس مو تفشلينهم .. وتقللين احترامج لهم ..
ليقول علي هذه المرة : صح اختك خفيفة شوي .. بس عمار هو الغلطان .. تراه من تحت لتحت ..
لأقول له : انت من كلمك ؟ ( التفت لمحمود ) ان شاء الله .. سبوع الجاي .. بتشوفني انسانة ثانية ولا تزعل ..
تبسم : ان شاء الله .. مع اني أشك ..
كنت سأجيبه .. حينما رن هاتفي وكانت المتصلة رنا .. تبسمت : هلاوي رنوي ..
وصلني صوتها ولكن ممزوج مع نبرة حزن : بيان تعالي لي اللحين ..
قلت لها بخوف : رنا فيج شي ؟ صوتج مو طبيعي ؟
قالت لي وهي على وشك البكاء : النذل عادل ..
لم أدعها تكمل .. فاسمه أقلقني : اوكي .. بكلم محمود .. اذا رضى بجيج اللحين .. باي ..
اللتفت نحو محمود : محمود .. يصير تاخذني بيت رنا ؟
قال مستنكرا : والدراسة ؟ نسيتي انج في اخر كورس ؟
قلت له بضيق : رفيقتي ما ادري شفيها ؟ تصيح وحالتها حالة وتبي أجيها ضروري .. مو عدلة اعتذر لها وهي اصرت علي ..
تبسم متفهما : انزيين .. وين بيتهم ؟
خرجت من المشفى .. بعد عيادة زوجتي .. واتجهت لمواقف السيارت .. برفقة منى .. وحينما أغلقت باب السيارة .. التفت لها وأنا مبتسم : تبين تروحين مكان ؟
تبسمت لي بخجل : ما يحتاج أكلف عليك ..
قلت لها : ما في كلافة ولا شي .. أنا أقول اليوم السبت .. وبكرة دوام .. ومن زمان ما طلعناج .. وين تبين تروحين ؟
نكست رأسها : أي مكان ..
تبسمت لها : شرايج نروح نصلي .. وبعدين نمر مجمع .. نلف شوي .. ونتعشى ؟
تبسمت لي : إلا تشوفه ..
==
ودعت يعقوب .. ودخلت المنزل .. وأنا أشعر براحة غير طبيعية .. فاليوم حافل بلأحداث .. اتصال يعقوب .. زيارة منزل جدة بيان .. تعرفي على تلك العائلة الطيبة .. فضفضتي ليعقوب .. اقتراحه الذي تقبلته روحي وعقلي .. و .. نسيان مازن بعض الوقت ..
كنت سأعتلي الدرج .. حينما نزل عمي وهو يحمل ابنه الصغير " بدر " ويضحكان .. رمقته بحدة .. وواصلت طريقي .. لكن صوته المقرف .. استوقفني ..
التفت له : نعم ؟
قال لي وهو يبتسم : الكلام الي قلتيه أمس صحيح .. ولة كنتي حلمانة ؟
قهقهت بضيق .. يبدو أنني حسدت نفسي على تناسي المازن : لا .. كنت بكامل قواي العقلية ..
رأيت أن ابتسامته اتسعت .. وقال في سعادة التخلص مني : ألف مبروك حبيبتي .. وأخيرا بنفرح فيج ..
رمقته ثانية .. وقلت باستخفاف : بتفرح فيني .. ولة بتفرح بفكتك مني ؟
تبسم وهو يهز كتفيه : بلاثنين ..
ضحكت بصوت عال : تصلح أب .. ( وضربت على ذراعه بتحقير ) ما أقول إلا الله يساعد نفسك على نفسك ..
وواصلت ضحكي وأنا أكمل طريقي لغرفتي ..
==
فرغت من الصلاة .. ونهضت للمطبخ لطهي العشاء .. فاليلة .. أرغب بأن تكون مميزة .. فهي ذكرى مرور سنتين على زواجنا .. دخلت المطبخ .. وأخذت أقوم بإعداد بعض الأطعمة .. التي جهزت لها مسبقا .. وأرسلت لعمار مسجا ... لكي لا ينسى احظار الكعك من المخبز والورد ..
وبينما كنت في قمة انشغالي .. شعرت ببعض الأوجاع في بطني .. وتكرر شعوري بالدوار .. جلست على الكرسي .. ووضعت رأسي على الطاولة ..
استغربت ما يحدث لي .. واستغربت أكثر أنفاسي المطربة ..
نهضت لاكمال ما بدأت به .. وبعد عدة ساعات .. طرق الجرس .. وذهبت لاستقبال عمار ..
وبعد أن فتحت الباب : هلا عمار ..
تبسم لي وهو يغطي وجهه بالورد : اهلين زوجتي ..
ضحكت : بلا سخافة ..
قال لي : مالت عليج .. صدق ما تستاهلين دورة تجريبة ..
ضحكت : عن السخافة .. ودخل الكيكة المطبخ وعطني الورد .. وفي حفظ الله ..
عبس : أفا .. ما توقعتج بهـ البخل جهادو ..
ضحكت ثانية .. كنت على وشك الحديث .. لكن صوتا سبقني وهو يقول : البخيل انت .. زوحتي الكرم كله ( وغمز لي )
تبسمت .. وأنا أرى زوجي يدخل .. ويمثل مشاجرة عمار .. رغم أنني تضايقت بعض الشيء .. لأن مفاجئتي لم تسمى مفاجئة بوجوده !
[ حسين : 29 سنة ]
==
ضممتها إلي : رنا خلاص .. لا تسوين في روحج جذي ..
قالت لي وهي تبكي : وربي تعبانة .. ما يكفيه إن أبوي في المستشفى ؟ يجي ..
قاطعتها وأنا أمسح دمعها : انتي هدي .. وبعدين فهميني شنو صاير ..
قصدنا غرفتها .. وضعتها على سريرها .. ولعلمي المسبق بأن بخلو البيت .. ذهبت للمطبخ .. صببت لها كوب ماء بارد .. أشربتها إياه .. وقلت لها : مو انتي قلتي لي إنه يحبج .. وأصر ياخذ رقم أبوج .. بجون يخطبونج ؟
قالت لي والدمع عاد مجددا لعينيها : هذا اول .. لكن قبل كم يوم .. وصلتنا ورقة إن نخلي البيت .. انتي تعرفين إن بيتنا أجار .. راح أبوي لصاحب البيت .. لكنه ما قدر يشوفه .. لأنه بزنز مان .. ومو فاضي لأبوي .. والي من تحت يد هذا الرجال .. أمهلوه شهرين .. وإذا ما طلعنا بيهدمونه على روسنا .. أبوي تعب .. وانتي تعرفين إنه توه قبل كم شهر .. مسوي عملية قلب .. وأخذناه المستشفى .. واللحين صار له يومين في غيبوبة ..
مسحت دمعها وقلت لها : وبعدين .. شنو صار ؟
قالت لي وأنفاسها لاهثة : اتصلت لعادل .. وقلت له كل شي بالتفصيل .. قال لي بيسأل عن مالك البيت .. وبحاول يتفاهم وياه .. لكنه صدمني اليوم الصبح .. لما جاني البيت .. أنا متأكدة إنه ما يدلي الطريق .. وما كان أحد في البيت غيري وغير اختي الصغيرة .. أمي في المستشفى مع أبوي .. حاولت أمنعه يدخل .. لكنه دخل .. ومسك يدي .. وعطاني ظرف ( شهقت ) وقال لي .. هـ الظرف فيه مفتاح .. شقة ..
فتحت عيناي بصدمة : ها ؟
هزت رأسها بإيجاب : اييي .. تخيلي .. الحقير .. عاطني مفتاح شقة .. ما قدرت أتمالك نفسي .. وصفعته .. وهددته يطلع .. لكنه حوط بكفينه وجهي .. وزين ما كسره كثر ما يضغط عليه .. وقال لي إن البيت طلع بيت أبوه .. وهو حاول معاه .. لكنه رفض .. وعطانا مهلة شهرين .. لكن اللحين .. لأني مديت يدي عليه .. تصوري .. بقول لأبوه شهر واحد .. وعلى طول طلع .. وأنا ارجف من الخوف ..
ظميتها إلي .. أخذت أطبطب على ظهرها .. وأنا أتأمل ببشاعة الظلم ..
==
أوقفت سيارتي بجانب منزلها .. ترجلت من السيارة .. وقمت بطرق الجرس .. لم يجب علي أحد .. وطرقت ثانية وثالثة .. متأكد أنا أنها هنا .. متأكد أنا أنها لا تزال داخل المنزل .. فقد عدت من المشفى توا .. وهي ليست هناك .. أخذت أرفس الباب بقدماي .. واتصلت بها .. مرة .. اثنتين .. عشر .. لكنها لا تجيب .. أرسلت لها مسجا وأنا أحاول ضبط أعصابي ولا أستدعي أحدا يكسر باب منزلهم ..
وكان في المسج " رنا .. وقسم بلي عرفني عليج .. إذا ما فتحي الباب .. بتصرف معاج بشي ما بيخطر على بالج "
ليصلني مسج منها بعد عدة دقائق " نجوم السما أقرب لك .. وأعلى ما بخيلك اركبه "
أثارت غضبي .. متأكد أنا أن هذا ليس أسلوبها .. فهذه السنة الثالثة التي أكلمها فيها .. ولم أجد منها إلا الحب .. والخوف .. لا العناد والتهديد ..
أرسلت لها " تراني للحين ما ضريتج بشي .. حبيبتي رنا لا تتوقعين إني أذيج .. افتحي الباب "
لترسل لي " يا شين هـ الكلمة على لسانك .. ضحكتني واجد .. انقلع .. "
اشطت غضبا وصرخت من خلف الباب : رناااااااااااا .. بتفتحين ولا شلون ؟
وصلني صوت قوي لم أسمعه من قبل : ما بتفتح .. حسبالك تقدر تقص عليها ؟ تراها وراها ظهر .. مو بروحها ..
تبسمت .. فكما توقعت .. إنها ليست وحدها .. ويبدو أن من يرسل هذه الفتاة الثرثارة .. لا رنا .. الهادئة ..
قلت لها باستخفاف : ما عرفتينا على اسمج بابا ؟
صرخت علي : الحق أبوك .. وانقلع عن بيت الناس ..
حرقت أعصابي بكلمتها هذه : ترى البيت بيتي .. حبيت أقولج يا رنا .. لأني أدري انج تسمعيني .. إن لما رحت أحاول مع أبوي .. قال لي .. إنه بسجل البيت باسمي .. بعد ما يرممه .. يعني بعد ما تفارقون .. تسمحين تفتحين الباب .. ولا أنادي الجيران يفتحونه ؟
وصلني صوت تلك الفتاة : لا يا ماما .. ترانا ضيعنا المفتاح .. ما قلتي لي .. ينفتح بمفتاح الشقة ولة لا ؟
يبدو أنها تريد استفزازي : يــا حمارة .. تقززت من صوتج ..
قالت لي وهي تضحك : وصوتك ؟ مشكل .. ما أدري من وين يطلع .. من الخشم ولا مِن مكان ثاني .. ومثل ما قلت لك .. تحلم .. نفتح لك الباب .. يا .. ولد أمك ..
عدت أدراجي .. سندت رأسي على مقعد السيارة .. أغمضت عيناي .. أحاول تمالك نفسي قليلا .. لم أقدر .. ترجلت ثانية .. كتبت شيئا على ورقة من دفتر الملاحظات .. وضعت بوسطها حجرة صغيرة .. ورميتها على نافذة ذاك المنزل ..
==
حل صباح جديد .. استيقضت مبكرا .. قمت بالعمل الروتيني .. ولكن .. في هذه المرة .. قبل أن أخرج من المنزل .. قصدت غرفة عادل .. طرقت الباب عليه مرارا .. حاولت فتح الباب .. لكنه كان مقفولا .. فعدت أدراجي .. ونزلت .. وحينما مررت بالصالة .. رأيت والدي مع زوجاته ودعاء يتناولون الإفطار .. إتجهت لهم وأنا مرغم على ذلك : صباح الخير ..
" صباح النور " هذا ما وصلني منهم .. كنت سأجلس بجانب دعاء .. لكن والدي .. رمق ( سعاد ) وقال لها : قومي خلي أحمد يقعد جنبي ..
هزأت رأسها موافقة .. ونهضت من دون أي اعتراض .. لأقول لها مبتسما : ماله داعي ..
لم تجنبني .. لأنه قي حظرة والدي .. تخرس الألسنة .. والصوت الوحيد الذي يقطع السكون هو صوت والدي : تفضل ..
جلست بجانبه .. وقلبي يشتعل ضيق .. أكرهه .. ولا أحب الجلوس معه .. لا أحب النظر في عينيه .. ولا إلى وجهه الذي يشهد على ظلم الناس .. واغتصاب حقوقهم ..
ليقول لي : سم .. وكل ..
استغربت .. يبدو أنه يؤمن بوجود الله .. عجبا .. أفلا يؤمن يؤمن بأن هناك يوم حساب ؟
سميت بسم الله .. وتناولت فطوري بهدوء .. تحت ضجة ارتطام الصحون بالمعالق .. وبعد نصف ساعة .. قام أبي .. لتقوم زوجاته .. خلفه .. يحرسونه من ملك الموت مثلا ؟
ليقول : أحمد ... بغيتك اليوم .. تزورني الشركة ..
لأقول له : اليوم واجد عندي أشغال .. عقب الدوام اذا رديت البيت .. بجيك ..
قال لي وهو ينظرني بطرف عينيه : أنا الي أحدد متى وفي وين أشوفك .. واضح ؟
تبسمت بسخرية : أكيييد ..
==
ترجلت من سيارتي وأنا أنظر إلى المبنى الكبير : تتوقع شنو يبي منك ؟
ليقول لي : شنو يبي مثلا ؟ أكيد بكلمني عن موضوع وليد .. ما علينا منه .. وصلت الشركة ؟
قلت له وأنا اترجل من السيارة : اييي .. كاني نازل .. بتفوتك كشختي ..
وصلتني صوت ضحكاته : شرايك تمرني المشتفى بعد ما تخلص ؟
قلت له : ومو ناوي تروح لأبوك ؟
قال لي : بتصل فيه بعد شوي .. وبقول له في نقص في الدكاترة .. والمسئول رفض أطلع ..
دخلت الشركة .. وأنا أتأمل بكل شيء : تتوقعه يصدقك ؟
قال لي : طبعا لا .. بس مستحيل أروح له .. كفاية اني مصبح بوجهه ..
ضحكت وأنا أتوجه للاستقبال ثم قلت له بلوم : مهما كان .. هذا أبوك .. ويحبك .. ويخاف عليك مني ..
ضحك بوجع وقال لي : اسكر عنك .. أحسن .. تراك غثيتني .. مع السلامة ..
تبسمت للموظفة : الله معاك ..
سألتها عن مكتب مازن .. وذهبت لزيارته ..
==
سألتني فطوم : شفيها تصيح ؟
وقبل أن أجيبها .. جاءت دعاء لي مبتسمة : مرحبا ..
تبسمت لها : مرحبتين ..
قالت لي بخجل : ممكن طلب ؟
قلت لها : آمري ..
قالت لي : عادي أقعد معاكم في الفسحة ؟
التفت لفطوم .. وتبسمت لي .. بمعنى الموافقة .. لأقول لها : اييي .. بس بشرط ..
عبست : شنو ؟
غمزت لها .. وأنا أمد يدي لها بالنقود : اليوم دورج تشترين لنا ..
ضحكت : اوكيي .. مشكورة بيان ..
تبسمت لها : حاضرين .. ما سوينا شي ..
لألتفت لفطوم : تغيرت مو ؟
هزت رأسها : اييي .. واجد .. ( وبفضول ) قولي لي .. شفيها رنا اليوم الصبح تصيح ؟
قلت لها وأنا أتذكر ما حدث ليلة أمس : أبوها في المستشفى مرقد ..
==
كنا جالسين على شكل مجموعة في كفتريا الجامعة .. نضحك .. و ( نحش ) .. نسخر .. و ( نرقم ) .. لحين رأيت تلك الفتاة ( منتهى ) تأتي وتشتري لها بعض الطعام .. وأعين الشباب .. كلهم عليها ..
شعرت ببعض الضيق .. والتفت نحو غسان : تراني أعرفها ..
فتح عينيه بصدمة وهو يشير إليها : هذي ؟
قلت له مبتسما : ايي .. وتوني أمس شايفنها في بيت جدتي ..
عم الهدوء على الطاولة .. حينما جائت نحوي وهي تبتسم : انت عمار صحيح ؟
تبسمت لها : ايي ..
قالت لي : هذي اول مرة أشوفك بالجامعة ..
ضحكت : وأنا بعد ..
تبسمت لي : عن اذنك ..
وابتعدت .. وكل الأعين اتجهت لي .. ليقول بشار : عمارو .. من وين تعرفها ؟
ضحكت : سر ..
ليقول : من ورانا ؟ ويقول .. شريف .. وبس تلفون .. طلعت تقابل .. ووو ..
أثار غضبي : هي انت .. احترم نفسك .. وبعدين هذي اخر مرة لكم اشوفكم تطالعونها جذي ..
ونهضت والضيق يفترسني .. لست متضايقا لأجلها .. وإنما لأجل بيان التي تجلس معاها .. وكل الأعين تلاحقها حيثما ذهبت .. لكن الذي أدهشني .. هو أن عينيها الآن .. سوداوين .. وبلأمس زرقاوين .. يبدو أنها كانت تضع عدسات ملونة بلأمس .. لكن .. بدت وكأنها عينيها الطبيعية ..
لحين .. جاء غسان .. وضربني .. التفت له : غسان .. وربي مالي خلقك ..
ضحك علي : تحبها ؟
تبسمت ببلاهة .. وقلت ما قاله يعقوب : تراها مخطوبة ..
رأيت الصدمة بادية على ملامحه .. والتفت للأمام .. وتركته غارقا بدهشته .. لأرى عادل يتبختر أمامنا .. وهو قادم نحونا .. تبسمت له مجاملة : هلا عادل ..
صافحني : هلاوي عمار .. وييينك يا رجال ؟ ما تنشاف ؟
قلت ببتسامة أبعد الضنون عنه : موجود .. وهل يخفى القمر ؟
ضحك بشدة .. وهمس في اذني : مغرور .. بس ما يحق لك ..
رفعت حاجبا : شتقصد ؟
تبسم بثقة : الي مثلي .. هم الي لايق عليهم الغرور ..
ضحكت باستخفاف : تراك واجد شايف نفسك على الفاضي ..
ومشيت عنه .. ولم التفت إليه ..
[ بشار : 21 سنة ]
==
مددت كفي لها ببعض المناديل : يلله نشفي وجهج ..
تناولت المناديل وتبسمت إلي : مشكورة بيان .. تعبتج معاي واجد ..
ابتسمت لها ونحن خارجتين من المغاسل : بس هـ المرة سماح .. المرة الجاية .. التعب وراه مقابل ..
ضحكت .. لأقول لها برعب : رنوي .. تتوقعين شنو يعني بلي كتبه بالورقة ؟
هزت كتفيها بحيرة وكررت ما كتب بالورقة : انتبهي لنفسج زين .. تراج للحين ما عرفتين من أكون .. أنا حذرتج .. وانتي قللتين أدبج يا .. صديقة رنا ..
تبسمت وأنا أرى دعاء خارجة من الكفتريا وهي محملة بالجبسات والكاكوات والعصير : رنا .. شكله مو هين .. واخاف يسوي لج شي .. لا تقعدين بلبيت بروحج اوكي ؟
تبسمت لي : ان شاء الله ماما ..
اتجهنا لحيث نجلس .. وأنا أسمع صرخات دعاء : بياااان يالنذلة .. تشوفيني متوهقة موب عارفة أشيل الأكل ولا تساعديني ..
ضحكت : تراه اختبار قبول لج .. لا تخليني اخلي لج راسب ..
لتقول صفاء : بتقعدييين معانا ؟
جلست وهي ترمي بلأكل علينا : ايييي .. بعد اذنج ..
تبسمت صفاء : والله أنا فتاة عربية اصيلة .. أكرم الضيف .. وأقول له أهلا وسهلا ..
ضحكنا جميعا وقالت فطوم : أصلا دعاء من اليوم فرد من الشلة .. ومو ضيفة .. البيت بيتها ..
حركت دعاء فمها للحديث لكنني سبقتها : بعد ما تنجح بلاختبار القبول طبعا ..
ضحكنا معا .. وقالت دعاء : والله ما تسوى علي ..
==
دخلت مكتب مازن .. وابتسامة مرسومة على ثغري : السلام عليكم ..
رفع رأسه إلي : وعليكم السلام .. أكيييد انت محمود ؟
تبسمت له : اي نعم ..
نهض من كرسيه ووقف أمامي : اهلا وسهلا فيييك .. ما بقولك حياك .. تعال باخذك لشغلك ..
استغربت : بس ..
قاطعني : اششش .. يكفي انك من طرف يعقوب .. وبعدين هو قالي ان عندك دبلوم هندسة معمارية صحيح ؟
تبسمت : اييي ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك