بداية

رواية بعد الغياب -101

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -101

بعد الغياب/ الجزء المئة وخمسة وعشرون
#أنفاس_قطر#
عبدالله وصل بيته متأخر..
بعد ماودع كل الوفود اللي كانت مشاركة في المؤتمر..
راح أول شيء للغرفة اللي جواهر فيها تحت
لقى أنوارها كلها مسكرة..
تنهد: مالي نصيب أشوفهم..شكلهم نايمين..و أنا بعد تأخرت الليلة بزيادة..
بس زين عندي يومين إجازة عقب المؤتمر
أقعد مع عيالي وجواهر شوي..
طلع لغرفته..
أول شيء صدمه فيها كان ريحة عطر هو مفتقده بشدة وبوجع يحز في أعماقه..
ريحة عطر تحتفظ كل خلاياه بذكريات عذبة له..
عطرها المميز والمثير والمختلف والدافئ
لكن طبعا كانت الصدمة الأكبر هي صاحبة العطر اللي كانت تنتظره..
اتسعت ابتسامته الرجولية الساحرة وهو يشوفها
وهي وقفت لما شافته دخل..
"مستحيل تكون فيه مخلوقة بهذا الحسن الموجع الشفاف!!"
كانت واقفة قدامه بطقمها الحرير السماوي
وكأنها نجمة تشع في السماء
كانت التنورة قصيرة لتحت ركبتها
والتوب كورساج بأكمام جابونيز
نقشات الحناء اللي غمق لونها كانت شيء أكثر من مثير
مكياجها الناعم الخفيف.. الروج الوردي الفاتح على شفايفها المبهرة..يكاد يسيل من عذوبتها
أما الشعر كان حكاية غرام عبدالله الجديدة
كثافته وتدرجاته وسواده ونعومته أصبحت حكاية موجعة مع طوله الجديد..
الليل الهادر اللي يبي يتوه بين أمواجه
الليل اللي تمنى أنه ماينتهي امتداده وضياعه بين ثناياه..
جواهر ابتسمت
وعبدالله قرب..
مسك ايديها بوله كاسح وشوق عارم
رفعها لشفايفه وهو يتتبع نقشات الحناء
بقبلاته الشفافة المشتاقة الدافئة بدء من أصابع يدها مرورا بكفها لذراعها لعضدها
حينها رفع رأسه
وهمس في عمق أذنها بكلمة واحدة بنبرته العميقة الرجولية الخاصة جدا
"وحشتيني"

الليلة السابقة لزواج سعود
سعود طلع من الحجز العسكري
رجع للبيت العصر..
فوجئ بمظاهرة تستقبله
كان محمد ومتعب وخالد ينتظرونه..
ويقولون له: مافيه وقت اطلع معنا الحين..
سعود مستغرب: وين أروح؟؟ خلوني أسلم على أمي وأخذ لي شاور أول..
متعب بحماس: روح سلم على خالتي والشاور خله بعدين..
سعود مادرى وش السالفة.. بس راح سلم على أمه وخواته ورجع لهم..
خذوه معهم للسيارة..
متعب يسوق وسعود جنبه.. ومحمد وخالد ورا..
سعود بتعب: أنتو يالمخبل.. وين رايحين فيني..؟؟
متعب بابتسامة: أصبر على رزقك..
أول شيء طلعوا لسوق واقف..
محمد بمرح: أنا رحت لسوق الحسا أمس وشريت لك بشت أسود ورجعت في نفس اليوم.. وخليناه هنا عند شيبتنا يضبطه.. بس لازم يقيس عليك الاول..
سعود بهدوء: وش له البشت الله يهداك.. تدري عندي كم واحد..
محمد بابتسامة: لا بشت العرس غير.. بعدين أنت كل يوم تعرس.. المرة اللي فاتت ما عرست.. وخلاص عقب ذا المرة مانسمح لك تكررها..
سعود نزل غصبا عنه: راح لمحل البشوت وقاسوا عليه... وقال لهم محمد أنه بيرجع يأخذه بكرة..
سعود بتعب: وين بنروح بعد..؟؟
متعب بمرح: ذا المرة دوري...
الصالون الأزرق..
حجزت لك الجوتي الأسود وأنتو كرامة والغترة.. وأدري عندك جواتي سود كل الماركات.. بس بعد جوتي العرس غير..
ولا تسوي لي سالفة هناك.. لأني دفعت ثمنهم خلاص..
وعقب كمل بعيارة: ولاتنسون كلكم أن عرسي عقب شهر ونص.. وماعندي مانع ترجعون جمايلي لي..
خلصوا من الصالون الأزرق.. وخذوا الأغراض معهم..
سعود زهق منهم بس مبتسم وسعيد بإحساسه إنه عريس فعلا أحبابه تعبوا له ومعه..
خالد بابتسامة: الحين دوري.. على الانتركونتنال.. حجزت لك سويت تريح الليلة وتدلل.. واحنا طبعا فوق رأسك..
وبكرة حجزنا الحلاق وسيارة اللموزين اللي بنزفك عليها..
في الليل متأخر..
دانة متوترة.. ومتوترة أكثر لأن سعود ما أتصل فيها
هي عارفة إنه طلع من الحجز اليوم
ليش ما أتصل فيها..
سعود كان بيموت يبي يسمع صوتها
بس ماقدر يتصل والشباب ماخلوه دقيقة وحدة
محمد ومتعب وخالد وجبر وجابر وسالم
كانوا كلهم معاه وعنده..
محمد رجع للبيت عشان مايقدر يترك هله ماعندهم حد
بس خالد ومتعب باتوا مع سعود في الفندق
وسعود كان خلاص منهار يبي ينام وبس
ثاني يوم قبل الظهر
ثاني في شركته..
رن موبايله..
ابتسم ورد: هلا والله
فاطمة بابتسامة: تريقت وإلا لأ؟؟
ثاني بهدوء: الحين صرنا الظهر وش ريوقه؟؟
فاطمة بمرح: الصبح كلمتك قلت لي تو الناس على الريوق..
والظهر تقول خلاص غداء.. أنت متى بتأكل؟؟
ثاني بعمق: إذا جيتي بيتي إن شاء الله
فاطمة سكتت محرجة.. وعقب تنحنحت وقالت بصوت واطي: الليلة عرس أخو صديقتي.. وأبي أطلع من الجامعة.. أمر محل شيكولت.. اشتري ورد و شيكولت عشان يروح للقاعة..
ثاني بهدوء: مافيه داعي تتعبين روحج .. أنا بالتلفون بأكلم أكبر محل ورد وشيكولت يرسلون اللي تبينه وباسمج.. تدللي..
فاطمة بخجل: أنا مكلمة أستأذنك... مو عشان انت ترسل..
ثاني بعتب: ليه بيننا فرق يعني؟!!
فاطمة بهدوء: لا .. بس..
ثاني بحنان: مافيه بس.. قولي لي شاللي تبينه.. واسم القاعة.. واللي تبينه ينكتب على الكروت.. وأنتي ارجعي للبيت دايركت أول ماتخلصين محاضرات لا تخلين أمي بروحها..
العصر
في القاعة
مها والجازي ومزنة وغالية والعروس كلهم موجودين
وكل واحدة لاهية بشغلة
اللي تحط منيكير.. واللي الكوافيرة تشتغل لها بشعرها
واللي تسوي الميكب..
والأجواء الاحتفالية الصاخبة والمزحومة تلف الأجواء..
مها بعيارة: جعل يسقى عقب شهر ونص بس..
مزنة تضحك: أنتي ماتستحين..
مها وهي تضحك: على قولة أخي محمد.. مايودي في داهية إلا كتمان المشاعر.. الواحد لازم يعبر عن مشاعره لا ينفجر
مزنة في نفسها (ايه طبعا والأخ فالها..مايخلي شيء من التعبير عن المشاعر في خاطره)
الجازي تسألهم بحيرة: وش أسوي في شعري.. كيرلي وإلا ويفي وإلا أرفعه وإلا أسوي بف؟؟
غالية تضحك: يا أختي اتركي هذا السؤال للكشة اللي مثلي.. أنتي أي شي بتسوينه في شعرش بيطلع حلو... عشان الأرضية تساعد...
دانة بتوتر: غالية أنتي ليه ماتخلين الجازي في حالها..
غالية تبتسم: لحول.. ايه الحين غلاها بزود.. اخت حبيب القلب..
مزنة رجعت وقفت جنب دانة اللي كانت الخبيرة تسوي لشعرها السيشوار وهي تهمس لها: حبيبتي هدي أعصابش شوي.. أنا أبي أعرف سبب توترش.. سعود ومعاشرته ورجّالش وتحبينه.. يعني لاهو غريب.. ولاهي أول مرة.. فليه التوتر؟؟
دانة سكتت.. ماحد قادر يحس فيها..
طوفان مشاعرها العالي خلف سدودها على وشك أن يحطم أضلاعها
الأضلاع التي أصابها الوهن لطول ماحجزت هذه المشاعر
المشاعر التي تتوق للانسكاب بين يدي سعود ومن أجله..
المشاعر التي تتأججت طوال سنوات من أجل سعود
المشاعر التي أصبح سعود يعلم بها ولكنه لم يسمعها من بين شفتيها..
الشفايف اللي تتوق للهمس بهذه المشاعر في أذن سعود
لينهار كل حاجز فصل بينهما ويتمازجان التمازج الكامل..
بعد صلاة المغرب...
خبيرة التجميل تطلع من بيت سالم..
وسالم جاي من المسجد يبي يطلع لعرس سعود..
سالم طلع لغرفته.. مالقى منيرة..
ناداها..
ردت عليه من غرفة الملابس..
كان سالم يلبس بسرعة وهو يسألها: تبين أرجع أوديس؟؟
منيرة من ورا باب غرفة الملابس: لا حبيبي.. أمي وسارة بيمروني ونروح سوا..
سالم باستفسار: بس مهوب كنكم رايحين بدري...
منيرة بهدوء: لا بدري ولا شيء.. حن مانعد روحنا معازيم.. أمي وام سعود صحبة سنين..
وعقب كملت بمرح: ولعلمك يوم عرس مها عقب شهر ونص تراني بأكون عندها من قبلها بليلة..
سالم بنبرة زعل مصطنعة: ياسلام.. وأنا من اللي عندي؟؟
منيرة بابتسامة: مايخليك ربي...
سالم باستعجال: زين أنا خلصت وبأطلع.... اطلعي خليني أشوف شكلس..
منيرة : دقيقة بس..
فتحت الباب منيرة وطلعت..
كانت لابسة فستان أصفر ببروش وزم خفيف من عند الصدر عشان يخبي بطنها اللي صار مبين...
وشعرها سوته كيرلي..
سالم بإعجاب: ياسلام.. أحلى حامل شافتها عيني..
منيرة تبتسم: ايه.. تمسخر علي أنا وكرشي..
سالم قرب وحط يده على بطنها بحنان: الله يتمم عليس يا قلبي..
عقب كمل بمرح: خاطري أحضنس بس خايف أحوسس وإلا أنتي تلطخين ثوبي الأبيض بالمكياج..
#أنفاس_قطر#

بعد الغياب/ الجزء المئة وستة وعشرون
#أنفاس_قطر#

الساعة 10 بالضبط..
زفة دانة..
اطفئت أنوار القاعة بالكامل.. واُشعلت الشموع..
تركزت الكشافات على البوابة اللي بتدخل منها دانة..
بدت موسيقى الزفة الناعمة..
وانفتحت البوابة..
وظهرت دانة تتهادى بفستانها الأبيض من الدانتيل الأبيض المخلوط بحرير فضي بتصميمه على الطريقة المغربية بطريقة مبتكرة جدا وفخمة.. الكم دانتيل فخم ضيق وماسك من العضد لكنه يتوسع من الكوع حتى يصل للأرض.. والطرحة الدانتيل بقطع الحرير الفضي هي عبارة عن غطاء الرأس المغربي الواسع المشبوك في ظهر الفستان
المسكة كانت ورد أبيض بشرايط حرير فضية..
دانة كانت تتهادى مثل الأميرة..
مثل بجعة بيضاء على بحيرتها الملكية
لكنها في داخلها كانت تذوب توتر وخجل..
الكاميرات تتابع تحركاتها بدقة وتنقلها لشاشات العرض الضخمة الموزعة في أركان القاعة..
وصلت أخيرا للكوشة.. اللي كانت خليط من الأبيض والفضي الملكي
مثلها مثل كل تنسيق القاعة والطاولات وصواني التقديم وطاقم الضيافة اللي كان اختيار مشترك بين دانة ومزنة ومها..
بعد وقفة التصوير المنفردة.. بدأوا المعازيم والبنات بالسلام على دانة...
تهاني قربت منها وحضنتها وقالت بحب: أحلى عروس شفتها.. وما الحب إلا للحبيب الأولي... مبروك ياقلبي..
تدرين أنا حتى في أعراس أخواني مارقصت.. بس الليلة بارقص في عرسج..
بعد حوالي ساعة إلا ربع.. محمد اتصل على مها.. وقال لها إنهم واقفين على باب القاعة...
الشباب كلهم مشوا بسياراتهم ورا السيارة اللي زفت سعود..
لكن بعدين رجعوا كلهم.. وظل معه أبو خالد وخالد ومحمد..
مزنة لبست عبايتها ثم لبست دانة العباية البيضاء على أساس إن محمد بيدخل وهي تهمس لها وتبتسم: خلي ولد عمنا البصباص يقز الحريم على كيف كيفه.. عنز وطاحت في المريس.. من قده الليلة..
لكن اللي هم تفاجأوا فيه إن محمد وصل سعود بس لأول القاعة وهو منزل رأسه وطلع على طول...
واللي كمل مع سعود خالد وأبو خالد..
مزنة شالت عباية دانة مستغلة إن الكاميرات والعيون مركزة على العريس.. تأكدت من شكل دانة.. ثم نزلت وقعدت مع تهاني على طاولتها..
تهاني همست لمزنة وعينها على سعود اللي مابعد وصل لدانة: من هذا اللي دخل مع المعرس ورجع من عند الباب؟؟
مزنة وهي مستغربة من سؤال تهاني: محمد أخ سعود..
تهاني ابتسمت: ياحليله حياوي.. صحيح سعود أطول وأعرض بس هو أحلى..
مزنة غصبا عنها تضايقت (نعنبو متى لحقت تقزه ذي.. يعني هو ماطالع الحريم ولاحتى دخل.. بس هم ماخلوه في حاله)
سعود وصل لدانة..
وأخيرا..
وهو بعده يمشي جاي من بعيد..
ماكان يشوف شي في القاعة كلها عدا البهاء الأبيض
اللي سيطر على كل مشاعره وأحاسيسه..
ماكان حاس بالعالم ولا العيون اللي تعلقت بطوله وطلته..
احساسه بأميرته وبس..
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -