بداية

رواية خبيني -22

رواية خبيني - غرام

رواية خبيني -22

كانت تفكر بكلام أمه ,, بتقدر تتجرأ بيوم وتضمه ؟
فتحت ام بدور باب المجلس الكبير .. ولقت وحده متغطية باين من طريقة غطاها انها مو سعودية ..
...... : سلامو أليكم ..
استغربت ام بدور وردت السلام , مدت لها يدها كنها تعزمها تدخل , وذيك ماصدقت , دخلت المجلس اللي فيه ام نواف وام بدور علطول 
: إنتي أم بودور ولا أم نوّاب ولا هزا واهد ثاني (تقصد ام هديل بس نست اسمها )
طالع الكل فيها باستغراب .. فردت :ام بدور , وهذول اخواتي , وانتي مين
شالت الحرمه نقابها , وطلع تحته وحدة اندونيسية كاشخه على ابعد درجه , مستشوره ذاك الشعر وملفلفته , وبيدها اساور ذهب وبوجهها شوي مكياج وريحة العطر واصلة لوين ..
كملت وهي تجلس على وحدة من الكنبات بميانه واضحه : أنا بابا بارس وايف
انصدم الكل , هديل اللي كانت توها داخله المجلس وقفت بمكانها : اييييييييييييييش ؟ خالي فارس الله يرحمه , ...كان متزوج ؟
ضربت الحرمة على صدرها : أيوا , ممكن من سته سنه
حطت ام بدور يديها على راسها , وش جاب هالمصيبة ,, حشى مو عيشة عاديه , اثاري اللي قال ان المسلسلات فيها من الواقع ماكذب .. صرنا مسلسل , وش فيها طلعت الحين , عقب مامات فارس بوقت , اكيد مايبون الا الورث , ولا محنا ناقصين فضايح ..
ام هديل تتطنز : اقول ماتبين قهوة بعد
جميلة وهي تحرك الاساور بيدها : مابي مشكل !
طالعت هديل في الولدين الصغار اللي جاو ووقفوا وراها ..وطالعت في خالاتها شوي , ماحبت يحسون بشي .. وحست انها لازم تروح وتخليهم لحالهم ..فابتسمت واخذتهم معاها للمطبخ ..
طلعت صحن من الدولاب والتفتت للولدين لقتهم لازقين ببعض من الاحراج والفشله ..
حطت لهم قطعتين كيك وحطت الصحن على بنش المطبخ ...
قربت وشالت الولد الصغير وجلسته على البنش , وسحبت الكرسي للثاني وخلته يجلس
كانت تسمع اهلها يعترضون على وجود جميلة وعيالها ,, تطالع بوجوه الصغار تبي تشوف يفهمون او لا
بس كانو ياكلون الكيك بخجل ,, ويمكن مايحتاجون يسمعون , لانهم حاسين بهالشي ..
زفرت اه من صدرها , زيادة على مشاري اللي كانت مقتنعه فيه وأبوها خلاها تواجه نفسها , شايلة هم بدور ونواف , ملامح نواف ماتطمنها ابد ,, بس هو يحاول يخفيها
والحين طلعت لهم هذي ..
جلست على البنش وطالعتهم شوي ..
كانت تحاول تستوعب ,, انهم عيال خالها..
وهم كانو يخفون وجييهم , كنهم حسو ان حنانها اخذهم من قسوة كل اللي كانو بالمجلس
ياترى لو درى الانسان انه بيكون منبوذ بين ناس , كان تمنّى انه انولد بينهم ؟
إلا كانو يحسون بفرق .. إلا كانت النظرات تتكلم
لمعة عين وحدة ,, وشفّه مايله شوي .. تقدر تبين لك اذا كنت شخص مرغوب فيه
الحقيقة هنا ,, انك دايما تنتمي لعائلة ,,
والجرأه ,, انك تعترف..
او ترضى
او تنكر ..
كونك واحد منهم ..

طالعت في بالجدول اللي معلق ع الجدار ,, وضاق صدرها ..
السبت مشاري , الاحد منصور , الاثنين ماجد , الثلاثاء والاربعاء ابو مشاري
اليوم الاثنين ,, معناها ماجد هو اللي بيوصلها للجامعة ..
انقهرت ..
صح ماجد لما تروح معاه ,, تحب تسمعه يسولف احيانا عن الدراسة والطموح واشياء كثير ,,
بس مشاري
ترتاح لانها اول ماتركب معاه
سيارته دايم هادية ومرتبه ,, الا من كم كتاب ورا ,,
البالطو يعلقه ع الكنبه اللي ورا عشان لايتكسّر ..
كان يحب يشغل اذاعة القرآن ..
او بس يفتح شباكه شوي اذا كان الجو حلو , ويسولفون سوا ..
منصور
كان لازم يعلق ويضحك على كل شي يشوفه بالشارع ..الناس الي صاحين عشان الدوام بدري
بعض اشكال السيارات والمباني
بعض الاعلانات ..
كان يوقف احيانا عن كافي ويجيب لهم أي شي خفيف ياهو او مشاري ..
ماجد كان لازم تطلبه اذا بغت شي , صح ماكان يقول لها لا بس احيان يمن عليها ...
راحت معاه وكانو كلهم ساكتين ,,
كعادتها في , فتحت له الساندوتش ومدتها
ماجد اخذه : شكرا
رتبت في كم كتاب وسي دي لقتهم بين المقعدين ,, شوي وقف هو من غير مايتكلم ,, : شتبين من جوفريز ؟

فواز تغير وجهه لما عرف ان صالح مايتكلم : طيب .... كنت بس أبغى أسألك .. تعرف صالح الفلاني ؟ كانو ساكنين بتبوك وجاو هنا الشرقية ,, بس وين بالضبط مادري ..
دارت عيون صالح عليه وأشر على نفسه , وعلطول كتب له بالجوال : انا صالح الفلاني
استغرب فواز او بالاحرى انصدم .. : متأكد ؟ صالح فلان فلان الفلاني
هز صالح راسه ولمعت عيونه بقلق من فواز الي جالس يسأل عنه
ابتسم فواز : أبوك حي ؟
هز صالح راسه بلا , هالحركة ابسيطة هزت فواز , معقوله مايكون أبوه ! طيب نفس الأسم ونفس المعلومات كيف يقول ان ابوه ميت
رفع فواز جواله وكلم مشعل ,, مشعل ذكّره ان صالح يحسب ابوه متوفي , على كلام أمه
مر وقت طويل ,, مشعل جا لعند فواز , وحاولو الثنين يقنعونه ان ابوه حي ويدور عليه , وصالح في حالة انكار , مو معقوله يطلع بعد مامات
مو معقوله يكون بهالقرب
مو معقوله فجأه يطلع له احد يقول له ان ابوه حي ..
طلع لهم صالح صوره قديمة لأبوه اول ماتطلقو امه وابوه ,,
يبي يقنعهم ان ابوه مو نفس الشخص اللي جالس يدور ولده
يبي يكسر آماله لاتنبني
يبي يسكّت صوت الاحاسيس اللي نمت بداخله
احاسيس روابط الأقارب
اللي دايم تقول لك
ان هذي امك وهذا ابوك
و اللي دايم تخلي قلبك ينبض ..
اللي صار ان فواز ومشعل طالعو الصورة وطالعو بعض
ابو صالح نفسه اللي بالصورة , بس بعد سنوات مرت عليه ..
مر عليه ألم ...
مر عليه وهم
وضياع ..
مر عليه يأس
يقول له كل يوم ..
ان الدنيا ماعندها جرأه ترجع اللي اخذته مننا ...

بس فواز ومشعل اقنعوه بنظراتهم , وخلو صالح يركب معاهم السيارة رايحين للشركة
ورايحين للدنيا اللي يبي لها أحد يوقف بوجهها ويتحدى جرأتها ..
نزلو فواز ومشعل وسحبو صالح معـاهم .. راحو لعند باب البواب الصغير
ماكان ودهم بهالسرعه يودون صالح , يمكن مايطلع ولده ,,
بس من كثر مافقدو الامل , ماقدرو الا يجربون كل شي معاهم
صالح كان واقف وراهم , كيف يقولون له أبوه حي , معقوله امه كانت تكذب عليه , ولا هم يحسبونه مات ؟
بس هو يعرف ان الحقد اللي بقلب امه , ممكن يسوي كذا بأبوه
ابو صالح يرص على عيونه : ومنهو خويكم الي معكم ؟
سكتو فواز ومشعل , حبو ان الصمت هو اللي يتكلم ..
تقدم صالح وطالع أبوه ,, وابو صالح استغرب نظراته شوي
لمعت عيون صالح , لما حس ان صورة ابوه اللي عنده ,, حيّه قدامه ..
ابو صالح انتبه ان الولد يطالع فيه ,,
ضغط على عيونه يبي يحاول يشوف صالح

ابو صالح انتبه ان الولد يطالع فيه ,,
ضغط على عيونه يبي يحاول يشوف صالح ..
بدون مايحس صالح بنفسه قرب له لين صار مابينهم الا مسافه قليله ,
كان الخوف باين في نظرات عيونه
كان القلق والتوتر اكبر بكثير
كانت ايامه وماضيه
وخلافات امه وابوه اللي مرت قدام عينه كنها هاللحظة
وبصدره اللي يطلع وينزل من تنفسه السريع
وبثبات يدينه في مكانهم اللي ماحركهم من اول ماانتبه انه نفس اللي بالصورة
فواز ومشعل واقفين على جمب ينتظرون ردة فعل ابو صالح ..
ويبان بوجههم تأثر كبير ..
كان المكان يعمّه سكوت ,, هدوء .. صمت شاحب
مافيه الا اصوات سيارات من الجهه الثانية ..
يبدو ان فيه اصوات هوا خفيف كان يحاول بلا جدوى انه يلطف الجو
او يحرك احاسيس اكبر
وابو صالح ساكت ..
بلا حركة ..
بلا كلام
وصالح قدامه يلتزم السكوت اللي مايعرف غيره
تمنى ينفجر ويقول كل الافكار والكلام اللي يجول براسه ..
تمنى يصرخ يبــــــه ! انا هنا
يبه انت بعدك حي ..
ماعرفتني ؟
شفني اشبه لك شوي ..
و الله انا ولدك
يبه صدّق , لاتكسر فيني الأمل

بلحظة من اللحظات ,, تنهد ابو صالح ,,,
رفع راسه,و بنفس اللحظة اللي ارتسمت فيها ابتسامته المهتزّه , تدحرجت دمعه انتهت بسرعه عند لحيته
ونطق بصوت يونّ "انت جيت ياصالح" ؟
بهذي اللحظة ,, ماكانو محتاجين لاحد يأكد لهم أي شي
تكفي الاحاسيس اللي ماكذبت ابد ,, من يوم دلت ابو صالح ان ولده قريب
كنه كان يسمع كلام صالح اللي يدور براسه
طاح صالح عند رجلين ابوه ,, وابو صالح قام من كرسيه وحضن ولده بأكبر قوه تبقت بجسمه من مرور الزمن على عمره
فواز لف وجهه الناحيه الثانيه , مشعل واقف يتأمل وعلى وجهه اكبر حزن
كان بكى صالح وأبوه ,, يحسس انك ماعمرك قد بكيت على شي يسوى !
فواز كان يتذكر أيامه , وحالته
على كثر ماضاق , كان كلن حوله
ومحد خلاه , وانتهت قصته بزوجه يحبها , وطفل جاي بالطريق
مشعل اللي كان يحب فدوى وانفسخت خطوبتهم بسبب مرض فواز
عانى في الغربه عشان يرجع لها
وعانى اكثر لما رجع
عاشو بسعاده مع من يحبون
تخيلو لو هم فقدو اهلهم كل هالمده .. ومالقو لهم احد يعاونهم على اللقا
كان ابوو صالح يسأله كل الاسئلة اللي تطري على باله ,سؤال ورا سؤال , شي ورا شي , ضمّه قوية بين كل جمله والثانيه .. بس صالح مو قادر يجاوبه , كان يصيح ويجاوب ع الاسئلة بنفسه
طلع مشعل من اللي فيه و جا لعندهم : صالح قوم خلينا نوصلكم البيت عن الناس
حس مشعل بثقل يدينهم على بعض , هالشي حسسه انهم حاضنين بعض بأقوى ماعندهم , فكرر كلامه : ياعم الحين الموظفين طالعين , خلونا ناخذكم مكان ثاني
هز ابو صالح راسه وهو مبتسم , قام صالح واقف ماسك يد ابوه
يتبع ,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -