بداية

رواية بعد الغياب -59

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -59

عبدالله وجواهر الليلة الاولى لكل منهما بعيد عن الآخر
بعد حوالي شهر من انصهار وذوبان كل منهما في الآخر روحيا وجسديا..
النوم يبدو حلما بعيدا بعيد المنال..
الافتقاد الموجع يحز في خلايا كل منهما..
كان عبدالله يغفو لثواني لتعبه الشديد..
ولكنه كان يصحو من نومه بإنفعال
وهو يتحسس ذراعه بحثا عن جواهر التي أعتاد كلما صحا أن يداعبها
بلمسة شفافة من أنامله الحانية
أو قبلة دافئة من شفتيه الوالهه..
حتى وإن كانت هي نائمة على ذراعه كالعادة...
جواهر لم تنم مطلقا.. وهي جالسة على السرير تضم ركبتيها لصدرها..
وتحتضن بحنان فانيلة عبدالله التي خلعها اليوم قبل استحمامه..
الملابس التي كانت تلاصق صدره وتشربت بعصارة جسده ورائحته العذبة..
لطالما كانت جواهر هكذا..
حاسة الشم عندها هي الأكثر حضورا.. والاكثر وجعا..
من افتقادها الموجع لأولادها..
حتى اشتياقها المبرح لعبدالله..
كانت تستنشق ملابس عبدالله بعمق.. ورائحته الرجولية العميقة الخاصة تعبق منها بتركيز مؤلم..
ولكن حتى متى ستحتفظ ملابس عبدالله برائحته؟؟!!!!


ماجد رجع لغرفته..
لقى دلال مابعد طلعت من الحمام..
دلال خذت لها شاور..
ولأنها مستحية تطلع بالروب والفوطة..
تأخرت وهي تستشور شعرها عشان ماتطلع وهو مبلول
ثم لبست لها بيجامة حرير بيضاء كمها طويل..
ماجد كان قاعد على السرير وعلبة الدبلة في يده..
أول ماطلعت دلال.. وقف ماجد وهو يستمتع بمنظرها الشفاف..
قال لها برقة: تعالي دلال..
قربت منه بخجل.. ماجد فتح العلبة وطلع منها الدبلة..
وقال لها بنفس الرقة: عطيني يدج اليسار..
دلال مدت يدها له وهي بتموت من خجلها
ماجد لبسها الدبلة بحنان..
ثم رفع يدها وطبع عليها قبلة دافئة..
ثم فتح كفها وطبع في باطنها قبلة أعمق وأدفأ..
ثم سحب كفها وقبل داخل معصمها قبلة أعمق..
وكان يبي يتعمق أكثر..
لولا أن دلال سحبت يدها بقوة وبتوتر..
وابتعدت خطوتين وهي تحس قلبها بيتوقف من الانفعال والخجل..
ماجد توتر من ردة فعلها اللي حس إنها مبالغ فيها شوي..
تراجع وجلس على السرير..
وبعد دقيقة صمت
ماجد جالس على السرير.. ودلال واقفة حاضنة نفسها وترتعش..
قطع ماجد الصمت وهو يقول بعمق: انا اعرف ان زوجج الاول الله يرحمه كان تعامله قاسي جدا معاج
بس أنا غير عنه..
واللي اتمناه منج واحنا في بداية حياتنا سوا
أنج تحاولين تنسين زوجج الاول وتصرفاته معاج
عشان نبدأ حياة جديدة أنتي تحكمين علي فيها من خلال تصرفاتي انا
موب من خلال تصرفاته الله يرحمه
سكت شوي وعقب كمل بنفس النبرة العميقة:
مافيه داعي لكل هذي الحدة والخجل..
خلينا نتعرف على بعض بدون حواجز
وتأكدي أني ماراح استعجلج على شيء
دلال ظلت واقفة في نفس مكانها ساكتة..
ماجد وقف.. مسك يد دلال بحنان.. ثم جلسها جنبه على السرير..
دلال بنفس توترها وخجلها اللي بدأ يعصب بماجد..
لكن ماجد قرر انه يتمالك نفسه للآخر وقال لها برقة: حبيبتي دلال أنا غير والله غير
ومع العشرة بتكتشفين بنفسج..
ماجد قال كلمته ومد يده يبي يحضنها.. لكنه فوجئ بدلال تتراجع بعنف وتنخرط في بكاء هستيري..
ماجد نط واقف من الرعب..
(ماسويت شيء عشان تبكي كذا.. كنت أبي أحضنها بس
وش أقول؟؟ أبي أدعي عليه بس ما أقدر
بأقول الله يجازيه باللي يستحقه
شكله مرعبها من كل ملامسة المتوحش)
ماجد حس بغضبه على زوج دلال المرحوم يتزايد ويتزايد لدرجة الاختناق..
فقرر يطلع للبلكونة يأخذ نفس..
طلع ماجد لبلكونة الغرفة.. وترك دلال اللي كانت منهارة من البكاء..
ماجد حاس بنار تحرقه وهو يتخيل زوج دلال كان يعاشرها بوحشية..
عشان كذا هي مرعوبة من ماجد ومن كل لمسة منه

سعود ماقدر ينام.. يفكر في بكرة
وأشلون يوصل الخبر لدانة.. ولأمه..
أحيانا يشعر انه استعجل في قراره..
لكن الأحيان الأكثر تؤكد له إن قراره صائب
لأنه خلاص قدرته على الاحتمال انتهت..
والابتعاد عن دانة والشوق لها واللهفة عليها
أهون من قربها واستجداء كلمة حب لا تشعر بها منها

عبدالله في غرفته بالفندق..
ماقدر ينام عدل.. أندق عليه الباب دقات خافتة..
عبدالله نط واقف وطل مع العين السحرية للباب
كان فاضل واقف على الباب بتحفز
فتح عبدالله الباب وهو يقول بود: هلا فاضل..
فاضل بهدوء: صحيتك؟؟
عبدالله: لا والله انا مانمت اصلا..
فاضل بثقة: زين هيج.. ألبس بسرعة.. خلينا ننزل
عبدالله باستغراب: وين؟؟
فاضل بنفس الثقة: نجيب اللي انته جاي للعراق على موده..
#أنفاس_قطر#


بعد الغياب/ الجزء الخامس والسبعين
#أنفاس_قطر#

عبدالله باستغراب: وين؟؟
فاضل بنفس الثقة: نجيب اللي انته جاي للعراق على موده..
عبدالله بفرح مخلوط بالاستغراب: بهالسرعة؟؟
فاضل بثقته المعتادة: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.. واللي خاطفين نسيبك شوية اطفال معاهم سلاح ويريدون فلوس..
ماخذوا في إيدي شوية..
وعقب كمل فاضل باستفسار: الفلوس وياك؟؟
عبدالله يفتح الخزنة اللي في غرفته ويطلع منها الفلوس..
فاضل يقول له بود: جيب نص المبلغ بس.. خليناهم يسوون دسكاونت..
عبدالله بإعجاب: والله ماوفاك راوي حقك.. خلاص النص الثاني لك.. والله العظيم ماتقول شيء..
فاضل باستنكار وغضب: أنته تريد تهينني بوعبدالعزيز؟؟
عبدالله باحترام: محشوم يافاضل.. هذا حقك والحق حق..

ماجد رجع للغرفة بعد ماهدأ شوي
الغضب هدأ لكن الحرقة في قلبه كانت تتعمق..
كانت دلال هي الأخرى هدت.. وتجلس في نفس مكانها على السرير بصمت..
ماجد فضل أنه مايرجع لها.. لأنه صار يخاف من ردات فعلها
توجه لجلسة التلفزيون وجلس هناك بصمت...
مضى وقت طويل.. والصمت سيد الموقف..
بعدين قرر ماجد يتمدد على الكنبة .. عشان يعطيها فرصة لو كانت تبي تنام..
مر وقت أطول لين قررت دلال تتمدد على السرير ويغلبها النعاس وتنام..
في الوقت اللي ماجد مانام نهائيا لحد أذان الفجر..
لما اذن الفجر قام يتوضأ
كانت أنوار الغرفة كلها مضاءة..
قرر يطفيء بعضها ويترك بعضها لأنه خاف أنها يمكن تكون تخاف من الظلام.. (شيدريني بعد؟)
قرب منها بشويش
(خلني أمتع عيوني بطلتها.. قبل تصحى وتتخرع مني)
(يا سبحان الخالق ملاك نايم..
الله يجازيه زوجها الأولي لولا فعايله فيها
وإلا كان الحين نايمة بحضني)
ماجد كان يبي يروح للمسجد..
لكنه خاف يخليها في البيت بروحها..
لأنه حتى خدامة مامعها في البيت..
هو يعرف أنها عندها خدامة في بيتها..
بكرة بيجيبها.. عشان ماينشغل باله عليها لما يطلع..
قرر يصلي في البيت.. مع أنه ماتعود يفوت الصلاة مع الجماعة وهو صاحي..
لما خلص صلاة.. رجع على دلال.. صحاها بدون مايقرب منها بصوت هادئ: دلال.. دلال قومي صلي الفجر..
دلال فتحت عينها بشويش.. وهي تشوف ماجد واقف بعيد ببيجامته الرمادية.. وشعور غريب دافئ يجتاحها..
كانت هي أول أيام زواجها بزوجها الراحل.. هي اللي تصحيه للصلاة..
لكن رده الدائم عليها كان كفين معتبرين يلونون في خدها الأبيض لثاني يوم..
بعدها توقفت عن إيقاظه للصلاة..
في محاولة لتلافي أن تبدأ يومها بالضرب..
حتى لا يترك ضربه لها في وجهها علامات وهي متوجهة لعملها في المدرسة..
(دلال مدرسة كيمياء في مدرسة ثانوية)
دلال تصبرت طويلا على زوجها على أمل إصلاحه..
وعندما يأست كانت على وشك طلب الطلاق.. لولا أن والدها توفي بعد زواجها بسنة..
وبعدها بدأ زوجها بتهديدها.. أنه سيشوه سمعتها بل وحتى سمعة والدها الراحل.. إذا هي طلبت الطلاق منه..
ولأنها تعرف دناءته وحقارته.. قررت الصبر من أجل ذكرى والدها وخصوصا أنه لا سند لها..
وأن تحتسب عذابها معه عند الله سبحانه
لأنها أعتبرت أنه هذا الزوج ليس أكثر من ابتلاء في الدنيا..
فهل يكون ماجد هو مكافأة الله لها على صبرها؟!!
دلال ردت برقة: إن شاء الله.. بأقوم الحين..
خلصت دلال صلاتها ورجعت تتمدد على السرير.. وماجد متمدد على الكنبة يتقلب.. بعد دقايق ماجد نط قاعد..
وهو يوجهه كلامه لدلال: لو ماعندج مانع أبي أفسخ القميص
أنا ما أقدر أنام كذا.. ولو بيضايقج بأروح أنام في غرفة ثانية..
دلال خافت يخليها بروحها في البيت الغريب عليها.. فقالت له بخجل: على راحتك..
ماجد خلع قميصه ورجع يتمدد

عبدالله وفاضل في مكان التسليم
الوقت قبل الفجر بساعة حسب توقيت بغداد..
والمكان غرب بغداد.. طريق زراعي مهجور بالقرب من الرضوانية..
كانت سيارات الخاطفين الثنتين واقفة على جنب الطريق..
سيارة صغيرة.. وسيارة ميكروباص..
وسيارة فاضل تجاوزت سيارتهم بشوي.. ووقفت..
فاضل طلب من عبدالله ماينزل من السيارة نهائيا..
لحد مايخلص إجراءات التسليم والاستلام ويجيب المخطوفين الثنين ويركبهم السيارة من ورا..
بدون ماينزل عبدالله..
اللي المفروض مايظهر في الصورة مطلقا وقفا لمخطط فاضل..

دلال صحت بدري من النوم..
الغرفة أصبحت تقريبا مضيئة تماما.. مع نور الشمس المتسلل عبر الشبابيك التي لم تُغلق ستائرها البارحة..
دلال قامت تتسحب ناحية ماجد تشوفه صاحي أو نايم..
صدمها بعنف مظهر جسده العاري..
فرق شاسع بين بنية ماجد الرياضية (وهو اللي أهلكه عبدالله بالركض خلفه على الكورنيش وبين نوادي رفع الأثقال طوال السنوات الخمس السابقة بعد عودة عبدالله من أمريكا)
وبين جسد الراحل الذي عبث الشراب بصحته وكان يعاني هزالا جعل عظامه تكاد تمزق جلده من نحوله..
تراجعت بذات عنف صدمتها.. وهي تشعر بإنفعال بالغ بعثه فيها منظر ماجد الرجولي الغريب عليها..
غسلت وبدلت.. وقررت تنزل تتمشى في البيت.. وتسوي لماجد فطور قبل يصحى.. وتتلهى عن المنظر اللي بدت فيه صباحها..
دلال نهائي ماعجبها ترتيب أغراض المطبخ ولا نظافته.. لقت لها مريلة جديدة.. لبستها وبدت تنظف.. وتعيد ترتيب الأغراض
وتشوف شنو اللي ناقص وتسجله في ورقه
قضت ساعات وهي تشتغل..
كانت منهمكة في الشغل لدرجة أنها ما انتبهت للظل الطويل المنعكس على بلاط المطبخ.. للشخص اللي كان متسند على جانب الباب وله دقايق يراقبها بابتسامة واسعة..
قاطع انهماكها صوت مرح يقول: فيه عروس تبدأ صباحيتها بأشغال شاقة مثل هذي..
دلال ارتبكت.. توجهت للمغسلة وغسلت يدها عدل.. ونشفتها وخلعت المريلة بارتباك وهي تقول: صحيت بدري وحبيت أتسلى..
ونزلت عينها بخجل بالغ وهي تشوف أن ماجد لابس قميص البيجامة بدون مايسكر إزراره..
ماجد كان باله مشغول بطلتها الناعمة ..تنورتها القصيرة لتحت الركبة بشوي والواسعة باللونين الليموني والأخضر.. وبلوزتها الهاي نك الليمونية بدون أكمام..
ماجد قرب منها ومسك يدها برقة وطبع عليها قبلة دافئة وهو يقول: الإيدين الحلوة هذي تنخدم ماتخدم..
دلال انتزعت يدها من يده..و تراجعت بحدة لكن الحائط خلفها حجزها وثبتها..
في الوقت اللي ماجد تقدم منها وهو يسند يديه على الحائط ويحبسها في الفراغ الضيق بين ذراعيه..
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -