بداية

رواية بعد الغياب -70

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -70

كاد قلبي يتوقف وأنا أرى مشيته الواثقة وهو يشد على يد سمو الأمير.. ويحيه التحية العسكرية..
انسكبت دموعي الصامتة بغزارة..
ألف مبروك حبيبي.. ألف مبروك
رفعت رأسي اليوم وشرفتني
أقسم أنني أشعر أن رأسي فوق السحاب
"أحبك يا سعود
والله أحبك
مايهمني أنك ما تحبني
ولا أنك مستحيل تحبني في يوم"
مشاعري أصبحت أعمق من أي شيء ومن كل شيء
والمحب الحقيقي لا ينتظر ثمنا لحبه..
يكتفي بالعطاء..

( " المحب الحقيقي لا ينتظر ثمنا لحبه..
يكتفي بالعطاء"
ذبحتيني يادانة ذبحتيني..
طول ذا السنين وأنتي تسكبين ومشاعرش وألمش
وحبش بدون مقابل..
وأنا كنتي قدامي تتدفقين حنان ولهفة واشتياق
ما قدرت استحمل حتى شهرين
لأني ماسمعت كلمة.. كلمة
صرت الحين أحسها قدام طوفان مشاعرش
ولا شيء
ولا شيء)

صفحة أخرى:

بنات خالي وزميلاتي في الجامعة
مستغربات من شدة خجلي وتباعدي عن الجنس الآخر بشكل مرضي
في الجامعة
أقف أبعد واحدة عن الدكتور في الدرس العملي
في الأسواق مع بنات خالي
أقف بعيدا عن البائع وعن أي رجل قد يحاول الاقتراب مني
لا أنكر أن احترامي لأهلي
ورغبتي في الحفاظ على ثقتهم فيّ
هي السبب
ولكن السبب الأهم هو سعود
وحرمة سعود
ومكانة سعود
وكلمة سعود
سعود طالما نهاني منذ طفولتي
أن أسمح لأي رجل بالاقتراب مني
ويستحيل أن أعصيه أو أخون ثقته
بعد مرور كل هذه السنوات
تصبح على خير حبيبي
أحبك ياسعود

صفحة أخرى:
مازلت في كل إجازة أقضيها في الدوحة
أفعل كما كنت أفعل في مراهقتي
أسكن في الشباك
حين أعلم بحضور سعود
علني ألمحه.. أسكن نار شوقي برؤيته
وفي كل مرة كنت أراه أعظم مهابة
وأكثر وسامة
صرت أسمع كثيرا
أن أم سعود تريد تزويج سعود
فهو أصبح في الخامسة والعشرين
ومضى عليه 3 سنوات منذ تخرجه
ويُقال أنه سيعلق النجمة الثانية قريبا..
أي كل الظروف مهيأة لزواجه
الكل يتكلم
دون مراعاة لمشاعري
وكأنهم يطعنون في حائط أمامهم
وليس قلبا نازفا ممزقا..
يسألونني: ما رأيكِ دانة؟؟ هل هناك من ترشحينها لسعود؟
كأنهم يسألونني: نريد أن نذبحك يادانة.. فهل تريدين أن نطعنك بسكين أو نطلق عليكِ الرصاص؟؟
أعتدت أن اكون ماهرة في التمثيل حين يكون سعود محور الحديث.. كنت أجيبهم: "بأدور عن أكثر واحدة أكرهها.. وٍارشحها لسعود المتوحش.. عشان تستخف.."
اليوم لا أريد أن أحبك يا سعود
لا اريد..
أنا أتعذب يا سعود
أتعذب.. ولا أحد يعلم بعذابي..
تعبت..تعبت..
أكاد أن أتحول لحطام إنسان
ليتني أستطيع انتزاع حبك من قلبي.. ليتني..
ولكن القلوب تهدى.. وأنا أهديتك قلبي منذ بدء الخليقة
فكيف أستعيده الآن؟؟
أحبك يا سعود..

سعود حالته تزداد سوءا .. والمرض والحمى تشتد عليه..
زملائه كانوا ينادونه للغداء ثم للعشاء وكان يرفض
الوقت أصبح بعد أن صلى سعود العشاء بساعتين
ومازال سعود مستمر في القراءة..

صفحة أخرى:
وأخيرا تخرجت..
وأخيرا في الدوحة..
وأخيرا بالقرب من سعود ومن أنفاس سعود..
اشتقت لك حبيبي..
اشتقت لك..
مضى على أخر مرة رأيتك فيها من شباكي المسحور
أكثر من أربعة أشهر
أشعر كأنهم 4 قرون..
لولا صورتك التي مافارقتني
والتي بهتت من تعرق يدي التي لا تفلتها
كنت سأجن بالتأكيد..
يالا الحب ياسعود..
وعظمة الحب..
الحب يجعلك المخلوق الأعظم على وجه الأرض
بحبك أشعر أنني أمسك أطراف الأرض بأناملي العارية
وأنني أزاحم السحاب بمناكبي
أحبك سعود
أحبك.. وأعشقك.. واتنفس هواك..
حبك كان ومازال وسيبقى طاقتي التي تدفع الحياة في عروقي
عروقي حيث تجري أنت مجرى الدم
أحبك يا سعود
أحبك.. أحبك
ألف مرة أحبك
أريد أن أقولها حتى أتعب
أنتهي وأموت

سعود خلاص على وشك الانهيار
(حرام عليش دانة
والله حرام عليش
أنا ما أستاهل منش كل هذا الحب
ما أستاهل..
ما أستاهل..
أنا واحد غبي.. غبي..
عشت غبي.. وبأموت غبي)

صفحة أخرى:

اليوم لم أستطع النوم بعد صلاة الفجر
دوامي في المستشفى الساعة 10
لذا قررت أن أكتب مبكرا اليوم
لأقول لك: صباح الخير حبيبي
سعود هل استطيع أن أطلب منك طلبا؟؟
أعلم أنك لن تكون لي يوما..
ولكن أرجوك سعود.. أرجوك
لا تكن لغيري..
لا تكن لغيري..
استطيع أن أتعايش طوال عمري
مع كراهيتك لي.. وأنا أعلم أن قلبك خالٍ
ولكن أن يصبح قلبك لأخرى
بينما قلبي يحترق لك ومن أجلك
فهذا الشيء الذي يستحيل أن أحتمله..
هذا هو الشيء الذي سيقتلني وينهيني ويفنيني..
أحبك ياسعود


صفحة أخرى:

اليوم استطعت أن أتماسك
بعد أن قضيت اليومين الماضيين في بكاء عنيف مستمر
أجفاني أصبحت منتفخة بشكل مرعب
ويستحيل أن أخفيهما
كل من رآني ارتعب.. أهلي .. تهاني.. الممرضات
الكل أجبتهم أنها حساسية أصابت عيني..
والكل صدقني..
أشعر برغبة مستمرة في البكاء
ولكني تعبت..تعبت من الدموع المسفوحة بغير فائدة
قررت أن اكتب
علني أنفس بعضا من الحزن المدمر الكاتم على قلبي
سعود سيتزوج
هكذا ببساطة..
وما نحرني تماما..
ومزق بكل وحشية أوردتي وشراييني وخلاياي
أنه هو من أختارها بنفسه..
اختارها بنفسه.. لم تكن ترشيحا من أمه ولا من أخواته
بل هو من أصر عليها
أعرف الفتاة.. أعرفها.. فاطمة
رأيتها عند مها عدة مرات
بالتأكيد هو رأها
لذا أصر عليها كما ذكرت مها لمزنة
أيكون يحبها؟؟
(يحبها)
يالاوقع هذه الكلمة المسموم الجارح
كطعنة رمح مسموم
اخترقت قلبي
لتنثر سمها القاتل في كل أرجاء جسدي المنهك
الذي أنهكه حب سعود حتى النخاع
أنا أحبه
وهو يحبها
أنا أحبه
وهو يحبها

أهكذا تكون العدالة؟؟ أم هكذا يكون الظلم؟؟
كنت أعلم أن هذا اليوم سيأتي.. ولكني كنت أكذب نفسي
كنت أطلب من سعود أن يعيش ناسكا في محراب من يكرهها
لأن من يكرهها عاشت طوال عمرها ناسكة في محراب حبه
آه ياسعود آه..
أعلم أن لا حق لي عليك..
ولكن أ ليس للقلب المدله النابض بحبك حق؟!!
أ ليس لسهر الليالي الطويلة وانت سميري فيها حق؟!
أ ليس لذكراك التي رافقتي في كل لحظة من حياتي حق؟!
أليس لأطنان الدموع المسفوحة لك ومن أجلك حق؟!
أ ليس لطاعتي لك وحفاظي عليك وعلى حرمة وجودك وغيابك حق؟!!
أ ليس لهذا الدفتر المنكوب بين يدي وهو يشهد على آلاف الليالي التي ماشغلني فيها سواك حق؟!
تعبت ياسعود.. تعبت..
ويبدو أننا نصل إلى نهاية المطاف..
ليس نهاية حبك.. لأن حبك لا نهاية له..
ولكن نهاية سعادتي بحبك..
يبدو أنني سأعيش أجتر حزني وتعاستي
وأنا ألوك حبك بأسى
وأنا أعلم أنك بين أحضانها..
ما أقساني على نفسي!!!
(سعود في أحضان أخرى)
كيف أستطاع عقلي أن يقسو على قلبي إلى هذا الحد
لدرجة فتح باب التفكير في هذه التفاصيل
سأبتعد عن التفاصيل الجارحة التي ستنحرني نحرا!!
ابتعدي كيف تشائين
ولكنك تعلمين أنه سيحضنها.. ويقبلها..
ويرسم تفاصيل جسده على جسدها
كفى
كفى
كفى
كفى
كفى
#أنفاس_قطر#

بعد الغياب/ الجزء الثاني والتسعون
#أنفاس_قطر#
سعود عاجز عن سحب أنفاسه وهو يعلم أن دانة علمت بخطبته لفاطمة ويتخيل كيف جرحها الأمر:
(كنتي عارفة يادانة..
عارفة.. وساكتة..
أنا اللي ما أقساني عليش وعلى نفسي
آه يادانة آه
وش العظمة هذي كلها
أنتي مستحيل تكونين مخلوقة بشرية عادية
مستحيل
البشر مايحبون لذا الدرجة
وأنا اللي أعتقدت أنه حبي لش مافوقه شيء
حسستيني بحقارة مشاعري وتفاهتها قدام مشاعرش)


صفحة أخرى:

اليوم أتصلت بي إحدى صديقات الثانوية
أخبرتني أن والدها وأعمامها وشقيقها
سيحضرون غدا على الغداء لخطبتي
أنا كنت أعلم أن والدي عنده ضيوف أغراب على الغداء في الغد
ولكني لم أعلم انهم قادمين من أجلي
أُسقط في يدي
ماذا أفعل؟؟
في كل المرات الماضية.. حينما كان أحدا من صديقاتي أو معارفي يلمحون أنهم يريدون الحضور لخطبتي
كنت أغلق الباب فورا.. ولا أسمح بوصول الكلام لوالدي
ولكن الآن الرجال اتصلوا بوالدي مباشرة
توترت وقلت لصديقتي: "كان أفضل لو قلتي لي عشان أمهد لأبي؟؟"
سألتني بتردد: "ليه فيه أحد متكلم عليش؟؟"
أجبتها: لا ... لكن..
ماذا أقول لها؟؟ ماذا أقول؟؟
أنني قررت أنني لن أتزوج أبدا
لأني نذرت نفسي لرجل يكرهني
وعلى وشك الزواج من أخرى

يتبع ,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -