بداية

رواية محد مرتاح بدنياه -43

رواية محد مرتاح بدنياه - غرام

رواية محد مرتاح بدنياه -43

غمض عيونه و هو يرد على الجوال بصوت نايم:أيــــــــــوا...
سمع صوت غريب أول مرة يسمعه كان صوت واحد ثابت و جدي:ألو السلام عليكم معي سعود محمد...
سعود لما سمع الصوت الغريب عدل جلسته على السرير و قلبه قبضة و يحاول يصحصح:نعم..أيوا أنا سعود محمد مين معي؟؟
:معك موظف الاستقبال من مستشفى دله الخاص...
سعود بخوف:طيب وش بغيت أخوي وش صاير...؟
الموظف :سلامتك بس وصلنا قبل ساعة شخص أسمه ماجد محمد مصاب بحادث وهو حاليا في العناية و طالبك بالاسم ممكن تتفضل بسرعة...
سعود بخوف:ماجد...ماجد متأكد ما غيره...
الموظف:أيوا متأكد كيف أغلط و أنا قاعد أكلمك من تلفونه الخاص...
سعود بخوف:طيب دقايق...وش دقايق ثواني و أنا عندكم بس أغير ملابسي...
سكر سعود ورمى الجوال على السرير و رمى الفراش على الأرض و قام بسرعة لبس ثوبه المرمي على الأرض و طلع من غرفته بدون ما يغسل ولا شــــــــــــــي...
.....في المستشفى وفي الغرفة اللي كان فيها ماجد.....
كانوا الأطباء يحاولون فيه بس شكله هذا يومه لأنه كان يتنفس بقوة و ينادي سعود كل شوي ومع كل آه يطلعها تطلع معها روحة...
حتى لما ركبوا له جهاز التنفس لأنه مو قادر يتنفس ما نفع معه وضل يتأوه بشده و كل أعضاء جسمه تألمه...
أنفتح الباب بقوة وكان اللي فتحه بهذي القوة سعود...
جميع الأطباء بالغرفة لفوا للباب و لما شافوا سعود توجهوا له بعضهم عشان يطلعونه من الغرفة بس لما قال لهم أنه أخوه تركوه يدخل و هم كلهم طلعوا من الغرفة باستسلام...لأن حالته كانت صعبه و واضح أنه لحظاته بالدنيا معدودة...
سعود بخوف مسك يد ماجد اللي كان يصارع الموت وهو مغمض عيونه:ماجد أخوي وش فيك رد علي؟؟؟
ماجد لما سمع صوت سعود فتح عيونه بهدوء وتكلم بكل هدوه و الكلام يطلع منه بصعوبة شديدة:سعود جيت...
سعود شد قبضة يده على يد ماجد وتكلم بخوف:وش فيك ماجد؟؟؟
ماجد مقطب حواجبه:سعود...سعود أنا بغيت أوصيك على ليلى(سكت شوي لأن جاته نغزة قوية بقلبه لما نطق أسمها وحاول يكمل كلامه)واللي ببطنها بعد...
ماجد نزلت دموعه:سعود خل بالك من ولدي...لا تقصر معه بشي...أي شي يطلبه أعطيه إياه... تراه أمانة عندك لا تتركه مثل ما أنا تركته...(سكت شوي)أمنيتي أني أشوفه و أمسكه بين يديني بس الظاهر أنها ما راح تتحقق...
سعود ما قدر يتحمل منظر أخوه و كلامه ونزلت دموعه:ماجد وش قاعد تقول...أنت أن شاء الله راح تقوم بالسلامة و أنت اللي راح تربيه و تعتني فيه بس خل أيمانك بالله قوي يا خوي...
ماجد يتكلم بصعوبة:سعود...أنا خلاص بموت يا سعود...الله لا يوريك اللي قاعد أشوفه..آهـــــــــ
سعود و دموعه على خده:أسم الله عليك يا ماجد...ماجد حبيبي أهدأ لا تتكلم كثير الكلام مو زين لك و أنت بهذي الحالة حاول ترتاح...
ماجد بهدوء:أتركني أقول لك اللي عندي عشان أرتاح يا سعود...ولدي و زوجتي أمانة عندكم كلكم...لا تتركون لليلى شي يخصني...ما أبيها تذكرني بشي ولو تقدم لها أحد بعدي قولوا لها تتزوج و تنساني...و ولـــ....ولدي يا سعود...كون له أب..طلبتك لا تخيبني...
سلم لي على أمي وأبوي ونجلاء...وغروب وغيدا...غيداء..و مؤيد(سكت شوي و سعود مو قادر يوقف دموعه)و ...غــــــــــــ...غــادة...سلم لي عليها و قول لها أني اشتقت لها كثير...كان ودي أسمع صوتها قبل هذا اليوم..بس الله مو كاتب...
و أبوي...أبــــوي لا تتركه لحاله...لا تتركه لحاله بالشغل يا سعود...حاول تعوضه عني...
غمض ماجد عيونه بهدوء و هو يتلفظ أنفاسه ألأخيرة....
سعود صار يبكي بطريقة هستيريه ويصرخ:ماجد ... ماجد قوم كلمني...ماجد قوم ليه تبي تروح؟؟ماجد أنا معك قوم أن شاء الله راح تشفى و تقوم مثل أول و أحسن...ماجد أسمعني قوم...
.......مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــاجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــد....... .
دخلوا الأطباء على صوت جهاز القلب و أبعدوا سعود عن أخوه الكبير ماجد و بدوا يحاولون فيه مرة ثانية بس بلا جدوى..ماجد مــــــــــــــــــــــــات...
سعود وهو واقف عند باب الغرفة و دموعه على خده...كان مسند ظهره و راسه للجدار وراه و يتمنى أنه لما يسمع كلام غير اللي شافه...
طلعت الممرضة من الغرفة و أستوقفها صوت سعود بحرقة:لو سمحتي وش صار؟؟
الممرضة لفت لسعود وبهدوء:عظم الله أجرك بأخوك...
لفت و كملت طريقها بينما سعود ضرب الجدار بيده و بأقوى ما عنده و قلبه يعتصر من الألم...في هذي اللحظة فكر في أبوه وكيف بيكون أثر الصدمة عليه و أمه اللي ما تقدر تستحمل مثل هذا الخبر القوي...
طلع الدكتور من الغرفة ولما شاف سعود واقف و يده على الجدار و يبكي بحرقة توجه له و حط يده على كتفه و بهدوء:أذكر الله يا أخ سعود...هذا يومه...و عظم الله أجرك...وحين ممكن تتفضل معي عشان تخلص الإجراءات...
سعود لف للدكتور و تكلم بصوت عالي و دموعه على خده:دكتور ليه ما أنقذتوه..ليه تركتوه يموت قدام عيونكم ليه؟؟؟
الدكتور قطب حواجبه:لا تقول كذا لو كان بيدنا شي ما قصرنا بس هذا أمر ربك...هدي نفسك و تفضل معي...
مشى سعود مع الدكتور وهو مكسور من الداخل و حزنه على أخوه كبير...
بعدما خلصوا الإجراءات كلها و وقع سعود على جميع الأوراق المطلوبة قال له الدكتور أن الحادث اللي صار لماجد سببه عطل في مكينة السيارة و الضربة جات في راسه عشان كذا ما قدروا ينقذونه...
طلع سعود من غرفة الدكتور وهو بتعب شديد...ما قدر يمشي أكثر و قعد على واحد من الكراسي الموجودة في سيب الانتظار و سند يدينه على ركابه و حط راسه بين يدينه و هو منهار من البكي و مو قادر يوقف بكي و بعد ربع ساعة على هذي الحالة تذكر أنه لازم يخبر أهله عشان يستلمون جثة ماجد...
.....في بيت أم عمار الساعة 7 الصباح......
رن التلفون ورد عمار اللي كان لابس ثوبه يستعد للشغل:ألو...
سعود بصوت مخنوق و تعب:عمار...
عمار قطب حواجبه لما سمع صوت سعود:أي أنا عمار خير وش فيك يا سعود ليه صوتك كذا؟؟؟
سعود يتكلم بصوت متألم:عمار الله يخليك تعال لي بسرعة أنا بمستشفى دله مو تتأخر...
عمار بخوف:ليه وش فيك وش صاير؟؟
سعود.ما....ماجد عطاك عمره...
عمار قطب حواجبه بقوة :لا حول ولا قوة إلا بالله..طيب مسافة الطريق و أنا عندك...
سكر عمار التلفون و لف للباب بحركة سريعة بس أستوقفه صوت أمه باستغراب:من في التلفون عمار؟؟
عمار لف لأمه و قلبه مو متحمل يوقف دقيقة:يما هذا سعود ولد خالتي...
أم عمار باستغراب:طيب وش يبي من الصباح طالبك تعال أفطر أول..
عمار نزل راسه لتحت و بعد ثواني رفعه بألم:يما... يما ماجد أعطاك عمره...سعود بالمستشفى لحاله أنا لازم أكون معه...
أم عمار انصدمت من اللي سمعته و وقفت من الكرسي و على طول دمعت عينها:وش تقول؟ماجد مات...
عمار نزل راسه و طلع لأنه ما كان ناقص صياح أمه كافيه اللي راح يشوفه من سعود بالمستشفى...
.......في المستشفى و في سيب الانتظار......
سعود كان قاعد و دموعه تسيل على خده بصمت و أول ما شاف عمار يدخل من باب المستشفى و يقرب منه قام سعود و رمى نفسه بحضن ولد خالته وصار يبكي بصوت عالي و دموعه زادت....
عمار اللي مو متحمل الوضع نزلت دموعه:سعود يا خوي أذكر الله و خلك قوي لا تبكي بهذي الطريقة...
عمار أبعد سعود عنه و حط يده على كتفه:أنت لازم تصير سند أبوك يا سعود لا تسوي بنفسك كذا قوي قلبك.؟؟
سعود وهو يبكي:هذا أخوي يا عمار تعرف وش يعني أخوي؟؟
عمار يحاول يوقف دموعه اللي كانت تنزل بكل هدوء:طيب أنت خبرت أهلك؟؟
سعود هز راسه بالنفي:مو عارف كيف أقول لهم...
عمار راعى موقف سعود:طيب أنا راح أقول لهم بس أنت صبر نفسك ولا تصير ضعيف...كلنا راح نموت وهذا يومه...
سعود يمسح دموعه :بس صعبه يا عمار...أمي كيف بتكون ردة فعلها لما تعرف الخبر...و أبوي(نزل راسه و رجع يبكي)...
عمار تنهد:أنا لله و أنا إليه راجعون...
توجه عمار لزاوية من زوايا المستشفى و أتصل على بيت خالته و اللي ردت عليه نجلاء...طبعا هو ما كان عارف كيف يقول لها الخبر بس قوى نفسه و حط بباله أنهم لازم يعرفون بأسرع وقت ممكن و قال لها و حس من نبرة صوتها لما طلبت منه يعيد اللي قاله أنها انهارت وما بقى فيها شي...
أم ماجد لما عرفت الخبر ما قدرت تتحمل طاحت مغمى عليها و على طول نقلوها للمستشفى هي بروحها اللي فيها كافيها...
و أبو ماجد اللي ما نزلت ولا دمعه من عينه...من الصدمة ما قدر يعبر عن اللي بقلبه..بس أكيد قلبه كان ينزف دم بدل الدموع...
...............................في بيت أبو ليلى الصباح الساعة 9في الصالة تحت.............................
أبو ليلى وهو مو قادر يمسك نفسه من الخبر اللي سمعه من ولده محمد :وش تقول يا محمد؟؟؟
محمد و الدمعة بعينه:يبا...هذا اللي قاله لي علي ولد عمه...
أم ماجد قعدت على الكنب و صارت تبكي بصوت عالي مو قادرة تصبر نفسها وكل تفكيرها بهذي اللحظة راح لبنتها ليلى...
مو بس هي...كلهم كانوا يفكرون بليلى و ردة فعلها...
نزلت ليلى من الدرج و استغربت لما شافت حالهم كذا و ضلت تطالعهم وهم كلهم لفوا لها و دموعهم بعيونهم:.
ليلى لا شعوريا تكلمت و يدها على قلبها:ماجد فيه شي؟؟؟
محد كلمها و محمد نزل راسه و على طول نزلت دموعه...
ليلى نزلت من فوق بسرعة وتوجهت لأمها و قعدت يمها و بخوف:يما ماجد فيه شي قولوا لي وش صاير...؟
أبو ليلى وهو يطالع ليلى بحزن و دموعه تسيل ورى بعض:يا ليلى خلك قويه و صبري نفسك..(نزل عيونه)ماجد عطاك عمره...
ليلى انصدمت و وقفت من مكانها و ضلت تطالع أبوها و بلهجة الغير مصدقة:يبا تتكلم جد؟؟
أبو ليلى ما تكلم وضل يطالعها حاله حال زوجته و ولده:............................................. ....
ليلى قطبت حواجبها و بدت تصرخ:كذابين ماجد ما مات...أنتوا تكذبون علي صح ؟؟ قولوا أنكم تكذبون ماجد ما مات...
حطت ليلى يدينها على وجهها و انهارت من البكاء وهي واقفة و تحس الدنيا سودا بوجهها...
قامت أم ماجد و ضمت ليلى لصدرها بحنان وحزن:ليلى حبيبتي...هذا يومه أذكري الله و ريحي نفسك أنتي حامل...
ليلى زاد بكاها لما سمعت كلمة(حامل) وصارت تبكي بصوت عالي من غير شعور...
كيف ماجد يموت و يتركها لحالها تشيل الحمل و المسئولية على ظهرها...
كيف ماجد يروح وهو بعده ما شاف ولده اللي تحمله ليلى في أحشائها...
وش مصير هذا الطفل يتيم قبل لا يفتح عينه للدنيا...
كيف ليلى تربيه لحالها...و والوعد اللي وعدها ماجد وين راح...
كل هذا كان يدور في ذهن ليلى وهي تبكي و تصرخ بحضن أمها...
ليلى اللي صارت أرمله وهي للحين عمرها19سنه...
محمد كان مصدوم من شكل أخته الكبيرة و اللي أول مرة يشوفها بهذي الحالة الكسيرة...
صارت دموعه تنزل من غير شعور وهو يناظر أخته الحنونة صاحبه أكبر قلب بنظرة....
ليلى وهي تصرخ بحضن أمها:يما أبي أشوف ماجد...الله يخليكم ودوني أشوفه...
أبو ليلى نزل راسه للأرض وهو يذكر الله و يتنهد:.........................................
بينما أم ليلى أخذت ليلى و صعدت معها فوق لغرفتها و ضلت تحاول تهديها...
بس ليلى كانت تبكي وكل قواها انهارت لما عرفت اللي صار بماجد حبيب قلبها...
......الظهر في بيت أبو ماجد تحت في الصالة......
غيداء اللي كانت توها جاية من المدرسة و تصرخ:نجلاء أنتي كذابة...ماجد مات و أمي في المستشفى؟؟
غروب اللي كانت حالتها لله:خلاص غيداء روحي غيري ملابسك...
غيداء قعدت على الأرض وهي تبكي و مو مصدقة:كذابين...أنتوا كذابين...ماجد أمس كان معنا و اليوم تقولون مات ...كيف أصدق؟؟؟
نجلاء قربت منها و رفعت راسها:غيداء حبيبتي أهدي هذا يومه وش نسوي ما بيدنا شي...
قامت نجلاء اللي كانت تبكي من الصباح و قامت معها غيداء وهي حاطه راسها على صدر نجلاء و تبكي بحرقة قلب:......................................
قامت نجلاء اللي كانت تبكي من الصباح و قامت معها غيداء وهي حاطه راسها على صدر نجلاء و تبكي بحرقة قلب:......................................
أنفتح باب الصالة الرئيسي و دخلت أم عمار خالتهم و انكسر قلبها لما شافت منظرهم...و دخلوا وراها بناتها...
أم عمار على طول توجهت لبنات أختها و هي نفسها كانت تبكي و مسكت غيداء و حطتها بحضنها و ضلت تهدي فيها بس غيداء كانت تبكي بشكل مؤثر لدرجة أن بنات خالتها لما شافوها بكوا معها...
صحيح هي ما كانت تقعد معه كثير بس أخوها...
عالية توجهت لغيداء و مسكتها و بهدوء:غيداء حبيبتي هدي نفسك لا تسووين بنفسك كذا...
غيداء وهي تطالع عالية و تبكي:أبي أشوف ماجد...ودوني عنده الله يخليكم بس شوي...
عالية اللي مسحت دموعها وبدت تمسح دموع غيداء:حبيبتي ما تقدرين تشوفينه حين..خلاص أدعي له بالرحمة ترا مو زين اللي تسوينه بنفسك...
غيداء نزلت راسها و ضلت تبكي ... وهذي أول مرة تبكي بهذا الشكل اللي قطع قلوب اللي حوليها...
نجلاء بهدوء:خالتي حنا لازم نروح عند ليلى أكيد حالتها لله...
أم عمار لفت لنجلاء:عدل كلامك يا نجلاء بس يلبسون أخواتك و نمشي...
......في بيت أبو ليلى الساعة 3 العصر......
كانت قاعدة لحالها بغرفتها و رافضة أنها تنزل أو إنها تاكل شي من الصباح وهذي حالتها...
كانت متكورة على نفسها بالأرض و تبكي بصوت عالي و تشهق مع كل دمعه شكلها كان مأساة بمعنى الكلمة..
أنفتح باب الغرفة و دخلت نجلاء سكرت الباب وراها و لما شافت ليلى حست بشعور غريب...
و حمدت ربها ألف مرة أن عبد العزيز للحين عايش على الأقل يربي بنته وما تحس
باليتم...
ليلى لما شافت نجلاء قامت لها ورمت نفسها بحضنها و ضلت تبكي بصوت أعلى من اللي قبل شوي بألم...
نجلاء اللي كانت تبكي ما حبت تمنع ليلى من اللي تسويه لأن هذا شي غصب عنها مو كيفها...
نجلاء ضلت ضامه ليلى بحضنها و دموعها بللت عباه نجلاء....
نجلاء وهي ضامه ليلى:حبيبتي ليلى هدي نفسك ما يصير كذا...
ليلى وهي بحضن نجلاء تتكلم بألم :ما...ماجد..راح...راااااااح الغالي يا نجلاء رااااااااااااااااح...
نجلاء لما سمعت كلام ليلى بكت بزيادة :ليلى حبيبتي هذا يومه ما بيدنا شي...لازم تصبرين هذا اختبار من ربك يا حبيبتي...
ليلى بعدت من حضن نجلاء وصارت تطالع في عيونها و تبكي كنها طفله صغيرة تدور من كان يرعاها بحنانه:بس هو قال لي أنه ما راح يتركني...يعني هو كان يكذب علي؟؟؟
نجلاء تحاول تهدي نفسها عشان تقدر تهدي ليلى:يا قلبي ما كان يكذب..هو ما كان عالم بالغيب ...
نزلت راسها نجلاء وضلت تبكي من كلامها اللي قالته:.................................
ليلى تكمل بنفس حالها:بس هو وعدني أنه يربي ولده...أمس كان معي يا نجلاء والله أنه كان معي..(سكتت لأنها غرقت في موجة بكاء)
نجلاء تمسح دموع ليلى و تقعد معها على أقرب كنب منهم:حنا بعد أمس كان عندنا بالبيت...و كلنا كنا مستغربين من زيارته المفاجأة لنا...وكنه كان حاس باللي بيصير سلم علينا و طلع..
ليلى بترجي:نجلاء قولي لهم ياخذوني عنده...أبي أشوفه بس شوي الله يخليك قولي لهم؟؟
نجلاء بألم:ليلى حنا ما نقدر نشوفه حين...أنتي عارفة أنهم حين يغسلونه؟؟؟...
ليلى زاد بكاها و شهقاتها :تكفين لا تقولين كذا...مني مصدقه أن ماجد راح يبعد عني...و وين؟؟ في قبره...
نجلاء بحنان:ليلى لو تحبين ماجد لا تسووين بنفسك كذا...أكيد هذا الشي ما يرضيه أبد...
ليلى نزلت راسها:و أنا ما يرضيني أنه يتركني لحالي...
نجلاء قطبت حواجبها:استغفري ربك ليلى حبيبتي كل شي قضاء وقدر..بس أنتي لا تسووين كذا...لا تنسين أنك حامل ولازم تعتنين بنفسك زين...
ليلى صرخت بوجه نجلاء بعصبية:لا تقولين لي حامل...أنا مو حامل أنتوا كذابين...كذابين أنا مو حامل...مستحيل ماجد يتركني لحالي و أنا حامل بس أنا مو حامل..
نجلاء مسكت ليلى من كتفها:طيب حبيبتي أهدي و أسمعيني...
ليلى سكتت لأن الدموع تغلبت عليها و ما قدرت تتكلم أكثر و أكتفت بالشهقات:..........................
نجلاء بهدوء:ليلى ما ودك تنزلين تحت...ترا الناس جايين يعزونك؟؟؟
ليلى هزت راسها بالرفض:مني طالعه من الغرفة...
نجلاء بنفس الهدوء:افا عليك يا ليلى...عزا زوجك وما تحضرينه؟؟؟
ليلى أثرت فيها كلمة نجلاء بس تكلمت و راسها بالأرض:نجلاء...مو قادرة أنزل...أحس نفسي مو قادرة أتنفس.
نجلاء راعت شعور ليلى:طيب تحبين أجيب لك شي تاكلينه؟؟؟
ليلى وهي تحط يدها على راسها بألم:لا...ما أبي شي...اتركيني لحالي...ما أبي شي...
نجلاء وهي تطالع دموع ليلى و بحسرة:ليلى خلي بالك من نفسك ترا مو زين اللي تسوينه...
قامت نجلاء و توجهت للباب وطلعت بهدوء بينما ليلى حطت راسها على الكنبة و تمددت عليها و هي تطالع السقف و مو قادرة توقف دموعها وكل تفكيرها بماجد...
كيف هي قاعدة هنا وماجد في حال ما يعلم فيه إلا الله...لو بيدها ما تركته لحاله بس وش تسوي؟؟
هي قاعدة هنا و كل اللي مع ماجد بعد ساعات معدودة يتركونه لحاله...هي مستعدة تروح تقعد معه وهي عارفة أن اللي تفكر فيه مستحيل...
أمس كان يسولف و يضحك معها و اليوم تركها تبكي لحالها...
حين بس عرفت ليه طلب منها تنام ببيت أهلها...ليتها ما سمعت كلامه...
هي حاسة أن فيه شي لأنه كان متغير كثير بس هو أقنعها أن عنده مشاكل بالشغل...
ليلى حطت يدينها على وجهها و صرخت بكل ألم:آهـــــــــــــــــــــــــــــــــــ.........
.......جا المغرب .....
و الرجال توجهوا للمقبرة عشان يدفنون ماجد..يشيعون جنازته...
الكل كان يبكي و متألم من فرقاه فكيف بزوجته اللي عاشت معه أحلى أيام عمرها...
الرجال كلهم يبكون و يحاولون يهدون أنفسهم بس مو بيدهم...ماجد كان غالي عليهم كلهم...
ما عدا أبوه اللي كان يطالع اللي يصير بدون دموع بس قلبه كان يتفطر على ولده الكبير و ضناه...
بعدما ما دفنوا ماجد توجهوا لبيت أبو ماجد...طبعا عزا الرجال كان ببيت أبو ماجد و الحريم ببيت أبو ليلى...
مر الوقت و الكل يبكي و يترحم عليه بألم...ما كان ودهم يشوفون هذا اليوم بس مو كيفهم...
على الساعة 10 الليل كان بيت أبو ليلى فاضي من المعزين...
دخل أبو ليلى مع أولادة محمد وعلي للصالة وهم كل واحد حالته يرثى لها...
أبو ليلى توجه لأم ليلى اللي كانت قاعدة و تبكي و قعد يمها:أذكري الله...الرجال راح الله يرحمه..
بنفس هذا الوقت نزلت ليلى من فوق وكانت تجر خطواتها وراها لأنها ما كانت قادرة تنزل بس حبت تسأل عن ماجد...
ليلى قريب من أبوها و قعدت يمه و بحزن شديد و دموعها للحين على خدها ما جفت:يبا ماجد وينه؟
أبو ليلى ضل يطالعها وهو حاس باللي بقلبها و بحزن حط يده على كتفها:حبيبتي خلي أيمانك قوي...كلنا رايحين...
ليلى زادت دموعها و بترجي:يبا وينه؟؟
أبو ليلى ضل يطالعها وهو ساكت فقط دمعته اللي عبرت عما بداخله:..................
ليلى تصرخ و تبكي بألم:يبا ليه تركتوه لحاله...ليه ما قعدتوا معه...(تأشر على نفسها)طيب لو أنتوا تعبتوا أنا أروح أقعد معه بس لا تتركونه لحاله..يبا الله يخليك خذني عنده...
أبو ليلى ما قدر يتحمل منظر بنته الغالية و ضمها لصدره و ضلت تبكي على صدر أبوها اللي ذكرها بصدر حبيبها ماجد...
أخوانها محمد وعلي ما قدروا يتحملون الموقف على طول بكوا...هذي أختهم الوحيدة و الكبيرة...
يعز عليهم يشوفونها بهذي الحالة بس ما بيدهم شي يسونه أكتفوا بالدموع و الألم ...
................................في بيت أبو ماجد في مجلس العزا...............................
المجلس كان فاضي إلا من سعود و أبوه...
أبوه اللي كان قاعد على الكنب و يطالع الأرض و للحين يحاول يستوعب اللي صار...
الصدمة قوية عليه و فوق طاقته...
سعود قعد يم أبوه و بهدوء:يبا قوم أرتاح فوق...
أبو ماجد:............................................. .................
سعود يحرك أبوه بخفيف:يبا قوم أرتاح أنت تعبت كثير اليوم..
أبو ماجد :................................................. .........
سعود بنفس الهدوء:يبا أذكر الله و صل على النبي و قوم أرتاح كله مكتوب و حنا ما نقدر نغير شي....
أبو ماجد تنهد:آهــــ كسر ظهري ماجد...كسر ظهري يا سعود...
سعود بهدوء:افا عليك يبا و أنا وين رحت؟؟
أبو ماجد لف لسعود بحزن:ولو...كل واحد له مكانه خاصة بالقلب يا ولدي..محد ياخذ مكان أحد...
سعود :يبا أنا بعوضك عن ماجد بس أنت ريح قلبك..راح أكون معك وين ما تروح ومتى ما طلبتني..
أبو ماجد هز راسه وتكلم:المهم يا سعود...أختك غادة و ولد عمك لا يوصلهم خبر طيب..
سعود باستغراب:ليه طيب...هذا أخوها ولازم تعرف باللي صار له؟
أبو ماجد بحزم:أنا قلت ما يوصلهم خبر...أنت عارف لو وصلهم خبر راح يرجعون بأقرب وقت...ماله داعي يغيرون مسار مستقبلهم اللي هم اختاروه...مع معزة ماجد الكبيرة بقلبي إلا أني ما أقدر أهدم مستقبل ولد أخوي..خلاص ماجد راح واللي صار صار....
لما نطق أبو ماجد هذي الكلمة نزلت دمعته..وهذي أول دمعه تنزل من سمع بخبر وفاة ماجد...
سعود مد يده و مسح دمعه أبوه:اللي تآمر فيه يبا ...
أبو ماجد هز راسه و نطق بكلمة وحده وهو قايم:لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم..
قام أبو ماجد و دخل لداخل البيت...
تمدد سعود على الكنب اللي كان بوجه الباب و حط ذراعه على عيونه و ضل يتذكر ماجد لما كان يصارع الموت بين يدينه...
يتذكر الألم اللي مر فيه ماجد وهو كان قاعد يطالعه بدون حيله...
يتذكر وصايا ماجد له...كان يعيد و يكرر ليلى و اللي ببطنها...
......................................داخل في الصالة.................................
عالية كانت طول الوقت تناظر رحاب و تفكيرها بسعود:............................................ .
عالية اللي كانت حالفة ما تدخل هذا البيت مرة ثانية لأنه يذكرها بآلامها و جروحها بس الظروف أقوى منها..
أم عمار تناظر نجلاء:طيب يا بنتي حنا ماشين بكرة أن شاء الله بكون هنا وقت القدا...
نجلاء:ريحي يا خالتي ولا تتعبين نفسك كثير...
يتبع ,,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -