رواية وصية قلبت حياتي -16
والآن هيا سأريك حجرتنا .. وتعطيني رأيك فيها ؟
- حسنا ...
( كنت خجله منه ..لكنني أخفيت حرجي وجعلت الأمر طبيعي ..حتى لا يقول هذه مريضة بالخجل ههههه)
- رااااااائع تبدو مذهلة يا خالد .. سلمت على حسن الاختيار.. وهو نفسه اللون المفضل عندي ..
- ابتسمـ أكيد ستكون مذهله طالما أن من اختارها أنا ..
- ههههه واثق لدرجة كبيرة
- الا يحق لي زوجك أن يثق بنفسه ؟
- بلى يحق وبجدارة ..حسنا .. سأذهب لأنام القيلولة .. فلم يتبقى سوى ساعة على الآذان .. وأنت أيضا نام حتى تتمكن من التركيز أثناء الطريق ..
- ههههه حسنا يا سيدة رباب ..أي أوامر أخرى ..
- لا..
وانصرفت بسرعة .. أعرفه جرئ وتخشى أن يتمادى معها ..ههههههه ..
( انك رائعة يا رباب .. إلى حد كبير ... يعجبني حياءكِ وعفويتك.. حينما أكون معك اشعر بـ شئ يشدني لك .. يجذبني إليك لست أعرف ماهو ربما هذا الانجذاب لا أجده حتى مع سحر .. يبدو أنه تآلف الأرواح .. كما كان والدي يردد .. الحديث النبوي ( الأرواح جنود مجندة ..... )
أمسكت بهاتفي وهاهي مرة أخرى لا تجيب ماذا يعني .. هل تأخذ الأمر عناداً ..
بعد إغفاءة نصف ساعة نهضت فوجدت أن العصر قد قارب .. نزلت بالأسفل ... وصنعت ثلاجة من القهوة وأخرى من الشاي .. وفطائر خفيفة .. جهزت الأغراض .. وأمرت الخادمة أن تضعها في السيارة .وإذا بالعصر يأذن ... توضأت وصليت ..وجمعت حاجياتي .. نزلت بالأسفل .. سألت عن خالد .. لم أجده ..علمت انه مازال نائما ..
صعدت إلى الأعلى طرقت الباب لم يجب .. فتحته ودخلت فإذا هو يغط في نوم عميق .. هتفت :
- خالد .. خالد ..
- همممم نعم يا سحر ..
- سحر ..اها يبدو أنها تلك ..اغتظت ..
هيا انهض فقد أذن العصر .. وأنا رباب وليست بسحر ..
ثم خرجت من الغرفة .. وبودي لو أن اسحقهما هذين ..
استوى جالسا على السرير وأخذ يفرك عينيه ..
ما بالها هذه .. ماذا تقول..اها ..يبدو أني نطقت باسم سحر وأنا نااااائم ... هههههه أعانني الله عليها .. لابد أنها غاضبة الآن ..لا أريد دموعا مثل الأمس ..
أخذ يتمتم بينه وبين نفسه ... بـ استغفر الله العظيمـ ..
بعد أن أنهى وضوؤه نزل بالأسفل وهو يحمل أغراضه وجدها جالسة ..وعلم أنها قد غضبت حينما لم تلتفت إليه ..
هيا يا رباب .. هل أنت مستعدة ..
بصوت خفيض : نعم كما ترى ...
- هيا إذن ..
- ودعوا الخالة لطيفة .. ثم انصرفا .. مصحوبين بدعواتها لهما أن يحفظهما الله من كل شر ...
أما سحر فكانت مذهولة إلى حد كبير .. وسط نظرات والدتها المتعجبة .. وابتسامة الطبيبة ومباركتها ..
كيف .. كيف .. يا أمي ..أنا أحمل جنينا في أحشائي لا أصـــدق !!
وذرفت دموعها بصمت ..
شكرت جميلة الطبيبة وأخذت بيد ابنتها ... وهي تشد عليها بقوة ..
وفي السيارة ..
لماذا تخبريني عن تطور علاقتكم إلى هذا الحد ها .. أرأيت ماقد جنيتيه .. ستكون فضيحتنا على الملا أن لم يبااااااادر زوجك بالزواج مبكرا ..
أما هي فكانت صامته .. الصدمة ألجمتها وأخرستها ...
عصرت بيديها على بطنها
الجزء ( 15 )
سرنا وأنا أتحرق في داخلي من موقف خالد لا أدري لم شعرت بالغيرة تعتصر قلبي وبالحقد على هذه { } التي سرقته مني فهو يبدو لي أنه يكن لها من المشاعر الكثير .. كنت أبتلع غصة حسرة في أعماقي وخيبة تجترع ذاتي .. فـ لستُ أنا من استحوذتُ على تفكيره .. وسلبت عقله ..ترى ما الذي ينقصني عنها .. لا أشك أن خالدا ينظر لي بنظرة عابرة بل أراهن أنني قد احتليتُ جانبا من تفكيره وإلا فما سر تلك النظرات التي يرمقني بها والحنان الذي يحوطني به .. أيعقل أن يكون هذا كله مشاعر عادية لا أظن .. بل لابد أنها مشاعر إعجاب وستتحول يوما إلى حب جارف فما الذي يمنعني من ذلك .. لا شئ .. أبدا سأعمل على ذلك ولو كلفني الكثير .. فستظل تلك الغريبة وأنا القريبة ..
في نفسي فضول شديد لأن أعرف ما الذي جذبه لها .. وماهي مواصفاتها ..
هل تكون أفضل مني في عينه ؟
أبعدت هذه الفكرة عن رأسي .. ورحت أفكر في تجهيزات الزفاف وترتيباته ..
أنتبه لها وهي تشد على يديها وتمسك مقبض الباب بقوة دلاله على انفعالها . فابتسم بينه وبينه نفسه .. ( يا الهي مجرد ذكري لأسمها سهوا أغضبها كيف وان أتممتُ زفافي بـ سحر وجلبتها إلى هنا ماذا ستفعل هذه ؟!!!!!!
خالد : يبدو أنكـ مشغولة ذهنيا إلى حد كبير ؟
رباب : ليس كثيرا ..
خالد : هل هناك خطب ما ؟
رباب : لا أبدا .. ولكنني أفكر في عملي الليلة ..
خالد : ( أحس أنها تصرفه ) اها .. يبدو انك نسيتِ أن تذوقيني قهوتك أليس كذلك ؟
رباب : أوووه آسفة ..
فاحت رائحة القهوة العربية الممتزجة بالبن والهيل في السيارة وانتشرت .. مما يصيب عاشقوها بالمتعة والانتعاش ..
رباب : هل أنتَ من عشاق القهوة ؟
خالد : ليس إلى ذلك الحد الكبير لكنها إن وجدت عندي لا أقاومها ,
رباب : ههههه حسنا مشروعي القادمـ أن أعمل على تدمن معي القهوة .. وتصبح مثلي ..حتى تصل إلى مرحلة أن تشعر بالصداع إن مر عليك يوم ولمـ تشربها ..
خالد : لاااا ههههه الرفق بي لا تكوني حاقدة إلى هذه الدرجة ..
رباب: هههه ليس بحقد يا رجل ولكن كي نشترك في شئ نعشقه معا ...
خالد : هههه وبدأت شاعريتك تتحدث ..
رباب : أو مازلت مصرا على أني شاعرة .. أنا أين والشعر أين ..كلانا في مفترق الطريق ..
وبعد دقائق .. من الزمن ..
خالد : رباب .. بصراحة هل انزعجت اليوم حينما ذكرتُ اسم سحر ؟
رباب : ( في نفسها تضايقت لقد كرهت هذه ) حقيقة نعم انزعجت جدا .. والمني ذلك .. وبابتسامة جانبيه لكنني تذكرت أن النائم مرفوع عنه القلم ..
خالد : يجب أن توطني نفسك على هذا الأمر وتعتادي عليه .. فهي زوجتي مثلكِ تماما .. يلزمها ما يلزمك ..
رباب : ( وقد شعرت بالضيق .. لماذا يعكر صفوي الآن في هذا الوقت ,, رباه ) اعلم ذلك لكنني أسلفت لا يمكنني أن أعيش مع ضرة تشاطرني زوجي ..
خالد : حسنا وما ذنبها هي ..
رباب : قل لي ما ذنبي أنا إن كنت لا أعرف عن أمر زواجك هذا من البداية ..
خالد : وهل لو علمت سترفضينني ؟
رباب : ربما .. فأنا جدا غير مقتنعة با الأمر ..
خالد : يجب أن تعلمي أنها زوجتي ولي معها ذكريات وأيام جميله وليس بالسهولة أن اتركها ,, كنت وبصراحة في السنين الماضية أبني أحلامي معها .. نخطط ونرسم لكل شئ .. بل حتى أسماء أبنائنا اتفقنا عليه ,,
رباب : ( وهي تصرخ في داخلها كفى كفى لا تزدني عذابا فوق عذابي .. ارحمني .. شعرت باالشفقه عليه كم هو ضحية مثلها ...)
خالد .. ارجوووك ..كف عن ذكر علاقتك أنت وهذه لا أريد أن اسمع المزيد .. ولا تحرق قلبي ..
خال: هل معنى ذلك انك من شدة حبك لي تغارين علي ؟
رباب : ذهلت لكلامه وتساءلت أمعقول حتى هو لا حظ ذلك .. وأنها فعلا تحبه بشدة .
ما لا تعلمه عن الأنثى وبكل صراحة أنها { أن شعرت بشئ يقوض أركان مملكتها ويسرق منها أسدها تتحول إلى أنثى شرسة تهاجمـ كل ما يعترض طريقها وينذر حياتها بالخطر ..
فهذه مثلي تماما ً ..
خالد: ( مبتسماَ ) أعجبني حديثكِ هذا لكأنما صورت بذلك نفسك بكل دقة ..
رباب : ليس المهم أن يعجبك لكن المهم أن يؤثر فيك وتعيه جيدا ..وتدرك مغزاه ..
خالد : يجب أن تتقبلي سحر في حياتك ولا تنسي أنها زوجتي ..
رباب : المشكلة يا خالد أنني أتمزق من داخلي فما توقعت يوما أن يكون فارس أحلامي وزجي تشاطرني إياه امرأة ..
خالد : ولم أكن أتوقع يوما إنني سأتزوج بك بهذه الطريقة الغريبة ..
رباب : ( وقد حز في نفسها كلامه )
أتعني انك جبرت علي ؟
خالد : ( رمقها بحدة ) لست أنا من يجبر على أمر يا رباب .. فأنا رجل وبإمكاني قول لا في وجه من استطيع لكنه إكراما لأبي ولك رضيت ..
رباب : بعد تفكير صحبه صمت امتد لنصف ساعة ,,
اسمع يا خالد لست أنا من تكون أنانية .. ولست أنا من تفسد حياة حبيبين .. لكن إن كان ولا بد فلا تجمعنا معا في منزل واحد ولا بلدة واحدة ..
خالد : ماذا تقصدين بذلك ؟ هل تملين أوامرك وشروطك علي ..
رباب : لا أنا لا أملي شروطي على أحد فأعتقد أنه من حقي أن أطلب ذلك فان كان لي عندك معزة فلا اعتقد انك سترفضها ..
خالد : لا بالطبع فأنت المعززة المكرمة ..
استمعت رباب إلى صوت عقلها حينما أعطته فرصة ومهله .. كان عقلها يقول لها : انك إن عارضت وأصررتِ على موقفك فستجلبين المشاكل وستخسرينه بالطبع .. لكنك ستكسبينه وستظفرين بقلبه إن أحسنت التصرف .. وما يدريكِ أنها تلك ستستمر معه أن عرفت فلابد أنها سترفض وبا الطبع لن يستمر زواجهما !
وما دفعها إلى هذا التصرف إلا أنها فهمت من تلميحاته أن هناك تصرفات لا تعرفها هي لا تعجبه في سحر ..
وتمتمت بينها وبين نفسها بالطبع أنها إن استمرت على حالها فلن يحتملها .. فخالد من النوع الذي يصبر ثم يصبر حتى ينفجر ..
( رباب بدت برأيي في هذه النقطة ذكية وعرفت كيف تكسب الموقف )
وأثناء ذلك رن محمولها ونظرت في شاشته ( آآآآه أين أنتِ يا سمر كأنك شعرتِ بي )
وبعد ما تبادلتا السلام والترحيب
رباب : حقا .. مبارك .. مبارك أنني سعيدة جدا لأجله ..
سمر : بارك المولى بك .. لو تعلمين كم هو منزلنا مرتج من الفرحة والسعادة .. كأن البسمة ما عرفت طريقه دهورا أنهم حتى لخطبتي لم يفرحوا هذه الفرحة !
رباب : ( بألم ) مؤيد إنسان محبوب ويستحق كل خير وأتمنى أن يجد الفتاة التي تسعده وثمـ أردفت ( وكأنها توجه الحديث إلى خالد ) ويخصها بمشاعره وحدها ... .
وبعد الانتهاء من المحادثة ..
خالد وقد بدا الامتعاض على وجهه ..وبنظرة سخرية نطق
حقا هو إنسان محبوب ويستحق كل خير ؟!!
رباب : نعم ..
خالد: ولماذا لم تتزوجيه طالما هذه نظرتك له هاه .. وبدأ صوته يعلى .. لم ينقص إلا أن تتغزلي به ؟!!
رباب : ( شعرت بالسعادة في داخلها وقد قصدت هذه الحركة .. ( إن كيدكن عظيم )
على رسلك يا خالد هدئ من روعك أتغضب ما قلت غير الحق ؟
خالد : في هذه الأمور لا اعرف حقا ولا باطل ..
رباب : وماالذي يغضبك الآن هاه ؟ أنت لا تعلم قدر فرحي بهذا الخبر ..
أني أراه وكأنه أخي .. صدقني لو كنت أريده لكنت وافقت عليه ولتمسكت به .. لكنني أردتك أنت .. وافقت على الزواج بك أنت .. ثمـ كان نصيبي انك متزوج ..( ثم اندفعت في حديثها واحتد صوتها )وكأنها تفرغ بذا شحنتها وغضبها بالله قل لي .. أفكرتَ ماهو شعوري
.. أسئلت نفسك ماهي ردة فعلي .. انك للأسف أخبرتني في اليوم الذي يفترض أن أكون فيه في قمة السعادة لكنك كدرت صفوي وأحلته إلى شقاء وهم ..إنني احسد سحر هذه أنها لم تتكدر مثلي في يوم شكبتها بل عاشت الفرحة كاملة مع إنسان يغدق عليها بالحب .. وغرقت في بكاء ونشيج برغمِ عنها
دموع القهر .. لجراح أنثى نازفه ..
ربما يبدو الموقف غبيا .. سخيفا .. أن تبكي لموقف هكذا لكن مالا ندركه انه تراكمات في فؤادها تتأجج في صدرها ففجرها هذا الموقف البسيط ..
أما خالد فقد ألجمه حديثها .. أخرسه انفعالها .. سار إلى جانب الطريق ثم أوقف سيارته .. أخذ ينظر لها بتعجب ودهشة ..
أكل هذا تحملينه في صدرك يا رباب .. أكل هذا تكابدينه ..ياالله كم أنا أناني ..لم ارع شعورها ولم اقدر موقفها واتهمتها با الانانيه ..
خالد: (بدا متوترا .. لمس كفيها بيديه .. )رباب ...انه ليؤسفني انك تجدين كل هذا في قلبك .. لا اعلم ماذا أقول لك غير انك ضحية مثلي لـ هذا الأمر أرجوك أن لا توتري نفسك .. إنني لا احتمل الدموع .. صدقيني حتى لو كنت متزوجا .. ولها مكانه في قلبي ..فأنت لها المكانة العليا في فؤادي .. أنت أثيرة والدي .. وأم أبنائي التي أشيد بها ..
رباب : ................
خالد : أجيبي لا تنظري لي هكذا .. يجب أن تتقبلي هذا الموضوع لا تكوني بهذه الحساسية .. خير لك أن تصمدي بدلا من الضعف .. لا تعجبني المرأة الضعيفة .. لم أعهدك كذلك من قبل ..
رباب : ومنذ متى عرفتني حتى تعهدني قويه ؟
خالد : حرك سيارته وتابع سيره .. شعر بأن لا فائدة من الحديث الآن فهي لن تقبل منه أدنى كلمه ..ففضل أن يدعها وشأنها .. وزفر هذا جزائي أنني أريد أن أراضيها ..
كان الصمت يعم المكان إلا من صوت محرك السيارة المزعج .. وصوت قارئ القران الذي يتلو فينشر السكينة على السامعين ..
توقفوا بعدها في إحدى المساجد التي على الطريق لتأدية صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا ...
بعد أن أنهت صلاتها جعلت تسبح وتستغفر وتقرأ اذكرا الصلاة .. كانت بجانبها امرأة يبدو عليها أنها في أواسط الثلاثينات أخذت تتأمل رباباُ ثمـ سألتها يبدو انك عروس أليس كذلك ؟
رباب : نعم يا أختي ..
المرأة : وفقك الله وحفظ لك زوجك فلقد أعجبني حينما رأيته يتبعك بنظره حتى دخلت المسجد علمت انه يريد أن يطمئن عليك ..
رباب: بابتسامة باردة .. يبدو انك دقيقة الملاحظة ..
المرأة : لا .. لكنني كنت انتظر ابني يخرج من دورات المياه فلفتني موقف زوجك ..
رباب : اها . ..
المرأة : لي نصيحه لك واعتبريها من أختك الكبيرة وأرجو أن تقبليها ...
رباب : تفضلي..
المرأة : يعلم الله أنني ارتحت لك واطمأننت لك لذلك أردتُ أن أذكرك أن تحرصي على زوجك وتضعينه في عينيك .. صدقيني أن قدر الله لو فقدتيه ستعرفين قيمته ومكانته ,,
رباب : جزاك الله خيراً .. وحفظ لك زوجكِ ..
المرأة : (بمرارة وحزن) أي زوج يا أختي .. لقد أخذته مني امرأة أخرى لسوء تصرفي فلم أكن في بداية الأمر على حرص عليه شديد.. بل خسرته بغيرتي الزائدة وشكوكي المملة لم أحتويه .. وتركت لها أن تحظى بزوجي والآن لقد نسيني تماما بعد ما أنجبت له الأبناء !
رباب : أعانك الله وأعاده لك إن شاء الله ..شكراً لنصيحتك فقد أتت في وقتها .. في أمان الله ..
شعرت الآن بتحسن كبير في نفسيتها بعد كلام المرأة فلقد أعطتها دافع قوي أن تتمسك به الآن أكثر ..من ذي قبل ... وكأن الله أرسلها لها كي تخفف عنها ,,
.
.
سحر بدت أكثر تعبا من السابق فالوهن والضعف الذي أصابها مؤخراً كفيل بأن يزيدها تعباً فوق تعبها ونصبا إلى نصبها ..
عمت في بيتهم حاله من التوتر الشديد والضيق الناشئ من علمهم بخبر حملها ..
مما أغضب والدها كثيرا .. { عليها وعلى خالد } ..
فأمسك بسماعة الهاتف ويداه ترتجف من هول ما أصابه ..
بعد ما أدى خالد الصلاتين ذهب إلى سيارته ينتظر رباب .. ففوجئ بجواله يرن ويرن بلا توقف فاستغرب حينما رأى أنه عمه والد سحر ..هو المتصل طالباً منه الحضور على وجه السرعة فهناك أمر يخصهما سوياً خالد وسحر ..
شعر بخوف يدب في قلبه وقلق أن يكون سحر قد أصابها مكروه .. أو هي جادة في طلب الانفصال !
مللت رباب من صمته والتوتر الواضح عليه ..
رباب : خيرا خالد أراك على غير العادة ماذا جرى لك ؟
خالد : من أنا ؟ . بل على العكس أبدو طبيعيا جداً ..
رباب : لا أظن ذلك ..ثم صمتت يبدو عليه سيحادث أحدا ما ..
خالد : السلام عليكم ..
الطرف الآخر : وعليكم السلام .
خالد: معك خالد يوسف ....
الطرف الآخر : أهلا بك ومرحبا بالأستاذ خالد ..
خالد: أبقاك الله .أريد أن تحجز لي في أقرب طائرة إلى ..........
الطرف الآخر : لك ما طلبت يا أستاذ خالد ( دقائق إذا به يرد عليه أن تم الحجز له في الساعة الخامسة فجرا )
رباب: ( وهو تغلي .. علمت لماذا بدا متوترا لابد انه اشتاق إلى الحبيبة )
لم تسأله لماذا ومتى ستذهب فهي لا تريد أن تسمع المزيد ...
خالد : حادثني عمتي قبل قليل وطلب مني الحضور فورا ..( وزفر ) يبدو أن هناك خطب ما ..
رباب : ( ويلاه .. أخشى أن يطلبوا منه أن يتمم الزفاف حالا .. رباه أعني ..
رباب: وهل ستمكث عندهم طويلا ..
خالد : لا يومان بالكثير ..( والتقت عيناهما .. فهزته نظرتها أشعرته بمدى الألم والإحساس بالضياع لكأنما تنشد الأمان ..أحس برغبة يهدئ من قلقها واضطرابها .. فاكتفى .. بنظرة تحوي الكثير وشد على يديها دلالة الأمان
)
لاتقلقي .. يارباب .. أنت زوجتي .. مهما يكن !
رباب : آآآآآآمل ذلك .. ربما أنها عادت تلك تستحوذ على حياتنا وتفرض نفسها ..
خالد : ليس من احد له أن يفرض علينا أمرا حتى لو كانت هي ..
رباب: لا اشعر بالأمان لهذا الموضوع .. إنني جد قلقه ..
خالد : لم القلق ألا يمكنك أن تثقي بي ..وسبق أن قلت لك تقبلي وجودها في حياتك ..
رباب: ليتني استطيع ... ولن أتقبلها أبدا فستبقى ضرتي .. أفهمت؟ ..........
خالد لا فائدة ترجى من نقاشنا ..أبدا ..
وصلنا ولله الحمد إلى مدينتي ومن ثم منزلي .. برغم المخاوف التي في قلبي إلا إنني كنت كلما مررنا بطريق لي ذكرى معه أخبرته ..فهذا طريق عملي .. وهذاك طريق منزل صديقتي هند .. ..لكنه لم يبدو متحمسا معي علمت أن الموضوع مازال يأخذ حيزا كبيرا في داخله حقدت في نفسي على سحر وودت لو أنني استطيع أن اقتلها بيدي .. حتى اللحظات بيننا تسرقها هي ووالدها ..
ترى ماذا تريد مني يا عماه .. في صوتك الجد ونبرة غاضبه .. غريب شئ لم أعهده منك .. أنا لم لا أحادث سحر وأعلم منها الخبر .
للحظه هم بأن يحادثها فعلا لكن تذكر انه حاول قبلها أن يكلمها فلم تجبه .. فتوصل إلى أن يصبر حتى يعلم الخبر من أبيها .. أفضل ..
نزلا من السيارة إلى حيث شقة رباب ..وكانت الساعة تشير بعقاربها إلى الثامنة والنصف ..
لم يفتأ شعور بالسعادة المختلطة بالمرارة ينتابها وهي ترى خالداا معها .. الرجل الذي كم حلمت أن ترزق بمثل صفاته .. فكان لها الحلم وتحققت الأمنية لكنها منغصه وناقصة ..
دلفا إلى الداخل حييته ورحبت به بابتسامة جميله تلك الابتسامة التي تشعره بمدى أنوثتها .. وحنانها .. توجهت إلى حجرتها ..
أما هو فقد استلقى على المقعد الجلدي الذي في وسط البيت ( الصالة )
( آآه .. كم أنا متعب .. ومنهك .. لم أخذ قسطا مريحا من النوم .. )
بعدما أن اغتسلت وصلت العشاء أحضرت لخالد كوبا من عصير الليمون ..
فوجدته قد غفا ..ابتسمت وأحضرت له ملاءة .. فغطته .. ثم انطلقت لحجرتها ونامت هي أيضا ..
نامت عينها وهناك شخصا مازالت تعيش في وجدانه .. وتمر ذكرياتها وطيوفها في مخيلته .. رغم انه قد قل نسبيا من التفكير بها ..لكن أنى لرياح الشوق المحملة بطيوفها ونسيمها .. أن يمحوها من باله ...
فرح لفرح أهله له لكنه فرحاَ يتيماَ .. ليس كفرح أي عريس بل هو بالنسبة له ..أمر عادي لا ُيذكر .. لعل وعسى أن تنسيه عروسه القادمة حبيبته ونبضه .
إن قراره بالزفاف لكأنما هو زاد على الجرح نزفا وألما في ظنه هو أنه بذلك يلتئم .. فمن مثله يتعلق بأبسط شئ ولو بـ بقشة .
أيقظ منبه رباب المزعج من نومها .. نهضت تثاءبت بكسل ليس هناك وقت الساعة العاشرة والنصف ..
تذكرت أن خالدا أيضا نائما هنا ..نهضت بسرعة سرحت شعرها وتعطرت ووضعت ميك اب خفيف ..ثم سارت إلى الصالة فوجدت مكانه خاليا .. استغربت ... أين ذهب ؟
سمعت في المطبخ ضجة خفيفة .. ذهبت إلى المطبخ وجدته .. يعصر له فواكه ليصنع عصير .. ضحكت على منظر المطبخ وقد بدا في حالة فوضى وهو منهمك في عمله ..
ألقت السلام ثمـ نطقت بصوت ناعم :
متى استيقظت يا خالد ؟
( تفاجأ خالد وأعجبه منظرها وهي مستيقظة من النوم .. حيث كانت تتفجر نشاطاَ وحيوية )
قبل ربع ساعة
رباب : اها ...
هل ستذهبين إلى عملك ؟
رباب : بالطبع .. لم يتبقى غير أقل من نصف ساعة ..
خالد : حسنا تجهزي سأوصلكِ بنفسي ..
رباب : حسنا .. سأتجهز الآن ..لا حرمني الله منك
انهمكت معه في صنع العصير ثم أزالت بقايا الفاكهة ورتبت المكان ..
بعد نصف ساعة كانا قد توجها لعملها .. لم يخف على رباب فرحتها باهتمام خالد لشأنها .. وفي نفس الوقت كانت تشعر بالغيرة عليه من نظرات زميلاتها في العمل .. ( فهي تعلم اهتمامهم الزائد بكل شاب وسيم .. وحديثهم عنه وتفصيلهم له )
كانا يسيران جنبا إلى جنب ..
رباب بـ مشيتها الهادئة .. الناعمة ..
وخالد .. بمشيته الثابتة ..والوقورة ..
كان قد أضمر شيئا في نفسه ..
توجه إلى مدير القسم طلب لها ورقة استئذان .. فأذنوا لها ..
وبعد أن ودعته تفاجأت به عائداُ مرة أخرى ..!!
خالد : هي يا رباب سنسير ؟
رباب : أنا ..كيف ؟
خالد : لقد استئذنت لك .. أنني ارغب بأن ادعوك الليلة في مطعم .
رباب : مبتسمة راااااااااائع ما أسعدني ..
دقائق واجلب أغراضي .. وانطلقت بسرعة الريح ..
كانت سهرتما رائعة .. فقد ذوبت بعضا من الجليد بينهما فكلاهما يشعر بأنه جزء من الآخر ومكمل له .
اقتنع خالد نوعا ما في خيرة وصية والده وحمد الله في نفسه وماكان يكدر عليه هناءه معها إلا سحر فهو يشعر بالقلق من القادم ومازالت فكرة رغبتها بالانفصال تسيطر عليه ..
لكنه وبحق يشعر أن كلتاهما جزاءن منه ..
برغم اختلاف شخصياتهما وطباعهما عن بعضهما .. لكنهما على كلٍ زوجتاه ...
في الغد كان قد توجه الى منزل سحر .. استقبله والدها .. استقبال بارد .. وبعد سلسلة اللوم والعتاب على تركه لها .. أصبح يلومه على تطور العلاقة بينهما .. ثمـ أخبره بـ حمل سحر !
ثم قدمت سحر وتركهما والدها .. وكان لقاءهما بارداً .. بدأته بنظرة تحمل كل العتب واللوم ..
مستحيل لا اصدق هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خالد:..(بدا .. متخبطا .. تائها )
رباه لم أتوقع ذلك .. ماهذه المصائب التي تتدافع علي ؟!!
للحظة امتدت إلى دقائقِ عشر ظل مذهولاً .. يربط الأمور ببعضها كيف يعني حامل ؟!
أفسد عليه هذا الخبر فرحته برؤية سحر التي حينما رآها شعر حقا أنه مشتاق إليها ..
سحر : ( وبعد عتب على ما جرى منه من الهجران ) سألت مستنكرة ..
ماذا بك ما الذي أصابك .. هل كدرك الخبر إلى هذه الدرجة ؟
خالد : نعم كدرني .. أخبريني كيف حدث هذا الأمر .. لا أصدق ذلك ..
سحر : ببساطة كما يحدث بين أي زوجين حدث هذا وللأسف .. لم أكن أتوقع ..
خالد : لكنه في الوقت الخطأ .. إن هذا جزاء تهورنا وعاطفتنا التي غلبتنا ..
سحر : ما الحل إذن ؟..
خالد : أن نتمم الزفاف بأقرب وقت .
سحر : لكنني اطلب الطلاق .. أنا لا أريدك ..بتاتا .. لقد عرفتُ قدري عندك ومكانتي فأرجوك .. طلقني ..
خالد: اقترب منها بنظرة محدقة بها كل اللوم والحب وهو يضمها إلى صدره ضمة مشتاق طال فراق حبيبه عنه ...سحر ماذا أصابكِ هل بهذه السهولة هنت عليكِ أنسيتِ أيام الهوى والليالي التي جمعتنا ..
سحر : وهي تشهق وتنتفض وأنت السبب في ذلك لم هجرتني لم أشعرتني أني ولا شئ في حياتك ,, تتركني وقد كان زفافنا على الأبواب لقد آلمتني وجرحتني في الصميم ,,
خالد : وهل نسيت لم .. الم تفكري في ما فعلته.. الم تخجلي من نفسك ..وهبتكِ حبي ومشاعري ومالي أيضا عن طيب خاطر وصفاء نفس .. لكنك .. تمردتِ علي ,, ولم ترعي مكانتكِ في قلبي ..ثمـ تأتين وتلومينني .. ثم ارتفع صوته وأبتعد عنها ثم ماهذا الرسائل التي كانت في جوالك ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك