بداية

رواية بقايا أنثى مجروحه -20 البارت الاخير

رواية بقايا أنثى مجروحه - غرام

رواية بقايا أنثى مجروحه -20


لفيت عليه بعصبية ودموعي اكتنزت بعيوني:زياد أنا والله ما كنت أبي أضرها..كنت أبي أساعدها لما طاحت ع الأرض تتألم ما كنت عارفة أنها خدعة منها عشان تتبلى علي..

زياد طالعني بنظرات ما بين مصدق ومكذب..

قلت وأنا أمشي من جنبه:مو مصدق كيفك لا تصدق ما عاد يهمني..

لكن مسك ذراعي وأنا أمر من جنبه..ولفني عليه ولمني:أوكي غلاي لا تزعلين..حتى لو كان كلام رهف صدق أنا مسامحك يا الغلا..

دزيته:يعني أنتي مكذبني..

بعد ما ابتعدت عن زياد لاحظت وجهه المعرق وجسمه اللي يرتجف..

قلت بتوجس وبهدوء:زياد وش فيك..

زياد وهو يمسح جبهته ومتوتر:ها لا ما فيني شيء..

وطلع بسرعة وكأنه مو مستحمل وقفته معاي..

عن جد استغربت تصرفاته الغريبة..زياد صار له يومين متغير علي..الله يستر..

======

مرت أيام الأسبوع وزياد تغير حيل..وكثرت جلساته مع رهف..كنت أموت قهر لما أشوفها وهي متشبثه بأيده وهو ميت على سوالفها..ولما أشوفه وهو حاط رأسه على بطنها ويتكلم مع ولده وكأنه يسمعه..ولما أشوفهم وهم طالعين يجهزون للطفل الجاي..

وأنا كنت ولا شيء عند زياد بهالفترة..

888

كنت جالسة أراجع لأن بكرة عندي اختبار..دخل زياد وكالعادة بدل ودخل تحت فراشه من دون ما يكلمني..

تنهدت:زياد أنتي وش فيك قالب علي..أذا كنت لحد الآن شايل علي عشان سالفة رهف فقلت لك أنا مظلومة..

ما رد علي زياد..انقهرت من تطنيش ومن غير شعور مني رميت الكتاب عليه..جلس وطالعني..وااااو مت من الخوف لما شفت نظراته..أنا شسويت والله أني غبية..

مسك زياد شعري..

شهقت وقلت بسرعة:زياد أنا آسفة والله آسفة..ما راح أكررها مرة ثانية..

رماني وطحت ع الأرض..تألمت من الطيحة اللي أوجعت ظهري..

لكن اللي ألمني كثير وجرحني هو لما قال زياد:عمري ما تندمت كثر ندمي على زواجي منك..

رجع وتغطى ونام..رفعت أيدي أبدعي عليه..لكن رجعت نزلته مرة ثانية لأني ما أحب أدعي على أحد..وما حسيت ألا وصديقتي اللي تواسيني نزلت على خدي..آآه يا ليت أهلي هنا كان ما جلست عندك يا زياد ولا دقيقة..كنت متوقعة أنك راح تتغير علي أذا رهف جابت الولد..وهذا أنت تغيرت من قبل حتى تولد رهف..

فوق الجروح اللي بقلبي من سنين

يكفي دخيل الله لا تجرحوني

ما دامكم ما أنتم لجرحي مداوين

أنسوا وجودي بينكم وتركوني

وش من عذابي والعناء مستفيدين

وش مصلحتكم يوم تذرف عيوني..!!

=====

الساعة ثمان الصباح..

بعد ما لبست وتجهزت..نزلت عشان أطلع للجامعة..حصلت الكل على طاولة الأكل..شفت زياد يطالعني بعيون تعبانة..وحسيت برجفة تسري فيني نزلت عيوني وجلست بمكاني المعتادة جنب زياد..

وبعد ما انتهيت من فطوري وقفت:يله أستأذن أنا بطلع ألحين الجامعة..

زياد:جلسي اليوم اللي أنا بوصلك الجامعة بس أخلص فطوري..

جلست وأنا لحد الآن زعلانة على اللي صار أمس..

=====

حط يده فوق أيدي..وسحبت أيدي وضميتها بتلقائية..

زياد وقف سيارته على جنب..

:ليش وقفت..

زياد نزل نظارته الشمسية والتفت علي وأرجعت لها حالة التعرق والرجفان:مشاعل أتمنى تعذريني على اللي صار أمس..مشاعل والله ما أدري وش اللي جاني كمل وهو يرمي رأسه بتعب على ورى..مشاعل أنا تعبان تعبان..وكان يتصبب عرق والارتجاف يزيد..أنا ولا قدر يكمل..

مسكت ذراعه وأنا خايفة عليه لما شفت حالته زادت:زياد أنت تعبان خلينا نرجع أحسن..

زياد وهو يقاوم:لا بوصلك الجامعة..

=====

طول ما كنت بالمحاضرة وأنا سرحانة..يا ربي وش فيه زياد..ليه تغير علي..وليه أذا شافني يتضايق وأحياناً يتعب..لهد رجة بديت تكرهني يا زياد

انتبهت الدكتورة لسرحاني..

الدكتورة:مشاعل دأنتي معانا..

انتبهت لها:أيه دكتورة..

=====

المساء..

طلعت لجناحي بعد ما تعشيت..وكنت متضايقة بسبب حياتي مع زياد..

وأنا في سبات نومي..حسيت بحد يحط يده على رقبتي..

فتحت عيوني..وانصدمت لما حاول أنه يخنق..كنت أحاول أصرخ..لكن صوتي أختفى من كثر الخنق..وكنت أحرك رجولي وأحاول أبعده عني..أنفاسي كلما لها وتضيع وتضعف..الهواء بدأ يختفي..جلست أرفس برجولي.. ودموعي تنزل علي أيده المضغوطة على رقبتي..ما أبي أموت بهالطريقة..ما أبي تكون نهايتي كذا..يا ربي ساعدني ياربي نجيني..يا رب ما أبي أموت..يا رب..

بعد أيده..وما أدري ليه بعدها يمكن علشان الدموع اللي طاحت على أيده ولينت قلبه..الحمد لك يا رب أنك استجبت لدعائي الحمد لله..

طلع بسرعة وهو ينتفض بقوة..وأما أنا ضميت الغطاء علي وأنا ارتجف وأبكي من الخوف..ولما طلع زياد ركضت للباب وقفلته..أخاف يجي مرة ثانية ويذبحني..وتسندت ع الباب منهارة بشكل فضيع..

=====

فتحت عيوني..طالعت بحولي استغربت وجودي ع الأرض بجنب الباب..تذكرت اللي حصل البارحة..وضميت نفسي..يا رب يكون حلم أكيد حلم..زياد يحبني كثير كيف يحاول يقتلني..لكن تأكدت أنه حقيقة لما وقفت قدام المراية بالحمام عشان أغسل..الخطوط الحمراء اللي برقبتي أكدت لي..جلست على أرضية الحمام أبكي بقوة..

وسمعت ضرب على باب غرفة النوم..ارتجفت ليكون زياد..وقفت ومشيت للباب وأنا حاطة يدي علي قلبي وأدعي..

قلت بهمس:مين..

:زياد..

طحت ع الأرض بخوف..عمري ما حسيت فيه..

زياد ومن ورى الباب وكأنه راح يبكي:غلاي فتحي الباب والله ما راح أسوي لك شيء بس أفتحي..

أكون غبية أذا فتحت لك الباب..

زياد:وربي الكون يا مشاعل ما راح أسوي لك شيء بس فتحي..

قلت بصوت خايف واطي:ماراح أفتح..

زياد:مشاعل تكفين فتحي الباب..مشاعل والله ما أدري كيف سويت في كذا..

حاول زياد فيني أني أفتح الباب..بس الخوف منه منعني..

سمعت تنهيد عميق من زياد وهو يبعد..ولما ابتعد أخذت أبكي بارتياح..

اهديك قلب جريح

افعل به ما يبيح

وان ما بغيته لا ترده

ادفنه خله يستريح...

======

العصر..

بغرفتي اللي بقصر أهلي بعد ما طلعت لهم الساعة ست الصباح..من دون محد يحس فيني..

أرسلت لزياد..

من انا بحياتك

مجرد حبيب تسليت معاه

وبالنهاية تركته

مجرد ذكرى مرت

بحياتك ونسيته

أو معلم حبيب يعلمك الغرام

وبالاخير جرحته

أرسلت له هالرسالة ودمعي على خدي..

أبي أنهي معاناتي ومآساتي..وأرجع مشاعل اللي كل همها طموحها دراساتها صديقاتها..واترك الهوى والحب لأهله..الحب اللي بحثته عند فارس وزياد وللأسف اللي ماحصلت ألا الجروح..

رفعت جوالي واتصلت على خالد..وقلت له يجي لي عند أهلي..

====

خالد وهو يوقف منفعل:كل هذا يطلع منك يا زياد..

:خالد أنا أبي أتطلق منه..

فتح خالد عيونه منصدم:طلاق..رن جوالي وكان المتصل زياد..

طالعت خالد وقلت:زياد..

خالد:عطيني أكلمه..

مديت الجوال له ورد..

خالد وبسخرية:هلا بالنسيب..هلا باللي توقعته يصون الأمانة اللي سلمناها له..ماتوقعت كذا يازياد..وش فاهم غلط كنت ناوي تذبح أختي وتقولي فاهم غلط..زياد مابين تفاهم ورقة طلاق أختي توصلها فاهم..مع السلامة..

سكر خالد الجوال وقال:أذا اتصل عليك لا تردين فاهمة..

:أن شاء الله..

======

اليوم الثاني..

شجون وهي تضرب الباب:ميشو ممكن أدخل..

:دخلي..

دخلت شجون وقالت:الحبيب المشتاق ينتظرك تحت..

قلت بخوف:زياد..

شجون وبابتسامة:في غيره يعني..

:قولوا له ما راح أنزل له..

شجون:ليه أنتي زعلانة..

:أيه زعلانة..

شجون:طيب أنزلي يمكن جاي يراضيك..

:شجون واللي يعافيك أتركني..ماراح أنزل..

شجون وهي تهز كتفها من دون اهتمام:كيفك..

=====

بعد يومين..

كانت اتصالات زياد ما تنقطع على أمل أني أرد عليه..وأنا كنت أقوي نفسي أني ما رد..

بالصالة..

خالد:كيفك مشاعل..

:بخير الحمد لله..أنت كيفك وكيف الهنوف وولدك..

خالد:ما علينا كلنا بخير..مشاعل أن جايك اليوم بخصوص موضوع زياد..

:ليه وش فيه..

خالد:أمس كلمني وقال أنه تعبان بالحيل وقال أنه يحس بضيقة وكره أذا شافك وما يدري وش السبب..مع أنه متأكد أنه يحبك كثير..أنا قلت يمكن عين..واليوم لما طلعنا الشيخ عشان يقرأ عليه طلع مسحور..

وقفت بصدمة:مسحور..

خالد:أيه..أنت خليك ألحين هينا لحد ما يتشفى يا رب..

=====

كنت جالسة طول الليل بغرفتي أبكي..عمري ما توقعت أن زياد يكون مسحور..يا ترى مين اللي له مصلحة في أنه يسحر زياد..يا قلبي ودي أتصل عليه..بس خالد منبهني أني أكون بعيدة عنه لحد ما يتعالج..

====

بعد مرور ثلاث شهور..

قلت وبصدمة:رهف هي اللي سحرت زياد..

خالد:أيه..لما جت تولد وحست بالموت قريب منها..قالت لزياد أنها هي اللي أسحرته عشان يسامحها..

خذيت فترة ساكتة مصدومة..

خالد:مشاعل زياد و لله الحمد هو ألحين تشافى..ورهف وطلقها.. جاء الوقت المناسب اللي تردين فيه لزوجك..ترى محتاج لك هو وولده..

:بس أنا ما أبي أرجع له..يا ليته يرسل ورقة طلاقي..

خالد:مشاعل أنتي عارفة أن زياد كان مسحور..وما كان في وعيه لما كان يبي يقتلك..

دمعت عيوني:خالد أنا تعبت والله تعبت..حياتي مع فارس ودمرتها غادة..وهذي رهف حاولت تدمر حياتي مع زياد..وأنا ما أضمن أنها ما ترد وتحاول تخرب حياتي معاه..وبكيت أكثر..أبي أتطلق وأرتاح يا أخوي..أبي أرتاح ..

ضمني خالد اللي كان أكثر واحد من أهلي يعرف كم عانيت وعانيت..

خالد وبحنانه اللي افتقده:خلاص يا قلب أخوك لك ما طلبتي بس أهدي..

====

وهكذا تمر سنة على الأحداث وزياد رفض طلاقي..وتركني معلقة..حتى اتصلت عليه..

زياد:مشاعل وينك..ليه ما تبين ترجعين لي..

صحيح أني اشتقت لصوته بس ضغطت على نفسي:زياد ليه ما طلقني..

زياد:مشاعل أنتي تعرفين أنتي وش بالنسبة لي..أنتي قلبي روحي عمري..كيف تبيني أطلقك..

خذيت نفس عميق ثم قلت:زياد أنت أكيد تبي لي السعادة أذا كنت تحبني جد..وصدقيني أنا سعادتي بعيدة عنك..

زياد وبصوت مخنوق:سعادتك أنك تكويني بعيدة عني..

:زياد لا تفهمني غلط..بس أنا ما أضمن أن رهف ما تكرر اللي سوته..وكملت بصوت باكي..زياد طلقني ريحني وريح قلبي الله يريح قلبك..

زياد تم ساكت..

كملت وبنفس الصوت:زياد أنت تعرف شكثر أنا عانيت أرجوك ريحني..

زياد:بس رهف خلاص طلقته..

قلت وبتعب:بس أنا ما أضمن أنها تتركنا في حالنا..زياد أرجوك أذا عن جد تحبني..

زياد وبصوت هادي حزين:أوكي قريب راح توصل ورقتك أن شاء الله..

وسكر بسرعة..وأما أنا فحاولت أمسك دموعي..هذا قراري ولازم أتحمل..

بقايا أنثى مجروحة..

كنت أتمنى وكنت أطمح كنت كأية أنثى يملأها الابتهاج والسعادة ويختزن في عقلها الكثير والكثير من الآمال والأماني وفي قلبها الحب والحنان وتغدقه لمن يستحقها..ويغدقه هو أيضا..كنت قد أحببت ابن عمي..الذي لطالما رسمت في مخيلتي أحلاماً معه..لطالما حلمت وهو يأخذني لعالم آخر عالم مليء بالحب ليس فيه سوانا..ولطالما حلمت وهو يصرخ بحبه لي أحبك أحبك..ولطالما حلمت وأطفالنا من حولنا وقد أخذوا من جمال أبيهم..ولطالما حلمت ونحن كبيرا بالسن ولكن لازال الحب يرفرف حولنا..ولطالما حلمت بالكثير والكثير ولكن للأسف تحطمت أحلامي والذي حطمها فارس هذه الأحلام..لقد دمر وجرح قلبي الصغير الحالم..وتركني بقايا..ليأتي بعده من يأخذ هذي البقايا يحاول يجمعها بحبه وحنانه..نعم زياد الذي حاول أن يلملمني ويدواي جروحي..لقد أحببته هو الآخر لأنه كان مخلص لي في حبه..لقد علمني السعادة التي أفتقدتها علمني الحب الحقيقي علمني أشياء كثير بحياتي..ولكن للأسف كان هو الآخر له نصيب في تحطيم ما تبقى مني للحياة..ليتركني كما آخذني..

بقايا أنثى مجروحة..

تحطمت أحلامها أمانيها..

وقبلها هدرت مشاعرها..

انقتلت أحاسيسها..

خذيت شور ينشطني..وبعد ما لبست طلعت للصالة..

:ســــــــلام

خالي حمد وسارة:وعليكم السلام..

حمد:يله تعالي يا حبيبة خالك افطري عشان ما نتأخر..

:اوكي خالي..

أنا حالياً بلندن لأكمال دراستي العليا مع خالي حمد اللي هو بعد يحضر الماجستير وزوجته سارة وأنا ألحين عمري شارف على26سنة..

واذا كنتم تسألون عن زياد وفارس بصراحة ما عاد أسمع لهم اي خبر بعد ما سافرت..بس فارس بعد طلاقي من زياد خطبني بس رفضت..ولما جات له بنت سماها مشاعل..

وأما عن صديقاتي..

مرام..كرست حياتها لتربية ولده..ورفضت ماجد اللي طلق زوجته بعد اكتشف أنها لها علاقة مع حبيبها الأولي..

أما سجى..كملت حياتها مع زوجها الخاين..لكن للأسف حبه مات بقلبها..وجابت بنت مثل القمر وسمتها ريتاج..

رغد..سجلت في دار لتحفيظ القرآن..وتطمح انها تكون داعية..

أما لمى..فهي سعيدة مع زوجها فيصل ولو أن أم فبصل ما تخليهم في حالهم..

أما ندى..شلت فكرة الانتقام من رأسي بعد ما عرفت أنها مصابة بالسرطان بالرأس..

أما غادة كافي أنها خسرت حب فارس..وهذا اللي مريحني..

والوحيد اللي اعتقد أن مأسأتي راح تتكر معاها..شجون..اللي اكتشفت أن زوجها نواف مجبور علبها مثل ما انجبر فارس علي..وأنه كان يتمنى أميرة بنت عمتي..

وأنا لا زلت محطمة من الداخل..مهما أدعيت للجميع أني سعيدة..

...ولكن هل يا ترى سيحصل ما تمنيته أما لا؟!!

نعم حصل لكن بعد فوات الأوان..

...وهل يقبله قلبي المجروح أذا حصل أم لا؟!!

ها أنا وحيدة..وسأعيش وحيدة..

النهــــــــــــــــــاية..

أختكم:

سحر الأحساس..

Я Ǿ N A

تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -