بداية

رواية في أحضان الجنوب -2

رواية في أحضان الجنوب - غرام

رواية في أحضان الجنوب -2

[ قومي كلي اذآ مو عشآنك عشآن اللي في بطنك لآتنسين
انه ظنآه وبيفرح لو أهتميتي بقطعه منه ]
مدت يدهآ للصحن الحديدي وبدت تأكل بصمت
ودموعهآ لآزآلت تنسآب على خدودهآ بهدوء
.
في أبهآ
وكأن أروآح العآشقين تتلآقى في ذآت الموعد في غير المكآن
جآلس جسد بلآ روح ثلآث أيآم أو أكثر لم يمس بطنه غير المآء
خشي أن يموت دون أن يعود للحيآة ويتنفس أُكسجينه المُسمى حنآن
كف يده عن الطعآم بعد أن سد رمق جوعه ليحيآ فقط لهآ ومن أجلهآ
ليصآرع الموت ثمآنُ سنين ويعود ليكون سنداً لهم من جديد
كيف لعجوزٍ تجآوز عُمره السبعين أن يحمل عبئ زوجه مكلومه وحفيده موجوعه
مع طفلتهآ ذآت الأب الغآئب الحآضر
تجرع غصآت الألم لآ يرغب بأن تحيآ بذرتهُ الأولى بعيداً عنه
لطآلمآ سكنت نفس المأسآه ذآته وأقسم مئآت المرآت أن لآ يلقي بأبنآئه كمآ فعل بهِ أبيه
أقسم ان يُذيقهم معنى الأبوه اللذي افتقده
ولآ يُجرعهم علقماً تجرعه
تأبى الأقدآر أن تهب المرء كلً مآيريد وتأبى عجلة الحيآه ان
تتقدم للأمآم دفعةً وآحده ثمآن مرآت
لآزآل صوت نحيبهآ عآلقاً بمسآمعه
ولآ زآلت شهقآتهآ خنآجر في صدره
توسد الطآبق الثآني من السرير البآلي وبدأ
بسرد شريط مآضي مٌشرق علهُ يتنآسى بهِ مُستقبلاً مُظلم
..........
,, لم يُكمل أحمد الثآنوي لـطبيعة الحيآة القآسيه عمل
أعمآل مُتفرقه ابرزهآ انهُ يجمع الحطب يُنظفه ويرتبه من ثمً يبيعه
لبيوت القريه ....
حنآن ابنة عمته والمُجآوره لهُ في
ذآت البيت اللذي شهد أسمى معآني الجمآل
كآنت عضده في هذآ الأمر هوَ يجمع الحطب
وهي تصفصفه وترتبه بعنآيه فآئقه
من هُنآ نمى العشق وترعرع الحب الأصيل
ومن ثم تربع حنآيآ القلب وأفترش الذآكره والوجدآن
ومن هُنآ فقط عَرف معنى الجمآل معنى الحيآة معآنى ان تبذل لأجل من أحببت
في كلٍ مره يرى في عينيهآ أنوثه طآغيه وطفوله مُفعمه بالحيآة
ترفل تحت جنآح جديهآ رآضيةً غير سآخطه سعيده غير مُتذمره
عصفت بهِ ذكرى مريره بودهِ أن يعيد عجلة الحيآة للورآء ويمحي هذآ الجزء فقط
يؤرقه يُحزنه بل ويهدي لهُ كوآبيس تعيسه وأشبآح تلآحِقه في كلٍ حين وبكلٍ آن.
.
.
.
قبل سبعة شهور في عآم 2001 م...
.....
ليلةٍ حآلمه وكأنهآ بمثآبة الف ليله وليله
التقى بهآ العشيقآن بعد زوآجِهمآ بشهرين فقط
تحت أنوآر السرآج ذآته اللذي سبق وصفه
حلقوآ عآلياً ترآقصت هي على أطرآف النجوم
وتوسد هوَ الغيمْ مُتأملاً لرقصآتهآ
لآمست هي أرض القمر وأرتقى هو لهآ
[ رجآل الجنوب ذو طِبآع قآسيه وتجلد وآضح
نتيجه لطبيعة المعيشه وصعوبة التنقل وكثرة الجبآل
أنتشر بهآ جُلً الرجآل الأقويآء والأشدآء
فكآن للحنآنهم مَذآقٌ خآص لآ تُدركهُ الآ من عآيشته
و لعشقهم موسيقآ تختلف عن غيرهآ لأنه العشق المجنون ]
.
.
ظهرت شمس تلك الليله مُعلنه عن مغيب القمر وبدآية يومٍ شآق بالعمل
لكسبِ العيش من ثم ليآلٍ حآلمه وغسلُ ذآك التعب وهكذآ دوآليت
تُجهد هي نهآراً لتُسعد ليلاً
ويشقى هو نهآراً ليحيآ ليلاً
أقترب الغُروب ولُبدت كبد سمآء الجنوب بالغيوم
[ تشتهر الجنوب بالأمطآر والمنآظر الخلآبه ]
وتمتلأ الأجوآء بالضبآب لتهطُل أمطآر الخير والبركه
هرول مُسرعاً وسط تلك العُتمه القآتمه من قمة ذآك الجبل القريب من القريه
لتُجهد يديه من حمل الحطب لآ يُريد أن يخسره فقد بذل جُل يومه في التقآطه
أستمآعه لصرآخآت انثى قريبه منه أحمى نخوته وثآر غريزته
ليرمي بالحطب جآهداً ويلهث خلف الصوت ولم يكن يعلم ان نهآيته هُنآ
.
.
شآب لم تكُن الرؤيآ وآضحه فلم يُقدر عُمره
يعتصر رقبة انثى بين يديه وعجوز يقف بالقرب منهم
أن تُرفرف تلكـ الانثى الكسيره تحت يدين ذآك المجنون يثير أي شخصٍ كآن
أشآرَ بسلآحه وقآم بتهديد الشآب بصوتٍ عآلٍ
لفعلِ ضجيج المطر ولكن الشآب لم يأبه حتى سقطت تلك الفتآه ميته
انقض العجوز على أحمد في غفلةٍ منه وهو بين مُصدق لمآ رأته عينيه ومكذب
ودآرت معركه بين العجوز وأحمد حتى أطلق أحمد النآر على العجوز دون قصدٍ منه
مآت العجوز ....
في ذآت اللحضه هرول الشآب الى سيآرته المركونه تحت الشجره وهرب ""
..............
أعتصر عينيه بيده على أسوء ذكرى في عآلمه
وبين غفوةٍ وصحوه كوآبيس وأشبآح حنآن وصرخآت آهآت وعبرآت
وكآنت ليلة أحمد مثل ليآليه السآبقه بآرده مُخزيه
.
.
.
.
قرية السيل ..
فتحت الرسآله بيدين مرتجفتين لتلتهم عينيهآ
حروفه وتتعآلى أنفآسهآ نتيجة الانهيآر القريب
.
.
[ كل عآم وانتي حبيبتي وروحي وعمري تدرين فيني
أكره الكلام المنمق والمرصوص في كل السنين اللي
رآحت ومن كآن عمرك عشر ..
كنت اهديك بذآ اليوم اي هديه وكآنت فرحتك سبب لأفرآحي
أكره يديني اللي مآ تقدر تطوقك بالفرح
اكره بُعدي عنك أكره عجزي وأكره اليوم اللي بعدت عنك فيه
حنآني ...
كوني مكآني انتبهي لجده وجدي انتبهي لنفسك لأني ابيهآ لآ تبكيني حي يآ حنآن
اذكري كل مآ تعبتِ ان لكـ من يعشق ترآبك
انتبهي لولدنآ طمنيني عنك مع جدي اذآ ولدتي
تمنيت أكون معآك بهاللحظه تمنيت امسح تعبك بعد مآتولدين واحضنك
بس ربي مآ آرآد قسمه ونصيب يآبنت العمه قسمه ونصيب ]
تعآلت شهقآتهآ وارتفعت آهآتهآ بحسره
ضمت تلك الورقه اللتي أختلط الحبر فيهآ بالدموع
حتى بآتت زرقآء لثمتهآ بجنون بوجع بآلغ
وكــآنت ليلتهآ بآرده تصحب معهآ ذآت الكوآبيس اللتي لآزمت عشيقهآ
دون ملجأ دون قلب يحتضنهآ ...
.
تجرٌع ألم
[4]
عجلة الحيآة لآ تتوقف وحزن عآئلةٍ مآ يكون لذآتهآ
ولآ دخل للبشر بهم أو تحمل المأسآه معهم تحكٌمنآ طبيعة الحيآه الأنآنيه
انقضت الخميس والجمعه عليهم من أسوء الأيآم
تجرعوآ الألم حتى بآت عآدةً لهم
.
.
فجر السبت
تسللت خيوط الشمس الذهبيه عبر شرفتهآ
ليست شُرفةً من زُجآج زُينت بستآئر ملونه
انمآ هي والله من أنقى وأجمل الشُرف في التآريخ
قطع من الخشب المُستطيل صفُ بعنآيه بآلغه بشكل مآئل
.. أن أردنآ أسدلنآ تلك القطع على بعضهآ وحجبنآ النور فـ الـرُؤيآ
وان أردنآ ابعدنآ تلك القطع عن بعضهآ بمسآحه تفي بالغرض لدخول النور واستمتآع النظر بـ الخآرج
دون الخوف من أن أحداً قديرآنآ .. أُشببهآ دومآ بالزُجآج العآكس
تسمى عآدةً تلك الشُرف بالـ [ كبآريت ]
.
.
.
قرآبة السآعه السـآبعه والنصف أستيقضت من كوآبيسهآ مُختنقه ترتجف مُتعرقه
رأت عشيقهآ يهوي من عآلي الجبآل وهي تلهث خلفه
أيقنت مرآراً ان الكوآبيس هي من فعل الشيآطين أستعآذت منهم ثلآث
تذكرت أنهآ غفت قُبيل الفجر لتقف مُسرعه من فرآشهآ مستغفره ربهآ على تأخير الصلآة
اتمت صلآتهآ وأقتربت من [ الكبآريت ] أطفآل القريه يَلعبون هُنآ وهنآك
والمزآرع اللتي أمآم البيوت قد مُلئت بالبشر منهم من يبحث عن لُقمة العيش
ومنهم من يعمل في أرضه ليسُد رمق المعيشه اللتي بآتت في ذآك الوقت صعيبه للغآيه
بنآت أبو سعد يهرولون من بيتهم مُسرعين ابتسمت لهم بحب
[ أكيد تأخروآ عن المدرسه ] زفرت الوجع بآآآآه وطيف ذكرى من ليآليهآ الحآلمه يُحلق بِهآ
صوت عشيقهآ اللذي قآرب الثلآثين يصدح في أذنيآهآ
يكبُرهآ بأعوآم وأعوآم لذآ فقد كآن الأب والأخ والعشيق والزوج في آن وآحد
من المستحيل أن تطرد ذكرآه
يأبى طيفه الآ أن يحوم فيستوطن ذهنهآ وذآكرتهآ فمُخيلتهآ
حتى أنهآ غآبت عن العآلم واستحضرت المآضي لدقآئق
.
.
فعآدت بزمنهآ الى الورآء
.
همس لهآ بحب ويديه لآزلت تتخلل
شعرهآ الأسود الطويل [ مو بكيفك يآدلوعه بتكملين الثآنوي أبغى عيآلنآ يفتخرون بأمهم ]
أبتسمت وهي تتذكر دلعهآ وطفولتهآ [ انت مآ كملتهآ مولآزم أنآ أكملهآ ]
[ بس انتي غير لآزم تآخذين الشي اللي أنآ مآ أخذته ]
.
.
.
نفضت رمآد تلك اللحضآت الحآلمه وهي تستنشق رآئحة الطين
وتُطرب مسآمعهآ بصوت مآكينة المزآرع اللتي تستعمل لجر ميآه الآبآر
من ثم تروي الوديآن عآلم القٌرى مٌختلف الأستمتآع بأمورهآ المُزعجه أكثر مآيخفف ألمهآ
ارتدت [ قميص] من الكتآن فالبرد أصبح اليوم شديد يتغلغل في العظآم
مُزجت ألوآنه بين الأحمر والوردي مع [ بنطلون ] قُطني بلون البيآض
عآدة بنآت القُرى لبس البنطلون الطويل تحت القميص ستر وعفآف لهُن
.
.
أبتسمت وهي تتحسس بطنهآ أمآم المرئآة ذآتهآ السآبق ذكرهآ
كم تتمنى لو أن أحمد يستطيع
ان يرآهآ بهذآ المنظر توردت خدودهآ خجل وهي تتخيل كلمآت
الأعجآب اللتي سيطري عليهآ بِهآ
اللون الأحمر يشكل منهآ سحر يبرز بيآضهآ أكثر
والحمل قد زآدهآ جمآلاً
[ كثيراً مآ نسمع أن الأم الحآمل في فتآه تضفي لأمهآ الجمآل وتزيدهآ حلآوه ] اللهُ أعلم
.
.
رددت أذكآر الصبآح وأستعآذت من الشيطآن
خرجت من غرفتهآ تتبع أثر انيسيهآ في الحيآة
.
.
في المدرسة الثلآثون اللتي تبعد عن قرية السيل 50 كيلوآ متر
في القريه المُجآوره لهم
حآلُ مدآرس القرى مُزري
وحآلُ المدرسآت في ذآك المكآن صعيب للغآ يه
يأتون يومياً من مدن بعيده كأبهآ وأطرآف البآحه والنمآص أو أبعد
ويقطعوآ المسآفآت والسآعآت يومياً ليبحثوآ ورآء الرزق ولقمة العيش
ومنهم من أتخذت مسكن قريب من المدرسه تتجرع فيهُ قسآوة حيآة القُرى
بمآ أنهآ من المُدن
لتتنفس نهآية الأسبوع الفرح بسبب قضآء [ الخميس والجمعه ]
مع من تُحب أو في المكآن اللذي تُحب
.
.
.
وصل الجمس اللذي يُقل بنآت العم سآلم جآر الجد مُحمد وصديقه
خلود ./ . ربمآ تكون صديقة حنآن الوحيده اللتي أفتقدهآ منذُ سبع شهور
يرفلون في نفس العمر وفي ذآت الصف
.
.
.
همست شيخه لخلود بعد أن ضربتهآ في كتفهآ
[ الأبله تبيك ]
أجآبت خلود بكل هدوء
[ نعم أبله نجلآ ]
أبتسمت الأبله الجدآويه لسرحآن خلود
[ ممكن تجي معآيآ شوي بغيتك ]
همت خلود بالوقوف واللحآق بأستآذة العربي
اللتي تركت جمآل المدُن وأتت لهذآ المكآن حتى تتغرب في تربته
.
.
لكل تصرف سبب .. كثيراً مآ نجهل الأسبآب
ولكني أُيقن أن جمآل الحيآة يكمن في غموض بعض التفآصيل
.
.
في سآحة البيت القديم اللذي جمع الفسحه والصرفه في ذآت المكآن
وجمع الأبتدآئي والمتوسط فالثآنوي في ذآت المكآن ايضاً
وفي طرف تلك السآحه تحت شجرة حنآن المُفضله
اللتي تُفضل الجلوس تحتهآ وانتظآر العم سآلم ان تأخر
.
.
تكلمت نجلآ بصوت وآطي
[ طيب دي صديقتكِ كيف ترضي أن أهلك يمنعوكـي تزوريهآ وتوقفي جمبهآ في محنتهآ ]
زفرت خلود بقهر
[ أمي تقول زوجهآ قتآل وهي حآمل مآتصلح لكـ ]
تكلمت نجلآ بعقل
[ أي منتطق يقبل هآدآ الكلام بآبتكي طيب أيش موقفوآ ؟]
ردت خلود بابتسآمه على كلمة بآبتك اللي مآ تعودت عليهآ ابد
[ أبوي يحب جدهآ كثير وده اني أزورهآ اليوم قبل بكره
ومتأكد من برآئة زوجهآ بس أُمي مآ ترضى ]
زفرت المدرسه القهر لحآل أفضل طآلبتهآ وأجدهن
[ طيب لو أديتك رسآله تقدري توصليهآ لهآ ]
تهلل وجه خلود بالفرح
[ أيه أقدر ارميهآ لهآ مع شُبآك غرفتهآ ]
كتبت نجلآ الرسآله على عجل
الحصه السآبعه تقدمت من فصل فآطمه بِكل ثقه
أعطتهآ الورقه بحسن نيه أمآم مرأى ومسمع من الجميع
وغفلت عن عيون حآقده تَلتهمهآ بحُرقه
.
.
.
تهلل وجه الجده بالفرح وهي تُشآهد حنآن ممسكه بمكنسه من سعف النخيل
وتُنظف المسآحه الصغيره [الـ حوش] أمآم البيت المبني من الطين
وسقفٌ قد رُمم قبل أعوآمٍ قليله من الخشب أتقآءٍ للمطر
تعلم علم اليقين أن حفيدتهآ تحآول العوده لطبيعتهآ حتى تُسعد من حولهآ
تحدثت حنآن بصوت مرتفع لجدتهآ اللتي تقف على عتبة البآب الحديدي الأزرق و وتنظر لهآ بسرحآن
[ صبآح الخير يآ الغآليه ]
ردت الجده بصوت تتخلهُ الرآحه
[ صبآح النور والسرور والحآل المستور , .. هرجة جدتي دآيم تقولهآ ^_^.. , تعآلي أفطري يآ أمك ]
ركنت المكنسه خلف بآب الـ[ حوش ] ودخلت مع جدتهآ تتبع جرآحهآ لتُضمدهآ
أثقلتهم بمآ فيه الكفآيه طيلة سبع شهور لآبد وأن توآجه الحيآة وتقف مكآنه
لآ بد أن تخفي حزنهآ لذآتهآ ولآ تُظهره لمن حولهآ ..
...
عند التقآء الأصدقآء وتحليق الروح الحميمه نبوح بالكثير ممآ يُحمل عآتقنآ لـ أصدقآئنآ لآ نطلبهم معونه
بقدر مآ نرجوآ منهم الانصآت لنآ
وعلى صخره من الصخور جلس الجد المكلوم مع سآلم بعد عودته من المدرسه
تصآدفوآ في الطريق
ففضلوآ الحديث بهدوء بعيداً عن ضوضآء القريه
سآلم [ مغبون ومهموم ادري بكـ يآ أخوي ]
زفر العجوز المكلوم بوجعٍ حآرق مع دموع انسآبت على وجهه المُجعد
أستقرت أخيراً بين شعرآت لحيته البيضآء
[ قآبلت الظآبط اللي مآسك قضية أحمد ]
لحظآت من الصمت يحتآج اليهآ من هم في حكمته
ولكن الجُرح هذه المره قد اتسع وفآض
والحكمه قد تبعت آثآر الغآئبين حتى أصبحت بعيده كل البُعد عنه هذه اللحظه
انفجر العجوز بآكياً وسط تمتمآت العم سآلم
[ الله يصلحك بس قل لآ الآه الآ الله يآرجآل
كلهآ كم سنه تنقضي بسرعة البرق ]
أكمل الجد المغبون بعد أن كفكف دموعه في لحظة حرج وضعف
[ يقول أذآ ظهر ولد الرجآل اللي مآت
قبل الثمنيه سنين يحق له يطلب ديه أو قصآص ]
أبتلع غصآت الألم
[ يقولون ولد الميت سآفر بعد الحآدث على طول
وقضية البنت اللي مآتت مخنوقه بآقي مآ أنتهت
وان ثبتت على أحمد بتتضآعف الثمآن سنين
وان رجع ولد الميت لآ عندنآ ديه نعطيه ولآ عندنآ قلب يتحمل فكرة القصآص ]
تمتم سآلم بلآحول ولآقوة الآ بالله
[استهدي الله يآرجال ربك كريم غفور رحيم ]
أستعآذ الجد من الشيطآن
البوح بمآ يُثقل الكآهل يَجعل الحركه خفيفه همً بالوقوف
[ بطلع ذآ الجبل أحمد كآن سآدني في سآلفة الحطب هذي
الله يفك أسره يآرب ]
ابتسم سآلم بألم لحآل صديقه [ اللهم آمين ,, بعدك شبآب يآمحمد ]
قهقه العجوز مُتنآسياً المه [ يالله حسن الخآتمه بس فمآن الله]
رد سآلم [ الله معك ]
.
.
.
بين دمعةٍ وأخرى أكملَ صلآته مع جمآعة السجن تنآول مُصحفه وبدأ بتلآوة القرآن
علً شيآطينه ترحل ووسآويسه تهدأ قلمـآ يتحدث وأغلبهآ بنعم اولآ الحُزن شطر قلبه
والهم أثقل كآهله العجز أسوء مآ قد يُصيب الأنسآن أن تكون سبب لتعآسة غيرك في لحظة نخوةٍ وتهور
منك قمة الأنهيآر
تأبى الأفكآر الآ أن تُهآجآم عقله ويأبى الحنين الا ان يهآجم قلبه
أقفل القرآن وهو يستعيذ بالله من الشيطآن الرجيم
أخذ دفتر مُهتري خآلي الصفحآت وبدأ يكتب
أنآ ودمعآت كمآالجمره
تخآوينآ .. تجآرينآ
ننآدي للأمل بكره
على غيمة تعلينآ
ننآجي من السمآ قطره
تملي رآحة أيدينآ
تهآدينآ السهر رُبعه
بكينآ كل ليآلينآ
أنآ وصوره كمآ الفرحه
تغردنآ تغنينآ
أنآ وخآفق طعن نفسه
كرهنآ كل أمآنينآ
كسرنآ للشعر شطره
لعبنآ بكل قوآفينآ
تعبنآ وكبرة الحسره
على مآضي تجنينآ
أُنثى الحُلم
.
.
.
أسدل الليل ستآئره حآملاً بِجعبته الكثير من الألم
وأكوآم من الدموع حبيسه بين أجفآنهآ
تُريد فقط أن تنعم بالوحده حتى تُفجرهآ
قُطع حبل أفكآرهآ وهي تسمع جدتهآ
تَقِف خآرجاً وتلهج[ بيآرب سترك يآرب الطف فينآ وش هاليوم الأغبر ]
لتتجمد ملآمحهآ وسط ذهولهآ وخوفهآ
أنكســــآر ..
[5]
مكثت مكـآنهآ تترقب الخبر وتحسب الثوآني وهي تلهج وتهتف دآخلهآ يآرب
علت ظربآت قلبهآ وهي تنتظر حلول الصدمه
تخلل الى مسآمعهآ صوت لطآلمآ أحبته وأحترمته
سـآلم [ ذكري الله يآأم خآلد مآفيه الآ العآفيه ]
همست العجوز بصوت مُتهدج [ يآويل حآلي وش فيك يآ أبو خآلد ]
زفر الجد المُتكئ بكل حمله على كتف سـآلم بتعب بآلغ والم وآضح
[ زيني لي الفرآش يآمره ]
انتفظت العجوزو دخلت مُهروله بِثقل [ فرشت البطآنيه ]
(الموجوده خلف البآب الخشبي في الغُرفه الدآخليه من المنزل الصغير)
سحبت أكثر من مخده صفصفتهآ بعنآيه وهي جآهله علة زوجهآ ورفيق دربهآ
كآدت ان تصل للهذيآن بجنونهآ رغم هذآ تهآبه وتخشى غضبه أن أثنت السؤآل عليه
أخذت الفآنوس الوحيد في المنزل ورأتهم على عتبة البآب يتخبطون بسبب الظلآم
رفعت شرشفهآ لتغطي جزئية الفم والأنف من وجههآ
حيآئهآ يمنعهآ أن تقترب بالسرآج بدون غطآة مع أنهآ تدخل ضمن القوآعد من النسآء
رددت لهم [ من هنآ تعآلوآ ] أضآئت الطريق وارشدتهم للفرآش
تسآقط الجد هآوياً من بين يدي سـآلم
تحدث بعدهآ سآلم [ اذآ مآعليك امر يآ ام خالد جيبي مخدآت بعد زود نحطهآ تحت رجله ]
نفذت الأمر وسط ذهولهآ احضرت تكآيه وبعض الخُدآديآت
قآم بترتيبهآ سآلم بحيث تُرفع رجلهِ اليسـآرلمستوى عآلٍ لآيُلآمس الأرض
انكشف لهآ جزء من الغموض جبس أبيض ورجل تعجز عن الحرآك
.
.
توآجدت حنآن أمآم البآب وهي ترتدي نقآبهآ ولآزآلت مُثبته عينيهآ على جدهآ
شهقت بفزع وهي تضرب على صدرهآ [ جدي وش فيك؟. ]
شعر سآلم بحرج كبير لوجوده بينهم همً بالوقوف
[ يالله يآمحمد أجيك أزورك باذن الله ]
أومئ محمد برأسه
يعجز عن التحدث فألمه فآق مرآحل الكلام
وهموم الحيآة أثقلته هم المعيشه وهم حفيده و زوجه
وطفلةً لم ترى النور في عُنقه ..
والحيآةٍ مليئه بالعقبآت فمن أين لهُ بالقوه وقد شآرف على نهآية السبعينآت
أنسآبت دمُعهآ على خدود أجعدهآ الزمن وارهقتهآ الحيآة

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -