رواية في أحضان الجنوب -30
ارتَفَع النحيب فَ أجهشت في البُكآء وهو لآيَزآل على عَتبة البآبانقضت الخمس الدقآئِق ف ربع السآعه اكملت عشر دقآئِق بَعد ربع أخرى
تجآوَزت الثلث وخَتمتهآ بالعشر حتى بَلغت الستين فَ
اكملت السآعه وهِي تَجلس على رُكبتيهآ فوق السٍجآده
ولآ يسمع الآ تَمتمآت الدُعآء اللتي يَجهل حَقيقة أحرفُهآ
أقتَربَ مِنهآ واثنى ركبتيه فقبل جبينها بحب وهمس [ تقبل الله ]
ردت بوهن [ منا ومنك ] زفر باعتراض ويديه تمتد لدمعتها المتعلقه على الرموش
وتمسحها [ قوليلي بس هالدموع متى تخلص ]
تنهدت بعمق وهي تمسح كافة وجهها كما الاطفال [ مافيني شي لا تخاف ]
امتدت يديه لشرشف صلاتها ف احله على مراى منها ادخل يديه
بين خصلاتها وهو يهمس [ متى
بتعيشين معاي زي العالم ]
تَسآقَطت دَمَعآتِهآ أكثر وهِيَ تَهمِس
[ مبروك حَمل سَآره جَعلهآ تجيب الولد اللي حلمت فيه يآرب ]
نَظرة الحُزن في عينيهآ المُشتته اطلقَ رُمحاً ليَسآر صَدره
ونبرة الوَجع بين طَيآت أحرفَهآ أغدقته الماً
[ الله يبآرك فيك بس بسألك انتي مو مرتآحه هِنآ ؟]
سَكت لثوآنٍ ثُمً أكمل [ أعطيك بيت بالحآلك وأكتب لك عمآره وارض بأسمك بس
لآ أشوف هالحزن فيك واللي يرحم أهلك ]
أبتسمت بِ حُرقه مَع أهتزآز الفَك
[ لآ العمآره بترد لي بنتي ولآ الأرض بترد لي النور
انآ عفت الحيآة كُلهآ يآفيصل ومآ أبي شي ]
أختنق لِ هآلة اليَأس اللتي تُحيط بِهآ فَ تَحدث
[ يالله قومي هآتي عبآتك انآ عآزمك
بروح اعشيك بَرآ ]
زَفرت بأعترآض [ لآ يآفيصل الله يخليك اعفيني مآ أبي اثير سآره اكثر من كيذآ
واصلن وضعي مآ يأهل اني اروح اي مَكآن ]
أجتذب يديهآ بين يديه وهُوَ يُردد [ ان على سَآره مآلك ومآلهآ
لك حقٍ علي مثلهآ وازود
وان على انك مآتشوفين يدي مآبتفآرق يدك ]
ارتفَع صوته عآليه بالندَآء على شُكريه ثوآنٍ قليله حتى مثلت تِلك الخآدمه
بين يديه [ جيبي عبآية حنآن ] أومَأت شُكريه بِرأسِهآ علآمة المُوآفَقه
ومآهي الآ دقآئِق حتى تَمثلت حنآن في المَقعد الأمآمي من السًيآره
.................
وضَعت مآتَبَقى مِن طَعآم الأفطآر بَعد ان سَخنته في صِنيه مِن [التِيفآل ]
وضَعت الشآي في صينيه أصغر حَملتهآ بين يديهآ ودخلت عليه فِي المَجلس
ارتَخت الى الأرض بِمآ حملت [ يالله احمد عشى ]
ابتسم وهو يَهمس [ تعبتي نفسك يا شيخه والله مآ أشتهي ]
صفصفت مآ أحضرت على السُفره الدآئريه وهِي تَعتدل في جلسَتهآ يالله قوم ]
..
تجآذبَ مَعهآ اطرآف الحديث حكت لهُ مَوآقف حدثت لهآ منذو القدم
تَحآشت ذكر الأم والأب بتآتاً البته وتجنبت سيرة الأخ قدر مآ تَستطيع
اضحكته بِ مآ حَكت حد الثٍمآله لآ يذكر انه ضحك هذآ الضحك الآ قبل 8 سنين
اتحفته بمآ سَردَت وتفننت بِ الوصف
لَهآ روح تَجعل من يَتسآمرهآ مَعهآ يُقهقه بِلآ حدود
هَمَست اخيره بعد ان قضت سآعتين او اكثر بِرفقته
[ يالله بروح انآم تبي شي ؟]
رد ُبأبتِسآمة حب صآدقِه ابتسآمة امتنآن عظيمه
[ ابد سلآمتك تغطي زين ترى الليله بَرد ]
اجترت خَطوتهآ وهِي تَشعر بتعب عآدت ادرآجِهآ
مَره اخرى عندمآ ضربت على مُقدمة رأسَهآ بخفه
وهي تَهمِس [يوووه نسيت اقولك لقيت حجز بكره السآعه خمسه
العصر نوصل جده على أذآن المغرب بأذن الله نفطر عند خآلي
ونستأجر سيآره نروح بَهآ الحرم وش رآيك ؟]
زَفَر بِ أعترآض [ لآ مآبروح عند خآلك ]
ابتسمت وهِي تُشير بيديهآ [ طيب خلآص هدي نفطر في اي مَكآن ونروح الحرم كيذآ تمآم ]
رد لهآ الأبتسآمه بِ أجمل [ ايه تَمآم ]
تحدث بأستفسآر [ اذا بتصحين في السًحر صحيني اصلي ]
ابتسمت
وهي تومِئ براسها [ ولآ يهمك ابشر ] ومِن ثَمً خَرجت
.......
من افخم المَطآعِم وارقاها
تشبعت الوآنه بدرجات البني وتبعاته
حتى زينت الجلسات بمفارِش مشبعه بالذهبي البارد
وحوطت بِستآئر من ذات اللون الا انهآ اغمق بقليل
مع تجميل [الطآوله] بالشموع البنيه ذات رونق خاص مُليء بالموده والالفه
ادخلها بيده حتى اجلسها احكم اغلاق الستائر وجلس في الكرسي المُجاور لها
امتدت يديه لَهآ
فتح النقاب عنها ف زفرت [ فيصل كيف تشيل غطاتي يمكن احد يشوفني ]
ابتسم بامتنان لصبر يسكن بين اضلعها وانبِهآر لجمآلٍ شُبِعَ بالحزن
يسكن عينيهآ
رَفَع كَفهَآ اليمين وطبع بِهِ قُبله عميقه دآمت لِ دقآئِق او يزيد
هَمَسَ بَعدهآ وهِي تَشعر ان نَظرآته تَسلطة وتمركزت عليهآ
[ انا مع ملآك مو انسآنه ]
اشتعلت كتلة الأحمرآر
وارتَجفَت اوصآلهآ لم يفقد الأمل مِنهآ مِن انتِظآر عودتَهآ
تَعي علم اليقين انه يحتآج الأفضل وسآره الآن بجآنبه
هِيَ تُلآئمه اكثر مِنهآ قُطبت حَآجبيهآ تَسآقطت دَمعآتَهآثُمً هَست
[ مآعآد الزمك يآفيصل مآلك فيني رجى ]
صمتت لوهله ثُم اكملت [ لآ تزعل من كلآمي واللي يسلمك
أنآ مآ ابي الآ مَصلحتك
انت انسآن عطيتني كثير ووقفت معآي كثير بس والله والله
اني ادعيلك من كُل قلبي بالسعآده
انآ مآعآد اقدر اعطي احد شي حتى السعآده مآ أقدر اقدمهآ لك
سَآره تحبك وتموت غيره عليك حآفض عليهآ ودآريهآ برموش عيونك ]
كَلمآتهآ تَوغلت اعمآقه واصآبته في الصميم
يعني صدود كَ تلك الصدود اللتي كآنت
يعني تجمد يأبى ان يذوب
وروح ميته تَأبى ان تَشتم الحيآه
يعني انه انتظر السراب
تحدث بعد صمت دام داقئق [ انا حالف اني ما اجبرك على شي خلك على رآحتك
ومتى ما حسيتي انك تقدرين تعيشين طبيعي انا جمبك ]
ولو ع سالفة النظر انتي ادرى اني رآضي فيك وابيك ايش مآكنتي ]
تَسآرعت انفآسَهآ دَلآله على اضطرآبِهآ ففضل تَغيير المَوضوع
وهُوَ يهمِس بَعد ان اعتدل على الكُرسي المُجآور لهآ
[ ايش تبين تآكلين ] واخذ يَقرأ لهآ الأطبآق الموجوده في القآئمه حتى انتهى فَ
تحدث [ وش تبين؟ ] ردت بِهدوء تمنى لو يَعلم مِن اين تستمده
[ اللي تطلبه لنفسك اطلبه لي ]
ابتسم نصف ابتسآمه وهو يهمس [ على امرك ]
هَمَسَت بَعدهآ بِحرج [ فيصل ]
لآ زآل يتأمل تَقآسيمَهآ وانفعآلآتَهآ حتى انه لآ يكآد ان يرمِش
فَ امتِزآج الجمآل بالحُزن
قَد يُشكِل في بَعض الأحيآن فتنه سآحره
رد همسهآ بهمس افضل [ لبيه ]
ارتجفت يديهآ ثُم أعتلت لِ شَعرهآ تعبث بِهآ
علً التوتر يخف [ لآ بس اممم سآمعه صوت مويه
وعصآفير اوصف لي المَكآن ]
أعتلت القشعريره سَآئِر جَسَده ثُم هَمَس بِغصه بَعد ان أحتضن يديهآ بِقوه
[ زيني غطآتك وبوديك عند المويه واخليك تَسمعين العصفور مِن قِريب ]
ظَهرت لَهُ اسنآن اللؤلؤ من ابتسآمه مُشعه كآمِله
تَحمل شيئاً مِن الفرح اللذي
لم يَعهده منذو زمن على مُحيآهآ
.....
ابتَسمت خولَه بِمرح وهِي تًخرج ِمن دآخِل [ بلوزَتهآ] قِطعة خُبز
[ يالله خُذي سَرقته لك ]
مَسَحت فَجر عينيهآ المُحمَره بضعف
واخذت قِطعت الخُبز بأمتنآن وهِيَ تهمِس [ شُكراً ]
ردت خوله على عجل وهي تُرآقِب البآب [ يالله بسرعه خلصي لآ تشوفك والآ ذبحتني ]
انتهت فَجر مِن الطًعآم في وقت قيآسي جداً ثم تحدثت خوله بحب
[ اي مَبلغ تآخذينه يآ
فجر مو تروحين تلعبين فيه يعني بالله عشره ريآل مآجآبت لك الآ حلآوه
اصلن ضحك الرجآل عليك
هيه تجب لك اكثر و اي شي تآخذينه لآزم تعطينه يآسر ويآسر يعطيه لهآ والآ
بتحرمك مِن العشى
اومأت فَجر بِرأسِهآ واندست في الفُرآش المُهتري بَعد ان سَمِعت صوت تلكَ الكريهه
تنتظر فَجرَ يومٍ جديد وغدٍ بَعيد !!
,,,,,,,,,,,,,,,
امسَك بيديهآ جعَلهآ تتلَمس الصقر وهو يهمس [ شوفي ذآ صَقر ]
ابتَسمت مِن تَحت النٍقآب وهي تَشعر بشيء مِن السًعآده لأول مره من سنين
انتَشل يديهآ وهو يغرقهآ بالمآء [ وذآ الشلآل اللي تسمعين صوته ]
اغرورقت عينيهآ بالدموع وهِيَ تهمس [ شُكراً ]
رد لَهآ بِذآت الهَس [ مآفي شُكر بينآ لو تبين لبن العصفور جبته لك ]
,,
كآنت ليله استثنآئيه مِن تآريخَهآ بقدر مآ أهدته مِن خيبآت ومآ منحته مِن صدود
الآ انه واخيرا استطآع بفضلٍ مِن كبير مُتَعآل ان يُنسيهآ كَومَة احزآنِهآ ولو لِ دقآئِق
مع اتصآل سَآره انتَهى مِن ليلته اللتي حآوَل جآهداً ان تكون مميزيه وبالفعلِ نَجَح
عآوَدَ الأتصآل بِهآ وهو يهمس [ يالله سآره انآ عند البآب اطلعي ]
,,
عندمآ يتجدد شَكل المَر قد تتحسن النفسيه وتتجدد احيآناً
خَرجت مُسرعه تُريد ان تُفآجِأ فيصل بِمآ فَعلت
فَتَحت بآب المِقعد الأمآمي على عجل فأصطدم النظر بِحنآن المآثله بِ مَكآنَهآ المَعهود
كم يجب عليهآ ان تَقِف في ذآت المَكآن حتى تَستوعب مآ ترى
صدمــه اجتآحتهآ واعتلت سَآئِر الجَسد بِرجفه هَمَس فيصل [ اركبي ورى يالله بسرعه ]
اختنقت وهي تُغلق البآب وتفتح البآب الخلفي
ابتَلعت الغصه وبالكآد همست بـ [ السلآمُ عليكم ]
رد هُوَ ببرود مِن مَوقف البآرحه وردت حنآن بِ حمآس [ هآه بشري كيف طلعت القصه ]
ارتجفَ الفَك وهِيَ تهمس وسط التفآت فيصل لَهآ نظراً لطول صمتِهآ
[ الحد لله زينه ]
صعدت الدًرجآت بِسرعه كبيره دون ان تكتثر لطفلٍ بين احشآئِهآ لآزآل في بدآية
المشوآر
دخلت [الحَمآم ]وأقفلت البآب لأكثر مِن مَره
تنفست ببطئ فَ اجهشت في بُكآءٍ مَرير
..
فـي مَطآر ابهآ تمآم السآعه الرآبعه عصرا
يَقف بِهيئته الهزيله وهو يرتَدي ردآء الأحرآم الأبيض
تجلس هِي بِجآنبه حتى أُعلن عن مَوعد اقلآع الطآئِره
فَ ادخلت يديهآ في يديه بِطريقه تلقآئيه
ومَشآعِر أخويه لآ تزآل تصعد دَرجآت السلم في ازدِيآد!!
وللحديث بقيه
كونوآ بالقربقد تتحقق الامنيآت بَعد طُول عَنآء
بِطَريقه تَجعل دُموع العينين تتخذ مَجرآهآ لِعدم التصديق
وقَد يجزى المُحتسِب بالصبري احسآناً
فَ تنجَلي الهموم وتعتلي تلك الشفآه الفَقيره الى الله ابتِسآمه صآدِقه
وقَد يَرأف الله بِحآل المُؤمن فَ يغدِقه خيراً لآ ينضب بَعد طُولِ جَفآفٍ وجَدب
ففي غَمضةِ عينٍ والتِفآتتهآ يُغير الله من حآلٍ الى حآلي
,,
[34]
الطَمأنينه والسكينه اللتي تتربع حنآيآ القلب هِيَ اكثر مآ يطلب ويتمنى
أكثر مآ يفتقد ويرتجي
المَشآعِر المُقدًسه هِيَ اطهر ارض قَد وطتهآ قَدَمآه واكثر الأمكِنه اللتي قَد تَغسِل عنه اوجآعُه بِقدرةٍ مِن كبيرٍ مُتَعآل
هَمَسَت بُشرى وهي تُمسِك بذِرآع اخيهآ وَسَط الطًوآف [ لآزم تشتري جوآل بس خلينآ نطلع مِن هِنآ ]
رد لَهآ بِ [ مآ أحتآج يآ شيخه ]
زفرت بأعترضآت [طيحت قلبي اولى نص سآعه ادور عليك ]
ابتسم بِ حُب [ لآ تخآفين ترآني مو بَزر ]
..
قَبًل الحَجر الأسود بَعد ان وَجد مِن بين الزٍحآم لَهُ مَنفذ
أجتَذَبَهآ مِن يديهآ وجَعلهآ تقبله وتدعوآ بِمآ تُريد قُربه
دعى هُوَ مِن صَميم القَلب ان يجد فَجره
ودَعت هِي مِن أعمآقَهآ
ان يُديم اخيهآ ذُخراً لَهآ وَمَلجَأ
اتًم الطوآف وَسَطَ دُعآء امآم المَسجد الحَرآم في صلآة الوتر بَعد التَرآويح
.
ووَ سَط تَأمين المُعتميرن فَ بُكآء الخآشعين وأنين المُتضرعين
مَع اشتِدآد الزٍحآم لم ينتَصف الليل الآ بأنتِهآء السعي وأخيراً اتمآم مَنآسِك العُمره
بِ أحلآل الأحرآم
,,
تَحدثت بُشرى وهِيَ تستشعر رآحه لآ توصف رُغم التعب الجَسَدي [ الحمد لله خَلصنآ على خير ]
قهقه أحمد وهو يهمِس [ متمسكه فيني كني بطير ]
قهقهت هِيَ الأُخرى بِحب [ اييه مآ أعرف احد لو ضعت عني وين ادورك بين هالعآلم ]
أبتَسَم وهو يهمس
[ طيب يآ خوآفه وين المَكآن اللي حَجزتي فيه ]
أشآرت للفندُق المآثِل امآمهم واللذي يخرج مَدخله على التوسعه الخآرجيه للحرم [ حَجزت هنآ ]
ارتفَعت حآجبيه بأستنكآر [ مو وقت مزحك اخلصي ]
هَمَست بشرى [ وربي حجزت هنآ ]
قَطب حآجبيه بِغضب [ الفنآدق اللي تطل ع الحرم غآليه كنسلي الحجز ونروح ندور لنآ شقه مفروشه دآخل مكه ]
أجتَذبته بِيديهآ وهي تتوسل
[ يرحم امك روقنا ما صدقت لقيت فيه حجز]
اتخذ خطواته امامها وهي تتبعه انتهى من الاجرآئآت
وفي غضون دقائِق
تواجدوآ في الجناح المشتمل على غرفتين متقابله احداهما تُطل ع الحرم والاخرى على الجهه الثانيه
القى بجسده المهلك على السرير الماثل في الغرفه المُطله بعد اصرارها ان تكون له
اغمض عينيه وهو يبتسم لقدرة المَولى
يقطع من ناحيه ويوصل من الاخرى سبحانه تَبآركت أسمآئُه
. . . . . . .
ابتسمت حنان وسَط رجآءآت ساره
[ فيصل يرحم لي اهلك الله يخليك قول تم ]
يجلس على الكنبه الفرديه يمين التلفاز وهو يتنقل بين القنوات
[ قلت لك موب فاضي ]
همست ساره بالحاح [ حنان قولي شي ؟]
ابتسمت حنان وهي تحدق في الفراغ
[والله لو دريت انك لحوحه ماكآن قلت لك وش قآلت لي بشرى ]
التفت ساره وهي تتوسل فيصل للمرة العاشره
[ الله يخليك والله اشتهيت الصلآة في الحرم ]
اكملت بوهن [ لاتحرمني العمره في رمضان ]
التفت لها بعد ان كتم صوت التلفاز
[ كل الفنادق الحين اكيد فُل والمشي بيتعبك
لو راح نسكن بعيد غير كيذا انا مشغول ]
زفرت ساره بتضجر فَ تخصرت
[واللي تجب لك حجز الطياره مُؤكد مو انتِظآر
وحجز جناح قريب من الحرم توديها ؟]
قهقه لعفويتها واصرار الطفله اللتي تسكن داخلها
[ اصلن حجوز الطياره اكيد ما راح
تلقين قريب وو..]
وضعت يديها على [ فمه] مشيره له بان لايكمل ثم تحدثت
[ وان حصل ولقيت تودينا ]
ابتسم يتحدي وهو يحرك حاجبيه باستفزاز [ ان لقيتي قابليني ]
خرجت مسرعه والدخان يتصاعد من فوهة راسها غَضباً
,,
همست بعدها حنان بهدوء [ لاتكسر بخاطرها ]
ابتسم فيصل وهو يعتدل في الجلوس [ اشتغلت المحاميه ]
اكمل بخفوت [ اول مره
اشوف حرمه تدافع عن ضرتها ]
قهقهت براحه ثم همست [ بس انا غيير ]
اقترب منها وطبع قبله سريعه على جبينها ثم همس
[ ادري والله انك غير
ومليون مره غيييير ]
ردت بأبتِسآمه بَعدَمآ رجفت اطرآفهآ لقربه
[ الله يسلمك ] اكملت بِ توتر مُحآوله ان
لآ تتسبب في جَرح مَشآعِره [ اممم اشوف الصوت وقف خلص برنآمجك ؟]
اجتآحته خيبة امل وسَط ضَيآعه في مَعآلم جَمآلَهآ
فَ ابتَسم بِحسره مُبتعداً عن الأحرآج
[لآ والله بس ام لسآنين ذي مآخلتني اشوفه ]
أقتربت يديهآ منه وهي تتلمس في الهوآء حتى وضعَتَهآ على رجلهِ اليمين
[ لآ تزعلهآ الحآمل في شهورهآ الأولى تكون نفسيتهآ تعبآنه وخلقهآ ضآيق
ودهآ مكآن مآتبي ولآ تحرمهآ ]
سَأل بأستفسآر [ وبشرى رآيحه بالحآلهآ ؟؟]
ابتَسمت بِ مَرآر [ اتوقع ان احمد مَعآهآ مآ أدري والله بس كلمتني تقول
دعيت لك ثم اتطمنت علي وقفلت ]
أومَأ بِ رأسه مُحآولاً ان يتَفهم
يثق بِهآ حد الجنون بِ لآ عدد او حصر
ثقه مُطلقة العَنآن حَدً السمآء
.,.
رغم هذآ يخشى ذاك الشيء اللي ينبض يَسآر صَدرَهآ وينهَش قَلبه
هَمَس بتَعب
[ اوآفق لهآ بس على شَرط ]
ابتَسمت وهي تُشير الى عينيهآ المعميتين [ اشرط يآسيدي من عيوني ]
ابتَسم نصف ابتِسآمه مَع تغرغر الدموع في عينيه عندمآ حَدًق بعينيهآ السآحرتين
[ تروحين معآنآ والآ مآ بَه روحه ]
توردت خديهآ وهمست على استحيآء [ والله ان خآطري فيهآ من زمآن بس مآ أبي اكلف عليك
مِن يِعآف بيت ربي والآ الروحه لَه ]
انحنى تَقبيلاً في يديهآ وهو يَهمِس بِ حُرقه [ يومك تبينهآ ليه مآقلتي لي ]
ابتَسمت بِ ألم فآق جُل مَعآني التًعآبير ولأول مَره
ييقن انه يوجد نوع آخر للأبتِسآمآت ابتِسآمآت الوَجع
كَ اللذي تنازع روحه سكرات الموت وهو مُبتَسِم
اوَ كَ اللذي يُرمى بِرمحٍ يسآر صَدره
فينزف لِ سآعآت حتى الموت وهو لا يزال يبتسم
تلك هِيَ ابتِسآمآت الألم المُوجعه اللتي ارتَسمت على شفتيهآ الصغيرتين
همَسَت واخرجته من دَوآمآت تفكيره
[ قوم رآضيهآ ودور معآهآ على حجز ويآرب تِلقى ]
لبى الأمر وأستَمَع لِ كَلِمآتَهآ فَ قُربهآ يُشعِل بالوِجدآن حَرآئِق
يَعجز عن تَرميدّهآ اوحتى اطفآئِهآ
..............
يوم آخر مُفعم بالكثير مِن الرآحه
هَمَس احمد بَعد ان فَتَح بآب غرفَتهآ [ يالله قومي خلينآ نلحق صَلآة الفَجر ]
زَفَرت بُشرى بأعتِرآض وهِيَ تَدُس نفسَهآ في المَخده آكثر [روح انت انآ بطني يوجعني ]
ركًز في الصًوت المُنبعث مِنهآ وأقتَرب ريثمآ جَلس ثُم هَمَس بأخرى حآنيه بعد ان وضع يديه
على رَأسَهآ [ بشرى وش فيك تبكين ؟]
تحرك رأسُهآ يمنةً ويسره علآمة النفي ثُم هَمَسَت بوَجع وبِ تَأتأه [ قلت لك بطني يوجعني ]
زفر بتضجر من مُكآبَرتهآ [طيب قومي اوديك المستَشفى ]
اعتَلى النًحيب اكثر ثمً صرخت [اطلع
الحين الحق الصلآة وبعد عني ]
خرج على عَجل بَعد ان اوجَعته آهآتِها
وهوَ يُخطط على ان يَعود لَهآ
بَعد الصلاة عًلها تهدأ
............
تَحَدًث يآسِر بَعد ان تَوَقف فِي السآحةِ الخلفيه مِن الحَرَم يالله انتَشروآ وآخر اليوم
في نفس المَكآن القآكُم
نَزَلَ خَمس اولآد فَ انتَشرو على عجل في امآكِن مُتَفِرقه
فَ الست البنات متفرقين عدآ فجر وخوله مَع بَعض رُغم اعتِرآض يآسر
الآ ان فَجر اصرت على وجود خوله بِ جآنبهآ
تَحدًثت فَجر بِتضجر [ جييييعآنه اففف]
ابتَسَمَت خَوله بِمَكر وهي تُخرج مِن دآخِل مَلآبسهآ 7 رِيآل
[ ولآ يهمك ذحين نفطِر بس خلي
يآسر يطلع برى الحرم ]
قهقهت فَجر ببرآئة اطفآل والفَرحه تَعتلي عينيهآ
[انتي صديقتي اللي احبهآ ]
غَمَزت خَوله لَهآ بِمرح [ الجوع يعور ويخليني صديقتك ]
تَعآلت ضحكآت فَجر في انحآء المَكآن وهِيَ تنتَضر
بُزوغ الشًمس ورحيل ذآك الكَريه لتتنعم بالطعآم
.......
عآدَ على عَجل بَعد ان صلى السُنه والفَجر فَ شآركهم في الصَلآة على الأموآت
فَتح البآب ودخل
لآ تَزآل على وضعيتهآ الآ انهآ تَبكي بُحرقه أقترب منهآ وأجتذبهآ بِقوه حتى ترآءآ
لِ نآظريه عينيهآ المُتَورمه فَ زفر بغضب [ قولي وش فيك ؟]
مآ تحمله مِن خبر أثقل كآهِلَهآ وفَتكَ بِهآ فَ حآن وَقت البوح
تَأتأت بِخوف وهَمَست [ توعدني تسمعني للأخير ]
أجآب بِكُل جديه [اوعدك بس امسحي دموعك واهدي عشآن افهم ]
رَفَعت كِلتآ يديهآ ومسَحت عينيهآ بِطريقه عَشوآئيه تنفسَت بِعُمق وتنهدَآتهآ تأخذ طيقَهآ
في الهُبوط ثُمً تحدًثت بِهُدوء [ امس اتصلو عليآ نآس مِن المآنيآ ]
سَكتت لبُرهه ثُمً اكملت بِوَجَع [ امممم المستشفى اللي كُنآ كُلنآ نتعآمَل معآهآ ومآ نروح الآ فيهآ ]
استصعبت الوَضع ثُمً هَمَست [ يقولو بآبآ مِن شَهرين جآتلو جَلطه جآبتله شَلل نصفي وصعوبه
في الكَلآم وبِمآ ان الدكتور كآن صآحبو عآلجوو بدون مقآبل في المستشفى يعني وَسآطه
والحين الدكتور يبغآ يسآفر وهوا آللي كَلمني ]
يقول [ اول مآ حيخرج مِن المستشفى رآح يرمو بابا بَرآ ]
تغرغرت عينيهآ بالدموع
فَ هَمَسَ احمد [ وين فلوسه وين امك وين اخوك؟ ]
تَسآقَطت تِلكَ الدموع المُتغرغه وتبعتهآ آخرى اغمضت عينيهآ على سيلٍ جآرٍف ثُم هَمَسَت
[يقول ان الجلطه سببهآ صدمه عصبيه ونفسيه اممم يقول ان مآيكِل سَرقه والألعن مِن كيذآ ]
أبتلعت الغصه لِ ثلآث مَرآت ثم أكملت [ انه في نفس اليوم تِفآجأ بِ مآمآ
اللي سَآعدت مآيكل وبصمته على اورآق وهو مآيدري وطلبت الطلآق بَعدهآ ]
اجهشت في بُكآء مَرير وهي تصرخ
[ والله ذآ كَلآم الدكتور هوآ اللي قآل لي والأ انآ
مو سَهل اني اقول عن امي كيذآ ]
طَوَقهآ أحمد بِكلتآ يديه
بِ حنآن اخوي كبير وهمس [ اشششششش خلآص
اهدي يآبشرى اهدي قولي الله يِسآمحهآ ]
احتضنته أكثر وهي تَهمِس [ الدكتور يقول انآ حجزت لأبوك ع طيآرة الخَميس الجآي ]
[ يقول انه حآول يوصل لفهد بأي طَريقه بس مآ لقي لَه أثر ]
رَفعت عينيهآ لَه وهي تترجى منه الموآفقه
[ بتقبل انه يعيش مَعآنآ صح ؟]
قَطب احمد حآجبيه وطيف ذكرى ابيه تترآءآ لَه عندمآ كآن بالسجن [ دآر لي ظهره يوم كنت محتآجه ]
وضعت يديهآ على يديه ودموعهآ تنهمِر [ واللي يجآزي الأسآئه بالأحسآن له اجر كبير غير انه ابوك يعني جنتك ونآرك ] اكملت بِ حُرقه [ ادري انه قتلك في الصميم
بس انت قلبك اكبر وقآدر انه يعفي عن اي احد كيف لو كآن ابوك ]
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك