بداية

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -74

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي - غرام

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي -74

سلطان العيد : ألف مبرووك يا ولدي و الله يتمم على خير
ناصِر : آمين تسلم عمي
سلطان خرَج مع الشِيخ مودِعًا
عبدالعزيز : بروح أشوف حبيبة ألبي
ناصِر بلهفة : أبد مانمانع من نظرة شرعية ثانية
عبدالعزيز : هههههه أثقل حتى لو هي أختي خلها هي اللي تتعنَّى وتجيك
ناصِر : أحب روح الأخوة هذي
عبدالعزيز بضحكة اتجه للغرفة المجاورة عند غادة ليجِدها تبكِي
عبدالعزيز : الناس تبارك وهذي تبكِي ، يالله خلصِي دموع الفرح بسرعة
غادة تمسح ملامِحها المُحمَّرة بالمنديل : أنقلع
عبدالعزيز يمسكها برِقة ليُعانقها بِضحكة : ههههه وفديتهُم انا وفديت حرم ناصِر
غادة تبتسم بين دموعها : يالله أحس بشعور غريب
عبدالعزيز يُبعدها : وشو ؟
غادة بوصفٍ يخُونها : كأنَّه أحد يبشرني بالجنة
عبدالعزيز أبتسمْ : الله يتمم هالفرحة على خير
عاد مع سؤال الشيخ : وهل تقبلها يا ولدي زوجة لك ؟
عبدالعزيز وعينه على الورقة و كأنه يبحث عن الإسم ولكن مقرن مستنِد على الطاوِلة قد تكُون بعفوية ولكن عبدالعزيز متأكد بأن يدِه وضعت على إسمها ليس عبثًا : نعم
تمَّ العقدَ بهدُوء وقَّعوا الشهُود و وليْ أمرَها و عبدالعزيز.
هي دقائِق طويلة أو رُبما أكثر من دقائِق ليخرُج الشيخ ومعهُ طلال و مقرنْ.
أستوعب ، ما حدثَ فِعلاً وهو ينظُر بإندهاش مما حدث , أخذ نفسًا عميقًا ليُصدق و بفهاوةٍ شديدة توسَّعت محاجره : يعني كيف ؟
قابله بإبتسامة : مبروك يا عريس
عبدالعزيز : ما راح أعرف مين ؟
بوسعود بضحكة : معليش حبيبي بس عندي طيارة ومقدر أتأخر عليها بس أوصيك ببنتي إحسانًا .. أردف كلمته بسخرية لأنه يعرف تماما أنه لا يعرف أيّ إبنة وكأنه يتعمَّد إستفزازه.
خرَج تارِكًا عبدالعزيز في حيرةٍ من أمره ،
يُتبع
تغتسِل و المياهُ البارِدة تُبلل جسدِها ، ودمُوعها تختلِط على خدِها ، تُريد ان تتطهَّر من بقاياه .. من باقاياه في حياتِها أيضًا ،
لن تنسَى أبدًا يومًا كهذا و لن تنسى أبدًا كيف أحرق قلبَها ألمًا ، وَ كأنِي لستُ من البشَر حتى يرخصُني هكذا.
لفَّت المنشفَة حولها و أرتدتْ ملابِسها بالحمام وَ خرجتْ.
تنهَّدت بعُمق وهي ترَى الغُرفة بارِدة من التكييفْ و خاليَة لا أحد سوَى ظِلها , خالية من يوسف وهذا هو المُهم الآن.
هو الآخر في الأسفَل : بعد رمضان لو أنقلع للمريخ إن شاء الله راضي ولا هالسفارة المضروبة
منصُور : متلهف على السفَر مررة يخي بتخلص إجازتك وأبوي بيخليك تداوم غصبًا عنك
يوسف يُفرك عيناه : والله مليت ماعاد أطيق نفسي
منصور بنظرة لها معنى في نفسِ يُوسف : مليت من مين ؟
يُوسف : مليت من نفسي
منصور وواضح عليه عدم الإقتناع : آهااا
يُوسف : وش آهاا ؟ صدق أبي أسافر و أرتاح 3 شهور بعد عن الكآبة بالرياض
منصُور بجدية : يوسف اصدقني القول
يُوسف بعصبية : ترجع تفتح الموضوع من جديد ! يخي الله يرحمك لاتقعد تفتح لي اياه على الطالعة والنازلة
منصُور : لأني حاس فيك
يوسف : لآ منت حاس فيني لو حاس بتشوف عرس في قلبي
منصور : يوسف لا تتمصخر أتكلم جد أنا
يُوسف : أستغفر الله العليّ العظِيمْ ..
منصور : يُوسف
يُوسف : لحول خلاص أنا مرتاح كذا لا تشغل نفسك فيني
دخل والِدهم : قايمة حرب الخليج بينكم
يُوسف بإستهبال :أستغفر الله يايبه يعني أنا الحين معصب مقدر أتقبل السماجة وأضحك عليها
والده يرميه بالمخدة ويجلس :ماتستحي يالكلب
يُوسف : هههه
منصور : يخي أستغرب كيف تمثِّل على الكل بضحكتِك
يُوسف بسخرية لاذعة : تعبت أمثل الضحكه وأعيش الوقـت بالنسيان
والِده يوجه حديثه لمنصور : وش لِك فيه ؟ خله
يوسف : أسمع من أبوك
والِده : بس وش فيك اليوم نفسِك قافلة ؟
يُوسف ويضع لومُ عصبيته اليوم على شيء لم يُعيره أيّ إهتمام : من الفيزا !! أنا شكلي بآخِذ زولية وبروح أصيِّف مع قرود الطايف
منصور أبتسم : يا أنك تلتوِي بكلامِك مدري على مين طالع !
يوسف : الله يسلِّمك يالواضِح
منصور : على الأقل ماني غامض بشعوري مثلك
يوسف : غامض وتمثل الضحكة .. والله أنك متأثر بشريط قناة الـ......
منصور ضحك ليُردف : والله أنك تطلع من الموضوع بسهولة
دخلت هيفاء : مساء الخير شباب
منصور : من وين جاية إن شاء الله ؟
هيفاء : طيب قول مساء النور يا احلى أخت يا أحلى زفت على الأقل
يُوسف : مساء الورد و الفُل و الياسمين و كل شيء معفن يا كلبة فيه أحد يرجع الساعة 9 ونص !!
هيفاء وطول حديث يوسف مبتسمة حتى تحولت إبتسامتها لشيءٍ آخر : يعني الناس ترجع متى ؟ تبيني من الساعة 7 أقابلكم
منصور : لا بس إذا كنتي طالعة بدون أمي ترجعين قبل 9
هيفاء : وإذا مع أمي ارجع الفجر عادي
منصور : لآ تراددين لا أتوطى في بطنك الحين
هيفاء : يبه شوفهم
أبومنصور : خليهم يتكلمون لين بكرا
هيفاء ضحكت : يسلم لي قلبك ويسلم لي هالشيبات
منصور : لآ والله يبه تقعد تهين كلمتنا قدامها
هيفاء : لأني مستأذنة من أبوي لا صرت ولي أمري ذيك الساعة حاسبني
منصور : أشوف لسانك طايل
يوسف : طايل ونص بعد !! هذا وأنا قايل خلني أحجز لي أنا وهيفا نسافر وننبسط وندخل بارات نتفرج بس خلاص خلاص لاتحاولين عقب اليوم !
هيفاء بتلهف : صدق !! آسفة والله خلاص مااطلع بس قول أنك بتسفرني
يُوسف يوجه حديثه لمنصور : قايل لكم الحيوانات أعرف كيف أربيها
هيفاء تحذف عليه علبة الكلينكس : أنا حيوانة يامعفن .. وخرجت حتى لا يلحقها
منصور : يبه لاتعوَّدها تطلع بدون أمي
بومنصور : طالعة مع بنت بوسعود
يوسف : بناته متزوجات ؟
بومنصور: لأ
يوسف بضحكة يحك ذقنه : شكلي بخطط على وحدة فيهم
منصور : وتقول مررة مرتاح
يوسف: أمزح لحول وش يزوجني بعد !! يخي الواحد صدق ماعاد يطيق نفسه
,
نجلاء : بس هذا حلو بعد
ريم : يالله أحترت وش ألبس ؟ يعني هذا ولا هذا
نجلاء : أنا أشوف اللحمِي أحلى يعني خصوصًا عروس وكذا ماينفع تلبسين أسود
ريم : أنا بحط حساب العزايم اللي بتصير هناك أخاف من النوع اللي جيران وماأعرف أيش
نجلاء : خلي هيفاء تسأل رتيل كيف نظامهم
ريم : لآ فشلة
نجلاء : وش فشلة !! عادي والله
ريم : لا مستحيل أسألها
نجلاء : ياماما هيفاء تسأل وكان الله غفور رحيم
دخلت هيفاء الغرفة : لحول لا يكون تسولفون عن العرس يخي راعوا شعور العزابية
نجلاء : ههههه أصلا هذي الأيام اللي قبل العرس تكون مقدسة
ريم : طيب أخاف هو من النوع اللي مايحب القصير
نجلاء : ماهو قصير ! يعني لتحت ركبتك بشوي
ريم : إيه بس ماأدري عنه
هيفاء : ههههههه آآآخ متى أقول كِذا والله لعيونه ألبس عباية قدام الحريم
نجلاء : هههه أنا كنت أقول أنه كل اللي يحبه منصور بسويه بعدين أكتشفت ليه أقهر نفسي وأقعد ألبس على مزاجه ! هو يقتنع بلبسي وبكيفه
هيفاء تُخرج صوت الرفض المُستغرب من تصرف نجلاء *تؤ تؤ تؤ * : آفآآ هذا وأنتي ميتة عليه
نجلاء : بس الواحد له شخصيته ، أسمعيني ريوم ماعليك لاتخلينه من أول يوم يتحكم فيك حاولي تفرضين شخصيتك و لبسك وإن علَّق قولي أنا تعودت كذا
ريم : لا مايصير من أول يوم أجلس أعانده لازم أسايره
هيفاء : والله لو تسمعين نصايح نجول بتضيعين تراها كلبة لا تصدقينها ..كانت متخرفنه عند منصور يقولها قطي نفسك بالنار تقط نفسها
نجلاء : أنا كِذا !!
هيفاء : نعم نعم .. نسينا أيام أول و أيام المسجات و العيون اللي ماتنزل عن الجوال أبد كل شي وله شهوده
نجلاء : والله انتي اللي تشوفين على كيفك
,
من سوءِ تغذية و تقرُف و أشياءٍ كثيرة حزينة جعلتها تتقيأ ، فرشت أسنانِها وتمضمضتْ .. لتمسح وجهها بالماء , خرجت و الجرُوح على وجِهها لا تختفِي ، نظرت لعائشة مع الخادمة الفلبينية الأخرى و هُم يصعدُون للدُور الثالِث لغُرفةٍ أخرى حتى تستقِر بها الجُوهرة.
عائشة أتت إليها : فيه شيء تاني ؟
الجوهرة هزت رأسها بالرفض
عائشة بشفقة : طيب ماما يبي شي ؟ يبي آكل ؟ يشرب ! هرام مافيه يآكل شي من سُبه *صبح*
الجُوهرة ببحة موجعة : لأ ... أخذت هاتِفها و صعدت للدُور الثالث دُون أن تلتفِتْ لغُرفة سعاد التي لا تعلم عنها شيء سوى إسمها وبعض حكايا عائشة المشكوك في مصدرِها.
دخلت الغُرفة وتبدُو صغيرة و أصغر مما أعتادت ، ولكن البُعد جيِّد عن سلطان .. أنّ لا يرانِي فهو رحمة من الله.
أستلقت على السرير وكفِّها الأيمن أسفل خدِها ، دمُوعها تُعانق الفراش الأبيض ، تسترجِع بعض من الذكريات النادِرة بينها وبين سُلطان ، لا شيء بينها وبينه يستحق الذِكر ولكن رفعت سقف توقعاتِي به حتى أنهار بخيباتِه.
الجُوهرة : أفكِّر قد إيش ممكن تصبر عليّ ؟
سلطان أبتسم , هذه الإبتسامة تبدُو غريبة على الجوهرة .. هذه الإبتسامة شاحِبة جدًا
الجوهرة : جد أتكلم
سلطان أسند ظهره على السرير وعينيه على السقف : أنتي متأملة بأيش ؟
الجوهرة لا تعرف بأي إجابة تليق على هذا السؤال : مو كثير
سلطان ضحك وأردف : أحسني الظن
ليتنِي لم أُحسنه , من بعدِ كلمتِك هذه جلستُ أُخيط احلامًا واسِعة تجمعنا ، تأملتُ بِك كثيرًا.
,
في إنشغالٍ كبير ، تنشغِل به ,
في غُرفتِها المُعتمة تعدُّ تصرُفاتِها السيئة إتجاهه.
لو أنها لم تقُول كلمةٍ و لو أنها صمتت عن كلمة و لو أنها لم تُخبره بشيء .. و لو – كثيرًا تقولها حتى تعوَّذت مِنها و من باب الشيطان الذِي يُفتَح من بعدِها.
فتحت هاتِفها لتتصِل عليه حتى تجِدهُ مُغلق ، نظرت لآخر دخول له في الواتس آب كان الساعة 5 المغرب في توقيت باريسْ.
أرسلت له رسالة نصيَّة – أفتقدِك –
و سالتْ دمعتِها على الشاشة و هي تعلم جيدًا أنه قادِر بسهولة أنه يستغنِي عنها ، و لا تصرُف منه يُثبت عكس ذلك ، يزعلُ عليها بالشهُور و كأنه يبحث عن زلتها حتى ينقطِع عنها ويتحجج بذلك.
عبدالرحمن هو الوطنْ الذي ألتفتْ لغيرِي في أشدِ إحتياجِي لـِ واحِد يسقِي أرضِي.
,
في مزرعتِه الكئيبة ، يُصوِّب بإتجاه علبْ المشروبات الغازية الفارِغة : طيب وبعدين
الآخر يقف بجانبه : والله يابو بدر ماتركت مكان إلا وبحثت عنه حتى جواله يوم شفنا إحداثياته عندنا لقيناه في جدة
سلطان : والحين !
الآخر : شكله مطلِّع شريحة جديدة و يبي يضيِّعنا لأن مثل ماقلت لك الجوال مصدره جدة وأنت تقول انك متأكدة انه بالرياض هذا يعني أنه عنده جوال ثاني
سلطان ألتفت عليه وبنبرة غضب : ماهي مُشكلتي طلعه من تحت الأرض ! تراه ماهو مطلوب أمني عشان أقول والله صعبة نلقاه وأكيد مآخذ إحتياطاته , أقصاه كلب مايدري وين الله قاطه
الآخر سكت أمام غضبِه وملامِحه تميل للتوتَّر
سلطان : أنا أقدر أبلغ عليه و يوقفونه بسهولة بس ماأبي فضايح لأنه يقرب لي من بعيد
الآخر : فاهم وأدري انك تبيه بموضوع عائلي لكن والله أحاول أسوي كل اللي أقدر عليه
سلطان : طيب شف لك حل , بلغ ربعك اللي بالمطارات ولا أيّ زفت يعرفه
الآخر : إن شاء الله
سلطان : لا يطلع برا السعودية , فاهم
الآخر : إن شاء الله طال عُمرك .. تآمر على شي
سلطان وهو يصوِّب مرةً أُخرى و يغمض عينه اليُسرى : لأ
أنصرَف و ترك سُلطان يعيشْ عُرسًا من طلقات النار في ساعات مُتأخِرة من الليل.
,
على الشاطِىء جالِس معها تحت ضوءُ القمر و لا أحَد هُنا سواهُم ، فهذه المدينة بعد مغيب الشمس تهدأ وجدًا.
رؤى : الحين وش أسوي ؟
ولِيد : مدري أنا أحاول أتفاهم معك و أقدر لكن مع سارا مقدر
رُؤى بضِيق وبكلماتٍ مُتداخلة : طيب كيف أعرف أنا يعني كيف أحس أنه ماهي شخصيتي
ولِيد : صعبة يا رؤى ، لكن بس تداومين على الأدوية و ترتاح نفسيتك , كل شي بيصير تمام
رؤى : يعني رجعت ذاكرتِي , طيب قولي وش قلت ؟ عن أبوي و أمي و اخواني ؟
ولِيد : قلتي أشياء كثيرة
رؤى برجاء : قولي وشو طيب ؟
وليد : تسولفين عن عبدالعزيز كثيرْ
رؤى : وش أقول عنه
وليد و يتضايق أكثر مِنها وينظُر للبحَر وعيناهُ ضائِعة : تشبهينه بعيونك
رؤى و عيناها تهطِل الدمُوع وبلهفة : و إيش بعد
ولِيد بنبرة موجعة : أقرب لروحك .. قلتِي لي .. تصدق أني أشتقت لك .. تحسبيني عبدالعزيز
رؤى ببكاء و تنظُر للبحَر مرةً أُخرى : ليه مقدر أتذكَّر أشكالهم ؟
وليد : باقي كثير عشان تتذكرين هالتفاصيل
رؤى بعد صمت لدقائق طويلة : ليه سوَّت فيني كذا ؟
وليد : خسارة تكون أم !! ضيعتك بس باقي طريقنا طويل وماراح نستسلم , أستعيني بالله وإن شاء الله ماراح يخيب رجانا
رؤى : يارب
,
فجر الثلاثاء.
الساعة الرابعة والنصفْ فجرًا – بقِي القليل و رُبما الجمعة أو السبت رمضان.
شعرَ بأصواتٍ بالخارِج ، تقدَّم لشُباكه المُطِّل على الحديقة و نظَر إليها وهي تسيرُ خلف القصِر ، رُغم أنه لم يرى سوى ظهرها إلا أنه مُتأكِد أنها هِيْ من شعرها المعقُود و تخرُج منه الخصلات الملتوية مُتمرِّدة.
لم يتبقى في داخلِه ذرة إحترام لأيّ أحد , القصر شبه خالي مادام بـوسعود ليس هُنا.
خرَج وَ تبِعها للخلفْ ، ينظُر لها وهي تُصفصف الألواح الخشبية , أقترب قليلاً مِنها
قلبها يتسارعُ بنبضاتِه من الظل الذي تراه ، شعرت بأن احدًا خلفها ، يكاد يُقطَع نفسها من شدةِ رُعبها
ألتفتت بخوف : بسم الله .. أنت وش جايبك
عبدالعزيز لم يُجيبها
رتيل بعصبية : أبعد عن وجهي وش تبي !!
عبدالعزيز بإبتسامة ذات معنى : مين اللي يبعد عن وجهك
رتيل وصدرُها يهبط ويعتلِي بخوفْ : أنت
عبدالعزيز ويقترب : مين ؟
رتيل خافت : أنت وش صاير لك ؟ أنهبلت ولا عشان أبوي ماهو فيه تـ
لم تُكمل وهو يضع ذراعه حول خصرِها و يشدُّها نحوِه لترتفع قليلا عن مستوى الأرض وهي تقف على أطراف أصابعها و صدرُها ملاصِق لصدرِ عبدالعزيز.
رتيل وقلبها يسقُط في بطنها : يامجنون أبعد لا تخليني أصرخ و يجون الحرس
عبدالعزيز : أصرخي بس قبلها . . . . . قبَّلها و كأنَّ المكاتِيبُ و الرسائل تخرُج من شفتيه لشفتيها
رتِيل تحاول مُقاومتِه حتى خانتها سيقانها وجلست و مازال عبدالعزيز مُستمِر لتستلقِي على الأرض و تضربُه على صدرِه فيبتعِد.
أبتعدت وهي مصدُومة مما حدث , صدرها يهبِط ويرتفع بقوة غير مُصدقة تمامًا : حقييير
عبدالعزيز وقف و بإبتسامة خبيثة وشديدة الخُبث
رتيل أرتجفت فكوكها ، خشيت أن تُخسف الأرض بها مما يحدُث بينها وبين عبدالعزيز , وبأنفاسٍ مُرتبكة بحروفٍ تخرج متوتِّرة و تُقال سريعًا : تحسبني بسكت والله بس يرجع أبوي لأقوله عن حركتِك
عبدالعزيز : وأنا ماراح أقصر بعد
رتيل : تهددني !
عبدالعزيز يقترب بخطواتِه مُجددًا مِنها
رتيل أبتعدت للخلف : أبعد ... وأشارت للسلاح الذي بيدِها
عبدالعزيز : هههه أنتي أعرفي كيف تمسكينه بالأوَّل
رتِيل بعصبية : أبعععععععععد عن وجهِي
عبدالعزيز أبتسم : وإذا مابعدت
رتيل : أنت مجنون !! تجلس تحكي وتنافق وتقول الدين والله و تقرِّب مني في غياب أبوي
عبدالعزيز : ديني لا تتدخلين فيه ! على الأقل ما أرخصت نفسي لأحد
وكأنها تتلقَى صفعةً تحرقُ خدَها ، إهانتِه الثانية لها ، كأنهُ يهين حُبها , هو بالفعل يهين حُبها له و يذُّلها عليه أيضًا
رتِيل رمَت السلاح على الأرض وهي تسير مُتجهة للدخُول ولكن يدِ عبدالعزيز وقفتْ بالمرصاد و تمسكت بذراعِها وبصراخ : أتركني مالك حق تلمسني فاهم !!
عبدالعزيز : أشششششش ماهو زين عليك العصبية ... قبَّل خدها وهو يهمُس بإذنها .. تصبحين على خير
رتيل وقفت و خدَّها يتفجَّر بالحُمرة ، و دمعةٌ محبوسة في محاجرها ، ونبضاتِها ترتفع لحدٍ غير طبيعي
عبدالعزيز أبتسم بخبث : أدعي ربك يغفر لك قبل شهر الصوم
رتيل ضربت صدرِه بقوة ولكن هذه القوة تعتبر لا شيء أمام عبدالعزيز ولم تؤلمه ولو قليلاً حتى : أنت اللي أدعي ربك يغفر لك يا وصخ يا حقيير
عبدالعزيز ببرود : أنا قلت دامها خربتها أخربها زيادة
رتيل بغضب كبير : ماتخربها عليّ فاهم ! مين أنت أصلاً عشان تقرِّب مني .. صدقني إن حاولت تلمسني مرة ثانية ماتلوم الا نفسك يا معفن ..
عبدالعزيز : مافهمت كيف مفهوم اللمس عندك ؟
رتيل : تبغى تعرف كيف مفهوم اللمس !!!
عبدالعزيز يمسك ضحكتِه : علميني أخاف أني أجهل هالأشياء
رتيل وتشِّد على شفتيها لتُجمِّع ريقها وتبصق عليه : هذا اللمس
عبدالعزيز أنفجَر بضِحكته ليُردف : عسل على قلبي
رتيل و دمعتها المحبوسة سقطت
عبدالعزيز بطرف كمِّه مسح وجهه من بصاقِها
رتيل سارت مُتجهة للباب الداخلِي وهي تتفجَّر غضبًا ، تُريد أن تُكسِر كل شيء أمامها حتى تشفِي بعض غضبها
غير قادِرة على التخيُّل حتى أن عبدالعزيز يقترب منها بهذه الصُورة ، جسدِها يرتعشْ و أصابعها لاتتزِن بحركتها من هولِ صدمتها ، دخلت غُرفتها وهي تُغلق بابها ثلاثًا ، أرتمت على السرير وتدفن وجهها بالمخدة و تبكِي بصمتْ.
خيباتِها بدأت تتكاثَر حولها ، كيف يهيني هكذا ؟ تشعُر بخُزيٍ و خجل شديد , تنتابُها رغبة في البُكاء ولا غير البُكاء وَ أن تبصُق عليه كل هذا الحزن الذي أتَى بِه , وعدَت نفسها بأن تُهينه كما أهانها.
عاد لفراشِه و عينه على السقفْ غارق في تفكيره ، و لسانِ حالِه يقُول " بتشوف يا بو سعود مين عبدالعزيز "
في صباحٍ جدِيدْ , الساعة الثامِنة بتوقيت باريسْ.
أخرج هاتفه ليتصِل عليها وهو في طرِيقه سيرًا بين أرصِفة باريس ، أتاه صوتُها النائم : ألو
عبدالرحمن : صباح الخير
ضي فزَّت من فراشها وهي تنطق بلهفة : عبدالرحمن ؟
عبدالرحمن : صحيتك ؟
ضي بإستعجال : لا عادِي
عبدالرحمن : طيب ألبسي بسرعة قبل لا يبدأ دوامك وتعالي شارع فورسي اللي وراكم .. لا تتأخرين
ضي شهقت بصدمَة : أنت هنا
عبدالرحمن ضحك ليُردف : ماشفتي الرقم ؟
ضي أبعدت الهاتف عن إذنها لترى الرقم الباريسي يُزخرف شاشتها : ثواني وبكون عندِك
عبدالرحمن : أنتظرك .. وأغلقه
ضي ركضت للحمام لتستحِم في ظرفْ 7 دقائِق بالتمام ، أرتدتْ دُون وعِي وهي تُسابق الوقت وكأنه سيطِير عنها ، تعثرت في أغراضها بخطواتِها السريعة ، نشفت شعرها ولم " تُمشطه " رفعته بأكمله على هيئة ذيل حصان ، أرتدَت حذائها و اكتشفت أنها لم تلبس الجوارِب بعد.
نزعتُه مرةً أُخرى لترتدِيه ، نظرت لنفسها و تأفأفت وهي تنظُر لمعطفها المقلُوب , عدلته واخذت حقيبتها وخرجتْ وهي تعبر كل خطوتين بخطوة.
سَارت و تشعُر برغبة في الضحك المتواصِل ، هذه الفرحَة لا تُقدَّر بثمن عندما تشعرُ بشخصٍ واحِد يُغنيك عن الجميع ،
عبرت الطرِيق لتصِل للمُراد ، بحثت في عيناها عنه
من خلفها يمدُّ باقة الورد الباريسية البيضاء
أخذتها ضي وهي تُعانقه : أشتقت لك ,
لم يتعوَّد أن يقُول أيّ لفظٍ جميل لأنثى بعد وفاة أم عبير و رتيل
لذلك يصمُت دائِمًا أمام ضي.
أبتعد عنها : قولي لي وش أخبارك ؟
ضي تمسح بعضُ الدموع التي ألتصقت بخدِها : ماهي بخير دامك تسفهني ولا حتى رديت عليّ بحرف وطول الوقت أحسب أنك زعلان عليّ

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -