بداية

رواية غربة الايام -14

رواية غربة الايام - غرام

رواية غربة الايام -14

ليلى كانت فوق تطالع خواتها اللي كانن بعدهن راقدات وتفكر تقعدهن ولا لاء. أمل كانت راقدة غلط وريولها في بطن سارة وليلى عدلتها مرتين في الليل ويوم ترد تنتبه تشوفها ردت لحالتها الاولية. وسارة يحليلها من يوم رقدت المغرب ما انتبهت للحين من التعب اللي فيها. محد أذاها غير خالد اللي كانت ريوله تعوره لأنه مشى وهو حافي ع الحصى ورغم انه ليلى همزت له ريوله بس كان بعده يصيح ويمسح بإيده عليهن ومن كثر ما انكسر خاطر ليلى عليه راحت وصخنت له ماي وسوت له كمادات حارة ويلست تمسح على ريوله لحد ما ارتاح ورقد..
ابتسمت ليلى وهي تطالعهم. وفكرت بكلام ياسمين أمس يوم تقول لها تزوجي ولا تضيعين عمرج . ليلى كانت مقتنعة انه هالخمسة هم مستقبلها وعمرها. مستحيل ترضى بأي شي ثاني. تبا تكون لهم الأم والأخت والصديقة. تبا تشهد كل مرحلة في حياتهم . كل حدث مهم أو غير مهم يمر عليهم. تبا تكون موجودة في أي لحظة يحتاجون لها فيها. يوم يحتاجون حد يفرح وياهم . حد يصيحون على جتفه. تبا تكون هي أول وحدة يلجأون لها ..
كيف تضيع هذا كله عشان ريال أكيد ما بيتقبلهم وبيفرق بينها وبينهم. ؟؟
في هاللحظة رفست أمل سارة بريولها وهي مب حاسة وشهقت ليلى وهي تشوف سارة تقعد وتتحسس بطنها بألم. ويوم شافت ليلى قامت من مكانها ويت وحطت راسها على ريولها وابتسمت ليلى وشلتها ويلستها في حظنها..
ليلى: نشيتي؟
سارة (بكسل): هى..
ليلى: راسج بعده يعورج..؟
سارة (اللي توها تذكرت الالم اللي في راسها): هى يعورني..
ليلى: حبيبتي انتي. باجر بتسيرين الروضة ويا لولة..
سارة: ماباها تسير وياي..
ليلى: هههههه . حرام ليش؟
سارة: بس خليها اتم في البيت اروحها..
أمل (اللي نشت وسمعتهم): بسير غصبن عنج..
التفتت لها سارة بحدة وقالت: ما بتسيرين..
أمل: بسير ودواج يوم انكسر راسج..
ونشت أمل بسرعة وركضت برى الغرفة كانت تتحرى انه سارة بتركض وراها بس سارة كانت تعبانة وافتشلت أمل وردت توايج في الغرفة ويوم شافت سارة يالسة مكانها ردت ويلست ع الشبرية بهدوء وتمت تتلفت حواليها..
ليلى: لولة...؟
أمل: هااااااااااااا
ليلى: مب حرام جي تقولين حق سارونا؟؟ يحليلها بروحها راسها يعورها..
مدت أمل شفايفها وما قالت شي. ونزلت ليلى سارة من حظنها ويلستها على الشبرية وراحت تشوف خالد وتقعده من الرقاد. ويوم طلعت عنهن انسدحت سارة على الشبرية واقتربت منها أمل وضغطت على راسها من جدام. واطالعتها سارة بصمت..
أمل: يعورج يوم أهوس هني؟
سارة: لاء..
أمل: وين يعورج عيل؟؟
يلست سارة وحطت ايدها على مكان الالم. وحطت أمل إيدها عليه بخوف وبسرعة نزلتها . وراحت وشلت شي من تحت المخدة وحطته في إيد سارة ويوم اطالعته سارة ابتسمت. كانت حصاه صغيرة من الحصى الذهبي اللي شافوه أمس وتسبب في هالأزمة كلها..
يوم شافت أمل سارة تبتسم ضحكت وسألت أختها العودة: انتي ترمسيني؟؟
سارة: هى ارمسج..
أمل: باجر بسير وياج الروضة؟
ابتسمت سارة: هى تعالي اخاف اسير روحي..
اطمنت أمل على مستقبلها وراحت الحمام تغسل ويهها وتتريى اختها تطلع لها ثيابها من الشنطة. وتبعتها سارة للحمام ويلسن يسولفن سوالف يمكن اذا سمعها حد كبير يعتبرها سوالف سخيفة بس بالنسبة لهن هن الثنتين كانت سوالف مهمة وايد..
دشت ليلى غرفتها اللي رقدت فيها أمس هي وخالد وشافته راقد مثل الملاك. من بينهم كلهم ما تنكر ليلى انه خالد أكثر واحد تحبه وأكثر واحد متمكن من كيانها ومشاعرها. هالطفل بالذات هو اللي تحبه ليلى . هالملاك اللي كانوا بيخسرونه في الحادث ويا باجي حبايبهم. كل ما تشوفه ليلى تحمد ربها على رحمته وتشكره من كل قلبها على فضله يوم انه ترك لهم خالد. وما حرق قلب ليلى أكثر وأكثر..
مسحت ليلى على ريوله الصغيرة بحب وتذكرته أمس يوم يصيح ويترجاها بعيونه الكبار اللي كلهن دموع ويقول لها : لولي (ريولي)
باسته ليلى على ريوله وما انتبه لها خالد. وقررت تخليه راقد. ما يهون عليها تقعده. وقامت عشان تشوف خواتها الصغار. وأول ما بطلت باب غرفتهن وسمعتهن محتشرات في الحمام كانت مقتنعة تماما بقرارها. مستحيل تتخلى عنهم عشان ريال. بتم طول عمرها وياهم . ويا أغلى الناس على قلبها..
في آخر غرفة في الممر. رن تيلفون محمد فترة بس من التعب ما انتبه له. وتأفف مايد وهو يترياه يرد عليه ويقول في خاطره: متى برد البيت وبرد غرفتي ارقد فيها بروحي بدل هالمذلة والحشرة..
رد التيلفون يرن مرة ثانية ويلس مايد في فراشه وهو يزاعج على محمد: إييييييييه. رد على تيلفونك حشرتنا!!!
بطل محمد عيونه الوساع بكسل ومد إيده عشان يشل الموبايل من فوق الكمودينو. وابتسم يوم شاف الرقم ورد عليه: ألو؟
وفاء (بعصبية): ليش ما ترد؟
محمد: سوري كنت راقد ما انتبهت..
وفاء: الظاهر انه ليوا نستك وفاء. أمس ما دقيت لي قبل لا ترقد..
محمد: والله اتصلت بس تيلفونكم مغلق..
وفاء: لا ما كان مغلق..
محمد: والله انه كان مغلق..
ارتبكت وفاء وكأنها تذكرت شي وغيرت الموضوع على طول: المهم حبيبي. أنا تولهت عليك موت أبا اشوفك اليوم..
محمد: خلاص انتوا حددوا الوقت والمكان وأنا بييكم..
وفاء: ويا دريولكم؟
محمد: هى
وفاء: متى بتاخذ لك سيارة ان شالله؟
محمد: جريب ان شالله عمي قال بياخذ لي..
وفاء: عمك شكله ماخذنك على قد عقلك. رد ذكره بهالموضوع الظاهر انه نسى..
محمد (بظيج): ان شالله برد ارمسه بالموضوع اليوم..
وفاء: زين ياللا قوم بسك رقاد..
محمد: قمت خلاص..
وفاء: دق لي أول ما توصل العين..
محمد: ان شالله..
وفاء: ياللا مع السلامة..
محمد: ف امان الله..
بند محمد التيلفون وشاف مايد يطالعه بعين وحدة والعين الثانية مغمظنها..
محمد: بسم الله ليش جي تطالع؟
مايد: ما اروم ابطل عيوني اثنيناتهن. فيه رقاد وانته ما خليتني ارقد ويا تيلفونك الحشرة..
محمد: محد كلف عليك. انخمد..
مايد: منو ترمس؟
محمد: انته شلك؟
مايد: والله لأخبر..
محمد: تخبر على شو؟
مايد: عليك انته . طلعت تغازل ما عليه يا حمود..
محمد: شو تخرف انته؟؟
ابتسم مايد وانجلب الصوب الثاني. زين يوم انه لقى شي يبتز فيه محمد في وقت الحاجة. ومحمد ما اهتم وقام يتسبح عشان يلحق يروح يصلي ويا عمه عبدالله. وحاول يفسر شعوره تجاه وفاء. بالرغم من انه ما جرب الحب في حياته بس بعد ما يقدر يسمي اللي بينه وبينها حب. محمد كان وحيد في الفترة الاخيرة. خصوصا انه ربعه اثنيناتهم دشوا كلية الطيران وهو من الفشلة انه ما انقبل ابتعد عنهم تماما وما قام يرد على تيلفوناتهم. كانت في داخله جبال من الهموم والمشاعر اللي يضطر يكتمها وما عنده حد يطلعها جدامه ويشكي له. ما عنده حد يشيل عنه الحمل الكبير اللي على جتوفه. ووفاء دشت حياته في فترة كان فيها محمد في قمة الوحدة والحزن..
تذكر محمد أول مرة قرر انه يتصل بوفاء. كان ماخذ السيارة منن ورى اخته ليلى ورايح يتمشى في شارع خليفة عقب ما خلص شغله في المكتب. كان يوم الاربعا وهو في الشارع مر بسيارته صوب الكنتاكي وكانوا ربعه توهم رادين من الكلية وهم بعدهم باللبس واقفين حذال الكنتاكي ويضحكون ويا شلة شباب ثانيين. ما يدري محمد ليش حس بالوحدة يوم شافهم. حس بإحساس بشع. احساس الحزن الممزوج بالغيرة. كان بكل وضوح يحسدهم. يتمنى يكون مكانهم. يكون واحد منهم. حس انه ولا شي. انه مب ريال. ما قدر يحقق الشي الوحيد اللي كان يحلم به. حس انه مخنوق. ودور له أقرب مكان وقف فيه سيارته واتصل بها. ومن يومها ووفاء الوحيدة اللي يشكي لها. الوحيدة اللي يطلع لها محمد الجانب الأضعف في شخصيته . الجانب اللي مول ما يحب يطلعه في البيت وجدام اهله..
بس في الفترة الاخيرة تغيرت وفاء تغير جذري. صارت تنشغل عنه وايد. من بعد ما كانت ترمسه بالساعات في اليوم صارت مكالماتهم ما تتجاوز الدقايق. ومن بعد ما كان يشوفها كل يوم تقريبا صار يشوفها في الاسبوع مرة. واحيانا ما يشوفها. أسلوبها وياه صار جاف واستوت غامظة وايد من عقب ما عرف عنها شغلات وايدة.. انه عمرها 24 سنة وانها تشتغل مدرسة رياضيات . وانها للحين مب معرسة. في البداية كانت ترمسه بحنان وتقول له انها تحبه وانه حياتها وغناة روحها. ومحمد رغم انه ما كان يبادلها الشعور بس كان يعزها وايد. وساعات يلقى نفسه يفكر فيها وهو بين اهله..ويستغرب من عمره. ما يقدر يحدد مكانتها في حياته بالضبط. بس يعرف انه هالمكانة دوم تكبر. وما يعرف وين بتوصل في النهاية..
------------
في هالوقت كانت ياسمين توها ناشة من الرقاد. وبعدها ما بطلت عينها. حاولت تبطل عيونها بس من التعب حست كانه حد ملصق جفونها بsuper glue . مول مب راضيات يتبطلن. وتحسست الموبايل بإيدها وبطلتهن غصب. واتصلت على ربيعتها نهلة اللي كانت بعدها راقدة..
نهلة (بتعب): ألووووو
ياسمين: خس الله هالحس..
نهلة: عوذ بالله ليش جي انتي؟
ياسمين: نهلوه انا مقهورة تعالي بيتنا..
نهلة: ماروم اليوم اليمعة ولا نسيتي؟
ياسمين: انا حتى اسمي عادي انساه. والله انيه مهمومة..
يلست نهلة في فراشها وقالت وهي عاقدة حياتها: من شو حبيبتي؟
ياسمين: عبدالله..
نهلة: أوهووووو. ياهالعبدالله اللي ما بنخلص منه..
ياسمين: نهلوه تخيلي ما دق لي..
نهلة: نعم؟؟؟ شو تقولين انتي؟؟ الظاهر انج مسوية مصيبة..
ياسمين: تدرين قبل لا نسير ليوا سويت له شريط مقاطع. والله خمس ساعات يالسة اسوي له اياه. وفي نص المقاطع كنت حاطة له همسات بصوتي. ااااخ يالقهر . وفي نهاية الشريط حطيت همسة واخرها رقم موبايلي. ولا فكر يتصل..
نهلة: دواج. مسودة الويه. ترومين تعطينه رقمج..؟؟؟ ياسمين شو استوى بج انتي عمرج ما كنتي جيه..
ياسمين: ما ادري والله ما ادري . يوم يتعلق الامر في عبدالله انسى كل شي..
نهلة: والله صدمتيني. مب انتي ياسمين اللي اعرفها. معقولة ريال يخليج ترخصين بعمرج وتنحطين لهالمستوى؟؟
دمعت عيون ياسمين. وسكتت فترة طويلة. مب عارفة كيف ترد عليها ..
نهلة: ياسمين؟؟
ياسمين: اللي يقهر اني لأول مرة اتجرأ وانزل كرامتي القاع عشان واحد. و في الاخير هو اللي ما يباني. ليتني ما طرشت له الشريط ولا حتى سويت له سالفة من البداية..
نهلة: الحمدلله يوم بديتي تفكرين جذه..
ياسمين: نهلة. تعالي عندي. تعالي تغدي عندي . والله مالي نفس اتغدى وياهم..
نهلة: امايه ما بتخليني . دقي لها وخبريها انج تبيني هي ما تحب تفشلج..
ياسمين: خلاص غناتي. بدق لها وبخبرها. ياللا قومي البسي..
نهلة: ياللا..
بندت ياسمين عنها واتصلت في ام نهلة واستأذنت منها عشان تتغدى نهلة عندها ويوم وافقت حست ياسمين بالراحة وبندت عنها . ونزلت تحت بس ما لقت حد. كل حد كان راقد. ولا كأنه اليوم الجمعة. ويتها سيتا الخدامة وسألتها: مدام you want to eat something?
ابتسمت ياسمين بسخرية. المفروض امها اللي تسألها هالسؤال. مب الخدامة. بس كل شي في هالبيت غير عن بيوت خلق الله..
ياسمين: no
راحت سيتا تشوف شغلها ويلست ياسمين بروحها وفي عيونها نظرة حزن. تحاول تتخيل يوم الجمعة في بيت عبدالله. أكيد ربشة وكلهم الحين يتجهزون عشان يتغدون ويا بعض يوم بيردون الرياييل من صلاة الجمعة. أكيد ريحة البيت بخور. وعبدالله مزاجه top
حست ياسمين بخدودها تحترق وهي تفكر بعبدالله .امس كان تصرفها اللي تصرفته وياه طبيعي بالنسبة لها . بس اليوم كل ما تذكرت الموقف كانت تحتقر نفسها وتحس بخجل فظيع. حتى انها صارت تكره تفكر فيه من كثر ما كانت منحرجة أكيد عبدالله الحين يقول شو هالياهل؟ أكيد يحتقرها وما بيفكر يطالعها مرة ثانية..
نزلت دموع ياسمين من القهر وانسدحت على القنفة وضغطت على بطنها بكل قوتها عشان تخفف من حركة الفراشات اللي كانت تطير في داخله كل ما تفكر بعبدالله..
لازم تشيله من بالها خلاص خطتها فشلت. ليش تعذب عمرها وتفكر بسراب؟؟ عبدالله كان شعاع الامل اللي اخترق حياتها المملة. كان أملها في انها تطلع من هالبيت وتعيش حياة المغامرة والاثارة. بس كل هذا راح وحلمها الوردي انتهى. انهته لحظة طيش منها خلتها تفكر انه كل الرياييل واحد وانها بجمالها تقدر تملك الكون..
ما حست ياسمين بالوقت يمر وهي منسدحة في مكانها ويتها نهلة وهي بعدها في الصالة على حالتها . نهلة كانت تشفق على ربيعتها اللي تعرف كل ظروفها وكل صغيرة وكبيرة في حياتها. تعرف انه ياسمين تتصرف بعفوية وانه غيرها يفسر تصرفاتها هاذي بشكل خاطئ. ويوم شافتها بروحها في الصالة راحت لها ويلست جدامها وابتسمت لها ياسمين بحزن يوم شافتها وباستها نهلة على خدها وخوزت شعرها عن ويهها. وقالت: تعالي بنسير غرفتج..
ياسمين: غرفتي عفسة..
نهلة: بنرتبها . وبنتصل بالكافتيريا وبنطلب غدا. شو رايج؟؟
ياسمين : تمام..
وقفت نهلة وسحبت ياسمين وطلعن اثنيناتهن فوق وهن يسولفن عن كل شي وأي شي إلا عبدالله واللي صار وياه أمس..
--------
قب ما تغدوا ولموا اغراضهمم كلها . روحوا عيال المرحوم أحمد بن خليفة وعمهم عبدالله ويدوتهم وبشاكيرهم العين. هالمرة كانت ليلى وسارة وأمل في سيارة عبدالله ويا تاميني. وأم أحمد ومايد ومحمد ويا الدريول ونجمة في السيارة الثانية. وأول ما وصلوا العين طلعت ليلى السوق ويا عمها ويدوتها واشترت لهم اللي ناقصنهم من أغراض المدرسة و عقب ما وداها عبدالله السوق روح بيته وياها وويا أم أحمد عشان أم أحمد كانت بتييب باجي اغراضها اللي خلتها هناك. ومحمد راح صوب مغافة عشان يشوف وفاء وهالمرة راح لها بروحه من دون الدريول. وما تم في البيت الا مايد وخالد وسارة وأمل والبشاكير..
وعقب ما ردوا من برى. خذ لهم عبدالله عشا وسار المقهى يشوف سهيل اللي كان يترياه عشان يرمسه في موضوع الدمج..
أول ما دش عبدالله المقهى فتش بعيونه على مبارك بس ما لقاه . لا هو ولا ربعه اللي دوم يقعدون وياه. بس شاف سهيل يالس على طاولتهم المعتادة وراح له وسلم عليه ويلس وياه..
عبدالله: ما وصلتك أي اخبار يديده..؟
سهيل: لا والله ما عرفت شي. حتى مبارك ما شفته هني ويوم دقيت على موبايله ما رد عليه..
عبدالله: تتوقع يأثر عليه هالموضوع؟؟
سهيل: مبارك غلط يوم وافق انه يستلم بس 20 % من مبلغ المشروع في بدايته. المفروض كان يستلم نص البيزات قبل لا يبدون في البناء والنص الثاني يوم يخلصون..
عبدالله انصدم يوم درى انه مبارك تنازل لعبدالكريم وخذ منه بس 20% . معقولة مبارك يكون ساذج لهالدرجة؟؟
سهيل: تدري يا عبدالله؟ مبارك سوى هالشي عشان لا يخسر عبدالكريم كزبون. كان يبا يكسبه وكان خايف انه عبدالكريم بحكم انه ربيعك يتعامل وياك انته. عشان جذي رضى ب20% بس كبداية..
عبدالله: يحليله. والله اني افكر فيه من الصبح . ابا اساعده بس اعرف مبارك ما بيرضى..
سهيل تشجع يوم سمع رمسة عبدالله وقال بدون تردد: عبدالله انته بالنسبة لي أخ عزيز. وانا برمسك بكل صراحة..
عبدالله: تكلم يا سهيل..
سهيل: ليش ما تمدج شركتك ويا شركة مبارك؟؟
عبدالله: شو؟؟؟ انته يا سهيل اللي تقول هالرمسة؟؟ تبا توهقني ويا مبارك؟؟
سهيل: وليش تتوهق وياه؟؟ مبارك ريال ما عليه كلام ..
عبدالله: ما قلنا شي بس بعد مبارك الحين مديون . وديونه يمكن توصل للملايين. اذا دمجنا الشركتين بضطر اني انا اسدد عنه مبالغ كبيرة بحكم شراكتنا..
سهيل: وعندك شك في انه مبارك بيرد لك هالمبالغ؟؟
عبدالله: ما عندي شك بس صعبة وايد يا سهيل. ما اقدر اوافق على هالشي . اسمح لي..
سهيل: اوقف ويا مبارك في محنته هاذي يا عبدالله وصدقني ما راح تندم..
عبدالله: اتمنى اساعده بس ما بإيدي شي..
سهيل: انته بإيدك كل الحلول. أول شي عبدالكريم بيحصلونه أكيد لأنه وبكل بساطة غبي . ما يعرف يتصرف وما بيعرف يتم متخفي على طول. وحتى لو ما حصلوه بيبيعون بيته وكل اللي عنده هني وبيسددون بالبيزات ديونه. يعني مبارك بيسترد حقه أكيد. بس انته لازم تستغل فرصة ضعفه الحين واهتزاز ثقته بنفسه وتعرض عليه الدمج..
عبدالله عيبته الفكرة بس في باله تكونت فكرة ثانية عيبته أكثر: وليش ما اشتري عنه الشركة كلها؟؟
سهيل: وتدمر مستقبله؟؟ ما اعتقد تقدر تسوي هالشي. مبارك بيفيدك. صح انه متهور ومندفع وما عنده خبرة بس ما تقدر تنكر انه شاطر ويجذب العملا بسرعة. مبارك يقدر يدير عنك انت الشركة وعقب كم سنة بتحتاج لشخص يعلم عيال اخوك كيف يديرون ممتلكاتك ومنو احسن من مبارك عشان يسوي هالشي؟؟
سكت عبدالله وتم يطالع عيون سهيل بتركيز. وسأله بعد تفكير: ليش مبارك؟
سهيل: شو؟
عبدالله: ليش مبارك بالذات هو اللي تهتم له هالكثر؟
ابتسم سهيل: ظروفكم متشابهة. محد بيفهمك مثل مبارك ومحد بيفهمه هو غيرك انته..
عبدالله: خلني أفكر. أنا مبدئيا موافق. هذا اذا وافق مبارك على اقتراحك..
اتسعت ابتسامة سهيل . كان مستانس انه قدر يقنع عبدالله وقال له بفرح كان واضح في صوته: انا بقنع مبارك. وان شالله اقدر اخليه يوافق..
مبارك كان يالس في المكتب ويا أخوه العود ظاعن. ومطلعين كل الفواتير وأوراق الحسابات ومبطلين اللاب توب وللحين طلعت ديون مبارك فوق ال 7 ملايين درهم..
تأفف مبارك وحط إيده على ويهه بتعب..
مبارك: والحين؟؟؟ شو بسوي؟؟
ظاعن: بيع بناياتك اللي في بوظبي..
مبارك: بنايتين كل وحدة أجدم عن الثانية. من سنتين أقول بسوي فيهن صيانة وأنسى. اذا بعتهن ما بييبن لي أكثر عن مليون وخمسمية ألف..
ظاعن: والبنك ما بيرضى يسلفك فوق الخمسمية ألف ..
مبارك: ما عندي الا اني استعيل منصور بن فاهم وأخليه يدفع لي بيزات قاعة الافراح اللي سلمناه اياها الشهر اللي طاف..
ظاعن: كم باجي عليه..ما دفعه؟
مبارك: مب وايد . 200 ألف بس..
ظاعن: انته كيف جي محافظ على أعصابك ابا اعرف.؟؟
ابتسم مبارك بحزن وحط إيده على جتف أخوه. وقال: تعودت وانا اخوك. انا خسرت اللي اهم من هذا كله. خسرت نجلا وخسرت عيالي. تباني اتحسر على بيزات؟؟ أنا بس مابا حد يرمس ويقول اني غلطت. هذا كل اللي احاتيه. مابا حد يشمت فيه..
ابتسم ظاعن لأخوه وحسده على قوته. لو كان مكانه اكيد بينهار . وما بيعرف يفكر بأي شي: محد يروم يشمت فيك. كلهم يدرون انك مب مقصر في شغلك..
مبارك: لا يا ظاعن. منو قال لك انه محد بيشمت؟؟ وايدين اللي يتصيدون هالفرصة عشان يشترون الشركة مني. ووايدين اللي يتريوني اتعثر واطيح عشان يرفسوني بريولهم..
ظاعن: ووايدين بعد اللي ودهم يتلقفونك ويتمون وياك عشان توقف على ريولك مرة ثانية..
مبارك: قصدك عبدالله؟
ظاعن: هى..
تنهد مبارك وقال وهو يفكر بعبدالله: الله يستر منه هو بالذات..
الساعة 10 فليل مر عبدالله بيت أخوه المرحوم قبل لا يرد بيته عشان يرقد . وما لقى حد قاعد الا ليلى اللي كانت في الصالة تطالع التلفزيون وخالد في حظنها. وقع ديسولف وياها شوي..
ليلى استغلت الفرصة عشان تكلمه في موضوع ياسمين. كانت تفكر بهالموضوع طول اليوم. واذا كانت ياسمين مناسبة لعمها ولا لاء. وعقب تفكير قررت انه هالشي مب هي اللي تقرره. عمها بس اللي يقدر يقرره. وعقب ما شل عبدالله خالد عنها ويلس يلاعبه وحست ليلى انه مزاجه حلو..
ليلى: عمي..؟
عبدالله: ها غناتي..
ليلى: عمي أبا أرمسك في موضوع بس ما أباك تنفعل ولا اباك ترد عليه من دون تفكير. كل اللي اطلبه منك انك تسمعني للأخير..
ابتسم لها عبدالله : ارمسي يا ليلى وانا ما راح اقاطعج..
ليلى: عمي انته في عيوني أنا اعظم ريال في هالدنيا كلها. من أيام ما كان أبويه المرحوم عايش وانا دوم أقول له محد ينافسك في قلبي إلا عمي عبدالله ..
ابتسم عبدالله بسعادة. كان يعرف مكانته في قلب ليلى وتمنى يعرف شو اللي تبا توصل له ..
ليلى: أبويه كان دوم يقول لنا عبدالله بيعرس. أصبروا عليه وبتشوفون..
تغيرت ملامح عبدالله وكان بيبطل حلجه بس تذكر انه ليلى كلبت منه يسمعها للأخير وسكت..
ليلى (بحزن): حتى في آخر يوم في حياته......... كان واثق انك ما بتخيب ظنه. كان واثق انك بتعرس..
عبدالله: ليلى..
ليلى: عمي خلني اكمل كلامي. عمي نحن محتاجينك. يمكن نكون أنانيين في هالشي بس انا واخواني نعتبرك ابونا ..ونعرف انك تعتبرنا عيالك. صح عمي؟؟
عبدالله: أكيد غناتي..
ليلى (والدموع تتيمع في عيونها): عمي لا تحرمنا من حقنا في انا نفرح. حياتنا صارت كلها حزن في حزن. انا ما عندي شي أعيش له الا اخواني . حياتي تحددت ملامحها خلاص. بتم طول عمري عايشة على ذكرى حميد. بتم طول عمري خطيبته وبس. هذا حقه علي..
عبدالله (بعصبية): ليش هالتفكير؟ منو اللي دخل هالافكار في راسج؟؟
ليلى (بحزم): انته. هاذي أفكارك. انا بكون شراتك عمي. بكبر بروحي. بكابر احساسي بالوحدة والغربة وانا اشوف غيري يبني مستقبله ويربي عياله. بدفن مشاعر الغيرة اللي فيني مثل ما انته دفنتها . بعتبر اخواني عيالي مثل ما انته تعتبر عيال اخوك عيالك. ليش اكون مختلفة عنك..
ما يدري عبدالله ليش جرحه كلامها. بس حس بجرح فظيع في داخله . وحس بحزن كبير . وهو يتخيل المستقبل المظلم اللي رمسته ليلى لنفسها.. وابتسم بسخرية وهو يتذكر انه الصورة اللي رسمتها ليلى هي صورة عن حياته هو ..
اقتربت ليلى منه ويلست تحت جدامه وهي تترجاه بعيونها: عمي . انا واخواني ويدوتي . كلنا نترجاك. تخلص من عنادك شوي. ووافق انا نروح نخطب لك ياسمين..
حس عبدالله كأن حد صفعه على ويهه. : ليش ياسمين بالذات؟؟
ليلى: ما بتلاقي أحسن عنها عمي. ياسمين شاريتك. عمي أرجوك..
حس عبدالله بظيج كبير وعطاها خالد ووقف. ما كان يعرف كيف يرد عليها وطلع من عندها من دون ما يرد عليها . أما ليلى فتمت واقفة في مكانها تطالع الباب اللي تسكر وراه. تتمنى انها ما تكون جرحته. تتمنى تكون أقنعته. على الاقل بفكرة الزواج..
* * *
صباح يوم السبت كان غير بالنسةب لسارة. غير عن أي صباح مر عليها. اليوم أول يوم لها في الروضة. أول يوم تلبس فيه اللبس الازرق الحلو. أول يوم تحط فيه الشرايط البيضة في شعرها. اليوم بتدش مجتمع غريب تماما عليها . مجتمع مب متعودة عليه. ومن الساعة 6 كانت سارة ناشة ويالسة في الصالة تحت تتريا اختها ليلى تنزل من فوق. بس يدوتها طلعت قبل ليلى وضحكت يوم شافت سارة يالسة تتريى بترقب ..
أم أحمد: سارونا؟
التفتت سارة عليها وهي تبتسم : ها
أم أحمد: شو ميلسنج هني بروحج. تعالي بنسير المطبخ نسوي الريوق..
قامت سارة وسارت ويا يدوتها صوب المطبخ . لأنه أم أحمد تعودت خلاص تسوي الريوق بروحها وما تعتمد ع البشاكير. ووقفت تسوي الجاهي والسندويتشات وهي لابسة دلاغ صوف في ريولها عشان أرضية المطبخ الباردة. وسارة يالسة على الكاونتر تطالعها. وعقب دقايق يتهم ليلى وسلمت على يدوتها وشلت سارة عشان تلبسها وكانت أمل متعلقة في جلابية ليلى عشان تتأكد انها بتسير وياهم الروضة..
لبست ليلى سارونا لبس الروضة ورفعت لها شعرها كله فوق وحطت لها ربطة شعر كلها ورود بيض لأنها ما تروم تشد شعرها بسبب الجرح اللي في راسها. كانت سارونا حلوة وايد باللبس وعندها شنطة صغيرة حق الاكل لونها ازرق فاتح نفس لون لبس الروضة..
أمل طلعت حق عمرها شورت جينزل وبودي وردي. بس يوم يت بتلبس الجينز ما رضى السحاب يوصل لفوق لأنه وزنها زاد شوي. وحاولت ليلى وياه بس ما شي فايده ..
ليلى: طلعي لج لبس ثاني..
أمل (وفي عيونها نظرة رعب): أنا ابا هذا..
ليلى: ما ايوز عليج . مب منج من هالبيبسي اللي تغرينه كل يوم..
أمل: ما يخصني أنا أبا هذا!!!
ويلست أمل ترافس وما رضت تغير ثيابها لين هددتها ليلى انها اذا ما غيرت ثيابها ما بتسير وياهم الروضة واضطرت في النهاية انها تلبس بنطلون ثاني بس ما رضت تغير البودي..
وعقب ما تأكدت ليلى انهن لبسن ودتهن تحت وراحت للمصيبة العودة مايد وهي تقول في خاطرها: الله يكون في عوني. الحين هذا شو بيقعده من الرقاد؟
بس تفاجأت يوم دشت غرفته وشافته متلبس وواقف جدام المنظرة يتسفر..
ليلى: الله الله..!! شو هالكشخة. ؟
مايد (وهو يبتسم): بس أول يوم والا عقب ما بتفيج..
ليلى: انزين تعال تحت تريق . انا بظهر وياكم اليوم عشان اوصل سارة الروضة..
مايد: أوكى. دقايق وبنزل..
في هالوقت كانت صالحة يالسة في الصالة تسحي شعر مزنة بنت بنتها فواغي. فواغي ريلها مسافر يدرس في الخارج وهي يالسة عند امها في فترة غيابه. ومع انه اليوم اول يوم دوام لبنتها في الروضة ، بس فضلت انها تكمل رقادها وتخلي مهمة تجهيز البنية ولبسها على امها . اللي كانت منقهرة من حركات مزنة وعنادها..
حاولت صالحة تربط شعر مزنة بالشباصة بس مزنة كانت متمللة ومالت بجسمها على جدام وهي تتأفف . فضربتها صالحة بالمشط بقوة على راسها
صالحة: وقفي اقول لج. خليني اخلص..
مزنة: آآآآآآآي.. يدوه !!!!
صالحة: دواج..
مزنة: انزين لا ترصين الشباصة على شعري والله يعورني ..
صالحة: احسن جذه عيل تبينه يتبطل وتردين لي البيت مبهدلة...؟؟؟
وشدته بقوة وثبتته حقها بالشباصة وبدت تعقصه..
مزنة: أي أي. ما اروم اصكر عيوني يدوه وايد شديتيه!!!
صالحة: تراج وايد تهذربين حسبي الله عليج من بنية كلتي فوادي..
مزنة: لا تعقصينه اباه مبطل. أفففففف.. سيري ماباج انتي تسوين لي شي..
صالحة: والله لو تموتين ما اخليه مبطل..
مزنة: امااااااااااايه .. امايه تعالي!!
صالحة: أمج منخمدة انا اللي بوديج الروضة. امج هالبطرانة ما سجلتج في الروضة الجريبة من بيتنا. بتركضني اخر الدنيا . مالت عليكن ما خذت منكن إلا التعب وعوار الراس..
سكتت مزنة واستسلمت ليدوتها اللي لبستها واجبرتها تتريق وودتها الروضة بسرعة عشان تلحق ترد وتروح العزبة..
* * *
مايد اللي كان بيبدا دراسته في الصف السادس الابتدائي اليوم كان خايف انه الاولاد يردون يرمسونه في سالفة موت امه وابوه. خايف من نظراتهم ومن رمستهم. ما يبا حد يرد يضغط ع الجرح اللي في قلبه. وأول ما بطل باب الصف بطله وهو متوتر. بس من شافوه ربعه ضحكوا بصوت عالي وسووا له حشرة. وابتسم مايد وهو يحس براحة شوي وراح ويلس حذال مترف أعز ربعه . وكل واحد يخبرهم شو سوى في الاجازة ويخرط عليهم شوي واللي يقول انه سار المكان الفلاني وسافر وهو طول الاجازة يحاوط في الحارة ..
مترف: بس ميود انته الصراحة من عقب الضرابة اللي استوت هذاك اليوم غطيت ومحد قام يشوفك..
هزاع: لا يكون محمد حبسك في البيت..
مايد: يخسي الا هو. بس انا انشغلت ..
مترف: اسمع!!. بشو انشغلت .؟
مايد: رحت ليوا..
مترف: طول الاجازة في ليوا..
مايد (بدون تفكير): هى. طول الاجازة في ليوا..
مترف: يحيك والله انا طول الاجازة مجابل التلفزيون..
مايد: قوموا قوموا نطلع. بنشوف ربعنا في الصفوف الثانية..
طلع مايد ويا مترف وهزاع وساروا يسلمون على ربعهم سالم وأحمد في الصف اللي حذالهم . هم الخمسة كانوا أشهر شلة في المدرسة. واللي دوم يبدون بالمشاكل ويختارونهم حق المسابقات على مستوى المنطقة لأنهم رغم مشاغباتهم عليهم مخ وشطار. وعقب ما سلموا على بعض وتواعدوا يشردون من الحصة الثانية ويقعدون في الملعب يسولفون رد كل واحد صفه عشان يشوفون منو اللي بيدرسهم هالسنة..
نهاية الجزء الثامن

الجزء التاسع

الساعة ثمان الصبح كانت ليلى واقفة في ساحة الروضة ويا خواتها أمل وسارة اللي كانن هاديات على غير العادة. كل شي بالنسبة لهن كان مبهر ويديد. حشرة اليهال. الديكورات والألوان المشرقة. الأبلات اللي كانن يتمشن بين اليهال. أمل كانت منبهرة وسارة بتموت من الخوف. وليلى تتلفت حواليها وتفتش بعيونها على أي أبلة عشان تسألها عن الصف اللي سجلوا فيه سارة اختها..
بس بدل لا تشوف الأبلة جدامها، شهقت ليلى من الصدمة وهي تشوف خالوتها صالحة تتمشى وتسحب وراها مزنة ..
استغربت ليلى من وجود خالوتها هني. شو اللي يايبنها من زاخر لهالروضة بالذات؟ شو هالنحاسة؟؟

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -