بداية

رواية غربة الايام -13

رواية غربة الايام - غرام

رواية غربة الايام -13

وفاء: اسفة لأني احرجتك. المفروض ما كنت اطلب منك هالطلب. بس قلت بما انك صاحب المحل بتساعدني. وصدقني انا مب حرامية وكنت بدفع كل اللي عليه الشهر الياي. بس ياللا . الله مب كاتب اني البسه في هالمناسبة مع انها عزيزة عليه وايد..
سكت محمد ويت عينه في عينها . ووقفت وفاء وقالت: في امان الله..
وراحت. بس قبل لا توصل للباب ما حس محمد بعمره الا وهو يناديها..
محمد: لحظة اختي...
التفتت وفاء وراها بأمل وارتبك محمد . ما كان يعرف ليش ناداها اصلا . وراح ووقف حذالها..
محمد: خلاص اختي تقدرين تاخذين العقد الحين وتدفعين الشهر الياي. بس لازم تخلين لنا شي هني يظمن انج بتردين..
ابتسمت وفاء بفرح وقالت: والله؟
محمد: هى..
وفاء: يعني اعطيك ليسني؟؟
محمد:لا لا . مابا الليسن يمكن تحتاجينه. ما عندج أي شي ثاني..؟؟
ابتسمت وفاء وطلعت ورقة من شنطتها وكتبت عليها شي بسرعة وعطته اياها
وفاء: هاذا رقم موبايلي. اذا تأخرت ولو يوم واحد عن الدفع تقدر تتصل بي وتطالبني بالبيزات..
تمت وفاء مادة ايدها بالرقم ومحمد مستغرب منها وما خذ الورقة. فحطتها وفاء على الكاونتر حذاله وابتسمت له وراحت للمدير تكلمه. ووقف محمد يطالعها والمدير يطلع لها العقد ويعطيها اياه وشاف المدير يطالعه باستغراب وأشر له محمد انه عادي يعطيها العقد ويكتب لها فاتورة..
وقبل لا يطلع محمد من المحل. التفتت للرقم . وما يعرف ليش شله وخشه في مخباه. مع انه وفاء مول ما كانت جاذبتنه. رغم هذا خذ رقمها وهو اللي عمره ما سواها. وروح المكتب وتم يفكر في حركتها اليوم بطوله..
تنهد محمد وهو يشيل ذكريات وفاء من باله . وبطل باب الميلس ودش على عمه وعلي بن يمعة وسلم عليهم وابتسم يوم شاف أمل راقدة حذال عمها..
محمد: هاذي هني؟
عبدالله: هى امولة عندي من قبل الساعة وحدة ومتغدية ويانا بعد..
محمد: هههههه كلهم يدورونها . وهي هني..
اطالعها عبدالله بحنان وابتسم وسكت محمد ما بغى يخبر عليها الحين. يوم بيروحون ظيوف عمه يصير خير..
* * *
مايد اللي محد شافه ع الغدا. ظهر فجأة الساعة ثلاث الظهر وويهه أحمر من الشمس وايده وثيابه كلها رمل. وأول ما شافته ليلى داش الصالة شهقت وافتشلت جدام ياسمين وأمها واطالعته بنظرة حادة. بس اللي استغربت منه انه رد يطلع في نفس اللحظة اللي دش فيها وعقب ما طلع بشوي قالت لهم ياسمين انها تبا تتمشى . وقامت ليلى وياها. وطلعن برى..
ليلى (وهي تمسح على خصلة من شعر ياسمين اللي كان ظاهر من الشيلة): وايد حلو اللون اللي صابغة فيه شعرج. كستنائي صح؟
ياسمين: المفروض يطلع أشقر بس انا كنت صابغة شعري من قبل وطلع لي هاللون الارف في النهاية..
ليلى: بالعكس لا أرف ولا شي والله انه يجنن..
ياسمين: وانتي ليش ما تصبغين شعرج؟
ليلى: ما ادري عمري ما جربت..
ياسمين: شو رايج اصبغ لج اياه؟؟
ابتسمت ليلى : متى ؟
ياسمين: ممممم تعالي عندي دبي ولا انا بزورج هني وبصبغ لج شعرج بلون احمر ناري. حلو بيظهر عليج..
استانست ليلى من خاطرها . ياسمين من الحين تعتبرها ربيعتها وتفكر انه بتكون بينهم زيارات. ومن الفرحة ابتسمت ابتسامة عريضة وهي تقول: خلاص موافقة. تعالي زوريني في أي وقت..
ياسمين: عطيني رقمج..
نقلتها ليلى رقم بيتهم وخزنته ياسمين في موبايلها وهي تسأل ليلى: ليش ما تعطيني رقم موبايلج؟
ليلى: ما عندي موبايل..
ياسمين (بأرف): معقولة؟؟
ليلى: هى مب محتايتنه..
ياسمين: بس انتي كنتي مخطوبة..
ليلى (وهي تحس بنغزة في قلبها وبإحراج ماله تفسير): ما كنت أرمسه في التيلفون..
ياسمين: وتقولين انج كنتي تحبينه ؟؟؟ وما ترمسينه؟؟ ما اصدق..
ليلى: كنت ارمسه جدام اهليه يوم ايي يزورنا في البيت. بس عمري ما فكرت ادق له وارمسه في التيلفون..
ياسمين: انتي غريبة..
اطالعتها ليلى وحاولت تبتسم بس ابتسامتها ما كانت من الخاطر. واستغربت انه ياسمين ما ردت ترمسها في موضوع عمها عبدالله وقررت تسألها: شو بتسوين الحين بخصوص عمي؟
اطالعتها ياسمين ببرود وقالت: بترياج ترمسينه وترمسين يدوتج في الموضوع وبرضى بأي قرار يتخذه..
ليلى: يحليلج يا ياسمين. والله انج تستاهلينه واتمنى يوافق. بصراحة حبيتج واتمنى تكونين جريبة مني..
ابتسمت ياسمين وسكتت . وأول ما وصلوا للحديقة طلع لهم مايد وقال لليلى: سارونا تصيح تباج..
ليلى: ميود سير ايلس عندها شوي . أنا مشغولة..
ياسمين: لا. حرام. سيري لها. يمكن اليرح يعورها..
ليلى ما كانت مطمنة وحست انه هالاثنين يخططون لشي. وقالت : انزين. بشوفها وبرد لكم على طول..
وعقب ما راحت ليلى. اقتربت ياسمين من مايد وقالت: ياللا؟
غمز لها مايد وقال: ياللا..
* * *
الساعة ثنتين الظهر كان مبارك حاط راسه على مكتبه وراقد من التعب. وسكرتيرته دقت عليه الباب ويوم محد رد عليها بطلته بهدوء وانصدمت يوم شافته حاط راسه على الدرج وابتسمت بعطف وعرفت انه راقد. وطلعت بهدوء وروحت عقب ما بندت الليتات في مكتبها ومبارك ولا حس فيها. بس عقب دقايق رن تيلفونه وبطل مبارك عيونه بتعب وظيج وحس كأنه سكين انغرزت في راسه من الالم ..
ورد على التيلفون من دون ما يشوف منو المتصل..
مبارك: الوووو
سهيل: السلام عليكم..
مبارك: وعليكم السلام والرحمة . اوووووه سهيل نسيتك والله..
سهيل: ههههه وانا هني اترياك من نص ساعة..
مبارك : الله يهديك جان دقيت لي قبل لا تروح..
سهيل: ما توقعتك تنسى . ما احيدك شيبة..
مبارك: يالله جان انا مب شيبة..
سهيل: ها؟ متى بتوصل. ؟
مبارك: مسافة الطريج وبكون عندك..
سهيل: خلاص..
بند مبارك عنه وعدل غترته وخلى اوراقه وشغله كله في المكتب وقفل عليه وطلع . من أمس وهو متحرقص يبا يعرف شو سالفة سهيل . وفي شو يبا يرمسه..
ويوم وصل الانتركونتننتال ، راح بسرعة للمطعم وشاف سهيل يالس عند الباب الزجاجي. وسار وسلم عليه..
سهيل: شكلك كنت مشغول وانا عطلتك ..
مبارك: لا والله توني مبند المكتب وياينك..
سهيل: خلاص عيل خلنا نتغدى تراني بموت من اليوع..
سار مبارك ويا سهيل وحطوا لهم من البوفيه ومبارك يحترق ومقهور من برود سهيل ورسميته الزايدة اللي تخليه يتغدى قبل لا يرمسه في الموضوع. وفعلا طول فترة الغدا وسهيل يرمس في مواضيع عادية وتافهة . وما حس مبارك بعمره الا وهو يسأله: شو الموضوع المهم اللي كنت تبا ترمسني عنه؟؟
ابتسم سهيل ابتسامة بطيئة وقال: كل شي في وقته حلو. خلنا نتغدى وخلني اعرف اخبارك..
مبارك: اخباري كلها تعرفها والغدا خلص تقريبا وتبا الصراحة انا على اعصابي من امس وابا اعرف شو الموضوع..
سهيل: ليش عاد..؟؟ صح انه الموضوع مهم. بس مب مسألة حياة أو موت..
مبارك: سهيل. انته ناوي تييب لي الجلطة؟؟؟
سهيل: هههههه مب زين الفضول بزيادة يا مبارك..
مبارك: مب فضول بس انته اسلوبك امس ونبرة صوتك كانت تقول انه الشي اللي بترمسني فيه مب هين..
سهيل: يا مبارك قبل لا ارمسك في هالموضوع اباك تتقبله بصدر رحب وتفكر فيه عدل . لا تعطيني جواب متسرع ممكن تندم عليه بعدين..
مبارك: ان شالله ..
سهيل: مبارك انته لازم تدمج شركتك بشركة عبدالله بن خليفة..
اطالعه مبارك باندهاش وتحولت نظرته عقب دقيقة لنظرة احتقار وأرف. وقال وهو يبتسم: سهيل انته تخبلت؟
سهيل: انا قلت لك لا تتسرع. خلني اكمل رمستي..
مبارك (باستخفاف): كمل كمل..
سهيل: مبارك قبل لا تستخف بكلامي فكر بمستقبلك وبمصلحتك. عبدالله بيفيدك وايد. خبرته في هالمجال محد يقدر ينكرها. ومعارفه وايدين. وفكرة الدمج هاذي انا افكر فيها من سنة تقريبا..
مبارك: عمري ما احتجت لعبدالله ولا بحتاج له في يوم..
سهيل: ان شالله ما راح تحتاج لأي شخص يا مبارك بس اتمنى تسمعني للأخير..
تنهد مبارك واطالع سهيل بتعب: ألحين انا . من أمس مب راقد. وطالع من الدوام بدل لا اسير احط راسي وارقد . ياي ومجابلنك هني. واخرتها يطلع هذا موضوعك المهم؟؟
سهيل (وهو يطالعه بنظرة حادة): الشرهة علي انا اللي ابا اساعدك..
مبارك: يوم بتشوفني يالس في الشارع اشحت من خلق الله. تعال ساعدني. بس الحين الحمدلله انا مب محتاج للمساعدة وخصوصا منك انته وعبدالله..
سهيل: مبارك انته على وشك الافلاس تعرف هالشي؟؟؟
مبارك: شو؟؟؟ شو هالخبال؟؟ انته شو يالس تخرف؟؟
سهيل: خبرني كم دفعت وكم خسرت شركتك في مشروع المجمع التجاري اللي اونك لهفته عن عبدالله.؟؟؟
مبارك: رجاءا لا تتدخل في شغلي..
سهيل: صاحب المجمع طلع من البلاد.. وكل حد يدور عليه. خبرني منو اللي بيعوض خسايرك؟؟
مبارك: شو هاللعبة اليديده اللي تلعبها علي انته وعبدالله؟؟
سهيل: عبدالله ما يعرف اني رمستك وانا بعدني ما رمسته في هالموضوع بس متأكد انه بيرحب بالفكرة..
وقف مبارك وقال: سهيل. توقعتك اكبر عن جذي. طلعت والله شرات الباجين. للأسف..
سهيل (اللي كان واقف ومجابل مبارك): الحق نفسك يا مبارك ووافق على عرضي وانا مستعد ارمس عبدالله في هالموضوع من اليوم . لا تهدم مستقبلك بإيدك انته خسرت الملايين في هالمجمع..
مبارك: واذا فرضنا انه كلامك صدق. شو بتستفيد انته وعبدالله؟؟
سهيل: عبدالله مب صغير. وكل بيزاته بتروح لعيال اخوه في الاخير وعيال اخوه يهال. وانا ادري انه بيحتاج لشخص كبير يدير شركته من عقبه وفي نفس الوقت يظمن انه ما ياكل حقوق عيال اخوه..
مبارك: وهالشخص انا اكيد..
سهيل: هى..
مبارك: عندك شي ثاني تقوله؟
سهيل: مبارك ..
مبارك: مع السلامة..
طلع مبارك من بوكه اربعمية درهم وفرهن على الطاولة وطلع بسرعة وتم سهيل واقف يطالعه بنظرة إشفاق. ماشي بيدمر هالانسان الا عناده وكبريائه اللي ماله داعي. بس والله خسارة انه واحد بطموحه وحماسه يطيح بسبب لحظة سها فيها وما حسب حساب باجر..
* * *
اقترب مايد من باب الميلس وهو يضحك . ورفسه بريوله بقوة وركض بأقصى سرعته واختفى عن الانظار..
عبدالله استغرب من الظربة القوية على الباب وقال لمحمد: اطلع شوف منو برى؟
بطل محمد باب الميلس ووقف وتلفت حواليه بس ما شاف حد. وقال لعمه: محد برى..
عبدالله : منو هيل اللي دق الباب قبل شوي؟
محمد: ما ادري والله. يمكن قطوة؟
عبدالله: يمكن..
مايد يوم شاف محمد دخل وصك الباب وراه . طلع من المكان اللي انخش فيه ومشى صوب الميلس . بس ليلى شافته من بعيد ونادت عليه وتأفف وهو يشوفها يايه صوبه وقال في خاطره " الحين ليلوه بتخرب كل شي" ..
ليلى كانت شالة خالد في ايدها ويوم شافت مايد سألته: وين ياسمين؟
مايد (بارتباك): شدراني!!!
ليلى: يوم ودرتكم انته كنت واقف وياها..
مايد: انزين. تبيني اتم واقف وياها للأبد؟؟
ليلى: وانته شو تسوي هني؟
مايد: بدش الميلس عند عمي ..
شهقت ليلى وهي تطالعه برعب: بتدش عندهم وانته بهالمنظر؟؟
مايد: شو فيني؟
ليلى: طاع شكلك والله اللي يشوفك يقول ولد الزراع..
ابتسم لها مايد من دون نفس وسارت عنه ليلى وهي تضحك ولقت ياسمين يالسة في الحديقة اللي حذال الميلس . كانت مبطلة شعرها وعاطية ليلى ظهرها ويالسة بهدوء كأنها سرحانة وتفكر بعمق. وابتسمت لها ليلى وقالت: بشو تفكرين؟
ياسمين شهقت بقوة والتفتت بسرعة صوب ليلى. ومن الارتباك ما عرفت شو تقول..
ليلى: هههههه سوري غناتي زيغتج؟؟
ياسمين: هاا؟؟ لا لا . بس كنت سرحانة..
يلست ليلى على الكرسي الابيض اللي كان موجود هناك ووقفت ياسمين مجابلتنها وخالد كان يطالع ياسمين ويضحك ويسوي لها حركات وياسمين كل شوي تتلفت حواليها بارتباك..
مايد يوم سارت عنه ليلى رد اقترب من باب الميلس ورفسه بقوة وركض ورد ينخش في المكان اللي انخش فيه المرة الاولى..
طلع عبدالله يشوف منو اللي كل شوي يدق الباب ويشرد . بس ما شاف حد. وقال في خاطره: ما عليه يا ميود ان ما زخيتك اليوم ما اكون عبدالله. ومشى صوب الزرع. وحس انه في حد موجود صوب الكراسي البيض بس الاشجار كانت مغطية عليه وما يشوف بوضوح..
وبين أشجار المانجا. وقف عبدالله وحس انه قلبه وقف وياه.. حاول يشيل عيونه عن المنظر اللي جدامه بس ما قدر. كأنه عيونه مب عيونه هو. مب قادر يسيطر عليهن . ولا قادر يحركهن في أي اتجاه ثاني..
ياسمين كانت جدامه. مبطلة شعرها الطويل الكستنائي والهوى يحركه بكل نعومة على ويهها الطفولي الجميل. وحذالها يالسة ليلى وفي ايدها خالد وتسولف لياسمين اللي كانت تطالعها وتبتسم. ليلى كانت عاطتنه ظهرها . وياسمين تقريبا ما تشوفه. بس هي تعرف انه وراها وتعرف انه يطالعها وتأكدت انه ابتسامتها اختفت من ويهها يوم التفتت له بحركه (تمنت انها تبين عفويه) ومثلت انها مصدومة وهي تشوفه واقف وعيونه في عيونها..
ليلى ما كانت حاسة بأي شي وتلاعب خالد بكل براءة وعبدالله. مع انه شايف عيون ياسمين من قبل. بس هالمرة بهرته. كانت متجحلة بالجحال الاخضر اللي تعرف كيف تأثيره على عيونها. وكيف يخلي لونها أقرب للون البرتقالي. وبحركة بطيئة. شلت شيلتها اللي كانت على كرسي الحديقة وغطت بها شعرها ونزلت عيونها تحت اونها مستحية منه. وفي هاللحظة انتبه عبدالله لعمره ولوجود ليلى وخالد ورد الميلس. وهو عقله مب عنده. مب قادر يشيل هالمخلوقة من خياله. ولا قادر يفهم السبب اللي يخلي قلبه يدق بهالعنف لوحدة ياهل . أصغر حتى من انها تكون بنته. ما يدري شو اللي استوى له او شو اللي حس به في هاللحظة. بس اخوه أحمد الله يرحمه طرى على باله وتذكر كيف كان يحسده على الحياة اللي عايشنها وعلى عياله وكيف انه دوم كان يتمنى في داخله يكون عنده ياهل. تذكر فاطمة في هاللحظة ونورة يت في باله وحس للحظة انه يخونها بمجرد تفكيره بياسمين. بس مهما حاول. صورتها وهي واقفة مثل الحورية بين الشير وتطالعه بعيونها الناعسة كانت مطبوعة في جفونه. كل ما حاول يتخلص منها كان يشوفها بوضوح اكثر..
وقف عبدالله عند باب الميلس وايده على مقبض الباب. وفكر ببيته في العين . ولأول مرة . حس انه حياته فارغة. بدون هدف وبدون طعم. وانه يبا ياسمين هناك . في بيته. تعطر المكان بوجودها فيه. وهو اللي عمره ما حس بهالاحساس من يوم نورة. يمكن حس بانجذاب كبير لفاطمة بس ياسمين. ما يعرف يوصف شو اللي جرفه لهالدوامة وياها بس اللي يعرفه انه توهق بشي كبير ما يعرف كيف بيطلع منه..
أما ياسمين . فوقفت مكانها تبتسم بانتصار ومن فرحتها يلست على ركبتها وباست خالد بقوة على خده. بس خالد استغل فرصة قربها منه وشبك أصابعه في شعرها وشده بكل قوته ودخله في حلجه. وخلى ياسمين تصرخ من الالم لين ما قدرت ليلى عقب مجهود كبير انها تحرر خصلات شعرها من بين مخالب اخوها الصغير..
* * *
عقب صلاة العصر. روحوا قوم ياسمين دبي وطلع مايد بسرعة غرفة عمه عبدالله وحط له الامانة اللي سلمته اياها ياسمين على شبريته. وطلع بسرعة ومن دون محد يشوفه..
في الصالة تحت ، كانت ليلى مرتبكة وتفكر كيف تبدا بموضوع ياسمين ويا يدوتها . وفي هاللحظة دشت أمل بهدوء وكانت توها قاعدة من الرقاد وطلعت من الميلس وردت الصالة وهي ميتة من الخوف. ويوم دشت وشافت يدوتها واختها في الصالة ، نزلت عيونها وراحت بسرعة فوق..
ليلى ابتسمت وخلت عمرها ما شافتها والتفتت ليدوتها اللي كانت ترمسها..
أم احمد: ويه زين روحوا ما بغيت افتك من هالعيوز..
ليلى (مصدومة): منو تقصدين يدوه؟
أم أحمد: مريم منو غيرها بعد. ذبحتني ما عندها رمسة غير البيزات والاسواق..
ليلى: هههه . يحليلها
أم أحمد: بس ياسمين ماشالله حلوة ..
ليلى: الا قمر مب بس حلوة ..
أم أحمد: والله لو انها بعمر محمد جان خطبتها له..
ليلى: ممممممم . اعتقد انه في واحد هني أكبر من محمد ولازم تفكرين تخطبين له..
أم أحمد: منو؟
ليلى: عمي عبدالله
أم أحمد: منو؟؟ لا انا هذا غسلت ايديه منه . ادري به ما بيعرس..
ليلى: يمكن يرضى بياسمين..
اطالعتها ام أحمد باندهاش وقالت: ياسمين وايد صغيرة عليه اهلها ما بيرضون ياخذها عبدالله..
ليلى: وانتي شو دراج؟؟
أم احمد: حتى لو رضوا عبدالله ما بيطيع..
ليلى: خلي عمي عليه انا بقنعه..
ابتسمت أم أحمد بحزن وقالت في خاطرها : ان شالله..
* * *
الساعة عشر المسا. دش عبدالله غرفته وفصخ كندورته وفرها على الكرسي. وتنهد بتعب. كان مرهق بشكل فظيع واللي متعبنه اكثر افكاره المتناقضة عن ياسمين. ومشاعره اللي ابتدت تخونه هاليومين. بس الارهاق اللي يحس به والصداع اللي ذبحه منعه من انه يفكر في هالموضوع اكثر من جذي وكان كل اللي يباه في هاللحظة هو انه يرقد . بس يوم سار صوب الشبرية شاف شريط كاسيت صوب المخدة وجلبه في ايده من دون اهتمام . وفي النهاية فره في الزبالة وبند الليت ورقد..
نهاية الجزء السابع

الجزء الثامن

" يوم الجمعة الصبح، انتشر الخبر في الجرايد بسرعة كبيرة. والكل عرف انه التاجر عبد الكريم محمد طلع من البلاد لوجهة غير معروفة. وترك وراه عشرات الدائنين اللي يتريون استرجاع حقوقهم منه عبر محاكم دبي. الجريدة كانت مسوية تحقيق كامل عن هالتاجر وممتلكاته وجميع أعماله ومشاريعه ولا زال البحث مستمرا عن الوجهة اللي رحل إليها. "
كانت الصدمة الناتجة عن هالخبر قوية جداً وخصوصا على مبارك اللي نش اليوم الصبح وهو يفكر بكلام سهيل اللي قاله امس ع الغدا. معقولة كلامه يكون صح؟ ومبارك آخر من يعلم. ؟؟ وكان مقرر يتصل بمحاميه عقب صلاة الجمعة وعقب ما يتغدى ويا أهله ويسأله عن هالموضوع وكان مقرر بعد اذا طلع الموضوع صج يروح بسرعة ويرفع قضية ضد عبد الكريم. بس يوم شل الجريدة اللي كانت في الصالة وشاف اللي مكتوب في أول صفحة وبالخط العريض حس انه يبل انهد فوق راسه..
ما عرف كيف يفكر وحس بالدم كله يتيمع في ويهه. كلام سهيل كان صح. عبدالكريم خلاص راح. باع كل أسهم المجمع التجاري لشركة أجنبية وخذ البيزات وسافر من دون ما يدفع ولا درهم للناس اللي تعامل وياهم..
والشركة الأجنبية أعلنت إنها غير مسئولة عن أي عمل قام به عبد الكريم قبل لا يغادر البلاد..
نزل مبارك الجريدة من ايده ويلس يفكر وملامحه تعكس الألم اللي يخترق قلبه مرة عقب الثانية. ليش جذي؟؟ وين ما يطقها عويه. ؟؟ العمال اللي هلكوا وهم يبنون المجمع عشان يسلمونه في موعده المحدد. من وين بيدفع لهم أجورهم؟؟ وشركة الصقر اللي زودته بكل معدات البناء . من وين بيدفع فواتيره لهم ؟؟ وشركة الخرسانة والمهندسين وغيرهم وغيرهم؟؟ شو بتسوي يا مبارك ..؟؟ من وين بتييب كل هذا؟؟ من وين؟؟
تم مبارك يالس في مكانه يفكر وأكثر من مرة كانت الدموع تتيمع في عيونه . ودش عليه ابوه الصالة وهو على حالته هاذي وسلم عليه ووقف مبارك وحبه على راسه . وأول ما يلس بوظاعن انتبه لملامح ويه مبارك وعرف انه في شي مستوي..
بوظاعن: مبارك؟؟ شو فيك ؟؟
اطالعه مبارك بيأس : أبويه انا انتهيت خلاص. فلست . انتهيت..
بوظاعن (باستغراب وخوف): هاه!!!. شو تقول انته . ارمس عدل..
تنهد مبارك وخبره السالفة كلها . من أول الغدا امس ويا سهيل للخبر اللي قراه في الجريدة اليوم ..
مبارك: هالحيوان التعن في ستين الف داهية وانا هني متوهق ابويه ما اعرف شو اسوي..
بوظاعن كانت اعصابه باردة مب شرات مبارك اللي كان يغلي في داخله: هدى اعصابك يا مبارك واسمعني عدل..
مبارك : اسمعك ابويه..
بوظاعن: أول شي تسويه . تروح وتقدم شكوى ضده وشرطة دبي ما بتقصر وبترد لك حقك. ياما استوت قبل وحقك ما بيضيع ان شالله..
مبارك: ان شالله ابويه انا اول ما قريت الخبر قلت بقدم شكوى..
بوظاعن: وبعدين انا ما بقصر وياك وبساعدك. حتى لو اضطريت اني ابيع العزبة والمزرعة..
اطالع مبارك أبوه بنظرة حزن وحنان. وقال له: لا يا بوظاعن. مهما تردت الحالة ما توصل لأنك تبيع العزبة والمزرعة. انا مستحيل ارضى بهالشي..
بوظاعن: شو بسوي بهن . إذا ما بنفع بهن عيالي شو فايدتهن عيل.؟؟؟
مبارك: أبويه لا تناقشني في هالموضوع . الله بيفرجها ..
بوظاعن: وانته عندك بيزاتك في البنك تقدر تسد بهن ديونك لحد ما يلاقونه..
مبارك: أنا استثمرت ملايين في هالمشرروع. مهما كان المبلغ اللي عندي كبير مستحيل يغطي هالتكاليف..
بوظاعن: الله يعينك يا ولدي..
مبارك: مدري والله اذا الشكوى اللي بقدمها بعد بتنفعني ولا لاء. ولا عشرين واحد مشتكي عليه..يا ربي شو هالمصيبة اللي حلت على راسي؟؟
استأذن مبارك من أبوه وراح يقعد في غرفة المكتب. معقولة يخسر كل شي؟؟ عقب ما خسر مرته وعياله ما بجى له غير شغله يلهيه عن التفكير بهم والحسرة عليهم. والحين حتى شغله بيخسره. ما يعرف اذا الله يختبره أو انه يكفر بكل اللي يستوي له الحين ذنوبه في الماضي. بس في شي واحد مبارك متأكد منه. إنه بيحتاج حاليا لكل مساعدة يقدر يحصلها . وغصبن عنه فكر بعبدالله. يا ترى بيشمت فيه ولا بيشفق عليه؟؟ حس مبارك بالحزن وهو خلاص يحس انه هاذي هي بداية النهاية . كل شي في حياته بدى ينهدم. كل شي ابتدى ينهار..
في هالوقت عبدالله وأهله كانوا بعدهم في ليوا وكان عبدالله يالس في الصالة وأمه تحن على راسه ومن الصبح فاتحة له سيرة الزواج..
أم أحمد: شو اللي يمنعك؟؟ ما تم حد ما رمس عنك . وكل حد يزيد رمسة من عنده..
عبدالله: يعني طول هالسنين وهم يرمسون. شو اللي بيتغير الحينه؟
أم أحمد: ما بيتغير شي. بس بذمتك. ما تبا تشوف عمرك؟؟ ما تبا وحدة تظويك وتداريك؟؟ معقولة ما تفكر بهالشي؟؟
عبدالله: أفكر أمايه . منو قال اني ما افكر..؟ بس خلاص العمر راح وانا كبرت. خلاص يا أم أحمد لا ترمسيني في هالموضوع. لا أنا ابا اعرس ولا حد بيرضى يزوجني بنته عقب هالعمر كله..
أم أحمد (وعلى ويهها ابتسامة أمل): أنا لقيت اللي تباك وصدقني يا عبدالله انها شاريتك وما تبا أي حد غيرك..
عبدالله حس انه امه ترمس عن ياسمين وسكت وقرر ما يرد عليها. ياسمين صح عايبتنه بس مستحيل يتخلى عن مبادئه عشان أي حد. عبدالله ريال عاش عمره كله بروحه على ذكرى مرته اللي حبها من قلبه . ليش يغير عادته وحياته الحين؟؟
وفي هاللحظة دشت تاميني وفي إيدها الجريدة وخذها عنها عبدالله بلهفة وهو يبا أي شي يشغله عن رمسة أمه اللي كانت مصرة تقنعه برايها..
أم أحمد: البنية هاذي ياسمين بنت علي بن يمعة . بنية ما عليها قصور . جمال وأخلاق. ولو انه أمها مول ما تنحب بس انته بتاخذ البنية مب أمها. وأبوها ربيعك..
عبدالله كان ساكت ولاحظت أمه انه ويهه تغير . ما كانت تعرف السبب وانه توه يقرى خبر عبد الكريم في الجريدة وقالت بدون اهتمام: طول عمرك وانته تفكر بنفسك وبس. متى بتفكر فيني أنا وبتحاول ترضيني؟؟
اطالعها عبدالله بعصبية وقال: أمايه الله يخليج اسكتي عني هالسالفة مابا حد يفتحها وياي مرة ثانية. وان طريتوا لي سيرة العرس بسير وباخذ لي مغربية وبييب لكم اياها في البيت!!!
انصدمت أم أحمد من أسلوبه وقام عنها عبدالله وسار برى في الحديقة عشان يقرى على راحته الخبر اللي صدمه. معقولة عبد الكريم سواها؟؟ عبدالله يعرفه زين وعمره ما توقعها منه . !! وفجأة شهق عبدالله وهو يتذكر إنه مبارك متعاقد وياه في مشروع كبير وهو مشروع المجمع التجاري. وحس بقلبه يخفق بقوة . مسكين يا مبارك. ما ادري كيف بتواجه هالكارثة اللي حلت عليك . وطلع عبدالله موبايله من جيبه واتصل بسهيل عشان يخبره..
سهيل كان يالس يتريق ويا مرته سلامة وبناته الثنتين موزة اللي كانت هالسنة ثانوية عامة ولطيفة اللي توها داشة الاعدادي. ومع انه قرى الخبر في الجرايد وكان متظايج من أول ما نش من الرقاد بسبة الرمسة اللي دارت بينه وبين مبارك أمس بس عمره ما حاول اييب شغله وهمومه وياه البيت . ولا حاول انه يضيج بمرته وبناته عشان شغلات ما يخصهن بها..
لطيفة : أبويه. احم. ابويه..
ابتسم لها سهيل وهو يعرف انها تبا بيزات وسألها: ها لطوف؟؟ شعندج متلخبطة ومب عارفة ترمسين؟؟
لطيفة: أبويه انا هالمرة مابا بيزات..
سهيل: لا والله؟ غريبة..
اطالعت لطيفة اختها موزة اللي نزلت عيونها على طول وما بجى جدامها الا امها اللي تنهدت وقالت لسهيل: البنات يبن انترنت. يقولن انه ضروري لدراستهن..
اختفت الابتسامة عن ويه سهيل وقال: انا قلت رايي في هالموضوع من قبل. أي موضوع يحتاجنه بييب لهن عنه كتب بس الانترنت ما يدش بيتي..
لطيفة: ليش ابويه ربيعاتي كلهن عندهن انترنت..
سهيل: انتي غير عنهن. أنا ادش محاكم واشوف يوميا مصايب يشيب لها شعر الراس وكله بسبة الجات..
موزة: أبويه نوعدك انا ما بنحدر الجات. والله..
سلامة: يعني انته ما تعرف تربيتك يا سهيل؟
سهيل: بناتي والنعم فيهن ماشي مثلهن في هالدنيا كلها. بس والله انه اللي اسويه عشانكن انتن..
لطيفة: ابويه لا تجبرنا نسوي شي من وراك. انته بروحك تقول لنا انه كل ممنوع مرغوب..
ابتسم لها سهيل بحنان وقال لها: معقولة تسوينها من ورايه؟
استحت لطيفة وقالت: لاء. مستحيل أسوي هالشي بس بعد ما نبا نحس انه محرومين من شي خاطرنا فيه انته ما عودتنا على جذه..
سهيل: خليني افكر. وبرد عليكم باجر..
لطيفة: برد اسألك باجر في نفس هالوقت..
سهيل: هههههه يصير خير..
يوم خلص سهيل جملته اتصل به عبدالله ونش عنهن وسار يرمس في الصالة الثانية..
سهيل: صباح الخير عبدالله . والله كنت اتريى اتصالك..
عبدالله: يعني قريت الخبر..
سهيل: أنا من امس اعرف. ربيعي اللي في التحريات مخبرني..
عبدالله: وليش ما خبرتني.؟؟
سهيل: ما بغيت أخرب عليك وانته في ليوا..
عبدالله: ومبارك ما تعرف عنه شي؟
سهيل: رمسته أمس. وحذرته. ما صدقني..
عبدالله: ما تقصر يا سهيل . سويت اللي عليك. اذا عرفت أي شي يديد خبرني. والله ما هقيتها من عبدالكريم..
سهيل: عبدالكريم من يومه جبان وما يعرف يتصرف في الازمات. ويوم زادت ديونه جمع اللي عنده وباع الباجي وهج من البلاد. أنا كنت متوقع هالشي وعشان جذي ما خليتك تتعامل وياه..
عبدالله: يحليله مبارك..
سهيل: عبدالله متى بترد العين؟
عبدالله: عقب الغدا بنرد . اليهال باجر عندهم مدارس..
سهيل: خلاص نتلاقى عقب صلاة المغرب..
عبدالله: على خير ان شالله .
بند سهيل عنه ويلس بروحه يفكر بمبارك بحزن. اليوم بيرمس عبدالله في موضوع الدمج. لازم ينقذ مبارك من هالورطة. سهيل يحب مبارك وايد. يحب حماسه وغروره وكبريائه. يحب قناع القسوة اللي على ويهه والطيبة اللي رغم كل شي تشع من ويهه. يعتبره ولده اللي انحرم منه ويحس انه من واجبه يشوفه ويرعاه. هو بنفسه ما يعرف سبب هالاحساس. كل اللي يعرفه انه اذا يقدر يساعد مبارك مستحيل يقصر في هالشي..
رد عبدالله الصالة وابتسم يوم شاف امه يالسة بروحها وشكلها مهمومة . يحليلها وايد قسى عليها بس الله يهديها يوم تحن على الواحد ما تودره الا وهي مطلعة روحه..
اقترب منها عبدالله ويلس حذالها وهي يوم شافته لفت بويهها الصوب الثاني. وضحك عبدالله بصوت عالي..
أم أحمد: بعد تضحك؟؟
عبدالله: اشوفج تدلعين..
أم أحمد: أنا ما اتدلع . تراني صج زعلت. مب انا اللي تفتن عليه وترمسني جني أصغر وحدة من عيالك..
عبدالله: اسمحيلي يا أم احمد . انتي تعرفين مكانتج عندي بس بعد تعرفين انه هالسالفة تظيج بي وايد..
أم أحمد: خلاص ما بنرمسك مرة ثانية..
ابتسم لها عبدالله بحزن وقال: وين العيال؟؟ بعدهم رقود؟؟ الساعة الحين عشر..
أم أحمد: ليلى نشت وسارت تقعدهم. بينزلون عقب شوي..
ليلى كانت فوق تطالع خواتها اللي كانن بعدهن راقدات وتفكر تقعدهن ولا لاء. أمل كانت راقدة غلط وريولها في بطن سارة وليلى عدلتها مرتين في الليل ويوم ترد تنتبه تشوفها ردت لحالتها الاولية. وسارة يحليلها من يوم رقدت المغرب ما انتبهت للحين من التعب اللي فيها. محد أذاها غير خالد اللي كانت ريوله تعوره لأنه مشى وهو حافي ع الحصى ورغم انه ليلى همزت له ريوله بس كان بعده يصيح

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -