بداية

رواية عندما نستلذ الالم -18

رواية عندما نستلذ الالم - غرام

رواية عندما نستلذ الالم -18

كفكفت دموعها بظاهر كفّها
..- خلّيني .. بروح أصلي
تركها .. و لسان حاله يهدئه .. و يردد له
" ستلازمها طويلاً .. فلا حاجة لاستهلاك شوقك الآن "
بينما خرجت هي من الغرفة كٌلها وشهقاتها
تخرج قسراً من بين شفتيها
تكَره دموعها وضعفها ..
هل هكذا كانت تظَن أنها ستفعل ..؟
لم يتحرك داخلها حتى كرهها له .. حتى الأخير
بدآ كارهاً لذاته .. راقداً في سباته .. حتى إشعار آخر
سمعت صوته يتحدث بصوت مرتفع بالداخل
صوت يختلف عن ما خرج من أجلها
صوته أكثر خشونة .. أكثر ثباتاً .. و أكثر ثقة
تكره هي كُل ذلك الكم الذي يحتويه من الأخيرة هذه
و صلَت الخلاء .. و ألقت جلبابها بعيداً ..
دارت هناك طويلاً .. وصوته ما زال يتردد هناك
لا تريد أن تدخَل أبداً
ستحبس نفسها هُنا .. فلن تتحمل أن تنظَر لوجهه كرة أخرى ..
في الغرفة بعد أن أشعَل نورها
جلس هو على طرف السرير .. بعد أن أغلق الغرفة
و راح يدلك بإحدى يديه .. قدمه المصابة بكدمة مزرقَة
لا يتألم منها أبداً .. لأن عقله مشوش جداً
منظَرها وهي محاصرة بذراعه السليمة
أربكه كثيراً .. لكَنه استمتع بتلك الثواني .. عشَق استسلامها له .. و سيكرر ما حدث .. و يعتذر منها
و هو متأكد أنها سترضَخ له .. لا أحد لها سواه الان
سترضى من أجل ذلك .. ومن اجل السر الذي يحمله لها
لكَن صوت خالد المنفعل .. و مؤشر السرعة الذي يصرخ في سيارته .. و كم الإتصالات الهائلة القادمة من " ندى "
توتره أكثر .. فأكثر
أمسك الهاتف ببرود و أتصَل بها ..
و مع الرابعة جاءه أجابتها
..- هلا .. السلام عليكم ..
صوتها البارد يهمهم
..- خير ... ؟؟؟؟؟؟
عقد حاجبيه وهو يزفر لتهدئة أعصابه
..- ندى ردّي .. عليّ زي الأوآدم
ضغطت هي على شفتيها بقّوة تمنع صوتها أن يصرخ
أمام والدها الذي راح يتأملها بإهتمام
..- وش تبيني أقولك ها .. صدق ما تستحي على وجهك .. وش إلي موديك هناك عندها .. ما تقولي ..
أجابها بصوت غاضب
..- ندى .. قسم بالله .. إن ما تعدّل أسلوبك لا أوريك شيء ما شفتيه ..
أمسكت بأناملها رأسها وهي تنهض .. لتجيبه
لكَن والدها صرخ يسألها
..- من هذآ .. صقر مسود الوجه
اتسعت عينا صقر بغضب مفرط
..- نــدى يـالحيــ*** .. تتكلمين قدآم أبوي
غضَبه هذا .. ثأر لـها قليلاً .. فأجابت والدها
..- إيه يبا .. دقيقة شوي ..و بجي
و أبتعدت قليلاً وهي تقول
..- كيف حالها .. ؟
طرأ لعقله صورتها .. فبدد تذكرها قليل من غضبه.. لكَنه تابع بصوت صارم
..- مهوب شغلك إنتي .. و خالد ليش جاي هنا .. وش قايلتن له إنتي ؟
تذكَرت توترها عليه .. و حديثها مع خالد القسري
و بروده هذا يغرس في قلبها خناجره
..- قاسي .. إنت من يوم عرفتك قاسي .. آخ لي بالاسم لكّني بريئة من كُل صفاتك .. ما شفت كُل هالإتصالات إلي جاتك مني .. ما دورت و سألت عن هالبيت يلي مرتمين فيه أنا و أبوي الضعيف .. لكَن تدري إنت تدور علينا متى ما احتجت لنا وبس .. و أناني .. أناني لأبعد حد.. و اللحين رايح متسلط على هالضعيفة الثانية .. أتقي الله فيها وخليها بالحالها
أجابها بصوت خافت ..و همس كفحيح الأفعَى
..- زوجتي مالك دخل فيها يا ندى .. و أقسم لو حسيت إن أبوي ولا خالتي عرفوا بسالفة زواجي لا أوريك شغلك عَدل .. و خالد بصرفه هالمرة .. لكَن لو عرفت إنك تدقين عليه... و إنتي إلي كنتي تقولين ما أبيه.. بصفق وجهك .. تفهميــن و لا لا
لم تُجبه بل علا على ذلك صوت نشيجها
فصّر قبضَته ليقاوم مشاعره وهو يكرر بهدوء حازم
..- ما جاوبتيني ........ فهمتي إلي قلته
حّركت رأسها بالإيجاب وكأنه يراها وهي تقول
..- إيه .... سلام
وأغلقت الخط قبل أن ينطق بأي حرف
ألقت الهاتف بعيداً عنها ..... ثم انهارت تبكي بحُزن
خذلتها بتأكيــد من كُل الأطراف ... لا تملك أي قرار
في يدها ...
إرتفع رنين الهاتف
فنظَرت إليه من البعيد. .. من المؤكد أنه هو ..
كرر الإتصال لكي يزئر كالأسد الغاضب في إذنيها
لأنها أغلقت الهاتف في وجهه ..
لكَنها حين أقتربت ... تلقفت الهاتف سريعاً
وأجابت بلهفَة ..
...- السـلام عليكم
..- وعليكم السلام .. هلا يا ندى .. كيفك ..؟
انفرجت أساريرها وهي تقول بفرح
..- بخيـــــر .. و شلونك إنتي .. و شلون بنتك ؟
..- بخير نسّلم عليك .. وينك اللحيـن ؟
فكأنما لمست جُرحها ، فألمها
أجابتها بصوتها الباكي
..- ما قدرت يا ميسون ..... ما قدرت أروح لها
عقدت الأخرى حاجبيها بقلق
..- ليش ... صار شيء ؟
مسحت دمعة كبيرة إنزلقت على وجنتها المبللة
..- أبوي ...معصب من صقر .. و صقر حلف إنه ما يجيبني ..
تكفي هذه المعلومات الصغيرة لتفهم الأخرى مدى توتر الوضَع لديها .... لتقول هي مطمئنَة
...- زيـن .. خلاص ...كلها يومين .. و بروح لها ..
لتقاطعها الأخرى بخوف مُستمر
..- يـــوميـــن .. كثير .. ما يندرى صقر وش بيهبب فيها ؟
ابتسمت ميسون وهي تقول
...- لا تخافي .. ما بيقدر يسوي شيء .. وأنا بكلم بندر يروح يقعد له عنده ... بإذن الله بيوافق
زفرت ندى بما يقارب الإرتياح وهي تقول
..- الله يفرج لك همك .. مثل ما فرجتي لي همّي يا ميسون .. قسم بالله كنت برمي نفسي من الشباك .. لو ما قدرت أساعدها .. كنت أحس في قلبي نار عليها ...
إزدادت إبتسامة ميسون
..- ونعم فيــك .. أختك و صديقة يا ندى .. خليك كذا دايماً .. صبا محتاجك وبقوة ..
فأجابتها بصوت هامس ... من مُحب
..- وأنا بعد ............ مفتقدتها و بقـــــوة
لا حول ولا قوة إلا بالله >
تدور بين قدر وآخر .. كنحلة تماماً
في الأيام القليلة الماضيّة .. راحت تشغل نفسها بكُل شيء
لتبعد تفكيرها عنه .. و عن ما سيؤول إليه حالها
تحاول أن تعود لتتقبل الوضَع هنا ..
وبدأت بالفعَل تفعل ذلك .. خلال تلك المدة السابقة
لم يحادثها أحد .. حتى وعد
انتظرت اتصالها عن طريق سمية .. لكَن
عظَم الحادثَة الأخيرة .. استنزفتهم جميعهم
و الأبطال أكثر هُم ألماً دائماً .. ،
و في كُل مرة عليها أن تتقَلد أدوار البطولة هذه
ليتسرب التعب إلى قلبها .. فتسقط بتعب ..,
متخذة جانباً من الطريق
الساعة تشير إلى التاسعة صباحاً ..
استعجلت البدء بطبخ الغداء هذه المرة ..
وضعت أواني الفطور في المغسَلة بقوة
فأصدرت صوت مرتفع
نظَرت إليها الخادمة الممسكة بممسحة الأرض بإستغراب
إلتفتت نحوها دعاء
..- وش فيـك ..!؟
هزّت الأولى رأسها بخوف وعادة لـمسح الأرض بسرعة
فتركت دعاء الأواني من بين يديها فوراً
و اقتربت منها
تراجعت هي بخوف من ردة فعلها ..
فتناولت الممسحة منها بقوة . وبدأت في المسح بدلاً منها وهي تأمرها بصرامة
..- إنتي غسّلي النحـاس ..
تذكرت هاتفها .. المغلق منذ يوم الحادثة
و لم تتجرأ لـ تفتحه .. تركت الممسحة .. تسقط خلفها
وركضَت إلى الأعلى ..
دلفت للغرفة بهدوء .. فطَفليها نائمين
جلست على سريرها و فتحت هاتفها
راقبت الشاشة لثواني بعدها ألقتها أمامها بيأس
وكأنها كانت تنتظر شيئاً ما ..
و ما إن وصَلت لدى الباب حتى لمحت وميض الشاشة
وصوتها معلناً عن قدوم رسالة .. .... لها
عادت له سريعاً و تلقفت بلهفَة ..
6 مكالمات لم يرد عليها من ......... " وافي "
و 1 رسالة واردة
فتحت عيناها على إتساعها و هي تقرأ نص الرسالة
الذي قال
" تدرين إنك جبانة .. أدق وما تردين ، بس إذا إنتي حرمة و النعم فيك ، تعالي و أوقفي قدامي ... و الله لأطلع من عيونك إلي سويتيه بوافي ... و الله .....
..................................... حبيبته سحورة "
تركت هاتفها بجوارها و استلقت على السرير
حّركت لسانها على شفتيها لترطبها .. و رجفة خفيفة سرت في قلبها
تذكرت سحر ...
هل أصبحت الآن قريبة من وافي أكثر منها .. ؟
لكَن هيا من فرط فيه أولاً .. و تركه
هل أحبها ؛ لأنها تحبه .. أم أنه ما زال على العهد القديم
ما الذي تقصده الأخيرة ... هل ستنتقم منها ؟
لمَ .. ما الذي جعلها تقول ذلك .. ؟
رفعت هاتفها مجدداً ..
تود أن تحادث وعد ... تريد أن تسألها " عنه "
لكَن أي درجة من الحماقة ستبلغ إن فعَلت
بعد الموقف الأخير .. لا تملك سوى خياران ..
أحلاُهما مُر
فإما أن تستسلم له من أجل قلبها و أبنائها
أو أن تداوي قلبها المثخن بالجراح بالإبتعاد عنه
ويجب أن تلاقي حلاً سريعاً .. قبل أن تنفذ حتى هذه الخيارات .. وتبقى سجينة لحل قسري
لا مَفر منه
و أحياناً .. تتنبأ عقولنا بأمر ما .. قبل حدوثه
ربما بسنة , أو شهر ، يوم ، وربما ثواني
وهذا ما حدث فعلاً .. ثواني فقط
حين اضيئت شاشة هاتفها من جديد
برسالة جديدة من ....................." وافي"
لكَنها لمن تكَن رسالة نصية قصيرة ... بل رسالة وسائط
تحمَل مقطع فيديو قصير جداً ..
و ما يحويه .... جعلها تصَرخ
بذهول ................................. وصدمة
كاملين


*
الحمدلله >
همست بصوت متحشرج :
..- م مـآ تفرق معاي ..
زفر عمها " أبو تركي " وهو ينقل نظره في وجوه البقية
..- إيه هاذي البنت الشطورة .. بس يابو حسن خلنا نخلص من ذا الشغلة بسرعة .. بلا هالتطبيل إلي ماله داعي
هُنـآ خارت مشاعرها
يداها أنتفضَت بعنف
وصوتها خرج حاداً أكثر مما يجب
تحتاج لأغماض عينيها بقوة .. لكَي تتعارك الأخيرة مع دموعها
..- أستأذَنكُم
و تهادت بخطى واهنة .. لا تُدرك كيف أنتهى الحال بها
في الفناء الجانبي إلى المَنزل
حين سمعت صوت يصرخ خلفها بغضب
..- لــــيش سويـــتي كـــذآ ..يـآلـ***
الجرحُ
قمرٌ برتقاليٌّ
تشعلُهُ الجمرةُ
.ليتجلّى
إلتفتت نحوها وهي ترمقها بنظَرة حزينة بائسَة لتتكلمَ هي
..- إيه ..هذا إلي تعرفين له .. تورطين نفسك .. ثم تطالعينا بهالنظرة .. الغبيييييييية الضعيفة .. قولي لي اللحين وش بيفكك منه قووولي ..
لم تزَد على ما تقوله الأخرى بحرف
فقلبها الأن ليس ملكاً لها ... تماماً
لم يبقى لها سوى عقَل .... أو ربما بضعٌ منه
ستفكَر به طويلاً .. ستكتفي برجل واحد يعذبها
مؤبداً .. خيرٌ لها من اعينهم و أجسادهم .. هُم جميعاً
حّركت رأسها بتعب وهي تقول
..- عمّة الخيار مهوب فيدي .. وأظَنك سمعتي كلامنا كله .. ما يحتاج أعور قلبي .. بردهم .. إذا قلت لهم .. ما أبيه ..
إزدردت الأخرى ريقها بصعوبة واضَحة .. و قد إنتفخت أوداجها من فرط غضبها .. فأكملت بصوت عالي النبرة
...- زيـــن .. على الأقل أطلبي منهم تأخيره... لين أشوف تركي واتفاهم معه ..
كبصيص أمل اشتعل في عمق الظلمة داخل رأسها
لكَن الأخيرة حاولت قتلها كعادتها
..- هه .. لا يغرك التأخير .. أظن الأمر لازم لازم ....
عضّت على شفتيها وهي تمسك رأسها بقوة
و بيدها الأخرى تدفعها إلى الممر المفضي إلى الفناء الخلفي ..
...- إنــتي ما تشوفين نفسك متورطَة .. أجل ليييييش هالضعف ؟ خلينا نحس إننا ما ظلمناك ..
عقدت حاجبيها تُفكر في مصطلحها الأخير
لكَن صوت آخر حّرك شغاف قلبها نطق من زاوية ما خلفها
..- ريـم .. وشفيك تصارخيـن فهاليل ؟
إلتفتت نحوها بسرعة و عيناها ترمقها
توأمها ... و أختها ..... وحبيبة قلبها
هي هي .. كما كانت قديماً ... لم تتغير سوى نظَرة ما
إندست بين عينيها .. فلم تَعُد ترا وجودها أبداً
و كأنها مخفية .. او جزء من العدم
إبتسمت إبتسامة مررهقة للغاية
فعقلها مشتت لأوصال .. متنافرة
ف همست ببطء
..- عن إذنكم ...
ودلفت لـحجرتها ... حيث تؤوي لعالم
صنعته لنفسها ... و أحبته على سوء جوانبه .. لكَنه
أفضَل بكثير مما يقع خارجه
عاد لها صوت عمتها وهي تردد
" إنــتي ما تشوفين نفسك متورطَة .. أجل ليييييش هالضعف ؟ خلينا نحس إننا ما ظلمناك
خلينا نحس إننا ما ظلمناك
خلينا نحس إننا ما ظلمناك
ظلمناك.. "
هل ظلموها حقاً .. إذاً لماذا لا تُشعر بأي من هذا الشعور
لا تَرى في فعلتهم أي قٌرب من الظُلم أبداً
لن تكذب إن قالت إنها توقعت الأسوء دائماً
لكَن شيء من الراحة الغريبة تسلل لقلبها
حين وصلت لهذا الجزء ..
من المهم أن تكون راضيّة عن كُل ما يحدث حولها
وكما قيل لها منذ البداية ... هي تريد أن تبقى بعيدة
عن أعين الناس .. و الزفاف المزدوج .. أو ما شابه
مع ريم .. رٌبما يفي بالغرض
بإبتسامة باردة راحت تعلو طرف شفتيها وهي تهمس لنفسها
...- و ريمو الخاينة .. ما جابت لي سيرة .. يبي لي أبارك لها .. شكَلي أو من يعَلم ..
أزاحت فراشها وأستلقت على السرير
ثم أبقت قدميها متدليتان .. بنومة غير مريحة أبداً
لكَن صوت الباب وهو يفتح .. لتدخل آخر من تتوقع رأيته
في هذه اللحظَة ...
وهنا في عالمها الخاص .. ؛
*


النفوسَ آلوآفيهْ : رغمْ آلمصآعِب مآتميل
وآلسمآ
...................................... كِثر آلسحبْ مآيغطي نورهآ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جُزء اليوم ترددت كثيييير قبل ما أنزله .. لأنه مختلف جداً جداً جداً
وأبيكم من اللذة هاذي ورايح .. نعتبر كُل لذة خاصَة بشخَصية معينة .. نسَهب في أحداثها
حتى لنوصَل لنقطَة هي منحنى جديد في حياتها
لذا بتلاحظوا هالإسهاب اليوم
في جُزئية هديل
كونوا بخير


.
و قراءة ممتعة
واجة بـِ نفسك لاا توصي وصايا
ماكل مااا يعنيك |يشعر به الغير!
العذر ينفع عند
....................."بعض الخطايا"
وبعض الخطايا فوق كل المعاذير !
وبعض الخطايا فوق كل المعاذير !
وبعض الخطايا فوق كل المعاذير !

اللذة الثالثة والعشرين

جلست على طرف السرير و قدماها متدليتان
وبيدها تمسك المُصحف .. و تدور بين صفحاته
بلا هدف .. فقط تريد أن تهرب بعينيها عن مساحاته
تسمع صوت يتحدث بعصبية مع أحدهم بالخارج
غاب طويلاً .. وأنشغلت هي بالإبحار في عالمها الخاص
بعيداً عن عينيه من جديد
منذ أن رأته أخر مرة .. حاول أن يكون محايداً
و أن لا يتحدث كثيراً
لكَن كلماته رغُم صدق حركاته .. تكَذّبها كُل حواسها
نظَرت نحو الأرض وهي تتابع خطواته التي أقتربت منها
جلس إلى جوارها .. فحّولت نظرها للصفحة
كانت آيات من سورة النحل
وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}‏‏ ‏[‏النحل‏:‏41- 42‏]‏‏.‏
إزدردت ريقها وهي تكتم أنفاسها
فلا حق لها في إشتمام عطَره الذي ألتهم خلايا عقلها
لاحظ هو إنكماش أنفها السليل
فنطق بهدوء
..- إذا خلصَتي القراءة طالعيني
لصوته أثار دمار شامل على كُل زوايا قلبها
كُل ملامحها تمثّل برود .. وكأن لا شيء هُنا أبداً
لكَن هو أذكى منها بكثير .. فقد لاحظ ثبات عينيها
بدأ يشّل بصوته الغليظ
..- أسمعيني يا الحنون إنت قلبي والعيون
.............. أسمعي عذر إبتعادي وبعدها قولي أخون
ابتعادي واللي صار صدقيني باختصار
..................... هي ظروف وعاكستني مالي فيها أي قرار
استنفرت كُل حواسها وهي تزفر بإستغفارها
لا تعلم إن كان قد أجفل أمام ذلك لكَنها تدرك
أن ملامحه مازالت مُتيبسَة كما كانت منذ سنة و نيف
لكَن " الصقر " بدآ من طرف عينها وكأنه
مسرور بإغضابها
أغلقت هي المصَحف إحتراماً له مما يفعَل
ذلك " الحجر " القابع بجوارها
أمسك قبضَتها وراح يطّق مفاصَل أصابعها
و يحّرك يده بنعومَة .... ترسل قشعريرة على
كًل جسدها ..
ساقت مشاعرها أمامها .. نحو زنزانة الموت
و تركت جفنيها ينسدلان بهدوء ..
أشاحت بنظرها نحو الجهَة المقابلَة
لتبعد أكبر قدر من الطاقَة المندفعَة منها
قُربه لهذا الحد يؤذيها .. شعور كبير بالذل
يجتاحهــآ ..
ذُل لم تتذوق طعمه بين حنايا السجن .. أبداً
لم يكُن مُراً لهذه الدرجَة ..
لا تسمع أي شيء من اغاني الحُب الذي يدندنها
الذي يطلقها إتجاهها
و لا نبضاته المندفعَة داخل صدره ..
لا تصدق كُل ما يبرز في عينيه من حُب و شوق ..
بل يبدو لها كذئب مخادع .. يريد أن يسقط بها مرة اُخرى
لم يصدق يوماً .. لأهله ..
فكيف بها هيا إذن ؟
أما هو ...’
تحدّث كثيراً .. لكَن عيناها لم تكُن تنظر إليه
ملامحها باردة ساكنة .. على نحو عجيب ..
أمعَن في إبارز حُبه أكثر مما يجب
فحاول الاقتراب منها أكثر
لكَن كفّها الطويلة الباردة إسترخت على وجهه القريب منها
وهي تنطق بغضب متصاعد
..- لو سمحت ...
لم تنطِق بالمزيد .. لكَن هذه كفَته
حُبه ليس بحاجة لكي يبرر لها أكثر فهو رجٌل صحراوي قاسي ..
و من المعجزات أن يعترف بشعور رقيق .......كالحُب مثلاً
أستفّزه برودها أكثر .. و أستغربه
فأرآد أن يستلذ بإغضابها ...
...- وش فيه .. ! .. وخير يا طير .. زوجك ولا موب عاجبك
و بالفعَل .. كانت كلماته الأخير كأعواد الكبريت
حيث وجدت من قلبها بيئة مناسبة للإشتعال
فأحترقت غضباً
بل تأججت النيران في أعضائها كُلها
لتلكمه على صدره بقوة ..... أذهلته
..- أنقـلع .. روووح يا حيــ*** .. روووح يالي ما تخاف ربك ... والله والله إن قربت منّي ولا لمستني مرة ثانيــة ... والله لأصرخ وأجمع خلق الله ..
حاول الإقتراب منها و تهدئتها .. لكَنها ابتعدت أكثر وهي ترفع سبابتها أمام وجهه محذرة .. وبيدها الأخرى أمسكت بطرف ثوبها
...- روووح .. رووووح .. تراني حلفت ...
مازال هو مستمر في الأقتراب ..
اقترب منها أكثر ويداه مرفوعتين باستسلام أمام وجهها
وهو يقول بهمس رجولي هادئ
..- لاآ ... لاآ .. إنتي فاهمة غلط .. شوفي موب مسوي لك شيء .. ما معاي شيء أصلاً
كان الأذكى ....؛ لأنه الأهدأ
فاستقرت في الزاوية و ملامحها تنطق بمقدار فشلها الذريع .. أنزلق جسدها حتى أستوت جالسة
..- لا تجي ... لا تجييييييييييييييييي .. روووح يالكـ*** ... رووووح .. ياااااربي
أهتز شيء ما لا يدركه في داخله مع كلمتها الأخيرة
فأرخى يديه إلي جواره .. و أقترب منها
جثى بجوارها .. على بعد خطوة ليترك لها مجال
تأمل وجهها المحمر بشدَه ..
جسدها المتعرق بغزارة..
عقله لاحظ شيء ما غريب في المشهد أمامه
لم جسدها لا يهتز ...
وقبل أن يكمل تفكيره .. وجد نفسه ملقًى على ظهره
بينما تجثم هي جسدها كلها فوقه
تلكمَه بشدَه أوجعته .. أوجعته حقاً
حاول السيطرة عليها .. لكَن صراخها الهستيري
صمّ أذنيها عنه
..- يالـ *** .. التافه الحقير ..أنا .. .أنا وثقت فييييييييك .. أنااااااااااا .. أعتبرتك إنسان .. لكَن إنت حيـوآن بصورة إنساااان .. تدور على إلي تبيه .. بسسسسس .. مافكرت في غيرك .. يالـ***
تحسب مالي أهل .... تحسسسسسسسب مالي سند .. انا أنا عندي أبو ... عندي ... أبوووووي مات إيه ... بس
... بس ... الله فووووووق .. الله علييييك .. يالـو**
سائل ثخين أنزلق على إحدى وجنتيه
وألم شديد سَرى على طول جرحه الجديد .. في ظهره
قبضَ على ذراعيها بإحدى يديه
و لفّ ساقه حولها ليثبتها أكثر
كانت تبكي بشَدة .. تبدو مُرهقَة بعد كُل ذلك الكم من الضرب الذي أفرغته عليه
تأمل شعرها الذي أنتثر حول وجهها النحيل ..
يشعر بجسدها يشتعل حرارة .. و يتصبب عرقاً
زادت حركتها قليلاً تريد التمّلص من مسكته
فشّد ذراعه السليمة و ساقه حولها
..- أنثبري مكانك .. ما تشوفين وش سويتي ؟
لم يؤلمها منظَر يده المُجبرة أبداً
ولم تهتزطرفة عين
بقيت تقاوم تثبيته لها ...بشَدة
وهو على قوته ... كان ضعيف من الأساس
ألم ذراعه .. وشرخ خدّه يؤلمانه
لكَن قربها منه لهذا الحد ظهرها المُبتل الذي يلامس بطنه
يريق دماء قلبه في فُلك أبيض داخله
حّررها أخيراً ..
فأنطَلقت نحو " الخلاء " حيث المكان الوحيد
الذي يمكنها فيه أن توصَد الباب خلفها
زفر بقوة .. لكَن بلا يأس
تحّرك في المكان بجنون وكأنه أسد يستكشف منطقه خاص به و بلبوته ..
لكَن الفكرة أياً كان نوعها .. تولد من تلقاء نفسها
في حالة الغضَب .. أو ربما في منصف ثورة المشاعر
ألقى مالبسه سريعاً
وهو يهمس بكلمه واحدة فقط
...- " حبــــــــل "
عندما نُحب أحدهم بشَدة فيجب علينا أن نحتاط من تبعات ذلك الحُب .. لأنه إن وصَل إلى مرحلة الشغف
فأنه قد نقَتلهم لـ ننال إبتسامة مثلاً
وهو كشيء ما على غرار قول اليابنيين
"
عندما يتعلم أحدهم كيف يحب
عليه أن ينتبه من مخاطر الكراهية ..
"
والعشق


استغفر الله العظيم وأتوب إليه
>
من المهم أن تكون راضيّة عن كُل ما يحدث حولها
وكما قيل لها منذ البداية ... هي تريد أن تبقى بعيدة
عن أعين الناس .. و الزفاف المزدوج .. أو ما شابه
مع ريم .. رٌبما يفي بالغرض
بإبتسامة باردة راحت تعلو طرف شفتيها وهي تهمس لنفسها
...- و ريمو الخاينة .. ما جابت لي سيرة .. يبي لي أبارك لها .. شكَلي أخر من يعَلم ..
أزاحت فراشها وأستلقت على السرير
ثم أبقت قدميها متدليتان .. بنومة غير مريحة أبداً
لكَن صوت الباب وهو يفتح .. لتدخل آخر من تتوقع رأيته
في هذه اللحظَة ..،
وهنا في عالمها الوحيد ....
إبتسمت لها بحنان .. وهي تتأمل ملامحها
وذكريات قديمَة تنهش عقلها بسهولة
وهي تسمع صوت الأخرى يتدفق على مسامعها بنبرة خجولة لم تُفسرها
..- هديل .. أنا ..... أنا آسفه
اتسعت ابتسامتها أكثر .. و ودّ قلبها لو يسقط من أعلى
جبل أو يهوي في عُمق حُفرة .. من خجّلها هي
رفعت الأخرى نظرها وهي ترى ملامح وجهها المحببة
ساهمة فيها فأبتسمت بدورها
..-أآآآ .. ممكن أجلس معك دقيقة؟
قفزت من السرير بسرعة وهي ترتب موقعاً لها بعشوائية
وتقول بصوت مرّحب
..- تفضلي .. المكان مكانك ..
اقتربت منها وجلست بجوارها ..
نظرت إليها هديل بحٌب وهي تراها تخفض رأسها بخجَل
و مسحة من الحُزن تُضيء في عينيها
...- خدوج .. فيك شيء .. ؟ .. ودّك تقولين شيء


يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -