بداية

رواية سالفة عشق -31

رواية سالفة عشق - غرام

رواية سالفة عشق -31

أني خجلت من نفسي وهو يلمني وكأني طفله ..
دخلت علينـا حور ببجامتها وهي تحك عينها من النعس .. حسيت من نظراتها بالغيرة مني .. حبيت أقهرها ظليت حاطة راسي على صدر أبوي .. جات باست خد أبوي وضمته وكأنهــا تقول لي وخري هذا لي أنتي كبرتي .. أخذتي حنان بمــا فيه الكفاية .. جات أمي تحملها على شان تغسل لهــا وتضحك على أشكالنــا
: والله يـا بو عبد الله .. شكلهم راح يذبحونك اليوم
أبوي: ههههههههههههههه ، خليهم حلالهم .. بعد كم يوم يروحون لبيت أزواجهم ويفتقدون هذا الشي
أمي : الله يطول بعمرك ويخليك لهــم
يمكن أبوي قال ها الجمله بعفوية .. لكن مدري حسيت من كلامه وكأن يلمح لشي معين .. تضايقت لفكرة أن أحد يجي يخطبني .. أرفض حتى أفكر بالموضوع
استأذنت وأنــا أفكر ب هــالفكرة .. مستحيل أوافق أتزوج أحد من بعد بندر
من بعد ما لبــس ملابس الإسطبل .. إللي أعطتـه جاذبيه مختلفة عن مظهره المعتاد علية .. مظهر كله شموخ وعنفوان كمنظر الخيل العربي .... بالرغم أنشغالة بدراسة الطب لكن أبد لم تلهيه عن معشوقته نوارة
وهو داخل الصــاله تنحنح لأن بيوم الجمعه يجي أخوة محمد وزوجته يتغذون عندهم مثل عادتهم
أولـ ما شافته سارة داخل حست أنه بيطلع .. راحت لعنده على طول ..
بصوتها الرقيق الطفولي : عموووووووووووووو
نزل عبد العزيز لمستواها وحملهــا : يــا عيون عمو أنتي
سارة : ويـــن بتروح
عبد العزيز بأسلوب طفولي : بــــروح للحصان
سارة بفرح ، لأنها تعشق الخيول مثل عمهــا : أبي ألوح معك
أم سارة : عيب حبيبتي لا تغثين عمك .. اتركيه يروح بروحة
عبد العزيز : لا اش دعوه سارونه القمر تغث عمهــا
ابتسم لسارة : أخذك معي بشرط
سارة : شنووووووووووو
عبد العزيز : تقلدين لي صوووووووووت الحصان
ضحك عبد العزيز من قلبه وهو يسمعها تقلد على صوت صهيل الحصان .. من كثر ما تحب الحصان تعلمت تقلد على صوته
قبل لا يطلع ألتفت لمرت أخوة : خلاص يا ام سارة أنا بأخذها معي .. وإذا تأخرت بخليتها تنام عند أمي
هزت أم سارة رأسها بقلة حيلة .. ما تقدر على سارة وخصوصا إذا اجتمعت مع عمهــا
:
:
قبل لا يروحون المستشفى .. سلمى عزمت أسيل على كوفي شوب .. لأن دوامهم يبتدأ الساعة 6
سلمى : إيش رايك نروح أموري إللي بالراشد
أسيل : أوكي ما عندي ما نع
سلمى اشرت لسواقهم يروح لراشد .. ويوقف عند بوابة رقم ستة ..
أول مـا وصلوا طلعوا من المصعد لدور الثالث .. دخلو الكوفي شوب الهادئ بها الوقت من النهار .. جلسوا على أحد الطاولات سطحها عبارة عن سراميك مربعات والكنب البني المعتق ..
بعد ما طلبوا لهم
سلمى : أيش صار على تجهيزات زواجك
أسيل بلا مبالاة : ولا شي .. الشي الوحيد إللي جهزته فستان الزواج
سلمى شوي بتموت قهر من برود صاحبتها : أنتي بتجنني .. زواجك ما بقى عليه شي .. وأنتي أبد مو مهتمه
أسيل بملل : إيش تبيني أسوي
سلمى : لنفرض أنك كاره الزواج من كحيلان .. لكن الناس إيش عرفهم .. أولا وأخيرا الزواج واجه للعروس مش العريس .. يعني لو زواجك مو حلو مراح يقولون الناس زواج كحيلان مو حلو .. راح يقولون زواج أسيل مو حلو
أسيل قرصها قلبها .. هذا زواجها .. وليلة الزواج مرة بالعمرة لا تتكرر .. حتى لو تكرة كحيلان .. لكن هذا زواجها على الأقل تحاول تفرح فيه وتحاول تظهره بالمستوى المطلوب قدام النـاس
من صمت أسيل ، عرفت سلمى أنها تفكر بكلامها .. ولازم تستغل ها الفرصة : طيب إيش رايك احجز لك بصالون يهتمون بك كـا عروسة قبل الزواج .. يسوون لك
Complete treatment from head to the toe
لمعت عين أسيل وفرحت للفكرة .. على الأقل يمكن تتغير نفسيتها .. وبنفس الوقت هي ودها تصبغ شعرها : أوكي ما عندي ما نع .. لكن بشرط
ابتسمت سلمى : اشرطي
أسيل : تروحين معي .. كفاية البندري مراح تشاركني بفرحتي بوجودها
سلمى : ليه طيب تبيني أروح معك أنا العروس !!
غمزت لها أسيل : على شان عبد الله
ضحكت سلمى بخجل .. قلبت أسيل الموقف : كيف عبد الله معك ؟
سلمى ومازالت إبتسامة الخجل مرسومة على شفايفها : تمام
كشرت أسيل : إيش ها الإجابة المختصرة .. أنا أبي تفاصيل
ضحكت سلمى عليها : ايش تبين أقولك .. معـه
فهمت العشق بحر احلام غزير غزير بليا قوع... فهمته بحر احلامي بحر عشقي بليا قاع..
فهمته نبض وفهمته لمس فهمته روح ولا مسموع ......فهمت ان العشق فرصة عمر متخبي بقناع
أسيل بحالمية : الله الله شوي تقولي فيه شعر .. كل هذا عشق
سلمى : يسحرني ويجذبني له بكل تصرفاه .. ملكني بذوقة ورقته ..
وهي تمد يدها لأسيل .. تخيلي جاب لي ها الخاتم من غير ما أقوله .. هو حس أن كان خاطري فيه
أسيل وهي تناظر بالخاتم المتعلق بإصبع سلمى : مشاء الله الخاتم رووووووووووعة .. شكله ذويق عبد الله
ابتسمت سلمى وكملت كلامها :
بالذوق محد يقدر يجارية .. عمره ما ضايقني بشي .. بالعكس كل يوم والثاني معزته بقلبي تكبر أكثر .. وإللي يعجبني فيه أنه يعرف يحط حدود لنفسة
غمزت لها أسيل تبي تحرجها أكثر : يعني تبين تقنعيني .. أنه ما صار شي بينكم
سلمى فتحت عيونها : والله العظيم .. وهي ترجع تتسند على الكرسي .. خليتيني أحلف لك
ابتسمت أسيل لصديقتها .. ودعت لها بسرها أن الله يوفقها .. تستاهل سلمى طول عمرها قلبها صافي مثل اللبن
:
:
دخل مزرعة أبوه المرحوم .. بعد مـا وقف سيارتة قريب من الإسطبل .. نزل من السيــارة وهو حامل سارة .. وهي مبتسمة بسعادة لأنها أشتاقت لهذا المكان الجميـل .. نزلها للأرض تمشي بجانبه .. دخلوا الأسطبل وأصوات خطواتهم بين العشب اليابس المتناثر .. ينبه الخيـول لقدوم شخص ..
وصل لمعشوقته .. بوصوله وقفت له وكأنها أشتاقت له .. مسكها من اللجام .. وطلعها من الإسطبل ليـن الساحة الكبيرة .. كانت تمشي بقوامها الممشوق .. بكل خيلاء ..
تركهـا تدخل داخل الساحة وتعدو بكل حرية وكأنها بإستعراض للجمال .. بتمايل ذيلهـا الطويل مع الريح .. إلتقط سارة من الأرض ورمها بالهواء بقوة .. هي تفرح لهذي الحركة .. ومسكها وهي تضحك .. تشعر بالفرح وهي تعيش للحظات بين السماء والأرض .. والهواء يطير شعرها الناعم إللي طول لين تحت كتوفها ..
جلسها على الحاجز الخشبي وهم يراقبون الخيل وهي تركض ..
رحل به تفكيرة لعندها .. يمكن غرور وكبرياء الخيل ذكره فيهــا
:
أنــا الغبي إللي رحت لهـا أعتذر منها .. والله هي ما تستاهل أحد يعتذر لها .. شايفه نفسها بزيادة .. على شنو أنا مدري .. إللي يسمعها يقول خريجة أكسفورد على غفله .. عمرها أن شاء الله ما داومت معي .. أنا الغلطان صراحة أنزل من مستواي .. على آخر عمري تجي بنت تقول لي هذا الكلام .. أنت بطريقتك هذي راح تفقد إحترامك لنفسك قبل لا تفقد احترام الآخرين
يعني طالبة أنتير لا راحت ولا جات ..
نفضت أفكاري وأنا اسمع سارة تناديني : عمــو
رديت عليها : هلا حبيبتي
سارة : متى راح نركب الحصان
: تبين تركبين الحصان
هزت لي رأسها .. ابتسمت لها ونطيت من فوق الحاجز لكن هي جسمها الصغير ساعدها تدخل من بين الحاجز الخشبي .. ضحكت على شكلها وهي متحمسة .. ركبتها على ظهر الحصان
: سارونه أمسكي زين
وأنا أشر لها عند السرج
سارة بزعل : لكن أنا ابيه يركض .. مثل قبل شوي
ضحكت عليها .. ها البنت تبي تسابق الريح .. مسكت اللجام وصرت أتمشى مع الحصان وهي على ظهره .. الوحيدة سارة إللي تنسيني هم الشغل وتخليني أضحك
:
دخل البيت وهو حــامل سارة على كتفة .. غارقة في نوم عميق مو حاسة باللي حاملها .. دخل على أمه بغرفتهــا .. لقاها منسدحة على سريرهـا الكبير ومغطية نص جسمها ببطانيتها الثقيلة بلون البيج
لفت علية أمه أول ما حست بدخوله الغرفة : إلا تأخرت يا عزيز
وهو يحط سارة على السرير جنب أمة : سارة هبلت فيني .. ومع الضحك والوناسة نسينا عمرنا
وهي تمسح على شعرها الناعم وهي نايمة جنبها : بعد عمري سارونه .. نامت من غير عشاء
عبد العزيز : لا يمه لا تخافي .. صالح العامل إللي بالمزرعة عمل لنا مشوي من إللي يحبه قلبك
ابتسمت على ذكرى المزرعة وصالح العامل المخلص لزوجها المرحوم : والله من زمان عن المزرعة والجلسات
عبد العزيز : خلاص ولا يهمك يمه بس خليني أفضى وارتب لكم جلسة معتبرة بالمزرعة
.. يله يمه تصبحين على خير
أم محمد : وأنت من أهل الخير
طلع لغرفته .. وهو هلكان .. بالأشهر إللي داوم فيها بالمستشفى وأنشغاله المستمر فقد لياقته .. كان متعود بلندن تقريبا يوميا يتمشى بالهايد بارك ويعمل رياضة .. أفتقد نشاطه ..
انسدح على السرير بعد ما غير ملابسة وأخذ له دش ساخن يساعده يسترخي .. أخذ له كتــاب غلافه بلون الليل وكأنه يدل على غموض الليل .. فتح لصفحة إللي وصل لها وكمل قراءة روايته سعادة السفير لـ غازي القصيبي .. بوسط اندماجة بالسلك الدبلوماسي وطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع الآخرين بدبلوماسية .. المثيرة للإنتباة ..
:
ليــه يا عزيز فقدت صبرك وجلدك بطرقة تعاملك .. لها الدرجة صرت سريع اللإستفزاز والعصبية .. دائم الشخص الدبلوماسي في تعامله واللبق مثير للجدل والإنتباة .. ويقدر بطريقة تعامله يكسب الآخرين في صفة بدل ما يكونون ضده .. أنا لازم أحسن علاقاتي بها المستشفى ,, يمكن أظل طول عمري أشتغل بها المستشفى والعلاقات بهذا الزمن .. شي ثمين .. ويمكن بالمستقبل أستفيد من هذي العلاقات ..
صحيت الصبـاح بنفسية منشرحة .. قررت أن أبدأ أسبوع مختلف .. فتحت دولاب الملابس أفكر شنو ألبس بيوم السبت .. بداية الأسبوع .. من بين البدل طاحت عيني على بدله سودا .. مدري ليه تذكرتها .. لاحظت أنها دايم تلبس اللون الأسود حتى لو كانت تعشق هذا اللون مش لدرجة تلبسة كل يوم .. معقولة يكون سبب حزنها وسبب تعلقها باللون الأسود هو أن شخص عزيز عندها توفى .. هزيت كتوفي may be !!
طلعت لي بدلة سودا .. مع قميص أبيض
وأنا أدخل الكبك الفضي بكم القميص .. دخلت علي ســارة ببتسامتها .. كان مبين أنها توها سابحة لابسة ثوب ناعم قطني فية صورة بنت من الكرتون
: صبـــاح الخير عموووووو
نزلت لمستوى خدها إللي نعومتة مثل نعومة الورد الجوري ، أعطيتها قبله الصباح : صبـــــــــاح الورد
أنا لفيت للمرايا أرتب شعري .. شفتها من المرايا تركب السرير وتنــاقز عليه ..
وهي تناقز على السرير : عموووووووو خذني معك
ضحكت على حركاتها الطفولية : أول شي أنزلي من السرير
عاندتني أكثر وطارت تناقز بأقوى ما عندها ... ها المشاكسة تبيني ألعب معها .. بعد ما انتهيت لفيت لها بسرعة بمسكها .. لكنها كانت أسرع مني ونزلت من الجهة الثانية من السرير وطلعت من الغرفة ..
الله لا يحرمني من ها المشاكسة وخدودهــا الجميلين إللي أول ما يشوفها وده الواحد يقرص خدودها
ركبت سيارتي بعد مــا شغلت فيروز .. صوت فيروز حكاية مختلفة .. تجعل لصبح طعم آخر
نسم علينـا الهوى .. من مفرى الوادي
يا هوى دخل الهوى .. خدني على بلادي
يا هوى .. يا للي طاير بالهوى ..
:
:
دخلت القاعة إلا عادة نجتمع فيهــا كل صباح .. الكراسي مرتبة على شكل صفين بكل صف ثلاثة كراسي جنب بعض .. وبنهاية القاعة شاشة كبيرة للعرض مع جهاز بروجكتر
بدا morning report
وتضايقت لما مـا شفتها .. بالأسابيع إللي فاتت كنت أشوفها من أول الموجودين .. صارت تخاف تتأخر من بعد كلمتي لها .. لكن ها البنت شكلها عنيدة وراسها يابس .. يعني إيش تبي مني أكثر من اني أعتذرت لها .. وهي سمعتني كلام فيه قله ذوق لشخص أكبر منها .. يعني تعادلنا خلاص ..
براحتهـا إذا ما تبي تداوم هي إللي راح يأثر على تقيمها ومستواها كـا طبيبة
أول مـا خلص المورنغ ربورت .. دخلت جناح 41 وطلبت من الممرضة تجهز الملفات على شان نبدأ الراوند ..
كنت منشغل وأنا أكلم دكتور زميل في الممر عن حالة جديدة داخلة بالويك آند .. مدري ليه كل دقيقة أرفع نظري للباب إللي يؤدي لقسم الجراحة .. وكأني منتظر أحد يدخل منه ..
رفعت حاجبي و أنا أشوفها مقبلة علينـا وبيدها كوب ستاربكس .. كان لبسها مختلف نوعا ما .. صحيح ما زالت متعلقة باللون الأسود لكن أنا اشهد أنها أنيقة وفيها خيلاء الخيول ..
كانت لابسة تنورة سودا بقصة السمكة مع بلوزة سودا فضفاضة تمسك عند الخصر ولابسة معها سلسال لؤلؤ طويل .. لمعة حبات اللؤلؤ ملفته للأنظار .. وكأنها توحي للأنظار أنها لؤلؤ حقيقي ..
كانت تمشي بكل ثقة وكأن ما همها تأخيرها .. كنت ناوي أعلق على تأخيرها عن الدوام الرسمي .. لكن مدري ليه نسيت مع إبتسامتها المشرقة وأنا أشوف أسنانها إللي كأنها لؤلؤ مصفوف ..
" صبـــاح الخير "
حسيت حالي وكاني مسحور للحظات بإبتسامتها .. أول مرة أشوفها تبتسم .. و عييت من أفكاري السخيفة ورديت عليها : صبــاح النور .. نبدأ
حسيتها راجعه بنفسية مختلفة .. وبما أنها كانت مداومة بليلة الخميس .. يعني عندها علم بكل الحالات الجديدة إللي دخلوا المستشفى .. قدمت لي الحالات .. الحق ينقال الـ history كان perfect .. يعني صراحة ولا أحسن دكتور راح يقدم لي cases بالطريقة إللي قدمتها
وحنـا طالعين من الجناح رايحين لقسم النساء .. كان في بالي سؤال .. ما قدرت أمنع نفسي مــا أسألها : دكتورة البندري ؟
بما أنها كانت تمشي قريب مني لفت وجهها : نعـم
: أنتي متخرجة من أي جامعة
لاحظت شبح الإبتسامه إللي انرسم على محياها : أنـا خريجة الإمارات جـامعة .........
رفعت حاجبي : مشاء الله .. هذي تعتبر من الجامعات القوية بالخليج وحتى بالوطن العربي
اكتفت بإبتسامتها وما علقت
: حلوة الحياة هناك !!
ادري ان سؤالي غبي وسخيف .. لكن مدري ليه ودي أعرف عنها أكثر أو حتى عن طريقة تفكيرها
جاوبتني بكل ذكاء ودبلوماسية : ليه السؤال !! تفكر تعيش هناك !!
وأنا أعطيها نظرة جانبية : ليــه لا
*
*
جـالس على الكنب البني الفخم بتصميم أمريكي .. يناظر شاشة التلفزيون بإندماج وهو يستمع للأخبار اليومية
تمتم بضيق لنفسة : مساكين المسلمين كل يوم ينقتل منهم الآلاف ولا أحد حاس فيهم بها العالم ..
سمع صوت التلفون .. وبعد ثالث رنه رفع سماعة التلفون .. وصله صوت أخته أم محمد
: هلا يــا أخوي .. شلونك ؟
أبو دلال : بخير الله يسلمك .. أنتي أخبارك وأخبار زوجك والأولاد
أم محمد : بخير .. كلهم يسألون عنك
أبو دلال : والله اعذريني يا أختي أنـا مقصر بحقك .. لكن إن شاء الله هذا الأسبوع أزورك بما أني طالع إجازة
أم محمد : الله والنبي يحيك .. تنور البيت بأي وقت
حس بو دلال في بالها كلام وما هي عارفة تبتدي من فين : خير يا أم محمد بقيتي شي
أم محمد : سلامتك يا خوي .. بس متصلة شفتك تأخرت ما رديت علي بالموضوع إللي كلمتك فيه
أبو دلال ، خانته ذاكرتة .. وما يدي عن أي موضوع تتكلم عنه : أي موضوع يا ختي
أم محمد : هووووووو ايش فيك يا خوي نسيت .. موضوع خطبة دلال
أبو دلال : اعذريني والله نسيت .. الكبر شين .. وأنتي الله يهديك ما دقيتي علي تأكدين الموضوع على بالي غيرتي رأيك
أم محمد : والله الولد مُصّر يبي البنت وشاريها
أبو دلال : على خير أن شاء الله .. والله البنت مثل بنتك .. تقدرين تجين وتكلمينها .. وما أظن بترد عمتها بكلمة
أم محمد : خلاص شورك وهداية الله .. اليوم المغرب أنا عندكم
بعد مـا سكر من عند أخته .. نادى على بنته
دلال وهي تجلس جنب أبوها : هلا يبه .. خير بقيتني
حاول أبو دلال يكون حنون معها .. من بعد طلاقها حس أن البنت أنظلمت بحياتها كثير .. ويمكن ها الإحساس جاء متأخر
: يا بوك تجهزي اليوم .. عمتك اليوم جاية على المغرب تبيك بموضوع
دلال .. من جاب طاري عمتها قرصها قلبها .. أكيد الموضوع اياه .. احتارت بشنو ترد على أبوها والله على عمتها .. أكيد إذا رفضته يمكن تتضايق عمتها منها .. وما تقدر تنكر أن عمتها أم محمد كانت حنونه عليها لما كانت صغيرة وكانت دوم تدافع عنها قدام زوجة أبوها .. وتستحي تحط عينها بعين حرمة أكبر منهـا أو ترد لها كلمة ..
*
*
نطت سلمى من الفرح بعـد ما سكرت أمها السماعة من أم عبد الله .. لمحت لها أن ودهم يخطبون ريوم .. وأن يوم الخميس راح يجون يتقدمون رسمي ..
وأخيرا يــا خالي راح تتخلص من أيام العزوبية .. والله اني أحس أن ريوم تناسبك حيـــل .. كفاية شخصيتها المرحة .. تخلي الواحد غصب يضحك وجلستها ما تنمل منها ..
ابتسمت على فكرة أن ممكن ريوم تغير من شخصية خالي الهادئة والانطوائية .. يمكن هو تعود على الهدوء والوحدة .. أكيد ريوم راح تغيره للأحسن
صحيت من سرحاني على صوت أمي تناديني : هلا يمه .. بقيتي شي !!
أمي : يمه جوالك صار له ساعة يرن وأنتي ابد مو حاسة فية
ناظرت جوالي شفت مس كول من عند عبد الله .. بعد عمري أكيد اللحين يمكن يفكر اني زعلانه منه على شان كذا ما رديت .. مسكت جوالي واستأذنت من أمي وطلعت غرفتي أكلمة على راحتي
:
انسدحت على سريري بالعرض وأنا ألعب بخصلة من شعري
: هلا عبد الله أخبارك ؟
عبد الله ، وكل حواسه الخمس تنطق بشوق لها : هلا بعمري هلا بروحي .. نـايمة !
رديت علية وابتسامة ارتسمت على محياي من اللهفة إللي كانت واضحة بصوته : لا .. أنا أصلا صاحية اليوم من رجعت من الدوام وأنا نشيطة
عبدالله : ليه .. إيش عندك
: أسرار
عبد الله بلهجة زعل : أفا تخبين عن حبيبك عبودي
ضحكت بخجل : بعدين تعرف .. واليوم بعد بروح مع صاحبتي الصالون انت عارف زواجها ما بقى عليه شي
عبد الله : بتروحين من صاحبتك هذي عرفناها .. شنو الشي الثاني
: ممممممممممممم ... عبد الله خلي أمك تخبرك
عبد الله : سلــمى ، شنو قولي حمستيني
ما قدرت أقاوم إلحاحه ، واسمي على لسانه له ميزة غير : اممممممممم .. أمي ناوية تخطب ريوم حق خالي يوسف
لاحظت صمته بس أسمع صدى أنفاسه .. معقولة هو مو موافق .. والله يمكن يفكر بالبندري .. صحيح أن الموضوع يضايق أن الأخت الصغيرة تتزوج والأخت الكبير متوفي زوجها وجالسة بالبيت .. لكن كل هذا مقدر ومكتوب
: عبد الله وينك !!
حسيت من نبرة صوته تتخللها الحزن مهما حاول يخفيها : لا ما فيني شي .. وهو يتهرب .. أفكر بريوم هي طول عمرها تقول متى يجي اليوم إللي اتزوج .. لكن هل إذا جاء وقت الصج بتوافق
: إن شاء الله خير
عبد الله : طيب حبيبتي خليني أشوفك اليوم
: آسفة ، والله ما أقدر عبد الله زواج صديقتي قريب ومشغولة معها
حسيته زعل من سكوته .. مدري ليه ها الأيام يدلع علي كثير لدرجة حسيته يغار من أسيل و إهتمامي فيها
عبد الله : طيب على راحتك
: عبودي خلاص حياتي لا تزعل .. قريب أن شاء الله تشوفني
ابتسمت على الفكرة إللي في بالي .. كله من أسيل حطتها في بالي
*
*
توني داخله البيت راجعه من الدوام .. سمعت صوت خالتي هدى جالسة مع أمي بمجلس النساء .. قلت خلني أطلع فوق أغير ملابسي وأنزل لهم ..
رتبت التنورة البيضاء الغجرية إللي لابستها وفيها تطيريز باللون الأصفر والبني على شكل عباد الشمس ولبست معها قميص بنفس الألوان .. رشيت من عطري المفضل على ملابسي .. ومسحت يدي بكريم خاص لليد .. أحب أحافظ على نعومة يدي وخصوصا مع كثر الغسيل والتعقيم بالمستشفى أخاف يصير عندي جفاف
:
" قولي لي يا ختي .. شكلك مخبيه عني شي "
أم عبد الله ترددت تخبرها أو لا .. تخاف أختها تنشر الخبر وهو ما بعد صار شي
هدى من النوع إللي تحرك يدها مع الكلام : قولي لي يا ختي .. انتي عارفتني زين .. ما ني من النوع إللي انشر الكلام .. اسمعه من هنا ويطلع من هنا
أم عبد الله بدت تستسلم : والله في ناس لمحو لي يبون يخطبون ريوم
هدى ضربت على صدرها : هووووووووو كيف تزوجون الصغيرة قبل الكبيرة .. مالكم حق يا ختي .. البندري وردة وألف من يتمناها
أم عبد الله .. كساها الحزن على طاري بنتها وعلى حالها : والله يــا أختي أيش تبيني أسوي .. ناس واجد تقدموا لها بعد ما انتهت عدتها .. لكن مالي قلب أفاتحها بالموضوع وأنا اشوف الرفض بعينها .. أنتي عارفة شكثر هي كانت تحب بندر الله يرحمه
هدى : الله يرحمه .. لكن البنت بعدها صغير ولازم تشوف حياتها مو تدفن روحها بالحيا
الكلام إللي سمعته حسيته مثل الطعون بصدري .. أول مرة أحس حالي وكأني عاله على أهلي وكأني حمل ثقيل عليهم .. أنا عارفة أنهم شايلين همي .. لكن مو لدرجة أنهم ودهم يتخلصون مني ويزوجوني .. أنا ما ابي أتزوج .. ما ابي أتزوج
ضاق صدري أكثر من ما هو ضايق .. مدري ليه محد راضي يحس فيني .. صعدت الدرج بخطوات كلي جروح .. دخلت غرفتي وسكرت الباب من وراي .. جلست على الصوفا وسندت يدي على الشباك .. وبدأ الحنين نزفه .. وطيفه مــلا الغرفة .. وكل الدموع تجمعت في حجر عيني
ذكرتك والزمان غروب
ذكرتك والمكان الشط بالصدفة
ذكرتك والعيون تذوب
دمعا من حنيني ما ستر خافي
ذكرتك يوم شفت الشمس غابت
والقمر ينساب من شرفه
ذكرتك والنجوم تلون إلحاف السما
وتعاتب الجافي
ذكرتك نصف قلبي هم شوق وهم حبك ما خذً نصفه
ذكرتك كل ما فيني حنين ودمعتين وكفي الدافي
ذكرتك وما ذكرت إلا عيونك والجبين كل ما عرفه
ذكرتك ما نسيت إلا جروحي والأنين ودمعي الصافي
أنــــا أول عزاي أني حملت العاشق إلا ما نسى حلفه
وأنا آخر عزاي إنك نسيتيني وأنا طيفك معي وافي
:
:
أنساك .. معقولة أنساك !!
لكن هم يبوني أنساك .. آآآآآآه ليتك يا بندر خذيت روحي معك ولا ظليت جسد بروح هايمه .. أحس بروحي تتمزق من بعدك .. آآآآه أنا عارفة أنك حاس فيني وأن روحك ما بينا .. ودي أحس بلمستك لو في المنام
غمضت عيني بألم .. الموت حقيقة وكل حبيب يكره يفارق حبيبة .. الله يرحمك ويغفر لك ويسكنه فسيح جناته
دخلت علي ريوم بمرحهـا .. حاولت أخفي دموعي وأستر جروحي .. على شان لا تحس بشي .. وتظن أني متضايقة أنها انخطبت
ريوم وهي تجلس جنبي على الصوفا : البندري سمعتي بالخبر الجديد
حاولت ابتسم لها : خير .. إيش عندك ؟
ريوم بخجل : عندي إحساس أن في أحد جاي متقدم لي
ابتسمت لها ، لأني عارفة الموضوع ، سلمى بالدوام لمحت لي : طيب إيش فيك شوي وتموتين علينا
ضربتني على كتفي : يعني ما يصير أستحي
ضحكت عليها : لا كلش مو لايق عليك الحيــا
ريوم بزعل : البندري أنا اتكلم جد .. يعني ما تعرفي منهم
هزيت راسي بـ لا
سمعتها تتأفف : خير إيش فيك بعد
ريوم : توقعتك تعرفين
: طيب أنتي أصبري .. يا خبر اليوم بفلوس بكرة يصير ببلاش
ريوم بإصرار : لكن أنا أبي أعرف اليوم .. وهي تناظرني بشك .. عندي إحساس أنك تعرفين شي عن الموضوع
ابتسمت داخل نفسي : ريوم تراني ما ني رايقه لك .. يا تقولين شي عدل والله أطلعي من الغرفة
ريوم وهي تتربع على الصوفا : تدرين أن زواج أسيل يوم الأربعاء هذي
ناظرت فيها عارفة بترجع تفتح لي نفس الموال إللي أحاول أسكرة مع سلمى : أيوة أعرف
ريوم : على شان خاطري خلينـا نروح
لفيت وجهي للجهة الثانية على شان لا تشوف تعابير وجهي وتناظر بعيني : ريوم حنا أنتهينا من هذا الموضوع .. ماله داعي تعيدين وتزيدي فيه
ريوم تبي تستعطفني : حرام والله صديقتك ومعاك بالإمارات تطلعون مع بعض وتأكلون مع بعض وبالأخير ما تحضري زواجها
رديت عليها : أحيان الظروف تحكم الإنسان
ريوم : أي ظروف !!
لا حول الله ، هذي إيش يفهمها : يعني تتوقعيني بروح بفرح وأستانس وأرقص .. وأنا أشوف نظرات الناس لي وتسأل منو هذي .. هذي أكيد إللي توفى خطيبها .. يا حرام مكسينة ما تهنت ..
تضايقت ما حبيت أكمل الكلام .. تنهدت بضيق .. قربت مني ريوم ومسكت يدي : البندري لا تضيقين خلقك .. إللي يريحك سوية
تركتها .. قمت ماشية للحمام بتوضأ .. ما أبدي أحد من البشر يواسيني ..
فرشت سجادتي ولبست إحرامي .. لفيت عليها وهي مازالت على نفس الوضعية لكن تفكيرها راحل لبعيد ..
كان ودها تسأل البندري عن يوسف وقصة حبه .. لكن ترددت حست الوقت غير مناسب .. وخافت أن أختها تفهمها غلط من سؤالها عن شخص هو ما يعني لها شي
: ريوم أتركي عنك التفكير وقومي صلي
وقبل لا تطلع من الغرفة سألتها : أمي وين ؟؟
ريوم وهي ترفع كتوفها : مدري ..يمكن بعدها مع خالتي
: طيب أنا راجعه المستشفى عندي مناوبة اليوم .. خبري أمي
ريوم : حرام عليك يا البندري تجهدي حالك .. شوفي شكلك بالمرايا مبين عليك مرهقة وتعبانه
رديت عليها : مقدر .. تغير جدولي لهذا الأسبوع
ريوم عرفت أن الكلام معي ضايع : على راحتك
كبرت وبدأت الصلاة .. بعد ما فرغت من الصلاة .. طلعت بدلتي الزرقا الفاتحة ولبستهـا .. هذي البدلة أخف للعمل وخصوصا بالطوارئ ..
*
*
بدأ العد التنازلي .. وما بقى إلا أيام معدودة على زواجهـا .. إحساسها ممزوج بفرحة بمؤقتة وتوتر .. وجود صديقتها جنبها خفف من التوتر عليها
توهم طالعين من الصالون وراكبين السيـارة ، بعد ما صبغت شعرهـا باللون العسلي إللي أعطاها مظهر مختلف مع بشرتها البرونزية
:
وهي تتلمس يدها بنعومة : إحساس جميل وأنتي طالعة من الحمام المغربي .. تحسين بشرتك وكأنها بشرة الأطفال
سلمى ضحكت على تعبيرها : أي صحيح وخصوصا أنتي متوصين فيك بالأعشاب على شانك عرووووووووس
ضحكت أسيل معها : أصلا لو ما أنتي شجعتيني .. كان عمري مراح أسوي أي شي من هذا
سلمى : يعني الواحد كم مرة يتزوج بالعمر .. مرة وحدة
أسيل سكتت وما علقت على الموضوع .. هي نفسها ما تدري إذا راح يستمر ها الزواج أو لا .. وهي مو مستعدة تقدم تنازلات على شان يستمر أصلا ..
ونفس الوقت عندها خوف من المستقبل ومن نظرة الناس لها .. تخاف يجي يوم وتحس بالخجل من نفسها .. ومن الناس إللي حضروا زواجها .. يمكن الواحد يحاول يبذخ بزواجه يغطي التعاسة إللي بقلبه ..لكن إيش الفايدة مظاهر الفرحة والصرف ما داموا أصحاب الزواج مش على وفاق
*
*
هي نفسهـا مستغربة من معاملة عبد العزيز معها .. بالعادة لازم يرمي عليها كلام يضايقهـا .. سبحان الله اللي يغير ولا يتغير
سمعت ندا لها .. وهي في طريقها للكفتيريا تبي تأخذ لها أي شي تأكله .. لكنها تراجعت .. راجعه لقسم الطوارئ .. ما نادوا عليها إلا في حالة طارئة ..
وصلت غرفة الإنعاش .. شافت الدكتور عبد العزيز واقف جنب سرير ببدلته الزرقا مثل إللي عليها لكن الفرق أنها لابسة فوقها وايت كوت .. والشخص الموجود على السرير وجهه مغطى بالدم حتى صدره
حست برعشة بكل أطرافهـا .. والموقف ينعاد قدامها .. منظر قطرات الدم المتلطخة على جسده وعلى وجهه.. ها الموقف ذكره به .. جسد من غير حرك وكل مؤشرات الحياة توقفت عنده .. تصنمت بوقتها وما عرفت تتحرك
لف عليها عبد العزيز مستغرب من وقفتها ، ناداها بصوت عالي : البندري
مكست وجهها بيدها الثنتين و هزت رأسها بقوة : I can't
ناظرها بقوة وهو مستغرب حالها .. ما توقعها ضعيفة بهذي المواقف
حاول يشجعها تتقدم وتساعده في إسعاف المريض : you can do it, come in
هزت رأسها بقوة والدموع تجمعت بعينها .. وطلعت ركض من المكان ..
استغرب حالها .. لكن الوضع إللي هو فيه ما يسمح له يسترسل بأفكاره .. رجع للمريض إللي يحتاج لإسعافه
:
بعد ساعة دورها .. طول الوقت وهو يفكر فيها .. ومستغرب من وضعها ما يبين من شكلها أنها من النوع الخواف أو أن قلبها رهيف بهذي المواقف .. عجل كيف هذي تخرجت من الجامعة !!
توقع أنه يشوفها جالسة بالكفتيريا .. لقاها جالسة على أحد الكنبات .. ونظرها مركز على بقعه معينه .. لكن هي واصلة بأفكارها .. لعالم ثاني .. عالم يجمعها هي وأحزانها بس .. شوفتها بها المنظر كسر خاطرة حس أن الموضوع أكبر مما هو يتخيله .. أخذ كوبين قهوة .. وقرر يجلس معها بنفس الطاولة .. بما أن الوقت متأخر من الليل .. وبـ ها الوقت يكون المستشفى هادئ وخالي من الناس .. ما عدا من بعض الدكاترة المناوبين وبعض عمال النظافة
جلس على كنبة قريبه من الكنبة إللي جالسة عليها .. وحط كوب القهوة قدامها .. توقع أنها تنتبه له أول ما جلس .. لكن أبــد هي سارحة في عالم خيالها
حس أن الوضع محرج .. هو نفسه ما يدري إيش إللي جابه وجلسة جنبه .. وما يدري في أي موضوع راح يتكلم معها وبأي طريقة .. لكن في شي واحد في بالة وشاغله .. هي إيش فيها ؟؟
: دكتـــورة
أولـ مرة تنتبه لنغمـه صوته .. له نغمه مميزة
كانت منزلة عينها للأرض .. رفعت عينها والتقت نظراتهم .. شافت نظرته الحادة والمميزة لكن لمحت الاهتمام والسؤال بنظرته
عبد العزيز، وهو متوتر مو عارف كيف يسألها من غير ما يكون متطفل : أبد ما توقعت يكون قلبك ضعيف .. وإللي عرفته أن هذا مو أول روتيشن لك .. يعني أكيد قابلتي حالات كثير قبل .. وهو يعقد حواجبه .. يعني إيش إللي صار ها المرة
أستنشقت من الهواء .. تحس بكتمه داخل صدرها وكأن الأوكسجين قل .. بسؤاله .. هو يضيق عليها وهي ما ودها تتكلم .. لكن بنفس الوقت هو يحتاج إلى تبرير لموقفها .. أنها تترك مريض يحتاج إلى مساعدتها
لاحظ سكوتها وكأنها منحرجه منه : يا دكتورة .. أفرضي أنا ما كنت معك .. يعني راح تتركين المريض يموت .. لازم تقسين قلبك شوي وها المناظر ما تأثر عليك وما تبكيك .. أنتي دكتورة فاهمة يعني شنو دكتورة
مر شبح ابتسامه على ثغرها ، هو يظن أن قلبي ضعيف ورقيق وما يتحمل هذي المواقف .. صحيح أن مر علي حالات كثير لكن مدري ليه ها المرة تذكرته .. يمكن لانه كان المريض ينزف كثير .. واليوم بالذات طيف بندر ما ترك خيالي
: كيف المريض إيش صار علية
تنهد عبد العزيز ، مصرة تتهرب من الموضوع : البركة فيك بقا يموت المريض
فتحت البندري عيونها على وسعها وحطت يدها على فمها تمنع شهقة أو صرخة تطلع منها
جاء على بال عبد العزيز يضحك ، لأن بحركتها ذكرته بسارة حسها برئية وتصدق أي شي ينقال لها : هههههههههههههههههههههههههههه .. صحيح من قال قلب الحريم رهيف .. نصيحة للي قلبة رهيف يجلس ببيته أحسن له .. والمريض بعده عايش نقلناه للعناية المركزة تحت الملاحظة والحمد الله ما أحتاج لعملية .. لو كان يحتاج لعملية كان جرجرتك معي
كان يحاول بأسلوبه يكسر الحواجز إللي بينهم .. لانه بدأ يتقبل فكرة أنه راح تطول المدة وهي تشتغل معه
ما درأ أنها كرهت تفسير الأمور على كيفه .. وقهرتها كلمته إللي قلبه رهيف يجلس ببيته أحسن له
وقفت من مكانها .. هو ناظرها مستغرب من موقفها .. ما يظن قال كلام زعلها : بالأذن دكتور أنا تعبانه وأبي أرتاح .. وماله داعي تفسر الأمور على هواك .. أنا لو قلبي رهيف كان طلعت من أول يوم درست فيه الطب
كان يناظر طيفها إللي اختفى وراء الجدران .. كان يمزح معها .. ما توقع أنها ما تتقبل مزح لها الدرجة

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -