بداية

رواية سالفة عشق -34

رواية سالفة عشق - غرام

رواية سالفة عشق -34

قفلت الباب غفلتين على شان أظمن ما تدخل علي .. دخلت الحمام إللي موجود داخل الغرفة .. وفتحت الدولاب وطلعت القطن ومزيل المكياج .. وأول ما رفعت يدي بمسح المكياج ..
شميت رائحة عطرة بيدي .. يا الله لها الدرجة رائحة عطرة قوية لدرجة تلصق بيدي لليوم .. كان ودي ما أغسل يدي على شان تظل ريحته بيدي طول اليوم .. فديتك يا عبودي أحبك أحبك .. وكأني أتخيل شكله قدامي بالمرايا .. كفاية أنه طير عقلي البارح وسهرني وما خلاني أرجع البيت إلا عند صلاة الفجر .. ومن التعب .. بس إللي قدرت عليه غيرت ملابسي ولبست بجامتي ورميت بروحي على السرير من غير ما أزيل المكياج ولا شي .. أنا مرة ثانية إذا رحت زواج بحمل معي مناديل على شان أزيله وأنا في السيارة
بعـد الغذاء قالت لي أمي أنها تبي تكلمني بموضوع .. أنا خمنت أن الموضوع يخص الخطبة ..طلعت لغرفتي .. وأنا ناوية أقول لأمي تقول لناس إللي جايين متقدمين لي أن بنتي تبي تكمل دراستها وماله داعي تحرج نفسها وتحرجهم ..
دخلت غرفتي شفتهـا مظلمة .. رحت ناحية الستارة أفتحها .. أولـ ما أسدلت الستارة انتشر النور بالغرفة كلها .. وسطع النور بوجه أمي إللي دخلت الغرفة وقتهـا
جلست على السرير : تعالي أمي أجلسي جنبي
صرت بنت مطيعة وجلست جنبها ، أمي : انتي عارفة أن في ناس جايين يخطبونك اليوم
رديت من غير إهتمام : يمه لا تتعبين نفسك ، قولي لهم البنت شايلة فكرة الزواج من رأسها وتبي تكمل دراستها
أمي بصبر : طيب أنتي أعرفي من إللي جاي يتقدم لك
أنا عقدت حاجبي ، ليه أمي مهتمة لها الناس بالذات ، معقولة يكونون من أهلنا .. لكن محد قال لي ..
كملت أمي كلامها وأنا صار عندي فضول أعرف منو إللي جاي ومتقدم لي : سلمى وأمها هم إللي بيجون اليوم
سكت للحظة ، وتكلمت بسرعة : جاية تخطبني لولدها ماجد .. يمه أنا مو موافقه .. إلا أعرفة ماجد لسه ما تخرج من الجامعة والفرق بينا كم سنه بس
أمي : صبرا جميل والله المستعان ، أنتي طالعه عجولة على مين .. أنتظري أكمل كلامي
بوزت : آسفة ، كملي يمه
أمي : هي مو جاية تخطبك لولدها .. جاية تخطبك لأخوها يوسف
أنا من غير شعور مني نطقت ، وكأن مخي يبي يلاقي التأكيد للي سمعه : خـال سلمى ، يـ و سـ ف
أمي هزت رأسها : ايوه ، أبوك قال لي أنه خوش رجال والنعم فيه وما يعيبه شي
شعرت وقتها أن العالم يتصاغر من أمامي ويتلاشى في نظري .. لا يوجد كلمات توفي صدمتي صاعقتي .. توقف مخي عن إستعاب ما يجري حولة
كيف !!
كيف !!
هذا الشخص إللي قرأت أشعاره وخواطره .. هل يعرفني .. هل عرف أني من سرقت مذكراته
لا أحد يعرف بوجود الدفتر ، حرصت دوما أن أخبئه .. أحس في لعز بالموضوع .. كيف يأتي لخطبتي أنا بالذات !!!!!
يا ربي ساُجن .. مو معقول كل هذا يكون بمحط الصدفة .. عرفت حكايته من أشعاره وصلني أحساسة بالمرارة والعنا والألم من غير ما أحد يخبرني به ، لدرجة شعرت أن روحي تألفه وتعرفه
معقولة شواطئ غربته جاءت لترسوا في مرفأي .. غريب هذا الزمان وحياة هذه القلوب أغرب .. كيف دارت الدنيا وجاء دربة ليلتقي بدربي
:
:
بعد ما طلعت من بيت أهله أخذني لبيت أهلي .. وقال لي أن بعد صلاة المغرب راح يمرني على شان نطلع للمطار ..
أولـ ما وصلت البيت أرتميت بحضن أمي حسيت وكأن سنه مرت من خروجي من بيتي .. مهما كان سيظل ها لبيت بيتي .. فها البيت فيه كل سعادتي وطفولتي ، طفولتي السعيدة ، آآآه ليتني أعود طفله بريئة بلباسها الطفولي ، ألعب تحت أشعه الشمس الذهبية بسعادة ومرح ، وبنهاية اليوم أرتمي بحضن أمي وأنام في حجرها ، وأسمع تلك القصص الجميلة من أمي عن حسناء خطفها أمير بحصان أبيض ..
ذهبت كل هذه التمنيات والأمنيات .. الكل يظن أني عروس سعيدة .. والبعض يقول لي تغيرت من ليله واحدة لهذه الدرجة الزواج يحلي .. مدري إذا كلامهم صحيح أو لا .. لكن شعرت بالخجل من كلامهم وتلميحاتهم .. وبنفس الوقت شعرت بالضيق ، يمكن لو شعوري ناحية كحيلان غير ، كان شعرت بالسعادة
هربت من نظرات خالتي وبنات خالتي إللي يتفحصوني ، وكأني تمثال غالي الثمن وممنوع لمسة .. طلعت فوق لغرفتي .. أولـ ما دخلت غرفتي أخذت نفس عميق وكأن صار لي زمن لم أتنفس .. رائحة عطري ما زالت موجودة بالغرفة .. ارتميت في أحظان سريري الجميل .. آآه ودي أنام .. نوم أهل الكهف .. لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. ناظرت بساعتي انصدمت .. بقا لي ساعة ونص ويمررني ونطلع المطار ..
فتحت دولاب ملابسي أطلع لي ملابس شتوية وجاكيتات لأن اغلب الملابس إللي بالشنطة ربيعية واظن إيطاليا بها الوقت باردة .. جاءت أمي تساعدني في ترتيب بعض ملابسي
أمي : والله أمس البيت موحش من غيرك ، ما عرفت أنام .. وصلاة الفجر صليتها بغرفتك وجلست أقرأ قرآن لين طلع النور
ضميت أمي : فديتك امييييي .. والله ودي أجلس معك وما أفارقك
بعدتني أمي عن حضنها وابتسمت لي : اللحين أنتي عند زوجك ، وكحيلان والنعم فيه ، وهذا إللي مطمني .. زادت ابتسامتها .. الله يوفقك ويهدي سرك يا بيتي
:
أول ما دق علي كحيلان .. طلبت من الخدامات يطلعون شنطي برا لسيارة .. أكرة لحظة عندي لحظات الوداع صحيح أني كنت أفارق أمي لما كنت أسافر الإمارات .. لكن ها المرة غير أول مرة أسافر من غير أهلي .. حسيت فجأه بضيقة أحس أني راح أكون وحيدة هناك ..
لوحت بيدي للكل أودعهم ما ودي أحضن أحد .. لكن أمي ما قدرت حضنتها .. وقبل لا تنزل دموعي تركت حضنها وطلعت من البيت ..
أمـا بالسيارة كان الصمت مخيم على الموقف .. ما ودي أتكلم معه .. أحس روحي تعبانه مرررة .. صار لي يومين تقريبا مو نايمة ..
بما أني أكرة الصمت وخصوصا في السيارة .. أخذت سي دي من شنطتي .. شفته بغرفتي قبل لا أطلع وأخذته معي لأني أعشق الاغاني الموجوده فية
تردد لحن الموسيقى الرومانسية لأغنية عبد المجيد " حبايبنا "
حبايبنا وش الدنيا بلاكم
ملاه الشووووق قلب(ن) ما سلاكم
حبايبنا وش الدنيا بلاكم
يضيق بها الفضا بعض الليالي
إللي دورني بيه ولا لقاكم
حسيت مع ها الأغنية الرائعة .. أعصابي المشدودة ترتخي .. رجعت رأسي للوراء وغمضت عيني .. وصرت أدندن مع الاغنية بيني وبين نفسي ..
ما دريت أن صوتي كان طالع .. وكحيلان مستمتع بسماعه ومن غير ما أحس
:
انتهينا من إجراءت المطار الطويلة والمعقدة .. وأولـ ما ركبنا الطيارة غمضت عيني وغرقت في النوم من غير ما أحس بالشخص إللي جالس جنبي
*
*
" ريوم لسه ما جهزتي "
انتفضت مكاني ، كنت منسدحه على السرير .. أناظر بالسقف .. إللي يشوفني وكأني أناظر بالسما وأعد النجوم
البندري وهي ما زالت ماسكة مقبض الباب : لسه ما لبستي ، طول ها المدة إيش كنتي تعملي
رجعت لسرحاني .. أصلا من طلعت أمي وأنا راحله مع أفكاري
راحت البندري ناحية الدولاب .. وطلعت لي مجموعة ملابس ..
: من قالك اني راح أنزل
البندري: بلا ملاقة ريوم ، يعني بتستحين من سلمى وأمها ، أنتي متعودة عليهم
: لا ها المرة غير
ناظرتني بحدة : ريوم عيب ، أم ماجد وبناتها تحت عيب ما تنزلين تسلمين عليهم ..
يا ربي ما أبي أنزل ، وأحط عيني بعين سلمى .. أحس أنها عرفت أن الدفتر معي .. لكن أكيد أمي راح تجي وتزفني زفة محترمة
ناظرت بتنوه جينز إللي مطلعتها البندري: شنو أنتي مطلعه .. شا يفتني بروح الجامعة مع تنورة الجينز
ابتسمت البندري: قلت يمكن تبين شي محترم
طاحت عيني على تنورة أورنج مع بيج مع قميص أورنج هادئ : خلاص راح ألبس هذا
غمزت لي الدبه : حطي لك كحله وروج .. مو تطلعين لناس بكشتك .. ولا تنسين تمشطي شعرك
: بـــــــــرا
الدبه شا يفتني مو حلوة .. أصلا أنا أحلى منها .. حتى لو ما أحط ميك آب بطلع حلوة
:
:
نزلت تحت .. وأنا أحس دقات قلبي تتعالى .. مدري إيش فيني أحس بخوف مو طبيعي .. وكأني عامله جريمة .. إذا أحد سألني عن الدفتر شنو أقولـ له .. ناظرت بشكلي بالمرايا قبل لا أدخل .. شكلي حلو .. لا بأس به .. حطيت لي غلوس أورنج خفيف .. خفت أحط لي روج أحمر مايل للبرتغالي .. يقوولون عني قليله حيا .. لسه ما وافقت وتحط روج حمر.. كفاية خدودي المحمرة .. دخلت عليهم وأنا أحس مولعه من الحرارة .. أحس الجو حار مرررررررره .. سلمت على أم ماجد إللي ضمتني بحب وبعدها على سلمى وأختها بثينه .. جلست جنب أمي على الكنب .. صرت أسمع سوالفهم وأشاركهم بشكل بسيط .. بعدها طلعت أبي أكلم جنى الدبه .. أبيها تكون جنبي بها الوقت .. دقيت عليها وأول ما ردت علي هبيت في وجههـا
" جنووووووووووووه يا الدبه وينك ما جيتي "
جنى بهدوء : طبله إذني أبيها .. كاني بطلع من البيت
: خلاص أولـ ما توصلين دقي علي
ما حبيت أرجع المجلس .. مدري ليه فجأه صرت استحي من أم ماجد .. رحت جلست بالطاولة الصغيرة إللي بنص المطبخ .. جابت لي الخدامة كوب شاي مع حبك ، وجنبه كيس السكر الصغير ، سكر الذرة قليل السعرات الحرارية ، فتحت الكيس وكبيت نص السكر ومسكت الملعقة .. أحرك السكر ، يذوب بالشاي .. ظليت أدوبه لين ما داب السكر وبرد الشاي .. مكونه دوامات .. وأنا حاطة يدي على خدي ، أبد مو حاسة بحركة الخدامات بالمطبخ
عبد الله وهو يحرك يده قدام ريوم : الحلو وين سرحان
رفعت رأسي ببلاهه : هـاه
عبد الله : لاه شكلك واصله بعيد
ناظرت بشكل عبد الله ، كاشخ الأخ ، ابتسمت : وأنت شنو عندك كاشخ وين بتروح
عبد الله بسخرية : شكلك أبد مو عايشة بالبيت
رديت بنفس العبط : ليـــه !!
عبد الله : يعني ما تدرين أن يوسف وأهله جايين يتقدمون رسمي .. ينتظرون رد ست الحسن والدلال
: هـــاه
ضحك عبد الله على بلاهتي وعبطي : لا اليوم حالتك صعبه ، على العموم أبوي قال له عطنا وقت نأخذ رأيي البنت وتفكر ، وهو ما منع أبد
ومثل ما جاء من غير ما أحس فيه ، راح من غير ما أحس فيه.. ما توقعت أن الشخص إللي سهرت أقرأ أشعراه جالس هنـا وببيتنا .. ويمكن ما يفصل بينـا إلا الجدران .. لكن قلبه !! يمكن يفصل بينا أميــــال
فجأة خطرت في بالي فكرة ، دقيت على جنى : أنتي وينك ، ساعة على شان تجين بيتنا
جنى : كــا ني ، وصلت
: خلاص راح أطلع لك برا
طلعت لها من ناحية المطبخ .. أول ما شفتها واقفه بالحديقة سحبتها من يدها
جنى : شوي شوي علي ، على فين ما خذتني
أشرت لها تسكت : أوووص ، تعالي معي
مشينا لين وصلنـا عند نوافذ المجلس الكبيرة
جنى بخوف : أخاف أحد يطلع لنا
رديت عليها : كيف أحد يطلع لنا وحنا نشوفهم يعني أكيد راح نشوفه وهو طالع
ناظرت في الزجاج العاكس بـ ليل ، إللي يبين إللي موجود بالمجلس ... الضيافة موجودة على الطاولة الكبيرة والفخمة إللي بنص المجلس .. و رجاليين غريبين جالسين على كنبتين منفصلتين .. أبي أعرف أي واحد منهم يوسف ..
جنى وهي تأشر على واحد منهم لابس بنطلون جينز وقميص كروهات : ناظري هذا ، شكله attractive
ناظرت فيه بنظرة فاحصة .. فيه شبه كبير من سلمى وبالذات رسمه العيون .. يمكن هذا يوسف .. لكن ما أظن هذا شكله صغير .. طيب منو إللي جنبه ولابس ثوب وشماغ وكاشخ بالسكبة السعودية وكأنه معرس .. معقولة يكون هذا يوسف !!
" شنوووووووووووووووو تسووووون هنــا "
حنا اخترعنا ، بلعت ريقي .. خفت يكون أبوي .. لأن صوته يشبه صوت أبوي ..
طلعت تنهيدة راحة مني ، ارتحت طلع عبد الله الدب ، لكن جنى خافت منه وتخبت وراي
عبد الله : ليه واقفين هنا ، ما تستحون على وجيهكم
صرت أتأتأ بالكلام : حنـ ـ ـ ـ اااا
عبد الله : انتو شنو
عضيت على شفاتي ما عرفت شنو أقول
غمز لي عبد الله : تبين تعرفين منو يوسف
انا ابتسمت وانفرجت أساريري : ايوة
ضربني على رأسي : أه منكم يا البنات .. قرب من الزجاج وأشر لي على واحد جسمه معضل وكتفه عريض لكن شكله مو طويل .. في ملامح وجهه يبين الطيب ، سمائهم في وجههم ، لكن نظرة عينه .. مدري شنو أقول عنها غموض ، لغز محير .. لكن ما يبين من هيأته .. أنه يكتب شعر ، والحزن والألم ساكن حروفه
عبد الله : خلاص بسك قز ، قزيتي الرجال من فوق لحت ..يله تلايطي انتي وياها على داخل .. يا ويلكم ان شفتكم طالعين برا
: طيب بنمشي
*
*
اثنين .. جالسين جنب بعض .. بمركب مختلف .. متجهين لبلد العشـاق
لمدينه ساحرة ، خيالية ، لم يوجد مثلها بكل العصور
:
يناظر بحبيبته زوجته .. خلاص اللحين صارت زوجته وجالسة جنبه وراسها على كتفه ، شنو يبي أكثر من هذي الدنيـا .. يناظرها بحب وهي نايمة
بعد عمري شكلها تعبانه من قلب .. ما ودي أصحيها .. لكن حنا قربنا نوصل ، على شان تقوم وتغسل ..
همست لها عند إذنها : أسيل ، حبيبتي أسيل قومي قريب نوصل
فتحت عينهـا بكسل .. وعدلت من وضعيتها وصارت تمد جسمها بنعومة وتحرك رقبتها وتتثاوب .. شكلها ما كانت مرتاحة بوضعيه نومها .. لكن أنا حطيت رأسها على كتفي على شان رقبتها لا تألمها وهي مميلتها كثير
تكلمت وبصوتها النوم : وصلنا
رديت عليها ، مبستم على شكلها الطفولي وهي توها جالسة من النوم : شوي ونوصل
شفتها واقفة : ممكن
قمت من مكاني على شان تقوم ، مع أن كان قدامي فاضي كثير وخصوصا حنا مأخذين درجة أولى ,, لكن أسيل وما أدرك ما أسيل
:
وصلنـا بالسلامة ، لمطار ماركو بولو وكان مطارا صغيرا ومتواضعا
أول ما خلصنـا الإجراءات من المطار .. أخذنا لنا جندولا يوصلنـا للفندق .. أنا اخترت الفندق يكون قريب مش في الأزقة خفت نتبهدل ..
ناظرت بأسيل إلا تناظر من حولها ، أول مرة أحس أنها مبسوطة
:
:
:
أتلفت من حولي ، قربنا نوصل لسان ماركو ( san marco ) .. صحيح المنظر ليلي .. لكن منظرها ساحر فتان مع سحر الليل والأنوار .. فجأه حسيت بأمواج قوية تحرك القارب وهواء .. أنا خفت من قلب ، شديت من الشال الصوفي الكشميري إللي كنت لابسته فوق العباية على كتفي .. حسيت بإيدة على كتفي وابتسم لي : لا تخافين أنا جنبك
ناظرت فيه وصديت عنه .. افففففففف الشي الوحيد المزعج بالرحلة أني راح اضطر أقابل وجهه على طول .. لكن جد أنا كنت خايفة الأمواج تقلب القارب فينا .. المشكلة أنا مالي غير كحيلان هنا .. يعني حتى لو بقيت أطلع لازم راح يرافقني .. وأخيرا وصلنا الفندق بعدت يده عني بضيق .. بما أني كنت أقرب .. ساعدني الموظف بالفندق أنزل .. ودخلنا اللوبي بالفندق ..
بصراحة ديكورات الفندق رااااقية .. يتوسطة بالنص درج طويل .. أنا لازم أجرب بيوم أنزل من هذا الدرج وأحس كأني أميرة .. الله وأكون لابسة فستان كبير ومنفوش مثل الأميرة .. هههههههه وين رحتي بأفكارك يا أسيل
أشر لي كحيلان .. ورحت معه نطلع لغرفتنـا ..
فتح لنا العامل باب السويت أنا تقدمت بينما كحيلان يعطية التب .. ابتسمت بانتصار وأنا أشوف غرفة النوم منفصلة عن الصالة .. رفعت حاجبي ، يحلم ينام معي بسرير واحد .. وطبعا هو راح ينام بالصالة شكلة الكنب يقلب لسرير أو مو مشكله يطلب له extra bed
مو مهم عندي .. دخلت غرفة النوم ، لكن ما نزعت عباتي انتظر العامل يدخل شنطنـا ..
بعدها نزعت عباتي .. وأخذت لي بدله صوفية ودخلت الحمام أغسل وأغير ملابسي
:
حبست أنفاسي وأنا أشوف حلوتي تطلع من الغرفة .. كانت بملابسها وكأنها طفله بالروضة .. تنورة حمرا قصيرة كروهات مع الأسود وبلوزة هاي نك سودا .. ومغطية سيقانها بشراب طويل أحمر .. مدري هذا شنو يسمونه إللي يلبسونه البنات .. وشعرها رابطة على الجنبين بشريطة حمرا ..جلست على الكرسي القريب
أسيل وهي تحط رجل على رجل : طلبت لنا عشاء
أنا وقفت بروح أخذ لي شاور ما يصير هي تكشخ وأنا لا : أيوة قال لي نص ساعة ويوصل .. وأنا أجر شنطتي لداخل الغرفة
أسيل بصوت عالي : ووووين وووين .. ليه ما خذ الشنطة لداخل
عقدت حواجبي : وين تبيني أحطها
أشرت لي بدولاب بالصالة : هنـا ، الغرفة هذي لي أنا بس
ارتفع صدري من القهر وهي تكلمني بتعالي ، لكن ما ودي اتخانق معها من اول ليله ونسمع الجيران أصواتنا : طيب يا أسيل راح أعدي ها الليله بمزاجي
*
*
غطى على ظلمة الليل الحالك .. نور الشمس القوي .. حتى لو كان الجو بدأ يبرد .. لكن تظل الشمس ترسل أشعتها بكل جبروت وقوة .. ومحلى دفء الشمس في برد الشتـاء
على الساعة 1 الظهر دخل عبد الله البيت وهو حاط الغترة على رأسه من غير عقال ..
العائلة كانت مجتمعه بالصالة تتكلم في مواضيع مختلفة .. لكن ينقصهم وجود عبد الله وأبو عبد الله
أولـ من أنتبه لدخوله البندري ، كانت عارفة أنه بيوم الجمعة يروح يزور قبر بندر .. كانت تطلب منه يسلم علية ويجلس يقرأ قرآن عند قبره .. طول الفترة إللي فاتت كان عبد الله يتعمد يوم الجمعة ما يرجع البيت إلا العصر على شان ما يشوف الحسرة ساكنة عينها والأحزان متشبعة بألمهــا
الموقف إللي قدامها .. وهو موطي رأسة والحزن كاسي ملامحة .. جاء الحزن وطرق بابها .. راحت تجري له ترمي وتدفن همها بصدرة .. وتبكي بحرقة قلب و تقول : سلمت لي عليه .. سلمت على الروح .. قلت له أني مشتاقة له .. قلت له أن روحي ماتت من بعد روحة
ضاق صدر عبد الله على حال أخته أكثر ، هزه الموت وطاري وحشة قبوره ..
حاول يقاوم دموعه ما تختلط بدموعها ..
: خلاص يا عمري لا تبكين
خلاص ما عاد بي حيل .. وما عدت أقوى على دموعك
أم عبد الله قامت تبكي على حال عيالها .. تبكي بنتها .. تحس أنها ضيعتها من بعد غروب الشمسـ ، بصوت يملاه النحيب : خلاص خلاص ، قطعتوا قلبي .. ارحموا امكم ، ارحموا قلبي التعبان
ضمت ريوم أمها تهون عليها .. موت بندر شي مو هين عليهم مصيبه عظيمة .. وصعب يتجاوزون هذا الشي بشهور قليله
:
:
:
تجول بغرفتها من غير هدف .. جلست خلف مكتبها ومسكت لها كتاب طبي من أحد كتبها .. حاولت تقرأ وتركز .. يمكن تفيدها قرأتها بعملها .. لكن كل ها المحاولات بآت بالفشل .. لأن قلبها وعقلها مو معها
:
:
رفعت جوالي .. ودقيت عليه كا محاولة يائسة .. صار لي أكثر من ساعة أدق عليه ما يرد علي .. وينه مو معقولة ينسى جواله بمكان وهو عارف أني ممكن أدق عليه ..
سندت وجهي على كف يدي .. أفكر بطريقة أكلم فيها عبد الله .. أخاف فيه شي والله أحد من البيت .. بالعادة عبد الله من أول مكالمة يرد علي .. اللحين أكثر من 20 مكالمة .. توكلت على الله وقلت خلني أدق على بيتهم .. مالي خلق أدق من التلفون الثابت ودقيت من جوالي دامه جنبي ..
" الوووووووو "
جاني صوتها وكأنها ملانه أو متضايقة : هلا ريوم .. شخبارك !!
ريوم : بخير
لا لا مش عادة ريوم ترد كذا ، سألتها بشك : ريوم إيش فيك ، كنتي تبكين
ريوم : لا ما فيني شي ، بس ضايق خلقي
: ضايق خلقك من شنو
ريوم : لا ما في شي لا تحطين في بالك
لالا في شي هي مش راضية تقولي عنه : ريوم خوفتيني .. أنتي صوتك مو على بعضة وعبد الله أدق علية ما يرد علي .. هو موجود بالبيت ؟
ريوم : ايوة ، ما شفته طلع
: طيب ليه ما يرد على مكالماتي
ريوم : مدري ، هو أصلا ما تغذى معنا قال أنه ماله نفس
ريوم شكلها مضايقة ، و مو راضية تحكي لي .. أقدر أخمن أن الموضوع يتعلق بالمرحوم .. هو دايم يزور قبرة بها اليوم .. طيب اليوم شنو الجديد
وقفت محتارة بعد ما قفلت من عند ريوم .. اروح ما اروح اروح ما اروح
لا لا أنا اذا جلست هنا راح أجن .. لاني قادرة أجلس مرتاحة ولاني قادرة أدرس .. غيرت ملابسي على عجل ولبست عباتي وطلعت حتى لدرجة نسيت ما مريت على أمي أقول لها
:
:
أولـ ما وصلت البيت ، دخلت شفت ريوم جالسة بالصالة وتشاهد التلفزيون ، لكن مبين من شكلها أنها سرحانة ، يمكن تفكر في خطبة يوسف لها .. طيب هي وعرفنا السبب .. عبد الله شنو فيه ليه ما يرد علي
انتبهت لي ريوم : هلا سلمى ، تفضلي
ناظرتها بشك : ريوم إيش فيك ، خرعتيني ، عبد الله شنو فيه
شفتها تبتسم لي : سلووووم إيش فيك مخترعة ما فينا شي
رديت عليها ، وأنا قلبي قارصني : لكن إحساسي يقول شي ثاني
ريوم باستسلام : طيب تعالي إجلسي بقولك السالفة
:
فجأة ومن غير سابق إنذار .. كذا الإنسان يشعر بالفضاء رغم وجود الناس حواليه .. يدور على أعز ناسه ما يلقاهم .. دموع البندري اليوم هيجت علي مشاعر وذكريات أحاول أدفنها و أتناساها .. غمضت عيوني بألم وأنا متمدد على السرير .. غصب عني نزلت دمعه حارة جرحت جفني ، فراقه أبد ما كان هين علي .. هو كان دايم يقول لي لما كنت انقص علية مع البندري ، أشوف فيك يوم يا عبد الله .. ولما جاء هذا اليوم ، ضاع من حياتي ورحل ، رحل من غير وداع .. تضايقت شهور ، عافت نفسي كل شي .. لكن الشي الوحيد إللي متندم علية .. هو هجراني لسلمى .. هي المخلوقة الوحيدة إللي حسستني بالنور بهذي الدنيا بوقت كان كل من في البيت غارق بأحزانه ، انتشلتني من صحراء أحزاني بعد ما ضاقت بي الدنيـا وكأنها تابوت
سمعت طرق على الباب أوقف رحلة تفكيري .. لم يعطني فرصة لرد .. أنفتح الباب وسبقها ريحه عطرها وفاح لدرجة خُلتها وردة النرجس واقفة أمامي
ابتسمت لي بحب : ممكن أدخل
اغتصبت الإبتسامة على شفاتي لأجلها : أكيد
عدلت في جلستي .. تركت الباب مفتوح وجات جلست جنبي على السرير
وبصوت يملاه الحنان : عبــد الله فيك شي ، تعبان !! .. وهي تحط يدها على جبيني تشوف حرارة جسمي
بعدت عيني عنها ما أبيها تناظر بعيني : لا حبيبتي ما فيني شي
ناظرتني بتركيز ، أحس بنظراتها وكأنها تخترق قلبي وتعرف مكنونه من غير ما أحكي : طيب ليه ما ترد على مكالماتي ، وليه ما تغذيت اليوم
: ضايق خلقي ، ومالي خلق شي
ناظرتني بنظرة جانبية جذابه : حتى أنا
ابتسمت لها : أنتي غير الناس عندي
مصرة تعرف شنو فيني : طيب قولي شنو فيك ، إيش إللي مضيق خلقك .. فضفض لي
: حبيبتي ما ودي أضيق خلقك
صمتت ، لدرجة خفت من صمتها .. وبعدها فاجأتني بحركتها .. مسكت يدي إلللي ممددها بكل حرية جنبها بيدها الناعمة والرقيقة وقبلت يدي
حاولت أسيطر على مشاعري إللي خانتني لحظتها ، وأضبط تنفسي خفت أنفضح قدامها وأصبح أسير لهواها هذا إذا ما صرت وانتهينا
سلمى، بهمس الحب : حبيبي نسيت أني حبيبتك ، أميرتك .. أنا أحس فيك من غير ما تتكلم .. من نظرة عيونك أفهمك .. أنت تتوقع أني ما أحس بضيقك وألمك
حسيت لحظتها أنها ممكن تبكي قدامي وأنا ما أتحمل دموعها وممكن أبكي معها .. ضميتها لصدري بقوة .. أبي أدفأ بحبها .. أنتي الهوا والماي .. أنتي الدفا وشفاي
:
:
" يا الله عبودي ، قوم خلنا ننزل "
ناظرتها بكسل : والله ما لي خلق حتى أتحرك من مكاني
سحبت يدي بأقوى ما عندها ، لكن للأسف ما حركت ساكن : يا الله بلا كسل .. على شان خاطري .. وسبلت لي بعيونها
لا لا لهنـا ما أقدر .. قمت من السرير بسرعة .. ومسكتها وأنا ألفها من كتوفها : طيب يله عطينا مقفاك .. أشوف صدقتي نفسك وأنتي بغرفتي .. راح أبدل وأنزل
سمعتها تضحك بخفه .. سكرت الباب بسرعة قبل لا أتهور .. آآآآآآآه يا قلبي ها البنت بتجنني ببراءتها وعفويتها .. أحاول أتعامل معها بدفاشه علشان لا أتمادى بمشاعري لكن أحيان أفقد السيطرة على نفسي
:
:
سلمى وهي طالعة من غرفة عبد الله راحت ناحية غرفة البندري ، تشوف سالفتها هذي الثانية ..
لكن البندري بهذا الوقت طلعت من غرفتهـا
سلمى : زين رحمتي نفسك مني ، كنت جايتك الغرفة
البندري ابتسمت لها : هلا سلومي .. تعالي ننزل تحت سولفيلي عن الزواج أمس
::::::
فتحت عيني بكسل .. تلفت من حولي أبي أتأكد أنا وين موجودة للحظة ضنيت أني موجودة بغرفتي .. ناظرت الساعة .. انصدمت من الوقت .. أني نمت كثير لأني مأخذه panadol night
على شان أنام براحة من غير ما أفكر بشي وأغرق بنوم عميق .. قمت من السرير ومديت يدي لأبعد حد وتثاوبت .. يا الله أحس عظام جسمي .. عظمة عظمة تألمني .. أحتاج لحمام ساخن .. لكن قبل لا اخذ حمام ساخن أحتاج لماي أرطب في شفاهي الجافه .. فتحت قفل الباب وجريته ، لأنه باب جر .. مسكت ضحكتي لا يطلع صوتها .. وانا اشوفه نايم على الكنبة إللي قلبها لسرير .. شكل السرير قصير ورجولة نازلة برا السرير .. صحيح شكله يكسر الخاطر .. لكن لا يحلم أعطف عليه .. مراح أخلية ينام معي على السرير الكبير الملكي
رحت ناحية الثلاجة وصبيت لي كأس ماي بارد .. صحيح أن الجو بارد هنا .. لكن لا غنى عن الماء البارد ..
:
أحترت شنو ألبس بعد ما طلعت من الحمام .. الجو برا شكلة بارد .. لكن محلا طلعه النهار .. وندور مكان الشمس نوقف فيه بعكس فصل الصيف ندور الظل .. طلعت لي تنورة جينز ثقيلة مع جاكيت بيج ثقيل مرة .. مالي خلق أمرض وأنا مسافرة .. بها الوقت سمعت صوت الرشاش بالحمام يشتغل هذا أكيد كحيلان يتروش ، دخل من الناحية الثانية من الصالة .. على ما يخلص رفعت سماعة التلفون الموجود بالغرفة ودقيت على room serves
طلبت لي أوملت مع عصير برتغال ، كنت ناوية ما أطلب له .. لكن كسر خاطري حرام .. كفاية النومه السيئة
:
:
بعد ما خلصت فطوري .. كان هو يقرأ في الجريدة الأجنبية ، ومدري هل هو مندمج معها صج والله يتعمد يتجاهلني .. من صحى الصبح والكلمات إللي وجهها لي قليلة شكله مزاجه ضارب .. أنشاء الله من ردي لأردى
قطعت الصمت إللي بينا : أنا راح أنزل أتمشى .. تبي تنزل معي ولا تكمل قرأة جريدتك
نزل جريدته : يله طيب روحي اجهزي
تحركت بسرعة لأني متحمسة أبي أشوف ها المدينه الجميلة وأشوف مبانيها التاريخية ، لبست الشال على رأسي ولبست جزمه بوت .. وطلعت له
: يله أنا جاهزة
رفع نظرة لي ، وقال لي بكل عنجهية : راح تطلعي كذا .. وهو يأشر علي بطرف إصبعه وكأني شي منبوذ ولا مرتكبة خطيئة
رفعت حاجبي مقهورة : إيش فيها
كحيلان : ما عندي حريم يطلعون من غير عبايه
فتحت عيوني على وسعها : شنو شنو .. طيب هذا هم خواتك إذا سافروا يلبسون مثلي .. وإيش فية لبسي محترم وساتر يعني ما اظن فيه عيب
كحيلان بعناد : أنا مالي دخل بأخواتي .. حرمتي وأنا حر .. أبيك تلبسين عباية
أخذت نفس عميق .. لأن خلاص الضغط وصل ألف عندي : والله راح أطلع كذا ، عجبك أهلا وسهلا ، ما عجبك طق رأسك بالجدار
حسيت لحظتها وكأنه أفعى من نظراته الحاذقة ينتظر اللحظة إللي ينقض فيها على فريسته .. ويمكن أنا كنت فريستة .. مسك ذراعي بقوة .. وهو يناظر بعيني مباشرة : أخر مرة تتكلمين معي بهذي الطريقة فاهمة
كان ودي أبكي لحظتها من طريقة معاملته لي
، هزني بقوة : فااااااااااهمة
اصريت على عنادي وصرخت بوجهه : اترك يدي
نفض يده عن ذراعي بقوة .. لدرجة تراجعت للوراء
كحيلان وهو لاف ناحية الباب : أنا انتظرك باللوبي .. إذا غيرتي رأيك أنزلي .. غير كذا راح تجلسين بالغرفة
طلع وصفع بالباب .. وقفت عند الشباك ، حاطة يدي على فمي أمنع شهقاتي .. لكن دموعي صارت تنزل بسكات .. كل ما أحاول أمسح وحدة تنزل الثانية بعناد ..
هذي أولهـا .. شوي ويضربني .. هذا إللي كان ناقص يرفع يده علي ..
وينك يمه تشوفين بنتك ، تبهذلت بليلة عرسها واللحين يبي يستقوى علي وأنا بعيدة عنك ..
ماراح أسمح له يتحكم فيني ويمشي رأيه علي .. عمري أنشاء الله ما طلعت معه .. أنشاء الله طول السفرة أظل حابسة نفسي بالفندق ولا اسمح له ينتصر علي ..
:
جالس باللوبي على الكنب ، أهز رجولي من العصبية إللي فيني .. خلتني أفقد سيطرتي على نفسي .. معها فقدت أعصابي وكلامها البربري يثيرني .. و أحيان تتصرف وكأنها طفله مدلله
أهدا ، أهدا يا كحيلان .. أسيل عمر القوة ما جابت معها منفعة .. بالعكس يمكن تعاند أكثر .. عادي تسويها اللحين تبكي وتتصل لأمها وتخبرها ويمكن تقول انه ضربني .. ويوصل الخبر لعمي .. وهذا هو موصيك عليها يا كحيلان .. أنت الرجال أنت الأعقل .. زفرت زفرة .. صبرا جميل والله المستعان .. راح أطلع لها .. أنا مدري شنو طلع في بالي على العباية يمكن حبيت أمارس سلطاتي عليها وكأني تملكتها .. يمكن لأن متعكر مزاجي من نومتي .. وصبيت كل قهري عليها
:
:
دخلت السويت .. لقيتها واقفه عند الشباك .. مدري هي ما حست بوجودي والله حست وما تبي تلتفت لي .. مشكلة قلبي ضعيف و يحبك .. والله لو واحد غيري طلع وما رجع لها إلا آخر الليل .. لكن مو كحيلان إللي يترك زوجته بروحها ببلد غريب ..
وقفت خلفها مباشرة .. وبانت أنعكاس صورتها على الزجاج .. حسيت وقتها أني قسيت عليها .. مبين أن عيونها حمرا وأنفاسها متقطعه .. مهما يكون هي أثنى .. لازم أراعي مشاعرها حتى لو هي ما راعت مشاعري .. مسكت كتفها بخفة على شان لا تخترع : أسيـــل
لاحظت أنها رفعت يدها تمسح دموعها لأنها طولت على ما لفت لي
: أسيل أنا آسف
لكنها لفت لعندي وناظرتني ببرود .. تمنيت أفسر معنى نظرتها وقتها .. لأني حسيت من نظرتها القسوة على مشاعري
:
كل مــرة تقول لي آسف وأنت تتعمد خطاك هذا الحب بنظرك يا كحيلان .. أنت شخص أناني تحب نفسك وبس .. تزوجتني تظن أنك ملك وأنا عبدتك .. بلعت حسرتي في قلبي .. خلاص فات وقت الندم ،أنا زوجته اللحين لكن يا حسافة على العمر إللي راح أضيعه معك .. وكل النتايج تعترف لي بالإفلاس واضحك على نفسي
توترت من لمسة يده على خدي .. يحاول يمسح آثار دموعي
: لا تضايقين هدبك بدموعك .. كل شي إلا دموعك
ناظرته بريبه .. صحيح أن الموقف موترني حييييييل .. لكن مو أسيل إللي تضعف بهذي المواقف .. هو يبيني أقول له طاح الحطب .. لا لأن أصلا كل كلامة كذب
بعدت عنه .. ما أبيه يغريني لا بلمسة ولا بضحكة .. يحاول بكلمة يكبر بعيني وهو بعيني صغير
:
صحيح أني طلعت معه .. لكن نمشي بعاد عن بعض .. سد نفسي عن كل شي .. كنت متحمسة أبي اتمشى استكشف المكان ..
كنـا نتمشى بساحة سان ماركو .. أنا ما كنت أحس بالناس حوالي .. كنت أفكر بحالنا البارد .. إذا يومين قضيناها مع بعض بهذي الطريقة كيف راح يكون باقي العمر
سمعت صوتة يناديني بصوت عالي : أسيــــل
لفيت له وأنا مستغربة ، شنو يبي .. نثر علي حبوب فجأة وتطاير الحمام من حولي .. وأنا أحرك يدي بهمجية لالا ..
شفته رفع الكاميرا الصغيرة إللي ماسكها بيدة وصورني وأنا متبهذله مع الحمام .. وشكلة متونس علي
بعد معركة مع الحمام قدرت اهرب منهم وأنا أنظف ملابسي .. مشيت له بعصبية : ليه سويت فيني كذا
كحيلان بنظراته البريئة : شفتك زعلانه .. قلت أخليك تغيرين جو
ناظرتة وأنا منقهره منه وأنا أشر على حجابي : يرضيك أن الحمامة سوتها علي
شفته ميت من الضحك شوي ويتسدح على الأرض صحيح أني ناظرته مقهورة منه ، لكن أول مرة أشوفه يضحك من قلب .. ضحكاته زادت من وسامته .. لكني سفهته ومشيت عنه
لحقني ومشى جنبي : انتظريني طيب
رديت عليه وأنا بعدني مقهورة منه : مراح أنتظر أحد

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -