بداية

رواية وش رجعك -10

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -10

هززت رأسي بإيجاب .. ومشيت خلفهما .. وأنا أراها يغطي شعرها الذي يخرج من أسفل شالها الأبيض .. مهلا .. هي لم تكن ترتدي الحجاب .. وهو من طلب منها ذلك فارتده .. لما لا أرتديه .. ربما كان هذا السلاح المناسب .. لاستماله قلبه و .. اغراءه !
==
كنت أحتسي كوبا من الشاي .. فقد وصلت توا لمنزل والدي .. الذي لم أزره منذ سنين خلت .. وأنا أنظر لعادل ودعاء الجالسين أمامي بملل شديد ..
أما زوجات أبي .. فجلسن بجانبي من الجهة اليمنى .. وزوجتي " أزهار " جالسة بجانبي .. على نفس المقعد .. وفي حضنها محمود ولدي الذي يبلغ من العمر الثالثة ..
وكلنا بانتظار أبي .. الذي اتصلت به أخبره بمجيئي وقال لي بأنه سيأتي بعد عشر دقائق .. وقد مرت العشر دقائق ولم يأتي .. فسألت دعاء : وينها منى ؟
لتبتسم بألم : في بيت أميرة ..
قلت لها باستغراب : شتسوي في بيت أميرة ؟
ليقول عادل : أبوي طاردها من البيت .. بتسأل ليش .. أسرار عائلية ..
تضايقت من ما قال .. أيعني أنني لست من العائلة .. أمام زوجتي : شقصدك ؟
قالت دعاء بتعلثم : لا هو ما يقصد شي .. بس شي طاف وانتهى .. ماله داعي نعيده ..
لأقول لها باصرار : انا اخوكم الكبير ويحق لي أعرف شنو صار واستوى ..
ليقول عادل : اخونا الكبير ؟ ليش احنا نشوفك ؟ من كم سنة ما نزلت البحرين ؟
لأقول بضيق : هذا مو شغلك .. يعني برضاي أجي ولة أروح ؟ انت عارف اني لازم أكون موجود في الأردن ..
فقال لي : لازم ؟ تبي تفهمني انك مجبر على انك تدير شركة أبوي ؟
لأقول له : مو مجبر .. بارادتي طبعا .. اذا أنا ما ساعدت ابوي .. من الي بساعده ؟ انت مثلا ؟ الي واضح من شكلك الي يخرع هذا ان الوالد ما يقدر يعتمد عليك بشي .. ولا أخوك ؟ الي ناس تاخذه يمين وشمال ؟
لتقول دعاء : لا تغلط على أحمد .. هو مو موجود .. وما يحق لك ..
ليكمل عادل وهو ينهض : شكلي الي يخرع هذا .. أحسن منك .. يا المنافق ..
صرخت عليه فقد أثار غضبي : ثمن كلامك .. لايجيك شي ما يعجبك ..
ضحك باستهزاء : لا تخاف .. تراني ما استبعد شي عنك .. يا ..
قاطعه صوت والدي القوي : يا شنو يا الكلب ؟
اتجهت أنظارنا كلنا لحيث كان والدي .. وانخرست الألسن .. وساد الصمت ..
==
كنت حينها عائدا من المشفى .. حينما ترجلت من سيارتي .. رأيت سيارة حمراء اللون .. أراها للمرة الأولى .. يبدو أن والدي أو عادل .. اشترى له سيارة جديدة .. وما إن هممت بدخول المنزل .. حتى رأيت وليد يقبل رأس والدي .. وعلمت حينها أن تلك السيارة هي لوليــــد ..
مشيت ناحيتهم .. حيث ما كان الجميع مجتمعون .. وقلت بصوت مسموع : السلام عليكم ..
التفت الجميع إلي .. وردوا السلام بنبرات مختلفة .. هممت بالذهاب إلى غرفتي .. لكن صوت والدي استوقفني : على وين ؟
قلت له بضيق : بروح أنام .. تعبان من الشغل ..
ليقول : بدون نقاش .. اللحين بخلون العشا وبنتعشى ..
قلت بنفس الضيق : بس أنا مو جوعان ..
قاطعني وهو يتجه لطاولة الطعام والجميع ينهضون خلفه : أحمد ..
مشيت مع السرب والضيق يفترسني : ان شاء الله ..
قصدت المطبخ لغسل كفاي .. وما إن تناولت المنشفة لغسلهما .. حتى رأيت محمودا الصغير واقفا أمامي .. وينظر إلي باستغراب .. دنوت منه .. وتبسمت له : شلونك محمود ؟
ابتسم بطفولية : زين .. اسمك احمد ..
ضحكت عليه بخفة : ايي .. شلون عرفت ؟
ليقول لي : سمعت أبوك يقول لك .. انت خالو صح ؟
ضحكت ثانية .. وقرصت خده المتورد : لا حبيبي .. أنا عمو .. عمو أحمد ..
اتسعت ابتسامته ومد كفه لمصافحتي .. صافحته .. وقبلت رأسه .. ورفعته للمغسلة لغسل يديه .. لكنني توقفت حينما سمعت صوت وليد خلفي : عجبك محمود ؟
قلت بضيق : دام اسمه محمود اكييد بيعجبني ..
ليقول : اهم شي ما يطلع مثله ..
نزلت محمودا الصغير على الأرض .. ورمقته باستخفاف : دامك أبوه .. أكيد ما بيشبهه ..
ومشيت عنه قاصدا طاولة الطعام .. جلست بجانب عادل ودعاء .. وبدأنا نحن الثلاثة بالتهامس ..
وعادل كان أولنا : شنو جايبه بيتنا ؟
لتقول دعاء : يمكن بسوون صفقة ..
ضحكت بخفة : شكلها مو تجارية .. أكيد بشرية ..
ضحكنا معا .. ولم نغفل .. لنظرات وليد .. التي كانت تفترسنا بحــدة ..
==
جلست بجانب زوجة أخي : أقول جهاد ..
رفعت رأسها وابتسمت إلي : شنو عندك ؟
ضحكت بخفة : شفيج معصبة ؟ مطفشنج الدادو ؟ ولا أبوه ؟
ضحكت بنفس ضحكتي : تطفيشهم اثنينهم عسل على قلبي ..
ضحكت بصوت مرتفع : عاشو .. لا تخربيني .. لم أبلغ الحلم بعد ..
تبسمت : خلصني .. شتبيني بشارو ؟
لأبتسم : أخوج ..
قالت : عمار ؟
هززت رأسي بإيجاب : ايي .. عمار ..
لتقول لي : شفيه أخوي ؟
تبسمت : واجد مصدق روحه ..
ضحكت : يحق له .. دام آنا اخته ..
ضحكت : وييي .. مالت .. لا صدق صدق .. شفيه اليوم ؟ معصب وحالته حالة .. تقولين بايقين حلاله ..
لتقول بخوف : والله ؟
قلت لها : اييي .. حتى اليوم الدكتور طرده من السكشن .. وطردني وراه ..
قالت : ليش ؟
لأقول : طرده لأنه جاي متأخر .. وطردني لأني بعد تأخرت ..
ضحكت : وييييي .. حدك سخيييف ..
ضحكت بصوت مرتفع : لا وربي ما امزح .. اليوم كنا كالعادة قاعدين بالكفتريا وسوالف وضحك ومغازل .. وهو قاعد على جنب .. ساكت .. والي يكلمه يثور فيه .. ولما جى عادل .. هذا الي اسمه عادل .. سم ضروسه .. قام له .. وهاوشه .. وطقه طق .. والمسكين عادل .. يقوله شنو سويت لك ؟ يقوله اذا نسيت الي صار امس .. أنا ما نسيت ..
لتقول : وشنو صار امس ؟
لأقول لها : انا جاي اسألج .. لأن ما صار شي في الجامعة .. وعادل موب راضي يتكلم .. وأنا الفضول ذابحني ..
==
مازن شفيك .. جنيييت ؟
صرخ بي : اييي .. جنيييت .. منتهى شتسوي معاك ؟
لأقول له : وانت شعليك منها ؟
ليقول لي وهو ما زال يصرخ : لا تسوي روحك ما تعرف .. منتهى هذي حبيبتي وخطيبتي .. لا تقرب منها .. فاااهم ..
صدمت .. لم أصدق ما يقول : منتهى ؟ منتهى ما غيرها ؟
ليقول : ايييي .. وتركب معاك بعد ؟ وآنا اقول الي ما عندك هـ السوالف .. طلعت حالك حال ..
قاطعته وأنا أحوال الدفاع عن نفسي : انت فاهم خطأ ..
صرخ ثانية : شنو فاهم خطأ ؟ يعني الي بشوفك معاها وبشوفها معاك شنو بقول ؟
قلت له بضيق : عطني مجال اشرح لك ..
جلس على عتبة الدار وهمس بهدوء : تــكلم .. وربي ان راسي بينفجر ..
قلت له وأنا أجلس بجانبه : منتهى معاي بالسكشن .. وعرفتها بالصدفة صدقني .. وعرفت انها مسيحية .. وآنا اعطيها كتب .. علشان تسلم .. واليوم لما شفتنا .. كنا رادين من المكتبة .. كنت شاري لها كتاب ثاني يتكلم عن الله .. لأنها قالت لي تبي تعرف أكثر وأكثر عن الله ..
سكت .. ولم يجبني .. لأهمس له : وربي ان ما بيني وبينها شي .. وحتى لو كان بينا شي .. أكيد بحاول انساها علشانك ..
رفع رأسه لي والدمع يسيل على خديه : لا تخلي بحاطرك علي .. صدقني أحبها ..
تبسمت له بمواساة .. فأنا أعرف قلبها .. كم أشفق عليه : حاول تحببها فيك .. لا تضغط عليها واجد ..
ليقول : وربي اني الي تامر فيه اسويه .. بس هي الي مو متقبلتني ..
ابتسمت له ثانية : الحب ما يجي بالغصب .. اذا تعرف انها ما تحبك .. وما تبي هـ الشي .. لا تجبرها عـ ..
قاطعني وهو ينهض : لا تكمل .. منتهى لي .. ومستحيل ياخذها احد غيري .. وحتى لو ما اخذتها .. مستحيل تكون لأحد .. لأني بذبحه وبذبحها معاه ..
==
همسة :
يامن اسمه دواء .. وذكره شفاء .. وطاعته غنى .. ارحم من رأس ماله الدعاء .. وسلاحه البكاء ..
,
.
؟
نهاية الجـزء العاشر ..


[ 11 ]
أيهـــا الخـــائن ..
يا من تدعي أن لك قلبا ..
أيهـــا المتوحش الظــالم ..
اعــلم .. أن هنــاك في السمـاء .. من يسمع ويرى ..
ويشهد على دناءتك والحقارة المتجسدة فيك ..
فحينما تقوم السـاعة ..
كــلا ..
حينما يزورك الموت ..
وتقبض روحك .. كــن على يقين .. بأن حسابك سيطول ..
وعذابك في تلك الزنزانة المظلمة .. سيكون قاسيا عسيرا ..
عندها .. لا تندم ..
ولا تتمنى ولو لطرفة أن يغُفر لك ما جنيت بحقها ..
فهنيئا لقطبان النيران جسدك العفن ..
هنيئا للنار .. قبيح عملك .. وسوء جنايتك ..
فيا أسفاه ..
على عمـر قضته في تشييد بنيان حبك ..
وا اسفاه ..
على قلبها الطاهر ذاك ..
الذي انتشر بداخله سم خيانتك ..
فليرحمها الخالق ..
ولينتقم لمفرد العشق منك ..
ويعوضها بدل ذلك الدمع .. الوجـع .. أضعافا من الفرح ..
لتقر عينها .. ويهدأ فؤادها ..
وتنسى .. ماضٍ .. كانت صفحاته كلها ..
أنت ..
مضى اسبوع آخر .. اسبوع بأيام السبعة .. بليلها ونهارها .. مضى .. كأي اسبوع ينقضي من رحلة العمر .. ولم يبقى منه إلا الذكــرى ..
وفي يوم الجمعة .. كان الجميع .. مجتمعون على مائدة العشاء .. فاليوم بدلا من الغذاء .. اتفقوا أن يتواجدوا بعد صلاة المغرب والعشاء ..
وكان الحريم متواجدون في الصالة .. والرجال في مجلس المنزل ..
سوالف .. ضحكات .. هممهمات .. نغزات .. وغيرها الكثير .. يتبادلها المتواجدون .. فلنلقي نظرة .. على بيان وفطوم .. اللتان تحاولان تحمل " ليلى " ابنة خالهم !
فهي تقول : أمس رحنا الستي سنتر .. آنا وصديقاتي .. وتسوقنا من الساعة ثمان إلى 11 وانص .. ما خليت شي ما شريته لي ..
تبسمت فطوم بمجاملة : اييي .. شنو شريتي لج ؟
لتقول : اممم .. أشياء واجد .. بدلات .. وجواتي .. اكسسوارات .. وانتي تعرفين الأسعار .. تقريبا الي شريته أكثر من ..
قاطعتها بيان : عليج بالعافية ..
تبسمت بزهو : تمنيت تكونون معاي .. بس خفت اتصل فيكم أعزمكم .. وتكونون مشغولين ..
لتقول بيان بكذب : اييي .. احنا أنا وفطوم أمس كنا طالعين ..
لتقول : وين رحتون ؟
التفت بيان لفطوم .. يحاولون اختلاق الأقاويل كما تفعل هي .. فقالت فطوم : رحنا عذاري ..
فتحت عينيها : والله ؟ كان عزمتوني .. خاطري في عذاري .. صار لي شهر ما زرتها ..
لتقول بيان : يوو .. سوري حبوبة .. ما كنا ندري .. لو قلتي لنا .. أكيد أخذناج معانا ..
لتقول : مع من رحتون ؟
اللتفتا لبعض مرة أخرى فقالت فطوم : مع عمار ومحمود وعلاوي وعماد .. وخوات بيان الصغار بعد ..
قالت بخيبة : خسارة والله .. حسرتوني ..
لتكمل بيان : وبعدين رحنا باسكن روبنز .. وشرينا لنا ايسكريم .. ورحنا البحر بعد .. هم سبحو .. واحنا بس نصورهم ..
قالت : ما اني .. أبي اروح معاكم .. سبوع الجاي اذا طلعتون خذوني معاكم ..
لتقول فطوم : احنا تقريبا كل يوم نطلع .. عمار ومحمود ما يقصرون ..
لتقول : يا حظكم عندكم أخوان فاضين لكم .. طيب راوني الصور الي صورتوها ..
تعلثم الاثنتين .. وقالت بيان : الصور ؟ ايي .. في الكاميرا .. ماجبتها معاي .. اذا جيتوا بيتنا .. براويج الصور .. أو بجيبها سبوع الجاي معاي ..
لتقول : يمكن سبوع الجاي ما اجي .. تعرفين ان سبوع نجي هني .. وسبوع نروح بيت بابا عود الثاني ..
[ ليلى : 17 سنة ]
==
كنت جالسا مع البقية وتفكيري كله مع تلك الموجودة في الصالة .. وبخاطري أن أنهض وأترك الجميع .. وأذهب لها .. أنظر في عينيها .. وأطلب منها السماح .. لكن .. كل هذا لن يحدث .. حتى وإن رأيتها .. محال أن أعتذر إليها .. لأنها لا تستحق .. ولست أنا الذي أنزل قدر نفسي لأجلها ..
انتبهت على صوت يعقوب .. الذي يقول بأن أخويه التوأم .. " هيثم وعهود " سيعودان إلى البحرين بعد شهر .. كم اشتقنا إليه هذا الهيثم ..
لأقول : واخيرا بردون .. صار لهم سنتين في قطر ..
ليبتسم : اييي .. تراهم اثنينهم اخذو قطريين .. وقررو يكملون بقية حياتهم بقطر .. أبوي وأمي مطرشينهم قطر للدراسة .. وهم لقو حياتهم هناك ..
ليقول محمود : ما اتخيل روحي أعيش برى بلدي ..
ليقول يعقوب : ولا انا .. أمي وابوي آمالهم كلها علي .. يعتبروني وحيدهم ..
لأبتسم : من قدك .. كل الدلع لك ..
ليضحك : بس ملل .. البيت كئيب .. دائما خالي .. أبوي في الشغل وأمي تروح لجيرانا أو بيت عمومي .. وآنا ما احب اقعد في البيت علشان جذي ..
ليقول محمود وهو يغمز له : يلله .. انت اللحين في آخر كورس .. ما تجي الاجازة .. إلا وانت خاطب ..
ليبتسم : هذا الشي اكيييد .. امي من أول ما دخلت الجامعة وهي تحن علي .. وآنا الصراحة .. بعد مليت من العزوبية والوحدة ..
ضحكنا معا .. ليقول عمار : خلاص عجل .. من اليوم ادور لك وحدة ..
ليضحك ويقول : لا حبيبي .. أخاف تعطيني وحدة تبي تفتك منها من الي تكلمهم ..
لأضحك : لا تخاف .. ما دريتوا بقراري ؟
ليقولان : شنو ؟
ابتسمت : قررت أبطل تلفونات .. بكتفي بالمسن والشات لين ما شوي شوي أرجع رجل عاقل ..
ليضحكا .. ويقول محمود : توى الناس .. بس زين .. انت خل عندك اصرار وعزيمة .. وبتبطل كلام مع البنات في كل مكان ..
لأبتسم : صعبة هذي شوي ..
ضحك يعقوب وقال : أتخيلك انسان مأدب وعيونك ما تلفت يمين ويسار ..
ضحكت بخفة : الله يطول عمرك .. وتشهد على هـ اللحظة ..
==
اسبوع يليه اسبوع آخر .. وها قد انتهى شهران .. فلأقف معكم قليلا .. وأحدثكم .. عن ما حدث في هذان الشهرين ..
بمن نبدأ .. فلنبدأ .. بمنتهى ..
[ منتهى ]
تقبلت صدمة أن مازن صديق يعقوب .. واستمرت علاقتي مع يعقوب .. في شراءه الكتب لي .. وفي هذه الفترة .. تجاهلت مازن كثيرا .. وكل وقتي كنت أقضيه في قراءة الكتب والتمعن بمعانيها .. ويعقوب .. لم يبخل علي قط في الاجابة على اسئلتي .. أحمد ربي كثيرا لأنه أرسل لي يعقوبا لهدايتي وارشادي لطريق الحق .. وقرر يعقوب .. أن يأخذني لشيخ معروف .. لاعتناق الاسلام .. أما عن علاقتي بأحمد .. فهذين الشهرين أيضا انتهت .. ولم أسمع أية خبر عنه .. وزرت بيان مرتين .. والتفيت في هذه المرتين بأخاها محمود ذو النظارات الغريبة وعينيه التي أشعر بأن خلفهما تساؤلات يرغب بطرحها علي .. أما عمي ووالدتي .. فالحال لم يتغير بعد ..
[ مازن ]
أشعر بصراع بين قلبي وعقلي .. فعقلي يقول انتظرها لحين أن تأتي وتقول لك بأنها قد قبلت بك شريكا لحياتها وقلبها .. وقلبي يقول لا .. ارغمها على الخضوع لك ولرغباتك .. علاقتي بها شبه معدومة .. أراقبها باستمرار .. وكم ينزف قلبي حينما تتجاهلني في كل مرة ألتفي بها .. أما يعقوب .. فأنا شاكر له .. صحيح أنني كنت أشك بعلاقته معها .. لكنني الآن مرتاح البال .. لأنني على يقين أن يعقوب .. لا يخونني .. وهو معها لأجل هدايتها للإسلام ..
[ يعقوب ]
ان سألتموني عن حالي فأنا سأطير فرحا .. فقد بدأت الامتحانات النهائية .. يعني أن فطوم .. قريبا ستكون لي .. فقد حدثت أمي أنني أريدها .. وقالت بأنه حينما تعود عهود .. أي بعد عدة أيام .. ستخبرها بما أرغب .. وما إن تنتهي فطوم من المدرسة ستتقدم لخطبتها .. أما عند منتهى .. فهي كما هي .. أحبها بقدر المحبة التي أحملها بقلبي لبيان .. والحمد لله قريبا سأخذها لتعتنق الاسلام .. وعلاقتي بها لم تأثر على صداقتي بمازن ..
[ أحمد ]
أنا ؟ ماذا أقول أنا .. أشعر بأن خديعة يحيكها والدي مع وليد بهدوء تام .. فقد مر شهرين .. ولم يتعرضوا لي بشيء .. حتى أنه محمود .. لم يتعرض لشيء بعد .. وهذا الذي يخيفني .. يبدو أن انتقامهم في هذه المرة سيكون قاتلا .. وأقوى من كل مرة .. أنا بانتظارهم .. وسأقف في وجه والدي كما أفعل كل مرة .. بالمرصاد ..
أتنتظروا أن أخبركم عما بقلبي ؟ وما أحمله من وجدان ؟ حسننا .. سأخبركم .. تلك التي بقى ذكراها محفوظا بذاكرتي وقلبي لسنتين .. لم ينتهي ولم يزول خلال هذين الشهرين .. بل .. زاد الشوق .. ولكن لم يعد ذالك ظاهرا .. فقد عاهدت نفسي أن أعيش .. وأواصل مسيرة حياتي .. ولكني .. لا أزال بانتظارها ..
حدث شيء أود أن أطلعكم إياه .. أحاسيس تحاول أن تولد ولكنني أقتلها كلما فكرت برؤية قرص الشمس .. لا أود بأن أدخل مدينة العشق .. ألا يكفي .. ما حصل لي ..
[ محمود ]
كل شيء يسير كما أتمنى .. الحمد لله بتوفيق منه أصبحت ناجحا في عملي .. والكل يشهد بأنني متميز في أفكاري .. وأذهلهم بخرائطي .. لكنني أطمح للمزيد .. ربما تستغربون .. لكنني أطمح إلى أن أكمل دراستي .. وأنال شهادة أعلى .. لكي تتحسن مهاراتي ..
أعيش بسكون بعيدا عن أذية أبو وليد وابنه الحقير .. لكنني على يقين تام بأن سكوتهم هذا خلفه استعداد على خديعتي من دون لا أعلم ..
أنا بانتظار أن تنتهي امتحانات بيان على خير .. فقد أعددت لها مفاجئة .. فقد حجز لي أحمد تذكرة سفر إلى ألمانيا للعلاج عن المرض .. أو الفايروس الذي بجسدي .. وحينما اخبرت أمي بلأمر .. طلبت مني أن أخذ بيان معي .. وأخذت لها تذكرة سفر .. فما إن تنتهي من امتحاناتها .. بعد عدة أيام .. سنسافر لألمانيا ..
صحيح .. لم أخبركم .. اني أشك بأمر منتهى هذه .. حينما أراها .. أود بأن أكلمها وأسألها ان كانت هي منتهى أحمد أم لا .. لأنه حينما وصفها لي .. أشعر بأنها قريبة لمنتهى صديقة بيان .. لكن .. لم تحن الفرصة بعد ..
[ بيـــان ]
امممم .. ماذا أقول عن نفسي؟ وعن ماحدث لي في هذه الأيام ؟ انتهى آخر فصل دراسي لي في المدرسة .. وها أنا أقدم امتحانات نهاية الفصل الأخير .. هناك تطورات في مستواي الدراسي .. الحمد لله .. ففي هذين الشهرين .. انشغلت بالدراسة .. ودرجاتي تحسنت .. ولم أنسى ما قام به عمار لي بعد .. فقد كنت أدخل باستمرار إلى تلك الدردشة التي يتواجد بها .. كنت أحدثه مرارا .. يوميا تقريبا .. سألني من تكون أنا .. لكنني أستدرجه .. وأقعه في شباكي .. سأجعله يحبني .. لا تنظروا إلي هكذا .. هذا أقل ما أقوم به .. لكي أعلمه الدرس الذي لن ينساه طوال حياته ..
أحمد .. حلم بعيد في حياتي .. أشعر أن كلما مر يوم ما .. ابتعد اتصال روحي بشخصه .. ما عدت أنظر إليه كما كنت أنظر سابقا .. لأنني لم أعد أملك وقتا .. إما المذاكرة .. أو الجلوس أمام شاشة الكوميوتر مع عمار .. أو الذهاب لشقة رنا .. لمساعدتها على نقل أشيائهم وترتيبها ..
علاقتي مع فطوم كما هي .. أحبها بقدر أنفاسي .. كم أتمنى أن لا يحرمني الله منها ..
[ فطوم ]
أما أنا .. ففي هذه الأيام لا أرى .. كل وقتي أقضيه في غرفتي أذاكر للامتحانات .. فأنا مصممة على أن ترتفع نسبتي .. أشعر بارهاق شديد .. وصداع مستمر من قلة النوم وكثرة التركيز بالكتب ..
أما عن الشهرين التي مضت .. فلا تسألوني .. فقد التقيت يعقوب .. وأخجلني بنضراته .. وفهمت من نغزاته .. أنه سيتقدم لخطبتي ما إن تنتهي المدرسة ^^
ان سألتموني عن مشاعري ناحيته .. فأنا أحبه قليلا " هههه " لا أعلم .. ولكنني لا أراه باستمرار .. لكنني أفتخر به .. أشعر بأن رجل حقيقي .. ويحمل مواصفات فارس أحلامي ..
أما عن علاقاتي الأخرى .. فلا شيء جديد يذكر .. غير أنه زاد تعلقي ببيان ابنة خالني واختي التي لم تلدها امي .. رغم أنني أعلم أنها على خطأ في بعض ما تقوم به .. كـ عمار مثلا .. لكن لا أستطيع منعها .. لأنني لو كنت مكانها .. ربما كان انتقامي .. أشد .. وأقوى ..
[ عمار ]
شهرين مضت .. ولم ألتقي بتلك التي تعبث بمشاعري .. فقد قلت زياراتها لمنزلنا بشكل ملحوظ .. حتى أنه والدي أخذ يسأل عنها .. وحينما تجتمع عائلتنا في منزل جدتي .. أتعمد أن أتأتي متأخرا .. فأجلس في المجلس .. ولا أخرج للصالة أو المطبخ حيث تكون .. صحيح أن ضميري ما زال يأنبني .. لكن بما قمته معها .. جعلني أدخل مصراع مع عادل المغرور ذاك .. وبشار الغبي ينقل كل شيء يحدث معي لجهاد أختي .. وهي تستجوبني ..
هناك شيء آخر .. تلك الفتاة المجهولة .. التي تتحداني علنا أمام كل الذين أعرفهم بتلك الدردشة .. أخذت تتوغل لأعماقي .. وحديثي معها " ضايع " فلم تخبرني من تكون هي بعد .. ولم أحصل على رقم هاتفها بعد .. لكنني ما إن أعرفها .. سأجعلها تكره الساعة التي فكرت بها بالعبث معي .. والتسلل لوجداني ..
[ عادل ]
زاد تعلق قلبي بها .. ففي هذين الشهرين .. كثرت زياراتي لوالدها .. الذي أصابته جلطة .. وأخبرنا أنه يجب أن لا يتعرض لأية صدمة .. لذلك .. تكلفت بنقل أغراضهم كلها للشقة .. والحمد لله .. فبلأمس .. أعطيت مفتاح البيت والدي .. الذي تبسم .. ورمى بالمفتاح فوق مكتبه ..
لكن هناك ما يخيفني .. كلام أحمد .. فهو دائما ما ينعفني ويطلب مني أن لا أتمادى بمشاعري .. ويطلب مني المستحيل وهو تركها وشأنها ..
كم أود أن أعرف لما أحمد هكذا ؟ ولما كل هذا اليأس .. بأن لا يقوم أي منا نحن أبناء والده بعلاقة مع أي انسان .. فهو يقول ببساطة .. بأنه سيتأذى .. من والدي ..
[ حسن ]
ربما تستغربوا وجودي .. ولكن .. جئت لأخبركم بأنني أشعر بأن القدر يخبأ لي لقاءا .. مع تلك الصغيرة الباكية .. فقط هذا ما أود اخباركم به .. ألقاكم .. على خير .. في الصفحات القادمة ..
*
*
*
في آخر أيام الامتحانات .. خرجت من القاعة وابتسامة فرح عالقة على فمي .. وقفت أمام الدرج .. أنتظر قدوم فطوم .. وكلها لحظات .. وتأتي صفاء ومن ملامحها تتضح السعادة : بشـري ؟
رمت بنفسها في حضني : فديت وجهج .. سويت زيييين .. هع .. يااااي ..
أبعدتها عني وأنا أتصنع الضيق : زيييين ما انقلبت وانرميت من فوق لتحت .. شوي شوي علي .. تراني ما اتحمل جثتج هذي ..
أمطرتني بنظرات احتقار : شوي شوي على عمرج حبيبتي .. أذوب أني على الرشاقة
تبسمت بثقة : احم .. ما يحتاج تمدحيني ..
جائت ناحيتها دعاء وهي تصرخ : بييييون .. صفوووي .. سووووووويت زين ..
التفتنا معا لها وبصوت واحد : زيييين لة ..
التفتنا لبعضنا .. وضربتها على جبينها : رجلي أحلى من رجلج ..
وضربتني على جبيني بنفس الوقت : أنا رجلي أحلى .. ما في مجال للمقارنة أصلا ..
لتقول دعاء ببلاهة : شفيكم ؟
لأقول لها : أقولج شي وما تزعلين ؟
قالت دعاء بخوف : قولي ..
تبسمت بشيطانية ورمقتها : تراج واجد خفيفة .. ما تنطاقين ..
لتكمل صفاء : وشايفة نفسج على الفاضي ..
ليلمع الدمع بعينيها : مشكورين .. ما قصرتوا ..
ضحكنا معا : ويو .. صادو ..
هههههههههههههههههاااي ..
لتقول : شفيكم ؟
فقالت صفاء : اسألي الهانم بيااانو .. هي الي بدت .. قاعدة تتمسخر علي .. تمسخرت عليها .. وجيتين انتي وكملنا الهوشة لوووول ..
وكأنها لم تسمع ما قالته صفاء وقالت : ما علينا .. اللحين وينهم فطوم ورنا ؟ عازمتكم على كنتاكي ..
لتقول صفاء : صج ؟ فديييت صديقتنا الكريمة ..
ضحكت أنا : مالت عليج يا ام مصلحة .. ( التفت لدعاء ) بس أنا ما اكل من كنتاكي ..
لتقول صفاء : والله عاد مو شغلنا .. طالعينا واحنا ناكل ..
وما إن حركت دعاء فمها لتتكلم .. أتت فطوم ورنا : مرحبا ..
قلنا بصوت واحد : مراااحب ..
فقالت رنا : شسويتو بالامتحان ؟
قلنا لها بصوت واحد أيضا : كويس ..
ضحكنا معا .. ونزلنا قاصدين البوابة ..
==


لم أخبركم عن أخبارها خلال تلك الشهرين .. فالأحداث التي تحصل .. خير متكلم ..
أغلقت باب السيارة والتفت له بابتسامة : شلونك حبيبي ؟
تبسم لي وهو يتأملني : بخير .. من شفتج ..
أشحت بوجهي للنافذة خجلا .. وأدرت بناظري نحوه حينما أحاط بكفه الدافئ ذراعي : مناي ؟
تبسمت له وأنا أخفي وجعا يتدفق في حنايا قلبي كلما نظر إلي نظرة حب أو أحاطني بحنانه : عيونها ؟
ابتسم لي : شرايج نروح نفطر بمطعم ؟
قلت له بسعادة : اوكيييه ..
أدار وجهه للأمام .. وحرك السيارة .. وتركني أغوص في وريقات الذكرى ..
فبعد ذلك اليوم .. ارتديت الحجاب .. لم أظهر أمامه أي شعرة .. ورأيته استحسن تصرفي ومدحني .. بعد ذلك .. أخذت أتقرب منه .. أجلس بجانبه حينما يكون مع أختي أميرة .. أسأله عن أحواله .. وأطلب منه أن يحذني عن ذكرياته .. عن نفسه .. أصبح قريبا مني .. لحين أن رقدت أميرة في المشفى بعد أن ساء حالها .. فجسدها باطراب بسبب جنينها .. وعندما عاد فجرا مرهقا .. صنعت له الفطور .. حاولت مواساته .. و .. اعترفت له بحبي .. صحيح أن ذلك كان صعبا .. وأنه رمقني باحتقار .. واسبوع كامل لم يضع عيناه في عيني .. صحيح أنه رفضني .. شهر كامل وأنا أطارده .. أعترف له بكل ما يختلج بقلبي .. اعترض .. وقبل .. لحين .. رضخ لي .. وقبل بمحبتي له ..
لست سعيدة كما توقعت أن أكون .. لست مرتاحة البال وأنا معه .. الذنب ذنبي .. والتقصير كله مني .. كم يؤلمني .. أن أخون أقرب الناس لي .. ولكن .. لا أستطيع .. فقلبي .. هو الذي يسيرني ..
==
أتصفح الجريدة .. وأشرب من كأس البيبسي .. كنت حينها .. أتناول قطعة الدونات حينما سمعت صوت ضحكات تقتحم المكان .. رفعت رأسي .. فرأيت فتيات يرتدين المريول الأزرق .. مهلا .. أليست هذه بيان ؟
أعدت نظري إلى الجريدة .. حينما دخلن إلى الداخل .. وسمعت صوت اختي دعاء : تعالو نقعد على هذي الطاولة ..
ووصلني صوت أخرى : لا .. نبي هذي ..
رفعت رأسي .. انني أعرف هذا الصوت .. ماذا ؟ أهذه رنا ؟
شربت شربة أخرى .. وأدرت وجهي نحوهم .. فرأيت بيان جالسة بجانبها تلك التي دائما أراها معها .. وأمامهم .. دعاء .. وأخرى لا أعرفها .. ورنا ..
يالهذه الصدف .. أيعقل أن رنا صديقة دعاء ؟ وتلك التي يقرب لها المغرور ؟
تبسمت حينما خطر ببالي فكرة .. ونهضت من كرسيّ نحوهم ..
رأيتهم يرفعون أنظارهم إلي حينما اقتربت وقالت دعاء : عـــادل ؟
ابتسمت لها : ايوة .. ( التفت لرنا .. ثم لتلك المسماة بيان ) شتسوون هني ؟
رأيت رنا تتبادل النظرات مع بيان والتي بجانبها .. لحين قالت دعاء : نفطر .. اليوم آخر يوم ..
تبسمت : والله ؟ مبروووك ..
لتقول بيان لدعاء : من هذا السخيف ؟
رأيت الفتاة التي لا أعرفها تخفي ضحكاتها أما أنا فابتسمت واجابت دعاء : هذا عادل .. اخوي .. ( وقالت لي ) عدول اللحين يصير تروح ..
ابتسمت ثانية .. وأنا أرى الصدمة على وجوه الثلاثة وقلت : ايوة .. يصير ..
==
دخلت " جاسميز " وأنا متضايق .. فبدلا من أن أكمل مراجعتي .. أدور من شارع لآخر .. وكيف أذاكر ؟ وذهني مشوش .. وألف من الأفكار تشغلني ..
وقفت أمام الموظفة الفلبينية وقلت : هاي ..
تبسمت لي : هاي ..
طلبت وجبة بسرعة .. ووقفت مكاني .. سأعود بعدها إلى البيت .. لكن .. حينما التفت للوراء .. اتجه نظري إلى مجموعة فتيات يضحكون بصوت مرتفع .. ورأيت ما لا أطيق رؤيته .. بيــــان .. وفطوم ..
تبسمت بسخرية .. واتجهت لهم : فطوم ؟ شتسوين هني ؟
قالت لي متفاجئة : عمار ؟ لا بس دعاء عازمتنا على الفطور .. بمناسبة آخر يوم ..
وجهت نظرة إلى بيان التي أشاحت وجهها من أن رأتني : اوكي .. افطروا .. بس مو تضحكون بصوت عالي .. صوتكم واصل لآخر الدنيا ..
ومشيت عنهم .. وأنا متضايق أكثر .. لكن الذي أثار غضبي .. هو عندما رأيت عادل .. وهو جالس على مقربة منهم يقلب صفحات الجريدة .. اتجهت له .. وابعدت الكرسي الذي أمامه وجلست ..
رفع بصره وقال متفاجئا : عمـار ؟
قلت له بكل كره الدنيا : لا ولد عمه ..
قهقه ضاحكا : ما دريت انك خفيف لهدرجة .. وتعرف تنكت ..
قلت بسخرية : ومنكم نستفيد ..
ليقول : شجايبك ؟ تطمن على الأهل ؟
بنفس تلك النبرة قلت : ايوة .. احساسي قالي ان ذيب جالس معهم بنفس المكان .. واطريت أجي .. احميهم ..
ضحك : اووه .. وأخيرا اشتغل قلبك وعرفت تحس ؟
قهرتني كلماته لكنني قلت : ايوة .. ما دريت .. من اليوم الي شفتك فيه ..
تبسم بسخرية : تقصد في المستشفى ؟
قلت : وشمعنى ؟
ليقول : صحيح انها كانت صدفة .. لكنها احلى صدفة .. تمنيت أشوفك مرة ثانية .. عجبتني وانت معصب ومسوي فيها بطل بالجامعة ..
بنفس السخرية : لا تصدق روحك واجد ..
قاطعني : تراني لين اللحين ما علمتك من أكون أنا .. فلا تستحرقني .. لأني أنا بعد أعرف أسوي سواتك وأكثر ..
ضحكت : اوه .. طلع لك اللسان يا حبيب البابا ..
يبدو أنني جأت بها على الجرح لأنه رمى الجريدة على الطاولة .. ومسكني من بلوزتي : ثمن كلامك .. ارجع وأقولك انك ما عرفتني زين ..
أبعدت يداه عني وهمست له : اكيد .. واحد نذل مثلك .. كل يوم .. وله وجه .. ودام أبوك أبو وليد .. ما استبعد عنك شي ..
رمقني بغضب وأنا ما زال ظاهري الهدوء : ما برد عليك .. بس لا تصيح .. إذا كان ردي .. في أقرب الناس لك .. ( رفع سبابته تجاه الطاولة التي فيها فطوم وبيان ) سلااام ..
==
كل هذا وقع تحت أنظارنا .. تبادلنا النظرات أنا وفطوم ما إن خرج عادل وهو غاضب .. لتقول صفاء : شصاير ؟
فقالت فطوم لدعاء : شكله أخوج مع اخوي بالجامعة .. لأن سمعت جهاد مرة قالت لعمار .. شسالفتك مع عادل .. وشكله عادل الي دايم موب زين معاه .. هو نفسه عادل أخوج ..
لتقول بعدم اكتراث : عادي .. ما في شي غريب عن عادل ..
وقالت صفاء : شسالفته أخوج ؟ يعني مغرور مثلا ؟
تبسمت دعاء : مو سالفة غرور .. بس هو شقولج عنه .. زين ومو زين بنفس الوقت .. يأذي الناس .. لكن بضمير .. هو مثل كل الناس فيهم جانب الخير والشر .. لكنه متقلب .. مرة شحلاته .. ينحط على الجرح يبرى .. ومرة ثانية .. لا ..
رمقتني رنا بنظرة ذعر .. فتبسمت لها وقلت : بنات شرايكم بعد ما نطلع من هني نروح الكورنيش .. خاطري اتمرجح .. ودام اللحين صبح اكيييد ماكو أحد ..
لتقول صفاء : صحيح .. يلله قوموا ..
==
كنت حينها بالمطار .. مع أبي وأمي .. بانتظار عهود و هيثم .. وكلها دقائق .. ونراهما .. قادمان نحونا ..
تهلل وجهي فرحا والتفت لوالدي : يبه .. يمه .. كاهم جو ..
اتسعت ابتسامة أبي .. ولمع الدمع في عيني أمي .. أما أنا فهرولت ناحيتهما ..
صرخت بأعلى صوتي : هييييثم .. عهوووود ..
لوحا لي بكفيهما .. وما إن وصلت إليهم .. حتى ارتميت في حضن هيثم أولا : شخبارك ؟
قال وهو يضحك : بخييير .. مشتاق لكم .. شخبارك انتون ؟
ابتسمت له وقلبي يتطاير فرحا : بخيييير دامني شفتكم .. واخيرا نورت البحرين ..

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -