رواية وش رجعك -15

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -15

لتقول لي بيان : خنقة .. الواحد ما ياخذ راحته في هـ الدنيا يعني ؟ في كل مكان العرب منتشرين ..
ضحكت : شناوية تسوين مثلا ؟
قالت لي وهي تضحك : شبسوي مثلا ؟ امممم .. اركض بالشارع .. تذكرين الكورس الأول يوم تمرضين وتغيبين ؟
قلت لها : اييي ..
قالت لي : كان في باص يوصلنا لة .. المهم .. أنا كنت متحججة بمعلمة البدن .. وسوو لي سالفة وأخذوني الاشراف .. وطلعت متأخرة شوي .. وشفت ان الباص بيمشي .. وركضت ههههه صدقيني ركضت بـ براءة .. علشان ما يمشي عني وأتوهق .. لكن ما دخلت .. إلا كل الناس يضحكون علي .. وراعي الباص الحقير .. ما اذكر شنو قال بالضبط لكنه كان يطنز ..
كنا حينها خرجنا من الفندق .. وجلسنا على الكراسي المصفوفة بجانبه : ههههههههههه ..
وجاء النادل ( الكلام مترجم لأني ما اعرف انجليزي عدل هع ) أعطانا قائمة الأطعمة ووقف بانتظار اخباره بما نريد .. سألتني بيان : شتبين ؟
قلت لها : امممم .. عصير برتقال و ( قلبت المنيو ) سندويشة ..
قاطعتني : أنا أبي كورنفليكس وشاي .. وجبن وزيتون .. قولي له ..
ضحكت : انزيييين .. ( التفت لنادل ) عصير برتقال واحد .. سندويشة جبن واحد .. كوب حليب وكورنفليكس .. صحن جبن وزيتون ..
قال النادل وهو يبتسم : فقط ؟
تبسمت له : نعم ..
كنا نتناول الطعام حينما قالت لي بيان : فطوووووم .. طالعي هذا الي قاعد على الطاولة الي بعد طاولتنا ..
رفعت بصري إليه .. رأيته رجلا في بداية العشرين من عمره .. يرتدي بلوزة بيضاء فيها حروف بلانجليزية .. وجينس أزرق .. كان يقابلنا .. لذلك .. استطعت النظر إلى ملامحه .. كان مألوفا : مو هذا الي كان معانا بالفت ؟
قالت لي : ايوووة .. وأنا اقول في وين شايفته ..
ضحكت : وانتي شعلييج منه ؟
قالت لي : شوفي الناس القاعدين .. كلهم أجانب .. إلا احنا وهذا .. خله يقوم .. علشان نصير مميزين ..
ضحكت ثانية : احنا جذي جذي مميزين .. واحنا لابسين شيلات ..
قالت لي : ايي صح .. ( رفعت نظرها لذلك الرجل ثم قالت ) فطوم .. يطالعنا ..
التفت له .. فرأيته يبتسم .. تجاهلته والتفت لبيان : ويييه .. يوزع ابتسامات ..
==

[ غســــان ]

نهضت من مقعدي وأنا موقن بأنني أعرفهما .. اتجهت لهما وقلت : صباح الخير ..
رمقاني .. وقالت ذات الملابس الخضراء : خيـــر ؟
ضحكت بخفة : الخير بويهج ( التفت لثانية ) أنا شايفنكم من قبل صحيح ؟
لتقول الثانية ذات الملابس الوردية : لا .. ممكن تتباعد ..
ضحكت بنفس الهدوء وقلت لها : شكلج مو غريب علي .. تعرفين واحد اسمه عمار ؟
رأيتهما تتبادلنا النظرات .. وقالت الأولى : في الحياة عمارات وااااجد ..
ضحكت : ايوة .. أنا أقصد عمار صديقي .. ( تبسمت ) أنا غسان .. اذا كنتو تقصدون عمار الي أعرفه فأكيد تعرفون واحد اسمه غسان ..
تبادلتا النظرات ثانية وقالت الثانية : ايوة .. عرفناك ..
تبسمت لها : انتي اخته ؟ فطوم ؟
رمقتني : فاطمة ..
اتسعت ابتسامتي : ايوة .. بس أخوج اذا يسولف لي .. ما عمره قال إلا فطوم ..
لتقول وبدا عليها الخجل : زيين .. ممكن تروح ؟
تبسمت لها : ما قال لي عمار انكم مسافرين ؟ خير ان شاء الله ؟
رأيتها تنظر إلى الأولى برجاء .. فقالت الأولى : هي انت .. أخ غسان .. خير يا طير تعرفنا .. ممكن تتباعد .. ترى وقفتك هني .. تسبب لنا ضيقة .. ما نقدر نتنفس يا اخي ..
تبسمت لها : ان شاء الله اللحين بروح .. بس بسأل سؤال أخير .. في أي طابق ساكنين ؟
لتقول الأولى : التاسع .. جاوبناك .. مع السلامة ..
ضحكت ورفعت كفي ألوح لهما : اوكيه .. أشوفكم على خير ..
==


[ عمــــار ]
منذ عشر دقائق و أنا أطرق على باب غرفتهم : فطوووووم .. بياااان .. بسكم نوم .. يلله قومو ..
تقدم نحوي محمود الذي خرج من غرفتنا توا : ما قعدو للحين ؟
قلت له بضيق : لا .. سببو لي ارتفاع في السكر وأنا أطق على بابهم .. حشى .. كل هذا نوم ..
خرج أحمد وبعده عماد وهو يتثائب : سكر فمك .. وربي فشلتنا .. احنا مو في البيت ..
ليقول : لم فمك احسن لك .. مالك دخل فيني ..
وتثائب ثانية ولم يضع يده على فمه .. ليضحك أحمد ومحمود .. وقلت له : ما ادري متى بتكبر ..
فقال : اذا شرو لي سيارة ..
ليقول أحمد : وين البنات ؟ صحو علشان نروح نفطر ؟
قلت له : طفشت وأنا اقعد فيهم ..
ليقول : يمكن صحو قبلنا وهم اللحين يفطرون ..
فقلت له : يبي لهم ذباح .. أنا قايل لفطوم لا تتحرك بدونا ..
ضحك محمود : دام هم مع بعض .. أشك يسمعون الكلام ..
وما إن تحركنا لدخول المصعد الذي فتح .. حتى قال محمود : وين علي ؟
قال عماد : لحظة .. لا يسكر هذا .. نسيناه بالغرفة ..
لنراه يأتي راكضا نحونا وهو ممسك حزام بنطاله : وقفو .. لا تهربون عني ..
ضحكنا جميعا .. وما إن دخل حتى أغلقت المصعد .. فقال علي : هذي اخر مرة تدخلون الحمام قبلي .. كلكم تجهزون .. وأنا ما اتهنى ؟ ما مداني أسبح إلا انتو كلكم طلعتو ؟
ضحكنا مرة أخرى .. وخرجنا من المصعد قاصدين المطعم .. ونحن نتبادل الأحاديث ..
==
[ عـــادل ]
استيقضت باكرا على صوت دعاء : قوم .. عادل بسك نوم ..
قلت لها بضيق : شتبييين ؟ رااح أحمد واستلمتيني بالحنة ؟
قالت لي : مو محتاجة لك .. أميرة ما ادري شفيها ..
نهضت بفزع : شفيها اميرة ؟
قالت لي : ما ادري .. قاعدة تصيح ..
خرجت من غرفتي بسرعة .. وقصدت غرفة أميرة التي على مقربة من غرفة دعاء .. دخلت .. وقصدتها على سريرها الأبيض .. رأيتها تبكي بصمت .. قلت لها بخوف : أميرة شفيج ..
قالت لي بين دموعها : حلمت فيه ..
ضمير " هـ " يعود على شخص أود أن أقتله .. وألوث يداي بدمه .. ضممتها إلي .. وجعلتها تفرغ ما بمكنونها .. أسقيتها الماء الذي أتت به دعـاء .. وما إن هدأت .. حتى سمعنا طرقا على الباب ..
التفتنا جميعا وقلت : ادخل ..
دخلت الخادمة : بابا .. يبي كلو انت ينزل تحت ضروري ..
قلت لها : وشنو يبي ؟
قالت : ما في يعرف أنا .. انت ضروري ينزل تحت ..
قلت لها بضيق : انزين .. اللحين بننزل ..
التفت لأميرة : تقدرين تنزلين ؟
تبسمت وهي تمسح دمعها : اييي .. أصلا أبي أنزل وأغير جو عن جو الغرفة ..
نهضت : اوكي .. بس بننزل كلنا مع بعض .. نطروني .. ما بتأخر .. بسبح عشر دقايق وأنا جاي ..
اتجهت لغرفتي .. وأنا أفكــر .. بأمريـن .. كلا .. ثلاثة أمور .. الأول ماذا يريـــد أبي منا ؟ ولما طلب اجتماعنا ؟ الثاني .. هو كيف سأتصرف مـع طـارق .. وأيــن سأجــده في ايطاليا .. فقد علمت أنه سافر إلى هناك .. لذلك أنا عزمت السفر إلى ايطاليا .. والثالث .. أفكــر في تلـــك التي أذيتها من دون قصـــد .. ولا أعــلم كيف تجري الأمور معها .. فليحفضها الله .. ويحرسها من ذالك اللعيـــــن ..
==
[ أبـــو جـــاسم ]
أرخيت رأسي على الكنبة .. بعد أن تناولت حبة بندول .. فسألتني : شفيك حبيبي ؟
تبسمت لها رغم وجعي : ارهاق من الشغـل ..
قالت لي : ارحم روحك .. وخذ لك اجازة شهر .. نسافر مع العيـــال ..
قلت لها : بفكر ..
تبسمت لي : لا .. قرر .. أنا من زمان ما سافرت ..
اعتدلت في جلستي .. وأحطت بذراعي كتفيها : ودج نسافر ؟
تبسمت : ايي ..
قلت لها : لوين ؟
قالت : أي مكان .. أهم شي نكون مع بعض ..
ضحكت بخفة : هذا كلامج .. من أول ما اخذتج ..
تبسمت بخجل : وهذا انت حنون وطيب معاي من أول ما تزوجنا .. الله لا يغيرك علي ..
قبلت رأسها .. وقلت لها بضيق : متأكدة اني حنون ؟
هزت رأسها بإيجاب : مافيها شك ..
قلت لها بنفس الضيق : عجل ليش منتهى تكرهني هـ الكثر ؟ ليش منتهى ما حست بيوم بهـ الحنان ؟
تبسمت لي : انت أدرى بـ الأسباب .. لا تضايق نفسك علشان منتهى .. يوم من الأيام بتكبر .. وبتعرف انها خطآنة ..
لأقول : أتمنى .. بس يعلم ربي .. ان مــازن مافي منه .. هي ليش مصرة على أحمد ما ادري ..
تبسمت : أحمد عوضها عن فقدنا كلنا بالغربة .. شي طبيعي بتكون متمسكة فيه هـ الكثر .. والي تمر فيه فترة صدمة لأنها فقدته ..
قلت لها : تتوقعينها بتحب مازن ولا لا ؟
قالت : أكيد بتحبه .. منتهى حبت أحمـد بمراهقتها .. حبته لأنه الوحيــد الي وجه لها حبه بذيك الفترة .. ولما بتلاقي الاهتمام والحب من غيره .. أكيــد بتميل له ..
سكت .. لست مقتنعا بكلامها كليا .. لكنني لا أجــد ما أقولــه .. لما أشعر بالذنب الآن ؟ لما أحاسب نفسي على أفعالي الآن ؟ لما أشعر بأن كل أحزان تلك الفتاة سببها أنا ؟ أليس أنا من حرمتها من والدها كما تقول ؟ أليس أنا من حرمتها من أحمد ؟ أي .. كل من تحبهم فقدتهم بسببي ..
==
[ بيــان ]
كنـا جالسين على العشب الأخضر في احدى حدائق برلين .. على شكل دائرة .. نتناول الغذاء .. كنا وقتها في غاية السعادة .. وحتى كلام ضياء الذي ضاق له صدري .. تجاهلته مؤقتا .. لأنهم يقولون أن تترك بصمة مميزة في كل يوم من أيام حياتك .. لأنك في يوم من الأيام حين تعود بذاكرتك للخلف .. ستبتسم لطيف تلك الذكريات ..
انتهينا من الغذاء .. وسندت جسدي على غصن شجرة .. وبالجانب الآخر .. كانت فطوم ساندة جسدها على نفس الغصن .. كان وقتها الجو رائعا .. وكأن عرسا للشمس أقيــم في السمـــاء ..
/
[ فطــوم ]
بيـــان .. شرايج بجلسة استرخـاء ؟
فقالت لي : حـلو .. يلله ابدأي ..
تبسمت : غمضي عيونج ..
قالت لي : مغمضة .. يلله بدأي بالجلسة ..
ضحكت : الساعة بعشرة دينـــار ..
لتقول : افا ما في تخفيض .. أنا بنت خالتج ..
ضحكت بخفة .. وقلت بعد أن أغمضت عيناي : خـلنا نتخيل ان احنا طيرين .. نحلق بالسمـا .. نروح من مكان لثاني ندور أكل لعيالنا ..
لتكمل : امممم ماحددتي نوعية الطير .. لو افترضنا انا كنا بلابل .. واحنا نطير .. فرحانين لقينا الدود .. لقينا صقر يلحقنا ..
تبسمت : نزلنا بسرعة .. واختبأنا بين الأشجـــار .. لكــن لأن حضنا موب زين .. لقينا ثعبان .. ويبي ياكلنا ..
فقالت : كنا عند نخلة .. أخذنا كم رطبة .. ورميناها على الثعبان .. لين ما خاف وراح عنا ..
انفجرت ضحكا : هههههههههههههههه صارت هذي فلم كارتون .. موب جلسة استرخاء ..
لتقول : لأنج يا حلوة .. ما دورتي موضوع حلو .. ما تخيلتي إلا ان احنا طيور ؟ من حلاتهم عاد ..
تبسمت .. كم أعشق الطيـــور أنـــا .. وأتمنى أن أكون طيرا كي أحلق يوما مـــا ..
==
[ أحمــــد ]
رمينا بثقل أجسادنا على العشب الأخضر .. أنا .. ومحمود .. وعمـار .. كنا قد أغمضنا أعيننا .. كم أشعر بالسعادة .. بين هؤلاء .. وأتمنى في اليوم ألف مرة أن يكونوا أقاربي .. لا تربطني بينهم الصداقة فحسب ..
لأقول لمحمود : محمود ..
فقال لي : هلا ..
ارتسمت ابتسامة على فمي : لو كنا اخوان ؟
التفت له .. فرأيته يبتسم : حـلو ..
فقلت : عن جـد ما امزح .. ما يصير تتبنوني وأصير أخوكم ؟
ضحك .. وضحك معه عمار الذي قال : أنا بتبناك .. شرايك ؟
تبسمت له : بشرط .. أكون حفيدك موب ولدك ..
ضحك .. وقال محمود : شنو مناسبة هـ الكلام ؟
قلت له وأنا أشعر ببعض الضيق : ما ادري .. عندي احساس لو كنتوا أخواني .. أقصد اني ولدت في بيت مثلكم .. عائلة مرتبطة عائلة .. أهل واجد .. كان حياتي بتكون غير ..
ليقول : اكيييد راح تختلف .. بس الله ما يسوي شي إلا فيه حكمة ..
تبسمت : ايوة ..
سكتنا مجددا .. لحين أن قلت : صحيح محمود .. بكرة راح نروح المستشفى ..
قال لي : أنا مستعد ..
تبسمت له : لا تخوف روحك .. وخل الموضوع عندك عادي .. مثل ما قلت لك .. مرضك مو معقد ولا يحتاج لأي خوف ..
ليقول : الحمد لله ..
وقال عمار وهو ينهض : مو تتأخرون بالمستشفى .. تخلص أموركم وتردون .. أنا ما أقدر أتحمل بروحي صدعة الراس ..
ضحكنا أنا ومحمود .. الذي قال : الله يساعدك .. كفاية علي وعماد جنون ..
ليقول عماد : واختك وفطوم ؟ خلني ساكت أحسن ..
تبسمت .. أقول لكم .. أنني أود أن أكون من هذه العائلة ..
==

[ دعــــاء ]

نزلت مع أميرة وعـادل .. ووصلنا إلى الصالة .. حيث كان والدي جالس .. وزوجاته الثلاث .. وبجانبه امرأة .. مهلا .. أليس هذه !
تقدمت منهم .. أقصد منها .. وقلت لها بذهول : معلمة سـارة ؟
تبسمت لي .. ونهضت واقفة .. مدت يدها لي : هلا دعــاء ..
بصعوبة وضعت كفي بكفها وصافحتها : هلا ..
ليقول والدي وهو يبتسم : زين انج تعرفينها .. ( التفت لأميرة وعـادل الواقفين ) تعالو سلمو على العـروس ..
زاد استغرابي .. وتعجبي وقلت : عروس ؟
تبسم والدي مرة أخرى : أيوة .. أنا مناديكم .. علشان أعرفكم على زوجتي الجديدة .. ســـارة ..
أغمضت عيناي .. وفتحتهما ثانية أستوعب ما يقول .. منذ سنتين لم يتزوج .. ورفعت بصري لها فرأيتها تنكس رأسها بخجل .. أدرت وجهي لأميـرة وعـادل .. فرأيتها غارقين بالصدمة .. لكنهما سرعان ما تقدموا منها .. وسلمو عليها .. وباركو للعروسيــــــن !
جلسنا على ذات المقعـــد أنا وأميرة وعـادل .. والتفت لوالدتي فرأيتها تبتسم .. أما بدرية .. فهي آخر زوجات أبي .. فرأيتها تبتسم بحزن .. وأنيسـة .. كأن الأمر لا يهمها .. وكأن المتزوج حديثا هذا .. ليس بزوجهـا ..
التفت لأميرة الهادئة .. وإلى عادل السـاخر .. كنت بوسطهم .. لذلك قلت هامسة : ومن أي خمة لقاها ؟
فقال عادل وهو على وشك الضحك : يا حلاة أبوي .. عارف شلون يتهنى بكل دقيقة من حياته ..
أما أميرة فقالت : قصروا حسكم لا يسمعون ..
فقال عادل : طقاق .. وسمعو ؟
فقلت وأنا ابتسم لها : شرايكم ؟
قالو معا : في شنو ؟
قلت وأنا أحاول عدم الضحك : نطفشها في حياتها لين ما تنقلع بيت أهلها .. كفاية انا فاضين وما عندنا شغلة ..
ضحك عادل : شرايكم ناخذها ويانا ايطاليا شهر عـسل ..
ضحكنا أنا وأميرة معا .. لحين أن قال والدي : شفيكم تتهامسون وتضحكون ؟ ضحكونا معاكم ؟
قال عادل : كنت أقولهم لو تسافر معانا يبه ايطاليا .. مع العروس ..
لم نتمالك أنفسنا .. وقمنا نضحك على كلمة " العــروس "
لحين أن توقفنا عن الضحك حينما نهض والدي وهو يمسك بذراع عروسه : زين .. بفكر بالموضوع .. بكرة بتسافرون صح ؟
تبادلنا النضرات .. وقالت أميرة : ايي ..
فقال : شرايج عروسة ؟
أشعر بأنها تمثل الخجل حينما قالت : برايك ..
فقال وهو يبتسم : احجز لنا عجل ..
ليقول عادل : كم كرسي ؟
فقال : كم يعني ؟ أكيييد اثنين ..
فقال : والعرايس الثلاث ؟
شعرت حينها أنني سأنفجر ضحكا .. لذلك قلت : اووه تلفوني يرن .. بروح ..
وركضت وأنا أسمع صوت أبي الغاضب وهو يهزأ عــادل ..
==
[ رنــــا ]
منذ ذاك اللحين الذي تشاجر فيه مع عادل لم أره .. لكنني الآن مجبرة .. فوالدتي خرجت من المنزل مدعوة على عرس .. وأنا ووالدي وأخي بالمنزل لوحدنا .. حينما زارنا عمي .. وابنه جميـــل .. ودخل علي طلال يقول لي بأن والدي يريد أن أجهز العشاء لهم ..
خرجت من غرفتي بخوف .. واتجهت نحو المطبخ .. الحمد لله أنهم جالسين بالغرفة وليس في الصـالة .. جهزت الطعـام .. وما إن انتهيت .. قررت أن أذهب لغرفتي .. وحينما سيرون أنني تأخرت .. سيأخذ أبي العشاء بنفسه لهم .. وفعلا .. حركت قدمي قاصدة الخروج من المطبخ .. لكن دخوله سبقني .. واصطدام عيناه الغاضبتين بعيني الخائفتين شلني .. وأفقدني القدرة على مواصلة طريقي إلى غرفتي ..
رمقني مطولا .. بدون أن يتفوه بحرف .. وأنا .. بعد أن تشبعت من الخوف منه .. نكست بصري .. وهمست له : ممكن أطوف ..
لم يجبني .. حركت ساعدي .. صحيح أن المكان ضيق .. فهو يقف بجانب الباب .. ولابد أنني سأدعم جسده .. لكن .. أهون من يفترسني بنظراته هذه .. وهذا القليل مما أتوقعه ..
ما إن خطوت خطوة واحدة .. حتى أحاط بيده ذراعي .. وأوقفني أمامه مباشرة .. لا شيء بفصل بيننا .. عدا بعض ذرات الهواء .. أغمضت عيناي .. أخشى نضراته هذه .. لكنه أجبرني على فتحهما كما أنا مجبرة الآن على الاستماع له حينما قال : فتحي عيونج وطالعيني ..
نكست نضري .. وهمست له : شتبي ؟
قال لي بين أسنانه وهو ما زال يمسك ذراعي : شنو أبي منج مثلا ؟ شنو أبي من وحـدة خاينة خانت ثقة أهلها ؟
رفعت بصري له .. مؤلمة سهامه .. صحيح أنني أخطأت في البداية حينما التقيته في المرة الأولى .. عند منزلنا .. حينما كان يطلب من والدي توقيع ورقة ما .. عندها استغفل والدي .. وأعطاني بطاقة كتب فيها اسمه ورقم هاتفه وبريده .. رقمني كما يقولون .. وأنا أطعت الشيطــان بعد اسبوع كامل .. واتصلت فيه .. كان غرضي فقط هو سماع صوته .. لكنني خضعت له .. واستسلمت لحبه .. ولم أمسك زمام نفسي .. إلا مؤخرا .. فمنذ الولهة الأولى وأنا مولعة به .. بطيشه .. بطيبة قلبه .. وحنــــانه ..
صحوت من أفكاري .. حينما ضغط على ذراعي أكثر : يألـــم ..
تبسم بسخرية : نار جهنم تألم أكثـــر ..
تجمع الدمع بعيناي .. ماذا يقول هذا المعتوه : فك يدي .. انت مو مسؤول عني .. ما يحق ..
قاطعني صوته البارد : ما يحق لي ؟ بس يحق لغيري ؟ صحيح ؟ قولي لي .. من متى تعرفينه ؟
أغمضت عيناي .. ألا يكف هذا عن التجريح ؟ ضغط أكثر : آآي ..
همس بغضب : تكلمي لا أكسرها لج ..
قلت له : من كم سنة ..
قال : حددي .. كم سنة ؟ لا تقولين نسيتين .. لأني ما بصدقج .. بس يمكن ليش لا .. من كثرهم ما تذكرين ..
ذرفت دمعة مرغمة : وربي ما أعرف غيره ..
همس : قالو للحرامي احلف قال جى الفرج ..
ذرفت دمعة أخرى : والي يرحم والديك خلني أروح ..
قال بسخرية : ليش ؟ خايفة أبوج يجي ويشوفج معاي ؟ ( سكت قليلا ثم قال ) ما اضن .. بس يقولون .. ولد العم أولى من الغريب ..
رفعت نظري إليه .. زادت هطول أمطار دمعي .. ألهذا الحــد يعتبرني رخيصة ؟ رفعت كفي الأخرى .. وحاولت تحرير ذراعي .. لكنه طوقها بكفه أيضا .. وأخذ يضغط عليهما بشدة .. نكست رأسي .. وكتمت شهقة تحاول الفرار .. لكنه رفع وجهي وأجبر عيني بالنظر لعينيه : تعرفين الطريق لغرفتج ؟ تروحين بسرعة .. تاخذين تلفونج .. وتعطيني اياه .. ( حركت فمي للحديث لكنه قاطعني وهو يضع كفه على فمي ) اششش .. ولا كلمة .. لج وجه تتكلمين ؟ عندج دقيقة .. دقيقة بس .. مع اني متأكد انج من البارح حاذفة أرقامهم .. أوه .. سوري .. أقصد رقمه .. بس ما يخالف .. بيتصل لحبيبته يطمن عليها .. صحيح ولا أنا غلطان ؟
==
[ محمـــود ]
حـل صبـــاح آخــر .. انتــظره صاحبنا على عجل .. وببعض الرهبة .. هـذا الصبـــاح .. الذي راقب فيه من نافذته شروق شمسه .. وكيف زالت بخيوطها عتمة الليـــل .. كم تفائل بهذا المشهـد .. ربما بعدد الدقائق التي ظل فيها رافعا يده تضرعا لبارءه .. وهو على سجادة صلاته ..
" إلهي قلبي محجوب .. ونفسي معيوب .. وعقلي مغلوب .. وهوائي غالب .. وطاعتي قليلة .. ومعصيتي كثيرة .. ولساني مقر بالذنوب .. فكيف حيلتي يا ستار العيوب .. ويا علام الغيوب .. ويا كاشف الكروب .. إغفر ذنوبي كلها بحرمة محمد وآل محمد .. يا غفار يا غفار يا غفار "
رفع رأسه من على الأرض .. بعــد أن سجد السجدة التي يقولون بها هذا الدعـاء عقب دعـاء الصبــاح .. اتجه نحو أحمد وأيقضه : همممم ..
تبسم له : أحمد بسك نوم .. اللحين الساعة سبع ونص ..
رفع اللحاف من على وجهه وقال : محمود ؟
تبسم ثانية : ولد عمه ..
حك رأسه .. بعد أن ضحك : السـاعة كم ؟
قال وهو ما زال مبتسما : سبع ونص ..
نهض من على السرير : اوكي جهز روحك .. بسبح وبنفطر وبنمشي ..
ليقول له : أنا جاهـز .. أنطرك ..
بعد أن جهـز أحمــد .. اتجه محمود إلى عمار .. وأيقضه : تباعد عني .. ان قمت لك وربي بذبحك ..
ضحك بهدوء : أنا مو عمـاد .. أنا محمود .. احنا رايحين المستشفى .. انتبه لبيان وفطوم وعلاوي وعماد ..
ليقول : انزييين .. خلني أنام .. وسكر الستاير .. ضوا المكـــان ..
قال بنفس الهدوء : اوكي .. بسكرهم .. بس ما وصيك .. كلهم أمانة عندك .. وحتى لو ضايقوك .. تحملهم علشاني ..
قال : يا اخي فمهنا .. تكفى سكر الستاير .. أبي أنـــام ..
ضحك : كاني بسكرهم اللحين ..
==
[ عـــادل ]
وصلنا المطـــار .. وها نحن نركب درج الطائرة .. جلسنا على مقاعدنا .. وكانت أميرة عند النافذة .. دعـاء بالوسط .. وأنا بالمقعد الثالث .. وأبي وزوجته .. يتقدمونا بمقعدين .. جلسنا .. ونحن نضحك .. بل .. منذ الأمس .. لم نكف عن الضحك .. فقد تعاهدنا نحن الثلاثة على الاستمرار بالضحك .. التعامل بسذاجة .. وافتعال أي شيء .. يثير غضب العروسين .. سنجعله شهر عسل مميز .. لكليهما ..
كنت سعيدا بعض الشيء .. فما يحدث .. ينسي أميرة ما تعانيه وما تشعر به .. ويجعلها رغما عنها تبتسم .. بل تضحك !
وأتت المضيفة .. أخذ كل واحد منا وجبته .. ونحن نأكل .. خطرت بذهني فكرة .. فقلت لدعاء : اسمعي .. سوي روحج غصيتي بلأكل .. خلنا نفشل الوالد شوي ..
ضحكنا .. وقالت دعاء : اوكي .. كل شي بنغص عليهم حياتهم موافقة عليه ..
قلت لها : انزين يلله .. سوي روحج غاصة بلأكل ومو قادرة تتنفسين .. ( وقلت لأميرة ) هـ الله هـ الله بالدموع ها .. تراج خايفة على اختج تموت ..
قالت دعاء : بسم الله علي .. جعل يومك قبلي ..
ضحكت : شفييج انتي .. احنا نتخيل .. يلله غصي ..
ضحكتا .. فقلت : هييي .. مو تخربون الخطة بضحكم .. ترى يا ويلكم ان درى أبوي انا نلعب عليهم ..
قالتا معا : لا تخاف ..
تبسمت بطمأنينة .. وفعلا .. أخذت تكح بصوت مرتفع .. وأخذت أضرب على ضهرها وأهمس : طلعي دموع .. ولا أطز عيونج ..
ذرفت بعض الدمع وبكت أميرة .. وأنا صرخت على والدي : يبه .. يبه دعـــاء بتمـــوت ..
الجميــع حدق بنا .. وأبي الذي نهض على عجل .. لا لأنه خائف عليها .. ولكنه محرج من الأعين التي تحدق بما يجري .. ومن زوجته .. التي يخدعها بطيبته الزائـــدة ..
جاء نحونا .. وقال بخوف مصطنع : شفيها ؟
قلت له وأنا أحاول عدم الضحك : غصت .. غصت بطماطة ..
نكست دعاء رأسها .. وأخذت تكح بقوة أكثر .. وأنا أضرب على ضهرها : يبه الحقنــا .. شكلها ما تقدر تتنفس ..
قال أبي وهو محرج : عطها ماي ..
قلت له : عطييتها قلاصين .. شكلها الطماطة مو راضية تنبلع ..
وأميرة تبكي : يبه خلو الطائرة توقف .. يويلللي اختييي ..
ياه .. أبدعت هذه .. فقال والدي : شلون توقف الطائرة بنص الرحلة ؟ ( قال لي ) تباعد خلني أشوفها ( وبهمس ) فشلتونا ..
==
[ دعـــاء ]
حينما اقترب مني والدي .. وأخذ يضرب على ضهري .. ويطلب مني أن أفتح فمي ليخرج الطماطة .. حقيقة بكيت .. ورميت نفسي في أحضانه .. وتوقفت عن السعال المزيف .. لا تسألوني لما .. فأنا للمرة الأولى أرى والدي مهتما .. أشعر بقربه منا .. أشعر بأن لي أبا يحبني ويحميني .. حتى وإن كان حنانه هذا مزيفا .. حتى وإن كان هذا عكس الحقيقة .. تمثيله بحنانه الأبوي أرهق قلبي .. وأشعرني بالضعف والقوة .. فكيف يكون الحنان الحقيقي ؟ كيف سيكون احساسي عندها ؟ وما هو الشعور ؟ لا بـد أنني سأشعر أنني أمتلك الدنيا وما فيها ..
انتبهت له حينما قال وهو يبعدني عن أحضانه : بلعتيها ؟
تبسمت .. بل انفجرت ضحكا : اييي .. ههههههههه .. انبلعت ..
نهض عني وهو يبتسم .. أقــصد يمثل البسمة : الحمد لله .. مرة ثانية لا تاكلين طماطم علشان ما تموتين .. ( وبهمس ) علشان ما تفشلينا .. يقولون بنت أبو وليد ما تعرف تاكل ..
ولى والدي إلى حيث زوجته .. ونحن لم نتمالك أنفسنا .. وأفرغنا كل ما بجعبتنا من الضحك .. ضحكنا لحين أن لفتنا الأنظار .. وأخذو يضحكون لضحكنا ..
قال عادل وهو يضحك : هههه .. فديتها هـ الطماطة .. خاطري أبوسها هههههههههه وأحلى شي .. وقفو الطائرة ..
قالت أميرة : هههههههههه تخيلو يوقفون الطائرة بنت أبو وليد موب عارفة تبلع طماطة هههههههههه
لأقول : هههههه .. شفت خواتك شلون ممثلين بارعين ..
قال : اييييوة .. تعجبوني والله .. وأنا أقول طالعين على من ؟
ضحكنا معا .. وقلنا بصوت واحد : عـــلى الوالــــد ..
==
[ عمـــار ]
ضممته إلي : خوفتني عليك .. أروح بيتكم ما القى أحـد .. أتصل فيك وما ترد ..
تبسم لي : صار كل شي على السريع .. وما مداني أقول لك .. وقلت بتصل فيك .. بس نسيت تلفوني في البيت .. وما اعرف رقمك ..
قلت له بعد أن جلسنا على طاولة بعيدة عن الجميع : قولي .. شصاير ؟ وليش انت هني ؟
ليقول : الله يسلمك عمي صار له سنتين يتعالج عن عيونه .. من صار له الحـادث .. ونضره كل ما جى له يضعف .. وتصيره دوره ويطيح علينا واذا راح المستشفى كل مرة يقولون له شي .. لين ما قالو له ان نضره ضعيق .. والقرنية ما ادري الشبكية .. المهم شي بالعيون فيه شي .. وقالو احتمال يفقد البصر .. وفعلا .. ما صار شهر إلا وهو ما يشوف .. كان هذا قبل سبوع .. واطريت أسافر معاه لهني لأن قالو له ان فيه دكاترة اوكي ..
قلت : أي عم ؟ وليش ما راح معاه أحد من عياله ؟
ليقول : عمي مصطفى .. ما عنده عيال .. عنده خمس بنات .. من جذي قال لي أبوي .. وما حبيت أرفض ..
قلت : انزين شخباره اللحين ؟
تبسم : الحمد لله .. بكرة بسوون له العملية .. وانت ؟ شمجيبنك هني ؟
تبسمت : الله يشافيه ويرد النور لعيونه .. احنا جاين مع محمود ..
قال بخوف : شفيه محمود ؟
تبسمت بألم : يوم يتوفى أبو محمود الله يرحمه .. محمود سوى حادث .. وقتها كانت حالته حرجة .. فما كان فيه وقت أحد يتبرع له بدم .. أخذو دم من عندهم .. وانتقل له فايروس التهاب الكبد الوبائي ..
فتح عينيه بصدمة : والله ؟ بس انا اشوفه بخير ؟
تبسمت : كلنا نشوفه جذي .. هو اشوى ان نوعه الي وياه مو خطير .. وقال له الدكتور ان الفايروس ميت .. وله تطعيم بين فترة وفترة .. بس بعد مضرر منه .. ما يقدر يقوم بمجهود كبير لأنه يتعب ويغمى عليه .. دائما يجيه صداع .. ويتقيأ ويعني ..
قاطعني : وشنو بسوون له هني مثلا ؟
قلت : ما ادري الصراحة .. ما افهم في هـ الأمور .. بس أكيد طريقة علشان يطلع من جسمه ..
==
[ منتهــــى ]
فتحت باب ثلاجتها الصغيرة .. تناولت حبة كرز .. أكلت خلفها الثانية .. أغلقت باب الثلاجة .. ومشت بارهاق شديد نحو سريرها .. ألقت بجسدها على السرير .. غطت جسدها .. فـ البرد ينهش عضامها .. ترفض اغلاق التكييف .. راضية بأنها تموت بردا .. لا قتلا بيدي عمها القاتل ..
غطت وجهها .. لا تحتاج لصور لتستذكر صورة والدها .. ولا صورة أخيهـا .. الذي لم تشعر يوما بأنهما يتبادلان المحبة .. أخيها .. الذي تخلى عنها .. ورضي بقرار عمه .. وقَبَلَ بأن تسافر وحدها إلى أمريكا .. أخيها الذي رفض تصديقها حينما أخبرته بأن عمها هو سبب موت والده .. بل عنفها وضربها .. أخيها الذي لم تراه منذ ذلك اليوم المشؤوم .. الذي غادرت فيه المنزل .. لم يودعها في المطــار كما يفعل أي أخ لأخته .. لم .. يطلب منها الاهتمام بنفسها وذكر الله حينما تشعر بالوحدة .. أخيها الذي شاركها بطن أمها تسعة أشهر .. شاركها طفولتها .. وتقاسم معها حضن أبيها الدافئ .. أحيها الذي .. تخلى عنها بأول فرصة .. ونسي بأنها توأمه ..
أخيها الذي .. حينما عادت إلى الديـــار .. حينما هبطت من جنة أحمد إلى نــار عمها .. لم تجــده يستقبلها .. كما ودعها .. وحينما سئلت عنه .. أجيبت بدمع ساخن ذرفه قلب والدتها المعذب لفقده .. أجـــل .. رحــــل أخاها .. إلى حيــاة أخرى .. إلى حيـــاة .. يحاسب فيها على اشتراكه بذنب قتل بذرة السعادة من قلبها .. رحـــل .. ولم تشعر برحيله .. لأنها .. لم تشعر بوجوده أساسا لتجزم بأنه ما عـــاد موجودا ..
" جــــاســم .. توأم منتهى .. النسخة الثانية لها .. بالشكــل فقط .. أم بـ المضمون .. لو رأيناه بعينين منتهى .. السوداوين .. سنرى بأنه مختلف .. لكن .. ماذا لو رأيناه .. بعينيها السماويتان .. ترى هل سيكون مثلها ؟ ضحية .. ليس أكــــثر ؟!
==
الهي .. لا تخرجني من هذه الدنيـــا حتى ترضى عني ..
,
.
؟
نهاية الجـزء الخـامس عشـر ..
[ 16 ]
أتنفس هواك ..
وأنت تتنفس غيــري ..
أعشق عينيك ..
وأنت تتأمل بهما نور عيني غيري ..
أبحث عنك بين أضلعي ..
فأراك متربع على عرش النبض ..
أسألك عني في أزقة روحك ..
فأراك تقول اسأل غيري ..
[ حَ ــاجَ ــتك ]
[ أحمـــد ]
كنا خارجين أنا ومحمود من المشفى .. وبيدي علبة الأقراص التي كتبها الطبيب لمحمود .. على أن يتناولها شهر كامل .. وبعد انتهاء هذا الشهر .. سيجرون له تحليل آخر إن شفي من مرضه أم لا ..
ونحن نمشي : شرايك نتمشى للفندق ؟
تبسم لي : اوكي .. بس مو للفندق .. لمكان ثاني لأن أكيد ماكو أحـد هناك ..
تبسمت : وين قالو بروحون اليوم ؟
قال لي : كأن قاعة التزلج ..
قلت له بسعادة : خلنا نلحقهم .. من زمان عن التزلج ..
ضحك بخفة : يذكرك التزلج بأيام أمريكا ؟
تبسمت له .. بعد أن مر بخاطري طيفها الجميل : ايوة .. وأنا أقدر أنسى ؟
ليقول : اوكي .. نوقف تاكسي ونروح ..
وما إن استقلينا سيارة الأجرة .. ومشينا باتجاه صـالة التزلج .. حتى رن هاتفي .. الذي لم يتوقف عن الرنين منذ اسبوع .. فمنذ أن وصل اخوتي مع أبي وزوجته إلى ايطاليا وهم لم يكفو عن اخباري بآخر مستجدات مشاغباتهم .. ضغطت على زر الرد : هلا والله بعــادل ..
وصلتني صوت ضحكاته : ههههههههههههههههههه .. هههههههههه
ضحكت : شفيك ؟
قال ضاحكا : هههههههههههه الحق الحق .. ما دريت آخر مقلب ..
ضحكت ثانية : مقلب من صباح الله خير ؟
قال لي : ههههههه اليوم عزمناهم على الفطور .. تعرف ان جناح لنا وجناح لهم بنفس الطابق .. عزمناهم على جناحنا .. وسوينا الفطور بنفسنا .. شاي بارد وفيه في كل كوب خمس قطع سكر .. هههههههههه وبسكويت مفتوح من يومين وذابل .. هههههههههه أبوي تفشل مرة .. هو ما كان يبي يجي .. بس العروس قالت له تبي تتذوق طباخنا ..
ضحكت : ههههههه غربل الله بليسكم .. شنو صار بعدين ؟

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات