بداية

رواية وش رجعك -21

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -21

قلت وأنا أبتسم : امممم .. ما تلبسين هـ العدسات مرة ثانية لأنها تضر بعيونج .. وبعدين انتي نظرج ضعيف .. ليش ما تلبسين طبية ؟
لتقول : لما رحت بآخذ طبية .. قالي الدكتور لبسي نظارة في البداية أحسن .. لأن نظري واجد ضعيف .. وأنا ما ابي ألبس نظارة .. أصير قبيحة ..
قلت لها : انتي حـلوة بكل شي .. بعدين ليش عدساتج سودان ؟ ليش تخبين لون عيونج ؟ انتي تعرفين إني أموت بلونها السمـاوي ..
نكست رأسها بضيق : من يوم ما رديت بيتنا وأنا ألبس هـ العدسات .. مرت سنتين وأنا ما أخلعهم إلا وقت النوم ..
سألتها باستغراب : ليش عمري ؟
تبسمت بوجـع : لأن كل شي أســود أشوفه من يوم ما عدت معاي ..
احتضنت كفها : بس أنا معاج اللحين .. ولا يمكن أخلييج ..
تنهدت : عمي بصير له يومين وبطلعونه من السجن .. شلون بتبقى معاي وهو للحين فيه الروح ؟
قلت بضيق : عيوني .. لا يمكن أسمح له ولا لأحـد غيره يبعدنا عن بعض .. تأكدي إن أول مكان بتخلين فيه رجولج أول ما بتطلعين من المستشفى هو المحـكمة .. بنملج .. ولا اشرايج ؟
تبسمت .. وقالت : الله يخليك لي ..
لأسمع طرقا على الباب .. التفتا إلى الباب .. ليدخل عـادل : صباح الخير لعصافير الحب ..
ضحكت : هلا عدول .. ما تجـوز عن سواليفك ..
ليقول : نونو .. ( التفت لمنتهى ) منتهـى أنا جايب لي معاج مفاجئة .. غمضي عيونج ..
ضحكنا معا : شنو هي ؟ كيكة ؟
ليقول : لا .. يمكن أحـلى من الكيكة بالنسبة لها ؟
فقالت : شنو ؟
تبسم بغموض : قلت لج غمضي عيونج ..
أغمضت عينيها .. ليقول : ادخـــل جســـوم ..
استغربت .. أي مفاجئة هذه ؟ لكــن استغرابي زاد .. ونهضت على قدمـاي .. حينما دخـل شابا يقارب عمره العشرين .. يمتــلك ملامح منتهـى .. وله رسمـة العينين ذاتها .. وطبق الأصــل أصبحت عيناه من عينيها .. وهي ترتدي العدستين .. وهمست : من انت ؟!
==
أين سترك الجميل .. أين عفوك الجليل .. أين فرجك القريب .. أين غياثك السريع .. أين رحمتك الواسعة ..
.
،
؟
نهاية الجـزء التــــــاسـع عشــر ..

[ 20 ]

ماذا أقـــول عنك يا هذا ؟!
وكيف لي أن أصف مقــدار حبي إيـــاك ..
فإن قلت أنك الشمس التي ترشدني الطريق ..
غـارت النجـوم ..
وإن قلت بأن ريحــانة قلبي ..
احتجت بقية الأزهـــار ..
فلا يسعني .. إلا أن أقول بأنك كل شيء بالنسبة لي ..
[ منتهـــــى ]
هززت ذراع أحمد : قول له يتقرب .. ما اشوفه من بعيد ..
لم يعرني انتباها .. فهو يتأمل بالرجـل الذي دخـل توا .. وبدخــوله اطرب نبضي .. نهضت من على السرير .. ومشيت نحوه .. أما عيناي فلم تنظرا لشيء غير وجهه الذي لا أحفــظ معــالمه ..
أغمضت عيناي .. فتحتهما ثانيــة .. أحقـا هذا هــو ؟ أم أحـــد يشبهه ؟ لكـــنه قــال " جســوم " يعني .. أخي جــاسم .. أخــي أنا ؟! كيف ؟ أليس راقــدا تحت التراب : جـــاسم ؟
اقترب مني .. احتضن كفــاي .. وعيناه تفيض دمعـا .. ضمني إليه .. أخــذ يبكي بصوت مرتفــع .. يطلب مني السمــاح على ما بذر منه .. كنت أسمــع انتحابه .. أصغي لما يقول .. لكنني لست في وعيي .. أهذا هو أخي ؟ كـلا .. أخي لديه عينان زرقــاوان .. أخــي ليس بهـذا القدر من الحنـــان ..
هزني : منتهـى .. أنــا جـاسم .. أنا حي .. طول هـالسنين وآنا أتنفس .. لكن عمنـا أعلــن خبـر موتي ..
رفعت كفي .. تحسست وجهه .. أدرتها على عينيه الدامعتين .. على خـده الرطب .. أنفــه الطويـل .. ولحيته الخفيفة .. إنــه هــو .. هـذا هــو الذي كـلما نظرت لنفسي في المرآة تذكرته .. هذا هو الذي أجبرت على تغطية عينــاي .. كي لا أحـرق فؤاد أمـي .. إنــه أمـامي .. جــاء إلي بعــد أن تركني .. جــاء يعتذر مني ..
همست له بصوت أجهدته الأيــام : جــاسم ..
لم أشعــر بعدهـا بـشيء .. فقد فقدت وعيي وأنا بين أحضـــان [ أخـــي ]
==
[ محمـــود ]
رفعت رأسي حينما جـاءني عمار وهو يسأل فزعا : شصاير ؟ عسى ما شر ؟
قلت له بضيق : دخلت غرفتها اطمأن عليها اليوم الصبح .. إلا أشـوف حرارتها جهنــم .. جبتها المستشفى واللحين خـالين عليها مغذي .. اتصلت بالشغل باخذ إجـازة .. وما رضو لأن حسين إلي معاي ماخذ إجـازة .. وعلي شغل واجد ..
تبسم لي : لا تشيل هم .. أول ما بخلص المغذي .. بردهـا البيت .. اللحين هي شخبارها ؟
تنهدت : هذي هي .. حرارتها ترتفع وتنزل .. مرة وحـدة مرضت .. وصـار لها 3 أيــام .. ما ادري متى بتصحى ؟
ربت على كتفي : ان شاء الله ما يجي الليل إلا وهي بعافيتها ..
قلت له وأنا أنهض : ان شاء الله .. ( وبحـذر ) عمـار ما أوصيك .. أبي أروح وآنا مطمئن عليها .. حتى لو رمت عليك كلمة مني مناك .. اصبر عليها .. علشاني ..
تبسم : لا تخــاف .. ما باكلها أنا ..
ضحكت بخفة .. ومشيت عنه .. وأنــا أفكــر بحـالها .. وبكــلامها الغــريب ليلة الأمس .. حينما قـالت أنـها تود إخبــاري بشيء مهم اليوم ..
تـــرى هــل هذا الشيء المهم هو سبب تدهـور حـالها ؟!
الهي .. أنت الطبيب .. فشافهـا بشفائك .. وداوهــا من دوائك ..
==
[ بيــــــان ]
فتحت عيناي بإرهـاق شديد .. لا أتذكر كيف مضت ليلة الأمس .. كل الذي أذكـره هو أنه أرسـل لي مسجـا كتب فيه " ما تشوفين شـر .. ليته فيني ولا فيج " .. وبعدهـا .. انقلب حـالي إلى الأســوء .. وتـلك الدموع التي حبستها .. أعلنت ثورتها علي .. وبكيت داخل الحمام .. غسلت وجهي .. وقلت لصفـاء بأني أود السفـر معهـا ..
وما إن خرجت .. حتى بكيت لحيـــن أن اكتفيت .. وصـاحب بكائي ارتـفـاع درجـة حرارتي مرة أخـرى ..
تنهدت بضعف .. ألا يكــف هذا عن اللعب بأقــداري ؟ ألا يكف عن اللعب بمشــاعري ؟ ما يحسبني ؟ ألا أمتلك قلبا يشعـر .. ولم يهـزه أحـد ســواه .. لما يعبث معي ؟ لمــا يقلل احتــرامي لنفسي .. ماذا أنــا ؟ ألا أكتفي بهذا القــدر من الوجـع والآلام ؟ ألا أكتفي من احتســاء الوهـــم .. تبـــا لهـا مشاعري المجنونة ..
جـاءني عمـار .. ووقف عند الجـدار .. ينـظر نحوي بعينان يملأهمـا الخـوف .. كم أشفق عليه .. كم يعــاني فؤاده ؟ وكــم أنــا قـاسيــة .. أستحــق مــا يحـــدث لي ..
قال لي : ليش تصيحين اللحين ؟
قلت له بلسان عجـز عن الكتمان : أحـس روحي بمــوت ..
تبسم : شصاير لج مع أحمـد ؟
أجبته بتعب : مثــل الي صــارلك معـاي ..
سكت ولم يتكلم فأكملت : شفت شلون الله جـازاني ؟
ليقول : بس أنا مو شايـل عليج بقلبي شي ..
قلت له بضعف : كـل الي صـار لي منــك ..
قـال منصدما : أنــا ؟
هززت رأسي بقوة ودمعي يندفع بتلك القوة : ايي .. أنــا كنت متجاهلة .. لكــن انت الي نبهتني .. انت الي خليت هـ الشي في بــالي .. واللحين المفروض تتحمل ..
/
[ عمــــار ]
صدمتنــي .. ماذا تقول هذه ؟ أكـل هذا حصـل بسبب بعض كلمات : أتحمـل شنو ؟
قالت وهي تبكي : تقنـع محمود يخليني أســافر ..
صدمتي هذه المرة كـانت أكبــر : تسافرين ؟ ويـــن ؟
لتقول : بسـافر الأردن .. بكمـل دراستي ..
ضحكت على جنونها : جنيتي انتي ؟ تروحين بروحج ؟ حتى لو قنعت فيه من اليوم لبعد سنة ما بيرضى ..
بكت أكثر : مو بروحي .. صديقتي بتدرس هنـاك ..
اقتربت منها وجلست على طرف السرير عند نهايته : وشنو بتدرسين ؟
قالت : أبي أدرس هندسـة وراثيــة ..
لأقــول : انتي وأخوج بكيفكم .. حـاولي فيه .. ويمكن يرضى .. ( نهضت ) عن اذنج ..
كنت سأخـرج من الغرفـة .. فأنفاسهـا السـريعة تخنقني : لحـظة ..
أدرت وجهي لها : أوامر ثـانية ؟
قالت : أبي كلينيس ..
تبسمت : ان شاء الله .. ما عندج طلب ثاني بعد ؟
صرخت : بس ما ابي شي .. أنا بموت وانت تطنز ..
ضحكت : شتبيني أقول يعني ؟ ان شاء الله عمتي ؟
لتبكي أكثر : عمــار ..
ستقتلني دموعهـا .. لكن جلوسي هنـا يقتلني أكثـر : ما عليه بيون .. تحملي .. ( سكت قليلا ثم أكملت ) دقايق ويكون الكلينس عندج ..
==
[ أحمــــد ]
كنت خـارج الغرفة .. جالسا مـع عـادل .. وغـارقين في الصمت .. أخبرني بقصة أخيهـا .. لكنني منزعج بعض الشيء .. لم تذكـره أبــدا لي طول تـلك السنين .. ربمـا كـان لا يهمها لدرجة أنها تناست أن لديها أخ .. لكــن لقاءهـا به .. وحـرارته هذه .. أكدت لي أن كلاهما يحمل للآخــر معــزة خبأتهـا أقنعـة التجــاهل .. والتظــاهر بعدم الاكتراث ..
/
[ جميـل أو جـــاسم ]
قبلت رأسها : ما عليه حبيبتي .. لا تقولين حتى لأمي انج شفتيني ..
لتقول برفض : لا .. أنا ما برد البيت .. بروح معـاك .. ما اقدر أقعــد في بيتنا دقيقة وحـدة ..
قلت لها : قلت لج شوي شوي .. أنـا أبي أجمـع الوثـائق وكـل شي يدل على صدق كلامي .. وبعدهـا بواجه عمي وأمي والمحـكمة بهم .. اللحين أنا ما عندي شي .. وطـول ذيك السنين ما استفدت بهروبي شي .. اللحين دام شفتج بنصير يد وحـدة .. انتي تحـاولين تدخلين مكتب عمي .. وتجيبين لي كـل المستندات الي عنده .. واذا تلقين بعد مفتاح الخزنة مالته يكون أحسـن ..
قالت لي : ما اقدر جاسم .. أنـا اذا قعدت عندهم بالبيت بيذبحوني .. اقولك دخلتهم السجن ويمكن اليوم أو بكرة بيطلعون ..
قلت لها : تحملي .. جـاملي .. تظـاهري انج ندمانة .. ومثل ما له كم وجه .. صيري مثـله .. اخذي الي تبين .. وبعدين تقدرين تطلعين ..
لتقول : وأمي ؟
قلت بضيق : وهي متى حسستنا ان احنـا ولادهـا ؟ دائما واقفة مع زوجهـا ضدنا ؟ احنـا بنفضحه جدامها .. وبنثبت لها إنه مو كفو تخون أبونـا علشانه .. نبيها تندم .. يمكن بعدهـا تحس باحساس الأم تجـاه عيـالها .. وتعرف إن احنـا الي باقين لها من الدنيــا ..
وكأنها اقتنعب بكلامي .. لكنها قالت : وأحمـد ؟ أخـاف يجبروني آخـذ ذاك الحقيـر ..
تبسمت لها : دامه يبيج بيصبر لين ما تنتهي خطتنا ..
قالت بسرعة : بس أخـاف يصير شي ويفرقنـا عن بعض مرة ثانية ..
ضممتها لي : لا تـخافين .. أنـا موجود .. وما بصير إلا تبينه ..
==
مضــى اسبــوع .. ولم يبقـــى إلا اسبـــوع عن ليلة عقــد قران يعقـوب وفطــوم ..
وفي هذا اليـــوم .. لالا .. لن أخــبركم .. سأتركه يخبركم بنفسه عمـا يجري ...
[ عـــــادل ]
كنت واقفا مع أبو رنـا .. وهـو يهزأني تارة وتــارة أخـرى يوصيني على ابنته .. وأنا .. أمثـل دور العـاشق الذي فرح قلبه بقرب اقتراب لحـظة ارتباطه بهــا شــرعـــا ..
ومـا إن تركني وشأني .. حتى جلست على مقعدي فوق تلك الجلسة الشعبية البسيطة .. وجـــاء الشيخ بعــد ثوان .. كـــان المجلس قد امتلأ من أقاربهـا .. ليس لأن عدد الحـــاضرين كان كبيرا وإنمـا لضيق المكـان .. ربمـا كـان عددهم سبعة إلى ثمانية أشخــاص ..
وكمـا قلت لكم .. جـاء الشيخ .. وقـال لي الصيغة التي يقولونها .. قلتهـا .. وفكاي ترتجفــان .. فقد أقدمت على خطـوة جريئـة .. أشعــر بأنني سأتراجــع بأية لحــظة ..
ولا أعـــلم ما حـدث بعدهـا .. كي يبارك لي الجميـع .. ولم أعرف منهم إلا أبو رنـا وأخــاه .. وجميـل .. أو قل جــاسم ..
ستسألونني .. أيــن أحمــد ؟ أيـــن بشــار ؟ أيـــن أهلك ومعارفك ؟ سأجيبكم بأنني لم أخبــر أحـدا بشيء .. لأنني إن أخبرتهم سيعنفوني .. وسيمنعونني من ما أريــــد فعله ....
وجـــاءت اللحــظة الحــــاسمـة .. فقــد خرج الجميـع .. وستدخــل هي الآن .. ستأتي إلي برجليهـا .. لا يستطيع أحدهــم منعنهـا .. ولا يستطيـع أحــد منعـي ....
/
[ رنـــــا ]
والحمـد لله .. خــرج والدي من المشفى .. وحينما ذهبت له .. قبلت رأسه .. وطلبت منه السمـاح .. عاتبني .. وسألني لمـا أردت الانتقـــام من عـادل .. وعرفت أن لهذا السبب وافق والدي عليه .. كم أنــا فــرحـة .. أشعـــر بأن الحيــــاة بعــــــد ليــــل طويــل .. وعــواصف عنيــفة .. ابتسمت إلي .. وفتحت أبواب السعــادة بطريقي ..
وهـا أنــا الآن .. أهــم بدخــول المجلس .. كي تلتقي عينـــأي المتلهفتــان بعينيه .. كم اشتقت إليك ..
حينمـــا دخــلت المجـلس .. كـــان طـلال جــاسا على أحـد المقــاعـد .. أما معشوقي .. فكـان جالسا على أحـد المقـاعد .. يتنــاول بعضا من المكســرات ..
ومـا إن رآني .. حتــى رفع نظره إليّ .. كم كــــان رائعـا .. ببدلته الرسميه .. والذي جذبني إليه أكثـر تلك الوردة الحمراء .. المعلقة بجيب ستــرته ..
تقــدم نحــوي .. ونكســت رأسي خجــلا .. أشعـــر بأنني أحتــرق من نظــراته .. لم أعتـــد أن يراني هكذا بكـــل زينتي ..
\
[ عـــادل ]
بلحـظة طيش .. قررت التــراجـع عن كــل مخططاتي .. بلحــظة تهـور .. قررت ظمهـــا إلي .. وأن أتنـــاسى ما فعلته بي .. قررت أن أختلق لهــا ألف عذر وعــذر .. فقـــد أسرتني .. بعينيهـــا .. وعذبت فؤادي .. بطلتهـــا الرائـعة ..
تقدمت نحوهــا .. وأنــا لا أنظــر لشيء سواهــا .. فنكست رأسهـا .. وصلت نحـوهـا .. رفعت وجهها .. أجبرتهـا على النظـر إلى عيني ..
ومــا إن تبادلنـــا النظــر .. مــا إن رسمت تلك البسمة الخجلة التي أعشهــا .. اطرب نبضي .. أود صفعهــا .. أود تعجيــل العقــوبة .. لكنـني لا أستطيــع .. لا أستطيــع تأذيتها .. لا أستطيـــع أن أجــرح قلبهـا الذي جرحني بالصميم ..
بقيت محتـارا .. لم ترمش عينـــاي .. فقط .. أتأملهــا .. أشبــع غرور قلبي .. ومضــت دقائق .. وأنــا على هذا الحـال .. لحين أن همست : عــادل ؟ شفيــك ؟
صوتهـا .. أعــادني للواقــع .. الواقـــع الذي يفــرض علي أن أضـع حـــدا لهـذا التحيـــر .. إمـــا أفــرغ شحناتي الآن .. أو أتنـــاسى كل مـا حصـل .. وأعــود عــادلا .. كما تضن هي ..
واتخذت قراري : شتتوقعين بصير فيني ؟
قالت باستغراب : ما ادري .. بس احسك مو طبيعي ..
قلت بضيق : اكيد مو طبيعي .. ليش انتي اللحين بطبيعتج ؟ ولا لابسة قنــاع ثاني ؟
لتقول : أي قنــاع ؟ عـادل صاير شي ؟
ضحكت بقهر : يا مســرع نسيتي .. أكييد الظـــالم ينــام ولا عليه .. لكن المظـلوم هو الي تظل عيونه مفتحة ويدعي على الي ظالمه ..
فقالت : أي ظـالم ؟ وأي مظلـوم ؟ انت عن شنو تتكلم ؟
قلت لها : عن شنــو ؟ عنــا احنـا الاثنين .. ( كنت سأعاتبهـا .. لكن لا أعـلم من أين أتت هذه القسوة ) انتي ..
قالت : أنـا شنو ؟
لن أتراجـــع .. لن أفكــر بما سأقــوله .. سأفـرغ كــل شيء وسأنسحب : انتي طـــالق ..
لم تجبني .. لم أرى الصدمة على وجهها .. رأيتهـا هادئة .. ساكته .. ربمــا تستوعب ما قلته : لا تتوقعين إني أخذتج علشانج .. أخذتج علشان أخليج طول عمرج تحملين لقب مطلقة .. أبيج تحسيين بلي أحس فيه .. مع إني أشك إن عندج قلب واحساس ..
لم تتحرك .. لم تنكس نظرهـا عني .. لم تتفوه بشيء .. أثــارت غضبي بهذا البرود فأكملت : شفيج بلعتي اللسانج ؟ روحي لجميل خـل ينفعج .. ولا علمج .. تـراه مو ولــد عمج .. اسمـه جـاسم .. ( وبوجع قلت ) وحتى لو كـان يحبج .. ما راح يحبج مثلي .. أصلا ما يباج .. لأن يقولون كمـــا تدين تدان .. ومثل ما لعبتين معاي لعبتج الوسخـة .. يارب يلعبها معاج ..
حركت ساقي كي أبتعــد .. أشعـر بأنني سأنفجــر .. أشعـر بأنني سأذهب لها .. أعتذر عن كـل ما قلته .. أقبلها وأضمها إلي .. لكن .. لم يحــصل كل هذا .. ولم أخــرج لأنهـا همست : خلصت كلامك ؟
قلت لها بغضب : لا .. ضل شي ما قلته لج .. تأكدي كثــر ما حبيتج بكــرهج ..
لتقول بصوت يكـاد ينسمع : الله يســـامحك ..
تجمدت أطرافي .. أود المغـادرة .. لكــن نبرتهـا التي تحمـل كثيـرا من الغصـة جعلتني أعيــد التفكيــر بمـا قلته .. أعيــد التفكــير بمــا جـــرى .. لتهـم هي بالخـروج .. لكنني أحطت بذراعي ظهرها .. وشددتها نحوي .. ضممتها من الخلف .. وقلت لهـا بصوت مهزوز : ليش سويتي فيني جذي ؟ ليش خليتيني أجرد من الرحمـة وأسوي الي سويته ؟ حـرام عليج رنـا ..
حررت نفسهـا مني .. ومشت ناحية الباب .. وأنـا جلست فوق الطـاولة .. أبكي .. أجــل .. لا أعــلم لمــا بكيت .. لكنني في النهـــاية بكيت .. ولم أتوقف عن البكــاء إلى حينمـا رأيت المكـــان خــاليا منها ومن عبقها .. ومن أنفــــاسهــــا ..
==
[ منتهــــى ]
قبلت رأسه وأنا أتقزز : سامحتني ؟
تبسم باستغراب : منتهـى ؟ هذي انتي منتهى الي أعرفها ؟
أود أن أتفل على وجهه لكن سأحتمل : لا .. منتهى الي تعرفهـا ماتت .. أنـا فهمت إني مالي غيركم .. وانت عمي وبمثابة أبوي الله يرحمه .. والي سويته معاك خطأ .. مهما سويت فيني لازم ما ارفع صوتي عليك ولا ادخلك السجن .. لأن لازم تصير مشاكل بين الأب وبنته ..
كــادت عيناه تخرجـان من مكانهما من فرط الدهشة : حبيبتي والله .. هذي انتي شحلاتج .. تعالي لحضني ..
ضمني إليه .. أكــاد أتقيأ .. فبــعد لقائي بجـاسم .. كرهته أكثــر .. ابتعدت عنه .. واتحهت نحو والدتي .. ضمتني إليها .. وأخذت تمسح على شعري وتقـــول كمـا تقول أي أم .. لكنني لا اشعــر كمـا تشعر أي ابنته بحضن والدتهـا .. أشعـر بالغثيـان لا بالسعـــادة والــراحـة والأمــــان ..
ونهضت بضيق من تلك الجلسة المقرفة .. اتجهت نحـو حديقة المنــزل .. واتصلت بأحمــد .. وقضيت ســـاعة ونصف بالحديــث معــــه ..
==
[ محمـــود ]
انت جنيت ؟ تبيني أرضى أخلي اختي تدرس بروحهـا بالغربة ؟
فقال لي : لا .. انت الي جنيت ؟ ليش مو راضي تفهم إنها ما بتكون بروحهـا .. قالت لك صديقتها بتروح معـاها .. وبعدين بالأردن ألف طـالب بحريني .. يعني مو بروحهـا .. والبلد مسلمة .. يعني أمــان .. وهي بتسكن بسكن طالبات .. ولا تنسى إنهـا رايحة تدرس مو سيــاحة ..
قلت له وأنـــا أفتح باب غرفة عمـار بغيض : لا يعني لا .. لو كـان أبوي عايش الله يرحمه ما عليه .. بس دامها أمـانة عندي .. مستحيــل .. أنا شدراني شيصير لها هنــاك ؟ هني وهي تحت عيني وأنا أخـاف عليهـا .. تبيني أطمأن وهي بعيدة عني ؟
ليقول : محمـود هذا مستقبلها .. المفروض تساعدها وتوقف بصفهـا مو توقف عثرة بطريقهـا ..
أفقدني صوابي : اللحين أنا عثــرة بطريقهـا ؟ لأني أخـاف عليها صرت عثـرة ؟
قاطعني وهو ينهض ويغلق الباب : أنا آسف .. ما أقصد .. بس لو كنت مكانها .. تبي تدرس وترفع راس أهلك وهم مو عاطينك الفرصة ..
قلت له : وما بترفع راسنا إلا إذا سافرت ؟ وجـامعات البحرين شفيهم ؟ قالت ما عطوهـا الي تبي بجامعة البحرين قلت لها بسجبها بـ ama أو أي جـامعة تبي .. لكن انهـا تروح هنــاك .. لا ..
فقال : انت هدي أعصابك .. وصل على النبي ..
جلست على السرير : اللهم صل على محمد وآل محمـد ..
جلس بجانبي : أول ما قالت لي إنهـا تبي تدرس بره .. أنا قمت أضحك عليها .. توقعتها تمزح ولا تستهبل .. ولما شفتهـا مصرة استغربت .. بيـان مو من النــوع الي يهتم بدراسته .. أو تكون الدراسة أهم شي بالنسبة لها .. وهي تعرف هـ الشي .. سألتهـا ليش انتي مصرة ؟ قــالت لي إنهـا من زمـان خـاطرهـا تدرس هندسة وراثية .. بس دخلت تجـاري لأنها ماتحب تدرس .. لكن لما ما عطوهـا الي كانت تبيه محـاسبة ما ادري شنو .. وقالت لها صديقتها انها بتدرس طب في الأردن جت في بالها فكرة انها تدرس معاها .. انت تعرف إن بالبحرين ما عندنا هـ التخصص .. ولو بتقول لها تدرس طب بشري ما في إلا بجـامعة الخليــج .. صحيح إن يبي لهـا مصاريف واجد .. بس انت فكــر .. لو كــان أبوك حي الله يرحمه .. وبيدري إن رغبة بنته تكون دكتورة .. ما بحققها لها ؟ صحيح بعارض بالبداية لأن يألمه فراقها .. لكنه بيقبل لأن يعرف إن سعادتها بهـ الشي ..
سكت قليلا .. وأخـذت أفكــر بكلامه .. لحين أن قــال : محمود أنـا ما أجبرك إنك توافق ولا لا .. انت ولي أمرهـا .. ورايك هو الي بيمشي عليها .. أنـا ما ألومك إنك ترفض .. لأني يمكن لو كنت مكانك بتخـذ مثل القرار .. بس تخيـلهـا بالمستشفى .. تخـدم مجتمعهـا .. تخـدم أهـل ديرتهـا .. وتكـون دكتورة الكـل يعرفهـا .. بقولون بنت منو هذي ؟ موب هي تحمل اسم أبوهـا ؟ ما بتحس بالفخـر وان اختك تقدم أكبر خدمة انسانية ؟ محمود لا تنـظر للمستقبل القريب .. إنهـا بتتغرب عنكم كم سنـة .. شوف الي بصير بعدين .. بـعد ما تحصـل الشهـادة .. بعـــد ما تتوظف .. ويكون لها مركزهـا واسمهـا ..
بعــد أن قـال كـل ما عنده .. غـادر الغرفة .. وتركني غــارق بدوامة من الصـراع بيــن قلبي وعقلي .. محتــــار أنـــا .. ماذا أقـــول ؟ لمـــا علي أن أقرر .. وأحـــــزم الأمـــــر ؟!
==

[ فطـــوم ]

كانت أمي وأخـواتي وخالتاي وبناتهم كلهم متجمعـون .. فلــم يبقى شيء عــلى ليلة العقـــد .. وها نحن نعلق الزينة .. نرتب سفــرة العجــم .. وبيــــان وجهــاد وعهـود يغلفون الحـلوى بجـلادة شفـافة .. وكثيـر من الأعمـال " خخخ "
أغلقت هاتفي بعـد أن تحدثت ليعقوب ربع ســاعة .. واتجهـت نحو بيـان التي بدأت برمي النغـزات علي .. وبينما كنا نضحك .. جـاء عمـار .. وأخــذ يسخـر هو الآخـر .. وجلس بجـانبنــا .. ثم همس لبيـان شيئا ..
/
[ ضيـــــاء ]
كنت أراقبها منذ أن حطت قدماها أرض الدار .. أود خنقهــا بيداي هاتين .. كم أكرهها .. وأحتقــر حركاتها التي تحـاول اقناعي بأنها عفوية .. وهـاهو عمـار أتى وجلس بجانبها .. الـ ..... ألا تستحي ؟ أحقـا لم تتأثر بمـا قلته لها ؟ ألا تشعــر هذه الفتــــاة ؟!
كـــانـا يتبادلان الحديث .. حينمـــا نهضت واتجهت ناحيتهم .. وقلت لها من طرف أنفي : وانتي ما تشبعين من الهذرة ؟ اذا ما تبين تساعدينا .. لمي أغراضج وذلفي بيتكم .. غثيتينا مع هـ الصوت ..
رفعت نظرهـا إلي .. رمقتني بنظرات احتقـار .. ولم تتفوه بحـرف .. لحين أن قـال عمـار : عن الغلط .. اللحين هي كافة خيرها وشرها عنج .. وشلج بهـا ؟
ارتفع ضغطي : وانت ليش قاعد معاها ؟ فاضي ؟ ما عندك شي تسويه ؟ روح اشتر ليتات الي بنعلقهم على البيت نسينا نشتريهم ..
ليقول : والله بقعـد ما بقعـد هذا مو شغلج .. وبعدين تراج مصختيها .. شهـ القلب الي عندج ؟ ممتلي حقـد ؟ بيضي قلبج أحسن لج .. ترى في النهـاية بتندمين ..
أثــارني حديثه .. فقد ابتسمت تلك التافهة شماته : وجابت راسك ؟ قدرت تقلبك علينا ؟ خلهــا تنفعك .. مالت عليك .. وعليهـا الخمـة ..
/
[ بيــــان ]
كـان سيمد يده عليها .. لكنني قلت له : عمـار لا .. لا ترد عليها .. ولا تنــزل لمستواها ..
قال لي : لازم نوقفها عند حدها .. لمتى بتظل جذي تهينج وتسكتين ؟
لتقول تلك الحرباء : ليش يعورك قلبك على الحبيبـة ؟
صرخ عليها : جب .. لمي ثمج وثمني كلامج ..
فانتبه الجميــع لصراخـه .. ولت عنـــا .. وتركتنــا بعـد أن سألت خالتي : شصاير ؟ ليش ترفع صوتك على اختك ؟
قال لها بضيق : انتي تعرفيـــن ليش ..
سكت الجميـع .. وتوجهت نحوي الأنــظار .. تمنيت أن تنشق الأرض وتبلعني .. وفرحتي بالذي قـــاله لي عمـار بأن محمود يبدو أنه اقتنــع تلاشت .. نهضت من مكاني بعد أن تركت الذي بيدي .. ومشيت مغـادرة .. لكن صوب محمود خلفي .. جعلني أتوقف .. وجـاءني وهو مبتسم بألم .. ضمني إليه .. وقـــال : أتمنــى يكون لهـ السفر حسنة وحــدة .. وهي انج تعتمدين على نفسج .. وتتقربين من ربج .. ويكون هو الوحيـــد الي تلجأين له إذا حسيتي بخوف .. علشان تتغلبين على خوفج .. وتردين بيـــــان الي نعـرفهـــا ..
أأفهم من كلامه أنه رضي بسفري .. كم أحبه أخي : يعني رضيت ؟
ما زال محافظا على ابتسامته : وأنا أقدر أقولج لا ؟
ارتميت بحضنه .. قبلت وجهه ورأسه : مشكور مشكور .. الله يخلييك يا احسن أخ بالدنيا ..
ضحك : بس عاد ذبحتيني .. ( همس لي ) اللحين لا تفتحين لأمي الموضوع .. أنا بكلمها .. وبقنعها اوكي ؟
هززت رأسي بفرحة : اوكي اوكي ..
ثم سألني : رادة البيت ؟
قلت له : كنت .. متهاوشة مع الغثـة ضياء .. بس اللحين برد أرجـع ..
ضحك : طيب .. اذا تبون تردون البيت اتصلي فيني .. أنا بروح لأحمد وبجي ..
تبسمت بضيق : اوكي ..
==
[ يعقـــوب ]
مددت لها بقائمة الطعـــام .. انتظرهــا تختار شيئا .. وأنا أتأمل بملامحهــا التي أحفظها عن ظهر قلب .. رفعت رأسها لي .. وهي تبتسم بخجل .. سألتها : اخترتي ؟
هزت رأسها وقالت لي ما تريد .. ناديت النادل .. وطلبت منه إحظار الطعـام .. واللتفت لها : مستانسة حبيبتي ؟
تبسمت : ايي ..
أسندت بكفي وجهي ونظرت نحوها : أي كثـر ؟
ضحكت ضحكتها الهادئة : كثرك ..
تبسمت : يعني انتي تدرين أي كثر أنا مستانس ؟
قالت : ايي ..
سألتها : أي كثر ؟
ضحكت : كثري ..
ضحكت أنا : يعني انتي ما تدرين .. انزين قولي لي .. شنو شعورج ؟
تبسمت بخجل : أي شعور ؟
قلت لها : لا تستهبلين .. قولي لي .. شنو شعورج اتجاهي ..
نكست رأسها .. أشك أنها ستبكي .. فنهضت من مقعدي .. وجلست بجوارها .. سألتها : ما جاوبتيني ..
فقالت : انت تعرف ..
فقلت : أعرف ؟ ( تبسمت بشيطانية ) أعرف اني أحبج .. وشعوري ما ينوصف ..
توردت خديها .. ولم تقل شيئا .. قلت لها برجـاء : فطومتي .. لمتى بتستحين مني ؟ آنا خطيبج .. وحبيبج ..
قالت بخجل : وأنا بعد شعوري ما ينوصف ..
قلت لها : لا تقلديني .. قولي لي تكفييين ..
ضحكت : شنو أقول ؟
تبسمت ابتسامة واسعة : أحبــك ..
ستبكي من فرط الحياء : ما اعرف ..
ضحكت : بعلمج .. أول شي .. قولي أ ..
ضحكت : أ ..
أكملت : ك ..
قالت خلفي وهي ما تزال تضحك : ك ..
ضحكت : أحبك ..
همست بخجل : أحبك ..
شعرت بأن روحي تطير بالسماء : عيديها ..
قالت : ليش ؟
غمزت لها : علشان ما تنسينها ..
ضحكت : أحبــك ..
سأرقص فرحـا : فديت الي بسرعة تتعلم .. أنا كنت أحبج .. بس اللحين .. صرت أعشقــج ..
==
وأشرقت الشمس مرة أخـرى .. معلنة قدوم يوم جديد وفــرصـة جديدة .. كي يصلح النــاس أحـوالهم .. ويطهروا أفئدتهم من ما يدنسهـا ..
وهـاهي منتهـى .. تبحث عن مفتـاح مكتب عمهـا .. وقلبها يدق بسرعة جنونية .. تنظر إلى الساعة التي تطوق معصمها بين فترة وفتـرة .. تسلي نفسها بذكر الله .. محـال أن تسمح للخوف أن يعطل مخططاتها هي وأخـاها ..
/
وبنفس الوقت بمكان آخـر .. خرجت بيان من المستشفى وابتسامة كبيرة عالقة على فمها .. وكيف لا تبتسم ؟ وهاهي استلمت توا نتائج التحاليل .. وانهت كافة الإجراءات الازمة لسفرهـا .. بعـد قبـول والدتها .. وسعـادتها بطموح ابنتها التي لم تتوقعـــه ..
وبقي فؤاد بيـان منشغـلا لسبب واحـد .. وهو كيف تخـبر فطوم بأمر سفرها ؟ فكل شيء حـدث سريعا .. ولم يعلم أحـد بالأمر غير والدتها وأخويهـا .. وابن خالتها عمــار ..
محتــارة .. تخشى اخبارها وتزعـل .. فقد تعاهدتا أن تعيشا أيامهما معـا .. وتوكــلت على الله .. ستخبرهـا غـدا .. فالليلة هي ليلة حفـلة خطوبة فطوم ..
==
سـرعـان ما ولت الشمس .. وانتشرت الظلمـة بالمكان .. وهـاهي القـاعة قـد امتلأت بالنسوة والفتيات .. وأصوات ضجيج الـ دي جي .. تصم الآذان .. فالنذهب لتـــلك الطـاولة .. التي تجلس حولها صديقات فطوم ..
شربت دعـاء شربة من العصير وهي تضحك : احـم .. ما قلت لكم ؟
قالت صفـاء : شنـو ؟
قالت دعاء : سبرايــــز ..
لتقول رنـا : كأني عرفت ..
قالت دعاء : أكيييد قالج .. أصلا أنا ما اكلمج .. لا تطالعيني ..
ضحكت بيان : عرفت .. أكيد سالفة مرت أبوج القديمة ..
فقالت بنقمة : انتييي ليش قلتين ؟
ففتحت عينيها صفاء بدهشة : أخـذ أبوج الرابعة ؟
ضحكت : ايييوة .. من زمان .. بس مو هاذية المفاجئة ..
ضحكت رنا : المفاجئة إن في بطنها نونو ..
لم تستطع بيان وصفـاء أن تتوقفا عن الضحك .. وقالت : تدرين صفوي من العروس ؟
قالت صفاء وهي تكتم ضحكاتها : من ؟
لتقول بيان : تعرفينها .. وكلنا نكرها ..
لتقول : حمستوني .. من ؟
غمزت رنا : معلمة بمدرستنا ..
تحمست : من ؟ قووولو لي ؟
لتقول دعـاء : أبــــلة ســـارة ..
انفجرن بالضحك .. وقالت صفاء : من صدقها هاي ؟ ومن وين شافها أبوج ؟ لا يكون كان مارج بالغلط وأعجب بها ..
ضحكن أكثر لتقول رنا : قالت لكم من وين لقت ابوج ولة لا ؟
لتقول : سألنها وكـل تقول سـر ..
لتقول بيان : دعووي .. ليش ما تجيبينها لنا نتوحـد بها ونأدبها .. الحقيرة الي سوته فيني لا يمكن أنساه ..
لتقول دعاء : جي احنا مقصرين ؟ أنا وأميرة وعدول مو خالينها في حالها .. وهي عن يازعم تترفع تخلي بالها وبال يهـال ..
لتقول صفاء : ايي على طـاري عـادل اخوج .. ( أدارت بصرها لرنـا ) انتي ليش ما قلتي لي انج انخطبتي ؟ ولة تعزمين ناس وناس ..
فالتفت لها دعاء بقهر : أقولج أنا زعلانة منها ما اكلمها لا هي ولا ذاك اللوح الي بالبيت .. تصوري حتى آنا .. العمة ما ادري ..
لتقول رنا بضيق : شتبوني أقول ؟ أخوج قال لا نعزم أحـد .. وما جو إلا ناس قليلين .. تاليها طلع مخطط .. ما يبي فضايح ..
استغربتا كلامها وانزعاجها .. لتقول صفاء : ما فاهمة عليج ؟ شالي صاير ؟
قالت بنفس الضيق : خلوها على ربكم .. بس لا تكلموني عنه .. أنا ودي اليوم قبل باجر أطلق وأرتاح من هـ العذاب ..
سكتا وهما تكتمان الدهشة والاستغراب .. فقد لمحتا الدموع بعينيها .. لتقول بيان : عندي لكم خبر بمليون ..
التفت الجميع لها : شنو ؟
وقالت صفاء : تعيس ولة سعيد ؟
ضحكت : نص نص ..
تبسمت رنا : كأني عرفته ..
لتقول دعاء : ما يصير بيون .. تقولين الأخبار لناس وناس ..
لتقول : والله محد قالكم ليلة ملجة فطوم ما تجون .. بس رنا الي جت وقلت لها السالفة ..
فقالت رنا : احم احم .. أنا راعية واجب ..
رمت صفاء علبة المحارم الورقية عليها : أقول انجبي لا ترفعين ضغطي .. شنو السالفة ؟
تبسمت بيان : السالفة وما فيها .. ( أرادت احراق أعصابهن فأشارت لصفاء ) تخصج انتي ..
استغربت صفاء : تخصني أني ؟ ليش أخوج محمود خطبني ؟
ضحك الجميع .. ورمقتها دعاء : هيي انتي .. أخوهـا محجوز لي ..
ضحكت بيان : ويييينك يا محمود .. فدييتني عندي أخو يتهاوشون عليه لووول ..
لتقول صفاء : مالت عليج ( وأشارت لدعاء ) وعليها .. أنا انسانة مكافحة لا أفكر إلا بدراستي ..
لتقول رنا : عدااال على الدراسة .. مشكل .. نسينا أيـــام قبل ..
احمرت وجنتاها : انتييي هيي .. لازم تنبشيين بالأوراق ..
تحمست دعاء : أي أوراق ؟ تكلمي رنووي شمسوية هـ الخبلة من ورانا ؟
لتقول صفاء : رنا والله ان تكلمتي صفعتج بالبيبسي ..
فقالت بيان : ما عليج منها .. كلنا بنصد الضربة .. يلله تكلمي ..
تبسمت رنا : احم .. شفتي من قدي ؟ كلهم بصيرون حراس مرمى ..
ضحك الجميع .. وقالت صفاء : دامكم مصريين .. السالفة وما فيها إني معجبة ..
قاطعتها بيان : اوووه اووه .. من هذا تعيس ( ضحكت عندما رأت نظراتها النارية ) سوري سوري .. سعيد الحظ صفوي معجبة به ؟
لتقول رنا وهي تضحك : ولــــــــد العم ..

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -