بداية

رواية وش رجعك -22

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -22

قاطعتها بيان : اوووه اووه .. من هذا تعيس ( ضحكت عندما رأت نظراتها النارية ) سوري سوري .. سعيد الحظ صفوي معجبة به ؟
لتقول رنا وهي تضحك : ولــــــــد العم ..
احمرت وجنتا صفاء : مالت عليييج يالسبالة .. اللحين وش يخلصنا من معاير هذي ..
فقالت بيان : اللحين عاد انتي تستحين ؟ وطايحة لنا اعجاب في ( اللتفت لرنا ) شنو اسمه ؟
غمزت رنا : بشــــار ..
صفقت دعاء : واووو .. اسمه حلو .. أبي أشوفه ..
رمقتها صفاء : انتي خلج بالمحمود مالج .. وخلي بشاري لي ..
ضحك الجميع واللتفت صفاء لبيان : يعني انتي تبين تقنعينا ان ما وراج سوالف ؟
فتحت عينيها أي بيان بذعر : اللحين آنا شدخلني ؟
لتقول : شدخلج ها ؟ ما بتقولين لي من الي كان مطرش لج مسج ذاك اليوم علشان تروحين الحمام وتموتين من الصياح ؟
تغيرت ملامح بيان .. وأدارت دعاء ورنا وجيهما باهتمام : شنو السالفة ؟
تبسمت صفاء بشماتة : يلله .. مثل ما ورطينا دافعي عن روحج ..
استطاعت عدم اظهـار انفعالاتها كما تفعل دائما وضحكت : الي كان مطرش المسج عـمار أخو فطوم .. واذا بتقولون إن بينا سالفة .. بقولج لا .. انتو تعرفون إنا اثنينا نكره بعض .. وكنا وقتها مسوين صلح إن نعامل بعض اوكي .. بس اخته إلا هي خت فطوم تكرهني وهي سبب الي يصير .. قامت سوت مشكلة جديدة ولما طرش لي مسج قمت أصيح .. بس هذا كل الموضوع ..
لتقول دعاء بفضول : ورينا المسج علشان نصدقج ..
تبسمت ابتسامة واسعة : بشرط .. اذا وريتكم اياه ما اقولكم السالفة الخطيرة الي تعرفها رنا ..
فضحكت رنا على بيان و قالت صفاء : أنا مصدقتج .. قولي لي الشي الي يخصني ..
تبسمت : تذكرين ذاك اليوم الي جيتي بيتنا وقلتي لي انج بتدرسين بالأردن وقلت لج بجي معاج ؟
تبسمت : اييي .. ( ثم سكتت قليلا وصرخت ) لا يكون ..
ضحكت : ايييي .. بيتنا وافقو .. بسافر وياج أدرس ..
نهضت من مكانها ونهضت وضمت بيان : فديييتج .. فديييتج .. تسلمي والله .. احبج .. ههههههاي ..
ضحك الجميع .. وقالت دعاء : بس هـذا الخبر مؤسف .. لأن أحمد قال انج بتدرسين معاي في ama وفرحت .. اللحين خسارة بكون بروحي ..
تبسمت رنا : ما بتصيرين بروحج .. أنا بدرس بـ ama ..
فرحت : يااااي وناسة .. مرت أخوي بتدرس معاي ..
زفرت بضيق : لا تخليني أغير رايي ..
ضحكت : خلاص .. لا لا .. تكفييين .. ما بجيييب طاريه مرة ثانية ..
==
[ فطــــوم ]
كـانت دقات قلبي تدق بمقدار ليس لحدود .. ماذا أصف لكم ؟ عن ماذا أخبركم ؟ هل عن السـعـادة التي اجتاحت قلبي منذ ذلك اليوم الذي صرح لي بحبه ؟ أم بالخوف والخجل الذي أشعر به .. وأنا أسيــر الآن في القــاعة .. وأبي ممسك بذراعي .. يأخذني إليـــه ..
صحيح أنني خائفة من تلك الأعيــن التي تنظر نحوي .. لكنني بذات الوقت .. أشعــر بأنني سأرقص من فرط الفرح .. فكم هو رائع هذا الشعـور .. عندما تتحقق أحـد أحلامك .. وأيهـا ؟ أولهـا .. أقدسهــا .. وهو ارتباطي بمن خلقت لكي أتنفس هـــواه ..
كــل الخـوف الذي أشعــر به .. تــلاشى .. حينما اتضحت لي ملامحه .. وتعلقت عيناي بعينيه .. وهو يقف عند المسرح .. ينتظر وصولي إليه .. ضغطت على ذراع والدي .. وابتسامة يصعب تفسيرها ملتصقة بفمي .. وأنا أسمـــع .. قصيــدا بصـــوته أزف به إليـــه ..
وصلت أخيرا .. ووقفت أمامه .. بصعوبة .. رفع عينيه عني .. وقبل رأس والدي .. ثم التفت لي .. توقعت أنه سيقبل رأسي .. لكنني لم أتوقع .. أن يضمني .. أمـــام كــل هذه النـــاس ..
ضمني إليــه .. لتتجمع الدموع بعيني .. لا تستغربوا .. فالموقف أصعب من أن يحتمله قلبي .. فقد شعرت بأحاسيس مختــلفة .. علمت أن للأمــان طعم آخـر وأنا بين أحضــانه ..
ابتعـد عني .. وأصوات النـاس وتصفيقهم لا يصل إلى سمعي .. فأنا محـلقة .. بجنة عشقه .. منصهرة .. كجليد بنيران الهـــوى ..
همست له بعيـــدا عن الخجــل : أحبــــــــك ..
==
وانقضـت تلك الليلـة على خيــر .. وبقيت ملامحهـا لا تفارق الذاكرة أبـدا .. وها هو اليوم التـالي قـد أقبل .. وكما افتتحنا الأمس بمنتهـى .. سنفتحه اليوم أيضــا بهـا ..
فقد دست الملفات تحت ملابسها .. بعد أن نسختها بالطابعة الموجودة بالمكتب .. أقفلت المكتب بذعر .. وضعت المفتاح أسفل السجـادة حيثما عثرت عليه .. وركضت نحو غرفتها .. أقفلت الباب .. وضعت الملفات على السرير .. واتصلت بجاسم .. بشرته بالبشرى .. بدلت ملابسها .. وضعت الملفات بحقيبتها .. وخرجت من المنـزل للقاءه ..
ناولته الملفات : أعجبك ؟
تبسم : تسلمي والله .. الليلة بشوفهم .. وان شاء الله باجر موعدنا بنروح المحكمة ..
فقالت : بس انت وعدتني وعـد ..
تبسم : وانا عند وعدي لج .. اتصلي بأحمد وقولي له موعدنا باجر .. أول شي تملجون .. وبعدين نخلص سالفة عمي ..
احتضنت كفيه : مشكوور ..
ابتسم ثانية : لا تتوقعين لو كان مو اوكيه بخليج تاحذينه .. أنا ما أحب هـ السوالف .. بس لأني عارف ان محد علمج إن هـ الشي خطأ ..
نكست رأسها : بس أحمد ..
قاطعتها : أحمد ما ينعاب .. عجبني اختيارج .. بس توقعي لو كان واحد لعاب .. شنو بكون مصيرج وقتها ؟
تبسمت : معاك حق .. بس يلله الي صار صار ..
هز رأسه وهو يقلب بالملفات .. لتتغير ملامحه : منتهى .. هذا الملف انتي جايبة الأصل مو النسخة ..
فتحت عينيها بذعر : شنو ؟
قال بخوف : لازم تردينه .. وتجيبين النسخة .. ترى اذا درى عمي بنروح فيها ملح ..
ابتعلت ريقها : شنو بسوي يعني ؟ شلون بيدري اني الي أخذت الملف ؟
ليقول : يالغبية بيشتكي عند الشرطة .. بيرفعون البصمات .. وبيدرون انج الي أخذتيه ..
لتقول : بس أكييد بيدري دام احنا بنشتكي عليه بالمحكمة ..
فقال لها : وتضنين بس بنشتكي مباشرة بحققون معاه ؟ حبيبتي .. أول شي بيدرسون القضية .. وبعدين بنادونه وبتصير جلسات .. وبعدين يصدر الحكم ..
فقالت : وطول هـ الفترة أبقى معاه ؟
فقال : مو وقتها بيدري اني حي .. وبتكونين معاي .. بس اللحين لازم تردين الملف .. ترى هو علام أذكر كان كل يوم قبل ما ينام يفتش بمكتبه كل الملفات والمستندات ..
فقالت : ما ادري .. انا ما اتقرب من المكتب ولا ادري متى يدخل ..
مد لها ذراعه بالملف : عموما انتي لازم اللحين تردينه مكانه .. وتاخذين النسخة .. أكيد هو اللحين بالشركة صح ؟
رمقت ساعتها : ايي .. ما يرد إلا 3 الضهر ..
قال لها : يلله ردي البيت .. وسرعي .. وخلج حذرة ..
نهضت : اوكي ..
قال بخوف : طمنيني وش صار معاج ...
تبسمت : لا تخاف .. اختك قدهـا ..
==
لكــن .. الذي لا ترفعه منتهـى .. أن هنـاك من دخـل المكتب .. فقـد احتـاج لبعض الأوراق .. ولعب القدر لعبته .. كـانت الأوراق التي يحتاجها .. في ذلك الملف .. تناوله .. وهو يتصفحه .. استغرب أنه النسخـة وليس الأصل .. منذ متى والعم أبو جاسم ينسخ ملفاته ؟ اتصل به .. وأتى العم منصدما غاضبا .. وبقي الاثنان متحيران .. وهــا هي منتهى .. تسوقها قدماها حيث المكتب .. لم تنتبه للأصوات بالداخل .. فصوت دقات قلبها صمّت أذناها .. رفعت السجـادة تبحث عن المفتاح .. ولم تجده مكانه .. ضغطت زر الاتصال لجاسم .. وهي ما تزال تبحث عنه ..
وذب الرعب بقلبها حينما سمعت صوتا خلفها : عن شنو تدورين ؟!
==
يا من إذا سأله عبده أعطـاه .. وإذا أمل ما عنده بلغه منـاه .. وإذا أقبل عليه قربه وأدنـاه
،
.
؟
نهـاية الجـزء العشـرون ..

[ 21 ]

وهاهي أجنحة الموت .. تحلق فوق رأسي مجددا ..
أرفع رأسي .. أرجو ملك الموت الإسـراع بقبض روحي إلى الملكوت ..
لكنه يرفض .. يمــاطل .. ويقول : لم يحن الوقت بعـد !
أيعني أنه كتب لي عمـر آخـر ؟!
شقـــاء آخـر ؟!
إلهي .. أخرجني من هذه الدنيـــا ..
أنت تعلم أنني لا أطيق صبـرا ..
فبعـــد أن فقدت أمــلي ..
وسلمت نفسي إلى الجـلاد لشنقي ..
وربط حبــال الموت على رقبتي ..
أخمـد أنفاسي يا ربي ..
لا تدعني أواصل المسيــر ..
ببقايا أشـلاء أنثـى .. مزقهـــا القدر !
[ بيــــان ]
وصلنا توا مجمع المارينا .. وقصدنا سبلاش .. كنت أختار لي ملابس وأنا أشعر بضيق .. هذه المرة الأولى التي أذهب بها للتسوق بدون فطوم .. أوصلنا محمود .. أتيت برفقة دعـاء .. ففطوم اليوم ذاهبة لبيت خالتي أم يعقوب .. وأنا مطرة للذهـاب بدونها .. فلم يبقى على سفري إلا خمسة أيـام .. وأنـا لم أتجهـز بعـــد ..
كنت واقفة مع دعاء ندفع الحساب .. لتقول دعاء : كأن هذي التي شيرت شريتي منها قطعتين ؟
تبسمت : متعودة آخذ لي وحـدة صفرة ولفطوم وردية ..
ضحكت : الله يخليكم لبعض ..
/
[ محمود ]
جلست بالكوفي .. انتظر أن تنتهيان من التسوق .. كي نقصد مجمعا آخـر .. كنت حينها أشعـر بمشـاعر متعاكسة .. بالضيق .. بالراحـة .. أشعـر باختناق .. وبسعة في التنفس .. ضربت على الطاولة التي أمامي .. وزفرت بقهـر على نفسي .. وعلى تفكيري التــافه ..
ومـا إن أتى النـادل بكوب عصير الفواكه " كوكتيل " .. حتى شربته بعجل .. أود أن تبرد تلك الأحاسيس التي لا أجني منها إلا المشقـة ..
كنت أشرب آخـر شربة .. حينما رأيتها جاءت نحوي .. وجلست بالمقعد المقابل لي .. وضعت أكياسها بجانب الطاولة .. سألتها : وينها بيون ؟
فقالت : بعد ما طلعنا من لايف استابل .. قالت نست تشتري هدايا لأخواتها .. وردت رجعت مرة ثانية ..
قلت لها بضيق : وليش خليتيها بروحها ؟
تبسمت : لأن وياي حساسية .. ومن دخلت بلاعيمي ألمتني ..
تبسمت : ايي .. داخل في ريحة غير طبيعة .. كأنها ريحة ورد مجفف أو شي مشابه ..
فقالت : أنا أحب هـ المكان فيه أشياء واجد حلوة .. بس ما اقدر أظل واجد .. اختنق ..
هززت رأسي بإيجاب وسألتها : شنو تبين ؟
فقالت : أي شي ..
قلت لها : بارد ولة حـار ؟
ضحكت : في الصيف أحـد يقدر يشرب شي حـار ؟ أكيد بارد ..
ناديت النـادل .. وطلبت كوبين عصير ليمون .. لها ولبيان ..
لتلتفت للخلف : كأنها تأخرت ؟
تبسمت : بيون ما ينخاف عليها ..
ضحكت : اييي .. اختك تخوف بدل ما تخاف ..
لأقول : دامها صاحبتج .. أكيد ..
فتحت عينيها بصدمة : بل .. شايفني مجرمة ؟
ضحكت : عجل اختي مجرمة ؟
تبسمت بخجل : لا .. أنا ما قلت جذي ..
وكلها ثوان .. وتأتي بيان : الأكياس واجد .. ما اقدر أحملهم لين السيارة .. عليك تحملهم كلهم ..
ضحكت : ان شاء الله .. اشربي عصيرج وخلينا نقوم .. باقي علينا لفة في اللولو ..
==
فـلنعد للوراء قليلا ..
/
وذب الرعب بقلبها حينما سمعت صوتا خلفها : عن شنو تدورين ؟!
[ منتهـى ]
أدرت وجهي .. واذا بي أرى مازن واقفا خلفي .. والشرار يتطاير من عينيه .. ارتبكت وقلت : ها ؟
دنى مني خطوة وقال بهدوء : سألتج .. عن شنو تدورين ؟
صرخت عليه : ما لك دخل ..
ليخرج عمي من المكتب : منتهى ؟ شنو تسوين هني ؟
ارتبكت أكثر : سمعت أصواتكم هني .. ضنيت أمي بعد موجودة .. ( وببراءة ) إلا وينها أمي ؟
ليقول عمي : أمج رايحة الشاليه .. وأخذت معاها العيال ..
قلت له : اهاا .. زين عن اذنكم ..
كنت سأحرك قدماي .. لكن مازن أوقفني : ما جاوبتيني ؟
حاولت أن أخفي خوفي : أجوابك على شنو ؟ ومن انت علشان تسألني شنو أسوي ؟ مالك دخـل فيني .. فاهم ..
فقال عمي : شصاير ؟
ليقول المتعجرف : عمي .. أنا متأكد إن ( أشار لي ) هذي لها دخل بالموضوع .. خالو وولادك رايحين الشاليه من الصبح .. وما في بالبيت إلا هي والخـدم ..
نظر نحوي أي عمي .. فقلت له : أي موضوع ؟ شنو صاير ؟
فقال عمي : فايل من الفايلات اختفى وبداله نسخة ..
مثلت الصدمة : بييه .. وين راح ؟ لا يكون مهم ؟
ليقول عمي : مهم واجد .. ووين راح .. جاوبيني على هذا السؤال ..
ابتلعت ريقي : وآنا شدخلني ؟ يعني تشك فيني إني أخذت الملف ؟
فقال مازن : وليش ما يشك ؟ انتي من متى مع عمج وامج زينة ؟ ما تجاوبيني شلي غير معاملتج لهم ؟
رمقته بغضب : انت من علشان تحاسبني .. ( اللتفت لعمي ) عمو اذا هذا في بيتنا أنا مالي قعدة هني ..
كنت سأهرب .. لكن يده التي أمسكت بذراعي منعتني : هيي انت .. في وين قاعدين احنا ؟ ترك يدي ..
ليقول عمي : جاوبيه وبعدين بخليه يطلع من البيت ..
قلت : اضني اعتذرت لك وقلت لك اني ندمانة ..
ليقول الأفعى مازن : ليش انتي عندج ضمير علشان تندمين ؟ ( لمس كفي وأحـاط بأنامله الحلق المطوق اصبعي ) من وين لج هذا ؟
لا استطيع احتمال كل هذا .. سحبت يدي منه : بأي حق تستجوبني .. لو عساني بايقتنه ما تتكلم ..
فقال عمي : منتهى .. أنا واثق فيج .. وما تسلل الشك بقلبي .. إلا بأسئلة مازن .. جاوبيه وريحيني ..
فقلت : خاتم .. من وين لي ؟ أكيد من السوق .. رحت دكان الذهب .. وشريته ..
ليقول مازن : وما بتشترين إلا دبــلة ؟
ارتبكت : والله عاد كيفي .. الي أبي أشتريه بشتريه ..
فقال مازن : طيب ممكن تفسخينه أشوف شنو مكتوب داخل ..
سيقتلني هذا : لا مو ممكن ..
مشيت مغادرة .. وللمرة الثالثة يوقفني : ما بتمشين إلا اذا خلعتينه ..
سأبكي .. قسما انني سأبكي .. كنت سأخلعه .. سأريه ما كتب بداخله .. لكنه كان أسـرع مني .. ورفعه عند عينيه .. وقرأ بصوت مرتفع : أحمـــد ..
صرخ والدي : هذي من أحمد ؟
ارتبكت : لا ..
صرخ بصوت أعلى : لا تجذبين ..
ليرتفع صوتي : يعني لازم اذا مكتوبة عليه اسمه .. تكون منه ؟ أنا أحبه .. وشريتها وكتبت اسمه عليها .. علشان اثبت لكم اني مستحيل افكر بواحد غيره .. وارضى اكمل حياتي مع غيره ..
رمى مازن الدبلة على الأرض وصرخ هو الآخر : جـذابة .. انتي أخذتي الملفات ووديتيها لأحمـد .. الحقيـــر في وين شفتيه ؟
صرخت : لا تسوي فيها رجـال وتحاسبني ..
ليقترب مني عمي .. وتراجعت للخلف .. فقال عمي : عطيني شنطتج ..
صرخت عليه : لو تدحن جدامي ما بعطيك اياها ..
ارتفع صوته أكثر : بتعطيني وياها بالطيب أحسن ..
ضممت الشنطة إلي : قلت لك مستحيل ..
أطلقت ساقي .. سأهرب إلى غرفتي .. فهذين سيذبحونني إن وقع الملف بأيديهم ..
لكن مازن بسهولة استطاع اللحاق بي .. جر الحقيبة .. وجررتها أنا من الجهة الأخرى .. لكن كونه رجـل .. وبنيته أقوى مني بكثير .. استطـاع أخـذها مني .. فتحتها .. وأخرج الملف .. أراني إياه : شنو هذا ؟
لا أستطيع الإنكـار .. لا استطيـــع الدفـاع عن نفسي .. شعرت بأن نهايتي قريبة .. وأن حبل الموت .. سيلتف حول عنقي ..
تناول عمي الملف .. وأخذ يقلب صفحاته .. ومازن يمسك بيده الخشنة ذراعي .. رفع عمي بصره إلي .. ووجهه لا يبشر بخير .. لتسيل الدموع التي حبستها في عيناي منذ أول هذا اللقاء .. أخذت أشهق : تبي تقتلني ؟ اقتلني .. شنو تنتظر ؟
دنى مني .. رفع ذراعه وصفعني .. أوقعني على الأرض .. ارتفع صوت نحيبي .. وذاك الحقير ينظر إلي شماتة .. ليقول عمي : لمنو ماخذة الملف ؟
كنت غارقة بالعويل .. ولم أجبه .. وكرر سؤاله ثانية بصوت أعلى .. لأصرخ : ما اني قايلة ..
جلس بجانبي .. سحبني من شالي .. رماه جانبا .. أمسك شعري : بتقولين ولا شنو ؟
زاد بكائي : ما بقول .. ما بقول ..
ليقول ذاك الذي لا أود النطق بسمه : كل شي واضح .. ماخذتنه لأحمد ..
صرخت عليه : انت جب .. الله ياخذك ويرحني منك ..
ضحك : لا حبيبتي .. دامج وقفتي مع الخمة أحمد ضد شركتنا .. مستحيل ترتاحين .. مو لأنج منتهى بنت أبو جاسم بتطلعين منها سالمة .. أنا اقدر أتصل بالشرطة وتنسجنين لج كم سنة تتأدبين .. وتتعلمين شلون تثمنين كلامج ..
صرخت ثانية : الخمة انت يـ .... أحمد أشرف منك ..
صفعني عمي مرة أخرى : تكلمي وفكي نفسج من هـ العذاب .. جاوبيني .. لمن ماخذة الفايل ؟
لم أتكلم .. جرني من شعري ثانية .. ضرب رأسي بالجدار .. كنت أبكي بصوت مرتفع .. كل الخدم تجمعوا .. لكن .. لا أحـد منهم قادرا على أن يخلصني من بطشه .. استرجعت ذكرى ذاك اليوم .. لكن اليوم كان عذابه أقسى .. كم يستحق عمي بطاقة تهنئة .. كم هو جدير بها .. فهو يفوق الجميــع بطرق تعذيبـــه ..
أعــاد السؤال ثانية : لمن ماخذة الفايل ؟
كنت بين صحوتي وفقدي للوعي .. وأنا أرى دمي يسيل من رأسي ومن فمي ... ولا أعلم .. إن سمعت صوت أخي حقا وهو يقول : لي طبعـــا ..
أم كنت في عـــداد الموتــــى ..
==
[ أبو جـاسم ]
تركتها تموت .. أو تحيى .. لا يهمني هذا .. الذي يهمني .. هـل حقـا هذا الذي أراه أمامي .. جـــاسم .. أم أنني أتخيل وجوده ..
نهضت من على الأرض : جـاسم ؟
رمقني باحتقار .. ومشى ناحية اخته .. انتشلها من فوق الأرض وصرخ علي : والي خلقني .. اذا ما رحت السجن والسبب آنا ما اكون جـاسم .. يـــا ( بسخـرية ) عمـي ..
مشى مغادرا .. وأنا هرولت خلفه : لحـظة .. انت جـاسم ؟
لم يلتفت إلي وهو يقول : ايي .. جـاسم الي قسيت قلبه على اخته .. جاسم الي تبيه يشاركك اثم موتها ..
وضعت يدي على كتفه ودموعي سالت على خدي : وينك فيه ؟ وينك عني طول هـ السنين ؟ ما تتصور أي كثر فقدتك ..
لم يلتفت لي بعد .. لكنه كان يضحك : فقدتني ؟ انت من شنو مخلوق ؟ تقتل .. وتمشي بجنازة قتيلك ؟
قلت له : لا .. أنا لو شنو أسوي .. إلا انت ما اقدر أأذيك .. انت ولدي .. تعالي بضمك ..
صرخ بي : بسك تمثيل .. تلعب على منو انت ؟ آنا ماعدت الجـاهل الي تقص عليه بهـ الكلام .. آنا باخذ منتهى المستفى .. وما لي كلام معاك .. الشرطة هي الي تقدر تتعامل مع أشكالك .. انت والخايس الي معاك ..
مشــى .. ابتعـد عن ناظري .. لم أعـــد أستطيع رؤيته .. لا .. لا تبتعـــد .. لا ترحـــل عني ارجــــوك ..
/
[ جاسم / جميل ]
أتعلمون لما لم يلتفت له ؟ أتعلمون لما يرغب أن يقابل وجهه ؟ بكل بساطة .. لأنه لا يرغب أن يرى الدمع الذي لطخ وجهه .. لا يــرغب أن يرى نظرة الإنكسار بعينيه .. لا يــرغب أن يرى مدى تأثير سهامه بقلب عمه الذي بمثابة والده ..
جـاءت له الدكتورة .. وهو يمسح دمعه : شلونها اللحين ؟
قالت الدكتورة وهي غاضبة : احنا اتصلنا بالشرطة .. وبسوون معاكم تحقيق .. هذي مو أول مرة تجينا معتدين عليها بالضرب ..
قلت لها بتعب : بكيفكم ..
سألتني : انت توأمها ؟
هززت رأسي بارهاق : ايي ..
جلست بالمقعد الذي جانبي : ممكن أعرف قصتكم ؟
أدرت وجهي لها وأنا أضحك بسخرية : كل شي صار لها وبصير لها سببه آنا .. آنا الي تخليت عنها .. آنا الي خليتها بين يدينه .. ما خاف ربه فيها .. بس الأوراق عندي .. وان شاء الله ما يجي باجر إلا وهو بالسجن ..
استغربت هذياني : احم .. ما فهمت ؟
تبسمت وأنا أبكي : ما بتفهمين شي .. قولي لي .. متى بتصحى ؟
قالت وهي تنهض : من ساعتين لين أربع ساعات ..
تنهدت باستياء .. وضغطت زر الإتصـال .. لذالك المسمى عـادل ..
==

[ بيــان ]

جلست جانبها : شرايج ؟ عجبوج ؟
تبسمت : حلوين .. بس ما قلتي لي .. ليش مشترية لج هـ الكثر ؟
قلت لها بحذر : أقولج وما تزعلين مني ؟
هزت رأسها بايجاب : وليش أزعل ؟
قلت لها : الله يسلمج أنا ما حبيت اقولج علشان ما تكدرين خاطرج وتكون فرحتج ناقصة ..
قالت باستغراب : ليش شنو صاير ؟
تبسمت : الله يسلمج سجلت بجامعة بالأردن .. وبدرس هناك هندسة وراثية ..
تلاشت ابتسامتها : من صدقج ؟
هززت رأسي : اييي ..
سكتت ثوان وبعدها صرخت علي : يـ الكريييهة .. تروحين وتخليني ؟
قلت لها : لو قلت لج بتجيين ويااي ؟
قالت : لا .. بس حرام تخليني بروحي ..
قلت لها : انتي مو بروحج .. معاج يعقوب اللحين .. يعني ما ينخاق عليج ..
فقالت : بس ولو .. انتي اختي .. والاخت ما تتعوض بشخص ثاني ..
قلت لها والدمع لمع بعيناي : ما اتخيل روحي هناك بروحي .. ما اعرف شلون بقعد من النوم وما بصبح بوحه أمي وما بجننوني خواتي .. ما ادري شلون بعيش .. بس ..
ضمتني فطوم وهي تبكي : لا تقولين جذي .. يعني كان لازم تروحين هناك ؟
بكيت : تعبت فطوم .. قلبي يألمني .. كل يوم يجيبون طاريه .. كل مرة وشفته .. ما اقدر .. ما اقدر اعيش وآنا اسمع باسمه .. أبي انسى .. أبي أتجـاهل هـ الشعور .. وربي تعبت ..
لتقول وهي تبكي : لا تعورين قلبي بيون .. وربي حاسة فيج .. ومتأكدة إن هـ الشعور يألم .. بس الله ما يكتب شي إلا وفيه صلاح ..
مسحت دمعي : كلامج صحيح .. ( غمزت لها ) إلا ما قلتي لي .. شخبارج مع يعقوب ؟
ضحكت بخجل : فديييته .. ينحط على الجرح يبرى ..
==
[ أحمــد ]
ركضت ناحية جاسم .. أمسكته من كتفيه : وينها ؟ شخبارها ؟
أجابني بدمع ساخن : تقول الدكتورة ساعتين وتصحى ..
ليقول وهو يشير إلى الغرفة : في هذي الغرفة هي ؟
هزز رأسه .. فدخلت الغرفة بدون استئذان .. وكما رأيتها ذاك اليوم .. رأيتها اليوم .. أشبه بالأموات .. شفتيها مزرقتان .. وعلامات الكدمات واضحة على وجهها .. ورأسها ملفوف بالشاش .. قرأت التقرير الذي فوق الطاولة جانب السرير .. وعلمت أن أصابها نزيف بالرأس .. لتثيـر براكيني .. سأريــه ذاك الأحمـــق من يكون !
خرجت من الغرفة .. وقلت لمازن : عندك الملفات صح ؟
قال لي بهدوء : ايي ..
قلت له : قوم معاي ..
سألني : لوين ؟
قلت له : في السيارة أقولك ..
وصلنا إلى منزل منتهى .. ترجلنا من السيارة .. ودخلنا داخل المنزل .. صرخت بأعلى صوتي : عبـــد الرحمن يـالــ ..... اذا انت رجـــال اطلــع وريني وجهـك ..
ليأتي لنا رجـل في العشرين من عمره .. يبدو أنه مــازن .. هو سبب كل البلاء .. تقدمت منه .. وأمسكته من بلوزته : تدري إن لو أذبحك .. القتل فيك حلال ..
ضحك بصوت مرتفع : عـاشو .. مـاخذ الدور بجدية ..
صرخت عليه : جب .. انت شسالفتك ؟ شنو تبي منها ؟ المسكينة هذي ثاني مرة تشوف الموت والسبب انت ؟ انت تحبها ؟ انت تجذب على نفسك ؟ انت واحد مريض نفسي ما تحب إلا روحك ..
أبعد يداي عنه : خليت الحب لك .. يا الـ ....
صرخت عليه : جب .. ما ابي أسمع حسك .. أنا مالي كلام معاك .. تدري ليش .. لأني ببساطة .. جاي أكلم رجـال .. مو واحــد مثلك الرجولة تتبرى منه ..
رفع يده ليصفعني .. لكنني أمسكتها وضغطت عليها بقوة .. وبفعل الغضب .. تمكنت من لفهـا .. ليصرخ : آآي .. اترك يدي يـالـ ..
ضغطت عليها أكثر : هذا حسب تحترم أسيادك يا مسود الوجـه .. وينه عمك عمت عيونك ان شاء الله ..
أخذت أفتح الأبواب .. أبحث فيها عن غرفة ذلك العم الوحش .. وأخيرا .. عثرت على غرفته .. رأيته ممددا على السرير .. اقتحمت الغرفة .. رمقته بشفقة : عساها ان شاء الله آخر الدقايق الي ينبض فيها قلبك الخراب ..
ضحك وهو ينظر لجـاسم : ما ترد عليه ؟
قلت له بهدوء قاتل : تذكر قبل سنتين وشوي .. لما كنت أجيك أترجاك تعطيني منتهى ؟ أبي تجاوبني على هـ السؤال قبل لا ياخك ملك الموت ويفكنا منك .. ليش سويت جذي ؟ ليش ما سمحت لي آخـذها ؟
تبسم وهو ينظر لجاسم : لأن أبوك هو سبب كـل الي صار .. أبوك هو الي جابني لهـ الطريق .. قبل سنين .. كنت أتاجر بفلوس أخوي .. أقنعني إنها اذا ما صار بسمي ما بيرتفع شأني وما بتصير لي هيبة .. دلاني على درب الحـرام .. ومهد لي الطريق .. علمني شلون أشتري وأبيع وأتاجر بالشيكات .. شلون أقدر أستغل حاجة الناس .. علمني شلون أجمـع ثروة بفترة قصيرة .. لكن كــان ثمن هـ الثروة .. إني أخســر ولدي .. أخسر الولد الي مو من صلبي .. لكنه أحب لي من ولادي .. ايي يا جاسم ( دمعت عيناه ) لما هربت دورتك وما لقيتك .. سألته شنو اسوي .. قال لي أخلي خبر موتك بالجريدة لأن لو قلت لشرطة يدورونك أو خليت خبر بالجريدة بسيئ لسمعتي واسمي بالسوق بطيح .. هذا كان كلامه .. طعته .. وانقطعت اخبارك .. ما عدت أشوفك .. وينك عني يوليدي طول هـ السنين ؟ وينك ما تسأل عن أبوك ؟ ما تدري إنه يموت باليوم ألف مرة وهو يشوف اختك ؟ ( التفت لي ) يا احمد .. بعد الي صار لي .. بعد خسارتي لجاسم .. صار بينا آنا وابوك خلاف .. ومنه انقطعت علاقتنا .. ولو عطيتك منتهى .. معناتها اني راضي على الي سواه أبوك فيني .. أبي أحرق قلبه على عياله مثل ما حرق قلبي .. مستحيل يا احمد تاخذ منتهى .. لو تنقلب السمــا على الأرض .. دام راس أبوك مرفوع ويشم الهـوا .. بنتي ما تصيـــر لك ..
وكأن أحـدا ما كب ماءا باردا على رأسي : بس أنا شنو ذنبي ؟
ضحك : ذنبك انه أبوك ..
ليقول جاسم : لا تلوم غيرك .. وتبرأ نفسك .. ما بتقول لي ليش سفرت منتهى ؟ لا تقول لي علشان تكمل دراستها .. لأنها كانت تعرف الشي الي آنا ما اعرفه .. انت أناني .. أخذت حرمة أخوك وولده .. بس بنته ما قدرت تاخذها فسفرتها علشان يفضى لك الجو .. انت لو ما كنت جشع .. وطماع .. وتحب الفلوس .. كان ما طعت أبو أحمد .. صحيح الشيطان شاطر .. لكن ليش الله خلق لنا العقل ؟ فلوسك هذي كلها حرام بحرام .. ولا يمكن أخلي اختي تعيش بالحرام .. اختي آنا باخذها .. أنا ولي أمرها .. وبخليها تاخذ أحمـد .. وزوجتك إلا هي ( بسخرية ) أمي .. أضنها ما تقدر تعيش بدونك .. خلكم مع بعض تحرقكم نار جهنم .. ( التفت لي ) يلله أحمـد .. مشينـا ..
ليقول عم منتهى : لحـظة جـاسم .. قبل لا تروح ..
قاطعه جاسم : أنا اسمي مو جـاسم .. جاسم الي ربيته مات .. وانت الي قتلته .. أنا اسمي جميـل .. جميل ...... ...... هذا اسمي الثاني .. بتسألني شلون عشت وفي وين سكنت ؟ بقولك كنت بالجنـة .. لأن هـذا البيت بالنسبة للمكان الي عايش فيه .. زريبــــة .. زريبة حيوانات .. لا .. أخس من حيوانات .. على الأقـل .. الحيوانات ما عندها مخ .. بس ( بسخرية ) استغفر الله ربي ..
==
بيـــن جنـــح الظــلام .. وعتمــة الليل .. هنـــاك مؤامرة تحـــك .. عــذرا .. ليست واحـــدة .. بل اثنتين .. واحـــدة .. ستكشف فصولهــا في القريب العــاجل .. والأخــرى .. تطهــى على نـــــار هـــادئــــة !
/
[ منتهـى ]
بصعوبة .. سمحوا لي الخروج من المشفى .. بشرط أن أعـود له بعد عودتي من المحكمـة .. ركبت السيارة مع أحمـد وجـاسم .. وأنا لا أصدق .. أن بعد لحـظات .. سأكون لأحمـد .. ولن يستطيع مـازن بعد ذلك اصابتي بسوء .. وصلنا المحـكمة .. وترجل أخي من السيارة .. ساعدني على النهوض .. وقفنا ننتظر أحمد يغلق سيارته .. ومشينا ناحية باب المحـكمة .. ونبضاتي بزياد .. لكن .. قبل دخـولنا .. استوقفنا شرطيان ..
فقال لهم أحمد : نعم ؟ بغيتوا شي ؟
قال أحدهم وهو يشير لجاسم : انت جميل .... ....
ارتبك جاسم : اي ... خير ؟
فقال الشرطي : بس لو سمحت تعال معانا المركز ..
ليقول أحمد : وعلى أي أساس تاخذونه ؟
فقال الشرطي الآخر : في بلاغ مقدم ضده ..
قال جاسم : بلاغ ؟ مِن من ؟ ليش أنا شنو مسوي ؟
فقال الشرطي الأول : في المركز بتعرف ..
وما إن مسك الشرطي الثاني ذراع أخي .. حتى احتضنت ذراعه الآخر ودمعي بعيناي : وين بياخذونك ؟ بتروح وبتخليني مرة ثانية ؟
تبسم لي مطمئنا : لا تخافين .. يمكن فيه تشابه بالأسماء أو من هـ القبيل .. ( وجه نظره لأحمد ) خلها بعيونك .. الملفات عندك .. وادخل للقاضي وسو الي كنت أنا بسويه ..
تبسم أحمد : لا .. نجي معاك .. أول ما نخلص موضوعك نكمل سالفة هـ الأوراق ..
لم يستطع أن يجيب .. فقد جراه الشرطيان لسيارة الشرطة .. لتسيل الدموع على خداي .. فاحتضن كفي : ما عليه منتهاي .. كل تأخيرة فيها خيرة ..
مشينا قاصدين السيارة .. لكن قبل أن ندخل .. أتى لنا عمي ومازن .. وكـل منهما ابتسامته أوسع من الآخر ..
صرخت على عمي : يالحقير .. أكيد بسببك أخذوه الشرطة .. شنو مسوي له ..
ضحك عمي ضحكة دوى صداها بأذناي مطولا : ليش بس انتو تعرفون تلعبون ؟ تراكم ما دريتوا من تواجهون ..
فقال له أحمد : بلا .. عارفينك .. انسان مثلك .. غني عن التعريف .. لأن مثل ما يقولون .. الكتاب واضح من عنوانه ..
فقال مازن وهو يرمقني بنظراته الحـادة : وما تبون تعرفون بأي جريمة الغالي جسوم بينقط بالسجن ؟
قلت له بلهفة وقهر : بأي تهمة نسبتوها له ؟
فضحك مازن وقال عمي : بتهمـة التزوير ..
رفعت نظري لأحمد أطلب تفسيرا .. فكان أحمد غاضبا : يبن الـ ...
فتبسم عمي : هـ المرة اختر مصطلحاتك بعناية .. ماله داعي المفردات السوقية .. ( ورفع نظره لي ) ها منتهى ؟ وينه أخوج عنج اللحين ؟ تتوقعين هذا الي يمج بيقدر يسوي له شي وبيطلع من السجن ؟ يا بابا تعرفين شنو بسوون له اللحين ؟
قلت له ورأسي سينفجر : موب فاهمة شي .. جاسم شنو مزور ؟
فقال مازن : مزور هويته .. مزور كل أوراقه .. وبعذبونه لين يعترف من هـ الجماعة والناس الي قدمو له هـ الخدمة العظيمة ..
سأشعر بانهيار .. محـال هذا .. أتفهمون ما قيل ؟ يعني أنني عدت كما كنت .. بلا سنـد .. بلا انسان أرمي عليه بأثقالي .. يا ربي .. لم أعــد الصبــر أكثـر .. يا ربي لم يعـد لي طـاقة على الاحتمـال .. بت هشة .. سهـلة الكسـر .. بل أكثـر من ذلك ..
جلست بجانب السيارة .. واستسلمت لمواويلي وعويلي .. جلس بجانبي أحمد يهدأني .. ثم نهض .. ضرب مازن .. ولم يتوقف عن ضربه إلا حينما قال عمي : أنا أقـدر أخلصه من الي هو فيه .. بس .. لازم مقابل ..
تبادلنا النـظرات أنا وأحمد .. وقال أحمد : وشنــو المقــــابل ؟!
==
[ جميـــل / جــاسم ]
وقبعت بزنزانتي .. بعــد أن شاب رأسي .. باتهاماتهم ..
مخـرب .. مـزور .. والكثيـــر ..
لم أتصــور أن أصـل إلى هذا المنعطف يوما ما ..
لم يخطر بذهني .. أن أقيـد بالسلاسل .. وأزج بين القطبان ..
بـلا ذنب ارتكبته ..
وهـا هو السحـر .. انقلب على ســاحره ..
كنت أود مجازاته بما اقترف بحق أسرتي ..
فجازاني الزمـان بانقلاب مكيدتي علي ..
ما جرمي ؟ ما خطأي ؟
ألا أستطيــع الدفــاع عن نفسي ؟
ألا يحكم القانون بأنني بريئ ؟!
تنهدت بضيق .. أخذت أضرب الجدار بقدمي .. عله الشعور بالقهر والظلم .. يخرج من قلبي .. أخذت أبكي .. كطفل ضربته أمه من دون ذنب جنـاه .. وإنمـا تود إفـراغ قهـرهـا وحـزنها وضيقهـا بضربه ..

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -