رواية وش رجعك -35

رواية وِش رجعك - غرام

رواية وش رجعك -35

أما زال يذكر : امبيييه .. للحين فيه صيانة ؟! متى بكمل ترميمه ؟
قال وهو يفكر : اممممم .. ما ادري .. يمكن يبي له كم سنة بعد ..
تبسمت له بصدق : من صجك للحين ؟
تلاشت بسمته .. ثم أعـاد رسمها من جديد : صج ما عندك سالفة .. تعال نصبح على رفيجتنا الي في الرسبشن .. صار لها ثلاث أيام مو مداومة ..
رمقته : وحاسب لها بعد ؟ لا يكون لا يكون ..
ضحك : اييييوة .. علييك نور .. صار صار ..
قلت له : يا الكريييه ... ما خليتها بحالها حرام علييك ..
تبسم بفخر : أنا ما يعجزني أحد .. بس الي قاهرني .. هذي الي معانا بالمكتب .. تصور .. ما تفيسني خير شر .. كأني طوفة .. ما تعبت من دور الثقل ..
قلت له : ترى كل شي ولا حنان .. باين عليها بنت ناس .. فلا تسوي لك سوالف معاها ..
ليقول : وانت صاج .. انا يأست منها أصلا ..
ودخلنا المكتب .. لأرى ليلى غارقة بعملها .. وحنان تشرب كوب شاي .. جلسنا عند مكاتبنا .. وبينما أنا أقوم بعملي .. استغربت هدوء غسان .. فهو عادة يصل صوت ضحكه وحديثه لخارج المكتب .. رفعت رأسي له .. فرأيته يتبادل النظرات مع ليلى .. ولكن قبل أن أفكر في تفسير لنظراتهما .. شدني وجه ليلى .. خدها الأيمن .. محمر .. عينيها ذابلتين .. ووجهها خال من أي مساحيق .. استغربت ذالك .. وعاودت النظر إلى الملف الذي بيدي ..
وبعــد 15 دقيقة تقريبا .. سمعنا شهقة حنان : ليلى .. ليلى شفيج ؟
رفعت رأسها من على الطاولة .. ودموعها على خديها : ما فيني شي .. بس راسي دار شوي ..
ثم نهضت .. وكانت مشيها غير متزن .. خرجت من المكتب .. التفت لغسان .. فرأيت القلق واضحا على ملامحه .. فزرع الشك بقلبي .. اليوم الاثنان ليسا طبيعين ...!
[ حنان : 19 سنة ]
==
[ أحمــد ]
شربت شربة من كوب الشاي وقلت له بابتسامة : هذي الساعة المباركة .. يشرفنا النسب .. بس بسألها أول .. وبرد عليك خبر .. لكن .. بقول لك شغلة علشان ما تقول إنا خبينا عليك .. ترى اختي مطلقة ..
تبسم نافع : انا عارف .. وهذا ما يغير رايي .. السموحة منك .. بس أنا كلمتها .. رفضت في البداية .. لكن في النهاية بعد ما قالت لي أسبابها .. قالت أعطيها فرصة تفكر .. واختك ما فيها عيب .. الخطأ كان من زوجها السابق ..
قلت له بضيق على ذكرى طارق الكريهة : ما عليه .. بسألها مرة ثانية .. واذا قالت لي إنها موافقة .. بنحدد معاكم موعــد ..
ليقول : بس اذا تقدر ترد علي بسرعة .. لأني الصراحة مليت من العزوبية ..
ضحكت عليه : اختي غالية .. واذا تبيها .. تحمل العزوبية بعد مدة ..
بعــد حديث استمر نصف ساعة .. خرج من غرفتي .. سندت رأسي على المقعد .. وأنا أشعر بأن هما ثقيلا انزاح من صدري .. والآن بقيت دعــــاء .. فليعــــد محمــود .. ويريحني من هذا الحمـــل !
عدت إلى عملي .. ولا أعلم كيف أتى طيف بيان بذهني .. تبسمت .. أهي تفكر كما وعدتني ؟! أم أنها تجاهلت موضوعنــا .. سأمهلها اسبوع آخر .. ثم سأسلها عن جوابهــــا ...
==
فلنذهب لغســـــان ..
ترجلت لأشحن البنزين .. فالعامل تأخر .. وطال انتظاري .. وأنا انظر إلى العداد .. طرأت على أفكـاري .. بل بالأصح .. أنني لم أفكر بشيء سواها اليوم .. كانت ليست على ما يرام .. واستأذنت وغادرت قبل الوقت .. وماذا كنت أتوقع ؟! أن تكون بخير ؟ والموقف الذي تعرضت له محـال أن يصمد أمامه أحـد !
توقف العداد .. نزعت خرطوم البنزين .. وذهبت لأدفع النقود .. ثم أغلقت باب السيارة خلفي .. التفت لعمار .. الذي كان طول الوقت ينظر إلى بريبة .. ولكن .. حينما رأيته .. كانت عيناه حمراوان .. بدا غاضبا بدرجة كبيرة .. ضحكت بصوت عال وأنا أحرك السيارة : شفيه الغزال محمرة عيونه ؟
لم يجبني .. وإنما رمي شيئا على وجهي .. أتريدون معرفة هذا الشيء ؟!
أوقفت السيارة بصدمة .. ونظرت إلى الظرف الذي رماه علي .. إنه الظرف الذي فيه صورها .. كيف جـاء إلى هنـا ؟! بالله عليكِ يا ليلى .. كيف نسيتي الصور ؟
صرخ علي : شنو هذا ؟!
ابتلعت ريقي : لا تصارخ .. انت فاهم الموضوع خطأ ..
قال بنفس النبرة : غسان تبي تجذبني بعيوني .. أشوف صور بنت خالي عندك وتقول لي فاهم خطأ ؟ غسان ما توقعتك جذي .. تخوني ؟ ( وبغبرة قال ) تخون صاحبك ؟
صرخت عليه : عمار أنا مو خاين .. انت فاهم خطأ ..
ليقول وقد زاد غضبه من انكاري : شلون فاهم خطأ ؟ الصبح هي معاك .. والصور الي في الظرف .. ( انخفض صوته وقال بصوت هادىء ) بس الصورة الأولى صدمتني شلون البقايا ؟
سأجن .. أجــل ستزورونني في مستشفى المجنانين : الصبح كانت معاي لأن سيارتها متعطلة .. انت تحكم على كيفك ؟ بالغلط طاحو صورها هني ..
فتح باب السيارة : لا .. مو بالغلط .. كلامك ما يدخل العقل .. لو بتوصلها في هـ العشر دقايق .. بتفتش بشنطتها وبطيحون الصور ؟ وهي ليش حاملتهم ؟ الصور مأساة .. تفهم يعني شنو مأساة ..
فتحت الباب الذي بجانبي وقلت له بقلة حيلة .. لا أستطيع حتى الدفاع عن نفسي .. ولكن بنفس الوقت لا أستطيع إخباره الحقيقة .. ماذا أقول له ؟ فقلت بهدوء : وربي يشهد اني ما دريت عن الصور إلا اللحين .. وخمنت انهم مالها .. أنا حتى ما شفت شنو بداخل الظرف ..
ليقول : أحـاول أصدقك بس ما اقدر .. كلامك مو منطقي .. ( وبرجـاء ) غسان تكفى .. قولي الحقيقة .. انت ..
قاطعته وأنا أهز رأسي نافيا : حرام عليك .. تراك تطعني وانت ما تدري .. لهـدرجة ثقتك فيني معدومة ؟! انت عارف .. حدي أكلم .. واذا بقابل أحد بمجمع .. أنا مستحيل أفكر أأذي وحدة منهم بهـ الطريقة .. وقسم بالله ما فتحت الظرف انت ليش مو فاهم ؟
ليقول : غســان السالفة مو سالفة ثقة .. انت عارف إنها نسيبتي .. صحيح إني ما أدانيها .. بس سمعتها سمعتي .. انا ما أبي منك غير تقول الي الحقيقة .. وصدقني اذا ما عرفتها منك .. بروح لها بيتهم وببهدلها ..
قاطعته ثانية : وأنا لأني أعزك .. وأعتبرك أخوي .. وسمعتك سمعتي .. صار كل الي صار .. عمار أنا ما اقدر أقول لك شنو صار بالضبط .. بس أبيك تعرف إني مالي دخل بالموضوع .. أنا بدل ما أذيتها حميتها .. ويشهد ربي إن كل شي كان صدفة ..
ارتفع صوته : شنو صدفة ؟! يعني صورها طاحت بيدك صدفة ؟ من الخايس من الربع إلي عطاك صورها ؟
قلت له : محد عطاني شي .. والصور طاحو من عندهـا .. وبكيفك .. صدقت ولا لا ..
سكتت للحظات ثم قال بهدوء : هذا آخر كلامك ؟
بنفس الهدوء : اي .. وما عندي غيره ..
ليقول : اوكي .. بس انسى ان لك صاحب اسمه عمار .. واقرأ الفاتحة من اللحين على ذيك الي ما تربت ..
قلت له بوجع : عمار ليش تقول هـ الكلام ؟ ليش موب راضي تصدقني ؟ ليش ما نتفاهم بالهدوء .. شلون تبيني أثبت لك إن مالي ذنب ؟
فقال : لأن الي قلته مو صحيح .. واذا تبيني أصدقك .. اقنعي بالي صار صج ..
فقلت : اعطني خيار ثاني .. لأن لو أقول لك الي تبي تسمعه .. بتندم وبندم ..
ليقول : خيار ثاني ؟! تبي شي ما نندم عليه احنا الاثنين ؟ ما في .. احنا علاقتنا شزينها .. ليش تسوي كل هـ الحواجز بينا ؟ لهدرجة تسترخص صداقتي علشانها ؟
تبسمت بمرارة : مو علشانها .. علشانك انت .. أنا واثق إذا قلت لك بتتهور وبتقتلها .. وأنا ما استبعد هـ الشي .. لأني أنا الي ما اقرب لها شي طلعت عن طوري ..
ليقول : يعني خايف عليها مني ؟ ما تخاف عليها من ربك ؟
فقلت له : اولا الله رحيم .. وستور وغفور .. ليش إذا الله ستر عليها أفضحها أنا ؟! ثانيا أنا ما أعرف شنو صار بالتفصيل .. واحنا بشر .. وفي هـ الأمور تحركنا غيرتنا وعواطفنا .. وننسى نستخدم عقلنا .. وفي النهاية بنندم إذا قمنا بشي المفروض ما نسويه ..
سكت مرة أخرى ثم قال : يعني شنو تبي مني بالضبط ؟ أتجاهل إني شفت صورها عندك ؟ وأعاملكم عادي ولا كأن شي صاير ؟
قلت له : هذا الشي راجع لك .. بس بقولك شي .. انا لو تطلب مني أي شي أسويه ينسيك إلي شفته اليوم أو يرد لك جزء من ثقتك فيني .. أرضى .. وما عندي أي مانع ..
فقال : للأسف لو في .. كان قلت لك .. لأن الي مثلك .. صعب أخسره علشان ناس ما تستاهل ..
لم أقل شيئا .. وبقينا واقفين .. ننظر إلى بعضنا .. كل منا يلوم الآخر بعينيه .. أتعرفون ؟ أنها هذه المرة الأولى التي نختلف فيها .. وأنا أنظر إليه .. حرك قدميه .. ومشى بعيدا عن السيارة .. ولا أعلم لما صرخت عليه وبداخلي حرقة أذابت فؤادي : عمـــار .. ( توقف عن المشي .. لكنه لم يدور إلى الوراء .. فأكملت وأنا أكتم غصتي ) اذا خطبتها .. تطمأن إني لا خنتك ولا لعبت من وراك ؟!
أدار وجهه إلي .. ورغم ظلمة الليل .. إلا أنني رأيت الصدمة بعينيه .. ولم يتكلم .. فأكملت : توافق ؟
ليقول بصوت حزين : ليش ؟ ليش تربط مصيرك بهـا ؟
تبسمت بذات الحزن : لأني أحبك .. ومو مستعد أخسر صداقتك ..
فقال : بس أنا ما ارضى .. أنا ابي أسمع منك الحقيقة .. ما ابيك تضحي ..
قاطعته : بس أنا عزمت .. وبإذن الله باجر أنا في بيتهم ..
ليقول والدموع لمعت بعيناه : غسان ليش ؟ ليش تحسسني بالذنب ؟
تبسمت : أنا مالي شغل بأحساسيسك يالعاشق .. يلله تعال اركب أقطك بيتكم وأفتك من وجهك ..
وقف مكانه .. ولم يتحرك .. فركبت السيارة .. ورميت ظرف الصور في الصندوق الصغير الأمامي .. وحركت السيارة .. أوقفتها بجانبه : يلله سرع .. الوقت تأخــر ..
فتح الباب الذي بجانبي .. ومشيت بسرعة .. بعد أن فتحت النوافذ جميعها .. عله الهواء الموجود على كوكب الأرض .. ينعش رأتاي اللتان ما عاد يصلهما الهواء .....
صبـــاح آخـــر .. ونزف آخـــر .. يحمله هذا الصبـــاح ..
في منزل أبو محمود رحمه الله تحديدا .. جلست بيـــان .. وبجانبها منتهى .. والصمت هو سيد المكان .. بعدما أخبرت بيان منتهى بخطبة أحمـــــد ..
تبسمت منتهى .. وأضنكم لا تحتاجون إلى وصف تلك الإبتسامة .. فأنتم اعلم بحال قلبها المعذب : ألف ألف مبروك .. انتي تستاهلينه وهو يستاهلج ..
أجابتها بيان والدمع بعينيها : بس أنا ما قلت لج هـ الكلام علشان تقولين لي جذي .. آنا سألتج ..
قاطعتني : انتي عارفة مشاعري ناحيته .. مثل ما عارفة إني مرتبطة بمازن .. ومازن لا يمكن يطلقني .. وأنا اذا ابي أرفع قضية طلاق عليه شنو أقول ؟ شنو حجتي ؟ إن مشاعري موجهتنها لشخص ثاني ؟ بيان أحمد لين متى بينتظر ؟ لين متى يتعذب ؟ زين إنه اختارج .. ولو ما اختارج أنا بختارج له .. بيان أنا واثقة إنج بتساعدينه وبتعوضينه كل سنين انتظاره .. ( وببتسامة اخرى بعد أن أمسكت كف بيان ) اذا تحبيني لا ترفضين .. ما راح تلاقين أحد مثل أحمد .. بحافظ عليج .. وبخلييج بعيونه ..
دمعت عينا بيان : أخاف أحس بالذنب .. شلون أوافق عليه وأنا أعرف ان صديقتي تحبه ؟ شلون أوافق عليه وهو يحبج انتي .. منتهى بخطبة أحمد وكلامج اللحين تجرحوني .. ما ادري شلون بتكون حياتي بعدين .. شلون أعيش مع شخص عارفة إن قلبه مع غيري ؟
ضمتها منتهى : بس المشاعر تتبدل .. أحمد اذا شافج تحبينه ببادلج مشاعرج .. آنا لو كان مازن بداية حياتي معاه اوك .. لو حاول إني أحبه بالطيب والهداوة .. مو بالإجبار والإكراه .. كان صدقيني ملت له .. بعدين بتكونون مع بعض 24 ساعة .. أكييد بميل لج .. ولا تهدمين حياتج بفكرة اني أحبه .. انسي هـ الشي .. لأن صدقيني .. بجي يوم أنا وهو بننسى ..
لم تعقب بيان على حديث منتهى .. فأكملت منتهى : بيان الله يسوي كل شي فيه خير وصلاح .. ولو فيه صلاح نكون لبعض كان ما صارت كل هـ العقبات بطريقنا .. وعسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم .. صحيح إني كارهة مازن .. لكن الله يشوف الخير لي معاه .. وأنا رغم اني دايما أحاول أتخلص منه .. إلا اني ما اقدر أسوي شي .. هذي ارادة ربي واحنا ما نقدر نغير أقدارنا ...
مسحت بيان دمعها وقالت : جاوبيني بصدق .. من قلبج هـ الكلام ؟
تبسمت منتهى : ما بجذب عليج وبقول إني ما تضايقت بالبداية .. بس هذا الشي لازم يصير .. علشان أنا ما اعاود التفكير بغير مازن .. وصدقيني .. فرحت لج .. مثل ما احمد غالي .. تراج غالية ..
ضمتا بعضهما البعض مرة ثانية وقالت منتهى : يعني أقول مبروك ؟
قالت بيان : لا .. بستخير ربي أول ..
==
من جهــة أخــــرى ..
توقفت حاسة السمع عندها : شنو ؟
قال لها بحدة : الي سمعتيه .. المغرب أنا في بيتكم .. وتراني اتصلت في أبوج وحددت معاه موعد .. بس حبيت أخبرج لا تنصدمين .. أو تطلعين مكان مني مناك .. سمعي ليلى .. الموافقة أبي أسمعها الليلة ..
صرخت : لا .. مستحيل أوافق عليك .. ناقصة عمر أنا ؟ من زيينك ..
قاطعها : وطلع لج صوت يالحلوة ؟ يعني تضنين اني ميت عليج ؟ واذا ما اخذتج بموت ؟ أصلا لو افترضنا اني بفكر فيج بعد الي شفته أمس مستحيل أقرر مثل هـ القرار .. بس يا ماما .. نسيتي صورج بسيارتي وبليتيني الله يبليج .. تدرين إن عمار شافهم ولا لا ؟
سيغشى عليها من هول الصدمة .. إلا عمار .. فليرى صورها كل العالم .. إلا هو .. فبكت : لا .. شافهم وللحين ما ذبحني ؟
ليقول : ما ذبحج لأني تسترت عليج .. تعرفين يعني شنو أنا وعمار بنفترق والسبب انتي .. وصورج الخايسة .. ولو ما قلت له إني بخطبج .. بالغصب رضى ؟ تعرفين يعني شنو اهتزت ثقة صاحبي فيني ؟
زاد بكاءها : يعني علشان تبقى معاه تاخذني ؟ أنا شنو ذنبي آخ..
قاطعها مرة ثانية : انجبي زين .. قالت شنو ذنبي .. المفروض أنا الي أقولج هـ الكلام .. أنا شنو ذنبي أربط مصيري فيج .. ولو وحدة سنعة إلا ما عليه رضينا .. اسمعي يبنت الناس .. درينا انج دلوعة البابا وما يرضى عليج .. عجلي الموضوع بسرعة .. وما ابي حجايج وشروط .. حمدي ربج اني باخذج أستر عليج .. ترى لعلمج محد يفكر فيج .. ومحد يطالعج حتى ..
ستموت من البكاء : حرام عليك غسان .. لا تكلمني جذي .. يعني عمار موصيك تكلمني جذي ؟
قال لها : ما يحتاج يوصيني .. أنا بنفسي عارف إن ما يصلح لج الطيبة .. وبعدين تعالي .. من وين أعاملج عدل ؟ انتي تستاهلين ضرب مو بس كلام ما يجيب ولا يودي .. وتراني ضيعت وقتي معاج واجد .. خلال سبوعين .. نبي الملجة .. وحفلة صغير بنفس اليوم عن كلام الناس .. وغيره ما في .. لا تحلمين واجد وتتخيلين أشياء .. أنا لايعة جبدي منج .. فأبي كل شي يكون سريع وبدون مشاكل رجاءا ..
كان جوابها هو شهقاتها التي كادت تؤثر على فؤاد غسان فاستدرك أن يغير رأيه : خلي عنج دموع التماسيح .. ويلله روحي جهزي المجلس لنا .. على فكرة .. أمي ما بتجي .. فلا تعزمون حريم .. وما نبي مقابلة وهرار .. مباشرة قولي إنج موافقة .. وحتى لو طريتي تجذبين وتقولين إنج معجبة فيني .. مع إني ما اتشرف بهذا الإعجاب .. سلام ..
أغلقت الهاتف .. ورمته على المرآة .. لتتناثر قطع المرآة على الأرض .. ثم ألقت نفسها على السرير .. وبكت بحرقة .. بكت لحين لم تعد قادرة على البكـاء أكثــر .. وعلها دموعها .. شهقاتها .. تشفع لها ما جنته بحقها .....
==
[ أحمـــد ]
فتحت المسج بملل .. لكنني حينما قرأت مافيه ... رفعت عيناي إلى اسم المرسل .. وقرأته ثانية وابتسامة مرسومة على شفتاي ..
من بيان ..
[ مساء الخير .. ما ادري شيقولون .. بس تقدر تجي تكلم أمي وعمار .. سلام ]
ضغطت زر الإتصال .. ولم تجب .. فأرسلت لها ..
[ يسعد مساج .. أفهم من كلامج إنج موافقة ؟ ]
انتظرتها ترسل .. وبعد عشر دقائق تقريبا .. أرسلت ..
[ ومساك .. يقولون ]
ضحكت على ردها .. وضغطت زر الاتصال ولم تجب أيضا .. فأرسلت لها ..
[ ليش ما تردين ؟ قولي للي يقولون هـ الكلام .. يستاهلون البشارة .. فديتهم ]
وبعد عشر دقائق أخرى أرسلت ..
[ كيفي .. ما ابي أرد .. ويقولون لك ينتظرون بشارتهم .. وتفداهم العافية ]
تبسمت على ردها .. وما إن ضغطت زر الإرسال بـ [ اليوم احنا في بيتكم .. جهزي القهوة ]
حتى طرق باب غرفتي .. لأقول : دخلي ..
دخلت أميرة .. وعلى فمها ابتسامة : فاضي ؟
بادلتها الابتسام : جيتي بوقتج .. حياج ..
أتت وجلست بجانبي : باين عليك متونس .. فرحنا معاك ؟
قلت لها وأنا أضحك : امممم .. تقريبا .. بس قولي لي أول .. شرايج بالموضوع الي تكلمنا عنه ؟
حمرت وجنتيها : شتتوقع ؟
قلت لها : والله انتي ما ينعرف لج .. أخاف أقول أتوقغ افرح فيج بعدين انصدم ..
ضحكت بخفة : هه .. أنا فكرت واجد .. أصلا أنا من زمان أفكر .. وقررت .. أوافق ..
اتسعت ابتسامتي : صج ؟ ( ضممتها ) ألف مليون تسعين مبروك ..
ضحكت : بعد عني عاد .. ذبحتني ..
قلت لها وأنا أسحب خديها : عدال .. انزين شلون وافقتي ؟ شلون قدر نافع يغير برمجة عقلج ؟
تبسمت بخجل : وافقت .. لسببين .. الأول .. لأن نافع طيب .. وما شفت منه إلا الخير .. واحس اني بستانس معاه .. والثاني .. علشان ما اعطي طارق مجال يفكر إني للحين أحبه وأفكر فيه أو متأثرة بلي سواه ..
تبسمت لها : فديت العاقلين أنا .. يعني بصير عندنا هـ الفترة مناسبتين ..
لتقول : شلون ؟
لأقول : بعد الصلاة .. كشخي .. وقولي لأختج تكشخ .. ورنا وعدول بناخذهم معانا .. وبنمر على بدرية وسعاد و انيسة .. وبنروح وين ؟ بنروح بيت محمود ..
قاطعتني بسعادة : رد محمود ؟
تلاشت ابتسامتي .. لكنني حاولت أن ابتسم : لا .. بنروح لأم محمود .. نخطب بيان من عندها ..
لتقول : نخطب بيان ؟ ( سكتت قليلا ثم صرخت ) أحمدووووووووو ..
ضحكت : فهمتين اخيرا ..
ضحكت : يااااااااي .. ما بغييينا يجي هـ اليوم ..
لتدخل دعاء : شنو فيج تصارخين ؟ كل هذا على نفوع ..
لتقول لها : اصغر عيالج نفوع ! .. ( وبسعادة ) تعالي اسمعي الخبر ..
أتت وجلست بجانبنا : شنو صاير بعد ؟
لتقول وهي تنظر لي : أخووووج .. بيخطب ..
لتلتف لي : صج ؟
هززت رأسي بإيجاب .. لتصرخ هي الأخرى : واااااااااااااو .. بصير عندنا عرسييييييييين ..
لتقول لها أميرة : ما سألتين من العروس ؟
فقالت دعاء : ما يهم .. أهم شي انه بيخطب ..
لتقول لها : كيييفج .. تراج بتتحمسين اذا عرفتينها ..
رفعت نظرها إلي : من ؟ وحدة من زميلاتك بالمستشفى ؟
تبسمت : لا وحدة تسواهم كلهم ..
ضحكت : اوه اوه .. منو هذي ؟
لتقول أميرة : بيــــــــان ..
فقالت دعاء : بيون ؟ صديقتي تقصدين ؟
قالت أميرة : اييييوة ..
قالت لي دعاء : بس انا مو موافقة ..
استغربنا أنا وأميرة .. ثم سألتها : ليش ؟ توقعت بتستانسين ؟
تبسمت : أنا فرحانة لك .. بس أنت اخوي وأعرفك .. للحين ما نسيت منتهى .. ليش تبي تضايق صديقتي .. واخت محمود ؟! اكييييد ما برضى ..
سكتنا جميعا .. ثم قلت لها : أنا وهي تناقشنا بهـ الموضوع .. فماله داعي نفتح السالفة مرة ثانية ..
لتقول دعاء : وشنو ردت عليك ؟
قالت لها أميرة : دعووي .. اكييد فكرت زين .. اكيييد اخذت قرارها بعد ما اقتنعت بكلام أحمد .. بعدين منتهى اللحين مرتبطة .. وأحمد لازم من البداية يفكر بهـ القرار .. علشان منتهى ما تفكر فيه ..
كنت أسمع حديثهم الذي استمر عشر دقائق تقريبا .. وأنا أفكر .. بجملة دعاء .. " ليش تبي تضايق صديقتي ؟ واخت محمود ؟ أكييد ما برضى " .. ترى .. هـل سأتمكن من نسيان منتهى ؟ هـل سأآذي بيان ؟ لما أنا أشعر بالراحة ؟ رغم أنني أضن أن مع غير منتهى لن أرتاخ ؟
صحوت من أفكاري .. حينما قالت لي دعاء : لا .. هذا سرحان .. مو معانا ..
تبسمت لهم : بلا معاكم .. ها .. شنو قررتوا ؟
ضمتني دعاء : أكيييد موافقين ..
قبلت رأسها : اهم شي رضاكم .. كم اخت عندي أنا ؟
لتقول أميرة : تراني أغار .. تخضنها وما تحضني ..
ضحكت .. وضممتهما كلاهما .. ثم قلت وعيناي متلألأتين بالدمع : الله يخليكم ..
لنسمع صرخة : وأنا ولد البطة السودا ؟
قلت له : بسم الله الرحمن الرحيم .. تراك زهقتنا ..
أتى وجلس بجانبنا : كلكم مجتمعين .. وناسيني .. جي مو أخوكم ؟
لتقول دعاء : واحنا نشوفك ؟ دايما برى البيت ..
ليقول : شسوي ؟ يا في الشغل يا مع رنوي ..
تبسمت له : الله يوفقك .. زين اسمعو .. متى تبوني أقول لنافع واهله يجون ؟
سأل عادل : وافقتين أميرتنا ؟
تبسمت : اي ..
وبدأت الإحتفالات مرة أخرى ....
[ وليد .. منى .. لما تحرموا نفسكم من الشعور بالأخوة – ألذ احساس - ]
==
[ عمــار ]
طوقت بكفاي رأسي وقلت لخالتي : خالة بموت من الوجع .. راسي بينفجر ..
قالت لي بحنان : شربت بندول ؟
قلت لها : ايي .. بس مو فايد .. من أمس مو عارف أنام ..
لتقول : انزين طاولني الفكس .. وتعال أدلك راسك ..
قلت لها : فكس في الراس ؟
تبسمت : ايي .. بس شوي بألمك .. وبعدين بخف ..
أعطيتها الفكس .. وجلست بجانبها .. وضعت قليلا منه .. ثم بدأت تدلكه .. وهي تدلكني .. سألتني : شفيك يوليدي ؟ هـ الأيام دايما مو على بعضك ؟
رفعت نظري لها .. سكت دقائق .. أفكر بما أقول لها ؟! الأشياء التي تشغلني كثيرة .. لتقول وصوتها قد بدأ يضعف : آخر ليلة محمود كان فيها معانا .. حط راسه بحضني .. وقام يصيح .. ما سألته شفيك يوليدي ؟ لأني عارفة إنه ما بيتكلم .. ( تجمع الدمع بعينيها ) والصبح قالي إنه يبي دعاء .. وافقت لأني عارفة إنه إذا أخذها بيرتاح .. وما دريت إني بعد هـ اليوم ما بشوفه .. ( مسحت دمعتها المتمردة ) عمـــار لا تشغل قلبي عليك .. كفاية إنه مشغول بمحمود .. قولي .. طمني .. شالي شاغلك ؟ عندك مشكلة ؟ ناقصك شي ؟
قبلت رأسها وأمسكت كفيها .. قلت بوجع : خالة ودي أفضفض لج .. لكن .. تبيني أزيد همج ؟ خـ..
قاطعتني وهي تمسح على كفاي : تكلم .. الأم ما تتسمى أم إذا ما حملت هم عيالها ..
قلت لها بضيق : أشياء واجد أفكر فيها هـ الفترة ومضايقتني .. وأكثر شي .. الي صار أمس .. تصوري خالة .. أمس اختلفت مع أعز ربعي .. اختلفت مع غسان .. والسبب ( سكت قليلا ثم أكملت ) أنا محتار .. مقتنع من إنه ما له ذنب بشي .. مقتنع قلبي من صدقه .. لكن عقلي يقول لي شي ثاني .. ( وبألم ) كل الي فيني ما عليه أتحمله .. لأن غسان معاي وبجنبي .. لكن اللحين شلون أتحمل ؟ أحس بذنب .. أحس اني غلطان .. مع اني متأكد إن أي شخص مكاني بسوي الي سويته وأكثر ..
تبسمت : أنا ما اعرف شنو سبب الخلاف بينكم .. بس أكيد شي كبير .. لأني عارفة معزة غسان بقلبك .. اسمعني يوليدي .. الصديق الوفي بهـ الزمن .. صعب تلقاه .. والأصعب إنك تحافظ عليه .. فلا تخلي أي مشكلة تبعدكم عن بعض .. لأن وقت الشدة .. ما بتلقى أحد واقف معاك غيره .. يا وليدي .. كل مشكلة ولها حل .. فكر عدل .. وصدقني راح تلقى حل لمشاكلك .. لكن .. تستلم للمشاكل .. لأنك ..
وقطع حديثنا صوت هاتفي .. أخرجت الهاتف .. ورأيت اسم أحمد وسط الشاشة .. ضغطت زر الرد .. وقلت بهدوء : هلا أحمد ..
أجابني : أهلين عمار .. شلونك ؟
قلت له : الحمد لله .. شخبارك ؟
ليقول : تمام .. نسأل عنكم ..
قلت له : سألت عنك العافية ..
ليقول : ما اعرف شلون أقول .. بس اذا ما عندكم شي الليلة .. بنمركم ..
رفعت نظري لخالتي التي كانت تنظر نحوي وقلت : والله ما ادري .. لحظة بسأل خالتي ( سألتها ) خالة بتطلعون الليلة ؟
لتقول : لا ..
فقلت له : حياكم ..
ليقول : سلم عليهم .. اشوفكم المغرب على خير ..
قلت له : الله يسلمك .. تلاقي خير ..
أغلقت هاتفي .. وقلت لخالتي : هذا أحمد .. يسلم عليج .. ويقول المغرب بجون يزورونا ..
تبسمت : الله يسلمه .. شكلهم جايين يخطبون بيان ..
رغم أنني توقعت ذالك .. لكن .. كلمات خالتي هذه .. أصابت شراين قلبي : اي ..
ثم نهضت : مشكورة خالة .. تعبتج معاي ..
تبسمت : على وين ؟ اقعد .. بعدي ما كملت كلامي ..
قلت لها : عندي كم شغلة بخلصها .. وبجي ..
لتقول : ما في .. اقعد بقولك كلمتين وتيسر بعدها ..
جلست أمامها : وكاني قعدت ..
لتقول : عمار .. جاوبني بصراحة .. انت تبي بيان ؟
شرارة كهربية .. شوط كهربي .. إنني أتكهرب : هاا ..
قالت بجدية : قولي ولا تستحي .. انت تبيها ؟!
==
من أين لي الخير يا رب ؟! ولا يوجد إلا من عندك .. ومن أين لي النجاة ولا تسطاع إلا بك ؟!
،
.
؟
نهــــاية الجـــزء الثامن والعشرون ..

[ 29 ]

للقدر .. الكثير من الهمسات [ الخفيــــة ]

والألطـــاف …
[ بيــــــان ]
خرجت من غرفتي لإستقبال صفاء .. بعد اتصلت بي وأخبرتني بأنها قادمة .. فذهب لأمي لأقول لها بقدوم صفاء .. وهممت بطرق الباب .. لكنني توقفت عن ذالك حينما سمعت جملتها الأخيرة : قولي ولا تستحي .. انت تبيها ؟!
استغربت .. من تكلم .. ومن هي هذه ؟ انتظرت قليلا خلف الباب لأسمع جوابا لأسئلتي .. لأسمع صوت عمار : لو أبيها ما بستحي منج .. وكان خبرتج .. بيان ألف من يتمناها .. ولو ما هي بمعزة فطوم .. كان طلبتها منج ..
توقف السمع عندي .. وأنجاني من سلاسل أفكاري .. صوت الجرس .. اتجهت ناحية الباب .. وأنا أحاول تجاهل ما سمعته .. قلت بصوت خافت : مين ؟
وصلني صوت صفاء المليء بالحيوية : أنا .. صار لي سنة ونص واقفة عند الباب ..
ضحكت بخفة .. وفتحت لها الباب .. احتضنا بعضنا .. ثم قلت لها : انتي متى بتكبرين .. صرتين سيدة وللحين اسلوبج ما غيرتينه ..
رمقتني : وشفيه اسلوبي بعد ؟ مو عاجبج ؟
قبلتها : غصبا علي يعجبني .. تعالي دخلي .. وحشتيني .. شخبارج بعد ؟ وشخباره بشار معاج ؟
لتقول : تمام التمام .. كلنا بخير .. وبعدين انتي يا قليلة الحيا تردين بدون ما تخبرينا ..
قلت لها : ما كان في وقت .. اتصل لي أحمد وقال لي عن الحجز قبل ساعتين بس .. وبعدين أنا كنت أفكر بس في أمي ونسيتكم ..
لتقول : مالت علييج .. قالت شنو نستكم .. واحنا الي ميتين نحتايج ..
تبسمت بحرج : ما عليه .. تكبرون وتنسون ..
جلسنا نتبادل الحديث قليلا .. لجين أن دخلت أمي وسلمت على صفاء .. جلست قليلا ثم خرجت .. ونهضت أنا معها .. أتيت بكوبين عصير .. وبعض الحلوى .. وعدت وجلست أمامها : إلا ما قلتين لي .. شخبار النتايج ؟
قالت لي : اوكي .. ارتفع معدلي بوينت واحد ..
قلت لها : ايوة .. مبروك .. وأنا ؟
لتقول : انتي شنو ؟
سألتها : أنا شنو نتيجتي ؟
لتقول : جي ما شفتيها في موقع الجامعة ؟
قلت لها : لا ..
لتقول : بل عليييج .. اللحين صار لها النتايج فترة من طلعت .. وتوج تسألين !
قلت بملل : لأني مو مسوية زين .. وضامنة الرسوب في مادة ..
لتقول : كسلااااااااااااانة .. طالعة على منو انتي ؟ اتصلي بس لفطوم وحشتني ..
قلت لها : صفااااءو يالكريييهة .. خلييت الشطارة لج ولفطامو .. ولا تعرف تجامل ..
لتقول : شتبيني أقول ؟ شطورة ؟ عفية عليج ؟ وانتي مو مهتمة نهائيا ..
قلت لها : ما ادري .. من الي صار لمحمود .. قل الحافز .. ما ادري شلون أعبر بس مالي خلف دراسة .. أفكر حتى أطلع من ..
قاطعتني : شهــ الكلام ؟ لا تقولين جذي مرة ثانية لا أذبحج ..
قلت بضيق : انتي شفتي الي صار بأمي .. كفاية إنها محمود مو موجود .. أتباعد عنها وأتعبها أكثر ليش ؟
لتقول : هذا مو عذر .. أمج لو قلتي لها انج بتطلعين ما بترضى .. بتضايق اللحين لأنج بعيدة عنها بس بعدين إذا شافت نتيجتج بتفرح .. شوفي محمود .. خاطره يكمل دراسته بس ما كان قادر .. وانتي لما وفرولج كل شي .. تبين تخيبين آمالهم ؟
سكت قليلا ثم قلت لها : انطريني لحظة بجييب لابي بشوف نتيجي ..
لتقول : أفهم من كلامج انج اقتنعتين بلي قلته ؟
تبسمت : يمكن ..
لتقول : إلا أكيد ( تناولت قطعة حلوى ) أقول قعدي .. وشوفيها بعدين ..
ومضينا من حديث لآخر .. لحين أن اتصل بها أخاها .. وأخبرها بقدومه ..
/
[ حســن ]
ترجلت من السيارة لأطرق الجرس .. وكلي أمل لأن ألتقيها .. فقد اشتقت لها .. وأنا أطرق الجرس .. وقعت عيناي على الظرف الذي بيدي .. إنه نتيجتها .. فلم أنسى أن أخذها لها .. ليفتح الباب .. وتطل صفاء برأسها : دقايق بس ..
تبسمت : اوكي .. ناديها بسلم عليها ..
أغلقت الباب .. ثم فتح الباب مرة أخرى .. ورأيتها تقف بجانب صفاء مبتسمة كعادتها : هلا حسن .. شحوالك ؟
تبسمت لها .. وأنا أذكر آخر موقف حدث بيننا : هلا .. الحمد لله .. شخبارج انتي ؟
لتقول : طيبة .. شخبار نتايجك ؟ متى بتتخرج ؟ ترى الجامعة ملت منك ..
قلت لها : شكلج انتي الي مليتين مو الجامعة .. الجامعة ما تمل من العباقرة مثلي ..
لتقول : كأنك تقصد إن الجامعة تبي تشوتني برى ؟ شفيكم علي انت واختك ؟ شكلكم شايفين نتيجتي الحلوة ..
تبسمت : ايوة .. خذيتها أنا .. يبي لي أشتكي عليج عند أمج ..
لتقول : صج ؟ نجحت فيهم كلهم ؟
قلت لها : سألي روحج .. كم مادة بتعيديها الكورس الجاي ؟
لتقول : أتوقع بس وحدة .. ذيك الي قلت لك عنها صعبة .. بس البقايا اوك .. عطني نتيجتي أشوف ..
مددت لها كفي بالظرف : هاج ..
واخرجت الورقة التي بالظرف .. وحينما رأت أنها نجحت بهم جميعهم .. صرخت بقوة .. وأغلق الباب .. فكانت ممسكة إياه .. لأكتفي بسمع احتفالتها مع صفاء .. لتنظم لهم والدتها .. ووجدت بصوتها المرهق السعادة ..
سندت جسدي على جدار البيت .. أسمع صوتها .. لا أعلم ما تقول لصفاء .. يكفيني سماع صوتها لتخمد نيران الشوق بقلبي .. يكفيني سماع ضحكاتها وابتسامتها البيضاء .. كم اشتقت لكٍ غاليتي ..
وأنا في قمة هيامي بذاك الصوت الأقرب للطفولة منه إلى أنها كبرت وباتت امرأة .. افقت على صرخة صفاء : يالكريييهة وتوج تقولين لي ؟
لتجيبها : نسييت .. وربي نسييت ..
لتقول : وأخيراا .. ما بغيييينا نفرح فيييج ..
لتقول : قصري حسج يالمجنونة .. إلا يسمعج يقول عانس عمري 50 سنة .. مو كأني 18 سنة ماكملتها !
انتفض قلبي هنا .. ماذا تعني بكلامها ؟
فأجابتها صفاء : بس يا ماما شلتنا كلها نخطبت إلا انتي .. مشكلة الرجال من يشوفون لسانج الطويل يخافون ويشردون .. ما ادري من قاص على أحمد وقاله يجي يخطبج ..
ماذا ؟! أحمــد ؟ ويخطبها ؟
فأجابت : هاهاها .. ضحكتيني .. أقول لا يكثر بس .. اذا أنا يشردون مني .. عجل شخليت لج يا أم أربع واربعين ..
ويستمر حديثهم .. ومع كل كلمة أخرى .. يزيد النبض عندي .. مع علاقة عكسية بانخفاض عدد مرات التنفس في الثانية ..
أغلقت باب سيارتي .. وسندت رأسي على مقعدي .. ودمعة متمردة .. هزت عرش كبريائي .. ودمعة أخرى أيضا .. وأخــــرى ....
[ بيـــان .. لما قتلتي الحب في مهده ؟ لما جددتي افتجاع روحي ؟ أفلا تنتظرين أن يفصح القلب هذا ويتلفض بأبجدية حرص على أن لا يقولها لأحدٍ من النساء غيركِ ؟ أحبــكِ بيـــان .. فلا تميتي فؤادا لم يتهنى بمولوده بعد ]
==
الليلة .. مهمــــة لكثيــر من أبطـــالنا .. الليلة .. ذهبت بطلين للخطبة .. وكلاهما بنفسية تختلف عن الآخر .. الليلة كثير من القلوب تنزف .. بعضهم فرحـــا .. والبعض الآخر وجعـــا .. الليلة سيتحدد مصير الكثيـــر .. فبمن نبدأ ؟! بأحمـــد وبيــــان .. أم بغســـــان وليــلى ..
فلأحدثكم بلســــان عمـــار .. وهو واقف أمام باب دار خالته .. بعد أن جاء بأمه واختيه .. يكلم غسانا ..
غسان بلا جنون .. لا تروح وتورط نفسك بها .. قولي الحقيقة وينتهي الموضوع ..
ليجيبني غسان : أضن هـ الموضوع انتهينا منه .. واحنا أخذنا من الناس موعد .. وكاني انتظر أبوي وأمي علشان نروح ..
قلت له بضيق : ليش يعني تسوي جذي ؟ تراك تقهرني .. لا تخليني أتهور وأجيك وأذبحك ..
ليقول : بعدين أكلمك .. باي ..
أغلقت هاتفي .. وأنا انظر إلى السيارات التي توقفت أمام المنزل .. بخاطري أن أشعل نارا وأرميها بوجوههم .. أنا الأحمق .. أنا الغبي .. لما لم أكون صريحا مع خالتي وأخبرتها بأنني أحب ابنتها ؟ حقا أنني مجنون ! أستحق هذا .. كيف تمكنت من النكران .. ربما لأنني أعلم بأن تلك الحمقاء تحبه ..
فليذهبا للجحيم !
وصل ذاك السرب ناحيتي .. وبدأ بالسلام عادل .. ثم أحمد الذي للمرة الأولى أراه يرتدي ثوبا .. ماذا يضن نفسه ؟ أفٍ لك .. سلبت مني قلب حبيبتي .. مغرور .. متعجرف !
أدخلتهم إلى المجلس .. ودخل النسوة الصالة .. جلست معهم قليلا .. وحينما جاء أبي ويعقوب .. خرجت من المجلس .. سأختنق .. فرحتهم ككفين مطوقتين رقبتي ..
وقفت خارج الدار .. وجلست على عتبة الباب .. أتأمل بمكان محمود الخالي .. حينما يشاركني هذه الجلسة .. أين أنت عني ؟ أسيرضيك وجعي ؟
لأسمع صوت يناديني .. أدرت وجهي وإذا هي .. كيف تتجرأ وتنطق باسمي ؟ فتحت قليلا من الباب وأجبتها : خييير ؟
لتقول : انت برى ؟ خالتي تبييك ..
قلت لها : شنو تبي ؟
لتقول : تقولك تعال خذ دلة القهوة والشاي ..
لأقول : وما في إلا أنا ؟ قولي لأخوج ؟
سكتت قليلا ثم قالت : اوكي .. مشكور ..

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات