بداية

رواية سجين الانتقام 1-22

 
رواية سجين الانتقام - غرام

رواية سجين الانتقام 

تم التواصل مع ادارة غرام عبر التلغرام لطرح الرواية داخل صفحات غرام من خلال الكاتبة ويسعدنا ذلك ونرحب بجميع الكتاب لطرح رواياتهم الخاصة عبر غرام لحين اعادة المنتدى والطرح من خلالهم بشكل مباشر .

يمكنكم التواصل مع الكاتبة من خلال التعليقات بالاسفل 

رواية سجين الانتقام

 كامله بصفحة واحدة مقسمه الى 22 فصل بصفحات متفرعه بنظام متتالي
السابق والتالي في نهاية كل جزء
منتديات غرام أقلام لا تتوقف عن الإبداع

النبذة: 

الجزء الأول من سلسلة وليٌ غريم.

ما كان فيه يقرّب منها ولا فيه يبعّد عنها... منطقة الوسط ما بين القرب والبعد عم تكويه... 
إن قرب منها هيكون ع حساب كرامتو... وإن بعد عنها هيكون ع حساب قلبو...وإن بقي مكانو هيكون ع حساب وقتو... 
وتلاتتهم بالنسبة لإلو أصعب من بعضهم ... ورغم صعوبتهم هو مدرك هيختار واحد منهم...
فأيهم رح يختار ~~~

تنبيه
هناك بعض الأحداث التي تنص على القسوة، وهذا ليس بالضرورة ينم عن فكر الكاتبة أو حتى يمثلها.
هذه الرواية نشرت في شهر عشرة عام 2016 في حسابي القديم الذي حذف بلا سبب منطقي لذا تم اعادت نشرها والعمل على تنقيحها من هذا الحساب الجديد في سنة 2021 بنفس عنوان الرواية.

الفصل الأول

طلع من مكتبو ... وهو حاطط بنت جاسر براسو وما رح يتركها لإي حدا غيرو... هي إلو يعني إلو بإذن الله... لإنو ما في حدا بناسب وضعو غير بنتو... وهيتغاضى هو وعيلتو عن قتل أبوه من أبوها وهما يتغاضوا بالمقابل عن أرواح عمامهم وجدهم يلي انقتلوا ع إيديهم من زمان... وهيك بطلعوا متساوين... رغم إنو هو آخر شي بدي إياه الصلح معهم لطالما عندهم يلي اسمو جاسر دهب محراك الشر... فرفع راسو طابق الباب وراه مطالع سكرتيرو عمر يلي عم يتكلم بالتليفون مخبرو: عمر أنا رايح..  وع فجأة توقف قبل ما يطلع من باب مكتب عمر طالب منو: وآ وأعتذر من سيد وليد بخصوص موعدنا اليوم..
عمر هز راسو وهو عم يجيبو: حاضر يا بيك..
ولف وجهو عنو وهو عم يقلو: يلا السلام عليكم...
وتحرك طالع من غرفة مكتب سكرتيرو قبل ما يسمع ردو ناحية الاسانسير... وهو  واصلو بلا تركيز منو من هدوء الممر العم يمشي فيه صوت كعب عالي عم يطرق ع بلاط الطابق المدلل (المبشر) في حد جاي ناحيتو فرفع إيدو ضاغط ع زر طلوع الاسانسير لامح بنت طويلة وقفت بجنبو باللحظة يلي انفتح باب الاسانسير العابر منو بدون ما يلفلها ولا يقلق فيها كيف عم تطالعو وهي عم تدخل وراه بقوة مبتسمة... فحرك إيدو بدو يضغط ع الرقم صفر... إلا بإصبع سبابتها الطويل ممدود لعندو ضاغط بدالو ع رقم صفر... فرجّع إيدو مدخلها جوا جيبة بنطلونو القماش بدون ما يعطيها أي اهتمام ... عارفها كتير منيح وفاهم لوين بدها تصل... لإنو كل يلي بدها اياه الأنسة جيجي بس تعبير واحد يطلع منو لحتى تقعد تحكي معو... لكن هي غلطت ولازم تتحمل نتيجة غلطها معاه... فطالع بلا تركيز قدامو وهو حاسس بحوستها قريب منو بتحريك رجلها وضرب مسمار كعبها بالأرض من البرود المحسسها فيه... فتنهدت سائلتو بكل عين قوية سافهة "مطنشة" جفاه معها: ليش طالع من الدوام بكير ليكون بدك تروح مع العيلة تحلوا مشكلة التار؟
ما نطق ولا بإي كلمة مستمر واقف بجمود مكانو مطنش كلامها...
قلها من قبل اللي بخوني رح يخسر كل ثقتي واهتمامي... لدرجة إني بطلعو برا حياتي بدون أي مشكلة... فأخد نفس طويل مفكر باللي رح يصير بالليل.... إلا بصوت رنة تليفونو الايفون الجابرو يمد إيدو داخل جيبة جاكيتو الداخلية ساحبو مناظر مين المتصل إلا كان اسم مسجل عندو بـ "كنعان" فحرك راسو بتحزير أكيد الجد قلو.... فرفع حاجبو رادد عليه باللحظة يلي فتح باب الاسانسير كاشف عن كراج السيارات الأرضي: اه يا الحبيب جاي تباركلي؟ ومد إيدو ساحب ريموت سيارتو من جيبة بنطلونو ليفتح سيارتو وهو عم يتحرك لعندها (لعند سيارتو) ومش مركز بالست جيجي الكملت لعند سيارتها الحمرا من تركيزو مع كلام كنعان المستخف في الموضوع: المباركة مو هلأ ... بعدين ع الأمانة ما توقعت منك إنك بس تعرف مني إنو احتمال كبير تطلع بنت جاسر من نصيب عيلتنا... تقوم حضرتك توافق ع البنت بسرعة ولا لاعب اللعبة صح وعامل حالك مو فاهم... والله إنو بنخاف منك!
ضحك غصب عنو وهو عم يمد إيدو فاتح باب سيارتو وراكب فيها بملامح وجهو الجامدة...  مجاوبو: لا بنخاف مني ولا شي... بعدين لازم الواحد يتكتم ع أهدافو تحتى تصير وما حدا يسبقو عليها قبلو ... ولا شو رأيك يا عم أخبّر كل العيلة؟!
كنعان رد عليه وهو عم يلف حالو لياخد كاسة القهوة من إيد الصبية الحلوة الواقفة قدامو وهو عم يبتسملها: أنا معك بس إنتا أكيد رح تخرّب الصلح.. ما إنتا من الأساس بتكره أبوها كره العمى.. يبقى شو حال البنّت! لإنو متل ما بقولوا الولد باخد محبة أهلو...
عبد العزيز رفع كتفو متنهد وهو عم يكمل طريقو ع الشارع الرئيسي بالطريق الكان شبه فاضي دام الساعة قريب 12 الضهر وما فيه عمال وموظفين وطلاب مدارس مروحين هلأ... فطالع قدامو رادد ع اتهامو بقسوة: شوف عليي أكرهها أو ما أكرهها مش مشكلتك يعني بدك اترك البنّت... وجدي بعدها يصير يختار بينك وبين أرسلان وجبر يلي هما ولاد ولادو... طبعاً رح يختار الأقرب لإلو ويلي هو إنتا...
كنعان حرك راسو مضيّق عيونو بتعجب متكلم: أيا الخبيث! بدك تفتّح عليي باب مشوش... أنا بقول إن شاء الله لو بتحرقها للبنت أنا ما دخلني... خليني بعيد عن الساحة... أي ما صدقت من الله اترك شامخة بدك إياني ارجعلها ولا كمان أخد بنت من عيلة دهب تف من تمك... سكر مني... بلا من فتح هالسيرة يلا مع السلامة...
عبد العزيز حك أنفو وهو عم يبتسم بمرار ناهي فيه المكالمة مع عمو القريب من عمرو: مع السلامة...
وسكر الخط في وجهو وهو مالو خلق ليحاكي أي حدا من عيلتو... كلهم قاعدين بحكوا بالموضوع كأنو شي طبيعي... والأرواح يلي راحت منهم ومن عيلة دهب مجرد عدد مالو نفعة... ما هو يلي إيدو بالمي مو متل يلي بإيدو بالنار... دام ما حدا من عمامو وولادهم رح يحمل قصة الصلح غيرو هو... لإنو أبوه يلي مات من وراهم ومو قادر ياخد بحقو يلي رح غداة امبارح من ورا رجال عيلتو وفعايلهم زمان... وفوق ما راح عليه رح يحمل قصة الصلح ويسعى ليعزز بنتهم...  فإذا هما مفكرين الشغلة شغلة زواج شكليًا بينو وبين أهلها وبس...  بكونوا غلطانين دام ما حد رح يقابل أبوها أكتر منو بحكم قرب العلاقة يلي هتصير بينهم... فالموضوع متشعب ومانو هيّن... بس للأسف رجال عيلتو مو شايفين أبعد من أنفهم... ما ليه يفكروا ببعيد لطالما مو هما المتضررين بشكل مباشر...
مناه يخبي وجهو ويغطي عيونو كرمال ما يشوف سوادة وجههم... ويصم إدنيه بلاش يسمع سفاهتهم وعتههم... وما حس ع حال غير واصل حيهم شامخة الفخم جداً وبتكون من عدة قصور قريبة من بعض ... وفِي وسط الحي بيت الجد يلي بيعتبر من أفخم وأكبر القصور بينهم وفيها حديقة كبيرة جداً.... فدخل من البوابة الرئيسية مكمل لبيت أهلو وهو موقف عقلو عن تفكير وتبسم بس لمح عمتو سهر وأمو قاعدين مع بعض عم يتقهووا... فصف جيبو نازل من سيارتو وهو متوجه لعندهم ومبتسم في وجه عمتو لحظة ما تقابلوا عيونهم ببعض ناطق: اهلًا وسهلاً زمان عنك عمتي ما جيتي عنا!
العمة سهر حركت راسها موقفة ع رجليها بهلهلة: أهلاً وسهلًا... شوفوا مين بسأل يلي ما بلمحو أساسًا من فترة بالبيت قاعد... ورفعت إيديها تضمو للي قرب منها حاضنها ومبوّسها ع راسها قبل ما يقلها وهو عم يبعّد عنها: عمرك سمعتي البيت للرجال! ولف حواليه متفقد بنتها وأختو... غريبة وينهم الآنسات جوري وأريام؟
نطقت أمو بعد ما شربت من قهوتها: راحوا يتسوقوا من شان جامعة أريام... فحرك راسو متطمن من هون إلا ع أصابع عمتو ع إيدو من فوق بتسحّب من هون: بالله عليك يما ما بدك تتجوز؟
بلع من سؤالها مجاوبها بلا مبالاة: إن شاء الله ... وتنهد وهو عم يقللها... الله كريم يا عمة بس خليني أخلص هادي الصفقة وبعدها لكل حادثٍ حديث...
العمة سهر اخدت نفس مطمنة بالها ورادة مقربة منو بتطبطب ع إيدو بمعزة: الله يوفقك! إلا تعال هون... مين يلي رح يتجوز بنت دهب والله ما في حدا عم يقلنا شي منكم؟ لا عارفين بنت مين ولا ابن مين منا! شو هالحالة يلي احنا فيها بلاقي صحباتي بعرفوا عن الموضوع أكتر منا!!
عبد العزيز رفع كتفو ماطط شفايفو وهو عم يركز عيونو عليها ليعطيها يلي عندو من الآخر: شو بدكم بوجعة الراس خليكم برواقتكم وسيبوا العك (التعب) علينا.. ورفع إيدو مناظر ساعتو إلا لقاها وحدة.. فاصطنع التثاوب ليتركهم بدون ما يستلموه بالأسئلة: طيب أنا بدي اطلع أنام ... وأجى بدو يقوم إلا نطقت أمو مآخرة قومتو: غريبة مروّح بكير من دوامك!
عبد العزيز فاهم عقلية الأهل بتسحب المعلومات فوقف ع رجليه وهو عم يحك رقبتو باستهبال: تعبان ومحتاج نوم.. إلي فترة مشغول بالشغل و محتاج نقاهة....
عمتو سهر حركت إيدها دافعة فيه ناحية بيت أهلو بخفة: روح يا أمي تريح وإن شاء الله الله يوفقك ويبعتلك بنت الحلال إللي تسر بالك وخاطرك!
ابتسم من داخلو مستودعهم: من إذنكم..
وتحرك ناحية بيت أهلو وهو مستبعد هالبنت الحلال يلي عم بتدعيلو عليها... قال بنت حلال وأنا رح اتجوز بنت جاسر يلي الله أعلم إذا ما بتكون عاملة السبعة وذمتها ومو مخليه حد مو مقرب منها... بنات دهب وسخا* متل أهلهم... فعبر من باب أهلو مكمل لجناحو الفخم بالطابق التاني واللي واضح عليه من خلال الأثاث إنو عملي ورجالي بحت من الألوان السايدة فيه وداخلة بين اللون الأسود والأبيض والرمادي الموزعين بين السرير الأبيض ومفرشو الأسود من الحرير والجاي بتناسق رهيب مع اللوحة الكبيرة المقابلة للحمام والمعلقة فوق راسية السرير من لونها الأبيض والرمل مرشوش عليها باللون الرمادي بجميع تدرجاتو الكاسرة جمود المراية البيضة المعلقة قبالها مع صناديقها الدوائر باللون الأسود المحطوط  فيه عطورات وكريمات وكم ساعة كلاسيكة متل كلاسيكية  طاولة مكتبو العليها لاب توب والمقابلة لغرفة الصالون المواجهة (المعاكسة) لغرفة الغيار المرتبة بشكل منظم... القمصان لحال وما في منهم إلا ألوان معينة ... أسود.. أبيض.. رمادي.. كحلي... والبدل لحال ونفس الترتيب ونفس الألوان وفِي الوسط فيه خزانة الساعات والكرافتات وفيه زاوية كاملة للكنادر... وكم خزانة للملابس السبورت والبجامات.... فعبرها ساحب منها قميص أسود مع بدلة سودة جدًا فخمة... ولف تاركهم ع مقعد غرفة غيارو.. ليكمل ع الحمام كرمال يتحمم ليقلل من حدة قلقو والضغط اللي مسيطر عليه.... فخلع اواعيه تاركهم بالسلة الشق الرمادية وفتح حنفية البانيو قاعد فيه وتارك إيديه ع أطرافو وراخي راسو لورا وهو مغمض عيونو محاكي روحو "عبد العزيز روق وأهدى ما في داعي توتر حالك أكتر من هيك .... إنتا عم تستنفز أعصابك... كالعادة رح يصير اللي بدك إياه بإذن ربك فإنتا بس روق" واخد نفس طويل مكمل "متل ما تحملت إدارة الشركة رح تتحمل بنت المغضوب... إنتا مجبور... ودامك مجبور ما تفتح تمك بكلمة... وأطلب صبر أيوب من ربك... فالله يهدي بالك وبال عيلتك معك... ويعينك ع بنت جاسر دهب يلي ما رح تكون أحسن من بنات عمها... أو من أبوها"
وعاد وين ظنو ببنت جاسر يلي لو كان يعرف إنها ما بتشبه لا أبوها ولا بنات عمها... كان شكر ربو ليل نهار ع وحدة هبلة متلها ما رح توجع راسو ومالها دخل بحركات البنات... وعقلها عالم سيبستون ومانها ذكية حتى بالدراسة ومعدلها بالبكالوريا كان بأول السبعينات... ونجحت بعد عناء من الدراسة... ومشكلتها الوحيدة إنها تعرفت ع شب من سنة عن طريق بنت عمها نغم... وقلبها من شهور بسيطة بلش يميلو ويرغب فيه..
ولما بلشت تحبو سبحان الله اختفى بالوقت يلي أبوها قرر فيه يجبرها ع الزواج منو لابن الخيّال من شان صلحهم المالو لازمة... واللي محسسها بالصرعة من لحظة ما عرفت من بنات عمها الغيرانات منها إنها هتتجوز من ابن الخيّال المدميين معهم.... فتحركت بغيظ لمكتب جدها عاجزة تتقبل الخبر من امبارح... وطالعتو برجى بعد ما طبقت الباب وراها بحركة عفوية اعتادت عليها... باكية بضعف قدامو للقاعد قبال طاولة المكتب بجمود: جدّو الله يخليك ما تجوزني!!!
الجد بلع ريقو مانو قادر يطالعها من خجلو من يلي عملو فيها... لكن ما في حل غيرها لأنها هي البنت الوحيدة بالعيلة سمعتها متل المسك ومالها سوابق.. فضغط ع فكو بحيرة ممزوجة بضعف...
شو بدو يقلها؟ بشو رح يبررلها؟
فتنفس رافع عيونو عن الأرض لامح سيقانها الرفيعة والمشدودة مع طرف فستانها الأبيض القصير... سامع صوت نحيبها... فرفع عيونو أكتر متأمل أطراف أصابعها الرفيعة والطويلة العم تضغط عليهم بغيظ لإنها ما سمعت منو إي رد أو كلمة ع اللي عم تقولو... فردت كررت طلبها بصوت طفولي هزيل ع أمل يلبي رجاها: جـدّو الـله يـخلـيك مـا تـجوزنـي أنـا مـا بـدي!!!... ونبرة صوتها اشتدت برجا.. الـ ـلـ ـه يـ ـخـ ـلـ ـيـ ـك رد عـ ـلـ ـي وطـ ـلـ ـعـ ـنـ ـي أد رس بـ ـرا!
ردت ترجتو وهي متمنية يطالعها.. لانها عارفة جدها ما برفضلها أي طلب إذا طالع عيونها البريئة... الـ ـلـ ـه يـ ـخـ ـلـ ـيـ ـك ابـ ـعـ ـتـ ـنـ ـي عـ ـنـ ـد إمـ ـيـ ـرال بـ ـرا أد رس بـ ـس مـ ـا تـ ـجـ وّز نـي!
الجد تخطى وجهها مطالع شعرها المموج الكثيف والواصل طولو لنص ضهرها... وضعف مطالع انفها الناعم المتورم هو ووجهها البيضاوي الصافي مع كترة البكى وقبل ما يطالع عيونها البريئة بسرعة لف وجهو خوف ما يتأنب من جواه من نظرات عيونها المظلومة منهم.... وتنهد بتعب.. ما فيه هالمرة يلبيلها طلبها ويمشي معها متل ما هي بدها... فغصب عنو نطق من وسط معمعتو الداخلية بعجلة وجلافة: جودي انسي... وتقبلي الواقع!!
وين تتقبل الواقع العم يحكي عنو... هي ما بدها تتجوز...
هي حرة ما بدها تتجوز... ليش تنجبر ع ابن الخيّال كرمال صلحهم!!!
شو ذنبها هي تروح ضحية هالصلح!!
ليه قرّروا يعوضوا الدم يلي راح بدم جديد بصل دم الخيال بدم دهب وكأنو يا عيلة دهب ما دخلك شر... وكأنو الشر ما صار وما في حدا انقتل منهم... فزاد بكاها بحرة بس حست أطرافها بدات ترجف من جفا جدها معها رادة مكررة رجاها بدون أية ملل دام هو صاحب الكلمة الآخيرة ببيت العيلة: جِـ ـدّي الـ ـلـ ـه يـ ـخـ ـلـ ـيـ ـك... ووطّت نبرة صوتها من العبرة الخانقتها بحلقها مسببتلها حشرجة: مـ ـن شـ ـان الـ ـلـ ـه مـ ـا تـ ـرضـ ـى... وضغطت ع عيونها الما عادت تشوف فيهم من شدة دموعها... ورافعة إيدها اليمين الضعيفة ماسحة سيلان أنفها بطرف كم فستانها الأبيض القصير مكملة بتعلثم من العجز الحاسة فيه.... أأ.. انا... وتشد ع إيديها بحسرة وضعف ... أأنـ ـنــا مـــ ـمـــا ~~~ وحست بصعوبة لتكمل كلامها من تقل لسانها وقلبها يلي عم ينبض بسرعة ... إلا بفتحة باب مكتب الجد ع فجأة بقوة مسببتلها هزة بدنها ورعبة خلتها بسرعة بدون ما تلف راسها تطالع مين يلي دخل لإنها عارفة ما في حدا غير أبوها بفتح الباب ع فجأة بمتل هيك طريقة... فرفعت إيديها لتمسح دموعها بسرعة الريح وهي محاولة ما تخلي أي أثر للدموع ع خدودها تحتى ما يقل من قيمتها متل كل مرة بس يشوفها عم تبكي... فابتسم أبوها باستتفاه لإلها وهو عم يطالع أبوه مأشر بعيونو عليها سائلو: ليكون هالهبلة هاي جاي تستعطفك يابا... ما تعبّرها خليها تنبح متل نباح الكلاب في عز الليل ما بخلو الواحد يعرف ينام براحتو.. الا إذا خوّفهم..
الجد رفع حاجبو مطالعو بنظرات استياء من يلي سمعو منو لمحراك الشر موصيه: جاسر ارتقي في كلامك لما بتتكلم عن بنتك!
جاسر ضحك باستخفاف وتحدي لكلام أبوه ماشي لعندها للي من الرعبة ضلت مكانها متصلبة وهي حاسة أبوها مو ناوي ع خير معها... فنطق الجد سريعاً مهددو وهو رافع إصبع إيدو اليمين السبابة بتحذير: جاسر اترك البنت ويا ويلك إذا بتمد إيدك عليها!!
جاسر ما تأثر بتهديدو دام عارف جميع تهديداتو مجرد كلام.. ورفع إيدو القاسية ناحية إيدها ساحبها لعندو للي نزّلت راسها تلقائيا من الخوف لتقابل عيونو الحادة والقاسية معها... فامتعض وجهو من كرهو ليلمحها قدامو ولا حتى ليشوفها قاعدة في مكان قاعد هو فيه... ونطق بنبرة خالية من الرحمة من بين أسنانو المطبوقين على بعضهم: ما تفكري مجرد تفكير تتعبي حالك واحد بالمية او حتى عُشر إنك ترفضي هالجوازة... ورفع من مستوى إيدها مقرب منها أكتر جاحر عيونها الصغيرة العسلية ع أخضر والمشابهة لعيونو بس ع ابرأ وأصغر مع حواجبها الما بشبهو حواجبو الراعبينها هلأ مع بروز بؤبؤ عينو الطالع عن حدو الطبيعي وهو عم يهددها: لإنو إن شاء الله رح تكوني يا ميتة يا مقتولة إذا فكرتي تفتحي تمك بكلمة...ورماها بعيد عنو ع الخزانة المستطيلة البيضة والمأطرة بلون دهبي وراها..
لحظتها الجد وقف بإعتراض وهو عم يضغط ع إيديه: جاسر ع مهلك ع البنت ناقصنا احنا ع آخر فترة جسمها يطبّع ونجيب الحكي العاطل لإلنا... بعدين اتركها تقول اللي تقولو... ونبرة صوّتو بدات تفقد حدتها وحرك إيدو اليمين مهدي فيه... يا ابني كلامها ما رح يعمل أو يغير شي لساتها طفلة فما تاخد ع حكيها..
جاسر لفلو بقهر وهو عم يحرك إيديه بمسخرة: أي طفلة عمرها صار ١٨ سنة وعقلها عقل وحدة صغيرة.. بعدين هادي الهبلة ما بتجي الا بالكبت والكتم ع كلشي رح تزن وتنق اه عاجبني.. بعدين بتصير تقول ... ونعّم نبرة صوتو مقلدها.. لا لا مو عاجبني.. وع فجأة احتد صوتو.. من دلعها الزايد... والله ما خرّبها غير دلعك لإلها.. نضج ما في عندها..... زي ما كانت تقتلني بغباءها خليها تقتل عيلة الخيّال كمان فيه..
الجد طبق شفايفو ع بعضهم بقهر ... وجحرو بتعييب من خوفو ع مشاعر حفيدتو التمسكت بالخزانة اللي وراها منقهرة من يلي عم بقولوه عنها ومن عجزها لتنزل دمعتها ع خدها من خوفها لشافها "ليشوفها" أبوها عم تبكي يقوم يهين كرامتها كمان مرة.. فكبتت دمعتها وأنفاسها كرمال أبوها ما يتذكر وجودها في الغرفة... لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. لأنو لفلها وهو مناه يقتلها.. مو قادر يتحمل جحرة ابوه لإلو... لإنو مو جاسر دهب يلي بنجحر هيك جحرة علشان وحدة فصعونة ما بتسوى شي... فمسكها من إيدها جاررها بدفاشة وهو عم يمشي بخطوات سريعة كبيرة ناحية الباب: يلّا انصرفي ع غرفتك طول ما انا بهالبيت ما بدي المح رقعة خلقتك اللي بتقهر وبتجيب الضريبة للواحد!!!
وفتح الباب بسرعة راميها برا الغرفة وهو عم يطالعها بنظرات كره وحقد غير متأثر في دموعها وضعفها: دوّر يلي يدورك إلهي!!! وسكر الباب بوجهها لافف حالو وهو عم ياخد أنفاسو ليقابل أبوه الماسك لسانو بالقوة عنو معلق تعليق غايظ أبوه فيه كعادتو بس يجيب سيرة حفيدتو ع لسانو: هالبنت هاي شو بكره ألمحها قدامي..
الجد هز راسو بمعاتبة لإلو وهو عم يتمسك بإيدين كرسيه ليرد يقعد عليه... عاجز يتقبل الموقف يلي صار لا هلأ ولا بعدين ولا حتى قبل وبنبرة حاقنة تكلم: جاسر مليون مرة قلتلك بنتك ما بتتعامل هيك.... الحيوانات برأفوا في ولادهم وإنتا شو نقطة رأفة ما عندك!! وبلع ريقو منقهر من يلي عملو لإنو ابنو عمرو ما رح يتغيّر مهما قال وسوى..
فحرك جاسر إيدو اليمين ملوّح فيها... بمعنى لعمرو ليكون عندو نقطة رأفة... وقعد ع الكرسي جنب الطاولة الضخمة قبال الجد وهو عم يركز عيونو ع عيون ابوه متكلم باللي اجى عشانو عليه: المهم اتصلوا عليك عيلة الخيّال ولا لسا؟
الجد هز راسو بتعب رادد: اه اتصلوا وإن شاء الله اليوم القعدة في ديواننا متل ما اتفقنا معهم..
جاسر ابتسم وعيونو كانت عم تشع نار وشرار هازز رجلو اليمين معلق: حلو كتير.. وضحك ضحكة صغيرة بخبث مكمّل.. هه والله رح ياكلوا الطعم بدون ما يحسوا... خلينا احنا نزبط وضعنا المادي وبعدها بنشوف مين رح يصفي التاني...
الجد عض شفتو الفوقانية مو عاجبو كل اللي عم بصير وبنبرة محذّرة أعلن: أنا بقول اترك أفكارك الشيطانية شوي يا جاسر... وخلّينا باللي احنا فيه!!
جاسر رفع كتفو بعدم اهتمام وببرود رد: بحاول ولا يهمك!
لكن من داخلو ولا في حياتو رح يحاول لطالما حاطط في بالو يصفي عيلة الخيّال ع بكرة أبيها.... غير سائل باللي هيصير مع بنتو يلي عم تمشي ناحية جناحها البسيط والناعم بضعف والدموع عم تنزل ع خدودها متل الشلال... محاكية حالها... لـــيـــ شـش؟؟؟؟ لــــيــــ ـشـش بــــد هــم يـــجـــوووووززوووونــي؟؟
ومدت إيدها ناحية مقبض بابها الدهبي والمدور بهزل ضاعطة عليه ودافعتو لجوا... عابرة غرفتها الطبقت بابها وراها ببطء عكس النار الشابة جواتها من خوفها لتطبقو بقوة ويجي أبوها يكمّل عليها...
وبكت من قلبها وهي عم تتحرك لعند سريرها الأبيض قاعدة ع طرفو مطملة راسها... حايرة لمين تشكي همها وتعبر عن العجز يلي حاسة فيه؟ دام مالها غير جدها وعمها الموافقين ع زواجها من ابن الخيّال ع حسب كلام بنات عمها...  فيبقى كالعادة رح تبقى وحيدة مع اوجاعها.. فاشتدوا دموعها نازلين ع فستانها من تحلطمها ع حظها عند أهلها.... منتحبة بصوت عالي معلنة فيه وجعها: مهد وينك ليش اختفيت! ورمت حالها ع الأرض والقهر عم يحرق ضلوعها ... كيف فيها ترتبط بحدا تاني غير يلي قلبها دقلو... هي مستحيل تتجوز من حدا تاني غير مهد... فانفجرت بكى مو قادرة تصدق وتستوعب الخبر من امبارح ... ليه ما اختاروا من بنات عمها الأكبر منها... ليه هي بس يلي اختاروها... ما رح تخضعلهم ... وتتجوز حدا تاني غير مهد... لكن بينها وبين نفسها متيقنة انها ما رح تقدر توقف في وجههم... وتمشّي يلي بدهم اياه...  فبكت بصوت أعلى معبرة عن ضعفها وحسرتها ع حالها وهي مو حاسة ع صوت بكاها الواصل لعمها كنان الواقف قبال باب جناحها وهو ضاغط ع إيديه وقلبو حارقو عليها لإنو ما فيه يخفف عنها ابداً... حظها مع الرجال دايما سيء... فإن ما ارتبطت بابن الخيّال رح ترتبط باللي أقطع منو... فويلها نار حبيبها وويلها نار سامي ابن العيلة دام تنينتهم او*خ من بعضهم فبلع غصتو عليها من مكابرتو ليجي ع حالو ويروح يواسيها ع غلط من معرفتو النقاش معها وهي بهيك حالة عقيم وما في منو نتيجة.. وخاصة انو عقلها صعب كتير بفهمو للأمور وربطها ببعض.. فتحرك لجناحو وتأنيب الضمير عم ياكل فيه.. لانو مو قادر يعطيها حياة أفضل من حياتو... كلهم بلا استثناء راحوا ضحايا لثقافة مجتمع رجعي بشوف إنو الرد لازم ينرد عليه بدل الصاع صاعين وعشرة ومية بأي فرد مرجوعو لهادي العيلة... بدون ما يسألوا شو ذنب الصالح بالطالح يلي رح ينجر بهالموضوع غصب عنو ومو بإرادتو...  وإن فكّر ما ينجر وراهم إما رح ينقتل من العيلة أو العيلة رح تخليه يدفع ضريبة للعمر كلو نتيجة هالقرار ويقطعوه من شرشها.... رغم انهم كانوا يقولوا عمر الدم ما بصير مي... وطلع على الأرض الواقع "عند المتعصبين للدم" الدم بصير مي... وإن انسفك دمو وانسكب ع الأرض رح يعتبروه نقطة مي بتتخبر بسرعة الريح مع الهوى... ولا كأنو دمو انزّف.. ولا كأنو كان بيوم من الأيام واحد منهم وفيهم ومستعدين يفدوه بدمهم وروحهم... فهز راسو رامي هالهم (هـ الهم) وراه... عابر جناحو الأصغر من جناح جودي... طابق الباب وراه باللحظة يلي فتح عبد العزيز باب الحمام طالع منو وهو بروب الحمام مكمل لغرفة الغيار لابس البدلة يلي اختارها... ومتحرك لمراية التواليت معدل ياقة قميصو ومهندم بدلتو ومعطر حالو ومرتب شعرو القصير وبسرعة لف يصلي صلاة الظهر السهي عنو مع كترة التفكير لحظة ما تذكرو... ورد ورا صلاتو قاعد ع طرف سريرو مشتغللو كم شغلة بتهمو ع تليفونو إلا بصوت آدان العصر فبسرعة صلاه طالع من جناحو وهو مو ملاقى لأمو ولعمتو سهر أي أثر من الهدوء منتشر في كل أركان بيتهم.... فطلع من الباب الوراني من غرفة المطبخ...  ماشي لديوان العيلة... الا برنة تليفونو الحاملو بإيدو بعلن عن وصول رسالة... فرفعو يشوف من مين إلا كانت ظاهرة تحت اسم المرسل عاصي فبسرعة فتح تليفونو يقرأها دامو مانع مياعنة الرسالة ع شاشة القفل من حبو للتحفظ والخصوصية.... (وينك يا رجّال؟ الكل إجى الا إنتا شو السيرة؟!) ما رد عليه من قربو عليهم فدخل من الباب الخشب العتيق التقليدي وهو عم يسمع صوت رجال العيلة.... فقاطعهم مسلم عليهم بصوتو الرجولي: السلام عليكم!
فردوا عليه وهو عم يتحرك لعند عاصي جوز عمتو: وعليكم السلام!
وقعد جنبو وهو ملاحظ نظرات جدو المتابعتو ومركز مع عاصي القرب منو معلق: وينك يا رجال بالعادة بتكون أول الناس هون!؟
ابن الخيّال كالعادة لما يمثّل عدم الاهتمام برفع اكتافو مو سائل: مو حابب وجّع راسي كتير!!! فقرّب منو عاصي أكتر هامسلو: نفسي أعرف ليش ما بدك الصلح من البداية؟
ابن الخيّال بسرعة حط إيدو ع فخدتو: بعدين بقلك خليني اسمع شو بقولوا!
فعلق عاصي وهو عم يضحك عليه بخفية عن عيون بقية الحاضرين من الأهل: وهادا وإنتا مو حابب توجّع راسك وهيك! كيف لو حابب الله يستر منك...
فابتسم من داخلو ع تعليقو وهو عم يمسح ع دقنو وحوالين تمو... منصت لكلام جدو العم يسمعو بكل دقة: قبل كلشي البنّت رح تعيش معنا هون ومهرها رح يكون متل مهر بناتنا تحتى يعرفوا إنها هي منا وفينا وما رح يصير بيناتنا حززية من البداية...
كان نفسو الخيّال (ابن الخيّال) يلوق تمو... ع شو يكون مهرها متل مهر بنات العيلة... اه لإنها بنت قتالة قتلة وو*خة ولسا الحبل جرار... واسترسل الجد بكلامو بنبرة حازمة: من هلأ بقول كل واحد فيكم يمسك اعصابو ويسيطر ع حالو احنا رايحين ودي وبدنا ننهي القصة ع خير....
بقول كل واحد فيكم يمسك أعصابو أكيد قصدو هو لإنو مين قلقان أصلًا برجال دهب غيرو هو.... فرفع راسو مركز نظرو ع ابن عمو أرسلان فاهم ومتيقن اجى وقت الحكي عن مين وافقوا يكون من نصيب بنت جاسر دهب... إلا بتكملة كلام الجد بعد ما بلع ريقو مؤكد توقعو: فبما إنو تم قبول عبد العزيز وأرسلان ع بنت دهب ~
إلا العم جميل تدخل مقاطع كلامو: يابا احنا اتفقنا وأنهينا الموضوع ع أرسلان!
تكلم العم جواد (ابو أرسلان): لحظة يا أخوي خلي الولاد يختاروا... بالنهاية البنّت مو رايحة لحد غريب... أرسلان ابني وعبد العزيز كمان ابني....
الجد هز راسو بإعجاب برد ابنو الرزين واللي بثمن كل كلمة بقولها قبل ما ينطقها... معلق: هادا الكلام الصحيح!
هادا الكلام الصحيح عند الجد بس مش عند بدران جوز عمتو وفاء النطق بإعتراض: حتى لو التنين ولادنا لازم اللي ياخدها يكون غير عصبي.. يعني مع احترامي لعبد العزيز معقول رح تسيطر ع اعصابك معها في حالة لو قامت بينكم مشكلة كبيرة إنتا أكيد رح تقلب الدنيا فوق ~~
عبد العزيز قاطعو بنص كلامو لإنو فاهم عليه من إصرارو ليتجوز من بنتو يلي والله لو كانت هي آخر بنت بالعالم ما رح يطّلع عليها للست جيجي: بسيطر ع أعصابي وإنتا عارف هادا الكلام منيح وخصوصاً في مواقف صارت قبل وشهدت على هالكلام...
فتدخل عاصي واقف مع صديقو ورفيق دربو عبد العزيز: أنا مع اللي قلتو يا عبد العزيز وكلامك يا بدران غير مزبوط كلنا بنعرف عبد العزيز كيف بسيطر ع اعصابو لآخر درجة ولولا هيك كان ما مسك حصة أبوه في الشركة وصار بالآخر المسؤول عليها....
أرسلان ضغط ع إيدو متعجب من وين طلعلو عبد العزيز بالقصة...  فتنهد بالع ريقو ومحكم عقلو بالنهاية مش منطق يقعدوا يتقاتلوا بين بعضهم ع بنت من برا العيلة فدام ابن عمو مصر عليها صحتين ع قلبو... فبلع ريقو ناهي الموضوع من طرفو قبل ما يتهاوشوا رجال عيلتو مع بعض ع شي مالو داعي: استهدوا بالله يا جماعة الحلال أنا مع اللي قالو عاصي... عبد العزيز رجّال وقد حالو وأكيد رح يبيض وجهنا مع دار دهب!
وما لحق ينهي كلامو إلا باحتجاج العم جميل: بس ~
الجد شامخ جحرو بكتم: لا بس ولا شي رح يضيع الوقت واحنا بنتناقش أرسلان تنازل عن البنّت وانتهى الموضوع وبعدين متل ما قال أخوك البنّت ما راحت لحدا بعيد وغريب عنا... وسكت قاهر بدران المسح ع إيد الكنبة بغيظ... ولف وجهو مناظر ولادو آمرهم: ويلا خلونا نتسهل.. وقوّم حالو عن الكرسي وهو عم يكمل كلامو... ما ضل شي ع موعد قعدتنا....
فقاموا كلهم باللحظة يلي عبد العزيز لمّح لعاصي بعيونو يلحقو لبرا... وطلع من الديوان بعد رجال عماتو وهو عم يسمع صوت عاصي الواطي (الهابط) خوف ما حد يسمع كلامهم: عبد العزيز فكرت منيح بالموضوع؟؟
عبد العزيز لفلو وجهو وهو مكمل بمشيو: شو رأيك إنتا وبعدين بس نبعد شوية عن هون رح أقلك ليش ما بدي الصلح من الأول... واشر بعيونو ناحية قصرهم: تعال بنطلع بسيارتي!
عاصي هز راسو مجاوبو: ما في عندي مشكلة بسيارتي أو بسيارتك!
وبعدوا عن ديوان العيلة وهما مو منتبهين على العم جميل المسك الجد من إيدو معرقل طلوعو من الديوان من الكلام المعني يفتّح فيه عيون أبوه عن الكارثة الهتصير إذا زوجوا ابن أخوه ضرغام لبنت جاسر المكنوب: يابا إنتا متخيّل وين مودينا بموافقتك ع عبد العزيز؟
ناظرو الجد بخبث ناطق باستهبال: شو رأيك إنتا؟
جميل رفع إيدو ماسح ع شعرو باستهانة: أنا مو قادر أفهم كيف غيّرت رأيك... إنتا عارف إنو احنا بدنا نحل المشكلة مش بدنا نزيد الطين بلة!
مط الجد شفتو ع جنب ورفع حاجبو مالل الأخد والعطا بموضوع انتهى النقاش فيه: يابا إنتا مفكر عيلة دهب بنوثق فيها... بعدين ما في حدا رح يقدر ع بنت جاسر غير عبد العزيز لإنوما في عندو لف ودوران.... وبنت جاسر رح تكون أقطع من أبوها... فإذا الأب بقيراط يبقى بنتو بـ 50 قيراط.. وكنت معني اخليه هو يلي يطلب مني أنا لإنو ما ~~
حرك جميل راسو برفض مقاطعو: يابا بس عبد العزيز ما رح يتنازل عن بنت بدران...
الجد جحرو: جميل سكّر الموضوع وخلّينا نطلع قبل ما نتأخر ع الناس...
ولف حالو بعد ما رمى أخر كلمة طالع من الباب وتارك جميل يضغط ع فكو بقهر معلق بسرو "والله أبوي ليحطنا ورا الشمس بهالقرار"  ولحقو طالع معاه بالسيارة بالوقت يلي تحركت سيارة عبد العزيز وهو عم يسمع كلام عاصي يلي عم يفتح الشباك ع ناحيتو: ايوة يا سيدي فهمني ليش ما بدك؟
عبد العزيز قرب أصابعو الأربعة ع بعض ووصل اصبعو الدباغة في البنصر والسبابة مشكّل إيدو ع هيئة وردة مضمومة وهو عم بسوق: اصبر على ما أنا جاييلك بالحكي.. من لما جدي خبرني الموضوع وأنا قلقان.. عيلة دهب يا عاصي إنتا بتعرفهم وكلنا بنعرفهم مش تبعون ثقة ولا بتأمنوا ع أي شي وكنت خايف جبر أو أرسلان ما يقدروا ع بنتهم... احنا عارفين البير وغطاه وبناتهم الله يستر عليهم... ومتأكد في شي عم برتسم من ورانا...
عاصي حرك راسو ماسك الموضوع: ايوة فهمت عليك وأكتر شي خلاك توافق أنها بنت جاسر...
عبد العزيز رفع إيدو ماسح ع أنفو بمسايرة: مو مهم إذا وافقت ع شان هيك أو لا... المهم ما يتعلم علينا....
عاصي ابتسم عليه فاهم دواه ... فأدلى باللي ببالو من فترة طويلة جاسس نبضو فيه: بس إلا ما قلتلي شو بدك تعمل بجيهان؟
ملامح وجهو جمدت من نفورو في التكلم بهادا الموضوع بالذات فنهاه بلحظتها رافض الخوض فيه: سكر الموضوع يا عاصي!
فضغط عاصي ع شفايفو مستغرب ردو ونطق بتسليكة: اللي بريحك.. وابتسم ناكش راسو عليه.. والله ماني قادر استوعب عبد العزيز رح يتجوز بنت جاسر شو هالدنيا العجيبة!
فابتسم عبد العزيز غصب عنو مجاوبو: لا يا حبيبي تخيل لإنو حياتنا مكتوبة إنو نتقبل فيها كتير اشياء بنكرهها!
عاصي ضحك غصب عنو مستفزو باللي عندو: هههههه يعني في مجال تحب بنتو بالتقبل هادا!
عبد العزيز عيونو طلعوا من مكانهم بمجرد ما سمعو رادد بحدة: عاصي شكلك ماخد شي أو شارب شي اذكر ربك أحسن!
عاصي رفع حواجبو نافي: لا مو شارب.... ورجع ابتسم مسترسل بكلامو بكل ثقة.. بصراحة مو قادر أستوعب كيف إنتا رح تتجوز بنت دهب بس للمعلومية بقولوا بناتهم جميلات...
دار راسو عنو مو مهتم: إن شاء الله لو ملكات جمال العالم وانا مالي أنا بدي أشوف وين بدنا نصل مع هالقصة اللي مالها نهاية...
عاصي اخد نفس طويل ناطق بغم: خليها في القلب تسطح ولا تطلع برا وتفضح... انشالله بتهون يا صاحبي...
فتنهد عبد العزيز جاي ع بالو يدخن... فبسرعة مد إيدو ساحب سيجارة من علبتو وهو عم يسوق معقب: إنتا متخيل إني رح اطلع عيونها إذا بتتصرف تصرفات مالها داعي عندي... وولعها بالقداحة مترقب رد عاصي الضيق عيونو وماسح شفتو بطرف لسانو بتفكير معلن عنو: ما بعرف بصراحة بس اسمع مني إذا احنا وافقنا ع الارتباط منهم معناتو بدنا نحل هالقصة مش العكس فإذا إنتا طلّعت عيونها شكلك رح تطلّع عيون عيلتنا معها...
عبد العزيز ضحك من كل قلبو: ههههههههه واصلًا هادا المطلوب بس ما تصدق عم بمزح....
عاصي ابتسم بمرار غصب عنو معلق: بتعرف أنا معك خليها تقوم وتولّع بدل ما رجالنا ورجالهم متل النسوان متكمكمين ونحلها ع الآخر...
وتوقفوا قبال بوابة عيلة دهب الما حسوا ع حالهم وصلوه مع كلام.... منتظرين وصول بقية سيارات رجال عيلتهم علشان يدخلوا مع بعضهم... ولف عيونو بحركة سريعة مطالع البزخ العايشين فيه ع حساب الناس... إلا بصوت عاصي مصحيه ع حالو: سمعت جاسر من كتر ما صرف ع منطقتهم ع وشك يفلس..
عبد العزيز هز راسو برفض ناطق: متخاف يا حبيبي يلي ربي ع المال الحرام ونهب الناس ما بفلس إلا إذا شاء ربو ياخد أمانتو... وجاسر مو من الصنف يلي بتوب... وعندو ممشى الحرام متل صباح الخير...
عاصي حب يتسلى باعصابو ناطق: فكرك بنتو مـ~
إلا بحجرة عبد العزيز لإلو... فانفجر ضحك عاصي بانتصار: ههههههه يا حبي لاستفزازك... بسرعة بتعصب يبقى كيف مع بنتهم...
عبد العزيز بلع ريقو طافي السيجارة ووهو عم يستغفر ربو ع الساعة يلي طلّعو فيها بسيارتو: عاصي إذا بتضلك تقلي بنتهم وبنتهم الليلة بكون قاضي عليك!
عاصي ما وقف ضحك بالعكس زاد: هههههههههههههههه!
عبد العزيز حرّك راسو لامح سيارات عمامو وجدو ورجال عماتو من المراية القربوا منهم تزامنًا مع صوت ادان المغرب فحرك السيارة وهو عم بقلو: اضحك مهو الضحك ببلاش...
عاصي كان رح ينطق إلا برد عبد العزيز: اصحك ترد هلأ تقول بنتهم لاقتلك.. وتروح ضحيتها... وضحكوا مع بعضهم ع ذكر سيرة بنتهم الواقفة ع الشباك وهي عم ترجف بخوف بس لمحت سيارتهم عم تعبر من البوابة الدهبية... إلا ع صوت جدها المحول خوفها لرعبة عم تقتل فيها ع البطيء وهو عم يكلم حد بممر طابق جناحها التاني: خلينا نستقبلهم ...وبنكمل حكينا بعدين...
فبلعت ريقها بس سمعت صوت أبوها المش عارف عنها سامعة كلامهم العم يطعنها بمعدتها طعنات متل طعنات السكاكين الماضة: بتمون بنستقبلهم وبنحطهم ع راسنا... بس بعدين بنحطهم تحت رجلنا...
ونزلوا الدرج مع بعضهم متوجهين ناحية سياراتهم المصفوفة أول ما تقابلوا مع كبارية عيلة الخيّال... مراقبين الجد شامخ الماشي لعندهم ووراه ولادو الكبار جواد وجميل وجابر ورجال بناتو بدران وزيدان ووراهم عبد العزيز وعاصي جبر وأرسلان وهو عم يقول: يلا خلونا نتوكل ع ربنا..
فتقرب الجد عثمان منو قاطع المسافة بينهم وهو عم يأشر لولادو الباقين الواقفين من قبل يلحقوه ولف مرحب فيهم وهو عم يمد ليسلم عليه: أهلاً وسهلاً فيكم تفضلوا ع الديوان!
فبادلو الجد شامخ السلام... رادد عليه بهدوء: اهلاً وسهلاً فيك وإن شاء الله قعدتنا اليوم تكون قعدة خير..
جاسر ابتسم بداخلو بمكر مجاوبو: إن شاء الله يا عم...  وسلم عليه ع ولادو ولما اجى دورو احفادو والخاصة منهم عبد العزيز نطق بمكر: شو يا ابن ضرغام مو ناوي تسلم!
ابن ضرغام رفع حاجبو ببرود مجاوبو: لاه ابن ضرغام رح يسلم عليك دام رح يصير بيناتنا قرابة....
فابتسم جاسر وهو من داخلو مناه يخفيه عن الوجود: إن شاء الله قرابة خير تكون علينا... وسلموا ع بعض... داخلين ع الديوان الكان قاعد فيه كم رجال من رجال دهب.... فتبادلوا السلام معهم قبل ما يقول الجد شامخ: معليه يا رجال خلونا بالأول نصلي المغرب جماعة لإنو الكلام ملحقين عليه...
فنطق الجد عثمان بتأييد: أنا معك باللي بتقولو بس ها إنتا هتقيم فينا الصلاة...
الجد هز راسو موافق: ما فيه خلاف... فلف الجد راسو منادي ع الرجال المتخصصين لخدمة ضيوفهم: يا رجال ولا عليكم أمر جيبوا المصليات...
فتحركوا الرجال المختصصين لخدمتهم جايبين المصليات المطوية بعناية ومعطرة بداخل خزانة طويلة وفارشينها ع الأرض إلا بتدخل رجال الخيّال بفرش سجاجيدهم (المصليات) وهما عم يقولولهم: عنكم!
فتركهم الجد عثمان ع كيفهم... إلا تقدم الجد شامخ داعيهم للصلاة: استووا واعتدلوا...  فتحركوا كل واحز لسجادتو من بينهم جاسر دهب المش فاطن هو ع وضو ولا لأ... وكبّر: الله أكبر... مباشر فيهم الصلاة الفرض...
وبعد ما صلى فيهم الفرض كملوا صلاة السنة البعدية ومتحركين بعد ما انشالت المصليات وداعين لبعضهم: تقبل الله منا ومنكم... ليقعدوا رجال الخيّال ع اتجاه إيد اليمين للجد عثمان في حين قعدوا رجال دهب ع اتجاه إيدو اليسار.... منتظرين تكلم الجد عثمان ويلي نطق بعد ما عم الهدوء بالديوان: إن شاء الله يا رجال الخيّال الليلة نكون بهالقعدة نهينا الموضوع بيننا بتزويج بنتنا الكريمة لابنكم الكريم لإنو ما بحل الدم إلا الدم... وما بألف بين القلوب وبحننها غير العيال... ولا أنا غلطان بكلامي؟
فجاوبو الجد شامخ بتأييد للي قالو: مزبوط كلامك يا عثمان واحنا قبلنا باللي قلتوه وبشرفنا إنو نطلب إيد بنت ابنك جاسر لابننا عبد العزيز ع سنة الله ورسولو تحتى نقف الدم بيناتنا لإنو بكفينا يلي راحوا منا ومنكم وخلوا شبابنا يعيشوا بأمان وسلام... ولف وجهو لجاسر موجه كلامو لإلو لإنو عارفو محراك شر... فابتسم جاسر بوجهو وهو مو منتبه ع عيون عبد العزيز المراقبتو بالخفاء مجاوبو وهو مبسوط لإنو مخططو عم يمشي متل مهو بدو بالزبط: واحنا يا عم بشرفنا نسبكم و التقرب منكم لإنو من وين بدنا نلاقي زي ابنكم عبد العزيز لبنتنا... ولف راسو مناظر عبد العزيز اللي عم يطّلع عليه بوجهو خالي من أي تعبير... مكمل بكلامو: بس من هلأ بقلكم ما رح نقبل إي مهر منكم لإنو احنا بنتنا مو ناقصها شي~~
فتدخل عبد العزيز قبل ما جدو يتكلم: حتى لو مو ناقصها... مهرها يبقى في حسابها ما في عنا بنت بتتجوز بدون مهر!
فورًا احتج الجد عثمان ع كلامو بحجة: يا ابني احنا بدنا نتقرب من بعض بدون لا مال ولا شي تاني غير العيال...
جاسر ابتسامتو بانت ع وجهو... أبوه عرف كيف يتدارك الموقف... فرد عليه عبد العزيز بإصرار: مو أشكال يا عم مال وعيال خلوهم تنين... لإني رافض اللي قلتوه دام حظها مو ناقص او رَدي تحتى ما يكونلها مهر!!!
الجد شامخ واقفو الرأي: وأنا معاه احنا ما بنقبل ناخد بنتكم هيك... احنا بدنا ناخدها ونعيّشها أحسن عيشة بيننا بس إنو ناخدها هيك بدون مهر ليش يعني حظها ناقص.... زيها زي أي بنت لازم ينجابلها مهر وهادا حقها ومن الشرع...
جاسر حب يختصر القصة من بدايتها لإنو بدو يمشّي الموضوع ليحقق مبتغاه: اللي بتلاقوه مناسب المهم رضاكم عنا..
الجد شامخ ابتسم براحة... ورجّع ضهرو لورا مناظر الجد عثمان مكمل إدارة النقاش: تمام بنتكم مهرها رح يكون مليون ... وهتعيش بيننا لكن شرطنا الوحيد احنا ما بدنا عرس... مو حلو بحقنا نحتفل ونرقص ونغني ع أرواح الماتوا من ورا هالتار...
فهز جاسر بتأييد: وانا معاك يا عم اللي قلتو زينة العقل.... وسكت معطي المجال لأبوه يتولى بقية الموضوع: دام اتفقنا ع هالنقطة نيجي نتكلم عن موعد الجواز اللازم يكون قريب مافي داعي نبعدو دامنا مش بصدد الأخد والعطا... فبفضّل يكون نهاية الشهر ويوم خميس ع جمعة لإنها عطلة رسمية عند الكل وبنضمن ما بنعطل الأهل والاصحاب عن أمورهم..
عبد العزيز فتّح عيونو مناظر جدو من هول الكلام السمعو لإنو آخر الشهر هيكون بعد أسبوع وشوي... فجاوبو الجد بدون أية اعتراضات: اتفقنا ونتوكل ع الله....
الجد عثمان ابتسم باللي سمعو فرفع إيديه طالب منهم: يبقى خلونا نقرأ الفاتحة ع بركة الله..
ورفعوا إيديهم جميعًا قارئين الفاتحة... وبعدها قاموا الرِجٓال يصبوا القهوة ويحلوهم باللحظة يلي عاصي قال لعبد العزيز القاعد جنبو وهو ماسك حالو ليضحك بصوت عالي: استانس يا رجال ع قولة أهل الخليج قربت تدخل القفص الدهبي يا فرحة قلبي فيك..
عبد العزيز دار راسو عليه جاحرو: عاصي شكلك حابب لا قدر الله ترمل عمتي اليوم.... خليك ساكت وما تستفزني تراني قاعد وغاصب حالي ع تمثيلهم القاهرني...
عاصي رفع فنجانو مجاوبو قبل ما يشرب: منيح خليك قاعد تدريب لإنك لقدام رح تغصب حالك ع القعدة معهم ومع بنتهم الحلوة كرمال تجيبلهم ولد مش إنتا قلت التنين مال وعيال...
عبد العزيز ضيّق عيونو أكتر وهو متمني يمسكو من خناقو يخنقو: عاصي وربي إذا ما بتحط لسانك في تمك لأنزل فيك...
عاصي شرب قهوتو وهو مبتسم من حبو ليستفز فيه ولف وجهو مطالع القاعدين مخبرو: كلشي منك عسل... يا الله ماني متخيل إنك رح تصير قريبا أب وتجيب بيبي بشبه ابني الحلو...
عبد العزيز حرك راسو بعيد عنو... وهو عم يستغفر ربو.. مو قادر يستحمل القعدة هون... فسحب حالو من جنب عاصي وهو عم يطول سيجارة تانية ليدخنها فولعها طالع من الديوان ناحية الحديقة ومكمل سحب فيها... ووقف قبال الشجر ياخدلو نفس بعيد عن خنقة جوا بهالهوى الطلق فرفع إيديه فاكك زرين قميصو الأوليين... إلا ع صوت حدا عم يبكي خلاه يجفل مكانو... فبسرعة دار راسو مستغرب سبب هالبكى منشغل عن همو واللي كان عم يفكر فيه ... بتديرو ع مصدر الصوت إلا رج تليفونو بجيبة بنطلونو معلن عن وصول رسالة فسحبو قارئ الرد الواصلو من رجال اسمو أشرف (بتؤمر إن شاء بالكتير تلات أيام وبكون جايبلك كل شي عنها) فردلو بعجلة بايدوالحامل فيها السيجار (ما تستهين بأي معلومة من الألف للياء بدي)... وبعتها مسكر شاشة التليفون من فوق وهو عم يحرك راسو مكمل سحب بسيجارتو ببرود محاول فيه يشغل حالو عن التفكير بالنفاق يلي عم بصير قدامو في قعدتهم مع أهلو... وهو مستغرب بكى هالبنت البدلل ع كسرها وقهرها... فبلع ريقو رافض يستعطف معها دامو عارف بناتهم كاسرات... فلف حالو طافي سيجارتو وراميها بسلة الزبالة المتروكة بجانب الديوان العبر منو رادد لمحلو جنب عاصي وهو نفسو هاليوم يخلّص ع خير من عدم قدرتو ليندمج متل ما عيلتو اندمجت اندماج رهيب مع عيلة بنت المغضوب القتال القتلة... وكأنو ما كان في بيناتهم تارات من سنين...
فعلاً الانسان قابل للتغير... فبلع ريقو مناظر عاصي العم بتكلم مع عمو جميل ومنشغل معاه بالحكي فطق من القعدة... مو قادر يسمع مواضيعهم العم تضغطوا من ورا صوت من هون وضحكة من هوناك... فانخض راسو ضاجج منهم ومتغرب عن أهلو والمكان الهو فيه عاجز يتقبل الوضع بشكل بسيط... ومدخّل حالو في متاهة هو بغنى عنها... فضغط ع فكي طالب ربو ينشلو من هالقعدة العم تخليه يحس بالاشمئزاز من حالو... وما لحق يلف وجهو بدو يطالع جدو كرمال يعجلو بالقومة إلا بالجد وقف ع رجليه مسلم ع الجد عثمان... ولحظتها يا فرحة قلبو من البشارة يلي جتو "القعدة خلصت" بس قال جدو باللحظة الادن فيها ادان العشا: استسمحونا... ولف عليهم بصوت مقبول ارتفاعو آمرهم: يلا يا رجال... ولف وجهو متبع مع الجد عثمان وهو عم يوقف ع رجليه: الله يسهلكم...
فجاوبو الجد شامخ بنبرة واصلة بالقوة لعبد العزيز المتبع معهم وهو عم يسلم عليه: تسلم الله يخليك... المهم ورح نبقى ع تواصل وبكرا المهر بكون بحسابها بمشيئة الله.... وسحب إيدو من إيد الجد عثمان مسلم ع ابنو جاسر وباقي ولادو تزامناً مع تبادل جميع الرِجٓال الحاضرين بالديوان السلام ع بعضهم مغادرين مجلس دهب... ودافعين ابن ضرغام الطلع من الديوان يحس براحة كبيرة من مفارقتهم فابتسم ماخد نفس طويل لإنو اخيراً القعدة خلصت وبنت المغضوب عليه من نصيبو... فتحرك لسيارتو ورا عمامو وجدو ورجال عماتو... وهو غير منتبه ع عيون عمها كنان يلي ما كان قاعد بالقعدة وواقف ع الشباك مراقب عبد العزيز واهلو الحزنان عليهم والمرتاح بذات الوقت ع بنت أخوه يلي هتكون من نصيب هيك رجال... لإنو متل بنت لهيك أب مين رح يقبل فيها إلا واحد متلو... ولف وجهو بعد ما لمحهم طلعوا من البوابة مكمل شغلو ع اللاب توب... وهو عم يدعي ربو الهبلة يلي عندهم تغتنم الفرصة وتعرف تتمسك فيه كرمال ما ينجار فيها بس ترد ترجع عندهم مطلقة.... فتنهد محاكي حالو بسرو "بس مو معقول عبد العزيز يطلقها مبين عليه حدا فهمان وما بسمح لعصبيتو تخرب عليه... بس الدور هلأ ع الهبلة يلي عنا... الله يعينك ع حالك يا جودي...ويعين عبد العزيز عليكي... لإنو هيعاني بالمعنى الحرفي من عقلك الصغير" ورد يكمل شغلو فاصل حالو عن أخوه محراك الشر الطاير من الفرح لإنو رح يجيب آخرتهم بأفظع الطرق وبشكل مهين لهيبتهم يلي بموتوا علشانهم... فتحرك طالع من البيت بعد ما رجالهم روحوا من ديوانهم كرمال ينبسطلو شوي قبل ما يكمّل مواضيعو المشبوهة مع إيدو اليمين سامي واللي رباه ع إيديه من بعد ما موت أبوه... ومعلمو ع الطريق السوء بالمعنى الحرفي لدرجة معتمد عليه بشكل ما بستغني عنو بشي...
وشو طلعتو من بيت أهلو هو وبقية اخوتو اعطت الجد مجال ليصلي ع رواق ويقعد ببيتو بعد ما ترك الخدم ينظفوا الديوان... ليفكر بخصوص حفيدتو... شاللي رح يصير فيها في حالة صار شي وما قدروا يرجّعوها...
وأصلًا إذا رجعت كارثة لإنها رح تصير من نصيب سامي أو الله اعلم ابنو العاق شو رح يعمل فيها وقتها.... هي ع الحالتين لازم ما تضل هون... وأفضل شي تضلها عند ابن الخيّال وإن شاء الله يكون ابنهم شهم ليصونها بدل ابوها المضيع عقلو... فإن صابت صابت وإن خابت خابت...
فتنهد حاسس بتقل صدرو الجابرو يقوم من مكانو من خوفو عليها ومن وحشتو لإلها فتحرك لجناحها متفقد وضعها بالسر من فتحة الباب وهو عم يدعي ربو ما تكون لامحتو عم يفتح الباب... إلا لقاها طافية ضواو غرفتها النوم وضامة مخدتها عم تحضر ع سبيستون.... فكتم ضحكتو بسرو ماشي لجناحو.... هو عارفها ما بتقدر تحمل بقلبها ولا حتى بتعرف تحزن... ومردها ترضى... ورد ضحك بصوت عالي بس دخل جناحو.... هادا شكل بنت رح تتزوج بعد أسبوع وكم يوم ماني قادر اتخيل.... يلا الله كريم شوف ابنها ونيمو بحـ~~
عجز يكلم الكلام من حشرجة حلقو وإدراكو استحالة رغبتو لينم ابنها بحضنو دامها هتضل عند عيلة الخيّال الهتمنعها (الـ هتمنعها) عن التواصل معهم من غدرهم بولادهم.... فنفض الفكرة بعجلة من بالو لإنو مو حابب يستبق الأمور وتحرك ناحية الحمام ليوضى وينام على وضو وهو من قلبو عم يدعيلها يكون هالرجال شهم وبخاف عليها أكتر من حالو...
وسبحان الله تفكير جدها وين وتفكير حماتها المستقبلة وين من خوفها ع ابنها من يلي جاي... ومستنية فيه استني يعبر البيت كرمال تصحيه ع الجنون الرايح يمشي فيه فتنهدت بس سمعت صوت فتح باب البيت من ابنها الوصّل عاصي لحد سيارتو ورد بسيارتو هو لبيت أهلو صاففها مكانها وعابر بيت أهلو وهو حامل تليفونو ومفتاح سيارتو بإيدو اليمين إلا بصوت رنة وصول رسالة بعد ما شال الكتم الصوت بالطريق فلف بعجلة قارئ مين... إلا اسم (بنت بدران) صعبة عليه يسجلها باسمها من كتر ما بطيقها... ( مبروك ع الجيزة السريعة لكن نهايتك بين إيديي) لوق تمو مستتفه كلامها لهلأ باقية ع أمل أنو يرجعلها رغم إنو طلعلها برا حياتو و ما عادت تعنيلو شي... إلا بصوت ركض أختو الصغيرة جوري العمرها 18 لعندو وهي عم تقول: عزوز ما اتفقنا هيك.. برضيك يعني أنا وأمي نعرف من الغريب إنو بدك تتجوز منهم!
تفرَّس وجهها وهو متعجب انبساطها الباين بصوتها والمخالف لملامح وجهها العابسة...  رادد عليها ببرود من التعب الحاسس فيه: جوري حبيبتي أجلي الموضوع لبعدين لنحكي فيه!
الا سمع صوت تدخل أمو: مش اليوم عمتك سألتك ليش ما قلت؟
فتنهد ماشي لعندها ناحية الكنبة بايس راسها قبل ما يقلها: إنتي عارفة يا أمي كلام رجال العيلة!
فهزت أمو راسها بمعاتبة: والله شي حلو تتجوز وأنا ما معاي خبر... بكر بتخلف وأنا آخر من يعلم وتقلي رجال العيلة وأبصر ايش!
عبد العزيز حرك راسو ناهي كلامها: يا حجة صلي ع النبي إنتي بتعرفيني مو لهالدرجة لكن الموضوع صار بسرعة وكان لازم ننهيه...
طالعتو أمو بعمق رادة: عبد العزيز مو عليي أنا أمك خابزتك وعاجنتك أكيد مخطط لإشي!!!؟
انفعل من كلام أمو المالو داعي هلأ فوقف ع رجليه متحرك ناحية الدرج البوديه لجناحو: ما تبالغي بالموضوع يا حجة... لإنو الموضوع كلو ع بعضو ما بدو هالزعل... وبنبرة ناشفة ذكّرها بطلبهم المستميتين عليه من زمان... مش بدكم نحل مشكلة هالتار هينا حليناها!
أم عبد العزيز حركت راسها بحيرة ناطقة: حلها يما...  ما أنا ما في عندي مانع بس الله يستر من يلي جاي..
ضحك ع رد أمو متعجب تفكيرها هي ونسوان العيلة لإنو عند الإلحاح ع الصلح ما فيه أشطر منهم بس عند الزواج ولد من ولادهم لبنت من بنات دهب كرمال ينحل التار بينهم بصيروا يقولوا الله يستر ولو نرد لقبل أحسن... فتغافل عن كلام أمو مكمل ع جناحو ليناملو شوي من الإنهاك الحط حالو فيه من كتر ما ضلو فارض سيطرتو ع نفسو... وما لحق يعبر جناحو المعتم مصلي العشا ومشغل المكيف إلا هو نايم بعد ما شلح أواعيه عاجز يكمل لغرفة غيارو... وغطس بالنوم وهو مسلم أمرو لربو لإنو أكتر من هيك ما فيه يعطي... وليصحى بحلها الف حلال...
ومع هالليلة مرت ليالي تانية وراها بسرعة كبيرة لدرجة مخليتو يحس بضغط كبير من خوفو من بنت جاسر الما قدر يلاقي عليها زلة وحدة من عجزو يصدق براءتها من جرأة بناتهم وانفتاحهم ع الجنس الاخر وقلة حشمتهم... لهيك هو باصم بنتهم مستحيل تيجيه بريئة ونقية مية بالمية.... رغم إنها هي بريئة براءة طفلة طفلة عاجزة تنضج وتصير إمراة أو حتى زوجة بالشكل الأهلها محضرينلها إياه غصب عنها وعن محاولاتها العم تحاول تماطل فيها كرمال تمنع أهلها من يلي بدهم إياه بحشر حالها في غرفتها كرمال ما تشوف جدها ولا عمها ولا اي حدا تاني غيرهم لإنهم كلهم خيبوا أملها و باعوها ع أول مطب مع الأستاذ مهد المخليها تبكي عشانو راح وتركها تواجه هالصراع الكبير عليها لحالها...
وهالشي شو أثر ع نفسيتها لدرجة كان شكلها ما بشبه بنت ع وشك الزواج من عيونها المنتفخين ووجهها الشاحب ويلي ضعف من قلة الأكل وكترة التفكير يلي عم يروح فيها شمال ويمين... ومن توترها الكل مالو عم يزيد كل ما تشوف الأكياس و الصناديق الفخمة اللي كل يوم عم تتكوم قبالها لبيتها الجديد وهي ما عندها فكرة عن يلي قريبًا رح يصير جوزها دام همها يرجعلها مهاجرها الاستاذ مهد... فرجّعت شعرها الطويل والخميل لورا كتفها وهي من داخلها نفسها تموت من لما علقوا فستانها الأبيض الراقي والناعم متل رقتها قدامها... فضحكت غصب عنها من قرب موعد إعدامها يلي كان بالنسبة لعيلة عبد العزيز موعد فرح لدخول حدا جديد ع بيتهم كرمال يضيفلهم طعم وحس جديد من الحركة الهتصير بالبيت من تغيير ديكور واستقبال ضيوف وانشغال بتفاصيل من النادر لينشغلوا فيها... لدرجة جبروا ابنهم يغير ديكور جناحو المرتاح فيه علشان يجيب بنت المغضوب لتعيش معاه فيه... فاضطر يسايرهم بتوصاي منويكون لون الديكور كاكي فاتح... وهاللون وين يعجب أمو المتعاطفة مع مرتو الصغيرة بالعمر فحاولت تعترض لكن عبس مع ابنها العنيد يلي حقيتها تشكر ربها لإنو سمحلها تبعد عن الألوان الاربعة يلي بحبهم... 
وهالشي شو أثر ع نفسيتها لدرجة كان شكلها ما بشبه بنت ع وشك الزواج من عيونها المنتفخين ووجهها الشاحب ويلي ضعف من قلة الأكل وكترة التفكير يلي عم يروح فيها شمال ويمين... ومن توترها الكل مالو عم يزيد كل ما تشوف الأكياس و الصناديق الفخمة اللي كل يوم عم تتكوم قبالها لبيتها الجديد وهي ما عندها فكرة عن يلي قريبًا رح يصير جوزها دام همها يرجعلها مهاجرها الاستاذ مهد... فرجّعت شعرها الطويل والخميل لورا كتفها وهي من داخلها نفسها تموت من لما علقوا فستانها الأبيض الراقي والناعم متل رقتها قدامها... فضحكت غصب عنها من قرب موعد إعدامها يلي كان بالنسبة لعيلة عبد العزيز موعد فرح لدخول حدا جديد ع بيتهم كرمال يضيفلهم طعم وحس جديد من الحركة الهتصير بالبيت من تغيير ديكور واستقبال ضيوف وانشغال بتفاصيل من النادر لينشغلوا فيها... لدرجة جبروا ابنهم يغير ديكور جناحو المرتاح فيه علشان يجيب بنت المغضوب لتعيش معاه فيه... فاضطر يسايرهم بتوصاي منويكون لون الديكور كاكي فاتح... وهاللون وين يعجب أمو المتعاطفة مع مرتو الصغيرة بالعمر فحاولت تعترض لكن عبس مع ابنها العنيد يلي حقيتها تشكر ربها لإنو سمحلها تبعد عن الألوان الاربعة يلي بحبهم...
فتأفأفت أم عبد العزيز من عقلو الناشف وهي شايفة بنتها جوري المطقعة للحياة قاعدة مستمتعة عليهم وهي مو عارفة البنّت يلي رح تكون مرة أخوها كيف شكلها... فتسرح ببعيد مفكرة بتساؤل معقول تكون منيحة وتصير بيناتهم علاقة صداقة وتقضي وقت معها بالبيت بدل الزهق اللي صايرة تحس فيه... فهزت راسها مضغوطة من هالمنوال اللي ما بخلص بين أمها وأخوها العنيد علشان ديكور جناحهم وترتيب اغراض مرتو... فترد لجناحها المجانب لجناحو مكملة سرحانها بمرت أخوها المستقبلية وبنمط الحياة الجديد الهيصير بالبيت... بدون ما تحمل بقلبها ذرة حقدة اتجاهها لإنها بنت قاتل أبوها من أدراكها ما حد بقدر يختار أهلو ولإنها ما تربت ع الحقد والكره والانتقام...
فالله أعلم إذا توقع جوري هيكون بمكانو ولا لأ... وهل فعلًا لو ما كان الإنسان إلو دخل باختيار عيلتو معقول العقل يسود قبل العواطف...


رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الثاني

كان فيه الكل ينام من بعد قعدتهم مع عيلة دهب مش لليلة إلا لليالي باستثناءو هو الما قدر ينام متل الخلق من التفكير الزايد ببنت جاسر العجز يحصل ع زلة وحدة بتخصها...  وعدم وجود زلة لإلها يبقى زلة بحقو معها... فتقلّب بسريرو مستصعب يرد يكمل نومتو من بعد ما صلا الفجر دام اليوم هو يوم اتمام صلحهم مع عيلة محراك الشر جاسر دهب بالزواج من بنتو المصونة المو قادرين لحد هاللحظة هاي يلاقوا عليها زلة وحدة تكسرها عندو... فزفر قايم عن سريرو... ومتحرك لعند الحمام... ماخدلو حمام سريع وهو مالو خلق ليقابل أهل بيتو ولا حتى عيلتو... فوقف مية الدوش طالع لغرفة الغيار لابسلو بدلة بيج رسمية من البدل الخاصة فيه من مجموعة عمو كنعان الختارلو فيها ألوان ما بحياتو لبسها متل البيج والزيتي والترابيات لتكون مباركة منو ع زواجو....  فتفقد لون بدلتو البيج اللابسها مع كندرة عسلية وساعة لون إيديها عسلي... مستهجن عليه لون البدلة لكنو مالو خلق لا ليبدلها ولا ليلبس غوامق من كتر مهو مغتم... فتنهد معطر حالو من عطرو الخاص فيه.... الرجعو محلو قبل ما يتحرك طالع من جناحو وهو عم يسمع صوت أمو الواصلو من جناح أختو المجانب لجناحو وهي عم تصحي فيها: يلا يما قومي بدنا نلحق نزبط حالنا الناس رح يجوا يباركولنا وإنتي لسا مو قايمة! فطبق باب جناحو وراه مكمّل مشيو لعند درج وهو عم يضحك بغصة ع ردة فعل أمو المتحمسة والمحسستو  كأنو الداخل بيتها حدا مهم مو بنت قاتل جوزها يلي بالأول كانت معارضة ع زواجو منها بس هلأ سبحان مغيّر الأحوال من حال لحال... وأصلاً ليه ما تفرح والتار يلي عليهم هيوقف...بس الحقيقة طول ما جاسر دهب ورا جدها ما في شي هيوقف... فنفض راسو من هالأفكار المو راضية تتركو بحالو دام ساعة الجد قربت... وعجّل حالو بمشيه لعندو سيارتو وهو مناه يطير لشركة العيلة كرمال يشغل حالو عن هالأفكار المالها داعي أربعة وعشرين ساعة تحرق فيه.... ولينجزلو من المهام يلي عليه بدل ما يضيّع وقتو بالقعدة مع أهل بيتو بالكلام لحد ما يروحوا لقعدة الصلح...
شو جن هو ليضيع يوم من شغلو علشان قعدة الصلح وزواجو من بنت المغضوب عليه... أكيد لا...  فما صدق يصل شركة العيلة ليصف سيارتو ويتحرك لعند مكتبو وهو محيي الموظفين بهز راسو وبسرعة فتح باب مكتبو بالمفتاح يلي معو وعبرو طابق الباب وراه ومتحرك ناحية ماكينة المشروبات الساخنة عاملو كاسة قهوة كبيرة يتمخمخ عليها وهو عم يشتغل... فحملها معو لطاولة مكتبو غاصص (من فعل يغوص) بالشغل يلي عليه من بين شربو للقهوة  وسمعو رنة المكالمات والرسايل العم تيجيه كل كم دقيقة للمباركة ع زواجو وصلحهم مع عيلة الدهب... فضاج من هال كمية الرسايل والاتصالات العم تصلو من الضغط العم يحطوه فيه... ما هو عامل حالو اعمى ع اللي عيلتو عم تعملو... فما فيه داعي حدا يباركلو ع هالمهزلة يلي عم بتصير دامهم فاهمين البير وغطاه... فتنهد ماسح وجهو وفاتح أزرار قميصو مفكر... لو عيلتو خلت  القصة على ما هي واستنوا عيلة دهب هي يلي تبدا ساعتها حكي رجال هيصير ويعرفوا كيف يلووا دراع عيلة دهب... بس دام جدو وعمامو قبلوا بالمعنى الحرفي يكونوا خرفان ويصالحوا عيلة دهب... هيروح منهم كم حدا لا قدر الله ككبش فدا من قبولهم بالصلح معهم...
فالله أعلم مين الخروف يلي عيلتو هتضحي فيه كرمال صلحهم الزائف معهم... وعند تعمقو بهالفكرة احتر وحس ضغطو ارتفع فريموت المكيف المتروك ع طاولتو مشغلو كرمال يبرد ع قلبو ويرد يكمل بالشغل البين إيديه
احسن ما يضلو ياكلو حالو بهالموضوع العويس يلي ما فيه ينشغل عنو طول ما يلي هيتورط فيه مو حدا غريب عنو ولا من الشارع....  إلا عيلتو العزيزة ع قلبو الرايحة للموت برجليها غير معبرة ظنونو... فشو يساوي بهالحالة غير إنو يطلب الصبر والثبات من ربو... لإنو الشي أبدًا مانو قليل... فلف راسو ع تليفونو طافيه ليرد يشغل حالو فكريًا بضغطو بالشغل إلا بدقة سكرتيرو الباب عليه فنطق غصب عنو بعد ما رشف من كاسة قهوتو الكبيرة: ادخل!
السكرتير عمر تبسم بوجهو وهو عم يفتح الباب عليه محاكيه: يسعد صباحك يا بيك... أرجو ما كون تأخرت عليك لإنو كنت عم حضر الطلبتو مني من امبارح بقسم الأرشفة...
فتبسم رادد لإنو هادا المطلوب ينشغل بالتقيل: جميل دامك جبتهم دخلهم علي وإذا حدا طلبني ما تحولو علي وسلكهم بأي شي...
السكرتير عمر هز راسو بإطاعة ناطق: حاضر... ولف حامل الملفات الخاصة بأرباح الشركة والمشاريع القديمة الدخلوها وخسروا فيها أو حتى الما حققوا فيها الأرباح المرضية لإلهم أو المتوقعة منهم... وهو متعجب منو عريس وبشتغل... فبسرعة سحب مجموعة من المجموعات يلي جابها بمساعدة كم عامل قبل ما ينتبه ع مديرو واصل... وعبر عليه منزل الصفطة الأولى من الملفات ع طاولة مكتبو وهو عم يسألو: يا بيك بدك جيبلك بقية الملفات ولا ~
عبد العزيز رد عليه وهو عم يقاطعو بعيونو العم تلمع من الحماس للطاقة الراح يبذلها عليهم وفيهم: كلهم جيبهم... ولف بحماس وهو عم يسمي بسرو كعادتو قبل ما يشتغل اي شي... وبسرعة سحب مجموعة من الملفات النزلهم عمر ع طاولتو.... شاغل حالو في وراقهم البيضة وكلماتهم السودة المطبوعة عليهم.... عن العالم والعيلة والناس وبنت دهب الهتصير الليلة من نصيبو بمشيئة الله طول ما أبوها وجدها مصرين يزوجوها لابن الخيّال الحالو مو أحسن من حالها لكن يلي فرق بينهم هي ما في شي تشغل حالها فيه عن يلي عم تفكر فيه غير بالنوم والحضر بدون ما أي حد يزعجها بالرن عليها أو حتى بإرسال المباركات لإلها ع زواجها من ابن الخيّال ع تليفونها المسكرتو من تطنيش مهد لإلها ومن رغبتها لتفصل حالها عن جدها وعمها
المصرين يزوجوها.... فتقلبت بسريرها الضخم والمرتفع عن الارض أكتر من نص متر عاجزة تنام من تلاتة الفجر لحد هلأ رغم تسكيرها للبرادي وتشغيلها المكيف... فانغصت بحرة قايمة عن فراشها الردتلو فورًا من خوفها ليصير شي بس سمعت أصوات أهلها وخدمهم الجاييتها من برا.... فبسرعة غطت حالها من ساسها لراسها وجابرة حالها لتنام برفة عين من بين الفوضى العم تصير بجناحها من دفاشة حركات مرتعمها جاثم وبناتها الكبار بضب بقية أواعيها النشغلوا عنها مع ركضهم بالأسواق لتجهيزها بالوقت يلي هي نايمة.... فتقلّبت بسريرها مزعوجة من صوت ضبهم للاواعيها ومن أصواتهم الما قدرت تحدد هل هي حقيقة عم تسمعهم أو عم يتهيألها من قلة نومها وأكلها وبكاها المستمر: لك الهبلة هادي هتروح لهيك رجال شو هالحظ يلي عليها... بيني وبينك هي بالكتير عليها سواق أو كندرجي....
:صح كلامك نغم والله الله يعينو ولو جيتي علي ما بفكر أخدها لمسكين... لإنو يا حرام أمو هتكون داعية عليه علشان ياخد هيك بنت...
:صفاء صدقتي فيه.... وعلت صوتها بغيظ.... وانا ما قاهرني غير جدكم مفكرني خدامة للقردة النايمة علشان جهزلها.... نص المصاري لجيبتي راحوا... هو أنا مجبورة جهزلها لهالمريضة أم استيعاب بطيء...
فعقبت نغم ع كلامها أمها من قهرها من غيرتها من زواج بنت عمها: هههههههههه حضرتها نايمة بالعسل واحنا قاعدات بنفرز بأواعيها وين نروح فيهم... المهم مامي لبسها هادا هيروح مع جهازها.... أما الباقي بنخلي الخدمات يصرفوه... مو مجبورات نقلق فيهم ينكبوا ولا يضلوا!!! المهم بس بنخلي فستان كتب كتابها هون...
فردت أمها بخبث: بتعرفي نغوم لولا مرت عمك ريم ما اشترتلها إياه كنت ناوية جيبلها شي حلو بس عليها بشع دور يلي يدورها هي وأبوها... إلهي أشوف فيهم يوم متل دق التوم قولي بس آمين إنتي وإياها!!
فانفجرت صفاء مع نغم العلقت: ههههههه متل دق التوم صايرة تحكي أمثال مامي...
وطلعوا من الغرفة وهي يا دوب سامعة شي من كلامهم من كتر ما دماغها عايم فيها بمهد وقصص الكرتون وزعلها من جدها وعمها.. فقامت بعصبية عن سريرها محركة جسمها من التوتر وشد اعصابها عليها... وفجأة لمحت شكلها معكوس ع المراية يلي قبال سريرها واجمة منو من جسمها النحفان بشكل ما تخيلت هتصلو من قبل وأصلًا ليش تتخيل هو عقلها بقلق بالنحافة ولا بالسمنة أو بالجمال...
هاي عالمها عالم الزهرة وسبيستون ومهد...
بعدين ليه تسأل بصحتها وشكلها وعندها مصيبة أكبر منهم... رح تتزوج من حدا ما بدها إياه... وفوق ما بدها إياه ما بتعرف عنو إشي...  فمسحت بإيدها ع شعرها المعقد الصارلها من يوم ما صارت القعدة مع عيلة الخيّال وهي ما بتمشط فيه... ومن حظها جتها الدورة فلا مية الوضو قربت من شعرها المختلط... ولا حتى مية الدوش لمست فروتو (فروة شعرها) الدهنت من قلة غسلها إياها مقارنة بأطراف شعرها الجفت والتعقدت من قلة ترطيبو والاهتمام فيه... فتنهدت متحركة لكرسي التواليت ممشطة فيه بقوة... بدها تطلع حرتها بشعرها المموج النافش... فطلّعت كم خصلة من شعرها وكملت تمشط فيهم وفجأة عصبت رامية الفرشاية باكية بغصة... ما بدها تشوف حالها... ما بدها تشوف عيونها يلي رح تشوف فيهم رجال تاني هيقرب منهم غير مهد... فحركت أصابعها ناحية الميكاب مشوهة بملامحها... بحطها الحُمرة برا تمها وتمسكر رموشها مع جفونها من رغبتها لتمسح ملامحها عن الوجود... فمدت إيدها ناحية المحارم المعطرة ماسحة يلي عملتو بوجهها بعنف مهيجة فيه بشرتها الحمرت من كترة الفرك فيه بغل كرمال تخفف الحرة الحاسة فيه بس ع الفاضي فتبكي بغل عاجزة تلاقي حل لتمنع زواجها.... بعيد عن فكرة الانتحار. والأذى للنفس مو لإنها حرام إلا من خوفها من دبح أبوها لإلها قبل الموت...  فرمت المحرمة الكانت تنظف وجهها فيها متحركة لعند الحمام بخطوات سريعة مخلصة جسمها من يلي عليه بعنف بطيء من قلة مروتها لتضلها تقاتل حالها بتعذيبها...  وتحركت واقفة تحت حنفية دوش البانيو وهي عم تفتحها ع المي الفاترة البمجرد ما نزلت ع جسمها خلت بدنها يقشعر من برودة المي ع جسمها العم يغلى من القهر الحاسة فيه... فتغافلت عن قشعريرتها من بين مسحها لدموعها ورجف اطرافها وصك اسنانها ببعضها من كتر ما حاسة جنونها قرب...
وليه ما تنجن مهي انجنت وخلصت وعلينا العوض...
فجأة إلا وصلها صوت حركة من برا الحمام... فجت رح تطلع تشوف شو فيه إلا تذكرت إنو خلصت من دورتها.... فبسرعة اغتسلت بدون ما تتم حمامها بتنظيف جسمها وشعرها من قلة خلقها ووقفت الدوش ساحبة منشفة منشّفة فيها جسمها في حين شعرها تركتو يبلل ووجهها وأي شي بنقط عليه... وبهتت بس طلعت من الحمام لامحة صبية حلوة واقفة قبال تواليتها عم ترتب بمنتجاتها ع مراية التواليت فانغاظت رافعة حاجبها مسلطة عليها سخطها وهي غير منتبهة ع تفريغ غرفتها من جهازها من استفهامها شاللي جابها وكيف دخلت إلا تذكرت إنها نسْيت تسكر الباب من بعد ما جابت قنينة مية باردة تشرب منها قريب الفجر...  فشو تمنت تدعي ع حالها لإنها فكرت تشرب مي لتروي عطشها... وزفرت بغل لافتة فيه الصبية النقزت منو ولفت تطالع شو فيه وهي عم تحط قلبها وعم تسمي ع حالها: بسم الله.. وجفلت من شكل البنت الواقفة قبالها من حالة شعرها اليرثى له ووجهها المتهيّج مستبعدة بدون تفكير إنها هتكون العروس من شكلها يلي هيدخل القبر بالنسبة لصبية زيها مهتمة بحالها...  فنطقت لافة وجهها مكملة تجهيز أغراضها وهي مو منتبهة ع عيون جودي يلي عم يقرؤوا الشعار المطبوع ع بلوزتها... (صالون السيدة الاولى): صباح الخير يا آنسة... بتعرفي وين العروس قاللي البيك استناها هون بعد ما فتحلي الباب!!!
جودي ولا معها خبر كانت رح ترمي حالها ع السرير بس وين وتخلي هالكوفيرة تشتغل ع حالها بدل منها... وعندها أبوو متل جاسر... فلا تختصرها ع حالها بلاش تعمل من الحبة قبة... ومشيت لعند كرسي التواليت قاعدة عليه تحت اندهاش الكوفيرة وهي عم تقلها: إنتي العروس؟
جودي حركت راسها وهي من داخلها مناها تقلها اه العروس الموؤدة! إلا هي كانت ناطقتهم بصوت...
فضيقت الكوفيرة جبينها مو فاهمة عليها: عفوًا!
جودي رفعتلها أكتافها بحقن رادة: ولا شي!
الكوفيرة تجاهلتها من تأملها لشكلها بنظرة خاطفة من ساسها لراسها... فتنهدت مستشعرة حيلها هينهد من شكلها التعبان هالتشتغل عليه لحالها...  فعلقت بسرها بغيظ من الوهم خبروها إياه بالصالون قبل ما يبعتوها لهون (العروس صغيرة وما بتحتاج شي) "هادي معقول عروسة ولا موميا نحيفة ع الآخر ووجهها تعبان وشعرها نافش ومعقد... على الأقل كان اهتمت بحالها وين أهلها عنها كل هالمال مو مبين عليها... الله يعين زوجك عليكي غراب ماخد" فابتسمتلها ناطقة بتمشية حال بينهم: رح طلعك بتطيري العقل فإنتي ما تقلقي!
ضحكة باهتة ع كلامها دام بنت دهب مو فارق معها تكون بتيطير العقل ولا ما بتطيرو ... فما تفاعلت معها تاركتها تكمل شغلها معها بين غسل شعرها وتنظيف فروة راسها المدهنة منيح فاقترحت من كتر ما تعبها ومو قابل يفك تعقدو: شو رأيك نقصو قصة تخليكي فرش؟
تخليها فرش... فرش عند مين... عند جودي المتيمة بشعرها؟ مستحيل فلفت عليها جاحرتها حجرة مخليتها تنسى فيه اقتراحها من الخوف لتشتكيها للصالون ويخسروا زبون... فسايرتها بجهد جهيد: متل ما بدك... وكملت بشغلها معها وبعد تلات ساعات لخلصت رفع شعرها الكثيف بلي بصل لأخر ضهرها بشكل ناعم.... وبلشت بوجهها وهي عم تدعي ع حالها لإنها فكرت تيجي عندها...
ومضى الوقت وهي بنت دهب مكشرة ومو عاجبها شي من شغل هالصبية الكارهة تعمللها شي... فكم كان تجهيزها بعقّد وبغلّب وبعجّز مقارنة بزوجها المستقبلي ابن ضرغام الكان تجهيزو ما باخد منو جهد جهيد لإنو دائما معتني بحالو... فأجل روحتو ع البيت... مواصل شغلو يلي قرّب ينهيه... ولف راسو ساحب كاسة المي يبل ريقو الجاف منها فيها إلا برسالة بتصلو هلأ ع تليفونو يلي رد شغلو قبل كم ساعة... من بنت بدران الراسلتلو (لو طال العمر أو قصر إنتا لإلي) اشمأز منها ومن كتر زنها... فسفه كلامها لإنو ما رح ينزّل حالو من مستواه ليعبر وحدة متلها...  وهالشي شو خلا الست جيجي تحتر وتتحرك بغرفتها المتوسطة الحجم ببيت أهلها وهي عم تمسح ع وجهها وشعرها بحرقصة... لإنو ما حد بستحقو غيرها هي بس هو ال**** قرر يبطل عنها ويسوّد وجهها قدام رجال العيلة يلي لحد اليوم ما حدا عارف عن سوادة وجهها معو غير أبوها... فكتمت صرختها بسد تمها من كتر ما هي مشتاطة من الغيرة العم تدبح فيها من اقتراب موعد ارتباطو رسميًا من وحدة ولمسو لوحدة غيرها و~ إلا بصوت مرت أبوها وعمة عبد العزيز بذات الوقت من ورا الباب: جيهان ورنيم يلا بسرعة بدنا نلحق نروح نساعد مرت أخوي باستقبال الناس... فزفرت بغل... هادا يلي كان ناقصها تروح توّجب مع أمو المفروض تكون هي كنتها مش بنت محراك الشر... فضربت رجليها ع الأرض وهي لساتها بروب النوم ومش حاطة شي ع وجهها... يعني ضروري تروح ليش ما تنام ولا تمثل العيا وتبقى بالبيت... بس لو عملتها وما راحت هيك هتشتم العيلة فيها ومو جيجي يلي بتقبل ع حالها الكلام العطّال... لهيك لازم تلبس أجمل ما عندها وتتزين خليه ال***** يندم إنو ترك جمال متل جمالها.... وبسرعة تحركت مكافحة وجع معدتها منفذة مخططها... وهي كل شوي تقول لمرت أبوها وهي عم تنادي عليها تشوفها إذا خلصت (جيهان شو خلصتي): شوية وقت بس!
وتجهزت طالعة من غرفتها بشعرها الأسود العاملتو ويڤي عريض ومنزلتو ع اكتافها الساترهم ببدلة رسمية رمادية اللون المخلية ستايلها كلاسيكي وما بتحتاج غير روج أحمر خفيف بلائم لون بشرتها وبهون حدة سواد شعرها وتحركت نازلة لعندهم إلا بتعليق أختها ومرت أبوها عليها: شو هادا تقولي عروس ما شاء الله!!
:منورة!
فرفعت راسها بثقة عن شكلها ومن مدحيهم لإلها وهي عم تبتسملهم مقربة من مرت أبوها الساترة جسمها وشعرها والحاطة ع وجهها شي بسيط ويكاد لا يرى حتى بالعين إلا عن قرب متل بنتها رنيم "يلي من جيل أريام بنت سهر" التاركة وجهها ع طبيعتو لكن بالمقابل راسمة جسمها ببنطلون سكيني جينز فاتح وببلوزة أكتافها نازلة وتاركة حلق ع أنفها وشكلها مو عاجب أمها الخجلانة منها قدام اهلها... بس شو تقول لا زوج سائل ولا بنت رادة... ففوضت أمر هدايتها لربها... فطلعوا من البيت متحركين لبيت الجد بسيارة جيهان يلي معنوياتها عم ترفع كل شوي من كلام مرت أبوها: والله ابن أخوي خسر بنت فهمانة... مو عارفة ع ايش قِبل ببنت القتال القتلة...
وترد تنشغل عن تكملة كلامها مع بنت زوجها بس يرن تليفونها لتهنئتها ع صلحهم مع عيلة دهب وزواج ابنهم منهم... فتبلع ريقها من كترة ما اخدت واعطت مع جيهان ومعارفها وهي بطريقها لبيت أهلها الما كان حالهم أحسن منها من عدد ضيوفهم الكل مالو عم يزيد مع هداياهم... وهالشي ضوّج الجد شامخ المضغوط من كل يلي بصير.... من صوت ابن بنت من هون... ولا صوت أم عم تنادي ع ابنها من هناك وغير صوت تنظيف الخدم وضجة المطبخ وصوت سشوار الشعر والتلفزيون والسيارات الجاية والصافة قبال بيتو....  فحس راسو رح ينفجر لإنو هو رجال صارلو سنين مانو عايش هيك أجواء وع فجأة بدون أي تمهيد يمر بكل هادا حس حالو هينجن... وما صدق يشوف عاصي وزوج بنتو زيدان وجميل واصلين ليروح يقعد معهم بالديوان وهو محذر الخدامات ما يخلوا الصغار يقربوا من حوالين الديوان لبلاش يشوفوا جنونو الحقيقي...
قال فكر حالو خلّص من ضجة بيتو اتريه بَلش (وقّع) حالو بوجع راس بمطالعتو للساعة مفقد الوقت وهو عم يسلك رجال بناتو وولادو الانضمو للقعدة معهم بالكلام... وزفر حاسس بمروق أول ساعة بكل حزافيرها وهيو مكمل ع الساعة التانية وهو ماسك أعصابو من الضغط والتوتر الحاسس فيهم بقوة دام حضرة حفيدو البكر مانو مشرفهم بشوفتو بينهم... تقولوا حضورو مو ضروري... وهون خَلص ما عاد فيه يتحمل أكتر من هيك فسحب حالو طالع من القعدة وهو مناه يمسح الأرض فيه ع حركتو البايخة... شكلو حابب يتبهدل وهو بعد كم ساعة هيفتح بيت ويصير عندو عيلة... أي مرقلو روحتو ع الشركة بس ما بمرقلو يغيب ولا يتأخر عن قعدتهم  أكتر من هيك... فسحب تليفونو من جيبتو متصل عليه بالوقت يلي كان عم يوقف فيه ع رجليه بعد شطّب الشغل يلي عليه... فزفر من كترة الاتصالات العم تزعجو وهو عم يسحب التليفون مطالع ساعة إيدو إلا كانت الساعة خمسة إلا عشرة... فسفه اتصال جدو طالع من الشركة يلي ما ضل فيها غير موظف الأمن... وركب سيارتو راجع لبيت أهلو... وهو مشغل شي يسمعو... ورد طفاه طفشان طفش مش طبيعي من الكلام ومقابلة الرجال والمسايرة... فكرمال ما يجرح حدا ويدخل بمتاهات مالها داعي بتجاهل... ومالو التجاهل مو حل لحدا متلو... بس للإسف في ناس حتى بالتجاهل ما بمشوا من كتر ما بتضلها ترن عليه فسحب تليفونو لامح عاصي رانن عليه فرد عليه ببرود: خير عاصي في شي؟
عاصي ماسك ضحكتو ع حماه يلي أول مرة بشوفو هيك منفعل ومو قادر يسيطر ع أعصابو: وينك يا رجل عمي للحظة حسيتو هيغمى عليه لإنك مو رادد عليه!! فرد عليه عبد العزيز وهو عم يمسح ع وجهو من كتر ما حاسس دمو فاير: هو أنا إذا ما رديت عليه يعني هربت...
عاصي ضحك ع ردو مجاوبو: هههههههه المهم إنتا ما تطول الله يخليك بلاش عمي يقلب الدنيا ع راسنا... بعدين مالك حاسك مالك خلق للحكي!! حتى كنعان والاصحاب اتصلوا علي مستفسرين عنك لإنك ما بترد عليهم...
عبد العزيز رفع حاجبو وهو مالو خلق ياخد ويعطي فرد عليه ناهي المكالمة: جايتني الدورة!!! عندك مشكلة... وسكر الخط بوجهو مخليه يضحك ع ردو...
والله حالة ما حدا قاعد يفهمها... خلقو ضيق ومو حابب يحاكي حدا يعني لازم يحكيها بالمشرمحي كرمال يفهموا... فكمّل سواقتو لحيهم العابر منو لبيت أهلو الما قدر يلاقي صفة لسيارتو قريب منو فاضطر
بأبعد مكان عن بيت أهلو يوقفها...  ونزل منها ماشي ناحية باب الوراني داخل من المطبخ إلا شاف عدد الخدامات كتران بالبيت عندهم... فنادى ع الخدامة المشغولة بسحب الصينية من الفرن: رولا بسرعة خديلي طريق بدي أطلع ع جناحي!!
رولا بسرعة حطت الصينية وهي عم تقلو: حاضر! ولفت طالعة ماخدتلو طريق... إلا بدخول أمو وهي مبتسمة ومهلهلة فيه: أهلًا بالعريس نوّر البيت!!
عبد العزيز هز راسو مبتسم غصب عنو وهو عم يحاكي حالو "بعتت رولا تفتحلي طريق راحت جابت أمي" فرد عليها وهو مانو شايف الفضا قدامو: أمي ما معي وقت بدي ألحق اتحمم وألبس فخديلي طريق بسرعة الله يرضى عليكي!!
أم عبد العزيز حست مالو شي فهزت راسها بتسليكة وهي عم بتقلو: تمام...
وطلعت ماخدتلو طريق... وهو ما صدق ليطلع من المطبخ ويمر من قدام عيون معارف أمو المطالعتو بحسد وحسرة لإنو واحد متلو رح يروح من بين إيديهم.... وبسرعة دخل جناحو بأسرع ما عندو ماخد حمام سريع وبعجلة لبس بدلتو المصممة ع إيد عمو كنعان وعليها شعار خيل مموه ومكتوب بلون دهبي ع عسلي عبد العزيز... وشو كان سواد بدلتو فظيع مع قميصو الأسود وكرفتة السودة الفيها لمعة المو براقة مع نقط يا دوب مشيوفة بالعين بذات لون شعار بدلتو... وبسرعة ختم لبستو بتسكير ساعتو اللفخمة اللون إيديها دهبي القريب ع البرتقاني.... وبستر رجلو بكندرة سودا وبحركة سريعة عطر حالو ولف بسرعة يصلي صلاة العصر الما قدر يعطيها حقو من كتر الغيظ الساكن قلبو وبسرعة قام ساحب تليفونو ومفتاح سيارتو من بين قراءتو لأذكار ما بعد الصلاة... وطلع من جناحو لعند الدرج وهو عم يقول من قبل ما ينزلو كرمال يلي كاشفة شعرها تغطي إذا كانت بتلبس منديل: يا ستار!!
إلا برد أمو: انزل يما عليك الأمان!!
فنزل وهو مطمّل راسو ومركز نظرو ع الأرض احترامًا لإلهم وهو عم يسمع تعليقاتهم عليه...
(ما شاء الله)
(تبارك الرحمن)
(الله يحفظو)
وتحرك لعند الديوان بخطوات مستعجلة إلا باتصال جدو عليه... فتنهد رادد عليه وهو عم يرفع تليفونو لمستوى دانو: هيني داخل عليكم!!!
الجد تنّهد وهو عم يقلو: أنا ورا الديوان.... شفتك وإنتا جاي فاتصلت قلك تعال نحكي كم شي ع جنب!!!
فردلو وهو عم يمشي لعندو: حاضر! وسكر الخط أول ما قابلو وهو عم يقلو: خير فيه شي!!
الجد جحرو: وين حضرتك مختفي؟؟؟
عبد العزيز تكتف مواجهو: جدي معقول جايبني كرمال تسألني وين مختفي يعني وين غير بالشركة!
الجد سايرو وهو ماسك لسانو ليصير بينهم مزاعلة فتكتف متلو مواجهو: وين بدك تاخد البنت؟؟؟
عبد العزيز رفع حاجبو متخصر: جدي جايبني هون علشان تسألني هيك سؤال!؟
الجد حجرو مكمّل: مستتفه كلامي... جاوبني وين رح تروح بالبنت؟ أكيد ما رح تجيبها هون!!! وبنفس الوقت ما رح تروح معها شهر عسل أنا سهيت احكي معك بخصوص هادا الموضوع من كتر ما شفت ناس قد شعر راسي يلي نزل من الضغط!!!
عبد العزيز ضحك بمرار ع رد جدو معلق: هه شكلك مع شوفة الناس وشرب القهوة والمواضيع يلي انفتحت بينكم مانك متذكر إني خبرتك من كم يوم رح أخدها ع مزرعتك....
الجد هون تنفس براحة ورفع إيدو ع كتف بكرو برضا: خير ما عملت... المهم أنا اتفقت مع كم واحد من يلي رح يتكلموا بالقعدة ما نطوّلها يعني بالكتير ساعة... أو ساعة وشوي بعدها إنتا بتاخد البنت ع المزرعة واحنا بنرجع ع بيوتنا... وتنفس منتبه ع كشختو: منور يا عريس....
عبد العزيز رد ببرود: مبكر يا جدي!!
الجد طالعوا من طرف عيونو مبتسم عليه وهو عم يحرك رجليه ناحية الديوان: مو عارف شو قول الله يعينك ع بنت جاسر ولا بنت جاسر الله يعينها عليك!!
عبد العزيز مشي وراه وهو عم يجاوبو بسرو: الله يعينكم ع لساني بس تيجي ساعة الجد... لحظتها هتقولوا الله يعينا عليه وع مبتلانا!!
الجد ما عبّرو بأي كلمة أو إشارة مخليه يشتاط منو ومن برودو... فمشي بجانبو عابر وراه الديوان وهو عم يقول: السلام عليكم!
فالتفوا أهلو ومعارفهم مطالعينو: وعليكم السلام!
نور العريس! الكل أجى وهو حضرتو جاي اخر الناس.... فضحك معهم مسايرهم: شايفين بالله عريس ما بستحي! فضحكوا ع ردو من بين تسليمو عليهم رادين: حاشا لله!
فكمّل بتسليمو وهو لامح نظرات عمو جميل ورجال عمتو بدران وسهر الما عاجبهم العجب... وجكر فيهم قعد بينهم جابرهم ع الكلام معو وهو مش حاسس حالو عريس رح يتجوز بنت المغضوب عليه والمجبورة منو عليه... وأصلًا شاللي الجديد بالموضوع لإنو هي دايمًا بتنجبر... فتفرك إيديها بتوتر بس تتذكر يلي رح يصير... ومن شدة توترها خشت تعمل شي بالكوفيرة ولا تقلها مسبة مش بالقصد وتتبهدل من أبوهاا... فسد حلقها وترك الكوفيرة تتم آخر لمساتها ع وجهها أبركلها وأبرك للكوفيرة الماسكة لسانها ع اليوم الشاق يلي مرت فيه...  لإنها ما صدقت تخلص من شعرها بتيجيها بتحسسها من المسكارا ودموعها الخربوا جزء من شغلها...
والمشكلة الرموش عليها مو حلوة كتير وما حبت تستخدملها رموش شعرة بشعرة لإنو جمال عيونها بطبيعتهم بدون أي زيادة... فشو هاليوم؟؟؟ وشو هالحالة... وما صدقت بعد تدميع عدة مرات تنتهي من شكلها مناظرتها برضى كبير من شغلها عليها معلقة من كل قلبها: ما شاء الله المكياج ع وجهك تحفة!
ونزلتلها راسها مطالبتها تطالع حالها: شوفي شوفي شكلك!
فطالعت جودي حالها بعدم إعجاب وتنفتر من وجع رقبتها من كتر ما رجعتها لورا علشان تمكيجها.... إلا بصوت نسوان عمامها واصلها من برا جناحها: خلينا نشوف كيف شكلها عروستنا... الكوفيرة طوّلت معها!!
:مالك يا غنج بسم الله ما شاء الله عنها بنت سلفي شعرها طويل... هادا باخد وقت...
فارتعبت مش عارفة وين تروح تخبي حالها باللحظة يلي دخلوامن باب جناحها وجية عيونهم ع صورتها المنعكسة بالمراي.. فعلقت مرتعممها جاثم التاركة شعرها البني ويڤي نازل ولابسة فستان ع قد جسمها الساعة رملية الراسمتها رسم فيه: شو هادا!!! ليه ممكيجيتها هيك... هادي عروس ولا بنت مراهقة ممكيجة لحفلة وحدة بعيدة عنها!!!! وقربت من وجه جودي متفقدتو بعدم اعجاب... مكملة كلامها... وين السموكي الأسود او الحُمرة المبينة..
إلا بمعارضة مرت عمها ريم الجاية لعندهم: غنج مانو سيء... بس حرام السموكي بخرب شكلها!!
الكوفيرة ضاعت بينهم... ما هي عارفة ع مين ترد ع الهبلة يلي قبالها ولا ع مرت عمها جاثم غير المحجبة وحاطة طن مكياج ولا على مرت عمها عثمان العرب المتحجبة ولابسة عباية بيضة رسمية يلي بدها لون توتي ع تمها أو أحمر ع خمري علشان بهجة العروس... ولا ترد ع حالها تتركها ع طبيعتها النقية بس مع إبراز ملامح...  وبعد نقاش عقيم قررت تحطلها روج أحمر توتي مانو فاقع لكنو معطي ملامحها إثبات وحضور... وهون يا فرحة قلبها الكوفيرة يلي صار وقت ترويحتها لإنو أعجب التغير البسيط مرت عمها ريم فلفت وجهها لامة اغراضها وهي حالفة تحرم تقرب من عيلة دهب واسمها... إلا ع مديح مرت عمها ريم ع شغلها ع بنت سلفها المنكوب: ما شاء الله هيك شغل عال العال..
فعقبت مرت عمها جاثم بإعتراض: أنا حاسة لازم نعمل سموكي غامق!!!
إلا بصوت معدة جودي الميتة من الجوع... فلفت مرت عمها ريم شاكرتها ع صوت معدتها علشان تحل عنها مرت سلفها جاثم: شكلك يا عمري جوعانة... هلأ بخلي الخدامة ~~
مرت عمها غنج شهقت بصدمة: شو!!! وين تاكل بالكتير مي علشان الروج ما يخرب وشكلها ما يفشلنا مع الفستان إذا بطنها انتفخ... فلا لازم بطنها يكون مسطح علشان يعني نهون الوضع عليه!!!
مرت عمها ريم رفعت حاجبها باحتجاج: مو منطق ترتمي عند ابن الناس دايخة علشان مو ماكلة عند دار أهلها!!!
مرت عمها غنج جحرتها بعناد: حبيبتي هي مانها متجوزة عن حب ولا عن اختيار بدها تسكت وتتحمل جوعها علشان تعجب ابن الناس..
الكوفيرة شافتهم ملهيات بنقاشهم إذا تاكل أو لا وبسرعة حملت صندوق أغراضها هاربة من بيتهم بدون ما تسأل فيهم وبكل المصاري لإنهم حاسبوا المسؤولة عن الصالون من قبل ما يجوا ياخدوها... وما لحقت تفارق بيتهم إلا انتهى النقاش بينهم ما تاكل وبس تضلها ع المي... وعاد جودي المسكينة مو قادرة واستيعابها صفر مع قلة أكل يبقى شو حالها هيكو بدون أكل... فرفعت إيديها وهي عم تغمض عيونها فاركة جبينها من حنتهم وبس حست ع هدوء الغرفة لفت تفقد وجودهم وبهتت لما شافت مرتعمها ريم سكرت الباب علشان يختلوا معها ويفهموها عن أول ليلة بينها وبين ابن الخيّال بتوصاي من جدها وأبوها... فطالعتهم وهي حاسة قلبها هيوقع بين رجليها لإنو ولا مرة صار بينهم نقاش ولا قعدة بغرفة بابها مسكر... فلحظة ما شافت شفايف مرت عمها عم يتحركوا محاكينها وهي عم تأشرلها ع طرف سريرها لتيجي عندها تقعد... لصمط مكانها شالة من الرعبة  فتدخلت مرت عمها غنج بقوة دافعتها عن الكرسي لتروح عند مرتعمها عثمان: مالك مرت عمك بتحكي معك ابقي ردي!
جودي حست خوفها زاد من معاملة مرتعمها جاثم معها فوقفت ع رجليها برعبة متحركة لعند سريرها وهي حاسة رجل بتقدمها ورجل بتأخرها وقعدت جنب مرتعمها عثمان وهي عم تسمع صوتها... اما كلامها ومضمونو من الخوف بدخل من الدان الأولى بطلع من الدان التانية... وجت رح تبكي لكنها كتمت دمعتها وجهلها عنهم باللي عم يحكوه: اليوم يوم مهم لإلنا كلنا بشكل عام ولإلك بشكل خاص دامك هتروحي لبيت زوجك الهيلمسك~~~
وطار عقلها من كلمة الهيلمسك السقطت سهوًا بسمعها... فرجفوا إيديها من تخيلها اللمس كاغتصاب... وأدركت كل يلي كانت تسويه بزعلها ومقاطعة الكل عبارة عن تصرفات تافهة مالها قيمة لإنها ما سوّت اللازم يتسوى كرمال تمنع هالشي... فشو هالإدراك خلاها ترتعب وتحس باضطراب معدتها غير سامعة كلام مرتعمها ريم... إلا بهزها إياها من إيدها سائلتها: فهمتي منيح شو قلتلك؟
مين يفهم هي!!! فعلقت مرت عمها غنج بتقليل منها: ع الفاضي ما رح تفهم... خليها بتتعلم... ما رح تكون أحسن من أمها الهـ (الهبلة)~~
إلا بمقاطعة مرت عمها عثمان الموقفتها عند حدها وهي عم ترفع إيدها ع وجه جودي برحمة: لا بنتنا بتفهم ورح ترفع راسنا وتكون ست بيت محترمة صاينة بيتها وزوجها...
فضحكت مرت عمها غنج رادة: هههههههه أنا اعذريني ماني قادرة ابقى أكتر من هيك... خليني رد أقعد مع النسوان أبركلي من ما احكي مع الهوى!
وتحركت طالعة من الغرفة السكرت بابها وراها كرمال تروح تعرض جمالها بين النسوان وفخفخة لبسها ابركلها من القعدة من الهبلة جودي والغبية المفكرة حالها بتفهم الست ريم يلي تنفست براحة بس خلتهم لحالهم بالغرفة عشان تقدر تفهمها بالرجال شو بحبوا وهالقصص هاي فبلعت ريقها محاكية جودي الطملت راسها بضياع... بنبرة متزنة هادية: بنتي لازم تفهمي الرجال ما بحب المرا البتتصرف متل ال***ات ولو كنتي مرتو ضلك زوجة خلوقة وصاينة قيمتو بعينو مش بالتشلح إلا بالمنطق والاحترام والأدب والحشمة بينكم بالحكي... وما عمرك تكوني عبدة كوني إنتي بما يرضي الله وحاولي تنازلي باشياء بسيطة ما بتقهرك وبتنزل منك ومن كرامتك... فخدي شو إلك دامك مقدمة شو عليكي بواجباتك... أنا ما فيني قلك كل الرجال وحدة بس ع الأقل زوجك دامو بصلي وسمعتو ما عليها غبار بإذن الله هيصونك ويشد ع إيدك فحاولي تكسبي تقربو لإنك فاهمة البير وغطاة.... ومع الوقت بتفهموا بعض... و~~
جودي عقلها ضغطها من يلي عم تسمعو وعجزت تكمل معاه من فكرة هتكون معاه لحالها فجت رح تبكي قدام مرتعمها المسحت ع كتفها بحنية من
من إدراكها كلامها ما رح تفهمو هلأ فتتركها تكتشف مع التجربة ولساعة الجد هتفهم الكانت عم تحاول توصللها إياه: وكلي أمرك لربك... وقامت من جنبها وهي عم تهمسلها عشان غنج ما تسمعهم لا من بعيد ولا من قريب: بدك تلبسي الفستان.. وغمزتها.. ولا تاكلي بالأول بالسر؟
جودي رفعت راسها منشغلة عن حالها بسؤال مرتعمها... شو تاكل هلأ ومعدتها عافأة الأكل بعد يلي سمعتو...  وراسها عم باكلها من تقل تسريحتها المرفوعة عليه.... فجت بدها تقلها بدها تنام من دروخة راسها بس وين تقلها
وأبوها ممكن يدبحها إذا ماطلت بمتل هيك مناسبة مهمة.... فأشرت ع البدلة
وهي عم تسمع صوت جدها النازل صياح ع العمال علشان يخلصوا تجهيز كل شي لإنو بعد ساعتين رجال الخيّال وكبار العشاير والعيل هيكونوا هون... فلازم يكون كل شي ع أجمل ما يكون كرمال يخرس أبوها المشغول بشغلو وبزعرنتو ع الناس بمساعدة إيدو اليمين سامي المنزعج كتير من ابن الخيّال الهيلمس جودي قبلو... لكنو بنفس الوقت مرتاح ضميريًا في حالة لو لمسها من هون ولا من هوناك دامها متجوزة ومش بنت كرمال ما حدا يحملو وزرها لإنو هو آخر شي بدو إياه يتجوز من وحدة متلها... بس القاهرو والهاوسو بقصة لمسو لإلها...  ما في بنت رغب فيها وما قرب منها عداها هي يلي ضلت من المحرمات عليه... وعند سامي قاعدة بتقول ما في شي بنقلو لأ... ففرح من هالمنطلق وهو ساهي عن شي مهم ابن الخيّال ما بتهاون مع هيك حركات وما بتفوتو فوتة لا من بعيد ولا من قريب... فشو حالو هتكون مع بنت دهب القاعدلها بتربص ع الركبة والنص كرمال ما تغلط بحقو وحق أهلو لو بغلط بسيط... وتربصو معها لإلها لا يعني تكون مأكولة ومنهانة أو حتى مذلولة عند أهلها لإنو هو ما بقبل بهالكلام لا عندو ولا عندهم للي هتكون مرتو... فتنهد طالع من ديوان العيلة منضغط من صوت الرجال ومحتاج يصفي ذهنو من عجزو يستوعب كيف لهلأ مانهم قادرين يمسكوا ممسك واحد عليها علشان يعرف وين وجعها وإيدها البتوجعها ليمسكها منها ممشيها ع الخط المستقيم.... ويعيد تربايتها منها... فزفر بتعجب من يلي وصلو عنها...
معقول يعني لا صديقة عندها... لا مواقع تواصل اجتماعي... ورقم تليفونها مو مرتبط حتى بحساب واتساب... وهالشي بعني إنو أكيد معها رقم تاني وعم تتسلى فيه... فكل شي مع الوقت رح يبين دامو تعلم ما يصدق كلشي بسمعو... صحيح بقولوا المتهم بريء حتى تثبت إدانتو إلا عندو هو دامو عارف سوابق بنات دهب... وغير إنو ما بحياتو تعلم يصدق يلي بشوفو... لإنو هو نفسو ببتسم بوجه الناس وهو عارف كلامهم عنو وعن أهلو من وراهم لإنهم لهلأ ما ردوا حق ابنهم يلي بكون ابوه... وشو مستنيين لحتى يردوه لحد هاليوم...
فهو مو ابن سنتين ولا بيبي بحبي علشان يصدق كل شي بصلو ولا بسمعو... فسرح بتفكيرو منشغل بكتير تفاصيل بخصوص حياتهم وشو مجهزلها برامج لإعادة تأهيل مع شوية مطبات علشان يعرف عيوبها ومحاسنها... وطبعًا عند ذكر محاسنها لازم يحط شحطات لإنو مانو مصدق يكون عندها محاسن تشكر عليها وعلى ترباية أهلها دام مرجوعها لبيئتها وبيئتها معروفة شو هي فما يتأمل فيها من هلأ خير... أما بخصوص دراستها بالجامعة ما رح يدرّسها فورًا لإنو بدو يضمن أدبها وسلوكها وعينها ما تطلع برا متل بنات عمها بعدها بأمن عليها تروح تدرس...  وهادا احتمال ضئيل لإنو مانو ضامن أبوها وحركاتو المفاجئة... وأصلًا إذا حملت منو وارد كمان رح يأخر دخولها للجامعة لإنو حياة ابنهم وتربيتو أهم من الدراسة...  فوين عندو تدرس والدنيا قايمة بينهم... مو هو يلي بقبل بحياة معفوسة... لازم كل شي يكون تحت السيطرة... فليستقر الوضع بينهم وكلشي يكون مضمون فيها لحظتها هتدرس بس مش وهي مش متحجبة... أصلًا بمجرد ما تصير تحت اسمو ما في طلعة من عتبة باب أهلها إلا وهي مغطية شعرها وساترة نفسها هي وأختو يلي سهي عنها وما لقاها إلا كبرت ع فجأة وجدو وعمامو صاروا يلحنولو كلام علشان يلبّسها... فهو رح يلبّسها هلأ مع مرتو... فصبرها عليه المطقعة للدنيا... الماخدة الحياة هبل ومو سائلة غير بالضحك والصحبات والمسلسلات الهابطة ع التلفزيون.... ورد متنهد معلق بسرو (الله يسامحهم عمامي وجدي دلوعها لخربوها) وتحرك لورا بيت الجد مدخن رغم إنو من زمان قطع الدخان لكن شو بدو يعمل لما ينضغط غير يدخن ليفش غلو... عادة سيئة فيه شو يعمل يعني... يدخن ولا يبتلي بحدا... فركى كتفو اليمين ع الحيطة مولع سيجارو الرفيع مدخن فيه وهو عم يقلّب بكلام جدو يلي حارقو لإنو فاتحو فيه...  هو صحيح بحب النصيحة بس ما بحب الاستهانة فيه بقصد أو بدون قصد متل ما جدو سوى معاه بشكل غير لطيف من خوفو
منو ليغلط مع بنت دهب وهالشي حسو إهانة بحقو لدرجة عاجز يحذف كلامو من دماغو من كتر ما هو حافظ كل حرف نطق فيه: شوف عليي يا ابني أنا بدي أحكي معك بموضوع ولازم تحطو ببالك دائما.... لازم تمسك أعصابك وتحرس عليها وتحطها بعيونك .... أنا بعرف بدكم فترة لتاخدوا ع بعضكم... لأنكم ولا مرة قعدتوا لحالكم مع بعض وفهمتوا بعضكم... بس مو مشكلة المهم إنو تحاول تتفاهم معها لإنك إنتا أوعى منها وأفهم بعدين بنت جاسر صغيرة بالعمر وبتقدر تشكّلها زي ما بدك... بس أهم شي الأسرار... يعني هي حتى لو دخلت عيلتنا ممنوع تعرف أي شي عنا أو حتى عن الشركة... الواحد ما فيه يضمن الأيام الجاية إذا هلأ احنا مناح يمكن لقدام لا.... وما تنسى قصة الحفيد ما تماطل فيه كتير العيون هلأ بتكون مركزة عليك... فكون صاحي لكل شي بتعملو معها.... فشو مغصو هالكلام لحظتها بتعجب وحيرة من كلام جدو يلي مناه بس يفهم منو حدا قلو يعني هو ماخدها منظر ولا زوجة بالاسم علشان يماطل معها بقصة الخلفة... بعدين شو مش عارفو عشان يفكرو لسانو طويل هيفتح تمو معها شروي غروي بخصوص العيلة والشركة... فشو متهيئ لجدو ليفاتحو بطريقة غلط بهالشي المخليه  يعيد تفكيرو بنظرة جدو لإلو... بعدين هو مجبور يطوّل بالو عليها علشان ما تفضحو وتفضحهم.... ولا هو ليه بدو يتجوزها يعني... حبةً فيها... أكيد لا... تزوجها علشان ما حدا رح يقدرلها غيرو هو المتعود ع وجعة راس بس ولاد عمو مو متعودين ولا حتى رح يتعودوا... وبعيدًا عن هالكلام هو صار راغب يكون عندو عيلة وطفل بنتميلو ومن صلبو كرمال لما بحس بملل من العالم الخارجي يرجع لعالمو البسيط... لجزء منو من لحمو ودمو.. وبعيدًا عن مقاصد جدو الظاهرة باينتو جدو عم يتهبل عليه دامو شاكك صلحهم ما رح يستمر ليه يقبل فيه من الأساس و~~
إلا برنة تليفونو ناشلتو من عالم الأفكار فسحبو من جيبتو لا اراديًا بعصبية يشوف مين وبس لمح اسم عاصي بسرعة رد عليه بتنفيسة: شو شايفك تقلان على القعدة معنـا.... وما لحق ينطق آخر حرف ليسمع صوت عاصي الطاير من الفرحة وهو عم يخبرو: له يا ابن الحلال هي قعداتكم بتنمل بس طلعلي شي مهم فرحت اقضيه... وما حب يخبرو شو هو... فبلع ريقو مكمّل... المهم إنتا وينك ماني سامع أصوات الرجال حواليك؟
عبد العزيز طفى السيجار بإصبعو وهو عم يتحرك ناحية سلة الزبالة المتروكة في الحديقة مجاوبو: طلعت أريح راسي شوي... المهم تعال ورا بيت جدي لإني عازوك بموضوع ضروري أنا حاكيك فيه قبل ما نروح ع قعدتنا مع عيلة الدهب؟
عاصي رفع حاجبو بتفكير: تمام هيني جاييلك وين بدك...  وسكر الخط بوجهو وهو عم يتحرك ورا بيت الجد بلا تركيز منو منتظر عاصي ليصلو وفجأة وصلو صوت عمتو وفاء من شباك مكتب جدو المفتاح والمقارب من قعد الصالون المتجمعين فيه نسوانهم وضيوفهم الجايين يباركولهم ع هالحدث العظيم بحقهم: ايه يتزوج بنتهم بس ياخد عليها بنتنا... لإنو ما فيه داعي ضحك ع اللحى وهو تزوجها علشان الصلح وعيلة دهب ما بحقلها تفتح تمها إذا تنى (تجوز) عليها...
فعقبوا ضيوفهم الواقفين بصفها ع كلامها: مية مية كلامك...
:هادا الحكي الصح!
: ما حد بقول لا دام الشرع محللو... ويسكتوا محتارين بشو يأججوا الوضع أكتر كرمال يورجوهم تأييدهم لإلها دامهم ما بعرفوا صورة ولا شكل ولا سمعة بنت دهب الهتصير من نصيب ابنهم... لكن بنفس الوقت ولحسن حظهم عرفوا كم شي عنها بعد ما تحسسوا الأخبار وتجسسوا إنها عادية وتافهة... فيكملوا الكلام معها وهو مش دارين عن يلي سمع جزء من كلامهم
قبل ما ينشغل مع عاصي بالكلام: واصلًا معاه حق بتني دامها عادية في حد عندو جمال بنتكم وبروح للعادية...
العمة سهر ما تحملت الذم ببنت الناس بلا سترة لحشمة عيلتها فحجرت اختها وفاء لتذوق ع دمها لإنو مهين لإلهم وما برضي ربها... بس وفاء عبس ما عبرت حجرتها فانسحبت من بينهم متحركة لبيت أم عبد العزيز تستقبل وتقابل الضيوف معها وهي عم تستغفر ربها ع كلامهم عن الناس والخلايق... لإنو الزمن دوار اليوم بحكوا عن بنات الناس وبكرا بنات الناس بحكوا عن بنتهم... فدعت لخواتها ومعارفهم بالستر... من خوفها للزمن بمشيئة الله يلف ع بناتهم المتفرقين بين بعضهم... لإنو الآنسة رنيم لاهية بالحضر بغرفة نوم الضيوف ع التليفون في حين الأنسة جوري والأنسة أريام قاعدين لحالهم بالحديقة الورانية لبيت أبو عبد العزيز ليمضوا وقتهم بعد عن قعدات الأهل المعتة... من تحرقصهم ليشوفوا مرت عبد العزيز... فعلقت أريام بفضول حارقها: والله أنا صرت متشوقة أكتر منك أشوف مرت عزوز بتمنى تكون حلوة متلو...
جوري طالعتها من طرف عيونها: تخيلي تكون مو حلوة بموّت حالي ولا أقابل صحباتي قال عفاف بنت صفي إذا بتتذكريها اتصلت تخبرني إنها كانت وهي بصغيرة بصف بنت عمها يلي قدنا لإنو مادية عمها ما بتسمح يدخل بنتو خاصة...  فحاولت معها تعرفلي عنها كم معلومة... بس يعني غريب كل هالمصاري وبالاخير بنت دهب مدرسة حكومية داخلة... بس المهم يلي عرفتو عنها بنت عادية... ولهلأ بستنى فيها تلاقيلي صورة لإلها ع كبر... لإنو صورة بالصورة للجماعية مع بنات صفها مش مبينة منها شي غير غيرتها المغطية وجهها ووجسمها النحيف كتير... فيعني بشرة خير حسيتها منا وفينا... بس يلي غصني عزوز هيتجوز بدون عرس رغم كنت بستنى استني فيه يقتنع يتجوز تحتى نعمل عرس كبير وننبسط....
أريام تكتفت غصب عنها رادة بحقن: اسكتي أنا بقول ضروري يعني تذكريني بالمواجع.. وخلينا من هالموضوع وقوليلي مو ناوية تتنازلي وتسجلي معاي بالجامعة بدل هالقعدة بالبيت....
جوري رفعت كتفها رافضة: بلا جامعة بلا هم انا بنت قرفانة حالي وقرفانة العلم وأبو العلم... جاي ع بالي أخد هالسنة نوم وكسل وأدلل حالي آخر دلال بسبب العذاب اللي مريت فيه من الطفولة للبكالوريا!!
فضحكت أريام ع كلامها معارضتها: هههه والله إنها المدرسة بتجنن! بس المهم إذا طلعت البنت متل ما بقولوا إنها قدك وقررت تدرس بالجامعة إلا تنطقي من الغيرة وتيجي تسجلي معنا..
فبهتت جوري بهالفكرة سارحة بمستقبلها مع مرت أخوها المستقبلية الكانت بعيدة كل البعد عن التفكير بموضوع الدراسة مو طوعًا إلا كرهًا وبالإجبار من استيعابها البطيء سابقًا ومن فرض عليها الزواج لاحقًا... فتنهدت وهي عم تطالع شكلها بهالفستان الأبيض يلي لبستو بعد ما جبرتها مرت عمها تنظف منطقة العانة عندها رغم إنها مو من البنات الشعورات... فسرحت ببعيد مو منتبهة ع عيون ريم مرت عمها وهي عم تتأملها بأعجاب بعد ما عدلت كتف فستانها الحفر عليها مباركتها: ما شاء الله هيك فينا نقول عنك عروسة!!
إلا بدقة الخدامة الباب عليهم... فلفت ريم مخبرتها: ادخلي...
ففتحت الخدامة الباب مخبرتهم: مدام ريم المدام عهود بتسألكم إذا خلصتوا كرمال يطلعوا يشوفوها؟
مرتعمها ريم هزت راسها وهي عم تجاوبها: تمام خبريهم يجوا!!
فطلعت الخدامة تخبرهم وهي بسرعة سحبت صندلها العالي معطيتها إياه لتلبسو بإيدها اليمين في حين بإيدها اليسار عم تعطرها وبسرعة بس شافتها عم تلبس الصندل اخدت المبخرة المتروكة ع الكوميدينا (الكوميدنيو) مبخرتها: رح روح فيها إذا ما كنتي جاهزة هلأ ويصيروا يقولوا كل هالقد عندها وبالأخير مانها مجهزتها الله أعلم شو كانوا يعملوا...
فتبسمت جودي بس شافت خوف مرتعمها من عماتها... حاسة بانتصار رهيب لإنها مش الوحيدة الباقية تخاف وبهتت بس وصلها صوت عمتها الكبيرة عهود وهي عم تدخل عليهم مع خواتها الاصغر منها من الباب المتروك مفتوح من الخدامة النسيت تسكرو وراها: كيف حالك يا بنت أخوي؟
جودي نشف ريقها بس سمعت صوتها وبسرعة نزلت راسها مستحية
ترد عليها أو حتى ترفع راسها ليشوفوها بهيك شكل إلا بإيد ريم الشادة ع إيدها هامستلها: لك ردي!!!
جودي نطقت وهي مو فاهمة: نعم!!
والعمة عهود فكرتها عم تتهبل عليهم فنطقت بجرأة: بنت أبوها شو بدو يطلع منها غير قلة الفهم!!! شايفة حالها علينا علشانها تزوجت!!
إلا لكزتها اختها ديما يلي جنبها مخبرتها: عهود وطي صوتك إذا أخوكي سمعك بنروح فيها!! ولفت على أختها التالتة: ليلى يلا نمشي... بلاش عهود تخرب بيتنا معها...
ليلى ابتسمت لافة حالها معها وهي مسحورة بشكل جودي محاكية حالها راحت من إيد ابن بنت حماها الحلو... فلفت وجهها ناطقة لأختها ديما: والله صارلي سنين ماني شايفتها بس اسم الله عليها ملاك!!
ديما هزت راسها بدها ترد عليها إلا لمحوا أختهم الكبيرة عم تطلع الدرج جاي لعندهم... فتداركت الموقف قبل ما تحكي شي عهود لأختهم نهاية: نهاية وين تاركة الناس ع مرت أخوكي جاثم اللسانها طويل فخلينا معها بلاش تجيب سيرتنا على كل لسان..
العمة نهاية هزت راسها بتأييد: أنا هربت من جورها وجور بناتها ما أرميلهم كم كلمة... وربي لولا النسوان يلي معنا كان هنت كرامتها إهانة ما بعلم فيها غير ربنا... فقلت أجي معكم بلاش ابتلى فيهم... فبسيطة إنتو انزلوا وأنا هروح شوف مرت أخوي الهبلة ريم وبنت أخوي الأهبل منها... وطلعت متخطيتهم قبل ما ينطق كمان شي مأخرين روحتها لبنت أخوها القلبها محروق ع جهازها المش عاجبها لإنها فاهمة حركات مرت أخوها جاثم الست غنج... لهيك بكرا المسا هترسلها قطع من محلها الكبير والخاص بتجهيزات العرايس عشان تبيض وجوههم قدام عيلة الخيّال ناقصهم فضايح وتجرّس ع لسان عماتو الكاسرات... ولولا خوفها من ما يقولوا كلام عطال بطال نسوان الخيّال واخوها ابو لسان طويل  ولا كان جهزتها من عندها بسعر مغري... بس ناقصها وجعة راس... فلا ترسلها جهاز كمباركة ومنو كتودد مع عيلة الخيّال لصالح زوجها... فبلعت ريقها داقة ع الباب المفتوح عليهم وهي سارحة بذوق رجال الخيّال من معرفتها لنسوانهم وبناتهم وكبيرهم الجد شامخ فمعقول هالشامخ الماكر الداهية يقبل بكنة متل بنت اخوها لحفيدو البكر.... فهزت راسها لحظة ما شافت شكل جودي الفتّان نافضة هالوسواس من راسها وتاركة بعيد عنها سيرة الجد شامخ الطالع رجال عيلتو وصحابو ومعارفو القاعدين بديوانو مخبرهم: يلا خلونا نتحرك هلأ علشان نصل ع الوقت....
فقاموا وبعضهم عم يقول: إن شاء الله! رغم إنو الطريق ممكن يكون مأزم...
فرد الجد وهو عم يلف لحفيدو الواقف بجنبو: ان شاء الله الله بسهلنا وهبّط صوتو هامسلو... اتصل ع كاتب الكتاب أبو محمد لتتأكد منو بعد صلاة المغرب هيكون هوناك!!! وإذا محتاج شي!
عبد العزيز هز راسو بتسليكة: حاضر!!  وتحرك ورا جدو يلي طلع مع صحابو كبار البلد والعشاير وهما فاهمين وعارفين شاللي رح ينحكى بقعدة الصلح فطلعوا بسياراتهم متحركين ناحية الجامع علشان يصلوا صلاة المغرب وبعدها هيكملوا لديوان عيلة دهب كرمال يعلنوا الصلح ويكتبوا كتب كتاب عبد العزيز على بنتهم...
فكان العم جميل وزيدان وبدران مع بعض بنفس السيارة... وعاصي بسيارتو لحال هالمرة كرمال عبد العزيز يلي هيروح مع مرتو ع المزرعة بسيارتو.. والجد وصحابو بسيارة... وجواد وجابر بنفس السيارة وجبر وأرسلان كل واحد بسيارتو لحال وبقية الرجال بسيارتهم الخاصة... وما فيه غير ساعة إلا ربع إلا هما واصلين حي دهب مخلين رجال دهب يتجمعوا هما ونسايبهم ومعارفهم بالوقت يلي معظم نسوانهم وضيوفهم طلعوا فيه ع الطابق التاني مناظرين من الشبابيك بعد ما طفوا الضواو كرمال يناظروا العريس يلي هيكون من نصيب بنتهم وما ينتبهوا عليهم لإنو الجد وابهاتهم ما بحبوا هيك حركات... فيتدافعوا مين تكون قريبة من الشبابيك الكاشفة وجوه رجال الخيّال تاركين عروسة ابن الخيّال بعد ما جبرتها عمتها نهاية تنزل تقعد معهم بالصالون لحالها مع مرتعمها ريم وعمتها ليلى وعمتها نهاية القربت منها حاطة إيدها ع كتفها غامزتها: يلا ما ضل إلا تكة وتروحي بعدها لبيت زوجك بس من هلأ بوصيكي صوني اسمنا... وكون قدامهم تم بلا لسان وعيون ما بتشوف!!
جودي هزت راسها بمسايرة لإلها من بين تنزيلها لراسها للأرض من خجلها وخوفها منهم لإنها بقت لحالها معهم فتشبك إيديها بقلق من يلي رح يصير من إدراكها هي دايمًا بتتصرف غلط... فتشد ع حالها خاف ما تقول كلمة غلط...
أو تتصرف تصرف غلط وتروح فيها متل غداة امبارح.... فشو تمنت ترجع لغرفتها لإنها هي لا شغل قعدات عائلية ولا زواج ولا نصايح... فاستمرت بشدها ع إيديها من كتر توترها وخجلها منهم لدرجة فصلت عنها ومانها سامعة شي منهم غصب عنها من توترها وخوفها من يلي جاي... فخافت ترد ع كلامهم بشي مالو داعي وبعيد عن الموضوع وتتفشل... وهلأ هي مو حمل كل هادا... فرجوا إيديها بخوف بس حست ع نزول النسوان والبنات يلي طلعوا وهما معلقين..
:طلعنا ع الفاضي...
:ما شفنا إلا روس كبار البلد....
وردوا لمكانهم منشغلين بالكلام عن رجالهم العايمين بقصة الصلح بعد ما وزعوا حالهم وين رح يقعدوا وإذا الشيخ كاتب الكتاب اجى وهل المتحدثين في القعدة معهم وصلوا علشان يقعدوا بالواجهة ليفاتحوا بالصلح... وما مرق إلا ربع ساعة امتلى الديوان لبرا الباب من الناس يلي بعرفوا العيلتين وجايبين معهم الحلو كمباركة ليوزعوه ع المارة بالشارع... وغير التهنئة النزلت اليوم واللي هتنزل بالجرايد كرمال الصلح والزواج بين العيلين بكرا وبعدو.... وثواني بسيطة بلش أول متحدث واللي هو من طرف عيلة دهب أبو عهد: السلام عليكم ورحمة الله~~
فبسرعة تدافعوا بنات دهب ونسوانهم للشبابيك والأبواب محاولين يسمعوا شو عم يقولوا بس عبس فيردوا لمحلهم مطالعين جودي بحسرة لإنها أول بنت من بنات العيلة تزوجت... ومو مشكلة إن كان بالغصب المهم إنها ماخدة حدا مانو قليل ومعروف بين الناس وسمعتو ما عليها غبار ومانو نسونجي وعندو سوابق... وفوقهم مانو عجوز وكل هادا يروح لبنت جاسر الحفرتلي... لا هيك كتير وكتير عليها وعليهم ليستوعبوا هالحياة شو غريبة وغير العادلة معهم... وبس لناس وناس... ناسين معاناتها وظلمها من أبوها ومنهم لدرجة مستكترين عليها النعمة والمكتوبلها إياه للمسكينة المستحية تطالعهم بالحالة العادية فشو حالها هلأ وهي عم تشوف نظراتهم الحاسدة لإلها... غير إنها تمنت تهرب لأي غرفة قريبة منها لتسكر الباب ع حالها وتقعد تحضر بعيد عنهم وعن مشاعرهم غير المريحة لإلها... وفجأة قلبها دق بس سمعت تفاعل بنات العيلة لحظة ما اعلنوا الصلح مزلغطين.... فرفعت إيديها ع قلبها بخوف سامعة عمتها عهود عم تقول: بلش كاتب الكتاب يحكي... هشش اسكتوا بلكي ع الله نسمع كلمة هيك ولا هيك!!
فجت رح تبكي لحظة ما أدركت في شي مو مزبوط رح يصير معها لما عمتها نهاية جبرتها تقوم معها ناحية أقرب غرفة من الباب الوراني والقريب ع ديوان العيلة كرمال المؤذن يستئذنها... وهما عم يسمعوا الكلام بحذافزو مو منتهبين ع البنات يلي لحقوهم كرمال يتسمعوا معهم... فسكتوا مستمعين لكلامو: يا ريت ابنكم وأبوها الوكيل عنها والشهود يتفضلوا عندي.. فقام عبد العزيز مع جدو وعاصي وزيدان أبو أريام قاعدين ع جنب إيدو اليمين بالوقت يلي أبوها وجدها عثمان وعمها عثمان العرب وزوج عمتها نهاية قعدوا ع إيدو اليسار... فبلع ريقو كاتب الكتاب بعد ما قعدوا الأطراف المعني فيهم لاتمام العقد ع الطاولة المستطيلة متكلم: أنا جيت اليوم بناءً ع طلب الطرفين لحل المشكلة ونوقف سفك الدم بالدم ونصل جسر بين العيلتين بإذن الله!
فنطق الجد عثمان وهو عم يحط إيدو ع راسو بتقدير: جيتك يا شيخ ع عيني وع راسي ... وكان شرف لإلنا تكون وسيط بيني وبين عيلة الخيّال! لكن قبل ما نبدا نتعمق بالموضوع.. احنا عنا شرط واحد بس.. ورفع إصبعو السبابة بتأكيد لكلامو... فحرك عبد العزيز عيونو مركزهم ع عيون الجد عثمان بثبات بدون ما يعطي أي تعبير سلبي منو وهو عم يحاكي حالو (هو لسا ضل فيها كمان شروط وربي حالة) واعطى جدو المجال ليرد عليه دام هو كبير عيلتهم: واللي هو يا أبو جاسر؟
الجد عثمان ركز عيونو فيه مجاوبو: البنّت تبقى معززة مكرمة لو شو ما حصل بيننا لا قدر الله...
الجد شامخ كان رح يرد عليه لكن عبد العزيز هادي المرة هو يلي جاوبو: معاك حق يا عم إنك تضمن سلامة حفيدتك عنا... بس لازم تعرف مو احنا يلي بنهين بنات العالم... لانو بنخاف الله ومبادئنا كرجال ما بتسمح والكل شاهد ع هالحكي يا أبو جاسر! وسكتت مخطط من جواه هيعمل العكس مع بنتهم كرمال يربيها ترباية من أول وجديد طول ما هي قليلة ترباية...
فرفع كاتب الكتاب حاجبو بأعجاب واخد كاسة القهوة من الشب يلي مدلو إياها وهو عم يقلو: تسلم يا ابني! ولف مطالع ابو جاسر سائلو: ها يا أبو جاسر رضيت ع الجواب يلي سمعتو من ابنهم وهل ضل بدك تطلب شي تاني ولا!
الجد عثمان حرك راسو رافض: ما بدي إلا كل خير للجميع.. وفيك يا شيخ تبدا بالخطبة..
كاتب الكتاب سحب الدفتر مع القلم الحبر من شنطتو الجلد البنية منزلهم ع الطاولة المستطيلة وجميع العيون عليه فلف وجهو عليهم مستفسر منهم: قبل ما نبدا الخطبة.. كم اتفقتوا ع مقدم البنّت ومؤجلها... وشو شروطكم ليتم هادا الجواز!
الجد عثمان رفع كفة إيدو معقب: ما في غير يلي قلتو...
كاتب الكتاب أبو محمد هز راسو منتظر الجد يكمل كلامو: أما المقدم والمؤجل تم الاتفاق على مليون...
كاتب الكتاب هز راسو بسماع وسجل المبلغ ورفع راسو بالع ريقو مبلش بالخطبة: إنّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، ثمّ يقرأ:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "، و" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً "، و" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً "، وذلك لأنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إذا أراد أحدكم أن يخطب لحاجة من نكاح وغيره فليقل الحمد الله...
لف ناحية ابو جودي ناطق: ممكن يا أبو جاسر تاخدني لعند البنت... بس استئذنها واسمع موافقتها...
فغمز الجد جاسر يقوم قبليه وهو عم يجيب المؤذن: تفضل معنا!
وطلع بخطوات عجلة ناحية بنتو وهو حالف إلا يخليها بنظرة منو تقلو موافقة وزوجني هلأ بسرعة... خوف ما تشوف الويل منو إذا فكرت تبين حالها مجبورة قدامهم...  إلا بصوت عمتها نهاية وهي عم تلمح أخوها الحفرتلي جاي لعندهم: ارفعي راسك اجى أبوكي... اصحك تفتحي تمك بكلمة مو ناقصنا فضايح هلأ!!
جودي وين ترفع راسها تطالعو هي بالأيام العادية إذا شافتو بتنزل عينها... كيف هلأ بمتل هيك وضع تطالعو... وصحت من تفكيرها بأبوها ع صوتو وهو عم يمسكها من إيدها ضاغط عليها بقوة مهددها: شوفي وليه هلأ الشيخ (كاتب الكتاب) رح يسألك إذا موافقة أو لأ ويجعلني شوفك مو ناطقة... بتهزي راسك وبتنطقي بلسانك يلي يجعلني اقطعو من مكانو لإنو هو وقلتو واحد!!
بنات عماتها وعمامها الوافقين ع باب المطبخ مستمعين ع كلامهم كانوا رح ينفجروا من الضحك ع كلامو بس خوف منو سحبو حالهم يضحكوا ع جنب... إلا بتعليق أختو نهاية وهي عم تلمح المأذون مقرب منهم: جاسر عدل حالك بسرعة المأذون اجى...
جاسر مسح ع كتفها بمحبة... وهو عم يقول: تفضل يا شيخ أبو محمد اسأل بنتنا!!
الشيخ أبو محمد توقف ع جنب وهو لامح فستانها الأبيض النازل ع الأرض سائلها: بنتي جودي جاسر عثمان دهب عندك اعتراض ع زواجك من عبد العزيز ضرغام الخيّال؟
جودي بقرصة من جاسر ردت بعجلة وهو مانو منتبه ع عيون الجد الجاحرة جاسر ليفضحهم بهمجيتو: لا!
فرد سألها سؤال تاني: طيب يا بنتي عندك شروط غير يلي أهلك طلبوها؟
جودي ما صدقت يخلص كلامو كرمال ترد قبل ما تنقرص كمان قرصة من ضهرها بدون حتى ما تفهم شو قال: لا!
فلف كاتب الكتاب وجهو للجد: الله يتمملك على خير يا رب مبارك يا بنتي ويجعله زواج العمر عامر فيما بينكم بالمودة والألفة والذرية الصالحة...
فردوا عليه كلهم باستثناء جودي: امين...
فلف وجهو لجدها طالب منو: طيب يا أبو جاسر خلينا نرد لمكاننا...  ولفوا معاه رادين لمكانهم مكملين بعقد النكاح من محل ما وقفوا بدون ما يصافح الرجال الهيصير زوجها بعد دقايق بسيطة: عيد يا أخوي وراي.. إنى استخرت الله العظيم على أن أزوجك ابنتي...
جاسر عاد وراه اللي قالو: إنى استخرت الله العظيم على أن أزوجك ابنتي جودي جاسر دهب...
كاتب الكتاب استكمل حديثو: البكر الرشيدة على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى الصداق المسمى بيننا عاجله وآجله والحضور شهود على ذلك والله خير الشاهدين.
جاسر حك حاجبو وهو عم يكرر اللي قالو: البكر الرشيدة على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى الصداق المسمى بيننا عاجله وآجله والحضور شهود على ذلك والله خير الشاهدين. والتف كاتب الكتاب أول ما خلص ناحية عبد العزيز ناطق: قول يا ابني إني استخرت الله العظيم وقبلت زواج ابنتك الآنسة جودي جاسر دهب....
عبد العزيز كرر يلي قالو وهو من جواه حاسس بنتهم هتروح فيها وهي بين إيديه: استخرت الله العظيم وقبلت زواج ابنتك الآنسة جودي جاسر دهب..
الكاتب الكتاب استكمل: البكر الرشيدة على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى الصداق المسمى بيننا عاجله وآجله والحضور شهود على ذلك والله خير الشاهدين...
عبد العزيز عاد اللي قالو: البكر الرشيدة على كتاب الله وسنة رسول الله وعلى الصداق المسمى بيننا عاجله وآجله والحضور شهود على ذلك والله خير الشاهدين... فسحب كاتب الكتاب لعندهم تحتى يوقعوا مكان ما لازم يوقعوا: ألف مبروك للعيلتين..
ووقع عبد العزيز وهو عم يتخيل ابن هيجيه بين إيديه من هالبنت يلي رح تجيب آخرتو هي وأهلها مع الوقت ورجّع الدفتر بعدها للكاتب الكتاب ليعطيه لأبوها يوقع عنها بصيغة الولي... وهو يا فرحة قلبو لتطبيق تاني خطوة بمخططو... ولف الدفتر ع الشهود يوقعوا إلا بصوت رصاص في منطقة خلا بعيدة عنهم بخمسين متر تعبير إنو تم الصلح والرصاص بدل ما يكون مصوب عليهم هيتصوب بالهوى للمتعة والفرحة هالليلة رغم إنو هادا التصرف لا من عاداتهم ولا من تقاليدهم لكنها بدل الاغاني والزفات.... وتوزع الحلو بعد ما سلم عبد العزيز ع الجد وأبوها دليل المصاهرة... ووسط الأجواء المفرحة بين الضيوف وصلهم صوت المؤدن لصلاة العشا... فتقرب الجد من جاسر هامسلو: بسرعة خبرهم يتأكدوا إذا بنتك جاهزة بعد ما توقع ع كتب كتابها... علشان بعد شوي ابن الخيّال ياخدها...
فاستغل جاسر انشغال الحاضرين بقصة الحمام والوضو كرمال يصلوا جماعة بالديوان... ليطلع من الديوان وهو عم يتصل ع اختو نهاية مأكد عليها: جهزيها لل*** مع أغراضها عشان بعد ربع ساعة تنقلع مع زوجها وخليها تستناني من شان توقع ع عقد زواجها...
العمة نهاية بدون أخد وعطا ردت: تؤمر... وسكرت منو ماسكة جودي المو قادرة توقف ع رجليها وهي عم تقلها: بسرعة قومي لتوقعي ع عقد زواجك... فجت رح تهرب منها لكنها خافت من أبوها فمشيت بتقل لعند باب المطبخ باللحظة يلي شافت أبوها العم يستناها فيه عم يشدها من إيدها معجلها: وقعي يا **** بسرعة سنة بدك لتيجي كلها كم خطوة ونفضها من إيدها بكره...  فجت رح تنفجر من البكى قدامو لكنها كابرت ع حالها ساحبة القلم المدلها إيدها وهي مو قادرة توقف ع رجليها من رجليها العم ترجف... فصيّح عليها: وقعي يا **** هون بسرعة! ففورًا وقعت اسمها محل ما أشرلها ع الدفتر الحاملو ع كفة إيدو... وبسرعة نشل منها القلم معلق: دور يلي داورك ع هيك توقيع... وسحب حالو رادد لديوانهم ليرجع دفتر كتب الكتاب للكاتب الكتاب وهو من جواتو بسب عليها وع خطها وع اليوم الشافها فيه مش حاسس فيها يلي ما قدرت تمشي للصالون وقعدت ع أقرب كرسي لإلها موجود بغرفة الغرفة وهي عم تبكي بحرة من عم بصير معها بس للأسف عمتها نهاية تدخلت بسرعة موقفتها عن البكى خوف ما ينفضحوا قدام ابن الخيّال بتشحبر المكياج ع وجهها مش هاممها مشاعر بنت أخوها ولا بكاها من إدراكها جحيم الخيّال ولا حجيم أبوها: ما تفضحينا مع أبوكي... وأنا بدي روح جيب شنطايتك فخليكي بلاش أبوكي مل يلاقي ويطربق الدنيا ع راسك... وبعدت عنها تاركتها تمسح دموعها وهي من جواتها منفجرة بكى من أبوها الاصطف بجانب أبوه ليصلي بإقامة كاتب الكتاب الكبر مبلش فيهم صلاة العشا... ودعى فيها من كل قلبو بآخر ركعة: اللهم صلّ على نبينا محمد صلاةً ينفك بها الكرب، وتنحلّ بها العُقَد، وتفتح لنا بها أبواب الخير عندك.اللهم ألِّف بين قلوبنا كما ألّفتَ بين المهاجرين والأنصار، وألّف اللهمّ بيننا وبين عبادك الصالحين.اللهم ارزقنا الإنصاف في القول والفعل، وجنّبنا أن نؤذي فيك أحدًا. اللهم اجعل شرعك وسنّة نبيّك الحاكم لأخلاقنا، واجمع شملنا تحت لواء لا إله إلّا الله محمّد رسول الله. اللهم نقِّ ألسنتنا من أمراض الغيبة والنميمة تلك التي تعكر صفو محبتنا. اللهم اجمع على الحق نفوسنا وجنّد في رضاك أرواحنا. اللهم احفظنا بحفظك واحفظ لنا أحبتنا ولا تُرِنا فيهم بأسًا ولا ضُرًّا يا رب العالمين.  اللهم طهّر لنا قلوبنا واحفظ أحبتنا واكفِنا اللهمّ شرّ ما يخفيه عنّا الغيب. اللهم يا واصل المنقطعين أوصلنا إليك ولمن أحبنا فيك. اللهم أدِم بالوفاق والحبّ وصلنا بين الأحبة. اللهم احفظنا بحفظك العظيم، واجعلنا في ودائعك، اللهم احفظ علينا أنفسنا واحفظ لنا أهلنا ومن نحب يا رب العالمين. اللهم اجعلنا إخوةً متحابين فيك ولا تفرّقنا. اللهم أنت وحدك المطّلع على قلوب عبادك فاجعلها دائمة التواصل بأحبتها. اللهم يا جابر القلوب ويا مُجير كلّ مكروب اجبر قلوبنا برباط الأُخوّة وأجِرنا من الافتراق، اللهمّ إنّا نعوذ بك من الخذلان وفراق الأهل والخلّان والخراب في الأوطان. اللهم إنّا نعوذ بك من الفرقة بين الأصحاب، ومن أن يتسلّط على عبادك الصالحين شياطين الإنس والجنّ فيفرّقوا بينهم. اللهم إنّي أسألك القرب لا البُعد عن الأهل والاصدقاء. وآخر دعواهم الحمدلله رب العالمين وكبر راكعين ومكملين لختام الصلاة ومسلمين منها فقام الحابب يكمل سنتو بالبيت في البعض كمل لصلاة الوتر وبعد عشر دقايق خلت الساحة من المصلين وبلشت الرجال تتمعذر راجعة لبيتها... ودق جرس أخد بنت جاسر... فقرب عاصي داقق ع كوع عبد العزيز وهو غامزو: مبارك يا الحبيب ورفع مفتاح سيارة قدامو: ما بتزبط عروس جديدة بدون سيارة جديدة...
عبد العزيز طالعو من طرف عيونو باستنقاص مازح: هادي هي مباركتك سيارة!!
عاصي هز راسو مطالعو وهو عم يغمزو: لا يا الحبيب هادي اعتبرها شي إضافي لإني جبتلك كم الأرض من يلي بدك إياهم بالسعر يلي اتفقنا عليه وهادا الحكي طازة اليوم العصر جبتلك أياهم!!
عبد العزيز فتّح عيونو بانبساط: وأنا بقول أبو جنرال وين تركنا بهاليوم المهم اتريه غايب ليجيب الإشي الصح يلي بنجاب!
عاصي رجع ضهرو بممازحة لورا بفخر: بس علشان تعرف ~
إلا بجية الجد وعمامو بعد ما ودعوا أصحابهم ومعارفهم وكاتب الكتاب... مقاطعينهم بتجمهرهم حواليهم لإنو صار وقت يطلعوا لعند سيارتهم ويستنوا عبد العزيز ليجيب مرتو: يلا يا عم روح مع جدك لتجيب مرتك...
فبلع ريقو ناطق وهو حاسس جسمو اشتد: انشالله! وتحرك مع جدو لعند جدها وأبوها وهو عم يسمع مباركة جدو لإلو: مبارك يا أبو ضرغام والله مين توقع تتجوز بهالسرعة هاي... يلا المنيح الصار الصلح لنشوفك عريس...
واجى بدو يرد عليه لكنو سكت بس قربو من جدها وأبوها المنكوب طالبين منو: ما عليك أمر يا أبو جاسر نادي بنتنا (تقصد يقولها كتودد ولإنها صارت منهم) كرمال تروح مع زوجها...
الجد هز راسو بتأييد: تؤمر ع راسي... ولف مطالع ابنو جاسر ليتحرك
بخطوات سريعة ناحية باب قصر أبوه الوراني وهو مش لامحها فاتصل ع نهاية بدو يهينها مع بنتو لإنو ما لقاها ع الباب عم تستنى فيه وبهت بس لقاها لحظة ما وصل الباب قاعدة جنب اختو النهاية ع الكرسي بفستانها البشبه البدلة بس ع أنعم بشوي وكان جزء من صدرها مبين وهي لا فارق عندها ولا عند أهلها ولا حتى عند عمتها المغطية شعرها ولابسة عباية مناسبات مستورة من انشغالها بالنصايح لإلها كيف ترضي زوجها وبدون سابق انذاز سحبها من إيدها هي والشنطة الصغيرة يلي معها واللي فيها كم شي لليلتها الأولى.. باللحظة يلي انفضت هي فيها بس حست حدا بمسكها من إيدها... فدارت وجهها والأكسجين انسحب منها لحظة ما لمحت وجه أبوها وبسرعة نزلت راسها ع الارض مكملة معو وهو عم يسحبها من إيدها بعيد عن الكرسي بدون ما يحكي شي لأختو يلي عم تقلو: ع مهلك ع البنت!!
جاسر جكر شد ع إيدها أكتر محاكيها وهو عم يمشي فيها لعند سيارة عبد العزيز: اسمعي وليه طول ما إنتي عندهم بتحترمي حالك وبتخلي لسانك في تمك ولا قسمًا عظمًا إذا سمعت كاني ولا ماني إلا رح أجي اسحبك من شعرك... وهلأ بتنقلعي ع بيت جوزك ويجعلني أعرف إنك مقصرة بحقو لإقطع رقبتك وارميها للكلاب فاهمة!
جودي مو فاهمة شي بس من الخوف منو كعادتها هزت راسها... وجاسر بس لمح عمامو قاعدين بسيارتهم مستنين ابنهم ياخد عروستو فتعجل فيها لعند ابنهن الواقف قدام سيارتو بالزبط ومقابل لأبوه عثمان ومجانب لجدوشامخ...  ورخى إيدو عليها وهو عم يمثل دور الأب الهادي المسالم... وفجأة إلا لمح أبوه جاي لعندهم مسرع فاستهجن تصرف...  هو أبوه جن ليترك عبد العزيز والجد لحالهم... وقبل ما ينطق بكلمة وصلو صوتو الحازم: بسرعة روح جيب شي يغطي شعر البنت وكتافها!!
جاسر رفع حاجبو بإعتراض تراجع عنو فورًا دامو بدو يسلكو ليصل مبتغاه... وبسرعة رجع للباب الوراني محل ما أختو واقفة مراقبتهم... آمرها: بسرعة جيبي شي نغطي فيه شعرها وجسمها!!
العمة ابتسمت ع زوج بنتهم الباين عليه غيور وهي عم تقلو: تؤمر! وبسرعة لفت داخلة الصالون ساحبة عباية بنتها ولفتها بدون ما تفهمها ليش بدها إياهم وردت لأخوها معطيتها إياهم وهي عم تقلو: خدهم بسرعة بلاش نتأخر عليهم!! فسحبهم منها راجعلهم بدون ما يبتسملها أو ليرد عليها بكلمة شكر... وحاص بس لمح أبوه عم يحاكيها بهمس من الغيرة الحس فيها ع فجأة منهم فقرّب منهم معطيها العباية لتلبسها وهو عم يقلها من بين أسنانو: خدي البسي بسرعة خلينا نتخلص منك!!
الجد مسك لسانو خوف ما يقاتل ابنو قدام الناس وبسرعة أخد منو العباية مساعدها بلبسها لاختصار الوقت... وبعجلة سحب المنديل لافو ع شعرها وبعّد عنها وهو عم يقول: يلا يا جدو امشي معنا! وحرك رجليه ماسكها من إيدها وممشيها وراه وهي مو سامعة شو قال اصلًا من الخوف يلي ما بوقف عندها إلا بإيد جاسر دافعتها تمشي... فتحركت وراه وهي مو فاهمة ليه جدها غطى شعرها... وجت بدها تمشي كمان خطوة وتصدم بضهر عبد العزيز لولا إيد أبوها يلي وقفتها ولا لكان فضحتهم قدام جدو وحفيدو يلي صار زوجها من قريب النص ساعة... فبلعت ريقها سامعة صوت جدها وهو عم يقول: دام عروستنا الحلوة وصلت فيكم تتسهلوا!
وقرب منها بايسها ع راسها ومبعدها عنو وهو عم يقول لابن الخيّال القرب حفيدتو من صدرو: مبروك عليك بنتنا إن شاء الله تكون جيزة العمر... ومد إيدو مسلم عليه.. فبادلو السلام ابن الخيّال وهو عم يشد ع إيدو رادلو: الله يبارك فيك يا عم (ما قال عمي لانو ما بعتبرو عمو) والله كريم!
فنطق الجد هو وابنو: يلا تصبحوا ع خير!!
الجد شامخ رد عليه قبل عبد العزيز: وانتو من أهلو! ولف لعبد العزيز بمعنى تسهلوا...
فرفع عبد العزيز إيدو ع ضهرها دافعها بخفة لإنو حس فيها شي مضيع وفتح باب السيارة محل مهي واقفة مساعدها تركب بالسيارة حاطلها حزامها من شعورو هتساوي شي مالو داعي ولف طابق الباب عليها وساحب شنطتها من إيد أبوها وهو عم يقلو: عنك! وتحرك حاططها ع المقاعد الورانية بعد ما فتح الباب الوراني وطبقو وراه لافف لمقعدو وهو عم يقول لأهلها وأهلو: السلام عليكم...
فردوا عليه: وعليكم السلام!! وركب بسيارتو محركها لحظة ما لمح جدو ركب بسيارتو... وطلع من بوابة أهلها لاحقتو كل سيارات رجال العيلة... وهو مو حاسس باللي قاعدة جنبو وهي خايفة منو ومن ضخامتو مقارنة بنحافتها يلي لمحها من بعيد وحسها متل المطقعة يلي عندو بالبيت بس يلي فرقها عن المقطعة يلي عندو بالبيت غير بنيتها الهشة من ملامح وجهها يلي ما قدر يشوفها عن القرب لكنو لمحها بسرعة خاطفة... وما راقوا هالشي لكن راقو لون شعرها وخملو وطولو الباين من رفعتو الناعمة من بعيد... فلف عليها بس انتبه ع رجفة إيدها من تحت كم العباية الطويل عليها... فتجاهلها وهو حاسس حالو قاعد مع فريستو المناه ينزل تأديب فيها من كتر ما هو حامل عليها لإنو ما قدر يلاقي عليها زلة... فتركها لحالها وكان خير خيار عملو منها لإنو لو عبرها كان رعبها بزيادة... بكفيها إنها مع كل مسافة عم يقطعوها الخوف عم يسيطر عليها أكتر...
والسؤل المنطقي كيف ما فيها ما تخاف منو وهي معو دامها ما بتطلع برا البيت مع إي حدا لإنو طول عمرها يا طالعة مع جدها أو عمها كنان واحيانًا بتكون مع نغم أيام ما كانت تقابل حبيبها مهد بالسر أو مع مرتعمها ريم وعمها عثمان العرب بس تروح للمدرسة ولا للسوق بسيارتهم... فبلعت ريقها حاسة حالها رح تنخنق لإنها ما بتعرفو ولا بتعرف شو رح يعمل فيها... فتتقرب من الشباك وهي نفسها تقلو رجعني لعند جدي... بس تخاف من ردة فعل أبوها... فتبلع رعبتها مسلمة حالها لتموت عند هادا الغربب البقولوا عنو زوجها لإنو أهونلها لتموت تحت إيدين أبوها من التعذيب... فتيحي ع حالها بمسك دمعتها وصوت تنفسها بالغصب بس ما قدرت أكتر من هيك لإنها خنقت حالها مع تورم حلقها من العبرة خانقتها فجت بدها تقلو وقف... بس لسانها انعقد وتربّط ... فحاولت تجبر حالها تتنفس بشكل طبيعي لكن ما نفع معها.... ما وعتو إلا رمى منديل بدلتو ع رجليها لتمسح فيه دموعها وفتحلها شوي من الشباك وهو عم يسحب سيجار من علبتو ليسحب منو كم نفسو من احساسو أيامو الأولى معها ما هتعدي ع خير... لإنو بستفز من البنات يلي ببكوا ع أي شي... فزاد من سرعة السيارة بالشارع الطويل يلي ما فيه ولا أي إشارة مرور مخليها تترعب أكتر من رغبتو لينفصل عنها بعد ما يخلص يلي عليه منها للي خلص حست موتها قرب ع إيدو لما وعت ع صفتو السيارة بعد ما عبر من الباب المفتوح داخل مزرعة جدو وهو عم يأمرها: انزلي!!
ونزل من السيارة طابق بوابة المزرعة وراه ومسكرها بالمفتاح يلي المعلق بمدالية المفاتيح الدايمًا حاملها معو ولف راجعلها وهو عم يقلها: ما تنسي تجيبي شنطايتك معك...
مو معقول يعني يحمل شنطتها عنها حدا قلها هو خدامها يعني... هو حمل شنطتها لما أخدها تسلكية علشان المطلوب منو... بس هون وببيتو ما فيه عندو رحمة معها فما رح يحمللها إياها... لإنها هادي بنت جاسر مو بنت حدا بخاف الله وكل شي متوقع منها... فمن هلأ تشوف منو الوجه يلي ما بمزج علشان ما تستخف فيه وبردود أفعالو... ولحظة ما لمحها لساتها بالسيارة... بسرعة رجعلها فاتح الباب عليها وهو عم بقلها: شو يا مدام حابه نزلك بالغصب!!!
جودي خايفة تنزل ومتصلبة مكانها... وناسية شو يعني تنزل من السيارة من رجليها المتشنجين... وهون عبد العزيز لفت (إعداداتو خربت) معاه وما حس ع حالو غير منزلها من مكانها بقوة وهو عم يشد ع إيدها هازز فيها: ما تفكريني عم بمزح معك لما بكون أحكي معك!! وسحبها من إيدها لداخل بيت المزرعة وهي عم تبكي بصوت مسموع مخليتو يستفز ع تقيل منها... فطبق الباب لحظة ما عبروا بيت المزرعة المتكون من طابقين وبسرعة لفلها متل المجنون: ما تضلك تبكي أنا بكره يلي ببكوا بدون سبب!!
فزادت بكى مو سامعة كلامو وعاجز توقف بكاها من الخوف المسيطر عليها... فما حست عليه إلا مقرب منها وانفاسو عم تلفح وجهها مذكرها: ما بتوقع أهلك بعتوكي علشان تأدي هادي الوظيفة.. وشلحها حجابها وعبايتها بسرعة... وهو عم يمسح ع وجهها مسترسل... ما تتوقعي دموعك هيشفعولك معاي... وقرب منها فارض حالو عليها... وين يتركها ع راحتها وتجيبلو كلام العطّال عنو... فبلاها شماتة الأعداء يلي هتيجي من وراها... فقرب منها لامسها برغبة منها أو بالإكراه عنها مش هامو المهم يخلص من أول واجب لإلو معها بنظرة أهلها...  فحاولت ترفض قربو لكن ما قدرت... هي وين وهو وين بقوتو وطاقتو... فسلمت حالها لإلو كرمال ما تتعذب أكتر من هيك من أبوها ولا منو للي ابتسم عليها كيف تروضت ع السريع ماخدها ع غرفتهم المخصصة لإلهم... وبعد ما انتهى من المهمة يلي عليه تركها داخل يتحمم وهو عم يسمع صوت دموعها رافض يحن عليها بشعرة... يعني هو شو متوقع من حالو يعاملها بحب... ما فشرت!!
يدللها... تخسى طول ما هو مش مروضها ولا عايد تأهيلها!
يعاملها بشويش... بحلمها!!
وشو جوهم المشحون المتوتر مختلف عن جو قصر جدو يلي مجتمعين فيه كلهم عم ياكلوا وعم يضحكوا ومقضين الليلة ذكريات وفرح بفرح... وهما مو حاسين بأم عبد العزيز يلي قلبها نابضها ع ابنها وحاسستو هيشيخ بكير من ورا هالزواج... بس شو بطلع بإيدها إن قالت يلي بقبلها هيقولوا عنها غير وحدة أنانية وما بتفهم وبدها مصلحتها وباين عليها بدها العيلة تضلها بهالتار المعت... فبلعت غصتها ع ابنها ضاحكة معهم بتصنعها الفرحة وهي من جواتها غير هيك من خوفها ع وحيدها الفاقدة وجودو معهم متل ما الست جيجي فاقدة حسو بالقعدة لدرجة وصلت فيها المواصل كل شوي تطالع ساعة تليفونها وهي عم تخبر حالها (أكيد هلأ هو لمسها) وتضحك بكره قدامهم ع حظها وع عيون مرت أبوها يلي شبه حاسة فيها وخافية عليها... فشدت ع أسنانها داعية ع عيلة دهب الكانوا متجمعين نفس جمعتهم لكن أجواءهم فيها قصف جبهات وقرص من تحت لتحت بين بنات عماتها وبين بنات عمها جاثم من ورا أهلهم المنشغلين بالضحك ع جنب دام جاسر وسامي المكروهين غايبين عنهم لإنهم عم يحتفلوا مع جماعتهم الأسوأ منهم
ع راس الجبل يحتفلوا بطرقتهم الخاصة بالشوي المشاوي ع شرف قربان عيلة الخيّال ع هالصلح الما رغب فيه عمها كنان ينكثوا فيه من رغبتو ليعم السلام ع العيلتين لكنو هو عارف أخوه وأبوه كيف بفكروا لهيك رفض يكون معهم بيوم كتب كتاب جودي لإنو ما فيه يكون خاين وقليل مرجلة مع نفسو وقدام ربو قبل الناس... فانشغل عنهم برا البيت وبس ضمن انتهت القعدة رد للبيت مكمل ع جناحو بحجة (تعبان وبدي نام بقعد معكم بكرا بإذن الله إذا فيه مجال) خوف ما يقعد هالقعدات المالها طعم... وبسرعة كمل لجناحو وهو متقصد ما يطالع جناحها الفاقدها فيه من هلأ... فعبر جناحو خطف وهو عم يطبق الباب وراها ومفكر بحال بنت  أخوه المسكينة يلي مانها متهينة عندهم هون لكن فيه احتمال واحد بالمية تتريح بين إيدين زوجها الخيّال... فليه ما يسلم أمرها لزوجها ويهدى شوي...
بس عجز يسلم فما لقى حالو غير طالع من جناحو وداخل جناحها وهو حاسس بفقدان كبير لوجودها معهم بالبيت وفجأة إلا لمح تليفونها ع الكوميدينا... فابتسم عليها محاكي حالو (هبلة هالبنت ولا بتتغير) ورد طلع من جناجها دعيلها بالحياة السعيدة عند ابن الخيّال الطلع من الحمام وهو لابس روب الحمام وحاسس جسمو مشدود من العملو معها... فلف وجهو عليها مستغرب صمتها وبهت بس لقاها كيف ضامة حالها تحت الغطا وهي نايمة بعمق... فتعجب منها متحرك لغرفة الخزانة التركولو فيها الخدم أواعي لإلو فيها ساحبلو بيجامة مريحة للنوم... فبسرعة خلع روبو لابس البيجامة الطالها وتحرك لبرا الغرفة مدورلو ع مصلية ليصلي التهجد والتوتر قبل ما ينام... فتنهد بس لقى وحدة وحدة بالصالون فسحبها مصلي عليها وهو حاسس حالو خلص لازم ينام فرجع لعندها إلا ع صوت رنة وصول رسالة ع تليفونو التركو  ع الكوميدينة فتحرك لعندو ساحبو يشوف من مين إلا كانت من عمو كنعان ففتحها قارئها: وينك مختفي ما بترد ع رسايلي واتصالاتي... المهم مبارك زواجك ~~~
فما حب يكمل معو من فتلان راسو... فطلع من الرسالة مخطط يعملو شي يشربو ع رواق قبل ما ينام جنبها دامو ما ضل شي ع صلاة الفجر... فتحرك للمطبخ الصغير عاملو كاسة نعنع ريحتها شهية... فحملها معاه مكمل فيها للقعدة البرانية وهو عم يتنفس من هالهوى الطلق... فسحب الكرسي الخشب قاعد عليه وهو حاسس حالو داخل ساحة حرب للي عاملتلو حالها هبلة... الحمدلله يلي نامت كرمال ما تشوف عينو الحمرا... وتعطيه مجال يسيطر ع حالو كإنسان طبيعي لإنو ما بعرف معها  وين انسانيتو بتروح منو كأنو مش موجودة عندو... وهو ما برغب يكون معها هيك... فشوي شوي يصعد معها بس مش مرة وحدة عشان ما ينسى انسانيتو ورحمتو معها ع الآخر... لإنو مهما كان الإنسان المقابلنا مخيف أو مريب ما بصير نفقد رحمتنا معو ونعاملوا بقانون الغاب... فتنهد بس رن منبه تليفونو مبشرو دخول الفجر دام ما فيه جامع هون... فتحسبًا عيّر المنبه بفرق دقيقتين عن بيت أهلو كرمال ما يسهى وتحرك داخل لجوا مصلي الفجر بدل ما يروح يصليه بالجامع حاضر لإنو ما فيه جوامع قريبة منهم وأصلًا ما فيه يتركها هيك لحالها لتعمل شي بحالها وتجيب آخرتو...  فتم صلاتو متحرك للغرفة النايمة فيها متمدد جنبها من بعيد بدون ما يصحيها تقوم تصلي الفجر لإنو مانو فاضي لحركاتها التافهة وعيطاها يلي ما رح يخلص فوق راسو مسببلو الصرعة والابتلاء بدمها ع بكرة الصبح... فاختصرها عليه وعليها هالليلة من معرفتو بنات دهب الدين بعيد عنهم بعد السما عن الأرض... بس لا إذا ما بتصلي هتستمر هيك عندو...فلبس يقعد معها هيشد ع إيدها كرمال تصلي وتلتزم فيها ناقصو هو وحدة ما بتصلي... لإنو ما بدرء الإنسان عن الفحشاء والمنكر غير الصلاة... ودامو هيخلف منها لازم يضمنها بتخاف الله لتخاف الله فيه وبولادو الهيكونوا ولادها.. فيناملو شوي وليصحى بفرجها الله فسحب تليفونو معيرو للساعة تسعة وبسرعة حطو تحت راسو... ماشي مع بنت بمقولة للصباح رباح... وأي رباح متوقعو ابن الخيّال بعد ما سأل فيها وعاملها بجسامة وصلابة من أول ليلة بينهم... وليه يسأل دام أهلها خلوها قربان كدليل ع صدق نيتهم بالصلح...
فدامهم غلوهم ع حساب ترخيصها ما يتوقعوا العز لإلها عندو طول ما هي متهمة بعيونو وسوء ظنونو فيها من عمايل بنات عمها وعيلتها... ناسي مثل مش كل اصابعك واحد ومتمسك بمثل فرخ البط عوام والدم بجر... فكم بدو من الوقت ليدرك البين إيديه برية (ما بتضر نملة) ومالها ذنب باللي بعملوه بنات عيلتها؟
الله أعلم كم بدو من الوقت ليدرك لكن المعلوم ع الأكيد هو هيدرك براءتها من تهمة ظنونو دامو بخاف ربو وهي برية كافية خيرها شرها عن الناس وقلبها أبيض نقي بصعب القاصي والداني مع العشرة ينفوه... فدامو هيعاشرها هيتكشف الجوهرة البين إيديه بعد تجاوزت كتيرة بحقها هيدفع تمنها غالي فمتى الدفع هيكون قريب أم بعيد أن قسي عليها متجبّر فيها...
وهل هيدرك سوء الظن إثم بحقها أم إنو سوء ظنو المانع ودو معها ومنها هيقلب عليه مقربو منها مطبق مقولة انقلب السحر ع الساحر... وحدو رب العالمين والأيام عارفين... فيا أيام مري بمشيئة رب العالمين لنعرف مين ضل ومين اهتدى...
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الثالث

بقولوا البخاف ما بنام ومش بالضرورة كلشي بنقال ينطبق ع الكل دام كان فيها بنت دهب تنام بعد يلي صار معها لإنو النوم بالنسبة لإلها هو والمسلسلات الكرتونية حل لكل شي بتواجهو بحياتها ومن حسن حظها أو سوءو ذاكرتها ما بتحفظ المواقف وبتنساها بسرعة ولولا هيك كان ما كملت دقيقة عند أبوها في حالة إذا ردت عليه مدافعة عن حقها أو حتى إذا فكرت تهرب من تحت إيديه لإنها هتكون بقبرها مدفونة ع إيدو بكل الحالتين... فتنام هاربة من مواجهة كل شي عليها وهي مانها عارفة للأسف الشديد عالم الكرتون والبراءة يلي هي فيه واللي قدر يفيدها لحدٍ ما بمساعدة جدها وعمها عند أبوها ما هيقدر يفيدها هلأ وهي بين إيدين هالرجال يلي عم يشوفها أسوأ من أبوها وإن كان تصرفها وشكلها بوحي بغير هيك شي... لإنو المظاهر خداعة وهالشي بعنيلو (بعني لإلو) بنت جاسر ما رح تكون استثناء عنهم مهما مثلت قدامو الهبل... فتقلب جنبها مو عارف ينام وهي قريبة منو فقام من عندها ساحب تليفونو معو من تحت المخدة وهو مستهجن نومو جنبها... فتحرك طالع من عندها لغرفة الصالون التصميمها متداخل... رامي حالو ع إحدى كنباتها الطويلة لينام عليها بدون ما يتغطى من برودة الجو المحتملة... فسلم حالو للنوم وهو ضامن ما فيه قدامها للي صارت مدامتو ربع فرصة للهروب من بين إيديه من توقعو بأي لحظة هتغدر فيه هي ولا أهلها ليعلموا عليهم... فتقلب ع الكنبة مشتاط من يلي عم يوسوسلو إياه شيطانو لدرجة ضغط ع حالو خايف يبيدها إذا فكرت في حالة لو ما هربت تعمل شي بحالها دامو نايم ومش حاسس عليها من جهلها بطبعو وهو بمتل أوقات عصيبة بكون نومو خفيف وبصحى ع أي حركة... فالله يعينها إذا فكرت تغدر فيه لتساوي فيه ولا بحالها شي لإنو هيفصلها مش عن الوجود إلا عن روحها... ألا رن منبه تليفونو العيرو قبل ما ينام نجدة من ربنا كرمال يوقف جنون افكارو وتوقعاتو البعيدة بعد السما عن الأرض عن بنت جاسر الظانن فيه ظن السوء... فوقف المنبه الضاغطو فوق ضغط التفكير وجابرو يوقف التفكير ليناملو كمان ساعتين... 
وما عرف كيف نامهم ونام معهم عدة ساعات التانيات ساحبهم معهم ففتح عيونو منزعج من تسلط أشعة الشمس بعيونو... فبسرعة فتّح عيونو ساحب تليفونو من جنبو يشوف كم صارلو نايم وبهت بس لقاها 12 إلا... وقام فورًا داخل الغرفة النايمة فيها متوضي فيها ومغير أواعيه النوم للبس كاجوال بنطلون جينز وبلوزة نوم كم كحلية اللون وبسرعة طلع مصلي صلاة الضحى والآنسة دهب الصارت مدامتو من ليلة امبارح لساتها نايمة بعسلها ولا حاسة بحركتو... فحسها كتير زودتها معو لا سائلة باللي صار زوجها ولا بحالها ولا حتى بصلاتها يلي أهم منو هو... فقرر يكب بلاه عليها وهو عم يسحب برادي الشباك يلي فوق راسها عنها... محاكي حالو "شو انا متجوز دب البيات الشتوي نايمة كل هالقد... مفكرة هالحركات بتمشي معاي تحلم هي وأهلها" ولف ناحيتها بس حس عليها وهي عم تحاول تقوم بس جسمها المتصلب وروحها الشبه ميتة بعد يلي صار معها امبارح مو مساعدينها تقوم... أصلًا كيف فيها بعد يلي صار بينها وبين يلي معها بنفس المكان (قصدها المزرعة) امبارح تقوم وتتعامل معو عادي كأنو ما صار يلي صار... فجت رح تدمع ع غباءها لما كانت حابه تتجوز من مهد وهي رح تجرب هيك شي ناسية ردة فعل زوجها يلي لو شم ريحة تفكيرها بحبيب القلب لقبرها مو صحاها... فتكتف موقف قريب من حفة سريرها مبشرها إنو معها بالغرفة بصوتو الحاد: يلا يا مدام الخيّال ~
تقشعر بدنها بس سمعت صوتو وهو عم يكمل كلامو: قومي صار وقت تحضير الغدا!! وغمضت عيونها فورًا من رغبتها لتفصل حالها عنو بعد يلي صار بطريقة غلط معو للي مستحيل يتركها ع كيفها طول ما هو متربصلها ع الزلة تربص... فجت بدها تفتح عيونها بس سمعت صوت الهدوء لثانية منو معتقدتو اختفى من قدامها ففتحت عيونها متنفسة براحة إنو راح وتركها بحال سبيلها إلا ع إيدو المفندة توقعها بتقييدها لمعصمها بقوة مخليتها فيها تنحر بشكل معتادة عليها من عمايل أبوها معها... وشد أكتر سامع تأوهها بوجع من بين بكاها العم تبكيه لإنها مو جاهزة لتشوفو بعد ما لمسو لإلها المو قادرة تستوعبو بكل سهولة ويسر متل ما صار معو... فانفجرت بكى لإنو هو ما كفاه يلي عملو معها بالليل وقال أقوم كمّل عليها بالصبح....فزفر من بكاها المالو داعي من أول نهارها معو... 
معقول ما حدا فهمها الرجال ولا أيًا مخلوقاً كان بحب النكد وهالحركات المالها داعي... بعدين عاجبها وجهها مشحبر هيك من بكاها ومن عدم مسحها المكياج الكان عليه... حد يفهمو يلي ماخدها عروسة ولا وحدة بدها تدفن حالها وهو معها من أول زواجهم... فرفع حاجبو وهو ماسك أعصابو عليها معها كأخر مهلة لإلها معو لإنو أكتر من هيك ما فيه... وتشكر الله إنو لساتو صابر عليها لهاللحظة هاي.... فردد كرر كلامو وهو عم يمسح ع وجهو بتصبيرة لإلو معها: خلي عنك هالحركات وقومي خلصيني!!!
تخلي عنها هالحركات وتقوم وتخلصك؟؟؟ وين تتخلى عنها وهي جزء من تركيبة شخصيتها الكبرت عليها ببيت أهلها... بعدين وين تقوم إذا هي متصلبة من العار والخجل والضياع والخوف الحاسة فيهم... فاشتاط منها ساحبها من إيدها العم يشد عليها جابرها ترفع ضهرها العاري وهو مش هامو رغبتها لتتقبل يبين جسمها قدامو سهوًا بتنزول الشرشف عن جسمها الكانت ساترتو فيه بسحبها هيك ع فجأة منو مخليها تشهق فيها من بين دموعها لحظة ما لمحتو نازل كاشف شي من جسمها: هئ! ومباشرة بحركة عفوية سحبت الشرشف ضامتتو ع جسمها وهي عم ترفع دقنها مطالعتو بعيونها البريئة المتفاجئة من حركتو المفاجئة لإلها فبرمت شفايفها خايفة من يلي عم يعملو معها وفورًا رجعّت راسها لورا وهي عم تنزلو تزامناً مع تغميضها لعيونها بس لمحتو وطّى من مستواه مقرب منها بعيونو الحادة وهو عم يؤمرها: هلأ بتقومي بتتحممي وبتنظفي وجهك من يلي عليه وبتيجيني برا فاهمة!!
مين يفهم هي؟؟؟ 
كيف وهي مو مستوعبة شو حكى لإنها ما ركزت فيه ولا حتى عِلق بسمعها... فمسح ع وجهو محاكي حالو "شو هاللطخة يلي متجوزها" فرد زفر مصبّر حالو عليها غصب من نيتو ليكمل عليها لإنها مانها رادة عليه... ولإنو هو ما بحب الضرب المبرح مع البنات ولا تربّى ع هيك شي... لكن ساعة العازة سلموا ع تربايتو مو بقولوا الغاية تتبرر الوسيلة... وهو معها بحرب سيطرة وفرض كيان فلازم يضمن تكون تحت جناحو قطة أليفة مو وحش كاسر ومتمرد... فرد كرر كلامو لآخر مرة معها: بنت قومي شو عم تستني؟ 
شو عم تستنى بتعندها معاه غير يستخدم معها الأسلوب الخشن قبل الناعم كرمال تتروّض... فخلص ما عاد قادر يتحمل أكتر من هيك من إحساسو تجاوزها الحد المسموحلها عندو... فما لقى حالو قبل ما يمد إيدو معنفها غير حاملها بالشرشف يلي عليها خوف ما يسمع صوت بكاها يلي ما بحب يسمعو ولا يلمحو... وفتح باب الحمام وهو سائل حالو.... هو متجوز بنت طبيعية ولا شو بالزبط من بكاها المستمر... وبسرعة نزلّها من على إيديه جابرها توقف ع رجليها وبلا أي مقدمات سحب الشرشف عنها فشهقت منصدمة من يلي عملو فيها: هئ! وفوراً ضمت حالها ع بعض مدورة ع شي تستر حالها قدامو لهالقليل الحيا الرمى الشرشف برا غرفة الحمام ولف عليها متعجب شو عم تستنى لتتجمم... فقبل ما يعلق أي تعليق كبير بحقها وبحق أهلها دفعها تعبر الدوش باللحظة الفتحو عليها وهو عم يقلها بدون ما يطالع وجهها الحالتو حالة ولا جسمها المخيف لإلو بنحافتو: بتغتسلي وبتحلقيني فاهمة!!!
ما قدرت ترد عليه من لسانها يلي انبلع من المي الباردة الفتحها عليها بالغلط موقف فيه شعر جسمها ومقشعرلها بدنها... فحوّلها للدافية بس شافها عاجزة تنظق من رجفانها المفاجئ بجسمها المستفزو بنحافتو غير المنطقية: وهيك وضعك تمام... فردت عليه من بين رجفان فكها مع البرد والبكى: تـ ـمام! 
فتحرك طالع من عندها.... ومسكر الباب وراه وهو رافض يتعاطف معها ولا يعبر الضعف العم تمثلو عليه.... فصم إدنيه رافض يعبر صوت شهيقها الواصلو من الحمام من اعتقادو إذا عاملها منيح من أول زواجهم هتتمرد عليه بس ع مين عليه هو عم تتمسكن لتتمكن... فسفه شهيقها مرجّع الشرشف الرماه بس سحبو عنها قبل شوي ع السرير بلا مبالاه... وتحرك طالع من الغرفة وهو عم يعيّرلها تليفونو ليرجعلها بالكتير ككرم أخلاق منو بعد عشر دقايق فطبّق الباب وراه مانع صوت شهيقها يصلو لبرا خوف ما يجي يكمّل عليها دامها بكيانة بكيانة تبكي ع شي بحر من وجهة نظرو.... وتحرك مبعّد عنها وهو لا قلقان بمشاعرها ولا بحالتها النفسية المدمرة وهي عم تقعد ع بلاطة الدوش بكيانة بحسرة ع حالها وع كيانها الضاعوا عنها مع لمسو لجسمها الخلاه بهالعملة يودع روح الطفولة الكانت ساكنة فيه من ترخيصو لإلو بلمسو لإلها رغم إنها ما كانت راغبة لكنها سلمتلو حالها خوف ما يطحنها بدون ما حد يحس فيها دام جدها وعمها كنان تركوها غصب عنها لحالها هون مع يلي زوجوها إياه بدون ما يسألوا عنها.... فعصرت حالها بغصة من شعورها إنها ضعيفة ومكسورة الجناح وما فيه حد يطيّب خاطرها لو بكلمة وحدة ولا حتى بنظرة... فتبكي وهي غافلة عن رب العالمين الما بغيب عنو شي من قلة الدين التربت عليها.... وكمّلت ببكاها
لحد ما حست روحها اكتفت البكى من احتقان انفها وحلقها من كترة البكى وحشرة الحمام لإلها من رطوبتو مع تسكير الباب والشباك الوحيد فيه.. فجبرت حالها ترفع إيدها بالغصب لتوقف مي الدوش وتنشل حالها من تحتو بسحبها لإلها المنشفة الوحيدة المطوية ع الرف الخشبي قدامها لتستر فيها جسمها المش سائلة فيه لتنشفو من خنقة الحمام وبسرعة فتحت الباب مدورة ع منفس لإلها بعيد عن هالخنقة... وبمجرد ما طلعت من الحمام مقابلة السرير وشرشفو بوّزت من يلي صار معها ووقفت قبال المراية متأملة وجهها المريب... سواد تحت عيونها وغير بقايا المكياج ... وشعرها اللي بدو تمشّط وتعديل من تسريحة امبارح.... فابتسمت ابتسامة صفرا متحركة لعند السرير ولحظة ما شافت بقعة الدم يلي كانت نايمة عليها لفت وجهها بكل جمود رادة تبكي لإنها حاسة حالها مظلومة بهالزيجة يلي مانها جاهزة لإلها من اقتناعها هي مكانها مو هون عند يلي صار زوجها من ليلة ونهار... إلا عند أهلها بجناحها وع سريرها عم تحضر ع قناة سبيستون... فرفعت إيديها ماسحة دموعها وهي من داخلها متوجعة ع اللي صار من عجزها لتنساه متل ما كتير اشياء وجّعوها من قبل قدرت تنساهم أو حتى تعدمهم من الوجود كأنها ما صارت لحظة ما بدها باستثناء هالشي... فزمّت شفايفها ودموعها النقية عم ترد تنزل بكل صمت ع خدودها... ساهية عن وجود زوجها الخايفة منو بانشغالها باللي صار بينهم.... فتمسح دموعها مش مدركة العشر دقايق العيّرلها إياهم ع تليفونو خلصوا فمباشرة بس رن معير تليفونو تحرك لعندها متل وحش كاسر إلا برنة تليفونو الحاملو بين أصابع إيدو اليمين من جدها منعو يكمل عليها من تغير ممشاه لبرا (للحديقة) وهو عم يرد عليه ببرود من الهم المزوجينو إياها: ألو! 
الجد ما بعرف ليش توتر بس سمع صوتو الجامد ممكن من إدراكو ما توفق مع حفيدتو صغيرة العقل... فبلع ريقو ناطق بغصب عنو من نظرات جاسر العم تجحرو ليطمنو كيف الوضع ماشي بينهم: مساء الخير ابني عبد العزيز... وضيّع مش عارف شو يحكي بعدها متل طفل مراهق بس ينحط بموقف بتطلب جدية وتحمل مسؤولية... فتدارك حال سائلو... طمني عنك وعن بنتنا النسيت تليفونها عنا وما عرفنا كيف بدنا نحاكيها إلا عن طريقك... 
عبد العزيز رد عليه وهو عم يمسح ع وجهو: الحمدلله أمورنا تمام... وتقصد يحول الكلام كرمال ما يسألو كيفهم لإنو مش هامو... بتحب تحاكيها... 
الجد قلبو هلل لإنو البنت بخير دامها بتقدر تحاكيه فنطق بنبرة باين فيها الفرحة: أكيد بدها سؤال هادي حبيبة قلبي... 
فرد عليه زوج حبيبة قلبو بكل ثقة: دقيقة بس... وتحرك لغرفتها فاتح الباب عليها للي تصنمت مكانها لحظة ما سمعت صوت فتحتو لباب الغرفة المناها تضلها محسوبة فيها بعيد عنو متل ما بتحبس حالها بجناحها ببيت أهلها بعيد عن سامي وأبوها... وبلعت ريقها الجاف من قلة الأكل وكترة البكى والخوف لحظة ما لمحتو جاي لعندها فرفعت راسها مطالعتو برجى مو ليطلع من عندها إلا ليرحمها من نظرات عيونو المخوّفينها.... وهي غير 
منتبهة ع التليفون الحاملو بإيدو الجابرو يكمل لعندها... فبسرعة نزلت راسها من رعبتها منو بس سمعتو عم يقلها وهو عم يقطع المسافة يلي بينهم: جدك بدو يحكي معك..
رفعت راسها مطالعتو باستياء غير مكترثة بإتصال جدها يلي كانت تحبو أكتر شخص بكل العالم... فقرب منها مادد التليفون لإلها... لكنها ما قبلت... هي ما بدها شي غير انها تنعزل وتتقوقع ع حالها مش تحاكي جدها... فتدارك الموقف ساحبها لعندو قبل ما تبعّد من قدامو محذرها بهمس وهو عم يسكر الخط بوجه جدها كرمال يختلي فيها معلمها السنع عندو: رح أحكيلك شغلة عني!!! ما استرجت ترفع راسها وشعرها المبلول العم ينقط مية ع جسمها وع الأرض لتواجهو... فرفع إيدو التانية ماسكها من دقنها رافع وجهها لفوق تقابلو ففورًا سكرت عيونها رافضة تشوفو من عيونو ونبرة صوتو المخيفين معها لإلها: ما بحب البنت يلي بتضلها تبكي وتعل القلب... ومسح ع وجهها معصّبها بزيادة بقربو... ما تنسي يلي بصير بيننا خط أحمر وممنوع ولا أي مخلوق خلق يعرف ع اللي بصير بيني وبينك... ونزل إيدو لطرف شعرها شادد عليه: فاهمة!!!
ما ردت عليه فرد شد أكتر ع إيدها فردت وهي متوجعة: آه! فحوطها بين إيديه لحظة ما رد رن جدها هامسلها بتحذير: إذا فتحتي تمك باللي صار رح تموتي فاهمة!! فجت رح تلف راسها تطالعو بتسول الرحمة منو لإلها لإنها هي ما بتعرف تكذب ولا تمثل إلا بصوت جدها بعد ما فتح الخط معو: اه ابني عبد العزيز كنو الخط تسكر بالغلط... 
عبد العزيز رد عليه بتسليكة: ما كان فيه لقط بغرفة النوم ولما جيت بدي ارجعلك رجعتلي تفضل هي حفيدتك جنبي... 
رد الجد الطاير من الفرحة دام قلقو بس تسكر الخط بوجهو مش بمكانو: مسا الخير دلوعتي!
دلوعتو ما عبرتو لإنها عم تبكي بزعل ع اللي عملو معها بتزويجها لابن الخيّال يلي طال محرمة من جيبتو ماسح دموعها وأنفها ببرود كرمال تعرف تحاكيه متل الخلق... لكن عبس لإنها ردت بكت من أول وجديد لإنها لا بدها قربو ولا بدها تحكي معو ولا مع يلي بكون جدها... فنطق الجد مستفقد صوتها: الو جودي جدو سامعتيني!
هي سامعتو بس ما بدها ترد فضغط ابن الخيّال ع إيدها تتكلم وع الفاضي ما ردت لا عليه ولا على جدها.... فحوّل التليفون لدانو تاركها لحالها في الغرفة: المعذرة يا عم جودي مستحية ترد...
الجد حس في شي صاير مو مزبوط بينهم بس ما حب يجادلو لإنو المباركة يوم الخميس وكلشي رح يبان بوقتو وهو عارف حفيدتو جدًا خجولة ومو شي غريب عنها... فيصبر ليوم المباركة والبتكون بعد تلات أيام وهيعرف هي مستحية منو ولا شي تاني فرد عليه بنبرة مختفي منها الفرحة الكانت باينة فيها قبل ثواني بسيطة: آه... طيب يا ابني مو أشكال بنعتذر ع الازعاج!
فجعّد شفايفو المعتبرو ابنو من قلة خلقو ليحكي معو: لا ازعاج و لا شي!
الجد عثمان من جفاه بالرد معو حس إنو طولها معو بالكلام فحب ينهي المكالمة فورًا: يبقى خليني استئذن منك.... وقبل ما ينهي المكالمة نطق.. عبد العزيز حفيدتي أمانة برقبتك!
عبد العزيز هز راسو وهو عم يضحك ع كلامو بمرار: ما يكونلك هم يا عم!
الجد ناظر جاسر القاعد قبالو: انشالله ... ويلا مع السلامة! فوصلو صوتو وهو يرد عليه: مع السلامة! وسكر الخط معو منزّل التليفون ع الطاولة القاعد عليها ناطق وهو ما زال مركز عيونو ع ابنو جاسر القاعد ع أعصابو ليعرف شو ساوت بنتو عند ابن الخيّال خوف الجرسة والفضيحة: أنا حاسس في شي غلط عم بصير!
جاسر طال سيجار من علبتو مع قداحة دهبية فخمة مولعو فيها: يابا لا تكبّر الموضوع بنتي هبلة وبعرفها بتلاقيه عبدالعزيز مو عارف يتعامل معها لإنها ما بتفهم...
الجد رفع حاجبو جاحرو: أفهم أنا إنتا ما بتقدر تقعد بدون ما تدخن هادا أولاً.. تانيًا بنتك قلبها أبيض منا كلياتنا وبعمرها ما آذت حدا... فاشكر ربك عليها ليل نهار إنها مو متل بنات هالوقت... بدل ما تضلك تقول عنها هيك وتذم فيها...
جاسر كمل تدخينو مطنش كلامو وع فجأة نفث من أنفو السحبة السحبها من السيجارو ليذكر أبوه: يابا لازم تتصل ع سامي وترجّعو ع البيت مش منعتو ينام هون من بعد قعدة الصلح وهيها حفيدتك تسهلت فصار وقت يرجع لعنا هون!!
الجد رفع رجل فوق رجل رادد بحرقة من هالولد الصايع المدخلو ابنو يعيش بينهم من هو وصغير من حبو الغريب لإلو مقارنة ببنتو التاركها مهمشة ومش فارق عندو الحيوان الجايبو يعيش بينهم بالبيت يلمس بنتو ولا لأ من أفكارو الشاذة عن الدين والحشمة: ما رح اتصل عليه ومن هلأ بذكرك أنا والله لو بتطلع عينو ما رح أجوزو جودي في حالة لو رجعت عنا!!!
جاسر ابتسم غصب عنو معلق: أنا نفسي أعرف ع ايش راغبها... رغم البنات الحواليه أفضل منها!
الجد رجّع الكرسي لورا موقف ع رجليه معترض: هيّك قلتها راغب فيها مش بحبها بعدين إنتا مصر تزوجو إياها من شان تخلص من تحرشاتو بحقها لإنو بدك إياه تحت أباطك... فبالمشمش تمشّي يلي ببالك بتزويجها لإلو لو رجعناها من عيلة الخيّال وصار يلي صار...
جاسر كمل نفث من سيجارو غير مهتم باللي قالو ولف وجهو مطالع ببعيد وهو عم يذكر أبوه: يابا بتذكر البنّت بنتي وأنا حر فيها انشالله لو بجوزها لأعطل واحد في الدنيا كلها...
الجد لف عليه جاحرو بقهر من يلي عم يسمعو هلأ ومن قبل: إصحك تنسى هي ترباية مين؟ بعدين مين كان يهتم فيها ويقلق عليها أنا ولا إنتا يلي كنت غايب وما حد عارف يصلك... وحرك إيدو اليسار بانفعال مكمّل... وع فكرة جاسر خلي لبنتك مجال تحبك.. خاف ربك باللي عم تعملو فيها لإنك ما بتتعرف عليها إلا لما بدك تنكد عليها عيشتها....
جاسر طفى سيجارو داخل المتكة بملل من كلام أبوه المدافع عنها رادد: انا مسامحها لا بدي حبها ولا بدي قربها.... تنصرف عن وجهي بكون أفضل شي... المهم هلأ إميرال شو صار معها احنا بدنا نضرب ضربتين مع بعض!
الجد رجع قعد ع كرسي مكتبو رادد بفخر: والله على حسب علمي جاثم قال الرجال مش بس وقع وما حدا سم عليه إلا غرق لفوق راسو!
جاسر ضحك بشر: ههههههه حلو! والله بناتنا قدها يا عمي ولّا بتلاقيه داب ع جمالها من زمان بس جديد نخ! ولف وجهو مبحر بعيد بالمستقبل القريب جدًا بضرب عيلة الخيّال ضربة منزلة راسهم بالأرض لدرجة ما فيهم يرفعوه من العار هاليصير بحقهم من وراه هو وأبوه المخطط بشي ما بعرف عنو ابنو محراك الشر كرمال يصير ويصدم فيه الكل بدون أي تدخّل من هالمنكوب القاعد قبالو... فتنهد سارح بحال بنتهم مع ابن الخيّال المتعجب من خفة عظمها ونحافتها غير المبررة لإلو من لما حوطها بين إيديه لتحاكي جدها لكنها هي باللي عملتو كادت تجلطو... لإنها مصرة تتعامل بلؤم منو... فبعد حالو عنها خاليلها الغرفة كرمال ما يبيدها من تمردها ع كلامو... 
الكارثة إنها مفضلة البكى على إنها تواجهو ولا تطيع أوامرو لتهوّن عليها جنونو معها... بس عبس والعتب ع اللي بفهم وهي الحمد لله والشكر الفهم وين وهي وين فطبق الباب وراه يشتغللو شي ع تليفونو بقراءة بعض التقارير وفجأة بوسط قراءتو فطن الغبية يلي عندو ما جابت شنطتها من برا علشان تلبس... فاستغفر ربو قايم جايبلها إياها من المقاعد الورانية بسيارتو... وتحرك لعندها بسرعة ليخلّص من هالمهمة يلي عليه كرمال ينشغل بشي يشغلو عن سيرتها وشوفتها البترفع ضغطو... فقطع المسافة المتبقية لإلو للغرفة الهي فيها... فاتح الباب عليها وبهت بس لمحها قدام عيونو قاعدة ع الأرض عم تطالع فستانها الأبيض الماسكتو بين إيديها بنظرات غريبة عليه وهي لساتها بالمنشفة... فرفع حاجبو مستفز من حركتها المحسستو إنها بريئة بشكل ما بتصدّق... فترك الشنطة ع الأرض متحرك لعندها بطاقتو المخيفة والمطلعتها من سرحانها لتحس فيه محتارة وين تروح بنفسها وما حست غير منزلة راسها بقلة حيلة مسلمة حالها للي رح يعملو... وجفلت بس لمحتو مقرب منها فرفعت إيديها حاجبة وجهها عنو ومبعدة حالها حالها شوي كسد لضربو الحستو رح يجيها هلأ... لكن يلي صار عكس توقعها من سحبو الفستان من بين إيديها وهو مناه يقلها هو صح شو بحب وجعة الراس... بس هادي مش وجعة راس إلا بلا (بلاء) مصبّر ورمى الفستان ع الكرسي المخمل محاكيها: فهميني شو أعمل معك إذا من أول يوم واحنا هيك!! يبقى كيف لقدام؟
ما فهمت كلامو ففضلت الصمت وهي عم تحرك نظرها لإلو بجهل وحيرة شو تعمل كرمال تضمن رضاه الما فيها حتى تساويه من ذاكرتها القصيرة التبرمجت عليها من عدم أبوها لشخصيتها مع كترة الضرب وكبت حريتها بالكلام وبالتفكير... فزفر مقرّبها منها أكتر مدور بعيونها ع الشعور الإنساني الفاقدو فيها من إحساسو وهو عم يحاكيها عم يحاكي حدا آلي خالي من الفهم والمشاعر ونطق بغصة تعجبية منها: بس أفهم إنتي صنم إشي؟ ما بتحسي ولا بتسمعي ولا بتفهمي؟ ومسح ع وجهها ورقبتها متقصد تحس فيه كرمال تتفاعل معو بدل ما تضلها تنزل راسها: جاوبيني!!
شو تجاوبو ما تجاوبو... شو عم يقول هادا... فخافت منو ومن قربو وبسرعة تحركت مرجعة حالها خطوتين لورا وهي عم تقلو بتأتأة: أأ أأنا آسفة!
ناظرها مستغرب ردها معلق: ع أساس آسفك رح يفيدك أنا بدي أكل متت من الجوع كم مرة قلتلك اطبخي؟
رفعت إيدها حاكة دقنها ... وبوزت لإنها هي والطبخ مو أصحاب بالمرة والأكل عندها مش كتير مهم ويمكن تبقى ع وجبة وحدة باليوم بدون أي مشكلة فعلى عكس هو يلي بحب أكل البيت... فرجع تكلم وهو عم بحاول يسيطر ع أعصابو: احكيلي كم مرة بدي اضلني أؤمرك كرمال تلبي أوامري؟
مسحت ع شفايفها ناطقة بصوت يا دوبو مسموع من خوفها ليعصب من ردها الوحيد: أنا ما بعرف أطبخ!
رفع حاجبو: والله شي حلو... وليش ما بتعرفي تطبخي؟
ما عرفت بشو ترد فرفعت إيدها ع شعرها الجاف يلي نفش بعد ما جفت المية يلي عليه بدون ما تمشطو وترتبو... ماسحة عليه بحركة عفوية منها فانغص منها ماسكها من إيدها بمسايرة وهو عم يناظرها بعيونو الناعسة: جاوبيني؟
زمت شفايفها ما في عندها الجرأة تبقى تطالع بوجهو أكتر من كم ثانية فنزّلت راسها وهي عم تجاوبو بصوت هامس مسموع لإلو من قربو منها: لإنو كانوا الخدم يطبخوا!
استنفر من ردها التافة المو جاي ع بالو يسمعو فسحبها من إيدها لتقابلو وهو عم يخبرها من بين شدو ع حالو: على أساس يعني ما بعرف إنو في عندكم خدم ... كلام الخدم هادا طلعيه برا راسك لإنو من يوم وطالع إنتي يلي رح تشتغلي شغل الخدم مش لإنك خدامة إلا لإنو بحب تعمليه لهيك رح تطبخيلي وترتبيلي أغراضي وتنظفي وترتبي جناحنا الخاص بعد ما نروح ع بيت أهلي... وسكت جالطها باللي سمعتو من تخيلها كل هالعمل الشاق هيكون عليها محسسها كأنها سندريلا عندو رح ينجار فيها... فكرمال ما تكون متلها نطقت بكل بساطة من كرهها لانصياع سندريلا لمرت أبوها وترتيبها البيت بدل ما تروح تنام متلها لما تلاقي العالم صار تقيل ومخيف عليها معها: أنا ما بعرف!
فضحك ضحكة صغيرة رادد: بصراحة جواب مقنع افحمتيني بردك... ورفع إصبعو السبابة مأشر ع عقلها مكمّل بكلامو: أفهم شغلة هادا عقل ولا بطيخة؟ وإن كنتي ما بتعرفي بتصيري تعرفي فما تاخديه حجة... وكرمال اختصرها عليكي عندي ما في قانون ببرر الجهل وعدم المعرفة لإنو كلشي مع الوقت بصير مهارة مكتسبة... وحرّك عيونو بس لمحها عم تشد المنشفة ع جسمها خوف ما توقع قدامو وتكشف اكتر من المكشوف منها قدامو للي كمل بعيونو تفقيد بجسمها الوضعو صحيًا مزري طالب منها: قومي يا هبلة نضفي وجهك من بقايا المكياج لإنو مشوه ملامحك وفكي شعري وسويه مال الخلق... وألبسيلك شي ع السريع علشان مهمة الطبخ يلي عليكي عم تستناكي... وما تفكري دامك عروس نجيب من برا لإنو ما بحب... فهزتلو راسها مخليتو ياخد نفس طويل لإنو واخيرًا قدر يتفاهم معها لأم مخ فاضي وبعد عنها إلا بصوتها يلي اخيرًا طلع منها بعد صراع طويل إذا تحكيلو أو لا: ما لقت ع التواليت محارم أو قطن لمسح المكياج!
فتح عيونو من ردها معلق: بالله هلأ انتي قاعدة هيك من بعد ما تحممتي مآخرة حياتنا لإنو ما في محارم متخصصة لمسح المكياج... فطاج منها ساحبها من إيدها وهو مكمل معها بالكلام... تعالي اورجيكي شو حلك!! وتحرك فيها داخل الحمام المرفق بالغرفة وحط راسها تحت حنفية المغسلة...فاتح المية عليها وهي ما اعترضت بالمرة من حبها حد يفهّمها ويعاملها متل طفل صغيرة... وكمل معها مغسللها وجهها ومبللها شعرها وهو عم يغسللها وجهها بالغلط ناصحها: شغليه للي ناتعتيه (حاملتيه) يا حلوة!! ورفع راسها لحظة ما حس عليها مو قادرة تتنفس من كتر ما فرك وجهها بدافشة ناسي نعومتها معلق: كمان ما بتعرفي تتنفسي هتجلطيني!
فجت بدها تتبسم ع تعليقو المذكرها بتعليقات عمها كنان معها فنزّلت وجهها خوف ما يشوف ابتسامتها ويصعب منها... 
عاد وين بدو يشوف ابتسامتها وهو مركز مع المحارم الجاف بلفو حوالين إيدينو كرمال ينظف وجهها العليه بالنسبة لإلو طن مكياج وبسرعة مزع الكمية اللاففها حوالين كفة إيدو عن اللفة الكاملة وبسرعة لفلها وهو عم يقلها: قربي! 
وقبل ما تستوعب شو قال سحبها لعندو وهو متنهد من عقلها بطيء الاستيعاب وبلا تخطيط قرب منها فارك وجهها لبنت قاتل أبوه يلي ما توقع هيصير بينهم هيك شي من توقعو اشياء ما بتشبه العم تصير هلأ... فكتم حسو موتر فيه "مدامتو المن جديد" الانتبهت ع ريحة عطرو المعبية أنفها فخجلت من نفسها كيف تفاعلت مع عطورو الما عمرها شمتو ع حد... فشدت ع حوض مغسلة الحمام ساندة حالها عليها من فرك وجهها بتجديد المحارم وتبليلها مية... فزاد خجلها منو لدرجة عاجزة تتنفس من شدة قربو منها... وما صدقت يبعد عنها كرمال تتنفس بريحتها فبلعت ريقها مركزة بإيديه العم تنظف الفوضى العمللها بالحمام بكب المحارم وبمسح الحمام بالممسحة "الموجودة مسبقاً بالحمام" اختصارًا لتضييع وقتها بتنظيف الحمام كرمال ما تعل قلبو وهو عم يزن عليها لتخلص... ونطق مخبرها بس لمحها واقفة مكانها: شو عم تستني حضرتك كنو عاجبك شكلي وأنا بنظف عنك.. بسرعة روحي سوي شعرك بدل ما هو نافش والبسي شي ع جسمك عشان تسوي شي ناكلوا! ولف عليها جاحرها بس لقاها ساكنة مكانها: شو عم تستني!
بلعت ريقها متوترة منو لإنها خجلانة تطلع من قدامو بدون ما تتشكرو فنطقت بعجلة بصوت واطي يا دوبو مسموع لإلو قبل ما يقلب عليها مبهدلها: شكرًا! وطلعت من قدامو خطف مدورة ع شنطتها الجابلها إياها من السيارة قبل ما يحاورها... وتحركت بسرعة لعندها لحظة ما لمحتها قريب الباب إلا بشي مغطيها من وراها فجت بدها تلف إلا هي صادمة بصدرو فضحك غصب عنو بتعجب منها معلقلها: لا حول ولا قوة إلا بالله هبلة متجوز أنا! وتجاوزها مكمّل لبرا الغرفة طابق الباب وراه وهو حاسس حالو بين متقبل قربها المخليه ينفر منو بس يتذكر هي بنت مين... فتحرك للمطبخ يشوف ايش فيه شي بقدر يسلك حالو فيه لحد ما هبلتو عاملتو شي دامو معني ما يخبّرها إنو بعرف يطبخ علشان ما يعطيها عين وإن كان ع حساب جوعو ففتح التلاجة ساحب منها قنينة مي قزاز وفتحها بعد ما قعد ع الكرسي الطويل قبال الكونتوار (كاونتر).... ورفع رجل فوق رجل وهو مناه يفهم الهبلة يلي عندو وين عقلها فالله يعلم بس يعرف عقلها بشو مشغول شو رح يعمل فيها... وشرب من المية تاركها تفتح شنطتها وهي شاهقة من القطع يلي فيها وبسرعة سحبت أهون شي لإلها عليها واللي معتودة ع لبسهم بجناحها فرمت المنشفة لابسة الشورت القصير الطالتو مع بلوزة كت ولفت بسرعة ناحية المراية فاكة شعرها وممشطتو بصعوبة موجعة فيها فروة راسها وإيديها من كتر ما كان متشبّك ومتعقد وبغلب بالفك...
وفجأة تذكرت إنو بشنطتها لمحت كم كريم ومن بينهم كريم للشعر... فبسرعة طالعتو مدهنة منو شعرها التاركتو ع طبيعتو وكان شكلو مع خملو ولونو وتموجو الناعم الهادي رهيب بشكل مش مدركيتو من كره أبوه يلمحها بشعرها ولا بلبس الفستان وحركات البنات... لهيك شعرها غالب الوقت مرفوع يا مجدّل... لكن اليوم مالها خلق ترفعو من إيدها اليمين الموجعتها من كتر ما ضلو يضغط عليها البقولوا عنو زوجها واللي زادت وجع من فك شعرها... فتحركت فورًا بعد ما خلصت من شعرها ساحبة كريم الجسم مدهنة منو جسمها ومعطرة حالها بالعطر المحطوط بالشنطة وهي أبدًا مانها مفكرة باللي صار معها امبارح ولا باللي قلها إياه... وتحركت طالعة من الغرفة بدون ما تحط أي شي على وجهها الجاف بزيادة والمحمر من دفاشتو بمسحو ودخلت المطبخ المفتوح جزء منو ع الصالون بدون تفكير ليش دخلتو... غير معبرة يلي مرت من قدامو جابرتو يرفع راسو أول ما شم ريحة عطرها الغريبة عليه والفواحة بذات الوقت مفقدها... فرفع حواجبو بالع ريقو بصعوبة... 
هو مو متعود ع حدا يلبس هيك قدامو وإن صادف وحدة لابسة هيك بغير مكان نظرو... فتحركت لعند التلاجة بكل عفوية وهي مو منتبهة ع عيونو يلي عم تتأمل بشعرها بأعجاب كبير من دهشتو باختلافو عن شعرها الشافها فيه قبل شوي باللون والطول فشو كان مسحور فيه فنزّل نظرو ع بقيج جسمها متفحصها وبس شاف كيف رجليها الرفاع المشدودات ما عجبو حالها... بس شو بدو يعمل هادا هو شكل مرتو... ولا يعني هادا الشكل شكلها رح يبقى هيك عندو لإنو ما بحب البنات المبنيات محرومات من الأكل ما عندو مشكلة بالجسم المتناسق ولا النحيف المنطقي بس عندو مشكلة كبير بهالهيكل العظمي يلي عندو... فخليها تودع شكلها هادي الأيام لإنو بس يرجعوا ع بيت أهلو إلا يخلي أمو رايحة جاي تطعمي فيها لتصير متل الخلق... فبلع ريقو أول ما حس عليها ع نفس الوقفة قدام التلاجة ناطق بصوت مغيوظ من حركاتها: شو يا مدام بدك سنة لتختاري شو بدك تعملينا!
فتخصرت بعفوية لافة وجهها وهي مضيقة عيونها بخوف... شو تقلو... هادا عقلو صعب متل أبوها فشافتو جاحرها جحرة خلتها تنطق بسرعة خوف ما يقوم لعندها: مو عارفة!
فرجّع الكرسي موقف ع رجليه وهو حاسس هتجلطو بردها يلي بذكرو بمقولة سكت دهرًا ونطق كفرًا: افهم أنا شو متجوز وحدة مو عارفة الله وين حاططها...
فضيقت عيونها البريئات أكتر بتعجب منو... معلقة ع تصرفو معها بعفوية: ليش إنتا بتضلك معصب؟ 
سلامة خيرها بتقتل التقيل بغباءها وبتمشي بجناتو... فتحرك لعندها وهو عم يتنهد من عقلها المخليه مناه ينقض عليها متل الفريسة ونطق رادد ع سؤالها المش منطقي لإلو: لإنو متجوز وحدة متلك!
ما عجبها ردو فطالعت بفراغ بلا تركيز منها من أطراف عيونها من رفضها لتطالعو للي عم يقرب منها أكتر منسحر بعطرها وتكلم بهمس لإلها بالوقت العم يمسح فيه ع جبينو: أفهم أنا كيف رح اتحملك! وتجاوز المسافة البينهم محطيها (محاوطها) بأنفاسو معلق بكل جرأة معها من رغبتو لتحمل منو بسرعة كرمال يجيه الطفل المستنيه استني: ماني عارف كيف رح تصيري أم وإنتي لسا عقلك مو ناضج... ومسح ع وجهها بأطراف أصابعو بشكل مخليها تختنق فحاولت تهرب منو قبل ما تغرق بشعور الخنق المسببلها إياه... لكنو هو قبل ما تهرب منو غدرها بلفها من خصرها ليرفعها بين إيديها وهي عم تترجاه: مـــا تـــقــرب!
مين يلي ما يقرب هو... ليش إن شاء الله هو تزوجها عشان يتركها هيك ممكن لو ما كانت بنت دهب كلشي بفرق عندو معاها... فضحك ع كلامها وهو عم يذكرها بالدبح يلي عليها دام أهلها زوجوها إياه: ليش فكرك تزوجتيني سياحة وسفر بتبقي غلطانة فأحملي بالأول بعدها افتحي تمك! 
بكت برجى وهي عم تحاول تخليه ينزلها ع رجليها من بين طلبها منو: الله يخليك ما تقرب مني والله إني بخاف!
استتفه ردها معقب باستمتاع معذبها فيه: مو أول ولا آخر وحدة بتخافي.... بروح الخوف أول ما تتعودي!
تتعود ع هيك شي!!!! مستحيل طول ما حضرتها بتنام وبتصحى ع عالم سبيستون!!! فصفنت بكلامو مش حاسة فيه داخل فيها غرفتها إلا لما نزلها ع السرير... فتشجنت عاجزة تتحرك بس لمحتو بطولو وجسمو المحسسها متل الوحش مع بيلا البريئة.... ورفعت عيونها مطالعتو بضعف للي عم يتفحص وجهها الناعم بنظرات خلتها تحس هتموت من كترة الخوف... فبكت فاركة إيديها ببعض رافضة فكرة لمسو لإلها... فنطق متعجب عمايلها معو خايف يصدق براءتها ويروح فيها متل شربة امبارح... فرد قسى معها تحسبًا لقدام: أنا ما بحب اجبر حدا ع شي ما بحبو لكن إنتي مجبورة تحققي طلب عيلتك... ولا شو رأيك؟
هزت راسها برفض وهو عم تقلو: بس أنا ما بدي أحقق طلب حدا....
ضحك عليها وهو عم يقرب منها بايسها ع خدها بخفة مذكرها: يبقى كان ما تجوزتي من الأساس!
طلّعت عيونو مطالبتو ما يلمسها وهي ناسية تهديد أبوها لإلها مخبرتو: ما في حدا سمعلي... زاد ضحكتو ع كلامها المالو داعي هلأ دامو تزوجها... فطنش كلامها معطيها يلي عندو من الآخر وهو دافن مشاعر رأفتو معها لإنو مالو دخل بجبرها أو لأ هو إلو من برا مش من جوا: أنا بقول تقبلي الموضوع لإنو أفضل لإلك... 
لكنها هزت راسها رافضة قربو من شعورها هي مش هون... في حين هو ما همو رفضها وعدم تقبلها للي رح يصير بينهم بأي يوم... من اقتناعو الواحد مش دايمًا بقدر يرفض طول ما هو أمر محتوم عليه... وقربو مو استنثاء من يلي عم يفكر فيه دام الكل وهو معهم مستنيين فيها تحمل منو بأقرب وقت... 
فبلع ريقو محاول يحنن قلبو معها كرمال ما يكون الأمر متعب بينهم وهو عم يرفع إيدو ماسح ع وجهها بحنية ما تخيل هتطلع معو بهيك وقت وقدامها خاصة محاكيها بنبرة هادية: ما تخلي عدم تقبلك للي هيصير يصير جحيم لإلك معاي... بالنهاية ما بدك يكونلك بيبي وحرك إيدو لعند بطنها ماسح عليه بنعومة: عم يكبر هون... وحس بصعوبة يتخيلها حامل وهي بهالهيكل العظمي العليها... فطالعها بتناقض عاجز يفهم سبب نحافتها المش معقول... وقرب منها ماسح عليها وهو حاسس تعاطفو معها حولو لزوج راغب فيها من رغبتو ليعطيها شي عاجز يعطيها إياه بالأفعال والكلمات من خوفو لتقوى عندو عليه... فحاولت تتنصل من لمساتو ونظراتو لإلها لكن ما قدرت من الضغط الحست فيه من مضي دقايق من المماطلة العم تتعبها من فشلها لتبعدو عنها فتنازلتلو كرمال يحل عنها جبراً لتتخلص منو وطوعًا من تفاعلها الفطري معو... فبكت بخوف من تفاعلها معو للي اسميًا بقولوا عنو زوجها لكن فعليًا هي مش فاهمة عمق هاللقب من تخيلها الصار بينهم شي حرام وغير مقبل لإلها عند أهلها... 
وهو بس شاف دموعها بعد يلي صار بينهم احتار معها عم تمثل ولا شو... فبعد عنها بقسوة مخبرها من إحساسو إنها عم تتكبر عليه بالعلاقة بعد ما صار بينهم: أنا رح امشيلك اليوم لكن بكرا بدي ألاقيكي صاحية بكير كرمال تطبخي وتغيري شرشف السرير يلي شكلو عاجبك... وسكت مستني منها كلمة ليقاتلها عليها لكنها ردت لعادتها بالترفع عن الرد معو وفوقها لفت حالها معطيتو ضهرها... فاشتاط منها لاففها من كتفها العاري لتواجهو: أنا ما بحب اللي بعطيني ضهرو وأنا عم بحكي معو!! فلفت عليه وهي مخنوقة منو ومناها تقلو أنا بكرهك وما وعت إلا هي ناطقتها: أنا بكرهك! فغمضت عيونها خايفة من ردة فعلو... إلا وصلها صوت ضحكتو المستتفه ردها مخبرها باللي عندو: على أساس طالب حبك... 
وبعّد عنها لابس أواعيه وطالع من الغرفة مالل منها ومن لسانها الطويل... وتحرك لأقرب حمام لغرفتهم مغتسل فيه أحسنلو من ما يغتسل بحمامهم ويقتلها من النار الحاسسها اتجاهها من بعيد يبقى شو حالو هيكون معها لو كان قريب منها ومعها بنفس الغرفة... وبسرعة نشف جسمو ولابس أواعيه الطاهرين وهو متعجب كيف سهي عن صلاة الجمعة التعنى ليمنع حالو ليصليها بأي جامع لو كان بعيد عنو من خوفو ما تساوي شي بحالها... فاستغفر ربو ملحق يصلي صلاة الظهر من كرهو ليأخر الصلاة عن وقتها... وسلم منها متحرك للطابق التاني يقرألو سورة الكهف ويصلي ع النبي ويكلم الأهل والصحاب كرمال يشغل حالو عن النار المناه يطلعها ع دلوعة جدها عثمان التحركت للحمام وهي عم تبكي بصمت مش مستوعبة شو عم يصير معها... ففتحت المية بعد ما سكرت الباب ع حالها وهي عاجزة تصدق كيف تفاعلت معاه للي خايفة منو... فوقفت تحت المي وهي مناها تسلخ جلدها من عجزها لتحذف تفاعلها معو... بس لا قدرت تسلخ جلدها الحمّر بالفرك ولا قدرت تحذف يلي صار من راسها الوجعها فاضطرت توقف المي ع حالها مدورة ع منشفة تنشف فيها جسمها بس ما لقت أي منشفة معها بالحمام فاضطرت تطلع ركض لبرا ساحبة منشفتها القديمة التاركتها ع التواليت لتنشف جسمها فيها وبسرعة تحركت للشنطة مدورة ع أي شي تستر فيه جسمها الكارهة تلمحو عاري من قهرها لتتذكر يلي صار... وبسرعة تحركت من همدان جسمها ساحبة المخدة والشرشف راميتهم ع الأرض كرمال تنام بعيد عن المكان البذكرها باللي صار وبهت بس لمحت بقعة الدم ع الفراش فبسرعة سحبت المنشفة الكانت راميتها ع الأرض مغطيتها فيها ولفت مباشرة ممددة حالها ع الأرض ومغطية حالها بشرشف السرير وبلا أي مقدمات ارتخى جسمها ع الآخر مسلم حالو للنوم مع طفي عقلها المش سائل بالعالم يلي هي فيه... رغم إنو في غيرها تارك العالم ولمة ولادو وبناتو ورجال بناتو واحفادو من بعد ما رد من صلاة الجمعة حواليه لياكلوا الغدا التعبوا عليه بناتو وكناتو (كناينو/ كنتينو) التنتين بتحضيروا مع الخدم وتنزيلوا ع طاولات مفصولة للرجال والنسوان كرمال يسأل فيها هي... فطالعهم بلا تركيز غير مستمع لمواضيعهم المشتتة من خوفو ليجيه تليفون من حفيدو يقلو فيه هادي مو بنت أو إنو عمل معها شي... فمسح ع وجهو غير منتبه ع عيون عاصي الكانت كاشفة قلقو الخافيه عنهم... لإنو هو كان خايف متلو... فتحرك مبتعد عنهم وهو عم يقلهم: دايمة! 
فردوا عليه جابر وجواد السمعوه من بين طراطيش الكلام الداير حواليهم: آمين! 
وتحرك لداخل القصر مغسل إيديه ومنتهز انشغالهم برا بالأكل كرمال يحاكي رفيق دربو عبد العزيز فعبّر ع أقرب غرفة لإلو إلا لمح ابنو عم يصحى من نومو بدو يسحب رضاعتو المجانبتو من كتر مهو جوعان فقرب منو وهو ملهوف عليه بايسو ع خدو الملزلز المحمر مع النوم متغزل فيه وغير مركز بمحاولتو ليسحب الرضاعة لعندو: يسعدلي الهادي جنرال أنا يا ناس... ابنو جنرال كان بدو يبعد عنو ليسحب رضاعتو ففهم هو عليه ناطق: جوعان يا روحي! 
جنرال هز راسو فبسرعة سحبها معطيه إياها وهو ما صدق تكون قريبة منو ليرضع منها من كتر جوعو.. فضحك على تصرفاتو وهو مسحور بهدؤو... وقعّدو بحضنو محاكيه: شو يا حلو اصحك تفكر ترجع تنام... صاير تنام كتير... 
جنرال بس عم يهز راسو متفاعل معاه بالحركات راغب بكلامو معاه فواصل عاصي كلامو وهو عم يغمزو:صح البيت بدون عمك عبد العزيز مو حلو.... شو رأيك نحكي معاه أنا عارف إنك مشتاقلو... 
جنرال ابتسم بتأييد... فتحمس مع حركتو ساحب تليفونو من جيبتو متصل عليه... وبعد كم رنة وصلو صوتو: غريب متأخر بالإتصال... قلت ممكن ما نام إلا وعاصي متصل!!
عاصي انفجر ضحك: ههههههه قلت أتقل بعدين لو حكيت وسألت ما رح تحكي شي.. المهم اتصل فيديو فايس تايم تشوف ابني الحلو إذا فاضي... 
وما لحق ينهي كلامو إلا اتصل عليه فيديو فايس تايم فرد عليه مبعد التليفون عن دانو محاكي ابنو: يابا جنرال شوف عمو!!!
جنرال صار يضحكلو ويعمل حركات لفت انتباه...
عبد العزيز داب مع حركاتو محاكيه: حبيب قلبي إنتا...
إلا بتعليق عاصي مذكرو باللي مو ناسيه: شد الهمة لإنو ابني بدو حدا يلعب معاه بالعيلة!! 
عبد العزيز ابتسم بوجهو: إن شاء الله ورد عليه بخبث... بعدين ليه ما إنتا تجيبلو اخ مفكر ابني لعبة لأبنك... 
عاصي رفع حاجبو وهو ماسك ضحكتو: شو شايف حالك علينا مع زواجك... بعدين متى دورتك هتخلص!!!
عبد العزيز رد بنبرة مخيفة: بس يصير يلي خايف منو... المهم قلي كنك ببيت جدي!! 
عاصي هز راسو: اه قاعدين برا... حابب تحكي معهم!!
عبد العزيز رفع حاجبو برفض: لا مالي خلق لأحكي مع حدا... سألتك علشان الموضوع يلي بالي بالــ ~
وفجأة إلا وصلو اتصال من عمو كنعان مقاطعو بنص كلامو... فرد بعجلة... كنعان ع الخط بدي أحكي معو... يلا بحفظ الرحمن بنتحاكى بعدين... وسكر الخط بوجهو رادد ع عمو: آه يا عم!!
كنعان رد عليه وهو رافع حواجبو بإعتراض: كان ما جاوبت علي بكون أحسن!!
عبد العزيز ابتسم بمرار مخبرو من الآخر شو علتو: والله أنا رجال عفآن الكلام فإذا بدك تسأل عن حالي أموري تمام...
كنعان ترك التصاميم يلي قدامو محاكيه: معك حق ع القعدات يلي صارت عند أبوي وأنا بعرفك إنتا بتحب الشغل وموتك القعدات يلي فيها حكي كتير... المهم اتصلت عليك شوف وضعك مع الزواج بس واضح مالك خلق للحكي فبس يجي ببالك تحاكيني بتتصل... ويلا مع سلامة..
عبد العزيز رد عليه: الله يسلمك!!! وسكر الخط بوجهو وهو حاسس مخلص كل يلي عليه... صلاة وصلى... تحصين وحصن... وقراءة قرآن قرأ... حمام وتحمم... ضل ياكل لإنو مات من الجوع علشان بنت دهب الهبلة يلي ما بتعرف غير تحكي ما بعرف... فدخل المطبخ وهو حريص ما يعمل أي طبخة علشان حضرتها تنجبر تنصاعلو... بس الكارثة التلاجة والمطبخ ما فيهم شي بتاكل متل الخلق ... وهو وصى الخدم ع كل شي إلا شغلة الأكل ما دقق عليها وحضرتهم مو جايبين إلا مشروبات طاقة وحلويات وهو ما باكلهم ولا بشرب مشروبات الطاقة فمعقول يضلوا عايش ع المي من ورا إهمال الخدم لهو شو بحب... مستحيل بعدين مالها شغلة التوصيل من المطاعم والسوبر ماركت للبيت... ما مالها شي غير إنو تصرف كريم ولطيف مع بنت دهب يلي لازم تطبخلو خوف ما تهمل بيتها متل بنات هالجيل وتتعود ع المطاعم وهالحركات البايخة... فأفضل شي يروح هو كمنفس بعيد عنها ومنو ما رح يخلي شي ما رح يجيبوا... كرمال تطبخ... 
وفكرها إنو يمشيلها جهلها بتبقى بتحلم وفوقها دفنت حالها بإيدها ع إيديه ساعتها... مياصة البنات ودلعهم مو عندو... وفجأة استفقد حسها داخل غرفتها الصارت لإلها من كتر ما بتضلها فيها... وصدم بس لمحها ع الأرض نايمة وهي مكومة حالها ع بعضها بكل خوف بدون ما تتغطى منيح... فخاف عليها تبرد ويتحمل عياها وحركاتها الماسخة فتحرك لعندها مغطيها بشرشف السرير ولف منسحب من البيت بهدوء مقرر يجيبلها لوازم المطبخ... ويشوف وجوه خلق الله احسنلو ما يضلو معها مقضيها نجر... فدامو آمن شرها فيه يروح ويشتري حاجات البيت دامها نايمة المدام الباينتها من جماعة يلي بناموا كتير متل الدب البيات الشتوي... فتحرك طالع بسيارتو مطبّق الموال يلي ببالو بعد ما سكر البيت عليها ودعا ربو ما تساوي أي شي مجنون بحالها... وتحرك لأقرب سوبر ماركت بلاقيه قدامو شاري منو مجاميعو... وكان رح يرجع لكن وين وهو ما معاه كتاب عن الطبخ علشان يجبرها ويبين قدامها جاهل بهالقصص هاي وتدبر حالها بالوصفات يلي بالكتاب طول ما هما هون... ومضى الوقت لحد ما لقى مكتبة كبيرة فاتحة يوم الجمعة الغالب المحلات بتكون معطلة بالبلد عندهم فيه... ورد بعد ما صلا صلاة العصر بأحدى الجوامع البطريقو... للبيت وهو عم يدعي ربو ما تكون عاملة شي بحالها وتبليه.... وضحك عليها بس فتح الباب عليها ولقاها ع نفس النومة.... فتركلها الأغراض ع باب المطبخ كرمال ترتبهم بس تصحى لإنو مالو خلق لوجعة راسها ومقالبتو فيها ومعها... من كتر ما هو فعلًا هادول الأيام مالو مراق شي وأعصابو بايزة وبزيادة لإنو عامل حالو غشيم علشان الصلح الغبي يلي عملوه أهلو وأهلها لدرجة خانقتو 
خنق من كتر ما بجي ع حالو مع الكل ومع مدامتو يلي طوّل بالو معها بالعلاقة رغم مالو خلق وفضل يسلكلها كرمال ما يفرض حالو عليها لإنو العلاقة جدًا متعبة لإلو ومضرة لإلها... 
ورغم هالمخاوف حاول يعمل يلي عليه وهو متغاضي بالقوة عن رفضها غير المتوقع للمسو لإلها دامها عارفة وفاهمة ليش تزوجتو... فما حب يدخل بجادلات مالها داعي بتركها أول لليلة بدون ما يلمسها... فدامو عليه عليه يلمسها مخلص هالمهمة ليدرء تجيب سيرتو بالعاطل هي وأهلها... فلمسها منصدم من جسمها المحسسو لامس بنت ببنيتها المخيفة الهشة كأنها بعمر عشرة ولا احدعشر سنة... ورد لمسها كمان مرة من تعاطفو معها ومن كمية المشاعر الخايف يطلعها معها بالمكان الصح من سوادة سمعتهم (سمعة عيلتها) بين الناس ومن سوابق بنات عيلتها... فهو رح يتماشى قدر ما بقدر دامو قِبل باعوجاج عيلتو الماشي فيه ومسببلو الاعوجاج بتصرفو معها تصرفات عوجة لا بترضي ربو ولا خلقو بس شو بدو يعمل غير يستغفرو ويدعيه يعينو ع مبتلاه ومصيبتو الجاي... فحاول يشغل حالو بالصالون قاعد ع قراءة الابحاث بمواضيع متنوعة... موسع دماغو ومصلي المغرب والعشا والبيات الشتوي يلي عندو لساتو نايم وأغراض المطبخ ما ترتبت فخاف عليها يكون مالها شي ويورط فيها فدخل الغرفة عليها ملاقيها عم تتقلب فتنفس براحة طابق الباب وراه بخفة بعد ما طلع من عندها إلا برنة تليفونو من أمو فتحرك بسرعة طالع للطابق التاني بعد ما وثق هادي الهبلة ما رح تعمل شي بحالها ومباشرة دخل ع غرفة ولاد (شباب) العيلة بمزرعة جدو وهو عم يرد ع أمو: اه يما مساكي!
أم عبد العزيز ردت عليه وهي عم تقعد ع كنبة غرفتها النوم: ومساك يما كيفك إنتا وعروستك إن شاء الله كل شي منيح بينكم! 
عبد العزيز رد عليها بدون ما يتعمق بالموضوع: الحمدلله كل شي تمام ما تقلقي... المهم إنتي كيفك ومو ناقصك شي... اتصلت عليكي الضهر فقلت شكلك مشغولة مع العيلة!!!
أم عبد العزيز ابتسمت ع قلقو عليهم ناطقة: والله ما حملت تليفوني إلا هلأ لإني مشغولة مع عماتك فقبل شوي روحوا والبيت فضي فقلت أحكي معك واتطمن عليك وإذا أمورك تمام!!
رد عليها مطمنها: كل شي تمام وبألف نعمة يا حجة!!
الحجة أم عبد العزيز حست ما في داعي تحكي معاه أكتر من هيك من نبرة صوتو الكاتمة ع التليفون: تمام يما يبقى بحكي معك بعدين!! وسكرت الخط بوجهو وهي عم تدعيلو بالأيام الهوينة مع بنت دهب يلي ممكن تكون ورطة عليهم وتشبك العيلة ببعضها... فخافت من جيتها عندهم ع البيت رغم إنها كانت بسوطة في حس جديد رح يدخل عليهم بس بنفس كمية انبساطها خايفة لتكون هادي البنت فتانة وخرابة بيوت وتقلب البيت فوق راسهم... 
وعاد وين ظنونها وكنتها البرية (ما بتضر نملة) وين... فوينك يا جودي تسمعي ظنون حماتك السيئة بحقك... وتدركي احتمالية تعاملها معك ما هيكون مختلف عن تعامل زوجك يلي مرتاب منك لتكوني حية من تحت تبن... 
لكن لو أدركت شو هتساوي غير يا تبكي أو تحضر أو تنام... غافلة وجاهلة عن جدو يلي ما رح يقبل يصيرلها اي شي كرمال سمعتهم ومن خوفو عليها... لدرجة كان منتظر البيت يخلو لإلو كرمال يحاكي زوجها البكون حفيدو البكر مو ليتطمن عليه إلا ليتطمن عليها هي... فاتصل عليه بعد ما سكرت منو أمو بكم دقيقة... فرد عليه فورًا لإنو كان عم يحضر فيلم وثائقي: غريبة يا جدي مآخر اتصالك علي توقعت اصحى ع اتصال منك من خوفك ع البنت!!!
الجد ابتسم ابتسامة صغيرة مجاوبو: فكرك لو اتصلت كان رديت!!! بس لخير إني آجلت اتصالي علشان اسمع صوتك الرايق!!!
عبد العزيز فهم إنو جدو وصلو شو حابب يعرف فأعطاه الصافي: دامك اخدت جوابك تصبح ع خير!! 
وسكر الخط بوجه جدو يلي ابتسم عليه وهو عم يعلق... سريع بالأخد والعطا...ورجع لصحابو بإتصالات علشان يقضي هادا الأسبوع من عزومة لعزومة كمباركة منهم لعيلة الخيّال... وكم حس براحة لإنو حفيدو لمسها... 
وفجأة تذكر يرسلو رسالة (نسيت خبرك هادي الأيام أنا وإنتا معزومين عند صحابي) وأرسلها لحفيدو الضاج من العزايم والقال والقيل والنفاق فكتبلو 
بلا خجل (بالله حدا متجوز جديد بدو يترك مرتو بسهولة بعدين شو بدك تخلي الناس تحكي عني حكي عطال بطال تارك مرتو ورايح وجاي تاركها لحالها بمنطقة مقطوعة... سيبك مني إنتا وصحابك) وأرسلها رامي التليفون جنبو ع السرير المتمدد عليه بعد ما شلح بلوزتو محاكي حالو "هادا يلي كان ضايل عليه" يشوف الناس ويحاكيهم.... اليوم حكى كتير مع بنت دهب ولسانو وجعو... فإذا ضلو معها هيك.. تحلم الناس إنو يحاكيها... ونام بدون ما يحس ع صوت نباح الكلاب القريب منهم غير داري عن مدامتو البتخاف 
من شوفة الكلاب... يبقى شو حال اذا سمعت صوت نباحهم المخيف بالليل لتموت بأرضها... فصحت من نومها مرعوبة وهي حاطة إيدها ع قلبها من الخوف ما يهجموا عليهم رغم إن الأبواب مقفلة بس تهيألها هيك... فقامت بسرعة من الغرفة متحركة ناحية الصالون وهي مو شايفة من سواد البيت... فحست رجلها ضربت بطاولة الصالون وعرفت هي وين فلفت حالها بسرعة إلا إيدها طبت بقنينة المية القزاز المتروكة ع الطاولة منو موقعتها ع الأرض فنقزت بخوف مو عارفة وين تروح بحالها... فتحركت مدورة ع الحفف إذا فيه مكبس الضو لتضوي الصالون ويخفف عليها وحشة المكان وما لقت حالها غير داعسة برجليها الحافين ع مجموعة قطع القزاز المتناثرة ع الأرض جنب الطاولة وجت بدها توقع... فحاولت تمسك حالها إلا كوعها مو بالقصد خابط وراها ع العمود المطبخ المفتوح ع الصالون ضاوي الغرفة وهي متوجعة كتير من القطع الكتير الدخلت برجليها فبكت بحسرة وهي مو عارفة وين تروح بحالها من الوجع... إلا وصلها من هدوء المكان صوت تليفونو عم يرن من الطابق التاني لثواني بسيطة... فبسرعة تحركت للطابق التاني طالعة الدرج بمعجزة وهي عم تدعي ربها ما يكون متهيألها صوت رنة تليفونو من فوق علشان ما يكون طلوعها للطابق التاني ع شي فاضي لإنو بكفيها قطع القزاز العم يدخلوا لجوا رجليها... ففتحت أول باب لقتو قدامها بس وصلتو وهي عم تدعي ربها يكون بالغرفة هاي.. ويا فرحة قلبها لما لمحتو نايم ع السرير ... وبسرعة ركضت لعندو وهي مو فارق عندها قطع القزاز شو عم تعمل برجليها دام هو هيساعدها... ورمت حالها بين إيديه وهي عم تشهق وكأنو طوق نجادتها: الــ ــلـــٰ ـه يــ ـخـ ـلـ ـيـ ـك سـ ـاعـ ـدنـ ـي!!! مـ ـو قـ ـادرة اتـ ـحـ ـمـ ـل وجـ ـع رجـ ـلـ ـيي!! 
فتحرك أول ما حس ع حدا قريب منو وهو مو مركز مع صوتها ضاوي ضو الاباجورة اللي ع الكوميدينة يفهم شو فيه وهو عم يسألها بعصبية: ايش فيه؟؟ ولما لمح دموعها وصت شهيقها نبرة صوتو احتدت... مالك عم تبكي؟ 
خبت وجهها بصدرو العريان غير مهتمة: الــ ــلـــٰ ـه يــ ـخـ ـلـ ـيـ ـك سـ ـاعـ ـدنـ ـي... مـ ـش قـ ـادرة سـ ـاوي شـ ـي دخـ ـل فـ ـي رجـ ـلـيي قـ ـزاز!!
نفض حالو وهو نفسو يخبصها: اكيد بالعمداً عملتي هيك تحتى تورطيني مع أهلك وتعملي مشكلة مالها أول ولا آخر!
حركت راسها ناكرة كلامو وهي عم تعيط من شدة وجعها: مـتـ ـوجـّ ـــعة كــتــير!!! 
طالعها وهو بهاللحظة هاي مناه يقتلها ويبيدها عن الوجود ... شو يعمل؟ كيف رح يواجه عيلتو.. أكيد رح يحطوا الذنب عليه إنو مهمل! وليش القزاز مكسّر وغير التحقيقات اللي رح الكل يستلموا فيها خصوصاً لأنها بنت عيلة دهب لوانها وحدة من عيلة تانية كان ما حدا أهتم هيك... شد ع اسنانو وبان فكو بشكل مخيف مع عروقو مهددها: وربي لأدفعك تمن اللي عملتيه... عليّ أنا بدك تمثلي... روحي مثلي ع حدا تاني....
فخبت وجهها أكتر في صدرو ما بدها تشوفو وتسمع صوتو... هي ما عملت اي شي تحتى يحكي معها هيك وبهالنبرة المخيفة رادة: إنـــتــا ظــالــمــنــي!
شد عليها من شعرها مبعد وجهها عن صدرو آمرها بنبرة مخيفة: انخرسي!
جت بدها تتكلم إلا إيدو انتقلت من شعرها لتمها كاتم حسها: انطمي أحسنلك خليني الاقيلك حل للمشكلة اللي عملتيها.. وبعدها عنو قايم عن السرير مضوي ضو الغرفة... يشوف شو عاملة بحالها وهو شو بدو يعمل معها من بين سماعو لبكاها... وانصدم لما شاف كيف خطواتها ع الأرض مطبوعة بالدم ورجليها التنتين قديه عم ينزفوا فضرب إيدو بالحيط ولف حالو عليها متل المجنون: بكفي بكى خلص تشهقي... هادي جزاة اعمالك... أنا يا ناس شو متجوز وحدة هبلة... فردت خبت وجهها بأيديها متلوية من الوجع ... ما أغباها شاللي خلاها تفكر انو يمكن يساعدها أو حتى يهتم لأمرها...
هي ما فكرت هيك برغبة إلا انجبرت تفكر هيك... فرفعت رجليها متقوقعة ع حالها... اللي صار معها فوق قدرتها وتحملها فكتمت صوت بكاها مع شعورها بالخنقة والدوار من قلة الأكل وشرب المي مش حاسة فيه للي ما كان حالو احسن منها لإنو خايف عليها لتنزف كتير ولإنو ما بعرف إذا في عندهم بالمزرعة مواد إسعاف أولية... فطلع مدور ع شنطة الإسعافات الاولية وهو عم يدعي ربو وضعها ما يكون بحتاج أكتر من الإسعافات الأولية فانشغل بالتدوير بعيد عنها للي وجعها زاد لإنو مش معها بالغرفة فانفجرت بكى طالبة المدد من ربها: يـ ـا رب!!! يـ ـا الـ ـلـ ـه!! وفجأة وعت ع صوتو وهو عم يلفها علشان ينظف رجليها: لـفـي ع ضهرك!! 
ما سمعت شو عم يقلها من حم الوجع فنطقت من بين وجعها بصعوبة: والــلـه مــا كــان قــصــدي! وجسمها عم يرتفع وبنزل لمكانو مع الشهيق... 
عبد العزيز رد عليها وهو عم يلبس كفوف الإيدين اللاقهم نجدة بشنطة الاسعافات الأولية الكاملة واللي باينتو عمو جواد الدكتور معتني فيها بكل جية: ولا كلمة! وقرب من رجليها بالملقط الجديد الموجود بالشنطة واللي توقع بنفع بتنظيف رجليها من القزاز فشد ع رجلها العم تحاول تسحبها من الوجع فأمرها وهو ماسك حالو ليقتلها بمكانها: ولا حركة! وواصل بعلاجها وهو مناه يخفيها عن الوجود... وكل ما يحاول يطول القزاز بالملقط تتهأوه ساحبة رجلها: آه! فيرد يرجعها غصب عنها بالقوة مذكرها: يا مدام إذا بتضلك تسحبي رجليكي ما رح نخلص من هون للصبح!!!
وهي مو فارق معها يضل معها للصبح ولا للمسا... فقرر يعطيها من المسكن يلي معاه بالسيارة لحالة الطوارئ او لما يوجعو راسو بشكل مو طبيعي... 
فتوقف ساحب حالو بدون ما يقلها كلمة... ورجعلها بمدة قصيرة جدًا... جابرها تاخد المسكن... ليكمل علاجها ويخلصو... ونامت وهي عم تبكي متوجعة من تطليع بقية القزازات من رحليها... في حين هو ما صدق يطلّع الباقي يلي لمحو كرمال يلفلها رجليها بالشاش ومنظف الفوضى يلي حواليه من ورا علاجها... وبس تصحى بشوف إذا ضل برجليها كمان قزاز ولا لأ... وأخد نفس طويل وبعد هالعناء الطويل معها... واجى بدو ينام جنبها هادي المرة كرمال ما تورطو بشي جديد.. إلا تذكر قصة الضو المضوي فتحرك بدو يطفيه إلا برنة منبه تليفونو مبشرو بدخول وقت صلاة الفجر "لإنو ما فيه مسجد قريب منهم يبشرهم بوقت صلاة الفجر" فأجل نومتو لبعد الصلاة... فقام مغير بنطلونو العليه بقع دم مع تنظيف رجليها وتحرك للحمام متوضي ومكمل طريقو بعد ما طفى ضو الأباجورة والغرفة لعندها... فارش مصلية السرير جنب السرير النايمة عليه بعد ما ستر صدرو العاري بالبلوزة الشلحها من قبل ما ينام... وكبر مصلي وهو حاسس قلبو غليظ وغير مطاوعو بالصلاة من الضغط الحطتو فيه من عمايلها الغبية ومن ظنونو وتوقعات السيئة فيها فدعى ربو من كل قلبو المعلول منها ومن أهلو وأهلها قبل ما يسلم من فرض الفجر"رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كُله... وما أنت أعلم به مني... اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وكل ذلك عندي... اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت... أنت المقدم والمؤخر وأنت على كل شيء قدير... وكمل بالعامي بحرقة... فيا الله عدي هاليوم ع خير وارزقني صبر أيوب معها لإني حاسس حالي معها واحد تاني غير عني... فثبتني يا الله ع الهدى والطريق الصح لإنو نيتي بس احمي عيلتي مش اكسرها عندي ولا ذلها... فسهللي أمري يا الله معها... وهونها علي... ولا إله إلا أنت فاستغفر وأتوب إليك... ونزل إيديه ناهي صلاتو وهو مالو خلق لينهيها فقعد مكانو قارئ أذكار بعد الصلاة والصباح ومستغفرلو شوي خوف ما يتجبر فيها من يلي عملتو برجليها... وقام بعدها مصلي الضحى من دخول وقتها ... وتحرك بعدها لعندها نايم جنبها وهو مقيدها بين إيديه خوف ما تقوم ولا تتحرك من خشيتو تساوي كمان مجنون بحالها... 
منطق يا الله عروس بأول يوم عند زوجها تساوي هيك بحالها وبحالو معها... هادا شو بالزبط معناه؟ 
الاستقبال ولا نذير شؤم لإلو معها رغم إنو عارف الدين ناهي بالتطير وداعم بالبشارات والأخذ بالحيطة والحذر... 
بس شكلو بنت دهب مش لازمها حذر إلا أكبر منو... فهمسلها من عجزو ليمسك لسانو عنها وحتى وهي نايمة: نامي هلأ بس حسابي معك بعدين!!! وبقي جنبها لحد ما نام بأعصابو العم تنتفض جنبها من غلو المحوشو عليها جواتو... فالله يستر ما يكمل عليها بس يصحى عليها عم تتوجع أو عاملة شي بحالها مش بالحسبان متل ما سوت برجليها ساهي عن فكرة ممكن هي المظلومة منو مش العكس... بس متل ما بقولوا بالحب وبالحرب يقتلوا الأبرياء دايماً طول ما فيه حد يخاف الله فيهم... فمعقول خوفو من ربو يردعو عن ظلمو فيها معها ولا قسوتو معها هتغلظ قلبو وتبعدو عن ربو... 
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الرابع

شر البلية ما يضحكُ وليه ما يضحك بسوداوية ع حال جسمو العم ينتفض من كتر ما هو شادد ع أعصابو وهو نايم... فتقلب وهو مانع حالو يتركها لو لثانية للنايمة ع صدرو بعد يلي عملتو معو رغم أوجاعها وأنينها المش حاسة عليه متلو للي عاجز يرد يكمل نومتو جنبها من الجلطة الهتجيبلو إياها من الطلعتلو فيه ع فجأة... منطق يا الله حد بئذي حالو هيك مش برجل وحدة إلا بالتنتين!!! وين عقلها هادي باقي لما دخل القزاز برجليها.... هي غبية ولا عم تتغابى بأول أيامنا مع بعض بتقوم بتساوي هيك بحالها وبحالي معها.... 
هي شو بدها بالزبط تجيب اسمو بالعاطل... ولا شو بالزبط!!!! هتجلطو جلط هالبلوة يلي هيربيها ترباية يخليها فيها تمشي ع الصراط المستقيم وتقول أن الله حق دامها هيك بلشت معاه... فقام من جنبها ليفهم كيف القزاز دخل برجليها ويستوعب عقلها البليد كيف بفكر... لإنو منطقيًا القزاز ما رح ينكسر لحالو ويركض لعند رجليها... بعدين باينتها هادي مش فارق عندها الوجع... بتساوي العملة وبتقول أي... إلا ينحرها نفسيًا إذا طلعت مخططة لهالشي... فنزل الدرج وهو ناويلها ع نية شر يخليها فيها تحرم تتصرف تصرف واحد بدون ما تحسبلو ألف حساب... وبهت بس لمح آثار نزف رجليها مع دخول أشعة الشمس من الشباك ع الدرج وأرضية الصالون فتحرك متبع مع الآثار وهو عم يحلف أيْمان بسرو مو تاركها بحالها ولا راحم فيها... هو تهاون معها امبارح بس اليوم ما فيه ع حركتها المايصة... فهز راسو حابر عليها... وناويلها اليوم أعمال شاقة مسح وتكنيس وتنظيف وترتيب علشان ما تعمل شي هيك ولا هيك وما يروح تفكيرها شمال ولا يمين وتجيب العيد معو... دامها هتدرك الوجع ما يريحها من شغل البيت التقصدت بهالعملة تتنصل منو عشان الخدم يخدموها عندهم... وكمل مع نفسو بس لمح القزاز المكسور... "قال مش قصدها... واضح انتهزت إني تاركها هون كرمال تلبسني إياها بإهمالي بس فشرت" ولف راجع لعندها بغل وهو متقصد ما يسمح آثار رجليها الهتمسحهم هي دامها جتلو من هالباب.... وشد عليها وهو عم يحوطها بإيديه بضغينة غير حاسس فيها وهو عم يشدها لتلزق (تلصق) فيه لدرجة ما في مجال لتلف شمال ولا يمين في حالة لو بدها تستغل نومو عنها... وغفى بالقوة جنبها لكنها ترد بأنينها تصحيه... فشو هالحالة هاي مو عارف ينام من وراها متل الخلق فيحاول يرد ينام وما لحق يغفى إلا صحي ع صوت بكاها وشهيقها ع صدرو وبين إيديه فجن جنونو مبعد عنها ومطالعها بدون ذرة رأفة وهو عم يسألها بغل: ع شو عم تبكي ع وجعك؟؟؟
جودي هزت راسها وهي زامة شفايفها ع بعضهم بضعف ممزوج بوجع كبير وعيونها حمر كتير ومبين عليهم إنو محرورين بشكل فظيع من رجليها... فابتسم بوجهها بدون رحمة ناطق: صحتين شو كنتي مفكرة القزاز لعبة بسيطة يا حلوة... ورفع إيدو ع دقنها ماسكو... أعطيتك بالليل مسكن بس هلأ ما فيه شي يسكّن وجعك... فتخيلي وضعك كيف هيكون مع التنظيف والترتيب... 
جودي مو قادرة تستوعب حجم الكارثة يلي هي فيها... دامها واقعة مع رجال مو واثق فيها وشايفها حية من تحت تبن... فشو كان مناها ترد عليه بس ما فيها حيل... ما فيها حيل لتنطق بحرف... وحست وجعها صار وجعين... من فكرة ما رح تاخد حبة مسكن... يبقى شو رح يكون لما دماغها هيستوعب إنها لازم ترتب وتنظف وهي موجوعة! أي عذاب هادا بدو يدوّقها إياه... هي شو ساوت معو كرمال يقلها هيك... كان مناها تقلو ما ساويت شي... بس لو قالت رح يعصب عليها متل أبوها ويعاملها بعنف فكتمت صوت حسها وتأوهها وجسمها صار يرجف... وهي عارفة ما فيه مفر... ما في منفس واحد يهون عنها وعليها... عمها كنان وجدها مو هون... وجناحها وتلفزيونها بعاد عنها... فحاولت تكوم حالها ع بعض بعزاء مهونة حجم الكارثة ع نفسها باحتواء نفسها... لكنو هو رفض تهاونها باللي عملتو معو فقرب منها منذرها: فكرك عم بمزح معك!!! فهزت راسها شمال يمين نافية كلامو وجسمها عم يعلى ويهبط مع البكى من القهر والذل الحاسستو مع يلي ما عم يمزح معها... فقرب منها العم ما يمزح معها ماسكها من دقنها بقوة وهو عم يقلها من بين اسنانو بنبرة طاغية: جاوبيني!!!! وين لسانك راح؟؟ 
وين تجاوبك وتقلك وين لسانها راح وإنتا هيك شكلك مخيف... فخافت منو لدرجة شل لسانها عن النطق بحرف واحد... فاضطرتو يضغط أكتر عليها وع دقنها وهو عم يؤمرها: جاوبي وين صوتك المزعج راح!!!! 
وين صوتها المزعج راح؟ طبيعي يروح من التعذيب والقهر النفسي النازل فيه معها لحد معجّزها فيه تجاوبو لإنها ما قدرت تسمعو من الخنقة السببلها إياها فجت بدها تتنفس من سرعة تنفسها مع البكى والغصة العالقة بحلقها لكنها ما قدرت فشهقت بشكل مخيف... بس هو ما تأثر وبعد إيدو عن دقنها ساحب الغطا عنها بالكامل آمرها: يلا ابلعي ريقك منيح وقدامي ع تحت!
لحظة مجنون هادا شي ليطلب منها تقوم... وين تقوم وهي موجوعة... تقوم ورجليها ممكن يكون وهادا مو احتمال إلا أكيد في قزازات صغيرة ضلت برجليها وبدها قيم... فما لحقت تبلع ريقها لتستوعب حجم الكارثة الهي فيها إلا لقتو ساحبها من إيدها بقوة عنيفة: فكرك عم بلعب معك!!! وحجرها بشكل خلاها فيه تسلم أمرها لربها من تيقنها المعاندة والضعف ما رح يمشوا معو... فتوقفت ع رجليها وهي كاتمة حرتها... وجت بدها تمشي بس مو قادرة من الوجع...فجت رح ترد للسرير لكن إيدو منعتها... فجبرت حالها ع المشي لكن ما قدرت روحها طلعت... فلفتلو بالقوة طالبة عطفو... لكن ما فيه مجال معها دامو عزم ما رح يتهاون معها... فمسكها من إيدها بالقوة ساحبها لعند الدرج غاصبها تنزلو وهي حاسة روحها رح تموت من يلي عم يعملو معها ومن أوامرو الشاقة الخالية من أي رحمة وهو عم يقلها: شايفة يا حلوة دمك كيف ع الأرض والدرج وبالغرفة فوق بدك تمسحيه بسرعة بعد ما تلمي القزاز... مليان عليكي شغل اليوم فادعي ربك يهون عليكي وجعك... لإنو أنا ما رح هوّن عليكي وجعك لو بشعرة... وترك إيدها بشكل مفاجئ جابرها تتمسك بإي شي جت إيدها عليه... وكان من حظها خزانة مسكرة حجمها بصل قريب كتفها قريب منها... لكنها ما قدرت تتمسك فيها من ارتخاء عضلاتها من قوة ضغطها ع حالها مع الوجع... فتنت (فثنت) ركبها ع الخزانة لتسند حالها عليها من بين حرتها من الوجع العم تحاول تخفف منو بالتوقف ع رووس أصابعها لكن وجعها عم يزيد قدام يلي توقف قبالها مكتف إيديه وهو عم يقلها : فكرك أفلامك رح تمشي علي... ضري حالك وإنتي بالمقابل رح تقلعي شوكك بإيدك... لإنو يلي متل شكلي آخر شي تتوقعي منو يرأف فيكي دامك بتلعبي معو بدمك... 
شو عم يخبص هادا معها بالكلام... أفلامك وضري حالك وقلعي شوكك بإيدك وشكلي وبتلعي معو بدمك.... عجزت تستوعب كلامو بعمق لكنها عارفة إنو هو عم يخوّفها... فما همها إنو مفكرها سيئة ولا هبلة... لإنو مو شي جديد عليها... بس الجديد عليها تعمل شي وهي موجوعة... ما قدرت تكابر وتكتم حسها... فنزّلت حالها ع ركبها بدون ما تنطق بكلمة وبكت بصوت عالي... بصوت جد بوجع القلب: إهئ إهئ إهئ!!!
تكهرب هو ورجع خطوتين لورا... كان مناه جد يدفنها... لإنها عرفت تمس ضميرو الإنساني... فحملها بين إيديه بدون ما ينطق بكلمة وطلع فيها لبرا البيت علشان ينظف رجليها ع ضو الشمس... وهي مو موقفة بكى... استفزتو بصوت بكاها الحقيقي يلي بصل لجواة يلي قبالها غصب عنو مو بإرادتو لدرجة بتخليه يتعاطف معها غصب: إهئ إهئ إهئ! فنزلها ع المقعد بغل ليتحرك فورًا ساحبها من إيدها بقسوة ع فجأة منها مخليها فيها توقف بكاها من الصدمة وهو عم يبشرها بأطباعو: شوفي عليّ يا بنت دهب أنا واحد بكره البكى يلي أربع وعشرين ساعة ع الطلعة والنزلة... بسكت وبطوّف مرة مرتين بس أكتر من هيك تقرئي ع روحك الفاتحة... شوفي علي لازم نحكي مع بعض وتكوني بالصورة... 
حاولت تبعد وجهها من خوفها منو بشكل فطري لكنو شد ع دقنها جابرها تطالعو: ما فيه مفر مني... هادي المرة أنا سألت فيكي... المرة الجاي ما رح أسأل يلي من إيدو الله يزيدو... بعدين شغلة رجليكي معطيكي فيها يومين تتغنوجي فيها ع كيفك بعدها ولا الضالين آمين ما رح أرحمك إذا بتضلك هيك... ولحظتها الحكي الجد رح يبدا... فاستمتعي فيهم منيح هاليومين قد ما بتقدري لإنو بعدها هتودعي حياتك الغبية يلي عايشة فيها... وترك دقنها محرك حالو ساحب رجليها... رافعهم ع الطاولة القريبة من طول مستوى رجلين الكرسي الخشبي القعّدها عليه...وقام عنهم الشاش لامح آثار جروح صغيرة فتنهد مستغفر ربو بسرو قبل ما يرفع راسو يشوف وين حسها وصوت بكاها راحوا وجفل بس لقاها كيف مخبية وجهها بكفات إيديها وكاتمة حسها من كتر مهي متوجعة... فنطق بسخرية كاره فيها قدرتها لتستعطفو ع كذب: هادا درس علشان تتعلمي تنتبهي ع حركاتك!!!
جودي بعدت كفات إيديها ناطقة بحرقة من كلامو يلي شبه فاهمة معناه: أنـــ ــا مــوجــوعـة و~~ وكتمت صوتها مانعة حالها من الكلام خوف ما يكمل عليها للي بس سمع كلامها ضحك بسخرية: هه صحّك (الصح لإلك والمنطق) ما تتوجعي حدا بلعب بالنار وما بنكوي من الوجع... ورفع رجلها اليسار ضاغط عليها... فبسرعة سحبت رجلها وهو عم يسألها: وين حاسة فيه قزاز برجلك؟؟ ورد سحب رجلها مواصل بقسوة: الشغلة يا حلوة طلعت معي مو متل ما إنتي مفكرة... فأنا بقول لازم تصيري تحسبي الإشي قبل ما تعمليه وإنتي عندي... كرمال تضلك بصحة وعافية... فتقبلي هالحقيقة هادي بأسرع وقت لإنو حياتك معاي هتكون هيك إلا إذا ربنا رحمك وأخد امانتك... وسكت مكمّل كلامو مع حالو "أو إذا عرفتي كيف تصوني حالك عندي... وهادا الله أعلم فيه ولسا غير إذا أبوكي ما سوّد وجهك معنا بعمايلو لإنو وقتها هتشوفي شي مو بالبال ولا بالخاطر" وسكت مركز بتفقيد رجليها وين فيه قطع قزاز عم تلمع مع أشعة الشمس غير متبّع مع الخافت من كلامو العم يخبصو معها من الطلاسم العم يحاكيها فيها فسرحت بمحاولة فهم شو قال: الشغلة ~~~ يا حلوة~~~ مو متل ما إنتي مفكرة... الحقيقة ~~~~ راسها ضاج من كلامو الداخل ببعضو وع فجأة صحت ع سرحانها بكلامو ع تأوهها بس حست ع ضغطت إيدو ع رجليها (آه) وهو عم يقلها بحدة: خلصي وين حاسة فيه كمان قزاز مفكرتيني عم بلعب معك؟
استفزت منو بشكل كبير فرفضت تعبرو مبوزة متل الصغار... فمسك ضحكتو لتطلع غصب عنو... فرد ضغط كمان مرة مخليها تتأوه (آه) فقام من عندها ليجيب شنطة الإسعاف الأولي ليطولها بقية القطع القزاز الصغيرة جدًا العالقة برجليها وهو فعلًا حاسس حالو مع بيبي صغير... عليها بس تبكي وتبوّز... وبوزها ما أنعمو ولا تكشيرتها مو الطبيعية... فتركها لحالها تراقبو وهو عم يبعد عنها وهي مناها تقلو شرشبيل رقم 2 بعد أبوها... ما بعرف يحن عليها متل عمها كنان يلي فقدتو كتير وحست صار نفسها تحكيه وفجأة تذكرت تليفونها وينو؟؟ معقول معها بالشنطة حطتو الخدامة وهي مو منتبهة... فشو تمنت لو فيها حيل تقوم تدور عليه لتحاكي عمها يلي فعلًا كان بنفس اللحظة عم يفكر فيها من كتر ما مشتاقلها ومستفقد حاجتها لإلو... لإنها هي الشخص الوحيد الكان يحسسو بعظمة وجودو بدون أي مقابل.... وبدون أي شروط... لإنها بس بدها قربو من إدراكها هو ما رح يئذيها لإنو بالفعل ما رح يئذيها طول ما هو مش حد مؤذي... بس للأسف هلأ الكانت تحسسو بعظمة وجودو راحت لبيت زوجها يلي أعلم إذا رح تبقى عندو أو لا مع مخططات أبوها الشيطانية... فانغم ع حالها حتى وهي بعيدة عنهم عاجزة تخلص من شر أبوها فتنهد مكمّل شغلو ع اللاب توب يلي ما بتركو إلا من النوادر هو والتليفون... باعد فكرو عنها لإنو التفكير فيها لا رح يقدم منو إلا رح يأخرو من أنانيتو ليضلو محتويها برعايتو فلأ هو لازم يدعيلها تضلها بعيدة عنهم كلهم لإنو بيئة عيلة الخيّال أفضل بكتير من بيئتهم لإلها... فيتركها لرحمة ربها يلي هو أرحم وألطف فيها منهم كلهم ببيت الخيّال الما راح تمر عندهم بالعنف والتحرشات والتنمر زي ما كانت تمر عندهم... فالتهى بشغلو تاركها لعالمها الجديد المو واعية عليه لو بذرة من فراغ عقلها وانفصالها عن عمق الاحداث كرمال تحمي نفسيتها وروحها من يلي عم مرت فيه عند أهلها ومن يلي عم تمر فيه عند زوجها الانعل قلبها بس لمحتو جاي لعندها متنهدة بكشرة ع رجوعو لعندها... 
صحيح وجعها فظيع لكن الوجع عندها كوم وشوفتو عندها كوم تاني فزمت ع شفايفها وهي حاسة وجعها كأنو خف... فسحب الكرسي قاعد عليه وهو عم يحط شنطة الإسعاف الأولي ع طاولة الخشب... ودار وجهو عليها إلا لمحها عم تطالعو بإمتعاض... فنطق ببرود: شايفك قويانة يا بنت دهب!! 
حركت عيونها بشكل دائري وكان شكلها ما أبرؤو... فعلق بغصة: والله حالة... ورجع يضغط ع رجليها كرمال تقلو وين أكتر شي موجوعها: أي هون... لأ هناك.... لتحت شوي... لفوق شوي... بعيد صرت عنو (عن مكان القزاز برجليها... فنطق معصب منها ومن دلعها ونعومتها وهي عم تتوجعلو: جننتيني يا بنت!!! وين حددي؟ 
فترد ببساطة: حددت... وهو بس سمع هالرد شو صار مناه يخبصها ع فهاوتها وياكلها ع دلعها... فتتهد بس خلص معناتو معها برجلها اليمين مخبرها: هينا خلصنا هاي دابحك بعدين إذا بقولي لسا فيها بعد فاهمة!! 
هزتلو راسها متل الباشا من بين وجعها لإنو بالفعل هون عليها العم ينغزها غز برجلها اليمين.... ولف ساحب رجلها اليسار الما لحق يبلش فيها إلا صارت تبكي وتسحب رجلها معلقة من بين بكاها: بتـ وجع!! مـ ـا بـ ـدي!! 
وين ما بدها عندو... مجنونة هادي إذا بتركها ع دلعها وتغنوجها بدو سنة ليخلص معها... فسحب رجلها وهو عم يقلها: يا ويلك إذا بتسحبيها هلأ بدنا نخلص... وحشرها بين رجليه بعد ما قعد ع الطاولة معلق:عليتيه لقلبي وشلتيه لضهري... فطق فقراتو الأولى من عمودو الفقري مع فقرات رقبتو التشنجت من كتر ما ضلو منزلها وجحرها بس لمحها كيف عم تجحرو معلق: فوق حقو لقو لسا إلك عين تجحري أما قواة عين ما شفت زيها... فنزلت راسها بس انتبهت ع حالها من فوة جحرتو فضحك بسرو عليها لراس التيس يلي عندو مكمل قيم بالقزاز وهي بس عليه: أي.... خلص... مـ ـا بـ ـدي... 
لكن هو ما عبرها مستمر بقيم القزاز لإنو حبو ليتم الشي قبل ما يتركو... وتنهد معلن وهو عم يحررلها رجلها اليسار الهدت حالو هد: من هلأ بقلك يجعلني شوفك قايمة من مكان ما رح اتركك فيه إلا تلاقيني دافنك مكانك!!
فرفعت إيدها مرجعة شعرها لورا رقبتها حاسة بحر... فضغط ع رجلها اليسار لإنو هو بشو وهي بشو: فاهمة!!
ردت عليه من بين وجعها بنبرة معصبة منو ناسية خوفها منو: فاهمة وربي فاهمة!!
فوقف ع رجليه شادد ع خصلة من شعرها يلي بأسرو: أحكي معاي منيح... بلاش تشوفي وجه ما بسرك!!
هزت راسها وهي لافة وجهها متهربة من نظرات عيونو وما حست عليه غير حاملها مع شنطة الإسعاف الأولي بعد ما رجّع كل شي مكانو وكب القزاز الطالو من رجعلها وهو مش حاسس باللي خجلانة منو لتقابلو من حيرتها بشو تحس ولا شو تساوي معو من تلبكها وهي بين إيديه... لإنو هو مانو قاسي معها بهادي اللحظة فيعني ما رح تخاف منو... بس إنو يحملها بهدوء مع ريحة عطرو البتضيعها توترت محاولة تسرح بعيد عنو وهو عم يدخل فيها البيت فضغطت ع عيونها شادة عليه من الخوف ليبقى جنبها وبهتت بس حستو عم ينزلها ع الكنبة المقابلة للتلفزيون فرخت إيديها عليه بالعة ريقها وعاجزة تحرك بؤبؤ عيونها عليه من التوتر الحاسستو معو وهو عم يعدللها المخدات ورا ضهرها... وع فجأة بعد عنها مخليها تتنفس براحة لكنو رد رجعلها بعد ما جابلها مخدات الكنبة التانية رافعهم فوق الطاولة السحبها لعندها... وارتجفت بس رفع رجليها مجلسهم براحة عليهم وهو عم يحرك دقنو ليطالعها بتحذير: والله وهي كمان والله إذا سمعت ولا لمحتك ماشية ع رجليكي إلا ريّح الخلق من مقابلتك وهمك فاهمة!!!
جودي بس عليها تهز راسها علشان ما يقرب من جسمها أكتر من هيك... دام لمساتو لرجليها عم توترها فبعد عنها ساحب الريموت راميه قريب منها مخبرها: سلي حالك فيه... وتحرك لعند التلاجة مطلع كم حبة فواكه تسلك معدتها فيهم وقطعهم لإلها علشان ما تجرح أصابعها هادي هبلة ووارد تعمل كل شي فلبس يروح عند بيت أهلو إلا تشوف الوجه التاني منو... وتحرك صاببلها مية بكاسة بنوع ما بتنكسر ورفعها حاططها ع صينية مع صحن الفواكه القطعلها إياهم ورفعها تحرك لعندها حاططها ع رجليها وهو عم يحذرها: بتاكليهم فاهمة!!
أكيد هتفهم كرمال يبعد عنها ويريحها من شوفتو وتوترها... فهزتلو راسها كتسليكة لإلو... وهو بعد عنها داخل يجيبلو غيار قبل ما يتحمم ودخل يتحمم بالحمام المقابل للتلفزيون وهو تارك الباب شبه مفتوح كرمال أي حركة تعملها يكون حاسس فيها هبلتو بنت دهب البلوة الخايفة يرد يقرب منها من توترها... وصارت تاكل بالصحن وتقلب ع قناة كرتون وبس لقت قناة سبيستون يا فرحة قلبها لما لقتهم عم يعرضوا ساندي بيل... ونسيت عبد العزيز وطاريه ودابت بشعر ساندي وأواعيها غير شاعرة بعبد العزيز يلي خلّص من حمامو وطلع يجيب تليفونو من فوق وهو مستغرب الهبلة عندو شو عم تحضر... فتركها ع راحتها ماخد راحتو بالاتصالات... وصلى صلاة الضهر بعد ما فكر بكم شغلة بخصوصهم ونزللها متوقع حضرتها ما أكلت الحطتلها إياه... لكنو صدم لما شافها ماكلة الصحن وشاربة المي.. فعلق وهو عم يقرب منها رافع الصينية عن رجليها: هلأ بنروح ننام... وتحرك لعند المطبخ مكمل... بس من هلأ بقلك اذا بتضلك تتقلبي يا ويلك مني!
وما لحقت تستوعب صدمة إنو رجعلها لتستوعب إنها رح تنام جنبو غصب عنها فوق مهي متوترة من قربو... وجفلت بس رجعلها رافعها بين إيديه بخفة مخليها فيها تسرح بخيالها الطفولي بزورو المقنع الما كانت تحبو فابتسمت ع فجأة غير منتبهة عليه إنو كاشفها ومفكرها عم تتهبل عليه فشو حبرو (حملو بقلبو) عليها زاد وهو عم يطلع فيها الدرج متحرك ناحية غرفة الولاد التارك بابها مفتوح... فعبر منها منزلها ع السرير وهي شادة ع حالها... فبعد عنها ساحب الغطا غير المرتب وهو عم يتمدد جنبها بعد ما شلح يلي برجلو بعجلة من كترة النعس الحاسس فيه... خلص عيونو مو قادرين يفتّحوا أكتر من هيك... ودفن وجهو برقبتها نايم ع جزء من بطنو اليسار وجزء من جنبو اليسار بعد ما حوطها من خصرها كرمال ما تقوم... ورخى جسمو المتصلب جنبها وهي شو متوترة من قربو ونفسو يلي بلامس رقبتها لأول مرة... فشو كان جاي ع بالها تهرب منو... لكنها خافت تتسحب من بين إيديه ويصحى عليها... فقررت تشغل حالها بشخصية زورو... مع شخصية جودي آبوت البريئة والمرحة... والفكرة شو لقتها رهيبة... وما لقت حالها من كترة التفكير غير إنها جوعانة وبطنها عم يطلعّ صوت... وحست خلص لازم تاكل من جوعها الحراق العم ياكل فيها... وفجأة صحت من غفلتها سائلة حالها... هي صارلها كم ساعة بدون أكل... أصلًا الساعة قديه... وهي إلها كم يوم هون... فحاولت تسحب حالها من بين إيديه من جوعها الحراق ولما جت بدها تقوم ما لقتو إلا ساحبها من كتفها بقوة وهو عم يسألها بتعجب: ع وين؟؟؟ 
جودي تاهت وضيّعت هي شو بدها من الخوف... لكن صوت بطنها أنقذها... فعلق: بطنك ارحم منك بجسمك... وقام غصب عنو وهو مو شبعان نوم محذرها: رايح سوي شي ناكلوا ع السريع فيا ويلك إذا بتتحركي.... فاهمة!! 
هزت راسها فرد كرر كلامو معني يسمع صوت لسانها: فاهمة! 
ردت من خجلها منو بهمس: فاهمة! فبعد عنها نازل لتحت لإنو هو شو بدو يعمل يضربها يعني لتفهم ويبتلي بروحها... فبلع غيظو داخل المطبخ مخطط يطمعيها أي شي... لإنو مانو مجبور يطعميها أكلة دسمة بعد سواد عينها معو... فعمل ستيك لإلو وإلها... رغم إنو مناه يقلها موتي من الجوع من يلي عملتيه بحالك بس ما فيه من عيونها العم تحسسو إنو جاني وظالم مستبد معها عليها... فاختصرها ع نفسو محضر كم نوع من السلطات وضحك لما حط الأكل ع كونتوار المطبخ... والله حالة يشتغل لبنتهم خدام... بس بسيطة كل شي بوقتو حلو... ورجعلها بطاقتو المخيفة حاملها بدون ما يعلق من اللسانو التعب من كتر ما حكى معها... ونزلها ع الكرسي وهي شو متوترة منو... فحاولت تبعد عيونها عن بطلها زورو... إلا بريحة الأكل الزاكية فبسرعة سحبت الشوكة مبلشة قبليه بالأكل بدون ما تطالعو وانشغلت بالأكل ناسية وجودو للي قاعد قبالها مفقد وجهها الشاحب النحيل.... فتنهد شاكر ربو ع شعرها المهون عليه شكلها ونحافتها... وع فجأة القطة المتشردة القاعدة قدامو رفعت راسها حاسة حالها هي وين بعد ما خلصت كل صحنها مع السلطات المحطوطة لإلها... فنطق سائلها: بدك كمان؟ 
هزت راسها بقبول كرمال ما تبقى بدون ما تساوي شي معو... فسحب الصحن من قدامها وهو مبتسم بسرو عليها لإنها شكلها من جماعة يلي باكلوا الأخضر واليابس وما ببين عليهم... فتحرك لعند المقلى العامل فيه الستيك حاططلها منو وردلها الصحن مكمّل لمكانو وهو عم يراقبها كيف سحبت الصحن مكمّلة فيه لحد ما حست جسمها مو قادر يتحمل أكتر من هيك فرفعت راسها متوجعة من معدتها المو متعودة ع هيك كمية أكل فوق ومن جروح رجليها المو قادرة تجلسهم براحة ع الكرسي الرجليه طوال... فحست ما فيها تضلها مكانها من كتر ما بطنها بوجعها... فجت بدها تنزّل رجليها ع الأرض لإنو رجلين الكرسي مرتفعين عن الأرض... إلا بصوتو الموقفها: إذا فيكي حيل تمشي يعني فيكي حيل ترتبي وتنظفي!!!
جودي بس سمعت كلامو من هون فورًا عدلت حالها بأدب فانفجر ضحك عليها: ههههههه... مبلش بأكلو وهو معلق بسرو "هالبنت غريبة وين عقلها مضيّع" وكمل بأكلو معها كرمال يقضي باقي يومو معها بين حمل ونقل وتنزيل وتأكيل وترتيب وكنيس الأرض مش ناقصو قزازة هيك ولا هيك تدخل برجلو ولا برجليها ويرد من نقطة الصفر معها... وكمّل بعد ما تركها ترد تحضر جلي الجلي في حين مسح الدم وتجميع أغراضها تركلها إياهم للي قاعدة بالهنا بعد يلي عملتو بحالها وفيه... 
ومضى يومهم التاني بدون منغصات لإنها كانت شو ما يقول أمرًا وطاعًا كرمال ما يخوّفها ويشوه صورة زورو بعيونها... ومضى اليوم التالت كمان بسلام وهي ما انحملت إلا مرتين المرة الأولى لتحضر وهو يشتغل باللي عليه والتانية ليروحوا يناموا بدون ما يلمسها متل أول يومين... وهادا شو فرحها... ومرق اليوم التالت متل القبليه لكنو هو مو عارف يهدي ولا ينزعج لإنو من جماعة يلي حاسس هدوءها من النوع ما قبل العاصفة... وكان منتظر الكارثة التانية... لإنو حاسسها من جماعة الما بتبجي إلا بالرص... لكن وللأسف عدى اليوم التالت... واجى اليوم الرابع... والبنت مو طالبة تكلم أبوها محراك الشر ولا جدها... والأغرب بالموضوع الجد نفسو ما اتصل... وهادا المريح كمان بالموضوع لأنو هو مو حابب يحاكي هيك ناس منافقة... والأريح كمان اليوم صار وقت بنت دهب ترتب وتطبخ وتنظف فوضوتها بلم أغراضها وبمسح آثار دمها الباقي ع الارض من ليلة السبت... واللي انزعج منو وتركو كرمال ما تصدق حالها عندو فاستلمها بعد ما خلصت الفطور: يلا يا حلوة كنسي الأرض بعدين امسحيها.... 
وهي بس سمعت كلامو من هون جت بدها تتأفف لكن نظرات عيونو الحادة معها خلتها تبلع ريقها من الرعبة بدل ما تتأفف وقامت متل القطة المطيعة منفذة أوامرة وهي منزعجة منو لإنو من الصبح استلمها بمهام ما بتفقه فيها... فتحركت ساحبة المكنسة وهي مكابرة ع وجعها عشان ترضيه وحاولت تكنس بشكل عشوائي فنبههة: يا حلوة كنسي متل الخلق... 
فتعيد كنيسها بنفس الزاوية بقوة فيرد يكرر بكلامو: بقلك كنسي منيح!! فتكبت تنهيدتها منو مكنسة بعشوائية من شان ترضيه وما وعت إلا ع شدتو لخصلة من خصل شعرها وهو عم يقلها: كمان ما بتعرفي تكنسي أنا شو متجوز وحدة بدون عقل... فجت بدها ترد لكنو قاطعها وهو عم يحرك إيدها وين لازم تكنس: هيك بتكنسي فهمتي... الشغلة بدهاش اختراع ذرة... 
جودي ما ردت عليه من حماسها كيف عم يكنس الأرض... وع فجأة ترك إيدها آمرها: يلا يا حلوة لمي وسخ الأرض... فلفت عليه رادة بدون تفكير من تعوديها ما تشغل مخها غالب الوقت: ما بعرف!! 
اجى بدو يضرب حالو من ردها... فارتفع ضغطو مخبرها: ارحميني بغباءك وروحي ع الزواية بالمطبخ بتلاقي كريك فيه بتلمي يا اسحاق نيوتن! وتحرك قاعد ع الكنب مستمر باعطاء الأوامر وهو عم يفتح تليفونو ليكمل شغلو عليه: وصحيح بتروحي ع الغرفة الصغيرة بتسحبي منها اغراض مسح الأرضية من شان تمسحي... 
فجت بدها تقلو ما بعرف لكنو هو رفع راسو مطالعها قبل ما تسألو وتحركت لورا بعيد عن المطبخ فقام يجيبلها كلشي كرمال ما تعل قلبو وتتعلم وين كلشي مكانو وهو بس يقلها: شفتي الشغلة بسيطة احفظي... هادا مكانو هون وهاداك مكانو هناك... وهي بس عليها تهز راسها... فعلق وهو مناه يخبصها: واضح إنك لا فاهمة ولا مركزة... فروحي روحي لمي وسخ الأرضية قبل ما تجلطيني... 
فسحبت الكريك (المجرد/المجراد) الطاللها إياه لامة وسخ الأرضية بكل دقة بدل ما تاخد الشغلة معها كم ثانية سحبت دقيقتين وبس خلصت رفعت ضهرها متنفسة براحة بس كبتهم بسلة الزبالة الموجودة بالمطبخ ولفت مرجعة الكريك قريب من المحل الطالو منو وطلعت من المطبخ مفكرة تتمدد إلا قبل ما تتحرك لعند الكنب نطق منكد عليها: هاي يا حلوة ضل المسح... فلفت رادة رد جالطتو فيه: متعب! ما بعرف! 
جحرها بغل فاختصرتو ماسحة ع الأرضية متل ما عملها تكنس وهي بس عم تبكي من التعب والرجع فنطق مخبرها: ربع ساعة استراحة محارب! فتحركت ركض مرجعة اغراض المسح للغرفة بعشوائية ومسحت دموعها رامية حالها ع الكنبة المقابلة للتلفزيون وهي عم تتلوى من رجليها بصوت زاعجو... وع فجأة نطق مذكرها: يلا قومي كملي مسح الدرج والغرفة فوق لإنو الربع ساعة خلصت... 
فقامت بدون ما تقلو كلمة لإنو مالها حيل للحكي والمعاندة... وسحبت أغراض المسح الفكرت خلصت منهم وطلعت الدرج لتمسحو هو وارضية غرفة الولاد... وصارت تسمح الأرضية والدرج ببطء شديد متل السلحفة من شان تضمن ما تخلي شي ع الأرض يلي لازم تلمع مع التنظيف متل ما بتشوف بالكرتون... وهو انفلج من بطئها لكنو بنفس الوقت مسايرها فيه كرمال يقهر كسلها وبطئها بالصبر عليهم.... وما لحقت تخلص المهام البسيطة يلي عليها إلا آدن المغرب وهو مو عارف ليه هالقد طولت بمسح الأرض وغسيل أواعيهم وترتيب غرفة النوم وتدخيل الأغراض للتلاجة... 
طبعًا رح تطول لإنو رجليها اليوم وجوعها أكتر من قبل وخاصة الخف البيتي يلي لابستو أكبر من رجليها ومو مريح لإلها وسببلها تسلخ برجليها لإنها عندها حساسية من هادا النوع وطبعًا هي مو عارفة... وما صدقت تخلص يلي عليها لتروح تتسحب لما طلع يحكي تليفون بعيد عن سمعها لتنام بالتنورة القصيرة يلي لابستها والبلوزة الكتفها نازل بدون ما تتغطى... واستغرب هو وينها بس رد لجوا فعبر غرفة النوم المفتوحة إلا لمحها نايمة بدون ما تعمل أكل وكان باين على وجهها إنها متوجعة... وإجا بدو ينسحب من الغرفة إلا ع صوتها الموجوع لإلو والمدلّل (المبين/الموضح) إنها حاسة عليه بس دخل عليها: الله يخليك بدي حبة!!!
عبد العزيز ضيق عيونو لاففلها بدو يفهم مالها إلا شافها عم تبكي وهي عم تأشر ع رجليها: عم حـ ـسهم بحرقوني حرق!!!
عبد العزيز تنهد من غنجها... أكيد بدها تتمايص... فقرب من رجليها بدو يفقدهم وصدم من شكل جلدهم الأحمر أحمر وباين عليهم زي الدايبين... فهز راسو محتار شو يعمل معها هادي باين عليها ممنوع عليها تتحرك... فتحرك لسيارتو جايبلها حبة مسكن التقصد ما يخليه بالبيت عشان ما تضلها عليه وتبليه بشي تاني... ورجعلها بحبة مسكنة مع كاسة مي من المطبخ ليسكن وجعها لكن وللأسف ما فيه دوا دهون يخفف عليها تسلخ جلدها والمسامير يلي عم يطلعوا ع رجليها... باينتو المعاناة مع هالبلوة ما رح تخلص... فأمرها وهو عم يقرب منها: افتحي تمك! 
ففتحت تمها فورًا حاططلها حبة المسكن وبسرعة قرب كاسة المي لتشرب منها وهي عم تبكي بصمت... وبعد عنها بعد ما بلعت حبة المسكن تاركها
ع راحتها مو حُبةً (محبةً) فيها إلا علشان يعمل شي ياكلوه لإنو هو كمان جاع ومو بعيدة عنها الآكلية العندو ما تكون جوعانة لإنو ما شاء الله عنها شو أكلت هالأكم يوم قدامو... لدرجة شو ما كان قدامها من الأكل ما بتقصر فيه... حتى جسمها بشهد على هالإشي... فقرر يعمل شي سريع بالنهاية هو مانو طباخ وما بعرف بكل الطبيخ... رغم إنو هو من عشاق طبيخ البيت... وقرر يعمل استيك مع جبنة... مع أشياء خفيفة... وحطهم بالصينية داخل عليها من الباب التاركو مفتوح إلا لمحها بخبر كان نايمة... فنزل الصينية ع كوميدينو السرير مقرب من شعرها الساحب خصلة منو وهو عم يقلها بحزن عليها لإنها نامت بدون أكل: قومي ناكل! لكن ما ردت فشد على الخصلة كرمال تقوم تاكل معو لإنو مو حابب ياكل لحالو...فصحت عليها زامة شفايفها بامتعاض لإنو ما فيه غيرو هالشرشبيل يلي عندها بشد خصلة من شعرها... فجت بدها تسحب راسها بعيد عنو علشان تنام... لكنو رفض.. حتى الأكل عندو بالغصب... فشد اكتر فقامت منحرة وهي مكتفة ايديها كأنها بتقلو ولد قليل أدب ومشاغب... فسحب الصينية من على الكوميندينة منزلها ع رجليها وهو عم يؤمرها: كلي!! 
وهي بس شافت منظر الأكل وشمت ريحتو الشهية لعابها سال وما صدقت خبر وين ما تاكل وهيك شي قدامها... إلا تاكل وما تخلي شي بالصحن علشان ما تحس فيه قريب منها... فبلشت تاكل بالوقت يلي قعد جنبها مرجّع
صهروا لورا مسدودة نفسو... من مللو لحالو معها... هو متعود ع الشغل والرياضة والقعدة مع جدو مرات... أما معها الوضع مضجر ما فيه غير يتنقل من برا لجوا من جوا لبرا كرمال يرصها من بدايتها معو... لكن اليوم
حس خلص ما عاد فيه طاقة يتحمل يضلهم لحالهم هون... فمعقول يرجع الليلة ع بيت أهلو وينام بجناحو... ولا لبكرا واللي هو يوم المباركة... فلف راسو عليها وبالصدفة تقابلت عيونهم مع بعض ومن خوفها منو إنو لقطها عم تطالعو شرقت باللقمة يلي كانت عم تاكل فيها وصارت تكح بقوة... شو يعمل فيها... حدا بلومو إذا عمل فيها إشي لهالبلوة... فتدارك الموقف بسرعة باعد الصينية عنها ولفلها ضاغط ع راس معدتها أكتر من مرة علشان تطلع اللقمة العالقة بحلقها وهو عم يقلها: إنتي كيف عايشة لهاليوم!!!
وما وعي إلا مو مطلعة اللقمة العالقة بحلقها إلا مع الأكل يلي أكلتو... فخلص الليلة ما فيه مفر رح يرجع ع بيت أهلو يعني رح يرجع قبل ما يبتلي فعلًا وع فاشوش بروحها... فبعد عنها تاركها ترتاح وهو مناه جد يفهم هي طفلة ولا شو... أما هي رجعت ضهرها ع المخدة بتعب مو قادرة تتحمل حاسة حلقها زي المجروح مع الاستفراغ... ومتعجبة من حالها هي ما بتلحق تخلص من إشي لتبتلي بإشي تاني إلا بصوتو مرجّعها للواقع: قومي البسي منديلك والعباية بدنا نروح لبيت أهلي!!
بيت أهلو... أهلو هو... هو عندو أهل ما فكرت ولا مرة بهادا الخصوص... ما حست إلا عليه عم يرمي عليها المنديل والعباية الجابها فيهم قبل أربعة أيام... فطالعتو باستغراب شو جن يلبسها هيك شي... فرد فاهم عليها بدون ما تنطق: طلعة من بيتي بدون ما تستري شعرك وجسمك ما فيه... وسحب حالو جايب الخرقة والممسحة يلي مع سطلها ليمسح الكارثة يلي عملتها وهي لهلأ مانها متحركة... فنطق من بين اسنانو بس انتبه عليها على ما شافها عليه من قبل ما ينشغل بتنظيف عملتها ع الأرض: خلصي البسي!!! وطلع باللي جابو معو مفكّرها منفذة طلبو لكن وين تنفذو وهي ما بتعرف تلبسهم فتطالعهم باهتة فيهم غير شاعرة ع اللي رجعلها منذهل من تنطيشو أوامرو... فنطق مستغفر ربو ع سمعها: استغفر الله وأتوب الله... وسحب العباية والمنديل من بين إيديها وهو عم يقلها: شو بستني ألبسك أنا!!! مفكرة حالك الأميرة... ما استرجت ترد عليه فرفعها عن السرير ملبسها إياهم بعجلة متل ما جدها ساوى معها قبل ما ياخدها منو... وبسرعة حملها لعند السيارة مطلعها فيها حاططلها الحزام... وهو عم يتنفس بغل... معلق بسرو: أنا شو مجوزيني!!!! يا رب عدي هالليلة ع خير بدون ما تجلطني هالمخلوقة!! ولف راجع لجوا ساحب شنطتها يلي رتبتها بطلب منو الضهر... وبسرعة حطها بصندوق السيارة ولف راجع للبيت مفقد إذا في شي بالكهربا أو ناسي شي هون ولا هوناك بدو قيم أو مسح وبس تطمن كلشي تمام طلع مسكر البيت (المزرعة) بالمفتاح وتحرك راجع السيارة مطلعلها لبرا البوابة ورد نزل منها مقفلها وحرك السيارة لبيت أهلو بعد ما بعت رسالة مكتوب فيها لإمو (حجة هيني بالطريق مع مرتي لعندكم)... وشو هالرسالة بس وصلت أمو الكانت مسكرة من عمتو وفاء كرمال تطمن عليهم وتشوف وضعهم مع مباركة بكرا... فرحت قلبها بس قرأتها... وبسرعة بدون ما تكذب خبر قامت تعطر البيت بإيديها بدل الخدامات واهتمت بجناحهم يكون ريحتوا زاكية بتسر البال والخاطر وهي محتارة بأمر يلي هتدخل بيتهم كيف هتكون... وتذكرت ع فجأة بنتها المطقعة غاطة من العصر بغرفتها أكيد ع المسلسلات التركية المايصة فطلعت من جناحو مسكرة الباب وراها وتحركت بخطوات عجولة لجناح بنتها جوري فاتحة الباب عليها كأنها في ساحة حرب بدون ما تدق الباب فوصلها صوت ضحكها العالي... فتخصرت بتعجب معلقة: والله تطورنا إذا رح تضلك هيك... 
جوري كانت رح ترد لكن أمها كملت كلامها بعجلة: أخوكي ومدامتو جايين فقومي غيري البيجامة اللابستيها ومن هلأ بوصيكي ضبي لسانك!!! 
جوري هزت راسها منزلة شاشة اللاب توب من الحماس... وهي عارفة لسانها من الحماس هيزلط معها... وبسرعة قامت وهي عم ترد عليها: إذا إنتي قدرتي تهدي أعصابك أنا بمسك لساني! ودخلت غرفة غيارها لتزبط حالها وتبرز جمالها قدام مرت أخوها بدون ما تحبر بقلبها عليها... في حين أمها طلعت من عندها وهي مناها تقص لسان بنتها الطويل مع الكل... بس شو بدها تعمل غير تدعيلها بالهداية ودخلت جناحها الصغير تتحمم ع السريع علشان تستقبل مرت ابنها بنت دهب وتتعطر... وطلعت من الجناح بعد ربع ساعة كاشفة عن شعرها العاملتو كعكة مرتبة ووجهها التاركتو ع طبيعتو مع شوية ترطيب... وتحركت بفستانها الفضفاض الصيفي البارد لونو تركواز نازلة الدرج وصدمت بس لمحت بنتها قاعدة بالبلوزة البيضة السادة الأكتافها نازلين وبالبنطلون الأسود العريض شوي والمزكزك من تحت (~) واللابسة معو خف بيتي أبيض مسكر من قدام ومنسقة معو بندانة سودا منقطة بأبيض حاططتها ع شعرها الناعم الطويل المنفلول والأهم من كل هادا كاسرة لبستها
بروج توتي ع أحمر مع شوية مسكارا مبينتها مشرقة... فعلقت أم عبد العزيز بتعجب: لليش متكلفة باللي ع تمك؟
جوري رجعت شعرها لورا رادة: لليش طيب إنتي متحممة إذا تحممتي العصر... 
أم عبد العزيز ضيقت عيونها نازلة آخر درجة: إنتي بس أفهم لمين طالعة لسانك متبري منك لك اريام بنت عمتك لسانها عسل وسكرة بس إنتي ما ش اء الله عنو لسانك تقولي إبر... وقعدت وهي عم تسمع ضحكة بنتها: ههههههه... فعلقت بحزم... ارفعي أكتاف بلوزتك أخوكي ما بحب هالحركات... 
جوري تنهدت رافعة اكتافهم غصب... وسحبت الريموت تحضر شي تسلك حالها فيه لحد ما يصل أخوها الوحيد مع مرتو... في حين كملت أم عبد العزيز لتقعد ع إحدى الكنبات تسبح وتدعي ربها بسرها تكون مرت ابنها محترمة مالها دخل بوجعة الراس وبتسر بالهم وبال ابنها يلي ما صدق يوقف قبال صيدلية ليشتريلها جربان جودتو منيحة ومرهم يعالج فيه مسماريها وتسلخ رجليها وردلها مكمّل بطريقو لمحل معروف بجودة بضاعاتو بالأحذية كرمال يشتريلها شي تلبسو برجلها مريح قدام أهلو وما يسببلها تحسس بدون ما يسألها كم نمرة رجلها من إدراكو هي نفس قياس أختو جوري إذا ما خاب توقعو... وردلها وهو عم يقلها: خدي البسيه ع مهلك... 
جودي هزت راسها مطبقة كلامو بكل مهل... وهي متعجبة ليش شرالها من غفلتها وغفلة أهلها ليحطولها شي مريح تلبسو غير الكعب الاخدها فيه واللي محطوطلها بشنطة جهازها...فتركها تسلك أمرها وسفح لبيت أهلو بدون ما يحكوا كلمة مع بعض من الأفكار العم تدور بجواتو من محاولتو يفهم عقلها الغريب وعباطتها للي بعد ما خلصت لبس جابلها إياه وطلع وسيع شوي عليها بدون ما تخبرو لإنها سرحت بالشوارع وبحركة الناس والسيارات من استفقادها هالعالم بقوة... وشوي شوي حست حالها عم تقرب من منطقة أقرب للخلا... وما وعت إلا عم تدخل من بوابة حديدية وقبل ما تلف وجهها عليه بعفوية إلا بصوتو المخيف واصلها: الله يسمعني يا بنت دهب إنك سويتي شي ناقص مع أمي أو مع أختي أو مع عيلتي لوالله تشوفي شي ما بسرك بالمعنى الحرفي... ووقف السيارة لافف وجهو مواجهها بعيون جادة... وهي بسرعة بعدت عيونها عنو... واجى بدو ينزل لكنو استوقف نفسو مذكرها.. صحيح مو ضروري حدا يعرف بخصوص رجليكي واللي بصير معنا... فاهمة!! 
جودي مو عاجبها حالو لإنو عم يحكي معها هيك زي شرشبيل بعد ما كان معها زورو راقي وشهم... فتجاهلتو من استياءها منو للي قرب منها شادد  
ع إيدها ولاففها عليه تواجهو وهو عم يحذرها بنبرة جادة خالية من نقطة مزح: فاهمة!
فهزت راسها بانصياع... فزفر تارك إيدها وهو عم يؤمرها: يلا انزلي! فحركت إيدها لعند الحزام فاككتو ونازلة من السيارة معو وهي مانها متشجعة لتعبر ع أهلو.... فمسكها من إيدها جابرها تكمل معو لعند بيت أهلو وهو مش داري عن أختو العم تتحرقص تحرقص من تأخرهم وهي عم تطالع التلفزيون لتمضية وقت فلفت مستعجلة وهي ولا عن هوى داري من صوت التلفزيون العالي إنهم وصلوا من كم دقيقة مخبرة أمها: يما والله كتير طولوا علينا!!!!
إلا برد عبد العزيز عليها وهو عم يمشي بالليوان المدخل مع مدامتو بنت دهب: لا ما تطولنا بس إنتي ما بتعرفي تصبري!
جوري بس سمعت صوتو بسرعة قفزت من مكانها وركضت لعندو تحضنو وهي عم تقلو: حبيب قلبي اشتقتلك... 
عبد العزيز ترك بنت دهب مبادلها الضمة لإنو فعلًا متشاقلها: وأنا اكتر ويلا بعدي عني بدي أسلم على الحجة... فبعدت عنو مقرب من أمو بايس راسها بعد ما قلها: كيفك يما؟
ام عبد العزيز ردت عليه وهي ممثلة التقل والرزانة قدام بنت دهب: طول ما إنتا بخير انا بخير...
عبد العزيز رد وهو مستفقد بلوتو وينها: الله يطوّلنا في عمرك ويديمك فوق روسنا... ولف مدور عليها إلا لقاها واقفة أول الصالون وهي عم تخفي وجع رجليها... فأمرها وهو منتبه ع عيون جوري العم تطالعها بتفحص محاكية حالها "هاي شكلها شكل عروس جاي هيك عنا بلا مكياج وحتى إنها لابسة عباية مو لعمرها ومنديلها حالتو يا ويل قلبي وينك يا أريام تشوفي مرت أخي ... شكلها ما بتفهم بالذوق والمكياج من بكرا شغالة عليها الله يعينك يا عزوز": جودي تعالي سلمي على أمي وأختي!
جودي بطاعة قربت من أمو مسلمة عليها بإيدها بهدوء ونزلت راسها بايسة إيدها بشكل مفاجئ فيه ابن الخيّال الما توقع منها إنو تعملها دامو ما ذكّرها... ورفعت راسها وهي عم تسمع سؤال أمو: كيف صحتك يا بنتي؟
جودي بصوت واضح عليه التعب ردت: الحمدلله! ولفت مسلمة على جوري بدون ما تقلها أي كلمة من كمية وجعها في حين جوري سلمت غصب عليها من صدمتها من شكلها... وبعدت جودي عنها قاعدة على الكنبة قبالهم من شدة وجع رجليها... وهي مو منتبهة ع عيون أم عبد العزيز العم تتفقد فيها وهي حاسة مالها شي فما حبت تحرجها من أول قعدة بينهم... فأجلت كلامها عن حالها مع ابنها ولفت ع بنتها المطقعة الباين عليها من شحوبها إنها مصعوقة من شكلها يلي انتبه عليه ابن الخيّال هلأ... فحب يخفف الصدمة عليهم من شكل مرتو:طيب يا حجة انا بدي اطلع اخدلي حمام سريع واغير اواعي من شان روح سلم ع جدي وعمي جابر قبل ما أنام والله فقدت فعدتي معها الفجر وقبل النوم...
أمو ردت عليه بنبرة تقيلة من صدمتها من حال بنت دهب: قوم يما... الله يحفظك ويخليك بيننا... بس ع كلًا بقول أجل شوفتك لجد وعمك لبكرا لإنهم معزومين عند صاحب جد أبو العواف... 
فرد عليها وهو لساتو واقف مكانو متذكر يوم الجمعة إنو جدو قلو هادا الاسبوع مقضيه عزايم: صحيح قلي هالأيام هو هيقضيها برا البيت... ومشي لعند أختو قارصها وهو عم يقلها: أكلتيها للبنت!!
جوري جحرتو وهي ماسكة لسانها لتعلق شي يحرج فيه مرتو فكتمت غيظها تاركتو يكمل لعند مرتو المسكها من إيدها من سرحانها بعيد عنهم: يلا خلينا نقوم! فقامت معو بدون ما تركز بشو قال من كتر ما هي حاسة حالها مضيعة... فنطق وهو عم يقول لأهلو: تصبحوا ع خير! 
فردوا عليه: وانتو من أهلو! وكمّل طريقو معها للي ما بتعرف شو تحكي ولا فاهمة مكانها هون لإيش... وما لحقت لسا تستوعب هي وين إلا طلّعها الدرج داخل فيها جناحهم الجامد بلونو الكاكي... فضوا ضو الصالون مأشرلها وهو عم يبعد عنها: غيري يلي لابستيه وطوليلي بيجامة لإني بدي أدخل اتحمم... وتحرك فاتح باب غرفة النوم متحرك لغرفة الحمام بعجلة من اشمئزازو من حالو من تنظيف يلي استفرغتو المغرب... وسكر باب الحمام بالوقت يلي هي فيه طوالة دخلت غرفة النوم متمددة من التعب والصدمة الحاسة فيها وهي مو متذكرة ولا عارفة شو قلها.. وخلال تلات دقايق كانت غافية بسلام حتى باللي لابستو برجلها وبدون ما تتغطى... غير مفكرة باللي كمّل حمامو وطلع من الحمام بروب الحمام مفكرها منفذة كلامو دامها كانت مطيعة اليوم معو وصدم أول ما شافها نايمة على السرير باللي لابستو بدون ما تجهزلو أواعيه فمشي لعندها بسرعة الرعد واقف فوق راسها هاززها من كتفها ومتحديها بكسرها لكلمتو: قومي غيري وجيبي بيجامتي... 
جودي سامعة صوت بس صوت مين مو مركزة فنطقت بهمهمة: هممم!
عبد العزيز عصب من دلاختها معو لسا ما لحقوا يقعدوا نص ساعة ببيت أهلو بلشت تلوي دراعها معو فشد ع إيدها مذكرها: انا ما قلتلك إنك تجهزيلي بيجامة النوم ~~
جودي فتحت عينها اليمين نص فتحة لتطالعو وهي عم تجاوبو بزعل لإنو صحاها مخرب عليها نومتها الجتها ع الطلب من وجعها: ما سمعت..
عبد العزيز رح ينجلط منها لا محالة... فبعد عنها داخل غرفة الغيار ساحب ملابس داخلي مع بنطلون بيجامة رمادي وطلع بدو ينام لكنو ع فجأة متذكر ما صلى المغرب ولا العشا من ورا البنت هادي يلي جد ما خلت فيه عقل هو يلي بحياتو ما ترك صلاتو سهوًا من وراها صار يسهى... فبسرعة تحرك لمكان ما بصلي دايما قاضي المغرب ومصلي العشا وما لقى حالو بعدها غير متمدد جنبها باللي لابستو وما حس ع حالو غير مشلحها العباية والمنديل وهي حاسة فيه لكن مع تقلها ما اعترضت... ونام جنبها وهو عم يتذكر أول ليلة إلو معها بالمزرعة كيف قام معظم مشابك شعرها وهو عم يتقلب جنبها من عجزو لينام... وهي طبعًا متل الهبلة ما حست ولا فكرت تسأل كيف شعرها ما فيه عليه إلا كم مشبك... جد إنها مهملة لكن وين عندو هو مستحيل تضلها هيك.. فتسلم ع حياتها الماضية وتحضر حالها من بكرا للي جاي... وغفي جنبها وهو تفكيرو ما بشبه تفكير أمو المو عارفة ليه البنت كسرت خاطرها بشكلها... يعني عروس جديدة وهيك مهيونة... ما هانلها... بعدين كيف ابنها قبل يجيبها هيك قدامهم من بكرا هتحكي معو بهالخصوص... شو بدو يعطي المجال للناس تطولهم بهالعملة... آخر شي توقعتو ابنها يعمل هيك... وآخر شي كانت متخيلتو تشوف بنت دهب هيك هشة وضعيفة... فرح تهتم فيها علشان تبيض وجههم بكرا قدر الإمكان قدام الناس ... لإنو أكيد الناس رح تعلق ع نحافتها بالمباركة.. فالله يعينهم ع بكرا الكانت بنتها جوري هتموت منو من خجلها من ردة فعل الناس وأريام خاصة ع مرت عزوز المين كان متوقع تكون هيك... فعلقت بسرها بتعجب "هادا يلي كان رح يخطب الشريرة جيهان ياخد وحدة تعبانة ووجهها شاحب... يا حبيبي إذا صحباتي ومعارفنا شافوها هيك... يا سوادة وجه عيلة الخيّال" وصارت تهوي بحالها من حرارة جسمها وغليان دمها... وتقلبت ع السرير عاجزة تحضر من جمال التركيات الرح يضلهم يذكروها بحسرتها ع أخوها ع المرا المتجوزها وما عرفت كيف نامت ع ضو الشمس بأعجوبة من تفكيرها بمرت أخوها يلي مستحيل تخليها هيك... كرمال هيك من بكرا رح تشتغل عليها لتقلبها قلب وتخليها ملكة خوف القيل والقال من عماتها ولا من صحباتها وصحبات أمها... هي جنت تمشي معها وولا تعرفها ع صحباتها إذا أجوا عندها... وهي بهادا الشكل إلا تصير ع سيرة اتمام البنات فلا تختصرها ع حالها وتزبطها... ومن عجلتها حتى وهي نايمة كانت تستنى الوقت يمر بسرعة علشان تنفذ خطتها.. ووينك يا وقت تيجي لتحقق رغبتها وتشتغل على شكل بنت دهب الما عمرها فكرت فيه أو حتى شغل بالها دام همها الوحيد تحمي حالها من شر أبوها فدامها أمنت شر أبوها معقول تأمن شر الصارت مرتو كرمال تفكر وتقلق وتهتم بالاهتمامات الطبيعية لبنات سنها... وحيدها الأيام مع المواقف بتكشف... فلا نستعجل ع شي جاي خوف الندامة والحسرة.... ولا نغفل عن شي ما فيه مفر منو... فنصبر دام الصبر بحل كل معلول وبكشف المستور وبحجب معلوم موجع... فشاللي رح يداويه وشاللي رح يكشفو وشاللي رح يحجبو… 
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الخامس

الغفلة عن البصير حوالينا رحمة لإلنا ببعض الأوقات لإنها بتعفينا من أكلنا بحالنا ومذمة لإلنا بأوقات تانية لإنو ما فينا نحمي حالنا من يلي رح يجينا طول ما احنا مو كافين نفسنا من شر الأعادي... 
بس الأدهى والأمر لما تجتمع الرحمة مع المذمة ببيت الخيّال مع بنت دهب الفرت من صدمتها لجيتها معو لبيت أهلو الما عمرها عبرتو غير امبارح... وفر النوم هارب منها بمشيئة رب العالمين دامو كتبلها عمر تعيشو تحت رحمتو وكنف ابن الخيّال الما سألت فيه بنومتها قبلو من قلة استعدادها لتتأمل هي وين من كرهها لتزور أي حد خوف رفضها والتقليل منها متل ما كان يصير معها قبل... فتقلبت مفتحة عيونها من النومة الطويلة النامتها بدون خوف من تخدير أفكارها... فتتاوبت (فتثاوبت) براحة وهي عم تتمغط بحيرة... كم صارلها آخر فترة مو نايمة هيك بدون ما تسمع أي صوت أو صريخ أو ازعاج مالو داعي لإلها... وما لحقت تستفقد الازعاج إلا بفتحة باب الجناح كاشفلها عن صوت بنت ناسية وين سمعتو من قبل عم يقترب منها وهي عم تعترض بانزعاج: يخي مع السلامة والقلب داعلك بس من هلأ بقلك بدي تجيبلي سيارة يعني هتجيبلي سيارة!!! 
ففتحت عيونها وهي متأبهة لأي حدث غير متوقع دامها مش ببيت جدها ولا بمزرعة جدو وجفلت بس لمحتو داخل عليها بهيبتو وجاذبيتو بالبدلة الرسمية اللابسها والخوفتها (جاذبيتو) مع قوة كاريزمتو الشخصية وهو عم يرد ع البنت العبرت وراها كاشفة عن شكلها قدام بنت دهب التذكرت امبارح إنها شافتها بس وصلت بيت أهلو وسلمت عليها بدون ما تعرف شو اسمها لا منها ولا من أخوها: أنا بدون سيارة مو خالص معك ست جوري... فصدمت بس عرفت اسم أختو قريب من اسمها فعدلت قعدتها منصتة لبقية كلامو معها... من لسانك الطويل يبقى شو حال مع سيارة ولسان طويل هتجرسينا... ومشي مطالع بنت الدهب الانتبه عليها صحيانة معلق بسرو.. مبكرة والله الساعة هتصير 11 وهي نايمة بالعسل... ودخل غرفة الغيار تارك جوري موقفة عند إطار باب غرفة النوم وهي عم ترد عليه وعينها ع شكل مرتو مفقدة شكلها بشعرها يلي عم تشوفو لأول مرة وهي لابسة لبس غجري وتاركة شعرها ع طبيعتو مع طوق مورد: طيب ما تجيب يا الحبيب... بروح لجدي!!! وسكتت منتظرة ردو... 
عبد العربز سحب الساعة طالع ضاحك بوجهها: خبري مين بدك... سيارة ما فيه وإنتي عندك هاللسان... ويلا ع برا خدي الباب معك... 
جوري كانت رح تعنّد وما تطلع من غرفتو جكر فيه إلا بصوت بنت عمتها إريام الفرحانة: جـوري يــا جـوري تعالي أنا جيت!!
جوري بسرعة بس سمعت صوت أريام طلعت من جناحهم مسكرة الباب وراها لتقابل بنت عمتها أريام بالوقت القرب فيه أخوها الخيّال من بنت دهب الجبرها من قوة جاذبيتو ترفع دقنها لتطالعو بغرابة ليش جاي لعندها وهو عم ينذرها بنبرة مخوّفتها: شوفي يا حلوة من هلأ بنبهك بتلبسي شي مسكر ومانو عالي علشان الليلة ما نبتلي برجليكي... وبتاخدي مسكنات.... ومن تم ساكت بتكوني... وبس عليكي تسلمي وتبتسمي فاهمة... 
جودي مو فاهمة شو قصدو بس عليكي تسلمي وتبتسمي... ما حدا قلها عن قصص مباركتها ولا قعدتها مع عيلتو... فضيقت حواجبها بضياع... وهو أحتار فيها... فبعّد عنها منبهها: ممنوع حدا يلمح رجليكي... وهادا الفستان يلي جيبتيه للمباركة عشم إبليس تلبسيه... والله بدلتك يوم كتب كتابك ما كانت هيك مفتحة وهو إنتي رايحة عرض لجسمك بمباركتك.... وسكت معلق مع حالو بعد ما سحب تليفونو مع مفتاح سيارتو... أصلًا شو بدها تعرض من كتر ما فيه عندها شي ينعرض... ولما ما سمع صوتها قرب منها ضاغط ع إيدها من كتر ما بستفز من سكوتها يلي بحسسو عم بحكي مع حالو: فاهمة!!
هزت راسها وهي مو فاهمة مالو ليش هيك بتحوّل معها بسرعة لشرشبيل 2 بعد أبوها شرشبيل 1... ولف بعيد عنها غير متبّع ع عيونها الملاحقتو لحد ما طلع من غرفة نومهم مكمّل لعند باب النجاح الفتحو طالع منو بعيد عن المدام الما معها ولا خبر باللي قالو لدرجة اذا رجع سألها متذكرة لتسكت لإنها مو فاهمة شو أحكي من قبل وعن شو بحكي هلأ... فجت رح ترجع تنام لتهرب منو إلا لقتو داخل عليها بحدة: قلبي قلي هترجعي تمددي... قومي بسرعة ألبسي وزبطي حالك لتسلمي ع عماتي ومن هلأ برجع وصيكي حركات مايصة ما بدي... كان مناه يضرب راسو لإنو حاسس حالو بحكي مع وحدة مضيّعة عقلها وبس عليها تطالعو ببراءة وفهاوة بتدبحو فيهم... فمسح ع وجهو مذكر حالو "لليش تحكي مع هالنايطة" وتحرك لجناح اختو البابو مفتوح منادي عليها بصوت مرتفع باين فيه الجدية: آنسة جوري!! وكمّل داخل عندها بالوقت يلي أختو جوري سكتت ع السريع بس سمعت صوتو لإنها كانت قاعدة ع طرف السرير عم بتفضفض لأريام عن يلي شافتو امبارح ومدت راسها مطالعتو: خير جاي... بشّر شو بدك مني! 
عبد العزيز توقف قبالها ساند حالو ع أطار باب غرفة نومها مؤشر ع جناحو وهو عم يبشّرها: المدام يلي بغرفتي من هلأ بوصيكي عليها بس ها اصحك (ديري بالك) تطولي لسانها لقص لسانك ولسانها... 
جوري علقت قبل ما تنفجر ضحك: والله أنا يلي بقص لسانها قبل منك طولة اللسان بهالبيت حصرًا علي... ههههه...
أريام انفجرت ضحك ع تفنن جوري بالرد: هههههههههه!! ورفعت شعرها الطويل النزل ع وجهها مع ضحكها مركزة مع عبد العزيز الحرك إصبعو السبابة بتحذير: إنتي حلك نزوّجك... 
جوري حركت إيدها باستخفاف: يلا تسهل ع شركتك... 
عبد العزيز ابتسم بخبث بوجهها رادد: بتسهل بس ع هالحركة ما فيه تغيير عفش جناحك... 
ولف سامع صوتها: ما تغير حدا قلك ما معي مصاري.... ولا فارفة عندي... ونزل الدرج مبتسم على لسانها... ونطق مصبّح بوجه عماتو الأربعة القاعدات مع أمو بصالونهم المفتوح والمصمم بكل بساطة: صباح الخير يا حلوات!!! 
عماتو الأربعة الكانوا قاعدات جنب بعض متل النقاد منتظرين يتفحصوا بنت دهب... ردوا عليه وهما عيونهم ع اللي وراه إذا في حدا هينزل بعدو: صباح الفل والياسمين... 
فتحرك لعندهم مسلّم على عمتو وفاء الكبيرة وبايس إيدها وراسها وهو عم يقلها: انشالله أموركم تمام يا عمة! ولف مسلّم ع عمتو سهر وهو عم يسمع رد عمتو سهر عليه وهي مغترة: الحمدلله! ووينها عروستك نشوفها؟!
تنهد بسرو يعني ضروري تذكرو بهمها فباس راس عمتو سهر بدل إيدها لإنها ما بتحب هالحركات... وبعد عنها رادد: انشالله بعد شوي بتنزل وبتشوفيها... وبعد عن عمتو سهر مسلّم ع عمتو أمل ونداء القراب من عمرو: وإنتو يا وردات كيفكم... ووين ولادكم عنا؟!
ردت عمتو أمل بأختصار: مبسوطات فيك وجت بدها تكمل لكن رد أختها نداء سكتها: الحمدلله! وولادنا وحدة تركتهم عند بنات حماها وأنا تركت ابني مع أبوه... فبعد عنهم قاعد قبال أمو وهو عم يعقب ع كلامو عمتو نداء: أصلًا عاصي لولا العيب كان خلا جنرال معاه طول الوقت هو وأبو مجد (زوج عمتو أمل) يلي مو طالع بإيد شي من غيبتو عنكم بالأسابيع... 
العمة وفاء ضحكت ع كلامو رادة: هههه صدقت بأبو جنرال لإنو غالب الوقت لما روح عند عمتك نداء بكون ماخد جنرال معاه تقول جتو من الله إنو ما برضع من أمو ولا كان نشبلها محوّل شغلو من المركز للبيت.... 
عبد العزيز رد بمدافعة عن رفيق دربو من معرفتو بكرهو لقعدات البيت متلو: له يا عمتي هادي ما صدقتي فيها بأبو جنرال ونطق مغيّر الموضوع... بعدين ليش مش شايفكم متجهزات للمباركة! 
ردت عليه عمتو وفاء قبلهم كلهم من سرعة بداهتها: لسا معنا وقت واتفقنا لنضمن كلشي تمام بعدها بسرعة بنجهز حالنا أما نجهز حالها قبل لا منا ولا من تزبيطنا... المهم كنك (شكلك) بدك تروح ع الشغل ولا عندك مشوار تقضيه... 
عبد العزيز رد عليها وهو عم يطالع ساعة إيدو مخبّرها: اه والله بدي روح للشركة فقّد ع كم شي... وتوقف ع رجليه... السموحة منكم لازم لحّق روح... 
فردت عمتو سهر: روح يا ميمة الله يوفقك... في حين أمو طالعتو بعيونها من شان يرجعلها بتليفون... فتنهد منسحب من بينهم وهو منتبه ع عيون عمتو وفاء المش عاجبها لا زواجو ولا تأخر نزول مرتو لتستقبلهم الكان مناه لولا العيب ما ينزلها لتستقبلهم من أول زواجهم من غباءها وفهاوتها خوف ما تجلط فيهم عماتو الرح يجوا يكملوا عليه معها بجلطو بنقدهم وذمهم فيها... فتحرك لسيارتو طالع فيها للشركة يشيّك ع كم شي ع الحارك وهو عم يدعي ربو هبلتو ما تجيب العيد لإنو مالو مراق للقيل والقال الما بخلّص عند النسوان الما يصدقوا يلاقوا ذلة ع وحدة منهم... فتنهد ماسح ع وجهو من خوفو لبنت دهب لتجيب العيد مع أهلو... وحرك إيدو بدو يسحب تليفونو من الكرسي المجانبو كرمال يتصل ع أختو المطقعة ليتطمن ع الوضع كيف ماشي عندهم مع مرتو إلا باتصال عاصي عليه المفاجئ لإلو... فرد عليه فورًا مأجل اتصالو ع أختو ليخلّص منو: خير متصل! 
أبو جنرال رد عليه بروقان: يخي بعرف العريس بكون مبسوط ومروّق إلا إنتا معصب وشكلها دورتك ما خلصت لهلأ... فمن شان الله فكها وارجع زي قبل بدون حركاتك النفسية... تقول حد جابرك ع الزواج مش هيك!! 
عبد العزيز رد عليه وهو فعلًا مالو مراق للأخد والعطا من كتر ما هو شادد ع حالو: أنا بس أفهم شو بدك فيي يخيي هي ابنك معك... المهم هيني رايح ع الشركة فإذا بتقدر تمر علي مع ابنك الحلو تعال من شان نتكلم براحتنا... 
عاصي بسرعة سحب مفتاح سيارتو من على طاولة مكتبو وهو عم يقلو: تمام هيني قايم جيب ابني من عند أبو طلال (إيدو اليمين بشركتو الأمن الآمان) من شان مر عليك... وسكر الخط بوجهو تاركو ياكل بحالو من خوف مرتو لتخبّص مع أهلو بعدم ردها أو بتشتتها عنهم فاستغفر ربو متراجع عن رغبتو ليتصل ع أختو جوري الما كذبت خبر من بعد ما قلها وحملت حالها مع أريام متحركين لعند مدامتو يلي بس شافتهم داخلات عليها بسرعة رفعت ضهرها ع راسية السرير بخوف وتعجب منهم مالهم داخلين عليها هيك ليكونوا متل سالي ماكبرايد وجوليا بندلتون بمسلسل صاحب الظل الطويل أول ما قابلوا جودي آبوت... وشو شكها تحول ليقين بس لمحت جوري عم تهمس للبنت الما شافتها من قبل: أريام شكلها هيك ما بشبه شكلها امبارح شفتي كلامي!!
أريام قربت منها مبتسمة: بس مبينة لطيفة وكيوت... بس من هلأ بقلك إنتي رح تعمليلها وجهها وأنا بختارلها لبسة حلوة مع كمالياتها ماشي... 
جوري رفعت إيدها بوجهها: ماشي وكفك! ع قولة الكوريين الخشنين فايتنغ!!
‏أريام ضربت كفها بحماس ورفعت إيدها التانية عاملة فيها متل الكوريين راس القلب من تحت: يلا!!
وبعدت عنها داخلة غرفة الغيار بدون أي استئذان من بنت دهب القربت منها بنت حماها "المغدور منهم" وهي عم تقلها: صباح الخير.. يا حلوة!!!
جودي بس سمعت منها يا حلوة تصلبت مكانها من خوفها منها ومن هالكلمتين الخلاها ابن الخيّال تحفظ عن الغيب هينزل فيها تهديد ولا تحذير بعدها أو قبلها... فسكتت بدون ما ترد عليها وحركت وجهها لتقابل وجه جوري القعدت ع طرف السرير وهي مكملة كلامها معها: عماتي تحت جايين يشوفوكي قبل المبارك فما في معنا وقت كتير فيا دوب حمام خمس دقايق علشان نحط ماسك لوجهك وأعملك وجهك وتلبسي لبسة مرتبة لتسلمي عليهم... تمام!!
جودي تمسكت بغطا السرير... شو تنزل تشوف عماتو... وهي بتكره تقابل الناس لأول مرة ولا تتعرف ع حدا... فبلعت ريقها بخوف وتردد شو تساوي كرمال تتنصل من شوفة عماتو المالها ضرورية عندها والضروري عندو وعند أختو الما رح تكون غير عن أخوها السلمها عهدتها فبسرعة سحبتها من إيدها بحماس قاطعة سرحانها وهي عم تقلها: يلا بسرعة قومي بلا نياطة سمعت إنك قدنا... فيعني لساتك فيكي طاقة... مو عجوز بآخر التسعينات...
ووقفتْتها قدام باب الحمام علشان تفتحو وتعبر منو لكنها بدل ما تدخل منو التهت باللي لابستو برجليها وهي مستغربة جمالو بس السؤال هلأ كيف لبستو وهي امبارح كانت لابسة جربان اسود سادة عبد العزيز جابلها إياه من الصيدلية.... ما لحقت تفكر بالزورو يلي عندها إلا جوري دفعتها للحمام وبسرعة سكرت الباب عليها وتحركت لجناحها جايبة عدة المكياج وفتحت تلاجتها الصغيرة الخاصة فيها ساحبة منها ماسك للوجه ورجعت لجناحها داقة باب الحمام عليها وهي عم تنبهها: ما تاخدي راحتك بسرعة تلات دقائق واطلعي... 
جودي من الخوف من قوة دقتها عليها بسرعة طلعت من تحت دوش البانيو عم تدور ع شي تلبسو وهي لسا مو مخلصة شطف شعرها من الشامبو من خوفها لتكون عاملة شي غلط وهي لساتها مش شالحة الجربان من على رجليها... ولحظة ما عينها انتبهت ع الروب سحبتو لابستو بعجلة... ولما جت رح تفتح الباب إلا رجلها زلطت ع أرضية الحمام... وما لحقت تستوعب شو عم بصير معها إلا هي واقعة ع جنبها ونص ضهرها اليسار من جربانها المبلول وبلاط الحمام الملس فتأوهت من الوقعة الحستها خضخضتها تخصخض من قوتها... فجت رح تبكي ع حالها إلا ع جوري وأريام الركضوا لعندها بس سمعو صوت خبط جاي من عندها بالحمام... فاتحين الباب الناسية تقفلو عليها وانفجروا ضحك بس شافوها كيف واقعة ع الأرض مع شعرها الداخل ببعضو ووجهها العابس: هههههههههههههه! 
وجودي من الخجل والخوف من عبد العزيز بكت... في حين الآنسة الخيّال
ما قدرت تساعدها من كتر ما انفجرت ضحك عليها لإنها مبينة بيبي... وعم تبكي بدل ما تقيم حالها فرفعت إيدها تهوي بحالها وهي عم تعطيهم ضهرها تاركة أريام تخلص معها وهي عم تقلها ع سمعها: مو مشكلة حبيبتي المهم ساعديني قيّمك علشان نكمّل نغسل شعرك ع السريع خوف ما نتأخر ع خالاتي... 
جوري بس سمعت ذكر خالاتي ع لسان أريام كتمت ضحكتها محاولة تكون جدية لتمسك ضحكها وتكمل بترتيب مكياجها ع تواليت مرت أخوها كرمال تكسب الوقت ويخلصوا بأسرع وقت منها من شان تنزل تستقبل عماتها بعيدًا عن القيل والقال بس عبس ما قدرت توقف ضحك... فاضطرت تكتم حسها بحط إيديها ع تمها خوف ما تحرج البنت وتضايقها لإنو واضح عليها حساسة... فقرصت حالها عدة قرصات ومنبهة حالها لازم تشد ع حالها لتنجز خوف بهدلة عماتها... فرجعت ترتب عدتها ع تواليت مسسز (miss) عبد العزيز وتتفقد شو المكياج يلي عند مسسزو المش حاسة فيها كم متوجعة من عصوصها من حم الوقعة وحست حالها رح تنشل بالمعنى الحرفي إذا طلبت منها أريام تنزّل راسها تحت حنفية الدوش ولا حنفية المغسلة لتكمل شطف شعرها.... ولإنو شعرها طويل وما فيها حيل لتتني حالها... أريام هونت عليها لما خبرتها: خليكي هيك وأنا رح أقعد ع البانيو لاشطفلك أياه منيح... 
فهزت راسها خجلانة ترد... فقعّدت أريام ع حوض البانيو وهي حاسة فيها خجولة وحساسة.... فبلعت ريقها ساحبة الدوش قريب من فروة راسها لتشطفو منيح من الشامبو عليه وهي عم تقلها: مش مشكلة اتبلل أنا ولا روبك المهم نحلص بسرعة... فردت هزتلها جودي راسها مأيدتها بكلامها الفهمتو منيح من حنيتها معها... ففتحت اريام المي شاطفتلها شعرها منيح وهي متغاطية عن تنوريتها التبللت شوي بالمية من عند الخصر مو بالقصد لإنو المهم تجهز بأسرع وقت لتقابل عمات زوجها الطلب منها يجهزوها... وبلعت ريقها مواصلة بكلامها معها كتودد معها بعد ما حطت عليه بلسم لتنعيمو: ما شاء الله شعرك جميل جدًا بس بدو اهتمام علشان ما تفقدي حيويتو وخملو...
جودي معقول شعرها حلو الله أعلم... فكمّلت أريام كلامها معها وهي حاسة حالها بتحاكي حالها: هلأ رح تطلعي ملاك لإنو ملامحك ناعمة ورقيقة... ووقفت الدوش ساحبة المنشفة الناعمة من الرف المطوية جواتو بكل ترتيب فوق المغسلة ولفتها حوالين شعرها الانتهت من شطفو... طالبة منها: يلا قومي... البسي يلي اخترتلك إياهم... علشان جوري تعملك وجهك... 
جودي تقوم وين تقوم... البنت مضيعة... أريام بكل هدوء مسكتها من إيدها محاولة تهون عليها ضياعها الحاسة فيه: ما تخافي ما رح توقعي... 
من براءتها أريام كانت مفكرتها البنت منجرحة ولا خايفة يتكرر الموقف كمان مرة... مو عارفة البنت مو فاهمة... وقامت معها طالعين من الحمام مارين من قدام جوري يلي بالقوة ماسكة ضحكتها وهي عم تفكر تأجل حط الماسك ليوم تاني... وتعمللها شعرها كيرلي دام في ع تواليت مسسز أخوها عدة انواع متنوعة من كريمات الشعر شي للشعر المموج وشي للشعر العادي... وشي للشعر الكيرلي.. وسألت حالها بتعجّب... معقول طبيعية هالبنت شي لدرجة جايبة حتى للشعر الخشن والمتقصف... شكلها وهي بتجهز كانت مضيعة حالها هون ولا هناك... فطالعت بقية أغراضها الما فكرت تفقدهم من قبل من احترامها لخصوصية مرت أخوها وهي متعجبة من كمية الأغراض الجايبتها ومالها داعي... ومن الطبيعي ما يكون مالو داعي لإنها مانها عارفة الجهزلها جهازها اكتر من حدا متل مرت عمها ريم وعمتها الكبيرة نهاية وغنج مرت عمها وبناتها.. وأكيد هالحركات الناقصة معروف مين منهم بعملها ما بدها تنين يحكوا فيها... فتنهدت ع فجأة منتبهة ع حالها وع أريام العم تحاكيها: وين سارحة يا بنت؟ 
جوري لفت وجهها منتبهة ع حالها: لا ولا شي... المهم نخلّص منها... وجت رح تسألها وينها لكنها لمحت باب غرفة الغيار مسكر فعرفت ووينها وهي عم تسمع رد أريام العم تبتسم بوجهها: بنخلص ما تقلقي بس بصراحة البنت مبينة لذيذة!
جوري هوّت حالها: حسيتها مضيعة.... دقي عليها الباب خبريها ما تطول علينا مش ناقصنا... 
فلفت أريام قاطعة المسافة لغرفة الغيار داقة الباب ع جودي الكانت من كترة الوجعة من وقعتها مو قادرة تتحرك بسهولة لكنها سرّعت حالها خوف ما ترجع تدق الباب عليها وبس دقت الباب زادت الضغط ع حوضها لتلبس وهي مو مركزة باللي عم تقولو أريام... فبسرعة بعد ما لبست الكالوت "الكالون" اللحمي الفيه لمعة شفافة لكنها بتخبي كل عيوب الجسم وحتى آثار رحليها من تحت... لبست التنورة القصيرة الفيها كسرات من تحت وقماشها فيه كروهات بني وبيج وكاكاو متناسق مع قماش قميصها الشيفون اللونو كاكاو وبعجلة فتحت الباب وهي مو شايفة لبستها إلا بتعليق جوري: واو... عنجد واو اللبسة خيال... 
أريام هزت راسها وهي عم توضحلها سبب اختيارها هالنمط من اللبس: صح اخترتلها هادا الطقم لإنو تنورتو فيها كسرات من تحت علشان ما تبين نحافتها وبنفس الوقت قميصو لونو فاتح وشوي بعطي امتلاء للجسم.. 
جودي عم تطالعهم وهي حاسة هادا الطقم من قبل شايفتو بس وين ما عرفت... وقبل ما تتعمق بشكلها... ما لقت إلا أريام ساحبتها من إيدها وهي عم تسمع صوت جوري المتحكم فيها: وين عقلك يا حلوتنا؟! بسرعة تحركي علشان نلحق نخلّص!!! وسحبت الفرشاية معطيتها لأريام لتمشط شعرها بالوقت يلي قعّدت فيه جودي ع كرسي التواليت... وع السريع جوري بلشت شغل بوجهها وأريام بشعرها وطبعًا جودي حاسة أريام وهي عم تمشطها كأنها عم تمسح ع شعرها بحب كبير وشو ابتسمت ووجهها أشرق من راحتها وسعادتها وضحكها ع كلامهم مع بعض: أريام شدي.... قربت خلّص وجهها وإنتي لساتك مش مخلصة شعرها... 
أريام ردت عليها بانفعال: أبو إصبع حلي عنا خليني ركز باللي عم سويه بتعرفيني بحب اتأن... 
جوري جحرتها بجدية ما فيها مزح وهي عم تقلها بإعتراض: مهو وقت التأني هلأ كنك ناسية خالاتك... 
أريام طالعتها لتسكت... لإنوبلاها فضايح العيلة قدام مرت أخوها من أولها: يا حبي لإلك وإنتي ساكتة... ولفت وجهها ماسكة شعر جودي لتسوي فيه كرنشي ليكون مموج بشكل جميل... في حين جوري بسرعة حطتلها روج خمري فاتح ولون باهت وبجي حلو مع لون بشرتها رفعت راسها مفقدة الأكسسوارات فنطقت بحدة: ست أريام وين الاكسسوارات؟ ولفت ساحبة عطر من عطور جودي لتعطرها فيه وهي عم تسمع رد أريام: أم محمود (قصدها بجميل وهنا) روقي هيهم جاهزين بغرفة الغيار... بعينك الله جيبهم... واختاريلها شي تلبسو برجلها لإني نسيت!
جوري بسرعة بعد ما عطرتها ردت عليها: فالحة! وتحركت لغرفة الغيار
مختارتلها كندرة سودا مسكرة من قدام بشكل ناعم... وبسرعة سحبتها مع الاكسسوارات طالعة لعندهم وهي عم تسمع أريام عم تحاكي مرت أخوها: هيك شعرك صار جاهز! 
جودي ردت عليها وهي مبسوطة كتير من رقة أريام معها بدون ما تتعمق بشعرها ونطقت بنبرة صادقة: شكرًا!
فجت أريام بدها ترد عليها لكن جوري قطعتها قبل ما ترد: مش وقت الشكر هلأ بسرعة خدي البسي هادا برجليكي... ورمتهم عند رجليها وبسرعة لفت لأريام وهي عم تقلها: لبسيها الحلق الدهب وأنا السنسال... ولفت حاططتلها الخاتم: ما تنسي يا حلوتنا تلبسي الخاتم بعد الكندرة... وخلال دقيقتين اكتمل شكلها الكان رهيب كتير مع مكياجها البسيط وشعرها الكيرلي ولبسها الكلاسيكي الرقيق البيجي مع ملامحها الرقيقة... لكن هي ما همها شكلها من وجع رجليها بلبسها الكندرة لأول مرة فكانت غير مريحة لإلها وفجأة رفعت راسها منتبهة ع عيون أريام وجوري المتأملين بشكلها برضى تام وقبل ما تنطق أي حرف جوري لفت معطيتهم ضهرها وهي عم تصوي جودي: اصحك تنزلي قبل ما صوّرك... وبسرعة طلعت ركض لجناحها جايبة تليفونها وردتلها وهي عم تقلها: يلا يا حلوة قومي صوّرك بس من هلأ بوصيكي بتعملي حركات حلوة وأنا عم صوّرك لإني بدي أرسلهم للأخ... 
جودي سمعت الشغلة فيها تصوير شلت مكانها وتمسكت بالكرسي خوف ما تقوم فتبسمت أريام ع ردة فعل جودي الطفولية معلقة: جودي ابتسمي هي بدها صوّرك مش أكتر... يلا اضحكي وميلي راسك هيك... 
جوري نطقت وهي عم تقرب منها الكاميرا: أريام ميليلها إنتي وخلصيني بدي ألحق صوّر... 
فتقربت أريام محركة فيها يا هي تحريك حالها لبالها معهم مصورينها عدة صور مع فيديو باعتينهم لزوجها الكان مشغول ومش فاضيلهم... وبسرعة وبعدها خبرتها جوري: يلا تفضلي انزلي! 
لصمت وين تنزل فجبرتها جوري وهي عم تمسكها من إيدها: يلا جودي شو عم تستني! 
جودي تعجبت هدول من وين بعرفوا اسمها إذا هي ما عرفتهم عن حالها فانشغلت بهالتفكير وبس وقفوّها ع أول الدرج جابرينها تنزل أدركت هي بخطر فشو كان نفسها تبكي من الخوف من يلي رح يصير مع هالناس القاعدين قبالها وعم يطالعوها بتفقد... فكمّلت نزولها الدرج وهي ماسكة دمعتها من وجع رجليها مع وجع عصوصها المو قادرة تتحملو... ويا وجعها شو زاد لما نزلت الدرج بالكندرة غير المريحة واللي نجدتها من التركيز والتتبع مع عيون عماتو الدققت فيها منيح... 
فكانت تعابير عمتو سهر مرتاحة لإلها لإنو باينتها من شكلها إنها طبية وهادا الله أعلم فيه... أما تعابير عمتو أمل بتدلل إنها حبتها ع السريع في حين تعابير عمتو نداء بتدلل ما همها شكلها وشوفتها أما تعابير عمتو وفاء كان واضح عدم الرضى عن شكلها المخليها تشفق ع ابن أخوها... شو متجوز بنت صغيرة وما بتعرفي تحكي مرحبا... في حين أمو أمينة يا فرحة قلبها لما شافتها مزبطة حالها وما بتشبه شكلها امبارح... وما لقتها غير مقربها منها بايسة إيدها هي وعمتو سهر بدون ما تقول مرحبا أو السلام عليكم وهي عم تسمعهم بحكولها: الله يرضا عنك... وسلمت ع عمتو وفاء بايسة إيدها وهي عم تسمعها عم تقلها: أهلًا! وبعدت عنها مكمّلة التسليم ع عمتو أمل ولما جت رح تبوس إيد عمتو أمل لما سلمت عليها خجلت ساحبة إيدها منها وهي عم تقلها: استغفر الله!! فكمّلت لعمتو نداء بدها تبوس إيدها بعد ما سلمت عليها لكن عمتو نداء سحبت إيدها بإعتراض بدون ما تعلّق بحرف... وتحركت من كترة الوجع قاعدة ع الكنبة يلي بلا ضهر ع شمال عمتو نداء ومقابلو لأمو وهي حاسة روحها رح تطلع غافلة ع المطقعة وهي نازلة فيها تصوير فيديوهات بالخفاء عن عيون عماتها وأمها البتقدر تلمحها لو رفعت راسها لإنها مقابلتها لإنها لاهية مع العمة وفاء بالكلام... 
ومن حسن حظها خلصت تصوير وأمها ما انتبهت عليها وبسرعة بعدها لفت مرسلتهم لعبد العزيز مشتتة تفكيرو عن شغلو من كتر رنتو فأجى بدو يكتم الصوت لينجز أكتر قبل ما يقابل أبو جنرال إلا لمح اسم المطقعة عم ترسلو فيديوهات... ففتح شايف شو فيه... ودهش من شكل مدامتو... كيف كان شكل شعرها جميل بالفيديو والصور أما وجهها مو كتير طالع رائع بالصور لكنو ع الواقع بكتير أحلى وبس فتح بقية الفيديوهات كان شكلها مبين أحلى... ولما عينو لمحت بالغلط قصر تنورتها دهش... فبسرعة ارسللها "بسرعة خليها تغير التنورة" جودي طنشت كلامو سامعة صوت أريام الرجعتلها بعد ما غيّرت أواعيها التبللوا بشطف شعر جودي وتمشيطو لفستان طويل ومستور من فساتين جوري القريبة من مقاسها: يلا خلينا ننزل! 
فهزتلها جوري راسها وهي عم تقلها: الله يعدي اليوم ع خير... ولفت نازلة الدرج وهي عم ترسم ع وجهها ابتسامة من ببن تهلهلها بجية عماتها: هلا هلا هلا بعماتي الحلوات... 
نطقت العمة وفاء: هلا بأم لسان طويل ع الأمانة مبكرة كان نزلتي المغربيات مش أحسن!
أم عبد العزيز فركت إيديها بتوتر... كعادتها بنت حماها وفاء ما بتطوّف... فردت عليها جوري بمزح: ليش يا عمتو هو شو فينا بيننا غير كل خير... وتحركت لعندها لتكسب ودها... هاتي إيدك الحلوة لبوسها... فضحكوا عليها مع عمتها وفاء الكبر شانها من كلامها معلقة: ملسنة متل جدك... 
جوري لفت مسلمة ع عمتها سهر وهي عارفة دوا عمتها وفاء وكمّلت مسلمة ع عمتها أمل العلقت لأم عبد العزيز: ها يا أم عبد العزيز ما تنسي يلي قلتلك إياه... 
جوري تخصرت بعد ما سلمت ع عمتها نداء بقلق ناطقة: ما حليلك غير لما سلمت عليكي تتذكري تقولي هيك حسستيني بدك تخطبيني لزوجك ولا حدا بهمك! 
العمة وفاء نطقت فوراً: وليه يجعلني قصو لهاللسان... شوفيها بنت عمتك سهر عسل وسكرة وبعدت عن أختها أمل مقربة من جنب أختها سهر وهي عم تأشر لأريام: تعالي يا عسل إنتي أقعدي جنبي ... 
جوري ردت وهي عم تتحرك لعند مرت أخوها قاعدة بدون تفكير لإنو ما فيها تبعد عنهم كلهم والمقعد الوحيد بقيلها جنب بنت دهب... وتكتفت جنبها مرتعبة من فكرة الارتباط والزواج يلي ما بتعرف ليش خطرت ع بالها من تلميح عمتها أمل... فلفت شاغلة حالها بتفقيد جودي بأعجاب بانجازها هي وإريام فدقتها بس استغلت لفة وجه عماتها ع أمها كرمال تندمج معهم إلا بصوت عمتها وفاء الرحم جودي الغايبة عن يلي بصير من الاندماج معهم لإنو من سابع المستحيلات من الفارق الكبير بين عالمها وعالمهم: المهم يا أمينة أنا بقول لبعدين بنشرب عندكم شي وبنتحلا لإنو لازم نقوم نسلم ع أبوي ونشيّك ع الخدامات كيف شغّلات (شو عم يعملوا)... 
ولفت جودي مطالعة جوري باستغراب ليه عم تدقها بكوعها ما هي فيها يلي بكفيها فبلاها هالحركات هلأ من عقلها العم يضغطها من قلة الأكل ومن ورغبتها لتحك رجليها لحد ما تنزّل منهم الدم كرمال تتريح من حروقتهم... وفجأة إلا سمعت صوت أمو للبقولوا عنو زوجها: اه والله الوقت بمشي واحنا مش حاسين فخلونا نقوم نضمن كلشي متم ع أكمل وجه... ووقفوا كلهم مع بعض باستثناء البنات... وتحركوا لعند غرفة المطبخ الفيها الباب التاني المطل ع بيت الجد واللي بكون أقربلهم من الباب الرئيسي... وع فجأة العمة أمل نطقت بتلميح لجوري بهمس: ما تنسي يا أم عبد العزيز~~~ وسكتت بس شافت جحرة جوري لإلها... فغمزتها وهي عم تخاطبها كذكر: أبو إصبع اقعد مكانك احسنلك... فسحبتها العمة سهر وهي عم تقلها: سيبيها بحالها... مستحيل تقعدوا بدون حجرات وتلقّح كلام... اكبروا...
جوري ابتسمت بس سمعت رد عمتها سهر معلقة بشماتة بعمتها أمل الشقية: صدقتي يا عمة... 
فجت بدها ترد عمتها أمل لكن عمتها سهر دفعتها تعبر من باب المطبخ السكرتو وراهم فورًا سادة القيل والقال بينهم لإنو مش ناقصهم قدام بنت الجديد دخلت عليه واللي مش متبعة من الأساس لا معهم ولا مع جوري اللفت مبتسمة لإلها لأريام بس سمعت الباب انطبق لإنو هيك البيت هيصفى لإلهم فبسرعة تنفّست براحة وبلا مقدمات تحركت لعند الطاولة المتوسطة بالصالون ساحبة الريموت وهي عم تنادي بصوت عالي: يــا رولــا!!
رولا فورًا بس سمعت صوتها الوصلها من باب المطبخ المطبوق من العمة سهر فاهمة شو بدها... وقفت لف بورق الدوالي (العنب) وركض وقفت تغسّل إيديها وتجففيهم بالبشكير (الفوطة/المنشفة الصغيرة) ولفت بسرعة مجهزتلها بأقل من دقيقتين طلبها الهو صينية الحلو من عدة أنواع مع المشروبات المسكرة... ومباشرة فتحت باب المطبخ طالعة منو وهي عم تقوللها: هي أحلى تسلاية لأحلى صبايا!!
جوري قامت ساحبتهم منها بحماس لتنزلهم هي ع الطاولة بعد ما حطت ع قناة أم بي سي بوليود وهي عم تقلها: يسعدلي قلبك إلهي... إذا خلصتي تعالي احضري معنا... ولفت ع أريام يلي اخدت راحتها بالقعدة آمرتها... ريوم سكري البرادي خلينا نعيش جونا... 
وانسحبت رولا مبتسمة ع اجواءهم الخاصة فيهم متحركة لف بورق الدوالي (العنب) بالوقت يلي هما بلشوا ياكلوا ويشربوا فيه مع جودي يلا خلص كانت رح تنهار من الجوع لو ما أكلت شي مستاهل لإنو البركة بابن الخيّال الخلاها من خوفها ليقرّب منها تاكل الأخضر واليابس... فسّلكت حالها باللي قدامها غير مندمجة معهم بالحضر وبلا أي مقدمات انسحبت من عندهم رادة لغرفة نومها... خالعة الكندرة السودا يلي برجليها وهي حاسة روحها رح تطلع من كتر ما ضغطت جلدة رجليها المسلوخة من تحت... وبكت بحرة متمددة ع السرير لتريح حالها ومع التعب غفت وهي مو عارفة شكل شعرها كيف سحر عبد العزيز الدايب بلونو وخملو فنفض راسو رافض يعطي الموضوع أكبر من حجمو ورد يكمل شغلو بالملفات المؤرشفة الطلبهم من سكرتيرو عمر من قبل دام الأخ عاصي طلعلو شي مآجل جيتو عليه لبعدين مع ابنو... فالتهى بشغلو غير مفكر بمرتو السحبتها نومة بدون تقلّب من قوة الوجع والانهاك الحاسة فيه مع الوجع... لكن يا فرحة ما تمت لإنها صحت ع حكة رجليها فحاولت تحك رجليها بمفرش السرير إلا ع صوت الخدامة رولا ع فجأة معلمتها الكوافيره جت دامهم قربوا ع العصر والمباركة من الساعة الستة رح تبدا فبتلحق تخلصها ع الوقت إذا رح تعمللها شي بشعرها من هلأ: مدام الكوافيره وصلت علشان تزبطك لمباركة اليوم... بتحب طلعها هلأ؟ 
جودي مو مستوعبة كوافيرة شو العم عنها من الوجع وقالت: بدي مسكن!!
الخدامة رولا بدون ما تسألها مالها هزت راسها ملبية كلامها: حاضر! 
وطلعت من غرفتها جايبة مسكن مع كاسة مي وصحن (طبق) يلنجي كرمال مفعول المسكن يمشي... 
وبنت دهب الميتة من الجوع بس شافت الأكل عيونها لمعوا متل الجواهر برضى تام للي جايبتلها إياه رولا بدون طلب منها لإنو أجى بوقتو فتركت رولا ترتب بفوضة غرفتها من الساووه فيه جوري وأريام وهما عم يجهزوها في حين هي بلشت تاكل بأصابعها بدل الشوكة وشو عجبها طعم الأكل يلي أول مرة بتجربو بكل حياتها فأكلت منو لآخر حبة وبسرعة بعدها سحبت حبة الدوا بالعتها مع المي وسحبت المحرمة المرفقة ع الصينية ممسحة إيدها ولفت حاطة الصينية جنبها من هون إلا جوري دخلت مع الكوافيره من هون وهي عم تقلها بنبرة تسلاية معها: شو يا مرت أخي هيك خنتينا وطلعتي تنامي... المهم الكوافيره لازم تبلش فيكي... علشان تكوني ملكة المباركة اليوم...
حدا يفهمها هي المباركة ما خلصت لهلأ.. مش هي نزلت سلمت ع عماتو شو ضل كمان... الله يعينها إذا هيك ع اللي جاي لإنها هتقابل غير عماتو عدد كبير من النسوان يلي بعضهم هيكون كارهها أو غاير منها او هيكون مستتفهها... فقامت جابرة حالها تقعد ع الكرسي التواليت كرمال الكوافيره تبلش فيها وهي عم تسمعها عم تحاكي جوري يلي مبنية إنها مسؤولة عنها: طيب بس ممكن تورجيني فستانها يلي رح تلبسو كرمال أعمل اللوك متكامل للمدام...
جوري رفعت حاجبها مجاوبتها وهي متذكرة لما لمحت فستان مباركتها كان كتير مفتّح ومعجّق وحتى أمها قالت "تحلم بنتهم تلبسو عنا قدام معارفنا": استني علي شوي! 
فهزتلها الكوافيره راسها بالوقت يلي هي تحركت داخلة فيه غرفة الغيار مفقدة فستاتين مرت أخوها المعلقة وكان فيه فستان معلق لونو توتي ع خمري وبمسك ع الصدر مصمم ع قصة m ع الصدر وكتافو إلهم شوي إيدين زي تنين سم... وبنزل طبقات من عند الخصر... فشو كان تصميمو رائع جدًا وبلائم هيك مناسبة... فسحبتو طالعة فيه ومورجيتو للكوافيره يلي علقت من قبل ما تقطع المسافة لعندهم: بصراحة رائع هيطلع عليها مع لون عيونها الملوزات والتسريحة يلي ببالي... 
جوري ابتسمت بوجهها مجاوبتها: إذا هيك وضعنا سمنة على عسل المهم انا بدي روح كمّل باللي علي وخليني اتركك تبلشي فيها خوف ما نتأخر...
الكوافيره ردت عليها بالوقت يلي ردت فيه هيه لغرفة الغيار تكمللها تنسّق بكماليات لبستها من مجوهرات وشي تلبسو برجلها وهي عم تسمع ترد الكرافيره ع كلامها: ما ناكل هم ان شاء الله بنخلص قبل كمان... ولفت ع جودي مطالعة شعرها اللازم تغسللها أياه من الكريمات المحطوطة عليها كرمال تعمللها ويڤي مع بف من قدام ومع رفعة كم خصلة ع البف ع شكل قريب من فيونكة لينزلوا بعدها مع بقية الشعر وهما مبينين أقصر بشوي من باقي الشعر فطلبت منها بنبرة لبقة: مدام لازم نغسل الشعر قبل ما نرفع بعض منو... فوين الحمام كرمال اغسلك شعرك...
إلا برد جوري وهي عم تصور فيديو للتجهيزاتها بغرفة الغيار: هيو بالغرفة يلي قبالك بالنص... وكملت تصوير بالمجوهرات كرمال تحتفظ بذكريات هيك أيام مهمة... تاركة جودي تسترخي مع لمسات الوافيره الناعمة بشطف شعرها وسحبو يلي حول انبساطها لغم من حم السشوار ع شعرها فكل شوي تقول: أي! فتضحك جوري عليها مصورتها فيديوهات وهي عم تسمع الكوافيره كل شوي تعتذر: آسفة يا مدام بس رجاءً حاولي لما قلّك حركي راسك حركيه وما تضلك ع نفس القعدة... 
جودي هزتلها راسها تعبانة من السحب ومن قعدتها ع عصوصها وغير وجع رجليها البلش يتسكن مع المسكن وتحس بدها تنام فشو عانت الكوافيره بعملان شعرها وتمكيج وجهها لإنها تغفى بسرعة وترد تنقز عليها... فما صدقت تبلش بوجهها بدون ما تعاني معها لإنها غفت مرجعة راسها لورا من قبل ما تمكيج وجهها فضحكت عليها مع جوري وهي عم تعمللها مكياج وجهها... والتهت بوجهها الما بحتاج عناية ولا مكياج تقيل.... وما فيه أقل من ربع ساعة من خفة إيدها كانت مخلصة منو وراششتلها مثبت مكياج بخفة وبنت دهب بس عم تشد ع وجهها من الرذاذ السريع العم ينرش ع وجهها وقبل ما تصحى وقفت الكوافيره رش المثبت ع وجهها ورفعت حالها مطالعة جوري يلي قربت منها مصورة جودي الغرقانة بالنوم من خفة إيد الكوافيره ع وجهها... وهي عم تقلها: دام ما فيه عندك أي اعتراض ع أي شي بحتاج تعديل لازم روح هلأ...
جوري هزتلها راسها وهي عم تهمسلها: بإمكانك تروحي ويعطيكي العافية بحد شغل بسطّل تعبناكي معنا... ورفعت راسها ع فجأة مخبرتها... صحيح وبقية المبلغ هتستلمه من الخدامة العم تستناكي تحت...
فهزت الكوافيره راسها: تمام ويلا السلام عليكم... وتحركت طالعة من غرفة نوم جودي بالوقت السمعت فيه رد جوري عليها بدون ما توصلها لتحت متل ما أمها وصتها خوف ما يصير شي مش بالحسبان: وعليكم السلام... ووقفت تصوير مسكرة التليفون... مقربة من كتف جودي وهي عم تقلها: بنت!!! يا بنت!!!
جودي تهمهم: هم!!
جوري ردت عليها بإعتراض: شو هم ناسية قصة مباركتك لمين تاركتها 
يختي قومي قومي والله محسستيني أني أنا العروسة من كتر ماني قلقانة فيكي وبمباركتك أكتر منك...
جودي تأفأفت من ازعاجها لإنها بدها تنام فهزتها جوري من كتفها بقوة لإنها ما عم تمزح معها الناس بلشت تصل وحضرتها مش جاهزة من مجاميعو: هاي لك قومي فش وقت...
جودي رفعت راسها مطالعتها بغل وبوزت لإنها جد مسطلة مع المسكن فتنهدت جوري من بلادتها معلقة: الله يعينو أخوي شو متجوز... قومي خلصيني قبل ما يجن جوزك إذا تأخرتي عن الناس...
هي ما همها تتأخر ع الناس إلا همها جنون الشرشبيل المتحوزتو فقامت غصب معها لتلبس الفستان بسرعة وهي جد مو عارفة تفرح ولا تحزن... تعبت من كتر ما ضلت قاعدة هيك بدون ما تحضر كرتون... وابتسمت ع فجأة مع نعس بس تذكرت شخصية جودي أبوت لما جهزت حالها لتروح ع حفلة راس السنة المعمولة ببيت جوليا بندلتون... وابتسمت ع خيالها غير منتبهها ع جمال شكلها بس تبسمت هيك من كل قلبها بكل بساطة... إلا بصوت جوري المذكرها تكمل يلي عليها بتجهيز حالها: لك عليتي قلبي 
بسرعة البسي هادا الكعب! 
جودي طالعتها بفهاوة جالطتها فيها... فاضطرت الآنسة جوري تصحيها بخضها من إيدها وهي عم تقلها: بنت بقلك ألبسي هادا الكعب خلصيني فش وقت... فتنهدت بنت دهب لابسة الكعب الأسود العالي المسكر من قدام وبجي ربط فوق الرمانة... 
وطبعًا هبلة الخيّال ما عرفت تعملو ومشيت بصعوبة وهي عم ترفع الفستان عن الأرض كرمال ما توقع ع بوزها فتدخلت جوري فورًا تساويلها إياه وهي عم تقلها: أنا بسويه بس أقعدي خوف ما نكون بشي ونصير بشي... فقعدت جودي ع طرف السرير مسلمة حالها لجوري وهي مناها تنام وقبل ما عينها تغمّض صحت ع كلام جوري لإلها معها: قومي وقفي شوف شكلك... ولا قلك خليكي قاعدة واستني عليّ لاجبلك مجوهراتك الجهزتلك إياهم مع هاللبسة... وركض ردت لغرفة الغيار ساحبة المجوهرات الجهزتلها إياهم ورجعتلها وهي عم تقلها: الليلة لازم تكوني ملفتة وما في شي ناقص عشان ما تكرهي هالذكرى إذا كنتي مقصرة مع حالك... المهم امسكي علبة طقمك لألبسك إياه... 
جودي سلكتها غير مركزة بكلامها من النعس بحمل علبة طقمها الفتحتها جوري كرمال تلبسها عقد الألماس الأبيض البجي قريب من الرقبة وبنزل منو جزئيات مصممة على شكل قطرات مي بزيد طولهم عند الوسط وبقل قريب الرقبة أما حلق العقد كان ناعم جدًا ومصمم ع شكل قطرة المي والأسوارة والخاتم نفس الشي ولبستها إياهم تحت مراقبة جودي يلي منحرة من سطلانها مع حروقة جلدة رجليها... فالمنيح يلي ضلت بكالوتها اللحمي ليهون عليها تعرق رجليها... وشو سرعة جوري بتلبسها ولمسها لادنيها لحظة ما لبستها الحلق خلتها تشد وترخي لتنام... وفجأة وعت عليها عم ترش عليها الريحة وهي عم تعلق من انبساطها ع شكلها: شكلك ما شاء الله هيك... وبعدت عنها متنفسة براحة... فضل بسرعة تلبسي العباية والمنديل لتكملي ع المباركة المعمولة ببيت جدي... أما أنا وأريام رح نصل هون... وغمزتها محاولة تهون عليها.. الله يعينك ع اللي جاي مع النسوان الما بعجبهم العجب... المهم يلا وقفي لأصورلك قبل ما تلبسي العباية والمنديل... 
جودي قامت كرمال تسلّكها كرمال تحل عنها وهي ماسكة علبة الطقم بإيدها فضحكت عليها جوري ساحبتها منها راميتها ع السرير: ههه وقت هالحركات هلأ... وبعدت عنها رافعة تليفونها مصوّرتها وهي عم تعلق ع وجوم وجهها: ما بتعرفي تضحكي اضحكي من شان الله... كل هالجمال ومبوزة... لك عروسة جديدة إنتي مش غراب رايح حدود ولا واجب عليه عملانو... 
جودي ضحكت ما بتعرف ليش ويا فرحت قلبها جوري لتنزل فيها تصوير فيديوهات وصور سريعة وهي عم تتبسم وفورًا تحركت بعدها وهي عم تقلها: تعالي نحتار عباية ولفة لتلبسيها فوقهم قبل ما تروحي لبيت جدي محل ما مباركتك معمولة... 
فلحقتها بمسايرة من النعس الحاسة فيه وهي غير مركزة معها بشو تحكي معها: تعالـ ~~~ 
بنت هادي حلوة و~~~~~ 
جوري تأفأفت منها وهي عم تسحبلها العباية العجبتها دام الطاووس يلي عندهم متكبّر بالرد وبسرعة لفت عليها ملبّستها إياها وهي عم تقلها: كان ناقص روح عنك... وبسرعة لفت ساحبة اللفة الكانت مع العباية واللي اجيتها مع جهاز عمتها نهاية لإلها من تاني يوم من كتب كتابها ملبستها إياها وهي عم تعلق ع بلادتها معها: مناي تتحركي بدون ما حدا يقلك.. وبعدت عنها مخبرتها: يلا أنا هون وقت خلص معك فرح تكمّلي مع رولا وتفهمك وين رايحة... 
جودي جت رح تقلها وين تكمّل هي مع رولا إلا هي بتسحبها لبرا الجناح ناحية الدرج وهي مو عارفة وين رح تروح رغم إنو جوري خبرتها قبل شوي... إلا بصوت جوري وهي عم تنزّل جودي الدرج المش قادرة تمشي عليه مع الكعب العالي العم يضغط جلدة رجلها المسلوخة: روولـااا!! (رولا!)
رولا ركض اجتها: نعم!
جوري وهي عم تنزل بقية الدرج: شوفي عروستنا شو حلوة؟ 
رولا طالعتها بأعجاب: ما شاء الله شو مشرقة.. 
جوري كملت كلامها: طيب انا لهون بكفي انتي خديها مع الشوفيرة لبيت جدي وأنا بدي اطلع نام جنب أريام وما تنسي تخبريها شو وصيتك لإني مالي خلق لاسئلتها البتطفي قلبي... 
رولا هزت راسها راددتلها: فهمت... 
وانسحبت جوري بعد ما وصلتها لنص الطريق تاركة الباقي ع رولا يلي ساعدتها من كل قلبها لتصل لعند السيارة وتركب فيها بكل أمان خوف ما توقع لإنو واضح عليها مش قادرة تمشي بهالكعب الباينتو مش مريح لإلها... وتحركت بعدها راكبة جنبها مخبرتها بعد ما طبقت الباب كرمال شوفيرة أم عبد العزيز ومرت جابر تكمّل فيهم لبيت الجد: الآنسة جوري خبرتني قلك ديري بالك من يلي رح تشوفيه في صنف منهم يلي بلبس المنديل بس منظر ملفوف مع تنورة لتحت الركبة بشوي هادول ما بعجبهم شي بس عليكي تبتسمي قدامهم... وفي صنف يلي مموّض عليكي بس تطالعيهم باحترام بدون تبسّم لإنهم رح يفكروا عم تتنمقي... وفي صنف التقليدي باللبس هدول ما رح تسلمي من لسانهم فبس هزي راسك وقولي حاضر... وصنف بلبس المنديل وأنيقين هدول ألطفهم لكن ما تتعمقي فيهم ليبلشوا نصايح... 
جودي راسها دار فيها... شو كل هادا... صنف وصنف وصنف ما بتعرف شو... واللي بدخل من هون بطلع من هناك... وفجأة رولا بعدت عنها نازلة من السيارة الوقفت قبال الجد ولفت لعندها فاتحة الباب عليها مبشرتها: وصلنا يا مدام فلازم ندخل جوا محل ما الأهل والضيوف عم يستنّونا... 
أهل وضيوف عم يستنوهم جوا... ضروري ترد لجو كتب كتابها لا حول ولا قوة إلا بالله... فجبّرت حالها بغل تنزل من السيارة وتوقف ع حيلها بمساعدة من رولا وهي عم تتنفتر من جواتها لإنو وبعدين مع اليوم متى بدو يخلص كرمال تنام وترتاح من هالوجع... ومشيت جنبها ومعها عابرة من الباب الرئيسي الصافة قبالو مليان سيارات... وهي عم تسمع أصوات الداخلة ببعضها... فهمستلها رولا وهما مكملين لعند الضيوف: سلمي بصوت قبل ما تدخلي وانهضي بحالك!
وقبل ما تنطق بإعتراض قامت عمتو سهر ناطقة: وصلت عروستنا.. 
جودي رفعت راسها بالغلط منها وريتها ما رفعتو بس شافت كل الوجوه عليها فحمرت متمنية ترجع لجناحها من كتر خوفها منهم لما شافت عيونالكل عليها... لكن وين تهرب وعمتو وأمو قربوها من النسوان مخلينها تسلم عليهم... ولسا بعد السلام فيه قعدة وتفقيد وتعليق وهي الحمدلله سامعة مش فاهمة ولا حتى حافظة...وهي مو عارفة شو رح تاكل عيون من بنات عيلتها المتجوزات والمو مصدقات هادي بنتهم هيك شكلها طلع جميل وراقي... وما بتعرف كيف انتهت المباركة بين نميمة وغيبة وتقليل وتحقير من الناس وقال وقلنا... 
فانسحبوا الضيوف الجايين يباركولهم لبيوتهم بعد ما عماتها باسوها ونقطوها مجوهرات غالية كتزبيط علاقات مع عيلة الخيّال بطلب من رجالهم وهما ولا عن هوى داري عن مطب أبوها المجهزو لعيلة الخيّال الما شجع فيه مرت عمها ريم تقرب منها متل مرت عمها غنج المقهورة من حظ بنت سلفها الهبلة الكارهة شوفتها فما صدقت تروّح لتنفك من شوفتها وشوفة نسوان الخيّال المصدقات حالهم والقاموا بعد ما روحوا ضيوفهم لينظفوا وجوههم ويغيروا لبسهم لإنهم رح يقعدوا شوي مع رجالهم والجد قبل ما يردوا مع رجالهم... فبسرعة الخدم كانوا عم يلحقوا يرجعّوا كلشي لمكانو قبل ما الجد والرجال يجوا ع الصالون دام الستات الكبار روحوا... وجودي المسكينة مش شايفة قدامها من كتر ما كلو داخل ببعضو بين عماتو المستعجلات بمسح وجوهم بعد تغيير لبسهم في حين مرتعمو جابر وأمو بس مسحوا وجوههم وبقوا بعبايتهم وحجابهم... وع فجأة قربت كوثر من سلفتها بس قعدوا ع الكنب: أمينة صريحها لكنتك حرام كنها تعبانة وخجلانة تستسمحنا لترد لغرفتها... 
أمينة هزت راسها بس لفت وجهها منتبهة ع تعب جودي: آه والله صدقتي فيها فخليكي روح سرحها من هون... وبسرعة قامت مكابرة ع وجع ركبها من كتر ما تحركت اليوم مقربة من كنتها الانخضت بس قربت منها حاطة إيدها ع كتفها بحنية وهي عم تخبرها: بسم الله عليكي كنتي ما كان قصدي خضك... المهم هلأ صار وقت تردي لجناحك لإنو ما فيكي تقعدي معنا وانتي بزينتك... ومنو تتريحلك شوي لإنو واضح عليكي تعبتي مع هاليوم!!! 
جودي ما همها كل قالتو غير وقت تردي لجناحك... فتبسمت لحماتها الرفعت راسها منادية ع رولا الكانت عم تساعد الخدامات بتنظيف بيت الجد: رولا! 
رولا بسرعة تركت حمل الكراسي متحركة لعندها: نعم مدام! 
أم عبد العزيز خبرتها بصوت معتدل: كملي معها لبيتنا... 
فهزتلها رولا راسها ومباشرة قربت منها مساعدتها تقوم وهي عم تتصل ع شوفيرة أم عبد العزيز كرمال تكون جاهزة... غير منتبهين ع عيون عمتو وفاء المقهورة ع بنت زوجها البقت بالبيت مع بنتها رنيم دام ما فيهم يكونوا بالمباركة المتخصصة عندهم للمتجوزات او للكبار بالعمر... وأصلًا لو جت للممكن غارت منها وماتت من غيرتها وصابت جودي عين جابت آخرتها فيها... فبلالها هالجية حمايةً لجودي الطلعت من بيت الجد لتركب بسيارة أم عبد العزيز بالوقت الطلعوا فيه أريام وجوري من قصر أبو عبد العزيز ليقعدوا ببيت الجد مع بقية الأهل وهما شو تعبانات من سحبهم للنومة لبعد العشا مضطرين يقضوا صلاة المغرب مع العشا قبل ما تحركوا لبيت الجد خالين البيت لجودي الما صدقت تصل البيت المسموحلها تبات فيه... لتنزل من السيارة عابرة البيت من هون شلحت يلي برجليها من هون بسرعة وكأنوا البيت بيتها قدام الخدامة رولا الضحكت ع حركتها ولفتلها ع فجأة مقلدة جوري بطريقة طلبها البسيطة: رولا حبة مسكن!!
رولا اشرت ع عيونها رادة: من عيوني! وبسرعة تحركت جايبتلها حبة مسكن مع صينية الأكل المنزلتها ع طاولة السفرة مخبرتها: أكيد حضرتك جعتي دامك ما لحقتي الأكل مع الأهل والضيوف! 
جودي هزت راسها متحركة بعجلة لعند كرسي طاولة السفرة قاعدة عليه ومبلشة بالأكل الصايرة ترغبو بقوة هالفترة... فانشغلت بالأكل وهي حاسة حالها شو ميتة من الوجع... لإنو حضرتها ما قدرت تاكل شي رغم جوعها الحراق من وجع رجليها من الكعب يلي كانت لابستو قدام النسوان... لكن هلأ شلحتو وصار نفسها تشلح ولا تمزع الكالوت اللحمي يلي لابستو لترتاح نفسيًا وجسديًا.. وما صدقت تخلص أكلها لتبلع حبة الدوا وخطف طلعت الدرج بدها تدخل غرفتها وتغير يلي لابستو... وما لحقت تفتح الباب داخلة غرفة النوم الضوها مضوي عابرة غرفة الغيار إلا صدمت فيه قبل ما تدخل لإنو كان طالع يشوف مين دخل وصدم من شكلها وهي عم تتطالعو بدهشة... فابتسم ع شكلها المغري بلون الروج الهادي... وعيونها السموكي الناعم... وشعرها الفتنة يلي بدون شي بسحرو كيف وهو هيك مسرّح... فمد ايدو عليه بدون تفكير ماسح عليه وعلى وجهها... وهي خافت منو ومن شكل عيونو الراغبة فيها فجت رح ترجع لورا لكنو مسكها من خصرها مقيد محاولتها بالهروب منو مذكرها: شو كنك تعودتي ما قرب منك ناسية طلب أهلك ولا حابة ذكّرك!!
حركت عيونها قدامو مدمعة بضعف هي ما بدها حدا يقرب منها.. فواصل مسح ع وجهها ليصل لمبتغاه منها بكل سهول ومتعة: اخرتك تتقبلي... ومسح ع إدنها محاول يكسب ودها لإنو العلاقة متعبة لإلو بالإكراه وهو ما بحب يكون بالعلاقة معها متل سيد وتابع... يقود بالعلاقة تمام بس يكون كل شي عليه بالعلاقة كأنو مع جماد أبدًا ما برغبو وآخر شي بفكر فيه... فحاول معها بعد ما طفى الضو عليهم بعدة أساليب لتتفاعل معو... ولحد وين ووين قبلت فيه متل أول يوم رغم أنها مو قابلة قربو الجسدي الكامل منها... ولما انتهى منها قام من جنبها وهي عم تتوجع بزيادة من عصوصها بعد العلاقة يلي صارت بينهم وهي مو فاهمة مالها عم تتوجع هيك... وما حست عليه غير مقربها منو بعد ما لبس ملابسو الداخلية... لإنو عارف وفاهم مانها جاهزة تمامًا لتبقى معو طول الوقت وهو وهي عاريين تمامًا بعد العلاقة... 
فهو ممكن يتهاون بكتير اشياء إلا بقصة العلاقة بحسها شي ثمين مو تسلاية وهو مو جاهل بدينو... السرير مو ساحة حرب عندو... ولا ساحة تصفية الحسابات متل ما بعملوا بعض الرجال... لو بكرهها لو ما بحبها ولو بحبها ولو كان برغب فيها أو ما كان برغب فيها... هو رح ياخد غايتو منها بس ما رح يكرر يلي عملو معها أول مرتين بالعلاقة يتركها ويمشي لإنو حس حالو هو واحد حقير مارس العلاقة مع بنت ليل... واللي بين إيديه مو هيك هادي رح تجيبلو ابن... هادي رح تكون أم ابنو بغض النظر عن عيلتها وعيلتو... عند السرير المشاكل ما لازم تنتقل... ولّا بتصير العلاقة نوع من أنواع الابتزاز العاطفي وكرت قوة لإلهم والعلاقة هيك هتخرب... 
فهو ممكن يعقابها وما ينام جنبها لو حبها بس ما رح يستفزها فيها ويحرمها منها... لإنو هينضروا تنيناتهم بالعلاقة من ورا هالتصرف... لكن بالمقابل هيبعد عنها كرمال تستفقد وجودو وتراجع حالها باللي عملتو... وما حس عليها غير نايمة ع صدرو وهي عم تشهق ع فجأة بين إيديه لإنها نامت ع زعل... وطبعًا كان شعورو شي مو لطيف لما سمع صوت شهيقها ع فجأة لكن أول ع آخر رح ترضى... وهيك انتهى آخر يوم دلال لإلها عندو لإنو من بكرا هيبدا الجد معها كرمال تصير تصلي ولتروح ع السوق مع أمو من شان تشتريلها لبس مستور لبرا البيت لإنو هو فقّد لبسها اليوم الصبح بغرفة الغيار ولقى معظمو مو مستور... فلازم من بكرا هي وأختو يغيروا نمط لبسهم ويشتروا لبس جديد بليق بالمحجبات الملتزمات...
فتنهد ماسح ع وجهو بس تذكر كلام أمو معاه الصبح: رجاءً ما تعيد عملتك هادي معنا مو حلوة لا بحقها ولا بحقنا نشوفها هيك... هادي واجهتك قدام الناس وإنتا واجهتها قدامهم ومعروف عن رجالنا الكرم وتعزيز وتستيت ستاتهم مو العكس متل ما عملت إنتا فبغض النظر عن الظروف أرجو ما يتكرر لا قدامنا ولا قدام غيرنا... 
فرفع إيدو ماسح ع وجهها وهو يا دوب لامح شي منو من عتمة الغرفة... مفكر وهو بينو وبين حالو ما رح يخليها بهيك شكل... مو هو يلي برضى ع مرتو تكون هيك لو ما بدقلها قلبو... الترباية عندو شي والتحقير عندو شي تاني... لإنو هون بوجهة نظرو ظلم كبير لإلها وهو عارف عاقبة الظلم شي مو هين وكبير عند ربو... فيعدل معها قد ما بقدر وما يتهاون بقصة العدل خوف الظلم والتعدي بحدود ربو كرمالها... فتثاوب بتسليم من تعبو طول اليوم برا البيت للنوم... وبلا مقدمات لقى حالو قبل ما يغط بنومو بايسها ع كتفها بإمتنان لإنها ما عملت شي اليوم يسود وجهو فيه قدام الناس ولا بينت قدام حدا وجع رجليها... وغاب عن العالم مستسلم بعمق للنوم من راحة بالو المشابهة لراحة أمو الودعت الكل قبل ما يروحوا لبيوتهم رادة لبيتها مع بنتها المطقعة بعد ما ضمنوا الخدم نقلوا كل الهدايا الجايية باسم أم عبد العزيز وكنتها للبيت عندها... ولفت ع بنتها وهي عم تقلها: الحمدلله عدا اليوم ع خير... وشو إلك مني شي محرز عشانك بيضتي وجهي ووجه أخوكي قدام عماتك والناس... وطلعت الدرج جنب بنتها الخجلت من كلامها لدرجة عجزت ترد... سبحان الله عند النقد فش أطول من لسانها بس عند المديح لسانها بتبخر والقط باكل عشاها... فضحكت عليها أم عبد العزيز معقبة ع سكوتها: ههههه أم لسان لسانها اكلوا القط... 
جوري ردت باستياء: يما خليني حس حالي بنت مرضية زي ما بدك لازم يعني تخربي الجو عليي... 
فانفجرت أم عبد العزيز عليها وهي عم تقطع الطريق لجناحها: هههههههههه الطبع سبق التطبع... ويلا تصبحي ع خير... وفتحت باب غرفتها سامعة رد بنتها: وإنتي من أهلو... وكملت لجناحها سامعة أوامر أمها: ع النوم مش ع المسلسلات سبحيلك استغفريلك ربك ابركلك من تضييع وقتك ع المسلسلات!!! 
جوري هزت راسها بمسايرة وعبرت جناحها طابقة الباب بوجه أمها المتعجبة من هالجيل البس بدور ع الراحة بكلشي وع التفاهة... وطبقت الباب وراها مدورة ع سجادتها لتصلي ركعتين شكر لربنا لإنو عدا يومها بدون مشاكل وفورًا بعدها قامت غيرت أواعيها لابستلها شي مريح وسوّكت أسنانها (تنظيف الاسنان بالسواك) قارئة أذكار النوم مسلمة حالها للنوم وهي مبتسمة برضى ع كنتها اللسانها قصير والهادية على عكس المرجوجة بنتها الكانت مبسوطة ع كلام أمها لإلها لإنو غالبًا بتنتقد فيها بس مدح من النوادر لتسمعو منها فتقلبت ع سريرها بتلعبٍ من انبساطها وفجأة انفعلت باستياء بس تذكرت عزوز ما علق بتقدير ع تعبها هي وأريام مع مرتو فشو صار مناها تقوم وتسحبو من لسانو لتعرف رأيو لقليل هالفهم والتقدير وال~ إلا باتصال أريام عليها فيديو واتساب مطلعها من جوها.... فردت عليها وكأنو صارلهم شهور مو حاكين مع بعضهم ومو مودعات بعض من شي ساعة: خير!
أريام غمزتها وهي رافعة خباية العيون عند النوم ع شعرها بعد ما بدلت الفستان الاخدتو من جوري لبجامة بيضا عليها حبات كرز: لك أمي حبت البنت معنا... المهم فكرك جيهان فقدت عقلها ولا لسا؟!
جوري ابتسمت بوجهها: بجد عم تتصلي علي من شان هيك.. بس المهم يا رب ما نكون عم نغتاب بس تستاهل لإني ما بحبها لسا هادي يلي عنا لطيفة وبصراحة لايقة لعزوز أكيد بتلاقيه فرحان لإنو لسانها قصير... 
أريام انفجرت ضحك: هههههه بس هي متلك مطقعة!
جوري سرحت ببعيد: ما بعرف... بس إنتي تخيلي معاي طوّل لسانها لعزوز إلا يطير راسي عن رقبتي... 
أريام رفعت حواجبها بإعتراض: بتعرفي جمال شخصيتها إنها قصيرة لسان... وما بتلاحق... المهم بتصدقي النوم يلي نمتو عندك ما كفاني وهيني هلأ بدي نام من كترة النعس فتثاوبت جوري عند ذكر النوم مواصلة سمع كلامها... وصح اتصلت عليكي كمان لإنو صابني فضول شوف شكلها لإنو لما رحنا ع بيت الجد كانت طالعة مع الشوفيرة ورولا فارسلي شوف بقية صورها لإنو لما ورجتيني صورها واحنا قاعدين ببيت جدي ما ركزت من كترة المواضيع الكانوا عم يحكوها... ويلا طيري بدي نام... وسكرت الخط بوجه المطقعة من كترة النعس ورمت تليفونها تحت المخدة وهي عم تسمع صوت تنتنة الواتساب بشكل مستمر من إرسال جوري لإلها الصور جودي الطلبتهم... وغفت وهي عم تسمع صوت التنتنة الاختفى بعد ما خلصت جوري من إرسال الصور لإلها وكمّلت للحضر ع اللاب بعد ما رمت تليفونها جنبها مش قلقانة لا باللي صار ولا باللي رح يصير ولا بأهلها 
ولا بالعالم متل عمتها وفاء الردت تذم ببنت جاسر قدام جيهان وبنتها رنيم الما اهتمت بكل يلي عم تقولو لإنو ما بهمها بتاتاً مقارنة بجيهان الكلها آذان صاغية وسعيدة من كلام مرت أبوها عنها: شو قلكم لأقلكم لا جمال لا زرابة لا فهم لا طلة والله متحسرة ع ابن أخوي ماخدلو بنت بعمر اختو... كل هالفهم وهالحضور ياخد هيك وحدة لا حول ولا قوة إلا بالله... كان مناي صوّرلكم... انغاظت جيهان لإنو نفسها تشوفها كرمال تتخيل ردة عزوز عليها مقارنة فيها فبلعت ريقها مواصلة مع مرت أبوها المغلولة ع ابن أخوها... كرمال تحسوا بحرتي... بس وين صور والكل قاعد ولّا لا تخيلوني اكسر هيبتي ووقوري من شان صوّرها ما فشرت... ما يلا بالأيام الجاي قلت بتشوفوها لهالبليدة....
وسبحان الله متل ما فيه ناس من طرف العريس مو متمني الخير للعروسة من تمنيهم الأفضل العم يتخيّلوه ويفكروه صح لابنهم في حين غيرهم بتمنى الشر للعروسة لإنها بتستاهل الأخيس من المكتوبلها دامها أقل من بناتها الملفتات والبستاهلوا كل الخير بس الجد أصر بحجة سمعة بناتها... 
خير يا طير سمعة بناتها مش هالقد عاطلة شو يعني منفتحات وبروحوا وبجي مع الشباب مش اجنا بزمن التحرر والانفتاح... الله يرحم بس طلبوا بنتها إميرال من شان تجيبلهم مخططهم... معليش بنتها تروح متل غداة امبارح بس بنت جاسر إلها التوب (ال top) ما فشروا فتذم ببنت جاسر من كل قلبها من نقمها ع قدرها الفاخر والكتير عليها بالنسبة لإلها: مصدقة حالها القردة عندهم صارت غزالة... بس ع الفاضي قد ما يجمّلوا فيها لهالفستق الفاضي ما هيجد عليها شي... 
فيضحوا بناتها بالوقت العلقت فيه نغم: يما بتوقع يعني تمشي عندهم إذا زوجها بحب البنت الهبلة وعاد هي وين والهبل وين مفكرة بريئة وهي كانت معاي تقابل ابن الأشقر... 
غنج هون تنهدت بغل: ريتها تنفضح ويقلب عليها ويردها لبيت أبوها مهيونة مذلولة مكسورة الجناح... قولوا انتو بس آمين... 
ردوا بناتها التنتين باستثناء أنغام البتخاف من هالقصص: آمين! 
وشتان بين مرت عمها غنج ومرتعمها ريم الخجلانة من روحتها للمباركة من إدراكها الهيصير من تلميحات زوجها لإلها فشو كانت عم تدعي وتستغفر ربها لخداعها ناس بخافوا الله وعاملوهم بكل احترام على عكسهم هما الهيغدروا فيهم بشكل معيب وبنزل الراس بالأرض بس شو تقول العين بصيرة والإيد قصيرة فتيجي بدها تقوم عن سجادة الصلاة لتحاكي زوجها باللي بجول بخاطرها لكنها ترد تتراجع من خجلها من ربها فتبكي بتأنيب ضمير من الحالة الحطوها فيه عيلة حماها الما كان حالهم أحسن منها لإنو كنان عاجز يمر يوم بدون ما ينغم من يلي جاي متل أبوه المخبي كلشي بقلبو للوقت المناسب عن ابنو المقصيها تعربد برا البيت غير سائل بوجه خواتو الكانوا ببن الفرحانين لإلها ع هيك نسب... وبين الحاسدينها ع هيك نسب من يلي بعملوا أبوها... ومتل ما بقولوا كل ذي نعمة محسود... والقناعة كنزٌ لا تفنى ومن راقب الناس مات همًا.... والفاضي بعمل حالو قاضي.... ناسين كنوز الحديث الشريف "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" من ابتعادهم عن الدين وانشغالهم بمفاتن الزمن ساهين ما في شي بدوم إلا وجه الحي القيوم... وما فيه نفاق أو رياء بدوم دام فيه مطبات طبيعية بتزيل الأقنعة الزائفة وبتكشف الوجوه ونوايا القلوب لدرجة بتعيب وبتنزل منهم أو لدرجة بترفع من قدرهم وتمنهم... فمين هيرتفع ومين هينزل... الأيام والفصول الجاي هتكشفلنا... 
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل السادس

ما كان فيها بنت دهب تنام متل أول ليلة إلها ببيت حماها قد ما بدها دامها غافلة مخطط زوجها الجبرها بعد كم ساعة من نومها ع صوتو لتقوم تغتسل وتصلي الفجر حاضر وتفرز أواعيها.... كرمال روحتها ع السوق... يعني ع الأقل بدل قعدتها متل الصنم بجناحو تعمل شي لتحرك جسمها بدل الغناج والمياصة النازلة فيها... 
فابتسم عليها قاعد بالصالون يشتغل ع اللاب توب من بعد ما صلى الفجر بالجامع ورجع صحاها لتبلش شغل الجد عندو... والشعور الرضا ع اللي عملو معها باين ع وجهو من كتر ما سمعها بتعلق مع حالها ناسية وجودو معها بالجناح... 
: تعبت! 
: ضروري سوي هيك... 
: ما أصعبو... 
أوفف..
وسرح فيها... معقول هادي وحدة متزوجة... أبدًا ما ببين عليها... بس كيف كان شكلها امبارح مغري... كيكة شبه ناضجة... بشعرها يلي فك عنو كل مشابكو وهي بنومها العميق... بس يلا كلو كم مشبك ع شعرها مو متل يوم أول مرة لمسها فيها... 
فجأة صوتها صار أقرب لإلو... ففكرها طلعت ع غرفة نومهم من غرفة الغيار لإنها خلصت يلي عليها بس هادا مستحيل لإنو شغل ترتيب وقيم الأواعي مع قدراتها الضعيفة بدو بدل الساعة تلاتة ولا أربعة ساعات... فقام يفقد وضعها إلا لمحها ع سريرو عم تتلوى وهي عم تطالع السقف محاكية حالها فمشي بعجلة لغرفة الغيّار مشيّك ع ترتيبها إلا بتعليقها مع نفسها بالفصحى: يا ويلي ما هذا الوجع؟ 
إلا بردو عليها وهو مو فاهم مالها: هو إنتي اشتغلتي شي يا حلوة لتتوجعي... يلا قومي الأواعي يلي قلتلك عنهم قيميهم وقيمي باقي القطع المتلهم حطيهم في المخزن تحت... شو المياصة يلي عندك من على هالصبح!!!
جودي طالعتو باستياء ممزوج بدهشة هادا من وين طلعلها... ليش رجع؟؟؟ ... حدا يفهمها هادا شو بدو منها... ولفت وجهها مخبيتو بالشرشف السرير... وحست بعرق رجلها اليسار مع حركتها الغاط شد عليها.. فتنفست بحرة... وردت لفت حالها موقفة ع رجليها تكمّل يلي قلها عليه وهو مدهوش منها إنها نفذت يلي قالو بدون ما يضلو يكررو كم مرة ويعل قلبو معها لتقوم ولا لتفهم... ورد لمكانو يكمّل شغلو وهو مو عارف إنها قامت لتخلص حالها من نقو عليها لإنها جد مصدعة من الوجع... ولما حست حالها جاعت ومو قادرة تتحمل كانت رح تقلو بس خافت ليه ما بتعرف...فكابرت ع جوعها محاولة تكملي بتعليق وطوي أواعيها... إلا وصلها صوت جوري يلي سمعتو ع فجأة: عزوز الحجة بتقلكم الفطور جهز... 
عبد العزيز رد بدون ما يرفع راسو: ماشي تسهلي! 
فسحبت جوري حالها وهي مناها تقلو هات جودي مرتك... بس هو ما أعطاها مجال فطبقت الباب مكرهة رادة لأمها بالوقت يلي لف وجهو بدو يكمّل شغلو لكن في شي جبرو يلف ناحية الباب إلا كانت هي واقفة ورا إطار الباب متل القطة المتشردة مستنية فيه يقلها تروح تاكل.. وهو لبيب فهم من عيونها جوعها الحراق... فأشرلها بعيونو وهو عم يقللها: يلا بسرعة روحي غيري تنورتك القصيرة لتلبسي شي أطول منها ومن هلأ بقلك قدام أمي واختي يا ويلك إذا بتطلعي بشي لفوق الرقبة ولا حفر... لتشوفي مني شي ما بعجبك... 
جودي بوزت وبعدين معاه ليه تغير تنورتها!!! مالها التنورة!؟ 
حركلها ايدو بشكل نص دائرة وهو عم يؤمرها: يلا غيريها... ولا ما فيه فطور!!
وين ما فيه فطور علشان طول التنورة يلي لابستها... هلأ بتغيرها هي وباقي لبستها بس المهم عندها تملي بطنها... فدخلت بسرعة شالحتها بدها تدور ع شي تاني تلبسو غير مفكرة باللي بقولوا عنو زوجها الحسها هتجيب العيد وتختار شي أقطع من التنورة يلي لابستها فتحرك لعندها للي ما حست عليه داخل عليها من محاولتها وهي واقفة فوق أواعيها البدهم فرز وتعليق لتسحب الفستان من العلاقة يلي طولها مصمم قريب من طول عبد العزيز.. فقرب منها مظللها من الضو وساحب الفستان قبل منها... فشهقت لافة عليه مو من خوفها منو إلا هادا وين يدخل عليها هيك وهي كاشفة عن جسمها من تحت... وفورًا ركضت بعيد عنو ساترة حالها ورا باب غرفة الغيار خجلانة من وقاحتو معها للي استهجن تصرفها... 
تخجل ماشي بس تتمايص هيك كتير فقرب منها جكر معطيها الفستان وهي متل الصغار مغمضة عيونها: إلبسيه وانزلي هيني سابقك تحت!!!وطلع من الغرفة تاركها وهو ناوي من بكرا تنزل تحضر مع أمو الطبيخ... ونزل الدرج وهو عم يصبح على أمو: صباح الخير يما!
أمو ابتسمت بوجهو راددتلو: صباح النور والسرور وين العروسة؟
عبد العزيز ابتسم ع كلام أمو المتحمسة ع فكرة الكنة الجديدة... وعايشة الدور... ومسميتها عروس.. عاد بنت دهب وين والعروسة الحقيقية وين فرد بنبرة رايقة: عم تعدل بشكلها! وقرب منهم فاطر معهم والمدام لسا ما نزلت وحاسس أختو جوري حيصانة من تأخر مرتو بالنزول إلا عيونها لمعوا بسعادة كبيرة بس لمحو مرتو عم تنزل الدرج.... فنطقت بصوت عالي من حماسها مبشرتهم بنزولها: نورت الست جودي! شو هالفستان دنيا الأطفال يلي لابستيه!!!
أمها لكزتها بإيدها هامستلها: اهدي يا بنت!
جوري غمضت عيونها من الخجل يلي حست فيه لإنها بينت قدام أخوها كأنها بنت صغيرة... فطملت راسها مكمّلة فطورها وهي ماسكة لسانها ليسب على جودي الضيعتلها عقلها قدام أخوها يلي ما كان معطي بال للي صار لإنو كان عم يتأمل بنت دهب بفستانها الأبيض يلي عليه فرشات فوشي ونهدي وأزرق وهي لابسة برجليها خف البيت الأبيض ورافعة شعرها يلي لو كان منفول ع راحتو لكان أحلى عليها بس بغض النظر إنها رافعة شعرها لون الأبيض بهادي الدرجة يلي لا هي أبيض تلجي ولا أبيض ع بيج... مطلعها بشكل رهيب ومعطي جسمها ووجهها اشراقة فلف وجهو مكمّل أكلو... وهو مو منتبه عليها هادية بزيادة... لدرجة من كتر هداوتها بس ردت الصباح ع أمو... وتحركت مقربة منها بدها تسلم عليها وتبوس أيدها... 
جوري هون انفجرت ضحك وأمو شهقت معلقة: هي شغلة بوس الإيدين ع الطلعة وع النزلة لا إله إلا الله!! 
عبد العزيز انتبه عليهم متأخر من تفكيرو بالموضوع الشغال عليه واللي بخصوص حماية العيلة... فانسحب من بينهم طالع للشركة... تاركهم ع راحتهم بالبيت... وهو مو فاهم مرتو المايصة شو عملت... في حين أختو جوري بس شافت أمها قامت عن الطاولة بعد أخوها وهي عم تقول: طيب انا بدي قوم اتحمم أغير اواعيي وشوف جدك... فما تنسي تقيمي الأكل بعد ما مرت أخوكي وانتي تخلصوا فطوركم... لإنو رولا وماجدة مشغولات بالتنظيف هون وبرا قبل أول يوم رمضان.... ففهمك كفاية... 
جوري ابتسمت بوجه أمها بحب كبير لإنها هتتركهم لحالهم زي ما أخوها تركهم... فردت وهي حاسة حالها من كتر حماسها لتضلها هي وجودي لحالهم بالبيت ليعملوا أجواء بنات... مستعدة تمسحلها إذا بدها كمان الأرضية مو بس تقيم الفطور: من عيوني يا حجة إنتي تسهلي وأنا بقيمهم ولا تقلقي!
أم عبد العزيز طالعتها من طرف عيونها... هادي بنتي ولا بنت مين... وين لسانها راح... فابتسمت عليها لإنها عارفة بنتها بتطيش ع نقطة مي من السعادة لإنها قاعدة من بنت من جيلها... وتحركت لجناحها كرمال تتحمم مخلية بنتها تتنفس براحة وهي عم تطالع جودي يلي يا دوب ماكلة كم لقمة وباين عليها سارحة... فضربت بإيدها ع الطاولة ناقزتها... فضحكت عليها معلقة: ههههه مالك يا بنت... ليه قاعدة خلينا نتساعد بقيم الفطور.... عروس جديدة عند أمي بس عندي انتي صحبتي... فسيبك من هالحركات علشان بعدها نهتم بوجههنا وجسمنا... 
وبعدت الكرسي بحماس عالي حاملة كم صحن من الأكل: يلا يا سندريلا احملي الصحون... معاي... طبعًا أنا موانا لإني بحس حالي جاي من البراري...
جودي طالعتها بدهشة من يلي قالتو... "موانا" وع فجأة ابتسمت بس فهمت كلامها... محاولة تتخيل شكل البنت يلي قالت اسمها... لإنو قناة سيبستون يلي بس بتحضر عليها ما عرضت هيك مسلسل كرتوني...
فغمزتها جوري معلقة: باينتك عم تضحكي بندالة هتحملي يعني تحملي... ما فيه مفر... بسرعة يلا... 
جودي تحمست من طريقة كلامها وبسرعة سحبت كم صحن معها مسكرين الصحون ومنظفين الطاولة طبعًا كل هادا صار تحت اندهاش جودي يلي مستغربة ذكاء جوري برفع وترتيب الصحن وتغليفهم... رغم إنو الإشي جدًا بسيط وأي حدا بقدر يعلمو لكن لإنها ما بتفقه بالمطبخ ولإنو عمرها ما جربت هيك شي فشافتو أمر عظيم... وركض بعدها طلعوا لجناح الأنسة جوري فاتحين التلاجة مبلشين بالوجه من غسول وسنفرة وماسك وهما عم يتكلموا عن الاشياء البسيطة: بتعرفي بحسك متلي ماخدة سنة راحة من الجامعة... ولا لتكوني ما بدك تدرسي... 
جودي رفعت حاجبها شو سنة راحة ما سنة راحة.... هادي شو قصدها بهالكلام الغريب...
جوري من شدة حماسها فكرت جودي من سكوتها محتارة متلها: ههههه يا حلوتك يا جمالك انا بقول أحسن ما تدرسي وتتعبي حالك الدراسة ما انخلقت لاشكالنا وأصلًا أخوي معاه مصاري لليش تشتغلي وتتعبي حالك خلي الرجال هو يلي يصرف ع دلالك وغنجك ولا هو زوج بس اسم... بس بتصدقي هادا الحمدلله يلي الملك خلا طلاب البكالوريا يخلصوا ابكر من دايمًا عشان الطلاب يلي اكملو يضمنوا يقدموا وينجحوا قبل اجواء رمضان... وهالشي اجى من صالحك لإنو تخيلي لو امتحتنا قبل شهر والنتايج طلعوا قبل أسبوع وشوي من زواجك... وتحسي بعد ضغط الامتحانات وطلوع النتيجة تروحي لضغط جديد مع زوجك بتخيل لو أنا مكانك كرهت حالي... لإنو لازم اتريح واخد نقاهة قبل ما بلش شي جديد... ولا شو رأيك إنتي...
جودي بس عليها تهز الراس ومعدتها عم تمغصها من كلمة زوج.. مالها كلمة أخوي مش أحسن ما تقلها جوزك... فابتسمت جوري عليها لإنها طلعت بتفكر متلها مش ظانة إنها مش مركزة بكل يلي قالتو... وبسرعة وقفت ع حيلها بطاقة عالية مفاجئة فيها بنت دهب المذهولة بقدرتها لتتحرك متل الساحر يلي بالسرك بخفة وسرعة وهي عم تخبرها: يلا هلأ اجا دور حمام الباينو والعناية حصرًا بالجسم وهون أجمل وأحلى وألطف فقرة بالحياة... وقبل ما تدخل غرفة الحمام إلا بدقة الباب فتخصرت جوري: قاطعين اللمذات بلشوا... وتجاوزت المسافة فاتحة الباب بعصبية: خير!!!
الخدامة رولا ابتسمت بوجهها بإحراج وهي عم تعتذرلها: اسفة إذا ازعجتك بس المدام بدها إياكي تنزلي إنتي والمدام جودي علشان الخياطة تاخد قياسكم... وتختاروا التصاميم معها... 
جوري ضيّقت عيونها خياطة وتصاميم... هو في حدا بروح عند الخياطة بهادا الوقت ومن جيلها.. لوقت تمها... رادة: بدي شوف الآخرة مع هالحجة... ولفت لجودي آمرتها: قومي يا مدام حماتك بدها إيانا بعينا الله بنأجل شغلة عناية الجسم لبعدين... 
ومشيت ورا رولا وهي مو شايفة الفضى قدامها بيجامتها خمرية اللون ورجليها الحافيين ومو عارفة عن مخطط أمها وأخوها بتغيير نمط لبسها هي وجوري:.. بس شاللي تبدل وخلى أمهم بدل ما تروح ع السوق تجيبلهم خياطة... هي الخياطة رح تلحق يعني تعمللهم قطعهم الكتيرة.. 
فنزلت أول درجة لامحة عمتها نداء وصاحبتها المصممة سمار بالغلط... ومباشرة رجعت لجناحها وهي عم تحاكي حالها "ويلي هادي عمتي نداء عليها نظرات بتشلني إذا لمحتني لابسة هيك" فبسرعة تجاوزت جودي يلي لحقتها تشوف شو مالها... وقبل ما تسألها أي سؤال علقت بكل شفافة: جت الدوقة يلي ما بعجبها العجب...ودخلت غرفة غيارها تغير بيجامتها مخبرة جودي بتحذير: جودي بسرعة روحي غيري أواعيكي واصحك تطلعي قدامها بفستان دنيا الأطفال لتاكل وجه زوجك ووجهنا معو وتجرّسنا قدام عماتي وجدي...
جودي مو تسمع كلامها وتطبقو إلا قعدت بكل برودة ع طرف سريرها... 
وجوري لما ما سمعتلها صوت فكرتها راحت تغير يلي لابستو وبس طلعت من غرفتها لامحتها قاعدة ع طرف سريرها بدون ما تساوي شي شهقت معلقة ع هبلها واستهارها بجدية الإشي: هــئ حسبي الله قاعدة... لك قومي بسرعة... ولا قلك تعالي... وسحبتها من إيدها لغرفة غيارها ساحبة طقم من الأطقم الرسمية يلي جابتهم لتخلص من نظرات عمتها نداء وعمتها وفاء... 
هي تعطي مجال لحدا يتكلم عنها باللبس أبدًا وخاصة عماتها... شوفيها لو كانوا متل عمتها أمل وعمتها سهر سكرة وما بهمهم هيك شي... وأعطتها فستان رسمي كان جايبتو من شهور لكن ما لبستو لإنو ضيق عليها من كتر ما أكلت مع امتحانات البكالوريا ودعت ربها يجي ع جودي منيح.. ولفتلها وهو عم تقلّها: ألبسيه بسرعة واطلعي!! 
إلا بصوت الخدامة التانية "ماجدة" يلي دخلت جناحها من الباب غير المطبوق: آنسة جوري أمك بتقلك تعالي بسرعة!!
جوري هزت راسها رادة بتسلكية بالوقت يلي وقفت فيه قبال مراية تواليتها: تمام بس حط شي ع وجهي... 
وطلعت الخدامة تبشر أمها... تاركتها من كترة التوتر تتني ركبها وهي واقفة قدام مرايتها بدل ما تقعد ع الكرسي التواليت براحة... وسحبت المكياج حاطة ع السريع وأهم شي تحط حمرة رايقة بس مبينة علشان ترضي ذوق الدوقة يلي عندهم... وهي كل شوي تقول: يا جودي يلا!!... 
وبس لمحتها طلعت وكان شوي عريض عليها... علقت مع حالها... بس يلا مو مشكلة... ورمتلها المسكارا طالبة منها: تمكيجي بسرعة... لحد ماني ملاقية شي البسو من الاكسسوارات مع طقمي... ودخلت غرفة غيارها وهي عم تحاكي حالها "يعني ضروري أمي تحطني بهيك موقف مهي عارفة أخت زوجها ناقدة وما بعجبها العجب جد كيف تزوجت من عاصي... ابدًا مو جايين مع بعض" ولبست إسوارة ناعمة فضية اللون مع خاتم هادي ولطيف وكانت لبستها عبارة عن بنطلون رسمي رجل وسط رمادي عليه خطوط سودا بالطول والعرض وقميص أسود وفيست نفس مويل البنطلون وجابت طرف من شعرها ع جنب رقبتها وطلعت تشوفها إذا خلصت الست جودي من تمكيج وجهها ع الخفيف... وبس لمحتها مو حاطة شي ع وجهها ومنشغلة بألوان ارواجها... العقل يلي عندها طار وشو كان نفسها تمعصها... فبسرعة تحركت من تم ساكت حاطتلها من المرطب والروج والمسكارا وخافي العيوب... وما خلتها تغير يلي برجليها واعطتها تعطر حالها لحد ما تجيبلها شي من الجوهرات يلي عندها لإنو هادي عروس وعند عمتها يعني كل شي لازم يكونلها واو... فاعطتها شي عبد العزيز جابلها إياه يوم تخرجها من المدرسة لدرجة ما لبستو ولا لبسة... بس مو مشكلة تكون أول لبسة من نصيبها للمدام جودي... بس المهم يخلصوا من لسان عمتها...
وجت رح تنفجر بس تذكرت وضع شعر جودي... فنفلتو بعجلة وكان رطب نوعًا ما... فتركتو ع راحتو مموج وقربت منها كم خصلة حاطتهم ع كتفها... وبسرعة سحبتها من إيدها وهي عم تقلها: بتنزلي قبلي... وبتمشي رافعة ضهرك وربي إذا أعطيتها فرصة تعلق عليكي لادبحك وإنتي معلقة!!!
جودي هزت راسها وهي مو قادرة تتخيل حالها مدبوحة وهي معلقة... فتوقفت جوري مكانها مأشرتلها تنزل... جودي توترت من توترها... ومو عارفة تنزل ولا لأ... فدفعتها قريب الدرج فاضطرت تنزل وهي كل شوي تلف راسها لفوق منتظرة جوري تنزل وراها... إلا بصوت أمو: جت (اجت) عروستنا الحلوة!!
جودي مو سامعة تعليق المصممة سمار: ما شاء الله عروستكم شو نعومة... 
جودي مو تعلق او ترد أبدًا... أصلًا مين قال الكلام عنها... وقربت منهم متبرمجة ع السلام وبوس الإيدين مفكرة حالها مع عماتها... فبلشت مع المصممة سمار وكان من نصيبها ما تبوس إيدها لإنو وجع عرقها ما بساعد تطمل حالها وسلمت ع عمتو نداء بهدوء وبرود وكان مبين عليها كأنها مغصوبة بس بالواقع هي هيك ومو هيك... هي مو هيك لإنها موجوعة فاضطرت تسلم غصب عليها... ولا لو مو موجوعة لكان سلمت عادي...
وسلمت بعدها ع أمو من فهاوتها قاعدة جنبها بدون ما تحكي أي كلمة.... ونداء أبدًا ما راقها جمودها ولا لبسها من نحافتها... وحماتها كانت قارئة وفاهمة شاللي بدور بذهن أخت جوزها نداء... إلا بنزول الآنسة جوري المشرقة واللي كلها ثقة ونازلة بتصنع وهي مو حابة حالها بهيك شكل بس يلا كلها كم ساعة وبترد لطبيعتها... 
هي بدها تقاتل الأمة علشان لبسة... فتمشّي من تم ساكت شو بدها عمتها... وبصوت جامد انثوي مست عليهم: مساء الخير! بدل ما تقوللهم السلام عليكم... لإنو عمتها نداء من نوع المنفتح وبحب الكلام يلي مو كتير قريب للدين... 
فردوا جميعهم باستثناء جودي: مساء النور! 
فعلقت المصممة: ما شاء الله بنتك يا مدام مبنية جذابة وفيها قوة!!
أم عبد العزيز راسها دار فيها من هالكلمة لإنها ما بتفهم كلمة جذابة يعني جذابة إلا هي بتفهمها يعني غجرية ولا بدوية كاسرة... فهزت راسها وهي مناها تهوي حالها باللحظة القربت بنتها جوري منهم مسلمة عليهم... وتحركت قريب منهم قاعدة بضهر مرفوع وجسم مجلّس... فنطقت المصممة دام الجاي عشانهم أجوا: دام الصبايا قعدوا خلونا نشوف شو حابات من المعروض من الكتالوج... كرمال بعدها ناخد القياسات متل ما اتفقنا وبالكتير اسبوعين كل القطع هتكون جاهزة! 
أم عبد العزيز رفعت حاجبها: بس كتير اسبوعين لو ترسلي كم دفعة خلال هالاسبوعين إنتي عارفة جمعات وطلعات وعزايم فالبنات لازم يكون عندهم لبس جاهز لهالمناسبات هاي... 
المصممة ابتسمت بوجهها راددتلها بنبرة جبر خاطر لخاطر صاحبتها نداء: ما يكونلك خاطر كل شي بنحكى فيه بالتفاصيل بعد ما الصبايا يختاروا شو حابين وإذا ما لقوا شي يعجبهم يا بنصمملهم شي جديد او بنستوحي من ستايلات بتعجبهم... 
وصمت صاب الجميع... لإنو هلأ مين رح يحمل الكتالوج الضخم ويعطيه للصبايا لإنو نداء مستواها ولا مستوى المصممة سمار بسمح... وطبعًا جودي وجوري ممنوع علشان المكانة والصورة الاجتماعية... فتدخلت أم عبد العزيز متداركة الموقف لإنو يعني مو منطق ينادوا الخدامة ع هيك شي: أنا في موديل لفتني لحظة بس أفتح الكتالوج... فسحبتو عن الطاولة فاتحتو محاكية كنتها القاعدة قريب منها: جودي يما قربي مني ورجيكي!!
جودي بس سمعت كلمتها اتكهربت من مناداتها لاسمها بطريقة حنونة مع كلمة يما يلي لأول مرة بتسمعها فيها بحياتها كلها موجهة لإلها... فبدل ما تقوم صنمت مكانها... وحست حالها رح تدمع... لإنو عندها فكرة الأم شي عظيم... فرفعت حماتها راسها بالوقت يلي تأحأحت عمتو نداء ناطقة: تعي يا بنتي مالك خجلانة!! وابتسمت بوجهها مسايرتها... 
جودي ماتت من الخوف لما تخيلت هادي الست هتكون أمها وتتحكم فيها وهي ما بتعرفها إلا من ليلتين... فنسيت ترد عليها ولا تتحرك لعندها لإنو كان مناها تهرب منها لجناحو غير متبعة باللي مستغربين تصرفها فقربت منها أم عبد العزيز عارضة عليها الموديل مختصرة القيل والقال... وهادا الموقف ما رح يعدي مرور الكرام من قدام عمتو نداء... وهيك بلش أول مطب إلها مع عيلتو... والمشكلة جودي من توترها مو قادرة تركز باللي عم تشوفو... والوقت مضي من قدام عيونها بين شرب القهوة والشاي وهي بس عليها تشرب حبت ولا ما حبت من توترها... وع فجأة لمحت مجموعة صبايا محجبات دخلوا عليهم كرمال ياخدوا قياستهم مع كتالوج لنوع الأقمشة... فكان بس عليها توقف وتلف شمال ويمين... وبعدها قاموا يصلوا فقامت تصلي بدون ما تتوضى وأصلًا هي ناسية إذا معها وضو أو لا وقبل هيك هي ما فكرت بالوضو رغم إنو معها وضو من صلاة الفجر لإنها لا دخلت حمام ولا نقضتو... وبعد الصلاة بلش موعد الغدا وتغدت معهم لا هي ولا جوري ناطقين بحرف واحد لإنها هي حاسة بشي غلط أما جوري ساكتة من صدمتها قالتلها ما تعطي عمتها المجال تعلق عليهم... 
قامت عملت شي بسود الوجه... فتجاهلت وجودها من عصبيتها منها فكان بس على السيدات الكبار يتكلموا... واذن العصر وصلوا العصر وانسحبوا بعدها تاركين البيت متوتر... وباللحظة يلي وصل جودي صوت تسكيرة الباب قامت هاربة لجناحها وهي حاسة حالها مضيعة ع متوترة ع عاملة شي غلط من نظرات جوري وإحساسها المخيف... 
والكارثة الفعلية هي لهلأ مانها فاهمة شو عاملة... فبسرعة غيرت كل شي اعطتها إياه مرجعتو لجناحها بسرعة لإنها فكرتها انزعجت من كتر ما ضلت لابستهم... ونامت بفستانها البيتي المورد الرمادي القطني... متهربة من عناء اليوم يلي مرت فيه... 
نامت وهي مو عارفة شاللي ناطرها مع جوزها... من عمتو يلي خبرتو بالنص الحرفي ع خط التليفون وهو عم يشتغل: شو هالزوجة الكلاسيك يلي عندك تقلانة بسلامها علينا وما احتشمت أمك قدامنا بتقلها تعالي يا بنتي بقت مكانها وأمك عشان ما تنكسف قدامنا وتختصر المشاكل قامت لعندها تخيل أمك تعمل عشانها من أول زواجكم يبقى شو حالها بعدين... فمن هلأ بقلك شكلها بنتهم جاي تتمرد بس ع مين ع مرت أخي لا اسمحلي تصرفها من أولها هيك ما بنسكت عنها... ولا لسا قاعدة منظر معنا بدون ما تعبرنا الخانم بنت دهب... 
فرد عليها كرمال رضاها: شكرًا لإنك خبرتيني وما تقلقي أنا بعرف كيف أتعامل معها وحقك علي يا عمة إنتي وصحبتك واعتذريلها نيابة عني وعن مرتي... ومعليه خليني سكر منك وبنتكلم بعدين عشاني عم بشتغل هلأ... 
فردت عليه بنبرة جامدة من غلها ع تصرف مرتو معهم: تمام باي! 
وبسرعة سكر منها متصل ع أمو ليتأكد منها لكن أمو بعيدة عن تليفونها عم تطالع الزينة يلي عم يزينوها الشباب برا البيت استعدادًا لشهر رمضان الكريم يلي هيبدا من بكرا إذا أكد المفتي عند صلاة المغرب... فاضطر يتصل ع جوري يلي كانت نايمة وهي مذهولة من يلي عملتو جودي... فما كان فيه حدا فاضي للرد عليه وهالشي جننوا فما صدق يخلص من شغلو راجع لبيت أهلو الجامد والخالي من الراحة والألفة... وطلع بسرعة الريح لعندها... وهي ولا عن هوى داري عنو إلا لحظة ما صحت من نومها ع سحبتو لإلها من إيدها بقوة فطالعتو بخوف... هي شو عاملة علشان يجيها هيك إلا بصوتو القاسي مخبرها: مكيفة يا مدام عبد العزيز ع قلة احترامك مع أمي؟ 
ضحكة باهتة طلعت منو لإنو وين باقي عقلو لما فكر امبارح يبوسها ع كتفها بإمتنان لإنها طلعت ما بتستاهل... فرفع إيدو التانية ع دقنها شادد عليه ناهرها: لساتك نايمة بعد سوادة وجهك.. ع شو وصيتك قبل ما دخلك هالبيت... مو قلتلك أمي وأختي خط أحمر... فهلأ رح تقومي تبوسي راس أمي ورجلها قبل إيدها... 
ورماها بعيد عنو ماشي بالغرفة يعني شو بدو يعمل معها ع قلة احترامها يضربها؟ يكسرها؟ يطحنها؟ يعلم عليها؟ أحسن حل تخدم أمو... علشان تعرف قيمتها ع الأقل... وتحترم الأكبر منها... ولفلها بشكل مخيف وهو مولع منها وعيونو عم تقدح شرار ساحبها من إيدها متجاهل دموعها يلي بتنزل ع كل شي سائلها بغل: عم تبكي هلأ!! هه ليه ما فكرتي منيح قبل ما تعملي هيك شي مع أمي يا بنت جاسر... وكمّل سحبها بقوة من إيدها وهو مو قادر يتحمل فكرة إنها قللت من إحترام أمو قدام عمتو نداء وأختو واللي جاية معها... غير حاسس فيها للي من الخوف صارت تشهق بصوت عالي مو فاهمة مالو هيك منجن عليها... وما وعت عليه إلا سحبها متل الخروف يلي رح يندبح هلأ وهو مو مستني فيها لتقوم عن السرير... 
أصلًا مين قال ضروري تقوم لإنو هو هيجرها من إيدها... فحاولت تهرب منو... بس وين؟ منو هو!!! هادا بحلمها وعنادة فيها من شعرها وقفها... مطلعها من جناحو بعد ما فتح الباب وصوت بكاها بقطع القلب إلا ع فتحتو لجناح أمو بالوقت يلي جوري صحت من نومها خطف فاتحة الباب من الخوف لما وصلها شهيق جودي...وبس لمحت عبد العزيز وهو معطيها ضهرو داخل محاكي أمها يلي لما لحقت تسكر الخط من عمتهم سهر لتشوف شو فيه... وبس لمحت ابنها هيك داخل عليها مع مرتو جمدت مكانها معلقة بلسان تقيل بالقوة: يـمـا شــو فـيه جـايـب بـنـت الـنـاس هـيـك؟!
عبد العزيز رماها عند رجليها ناطق بحرة: هو إنتي ربتيني لهالطول علشان لما اتجوز بالأخير اجازيكي بهيك مرا... والله ما رح تطلع من هالغرفة سالمة إذا ما خليتها تبوس راسك ورجلك قبل إيدك... وتخدمك لأردها لأهلها... 
جوري من الخوف طبقت باب جناحها قاعدة وراه وهي عم تسمع شهيق جودي... 
صحيح جودي قللت من إحترام أمها ويلي هي حماتها بس ممكن عن جهل... 
صحيح جودي كانت غريبة عنهم بالقعدة... بس شي مو لطيف ومو مبرر لأخوها يعاملها هيك قدامهم ... فسكرت ادينها صامتهم رافضة تسمع كلامهم وصوت بكى جودي وشهيقها تاركة أمها تواجه هالموقف لحالها وهي مش قادرة تتحمل شوفة منظر مرتو المهيونة قدامها هيك ع الأرض... فردت بسرعة وهي مناها تهرب من هون وما تعيش هيك موقف ولا تجرب هيك شعور مخزي لإلها مع كنتها بأول أيامها عندهم: ما بدي شي من البنت... الشغلة مانها مستاهلة الله يبعد عنا كيد النسا و~
قاطعها بعصبية حارقة: أم عبد العزيز من تم ساكت مع احترامي لإلك هادي مالها يومين عندك وهيك نازلة... اقعدي مكانك... وخلي كل حدا ياخد حقو... 
أم عبد العزيز فورًا دافعت عنها بحرقة: يا ابني أنا مسامحتها البنت صغيرة وبتتعلم ~~
رفع حواجبو باعتراض وهو مو شايف قدامو من يلي تخيلو وسمعو من عمتو نداء: يا حجة حطي هادا الكلام ع جنب إنتي فاهمة قصدي... وربي وإيماني يا أم عبد العزيز إذا ما قعدتي وخليتها تعمل شو قلت لتروح لبيت أهلها... 
أم عبد العزيز مسحت ع وجهها بضعف لإنها هي ما بدها شي من بنت دهب... يلي صار قلة فهم مو عن كيد وجكر وعناد منها فنطقت محاولة تصحيه ع طبيعة الحياة إن كان ناسي: يا ابني الحياة مو هيك فاستغفـ
هز راسو خلص رح تنفجر معو من أمو العم تدافع عنها ع غلط فعلى صوتو طالب منها وهو عم يقاطعها: حجة بسرعة اعصابي بايزة بلاش تخليني أعمل شي ما يرضيكي فيها... اقعدي مكانك!
أمو رفضت فتحرك لعندو جابرها... ما رح يخلي بنت دهب تعلى درجة ببيت أهلو كرمال ما تتطاول عليهم... أول اللقمة صعبة عليها بعدين بتسهل عليها بس هادا بحلمها طول ما هو راسو مرفوع... 
فبكت أمو ع حالها... مستحيل تخليه يعمل شو بدو... لكنو ضغطها ساحب جودي المنزلة راسها ع الارض عم تبكي بحرة من اهانتو لإلها بقسوة.. وقربها من إمو مخليها تبوس رجلها لكن أمو رفضت: عبد العزيز برضاي عليك ما تهينها قدامي... 
مسك جودي من شعرها بحرة: رجلك!!
أمو ما قدرت تطاوعو لكن ضعفت من خوفها ع البنت وباست جودي رجلها وهي مو فاهمة ليه... وع فجأة أمو دفعتو بعيد عنهم مقربة هي منها ضامتتها لصدرها: والــلــه مـانــي ~
عبد العزيز ما أعطاها مجال لتحتويها لإنو سحبها بقوة من إيدها وهو عم يقللها: بكفي ما تنسي هي بنت مين... وبسرعة طلع من جناحها راجع لجناحو وهو مانو طايق جودي... الليلة مانو راحمها... ومو بس الليلة إلا كل الليالي والأيام الجاي... فعلًا ما أرخصها بهالعملة... وسكر الباب بغل بالمفتاح ولفلها وهو شايف الشياطين قدامو... وجرها من إيدها ناحية الحمام آمرها: بسرعة قومي جهزيلي الحمام... معك بس كم دقيقة لتجهزيه... لإنو إذا ما كان جاهز بعدها موتك ع إيدي... فاهمة!!! ورماها ع الأرض بعيد عنو متحرك لغرفة الغيار منفل كل أواعيه وأواعيها يلي رتبتهم رولا جوا خزاينها وهي قاعدة مع اهلو والمصممة... 
إذا ما قلب حياتها لجحيم ما بكون هو... ورجعلها ملاقيها قاعدة ع أرض.. جن... هو رح يقتلها يعني رح يقتلها... إلا برنة تليفونها أنقذها... فسحبها من إيدها بشكل مخيف... ماسكها من دقنها جابرها تطالعو وهو عم يهددها: إذا أهلك ما علموكي ع الفهم والاحترام أنا رح علمك... ومسكها من شعرها مطنش بكاها ودفعها لجوا الحمام: بسرعة اعملي يلي قلتلك عليه.. ولف طالع ساحب تليفونو رادد ع ابو جنرال المتصل عليه وهو عم يتحرك لغرفة الصالون طابق الباب وراه: اه عاصي في شي!!
عاصي رد عليه: رمضان كريم يخي.. إنتا يلي مالك شي صوتك مبين محزمق... 
رد باقتضاب: لأ!
عاصي حس إنو العكس فما حب يضغط عليه: المهم اتصل ع جدك لما ما بترد عليه بستلمني... مفكرني سكرتيرك..
عبد العزيز ابتسم غصب عنو رادد: طيب هلأ بشوف شو مالو... وسكر الخط بوجهو مفقد كم اتصال واصلو وهو مو داري عنو لإنو كان بأدب قليلة الأدب يلي عندو... إلا لمح جدها وجدو.. وكم صديق بعرفو متصلين عليه... ففهم لحالو إنو جدو بدو إياه علشان يحاكي جدها يلي اتصل عليه... فاتصل جدها يشوف شو مالو وأول ما وصلو صوتو: ألو! 
رد بصوت ممتص فيه عصبيتو: رمضان كريم يا عم... 
رد جدها وهو عم يقعد ع كنبة غرفة نومو: الله أكرم يا ابني!!
عبد العزيز حس رح يستفرغ من كلمة ابنو فنطق سائلو: شفتك يا عم متصل علي فرجعتلك شوف شو فيه انشالله ما يكون شي خطير...
الجد كان عم يسمع كلامو وهو مبتسم من الدان للدان براحة لإنو عرف من كناينو وبناتو إنو بنتهم عند ابن الخيّال شو متدللة ومتستتة... ودامها متتستة عندو ومو مهيونة... بقدر يشوفها بكل راحة... فبلع ريقو مجاوبو: لا ما فيه شي خطير ولله الحمد بس رنيت عليك لإني حابب مر ع حفيدتي الليلة فقلت أسألك إذا مش مشغولين لأجي شوفها...
عبد العزيز ضحك بمرار... يشوف حفيدتو الوسخة... تحلم هادي الأيام تقعد مع حدا ولا تشوف حدا كعقاب لإلها من قلة احترامها مع أهلو ومعارفهم فرد بكل جرأة: والله يا عم صعب كتير مو شوي لإنو عماتي عنا ومعارفهم والبيت ضغط... 
فرد عليه عثمان بمسايرة: بسيطة يبقى لغير يوم... وخليني سكر منك خوف ما اشغلك عن ضيوفكم... فالسلام عليكم... 
رد عليه مسكر الخط: وعليكم السلام... 
ورمى التليفون ع الكنب راجعلها وهي عم تبكي بحرقة ع حالها... وتاركة حنفية الباينو شغالة وهي مو عارفة شو تعمل غير هيك... وع فجأة حست عليه داخل عليها من ظلو المنعكس عليها لإنها قاعدة ع طرف البانيو... 
ومن الخوف رجعت ضهرها لورا ناسية إنو ما فيه وراها شي غير البانيو... فوقعت بمية البانيو وهو قرب منها مادد ايدو مسكر الحنفية: وين باقي عقلك بدك تغرقي الحمام مية مع البانيو... 
جودي خلص ما عاد فيها تتحمل عنجهيتو فبكت بصوت... يعني هادي اللغة الوحيدة يلي بتسعفها بعد الكلام...لكن وين مع عبد العزيز... ما بتنفع... فمسكها من إيدها كاتم حسها بإيدو التانية: قومي خلصيني... بسرعة رتبي غرفة الأواعي بعد ما تصلي... أكيد ما صليتي... لليش تصلي مهو أنا متجوز وحدة مسلمة بالاسم... بسرعة توضي وروحي صلي... وهيني طالع صلي فيجعلني اسمع حسك وإنتي عم تبكي لأمد إيدي عليكي باكية باكية أبكي ع شي جد بحر... ودفعها بعيد عنو بكره طالع من الحمام ليصلي المغرب قبل ما يفوتو وقتو... وهو من وراها مو عارف يركز بالصلاة... مناه يقتلها مجنونة تعمل هيك شي وهي عندو تشكر ربها ما قتلها... وشو عصبيتو زادت عليها لإنو ما عرف للصلاة طعم.. وسلم من الصلاة متفقد وينها إلا لمحها واقفة عم تدور وين الخدامة حطت طقم صلاتها بعيونها لإنو ما فيها حيل تدور من عرقها يلي زاد وجعو مع خوفها وجرها ودفعها... 
وهو بس شافها هيك رح يقتلها بقلها صلي.. وهي حضرتها بس واقفة هيك... يا رب شو يعمل فيها... 
وهي يا حرام من خوفها منو رجعت لورا مرتعبة... ورفعت إيدها ع وجهها... ولما شافها هيك عملت لف وجهو عنها يعني هادي رح تكون أم ابنو يعني هي مرتو وما لازم يمد إيدو عليها... 
والكارثة وين إنو هو هلأ حاسسها عدوتو مو مرتو... فرح يطحنها إذا بقت قدامو... فلفلها ماسكها من رقبتها ملزقها بالحيطة يلي وراها وهو عم يحاكيها بغل: أفهم أنا بدك احرق لساني عليكي علشان تفهمي شو بحكي... 
جودي غمضت عيونها رافضة تشوفو... وين تطالعو وهو مبين مخيف بشكل كبير قدامها... بس هي لازم تعرف من يوم وطالع ما فيه ذرة رحمة هتجربها منو... فما لقتو غير مقرب منها ع فجأة بطريقة وحشية... كل شي كان مفكرو بخصوص علاقتو معها تحول... تحول للعكس... ما رح يرأف فيها أو يسأل فيها... باينتها لإنو دلعها تطاولت عليه... ورماها ع السرير جابر حالو عليها: مش أهلك بدهم ولد... لليش عم نطول عليهم... فنطقت ضامة حالها بعد صمت طويل بهمس: مــا تــقــرب!! 
مين؟؟؟ هو ما يقرب... بخيالها ولا بحلمها... لإنو هو ما رح يسأل بصوتها... ولا برغبتها... وجبر حالو عليها مو بالإعتداء إلا إنها تطالبو يلمسها... وبعد عنها تاركها تبكي بخجل من حالها إنها هي يلي بدها إياه ودخل يتحمم ع السريع علشان يلحق يصلي العشا والترويح بالجامع وهو حاسس حالو لسا فيه طاقة شر اتجاهها ما انطفت... وسكر الباب وراه بالمفتاح... كرمال ما تحاكي أختو وأمو كتأديب لإلها....
وهي بس حست إنها ضلت لحالها بالغرفة فقدت عقلها... وبكت بصوت عالي... ع اللي صار معها... وشو كان نفسها تعمل شي بحالها ولا بجناحو بس ما فيها حيل... ما فيها حيل من التعب... جسمها عم يوجعها... فضمت حالها باكية ع حالها بأسى ونامت بعد عناء طويل مع النوم وهي شو كارهة حالها لإنها تفاعلت معاه باللي بتكرهو... لدرجة مناها فيها تدفن حالها ع قيد الحياة... فانفصلت بنومها عن اللي بصير حواليها غير سائلة بحال حماتها الشو زعلانة عليها ومانها قادرة تحاكي حدا من سوادة وجه ابنها معها قدامها... يعني لو كانت هي بنت دهب مو حرام هيك يعمل معها... إن عصبيتو وشيطانو وسوسولو سوء عملو ونسوه دينو شو بقول هادي مشكلتو مش مشكلتلهم... هيجلطها باللي عملو... مناها تفرك رجلها يلي باستلها إياها بنت دهب بلكي يطلع جلد تاني غير الجلد يلي باستو... و شو نفسها تبهدل نداء وتقل من قيمتها ع هيك عملة بس الغلط ما ببرر الغلط... ما بهونلها تهين بنت حماها ولا هانلها بنت حماها تعمل هيك ببنت دهب... فدمعت ع سجادتها داعية لابنها بالهداية والتفاهم مع بنت دهب يلي مبينة بريئة وما بتفهم شي بالحياة... 
يعني هي شو رح تحكي ولا شو تعلق غير إنو هادي جاي ع صلح فلازم تبيض وجه أهلها معها قدامهم والجرسة أهلها هما يلي عرضوها عليهم وهما عارفينها بهيك شخصية... فيعني هي راحت ضحيتهم كلهم... وباينتها وحتى إلا أكيد هتنظلم عند ابنها... 
فرق قلبها عليها لما حستها متل الحمل الواقع بين مجموعة ذياب... فنطقت من حرتها... الله يصلحك يا نداء ع هيك عملة... سودتي وجه البنت قدامنا... وسودتي وجوهنا قدامها... وقعدت تستغفر ربها عن يلي عملو ابنها مع بنتهم... بلكي ربنا يرحمو ويغفرلو لإنو إهانة العبد وكسر الخاطر شي كبير عند الرب... فممكن بتصرف ابنها بستهين فيه معها الله يحرمو نعم كتيرة عليه... وهي أم وما بهونلها بابنها... بس العين بصيرة والإيد قصيرة والرب مجيب... فحلها بس يجي من قدرة القادر وحدو... ففوضت أمر بنت الناس لربها وهي مش مفكرة ولا حتى خاطر ع بالها بنتها تكون شاهدة ع اللي صار من وجع قلبها ع بنت دهب... فتحركت لفرشتها لتنام عليها وهي شاحبة متل بنتها المعدتها اضطربت من بعد شافت جنون أخوها مع مرتو قدامهم وما هدت إلا بعد ما استفرغت كل يلي باقي ببطنها... 
شكل جودي وهي عم تنسحب قدامها شلع قلبها... لدرجة مو قادرة تلمح أخوها ولا عمتها نداء الشحرورة... وشو مناها تدعي عليها من قلبها بس هي ما تربت ع هيك شي... فسكتت مغصوصة على حال جودي... وهي مو عارفة كيف تحذف يلي شافتو... 
إذا هي ع مقطع بمسلسل فيه قسوة وضرب بتنجن وبتنفعل شو حال لو يصير هيك ع الأرض الواقع لتدافع بكل قوة وتكون Strong independent women لكن طلع أمرها ع الأرض الواقع غير عن يلي كانت مفكرتو... لإنها من كتر ما ارتعبت مو قادرة تفيق من الصدمة.... أخوها هيك يتعامل مع مرتو... شو تهيألو لما عمل هيك قدامهم... فخبت عيونها وهي متمددة ع سريرها... مستحيل تسامح أخوها ع هيك منظر... يلي برضى يعمل هيك مع مرتو برضى ع بنتو وأختو... معقول هو يسكت لزوجها إذا هيك عمل فيها... إذا هو بسكت هي مستحيل تسكت... لازم تعمل شي لجودي وهلأ... 
دمها حرقها عليها... مو عارفة تشغل حالها بالحكي مع أريام وصحباتها ولا حتى بالمسلسلات... 
محتاجة شي يحذفلها فيه صوت جودي من ادنيها بس ما فيه... فطلعت ركض لغرفة أمها باكية ع حضنها... مو قادرة تتحمل الصوت والصورة المحفوظة بذاكرتها... 
هي ما بحياتها انضربت كف ولا شافت مد إيدين ع بنت ع الأرض الواقع... تيجي ع كبر تشوف يلي عمرها ما تخيلتو ببيت أهلها وقدام عيونها كارثة... 
فشكت لإمها إنها ما رح تسامح عزوز ع اللي عملو... وخجلانة من مقابلة جودي ع اللي عملو معها... وأمها مشاعرها هاجت من كلامها ع ابنها... وحلفت ما تسكتلو عن العملة وتعاقبو... فصبرٌ جميل ولله المستعان... 
فسبحان الله يلي قلبو همو رضا ربو ما رح يكون متل يلي قلبو مقفل وعيونو مغشيين من العصبية... وصلى وسلم وهو لسا معصب منها لإنو مو قادر يتقبل فكرة تقليل احترامها مع عمتو وصاحبتها وتطنيش أمو ع العلن ولا بالخفاء... وهو مناه يقتلها "لك هادي أمي يلي ربتني وشقت عليي وعانت علشاني أنا وأختي تبالآخر وتيجي وحدة مالها بالقصر لامبارح العصر مصدقة حالها تطاول عليها" ليطلع عيونها من مكانهم ويخليها بس تفكر بشو بدو... والله حلو بنت لسا ما طلعت من البيضة تطلع عليه هو وأمو... وتحرك بعد صلاة التراويح لبيت الجد لإنو زيارة الصحاب (الاصحاب) ورجال عماتو هتكون فيه ليشربوا قهوة ويتحلوا.... ويحكوا باللي لازم ينحكى... وكان من نصيبو كالعادة يقعد جنب عاصي يلي بس عليه يعلق: شو شايفك قاعد ع أعصابك كنك مشتاق لجنب المدام... 
عبد العزيز طالعو من طرف عيونو راددلو بجلفة: لا والله مشتاق لجنبك يلي بحكك... لإنو باينتو بدو حدا يدلعو... المهم جيبتلي العيد..
عاصي ابتسامتو زادت: يخي إنتا بدك تجيب عيد العيلة وربي بس يصير شي إلا خبرك... تفائل خير!!
عبد العزيز ابتسم غصب عنو بوجهو بالع كلامو.. ولف وجهو مطالع بالوقت العاصي سحب فيه كاسة القهوة يلي قدامو من ع الطاولة مكمّل كلامو من حبو ليجلطو: بعدين بدل ما تقلقني بهالموضوع عجل بالمطلوب... خلينا نشوف ابنك بالنهاية أنا عارفك لو شو ما أبوها عمل وصار بين العيلتين ما رح تتركلهم بنتهم... 
عبد العزيز كتم تنهيدتو لما ذكرو بهالبلوة يلي ما رح ترتاح ويهنالها بال إلا لما تجننو وتوديه على مستشفى المجانين... فابتسم مسير الرجال القاعدة معو... وما صدق القعدة تنتهي وهو حاسس بعيون عمامو عليه... بس ما حب يعطي تصرفاتهم بال... وقبل ما يطلع إلا برسالة وصلتو من عمو كنعان (رمضان كريم... قلت الاتصال فيك مخسر لإنك لا بترد ولا بتصد خلي الشغل وبنت دهب ينفعوك) فابتسم بمرار من صحة كلامو مسكر التليفون داخل البيت الكل ضواو مطفية وكأنو حتى البيت بشهد ع حزن أهلو... فقطع المسافة فاتح باب جناحو المضوي فيه كل ضواوو... إلا لمحها نايمة بعمق... معقول يتركها تنام هيك... لا إلا يشتغل فيها شغل يعيد فيه تربايتها من أول وجديد... فصحاها بسرعة من شعرها وهو عم يقلها: شو يا حلوة ناسية شغلك وصلاتك... قومي قومي ما في عندي مرا ناسية حق ربها وزوجها... 
جودي ما فيها تقوم جسمها تقيل... من ورا يلي مرت فيه اليوم... لكن وين زمن أول حول... إن كان يحن عليها شوي وقت ما كانت بالمزرعة هلأ ما فيه... وغصب عنها خلاها تصلي بعد ما اغتسلت بتلات دقايق وهو واقف فوق راسها مخليها تصلي بعبايتها والمنديل يلي جت فيهم أول مرة ع المزرعة لإنو طقم صلاتها يلي أجى مع جهازها مو مبين لإنها نسيت إنو ضلو تحت من بعد ما صلت العصر...  وبعد ما صلت تحركت لترتب أواعيه جوا الخزانة... وحددلها كم دفة... وهي مو قادرة تنزّل من حالها وترد ترفع وكل هادا ع حساب رجليها الدايبين وعرقها وعصوصها يلي بجوعها... فبكت بضعف لحد ما خلصت دفة من التعليق... وهو مناه يفهم تلات ساعات شغل ع دفة... اقرضوها قبل ما تتكاثر.... هادي لو كانت موظفة لسكرت الشركة... فقرب منها شادد ع خصلة من شعرها الهايج غير الممشط لإنها غسلت شعرها مع جسمها بدون ما تمشطو ولا حتى تستخدملو اي شي من المنتجات: هادا يلي قدرتي عليه... ضحك بمرار... يلا مع الوقت بتتعودي... وسحبها لعندو... فِكرها إنو خلّص منها... بس طلع فكرها مو بمكانو لإنو مسح باصابعو الطوال الضخام ع وجهها التعبان واللي باقي عليه آثار من مسكارة (مسكرا) جوري ورغم دوبانها ع منبع عيونها وعاملة حفر سودا تحت عيونها... إلا إنو معطية بؤبؤو عيونها لون جميل... فابتسم عليها بطريقة جودي فهمتها وكانت رح تهرب منو لكن وين مهي لازم تتعود غصب.. شغل حبة حبة ودادة دادة بطلو...
وفعلًا كم كانت هادي الأيام جحيم عليها... بين نفل الخزانة ومسح كل شي بالجناح مع أوجاعها الرهيبة وتنزل ع المطبخ تطبخ لإلها بدون ما تفطر معهم...لإنهم بدونها كل يوم معزومين برا البيت... فزوجها الكريم معزوم لمكان وحماتها وبنت حماتها الهاربين من مقابلة وجهو بعد يلي عملو مع بنت دهب قدامهم بمكان تاني... 
ورغم محاولات هروبهم إلا ما يلتقوا صدفة عند الجد او وهما طالعين الدرج او من باب جناحهم... ولهيك ما كان في إلهم نصيب يقعدوا ع طاولة وحدة من أول أسبوع من شهر رمضان... ورغم بشاعة الأمر إلا إنو عبد العزيز مع احترامو لأمو وحبو لأختو المطقعة إلا إنو ما رح يعطي زعلهم بال... ع مين زعلانات ع قليلة الفهم يلي عندو... اه يعني يرضيها علشان هما يرضوا عليه وبعدها هات خلّص مع بنت دهب يلي هتشوف حالها عليهم... خليهم لاحقين مشاعرهم الرهيفة ويعندوا ع راحتهم لإنهم آخرتهم ينسوا ويردوا يحكوا معاه عادي.... بس المو عادي والكارثة وين مر ما يقارب اسبوعين من يوم زواجو ولسا الآنسة ما حملت... والعيون عليه وسؤال عابر من هون ولا هناك... يعني بالله هو بإيدو هلأ يحملها... هو لو طلع بإيدو كان من أول ليلة... ليطمن قلبو ويريح بالو... أصلًا الغبية يلي عندو مفهية وإذا سألها متى أجتها لتدوب بأواعيها وتقلو ناسية... أو ما بتعرف... أو يا هتضلها ساكتة.... 
وهي من يوم ما جت عندو ما أجتها... يلا بعطيها من أسبوع لأسبوعين تانيات ليكون مارق اكتر من 21 يوم إلها بالراحة ع اخر موعد دورة إلها وهيك بعرف يحسب معها إذا ردت أجتها.. وإذا تأخرت عليها لأكتر من هيك يا فرحة قلبو ساعتها لو طلعت حامل... بس الطامة إذا عندها لخبطة بالهرمونات هات خلص.. فتنهد داخل غرفة النوم إلا لقاها متمددة وكل شي جاهز يعني تعليق واحد ما فيه... حتى الحمام جاهز وبيجامتو جاهزة... يعني ما فيه شي تتعاقب عليه... لأ هيك ما بصير... إلا ما تكون ناسية شي... فلفالها خافي تعجبو صارلها كم يوم كل شي بتجهزو بدون أي نقص ممكن علشان تحمي كرامتها من كتر ما صار يغريها بالعلاقة... بس أبدًا ما فيه فر منو... وع فجأة انتبه عليها كأنها نصحانة شوي... ليه ما تنصح وهو مخلي الخدامة رولا فوق راسها تصورلو حتى إنها عم تاكل من الأكل يلي بتعملو وعلى السحور بتتسحر قدام عيونو وما بحل عنها إلا لما تاكل عن تنين... البنت يلي شافها بالمزرعة عم تاكل الأخضر واليابس اختفت وإذا بتركها ع راحتها يا دوب مو لتاكل إلا لتشرب مي... فقعد جنبها قريب من رجليها معلق: رجال عماتك بدهم إيانا ننعزم عندهم بس لسوء الحظ جدول عزايمي مليان... ومد إيدو ماسح ع رقبتها... بس بشكل عام هروح ع عزيمة أهلك بدون ما تروحي معي... لإنو إنتي مكانك هون... وقرب أكتر مستفزها: ما بتوقع يعني أهلك كتير مستفقدينك... خطك الجديد (قصدو تليفونها وخطها يلي جابوا كتسليكة قدام أهلها من أول يوم كانت عندو وما اعطاها إياه من أول يوم رمضان كعقاب لإلها ع اللي عملتو مع عيلتو... ولهيك بضلو معو لحد ما تتأدب) بضلو معاي اتصال واحد من أبوكي ولا عمامك ما وصلك ولولا جدك يلي اتصل عليكي قبل كم يوم ولا قلت شو البنت مقطوعة من شجرة... 
جودي لفت وجهها مدمعة... مو حابة تسمعي أكتر من هيك... لكنو هو جبرها تلف وجهها تقابلو وهو مسترسل بكل إجحاف بكلامو معها: إذا قلت غلط عدليني... وضحك باستتفاه... أنا مو متأكد إلا حاسس عيلتك كانوا عارفين بنتهم ما فيه حدا رح يقبل فيها فقالوا لازم احنا يلي نجوزها... فاشكري ربك لإنك عندي مو عند حدا تاني غيري... لإنو ما بتوقع ع تصرفاتك وعمايلك تبقي عندو يوم وانتي عايشة ولا باقية ع ذمتو... وبعد عنها داخل يتحمم تاركها تحرق بحالها من كلامو... لإنو شكلو كلامو صح لإنو مهد يلي كانت تحكي معو اختفى فجأة... معقول هالقد هي حدا سيء وبلى متل ما كان أبوها بحكي... بس هي جد ما عملتلو شي ليحاكيها هيك... مش عملت شو بدو!!! شو بدو منها كمان؟؟؟ بدو إياها تكره حالها!؟ 
ما بتعرف تكره حالها!!
هي ما بتعرف تكره ولا بتعرف تشيل بقلبها!
هي هلأ مستعدة تعملو شو بدو بس يعفئها ويرحمها... ما بدها محبتو ولا حتى بتفكر فيها... هي متقبلة كل يلي صار ونسيتو بالمعنى الحرفي... رح تقلو أمرًا وطاعًا شو ما بدك بس كف شرك عني... بس هو مو راضي... ليه مانو مستوعب ذاكرتها قصيرة المدى... وعيها بريء مالو دخل بالعقد الاجتماعية والحقد والقسوة والجفا... هي بس بتعرف تزعل... تفرح... تبكي... تبتسم... تحضر... تاكل... ومن جديد تنظف وترتب وتطبخ... وإيديها يلي ع شوي بلشوا يجفوا بشهدوا... 
أما هو بعرف اشياء تانية غير عنها هي الجاهلة فيها... مناها تقلو بكفي بدي احضر سبيستون... وديني عند جوري بس أقعد جنبها من كتر مهي فقدت حسها... لإنها بالوقت لما تكون جوري بالبيت هي جناحها مقفل... وبالوقت يلي جناحها بنفتح بتكون جوري طالعة برا البيت مع حماتها للمكان المعزومين عليه... فبالمعنى الحرفي هي محبوسة بقيودو هو... ورغم وحشة وقسوة هالحبس إلا بتصحى تاني يوم ناسية اليوم يلي قبلو... مو برغبة منها إلا هيك هي... وهو هادا يلي مستفزو... برودتها... بكاها... صمودها... خضوعها... لينها يلي فيه جمود... وشخصيتها الغريبة القاعد بتورط فيها... 
فصحت ع سرحانها لما شافتو طالع من الحمام وباين عليه مو ع بعضو... فسحب من جرارو سيجار يدخن فيه برا غرفة النوم... وهو حاسس حالو مو طايقها ومستفز منها... فتمدد ع الكنبة يدخن وهو رافع إيدو ع راسو... مضغوط كتير... في شي شاكك فيه ومتمني ما يكون صح... لإنو إذا كان صح سمعتهم بخبر كان هتروح... تنهد... من وين المشاكل عم تطلعلو... بس لا حول ولا قوة إلا بالله... فجأة سمع صوت شي انكسر... فبسرعة ترك السيجار بالمتكة تحسبًا لتكون حامل... وقام يشوف شو فيه إلا كانت قنينة القزاز الخاصة بشرب المي واقعة ع الأرض وهي عم تحاول تلم القزاز الواقع... فرفع حاجبو حاسس في شي غريب فيها... مبينة تقيلة... وكأنها مخدرة... تأمل فيها هو متأكد فيها شي وعيونو سهوًا لمحوا ورقة دواه المسكن يلي فقدو من كم يوم... وجن بس لمحو ما فيه ولا حبة... وقبل ما تكمل لم القزاز سحبها من إيدها بالوقت يلي سحب فيه ورقة دواه المسكن لتواجهو: لشو بتاخدي كل هالحبوب... ما بتوقع حدا غيرك هياخدو.. 
جت رح ترجع ع مكان كسر القزاز بس هو أذكى منها وصاحيلها فسحبها خطف راميها ع السرير مقرب منها: لليش بتاخدي المسكن علشان ما تحملي مني!!!
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل السابع

حدا يفهمها شو دخل المسكن بالحمل... هي بتاخدو من كتر ما بتحس عرقها بوجعها وجربتو وهي مو حاطة ببالها إنو ممكن يكون مو مسكن وبس جربتو وفادها كملت عليه... بس هو وين يصدق هادا الكلام إذا قالتو قدامو... فبكت من ضعفها معو... وهي لحد هاللحظة وللأسف مو قادرة تستوعب وتدرك إنو يلي بقولوا عنو زوجها مجرد ما يسمع صوت بكاها قبل ما يشوف دموعها بتولع معاه... لإنها هتبلش فيلمها بالبكى...بس مع مين وعلى مين... عليه هو!!!
هادا بحلمها هيكون.. لإنو دموعها ما رح يفيدوها بشي معو... 
وإذا مفكرة العكس معو يا غباءها!!!
فقرب منها وهو مضغوط من صوت بكاها المستفزو... شادد بقوة على دقنها بتذكير: ما تفكري بكاكي هيغير شي... فبسرعة انطقي لليش عم تاخدي المسكن وعلا صوتو مخوّفها... وإنـتـي مـا مـالـك شـي؟؟؟ 
جودي لحظة ما حست بأنفاسو الحارقة مقربة من وجهها غمضت عيونها برفض لتعاملو معها بهالشكل لإنو عم بذكرها بتعامل أبوها الشراني معها لما كان يحشرها بالزواية وهو شادد ع شعرها من غباءها معو... وشو تمنت هلأ لو فرشة السرير فيه تحتها صندوق ولا مخزن لتحشر حالها فيه من خوفها من يلي ساحبها من شعرها إنو يضربها بدون ما حد يدافع عنها... 
وهادي الفكرة مع عجزها قبالو... خلتها تخاف منو أضعاف مضاعفة من خوفها من أبوها... لإنو بكل بساطة قبل كان فيه جدها وعمها كنان يحموها من شر أبوها... بس هلأ لا جدها ولا عمها معها هيحموها من يلي أعطوها إياه... فشكلهم تخلوا عنها من كتر مهي بلى ووجعة راس متل ما عم يحسسها 
هلأ العم يشد عليها من شعرها مخليها تدرك ما فيه مفر منو!
ما فيه مفر من عصبيتو وعقاباتو!
ما فيه مفر لحدا يخفف عنها غيرو هو إذا بدو!
يبقى شو تعمل كرمال تنقذ حالها... وبس حست فيه عم يشد على شعرها يلي بعذبو بجمالو أكتر... رفعت راسها قريب صدرو محاولة تدور ع حنانو... ما فيها حيل للضرب أو النكد... ونطقت من بين بكاها: آســفــة!!! آسسسسســفــة!! بــس مـــا تــوجٰـعــنــي!!!
عبد العزيز ما أعطى حالو مجال إنو يجاريها بمبتغاها شادد اكتر ع شعرها كرمال يبعد راسها عن صدرو وهي خلص مو قادرة تتحمل ضغط جسمها ع حوضها لإنو للأسف طلع المسكن مخلّص وما لقت فيه ولا حبة بورقتو الفضية... فبكت بوجع وهي عم تسمع تهديدو: انطقي علشان ما وجعك!! لليش عم تاخدي السم الهاري؟
جودي صارت تشهق خلص ما فيها تتحمل أكتر من هيك وجعها عم يزيد مع خوفها وحركاتو الدفشة معها... فنطقت بغصب عنها وهي عم تضغط ع عيونها من كتر خوفها من عيونو المولعة من العصبية معها: ضــهـري عم يــوجــعـنـي!!! 
ما عرفت إنو بكم كلمة منها نسفت كل عصبيتو عليها... لدرجة صار فيه يتنفس بروقان لافف إيدو ع ضهرها: من متى؟ 
جودي ما ردت... لإنها لهلأ خايفة منو... فقرّب اكتر ضاغط ع ضهرها: من هون؟ ولا من هون؟
رفضت ترد عليه مو برغبة منها... إلا من خوفها إذا سمع منها رد ما يعجبو يرد لقسوتو ودفاشتو معها... ولما ضغط ع حوضها من تحت... تمسكت فيه بقوة... باكية من قوة ضغطو ع حوضها.. وهي عم تدفع راسها ع دراعو من الوجع لورا... وهو بس تأكد وين منطقة وجعها تريّح... بس بنفس الوقت مو عارف شو يعمل معها ع أخدها المسكنات.. لإنو معروف عن المسكنات إذا المرا المتجوزة اخدتهم وهي حامل ممكن تسبب في تنزيل الجنين او تشويهو... ومدامتو ما شاء الله عنها ما قصرت... أصلًا كيف لحقت بكم يوم تخلصو... بايتنها متعودة ع أخد المسكن... فتنفس براحة ماسح ع شعرها... فكرة تكون حامل او هي فعًلا حامل بتدوب قلبو... مو عارف شو يعمل معها وفيها باللي عملتو... فنطق بنبرة هادية بالقوة وهو عم يعدل وضعيتو ووضعيتها معو: ممنوع تاخدي آدوية من راسك... وقعد ساحبها لعندو راكي راسها ع صدرو وهو حاسس فيها عم تكتم صوت بكاها: إنتي عارفة وضعك ما بسمح في حالة إذا حملتي.. 
جودي هون نطقت ع فجأة سبحان الله يلي عقلها بدو يستوعبو بستوعبو بسرعة... واللي بدو ما يستوعبو ما بستوعبو لو يقعدوا يعيدولها فيه مية سنة: مـا بــدي!!
عبد العزيز ابتسم عليها معلق: يعني أفهم عم تاخدي المسكن بالعمدًا... 
جودي لو كان صدرو طين لطمرت وجهها فيه من سوء ظنونو فيها ومن حم وجعها طالبة منو غصب عنها: أعـطــيـنـي حــبـة مـو قـادر~~ وقبل ما تنتهي من كلامها انفجرت بكى ع صدر... فحرك إيدو ماسح ع شعرها بعناية مخبرها بكل برود: قلتلك ما فيه مسكنات... 
حركات راسها برفض... لإنو ما فيها تتحمل أكتر من هيك... وهو عم يكمل كلامو معها ع سمعها: ممكن تدهينه بزيت وتريحي جسمك... 
جودي ما بدها غير مسكن لإنو هو الحل السريع لإلها... فاستمرت بالبكى وهو ولا معاه خبر إن شاء لتبكي من هون لسنة... احتمالية تكون حامل اعطتو مناعة ضد كل شي... فوقف حاملها بخفة لافف ع السرير ممددها ع فرشتها وهو ينذرها بنبرة مسايرة معها: أنا بقول سيبك من البكى واقرئي الفاتحة سبع مرات ع وجعك إلا تلاقيه راح ونايمة بعمق... وسحب الغطا مغطيها فيه واجى رح يروح بعيد عنها لكنها مسكت بإيدو غير متفاعلة مع يلي قالو وهي بس ع طرف لسانها واقفة كلمة مسكن... لكن هو طنشها... ودخل غرفة الغيار سامع شهيقها... لابس ترتينغ سودا مع خف البيت طالع من جناحو بعجلة كرمالها بدون ما يطفي الضو نازل الدرج إلا لمح أمو قاعدة بالصالون فنطق: شو عاجبك وضعنا يا أم عبد العزيز!!!
أم عبد العزيز ردت عليه وهي عم تلف راسها عليه: ليه عاجبك يلي إنتا عملتو ببنت الناس؟
رد عليها ببرود: فكرك يعني اتركها ع كيفها... 
ردت عليه وهي عم تتكتف: كان خليت الموضوع بيننا بنداريه مع بعضنا بدون حركاتك العجب... بعدين تعال هون خبط لزق صدقت عمتك بدون ما تسألنا!!
عبد العزيز ضحك بمرار معلق: بدك كذب عمتي نداء يلي كلنا بنعرف إنها صريحة وما بعجبها العجب... وأنا اتصلت عليكي لكن تذكرت إني لو سألتك ما رح استفيد شي لإنك رح تهوّني الوضع علي وهي غلطانة بحقك... حنيتك هادي يا أمي خليها مع مين بدك بس مو مع بنت دهب... 
أمو مسحت ع وجهها بعجز رادة: ما تحاكيني بشي ما برضي ربك... أصلًا دامك ما رح ترضي ربك فيها لليش تاخدها علشان ~~
سكتت ما قدرت تكمل كرمال ما تهينو وتهين عيلتو...فرد عليها بجلافة: أيوة علشان مين... علشانهم... لأ علشانكم... بفضل ما تتعاملي معها متل ما بتعاملي جوري وأريام... لإنو إنتي وعمتي تركتوهم ع راحتهم وشوفيهم كيف دلوعات بزيادة من كتر ما سكتوا ع تصرفاتهم السطحية... كيفك مع بنتك بس مو مع مرتي أبدًا لإنك هيك رح تخليها تطلع ع كتافنا... وقد أعذر من أنذر لإنو بعدها بطلعها من هالبيت... كرمال ما وجع راسكم... عندي إنتو بالدنيا كلها... لإنو مو معقول وجّع راسكم علشان وحدة غريبة دخلت بيتنا ونخسر بعضنا... ونصيحة ما تخافي عليها هي قطة بسبع أوراح... 
وتحرك من قدامها ناحية المطبخ تارك أمو تتنهد ع هالزواجة يلي لا بترضي الرب قبل العبد... فاستغفرت ربها طالعة لجناحها وهي مو عارفة مين تلاحق فيهم...
هي تلاحق المطقعة يلي قررت من حالها لبالها تروح بعد العزيمة مع عمتها سهر وبنتها أريام لتنام عندهم وترجع بكرا علشان عزومة الجد بحجة تغير جو من توتر البيت... ولا تلاحق يلي تزوج بنت المغضوب عليه القتال القتالة كرمال ما تنهان عيلتو لو حدا تاني غيرو أخدها... بروح حضرتو يوجع راسو مع هالطفلة يلي عندو... الله يرحم أيامات زمان البنت بهادا العمر فاتحة بيت ومخلفة كم ولد وعندها قدرة تتحمل عكك السنين... بس بناتنا لا بنفعوا لا للصدة ولا للردة... 
ودخلت جناحها تريح راسها من التنين يلي عندها... وهي عندها أمل كبير بتدابير ربنا ولطفو فيهم... فبدلت عبايتها وأواعيها الرسمية بالقوة لقميص نوم قطني أزرق فاتح... ودخلت فراشها نايمة بسرعة... بالوقت يلي ابنها دخل غرفة نومو وهو حامل صحن صغير فيه زيت... 
وين يعطيها مسكن وتطلع حامل هو بقدر يريح حالو وياخدها يا ع دكتور أو يجبلها فحوصات الحمل البيتية... بس لأ هو ما بدو إياها تعرف إنها حامل لأسباب خاصة فيه لساعة الجد والعلامات الحمل تبيّن عليها بفرجها الله... فقرّب منها وهو عم يسمع تأوهها المختلط مع بكاها وهي متسطحة ع بطنها لإنها ما فيها تنام ع ضهرها عادي مع الوجع... فسهت عيونها بأعجوبة غير سامعة صوتو وهو عم يقرأ الزيت لإنها ما بين حالة النوم والصحوة... وفجأة انخضت بس حست بأصابع إيدو ع ضهرها بدون ما يفصل بينهم شي من يلي لابستو فجت رح تلف بسرعة ودعت ع حالها لإنها زادت الوجع... 
شو بتهيألها تتحرك هيك!؟ وين عقلها باقي؟ ما هي عارفة أي حركة عنيفة منها ولا من غيرها هتزيد من حم وجعها... والكارثة هي اليوم جد مالها حيل للعلاقة معو يعني الأيام القبل كان وجعها ما تحس فيه لحدًا ما من ورا اخدها المسكن... 
وأيامها قبل ما تاخد المسكن كانت تنشل من الوجع معو وهو مفكرها عم تكابر عليه وتمثل معو... ورغم وجعها قبل.. ما بتقارن أي مقارنة مع وجعها هلأ لإنو ع عيار أتقل لدرجة بتحس رجليها بتلتوي ع فجأة من عند الفخاد او ما بتقدر تدوس عليها لبعض الوقت... طبعًا هو ولا عن هوى داري عن يلي بصير منها من تمها الساكت... فهدت بس شافتو عم يدهن عليها زيت وهو عم يقلها: بس عم دهنك... وشو استكانت لثواني للما حست في شي عم ينحط ع ضهرها من تحت وردت شدت ع حالها بس حست فيه عم يسحب البنطلون لتحت فجت رح تلف لتمنعو... لكن إيدو سبقتها ع كتفها ملزقها بفرشة السرير كرمال ما ترفع حالها وهو عم يعلق بحرة عليها: أنا أفهم شاللي جابرك تلبسي بنطلون ضيق عليكي... 
مجنونة هادي ولا مو بعقلها؟؟ 
كيف لابسة بنطلون ضيق عليها لدرجة إنو معلم ع جسمها... وبس وصل منطقة الحوض بدو يدلك تأوهت بصوت عالي متوجعة من التدليك... فجت رح تلف لكن ردت إيدو مانعتها فترجتو يبعد عنها: لـأ... عم تو جــعّـني!!
لكنو رفض يسمعلها ولا ينصاع لطلبها... عارفها بتتغنوج فشو الشي الجديد عليها وبعد عنها منزل البلوزة... وسحب البنطلون عن رجليها رميه ع كرسي التواليت بكل راحة كأنو هو المتحرر منو مو هي... سائلها بتعجب منها: أفهم أنا كيف باقية محملتيه؟!
هي شو ترد عليه... أصلًا ليه ترد وهي محرورة من يلي عملو معها لدرجة واصلة فيها مو مستوعبة شو قال هلأ..
هي بس تفهم مين قلو يدلكلها ولا يدهنلها جسمها زيت... لإنو خلاها بهالعملة تحس عرقها من عند حوضها لحد فخادها بلف بشكل بقطع الواحد من الوجع... فشو تعمل بحالها لتهوّن الوجع عليها... شو تقلو علشان يفهم حلها بس المسكن... ولما شافتو طفى الضو جاي لعندها قالت رح يكمّل عليها إذا فكر يلمسها... ولحظة ما حست فيه تمدد جنبها بدون ما يقرب منها تنفست براحة لدرجة ابتسمت لإنو تعامل معها متل زورو المتفهم للضعفاء... ومن شدة فرحتها حست وجعها خف شوي وغفت مطمئنة... ويا فرحة ما تمت كرمال تصحى خطف ع وقت تحضير السحور لكن يلي دهشها السحور وصلها للفراش... وهو مانو معها بالغرفة ولا فوق راسها... 
عبست... زورو اليوم ما كمّل معروفو معها... فأكلت يلي بتقدر عليه... تاركة الصينية ع مكان نومو لإنو ما فيها حيل لتقوم تحطها ع كوميدينة السرير.. إلا بصوتو هو لما دخل عليها معلق بس شافها مش ماكلة غير كم لقمة من سحورها: كملي أكلك بسرعة!
فغمضت عيونها من السعادة بس سمعت نبرة تأمرو عليها من خوفو عليها متل ما كان يسوي معها بالمزرعة من بعد ما القزاز دخل برجليها... وبلعت ريقها براحة لإنو يلي كان بحكي معها زورو النبيل مو شرشبيل الشرس الشرير... فسحبت الصينية منفذة كلامو وهي مبتسمة وهو بس لمح ابتسامتها استغربها... وتحرك لعندها محاكيها: اليوم في عزيمة للعيلة فديري بالك تطلعي من هون!!
جودي رفعت دقنها مطالعتو... ولحظة ما تقابلت عيونها المبسوطة بعيونو المحتارة بأمرها... نطق بتعجب: مالك؟ 
جودي بسرعة شغلت حالها بالأكل غير متأثرة بكل شي بدو يصير او صار... فقعد قريب رجليها المتغطية بشرشف السرير سائلها: كيف ضهرك إنشالله أحسن؟ 
جودي سمعان مو سامع من سمعها المقفل... وأصلًا من السعادة خجلانة تقابلو... فمد إيدو كان رح يسحب خصلة من شعرها بقوة بس فكرة تكون حامل بابنو عم تخليه يتراجع... وع فجأة منها مدت لإلو خبزة محشية بلبنة... ناظرها للمرة التالتة باستغراب...فكان رح يرفض... بس تراجع ماخدها منها وهي يا فرحة قلبها لما صار ياكل فيها... مع كم حبة خيار من صينيتها... غير منتبه ع عيونها المسحورة بعروق ايدو القاسية ولونهم... لكنو بنفس الوقت منتبه ع تصرفاتها الغريبة معو... وربطها باللي ببالو... 
يعني صح ريّحها من تحضير السحور بس يعني الشغلة ما بدها كل هالقد فرحة... هادي البنت متل أختو بتطيش ع شبر مي... شو حال ع بركة ولا مسبح ولا بحر لتبخرت من درجة غليان دمها من الحماس... فبعّد عنها داخل الحمام مفرشي اسنانو ومتوضي وهو شبعان بزيادة من الأكل لإنو تسحر مع أمو وجدو وعمامو ونسوانهم بطلب من عمو جواد الساكن بعيد عنهم... 
وطبعًا من الطبيعي ما يجيبها ع عزيمة عمو ع السحور... لأسباب معينة فيه.... ورغم سحورو مع عيلتو ما حب يكسفها خوفًا على مشاعرها إذا هي فعلًا حامل... وطلع من الحمام مغير أواعيه لبنطلون جينز وبلوزة نص كم.. وتحرك بسرعة طالع من غرفة الغيار ساحب عطرو من على التواليت متعطر قدامها وهو منبهها: ما تنسي تصلي فاهمة!! 
جودي ابتسمت هو بس يروح مين قال رح تصلي هي بدها تنام... وقبل ما يتحرك لفلها: قومي قدامي توضي!!
جودي ما عاد فيها تسكت فانفجرت من الضحك... كيف قدر يقرأ نواياها... فلف عليها محتار معها مالها البنت واقعة ع راسها ولا ماخدة شي... الله يرحم قبل كم ساعة كيف كانت تبكي من الوجع... وكيف هلأ طايرة من الفرح... فقامت بالقوة تحت استغرابو بعد ما بعدت الشرشف عن رجليها والصينية يلي إلها نفس تنسف يلي عليها من السعادة... وبس لمحت حالها مو ببنطلونها... شلت من الخجل.. لإنو لسا مانها جاهزة تشاركو جسمها هيك برا السرير... وركض ع غرفة الغيار لابسة أي بنطلون لقتو قدامها... وركض بعدها للحمام تتوضى وهي شو خجلانة... ومن كتر خجلها وجهها حمر... وطلعت بعجلة مكابرة ع خجلها لغرفة الحمام قاضية حاجتها ومتوضية لصلاة الفجر وهي خايفة تطلع لكنها من كتر تململها بالحمام اضطرت تطلع وهي مو لامحتو مكانو ولا بجناحهم كلو... فحزنت كتير منو على حالها... وهيك صار وجعها بالنسبة لإلها وجعين... وجت رح تنام من خيبتها منو بدون ما تفرشي اسنانها.... إلا الآدان ادن... فقررت تلبس أواعيها الصلاة... فسحبت تنورة الصلاة لابستها من راسها لإنها ما بتقدر ترفع رجلها اليسار من الوجع وسحبت الغطفة (الشوشية) ساترة شعرها وبقية جسمها فيه... وصلت بالقوة ع رجليها السنة... وسحبت الكرسي مقلدة جدها بالصلاة عليه لما يتعب مصلية الفرض... وسلمت متحركة لعند السرير تنام وهي عم تشلح طقم صلاة راميتو ع الأرض بدل ما تطويه وتردو مكانو... وتمددت بمهل مغطية حالها ولوين ووين لقدرت تنام وفجأة حست عليه مقرب منها بعد ما صلي الضحى حاطط إيدو ع بطنها من تحت... جت رح تقلو بعّد لكن لسانها خانها من التقل.. ونامت بعمق على عكسو هو يلي مشغول بكتير أشياء... من بينهم قصص الاراضي يلي بالشمال والموظفين يلي بعتهم ما جابوا أهم الأراضي وأكبرهم حصص... فصار لازم هو يلي يروح يفاوض الناس... لإنو هادا المشروع لازم يبلشوا ينفذوه بالكتير بعد عيد الأضحى... فشكلو هيروح هو اليوم والله أعلم متى هيرجع الليلة ولا بكرا ولا بعدو... فتقلب جنبها ويرد كل شوي يرجع يحط إيدو ع بطنها يلي مناه يشوفو عم يكبر بسرعة ليجيه ابنو ضرغام... فمتى هادا الحلم هيصير واقع كرمال ينسى العالم والشركة والمشاكل بريحة ابنو ولا بملمس خصلة من شعرو... ولما حس الساعة صارت تسعة... بسرعة سحب حالو متحمم حمام يوم الجمعة وتشيك ساحب حالو متحرك للشمال هو وعاصي يلي ما بستغني عنو بهيك قصص... 
وهي ولا حاسة فيه... وع فجأة صحت متوجعة من بطنها... راكضة للحمام لإنها مو متغطية والأخ طالع بدون ما يقلق باللي نايمة جنبو إذا متغطية ولا لأ... وطلعت طافية المكيف من بردها واسهالها وردت دخلت للحمام ركض... وردت طلعت وردت دخلت وكل هادا ع حساب وجع حوضها يلي مع الركض والقعدة ع التواليت بزيد.... وضلت ع هالحال شي ساعة... المشكلة بطنها ما عاد فيه شي لينزلو... ووجهها صفّر وشحب وتعرّق... وهي كعادتها مو عارفة كم الساعة... وشو تمنت لو تيجيها رولا كرمال تعطيها حبة مسكن مو دوا إسهال ولا برد لإنو عقلها خلص حفظ دوا المسكن بحل كلشي... الله يرحم أيام زمان كانت تموت من الوجع وما تقرب من المسكن وسبحان مغير الأحوال من حال لحال وصارت ع كل شي بدها دوا ومسكنات... وع فجأة حست ع حدا داخل عليها وهي متمددة ع بطنها فبكت بصوت مستعطفة فيه زورو الخاص فيها بس للأسف الشديد يلي دخل عليها مو زورو إلا الخدامة رولا الجايبة معها زيت كرمال تدهنلها ضهرها... واللي بس سمعت صوت بكاها اختبصت لإنها الساعة صارت 11:30 ونسيت من قبل تسأل فيها علشان كانت ببيت الجد تساعد بقية الخدم وأم عبد العزيز بالترتيب والتنظيف فتركت صحن الزيت الصغير على الكوميدينا سائلة بخوف: شو فيه يا مدام؟ 
جودي رفعت وجهها سامحة لمشاعرها الحقيقية تبان قدامها بالنهاية هادي ما رح تضرها بشي: بـطــنــي عــم بــوجــعــنـي!!!! 
الخدامة رولا خافت تاكل بهدلة ع نسيانها تهتم فيها بأوامر من عبد العزيز... فمسحت ع وجهها بقلق: يا حبيبتي شو معرْقة استني جيبلك الست... وطلعت ركض تاركة جودي تبكي ع حالها لإنها طلعت معرقة وهي مو حاسة بحالها وع فحأة حست بإيد حماتها ع شعرها ماسحة عليه وهي عم تنطق بخوف: بسم عليكي يما مالك موجوعة!!!
جودي كلمة يما بتكهربها... لكن مع وجعها شو آثرت فيها ورفعت راسها بالقوة راميتو ع صدرها طالبة الحنان... فمسحت أم عبد العزيز بمحبة ع ضهرها سائلتها بخوف: مالك يا بنتي عيانة!!! 
جودي ضغطت ع بطنها أكتر مخبرتها: بـطنـي بـوجــعـنـي!!!
أم عبد العزيز لفت وجهها للخدامة رولا آمرتها: شكلها ماكلة برد جيبيلي زيت وشي لف إيدها فيه اعملها وتّاب...
الخدامة رولا ركضت شايلة الزيت من على كوميدينا السرير مقربتو من أم عبد العزيز وهي عم تقلها: تفضلي يا ست!! 
أم عبد العزيز باست جودي ع راسها باحتواء وبعدت عنها رادة: لفي يا بنتي ع ضهرك أعملك وتّاب ليخف وجع بطنك... 
جودي ما بدها تبعد عن حضن حماتها من كتر ما شعور الحنية عاجبها... فاضطرت أم عبد العزيز تعمللها من إيدها لإنو تأوهها عم يفطر قلبها... مخبرتها بصوت حنون: هلأ بتروقي يا عمري بإذن الله!!
إلا بصوت جوري المدهوش من فتحة جناح أخوها وتجمهر أمها ورولا حوالين جودي: يماا شوفيه؟ مالها جوجو؟؟ 
جودي انفجرت بكى لما سمعت صوت جوري الفاقدتو من فترة وهي عم تسمع رد حماتها: صايبها برد يا ويلي عليها... 
جودي حست روحها عم تطلع بعد ما دهنتلها الزيت لإنها صارت تطق عرق ايدها ومن شدها عليه بقرص... تهأوهت من بين بكاها متوجعة... فنطقت أمو مهونة عليها بالوقت يلي جوري قربت منها من ناحية ما كان نايم عبد العزيز جنبها قبل ما يتركها... ماسحة ع شعرها: هانت يا بنتي!!! 
وع فجأة رفعت راسها مطالعة رولا يلي جابتلها وشاح شعر من جرار ربطات شعر جودي لونو خمري: هيو يا ست...
أم عبد العزيز اخدتو منها رابطتو ع إيدها وحازقتو بقوة: هلأ بتطيبي يا بنتي... بس ضل عليكي تنامي على ايدك هلأ... ووقفت بعجلة مؤشرة لرولا: رولا يلا.. ولفت ع جوري: أم لسان احنا بدنا نروح نكمل شغلنا ببيت جدك بس تخدر إيدها بتفكيها... فاهمة!!
جوري مو فاهمة إلا حافظة وباصمة: من عيوني!! وبس لمحت امها تحركت بعيد عنهم باست جودي ع راسها المعرق: ما اشتقتيلي يا هبلة!!
جودي ردت بتهمهم: هممم! يعني آه...
جوري شدت ع شعرها بمزح: لقص خبرك إذا بتعملي شي بعصب العيلة وعزور منك... وجت رح تسب عليه بس ما بتقدر هادا عزوز حبيب قلبها... المهم أنا فكرت بالسر بين وبين حالي كيف نطري الوضع بينك وبين الأخ المتجوزتيه... المهم إيدك خدرت ولا لسا؟؟؟
جودي لفت بمهل مادة إيدها: اه!!
جوري بسرعة فكتها وهي عم تقلها: رقتي صح... الله يعينك أنا شو بكره بالحياة البرد والوتّاب.. المهم قومي يا بنت... شايفتك نصحانة... صايرلك خدود... 
جودي حاسة كأنو وجع بطنها كذب... لإنو اختفى ع فجأة بعد ما فكت جوري الوشاح فردت بشكر: شكرًا!!
جوري مدت إيدها ع كتفها دافعتها بمزح: الشكر لأمي... مناي أفهم إنتي ليه ما بتردي ع حماتك يلي هي أمي لما بتحكي معك... شكلي لازم علمك السنع ع أصولة ع قولة الخليجيين... المهم قومي تحممي... خلينا نقعد شوي قبل ما تصحى أريام النايمة ببيت جدي... ونحكي مع بعض... 
جودي ما بتعرف ليه بس تشوف جوري حماس الدنيا بتجمع فيها فردت عليها فورًا بدون تفكير أو حتى تردد لتحاكيها: ضروري اتحمم!!!
جوري تخصرت بإعتراض معلقة بكل صراحة كعادتها معها ومع الكل: لا مو ضروري عاجبك شعرك المعرق ووجهك... حبيبتي صحصحي إنتي متجوزة أخوي يلي بحب النظافة... فقومي قومي بسرعة!
جودي ابتسمت بوجهها ع حركات عيونها وإيديها مخبرتها: حاضر!!
جوري هتموت من أدبها فعلقت عليه بمغصة: يا بنت ما تحكي معاي كأني معلمتك ولا أكبر منك... احكيلي بفكر! ماشي! يعني حسسيني إنك بعمري... 
جودي هزت راسها بطاعة: من عيوني!!
جوري صفرت: مرة وحدة اويلي بتقلي من عيوني... ادخلي ع الحمام تحممي على بال ماني شايفة شي تلبسيه... 
جودي ما بتعرف ليه قلبها برف وشو بتصير خفيفة بس تشوف هالجوري... ونفذت كلامها داخلة الحمام وهي حاسة حالها فراشة محلقة بدون ما تسأل بوجع رجلها اليسار ولا بوجع حوضها... كأنو سعادتها بتطفس وجع جسمها... وطبقت الباب وراها لتحمم تاركة جوري تدخل غرفة الغيار مطالعة ترتيب الأواعي يلي ما بشبه ترتيب رولا وماجدة للخزانة... فرمشت مو عاجبها الترتيب لإنو مانو مرتب كتير ع تدرج الألوان وشوي القطع داخلة ببعضها... فعلقت ع العلن بعفوية (الله يعينك يا عزوز شو متجوز)... 
فعدلت بعجلة يلي قدرت عليه ولفت بعدها تفقد أواعي المدام جودي محتارة شو تختارلها يعني الدنيا رمضان ومو معقول تختارلها شي مغري ومفتّح هي بدها تفطر أخوها ولا شو... يعني ما في داعي حدا يقلها دماغها لحالو بحلل وبفكر لبعيد... والمشكلة غالب لبسها يعني مو شغل سترة واللي وصلهم من المصممة صاحبة عمتها نداء سمار مستور كتير ما بنفع تلبسو قدام أخوها... وأصلًا لو تموت ما رح تلبسها شي منهم لإنها كرهتهم من ورا يلي صار قبل أسبوع... فتنفست بعجز مفكرة شو تلبّسها... فجأة تذكرت هدايا مباركتها يلي اجوها من الناس واللي كانوا عبارة عن مجوهرات وأواعي وعطورات وهالقصص هاي بس طبعًا ما طلعوا للغرفة ولا ترتبوا لإنو انشغلوا باللي صار والعزايم... فطلعت من الغرفة بدها تنادي على الخدامة ماجدة ولا رولا إلا بنص طريقها تذكرت إنهم ببيت جدها... فبسرعة تحركت لجناحها محاولة تدورلها لبسة لكن هي حجمها مو نفس حجم جودي... فردت لجناح أخوها مقررة تختارلها شي منو ودهشت لما لمحت جودي قاعدة عم تمشط شعرها وهي لابسة بيجامة كمها تلات أرباع للبيت من قماش بوليستر لونو اخضر ع ازرق باهت.. وعلى بلوزة بيجامة أزرار من قدام ومفصلة الجسم مع بنطلونها البرمودا والبنتهي بخياطة موجة من تحت فعلقت بأعجاب: واو من وين جبتيها!!
جودي لفت وجهها بس سمعت صوتها: فكرتك تركتيني!
جوري رفعت حاجبها: يما هبلك شو بقتلني ...وين يعني بدي روح... قلتلك يا بنت بدنا نحكي يعني بدنا نحكي... بس طلعت دورلك عندي ع لبسة.. وغمزتهامعلقة... بس شو هالبيجامة النار... بدي زيها...
جودي ببراءة ردتلها: تاخديها!!!
جوري جت رح تلطم ع خدها اليمين: كريمة لدرجة محرجة... خليكي ساكتة وبنصحك تنكري شعرك (تعمليه كيرلي) بطلع أحلى مع ميكاب اب خفيف ولون رايق زهري او أحمر يا دوب مبين ع تمك... 
جودي طبعًا بالمكياج ما بتفهم... فابتسمت رافعة دقنها بمعنى وجهي إلك اعملي شو بدك... وجوري من جماعة اللبيب بالإشارة يفهمُ... وتحركت مقربة منها وهي عم تصوي فيها: من هلأ بقلك يا هبلتنا لازم تتعلمي تجملي حالك إنتي مو متجوزة واحد ما بشوف البنات كتير بالشارع... وما بفهم بهالقصص... فمن هلأ دردحي حالك علشان تحافظي عليه بلاش يتني!!!
جودي ضيقت حواجبها وهي مو فاهمة كل كلامها بس حست حالها مزعوجة من كلامها ومنها... ولما حست ع جوري بدها تاخد فرشاية الشعر كانت رد تمنعها لكن خلتها تاخد الفرشاية منها لتمشطلها شعرها الرطب... وهي معبسة ومكشرة وماسكة لسانها بالقوة لتقلها ما بدي إياكي... لكن بأول كلمة من جوري: مالك عابسة متل عبسي بعدنان ولينا اضحكي... 
تبدل حالها... مبتسمة بوجه جوري يلي طلبت منها: ويلا أشوف خبريني بشو عم تفكري؟
مين عم يفكر؟ جودي تفكر! 
هه مو عارفة إنو جودي عايشة غالب حياتها ع ردة الفعل وما بتفكر إلا لما الخوف يقرب منها لحدًا ما... فابتسمت ببراءة... تاركة جوري تهوي ع حالها وهي عم تقللها: بنت جناحك نار وين ريموت المكيف شغلو... دبت متل البوظة مع الصيام شو حال إنتي... 
وتحركت مشغلة المكيف وهي معظم الوقت تعلق لحالها لإنها عم تحكي مع وحدة مفهية بس عليها تهز راسها وتبتسم: هادا أحلى... 
: وهادا لون عليكي احلى من الألوان الفاقعة
: بدي إياكي الأيامات الجاية تكوني عارفة لحالك فاهمة... وترد تكمل بمكيجة
وجهها بأساس ع لون بشرتها خفيف مع بلوشر وروج زهري ع نهدي مع مسكارا بنية بدون ولا أي إضافة تانية وكان شكلها ساحر خاصة مع خدودها البارزين مع المكياج وضربتها ع كتفها بخفها آمرتها: لفي يا حلوة شوف شغلي عليكي!!!
جودي لفت عليها وهي مسبلة عيونها لجوري يلي دابت ع لون الروج ع تمها: شو هالجمال يا ناس... ربي يسعدلي هالإيدين يلي بعرفوا يمكيجوا.... وغمزتها مواصلة بكلامها... المهم أنا بدي روح غير لبسي واتحمم بلاش عماتي يقصوا خبري إذا ما شافوني قاعدة معهم فراجعتلك يا حلوة لما يقيللوا ماشي... ورمتلها بوسة بالهوى طالعة من جناحها وهي مو عارفة كيف تركت جودي حزينة ع مفارقتها... فتوقفت مو عارفة شو تعمل مع حالها... لا عليها شغل ولا هو معها بالغرفة... فتنهدت متحركة للصالون ومن الصالون للسرير ومن السرير للصالون وهي ناسية قصة الصلاة وقراءة سورة الكهف... لإنها تعودت ع أوامرو... فإذا أمرها بتعمل... ما أمرها ما بتعمل... إلا بصوت الخدامة ماجدة العبرت من الباب الشبه مفتوح: فيني أدخل يا مدام!!
جودي ابتسمت في حدا رح يسليها: ادخلي!!
الخدامة ماجدة علقت وهي لابسة لبس رسمي بليق بعزيمة الجد مع المنديل المغطي شعرها بالكامل: يا مدام البيك بدو يحكي معك!!!
جودي قلبها نط من مكانو لإنو زورو بدو يحكي معها... وبدون ما تسألها معروف مين هيحكي معها... فبسرعة قامت من مكانها ماخدة التليفون ناسية وجعها رادة: ألو! 
إلا وصلها صوتو وهو عم يتمدد ع السرير بأحدى الشقق يلي إلهم بعد ما صلى صلاة الجمعة هو عاصي جماعة بأحدى الجوامع: شو صليتي ولا لأ؟؟ 
جودي سبلت عيونها: هلأ رح صلي! 
عبد العزيز تنهد براحة: تمام ما تتبعي حالك كتير علشان ضهرك ما يوجعك... 
جودي ابتسمت بحبور بدون ما ترد مستنية منو يكمّل كلامو لكنو حضرتو نهى المكالمة بهالكم كلمة كاسفها: تمام يلا مع السلامة!! وسكر الخط بوجهها...مخليها تشنك جبينها وتبوز بتمها من برودو معها... وشو صار نفسها تضرب تليفون البيت بالحيطة ولا بالأرض.. هادا يلي طلع معو يلا مع السلامة... ولفت مرجعة التليفون للخدامة ماجدة محاكية حالها: زعلني كتير!! 
وجت رح تنام لكنها تذكرت تصلي... فلفت مدورة ع طقم الصلاة يلي متذكرة إنها رمتو ع الأرض... دام هي رمتو مين قامو... تأفأفت وهي مو منتبهة ع ماجدة يلي طلعت من جناحها وهي مبتسمة عليها... فكملت تدويرها بعيونها بيأس... وبوزت مكتفة إيديها... ولفت وجهها متنهدة إلا عينها جت عليه بالغلط. لامحتو مطوي ومتروك بسلة اواعي الصلاة فابتسمت ع هبلها... لإنو باقي قدامها وهي مو منتبهة.... فسحبتو مصلية فيه يلي قدرت عليه وهي واقفة واللي ما قدرت عليه صلتو ع الكرسي وهي قاعدة وسلمت راكضة للسرير تنام من الملل... على عكسو هو يلي تنقل من هون لهناك مفقد حجم الأراضي وين أهم الملاك يلي لازم يبلش هو معهم... علشان يكسبوا الوقت... ويشوف العقبات يلي قدامو كيف رح يحلها... وكيف رح يجيب أهم المعلومات عن ماديتهم ومشاكلهم الصحية والنفسية... وسمعتهم بين الناس... علشان يعرف كيف يتفاوض معهم... فكان جهدو مع الصيام جدًا متعب... ولما حس هو وعاصي صار وقت الرجعة... رجع كل واحد بسيارتو لبيت الجد... بعد ما صلوا العصر بأقرب جامع لقوه بالطريق... 
وبعد صلاة العصر بنص ساعة افترق عاصي عنو لبيت الجد يناملو شوي من الجهد يلي بذلو مع عبد العزيز يلي دخل بيت أهلو الكلو هدوء... فتنهد براحة كبير... مسائل حالو... كم صارلو مو حاسس بهيك هدوء بمتل هيك وقت... وسحب حالو طالع لجناحو ملاقي المدام نايمة... يا حُب البيات الشتوي يلي عندو للنوم... وابتسم بسرو عليها... لإنو إذا هي حامل بابنو بحقلها تنام بالساعات المهم تكون هي وهو بخير... فشلح كندرتو مقرب منها وضاممها وهو مو لامح وجهها لإنو كان ع الناحية التانية من نومها ع بطنها وجنبها كرمال ما تتوجع... فسحبها معدل نومتها ليرتاح هو معها... فتقلبت بعدم راحة وردت لوضعيتها السابقة... وشو ابتسم عليها لإنها صاحبة قرار وحتى وهي نايمة... صحيح إنها هبلة بزيادة لكنها صاحبة قرار بنفس الوقت بدون ما تعرف... فباسها ع كتفها بشكر ع فكرة إنها حامل... وهي بس حست بشي حار ع كتفها صحت خايفة... فعلق قبل ما تنطق بكلمة: صليتي ولا نايمة عنها؟
رمشت بصدمة مو ملاقي إلا يسألها عن الصلاة وهي مو مصحصحة متل باقي الخلق.. فبهتت بدون ما ترد بالوقت يلي رفع إيدو ع ربطة شعرها الرافعتو فيها نافلو: أكيد ما صليتي!!! 
بلعت ريقها لإنها مفهية وفجأة تذكرت إنها صلت فردت وهي حاسة بإيدو ع شعرها: آه صليت..
دخل أصابعو داخل شعرها البسحرو بشك من ردها: الضهر ولا العصر؟
جودي ضاعت هادا مالو معها بسألها بالتفاصيل فبلعت ريقها رادة ببلاهة: صليت يلي قلتلي عليه... 
كان رح يضحك ع ردها بس ما قدر من التعب يلي عليه: يلا قومي توضي وصلي العصر وردي لعندي!
هي بس سمعت شغلة ردي لعندي كتمت ابتسامتها لإنو زورو طالب ودها... الله الفكرة شو عملت فيها... فقامت ع مهلها منفذة كلامو وهي حاسة وجع عرقها خف شوي... ودخلت الحمام لتقضي حاجتها وتتوضى تاركتو لحالو سارح ببعيد بالأفكار يلي عم تدور ببالو... ففرك عيونو من النعس وما لقى حالو غير غاطس بالنوم بعمق... على عكسها هي يلي بس شافتو مانو حاسس فيها وغاطت بالنوم... قررت تتسحب لصالون جناحهم كرمال تصلي وهي قاعدة... إلا بصوتو: ع وين يا حلوة؟ 
جودي لصمت مكانها... كيف صحي... هادا ما بنام ولا كيف... هو جد شكلو مو من البشر العاديين... ولا عندو عين خفية بتراقبها... ومن لصمتها ما عرفت شو ترد.. 
فنطق بصوت تقيل وهو عم يحط إيديه تحت راسو: صليتي ولا لسا؟ 
جودي هزت راسها رادة بدون ما تفكر على سؤال ( ع وين يا حلوة): بدي اضوي الضو!
طالعها من طرف عيونو بمعنى مصدقك كتير: صلي! 
فرجعت نص طريقها ساحبة طقم الصلاة يلي كانت ناسية تاخدو معها ووقفت مصلية وهي حاسة حالها بالقوة عم تنزل وتطلع وهو كان منتبهة عليها فيها شي بس مع التعب ما دقق فبس يصحصح بشوف مالها... وبس سلمت مد إيدو يعني تعالي... وهي من الخجل سبحان الله طوت أواعيها الصلاة بدل ما ترميهم متل الفجر... ومشيت لعندو بدون ما تطالعو... وتمددت جنبو بالوقت يلي سحبها لعندو ضاممها وحابس وجهو بشعرها الشامم ريحتو يلي ع فواكه... وحرك إيدو ع احشائها محل ما ابنو ممكن عم يكبر... ونام بعمق مو حاسس باللي متشجنة بين إيديه خاصة مع حركتو الغريبة بحط أيدو ع بطنها من تحت.. 
وكم كان نفسها تسحب حالها بعيد عنو لكن إيدو ترد تشد بسرعة عليها كأنها رافضة فراقها... 
بعدين مع هالحالة يعني شو تعمل علشان تتسحب من بين إيديه إلا برنة تليفونو المتكررة يلي انقذتها... فلف حالو خطف من كتر ما انزعج من رنتو... ورد بدون ما يشوف مين المتصل بصوتو التقيل: آلو! 
إلا بصوت جدو: وينك الآدان ضايل عليه خمس دقايق وإنتا مو مشرفنا... 
عبد العزيز تثاوب رادد ببرود: هيني جاي... وسكر الخط بعجلة منزّل رجليه ع الأرض وبخطوات سريعة دخل غرفة الغيار شالح يلي لابسو لبنطلون قماش مونس رمادي بأسود وقميص أسود مع حفاية سودا وسحب ساعتو وتليفونو وطلع يتعطر بسرعة إلا لمح المدام نايمة بسرعة... فتحرك لعندها مصحيها: قومي الآدان رح يآدن!!
جودي سامعة صوتو بس مو قادرة ترد مع دخولها مرحلة النوم العميق وتصلب جسمها من قلة حركتها من العصر لهلأ... فهزها من كتفها مرعبها من نومها: قومي!!
جودي بلعت ريقها شو بدو منها... مو بدو إياها تنام هيها نامت... بلع ريقو... يخبصها يعني علشان تقوم: قومي افطري مالك قاعدة الآدان رح يآدن!
جودي بوزت مكتفة إيديها... هو ما صحاها تنزل تسوي شي... بعدين مو مفروض الخدامة تجيبلها الأكل لعندها متل السحور... 
ضحك بمرار مصبر حالو عليها... فمد إيدو ساحب ايدها: قومي خلصيني!! تعبت وأنا عم كرر... 
إلا بصوت المؤدن مع المدفع... الله أكبر... 
فقامت معو غصب عنها ماشية وراه وهي مو شايفة قدامها... وما حست حالها إلا بالمطبخ جنب طاولة الأكل الصغيرة المصممة للخدم وللي بحب ياكل بالمطبخ... بالوقت يلي هو تحرك مفقّدلها شو فيه أكل بالمطبخ... وهي ولا سائلة بشو عم يعمل كرمالها لإنها حضرتها سحبت الكرسي بدها تكمّل نومتها ع الطاولة... صدق لما قال عنها البيات الشتوي... 
إلا بصوت تأفأفو من الاحباط الحاسة بس شاف المحطوط بالتلاجة كلو بدو تجهيز... فسحب تليفونو متصل ع جوري كرمال تخلي الخدم يجيبلوها أكل لإنو أكيد إذا اتصل ع بيت الجد ما حدا رح يرد عليه مع حوصة الأكل... إلا بصوتها المهوّن عليه ضغطو واصلو: آه عزوز!! 
عبد العزيز سند حالو ع شايش المجلى طالب منها: اسمعي خلي الخدامات يجيبولها الفطور! 
جوري معرقة مع دورتها يلي جتها من ساعتين ومتمددة ع السرير ببيت الجد جنب أريام يلي عم تفطر وهي مو مع العالم من وجع دورتها... فردت عليه بدلاخة: لمين؟
بس سمع ردها حس رح ينفجر من هبل البنات: لمين؟ لمين يعني!!! غير لجودي!! 
جودي ع ذكر اسمها ع لسانو رفعت راسها منقوزة بخوف لتكون عاملة شي... حتى بنومها راعبها... ولف عليها يشوف إذا سمعتو وتقابلت عيونو بعيونها الانوثية مع حمار وجهها من ضغطها عليه بإيديها وتقلها كان شكلها غير شكل... فطالعها بشكل مختلف عن قبل... منتبه ع الروج الشبه ضايل ع تمها كيف معطيها براءة مغرية... وصحي ع حالو لما وصلو رد جوري البارد: تمام! وسكرت الخط بوجهو تاركتو يتحرك بعجلة وهو عم يقفل تليفونو موصي البيات الشتوي يلي عندو: انا لازم روح فاستني إنتي كم دقيقة ليجبولك الخدم الأكل... وتحرك من قدامها جايبلها كم شي وهي عليها بس تطالعو ببراءة ساحرة... وقرب منها حاطط على الطاولة قنية مي مع كم حبة تمرة من العلبة المرتبة حاططتلها إياهم ع صحن صغير مع كاسة مي شفافة بتلمع من النظافة... وصبلها المية فيها وهو حاسس حالو غريب... ومدلها الكاسة بالوقت يلي هي ردت عليه محاولة تبعد شعرها عن وجهها: مو جاي ع بالي! 
جوابها شلو مو جاي ع بالها... هادي طبيعية ولا نص طبيعية ولا هي حامل ومالها خلق لإشي... فابتسم تاركها ع راحتها: تمام بس يجي الأكل بتاكليه كلو فاهمة... 
وقبل ما يروح مد إيدو ساحب شعرها بعيد عن وجهها الصافي الجميل وهو مناه يبوسها ع خدها فأجل موضوع بوساتو لليل... وتحرك منسحب عنها بعد ما خلاها تحس حالها عم تتعامل مع حدا غير عن زورو الخاص فيها... وهادا الشي خوّفها... لدرجة صار نفسها تهرب لجناحها وتقفل ع حالها الباب... وما صدقت تشوفو سكّر باب المطبخ المطل ع الحديقة... قامت ركض لجناحهم محاولة تقفل الباب على حالها بس للأسف الشديد ما فيه مفتاح... فقعدت وراه بكل براءة بمعنى صد لدخولو... إلا بصوت أريام واصلها: شكلها بجناحها... دقي الباب!!
جوري ردت غصب عنها مع وجع بطنها: ما في داعي دق.... ريحة الأكل لحالها بتصلها... 
وبالفعل جودي فتحت الباب أول ما سمعت صوتهم قبل ما تشم ريحة الأكل ناسية خوفها... فضحكت جوري غصب عنها موجهة كلامها لأريام الحاملة صينية الأكل: شفتي كلامي!!! 
أريام أشرت لجودي معلقة: حليانة يا بنت... بعدي دخّل الأكل علشان ناكل بسرعة لإنو مهورة معاي من الجوع...
جودي بسرعة فتحت الباب ع الأخر... معطيتهم المجال يدخلوا... وطبعًا جوري سبقت الأريام وهي عم تقول: بنات انا داخلة اتمدد ميتة من الوجع...
جودي رق قلبها عليها: حبيبتي!!
جوري بس سمعت ردها انفجرت ضحك هي وأريام... فعلقت اريام وهي عم تحط الصينية الكبيرة ع طاولة الصالون: ما أبرئك... تعالي كلي وخبريني كيف بتدلعي عزوز يا بنت بهالنبرة!!
جوري تمددت وهي مو قادرة توقف ضحك.. شو بتدلع عزوز وبهالنبرة كمان ... أخ بس لو تعرف عزوز شو عمل فيها هادا الأسبوع لحرمت تفكر جودي تدلعو سنة لقدام ولحرمت أريام تسألها هيك سؤال... 
بس وين يضل الوضع بينهم هيك وهي موجودة إلا تخليه هالعزوز يدوب ع الهبلة يلي عندهم... لإنو إذا ما عملت هيك ما بتكون جوري... وسحبت الغطا مدفية حالها وموقفة المكيف علشان ما تحس عظمها عم ينخرها من البرد ويزيد وجع بطنها... وهي عم تسمع كلام أريام معها: مالك مو عاجبك الأكل؟
جودي مو مش عجبها لكن نفسها مسدودة ومالها حمل اشي من ورا بردها اليوم ومرار معدتها... وبعدين هادا الأكل هي ما عادت ترغبو بدها بطاطا مقلية وتسالي من هالقصص هاي... صارلها فترة محترمة محرومة منهم لإنو معظم حياتها مع دلع جدها وعمها كنان أكلها كان جنبة ومقالي وبيتزا والطبخ آخر شي بتفكر فيه... 
أريام تنفست بطولة بال عليها مسايرتها: بدك نخلي الخدم يعملولك شي؟ 
جوري رح تنهار منهم مع الدورة...مناها تعرف أريام كيف صابرة ع صمت مرت أخوها فنطقت غصب عنها: أريام لو مكانك لنزلت فيها بهدلة.. شو عم تنرفزني إذا مو عاجبها تسوي هي شي لحالها يعني الخدم تعبوا كتير حرام نضغط عليهم... 
أريام حركت اكتافها محاولة ترضي الطرفين: بتحبي نطلب من المطعم؟ 
هون جوري صارت مصحصحة وفيها حيل وطاقة: هادا الاقتراح الصح واللي برد الروح وبنسي الوجع... بسرعة هاتي التليفون نطلب شاورما وهمبرغر وبيتزا ومشروبات طاقة... 
أريام خافت... مشروبات طاقة ممنوع عند أمها وأبوها... وقبل ما تكمّل تفكيرها إلا لقت جوري واقفة وهي عم تسند حالها ع إطار باب غرفة النوم: اسمعي وليه سيبي التفكير والخوف من هلأ بقلك بناكل كل شي ورولا بتخبي عملتنا كالعادة! ولفت لجودي يلي قاعدة مراقبة لإلها غامزتها... ولا شو رأيك جوجو... من هلأ بقلك بقص خبرك إذا عزوز بعرف عن السم الهاري اللي بنشربوا وبناكلوا...
جودي فيه مغامرة هتجربها لأول مرة معهم فيعني أكيد ما رح تفكر بردة فعل عزوز فابسمت بموافقة... وهيك جوري بسرعة سحبت التليفون من جيبتها وهي بلبستها الحلوة وبشعرها المكشوف يلي جت فيه من بيت جدها بدون ما تغطيه ولو عزوز شايفها هيك لقص خبرها: done! واتصلت ع أقرب وازكى مطعم لإلهم وهي تاركة أريام تقرأ وجعلنا من بين أيديهم سدًا... خوف ما حدا يعرف من عماتها لياكلوا بهدلة منهم ومن جدهم يلي عمل هالعزيمة كرمال يجمعهم... أما جودي مبتسمة... وما عم تعمل شي... إلا بجية جوري: بنات يلا ع جناحي علشان الريحة ما يشمها عزوز... والله حلو ما شافوهم وهما بسرقوا... وسمعوهم وهما عم بتقاسموا... 
أريام رفعت اصبعها بلايك: لإنو أخوكي بشم من بعيد... خليني نزّل الصينية وغطيها بلاش الله يحاسبني... استغفر الله بس... جوري إنتي هتدخليني نار جهنم... 
جوري لفت عليها مناظرتها من طرف عيونها رادة: يسلملي الشعر ونص الجسم المبين ويسعدلي اللي اقترح جيب الأكل من المطعم... اسكت ولا افتح كمان!!!
أريام ردت من تنأب ضميرها معها: اصحك تفتحي تمك... بلاش تجيبي آخرتي... 
جوري لفت لجودي مذكرتها: جوجو يلا خلي ريوم تدبر الأكل وإنتي الحقيني... 
ومشيت وهي واثقة جوجو هتلحقها متل القطة المطيعة... وبالفعل جوجو لحقتها بدون ما تسكر الباب... بالوقت يلي اريام نزلت تحت مغطية الأكل وبسرعة رجعتلهم ليصلوا المغرب ويحضروا شي لحد ما يجي الأكل... ومن حسن حظهم ما حدا عارف عنهم من بيت الجد لإنو النسوان والبنات مندمجين مع بعض وفي ضيوف من بعيد جايين والرجال مو فايقين للتفكير فيهم... وصلهم الأكل بعد ما خاطرت اريام تجيب مصرياتها من بيت الجدي كرمال تدفع هي للديليفري دام هالمرة ع حسابها وجوري رفضت تدينها كتسلاية معها... وبلشوا ياكلوا طبعًا جودي أول مرة بتجرب الهمبرغر بإجبار من جوري... وكان إجبار جوري لإلها بمكانو لإنو عجبها طعمو... وما وقفت ع هيك كملت ع شرب مشروبات الطاقة لكن ما عجبها طعم الإكس إل والردبول ....
هي المنيح يلي بتشرب مي لتروح تفكر تجرب تشرب هيك شي... وأكلت من الشاورما شوي وهي حاسة حالها رح تنسطح... وتركت الأكل مطالعة جوري يلي عم تبتسم مدخلة كم حبة بطاطا بتمها: بتعرفوا نسينا نجيب بروست ونطلب من ماك... 
أريام هوت ع حالها: انتي مع دورتك في مجال تاكلني... كلي من تم ساكت... 
فجأة جوري تذكرت شي: الله يرحم قبل شوي يلي من كترة الجوع خاطر بحالو ليروح يجيب المصاري من بيت جدو علشان الديليفري... وسحبت علبة جودي الإكس إل تشربها بدون إذن منها.. 
أريام هون كحت: اؤح اؤح ما تخليها تغص بقلبي لإني خاطرت بروحتي بجيب مصرياتي فبس اخدت الأكل وجيت أدفع... قلي الحساب واصل!!!
جوري تشردقت بالإكس إل باصقتها ع اللي قدامها: شو!!! أويلي مين دفع... وبسرعة وقفت... بتعرفي ع قولة الفلسطينيات يا منكوبة نكبتينا... بس ما يكون عزوز لإنو إلو بالعادة يفلمني علشان يقلي كاشفك!! قومي بسرعة ع بيت جدي نرجع... قال قاعدة متل الهوانم باكل بثقة وبخطط رولا بتخبي تاري الغبية جابت الدب لكرمنا... ولفت جاحرها أريام بعصبية منها طالبة منها: اليوم بتروحي ع بيت أهلك ع هيك عملة... 
أريام ضحكت بوجهها رغم خوفها من أمها: بقول من مرة أبو اصبع طلقني... 
جوري بسرعة دخلت غرفة غيارها ساحبة أي منديل تغطي شعرها فيه علشان تبيض وجهها قدام عماتها... لإنو اشي بغطي ع اشي... وهي طبعًا مو ببالها إذا عمتها الدوقة نداء رح تعلق على لون الكوكتيل يلي لابستو... وطلعت سامعة صوت ضحك أريام وجودي عليها... فعلقت لجودي القاهرتها بضحكها: اضحكي يا روحي واشبعي لإنو اللي متجوزتيه شو متفهم مع شربك للإكس إل.. ومشيت جاحرة اريام محاكيتها... وإنتي اصحك تقربي مني اليوم لإنك انتي عدوتي بعد هالعملة... وطلعت من الغرفة معصبة ومخليه أريام تلحقها وهي بس عليها تضحك... يعني شو تعمل جد نسيت تركز باللي قلها إياه الديليفري لإنو همها بطنها... ومو مكفيها هالغلطة تيجي جوري تكمل عليها... أصلًا عادي بس وين عادي هي مو مطقعة متل جوري... أصلًا اذا المطقعة نفسها عصبت شو حالها هي الخوافة... فحاولت معها ترضيها تاركين جودي تفقد جناح جوري بالتفاصيل... صح دخلتو من قبل... بس ما كان عقلها معها لتفقدو بالدقة... فابتسمت برضى على تصميمو وترتيبو وتداخل فيه لون الأحمر... وأصلًا هي ع جوري ميتة شو حالها ع جناحها... ومن الحماس والفرحة سحبت تشرب من الإكس إل ولما جت بدها تشرب... حست بخوف لإنها لحالها بدون حسهم فرجعت لجناحها بسرعة ودهشت لما شافت عبد العزيز عم يتعطر ومغير لبستو بالكامل لقميص أسود وبنطلون اسود جينز من ورا استفراغ جنرال ابن عاصي عليه واللي انفجر ضحك ع عملت ابنو معو... فشو خافت منو لما تذكرت بالليل قبل السحور شو صار بينهم وشو كان مناها ترجع لجناح جوري بس وين فيها تلف وتهرب وهو مسكها مسك اليد داخلة... فطالعها بعجلة وهو عم يسمع صوت تليفونو: كلامي معك بس ارجع.... وسحب تليفونو مقرب منها وهي عم تضيق عيونها من الخوف منو ببراءة وما حست عليه غير ساحب علبة الإكس إل منها بعصبية منها... مجنونة هي بتروح تشرب مشروب طاقة بعد ما كانت بتاخد مسكن...
لأجل عمايلها كره تكون حامل لإنو مع هيك حركات مستهترة ابنو يا بتجهضو او بتشوهو... فشو تمنى ما تحمل هالأيام ولا تكون حتى حامل... لإنو هتظلم ابنهم بعمايلها العجيبة... وطلع بعجلة بسيارتو ملحق الرجال (بعد ما كب علبة الأكس إل بأول سلة زبالة جت قدامو).. علشان يصلي معهم العشا والتروايح حاضر بالجامع ... وطبعًا يتأخر ع الرجال بدون ما عاصي يحكيه ع التليفون ليتسلى معو بحرق أعصابو: شو رحت تغير ونسيت حالك مع المدام... شكرًا لجنرال حبيبك يلي اعطاك فرصة... حساب بنب دهـ~ 
فقاطعو عبد العزيز بسخرية: شكلك ميّت من قهرك لإنو ما صحتلك فرصة تروح عند أمو... سكر الخط هيني قدامك... فسكر هو الخط بدالو وصافف محل ما عاصي حاجزلو ونزل منها وهو مبتسم بوجه أبو جنرال يلي هو متأكد بخصوص علاقتو مع عمتو نداء مو ناجحة... لإنو عمتو نداء شبه ميتة ونظامية وباردة... أما عاصي كلو طاقة ومغامرات وبحب البساطة والعفوية... فسبحان الله كيف النقيضين اجتمعوا الله أعلم... والله أعلم كمان إذا رح يكملوا مع بعض وبينهم كل هالبرود... وأصلًا المنيح منهم يلي جابوا هالكيكة جنرال الملزلز يلي بخلي الروح تنرد للواحد بمجرد ما يشوفو... وقرب منو داخل معاه الجامع وموقف بين المصلين قبل ما يقول الله اكبر كرمال يلحق صلي تحية المسجد... لكن ما كانلو نصيب لإنو الأمام أقام الصلاة... فصلى مع الأمام وهو جد بدنو شو مسموم من حركات بنت دهب الغبية والغير مسؤولة (بقصة شرب الإكس ال واخدها المسكنات والخ)... 
المشكلة هو ما بدو يوعيها بلاش تطلع ع اكتافو لإنها جد صاحبة قرار وبتاخد شو ما بدها بالأخر... بس كمان تضلها تجلطو بفعايلها مانو حل... هو إذا بقول عنها حية من تحت تبن بظلم الحية بتشبيهها فيها... لإنو الحية متسحبة... بس يلي عندو شو غبية وغير سائلة وباردة... فدعا ربو بسرو يحلها من عندو قبل ما يحلل راسها من مكانو... واندمج بالصلاة لحد ما سلموا من التروايح رادين لبيت الجد يكملوا جمعة العيلة لحالهم... وكانت القعدة كل حدا متجوز قاعد جنب مرتو واللي أرمل أو أرملة ع زاوية... والبنات ع جنب لحال... والشباب مانهم موجودين لإنو أرسلان عندو شفت ليلي بالمستشفى وجبر بدو يلحق ينام لإنو عندو دوام بكرا مع طلاب الجامعات... وجنرال البيبي نايم... وولاد عمتو سهر عم بلعبوا بالسكيت مع رولا... فشو كانت القعدة متكهربة مو متل كل سنة... لإنو جيهان عيونها عم تاكل عبد العزيز بالسر وجوري عم تؤشر لأريام بعيونها دابحتك... وأريام بس عليها تتبسم متل الهبلة وآخر شي رنيم القاعدة ع التليفون ومو معهم بالجو... يعني اربعتهم ما عم يتكلموا... على عكس الكبار يلي كلامهم عن الشركة والعزايم وكيف كانت عزيمة اليوم... وعبد العزيز كان مراقب كلشي كالعادة قارئ عيون الجميع... وخاصة عيون عمو جميل يلي ما بعجبو العجب... وعيون أمو يلي عم تحاول ما تطالع عمتو نداء ع عملتها... لكن والحق يقال أم عبد العزيز بحسن نية منها خبّرت نداء لما اتصلت تشوف ابوها وينو لإنها عم تتصل عليه وعلى تليفون البيت ما في حدا عم برد.. وردت هي عليها متكلمين بعدة مواضيع ومن بينهم إنها هتروح ع السوق كرمال تختار لبنتها ومرت ابنها لبس محتشم وراقي... وهي بس سمعت هيك تضايقت يعني بنتهم كبرت ومرت ابنها وجه لابنها والعيلة فلازم تكون من أفخم وأغلى الألبسة لابسة... وهيك صار يلي صار... هي صحيح جودي غلطت بس عن هبل... لكن مو كل الناس بقدروا إنتا شو وشو نفسيتك ووضعك... لإنها حياتهم جامدة وماشية ع نظام وبروتوكول معين وتقييم جامد... فشو حال إذا التقى غير واعي مع الناضج المتفهم ومع الناضح غير المتفهم اكيد جدال ووجعة راس... وكانت هالوجعة من نصيب غير الواعي يلي هي جودي والمتفهم الناضج يلي هي أم عبد العزيز... وكانت الفرحة والراحة من نصيب العمة نداء لإنها بهالعملة عززت كيانها وهي مو هاممها تعزيز كيانها كان ع حساب مين... لإنو هيك الصح بالنسبة لإلها... 
هادي هي الحياة... بصير فيها سوء فهم مرات ومرات بصير فيها تفاهم... ومرات ما بين الاتنين... ومرات بكون بعيد عن الفهم والتفهم... وهو كان مدرك هادا الإشي... لكن بعد شو بعد ما جنى على الضحية يلي عندو... والسؤال المهم هلأ هل فيه يعتذر؟؟؟ 
بالطبع لأ مو تكبر لكن حفظًا لسطوتو عليها... ومن كتر الصدمة من يلي مر فيه معها خلال اليوم... كان يجاري عمامو وجدو ورجال عماتو بالقوة.. وما صدق وقت انسحاب عماتو ورجالهم وولادهم بعد تعب جدو... ليروّح هو وأمو وجوري يلي صفي قلبها ع أريام لما صار وقت ترويحتها وتوديعها... لبيتهم... فمشيت سابقة أهلها علشان تحاكي ريوم ع الرسايل وهي مو دارية إنو أمها بتعرف بخصوص أكلها من برا البيت بس صارت تفضل تعمل حالها ما بتعرف علشان حياتهم ما تتكدر... لإنو بنتها ماشاءالله عنيدة ومو حابه تتوب بعد تلات مرات تسممت فيها بحياتها من أكلها برا البيت انشالله لو من كشك او بسطة بالطريق... من كتر حبها لتجريب كل شي غير سائلة بنظافة الأكل... ولفت لابنها متكلمة معاه: شو بكرا رح ناكل مع بعض ولا معزوم؟ 
عبد العزيز قرب من أمو بايسها ع راسها: لأ اعتذرت لعيونكم... حدا بترك جمعة أهل بيتو علشان أهل برا... 
أم عبد العزيز فرفح قلبها ع ردو ناطقة وهي عم ترفع دقنها مطالعتو من طولو: شو بتحب اطبخلك؟
ابتسامتو كبرت ماسح ع منديل أمو براحة: أنا بقول اطبخي شي يعجب الهبلات يلي عنا... 
أم عبد العزيز ضحكت: هههههه لك جبتلها مقلاية ع الهوى وبطاطا احنا مجمدينها بتقلي التوصاية من المطعم غير... 
عبد العزيز مسح راسو مطالع اختو يلي دخلت قبلهم البيت: هادي لازم نلاقيلها حل ولا بتجيب آخرتنا معها لا بدها تدرس ولا بدها تعمل شي بفيدها بحياتها... على الأقل تروح تطوّع... تفيد البشرية... 
أمو ركت راسها ع صدرو معقبة ع كلامو: مو عارفة عنها لمين طالعة قلت ممكن اريام تأثر عليها بالأخير بلاقي أريام لحقتها... 
عبد العزيز ضحك من قلبو مذكّرها: هههههه بنتك من هي وصغيرة زعرة وممشية بنات الصف زي ما بدها أهم شي الفطور الجماعي ولا الأكل الجماعي بالمدرسة... كل أسبوع... 
أم عبد العزيز بعدت عنو داخلة من دفة الباب المتروكة مفتوحة من جوري يلي ما سدتها وراها بعد ما دخلت منها... رادة عليه: قديه بتحب الأكل ما بتفكر تطبخ لإلها... بس صدقت لازم نلاقي حل لإلها... 
عبد العزيز عبر وراها وهو رافع لأمو تلات اصابع من إيدو اليسار: معها تلات شهور بعدها ملاقيلها حل... إنتي استني علي بس اضغطها إلا هتقلي بدي جامعة واتدرب بالشركة... 
أم عبد العزيز رفعت إيديها ناطقة: من تمك لباب السما تبطل استهتارها بالحياة... مو ناقصني نسخة رنيم التانية... والله وفاء ساكتة بالقوة ع برود بنتها وتطنيشها للكل... وطلعت الدرج قبل ابنها الطلع الدرج وراها متنهد بآسى عليها لإنو عارف حركات رنيم من ترباية عمتو وزوجها المو فاضين إلا للمناسبات... أصلًا تشكر ربها بنتها جت هيك وما لحقت ممشى جيهان... وكشر بس تذكر سيرتها رادد: الله يهون عليها... وقرب من أمو ضاغط ع دراعها مخفف عنها حمّلها.. ما تقلقي يا حجة بنتك بعيوني... وماني تاركها هيك إنتي ديري بالك بس ع صحتك واتركي أمورها علي... 
أم عبد العزيز ابتسمت بحبور داعيتلو من كل قلبها: الله يرضا عليك يما ويفتحها بوجهك... 
وطلعوا آخر الدرجة سوى وهو عم يرد عليها: آمين يما كتري منها لإني بحاجتها.. ولف عليها مواجهها... ويلا يا حجة تصبحي ع خير... وقرب منها بايسها ع جبينها بدو يتحرك لكن أمو مسكتو من إيدو بضعف: برضاي عليك يما خف شوي ع البنت... لو شو ما كانت ما تهد حيلها... الأم اساس البيت ونورو فإذا إنتا طفيتها وبدك ولاد منها ما بحياتكم كلكم هترتاحوا... 
عبد العزيز هز راسو بتفهم لعمق كلامها وصحتو مخبرها: من عيوني... وأشر راسو من فوق متابع بكلامو معها... وكلامك ع راسي من فوق... 
فابتسمت بوجهو غامزتو: بعيدًا عن هالكلام البنت سكرة وقلبها أبيض... 
عبد العزيز تنهد بوجع: خليني ساكت يا حجة أحسن لإلي... ويلا تصبحي ع خير! 
ردت عليه وهي ماسكة ضحكتها: وإنتا مع أهل الخير... 
كان رح يلف وجهو لأمو ع ردها... فابتسم داخل جناحو وهو محاول يطول بالو... وعبر من غرفة الصالون لغرفة النوم... مو لامحها فتفقد الحمام رغم إنو مطفي هو وغرفة الغيار.... فبسرعة حس إنها ممكن تكون بالمطبخ ولا بجناح جوري... ففضل ينزل تحت قبل ما يدق ع أختو... وما لقى لإلها أثر لإنو المطبخ شبه مطفي وقبل ما يلف وجهو لمح صينية الأكل المو مأكول منها شي ... فبسرعة حمل الصينية طالع فيها لجناحو وسحب حالو لجناح أختو فاتحو بدون ما يدقق الباب سامع صوت تعليق جوري: صح وهو بارد حتى زاكي... لولا العيب كان اتصلت ع المطعم طالبة ~
إلا بردو المنقز جوري وجودي: لولا العيب لاخدت تليفونك والفيزا منك وريّح راس أمي منك يا أم لسان طويل... 
وقرب من جودي ساحب الهمبرغر من إيدها إلا بتعليق جوري: خليها تكمّل!
عبد العزيز جحرها: ولا كلمة... إنتي مرتي إذا بتضلها معك لتخربيها!!
جوري تخصرت رادة: والله مرتك قابلة وعندها استعداد للخراب وبدها بس حدا يدلها... 
عبد العزيز سحب خصلة من شعرها: ما تطولي لسانك علي لقصو بطرقي... 
جوري ابتسمت بوجهو مجاوبتو: بس يجي ابنك ولا بنتك لعذبهم من شعرهم كانتقام!!
فتجقم عليها ساحب مرتو معو... وهو حاسس ع تحلطم أختو لإنو اخد جودي منها... فأختو شو بتطيش ع شبر مي وحماسها بزيد ع إي شي بسيط... 
بس هو جن يترك مرتو تنام عندها وهو موجود... والله هادا الناقص يخلي مرتو تعيش حياة البنت العزابية تنام وتسهر ع كيفها... صدق يلي قال صاحب المغني بتغني وصاحب البصلي بتصلي.. وصاحب العزابي بتخرب بيتك... يا بتخليه يتزوج... وأختو ومرتو حالهم هيكون الأول مو التاني.. ودخل جناحو بعجلة طابق الباب وراهم مؤشر ع الأكل: كلي من هادا... قبل ما ادفنك وإنتي عايشة!!
جودي مو فاهمة هادا يلي قدامها مين... نازل مزح وتجقم وشد شعر جوري يلي ما توجعت وعادي يعني تعاملت مع الموضوع... فرمشت وهي جد نفسها تكمّل الهمبرغر لكن بجحرة منو رجعت لورا وبس شافت إيدو عم تأشر ولسانو عم يتحرك بسرعة ركض للأكل المهم ما يقرب منها... يما عيونو كيف بصيروا قاتمين لما يطالعها... وقعد قبالها ماسح ع وجهو ومرجع راسو لورا ورفع رجلو ع الطاولة التانية وهو جد حاسس رجليه تقال من كتر ما لف عليهم وساق فيهم اليوم... وغفى بأمان بدون ما يفكر ولا بأي شي... بغض النظر عن غباءها معو لكنها شو بتعطيه أمان وراحة لما تكون ساكتة... لدرجة بتنسيه العالم كلو بجميع حالاتو... 
وفوق الأمان والراحة يلي بحسهم معها بحالة سكونها... انضاف عليهم شي بخصوص شكلها مع وجهها السمنان بشكل متوازن من عند خدودها وجبينها ودقنها... 
وهادي السمنة معطية وجهها تدويرة حلوة زايدتها براءة وأنوثة ولا الروج الباهت ع تمها مع المكياج الخفيف وشعرها الكيرلي الطويل بدوب فيها لدرجة مرات بتخليه ينفر من حالو لإنو دايب على قربها وشكلها ع حساب كرامتو معها... 
والمشكلة ما فيه يمنع حالو منها لإنها حلالو... 
سبحان الله كيف الظروف والمعيقات والمخاوف بتخلي الحلال مكروه أو مرفوض... وصدقوا المصريين لما قالوا الهوى غلاب... بس معقول الهوى يغلب ولا الضمير وأوامر الدين تسود... العلام وحدو العالم... 
وفجأة صحي ع صوت شي... فقام منقوز من قرب الصوت... فطالع حواليه مفقد شوفيه إلا كانت علبة المحارم واقعة ع الأرض من ورا خبط رجلو فيها... فتنهد قايم أول ما لمحها مو معو بالغرفة وتاركة الأكل مكشف... فبسرعة غطاه ودخل غرفة النوم لامحها ماشية لعند السرير فحملها بعجلة بالوقت يلي شهقت فيه من الخوف ناطقة: هئ يــمــا! 
ضحك ع ردها يلي بسمعو أول مرة: كأني أول مرة بحملك!!
جودي مو كانت خايفة منو هو... إلا كانت خايفة من يلي اسمو سامي لإنو كان يفاجئها من وراها ع غفلة منها متحرش فيها... وشو صار مناها تقول لعبد العزيز اتركني... وبعد عني... وما تقرب مني... فبكت بضعف لإنها ما فيها تقولها من عجزها... فتنهد منزّلها ع السرير وهو مالو خلق يحاكيها من التعب وبسرعة شلح يلي برجلو متمدد جنبها من كتر النعس... لإنو هو كل يلي محتاجو بس ينام... 
وهي بس لمحتو رد رفع حالو شالح قميصو وبنطلونو حست هتروح فيها لكن لما شافتو بس شغل المكيف ورجع نايم جنبها مخبي وجهو بشعرها مخليها تبكي ع راحتها... هو يلي فيه مكيفه... وممكن تكون عم تبكي هيك بلا سبب مع الحمل... فلليش يوجع راسو فوق ما هو موجوع... وبعدين مو مشكلة إذا عبّرت عن مشاعرها هو بدو يتحكم حتى بردة فعلها الله أكبر ما وصلت فيه المواصل يعني ليكتم حسها... وللحقيقة هو بحاول يعدل ومرات مع العصبية وحسب حسابو للمستقبل معها بطلع عن سكة العدالة معها وبجور فيها... والمشكلة هي مانها راحمة حالها معو... وصدقت جوري لما قالت هي عندها الاستعداد والقابلية للخراب... ولما حس رح يفكر بعمق بحياتها عند أهلها كرمال يفهم ليه هيك شخصيتها... سد الموضوع بفكرو بسرعة كرمال يعني ما يرخي الحبل معها ويتغافل عن تصرفاتها وتبدع فيهم... وسلم حالو للنوم بالوقت يلي هي مسحت دموعها رافضة قربو... وكارهتو لإنو حسسها شو بشبه سامي بهالحركة المباغتة صح حملها أكتر من مرة... لكن كل حمالاتو لإلها كانت وهو واقف قبالها ومو وراها... وشو حست معدتها قالبة وجسمها نافر من قربو... وكم حاولت تبعد بس إيدو حاشرتها... فانزعجت منو لإنها حستو اليوم من بعد المغرب لحد هاللحظة هاي شو بشبه جيفرس الأشقر واللي معروف عنو بلقب صاحب الظل الطويل... بحنانو معها ولطافتو الغريبة ونظرات عيونو... 
وهي يا كرهها لجيفرس وأمثالو من الشباب ليقربوا منها... بعدين ما في حدا بحياتها كلها بستحق هالقرب منها غير السوبر مان يلي هو عمها كنان من شباب هالجيل قبل زورو يلي عندها... ومن شوقها لعمها المنقذ بحياتها انفحرت بكى بصوت.... معبرة عن عجزها لتحاكيه هلأ وتقلو انا ما بدي كون هون تعال خدني ع أي مكان معك بالسيارة... بس شو تعمل إذا هي بالزبط متل بيبي الشقية مزعجة الكل... وما حدا صار راغب فيها...
إلا بإيدو ع فجأة مطبطة ع كتفها بحنية: نامي! 
نطقت من بين شهيقها: بــدي عــمـي!! 
رفع راسو عند هالكلمة... عم مين والناس نايمين... يما منها هالبنت شو بتطلعلو بكل سحبة ولا هي... شو خطر ع بالها تقلو هيك شي وبهادا الوقت... هلأ تذكرت عمها وينها من قبل... ولا ليكون كلامو عن أهلها امبارح فتّح جوارحها... شو إنو غبي معها اعطاها مجال لتلف ع كلامو وترد الرصاصة عليه... 
عمها هلأ؟؟ شو بدها بعمها وهو موجود... أصلًا من يوم ما صارت ع اسمو حذف عيلتها من قاموسها تفكيرًيا وشكلو قريبًا هيصير تطبيقيًا... فسحبها لصدرو بانتماء... وهي رفضت لكن وين مو عندو... غصب عنها هتنام وتحذف فكرة عمها من قاموسها... عاهة هاي شي... شو انحر منها وولع وحس حالو صار متل الجمر بدو يحرق... فضمها بقوة مقيدها وهي عم تحاول ما تغرق معو لكن عبس فرخت حالها مستسلمة... ونامت وهي عم تقول لنفسها بالفصحى ع مسمعو (ع سمعو): أنـا حـزيـنـة! 
كيف عرفت تنام بعد ما قالت هادا الكلام قدامو ع سمعو... 
صلبت روحو بعد ما خلتو يولّع نار... مو عارف يندم ولا شو... فما لقى حالو غير بايسها ع خدها المدمع: بكرا بتفرحي!!! 
وسكت صافن بحالو وهو مو منتبه إنو مو طافي ضو غرفة النوم المضوية من قبل ما يدخلها من كتر ما عم باكل بحالو وعم يستغفر ربو ع اللي عملو معها... شكلو لازم يعطيها شوية نفس تشحن حالها فيه كتعويض ع اللي عملو معها.... وكتكفير لذنوبو.... فتقلب عاجز ينام من ورا هالجودي متل حال عمها كنان الفقد حسها بالبيت معهم ع السحور والفطور... فقد ضحكها ونورها بالبيت... فقد بكاها ع صدرو... نومها عندو أو عند أبوه لما تخاف من تصرفات أبوها ومحاولة تحرش سامي فيها.... فقد ياخدها بالسر ع الجبل بعد المدرسة ولا ياكلوا بالسيارة أكل سريع من محلها يلي ما بتغيرو... فقد طلبها للبوظة يلي ع فرولة وحليب واللي ع كرز... ولا حبها للعصاير المجمدة... وأكلها الفراولة بكترة هي ولوز... 
كانت بنت جدًا طبيعية معو وواضحة معظم الوقت... 
كانت بنت بتحب تستمتع بحياتها... وتمتّع يلي معها لدرجة صارت بالنسبة لإلو المنفس الوحيد... بس هلأ راحت وما في حدا ملى مكانها بحياتو ومنفسو من ضغط الحياة غيرها... 
لإنو ما في وحدة بسيطة متلها!! بعدين مين بترضى بحبة بوظة؟ 
مين بتفرح بحضر الكرتون ناسية يلي صار معها ع طول بدون حقد؟ 
مين بتحس بتعبو بلحظة؟!
فقدها بقوة... لدرجة خلتو يقسى مع قعدتو مع بقية الناس الملوثة والمعقدة... واللي ع كلمة ولا ع نظرة بتكيدلك وبتعملك مشاكل... لولا خوفو عليها من مخطط أخوه مع عيلة زوجها ولا لكان سافر بدون رجعة... لإنو قرف مشاكل أهلو يلي صار يتنصل منها ومنهم بأي طريقة... ولا لولا خوفو عليها لكان هج من بعد زواجها لإنو ما عاد فيه شي يدفعو ليبقى بعد زواجها يلي الله أعلم اذا رح يستمر... 
وتنهد مطالع ببعيد لامح جاسر راجع لبيت... فعلق بسرو بمرار... رجع محراك الشر... ولف حالو مكمّل بشغلو لإنو النوم مجافيه من فترة متل ما مجافي أبوه الفاقد جودي ومتندم ع تزويجها لإنها جد كانت شعلة البيت وما تفارقو غالب الوقت وهلأ بس راحت لبيت زوجها طافية البيت وحياتو
المالهم طعم بدونها... فمن بكرة بإذن الله رايح لبيت جوزها يشوفها وياخدلها معاه أحلى الهدايا وأغلاهم... لإنو من قبل ولا مرة جابلها شي ثمين رغم غلاوتها عندو... بس إلا بكرا يجيبلها لبس وعقود تدليل لإلها... وكتعويض ع تقصيرو معها وشوقو لإلها... إن كان قبل ماسك حالو ومعطي زوجها المجال لسا ليتقبل فكرة الحكي معهم... صار هلأ وقت إنو يتقبل ولا ينجبر يجي جدها يلي رباها ليشوفها... شاء أو أبى... هو ولا جدو... يعني هو كابر كتير علشان ما يشوف جدو شامخ لإنو ما بطيقو ولا بدو يطيقو هو وولادو... بس لعيون جودي بتكرم عيلة الخيال كلها... وابتسم بحماس كبير لبكرا... ووينك يا بكرا لنشوفك معهم... 
وسبحان الله في ناس بتكون العكس عنهم من تلهفها لبكرا كرمال تقلو وينك يا بكرا لنشوفك بعيد عنهم متل ما جيهان ومرت أبوها وفاء المتلهفين لفراقهم عن بعضهم... 
وألف شكر لله المخلي القلوب بلا صوت وألا ما عرفت البشرية تهنى لحظة بعيشتها... أو العكس كمان... لإنو لو جودي سمعت قلب عبد العزيز طالب تسريحها فترة من قربو لنطت من الفرح... لإنو حمل شنطايتو الصغيرة عند السحور بعد ما خبّر أمو: يا حجة البنت بأمانتك بدون توصاي وما فيه نوم إلا ببيت جدي... 
فردت عليه غير مستغربة سفراتو: من عيوني يا ابني.. ما يكونلك هم... فروح الله يسهلك... 
وطلع للشمال يقالب بقصص الأراضي تارك أهلو ومرتو بالبيت بدونو رغم إنو السنين يلي مضت شو غلبهم معو بالروحة ع الشمال ولا الجنوب ولا السفر برا وين هو بروح بروحوا معو... لكن حياة اختو بالبكالوريا رح تتعطل لهيك أعطاهم منفس وخلى غيرو يسافر... بس اليوم هو جد هيطلع من البيت كرمال ما يوقف لبنت دهب ع كل شي عم تعملو وما بعجبو منها غصب عنو... لإنو هو ما عاد يتحمل يضل معها كل يوم هيك... فمو أشكال كم يوم يشد عليها وكم يوم يرخي معها... 
ومو مشكلة كم يوم تفرح معو وكم يوم تحزن عندو... لإنو ما هيكون مثالي معها... بس ع الأقل يكون معها إنسان خايف الله فيها قد ما بقدر... كرمال الله ما يذلو بأقرب الناس لقلبو... 
وهيك صار بعيد عنها مئات الأميال جسديًا لكن نفسيًا؟ 
هون المفصل ومربط الفرس... فبكرا بدوب التلج وببان المرج وبنعرف مين اشتاق وحن.. ومين ارتاح وتهنى...
رواية سجين الانتقام - غرام

 الفصل الثامن

صحت من نومها متل المضيعة كعادتها من بعد ما عرفت عنو راح للشمال... ليه رح ما بتعرف... وأصلًا ولا رح تعرف لإنها هي لسا مو معترف فيها كجزء حقيقي من عيلة الخيّال... 
فقصة الثقة والأخد والعطا معها بخطط العيلة ومشاريعها مشكوك فيها أو حتى معدومة مو شبه معدومة... من ورا يلي صار بين العيلتين من قبل... 
وكرمال ينوثق فيها لازم تمر معهم وعندهم بتجارب ومواقف وامتحانات لشوي لسا يثقوا فيها... 
والمضحك بالموضوع مرت ابنهم مو فارق عندها يثقوا فيها ولا لأ... لإنها هي نفسها مو واعية ع العالم وما بتعرف هي ليه هون أصلًا... وفوق كل هادا هي اعتادت ع الخوف والأهانة والتحقير والأفعال غير المنطقية يلي بتعملها وبتصير معها... فيعني كل شي صار ولا هيصير منهم معها ما رح يفرق عندها شي ولا رح يغير فيها شي... 
بس كل شي وارد يتغير... وهي ما رح تكون خارج هادي القاعدة لإنو حضرتها من جديد في شي تلاشى تمامًا من حياتها واللي هو الخوف... أكيد ما رح تخاف بعد ما صارلها مو أسبوع إلا أسبوعين بالزبط وهي لحالها بهالجناح بدون أوامرو وضغطو... 
غريب الإشي... جد غريب كتير عليها تقعد بدون بهدلة ولا أهانة ولا أوامر... 
والجميل بالموضوع صايرة تفكر شوي وتضحك من القلب مع جوري وأريام يلي بسهروا عندها مراتًا وبالغصب عن أهلهم وبالسر بقصر أبو عبد العزيز لإنها هي رافضة تطلع من جناحها وولي أمرها الخيّال المشغول اختصرها من أساسها وخلاها تبقى بجناحو لإنو ما بدو يدخل بقيل وقال وجدي وهي... واعطي مرتي التليفون وخدي التليفون... 
وبعدين هو مو فاضي لإلها... لإنو مو ملحق من المشاكل يلي نزلت ع راسو فجأة... وغير الاتصالات يلي بتجيه من معارفو بخصوص المواضيع يلي بينهم فكانت بنت دهب واللي هي مرتو من أكتر من تلات أسابيع...شبه منسية... لإنو مآمن عليها عند أهلو... وموصي أمو ما تخلي جوري كتير تقعد معها كرمال ما تفتح تمها وتزلط قدامها بالحكي عن العيلة وأسرارها وخصوصيتها... 
وللأسف الشديد أو لحسن حظ جودي ورضى ربنا عليها... خلي جوري رغم توصياتو ومحاولات أمو لتبعدها عنها بأخدها معها كل يوم ع عزيمة وتسحبها معها من العصر رغم أنها كانت من قبل تروح ع العزايم قبل الآدان بشوي...بس من جديد علشان توصيات ابنها الكريم... صارت تروح ع كم محل ليختاروا هدية لصحاب العزيمة المعزومين عندهم رغم إنو أمو محتفظة بهدايا لهيك أوقات عندها بالبيت... بس متل ما بقولوا للضرورة أحكام... وكان هادا الحل فعال جدًا ليقلل قعدتهم التنتين مع بعض... لإنو الأخت جوري يا حبها لهالقصص هاي علشان تختار وتجبر أمها تشتريلها اشياء لغرفتها أو للبيت او لجناح أخوها.... 
وهيك كانت جوري ما بتحلق تروّح ع البيت إلا بعد صلاة العشا من العزيمة بالوقت يلي المدام جودي بتكون نايمة بعمق... وع السحور مو دايمًا بلتقوا بحكم عذر جوري بأول أسبوع من غياب أخوها... لكن بالأسبوع التاني مرات بتكون قاعدة معهم عم تتسحر ومرات لأ... لإنها بتكون قبل السحور ماكلة وهي عم بتحضر المسلسلات يلي جودي ما بتندمج فيهم... 
فلقائهم الوحيد والمضمون هو عند ساعة الظهر ويا فرحة قلبهم التنتين بس يتلاقوا لإنهم ما بخلوا موضوع باللبس والموضة والجمال والخطط والمستقبل ما بحكوا فيه... طبعًا أولها بنت دهب كانت مستمعة بعدين صارت مشاركة...مو مشاركة فعالة بس ع الأقل صارت تحكي وتعبر شوي...
وهيك الأخت جوري شو مبسوطة ع تلحلح مرت أخوها معها....
ويا فرحة قلبها إنو خطتها رح تمشي معها زي ما ببالها... بس ليزبط يلي ببالها لازم تمشي بشويش كرمال ما تتبهدل لا من أخوها وأمها وجدها... لإنو مستحيل ما تتبهدل من واحد منهم إلا من تلاتتهم...
ورغم معرفتها لهالشي ماشية باللي ببالها... من حبها لدعم الناس يلي بتحبهم... وهيك بذكاءها ودهاءها قررت تجيب روايات وكتب تخلي الوضع بينهم ناعم ومغري... بس لتصل هيك خطوة بدها وقت ومو وقت قليل... لإنو يلي متزوجة أخوها شكلها عم تعيش طفولتها ع كبر... لإنو مو منطق بالنسبة لإلها حدا بهيك عمر يدوب ع الروايات الناشئة يلي كانت حاططتهم بالمخزن من صورة الغلاف والعنوان قبل ما تشوف مضمونهم... لدرجة سال لعابها فيها ولحت كل الإلحاح لتقرأ منهم... 
وهيك صارت بنت دهب تقرأ بالوقت يلي جوري وأمها والخدامات بقرأوا بالقرآن... بس كمان هون جودي غارت منهم فتركت الرواية يلي بين إيديها وانضمت لإلهم بالقراءة بنص التاني من الوقت المتبقي من قعدتهم وهيك بس يأدن العصر كل حدا بروح لجناحو.... وبقضي حاجتو بالبيت ولا برا البيت... بس اليوم فيه شي مختلف وكتير مختلف عن الأسبوعين يلي مضوا عليها وهي مو سامعة صوتو... لإنو غالب وقتها كان يا نوم يا قراءة يا حكي مع جوري...
فاليوم ليه مختلف كل هالقد... لسببين... السبب الأول عزيمة جدها واللي معزوم عليها جدو وولادو وبناتو ورجالهم... والسبب التاني جوري وأمها أمينة يلي بتخجل تقلها حماتي... رح يروحوا معها على عزيمة جدها بدل ما يتركوها متل دايمًا بالبيت... وعند قصة الروحة معها ع العزيمة ما رح تكون مشي ع الرجلين من بعد المسافة بين قصرهم وقصر جدها إلا هتكون بسيارتو هو على حساب ما خبرتها جوري... وشو توترت على هالخبر... وهو كذكر ضمير غائب بتوترها... شو حال لو نطقت اسمو ولا رجع ع جناحهم... هيغمى عليها من الفكرة يبقى كيف لو على الحقيقة شافتو... سموا عليها... فمن الأساس تقصرها وهي قصيرة وما تعقّد حالها وتوجّع راسها من الصبح بالتفكير فيه... فتقرأ بالرواية أحسنلها... علشان ما تقلق راسها... 
بس شو لازم الواحد يقول إذا هي من جماعة يلي بخلصوا من شي... ببتلوا بشي تاني جديد... وكان هالشي الجديد هو تغيرات جسمها وتعبها المفاجئ وإرهاق جسمها وفوقهم تقل فخادها وتصلب آخر ضهرها... 
ومع هالأوجاع بصير مالها خلق لأي شي... حتى للقراءة في بعض الاحيان... فالحمدلله هلأ فيها حيل تقرأ... وتقرأ ع راحتها وهي لحالها بكل أمان دام الأخت جوري غاطة بالنوم من الصبح لحد هلأ... وشكلها عند ذكر النوم... انعدت من جوري ونامت وهي ع بطنها وهي عم تقرأ بصفحة خمسين والرواية جنب راسها شبه مفتوحة وهي مو حاسة ع حالها ولا بالعالم يلي حولها... إلا لما وصلها صوت جوري المالل من نومها الكتير تقيل: لــك جــودي قــومـي... بـدي ألـحق زبـطـك قـبـل ما نـروح عـنـد أهـلـك!!
جودي تنهدت... جد مالها خلق لتاخد وتعطي وتطلع من جناحها فلفت وجهها متسطحة ع ضهرها وشعرها المرفوع كعكة مهملة... وهي شو حاسة جسمها مكسر من النومة الغلط... ففتحت عيونها مطالعة المزعجة المتسلطة عليها... وهي عم تبعد عنها ناحية مراية التواليت... فتململت من العزيمة يلي لازم تروح عليها... هي ما بدها يعني ما بدها... بس مين رح يسمع رأيها فتحشرو جواتها أحسنلها... ومن حرتها جحّرت جوري الواقفة قدام المراية عم تعدل شعرها وهي عم تحاكيها: مالك لساتك قاعدة يا بنت شو صايرة خم نوم الله أكبر منك... 
جودي حست حالها فهفأت ع فجأة وحرارة جسمها ارتفعت وتركيزها بروح برجع وكأنو عيونها عم يغبشوا وراسها عم بلف فيها... فهي مو عارفة إذا هادا كلو أعراض دوخة ولا شو بالزبط... 
والكارثة جوري أعصابها عم ينحرقوا من بلادة مرت أخوها يلي ما بترد ولا بتصد وعاملة حالها مو سامعتها... وهيك شبت منها متحركة لعندها ساحبتها من إيدها بالغصب وهي عم تنطق بحدة: لك مالك إنتي صايرة بالمرة... قومي بسرعة البسي ما ضل وقت ع وصول الأخ زوجك!!
جودي عند ذكر كلمة زوجك... وضعها تضعضع... وقلبها صار يدق هادا يلي كان ضايل عليها... مو بقولوا المشاكل لا تأتي فرادى... مهي هلأ كانت بخربطة جسمها بتيجي الآنسة جوري تذكرها باللي ما بدها تشوفو او حتى تلمحو قدامها بعد ما غاب عنها اسبوعين بالزبط... 
جد هادا يلي كان ناقص... شو فيها لو غاب عنها كمان كمٍ يوم وهيك رمضان بخلّص عندها بدونو... 
خلص انضغطت من حالها ومن فكرها الشغال بزيادة... فقررت ترد ترجع لحالة التجاهل عن فكرة رجوعو... برفع وجهها النوعاً ما متحسن من المنتجات يلي أرسللها إياهم جدها مع السواق كهدية لإلها مع مجموعة قطع من المجوهرات والأحذية والعطورات من ورا ابنو جاسر المنعو يزورها لأسباب رح تنعرف بالوقت المناسب...والمشكلة الوحيدة يلي بقت شحوب وجهها البشل جوري لإنو ما عم بخف مع العناية يلي متبعينها... فاضطرت عند السحور تعطيها غصب عنها الفيتامينات ع حبوب وشرب مع العصاير بلكي وجهها يصير منور... بس كمان ما تغير شي لإنو والعلم عند الله شكلها هي من الجماعة يلي باخدوا وقت طويل ليستجيبوا للمنتجات... 
وبعيدًا عن قصص المنتجات يلي مو حابه تحط شي منهم ع وجهها مع المكياج بس تطلع لعزيمة أهلها... لإنو هي مانها طايقة جوري ومناها تقلها اطلعي برا وهالقصص تبعونك... وخبريه لأخوكي ما بدي شوفو... هه بس وين تقلها... هي ما بدها تحكي ولا توجّع راسها بالحكي معو هو خص نص... فبعدت إيد جوري عنها موقفة غصب عنها كرمال ما تبقى قريب المزعجة يلي عندها... ودخلت غرفة الغيار ع العمية... ماخدة أي فستان طويل بجي قدامها... فكان من نصيبها فستان توتي كم طويل واكتافو نازلة شوي.... فلبستو بعجلة متعطرة رغم إنها جوري خبرتها من قبل عبد العزيز مستحيل يطلعها إذا شم عطر عليها... فالله أعلم إذا هترد تغير فستانها ولا لأ... وسحبت حفاية زحافي بلا كعب كرمال فخادها الموجعينها...ولفت مطالعة حالها ع مراية غرفة الغيار إلا انتبهت ع وجهها التعبان... فطنشت وجهها طالعة من الغرفة الغيار كرمال جوري تمكيجها... 
وما لحقت لسا تطلع من الباب حست نفسها عم بتقلب... فاخدت نفس مدورة ع جوري وين اختفت إلا فِي شي غريب قاعد ع راس معدتها... فتحركت بالغصب لعند سريرها لتقعد عليه وهي حاطة إيدها ع معدتها... بجوز اكلت برد لإنها نامت بدون ما تتغطى... فرجعّت حالها لورا متمددة... وأول ما حست في شي رح يطلع من معدتها... ركضت بسرعة للحمام مستفرغة... 
والكلام المهم هي شو بدها تستفرغ إذا كل يلي اكلتو حرقتو بالتفكير مع الصيام... فبطلوع الروح لقدرت تستفرغ يلي باقي بمعدتها.... وهي عم تاخد انفاسها بالغصب .... وفوق تنفسها بالغصب هي شو مشمأزة من حالها وحاسة بشعور مقزز صعب وصفو... وما عرفت كيف قدرت توقف ع رجليها بعد ما نزلت سيفون التواليت من وجع آخر ضهرها وفخادها... وهي حيرانة صح استفرغت بس اللعة شو وضعها معها... هالقد عاجبها اللي بتعملو فيها... لدرجة مو حابه تحل عنها وترحمها... 
وما صدقت ترجع تتمدد ع السرير وهي عم تحاول تتنفس طبيعي مع الحرارة يلي بتطلع وبتنزل ع فجأة بجسمها... بدون لا جوري ولا حماتها يحسوا فيها... ولا حتى هو المسؤول عنها قدام الله والناس كلها من ورا انشغالو بالشركة مع عمو جابر بخصوص المشروع الجديد يلي طلعهم فيه تحديات فجائية ما بتخطر لا ع البال ولا ع الخاطر من بعض ملاك الأراضي يلي باعوا لناس غربية من برا ومن جوا البلد بدالهم... وهلأ صاروا بدهم يلاحقوا هدول الناس بعد الملاك يلي كانوا رح يتعاملوا معهم... وأكيد هدول هيطلبوا أضعاف مضاعفة عن السعر الطبيعي... فهما ما بدهم يقولوا في لعبة عم تنلعب عليهم... بس هيحطوا إشارة أستفهام على بعض النقاط... ودام حطوا علامة استفهام على بعض النقاط... الموضوع هياخد وقتو لحد ما يعرفوا هل في حدا عم يلعب معهم من ورا ضهرهم أو لأ ولساعة ما تبان الحقيقة بحلها ألف حلال... 
والحمدلله خلّصت قعدتهم المغلقة ليرد لبيت أهلو يلي استفقدو كتير... وفكرو شغال بمليون فكرة بين الأراضي والشركة وتوسيع الاستثمارات وعلاقاتو العامة وغير قصص العيلة يلي بتطلعلو من تحت الطاولة ع فجأة وعامل حالو مو شايفها... فما حس ع حالو مع كترة التفكير غير واصل بيت أهلو يلي بمجرد ما لمحو تنفس براحة كبيرة لإنو جد استوحش ريحة أمو ورضاها عليه وضحكة أختو جوري المطقعة... وما صدق يصف سيارتو الأودي 2015 واللي اجتو هدية من عاصي يوم كتب كتابو ع بنت دهب... ليدخل البيت بلهفة بكل خفة وسبحان الله بس دخل البيت لمح أمو وهي متجهزة بعبايتها وشالتها لعزومة جد مرتو واللي بكون أبو قاتل زوجها وأبو ولادها... عم تقرأ القرآن فنطق بصوت كلو وحشة: والله إلك وحشة يما! 
ام عبد العزيز بس سمعت صوتو بسرعة تركت المصحف لافة عليه وهي عم تفتح عيونها ع وسعهم مو مصدقة إنها سمعت صوتو وواقف قدامها: وين يما طولتها لهالغيبة علينا؟
عبد العزيز وهو مبتسم بوجهها قرب منها ضاممها لصدرو بقوة وهو عم يقلها: والله لولا الغلبة لكان رحتي معاي أول وحدة... وبعدها عنو بايسها على جبينها وهو عم يرد يكمّل كلامو معها... بس بتعرفي ما بحب غلبكم ووجّع راسكم... وسحب إيدها بايسها وهو عم يسمع ردها: الله يرضا عليك... ورفع حالو مواجهها وهو عم يسمع بقية كلامها... إن شاء الله تكون آخرغيبة إلك بعيد عنا...المهم يما أمورك تمام!!!
غمزها مطبطب ع إيدها وهو عم يبشرها: كلشي بخير يا غاليتي ما تقلقي... ولف حواليه متفقد صوت اختو ووجود مرتو وهو عم يسألها: وينهم الحلوات؟ 
أمو ابتسمت بوجهو مؤشرة ع فوق: عم يلبسوا! 
رفع حاجبو متنهد بتعجّب: عم يلبسوا شكلهم رح يأخرونا... خليني أتركك يا حجة تكملي قراءتك لعجّلهم.. وبلكي ألحق ناملي خمس دقايق... 
فهزتلو راسها وهي عم تقعد ع الكنبة مسرحتو من عندها: روح يا أمي تريحلك شوي أكيد تعبان من هاللي بتشتغل عليه!! 
هز راسو وهو عم يرد ع كلامها بسرو... إذا ع التعب يما بسيطة... وطلع الدرج قاطع الليوان لجناحو يلي ريحتو ريحة بنات سيشوار وغير التفاصيل الصغيرة المتغيرة بديكور صالونو العملي... فرفع راسو أول ما انتبه ع جوري أختو وهي واقفة بفستانها المستور اللونو أخضر مع شوية نقوش دهبية واللي معطيها ستايل خاص فيها مع طولها المعتدل وهي عم تعدل بمنديلها بالدبابيس فعبر غرفة النوم وهو عم يقول: شو هادا أنا شايف جناحي صاير جناح بناتي!! شكلو إن غاب القط ألعب يا فار...
فردت عليه وهي حاطة الدبابيس بتمها: استنىشوي!!(استنى شوي)
شلح ساعتو تاركها ع التواليت وهو عم يرد ع كلامها غير المفهوم: إنتي روحك شكلها رخيصة عليكي... وسحب الدبابيس من تمها قبل ما ترد عليه حاطهم ع التواليت..
فردت عليه وهي عم تتنفس بعجلة: قلتلك استنى شوي... بعدين هيك الواحد بدخل...
زم شفايفو بامتعاض معلّق: والله أمي مخلفة أنا بقول خليكي بمنديلك... وضحك بوجهها وهو عم يلف وجهو متفقد غرفة النوم أول ما انتبه عليها متغيرة... شو شايفك إنتي والمدام لو تركتكم كمان شوية لكان قلبتوها غرفة بنات... وأنا مع السلامة ع أول حاوية...
جوري حطت إيديها ورا ضهرها بشيطنة: ههههه مو مشكلة ع أول حاوية ولا جوا الحاوية... 
لف عليها جاحرها: كنك حابة قص لسانك!
جوري لفت عليه مسبلة عيونها وهي عم تردلو ببراءة: بعيد عن قص اللسان أنا بقول إنتا خد جناحي وأنا باخد جناحك... بس صدقاً كيف قادر تعيش فيه إنتي والمدام يلي دخلت غرفة الغيار واستحت تطلع بهيك جناح كئيب؟ 
عبد العزيز ابتسم ع ردها يلي بذكرو بعمتو نداء يلي ما بعجبها شي متل أختو مجاوبها: والله نسينا يا آنسة نشاورك... بعدين يلا إنتي وعدتك (أغراضك) فارقي بدي نام... ودخل غرفة الغيار بدو يختارلو لبسة ع السريع... وهو عم يسمع ردها... إنتا شاللي رجعـ~~~
تلاشى الكلام من سمعو أول ما شاف شعرها الطويل يلي بسحرو كيف مسحوب بمهارة عالية وهو متروك ع ضهر فستانها التوتي الراسم جسمها مع اكتافو النازلين...
حاول يطنش وجودها لكن ما قدر شكلها مغري بشعرها المسحوب مع لون فستانها.... فقرب منها ساحب بدلتو السودا... بالوقت يلي رفعت راسها بخوف حاسة في شي معتّم عليها إضاءة الغرفة... والتجمت مكانها لحظة ما لمحتو... على عكسو هو يلي انسحر بمكياج عيونها الصغار الملوزات والمليانات براءة متفجرة... فما حس حالو غير منجذبلها من خلال عطرها ومكياجها الناعم والمبرز جمالها.... بايسها ع خدها وبعد عنها ساحب قميص أسود مع ملابسو الداخلية... متحرك للحمام وهو ماسك لسانو ليعبرلها عن جمالها الزايد كتير... وضرب جوري بمزح ع راسها: كل هالقد بتسوي بمنديلك!!! والله ما صارت... 
جوري تنفست بقهر وهي عم تشوفو عم يدخل الحمام راددتلو: يا الله منك عزوز الدبوس غزني... جد إنتا شاللي رجّعك ع البيت... سمعت أنا الشمال عم تنادي عليك!!
وصلها صوت ضحكو وتعليقو ع كلامها: هههههههه وأنا سمعت غرفتك حنتلك (فقدتك) فبسرعة عليها... فتأفأفت منو ساحبة يلي قدرت عليه من أغراضها راجعة لجناحها علشان تكمّل شغل ع حجابها يلي لازم على ترنكة عشرة يكون... 
يعني شو متوقعين من جوري ضرغام الخيّال مع قعدتها بالبيت وحب التأنق تعمل؟ غير تحضر وتقضي ساعات ع اللبس والتجهيز وأكيد يعني حجابها ما هيكون خارج هالقصص هاي... وكملت تعدل بمنديلها يلي معدل مليون مرة بكل دقة.... ناسية جودي يلي كيانها شو مقلوب من يلي صار معها قبل شوي... وقلبها عم يدق بتوتر من قربو منها وبوستو المفاجئة ع خدها.... 
وفجأة ردت حست بمعدتها عم تقلب ورجليها مو حاملينها والمكان شو ضيق عليها... فطلعت من غرفة الغيار راكية ضهرها ع مخدة السرير ... واللي صار معها قبل شوي ما عم يروح من بالها.... فبلعت ريقها بخوف ممزوج بتوتر من قربو.... وفجأة فقدت حس جوري يلي كانت طالعة من عشر دقايق وهي ولا معها خبر... فجت رح تقوم تدور عليها وتنادي عليها وهي ناسية أمور زوجها ووجودو حواليها... 
وللأسف الشديد جسمها ما أسعفها لتقوم تدور عليها لإنو انتفض ع فجأة من البرد فبسرعة تمددت ع السرير مغطية حالها وهي هم ترفع من درجة المكيف... ومع الدفى غفت بثواني بسيطة وهي مو عارفة شو عملت بالأخ يلي فارقها من أسبوعين وهو عم يمرر إصبعو فوق شعرو القصير من ذهولو من شكلها المحفور في عقلو قبل قلبو... شو كانت كلها رقة مع عيونها البريئات يلي كلهم جمال وبراءة... ولا خدودها المدورين الناعمين مع شفايفها الناعمين المرسومين رسم بالحُمرة التوتية ولا شعرها المسحوب والنازل منو كم خصلة ع وجهها.... ولا عطرها الفخم الجذاب مع جمال شكلها شو أغراه ليضمها لإلو بدون تفكير... جد شو ضيعت علومو... ابتسم ع وضعها بذهول تام لإنو مو قادر يربط شكل البنت يلي شافها أول ما تزوجها.... بالبنت يلي شافها قبل شوي... من اختلافو عن القبل من الأرض للسما... 
فعلا المكياج بقلّب البنت قلّب.... 
معقول يعني يعترف بجمالها كجمال... لا لسا بكير على هالخطوة مع بنت جاسر دهب... فمد إيدو موقّف مية الدوش ومنشف جسمو بعجلة لابس البدلة يلي اختارها.... وبسرعة طلع لغرفة الغيار بخف البيت وهو لامحها نايمة بشعرها يلي بضيعو ع الآخر... وسحب كندرة جلد لونها عسلي غامق فيه شوية سواد مع حزام وساعة فخمة ولبسهم بعجلة... وتحرك لعند العطور ساحب عطرو المفضل واللي معمول خصوصي لإلو من عمو كنعان... معطر حالو فيه وهو عم يضحك عليها كيف نستّو شغلة النوم بدون أي تدخل منها وقامت هي نامت بدالو وهي مو عارفة شو ساوت فيه... 
وطلع من الغرفة معدل شكلو قدام مراية التواليت لآخر مرة وهو تارة عيونو على نفسو وتارة على شعرها المتروك وراها متل الأميرة النائمة... وما لقى حالو غير منجذبلها وماشي مسيّر لعندها ماسح ع شعرها يلي بحياتو ما مسك أو لمس شعر بنت متل شعرها... فقرب منها شامم ريحتو يلي شو كانت مغرية بتقلها... وبعد عنها بسرعة أول ما سمع صوت رنة تليفونو الجاية من الحمام... فبسرعة بعد عنها ساحبو من بنطلونو الشالحو بالحمام رادد بعجلة بس لمح هالرقم يلي حافظو غيبًا ومو مسجل عندو بقائمة الأسماء: اه بشر.. 
وما لحق يسكت إلا بدقة باب جناحو فبسرعة تحرك فاتحو وهو مركز معاه بالكلام... وبس لمح اختو واقفة اشرلها تدخل تصحيها... وهو طلع يكمّل كلامو بكل سرية بغرفة المكتب بالطابق الأرضي... تارك أختو تلطم ع حالها لإنها رح تصحي يلي ما بتصحى... 
فسؤال مهم منها... أخوها مو ملاقي إلا يتجوز من البيات الشتوي يلي عندو... فعبرت لعندها تصحيها وهي مسلمة أمرها لله: لك يا بنت شو هالنوم يلي نازل عليكي!!! قومي خلصيني بدنا نلحق نتصور قبل ما نطلع... 
جودي عاملة حالها كأنها مو موجودة ولا في حدا عم ينادي عليها... لإنها بدها بس تنام... بس المشكلة المزعجة يلي عندها مو راضية تحل عنها مع صوتها اللحوح وهي عم تفيّقها: يا ربي منك إنتي... 
يا بنت!!! 
يا بنت قوميييييي!!!! 
رح نتأخر... 
والمشكلة مو بس صوتها المزعجها إلا هزتها من كتفها وهي عم تصحي فيها...
جودي عنادة فيها مثلت ببراعة إنها مو سامعتها من نومها العميق... وهيك يأست جوري منها بعد ما حسستها إنها شفافة بالغرفة ومالها لازمة هون... فطلعت مدورة على عزوز أخوها والتليفون بإيدها عم يرن من أمها كرمال تيجي تركب معهم بسيارة عمها جابر لإنهم هيروح معو هو ومرتو وجدهم بعد ما اقترحت هي ع أمها بالسر من كم يوم من ورا جودي كرمال الوضع يطرى بينهم... وبس لمحت أخوها وهي عم تنزل الدرجات بخطوات سريعة... نطقت بنفطرة: صحي مدامتك يلي علت قلبي من نومها التقيل... وطلعت بعجلة وهي عم ترسل لأريام رسالة مخبرتها فيها إنو الخطة مشيت... تاركة عزوز المسكين يطلع يصحيها وهو واثق من نفسو إنها هتصحى بسرعة معو... بس شكل توقعو ما كان بمكانو اليوم لإنها فعلًا علت قلبو متل ما علت قلب أختو... فرد قرب منها هاززها لتقوم وهو منفعل معها: لك اصحي! 
هي تصحى!!! بعد ما صدقت أختك المزعجة تبعد عنها تيجي إنتا تكمّل عليها... بس لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مع هالأخوة يلي ما بفهموا من الإشارة متل اللبيبين... فتنهدت منو ومن أختو ناسية خوفها منو... كأنو دماغها مع الاسبوعين يلي قضتهم بدون خوف... نسوها أياه وقووها شوي معو... لكن كل شي تغير لما حستو عم يشد ع شعرها بشكل أخف من قبل لكنو لحدًا ما بوجع... لإنها لو ردت من أول ما مسك شعرها كان حس إنو عم يحرها بس مع نعومتو وخملو نسي حالو بشدو... فلفت عليه مفتحة عيونها بتقل زايدها حلى مع نظرات تضايقها منو وهي عم ترفع إيدها ع شعرها فتفحص وجهها لامح لعابها النازل شوي ع تمها المفتوح ببلاهة وهو عم يحاكيها بس الباين من صفر استيعابها إنو عم بحاكي غيرها: خلصيني قومي البسي عبايتك ولفتك بدنا نلحق نروح! طبعًا ما علق ع مكياجها وريحتها لإنو رح ينزلها قبال البيت بالزبط... وغيرو سيارتو الأودي الجديدة مضللها كلها فما حدا رح يلمح نقطة منها... وهيك ما رح تغير شي بحالها بتاتاً... بس الدور هلأ تستر حالها قبل ما تطلع لبيت أهلها... 
فرد شد ع شعرها بلكي تستوعب كلامو وتنفذ يلي قالو بس ع الفاضي لإنها ما تحركت إلا بس تأوهت من الوجع: آه شعري! 
بعدين معها ما تقوم... يا صبر أيوب بس... قال شو بدل ما تقوم تلبس عبايتها قاعدة عم تزم بشفايفها بزعل.. شو يعمل معها شكلها ساحر بنعومتو فتأملها بإعجاب... فعلاً إنها بريئة وناعمة بشكل مغري مع عيونها العسليات الفيهم لمعة رهيبة بتدل ع مدى براءتها ورقتها ولا مع فستانها الكاشف عن نص رجليها يلي اضطر يشتت نظرو بعيد عنهم ناطق: قومي بسرعة البسي عبايتك بلاش نتأخر! 
جودي فخادها حاسستهم تقال ومو عارفة شو تقلو... لإنها جد مضيعة وناسية شو بدها وهي ليه هون... فحركت لسانها جوا تمها المدبق ببعضو من جفاف حلقها مع الصيام.. فبلعت ريقها محركة رجلها بالقوة لطرف السرير ناسية قصة فستانها الماسك ع جسمها ومن فهاوتها جت رح تنزّل رجلها اليسار قبل اليمين مع قلة التركيز وهي مو منتبهة إنو خصرها ع طرف السرير... فجت رح تقعد لولا ما مسكها بركبتو من خصرها ومن كتافها بإيديه ولا لكان وقعت وأبصر شو رح يصير فيها لإنو هو حافظ وباصم وفاهم إذا وقعت رح تضرر من الهوى الطاير وع الريحة.... فعلّق بغرابة من حركتها الغبية: انتي ما بتفكري؟ 
جودي حنت راسها خايفة منو... من نبرة صوتو الحادة... ومع كيانها الضايع جسمها ضعف بزيادة لدرجة إيديها الرقيقيين صاروا عم يرجفوا كأنها بردت ع فجأة... فهو حس عليها سعقانة على عكسو هو يلي شوّب ومو عارف ليه لإنو عم يفكر بكتير اشياء وغافل عن المكيف الشغال ع الحامي... فرفعها قاعد جنبها ماسح ع دراعها بحنية: مالك مقشعرة هيك؟ 
مالها مقشعرة... سؤال بسيط بس موجه للشخص الغلط بالوقت الغلط... لإنها هي بس حاسة العالم عم بلف فيها بدون سبب فتمسكت فيه بقوة وما حست عليه غير عم يبوسها ع ادنها واللي هي أقرب شي من ملامحها الناعمة عليه وعم يحاكيها بشي بس هي مو مركزة معو فيه ولا حتى سامعتو ولولا تلامس أنفاسو برقبتها وإدنها ولا لكان ما حست فيه عم يحكي معها: أنا بقول البسي شي تاني مريح للحركة... لإنو باين مع تعبك مع الصيام رح تجيبي العيد هناك.. وبعّد عنها محاول يداريها لتوقف ع رجليها وتعجّل حالها بس طلع فكرو شي وحيلها شي تاني... فما حب يضغط عليها لإنو الوقت عم يمضي والطريق هلأ بأزم إذا تأخر كم دقيقة بزيادة ليطلع من البيت... وأكيد جدو سبقو مع عمو جابر كرمال هو التاني ما يتأخر عليهم... فشد على إيدها ناطق اسمها: لك جودي بسرعة روحي جيبي عبايتك وغطي شعرك... مالك مصنمة مكانك...
جودي!! هو عم ينادي عليها هي ولا ع جودي تانية غيرها... فرفعت دقنها مطالعتو مندهشة منو كيف نطق اسمها... رغم إنو لتاني مرة عم ينطق اسمها ع سمعها... لكن المرة الأولى كانت نايمة وصحت منقوذة ع صوتو وهو عم يحاكي جوري بالتليفون... بس هادي المرة هي صاحية وشوي مركزة... فلما سمعت اسمها منو رفعت راسها غصب عنها مواجهتو بعدم تصديق بعيونها يلي شو بغروه من أول ما لمحهم اليوم لحد هادي اللحظة... فعجّلها من إيدها داخل فيها غرفة الغيار مدور ع عباية ولا أي شي بقابلو قدامها... فبسرعة سحب أول عباية سودا معلقة قدامو مع منديلها... وبسرعة لف مساعدها بلبسهم لإنها هي شو لبدة باللبس... 
وأيوة كملت معو لما انتبه عليها إنها مو لابسة شي برجليها فعلق غصب عنو وهو عم يمسح ع وجهو بحر منها: إنتي ليه هيك أفهم أنا؟ 
جودي صارت تلعب بأطراف أصابعها وعم تحاول تطالع شمال يمين مشتتة عيونها عن عيونو... 
شكلها المدام حابة تتبهدل منو فعلّق بنبرة خلص يعني تذوق ع دمها شوي: شو رأيك كمان أنا يلي لبسك برجلك يا بنت دهب؟ 
جودي هون تحركت بعجلة معلقة: هيو برا!!
وبسرعة طلعت تلبسو... وسبحان الله هلأ صار فيها حيل... طلعت البنت وقت ما بدها بتفهم ووقت ما بدها ما بتفهم... فطلع وراها داخل غرفة الحمام ساحب مفتاح سيارتو يلي نسيه ببنطلونو يلي كان لابسو قبل شوي بغرفة الحمام... ورجعلها إلا لمحها عم تعدل من روجها... مزبوط كتير معها وقت الأخت لتعدل روجها يلي مبين كتير... فشو بدها تبين فيه كمان... فما لقتو إلا ساحبو من إيدها وعم يسحب بإيدو التانية عن التواليت وشاح للشعر واللي كان بالنسبة لإلو قطعة قماش بتفي بالغرض يلي ببالو ومسح الطبقة يلي حطتها: انتي رايحة عزيمة مو فرح... 
وقبل ما تحكي كلمة تانية سحبها من إيدها طالع فيها من جناحهم بعجلة.... وهي عم تقلو: شوي!!
لف وجهو مو مصدق تعليقها: شاللي شوي كان يا حلوة شهرتي حالك قبل ما أصل... علشان ما نتأخر ع أهلك... مش هادي أول زيارة لإلك عندهم لازم تكوني مستعجلة لتروحي لعندهم مو سنة لتقومي وتلبسي..
جودي ردت مع نفسها وهي عم تضيق جبينها... شو دخلو فيي... 
وينك يا عزوز تسمع ردها.... لأبصر شو رح يسوي فيها... وعلى قولتهم خليه ع غفلتو أحسن لإلها وإلو هلأ... 
ونزّلها بقية الدرج وهو مو عارف عن عالمها الكبران والمتطور من وراه وعم يحاكيها بصوت واطي: ما تبعدي عن أهلي وإنتي عند أهلك... وتليفونك سحبتو معاي لإنو أكيد إنتي والتليفون مو صحاب... 
طبعًا كلامو مو معها لإنو حضرتها بس عليها تسمع كلامو وتهز راسها وهي عم تضغط ع شفايفها يلا بلا روج... لإنها زعلانة منو تقيل ع مسحو الروج يلي ع تمها... وما حست ع حالها هي وين إلا لما طبق باب البيت وهو عم يترك إيدها ضاغط ع المفتاح سيارة: اطلعي بالسيارة... 
اطلعي بالسيارة... ع وين رح تروح حضرتها معو... وفجأة تذكرت أول ما فتحت الباب إنها رايحة عند أبوها وسامي الفظيع... فترددت تطلع ولا لأ... وأصلًا شو رح تقلو... فضاع وقتها بالوقت يلي هو فيه صار طالع بالسيارة وحاطط الحزام... فانزعج منها بسرعة ساحبها تركب جنبو... ومسكر الحزام عليها معلق: من وين جايبة هالبرودة الدم والبلادة نفسي اعرف؟ 
ولا كأنو بحكي معها... فأمرها تسكر الباب.. بس عقلها مضيع من فكرة تشوف سامي وأبوها... فما لقتو غير مميل حالو قريب منها مادد إيدو الطويلة طابق الباب عليها.. وهو محاكي حالو متل ما آخرتو ع عزيمة أهلو هتأخرو كمان ع عزيمة أهلها ما شاء الله عنها زوجة بتسر البال والخاطر... لإنو هو ما بكره قصص التأخير وعدم الالتزام بالوقت إلا شوي... بس شو بدو يعمل لما يبتلى بهيك صنف من البنات... فحرك السيارة تاركها ع راحتها تميل راسها بضعف على شباك السيارة يلي كان بالنسبة لإلها شي بسند هزلها وتعب جسمها... 
وهو بس لمحها علق بسرو عليها... والله حالة غريبة هالبنت هاي... 
فأكيد هتكون حالة البنت غريبة عليه وهو مو عارف بشو مرت وهي عند أهلها... ومن الطبيعي يشوف تصرفاتها جدًا تافهة وسادجة لما ما يعرف إنها عايشة هلأ داخل دوامة خوفها من مقابلة أبوها وسامي... فغمضت عيونها محاولة تهرب من يلي عم بصير معها للنوم... 
وشو صار لو حياتها كانت شي تاني واللي جنبها حدا بحتويها... 
هه يلي جنبها يحتويها وهو يلي بكون ابن ضرغام الخيّال يلي أبوها قتل أبوه... هادا بحلمها... ولنفترض إنو صار تشكر ربها ليل نهار لإنو صار... بس مو كل شي بتمناه المرء بصير حقيقة بالوقت يلي بدو إياه وبالشكل يلي بتخيلو لخيرة ربانية الله بعلم فيها... 
فما لقت حالها مع هالتفكير غير نايمة بين دوامات خوفها وقلقها من يلي بتسمى جوزها ... وبس لف وجهو وهو عم يفكر بكم شي ببالو لما توقف ع أشارة المرور إلا لمحها نايمة.. فتبّسم عليها بتعجب... جد شو هادا؟ شكلها ما بتشبع نوم! وبصم مليون بالمية على كلام أشرف لما خبرو عنها ما عندها صحبات والبنت مو معروف عنها شي غير من البيت للمدرسة... وما بترجع مشي من المدرسة رغم قربها ع بيت أهلها.... إنو كل هادا بسبب خمولها ونومها الكتير وعقلها الصغير... 
فرد حرك السيارة سايق بعجلة من فضاوة الشوارع لحدًا ما بعد ما كانت مأزمة على كم شارع... ودخل حي عيلتها المفتوح بابو لاستقبال المعازيم.... ودار حوالين النافورة موقف قبال قصر جدها.... ولف عليها قارصها من خدها بخفة: قومي وصلنا! 
فاتضايقت منو محركة وجهها لناحيتو بعيد عن ناحية الشباك إلا نزل راسها بقوة ع جنبها لإنو ما فيه شي يسندو... فرفعت راسها فورًا مخضوضة... فسم عليها متعجب منها: بسم الله عليكي من حركاتك المفاجئة... وأشرلها بإيدو... ويلا يا حلوة تسهلي ع بيت جدك..
جودي طالعتو وهي مو مركزة كم شايفتو واحد ولا تنين ولا تلاتة ولا تنين منو داخلين ببعض... فتململ منها ومن حركاتها لافف عليها فاتح حزامها ونزللها من السيارة فاتحلها الباب عليها وجابرها تنزل لإنو خلص فهم البنت ما بتمشي إلا بالإجبار... جد شو هالعادة المش لطيفة المتربية عليها وهمسلها: نفسي اعرف كيف بتضلك نايمة وباردة كل هالقد! 
وكان جوابها على كلامو جدًا غريب وغير متوقع منها لما ركت راسها يلي بلف فيها ع صدرو وهي عم تبلع ريقها بصعوبة وهو عم يحس بنفسها الباين عليه مو منتظم ... فسكر الباب ماشي معها بحذر وهو مناها يقلها وقت أفلامك هلأ بس المشكلة جسمها مبين عليه التعب... فاستغفر ربو بصوت من مياصتها يلي ما بتخلص... والمشكلة مو شايف حدا يسعف حالو فيه فتذكر يتصل ع أختو ولا أمو يديروا بالهم عليها لإنو ما فيه يروّحها هلأ ع البيت من كتر ما تحجج من قبل بخصوص شوفتها وعزيمتها مع أهلها... فهلأ إذا رجّعها رح ينحكى عليه حكي شروي غروي... وهو مو ناقصو يصير فيه متل ما بصير بالبقرة بس توقع... 
وقبل ما يلف إيدو ليسحب تليفونو من جيبتو.... إلا بصوت جدها الواقف بعيد شوي عنهم مع بنت عم بصيّح عليها وفجأة سكت كأنو حاسس في حدا عم يطالعو وبس التفتلهم ولمح حفيدتو.. بسرعة أشر للبنت ويلي هي حفيدتو ترجع لجوا... وتعدلت ملامح وجهو مية وتمنين درجة من عصبية لتهلهل ومحبة وهو عم يمشي لعندهم: حبيبة جدها والله إلها وحشة! نوّر البيت بجيتها!
حفيدة جدها بس سمعت صوتو قبل ما لسا تشوفو دروخت من الخوف والتوتر فشدت ع عبد العزيز بخوف كأنها عم تخبرو بلغة فطرتها البسيطة عن عدم أمانها... لكنو هو ما فهم عليه فهزها من كتفها لتسلم على جدها وهو عم يرد ع جدها: كيفك يا عـ ~
وما قدر يكمل كلمتو لإنو حس عليها رح توقع ع الأرض فبسرعة مسكها قبل ما توقع... فنطق الجد بانفعال قبل ما عبد العزيز يستوعب شاللي عم بصير معها: بسرعة الحقني! 
وتحرك بعجلة منادي ع البنت يلي كان يبدلها: نــغــم بــســرعــة جــيــبـيـلــهـا ريــحـة!!!
عبد العزيز هو بدو يستنى بالست نغم لتجيبلو ريحة فنطق للجد: خدلي طريق يا عم!!
الجد فتحلو الباب كلو وهو عم يقلو بعجلة: أدخل ما فيه حدا هون... النسوان قاعدات برا وببيت ابني... 
عبد العزيز فبسرعة دخل وبس لمح حالو بغرفة المطبخ وفيها طاولة مع كراسي تحرك لعندها مجلّسها عليه وهو عم يسمع كلام جدها: كالعادة لازم تدوخ في كل شهر رمضان لانو عندها فقر دم ونقص حديد! 
عبد العزيز هز راسو وهو من داخلو مستاء منها... من وين عندها نقص وإذا هي تحت عينو ما بحرمها من الأكل الصحي... بس الله أعلم لما غاب عنها هالاسبوعين شو أكلت من ورا أمو مع أختو بالخفية... ولسا أبصر إذا ما كانت ماكلة متل أكل العصافير (يعني أكل بملي معدة عصفور الصغيرة) رغم إنو وصى أمو تشد عليها وتلح عليها بقصة الأكل... بس شكلو وإن بعض الظن إثم أمو خجلت تجبرها... فبلع غصتو ماسح ع وجهها بخفة وهو عم يلمح عيونها عم تفتح فرد على جدها: أنا بقول خلينا ندخلها ع غرفة من الغرف لتتريح شوي علشان ما يصير بلبلة عندهم بس يشوفوها النسوان هيك... 
الجد أشرلو يدخل من باب مدخل المطبخ الجاي من جوا البيت مو من برا: القعدة المسكرة جنبنا هون.. الحقني!
والحقني يعني احملها للمدام مرتك... فحملها وهي عم تشد عليه كرمال ما يتركها... شو بتحب هالمدام تحطو بمواقف مالها طعمة سواءً أكانت بصحتها المنيحة ولا التعبانة... ولحق جدها داخل فيها الصالون المغلق مسطحها ع أول كنبة طويلة جت عينو عليها باللحظة يلي جدها سكر باب القعدة الجاي من البيت والباب البراني الشفاف عليهم بعجلة ونزل البرادي علشان ما حدا من يلي برا ينتبه عليهم... ولف متفحص قلق عبد العزيز عليها وهو متطمن على حفيدتو إنها بإيدين الشخص الصح .... فجأة الا تليفونو رن... فرد وهو عم يراقبو كيف عم يتعامل معها.. بمسحو وجهها وهو عم يحاكيها إذا تفطر هلأ... إلا وصلو صوت نغم بنفس الوقت من سماعة التليفون ومن برا الباب: جدو وينكم؟ انا جبت قنينة الريحة؟
فلفلها بسرعة فاتح الباب ليأخد منها الريحة إلا بصلو اتصال تاني من ابنو جاسر... فبدخلها بسرعة وبطلع هو كرمال يحاكي ابنو بخصوصية وهو مآمن عليها مع زوج حفيدتو... فمشيت الآنسة نغم لعندو وهي بأفرهولها الجينز القصير مع كتة بيضة وكعب عالي وشعر مسحوب وطن مكياج ونطقت بنبرة لفت انتباه أول ما صارت قريبة منو: تفضل البرفان... 
سبحان الله قبل شوي كان البرفان قنينة ريحة!!! واضح عليها شو إنها بنت متحررة معو من مياعتها ونبرة صوتها وعيونها الآكلتو آكل... فأخدو منها بدون ما يتفحصها لإنو هو مو من النوع يلي بزني ببصرو ولا يلي بفكر يتطلع برا البيت سواء كان متزوج ولا لأ.... وشو غاظها إنو ما عبّرها وهي الأكتر جمال وأنوثة وإغراء من بنت عمها الفصعونة... 
فوقفت قريب منو والغيرة عم تاكل قلبها... لكن وين هو يسمحلها تبقى قريبة منو هيك فطلب منها بنبرة واضحة بأدب: ممكن تتركيني معها!
فاضطرت تطلع برا وهي مو عندها علم إنو هو شو بنفر من هيك صنف من البنات يلي كل همهم يعجبوا الجنس التاني بكل شي بعملوه من أول موقف بصير بينهم.. وطبقت الباب بشبه قوة تاركتو يقعد قريب من البنت العم تشوفها بعيونها فصعونة وهو عم يحاكيها بقلق: جودي سامعتيني شي؟ 
جودي سامعتو بس راسها عم بفتر فيها مع الصيام ونفسها مسدودة... فرش على أصابعو مقربهم من أنفها ع أمل تتحسن: شكلي ما كان لازم جيبك... وكمل مع نفسو... بس وين ما تجيبها... ع الحالتين البنت جابتلك الشبهة يا إنك سيء معها يا إنك مهملها... 
صحيح كلام الناس مو بكلشي مهم... بس بما يتعلق بصدقو وكرامتو ومعاييرو العالية بفرق عندو كلام الناس... يعني أكيد مع الوضع يلي هو وهي فيه مع حالها السيء رح تعطي لسان وعين للي ما بحبلهم الخير يطولهم بلسانو... فصبرها عليه هي وأختو المطقعة بس يرجع ع البيت... فتنهد منها وهو عم يشوفها عم تمسك بأصابعو... وهو مو فاهم عليها إنها عم تحاول تدفع أصابع بعيد عنها من نفورها من الريحة القربها منها... بس مع تقل إيديها كانت عم تشد عليه شوي بدل ما تدفعهم... فحركت لسانها بجهد كبير من فكها التقيل محاولة تقلو شي بس الوقت ما أسعفها من صوت جدها الراجع لعندهم وهو مو ع بعضو: أنا بقول نفطّرها أحسن لإنو من آخر كم سنة ما كنت اخليها تكمّل صيامها لانها بسرعة بتتعب... يا دوب كانت تصوم نص يوم وأجبرها تفطر بالنهاية ولا إنها تبقى دايخة طول يومها...
عبد العزيز هز راسو بتفهم وهو عم يتفحص وجهها عن قرب وكان واضح عليه الإعياء... فتردد يخليها ولا يروّحها لإنو ممكن تتحسن بعد شوي... فرح يتركها نص ساعة ولا ساعة وإذا ما تحسنت هيروّحها... وهيك بكون ع الأقل ضامن رضى جميع الأطراف أهلها وأهلو... مش بدو يتزوجها يتلقى ويتحمل ويصبر... هو مؤمن بالله بس قول... المؤمن حياتو كلها صبر وكظم غيظ ورضى بقضاء الله وقدرو ومسامحة وعفو واستغفار وخُلق.. فهو دامو مؤمن وقبل فيها كزوجة هيكظم غيظو ويصبر على عمايلها العجيبة... فبلع ريقو رادد ع جدها بتأييد لاقتراحو: وأنا هادا يلي بقولو!!! ولف وجهو عليه وشو تكهرب لما لمح حفيدة الجد المايعة رجعت لعندهم من صوت كعبها العالي... فلف وجهو بسرعة ع جدها يلي دار حالو عليها ليكلمها: نغم يابا أنا بقول خلينا نتسهل وهو بكمل شغلو معها... وقولي للخدامة بطريقك تجبلها مية وأكل! 
نغم ضغطت ع حنكها معصبة منو ومن حفيدتو يلي قلبتها خدامة علشانها: حاضر! 
ولفت طالعة منفذة أوامر جدها المنبهر بحفيدتو القردة وزوجها المتخلف بدون ما تسكر الباب... لإنو جدها رح يلحقها بعد ما يستئذن من زوج حفيدتو القردة: أنا لازم استئذن منك لأشوف الرجال لإنو مو حلو صاحب العزيمة ما يكون موجود... 
فحرك راسو بعيد عنها مطالعو: إذنك معك! 
وما لحق جدها يطلع من هون طابق الباب وراه إلا هي رفعت راسها من هون بس مو قادرة تسند حالها من تقل راسها وعيونها المضيعين من كتر ما بتشوف كلشي حواليها عم بلف... فقرب منها أكتر مريّح راسها ع دراعو: شوي يا قــلـبــي وبتشربي مي... واخد نفس طويل بمجرد ما طلعوا وخلولهم الصالون.... فرفعها ع حضنو مشلحها المنديل وماسح ع شعرها وهو محتار شو يقلها... هو أنا ابتليت فيكي يا فصعونة... ولا إنتي بتبلي الكل فيكي... يداريها على غلطها وإهمالها لنفسها هلأ وبس يرجعوا ع البيت بكون الكلام الحقيقي معها... ولا هلأ يشل كيانها بكلامو الجارح معها... فبلع غصتو مصبّر حالو عليها لما شافها حركت وجهها وهي عم بتتوجع من راسها يلي عم يضغط عليها... فرفع وجهها من دقنها محاول يفهم مالها فكانت تفتح شوي عيونها وتغمض شوي وهي عم تقول: إمممم بدي مية! 
وصارت تبكي من الإعياء المصلب جسمها بشكل كبير... فمسح وجهها لامح دموعها عم تنزل بهدوء ع خدودها المدورين... وباسها ع راسها مهوّن عليه بكلامو الهادي معها: هلأ بتجيبلك الخدامة المية.. لا تبكي ولا على بالك...
شدت بإيدها الشمال ع جاكيتو وبإيدها اليمين على قميصو ... خايفة لتفقد سيطرتها الباقية منها... أما هو ما فيه يعمللها شي غير يمسح ع شعرها ويحتويها ع صدرو... فجأة إلا اندق الباب ورن تليفونو مرة وحدة... فترك شعرها ساحب تليفونو من جيبة بنطلونو بالوقت يلي انفتح فيه الباب داخلة الخدامة منو... فتفقد شاشة تليفونو إلا كانت جوري متصلة عليه فرد عليها: جوري انتي هلأ وين؟
جوري بعدت عن أريام وأمها وهي مو طايقة القعدة هون بس لولا أريام وكم بنت بتعرفهم من زمان التقوا هون ولا لكان طقت من هالعزيمة هاي... لإنها ما بتحب الأجواء الباردة واللي فيها نفاق كتير: أنا؟ ولا إنتو يلي وينكم؟؟ أمي عم ~~~
عبد العزيز قطع كلامو وهو مالو خلق للأخذ والعطا: اطلعي ع الحديقة برا!!!
جوري حركت راسها بتوتر: خير شو فيه؟ 
بعد جودي عنو مسطّحها ع الكنبة وهو عم يسمع صوت طلوع الخدامة من الغرفة: بدون ما تسألي جاوبي إنتي وين هلأ؟
جوري خافت من نبرتو الجدية فردت عليه بعجلة وهي عم تتلفت حواليها وهي عم تبعّد عن المعازيم: ما أنا هيني برا ... ما لقتو إلا عم يقلها: لفي ع الناحية التانية!!! وبس لفت لامحتو مشيت بعجلة لعندو وهي عم تسكر الخط بوجهو وقبل ما تدخل الصالون وتسألو أي سؤال خبّرها بعجلة: ديري بالك عليها أنا رايح عند الرِجال ... مو حلو طول القعدة أبقى قاعد عندها... 
جوري هزت راسها وهي مو فاهمة شي: طيب شو مالها؟
بعد عنها طالع من الصالون وهو عم بقول: اسألي حالك! وفطريها... وما لحق يقول فطريها إلا بصوت المدفعية مع صوت آدان المغرب... فتحرك مسرع لسيارتو يلي ما سكرها بالريموت علشانو انشغل بالمدام يلي عندو... وساقها لعند ديوان الرجال وهو مستغرب جدو كيف لهلأ ساكت عنو باينتو جدها خبرو يلي صار او انشغال بالحكي مع الرجال او آجل الحكي معو ع جنب... فصف السيارة بعجلة داخل الديوان وهو تارك جوري المطقعة مع مرتو المهملة... 
مرتو مهملة آمننا بالله بس أختو المطقعة شو بدو يفهمها بمرتو العيانة واللي إذا بتتوجع ما بتقول آي... فتململت جنبها وهي عم تمسح ع كتفها: جودي مالك؟ تركتك منيحة مع الأخ... ولفت حواليها... مطالعة الأكل من جوعها... ما بدك تاكلي معي!!
وينك يا عزوز تشوف أختك أم بطن شو عم تعمل معها... وشو فرحت من قلبها بس سمعت رد جودي وهي عم تقلها: بدي مي! 
وبدون تفكير منها تحركت من عندها ساحبة كاسة المية عن الطاولة بعجلة ورجعتلها وهي عم تساعدها لتسند حالها: جت المية يا حلوة... يلا حبيبتي افتحي تمك تحتى تشربي!
جودي بعدت شفايفها وهي حاسة بأعياء عم يخترق كل عضو بجسمها ... بالوقت يلي جوري قربت كاسة المية من تمها مشربتها بكل مهل.. وما حست فجأة إلا جودي عم تدفعها بعيد عنها لإنها حست معدتها رح تستفرغ من طعم المية الغريب والبارد كتير ع معدتها... فحطت إيدها ع معدتها وتمها ... أيوة هادا يلي كان ناقصها هلأ معدتها ترد تلع زي الصبح من أول وجديد... 
جوري هون خافت منها... لإنها مو عارفة شو مالها... وهي مو خبيرة بالتعامل مع هيك مواقف... فتركتها لحالها في الصالون وطلعت ركض تجيب أريام لتعسفها... هي يعني ما جنت ولا فقدت قواها العقلية لتجيب أمها لتهتم فيها علشان ما تبين قدام أخوها هبلة وما بتفهم شو تعمل... وكمان هي ما بتقدر ع جودي بهيك وضع لإنو جودي بتكون لا من تمها ولا من كمها... فإذا بكون معها حدا هلأ شو بهون عليها الوضع وخاصة إذا كان هالحدا أريام... فبعدت عن جودي الصارت تتنفس بصعوبة وهي حاسة حالها عم بتموت موت من اللعة... وما بتعرف من وين جتها القوة لتوقف ع رجليها المدروخين مدورة ع أي حمام ببيت أهلها لتستفرغ فيه... وما انتبهت ع حالها غير موقعها فازا كبيرة عند الباب لحظة ما سمعت صوت كسرها ع الارض... وهون ع فجأة ارتعبت لما تذكرت بعد زواجها كيف دعست ع القزاز وشو صار برجليها... وما بتعرف ليه تذكرت يلي صار هلأ رغم إنو كانت الظروف مختلفة... فاستفرغت ع المغسلة الخارجية المية يلي شربتها مع عصارة صفرا دام ما فيه شي يطلع من معدتها الفاضية... وما حست ع حالها غير طالعة ع جناحها بالقوة... ولولا صوت خدامة بيت عمها جاثم المنبهها في حدا حوليها: جودي زوجك جبلك تليفونك!!!
مين قلها جودي قلقانة كتير بزوجها ولا تليفونها فكمّلت طلوعها بصعوبة إلا بصوت نغم اللازقة فيها وهي عم تؤمر الخدامة: انا بعطيها إياه فتسهلي! 
الخدامة من خوفها من شر نغم اعطتها التليفون وهي عارفة من ورا حركتها فيه أنا... على عكس جودي السادجة من براءتها ونقاء معدنها ما همها يلي صار...لإنو همها الوحيد بكل بساطة تتسطح ع سريرها وبس... فما صدقت تدخل جناحها لتتسطح... تاركة تليفونها بين إيدين اكتر ناس أمانة وثقة... بالوقت الإيدين يلي لازم تكون عليها أمينة مهملينها لإنو الآنسة جوري حاولت تسحب أريام عن الأكل بس أمها طالعتها بشك: ع وين رايحين انتي وإياها مو حلو تتحركوا ع كيفكم وكأنكم في بيتكم... بعدين وينها جودي معقول لهلأ ما وصلوا حكيتي معها ومع أخوكي ولا لا؟ 
حركت راسها ببلاهة واخترعت ع السريع أي كذبة تحاول تنقذ الموقف فيها: اه حكيت معهم وهما هلأ قاعدين مع جدها! 
وأكيد أمها ما دققت بكذبتها لإنو لو دققت لبصمت إنو في شي... معقول جد جودي وعزوز ابنها رح يتركوا الرجال ويقعدوا لحالهم معها... فلفت راسها مكمّلة الحكي مع بنات حمامها سهر وأمل وسلفتها الوحيدة كوثر بعد ما ضمنت بنتها قعدت محلها...وهي شو مزعوجة من القعدة هون بس رح تجاري احترامًا لابنها وحماها وكنتها... في حين بنتها جوري القاعدة على أعصابها بسرعة انتهزت أول فرصة انشغلت فيها أمها مرسلة لعزوز (عزوز أمي ما قبلت تخليني أرجع عندها وانا ما قبلت احكيلها انها تعبانة علشان القاعدين حوالينا)... وارسلتلها من هون لافة ع أريام يلي مندمجة بالحكي مع البنت يلي جنبها ومهمليتها هي... فشبت فيها نار الغيرة ولفت تاكل من الأكل يلي قدامها وهي مناها تشل جودي لإنها لو كانت منيحة لكان جو العزيمة أحلى... وفشت خلقها بالأكل وهي مو عارفة شو عملت بأخوها -القاعد جنب عمو جابر وجواد وهو مالو نفس للأكل لكنو عم ياكل تمشية حال- بس حس تليفونو رج بجيبتو مرتين... فسحبو مفقّد إذا جوري كانت مرسلة لإلو شي... إلا لمح رسالتين واصلينو بنفس الوقت... وحدة من المضيعة مرتو واللي فتحها أول شي من عدم تصديقو إنها مرسلة لإلو رسالة وبس قرأ شو مكتوب فيها (مرحبا عبد العزيز أنا نغم بنت عمها حبيت طمنك عنها هي تمام وهيني سطحتها بغرفة نومها فوق) وهيك بدون ما يفتح الرسالة التانية فهم أختو المطقعة إنها مو عندها... فقرر يقعد شوي مع الرجال وبعدها يروّحها ع البيت... والمشكلة عاصي ما أجى ع العزيمة لإنو ابنو سخنان فمستحيل يترك ابنو ويجي ينورو بهالعزيمة... وأبوها للمدام وعمامها أكلوه بعيونهم... ومعارف أهلو وأهلها كل شوي مركزين عليه... أي وبعدين يعني... إن تحرك حركة هيك ولا هيك محسوبة عليه... فكان يتعامل بتواضع قدر ما بقدر... وما صدق الوقت شوي يمضي والناس تقوم لتغسل إيديها وتصلي المغرب جماعة... ليتحلحل الوضع...وأهلو وأهلها يلتهوا بمليون شي وما يحسوا ع تسحبو... فبسرعة سلّم من سنة المغرب وتحرك بالخفة لعند جدها مخبّرو إنو رح ياخد مرتو ليروحها... وشكر ربو إنو ما تقابل مع أبوها ولا عمامها إلا عمها عثمان العرب واللي هو اكترهم منطقية وهداوة: طيب يا عم أنا بدي استئذن منك لإنو حفيدتك متل ما إنتا شايف شوي تعبانة... فخدلي طريق لروح عندها... 
الجد رفع إيدو ع كتفو بمعزة من معزة حفيدتو وهو عم يقلو: هلأ بخبر كنان لإنو راح لعندها ياخدلك طريق... وإذنك معك... إن شاء الله بنطل عليها ع العيد كمان... وبتكون بصحتها... 
عبد العزيز رد عليه: إن شاء الله! وبعّد عنهم راكب سيارتو رايح للمدام يلي حضرتها كانت قاعدة ومبسوطة مع عمها كنان يلي جابلها بوظة وفاتحلها ع قناة سبيستون وانسحب من عندها بعد ما خبرها: بدي انزل أخد طريق لزوجك! 
وطلع من هون وهي طفت التلفزيون من هون من توترها من كلمة زوجك... ضروري يقولوا زوجك... هي صغيرة على هيك كلام... والكارثة هي ما لحقت لسا تستوعب شو قال ليلحق يصل عمها وزوجها لعندها... فبس سمعت صوت عمها كنان وهو عم يقول من ورا الباب: تفضل أدخل! 
بسرعة كملّت فطورها وبس انفتح الباب رفعت راسها وعيونها طلعوا من مكانهم أول ما لمحتو واقف قبالها بالبدلة السودا وهو كلو هيبة وجاذبية... فابتسم بوجهها لإنو واضح عليها إنو صحتها صارت أحسن... فمشى لعندها باللحظة يلي كنان انسحب تاركهم لحالهم بعد ما سكر الباب عليهم... فقّعد قبالها وهو عم يقلها: مالك عم تطالعيني هيك!!! ورفع إيدو ماسح ع شعرها: شو شايفك صرتي أحسن! ولف وجهو متفقد جناحها الناعم متلها متلها: فكرت عندك غرفة نوم مو جناح!! 
جودي كشرت شو يكون عندها غرفة وحدة مو جناح... جد استغفر الله... فلف عليها لامح تعابيرها: مو عاجبك كلامي...فرفع إيدو ماسح ع شعرها.. مرجّع الخصلة النازلة قريب وجهها ورا ادنها وهو عم ينبهها: أنا بقول إذا بكرا رح تتعبي هيك ما تصومي... 
جودي رفعت راسها وعيونها الكانوا جدا بريئيين من الصدمة ناطقة بدون تفكير: ليه!!! ورجعت بلعت ريقها وهي مش قادرة تستوعب ليش قلها هيك... فرد عليها بكل بساطة مش فاطن يلي عندو الفهم عندها غير عن الفهم عندو: بدك تصومي ديري بالك على صحتك... يعني عجبك حالك هيك بدل ما تنبسطي عند أهلك قضيتها متمددة ومتنقلة من غرفة لغرفة بدون ما تشوفي حدا... وغيّر الموضوع وهو شاكر ربو إنها ما قعدت مع أهلها لإنو هو مو ناقصو قصص وجعة راس مع النسوان وقعداتهم من تصرفاتها يلي شو بتبيض الوجه... انا بقول خلينا بعد شوية نروّح ... 
فتحت عيونها ع آخرهم من انبساطها علشان تلحق تكمل قراءة الرواية يلي فقدتها وهي عم تحضر ع سبيستون... 
استغرب ردة فعلها... ع شو مبسوطة... رفع حاجبو محتار... مو قادر يفهمها ... فرفع إيدو حاكك أنفو وهو عم يذكرها: انا بقول كملي بقية أكلك يا بلوة! 
الضحكة اختفت عن وجهها وبعدت الصينية: أنا شبعت.. 
ناظر أكلها والكان يا دوب ماكلة من الرز شوية ونص قرص كبة وشوية من السلطة وتاركة جاجتها متل مهي... وصحنها اللبن مو مصيوب فنطق بعدم تصديق لإنها شبعت من كتر ما كانت قبل نفسها مفتوحة ع الأكل: وين شبعتي نفس أعرف انا كيف عايشة إنتي إذا بتاكلي هيك... والله الولد الصغير باكل أكتر من هيك... يبقى لصرتي حامل شو رح تاكلي؟
توترت ... تلعثمت ولسانها صار يحكها مطالبها لترد عليه وردت بالرد الغلط بالوقت الغلط: انا ما بدي! 
طالعها من طرف عيونو ممشي أصابع إيدو الشمال ع إدنو اليمين معلّق: والله شي حلو صايرة تراددي وإنتي عند أهلك... أيوة بالله شاللي ما بدك؟ 
جودي خبت وجهها بإيديها مو عارفة شو تقلو.. فرِجع عاد سؤالو: شاللي ما بدك إياه؟ 
بعدت إيديها عن وجهها زامة شفايفها بحيرة وهي عم ترفع بؤبؤ عيونها لعندو رادة ببساطة: ما بدي أكون حامل! 
جفل ... هادي شو بتخبص بالحكي... تركها أسبوعين وهيك طلع منها شو حال كمان ولّا لتكون لإنها عند أهلها قويت فنطق مسكّتها خوف ما يقتلها ع كلامها البطال المالو داعي يسمعو لا هلأ ولا بعدين: أنا بقول رح اعمل حالي مو سامعك ... وأصلًا مين سألك إذا بدك أو ما بدك عيلتك اختارتك كرمال هالم (كان رح يحكي هالمهمة بس مو حلوة يحكيها بهالقسوة هاي لأم ابنو) .... بسرعة كملي أكلك لنروّح! 
جودي من فكرة الحمل ولعت معها وأكلت بسرعة مو من الجوع إلا لتفش خلقها فيه وهي مو منتبهة على عيونو المراقبة تصرفاتها الجديدة عليه... صاير لقطتو أظافر صغيرة شي حلو والله... فقام من جنبها مفقد جناحها بدو يعرف أي عالم مرتو كانت عايشة فيه... 
فكان مبين على جناحها البساطة والرقة بلون المشمشي السايد فيه... والرفاهية من غرفة غيارها الكبيرة من القطع غير الملبوسة من النمر المتروكة عليهم وغير الحفايات الكتيرة واللي لفت انتباهو لبسها معظمو فساتين قصيرة وتنانير لفوق الركبة... ولا الطواق يلي عندها بكترة والحلوق الناعمة اما خواتم وسناسيل وأساور ما فيه... 
وحتى المكياج يا دوب عندها منو كم روج ومسكارا واشياء بسيطة ولا تلفزيونها الكبير... فعلًا مبين عليه جناح بنت رقيقة فرجّعلها بالوقت يلي سمع صوت مغسلة حمامها.. فتحرك لعندها إلا لقاها بالسر عم تحط روج... رفع حاجبو ساند حالو ع الباب معقب ع اللي عم تعملو: شو قصتك يا بنت مع هالروج!!
جودي خبتو ورا ضهرها علشان ما يسحبو منها وهي عم تضيّق عيونها... فمسح ع وجهو من هبلها الرح تقتلو فيه طالب منو: إمسحيه لونو مو حلو عليكي... ويلا جيبي لفتك لتغطي شعرك وخلينا نتسهل... 
جودي هزت راسها بإنصياع لإنها زعلانة منو شو مو حلو عليها الروج... شو هادا الكلام... فعفست بوجهها وهي مو عارفة إنو كلامو صح لإنها مو حاطتو بكل دقة ع خط شفايفها وفوق هيك مكترة منو طبقات ولونو كتير فاقع فوشي ع أحمر فكان بتاتاً مو شكلها ولا ستايلها... وبعّدت عن المغسلة بعد ما سحبت عنها شنطة الكتف التاركتها عليها... فاستوقفها بسرعة: من وين جبتي هادي الـ~~
فسكت يعني من وين أكيد من جناحها... بس شو بدها بالشنطة هاي... إذا هي أصلًا ما معها شي تحطو فيها غير التليفون... بعدين كل يلي عندها بجناحها على هوى ما شاف كم شنطة صغار... فممكن في أغراض عزة عليها وحبت تاخدها معها... فما حب يقلها هاتي شوف شنطايتك شو فيها لإنو لحالو رح يشوف شوفيها بعدين... يا دهاؤو هو ويا هبلها هي...
طبعًا هي ما ردت عليه لإنها هي طايرة من الفرح من الهدية يلي جابتلها إياها نغم من فيتامينات وعطور ومكياج بسيط كهدية لإلها في هالشنطة الفخمة بلونها المشمشي البسحر العين وهي مو فاهمة شو ورا هالهدية... لإنو هي فكرة تيجيها هدية من أي حدا بتحبوا ولا بتكرهوا بتفرح قلبها وبتطيّر عقلها فوق مهو طاير... وأصلًا شاللي خرّب حياتها مع سامي غير هادي العادة يلي بتطير عقلها... أما هو بس شافها هالقد مبسوطة خلاها ع راحتها لإنو جمالها بتضاعف مع ابتسامتها الطالعة من القلب بكل صدق... فسند حالو قريب التواليت مراقبها وهي عم تسحب لفتها عن سريرها راجعة لعندو وهي خجلانة منو... 
أيوة هادا يلي كان ضايل عليه يلبّسها المنديل... فابتسم عليها أول ما تذكر أختو جوري وهي قريب عمر التلات سنين شو كانت تشترط عليه علشان يلعب معها (عزوز حتلي المنتيل لكون أنا أمك وإنتا ابني) "حطلي المنديل لكون أنا أمك وإنتا ابني"... 
فسحبو منها وهو عم بعلق: بعيني الله فيكي يا بنت!! 
ولبسها إياه بدون ولا إي دبوس... ومسكها من إيدها منزّلها معاه تحت وهو عم ياخد الطريق بصوتو: يا ستار! فلفت عليه مندهشة محاكية حالها مع مين عم يحكي.. فجأة إلا رن تليفونو فرفعو متفحص مين إلا كان عمو جواد... فلف عليها فجأة سائلها أول ما تذكر إنو أعطاها تليفونها: وليه وين تليفونك؟ 
رفعت الشنطة وهي مبتسمة: هون! 
مسك ضحكتو ع ردها... بالوقت يلي رد فيه ع عمو: آه عمي! وكمل نزولو وهو عم بسمع رد عمو: عبد العزيز احنا بدنا نطلع عجّل علشان نطلع مع بعض من دار حماك...
عبد العزيز هز راسو مستعجلها بنزول الدرج: تمام هيني جاي! 
وسكر الخط طالع فيها لعند السيارة وهي عم تتثاوب حضرتها ... لإنها بدها تنام .. يا الله متى بدها ترجع ع سريرها الكبير بهداك القصر وتكمل قراءة الرواية وتشوف شو رح يصير مع البنت الشقية... وفجأة حست حالها كأنها واقعة في عالم مظلم لحظة ما تقابلت مع عمامو وجدو وجدها وأبوها وعمامها طالب منها: نزلي وجهك! 
فقربت منو منزلة وجهها وتركيز عيونها ع الارض وهي نفسها تستعجلو ومش هاممها ليش قلها لإنها ما بدها تبقى هون اكتر من هيك... وجت رح تخبي راسها بصدرو لكنو هو تقدم مسلم ع أبوها وعمامها بعجلة وهي شو لسا مصرة تخبي راسها بصدرو وهو استغرب حركتها وجرئتها معو ع العلن... فحوطها بدراعو بتملك علشان ما تضلها تتحرك جنبو... فابتسم أبوها عليها... أكيد رح تجيب آخرتو متل بنت عمها المتمردة... 
فقرّب منها أبوها محراك الشر ماسح ع كتفها بس لمح عمامو عم يستئذنوا راجعين لسياراتهم القاعدين فيهم نسوانهم المنتظرينهم ليروحوا بعد صلاة التراويح ليطلبوا من محل حلويات اشياء زاكية وياكلوهم برواقة على راس الجبل بالخلا: يلا انشالله المرة الجاي بنجي عندكم وبنسمع خبر حلو منكم! 
اصطنع عبد العزيز الابتسامة وهو فاهم كلامو عن الحمل: انشالله! ويلا خلونا نتسهل ورمضان كريم!
ردوا عليه والابتسامة كل مالها عم بتزيد ع وجوهم: الله أكرم! 
فبعّد عنهم ناحية جيبو فاتحو بريموتو ومساعدها تطلع فيه ومسكر الباب عليها بعد ما حطلها الحزام لإنو باينها رجعت لهبلها... ولف نص لفة راكب الجيب وساقو بعد ما حط حزامو وهو عم يلف راسو عليها متأمل فيها بتعجب: انتي كيف طالعة غير عن عيلتك؟ 
بعدت راسها عن الشباك مطالعتو ببلاهة: نعم؟ 
هز راسو ماسك ضحكتو عليها: ينعم الله عليكي بقول كيف طالعة غير عن عيلتك؟ 
جودي عدلت منديلها: ما فهمت! 
ابتسم غصب عنو: ههههه خلص فهمت... 
ورد محاكي حالو... لانها ما بتفهم طلعت غير عنهم ... وحرك إيدو مشغّل مسجل سيارتو يسمعلو قرآن ولا برنامج إذاعي بخص وضع البلد.. ليسلي حالو.... عارف هالبنت الحكي معها لا بودّي ولا بجيب ...وما حس ع حالو الا هو واصل حيهم... فوقف السيارة بموقف السيارات ولف عليها آمرها: انزلي! 
ففكت حزامها بدها تفتح بابها لتنزل من شعور الخوف يلي راودها ع فجأة بس حست ما في حدا بالقصر لحظة ما لمحت ضواوو مطفية رغم إنو الخدم لسا بالقصر وبعض الضواو مضوية جوا وبرا بس هي مع الخوف عقلها ضيّع وحكمت بسرعة بدون ما تنتبه ع باقي التفاصيل البتفنّد خوفهت فورًا... 
فنزل هو من سيارتو مقهور من برودتها وبطأها بالحركة: لك خلصيني انزلي! 
فأضطر يجبّرها لتنزل وهي ماسكة بشنطتها الجديدة بقوة خوف ما توقع منها وهو عم يقلها: أنا بقول الله يحفظلي صحتي معك بس!! وسكر بابها طافي سيارتو وهو مستغربها من مزاجها يلي كل نص ساعة ولا كم دقيقة متبدل... فسحبها من إيدها داخل البيت فيها... بدون ما يضوي أي ضو... ومشي فيها لجوا... فخافت وتلكبت منو... ورغم خوفها منو تمسكت فيه لإنو ما فيه غيرو معها بهالمكان الكبير... وبس حست فيه طلّعها الدرج تطمنت... ماخدة نفس طويل إلا نطق ع فجأة مرعبها: مالك يا بنت خايفة؟؟
فتمسكت فيه بقوة من خوفها المبالغ فيه طالبة منو: ما تحكي معي!
فضحك عليها بصوت عالي مخليها مو ترتعب ع الخفيف إلا ع مستوى تقيل... فصارت بدها تبكي منو... فطبطب على ضهرها هامسلها: ما توقعتك جبانة هيك!! 
جودي عبست وما ردت عليه وفجأة سحبها ع إيدو اليمين فاتح باب جناحو ومضوي ضوو ...وهي هون فهمت إنهم صاروا لحالهم والباب رح يتسكر... فبسرعة انتفضت مبتعدة عنو وهي عم تشد ع شنطتها بقوة... لمجرد ما سمعت صوت تسكير الباب... 
فابتسملها بفتور وهو عم يكتف إيديه وعم بسألها: لساتك خايفة!؟ وقرب منها بدو يسحب شنطتها... لكن هي بسرعة رجعتها لورا ضهرها بخوف من إنو ياخدها منها متل ما عمل معها بالروج قبل ما تروح لعزيمة جدها... 
وبس حست فيه قريب منها كتير وهو مواجهها.. بسرعة رجعت لورا برفض لقربو أول ما لمحت نظرات عيونو لإلها تغيرت.. بس طلع توقعها وخوفها مو بمكانو لإنو توقف مكانو وهو عم يبتسم بوجهها: بسرعة أدخلي توضي علشان تقضي المغرب والعصر كمان إذا باقية ناسيه تصليه من قبل علشان نصلي جماعة العشا والتراويح... 
جودي هون ركضت مطبقة كلامو بعد ما خبت شنطتها بعيد عن عيونو بغرفة الغيار... وبسرعة دخلت وطلعت من الحمام متل سونيك (شخصية كرتونية سريعة) داخلة مغيرة فستانها المعيقها بالوضو ولبست بدالو بجامة مريحة... وهو مو داري عن شي لإنو طلع يحاكي أمو دام أختو من سوادة وجهها قدامو مسكرة تليفونها وما بترد على اتصالاتو... فبس تطمن عليهم رجع لعندها إلا لقاها عم بتصلي بدون ما يرجع يأكد عليها... لا شكلو البنت صايرة تفهم... ع اليوم لو تفهم بكل شي طول الوقت بس بالحد يلي بفيدهم تنيناتهم... وبس لمحها عم تسلم سألها: قضيتي العصر والمغرب؟ 
هزت راسها فابتسم بوجهها: ارجعي لورا وهاتي المصلية التانية... 
طبقت كلامو معطيتو السجادة... ففرشها مكبّر قدامها بصوت علشان يصلوا العشا والتروايح سوى فأقام الصلاة وهو عم يقرأ بخشوع على عكسها هي يلي تعبت منو ومن السور يلي بتسمعهم لأول مرة... ولولا الخوف منو لكان سلمت.. ومشكلتها كل ما تقول هلأ بخلّص بقوم يصلي فيها كمان ركع... فلف عليها وهو متأكد وحاسس فيها رح تنهار من الوقوف ع رجليها لو كمّلت معاه أكتر من اربع ركعات فنطق مسرحها لتواصل معاه بالركعات التروايح: يعطيكي العافية قومي... 
وهي ما صدقت خبر وبسرعة قامت معطيتو المجال ليكمّل بقية ركع التراويح... وبس وصل ركعة 12 وتر تلاتة سلم قارئ الأذكار وقام طاوي سجادتو إلا لمحها متمددة ع السرير ع بطنها وضاغطة صدرها وكتافها ع المخدة وعم تقرأ برواية حجمها صغير... فمشي لعندها متفقد بشو الأخت مندمجة... وهي بس حست عليه لفت مواجهتو فابتسم بوجهها قاعد قريب منها... فهي جت رح تبعد عنو بخوف لكن هو حوّطها قبل ما تبعد عنو ساحبها لعندو بعد ما سكر الرواية يلي عم تقرأ فيها... ماسح ع شعرها... مو قادر يستوعب هادا الجمال لإلو هو ... فمسح ع وجهها بكل رقة... ما ح ياخد حقو منها غصب عنها ... لانو هي رح تستسلمو بإرادتها متل قبل.... فهمسلها بإدنها: أكيد فهمتي مغزى كلام ابوكي اليوم! 
هزت راسها يسار ويمين رادة بخوف: لا ! 
مسح ع وجهها بنعومة: نفسي اعرف امتى عقلك هادا رح يكبر!! 
وقرب وجهو منها شامم ريحة شعرها وعطرها الخاص فيها مع ريحة جسمها... 
كلشي فيها اليوم كان مغري بشكل مو طبيعي... حتى حركاتها المتأخرة واستيعابها البطيء وردودها الغبية صهروه مو من من حركاتها الغبية وبرودتهم... صهروه من معدنها البريء والنقي كتير... فجد كان اليوم مشوارهم بالسيارة وروحتهم لمكان جديد عليهم ضاف شي لعلاقتهم... فقرب منها وهو عم يعاملها كأنها شي غالي عليه ونادر الوجود بحياتو... فجت رح تهرب منو لما شافت عيونو هيك لكن لمساتو وإيديه مو معطينها مجال لتفكر تفكير منطقي معو.. ودابت معو بشكل جديد عليها... وهي مو عارفة هي شو بدها منو ولا فاهمة ليه عم تتفاعل معاه رغم أوجاع جسمها الجديدة عليها... 
وما عرفت كيف الشي صار بينهم وكيف خلص لإنو وجع راسها رجعلها... فكانت العلاقة شبه متوترة بينهم... فتركها ع راحتها وقام يغتسل بسرعة لإنو جد خلص ما عاد فيه يضلو صاحي كل هالقد... فطلع بروب الحمام بدون ما يطالعها داخل غرفة الغيار ليلبسلو ملابس داخلية وبنطلون بيجامة ليرمي حالو ع السرير وينام بسرعة بعد ما يغيّر مفرشو الخمري الحاطينو الخدامات على سريرو بطلب من جوري ومدامتو... 
أما هي قامت للحمام تغتسل باللحظة يلي لمحتو طلع فيها من الحمام لغرفة الغيار...وهي مو عارفة ليه ماسكة دموعها... وخايفة منو بزيادة عن قبل لأسباب مو عارفتها بس شاعرة فيها... فما عرفت كيف اغتسلت متل ما خبرها هو بأول رمضان من كتر ما وجعها جسمها وشو كرهت نفسها لما تذكرت وهي عم بتحمم ما جابتلها شي تلبسلو ع السريع... 
وسبحان الله كأنو هو حاسس فيها لإنو جابلها شي تلبسو بعد ما دخلت بكم دقيقة... وتركها تكمل اغتسالها بدون ما يطبق الباب عليها وقعد على كرسي التواليت مفقد كم شي بتليفونو... وهو عم يستناها برا لإنو ما رح يعرف ينام وهو مو متطمن عليها... وحسها كتير طولت عليه مو شوي... فقام بدو يشوف مالها إلا لمحها طالعة من الحمام وهي عاملة شعرها كعكة وباين عليها التعب... فقرب منها بتفحص... لكن هي قربت منو بشكل لازق فيه... لتسند حالها عليه من وجع راسها المو طبيعي... فاضطر يحملها وهو عم يقلها: إذا بكرا بتضلك هيك ماخدك تعملي فحوصات... 
تعمل فحوصات مين قال... هي كتير منيحة... يعني مو شي جديد عليها تعيى... زمان كانت بس تزعل كتير أو تنضرب من أبوها تغيب عن المدرسة لأيام وأسابيع بدون ما تروح على دكتور ولا حتى على العيادة لخصوصية العيلة... فيلي بتمر فيه يعتبر روتين من روتين حياتها... 
فتجاهلت كلامو متمسكة فيه بقوة والعالم عم يفتر فيها... وما صدقت تحس ببرودة مفرش السرير يلي تحت ضهرها لتلف حالها بالقوة وتضم جسمها متل البيبي لتنام قبل منو وهي مو قلقانة لا بحالها ولا بالعالم ولا باللي صار معها تاركة الخيّال يتمدد جنبها وهو قلقان عليها ومتندم إنو ما اخدها ع مستشفى العيلة ليعملها الفحوصات السريعة... يلا من بكرا الصبح إذا ما تحسنت ماخدها لو على حساب شغلو... وفجأة تذكر قصت الضواو فقام طفاهم ورجعلها لينام وهو محوطها بين إيديه برعاية وبشوق كبير لتنام بين إيديه... فهو لو ما كان يقلق عليها بالنهار من انشغالو بالاسبوعين يلي عدوا لكن بالليل لما بصير بدو ينام بصير يستففد قربها منو... 
فاليوم الحمدلله ما رح يستفقد قربها منو لإنو استرخى بمجرد ما حوطها من ضهرها ونام بدون أي تفكير جنبها من إرهاق جسمو وفكرو باسترخاء تام على عكس أختو جوري يلي هربت مع جدها لبيتو وهي مو عارفة أي طعم لا للنوم ولا للاسترخاء من خوفها من عبد العزيز ليبهدلها بهدلة كبيرة.. فتغيب كم يوم عن البيت بكون إن شاء الله ناسي يلي صار... بس الدور هلأ هي شو بدو ينسيها خوفها.. ما فيه غير المسلسلات... بس حتى المسلسلات صارت تخوفها بزيادة من فكرة إذا مسكها عم تحضر هيك مسلسلات لما يشوفها فجأة ويكون لساتو معصب منها... فطفت تليفونها محاولة تنام غصب عنها متل أمها الما كان حالها أحسن منها من بعد ما كملت ع جناحها وهي شو تقيلة من هيك يوم وهيك عزيمة... لإنو صعبة عليها تدخل بيت قاتل زوجها وتاكل مع أهلو عادي كأنو ابنهم ما حرمها زوجها وغيّر كل معالم حياتها هي ولادها... 
والحقيقة يلي عملتو مو صعب عليها إلا بحرقها حرق... لإنها سمحت لنفسها تروح عندهم مرضاة لحماها ولكنتها... غصب عنها... 
وشو الشي الجديد عليها... مو هي يلي دايمًا بتتنازل لتسلك الحياة مع الكل... 
رغم كل تنازلاتها كرمال ولادها كان هادا التنازل أشدهم وجع... وأصعبهم تحمل... لإنها أدركت ابنها مو بس حامل جبال كرمال ياخد بنتهم... إلا عم يحرق روحو بهيك عملة... ومعرفة هالشي حرق روحها معو وصلبها... لدرجة صارت نفسها فيها تمسك ولادها وتحذف ذاكرتهم وتروح فيهم ع أي أرض من أراضي الله الواسعة والعامرة... ليعيشوا براحة بعيد عن هالعيلتين ووجعة هالراس ويتركوا عيلة دهب وظلمها لرب العالمين...
بس الحياة مو هيك يا أمينة فاصبري... وصبرك عند ربنا ما بروح هباء... وشتان بين تفكير أمو الخايفة مقارنة بجدها العم يطبخ بعيد عن مخططاتو مع ابنو محراك الشر... فشو اللي عم يطبخو ربنا أعلم فيه وبالوقت يلي رح يظهر فيه... ومتل ما بقولوا من العجلة الندامة... فما نستعجل ع شي بِوجّع الراس... لإنو خلينا بالأول نستوعب وجعة الراس الأولى من الأخت نغم يلي شو مبسوطة وطايرة من الفرحة لإنها طبقت شي من يلي طلبو منها عمها جاسر بالسر بعيد عن الكل مقابل مبلغ محرز وبستحق تبيع علشانو أمانة الناس يلي بتكون معهم... 
فشو هالشي يلي عملتو فيها بنت عمها المصونة الله أعلم فيه... لكن البشرية كلها مدركة مع التجارب الكتيرة والمتشابهة مع يلي عملتو مع بنت عمها بالاتفاق مع أمها وعمها ما رح يمر مرور الكرام... لإنو الظلم والبهتان شي كبير عند رب العالمين... 
فامكروا براحتكم لإنو ربكم ورب كل الأكوان عم يمكرلكم... وما على جودي إلا تفوض أمرها لله... لإنو خالقها بصيرٌ بالعباد... 
فاضحكي هلأ وأبكي بكرا... عجلة الزمن ما بترحم حدا اليوم جودي تحتها بكرا إنتي وأبوها وأمك... ومتل ما بقولوا العبرة لمن يعتبر... والله أعلم بواطنك إذا من النوع يلي بعتبر ولا لأ...
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل التاسع 

كان فيها بنت دهب تنام بعد يلي صار معها وهي غافلة عن مكيدة نغم وأبوها ومرتعمها معها الليلة من بساطة تفكيرها وقلة تركيزها... فرغم غفلتها ودهاءهم لا يعني كيدهم هيوقع من سريرتها الطاهرة النقية الهتنقذها (يلي هتنقذها) من شر كل بلية شاؤوا ولا أبووا دام الأقدار مصيرة من رب الرحمن... فتقلبت جنبو مفتّحة عيونها بكل بطء وهي حاسة حالها فاقدة ذاكرتها من تقل جسمها... فحاولت ترد تسكرهم لترد تغفى لكن صوتو الْمـُلِح عليها لتقوم تتسحر خرب عليها جوها المغري للنوم: بنت يلا قومي صار وقت السحور!
فاضطرت تقوم وهي شاعرة جسمها متصلب كتير... ومن كتر مالها خلق للحكي ولا المماطلة كابرت ع أوجاعها متحركة من قدامو بدون ما تطالعو بشعرها الملفوف كعكة ووجهها يلي باقي عليه من آثار مكياج امبارح... ونزلت تحت سابقتو ع السحور.... ماكلة بدون لا تغسل إيديها أو حتى لتستنى حدا منهم ياكل معها من كتر ما نفسها انفتحت على الأكل... رغم إنها ما كان إلها نفس بس لما شافت الإشياء يلي بتحبها متل المقالي وهالقصص هاي كل شي تغير عندها... فأكلت من حماسها مو لتشبع إلا لتملي بطنها لآخر نفس فيه... وهو منصدم منها لما نزل يتسحر هو وأمو... لكن بنفس الوقت تطمن إنها مو مدروخة وعم تاكل منيح... وبس حست على حالها لازم تقوم... رجعت الكرسي لورا متحركة لعند المغسلة وهي مو مستفقدة جوري معهم لإنها متعودة ما تكون دائمًا معهم ع السحور... فكمّلت طريقها لفوق وهي عم تسمع استفسار يلي بقولوا عنو زوجها لأمو أمينة: شكلها بنتك نايمة عند جدي؟!..
تنام الآنسة جوري عند جدها ولا تنام بجناحها آخرهمها هي... لإنو جاي ع بالها هلأ تكمّل نومتها من النعس يلي حاسة فيه وما صدقت تصل سريرها لتتمدد عليه وتنام بكل راحة... بس وينها هادي الراحة يلي اختفت عنها فجأة بمجرد ما حست نفسها عم تلع وركض ع الحمام لتستفرغ كل يلي أكلتو على دفعات... وبس حست في حركة برا الحمام بسرعة نزلت السيفون موقفة ع رجليها بالقوة... مو ضروري حدا يعرف عن يلي عم بصير معها خاصة يلي بنام جنبها كل يوم كرمال ما يتشمّت فيها...
وصارت تتوضى وهي أصلًا ما فيها حيل للوضو... لكنها توضت لإنها بدها تعمل أي شي كرمال يشوفها تمام مو بس من خوفها ليتشمت فيها إلا من خوفها كمان لياخدها تعمل فحوصات متل ما قلها بالليل...
شو هي تروح تعمل فحوصات... استغفر الله... بحياتها كلها ما عملت فحص على هوى ما بتتذكر غير كم مرة بالغصب عنها... والأهم من هالشي هي حتى ما دخلت مستشفى رغم الضرب يلي أكلتو من أبوها والوقعات يلي كانت توقعها من كتر ما كانت تضلها تركض كل ما تشوف سامي ولا أبوها ولا حدا جاي غريب عندهم... فع هيك شي بدها تروح تفحص حالها ما أهبلو عن صح... فطلعت من الحمام ناسية تجفف إيديها وفجأة حست ما عادت تشوف شي قدامها فتمسكت بإطار الحمام وهي حاسة في مجال لترد تستفرغ...
لأ مو وقتها هلأ... فكابرت محاولة تتطنش لعة نفسها وهي عم تمشي لعند سريرهم وما حست بحالها إلا عم تخبط فيه... بجد مو وقتها تخبط فيه... فجت رح تبعد عنو لكنو هو مسكها من إيدها مفقد وجهها يلي شحب ع فجأة... فمسح عليه بتفحص: ليه هيك وجهك مخطوف لونو؟
مخطوف لونو ولا لونو مو مخطوف... إنتا ما إلك خليك بحالك..
ما بدها إياه ياخدها تعمل فحوصات... بس المشكلة جسمها رغم محاولاتها ومكابراتها على تعبو وأوجاعو فاضحها... فنطقت غصب عنها وهي عم تحاول ترفع دقنها لتطالعو: أنا
ورفعت إيدها متمسكة فيه قبل ما توقع مكمّلة كلامها: مدروخة!
بسرعة حوطها من ضهرها ورفعها: هادا وإنتي ماكلة كل هادا وبتدروخي... شو حال لو ما بتاكلي مع الصيام... لراح نترحم عليكي...
ولف فيها ممددها على السرير... وهي مو معو من كتر ما صار راسها يوجعها فصارت تمتم من وجعو: مممممم!!!
وهو بس شافها هيك أحتار يعني يشد عليها ولا يرخي... ياخدها تعمل فحوصات ولا طبيعة جسمها الهشة ما بتتحمل وبس بدها مقويات... بس أول أسبوع بالصيام ما كانت هيك... أكيد ما راح تكون هيك من كميات الأكل يلي كنت تطعميها إياها... ووقف تفكرو لحظة ما انتبه ع قشعريرتها الفجائية ومحاولتها لتغطي حالها... فبسرعة غطاها وهو عم يسألها: حاسة بشي... بدك جيبلك شي؟
هي ما بدها شي غير يروح من هون... ويتركها لحالها... فلف بسرعة مدور ع ريموت المكيف طافيه كرمال ما تحس بالبرد كتير... وفجأة لفت عليه مأشرة بإيدها اليمين يروح من عندها... مو عارفة هي ليه مو طايقتو فجأة... فهو قام من عندها كرمال يتركها على راحتها لكنها هي بسرعة تراجعت عن قرارها ساحبتو من إيدو ليرد مكانو... وليكون الوصف أدق ما كانت سحبة... هي كانت مسكة لإلو بدل السحبة من كتر ما كان جسمها مرتخي... فرد لمكانو فورًا برغبة منو كرمال يفهم مالها هالمضيعة يلي عندو... ودهش بس لقاها حاملة حالها رغم تعبها لتكون بحضنو...
فتعجب منها... هادي البنت مالها... لحظة بتقلو روح... لحظة بتصير بدها إياه... حدا قلها لعبتها هو... ولا شو بالزبط... فتندم على قعدتو لإنو باينتو حضرتها عم تستصغر فيه وهي بعياها... ما تعيى حضرتها!!! هي مو أول ولا آخر وحدة رح تعيى... فبعّدها عنو مطنش دلعها وبياختها... بدون ما يغطيها... وقام تاركها تدبر حالها...
وهي بس شافتو عمل فيها هيك عصبت منو بزيادة... لإنها كتير سقعانة وبدها قربو لتدفى... فبوزت كارهة حالها فوق بردها علشانها وحدة تافهة بتعيد غلطها مع الشخص الغلط كمان مرة... مهي فاهمة هو ما بحب يرعاها وبرعاها مكره وغصب عنو لليش بتسوي هيك كمان مرة معو غبية شي؟؟ فسحبت غطاها بأعجوبة منها... محاولة تنام من كتر ما راسها تقيل وبوجعها... وما بتعرف كيف عينها سهت من بين وجعها بالوقت يلي طلع من جناحهم ليلحق يصلي الفجر جماعة لإنو حضرتها ببياختها آخرتو... متى هتبطل عاداتها المالها داعي شكلو رح يرد يشد عليها كرمال يعني ما تصدق حالها حبتين وتفكر تتحكم فيه بهبلها وحركاتها التافهة... فصلى جماعة مع المصلين جنب عمو وجدو يلي سبقوه بكم دقيقة... وبعدها قعد يقرألو جزء من القرآن مع أذكار الصباح جنب جدو وعمو ومعارفهم بدون ما يكلموا بعضهم بعد ما يصبحوا على بعض... لدرجة كانت العادة بينهم اللي بخلص أول بتسهل بدون ما يقول شي... لإنهم هما بجوا عبادة مو طق حنك... فكان هو أول من خلص بينهم فرجع قبلهم ع البيت وهو ما معاه غير ساعة نوم قبل ما يطلع ع الشركة... بس وين حضرتو هلأ يرجع ينام... لإنو إذا نام هلأ وارد ما يصحى إلا بعد كم ساعة وهيك أشغالو رح تتعطل... فلأ أحسنلو يلبس ع السريع ويطلع يشوف أمورو بخصوص المشروع الجديد... فبسرعة دخل جناحو ماخدلو دوش سريع وطلع بروب الحمام بعجلة داخل غرفة الغيار مختارلو بدلة من بدلاتو الرسمية... فسحب بدلة سودا مالو خلق هالفترة للألوان التانية... ولبسها مع قميصها الأسود... وبقية كمالياتها وفجأة لف مفقد شكلو بالمراية إلا لمح انعكاس شنطتها على المراية قدامو... فبسرعة لف حالو ساحبها من فوق.... مفقد شو فيها... إلا كان فيها روج وبلوشر لونهم بالمرة مو حلو عليها... مع تليفونها يلي لازم ياخدو معو وعلبة مكتوب بالإنجليزي support for health hair, skin, nails... فقلبها شمال يمين متفقد حبوبها المدورين صغار الحجم بشك... يعني مستحيل هالفيتامينات تكون للبلع وهي هالقد صغيرة لسا لو مكتوب B12 بقول الحبة صغيرة وبتنمص... بس علبة مكتوب فيها مليانة فيتامينات مستحيل تكون هيك وهو من قبل لامح هيك حبوب بس وين... ناسي...
فلا والله مانو معدي هادا الموضوع ع خير... لإنو شاكك بخصوصهم... وهو مو حابب يصرح باللي شاكك فيه إلا لما يتأكد شو فيهم... فبسرعة جاب تليفونو مصوّر الحبوب والعلبة باعتهم لشخص ثقة من معارف عندو كرمال يتأكد... بدل ما يبعتهم لعمو ولا ابن عمو أرسلان كرمال يعني الموضوع يضلو خصوصي بينو وبين مرتو وما يقلق جدو وعمامو بالقصة يلي ورطتهم فيها جدو... وسحب العلبة معو بعد ما تعطر وخلّص كل أمورو... طالع من البيت للشركة مكمّل شغلو... على عكسها هي يلي قامت من نومها معرقة وشوبانة بشكل فظيع لدرجة يلي لابستو لازق فيها... فقامت تتحمم لتنشط حالها... وما عرفت كيف وقفت تحت الدوش بهالسرعة هاي من كتر مهي محترة... شو قصتها هي مع تغيراتها الفجائية... وأوجاعها المتنقلة... فحطت إيدها على نهاية رحمها يلي هي بتقول عنو بطنها... متوجعة منو وحاسستو فيه نفخة صغيرة كتير... وهي ما بتكره شي بحياتها غير تشوف عندها نفخة بالبطن لإنو بالنسبة لإلها هادي سمنة مفرطة... فشكلو لازم تبطّل تاكل بالمرة علشان يروح يلي عندها لإنو شكلها فيه مو حلو بالمرة .... فوقفت المية ساحبة الروب بدون لتنشف جسمها وشعرها... وبسرعة لبستو وهي خايفة لتوقع ع البلاط الحمام الملمسو كتير ناعم... وتحركت لغرفة الغيار ساحبة بلوزة صيفية عريضة عن الجسم لونها أحمر رايق مع بنطلون صيفي خفيف أبيض لابستهم غير مكترثة بجوا مع بعض ولا لا من مزاجها المتقلب... يلي مرة بخليها تعصب بدون سبب... أو تفرح كمان بدون سبب... جد شو هالحالة المتلخبطة يلي مانها فاهمتها ولا حتى حاسة فيها...
أيوة هلأ هي لبست وين رح تروح... فيها طاقة للحكي والضحك... فطلعت من جناحها متململة وهي عم تدور ع جوري لتسليها بدون لتمشط شعرها لإنها مالها حيل تعمل فيه أي شي من تقل إيديها... فدقت على جناح جوري بس ما فيه رد... فدخلت مفكرتها نايمة... بس للأسف ما لمحتلها أي آثر فأحتارت تنزل تحت بدون ما حدا يطلب منها أو يخبّرها من أهل البيت ولا الخدم... فمشيت ع رووس أصابعها مفقدة إذا فيه حدا إلا وصلها صوت الخدم وحماتها عم يقرؤوا القرآن... فعبست محاكية حالها لإنو جوري مو معهم... يا الله جوري وينك؟
فرجعت لغرفة نومها خجلانة وخايفة بنفس الوقت لتنزل تحت لحالها... وصارت تدور ع الرواية يلي كانت تقرأ فيها وبس لمحتها واقعة بين السرير والكوميدينا السرير... بسرعة سحبتها لتقرأ فيها محل ما وقفت امبارح وهي عم تتمدد على بطنها... بس يلي صار معها العكس لإنو القراءة طارت بعيد عنها بمجرد ما شمت ريحة الورق القديمة لدرجة تمنت لو فيها تاكلهم..
فقربت الورق منها مشمشمة فيهم بعمق وقوة... وهي عم تبلع ريقها من تعطشها لتاكل شي متل هالريحة هادي... فتركت الرواية بعصبية... محاولة تلاقي شي يشغلها عن هالريحة وعن هالجوع... بس يلي صار معها العكس بمجرد ما قربت من باب غرفة الغيار شمت ريحة تانية شو زاكية... فبلعت ريقها داخلة الغرفة مدورة شو مصدر هالريحة بس ما طلع بإيدها شي... فرجعت لورا وهي عم تشم ريح زاكية وريح مو زاكية ومعدتها بلشت شغلها معها... وركض ع الحمام... تحاول تستفرغ بس ما فيه شي يطلع وترد ترجع تتسطح وعلى هالحال... فجبرت حالها تتمدد ع السرير وهي مدورخة ومعرقة... وبس لفت راسها شامة ريحة ورق الرواية شو تريحت ونامت وهي عم تبتسم... وكل ما تصحى ترد تنام من تقل جسمها... ومضى نهارها هيك لبعد العصر بدون لا تصلي الفجر ولا الظهر ولا العصر... وهي مو عارفة شاللي بنتظرها من ابن الخيّال يلي ما بعرف كيف وصل البيت بربع ساعة من بعد ما وصلو الرد على الحبوب يلي بعتهم لواحد من معارفو (شكك بمكانو لإنو هدول مو حبوب فيتامينات... وبعدين هادا النوع مو منيح لإنو إلو أضرار كبيرة على المرا مع المداومة على استخدامو... وأنا ما بنصح وما بفضل حدا يجيب هادا النوع من شركات منع الحمل لإنو فيه شركات مصنعة أفضل منو بكتير... بس بالنسبة لإلي ما بفضل حدا يلجأ لهيك حبوب لإنو إلها أضرار ومضاعفات.... الخ)... الرد هادا طير عقلو من مكانو وخلاه يعتذر من الناس المعزوم عندهم اليوم كرمال يأدبها للمطقوقة يلي عندو... لإنو هادي مو بس مطقوقة إلا غبية كتير لما فكرت تجيبهم من عند أهلها... لإنو ما بدها تنين يحكوا فيها... لا تليفون بتحكي فيه مع حدا ولا حتى عندها صحبات تتفق معهم ولا حتى عندها معارف لتروح عندهم وتتفق معهم ع هيك شي غير أختو جوري يلي مستحيل توقف معها بهيك شي وفوقهم طلعة من البيت ما بتطلع... فيعني الجواب معروف بس المو معروف معقول حضرتها بتعرف عنهم ولا لأ؟؟
مشكلتها هالغبية هي هبلة وبهبلها هالمهملة هتدفن حالها على إيديه... فعبر لامح أمو مع الخدامات عم يجهزوا للفطور... فسلم عليهم بعجلة: السلام عليكم!
وقبل ما يسمع أي رد منهم... طلع الدرج بخطوات عجلة وما صدق إيدو تصل باب الجناح ليفتحو بغل ويسكرو بعجلة مدور عليها وبس لمحها نايمة بدون لتتغطى... بسرعة طلّع ركبو على السرير بدل ما يلف نص لفة لعندها... لإنو بنت دهب الكريمة صايرة تنام مكانو... ومد إيدو اليسار بدفاشة ساحبها من شعرها بغل باللحظة يلي مد إيدو اليمين شادد على دقنها بلا رحمة محاكيها: شو مو حابه ترحمي حالك عندي شوي... قلة دينك وجهلك آمننا بالله بس تروحي من ورا ضهري تاخدي ~
وكتم على أسنانو رافض يتكلم عن السم الهاري يلي جايبتو معها من دار أهلها... حكي مو حاكي إلا هيبلش معها تطبيق... والمشكلة هي جد مو قادرة تفتّح عيونها من تقلهم وتقل جسمها ووهو اجى كمّل عليها بشدو على شعرها ودقنها لدرجة بدها تبكي مو قادرة وحاسة حالها مخنوقة وإيديها التقال يلي عم يحاولوا يدفعوه مو حاسس فيهم من خفهم... فخافت منو وهي مضيعة حالها لا فاهمة شو عم يحكي ولا مدركة شو عم يحكي وفوقهم ادنيها عم يطنوا... وبس رفع إيدو عن دقنها ع شعرها رافعها منو وهو مكمّل كلامو معها بغل: أنا ليه عم بعاملك متل البشر وإنتي عم تخلي حالك أقل منهم...
فتأوهت بوجع من كتر ما صار يضغط على شعرها وهو مواصل بأوامرو معها بكل اجحاف: بعد الفطور رح ترجعي تنظفي وترتبي... فما تفكري رح أرحمك بعد علمتك السودا سواء حملتي ولا ما حملتي...
جودي مو فاهمة منو للي مضيع عقلها هو ليه هيك عم يعاملها غير إنو بدو إياها تلبي أوامرو... وقبل لسا ما تستوعب شو بدو... بسرعة جبرها توقف على رجليها مكمّل بقساوتو معها لحد ما وصلها غرفة الغيار دافعها لجواها: هلأ بتقومي تجهزيلي الحمام مع أواعي وبتنزلي تحت متل المتزوجات المحترمات بتساعدي أمي...
هي مو عارفة شو عم بصير ولا حتى مصدقة إنها قادرة توقف على رجليها المتصلبين مع تقل ضهرها... فلفت حواليها مو شايفة شي قدامها إلا بصوتو وهو عم يتكتف راكي حالو ع حفة الباب مع رفع كتفو اليمين من شبك رجليه ببعضهم وهو ببدلتو الرسمية المبرزة عضلاتو بشكل ساحر وملفت للانتباه... آمرها: يلا سوي يلي خبرتك إياه ومن هلأ بنبهك لما بحكي معك شي بدي اسمع صوتك المخبيتو (يلي مخبيتو) جواة حلقك بدل ما تضلك ساكتة... فاهمة!
لا مو فاهمة ولا رح تفهم... وراحت فيها لإنها ما ردت وهي عم تتطلع ناحيتو فهو فكرها عم تعاند فيه.. فقرب منها شادد على دراعها: مفكرتيني عم بمزح معك!!!
جودي مناها تبكي بصوت عالي من كتر خوفها منو وتخبطها مع أوجاعها وطن إدنيها وبس شد عليها بهالقوة هاي حرها بزيادة فرجعت تتأوه وهي حاسة طولها مو مساعدها فرفعت إيدها محاولة تتمسك بأي شي قدامها فجت إيدها ع جاكيتو... تشبثت فيه وهي عم تشم منو ريحة شي بتّاكل فكتمت جوعها وإلحاحها لتاكل من يلي معو... والمشكلة الحقيقة إنها مو ريحة أكل إلا هي ريحتو مع ريحة جسمو بس هي شمتها شي تاني... فتبسمت من بين دموعها يلي عم ينزلوا... وهو بس شافها عم تتبسم باستهتار دفعها بعيد عنو بقوة موعيها ع حالها بنبرتو المخيفة: عم تضحكي حضرتك ع خيبتك!!
فرفعت دقنها وهي عم ترجع لورا بس لمحتو عم يقرب منها... ناطقة بعجلة وهي عم تغمض عيونها لإنو نظرها مو مستقر مع دوختها يلي بتضلها تروح وترجع: أنا آسـفـة!!
هز راسو بسخرية مقرّب منها لدرجة صار فيها حاشرها بالزاوية وأنفاسو يلي هي مو شامة شي منهم غير ريحة عطرو المضيعتها من جمالها عم تلفح وجهها... فرفع ايدو شادد على دقنها بعد ما رفع إيدو التانية على الرف يلي بجنبها: ع شو عم تتأسفي... فتنفس بوجهها لافحو بهواه السخن يلي ريحتو مو سيئة رغم صيامو... ما بدي اسمع صوتك لإنو كمان حرف طالع منك ما تضمني شو ردي... بسرعة جهزيلي الحمام والباقي عندك... وبعد عنها تاركها تتنفس وهو عم يهددها: وجربي ماطلي كرمال ما تنزلي تحت تساعدي أمي والخدم علشان أحرمك بعدها من الطلعة من باب هالجناح وفوقهم ما فيه نومة بدون ما تعيدي طوي كل قطعة هون...
وطلع تاركها ضعيفة كتير... ليه هيك بحوّل معها ع فجأة وبصير شرشبيل2... فأنفجرت من بكاها مجهزتلو لبسة مرتبة وهي مو قادرة تحرك إيدها يلي شد عليها حضرتو بقوة... وطلعت متحركة للحمام وهي متحاشية تطالع أي شي غير الأرض كرمال ما تلمح عيونو القاسية... ودخلت الحمام مجهزتو بالوقت يلي تمدد فيه على السرير مريح جسمو التعبان من قلة النوم... جلطتو بنت دهب.. جايبة حبوب منع حمل... أهلها بدهم يتسلوا فيه ما فشروا هما وبنتهم الهبلة... مشكلتها فاهمة هي لحالها هون ومو قدهم لليش بتساوي بحالها هيك... وربي إذا باقية تاخد حبوب الحمل من قبل ليدفنها وهي عايشة ويحرمها حتى القعدة مع جوري على طعنها لإلو... من وراه بتغدرو... قال شو أبوها بدو إياه امبارح يستعجلو بحملها وهو عارف ومخطط مع بنتو يلي شو مبينة بريئة بعيونها يلي نفسو يخلعهم وشعرها يلي لازم يقصو... كرمال ما تحمل منو رغم إنو هادا عكس الاتفاق يلي صار وقت الصلح...
هه وينك يا جدي... مش بدك صلح معهم والله لو أرسلان أخدها للناس أكلت وجهنا...
يا الله هي وحدة بريئة ولا حية من تحت تبن ولا وحدة مضيعة عقلها... لإنها خلص ضغطتو من تصرفاتها... يلي بتخليه ينغل منها وتحسسو اتجاهها بطاقة شر لدرجة ممكن تخليه ينزل فيها ضرب... وتنهد أول ما سمع شي وقع بالحمام... استغفر ربو بسرو كرمال ما يقوم يكمّل عليها لإنو مو طايق يلمحها ولا يحسها حواليه... فرفع إيدو مخبي عيونو محاول يناملو شوي بس حضرتها المزعجة بعد ما خلصتلو تجهيز الحمام... وقفت جنب راسو متل الشماعة بدل ما تصحيه...
فمثل النوم محاول يشوف شو رح تعمل معو... إلا لقاها قريبة منو كأنها عم تشمشم فيه متل كلاب الأثر... فرفع إيدو مفاجئها... وهي هون نقزت منو راجعة لورا لحظة ما عينها جت بعيونو القاسية... متلعثمة بالكلام من خوفها منو: أيه أأ أنا جهزتلك الحمام... تــ حــٰ ـتـى ~
ضيق جبينو وهو عم يرفع ضهرو مخبرها بدون ما يطالعها: ما في داعي اسمع حسك ولا شوفك هون...
فزمت شفايفها مدبوحة من كلامو وتجاهلو لإلها... فناظرتو بضعف وهو عم يوقف ع رجليه متوجه ناحية الحمام غير مكترث لوقع كلماتو عليها... وهو عم يشوف تعابير وجهها على المراية بدون ما تنتبه عليه... وطبق الباب وراه هازز كاينها بهالحركة... فنزّلت نظرها ع الأرض متحركة لبرا الجناح والدمعة واقفة عند منبع عينها فمسحتها وهي مو عارفة وين تروح بحالها... وباينتها إلا حتى على الأكيد مع نسيانها لكلامو رح تنضرب ولا تنحرم من بعض النعيم يلي عم تتنعم فيها وهي عندو لأنها ما راحت تساعد أمو...
فنزلت الدرجات وهي عم تسند حالها على الدربزين الدرج... وبس لمحت أمو قاعدة ع الكنب وهي مغطية شعرها كعادتها (كرمال بأي وقت تروح عند حماها إذا طلبها إذا أجوا عندو ضيوف) والخدم كانوا عم يجهزوا طاولة السفرة وجو البيت شو كئيب بدون جوري يلي قاعدة لحالها بغرفة الضيوف ببيت جدها (يلي راح ع العزيمة المعزومة عليها لحالو هو واصحابو) من خوفها لتروح ع البيت وتتبهدل من أخوها يلي بتحبو كتير... فكانت وهي قاعدة عم تقرأ آيات وتدعي ربها ليمر الموضوع ع خير لما ترجع بعد شوية ع البيت وهي مطنشة من الصبح أريام وجودي وكل صحباتها من كتر ما هي متوترة... فمن ورا غياب الآنسة جوري عن البيت لهالسبب التافه... اضطرت بنت دهب المسكينة تنزل بقية الدرج لحالها وتتحرك ناحية الكنب لتقعد ع مقعد منهم وهي خايفة كتير من حماتها لإنو المطقعة مو معها... ومن شدة تعبها اضطرت تقعد ع أقرب كنبة لإلها وهي برجليها الحافيين وعقلها المضيّع ناسية تعاليمو بخصوص مساعدة أمو والخدم.. وبمجرد ما قعدت حست بوجع ضهرها فانجبرت ترجّع ضهرها ع الأخر لورا ليخفف وجعو بدون لا تمسي على أمو يلي عم تفقدها تفقد... وللأسف الشديد وجع ضهرها ما خف إلا صار يضغط عليها من تحت أكتر مع تجليسو صح... فرفعت دقنها بشكل لا إرادي متوجعة وشاء ربنا عيونها تيجي بعيون أمو يلي نطقت بقلق بس لمحت وجه كنتها المخطوف لونو وهي عم تضغط ع شفتها بوجع: يما جودي ليش وجهك كتير اصفر؟ مرضانة؟
جودي رمشت بعيونها وهي مو عارفة شو ترد كعادتها معها لإنها بتضلها تقلها يما جودي... فكانت رح تبكي... بس مسكت دموعها لإنها ما بدها حدا يشمت فيها ولا القاسي يلي عندها يكمّل عليها...
فتنهدت أمو أمينة من تصرفاتها الباردة وهي نفسها تدخل فيها وتفهم ليش هيك بتعمل وبتتصرف... من شعورها جوا هالبنت حزن كبير... بكفي عيونها يلي لحالهم بحكوا إنها مارة بشي بوجّع... فردت تنهدت محاكية حالها "الله يعينك ع نصيبك يا بنتي... إذا أنا كنت معك رحيمة ومتفهمة الباقي هياكلك أكل هون" إلا بصوت ابنها مقاطع سرحانها بكنتها وهو عم ينزل الدرج بعد ما اخد دش سريع ولبس بدلة رسمية بتشبه البدلة يلي كان لابسها الصبح لإنو عندو مشوار بعد الفطور لهيك ما لبس يلي اختارتلو إياهم بنت دهب المضيعة: وينها يما بنتك خبرتيها تيجي تفطر معنا!!
أمو أمينة هزت راسها مبشرتو: آه خبرتها...
عبد العزيز بدون ما يطالع شكلها يلي مو عاجبو مع شعرها المعقد غير الممشط: هلأ الآدان بأدن وهي حضرتها مو مشرفة مهي عارفة أول فطور إلنا مع بعض!
فجت رح ترد عليه إلا بصوت المدفع تزامناً مع صوت مؤدن الادان...
فقامت أمو شادة على فخد جودي الشمال بحنية طالبة منها: يلا بنتي قومي لناكل! وبعدت عنها متحركة بس شافتها عم تقيّم حالها ناحية طاولة السفر وهي غير متبعة مع كنتها بنت قاتل زوجها كيف نافرة من الأكل ومن ابنها يلي تقصدت تلف ع الناحية التانية كرمال ما تكون قاعدة جنب أمو ولا قريب منو... فأختارت تنفي حالها بعيد عنهم قاعدة على إيدو اليسار بس على أبعد منو ومن أمو بكم كرسي... وما لحقت تقعد معهم ملقية نظرة سريعة على الأكل ومرة وحدة ملامح وجهها تغيّرت مو عاجبها شي وريّح الأكل داخلة ببعضها من لحمة ورز ولبن وسلطات وكبة... فلفت وجهها نافرة... باللحظة اللفت عليها أم عبد العزيز منتبهة عليها ما عم تاكل شي ومشنكة وجهها فنطقت لافتة انتباهو على مرتو العم تلعب من ورا ضهرو مع أهلها الغدارين من يوم يومهم: مالك يا أمي وجهك تغيّر؟
جودي بدل ما ترد عليها رجعّت الكرسي لورا وهي عم ترفع إيدها ع انفها وتمها كاتمة الريح اللاعة نفسها منها...
ام عبد العزيز بس شافتها عم تتصرف هيك عقلها صار يروح فيها شمال ويمين و هي شاكة في شي فلفت على عبد العزيز يلي كأنو لقط أمو بشو عم تفكر: معقول تك~~
إلا بصوت جوري المرح -بعد ما دعت ربها إنو ينسى يلي عملتو معها كرمال ما تتبهدل- مقاطع جوهم: مشالله عم تفطروا بدون ما تستنوا فيي!
عبد العزيز رد عليها وهو عم يرفع راسو فوق كتفو: والله مشكلتك هادي.. كان حضرتك بكرتي بالجية وفطرتي معنا ع الموعد ما إنتي عارفة هادا أول فطور إلنا مع بعض...
جوري ردت عليه وهي عم تسحب الكرسي يلي جنبو: والله إني جوعانة كتير لدرجة نفسي انزل سباحة بالأكل ولفت على جودي الفاقدتها بقوة... جوجي ليه هيك منفية بعيد عنا تعالي اقعدي جنبي..
جودي هون خلّص ما عاد فيها تمسك نفسها اكتر. من اشمئزازها من حالها....
عبد العزيز رفع عيونو على المدام يلي ما بترد على حدا... لسا قبل شوي بهدلها علشان تفاعلها الصفر معهم... فضيّق عيونو مصبر حالو عليها وهو عم يبلع اللحمة... غير متبّع مع أختو جوري الحست الجو مو كتير... ومن جواها نفسها تقرص جودي ع برودتها هي... فأسعفت الموقف كعادتها أمو الرح تدافع عنها من رقتها وخوفها عليها لتنضر من ابنها يلي ما بحب هالحركات: يما جودي إذا مالك خلق للأكل اشربي مية وقومي...
جودي وين تشرب مي هلأ مالها خلق اشي يقرب تمها وقبل ما تعبر عن نفورها من الأكل حست جسمها برد وأطرافها صارت ترجف... فدفعت الكرسي أكتر لورا وهي مفصولة عن كل شي حواليها من ورا دماغها المضيّع معها... ووقفت على رجليها... تحت مراقبتهم ومشيّت على عماها ناحية الدرج... وفجأة وقفت أول ما حست بعيونها عم يشوشوا وراسها عم بلف فيها... وما عادت قادرة تسند طولها على رجليها فحاولت تمسك بشي بس مو قادرة تشوف شي لتسند حالها عليه فنطقت باسمو يلي ما حدا سمعو منهم: عـبـد الـعــزيـز!!!
وهو بس شافها رح تقع قام بسرعة لعندها ومسكها قبل ما توقع على الأرض رافعها على إيديه وهو عم يؤمر جوري بسرعة: بسرعة روحي جيبي عبايتها وشالها مع مفتاح سيارتي وشي نلبسها إياه برجليها...
جوري من خوفها عليها ركض طلعت تجيبلها اللي طلبهم منها عبد العزيز... بالوقت يلي هو نزلها ع الكنبة محاول يصحي فيها: جودي سامعتيني شي!!
إلا برد أمو وهي حاطة إيدها على قلبها: ألف الحمدلله إنك لحقتها قبل ما توقع ويصيرلها شي... وبلعت ريقها مكمّلة.. أنا بقول يما شكلها البنت حامل فخلينا نوديها ع المستشفى لنتأكد...
عبد العزيز مو عارف يفرح ولا يغتم... مش هو كان بدو يصير عندو ابن منها... لإنها هي الوحيدة يلي كانت بتلائم وضعو...
إيه! طيب شاللي تغيّر كرمال يبطّل بدو؟ غير من عمايلها من ورا ضهرو وغبائها... المشكلة ما فيه يحط كل شي عليها... بس مهي مو راحمة حالها معو... فابتسم غصب عنو بمرار ناطق: وينها جوري لهلأ ما جت!! ولف لجودي مصحي فيها إلا هي عم تتأوه بوجع وعم ترج من البرد... فنطق سألها وهو عم يتنفس براحة إنها صاحية شوي عليهم: شاللي بوجعك؟ وقرّب منها مدفي إيديها الرقيقين بإيديه الخمال مقارنة فيهم...
أم عبد العزيز هون تكتفت بردانة عنها وهي عم تقلو: البنت كتير بردانة يما!! ولفت منادية ع الخدامة رولا: رولـ
عبد العزيز قاطعها وهو عم يشلح جاكيتو: لا تنادي ولا تغلبي حالك... لتطلع رولا تجبلها شي بكون طالعين... ورفعها ملبسها جاكيتو وهو عم يسمع بكاها ...
أم عبد العزيز هون قلبها رق عليها فقربت منها ماسحة على شعرها وهي عم تحاكيها بنبرة حنونة وداعمة لإلها: جودي يما شكلك إنتي تعبانة كتير... متخافي يا روحي هلأ بناخدك على المستشفى يكشفوا عليكي وبنعرف مالك!!
جودي هون هزت راسها برفض ما بدها مستشفى... بس بدها إياه هو يكون قريب منها وهادي يلي عم تقلها يما تختفي من قدامها... فحاولت ترفض لمساتها برفع راسها لتخبي حالها بصدرو لكن ما فيه مجال لإنها جوري كانت عم تنزل الدرج بعبايتها ومفتاح سيارتو وحفاية ناعمة لإلها: أنا جيت بسرعة بعد عنها خليني لبّسها!
عبد العزيز بعّد جاكيتو عنها ولف مو معطي جوري أي مجال لتلبّسها لإنو كان هو ساحب العباية منها ملبّسها إياها بعجلة موجعة جسمها وبسرعة لف الشالة على شعرها المعمول كعكة بالوقت يلي جوري كانت ملبستها الحفاية وهي عم تحاكيها برقة: عمري جوجي ما تشوفي شر... وبسرعة سحب المفتاح من بين أصابع أختو ولف حاملها بين إيديها راكض فيها وهو عم يحس فيها عم تتمسك فيه وعم تخبرو بشي مو مفهوم... وأصلًا لو سمع إنها عم بتقلو ما بدها تروح ع المستشفى لكبت رأيها ... وبسرعة ضغط ع ريموت السيارة مركبها ورا بالوقت يلي أمو لفت من الباب التاني لتكون معها... وهي هون خافت بزيادة ما بتحب تكون مع أمو لإنها هي بدها إياه بس... فحرّك السيارة بعجلة وهو مو حاسس فيها ولا بأوجاعها... وساق على سرعة ميتين مع الشوارع الفاضية دام الناس ببيوتها عم تفطر... سبحان الله ما حلالها يغمى عليها وتدوخ إلا بأول يوم إفطار لإلهم مع بعض... وكأنو يلي عم يكبر ببطنها عم يخبرهم في ضيف جديد جاي لعندكم يقلقكم...
مسح ع وجهو... جد رح تجننو... آخر شي توقعو تكون حامل... مستحيل تكون حامل من ليلة امبارح... فإذا حسبها صح ممكن حضرتها حامل بأسبوعين إذا حسب خمس تيام للتبويض من أيام ما كانت تاخد المسكن بلش الحمل يتكوّن أو من أول ما تزوجها... يعني زي قبل أربع اسابيع...
يعني حملها بالكتير إذا طلعت حامل جد.. هيكون بعمر اسبوعين لعمر تلات أسابيع... فتنهد بحسرة لإنو ما بضمن حملها ما يكون متضرر من المسكنات... فدعى ربو يكون حملها من قبل ما مسكها عم تاخد المسكنات بليلة لإنو هيك أأمنهم (آمنهم) وبكون الحمل لسا بدو يتكون...
من وراها دخل حسابات ومراجعات... فطنّش الموضوع تاركها على تساهيل ربنا... بس كلام واقع إذا حملت هلأ لا يعني تضلها حامل لقدام من عمايلها ولا عمايل أهلها... فالله أعلم إذا حملها رح يستمر بس هو نكاية بأهلها إلا يحافظ عليه بإذن الرحمن وما يعطيهم عين يصلوا لابنو...
جد مو قادر يتخيل هادي أم عرق تحمل وبطنها يكبر...
ويا الله صوت بكاها شو عم يخليه يطلع من أعصابو لإنها عم تبكي متل المظلومة عندهم... وما صدق يوصل مستشفى الخيّال القريب منهم لحدًا ما ليصف السيارة بسرعة وهو عم يسمع رنة تليفونو يلي كان محطوط بجيبتو... فطنّشو نازل فاتح عليها الباب حاملها لإنها مو قادرة تصحصح متل الخلق وبسرعة طبق الباب وراه سابق أمو يلي نزلت وراه وبس سمع صوت طبقة باب أمو بسرعة قفلها بالمفتاح... كالعادة عليه يكون مفكر بكل شي لإنو عارف ومتيقن ما حدا هيقلق بأهم تفاصيلو... وعبر بسرعة المستشفى وقبل ما يصل مكتب الاستقبال سألها بهمس: لليش عم تبكي هيـ
إلا بصوت عمو جواد من بعيد: عبد العزيز من هون!
عبد العزيز بسرعة لحقو هو وأمو داخل الاسانسير يلي باقي يأشر عليه عمو... وبس سكر الباب لف عمو جواد بسرعة ملقي عليها نظرة سريعة متفحص لسانها ووجهها وبرودة أطرافها ودقات قلبها... وهو شاكك إنو عندها نقص حديد ونطق بعجلة: أنا بفضل ناخدها ع غرفة خاصة علشان تاخدوا راحتكم... ورفع راسو معدل سماعتو حول رقبتو وهو عم يغمزو: وان شاء الله تكون حامل مو شي تاني!!
عبد العزيز كان رح يرد إلا بالاسانسير فتح فبسرعة طلع لاحق عمو وهو عم يلف وجهو متفقد أمو إلا لقاها عم تقرأ قرآن... وبسرعة دخلها الغرفة... إلا لقى فيه ممرضة واقفة ومجهزة أبرة الكيلو وأبر فحص الدم... وقبل ما ينطق عمو بشي نزلها على السرير وهي عم تحاول تتمسك فيه رافضة يتركها... فلف وجهو ع عمو يلي عم يسحب عمود أبرة الكيلو قريب من السرير لتباشر الممرضة شغلها معها: متل ما خبرتك ساوي...
ولف على عبد العزيز محاكيه بالوقت يلي الممرضة بلشت تقيسلها ضغطها: أبوي اتصل علي ليتأكد إذا أنا بالمستشفى وهو شو فرحان لتكون مرتك حامل وقلي إذا البنت طلعت حامل إلا يفتحلنا قسم جديد...
عبد العزيز ابتسم بمرار قدام عمو... باينتو بدو يفتح قسم ليترحم فيه على أرواحنا: الله كريـ~
إلا بصوت تأوهها (آه) قاطع كلامهم ولافت انتباههم ع رفضها أي شي يقرب من إيدها وهي مو مركزة باللي قالو عمو... فقرب عبد العزيز منها ماسك إيدها مساعد الممرضة لتنجز شغلها... فهي تأوهت: آه!!
عبد العزيز علق هون: إذا من قياس الضغط توجعتي شو حال الأبرة!
جودي ما ردت عليه من العالم البلف فيها... فكمّل عليها حضرتو بكلامو عن الأبرة لإنو بالنسبة لإلها أي شي بطب بجسمها بخوّف... فبكت مستعطفتو... لكن لا حياة لمن تنادي لإنو جبرها وهو عم يضغط ع إيديها التنتين وعم يحاكيها ببرود وهو عم يسمع الممرضة البلشت بدها تقيسلها السكري عم تقول لعمو بعد ما اخدتلها ضغطها (ضغطها مرتفع): لازم نطّمن على صحتك كرمال نعرف إذا عندك نقص بشي ولا لأ...
ردت عليه بتقل: لأ ما فيه.. لأ ما فيه..
هون عمو والممرضة وأمو ضحكوا على دلعها بالرد وهو مسك ضحكتو عليها وعلى كياتتها... وفجأة توجعّت بس حست بأبرة جهاز السكري شكت بإصبعها الرقيق...
تنهد من دلعها ولف على الممرضة يلي بعدت عنها مورجية عمو نتيجة فحص السكري فعلق: كمان السكري عندها مرتفع... خلينا نشوف فحوصات دمها شو بتقول..
فهزت راسها الممرضة الكبيرة بالعمر راجعة لعندها وهي عم تسحب علبة المعقم وقطنة بيضة لتنظف المنطقة يلي رح تغز الأبرة فيها: يا دلوعتنا ما تخافي صدقيني ما رح تحسي فيها هالمرة للأبرة بالمرة...
جودي ما فيها ترد... لإنو الدنيا لساتها عم تفتر فيها... فما نطقت بشي من تقل لسانها وأصلًا ما حست إلا بشي خفيف أول ما شكت الأبرة بإيدها ساحبة الدم ومعبية كم علبة كرمال يتطمنوا على صحتها وإذا فيه عندها حمل... وبسرعة حطت قطنة ضاغطة على إيدها ليوقف الدم وبعدها حطيت لزقة عريضة... وبسرعة حطتلها أبرة الكيلو بالوريد... وتحركت بعدها ساحبة العينات معها طالعة للمختبر كرمال يفحصوهم باللحظة الرن فيها تليفون عمو من مكتب الطوارئ فبسرعة تحرك: راجعلكم!!
وطلع بعجلة منهم ناحية الاسانسير... بالوقت يلي لف فيه على أمو: أمي أنا بدي ألحق صلي برا فإنتي صلي عندها هون لحد ماني جايب شي تشربيه وتسدي فيه جوعك...
أمو ابتسمت بوجهو: والله يا ابني من فرحتي لتكون حامل مالي نفس للأكل...
عبد العزيز ابتسم ع ابتسامتها وطلع من الغرفة بعد ما ألقى نظرة سريعة على جودي يلي شكلها بحزن كتير متحرك ناحية مصلى المستشفى القريب من كافتيريا يلي بالطابق الأرضي... فصلى واشترى لأمو ولمدامتو شي ياكلوه ويشربوه أما هو اكتفى بكاسة قهوة ورجعلهم حاطط الأكل على الطاولة ومو قادر يقعد هون... حاسس روحو عم تخنقو فنطق بسرعة: شوي وراجعلكم... وانسحب لبرا المستشفى ساحبلو من سيارتو سيجارة مدخنها على جنب وهو عم يشرب كاستو القهوة ومالو خلق لشي حاسس نفسو مسدودة عن كل شي... لإنو ما بحب يكون هيك بس شو بدو يعمل لما الشي الحسبلو حساب يصير...
هو هلأ مو حابب يلوم حدا لإنو هو تزوجها فيعني هو مسؤول عنها إنشالله لو كانت أسوأ وحدة بالعالم... ولا كانت أحسن وحدة بالعالم... لكن مشكلتو معها إنها هي بنت جاسر محراك الشر والشي تاني هبلها الزايد عن حدو ودلاختها... وفهاوتها... ولا الباقي ما عليه غبار... وغير هيك هو ما بدو إياها تكون هيك بس بنفس الوقت بخاف يقويها وتكسر ضهرو وتنزل راسو... فكل شي عندو بهون إلا حقيقة إنها بنت جاسر... ورغم سواد الحقيقة إلا إنو يا جمالها دام هو مو حابب يرتبط بوحدة ويبليها بقصص عيلتو... فهي وللصدق أكتر وحدة ملائمة لإلو كزوجة بس كأم ولاد لأ إذا عيلتها ردت عليهم بشي دنيء وهادا مو مستبعد... بس متل ما بقولوا يا ساعة مباركة لما يقطعها من شجرة عيلتها يلي ما بشرفها تكون منهم...
صحيح هو مو قطوع للأرحام بس يلي يعني كرمال يحميها ويحمي ابنو رح يقطعها منها لإنو أبوها المخرب عم يستخدمها كبيدق كيف بدو هو... فأكيد مرتو بغنى عن أب بشوفها بس كمصيدة... فكمل تدخينو وهو جد صارلو فترة مو مدخن بس اليوم خلص جسمو بدو يدخن جلطتو بقصة حبوب منع الحمل كلو من جوري يلي أكد عليها تضلها عندها ... هو عارف هادي المضيعة يلي عندو ما لازم تنترك لحالها عند أهلها...
وبعيد عن هالكلام... إذا طلعت حامل إلا يخبّر أهلها هلأ كرمال يجوا ع المستشفى هون ليباركلهم... هو ناقصو يدخلهم بيتو ويعطوها شي على غفلة منهم... باينتو كرمال تعيش عندو بأمان وتعفئ حالها من عذابو لازم هو يداريها بدل ما هي تداري حالها من هبلها وغباءها وسداجتها... بس متل ما بقولوا هو قِبل يبقى يتحمل... فرح يتحمل نتيجة اختيارو... ورجعلها بس خلّص السيجار فاتح الباب عليهم... لامح أمو قاعدة ع الكرسي المجانب لجودي وهي عم تستنى نتيجة فحصها بلهفة كبيرة لتسمع خبر حمل بنت دهب النايمة ع السرير بعمق وهي مو واعية ع اي شي بصير حواليها... فنطقت أول ما سمعتو طبق الباب وراه: بتعرف يما إذا طلعت حامل بحفيدي والله ما رح اتركها ع راحتها.. وابتسمت لافة وجهها عليه وهي حاسة ابنها مالو خلق للحكي إلا اندق الباب باللحظة يلي وصلهم فيه صوت الجد: قلتلك أنا!!
ففتح عبد العزيز الباب وهو متطمن ع شعر مرتو مستور... إلا لمح عمو جواد وابنو أرسلان وجدو شامخ والبسمة مرسومة ع شفايفهم وجايبين معهم حلو... فخلص فهم شو نتيجة فابتسم على حماسهم... فقرب الجد منو بايسو على جبينو: ألف مبارك يا ابني إنشالله يتربى بعزكم...
رد عليه عبد العزيز: الله كريم يا جدي وإنتا فوق راسنا...
فرفع الجد إيدو ع كتفو بمعزة ولف على أمينة أرملة ابنو مباركلها: مبارك يا أمينة... ايوة افرحي من قلبك هيجيكي أول حفيد إلك وأول حفيد من أحفادي ولف على أرسلان... وعقبال دكتورنا ما يشد الهمة وينورنا بولادو الحلوين...
إلا رد ابنو جواد بدل ابنو: الله كريم... المهم احنا ما لازم نزعج الأم ولف على عبد العزيز معطيه روشتات للمقويات يلي لازم تاخدها مع الفلوك أسيد وهو عم يوصيه عليها ليستمر حملها بكل يسر وأمان قدر الأمكان... فلازم تديروا بالكم عليها لإنو دمها تمنية وعندها نقص حديد ممكن لقدام نضطر إذا ما ارتفع عندها نعطيها أبر... وغير نقص الفيتامينات التانية...
عبد العزيز تنفس وهو منقهر ع تردي حالها مجاوبو: إن شاء الله...
فلف عمو جواد لابنو مكمّل كلامو معو: يلا يابا خلينا نتسهل ع شغلنا... ورفع إيدو بمعنى توديعة لإلهم... يلا السلام عليكم..
رد عليه هو وجدو: وعليكم السلام...
فتسهل هو ابنو ولف الجد عليه هامسلو: خبرت جدها وهيهم أهلها جايين لعنا... فأنا بقول نروح نصلي بالجامع القريب منا لإنو ما ضل دقيقتين إذا معاك وضو...
عبد العزيز رد عليه وهو عم يطبق الباب: معاي الحمدلله... ومشي مع جدو يلي عم يمازحو: أكيد جوري خبرتك!
الجد رد عليه وهو طاير من الفرحة: لك لما خبرتني قلتلها إلك ألف مني... وزعلت مني الهبلة فكرتني شمتان ببنت دهب... بس قلتلها يا هبلة ممكن تكون حامل انصدمت وقالتلي ما تحكي معاي... وطلعت...
عبد العزيز ضحك عليها: هههههه... بتلاقيها من الصدمة راحت تنام... عارفها بتختفي لما تنصدم من شي ع فجأة...
الجد هز راسو معلق: بس والله ما توقعتها المطقعة يلي عنا تتفاهم مع بنت دهب... أمك خبرتني عقولهم راكبة مع بعض... ومنيح أريام ساكنة بعيد ولا لقلنا الله يستر..
عبد العزيز هون جد انفجر ضحك: ههههههه بس للأمانة جوري خفت شيطنة... ما كنا ملحقين عليها من أفكارها...
وكملوا طريقهم لسياراتهم وهو ساهي ليخبر عاصي يلي عرف من نداء مرتو إنها حامل بعد ما تكلمت هي وأختها وفاء ع الواتساب يلي مو عاجبها خبر حملها... فقرر هو بعد الصلاة يروح ركض ع المستشفى يفاجئ صديقو الصدوق ويباركلو بحمل مرتو المنتظر... فأدن الأدان لما وصلوا سيارتهم... والحمدلله لحقوا صلاة العشا بأول ركعة وكملوا مع الأمام لآخر ركعة... ورجعوا بعد ما مر على صيدلية شاريلها يلي كتبلها إياه عمو للمستشفى متقابلين مع أهلو وأهلها لإنو الخطوة التانية بعد الصلح تمت... وبنت دهب المسكينة ولا معها خبر إلا لما صحت ع حركة حواليها وريح غريبة عليها ففتحت عيونها مطالعها حواليها ببرود لإنو مو شايفة كل شي منيح... فبلعت ريقها الجاف طالبة: مــ ـي!!
فبسرعة أم عبد العزيز قامت تشربها بعد ما صبتلها مية بالكاسة الشفافة مشربتها منها... وهون هي حست معدتها رجعت تلع بس مو شغلة استفراغ بس مو بعيدة عنها تستفرغ بأي لحظة... وردت رجعّت راسها ع المخدة بتقل وهي مالها خلق لتقابل حدا... وفجأة سمعها من بعيد وصلو صوت أبوها ففتحت عيونها محاولة تتأكد من يلي عم تسمعو من بين إعياءها إلا بفتحة الباب وبس لمحت بوجهها عبد العزيز وهو بالبدلة يلي مفكرتها كان لابسها من صبح بدون لا يلبس هي شو اختارتلو... زعلت منو وعبست بوجهو من رغبتها لترجع ع سريرهم وتنام بين إيديه لإنو مكانها مو هون إلا هناك.. 
إلا بصوت أبوها المزعج هالمرة مذكرها هي ليه لفت راسها قبل شوي فشو كان نفسها تتخبى ورا عبد العزيز كرمال ما تشوف أبوها وتستعجلو لتروح ع جناحهم الصغير يلي صارت تحسو هو عالمها الجديد إلا بصوت عبد العزيز واصلها وهو عم يكلم أهلها: أهلاً وسهلًا نورتونا!
فدخل جاسر ببدلتو الرمادية يلي لونها كاكي باهت وهو عم يمدلو بوكية الورد الفخم مع علبة الشوكولا يلي مليون بالمية رح يكبها لإنو مو ضامنهم ليكون حاطين فيها شي يضروا حملها فيه: وأهلًا فيك وينها بنتنا.. دلوعتنا الحلوة لنشوفها...
جودي هون غمضت عيونها بقوة وهي رافضة تشوفو بعيونها وحست فيه عم يمشي قريب منها إلا وصلها صوت جدها وهو عم يقول: الله يتمم حملها ع خير يا رب...
وكمّلت معها لما سمعت صوت عمها جاثم وعثمان العرب ومرت عمها غنج... وشو خافت وانضغطت منهم كلهم... هي تعبانة مالها نفس لتقابل حدا... هدول ليه أجوا؟ هي ليه هون أصلًا؟
وجمدت مكانها لما حست أبوها عم يبوسها لأول مرة على جبينها وهي شو كارهة ريحتو وهو عم يقلها: مبروك يا بنتي الحمل!
مباركتو جت عليها متل الصدمة... ومن شدة صدمتها فتحت عيونها وهي جد عم تدوخ واطرافها عم تشد عليها ومعدتها صارت توجعها... وما عرفت شو ترد لما مسكها مسك اليد مفتحة عيونها ودهشت لما حستهم عم يسلموا عليها بعد أبوها بدون ما ترد عليهم ولا على مباركتهم يلي مو هاضمتها لا هي ولا صوتهم ولا حتى قربهم ولا حتى شوفتهم معها بنفس الغرفة... وما صدقت من الله يطلعوا برا تاركين النسوان لحالهم من ضيق الغرفة... فتنفست براحة وهي لساتها معصبة وراسها بلف فيها... شو حامل هي يعني... يعني بطنها هيكبر ويصير عندها بيبي ويرضع منها وتغيرلو وتحممو وتحكيلو قصص.. هي ليه تصير أم ما أمها جابتها وتركتها فليه هي تجيب بيبي... لأ ما بدها شي يكبر جواتها... أصلًا كيف هيكبر جواتها... بتاتًا مو لابقلها الحمل... فدمعت بآسى على حالها... لافتة انتباه مرت عمها جاثم وحماتها على صوتها... فقبل ما تقوم أمو لعندها قامت مرتعمها جاثم غنج لعندها حاضنتها مدعية الاهتمام والمحبة قدام حماتها ولا هي من جواتها مو طايقة الساعة يلي شافتها فيها اليوم ونطقت بصوت كلو تمثيل: ليش يا قــلـبــي عم تبكي؟
جودي من تعبها ولخبطتها بكت على كتفها ولأول مرة بالتاريخ وهي عم تشهق بصوت عالي...
مباشرةً أمو ارتابت وخافت متطلعة في مرت عمها بمعنى سكتوا بنتكم .... لإنهم إذا الرجّال دخلوا ولمحوها عم تبكي راح تقوم مشكلة وتطربق فوق راسها فنطقت غصب عنها من خوفها ليدخل عليها أبوها ولا جدها ويلحوا ليفهموا مالها وهي عم تمشي لعندها: خلص يا بنتي هدي ما في داعي تبكي هيك... لهلأ يدخل ابوكي ولا جدك ويشوفوكي عم تبكي يقولوا إنك رافضة الحمل او إنو صايرلك شي أو حدا مزعلك...
جودي بسرعة بعدت عن كتف مرتعمها جاثم هازة راسها بنفي أول ما تذكرت وجود ابوها المستبد هون وخافت ليكون مراقبها من خلال أفكارها وردت لأول مرة عليها بجواب واضح ومفهوم بدل سكوتها: لاا لاا أنا مبسوطة إني حامل.. ورفعت إيديها ماسحة دموعها وهي مو عارفة شو تعمل كمان كرمال جد تبين إنها مبسوطة ونسيت تبتسم وهي عم تحكي من خوفها لمرتعمها تخبر أبوها متل أيام زمان ويقوم يضربها: انا ببكي هيك ما بعرف ليش ببكي!
التنتين ناظروا ببعض واخدوا نفس طويل براحة دامها ما عم بتبكي لإنها رافضة الحمل او لإنو حدا آذاها من عيلة الخيّال... ورد الصمت بينهم التلاتة وبعد ما ردت أمو لمكانها وهي عم تحاسب لساتها قبل ما تقول كلمة وتنفهم غلط من مرت عمها... ومليون الحمدلله لإنو رن تليفون مرت عمها غنج المخليها ترد بعجلة لحظة ما لمحت زوجها متصل عليها: آه حبيبي... تمام هيني طالعة... مع السلامة... ونزّلت تليفونها مبعدة عن جودي وهي عم تقلها بتمثيل: مبارك الحمل يا عمري... وقربت منها بايستها ع خدها بكره... والله يتمملك الحمل ع خبر... وردت بعدت عنها موقفة ع رجليها سامعة رد أم عبد العزيز: أمين....
ولفت لأمو وهي عم تستسمح منها: بدي استئذن منك يا أم عبد العزيز لإنو الرجال عم يستننوني برا!!
أم عبد العزيز وقفت ع رجليها لتسلم عليها وهي عم ترد عليها: إذنك معك...
وبسرعة مرت عمها سلمت عليها ولفت عنها ماشية بكعبها العالي وفستانها يلي عند الركبة فاتحة باب الغرفة طالعة منو بتمخطر... وسكرت الباب وراها من هون... جودي نزلت راسها من هون لاعبة بأصابعها مستنية فيه يرجعها ع سريرهم... بس حضرتو كتير تأخر عليها أي إذا مرتعمها روحت هي شو عم تعمل هون... وبعدين مع الأبرة يلي على إيدها هي مو مريضة كرمال تبقى هون... ووينها جوري عنها والرواية يلي كانت تقرأ فيها... فرجعت راسها ممددة حالها أول ما حست بوجع بضهرها... هي كيف بتغيب عن الوجع وبترجعلو... أوووف هي مو جاي ع بالها تنام ولا تقعد مع حماتها... هي بس بدها تتخبى عندو هو... وينو لهلأ ما أجى...
ما كانت عارفة إنو يلي بقولوا عنو زوجها واقف قبال عاصي بحديقة المستشفى وهو عم يطالعو بعد ما ودع أهلها وجدو وعمو جابر يلي أجى بعد الصلاة ليباركلو وعم يكلمو ع جنب: شايفك مبسوط أكتر مني بحملها...
عاصي غمزو بشك وهو عم يردلو بكسر خاطر: له يا حبيب ما توقعتها منك إنتا بتحكي عن ابن عبد العزيز... مو عن ابن واحد من الشارع... بعدين تعال هون حاسك بزيادة سايق علينا الجدية وما بعرف شو ولساتو ابنك كائن صغير...
عبد العزيز مسح ع وجهو وهو ماسك ضحكتو مجاوبو: إنتا شاللي جابك أنا شكرت الله إني نسيت خبرك... لإني عارفك هتخبر الكل...
عاصي ضحك بوجهو مبشرو: ههههههه اه والله ما خليت حدا ما حكى معاي إلا خبرتو... وقرب منو ضاغط على إيدو... يلا يا أبو ضرغام خليني أتسهل أنا على شغلك بدال عنك... وتسهل عند المدام بس ها من هلأ بقلك تدللها هادي حاملة بالغالي...
عبد العزيز طالعو من طرف عيونو: أنا بقول تسهل أبركلك يا أبو العجقات..
عاصي ضغط على كتفو بتعقيب: وإنتا يا أبو الرسميات... فكها بقى على الجدعان المصريين... وتحرك بعيد عنو راكب بجيبو الهمر وهو عم يضحك على عبد العزيز بطريقة فالجتو...
فحرك عبد العزيز راسو وهو عم يبتسم على عاصي وجمالو مع تبسمو تضاعف فدخل المستشفى وهو مو لامح عيون الممرضات عليه وهما عم يحكوا عن قصة زواجو وحمل مرتو.. وحسدهم لجودي البنت الصغيرة يلي عم تتنعم بهالجمال وهالمال مو متل حظهم يلي لازم عليهم يشتغلوا شفتات وساعات علشان يعيشوا حياة كريمة او يكونوا مستقلين عن أهلهم... ورجع لعندهم وهو مناه هلأ يكون بالبيت... فتوقف قبال الباب وهو عم يبلع ريقو ورفع إيدو فاتح الباب بشويش كرمال ما يزعج مرتو النايمة لكن طلع توقعو مو بمكانو أول ما لمحها ساندة ضهرها وأبرة الكيلو مقيومة عن إيدها يلي عم تمسح عليها بتوتر بعد ما الممرضة قامتلها إياها قبل يفتح الباب بكم دقيقة...
إلا بصوت حماتها المبشرها برجوع حارسها المنتظر: ما بتوقع في داعي تنام هون؟
فلفت وجهها فوراً ناحيتو بسعادة كبيرة إلا شافتو عم يحرك راسو يمين ويسار طاقق رقبتو وهو عم يرد على أمو: لأ واصلًا أنا جاي اروحكم!
جودي هون حلقت من السعادة بس سمعت كلامو... وبعدت الغطا عنها موقفة على رجليها من دون ما هو يقلها من كتر ما هي مستعجلة ليكونوا لحالهم طالبة منو: يلا !
ام عبد العزيز وابنها ضحكوا عليها.... سبحان الله كيف كانت قبل ما يجيبوها على هون وتنغز في الأبرة... وكيف صارت هلأ... فحك عبد العزيز رقبتو والضحكة شاقة حلقو: شايفك مستعجلة ع الترويحة!
جودي هزت راسها وهي مستغربة ضحكهم عليهم ومشيت قبليهم ناحية الباب وطلعت وهي مو هاممها (هامها) شكلها ولا لبسها... وفجأة حست الدنيا رجعت تلف فيها ... فمسكها بسرعة من إيديها مساندها لتوقف على طولها... فلف لأمو يلي فاهمة شاللي بدور ببالو فنطقت قبلو: شكلها شغلة الحملان عجبتك!!
جودي رفعت راسها مو فاهمة على الغازهم وبس حست عليه رفعها بالوقت يلي أمو كملت كلامها بجدية: أنا بقول لازم تخف حدتك مع البنّت من يوم وطالع وهالدخان يلي من وراي بطلو كرمال اللي ببطنها...
عبد العزيز طالع أمو مبتسم بوجهها غصب... لإنها طلبت منو يوقف شي هو بحبو وشي هو بتمناه ما يصير وعم بصير من ورا الهبلة يلي عندو... فتنهد طالع فيها بعد ما فتح الباب وهي شو خجلانة لإنو حاملها بمكان عام... وطلع فيها بدون ما ياخد ورد أهلها الفخم وعلبة الشوكولاتة الكبيرة... وكمّل فيها ناحية الدرج وهو عم يقول لأمو: أمي بنتقابل تحت...
أم عبد العزيز طبطبت على ضهرو بتقدير للي عم يعملو مع بنت دهب وهي عم تقلو: تسهلوا!!
فابتسم على روح أمو اللطفة معهم وبعّد عنها فاتح باب الدرج نازلو وهو عم يقلها: شايفك تحسنتي؟
جودي ليست هنا من خجلها منو ومن خوفها لتوقع ع الدرج الكتير... فكمّل كلامو معها بهمس: ما بتوقع أهمالك بحالك رح يستمر... وما تفكري حملك رح يرحمك من واجباتك عندي...
جودي هون خافت بزيادة منو ليه ما بتعرف غير إنو نبرة صوتو ما فيها أي مزح ولا تبشر بخير... فرفعت عيونها بسرعة لتتأكد إنها حاسة صح ويا سوء حظها لما تقابلت عيونها بعيونو يلي فيهم نظرات مخيفة زايد خوفها منو... فبسرعة نزلت راسها وهي شو متندمة إنها طالعتو... وطلع فيها من الباب الوراني قريب من ما سيارتو واقفة... وما همو العيون يلي عم تطالعهم باستهجان وسحب ريموت سيارتو فاتح باب السيارة ليركّبها ورا وهو عم يقلها: حطي حزامك!
جودي جت رح تلبي طلبو بس من الغشاوة يلي على عيونها ما قدرت تشوف منيح... فاضطر هو يحطلها الحزام... ويطبق عليها الباب... ومع طبقو عليها الباب مشاعرها رقت وضعفت وصارت بدها تنفجر بكى لإنها حاسة حالها مجروحة منو وخايفة منو كتير ليئذيها متل ما ابوها بئذيها...فبكت على حالها بضعف... وهو أكيد ما معاه خبر لإنو عقلو بتأخر أمو... فبعد عن السيارة شوي مفقد حواليه إذا هي قريبة منو ولا لأ وهو عم يرفع التليفون ناحية إدنو متصل عليها.. إلا وصلو صوتها المستعجل: طيب يا أم محمد لازم روح... بنشوفك ع خير المرة الجاي إن شاء الله!
فردت عليها أم محمد الكبيرة بالعمر: ان شاء الله!!
فبعدت عنها رادة عليه: هيني جاية يما بس شفت صاحبة لإلي مع ابنها هون فسلمت عليها بسرعة...
عبد العزيز تنفس براحة: خدي راحتك يما هيني مستناكي برا...
أم عبد العزيز قلبها رفرف ع ردو وصبرو رادة: لا يما هيني صرت واصلة..
وسكرت الخط أول ما لمحتو... ففتحلها الباب بإحترام: إذا بتحبي بكرا بخليكي تمري عليها..
أمو طلعت بالسيارة راكبة جنب مقعدو: لا ما في داعي لإنهم اجوا هون يفحصوا بنت ابنها لتكون رجلها مشعورة ولا مكسورة فالحمدلله طلعت بس رضة...
وسكر الباب عليها لافف وهو عم يسمعها بتقول: يلا خلينا نرجع ع البيت بس إن شاء الله ما نعلق بالأزمة...
عبد العزيز هز راسو: انشالله لإنو مالي خلق للأزمات... المهم صليتي يا حجة؟
أمو حطت ايدها على قلبها: الحمدلله..
وسكتوا بعدها مع شوية تعليق ع الطريق لحد ما وصلوا القصر اخيرًا.. فصف سيارتو مكانها وهو عم يقول لأمو: تعبناكي معنا يا حجة وانشالله رجليكي ما عم يوجعوكي من القعدة ع كراسي المستشفى؟
أمو رفعت ايدها مبتسمة بوجهو راددتلو: خليك ساكت ابركلك من هالكلام وقوم احمل مرتك... ومن هلأ بقلك إذا بتشد عليها دابحتك.. ولفت راسها فوق كتفها كرمال تسمع كنتها شو عم تقلها: سامعة يما جودي إنتي بس يغلبك هالحلو خبريني وانا بعرف كيف داويه...
عبد العزيز بلع ريقو مساير أمو: مو مكفيني جوري بنتك وجيتي يا عيوني إنتي تكملي علي...
أمو تقجمت عليه مجاوبتو: اه مسكين ما إنتا... يلا انزل اعمل مهمتك بنتنا تعبانة ومو قادرة تنزل...
عبد العزيز ضحك ضحكة صغيرة ع كلمة بنتنا معلق: ما شاء الله لإنها حامل بحفيدك صارت بنتك بس أنا إلي الله... أنا بقول تسهلي وخليني ع قولتك كمّل مهمتي بحملانها... وفتح الباب نازل من السيارة وهو عم يسمع ضحك أمو عليهم وهي عم تنزل من السيارة ناطقة: يلا تصبحوا على خير يا ولاد!!
وبعدت عنهم تاركتهم لحالهم ياخدوا راحتهم بعد رد عليها: وإنتي من أهلو يما!
عاد هادي الراحة وين وهما وين لإنو لما فتح الباب وانتبه ع وجهها مليان دموع... وإيديها عم برجفوا... تنهد محتار معها... مهو فاهم لليش عم تبكي ومالو خلق يسألها وتقلو متل امبارح ما بدها تحمل... فساير رغبتو إنو بس بدو هلأ هو يرتاح لإنو مو قادر يحمل بقلبو ولا يضلو معصب... فرفع ايدو ماسح دموعها وهي بس حست عليه حن عليها بوزت بشفقة... فنطقلها: أنا بقول بدون حرد ونكد هلأ بس حطك ع سريرك بتنامي...
جودي ردت عليه وهي عم تنطق من بين فكها يلي عم برجف شوي: جوعـانـة!
هون ابتسم معلق: خبر حلو بس اسمع منك إنك جوعانة لإني بحسك وحدة من البشر... وقرّب منها محوطها وهي ضاعت مع رقتو... ورفعها مطلعها من السيارة وهو عم يقلها: والله صابني فضول أعرف وزنك من بكرا جايبلك ميزان... والله كيس رز اتقل منك...
جودي تمسكت فيه ماسحة انفها فيه متل الصغار فانتبه عليها معلق: شو عم بتهيألك إنتي بهيك حركات...
جودي غمضت مبتسمة بخفية عنو بس أي خفية مفكرتها وهي باينة على وجهها متل وضوح الشمس... فطبّق بابها وراه مسكر سيارتو بالريموت... ومشي فيها ناحية باب قصر أهلو وهو عم يقلها: بكرا ما فيه صيام إذا رح تضلك تعبانة... وضحك ببلاهة معقب... هادا أصلًا إذا كان إلك نفس للأكل...
جودي سامعتو عم يحاكيها بس جسمها رد رخي على الآخر لما حست بدفاه وشمت ريحة عطرو الزاكية... فبلع ريقو محتار من سكوتها المفاجئ فبس سمع صوت تنهدها مرتين ورا بعض متل الأطفال عرف إنها نايمة ع زعل... فعبّر من الباب المتروك مفتوح من أمو... وسكرو وراه وهو متأمل يلمح جوري جاي تستقبلهم... بس توقعو لما كان يكلم جدو بالمستشفى طلع بمكانو لإنها منعزلة عن العالم ورافضة تشوف حدا خوف ما تعرف إنو جودي حامل... مو قادرة تتخيل جودي تحمل... يعني هي لساتها صغيرة وقد عمرها وفكرة الحمل عندها مرتبطة في كتير أشياء فهي مو مستعدة هلأ تتفتح عليها... ومن كتر صدمتها لا شاربة ولا ماكلة شي حتى المسلسل التركي فاتحة عليه بدون ما تشوفو لإنها محتاجة تسمع شي يشتت تفكيرها... بس ع الفاضي... وشو توترت لما سمعت باب جناح أخوها عم يطبق... وصار نفسها تتفقد جودي وتتطمن عليها بس تراجعت من خجلها... وطفت المسلسل وسحبت الغطا لتنام قبل ما تنجلط إذا عرفت من أمها إنها طلعت حامل... وطبعًا أمها عارفة بنتها وفعايلها فدخلت غرفتها وهي مو قادرة توقف على رجليها من كتر ما ضلت قاعدة بالمستشفى لأربع ساعات متواصلات... فدخلت تاخدلها دوش سريع وهي شو مبسوطة وحاسة يلي ببطن بنت دهب هيهوّن الوضع شوي عليهم بغض النظر إذا الصلح رح يستمر أو لأ لإنو المهم عندها ابنها يكونلو شي خاص فيه بعيد عن عيلة الخيّال... فدعتلو بالراحة وهداة البال وطلعت تنام بعد الدوش السريع الأخدتو وهي ما فيها حيل لتضلها صاحية أكتر من هيك ولبكرا بتشوف كنتها الدلوعة وبنتها المطقعة شو وضعهم ومتل ما بقولوا ليجي الصبح بفرجها ربنا... ونامت مبسوطة غير مفكرة بمين مبسوط زيها من عيلة الخيّال ع هالخبر ومين لا من نقاء قلبها الما بشبه قلب جيهان ووفاء الراسهم صدع من هالخبر يلي نزل عليهم متل السم غير متفاعلين بالأخد والعطا فيه... وشو تصديعة راسهم ما بتشبه وجعة راس عمو جميل يلي حس عبد العزيز هيعلى عليهم بحمل مرتو فتحفظ برأيو الما راح يعجب أبو وأخوتو لنفسو... وسبحان الله وين ردة فعل جميل وردة فعل عمو كنعان يلي بس عرف من جدو بعتلو رسالة (بس تفضى رنلي) فهلأ عبد العزيز بس نزلها ع الفرشة وشلحها عبايتها ومنديلها وحفايتها لتكمّل نومتها براحة... بسرعة طلع من الغرفة المطفي ضوها من أول ما دخلو كرمال ما تصحى... وسكر الباب عليها بشويش طالع يحاكي عمو كنعان يلي رد عليه من أول رنة: لك جنيت لتحمّل بنت الناس وإنتا عارف الله أعلم إذا رح يضلهم ع كلمتهم معنا!!
عبد العزيز ضحك بمرار ع عمو يلي عم ياكل بالطعم وعم يتسلى مع بنتهم ع كيفو... مجاوبو: والله يا عمي سواء ضلهم ولا طلعوا عنو بنتهم عنا... وأشوف الكبير فيهم يقرب منها... بعدين روق وقلي مبارك... الموضوع مو مستاهل كل هالعصبية...
كنعان هز راسو وهو عم يطالع مرتو المتزوجها من ورا أهلو لتبعد عنو: ايه مو مستاهل مفكر هالشغلة سهلة... والله من صدمتي لحملها السريع مو عارف شو قول... بعدين تعال هون صارلك فترة مو رادد علي بشو مشغول!
عبد العزيز تنهد هون مجاوبو: بشو مشغول غير بالمشروع الجديد... واصحك تسألني عنو بعدين جدي إذا ما لمحك ع هادا العيد عنا دابحك...
كنعان ضحك بخبث: ههههه لا والله هادا العيد ماني جاي عندي شغل وسفر كمان!!
عبد العزيز هز راسو مسايرو: سافر ما هو الدب ما بحب إلا خناقو... المهم يا عم شو أخبار أبو سلاح (مو أبو صلاح)؟
كنعان رفع حاجبو: خير شو فيه ليه عم تسأل عنو؟
عبد العزيز رفع اكتافو ببرود: لأ بس مستغرب غيابو عن الساحة!
كنعان تنهد براحة: والله ما بعرف حتى أنا صارلي فترة مو حاكي معو من انشغالي... بس بكرا بحكيه وبفهم ليه مختفي... طيب خليني سكر منك يا أبو المشاغل... ومبارك حمل المدام ~
عبد العزيز هز راسو مقاطعو: مبكر كتير يخب.. روح تسهل من قدامي ابركلك وابركلي... وسكر الخط بوجهو بسرعة باللحظة يلي ضحك عمو على ردو... ورجع لعند مرتو بعجلة لإنو مو شايف الفضا قدامو وهو عم يتذكر كلام عمو جواد عن عمر حملها لإنو نسي يخبرو لما عرف منهم عن خبر حملها (هي حامل بأسبوعين) يعني حملها جديد الحمدلله مو من قبل.. ففتح الباب بخفة مكمّل ع غرفة الغيار شالح يلي لبسو واكتفى ببنطلون قطن وكان رح يضوي المكيف بس خاف تقلو برد فاكتفى بفتح الشباك وراح لعندها نايم جنبها وهو عم يبتسم من قلبو لإنو مالو خلق يضلو شادد عليها فقرب منها ضاممها إلا هي لفت عليه بسرعة بس حست عليه قريب منها ولزقت فيه بقوة شامة ريحتو يلي بتسعد قلبها ناطقة بصوت هامس: تـعـبـانـة!
عبد العزيز باسها على جبينها وهو عم يقلها بنبرة رايقة من النادر ليحاكيها فيها: فترة وبتعدي ودور بإيدو ع رحمها ليترك إيدو عليه وابتسامتو عم تزيد سائلها: لساتك جوعانة!!!
جودي تمتمت بشي مو مفهوم فتركها تحكي شو بدها وعلى كيفها لإنو مو فاهم عليها وقرب منها بدو يدخل انفو بشعرها يلي ما كانت ريحتو متل دايمًا زاكية ورغم هيك تقبل ريحتو لإنو فاهم حالتها... فباسها على شعرها وسلم حالو للنوم بعد ما غطاها منيح كرمال ما تبرد.. إلا تذكر ع فجأة كيس دواها ضلو بسيارة فكان رح يقوم من جنبها لكن هي اعترضت... فسايرها باقي مكانو وع السحور بإذن الله بجبلها ادويتها... وغمض عيونو جنبها بكل آمان رغم يلي عملتو فيه... وهو ما بعرف ليه معها بحس بآمان وراحة صعب وصفهم لو شو ما تعمل هي معو ولو شو ما صار معاه برا البيت لإنو بمجرد ما ينام جنبها بحس بطمأنينة ما بحياتو حسها من قبل... وغفى جنبها وهي على صدرو وهو مرتاح البال... لكن بنفس الوقت عارف هادي العملة عندو ما رح تنّسى وهيضل عقابها لوقتو المناسب... وتشكر ربها إنها طلعت حامل ولا لكان أكلتها اليوم...
وسبحان الله مو بس هو الوحيد يلي فرح بأخر اليوم على خبر حملها لإنو حتى كنان عمها كان طاير من الفرح لإنو حاسس هادا الحمل إذا استمر رح يفتح على جودي أبواب الدنيا والسعادة... لإنو بكفيها تهميش من عيلتها وأبوها... وأكيد بس تصير أم تعريفها عند الكل رح يختلف وخاصة إنها متجوزة حدا متل عبد العزيز... بس بنفس الوقت الله يستر من أخوه جاسر محراك الشر لإنو سمعو عم يقول لأخوه وأبوه قبل ساعة بصالون البيت: خليها تحمل بنت ال**** آخرتها ترجعلنا متل الكلبة ولا ولد ولا تلد لإلهم عنا... ولف ع اخوه جاثم سائلو: شو أخ جاثم بنتك شو وضعها خليها تعجل علشان نربي العيلة ع اليوم يلي اتفقنا فيه... لإني شايفها شايفة حالها علينا من زواجها من ابنهم ال****...
وطبعًا أبوه ما رد ولا عقب بحرف لإنو عم يفكر بشي ما رح يعجب ابنو... وحب يستعين بكلام الرسول عليه السلام "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان" فلساعة الجد بحلها الحلال وحدو...
وكرمال هالكلام يلي سمعو بين أبوه وأخوتو مو عارف يفرح لجودي ولا يزعل ع بنت أخوه اميرال لإنو الله أعلم إذا بنت أخوه جاثم نصيبها هيكون متل نصيب بنت أخوه جاسر... فما رح يعرف شو نصيب بنتو غير مع مضي الأيام فما يستعجل ع مقتو لكنو بنفس الوقت إذا طلع نصيب بنت جاثم متل جودي غير يا سوادة وجهك يا عيلة الخيّال قدام الناس...
ويا سوء حظك يا شامخ الخيّال ع هيك رجال... وممكن يا حسن حظك بإنو ممكن بهيك حركة تكون رب ضارة نافعة فلليش الواحد يستعجل بأخد الاحكام والافتراضات المسبقة دام بكرا بدوب التلج وببان المرج.. ومو كل حرقة نار يبقى خربان ديار...
وبالفعل مو كل حرقة نار يبقى خربان ديار لإنو ما زبطت حركة نغم المكيودة مع بنت عمها الطلعت حامل فشو هالفكزة خلتها تشب شب من جواتها من الغيرة لإنو هادي الفصعونة طلعت حامل...
ولإنو هادي الفصعونة تتزوج ويصيرلها بيت وفوقهم تحمل وهي لساتها قاعدة بالبيت لا زوج لا خطيب... فشو تمنتلها تجهضو اليوم قبل بكرا لإنو بنت جاسر الهبلة البشعة مو أحسن منها هي الحلوة الجذابة المثيرة... فسبحان الله القلوب السودا بتحرق حالها لبالها لإنو طباخ السم هو يلي بدوقو... فافقعي يا نغم وموتي من غيرتك لسا امبارح اعطيتها حبوب منع حمل واليوم طلعت حامل... مين أقوى وأعظم خططكم إنتي وابوها وامك ولا تدابير الحكيم... والعبرة لمن يعتبر... لإنو خطتهم ما نفعت... فتقلبت بسريرها وهي مفكرة ببنت دهب البلت ابن الخيّال المسكين يلي كان مفكر حالو رح ينام ويضلو نايم جنبها بس من حركاتها وهي عم تشم فيه عم تخليه يدوب معها ويشتعل منها... فما لقتو غير مقرب منها وهي أبدًا ما رفضت لإنها مناها تاكل ريحتو يلي بتحسسها بالأكتفاء... بس للأسف الشديد ما اكتمل يلي بدو إياه لإنو اطرافها بردوا وهي تراجعت عن قربو... وجننتو لما قالتلو: سقعانة سكر الشباك!!
يسكر الشباك هيموت من الحر... فلبى طلبها وهو دايب من الحر فقام من جنبها بدو ينام بالقعدة إلا رفعت راسها باكيتلو... يا ربي رح تجلطو... رح تجلطو بقلها حر وهي بتقلو برد... فرجك يا رب... فتركها تبكي ليناملو شوي برا إلا لحقتو متل القطة وهي مدروخة فخبّط راسها بإطار الباب وبكت مخربة عليه النومة برا... فقام حملها ورجع ينام جنبها وهو محتر(شوبان) وما عرف ينام إلا وصل وقت السحور... شكلو رح يقبرها قبر من ورا وحامها وحركاتها لإنو يلي زيها حرام يحمل لإنو حملها خطر عليهم هما مو عليها هي... ففوق ما نيمتو نامت هي وشو مبسوطة لإنو نام جنبها...
معها حق والله بنت جاسر تنام وترتاح وهو ينجن ويعصب من قلة النوم... والله مين قدها هالمهملة صارت تتحكم فيه بدلعها... فكملت معك يا ابن الخيال مع بنت دهب... لأنو مو هتجيب راسك إلا هتطيّر عقلك وتروح ع العصفورية من قلة النوم.... فالله يحفظلك عقلك ويعطيك الصبر كرمال تحمي الهبلة يلي عندك من مخططات أبوها يلي الله أعلم فيها إذا رح تصير أو لأ...

رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل العاشر 

ما توقع من أول ما تبان(تبين) حامل تعمل فيه هيك...
ماخدة تصريح كامل من حملها لتشيّبو بهادا الشكل بدون أي رادع منو لإنو ما فيه يجبرها ع أي شي وهي تعبانة هالقد... وكمان هو مانو خالي من المشاعر والتفهم بخصوص تقلب هرموناتها... وقبل كل هدول هو مو بايع آخرتو ع هيك شي... كرمال هيك رح يصبر ويتحمل مزاجها على قد ما بقدر لإنو مانو إنسان مثالي وبمشي بالدقة... 
فتنهد وسط زوبعة تفكيرو من حر الغرفة يلي حارمة عيونو يطبوا النوم... فلف مطالعها وهو مو عارف كيف التضاد تقابل مع بعضهم اليوم... جد غريبة الدنيا لإنو خارجة عن توقعنا... مو معقول يمسك حبوب منع الحمل ويعرف عن حملها بذات اليوم... صحيح هو فرحان ع البيبي يلي عم يكبر شوي شوي جواتها بس بنفس الوقت هو مانو ناسي قصة حبوب منع الحمل يلي ما حبذ يفاتحها فيها بآخر لحظة كرمال ما تتقدم خطوة عليه هادا في حالة لو كانت هي عارفة عنها...
وهادا احتمال وارد مانو مستبعد عنها... لإنها هي بشو مصلحتها معو... أكيد يعني أبوها محراك الشر بفكر بخصوص طلاقهم من قبل حتى ما يتزوجوا... وبعيدًا عن أبوها هي بنت صغيرة شو بدها بحدا متلو... يعني هو مانو قريب من عمرها ولا إنو كتير رومانسي ولا عاطفي... هو بعرف إنو عندو خشونة معها لإنو مجبر يقص جناحاتها يلي حتى مو عارفة تطير فيهم من غباءها... فيعني وارد إنها ممكن تفكر ما تبقى معو ويا الله هادي الفكرة مو حابب يفكر فيها لإنو إذا فكر فيها الله أعلم شو هيساوي فيها لإنو ما بدو يتركها او حتى يخسرها رغم كل شي لأسباب خاصة فيه هوه.... ولأسباب تانية عم يدركها مع الوقت لكن متى رح يعلن عنها العلم عند الله... ومع كترة التفكير وتداخل المواضيع ببعضها... سهت عيونو... ولكن شاء ربنا ما يكمّل نومتو من اتصال جدو عليه كرمال يعزموا هو والمدام ع السحور... فاحتار يصحيها ويبتلى فيها ولا يرد يخليها تنام... بس إن خلاها تنام ع لحم بطنها يلي من امبارح مو داخلو شي... ممكن تتعب بزيادة...
فمو معقول يتركها ع عماها وصحتها تصير أسوأ وما تصوم... 
لأ فأحسن حل تطلع من خطيتو... فحاول يصحيها ولما لقاها مدروخة... قال يا ساعة مباركة لتتسحر هون وهو يروح يتسحر مع أهلو ببيت جدو...فقام من جنبها بسرعة ماخدلو دوش ليزيل دبق جسمو من حر الغرفة... وطلع لغرفة الغيار لابسلو بنطلون وبلوزة قطنية وتعطر بعجلة هارب من حر الكهف المعيشتو فيه بعد ما سحب تليفونو مع مفتاح سيارتو سهوًا... وهو عم يخطط يروح مع أمو مشي لبيت جدو بدل ما يركبوا بسيارتو يلي مو مركز إنو حامل مفتاحها...بس علشان يحس بالهوى البارد ملامس جلدو... 
وطبعًا هادا التخطيط فكر فيه هلأ وهو غافل من حركات الهبلة يلي عندو إذا رجلين أمو ما توجعوا (وجعوها) من القعدة في المستشفى لكم ساعة بشكل متواصل وما بتقدر تروح معو مشي لبيت جدو... فتحرك لعند جناح أمو داقق الباب إلا الباب رجع لورا شوي لإنو مانو مطبوق فدفعو بخفة لجوا وهو عم ينادي عليها: يما!!
لكنو ما سمع منها أي رد ولا حتى لمح لألها أي أثر بدل ع وجودها هون... فتوقع يا تكون سابقتو أو عم تستناه هو والخانم جوري تحت... فتحرك نازل الدرج إلا لمح أمو عم تقرأ قرآن لحالها ومنديلها ع شعرها ولابسة شي محترم ومستور... فابتسم لافت انتباهها بصوتو: الله يتقبل منك يا حجتنا! 
أمو طبقت المصحف رافعة راسها مقابلتو ولما ما لمحت مرتو نازلة معو علقت باستغراب: وين مرتك مو نازلة معك؟
رد عليها وهو عم يقرب منها: مدروخة فقلت خليها تتسحر هون وهلأ بعطي رولا المقويات تبعونها علشان تاخدهم وما تضلها على لحم بطنها من امبارح..
أمو تنهدت على حالها: الله يعينها باينتو حملها متعب.. 
عبد العزيز ضحك وهو عم يعلق بسرو...حطي التعب ع جنب يا حجة هادي بتحسسك فصول السنة من حرها وبردها والتفت حواليه مفقد أختو: وينها الكريمة بنتك مانها نازلة؟
أمو ضحكت ع سؤالو: صحها (فكرك) تيجي معنا وأريام طلعت تشوفها... خلينا نسبقهم وهما بلحقونا... 
فهز راسو وهو عم يقلها: تمام بس خليني روح جيب مقوياتها من السيارة وارجعلك!! 
وطلع بعجلة تارك أمو تكمل قراءتها وبسرعة جاب كيس مقوياتها وأدويتها وأعطاه لرولا كرمال تعطيها إياهم وهو منبهها شاللي قبل الأكل وشاللي بعد... ورجع لأمو ماخدها معو لبيت جدو بالسيارة لإنو حس عليها التعب وكرمال ما يتأخروا عليهم بنفس الوقت... أما اختو الكريمة يلي لازم تلحقهم مع أريام... متمددة ع سريرها بعناد مجننة فيه أريام يلي عم تحاول معها بلكي ترحمها من نكدها وبوزها السابقها شبرين: لك جوري وربي عليتي قلبي... احكي شي مالك زعلانة من شي مو راضية تحاكيني... اتطلعي فيي فهميني مالك زهقت وانا عم بحكي مع حالي!!
جوري تأفأفت رادة بعنف: يا أختي مالك حاشرة حالك بمزاجي... قلتلك للمرة المليون ماني معصبة بس مصدومة... بس مصدومة!!
أريام اللابسة بنطلون جينز مع كت وفيست خاص بأجواء رمضان وحفاية ناعمة بيضة رفعت حاجبها متكتفة وهي عم تنطق بنبرة معلولة منها: طيب يختي فهميني شو هالشي يلي بصدم بنت ضرغام يلي أخوها عبد العزيز... وقعدت ساندة حالها ع ايدها... هاتي شوف كذبك! 
جوري ابتسمت بفتور بوجهها: رح قلك بس ما تضحكي علي بجد!!!
أريام بلعت ريقها بفضول: لك ايييييه نشفتي ريقي.. احكي لأنزل فيكي هلأ!!
جوري اخدت نفس رادة عليها: لك أنا مصدومة كيف ما شكيت إنها حامل... يعني أنا كنت معها وحسيت مالها شي بس راح عن بالي قصة الحمل يلي الكل قاعد بستنى فيه... بس بنفس الوقت يعني بحسها صغيرة كتير يعني صح بنفس العمر تقريبًا بس مثلًا لو إنتي صرتي أم بحسك صغيرة وأنا كمان نفس الشي لإنو عقلنا تافه... شو حال هي يلي عقلها مضيع... 
أريام هون انفجرت ضحك ودفعتها من كتفها: ههههههههه تافه هادا يلي طلع منك يا بنت ضرغام... بعدين عيب تحكي عن بنت الناس هيك.... هادي مرت أخوكي يعني شوية حشمة على الأقل قدامي... 
جوري رفعت إيدها: مالي انا محبطة تقولي أنا الحامل مو هي... ستي حملت وصار يلي صار... وفجأة ابتسمت... بعدين ريوم متخلية يجينا بيبي ع البيت ويغير جونا... 
أريام ضربت كفوفها ببعض ضاحكة عليها: هههههه علينا العوض إنتي شكلك هسهستي يا بنت... كوكتيل مشاعر والله انا نفسي ما فهمتك علشان إنتي تفهمي حالك... قومي قومي ناكل وننبسط مع العيلة بدل حالتك النفسية يلي مالها داعي...
جوري رفعت إيديها لفوق بحماس أول ما تذكرت إنو لازم تروح ع عزومة الجد المعمولة ع شرف حمل جودي لإنو رح تكون فيها الآنسة جيهان بدون تنين يحكوا فيها: لك بدي... وصارت تصفق بإيديها: لك بدي روح وبيّن سعادتي الغامرة لحمل الحمْل الوديع يلي عنا وغيظ الذئب الماكر جيهان.... 
أريام خبت وجهها من خجلها من حركات الهبلة يلي قبالها... ونزلت جوري نط ع الأرض... وصارت ترقص متل رقصة ماكرينا... أريام في شي قلها تقيم إيديها عن وجهها وتشوف جوري بهالشكل هادا خلص انفجرت ضحك: هههههههه اللهم سكنهم مساكنهم لك مالك فضحتينا... والله شايفتك أم محمود بمسلسل جميل وهنا.... 
جوري بس سمعت أم محمود بلعت ريقها رادة: أريام بتصدقي صار جاي ع بالي عوامة من يلي بتعملها أم محمود.. 
وصارت تقلد أم محمود بأيديها كيف كانت بتطير عجينة العوامة بمهارة ع المقلاية موسخة مطبخ هنا... 
أريام بلعت ريقها مو متعلمة من حركاتهم قبل اسبوعين وكم يوم بخصوص التوصاية من برا البيت لإنها دابت مع تقليد جوري لأم محمود بقلي العوامة: لك جوري فكرك بنلحق نطلب!!!
جوري انفجرت ضحك مطالعة الساعة: لك حبيبتي بس نلحق نتسحر... أنا بقول قومي يا حلوتي ناخد مرت الأخ معنا يعني خليني أحرق قلب يلي بالي بالك!!
أريام تنهدت هون: لا حول ولا قوة إلا بالله يختي شو بدك بجيهان بعدين الدنيا رمضان ولساتو ما خلص وشيطانك هيك... 
جوري تجقمت عليها: أنا بقول مشاعرك وإنسانيتك الزايدة عن حدها خليها لإلك... ومشيت بحماس عالي وهي طايرة من الفرح لجناح أخوها وهي مقررة تجيب مرتو معها... وقبل ما تفتح الباب مسكتها أريام: لك جوري شو بدك بوجعة الراس غيري أواعيكي وتعالي نروح نتسحر بسرعة معهم... 
جوري أبدًا لانها بنت ضرغام وأمينة إذا ما طبّقت يلي ببالها ففتحت الباب داخلة وأريام رح تلطم من مخ الأخت المضيع من يوم ما صارت تحضر المسلسلات التركية... وإذا مخها ضيّع بسيطة ع هيك لإنو عقلها تبارك الرحمن طشطش مع الوقت وفوقهم ماخدة الحياة استهتار باستهتار وهي شكلها صايرة زيها بس لولا خوفها من أبوها المحافظ شوي ولا لكان سبقت جوري بالاستهتار... فوقفت عند باب غرفة النوم سامعة جوري وهي عم تصحي بجودي: لك جودي بسرعة قومي بدنا نغيظ المكيودين ونحرقهم حرق!!
إلا بتدخل أريام: لك خليها بحالها قايمة من الصبح يا شر اشتر!
جوري لفت جاحرتها: إنتي شو دخلك حبيبتي إنتي ما بتعرفي بكيد النسا وضربت ع صدرها بمزح... ده ع قولة أهل مصر... اختصاصي.. ولفت تصحي بجودي المسكينة المو قادرة تقوم من راسها التقيل... فحاولت تلف للناحية التانية لتكمّل نومها بس ما فيه مجال من أختو الفاضلة المصرة تخليها تروح معهم ع العزيمة وجودي من تعب الحمل وقلة الأكل مو مركزة شو عم يحكوا معها ومفكرة الدنيا صبح رغم إنها سامعة رايحين يتسحروا مع بعض... فمن دلاختها مو رابطة الحكي ببعضو ولا حتى مفكرة بالمنطق... فقامت غصب عنها لبست بعجلة من صوت جوري المتحمس واللي فيه حدة لإنو جودي رفضت يوطوا درجة المكيف... وما صدقوا يلبسوها اللفة البيضة ع بيج مع فستان نفس لون لفتها مكتوب على اطرافو نقوش عربية بلون دهبي... وطلعت بدون ما تتعطر أو تحط شي ع جهها ورا أريام وجوري يلي رجعتلها بعد ما لبست فستان ناعم كحلي اللون مع لفة ازرق سماوي وكملوا سوى ع بيت الجد مع المدام يلي ما بعرف زوجها إنها جاية... فبس دخلوا هو حس في شي جابرو يلف وهو عم يضحك... بس ما دقق باللي لفتو لإنو عم يسمع رد جدو وفجأة استوعب يلي لمحها قبل كم ثانية بتكون مرتو... فلف وجهو مطالعها وهو عم يحاكي حالو بذهول... هادي مرتو شاللي جابها هون... ومين سمحلها... إلا بصوت جوري وهي عم تسلم ع الجميع من بعيد... فرد الجد قبل بناتو: نورت حبيبة جدها... وطالع مرت حفيدو باحترام وهو مبسوط مكمّل كلامو: مبروك يا بنت دهب حملك.... 
جودي مع الحمل والدنيا يلي بتلف فيها مو مصحصة وحاسة البرد مانو حالل عنها... وما بتعرف كيف عم تسند حالها ع طولها فلما شوي صحصحت وشافت هالوجوه عم تطالعها ع فجأة... ارتعبت فجت رح توقع لولا مسك أريام لألها... ولا لكان وقعت ع الأرض... وهو شكر ربو إنو صار معها هيك لإنو دوختها شو أنقذتها من جهلها وخوفها لترد في حالة إذا فهمت إنو جدو عم يحكي معها... فقام بسرعة وهو عم يقول: أنا بقول خلينا رجّـ
قاطعو جدو وهو عم يضغط ع إيدو لإنو واقف جنبو: والله مانك مرجعها خليها تتسطح بغرفة من الغرف وتلحق تاكلها شي...
عبد العزيز ما حب يعمل بلبلة ولفت انتباه... فتنهد براحة بس لمح أمو قامت عن طاولة النسوان القاعدين بعيد شوي عن طاولة الرجال المحطوطة قبال الدرج: تمام!
فرد كمّل أكلو معهم وهو خايف عليها ما بعرف يشوفها تعبانة ومانو جنبها... فما عرف شي عنها لإنو أمو دخلتها غرفة من الغرف المقاربة من المطبخ وطلعت بعد ما تركت المضيعتين معها جوا... فضغط ع شفتو حيصان لإنو بدو يروح يعتني فيها... فمسح ع شعرو وهو عم يمرق عيونو بلا تركيز حواليه فانتبه ع نظرات عمو جميل يلي ما بحب يشوفهم فلف وجهو للناحية التانية سهوًا إلا جت عيونو ع جيهان يلي دخلت قبل أهلها من الباب... فلف راسو بسرعة باللحظة يلي سمع صوت عمتو وفاء وزوجها يلي دخلوا وراها قبل بنتهم رنيم.. فرد عليهم مكمّل أكلو البطيء فيه مع الأخد والعطا والضحك... وهو متجاهل عيونها المو طبيعين... وكملت معو لما أبوها قعد قبالو ع الطاولة وخدلكم وجعة راس إذا التقى هو مع جميل وزيدان بنفس القعدة... فخنقتو زادت وشكر ربو لما أدن الآدان الأول دليل ما ضل شي ع الآدان التاني كرمال يلي ما معاه وضو يتوضى... وطبعًا هو توضى بعد ما دخل بيت جدو كرمال ما يضيع وقتو بقعدتو مع عمو جميل وزيدان أبو أريام لإنو جدو قبل ما يجي استسمحهم ليروح يصلي كم ركعة قبل ما يجوا بقية بناتو وولادو ورجالهم.... وهيك بعدها طلعوا بسيارتهم للمسجد بعد ما توضى يلي ما معاه وضو منهم... وكعادتو بعد كل صلاة فجر بكمل روتينو اليومي بالعبادات... 
فبس تم وردو اليومي رد للبيت آخر واحد لإنو مو مركز مع قلة النوم... فما كان معاه غير ساعة لساعتين للنوم... بس وين ينام بدونها ووين يروح ينام جنبها ببيت جدو وهو عندو بيت ومو سهران مع عمو كنعان متل أيام زمان... وكمان كرمال عماتو وبناتهم لياخدوا راحتهم بالحكي والحركة... فانجبر يروح لشركتو أبكر من دايمًا لينجز شغلو بكير كرمال يروح عند الضهر ويرد ينام... فطلع من البيت تارك مدامتو مع غيثان الصبح تعاني مع الهبلات يلي عم يضحكوا عليها بصوت عالي... لإنها ما بتلحق تروح إلا ترد ترجع وما صدقت قلبة معدتها تهدا لتكمّل نومتها ع صوتهم بدون لا تصلي من حيلها المهدود... وما حست ع حالها غير صاحية وهي عم تتبسم ومزاجها رايق... ومرتاحة بالنومة ع فرشة هالسرير الطرية عكس فرشة سريرهم الجديدة واللي بتكره تنام عليها وبتحس الجانب التاني يلي بنام عليه ابن الخيّال اطرا ففطرياً من راحتها على جانبو صارت تفضل تنام محلو... 
فلفت حالها وهي مو عارفة بشو تحس من وجع فخادها وعرق النسا مع الحمل.. بس من اشعة الشمس المسلطة ع جسمها حاسة بدفا... فما كان بنفسها تقوم او تتحرك سم من الدفى واللطافة الحاسة فيهم... وفجأة بدات تركز هي وين لما وصلها صوت نسوان وبنات عم يقرأوا قرآن قريب من الغرفة القاعدة فيها واللي ديكورها بسيط جدًا وبشبه نمط البيوت يلي ع الجبال... فجت رح تقوم اول ما استهجنت وجودها هون بس ردت مكانها مع تصلب جسمها وهي نفسها تكمل نومتها رغم النوم يلي نامتو... 
فبقت مكانها صافنة بالدفى الحاسة فيه لحد ما دخلوا عليها جوري وأريام جابرينها تعدل مكان نومتها علشان بدهم يناموا متل الباقي يلي راحوا يقيليلو بعد تلات ساعات من قراءة بالمصحف جماعة... 
فهي شو خافت لما حستهم رح يتركوها لحالها هون... فقامت هاربة من مقابلة أهلو بجهد جهيد منها لجناحو بدون ما تغطي شعرها واللي كان لحسن حظها ما في رجال مو من غير محارمها رح يلمحها... ويا ساعة مباركة لما دخلت جناحها شامة ريحة عطرو يلي بتفرح قلبها... فعبرتو طابقة الباب وراها ودخلت مستعجلة تدور ع سريرو من التعب وهي بنفس الوقت حاسة حالها متضايقة من قماش الفستان الكتان... فتحركت لغرفة الغيار وهي عم تشلح فستانها وبسرعة سحبت قميص نوم بصل لعند ركبها وطلعت حاسة ببرد الغرفة فبسرعة دورت ع ريموت المكيف لترفعو... وهي مو منتبهة ع اللي نايم ع بطنو من وجع ضهرو من تعبو من قلة النوم... ومغطي جسمو ومخبي وجهو تحت المخدة من بعد ما روح من الشركة كرمال ما يحس بنقطة ضو جاي ع عينو... فبسرعة بس لقتو محطوط ع كوميدينتها سحبتو وكانت هادي الحركة متل يلي شلتها مع لف راسها من تصلب ضهرها... فجت رح توقع فتداركت حالها بعفوية ساندة حالها بقوة ع راسية السرير يلي ما بتعرف كيف إيدها جت عليها رحمة من الله ولّا لكان وقعت بين السرير والكوميدينة... 
فهو صحي بسرعة لما حس في شي عم بصير حواليه لإنو المسكين ما لحق لسا يغفى... فبس لمحها يا ساعة مباركة... أهلا نورت الغرفة فيها... وبسرعة ساحبها لعندو وهو حاسسها بردانة... فحوطها مغطيها بحرص كبير لإنو حس بأطرافها الباردة... فنطقت من بين أسنانها بتقل من بردها: عـليه!! (قصدها درجة المكيف)
يعليه جن هو علشان ما ينام... لا والله مانو معليه لكنو رح يطفيه... فرفع حالو ساحب الريموت طافيه ورجعلها دافن وجهو بشعرها المو المشطط واللي مربوط كعكة عشوائية... ودخل بنوم عميق على عكسها هي يلي حاسة بلف العالم فيها وببردها يلي خف شوي مع قربها من جسمو.... ومع الوقت انجبرت تنام بعد ما ضوت المكيف رافعة من درجتو وهي مانها حاسة بالجوع ولا حتى قالقة باللي عم بصير حواليها... بس تليفونو المزعج خرب عليها النومة من رنة منبهو... فرفعت حالها بشكل مفاجئ وهي حاسة حالها معصبة... وفي مجال تكسر التليفون... ولفت عليه أول ما حست بحركتو... إلا لمحتو وقّف صوت المنبه المزعج.... فشو تريحت كأنو جبل انزاح عنها ورجعت بدها تكمّل نومتها بين إيديه وهو مناه يكمل نوم بس لازم يقوم يجهز حالو كرمال يصلي جماعة بالجامع... 
شو الدعوة يقضي معظم يومو بالبيت متل البنات والنسوان... هو فاهم ومتيقن البيت مو للرجال لتضلها قاعدة فيه... فتنهد وهو عم يحس عليها عم تعمل شي... وراح عن بالو إنها رفعت من درجة المكيف من قلة تركيزو... فكان رح يرجع ينام وفجأة حس بالحرة... فرفع صدرو العاري مولع من حم الغرفة... 
يما جسمو شو ما بتحمل الغرفة المضغوطة ولا الدافية بزيادة... فبعد عنها منسحب وهي شو مبسوطة لإنها رح ترد تنام بس يا فرحة ما تمت لما حستو صار بعيد عنها بدل ما يعدل نومتو جنبها متل ما فكرت... فانزعجت وصارت تراقبو وهي مبوزة... فشافتو هو عم يدخل الحمام وهو عم يطلع داخل غرفة الغيار لابسلو ملابس خفيفة من بنطلون شوي فضفاض لونو أبيض رجل وسط مستقيمة مانها لازقة بجسمو مع بلوزة نفس نوع البنطلون الكتان الخفيف لهيك أجواء مع صندل جلد أسود بمسك رجلو من ورا وسحب ساعة دهبية ع بنية اللون من الماركات الفخمة لابسها... وطلع للتواليت متعطر... 
فشو جذبها شكلو وقلبها صار يدق بخوف... فبسرعة لفت راسها خجلانة تتفحص بدقة تفاصيلو... وبس حست فيه طلع طابق الباب وراه يا فرحة قلبها لإنها عرفت شو الريحة المشهية يلي بتشمها... وما لقت حالها غير قايمة عاملة هالشي من وراه بعد ما غرقت حالها بعطرو... ورجعت لمكانها تكمّل نومتها وهي مبتسمة ومفتخرة بعملتها يلي عملتها وعقلها مضيع معو بعد ما شافتو هيك لابس... فحاولت ترد تنام بس وجع ضهرها صار يشد عليها... فاضطرت تضلها ع نفس وضعيتها متمددة ع ضهرها لإنها مو قادرة تلف... فجأة إلا جتها رولا تتأكد إذا موجودة بجناحها ولا لأ وإذا كانت موجودة تخبرها تتجهز للعزيمة وتقعد ع الأقل مع أهلو شوية وقت قبل الفطور... 
وهي بس سمعت رد رولا خافت وتعرقت ومعدتها ضغطت عليها ضغط وراسها صار يفتر... شاللي تروح عند أهلو وتشوفهم كلهم... هي لما راحت مع جوري وأريام الفجر كانت مجبرة لإنها مو مركزة وسلكّت معهم شو بدهم علشان مالها خلق تاخد وتعطي وحابه تسمعهم عم يتكلموا علشان ما تحس بالوحدة رغم إنو راسها بوجعها... جد حملها جننها ورح يجنن يلي حواليها يلي الله أعلم إذا رح يتحملوها ولا لأ... فبوّزت لرولا متل الصغار وهي عم تحكي حالها بصوت مسموع (يا الله ما بدي) ... 
رولا ردت عليها: متل ما بدك يا مدام!
وطلعت مخبرة أم عبد العزيز القاعدة على الكرسي المساج بعد ما صلت صلاة العصر... وعم تقرأ بآخر ختمتها الرابعة: يا ست جودي قالت ما بدها!!!
إلا بدخلتو بعد ما رجع من الجامع وهو عم يفكر يقابل عاصي بعد ما ياخد كم ملف من مكتبو الخاص فيه واللي غالب الوقت مقفل... فوصلو صوت أمو: ليه ما بدها خبرتيها إنها بس رح تقعد شوية وقت مع الأهل...
رولا هزت راسها: اه خبرتها يا ست... 
أم عبد العزيز تنهدت ناطقة: الله يعينها ويعينا ع مزاج الحوامل وعنادهم...
إلا بصوتو هو بعد ما سمع كلامهم محاول ما يتدخل بقصص النسوان لكن إذا الواجب والاحترام والدين هون عندو خطوط فلازم يتدخل: خير يما شو فيه!!
أم عبد العزيز أشرت لرولا بمعنى تروح... فانسحبت رولا بعيد عنهم تاركتهم لحالهم وهي عم تسمع رد أم عبد العزيز ع سؤالو: لأ ما فيه غير كل خير... ونطقت بحكمة... بعتت رولا تطمن ع مرتك وتشوفها إذا شوي منيحة ع الأقل كان لبست وقعدت مع عماتك يعني هما حابات يشوفوا مرتك ويتعرفوا عليها من محبتهم لإلك...
تنهد ممشي معها: تمام... أنا هلأ بحاكيها... 
وطلع لفوق مشيك عليها... وما لقالها أثر بغرفة النوم لكنو سمع صوت جاي من غرفة الحمام البابها مفتوح... فقرّب متطلع شو فيه إلا لمحها عم تشم بعطورات الحمام... فرفع حاجبو وهو عم يكتف إيديه: تجهزي علشان تروحي تقعدي مع عماتي!
جودي ارتعبت بس سمعت صوتو ولفت بحركة فجائية عليه ناسية يلي بين إيديها فوقع منها على الأرض متكسر... 
فتنهد من عمايلها ماسح ع وجهو منها... وفوراً بس لمحها عم تحاول تلملم قزاز ريحة الحمام واللي صعب أصلًا لمو من صغر القزاز المتكسر... دخل ساحبها بعيد عنو وهو عم يقلها: شكلك ما تعلمتي من مرتك الأولى... وحرر إيدها من إيدو مؤشر ع غرفة الغيار: بسرعة ادخلي جهزي حالك... وفجأة تذكر قصة صلاتها... صليتي اليوم ولا ما خطر ع بالك...
جودي انضغطت منو شو لبس وصلاة بنفس الوقت... هو مالو يسألها هلأ هيك سؤال ما يتركها بحالها وبالريحة يلي عم تدور عليها... فضحك من عدم ردها المستفز منو: جودي!!!
هي بس سمعتو كيف عم ينادي عليها رفعت راسها مندهشة وفاتحة عيونها ع آخرهم رادة عليه متل ما بترد على معلماتها بالمدرسة: نعم!!
نعم هادا جواب... اختصرها ع حالها آمرها: دامك منيحة بسرعة البسي شي برجلك وروحي اتوضي وصلي العصر وإذا ما صليتي الضهر والفجر اقضيهم معو... 
جودي الدنيا تلخبطت معها شو تصلي وتقضي... وإذا ما صلت... وصلت... انضغطت ومزاجها توتر واعصابها بازت... فتركتو يحكي مع حالو متحركة ناحية السرير... وهو حسها كأنها عم تقلل من احترامو... فلحقها ساحبها من إيدها بقوة جابرها تواجهو وهو عم يقلها بحدة: لما ببقى احكي معك اصحك تعملي معي هيك!!!
اصحها تعمل معو هيك شي... ليه هي شو عملت... 
هو بعالم وهي بعالم... ما يتركها ويروح خلص مضغوطة... وحاسة حالها فاجية من حر الغرفة هلأ متل ما هو مضغوط بزيادة بدون تركيز منو لنفس السبب... ولما شافها معندة وعم تطالعو بعصبية راجع حنيتو معها: شو شايفك عم تطلعي عن حدودك معاي يا بنت دهب... 
هي عم تسمعو وعم تعصب بزيادة... مالها خلق لإلو هلأ... ما يروح ويتركها لحالها... ضوّجها من أوامرو... فتبسم بوجهها بنية معناتها ما رح عديلك تصرفك معاي ورد ببرود: عنّدي ع كيفك وشوفي عنادك بشو رح يفيدك معاي... وترك إيدها ببرود قاهرها فوق مهو معصّبها وسمعتو وهو عم يقلها بنبرة ما فيها مزح: روحي صلي بسرعة!!! 
فجت رح تمشي من قدامو لكنو نبهها: البسي شي برجليك!!! 
فتحركت لعند الباب لابسة شي برجليها متل ما أمرها وردت للحمام تتوضى باللحظة الطلع هو طابق الباب وراه وهو حالف أيمان إلا تشوف منو الوجه التاني... وطلع من البيت بعد ما أخد الملفات الجاي علشانهم وشاف وقاحة الحامل يلي عندو واللي مفكرة إذا معناتو هي حامل تتطاول عليه بكل برود.. ساعتها هتبقى غلطانة لإنو متل ما بقولوا وجنت على نفسها براقش... 
وعاد براقش يلي عندو غافلة عن شو عملت وعن شو مخططلها من عقلها 
المو قادرة تركز فيه بعد ما طلعت من الحمام مصلية من حر الغرفة فطفت المكيف بعد ما قضت وصلت العصر حاضر... وتنهدت مطالعة حواليها... حاسة حالها غريبة... لا قراءة بدها تقرأ... ولا صوت حدا بدها تسمع... ولا حتى بدها تنام... ولا بدها تضلها صاحية... ولا بدها الأكل ولا حتى بتفكر شو رح تفطر الأيام... طيب هي شو بدها... ما بتعرف... فصارت تبكي من مضاعفات تقلبات الحمل معها مع التوتر... والمشكلة الكبيرة ناسية قصة حملها الرافضتو من الأساس... فرجعت ع السرير وردت قامت... وردت رجعت وردت قامت للصالون ولغرفة الغيار وهي ناسية في عالم برا كبير بتقدر تطلعلو وتختلط مع الناس يلي فيه ولا بإمكانها حتى تغطي شعرها وتطلع ع الحديقة برا وتتنعم بجمال الطبيعة فيها وبهواها الطلق... 
مو مشكلة جهلها هلأ حطوه ع جنب الكارثة المدام براقش نسيت طلبو بتجهيز نفسها لتقعد مع أهلو... مفكرة يعني إذا راح وما زن عليها وضعها تمام ومتعدل وما فيه داعي تتجهز للجمعة يلي قلها عنها وهي ناسيتها من قلة التركيز... وفجأة لمحت جوري وأريام داخلين عليها وهما عم يضحكوا... فتنهدت من جيتهم وهي عم تسمع رد جوري لإلها: والله ما توقعت لاقيكي قاعدة هون... قومي بسرعة اغسلي شعرك علشان نسحبلك إياه وتكوني المميزة بالقعدة...
إلا بتدخل أريام: شو تسحبيه حبيبتي شعرها تبارك الرحمن بدو كم إيد لنخلصو شو بدك بهالقصة الطويلة لإنو احنا صايمات ومالنا حيل لشي...
جوري تحيّرت مقربة منها هامستلها: فكرك يعني الشعر الكيرلي لهيك عزيمة كتير حلو ما إنتي عارفة خالاتك بحبوا الإشي الكلاسيكي...
أريام دقتها: حبيبتي ما تفكري فيهم فكري بحالنا واحنا صايمين (صايمات).. بعدين لو سحبنا شعرها يعني أبصر إذا بنلحق نزبط مكياجها وهو مو ضايل إلا ساعتين ونص... 
ردت جوري بعناد: لا لازم نخلص من كلام عماتك... 
وردت أريام برفض: شو بدك بخالاتي يتقبلوها ع بساطتها... جوري حجرتها حجرة ناهية الموضوع فسلكت معها أريام كرمال يكسبوا الوقت وهي مكرهة ولفوا ع جودي يلي مالها خلقهم... مستلمينها لعملية التزبيط لتقابل عماتو... 
ويا مطول عملية تزبيطها عند غسل الشعر بعد ما لمولها القزاز المكسور لإنو الخدم ببيت الجد... وبعدها طلعوا يمشطوا شعرها المعقد من كتر ما اهملتو مع حملها بآخر كم يوم وهما عم يعلقوا ع وضعو: ليه هيك شعرك؟ 
: شو عاملة فيه يا بنت!!! لسا قبل كم سحبتو وكان ما أحلاه!! 
: فكرك عين!! 
: أي عين يمعودة ع قولة اهل الخليج... 
: جد إنك هبلة يا جودي عارفة شعرك ماشالله عنو خميل لليش بتغلبي حالك وبتوجعي راسك بهالقصص هاي... 
جودي مع كتر زنهم وضحكهم راسها ضاج مع فتلانو (لفو ودورانو) وصارت مو طايقتهم مع أوجاع جسمها يلي بتحس فيهم معظم الوقت بدون تركيز منها... فصارت تبكي... مالها أم نكد منكدة... جوري احترت من مزاجها المتقلب فردت وهي عم تقول لأريام: سيبيها تبكي الحوامل غريبات تتذكري عمتي نداء لما قعدت فترة عند جدي جننتنا قيموا... حطوا... ارفعوا...ريحتو... اسكتوا... اطلعوا... جيبوا... 
أريام انفجرت ضحك ع انفعالها: هههههههه تنذكر ولا تنعاد... بس فكرك يجي البيبي حلو متل جنرال إذا هيك...
جوري هون انشقحت بس تخيلت شكل بيبيهم معلقة: الله لعابي سال من الفكرة كيف لو ع الحقيقة... طالعت جودي يلي مستمرة ببكاها وهي عم تمشط فيه: جودي خليكي دايمًا معصبة وعم تبكي علشان ابننا~
أريام قاطعتها هون: شو ابننا مفكرة حالك جدتو ولا عمتو... 
جوري ضربتها بالفرشاية مجاوبتها: مالك دخل ما تقاطعي ارتجالي بالكلام... ولفت لجودي يلي عم تمسح دموعها يلي زهقت منهم: انا بنصحك تنكدي كتير علشان البيبي يجي حلو... 
أريام حطت إيدها ع تمها كاتمة ضحكتها... وجوري تنهدت من التعب من تعقيد شعرها: أريام وربي إذا ما بتكملي فك تشبيك شعرها إلا قصو وريّح العالم منو... 
أريام مدت إيدها ماخدة الفرشاية مكمّلة تمشيطو عنها وهي عم تحاول تخلي جودي تضحك ويا فرحة قلبها لما صارت تضحكلهم ويا ما أصعب سحب شعرها لإنو راسها بضلو يلف وما بتقدر تضلها رافعتو لفوق وبالقوة لخلصوه... ورفعوه بڤ مع تاج جابتو جوري من عندها وشو كان التاج الناعم ساحر عليها بعد ما حطوه فوق البڤ وعملو أطرف شعرها مموج شوي بالفير... وبعدها بلشت جوري مبدعة الأنامل تمكيج وجهها بعد ما أريام اختارت لجودي المدروخة مع الحمل فستان شبه نص كُم بشبر بترولي اللون داخل فيه التطريز بألوان الباستيل الباردة متل النهدي والزهري والرمادي وكان شو طالع عليها جذاب وملفت مع لون الروج الزهري ع نهدي بارد يلي ع تمها ومع مكياجها المبرز لعيونها من الكحل أسود المحطوط تحت عينها مع إي شدو ع لون الروج فوق وتحت العين... فشو طلع شكلها فتنة مع كندرتها البيج ع دهبي باهت المسكرة والكعبها وسط... لإنو رفعها عن الأرض والفستان طويل لتحت رجليها فكان مغطي الكندرة وبنفس الوقت ماسك من عند الخصر بنعومة وبنزل لتحت بوسع مقبول لمتل هيك مناسبة وشو كانت مبينة لعبة مرسومة مع تداخل هادول الألوان مع لون بشرتها وشعرها الخميل الساحر بلونو وطولو... ومع ابداع جوري ع وجهها...
وبعد هالتأمل السريع صار لازم تتعطر بعطر فخم تقيل وتلبس اساورة وخاتم وحلق لإنو الفستان بدو شي يكمّلو بدون عقد لإنو النقوش يلي عليه واصلة الكتف ومغطية عظمات الرقبة... فعطرتها جودي بكترة بعطر سكاندال... ولبستها هي وأريام طقم الماس الكامل تاركين العقد لحالو بالعلبة... ولفت عليهم بعدها بطلب منهم... فتفصحتها جوري بأعجاب من تعبها هي وأريام يلي كانت عم تتفقد إذا في شي ضل ناقص... ولفت لجوري وهي عم تتنفس بعجلة: الحمدلله خلصنا منها بدي الحق رد لبيت جدي زبط حالي مو ضايل شي ع الآدان... وانتي كمان لحقي جهزي حالك ما فيه وقت...
جوري هزت راسها بتسليكة: تمام بس بدي صورلها وقول لجوزها شو رح يعملنا مقابل الجمال يلي هيشوفو... فسحبت تليفونها مصورة جودي يلي عم تطالع نفسها باستغراب أول مرة بتلبس هيك وبتشوف نفسها بهيك شكل... وما انتبهت ع جوري وهي عم تصور فيها فيديوهات كتيرة... مرسلتهم لعبد العزيز المشغول بالحكي مع عاصي بخصوص الوراق المعروضة قدامهم ع الطاولة... فسحب تليفونو يشوف مين يلي عم يرسلو كتير رسايل... إلا كانت جوري فكان رح يطنش رسالاتها لكنو خاف لهبلتو تكون عاملة شي... ففتحو بعجلة وهو عم يقول لعاصي: لحظة بس!!
وبس لمح شكلها من برا الفيديوهات توتر فطلع من الواتس وهو مالو خلق للهبل هادا... وكمّل كلامو مع عاصي... تارك جوري تطلع لجناحها لتجهز حالها وهي رضيانة ع النتيجة يلي طلع فيها شكل جودي القاعدة مكانها قبال مراية التواليت وهي مندهشة من شكلها الغريب عليها... فجت رح تقوم أول ما انتبهت ع نفسها طوّلت وهي ع نفس قعدتها...بس ما قدرت أول ما حست جسمها متصلب وشو صار نفسها تتمدد وتريح رجليها وضهرها... فساندت حالها بالقوة لقدرت توصل السرير وتتمدد عليه وهي عم تدمع من شعورها في شي غلط بسبب دماغها الرافض الحمل... والرافض يذكرها بشكل متواصل بخصوص حملها... ورغم الرفض ألا إنو أعراض الحمل ما عم تخف او توقف... فشو مناها ما تتوجع هيك انقصف حيلها وهي قاعدة ع كرسي التواليت وهي يا بس مرجعة راسها لورا يا رافعتو لفوق... فشلحت يلي برجلها ضامة حالها... وهي محرورة من عرقها النسا يلي صارلها فترة مانها حاسة فيه هالقد بوجعها... فحاولت تلف حالها ع طرف اليمين فتوجعت من تحركها الغلط... باكية بقوة وهي لهلأ بعد يلي صار معها لسا بتفكر تاخد مسكّن لو إنها مفطرة... 
شكلها هتدعي حالها ساعتها إذا دري عن مخططها.. وصارت بدها جوري تكون حواليها وتعجبت وين راحت عنها... وليه هيك فجأة اختفت هي وأريام عنها... فصارت تحس بخوف من تركها لحالها وبلشت تدرك شعور الوحدة يلي عم تحسو بدون سبب مع حملها... فقامت موقفة ع رجليها مدورة ع جوري وهي ما بتعرف إنها اخدت لبسها ومكياجها وراحت ع بيت جدها تتجهز مع أريام... فصفت لحالها بالبيت... لإنو الخدم ببيت الجد كرمال العزيمة الكبيرة... فسبحان الله كيف قلبها حسها... ولما جت رح تقرب من الباب لتفتحو إلا هو قبلها فتح الباب... فلا إرادياً بس شافتو ما بتعرف ليه بسرعة مسحت دموعها يلي خرب مكياجها شوي... وهي مو شاعرة بنظراتو عليها من فوق لتحت ع فستانها يلي ساتر شبر من إيدها من فوق وبنزل من عند الخصر ع شكل جرس ناعم مبينها قمة بالنعومة والرقة والجمال... وشو كان شكلها هيكون ساحر لو ضلت لابسة الكندرة يلي اختارتلها إياها أريام... فبلع ريقو داخل الجناح وهي رجعت لورا بحركة غريزية منها... وبلعت ريقها بخوف لما سمعت صوت طبق الباب... ولف داخل وهو عم يقلها: جهزيلي الحمام بدي اتحمم! 
تجهزلو الحمام ليه هي شو سوت علشان يقلها تجهز الحمام... وضغطت ع أسنانها وهي عم تشوفو كيف عم يمشي بعيد عنها كأنها ما بتعنيه... فسايرتو من خوفها ليعلملها شي ودخلت بجهد كبير منها معطرة الحمام ومتأكدة المية سخنة ومختارتلو أي شامبو من مجموعة الشامبوهات يلي عندو مع غسول للجسم وليفة... وتركتهم بركن خاص فيهم للدوش... وطلعت من الحمام وعيونها بس عم تدور ع الراحة... إلا بطلبو الجديد الشالل أملها بالراحة: جهزيلي أواعيي للعزومة!!
هي تجهزلو ما اختلفنا معظم أواعيه يلي بدهم كوي مكويين ومعلقين فبضل عليها بس تختار وتسحب بس المشكلة هي تعبانة ما فيها حيل لتلف شمال ويمين... ولا تطلع ع سلم الخزاين القصير الخاص فيها هي والخدامات كرمال الرفوف العالية... فسحبتلو أي بدلة بتجي إيدها عليها مع ملابسو الداخلية... وطلعت تاركتهم ع مقعد غرفة الغيار وهي عم تدمع من وجعها وبس حست فيه طالع ردت مسحتهم رادة للسرير متمددة بالوقت يلي دخل هو يجهز حالو فيه مطالع البدلة البترولية الغامقة يلي مختارتها والمشابهة لحدًا ما للون فستانها... 
ضحك بسخرية على عقلها فشلح الروب لابسها واختارلو بعدها كندرة وحزام وساعة لإنو المدام ناسيتهم... ولبسهم بعجلة طالع مدور ع ريحتو بس ما لاقلها أثر فتعطر من ريحة تانية وهو مندهش العطر وين اختفى متأكد تركو هون... فطنش الموضوع لافف ع مرتو: شو عم تستني قومي جيبي عبايتك وغطي شعرك والحقيني لتحت... 
وسحب تليفونو طالع بعد ما كلمها بنبرة جامدة مزعجيتها وجارحتها لبنت دهب القامت ملبية أوامرو وهي كل كم دقيقة ترد تبكي عواطفها جياشة صايرة... فحطت الشالة بلا ترتيب ولبست عبايتها واختارتلها شوز واطي لإنها مالها دخل بالعالي مع وجعها... ونزلت تحت ببطء شديد مخليه يعصب فكان رح يطلعلها وبس لمحلها عم تنزل الدرج أشرلها تغطي شعرها منيح وهو عم يقلها: وانتي جنبي بتنزلي راسك ع الأرض علشان ما حدا يلمحك!
يلمحها بكحلها السايح ولا بمكياجها... فكمّلت نزولها بعناية من وجع رجلها يلي كأنها صارت تعرج عليها فهو حس مالها شي لكنو ما دقق لإنو ما رح يعاملها منيح كتير كرمال ما تتمرد عليه... فبس وصلت عندو تنهد من السلحفاة يلي عندو وغطالها شعرها... ومسكها من إيدها ماشي فيها غير حاسس بشدو عليها فبلعت ريقها خايفة تقلو يخف ع إيدو من حدتو معها... فكتمت رغبتها مكمّلة معو لبرا راكبين بالسيارة لإنو رجالهم رح يكونوا لحالهم بالديوان من عزيمة كم رجال من برا العيلة عليها فمالو خلق يمشي لعندهم ع رجليه... وحرك السيارة بدون ما يحاكيها بحرف وبس وصل بيت جدو لف عليها محذرها: اصحك تردي ع حدا بقلة أدب أو تطنشي حدا وهو بسألك كرمال ترحمي حالك مني... وتفضلي انزلي! 
جودي لفت عليه شبه لفة كأنها عم تعاتبو ليه حوّل معها هيك ولفت نازلة بعد ما قلها: شو عم تستني؟ فتنهدت مكمّلة طريقها للباب الفاتحتو بأعجوبة من قلة حيلها... وبس جت رح تدخل تردد بس سمعت كل هالأصوات واصلتها من بعيد لتعبر جوا من خوفها منهم... فبقت مكانها عاجزة تتقدم ولا ترجع من خوفها منو لكنها لما أدركت خوفهم منهم تجاوز ع خوفها منها من قلة تحمّلها هيك قعدات قررت ترد لجناحو يلي صار عالمها بدل القعدة معهم رغم المسافة الأقرب لراحة جسمها والأكتر وجع لروحها عندهم... فردت لبيت أهلو داخلة جناحهم وهي مو عارفة إنها اختارت الأبعد مسافة لراحتها جسديًا ونفسيًا لإنو أدن المغرب وعماتو بقولوا هلأ بتيجي فاضطرت أمو تحاكيه كرمال تعرف وين كنتها لهلأ ما جت... وهو بس سمع سؤال أمو عدالها إياها لحظتها لبنت دهب كرمال الرجال المهمين يلي معهم بخصوص الشراكة بالمشروع يلي عم يشتغل عليه علشان يسكر فيه حلوق كم حدا من عيلتو... وما صدق هلأ يخلص من القعدة ويصلي التروايح بالجامع ويرجعلها بسرعة مستغل سهرة العيلة برا... ودخل عليها منجن منها ليه ما راحت وطبق الباب وراه مدور عليها... إلا لمحها واقفة قبال المغسلة وعم تمسح تمها ووجهها الشاحب فضحك بسخرية معلق: شو كأنو أهلي مانهم قد مقامك كرمال من بالك لحالك تقرري ترجعي هون.. 
جودي جد مالها حمل تسميع كلام... وجسمها مو مساعدها تبقى واقفة ع رجليها هيك.. فسندت نفسها ع مغسلة الحمام بدون ما ترد عليه... فقطع المسافة مقرب منها وماسكها من إيدها بقسوة.. وهو عم يحاكيها بدون مزح: شو مبررك يا بنت دهب يلي جاي تعملي جسر بيننا وبين عيلتك وباللي عم تعمليه عم تهدميه... وهزها من إيدها... شو جهلك لحد هون واصل... ورفع إيدو ع دقنها كرمال تطالعو وتواجهو.... عقلك... وأشر عليه بعد ما ترك دقنها... ما بتفكري فيه بشي منيح... إنتي فاهمة شو عملتي اليوم...
شو عملت اليوم ما بتعرف... بس هي بتعرف ما بدها تكون هناك... لإنها مو واثقة فيهم... ومشكلتها مانها فاهمة إنو لكل فعل فيه ردة فعل... ولا مدركة مكانتها ما بتسمح بهيك هبل... بس هي شو ذنبها بكل هادا... لإتها هي راحت ضحية رغبة عيلتها للانتقام... فكان نفسها تهرب منو لإنها مرهقة ونفسيتها مو متحملة... 
فتنهد عاضض ع شفتو من الحالة الميؤوسة معها ونطق بمرار من عجزو معها: أكيد ما عندك مبرر... بتعملي كل شي وكأنك بريئة... ماشي يا ستي خلي براءتك تفيدك.. 
ودفشها بعيد عنو خطوة مخليها تدوس ع شي صغير كتير بس بوجع متل شكة الأبرة... بس ما عرفت شو هو... وطلع معطيها ضهرو مو سائل فيها ليلتها ولا باقي الليالي التانية لإنو صار يعاملها بلا اهتمام... سواء استفرغت ولا لأ... تعبت ولا لأ... بردانة ولا دفيانة... هي يلي جنت على نفسها... مو هي يلي ما بدها أهلو ولا أهلو بدهم إياها... خليها تتحمل نتيجة اختياراتها لبنت دهب البرع بقص أجنحتها يلي بدات ترتفع شوي وتبعد عنها... من خلال إنو يقنع جدو يروحوا ع المزرعة بآخر أيام رمضان وينبسطوا بالعيد بالأجواء هناك كرمال الأخت جوري وأمو أمينة يصيروا بعاد عنهم... 
وهيك صار يوم ورا يوم عم يمضي... وهي بدون حدا... وحاسة حالها مضغوطة لإنها ما بتشوفو كمان غير لما بدو ينام بدون ما يقرب منها... فكانت تبكي بحرة منو... ومن جوري يلي ما شافتها من بعد ما مكيجتها.... ومن وجع رجلها يلي رولا رفعتها وحاولت تشوف شاللي بوجعها كل هالقد إلا كانت قزيزة صغيرة من قزاز ريحة الحمام يلي كسرتها بدون قصد قبل كم يوم... 
واللي قهرها إنو الخدم كانوا بقولوا بكرا العيد... عيد مين وهي وحامها قاتلها وعم تفطر لحالها... 
عيد مين وزوجها الكريم مانو مشرّف لعندها والساعة صارت 12 والله أعلم وين أراضيه... فوينو لهلأ ما اجى يتحمم ويلبس أواعيه الجهزتلو إياه... فبكت بحرقة لما ما اجى ونامت لحالها ع السرير وهي مو عارفة إنو سهران بغرفة المكتب ع الوراق واللاب توب يلي بين إيديه... وناملو يا دوب ساعتين مع ضغط الشغل... وبس صحي لحالو بسرعة طلع يتحمم قبل ما يروح يصلي جماعة بالجامع ويلبسلو بدلة رسمية من إحدى بدلاتو... فلبس وطلع وهو مخطط يعطيها تليفونها لإنو جدها اتصل بدو يحاكيها وهو رد عليه امبارح إنها قاعدة مع أهلو وناسية تليفونها عندو... فبس يرجع رح يخليها ترجعلو... 
وطلع مخلي رولا تصحيها ع صلاة الفجر: مدام لازم تحلقي تقومي تصلي الفجر قبل ما يطلع وقتو ويدخل الضحى.. 
فقامت مدورة عليه بعد ما طلعت رولا لكن ما لقتلو أي أثر... وجن جنونها لإنها رح تكون لحالها كمان بأول يوم العيد... فقامت صلت بقهر منو وهي حاسة بطنها متل الحجر... وردت دخلت غرفة الغيار قايمة علبة العطر يلي بتعشقها عليه كرمال ما يتعطر فيها برا البيت... ولفت باكية بحرقة لإنو عم يعاملها كأنو شي مالو قيمة... 
فدخلت غرفة الغيار مدورة ع شي تلبسو للعيد... وهي عم تحاكي حالها.. ما بدو إياها لبلاش ما رح يكون أحسن من جدها وكنان ومهد... فصارت تفش خلقها باللبس فاختارتلها فستان ع قد الجسم مع اواعي داخلية جداد ودخلت تتحمم وتعتني بحالها وهي متجاهلة أوجاعها.... فجهزت الباينو وشلحت أواعيها قاعدة فيه... 
وفجأة بطل نفس لإلها للحمام فطلعت منو بسرعة وبس اكتفت بشطف شعرها وجسمها ع الدوش بعجلة ونشفت جسمها لابسة الفستان وبعدها دهنت جسمها ببعض الأماكن من تعبها لتحني حالها... وفتحت باب الحمام متحركة لعند التواليت ممشطة شعرها وهي مو طايقتو ونفسها تقصو لإنها بتتعب منو... فحطت عليه كريم للشعر بعد ما نشفتو منيح... وتركتو ينزل ع ضهرها بشكل مموج ناعم وتعطرت موقفة ع رجليها طالعة من الجناح ومفكرة تنزل تحت تحاكي رولا ولا سونيا يلي ضلوا معها هون... إلا لمحتو عم يطلع الدرج بعد ما رجع من صلاة العيد... فرفع حاجبو متعجب منها: وين نازلة بهادا الفستان؟ 
فبلعت ريقها بصعوبة من خوفها لشوفتو ومن ردو يلي وصلها بمعنى "مو حلو عليكي روحي غيريه"... فضغطت ع شفايفها... معصبة منو فلفت وجهها راجعة لجناحهم وهي خلص يعني واصلة معاها منو... فدخلت طابقة الباب وراها فهو فهمها عم تسكرو بوجهو ففتح الباب داخل وراها وهو مناه يفهم متى شموخها رح ينهار لإنو وقاحتها كل مالها عم تزيد مو عم تقل معو... فعبر لعندها وهو عم يسمع ردها عليه من قبل ما يشوفها: ما بدي غيّرو!
ضحك مستتفه ردها: ما تغيريه وما تطلعي من الغرفة... 
جودي ما فهمت عليه... ولف عليها وهو عم يمدلها تليفونها: جوري وأمي بدهم يعيدوا عليكي... فاتصلي عليهم كرمال تحاكيهم...
أبدًا ما بدها تحاكيهم ليه ما تذكروها من قبل فرفع كتفو ببرود: كيفك ما تحاكيهم وخلي عقابك يتضاعف... 
يتضاعف خير هي شو عملت... طنشتو متحركة لعند كرسي التواليت قاعدة عليه وهي مو ناقصها وجع تاني غير وجعها... إلا وصلها صوتو وهو عم يقلها: ما تنسي تصلي صلاة العيد!
صلاة العيد... أي صلاة بحكي عنها خلص رح تنهار منو رح تنهار منو... فقامت لعندو وهي خلص معلنة ضعفها قدامو للي عم يختارلو لبسة بدلة من البدل يلي عندو من مجموعة عمو كنعان يلي وصلتو من كم يوم ورتبتهم العنيدة يلي عندو... والمشكلة وقفت قريب منو وهي مو عارفة من وين تبدا... بس ما رح تروح بعيد عنو إلا بعد ما يتهاون معها ولما شافت عدم تفاعلو معها جت رح تبعد عنو لكنو هو مسكها: خير شو عندك؟
جودي دمعت قدامو... كل ما بدها تحكي تسكت... تعجز تعبر مالها أو هو شو بدو منها كرمال يعاملها هيك... فتنهد هو بالع ريقو مقرب منها وماسح ع شعرها يلي فقدو: راجعتي حالك... 
أي مراجعة إذا هي ناسية شو عملت... مسح ع دقنو من عجزو معها يعني شو يعمل معها علشان مخها يفهم ويستوعب مدى سوء يلي بتعملو... مستحيل يلجأ للضرب... بس رح يلجأ للعقابات وشكلو لازم يفكر بشي جديد كرمال تفهم... 
باينتو استيعابها مو مساعدها... فتنهد محاول يهون الوضع عليه وعليها لإنو مل من الضغط يلي عم تحطو فيه... فحرك إيدو ناحية ما ابنو عم يكبر إلا هي رجعت كم خطوة لورا مندهشة من الحركة يلي عملها... وصارت تنتفض بحركة غريزية من صدمتها مكان ما حط إيدو... فمسح ع شعرو مضغوط منها ومن عمايلها المالها داعي... ورد لافف حالو مكمّل تجهيز بلبستو وهو عم يقلها: إذا ما عندك شي تعمليه تسهلي ما عندي وقت لأضيعو معك... 
جودي عصبت منو وبعدت عنو رامية حالها ع السرير بكيانة... والمشكلة هو جدًا تعبان من قلة النوم والشغل يلي عليه والمشاكل يلي عم تطلعلو من هون وهناك وبدل ما مرتو تكون مسْكن لإلو صارت وجعة راس عليه لإلو فرح يحاول معها كمان مرة قبل ما ينام... علشان تكون طالعة من خطيتو... فرجعلها وهو عم يحس ع جسمها عم يهتز من كتمها بكاها... وحط إيدو ع كتفها جابرها ترفع حالها لتقابلو لكنها هي رفضت... بس وين تعنّد معو... فمسح ع شعرها مطالعها بقوة على عكسها هي يلي رافضة تطالعو: ما بدك تحكيلي كل عام وإنتا بخير! 
أبدًا ما رح تقول لإنها زعلانة منو ع تقيل... فابتسم ع عنادتها يلي رح ترفع ضغطو فيها فمسح ع طرف أدنها بطرف أصابعو لكنها رفضت قربو وحاولت تهرب منو بس كان صعب لإنو حاول يحاكيها ويقربها منو بس هي ما بدها لإنها خايفة منو فتركها ع راحتها وتحرك بعيد عنها مجهز نفسو وطلع يشوف أهلو وعيلتو أول شي ليعيّد عليهم غصب عنو بدل ما يقعد معها أول شي... فبلع ريقو وهو عم يحاكي نفسو "الله يجيبك يا طولة البال"فلف حواليه وهو عم يسوق سيارتو مطالع الناس والعيل وهي فرحانة برا بيتها وعايشة اللحظة إلا العنيدة يلي عندو مكيفة ع حالها بين هالأربع حيطان... 
ما قبلها عليها فرد رجعلها... وهو مناه يفهم ليه تقبل باللي صار... أكيد لو انغصبت عليه كان بيّن عليها... 
إلا وسوسلو الشيطان ع غفلة منو... إنتا شاللي عم توجع راسك فيه... اصحك تنغر فيها.. فْلفْ كمّل ع أهلك بلاش ترد تتمرد عليك... 
فلَف محرك سيارتو لعند مزرعة جدو وهو مو عارف أديه (كم) انفجرت من البكى وكرهتو هو وأهلو معو لإنو ما في شي تعملو بين هالأربع حيطان طول اليوم بأول يوم عيد من عنادتها وقلة استيعابها... في حين هو كان يومو شوي رطب رغم جمالو لإنو مو هاينلو باللي عم بصير معها بس إذا هي ما سألت بحالها ولا رحمت حالها... هو بدو يضلو يسأل فيها ع كل شي... فقعد جنب عاصي بعد ما سلم ع جدو وأمو وعماتو وهو عم يقلو: أعطيني إياه للزاكي!!
عاصي مدلو أبنو اللزلوز وهو مبسوط ع هالانجاز العظيم القدمو للبشرية: يسعدلي إياه أنا يا ناس هالحلو... 
عبد العزيز اخدو منو ضامو لصدرو شامم ريحتو وهو عم يتخيل ابنو رح يجيه بعد تمن تشهر إذا شاء ربنا كيف رح يكون... معقول نحيف متل أمو... ولا نكدي... ولا بحب البساطة وعندو ذكاء متلو... معقول ابنو يربى بينهم وهما مو متقربين من بعض... هادي الفكرة بتقتلو... فلف عليهم وهو عم يسمع جدو يلي تليفونو عم يرن بين أصابع ايدو اليمين: قليل الأصل اتصل فيديو يعيدنا (قصدو كنعان)... ورد عليه وهو عم يقعد ع الكرسي بين ولادو: يا سواد وجهك مانك نازل علينا... 
إلا برد كنعان يلي فرح لما لمح وجوه أخوتو وأبوه: يابا سيبك هلأ من هالكلام لف التليفون شوف الغوالي... خواتو بسرعة ركضوا لعند أبوه يحاكوه... فلف لعاصي يلي عم يقلو: شكلو سافرلو مع مرتو ع شي مطرح بدل ما ينزل عنا والله لعمي يدرى ليطربق الدنيا فوق راسو... 
عبد العزيز غمز جنرال رادد عليه: والله يا وردة ما بتوقع جدي مانو عارف عيون معارفو علينا برا وجوا مو راحمة فينا... 
عاصي بلع ريقو: والله عمي ما بتحزرو... كلشي وارد عندو... المهم قلي دار حماك متى رح يجوا؟ 
عبد العزيز تنهد رادد: خبرتهم المغربيات... 
عاصي بلع ريقو وهو عم يفكر بسرو وأعلن يلي بدور ببالو: طيب دام هيك خلينا نتسهل بعد ما نعيّد الحلوات في كم مشوار عايزك فيهم... 
عبد العزيز مسك ضحكتو: لك عاصي دواوينك كترانة... 
عاصي دقوا ع جنبو: سد نيعك وقوم... 
فقاموا عيّدوا البنات والنسوان بظروف مسكرة أما الأخت جوري وأريام ورنيم نايمات لإنهم كانوا سهرانين... فطلعوا متسهلين للمكان يلي بدو إياه عاصي... وهما عم يتصلوا ع كنعان كرمال يحاكوه ع جنب بخصوص العمة نداء يلي سمعو عنها ناوية ترد تستقر فترة للبلد... بس كنعان ما كان فاضي ليرد عليهم لإنو مسافر للشبونة يعيش الأجواء الحلوة مع مرتو الماخدها بالسر... فتنهد عاصي لافف وجهو مكلمو: شوف يا صديقي العزيز أنا بقترح نمشي باللي قلتو... ونقول بطلنا بدنا نستثمر ونبعت طرف تالت يشتري ونتأكد إذا فيه إيد خارجية من برا ولا مشيئة ربنا... هلأ الأكيد هون عيلة دهب ما عم تلعب معنا إنتا وأنا عارفين هون مو ساحة ملعبهم ولا معهم مصاري ليدخلوا بهيك حرب معنا يعني... بس شكلهم مو مصلين ع النبي وجدك عارف وواصلو شي عنهم... فبدي شوف ساعتها هو والحلوين يلي عنا شو رح يعملوا...
عبد العزيز اخد نفس طويل تقيل ع قلبو وأعلن يلي بدور ببالو: بتعرف يا عاصي احنا ما بنعرف عيلة دهب من أي باب رح تدخل منو لإنو لحد هلأ ما في إلها مداخل علينا... 
عاصي هزو راسو مستجيب معو: حلو لحديت هون فأدخل بالمهم...
عبد العزيز بلع ريقو مكمّل: أنا بنصح ما نكون أول ما نتحرك وهادا يلي أنا خايف منو أولًا...
عاصي حرك راسو ساحب سيجارو المقصوص والجاهز للتدخين من جيبة جاكيتو: والله اعصابي رح تنحرق إذا هيك... لإنو رح نطلع بسواد الوجه...
عبد العزيز هز راسو بتأييد لكلامو المعقب عليه: بالزبط فحط سواد الوجه ع جنب لعبنا لازم يكون مختلف معهم مو باللغة يلي بفهموها فشو هما بدهم بنمشي عكسو لنحيّرهم معنا لما نطلعهم من ساحة ملعبهم... وإنتا فاهم قصدي هون... المهم يا سيدي خبرني ع وين رايحين اليوم... 
عاصي ابتسم بوجهو بخبث: رح نروح ع حدا إلو وزنو بالسوق وبالبلد... ورفع علبة الكبريت الطويلة مولع سيجارو وهو عم يوزع تركيز عيونو ع الشارع الفاضي قدامو: يعني الزبدة درع حماية لإلك... وبنفس الوقت تنفعوا بعضكم مو بقولوا الناس لبعضها...
عبد العزيز لف عليه: بالله بأي تعريف ماخدني ع القعدة؟؟
عاصي رد عليه وهو عم يغمزو: ماخدك بتعريف حدا هو حابب يتعرف عليه شفت أبو محمد يلي حليتلو مشكلتو بالسوق... تكلم عنك قدامو وإنو ما اخدت منو شي ووقفت معو وقفة رجال... فيا سيدي شو بدك بهالطويلة رجال هادا قال والله ما بتوقع يطلع من جيل الولاد هادا شي.... فهينا رايحين لعندو بعزيمة منو...
عبد العزيز لف عليه بعدم تصديق: وله عم تتهبل علي...
عاصي لف عليه جاحرو: معقول يا حبيبي هو بهون علي اتهبل عليك بهيك شي... أصلًا موقفك مع أبو محمد خلا هادا الرجال يتواصل مع شركتي للحماية والأمن كرمال حماية أملاكو لإنو صارت معو مشكلة مع شركة الفرسان للأمن وأصلًا هون مربط الفرس... وضحك عاصي بمكر... 
عبد العزيز رفع حاجبو: استنى يخي... خلينا ع نور... لليش ماخدني معك فهمنا كرت حماية والحماية ما بتيجي إلا من ربنا... فيعني ادخل ع الصافي شو بدك نعمل معو أو احنا شو رايحين نقدملو... صاير والله توجّع راسي مع هالناس يا بلا ازرق...
عاصي انفجر ضحك بتعجب من كلامو وهو عم يقلو: هههههههههه أنا صرت هلأ بلا أزرق له يا ابن ضرغام ما توقعتها منك... احنا رايحين عزومة عندو وبصراحة انا قلتلو الشخص المعني فيه ما بنفع تشوفو ع العلن لإنو إذا في ناس شموا ولا دروا إنكم بتعرفوا بعض ممكن يوقع بكتير مشاكل هو بغنى عنها فردلي وين بدك احنا حاضرين... قلتلو سمعت عندكم شي بالغربية بمنطقة مدنا... قلي صار... فيعني ان شاء الله بنقعد شوي وبنروح بعدها ع المشوار يلي وراه وبرجعك سالم لسيارتك...
عبد العزيز مسح ع وجهو: عاصي اي سالم لك بدي صير أب ما خليت حفرتلي من وراك إلا ما تعرفنا عليه... لك بدي صير أب وإنتا ما نازل إلا بخراب بيتي...
عاصي ضحك: ههههههههههههههه طيب يلي رح تصير أب... هادا بفيدك بالعلاقات... 
عبد العزيز سايرو: خلينا نشوف مين المهم يلي بدنا نشوفوا بعدها لكل حادث حديث... ولف ساكت مطالع بالطبيعة الآسرة قدامو وهو عم يفكر بكتير اشياء... ومن الطبيعي يفكر كتير من يوم ما مسك الشركة وهو عم يحمل هم العيلة اكتر من قبل... لإنو عارف في كم حدا ما بدهم إياه موجود فيها لإنو ما بفوّت فوتة... وهو فعليًا هيك بس هيو حاليًا عم يفوتلهم علشان يعرف يمسكهم مسك الأيد ويحطهم بزاوية... علشان لا هو ولا هما يطلعوا بسواد الوجه قدام بعض لإنو تعلم شي عظيم من الحياة في كتير من المواقف بالحياة ما لازم تبين للي قدامك إنك كاشفو وشايف وسخو وقلة أخلاقو من وراك لإنو ممكن ينكر... وممكن يزيد من سوءو وياخد تصريح كامل ليلعب بوجهك بكل وقاحة ودناءة... 
مو بقولوا إن لم تستحي أفعل ما شئت... فخليهم مستحيين أحسن ما يبطلوا يستحوا معو... 
فكمّل يومو مع عاصي ساعين لرزقهم... على عكس أهلها يلي بعد ما مروا ع بناتهم ردوا ع البيت للنوم... باستثناء كنان يلي راح مع صحابو ع منتجع بالشمال تارك أبوه وأخوتو يروحوا يعيّدوا ع بنتهم ببيت الخيّال لإنو هو ما فيه يبتسم بوجه حدا وهو حامللو بإيدو سكينة ورا ضهرو كرمال يقتلو فيها بأي لحظة ... لإنو الغدر مو من طبعو... فكرمال هيك رح يختفي من الساحة ويكون بعيد عن العين ومنو بكون بعيد عن القلب... أما أبوها رح يروح غصب عنو وبنفس الوقت بأرادتو علشان بالمستقبل يقلهم كيف ادخل بيتكم واغدر فيكم... ما في داعي نحكي عنو شي يصفو بالدقة لإنو الصفة لحالها بتشع منو شع... وطبًعا أبوها ما رح يروح لعندها لحالو فرح يروح معو أخوه جاثم وابنو مؤيد الصايع وأخوه عثمان العرب وابنو فهد المؤدب واللي بكون أخوها بالرضاعة واللي رح يروح كمان معهم علشان مؤيد بس يعرف إنو هيروح معهم... يغار ويروح معهم لإنو أكيد ابن عمو الأصغر منو مو أهم منو... 
وللصدق كانت الروحة فقط محصورة ع عمامها وجدها وأبوها بس عمها كنان الداهية قدر يقنع أبوه لياخد معاه احفادو بس يمروا عليها... لإنو هو بعرف معلومة عن رجال الخيّال ما بقعدوا خلط بلط... وعندهم حدود وبغاروا كتير ع بناتهم والثقة بينهم بالنسبة لإلهم لا تعني تصريح لينفتح ابن العم ع بنت العم مو ديننا بقول اجتنبوا الشبهات مو أغرقوا فيها وافسدوا بالأرض... وهيك إذا اخد احفادو معهم هيضمن جودي ما رح تقعد معهم كتير كرمال تضلها بعيدة وآمنة عن القعدة لحالها مع أبوها وجدها... ولسا غير لعبو بعقل أبوه كرمال ما يضلو يتصل ع جودي إلا بين الفترة والتانية علشان ما يوترها مع زوجها ويخليها تعيش شوي بعيد عنهم وتجرب تغرق في الحياة وما تلاقيهم عم ينقذوها متل قبل لما كانت عندهم... علشان تتكون شخصيتها وتصير بنت متل البنات المعتادات بنفسهم... وتوعى ع حالها... 
وللأمانة الجد بدو إياها تكون مميزة لإنو هو هيك بحس لازم تكون بس بنفس الوقت ما بدو إياها تكون متل البنات يلي مفكرات حالهم قد الرجال وبقدروا ينفوا الرجل من حياتهم ويكون ما عندهم لا طاعة للدين ولا حتى للكبار بحجة التحرر وتنور العقل والفهم... وكأنو ما حدا جرب غيرهم... بس ع قولة ابنو كنان... عبد العزيز بعرف يكسر ويجبر وما رح يعطيها مجال... فالجد قرر يفك آسرها من تدخلو ويسيطر ع شوقو لإلها... بس المشكلة تعود كل عيد يروّح ع البيت بعد ما يلف ع بناتو ويقعد ياكل معها ويتكلموا ع اشياء جدًا بسيطة... فشو كانت متعتو مواضيعها وقصصها يلي بالنسبة لإلو تافهة... بس بنفس الوقت شو كانت مريحة لإلو لإنها ما بتوجع الراس... ولإنها من الداخل نقية وما بتحب تجرح حدا وحساسة بس مو هشة وشو صادقة... وصدقها هون هو مربوط بالكلام لإنها هي والتعبير صفر ع جنب... بس عيونها بفضحوها فضح... فشو اشتاق لعيونها الصغار الجميلات... فتنهد مطالع الوقت بقلة صبر ليمضي كرمال يروح يزورها فصارت الساعة اربعة العصر بعدين ستة المغرب وبلشوا ولادو مع ولادهم يلتموا عندو علشان يروحوا سوى إلا بصوت المغضوب أبوها: شو جاهزين؟
أبوه طالعو بجحرة من برودة دمو معهم وهو عم يقلو: خدلكم مين بسأل يلي آخرنا... ولف ع ولادو... يلا خلونا نتوكل ع ربنا... 
فقاموا وراه سابقين جاسر يلي مقهور من تعزيز بنتو... يعني بنتو ما لازم تحس بقيمتها لإنو البنت عندو لازم ينداس عليها وتنوئد (وأد) فشو صار بس لو جت ولد يرفع راسو بين الخلايق... 
الشكر لله إنها جت بنت مو ولد ولا لكان وهادا احتمال وارد جاب حفرتلي رقم تنين بعد جاسر وقبل سامي ومؤيد بعيلة دهب... هي الناس ناقصها محراك شر تاني مو بقولوا فرعون خلف كلب أنجس من أباه... ناقصهم واحد أنجس من جاسر دهب في المستقبل لإنو فرخ البط عوام إلا من رحم ربي... والناس غالبًا ظنها سوء فما رح تتفائل بابن منو يكون أحسن منو... 
فسبحان الله تقدير ربنا كيف بتتلطف مع الخلايق... وفجأة لف منادي ع سامي يلي رجع بطلب منو: سـٰامـي!
الجد لف مقاطعو: خير يا طير شو بدك تجيبو انشالله معنا!!
جاسر ابتسم بوجهو بخبث لإنو شو بحب يجلط أبوه بكلامو معو: بتعرف سامي إيدي اليمين وحتى اليسار إذا بدك... فيعني ما بتحرك بدونو... ولف مفقد وجه أخوه كنان بين وجوه اخوتو وولادو...ونطق بنبرة تحقير من أخوه كنان.... وينو ابنك المبرمج مو بيننا... ليكون علشان فتح شغلو الخاص فيه مع صحابو ونجح بطلنا قد المقام... 
الجد تنهد مضغوط منو: سيبك من كنان... شاللي قاهرك منو... كل هادا الغل عليه علشان مو قابل يمشي كيف بدك... 
جاسر رفع حاجبو باستياء: شكلك يابا عم تتهبل معاي ما إنتا عاجني وعارف إني بكره الرجال يلي متل هيك صنف... حضرتو مقضيها شغل وصياعة مع صحابو النواعم... انا ماني عاجـ~
ألا تدخل مؤيد المقرب من عمو جاسر: عمي ما فيه وقت للمقاتلة هلأ... خلونا نعجل بالروحة علشان بعدها نخلص كم شغلة من يلي علينا...
الجد لف مبتسم بغصة لمؤيد معلقلو: هلا والله بالحفرتلي مؤيد المنيح يلي سمعتنا صوتك... ولف راكب بسيارة جاسر يلي جاب معهم سامي الما بطيق يلمحو لا بالبيت ولا برا البيت من قباحة أخلاقو... فساير ابنو كرمال يشوف حفيدتو وطلّع مسبحتو مسبح فيها باللحظة الركبوا الباقين وراهم كل واحد في سيارتو وتحركوا لقصر أبو عبد العزيز ليعيّدوا بنتهم القاعدة بجناحها وهي شو محبطة ومالها خلق أي شي مع وجع جسمها يلي حتى مع الراحة مو متريحة منو وفوق كل هادا معدتها رافضة تاكل شي... فبس سمعت صوت فتحت باب جناحها يا الله شو فرحت المهم حس (صوت) حدا قريب منها... وشو فرحتها اختفت بس سمعتو عم يقلها: أهلك جايين يشوفوكي... فقومي البسي شي مستور وما تحطي شي ع وجهك لإنو ولاد عمك جايين معهم... 
أهلها جايين... لا حول ولا قوة إلا بالله... شو بدهم فيها مو هما اعطوها إياه لليه يجوا... وهي أصلًا تعبانة لتقوم... فشو كرهت جيتو ع هيك خبر... والكارثة ما فيها ترفض ولاتتبجح مع مزاجو البارد معها... فقامت تدور ع شي تلبسو وهي عم تكابر ع وجعها غصب... فتطالع وتطالع أواعيها والمشكلة ما في شي شايفتو من كتر مهي كارهة تقابل أهلها... وهو بس حسها طولت دخل عليها إلا لقاها مو منجهزة شي... فتنهد مقرب منها ساحبلها شي تلبسو وهي شو دابت لما شمت عطرو مع صوتو المحاكيها: قلتلك شي مستور يعني عباية ولا فستان فضافض بدهاش كل هالغلبة... ولفلها معطيها عباية سودا وهو عم يكمّللها كلامو: ما تتعطري ولا تحطي شي ع وجهك... يا دوب بتدخلي تسلمي وبتطلعي فاهمة...
جودي تنهدت ماسكة العباية بإيديها التنتين... ما بدها تشوفهم... كل شي عندو غصب... جد بقهرها... وكان رح يطلع فلف منبهها: غيري الفستان يلي لابستيه...
وطلع تاركها تعصب منو... ليه مالو... هالقد هو بشع عليها... فشلحتو بقوة خالعة فيها سحاب الفستان... فبوزت هادا يلي ناقصها فحاولت تفتح فيه وكان ع حساب ضغطها ع جسمها... فطلعت تدور عليه وهي عم تبكي لإنو ما في شي عم بزبط معها... وبس ما شافتو معها انفجرت بكى... وقعدت ع طرف سريرها... ومشكلتها هبلة بزيادة مهي شايفة باب الحمام مسكر فأكيد هو فيه لإنو من قبل ما يدخل عليها كان باب الحمام شبه مفتوح... والمسكين هو لسا يعني ما لحق يشلح اواعيه ويوقف تحت المية إلا سمع صوت شي... فوقف المية يتأكد إذا سامع شي إلا وصلو صوت بكاها ففكر مالها شي فبسرعة سحب الروب طالع يشوف مالها... 
وهي بس سمعت صوت فتحة الباب بسرعة مسحت دموعها موقفة بكاها... 
فرفع حاجبو بس شافها مو مالها شي وبس عم تبكي...ونطق مستفسر منها خوف لتكون موجوعة: ليه عم تبكي؟
مو ترد عليه إلا وقفت معطيتو ضهرها وهو بالله شو يفهم من هالحركة الغريبة... فكان رح يعلق ع حركتها... إلا لمح سحابها خربان... لإنو الفالحة يلي عندو باقية مدخلة السحاب ع القماش... فيعني إذا بدو يفكو رح ياخد وقت... فخلع السحاب من مكانو معلق: أنا بفضل تختصريها ع حالك وتبطلي تلبسي شي فيه سحابات... ولف معطيها ضهرو ليلحق يكمّل حمامو وهو عم يستعجلها: بسرعة روحي البسي!!!
تنهدت بحرقة منو لليش ما تلبس فساتين... يعني شاللي فيه سحابات من ورا غير الفساتين... كل شي بتحبو شكلو بشع عليها... يما تفكيرها وين وهو تفكيرو وين... فرجعت لغرفة الغيار لابسة بنطلون قماش طالتو ع الهبلة لإنو شكلو حضرتها ما بتعرف تلبس شي بليق عليها... وصحبت بلوزة بدي ع قد الجسم... ولبست العباية يلي اعطاها إياها... إلا عند اللفة عسقرت (تقفلت) معها... ما بتعرف ليه فجأة الدنيا بتسْود بوجهها وبتقفل معها مرة وحدة... فتنهدت ماسحة ع شعرها بعجز... وهي مو منتبهة ع اللي دخل عليها بروب الحمام... وبس سمعت صوتو لفت ناقزة: شو لساتك مو مخلصة لبس...
رفعت اللفة بوجهو بسرعة بمعنى هيني رايحة البس.... وطلعت هاربة منو... ووقفت قدام التواليت محاولة تلبسها... وهي كل ما تقول زبطت تلاقيها بشعة عليها... فقعدت ع كرسي التواليت بانزعاج من نفسها ومن جسمها ومن يلي بصير معها ومن عيلتها... فكانت رح ترد تبكي ولولا ما لمحتو ولا كان بكت... وهو بس شافها مو لابسة لفتها كان مناه يقص رقبتها... فقرب منها ملبسها أياه وهو عم يعلق: متى رح تصيري تلبسيها بسرعة متل الخلق... 
ولف ساحب دبوس واحد شاكو من تحت ولفلها إياها ع جنب مع عبايتها يلي مو راسمة شي من جسمها وكانت جدًا ناعمة عليها ولون سوادها راقي ومشرق للعيد... وباين فيه (لون العباية مع موديلها) الاحتشام... فتنهد أول ما لمح وجهها الشاحب التعبان وتذكر يسألها عن الصلاة والأكل: أكلتي؟ 
كشرت من السؤال ففهم مالها خلق للأكل فكمّل كلامو سائلها: طيب صليتي؟ 
هزت راسها لإنو رولا عند كل صلاة كانت تذكرها... فتنهد براحة... ورفع إيدو قارصها ع خدها بخفة... ولف بعيد عنها وهي مو فاهمة عليه شاللي تهيألو ليعمل معها هيك... ولفت عليه مطالعتو باستغراب... وفجأة نطقت: رح تـ (تروح)... وضاعت حروفها بس شافتو دار حالو عليها... فتكلم عنها: شو؟ 
رمشت خجلانة من مقابلتو وبنفس الوقت خايفة... فلفت وجهها رادة قاعدة ع الكرسي... فتراجع هو متحرك لعندها تاركلها شي ع التواليت... وهو عم يقول: انشالله يعجبك...
ولف متحرك بعيد عنها تاركها تشوف هدايتها لحالها... طبعًا هي بس شافت إنها علبة خاتم ما فكرت تفتحها لإنها ما بتحب الخواتم... يعني يجيبلها طوق شعر... حلوق ناعمة... فستان ماشي... بس خاتم شو بدها تعمل فيه... فتركتو مكانو غير قلقانة فيه ولا حتى عندها فضول لتشوف موديلو بالأول... فتنهدت راكية راسها وإيديها ع الكرسي بضعف... مالها خلق حدا حابه ترد لحالها... بعيد عن جناحو وعن جناحها ببيت جدها وعن أهلها وأهلو... بس وين وهي مرتبطة برجال وعيلتين مو عيلة وحدة وفوقهم زيجتها مو زيجة عادية ويلا السلامة... فيا الله موقعها شو حساس ومانو هين... فتشكر ربها ع استيعابها البطيء وإدراكها القليل لإنو الإنسان الطبيعي رح يبطل طبيعي إذا عندو هيك أب وهيك عيلة... فدمعت بضعف ع شبابها يلي عم يضيع هيك... فجأة إلا سمعت دقت الباب فبسرعة رفعت راسها ماسحة دموعها ناسية ترد... 
إلا وصلها صوت جوري: جوجي ادخل!! 
ما صدقت إنها سامعة صوت جوري يلي جت بطلب من عبد العزيز مع عمتو نداء وزوجها عاصي يلي بدهم يروحوا يعيّدوا ع ناس معرفة لإلهم... طبعًا زوجها العاجز معها... ما قدر ياخدها معو لما رجع ع المزرعة لياخد سيارتو لإنو كان في مشوار لازم يروح عليه وممكن يطول فيه فمو منطق يتركها بالسيارة كل هالوقت... فردت بحماس أول ما جد تأكدت إنها سامعة صوتها: ادخلي...
ويا فرحة قلبها بس دخلت لعندها وهي مشرقة مع فستانها العيد المميز وعم تبتسملها بوجهها وحاملة بايديها عدة هدايا...مكتوب ع كل وحدة منهم من مين غير الهدايا يلي رولا وماجدة راحوا يجيبوهم من السيارة: شو يا مرت ابن الخيّال الغالية تقلانة تحاكيني!!!
جودي ما عم ترد عليها بس عم تتبسم... فردت جوري وهي متعجبة منها: قومي يا بنت ما بدك تحملي عني هداياكي!!!
جودي عيونها لمعوا بسعادة ناطقة بعدم تصديق وهي عم توقف ع رجليها وعم تأشر ع حالها: هداياي!!!
جوري ضحكت ع ردة فعلها: ها إلا هدايايي يعني... وقربت من السرير منزلتهم عليه... ولفت عليها... غامزتها: شو هالعباية الحلوة!! 
جودي ردت بعفوية: جد حلوة!!
جوري هزت راسها وقربت منها: شو ما بدك تسلمي... 
جودي خجلت شو تسلم عليها... فخبت إيديها ورا ضهرها... 
جوري ضحكت عليها: المهم يا ستي كل عام وإنتي بخير مني ومن أريام يلي كان مناها تيجي بس أبوها أكيد رح يرفض تيجي معاي لإنو ما بنعرف متى نروح... ولفت بحماس مكمّلة،.. تعالي نفتح الهدايا... 
جودي قربت منها مطالبتها بمظرات عيونها تفتحهم قبلها من كتر الفرحة... 
فردت جوري وهي عم ترفع حواجبها باستغراب: افتحي إنتي بالأول هما إلك مو إلي طبعًا هديتي أنا تحت مو هون... لإنها تقيلة... 
جودي لما سمعت في كتير هدايا قعدت تفتح فيهم ببطء... إلا علقت جوري: عليتي قلبي يا رقيقة... فمسكت الهدية منها ممزعة الكيس هون جودي انفعلت معلقة بصوت عالي باكية: لأ حرام!!!
جوري ما قدرت تمسك حالها... وانفجرت ضحك عليها... فجأة إلا بصوت الخدامة رولا وهي عم تدخل عليهم: مدام البيك بقلك انزلي لإنو أهلك وصلوا!
جودي من الخوف صارت تمزع بالكيس يلي بين إيديها... فاستغربت جوري ردة فعلها معجلتها لتنزل: مالك يا بنت لساتك قاعدة قومي اركضي لعندهم.. 
جودي بلعت ريقها بخوف منهم... فلفت تطالع جوري متل الحية البالعة... عيونها طالعين لبرا... ومعدتها صارت تضغط عليها بقوة... وبرد صابها... ما بدها تنزل... لكن تذكرت هاديك النظرة منو... فقامت متل الرايحة لشي مجهول ومخيف كتيو لإلها... وطلعت من الجناح وهي منزلة راسها لإنها ما بدها تشوف حدا منهم... وتضاعفت رغبتها برفضها لشوفتهم بس سمعت صوت سامي وأبوها... يعني منطق أبوها رح يجي بس هي عقلها ما بربط الأمور ببعضها... 
بس يعني سيد سامي بلا صغرة خير مكانك مو هون... فنزلت الدرج غصب متوجهة لعندهم وهي عم تقول غصب عنها لإنو هيك تعاليم جدها وأبوها لازم تمسي عند جمعة العيلة وخاصة إذا عمامها فيها... فالمعلومات عندها بتتنفذ بأوقات معينة وبوجود أشخاص معنيين: مساء الخير! 
رد الجد بتهلهل: هلا مساء الخيرات... فقربت مسلمة ع جدها بايسة إيدو ناطقة ... سبحان الله البرمجة لحالها اشتغلت من الخوف: كل عام وإنتا بخير جدو...
عبد العزيز مانو مصدق هادي مرتو ولا مرت مين يلي عم تمسي وتعيّد... ولا هادا بس مع ناس وناس رح يدبحها دبح ع هالعملة... وكملت مسلمة ع أبوها بايسة إيدو ومعيدتو هو وعمامها... وفجأة عينها لمحت فهد القريب من عمرها واللي جدًا لطيف معها فابتسمت بوجهو ببراءة... وبس شافت مؤيد وسامي قاعدين جنب بعض تحركت بعيد عنهم وهي عم تقلهم: كل عام وإنتو بخير.... 
فردوا عليها وعيونهم ع الأرض بطلب من الجد: وإنتي بالصحة والسلامة... 
طبعًا هما ردوا عليها باحترام بس من جواهم بتمنولها شي تاني... فالأول متمني يشوفها ميتة لإنها ما بتنفع بشي واللي هو مؤيد... والتاني برغب فيها كعلاقة قبل ما تكون زوجة وما داعي نذكر اسمو لإنو ما ضل غيرو... أما فهد نسي حالو لإنو هي أصغر منو بشهر وراضعة من أمو برغبة من أبوه كرمال يعني ما يصير بينهم تزاوج لإنو عارف عقل أبوه بقصة بنت العم لابن العم الأكبر منها... فقعدت شوي ناسية إنو حزّرها بس بتسلمي وبتطلعي... مو تقعدي... 
وبعد ما قعدت صارت تفرك بإيديها متوترة... بدها ترد تطلع فوق بس عجزت فانجبرت تبقى مكانها وهي عم تسمع فيهم شو عم يحكوا عن فهد إنو أخوها برضاعة ورح يدرس هندسة... وإنو جودي ممكن حاليًا ما تدرس مع وحام الحمل... وهي بس قاعدة عم تسمعهم شو عم يحكوا عنها وعن أهلها... وشو زاد توترها مع سمعها صوت ضحك أبوها يلي بحسسها بالخوف وبالاشمئزاز وفجأة اشتهت المكدوسات... وصارت مو قادرة تضلها قاعدة بدها تاكل هلأ مكدوس اللفت والملفوف والمخللات... فصارت تطالع عبد العزيز من هبلها... ولما حستو خلص مانو مركز معها انقهرت... فجدها ابتسم عليها مقاطع ابنو عثمان بالكلام: مالك يا بنتي كنك تعبانة؟ 
جودي ردت سهوًا: جوعانة!!
فضحكوا عليها فقلها جدها: تسهلي! 
وهي بس سمعت هادي الكلمة قامت بدون ما تطالع عبد العزيز وبسرعة ع المطبخ مخليه مؤيد وسامي ياخدوا راحتهم برفع راسهم... 
طبعًا غير قصة رفع الراس ما لازم ننسى سامي وعمايلو لإنو متل ما بقولوا العرق دساس وترباية جاسر... بس لسا جاسر ما وصل درجة الدناءة هاي... فلولا العيب يلي سامي ما بعرفو واللي كان عم يمثلو قدام زوجها كان مناه يفقدها تفقد بعيونو يلي ما بخاف الله فيهم... فالحمدلله إنها تزوجت عبد العزيز كرمال هيك صنف ما يقرب منها... فتحركت للمطبخ وهي ولا على بالها إنها تخاف من سامي متل دايمًا... أصلًا قعدة هو فيها هي ما بتقعد فيها لإنها ما بتطيقو من عمايلو معها... بس اليوم قعدت وما خافت منو كتير كرمال البقولوا عنو زوجها معها... وبعيدًا عن هالشخص يلي ما لازم ينذكر لا على اللسان ولا على البال... صارت تفقد بالمطبخ محاولة تلاقي على الأقل نوع واحد من المكدوسات... وشو عصبت لإنها مو قادرة تلاقيهم وصارت تبكي... 
ما أسرع دموعها مع الحمل ما اختلفنا بتبكي كتير بس مو ع كل شي كبير ولا صغير... وفجأة إلا دخل عليها هو محاكيها: تعالي سلمي ع أهلك رح يروحوا!!
هي ما إلها يروحوا ولا يبقوا بدها تاكل مكدوس... فنطقت وهي عم تمسح دموعها: بدي مكدوس! 
بس سمع ردها رفع حاجبو وقت وحامها هلأ فقرب منها ماكسها من إيدها: بعد ما تسلمي بجيبلك أحلى مكدوس... تطمني! 
وين بعد ما تسلم؟؟! 
هي بدها هلأ... يعني هلأ... يعني بمعنى أدق بهالثانية هاي بالزبط... بس ما لحقت ترد لإنو سحبها معو من إيدها يلي تركها أول ما صار قريب من أهلها وسبقها ماشي قدامها بخطوة فهي كمّلت وراه بعجلة وهي من جواتها نفسها تقلهم روْحوا بسرعة علشان آكل مكدوس... فسلمت ع جدها يلي ضمها من كل قلبو ومعطيها هدية مع ظرف فيه عيدية...
وكان الأمر نفسو مع عمامها أما ولاد عمامها تركوا الظروف ع الطاولة وانسحبوا مستنيينهم برا... فهلأ صار وقت تسلم ع أبوها المغضوب عليه... والمشكلة ولا عيد سلمت عليه فالإشي صعب عليها... وكرمال هيك بالعمدًا هي ما سلمت عليه ورا جدها من خوفها منو... فلما شافت العيون عليها بسرعة سلمت عليه بايسة إيدو غصب عنها... وجت بدها تبعد عنو خطف لكنو أعطاها مجبر هدية بكيس حجم صغير مرتب ومع ظروف فيه عيديتها فما لحقت تمسك الكيس من هون... هي نفرت من ريحتو من هون... فبعدت عنو بسرعة وجت رح توقع لإنها ما انتبهت ع الطاولة الصغيرة يلي وراها ولولا عبد العزيز وجدها يلي مسكوها لإنهم قراب منها ولو لكان وقعت فنطق جدها بحنية منبهها: انتبهي يا بنتي!! 
فهزت راسها بمسايرة وبعدها بعّد عنها جدها مسلم على زوجها الكريم هو وولادو وأبوها محراك الشر وطلعوا وهما عم يقولوا: السلام عليكم! 
فرد عليهم وهو عم يبعد عنها موصلهم للباب: وعليكم السلام... 
وبس بعدوا عن الباب وركبوا سيارتهم سكر الباب ولف حالو ألا لقاها وراه... بدها تاكل من اللفت المكدوس فرد عليها مازح: ليه لاحقتيني؟ 
ردت عليه بعجلة: وينو؟ 
رفع حواجبو مصطنع عدم الفهم: شاللي وينو؟
بلعت ريقها معصبة: هو وينو؟
انفجر ضحك قارصها بمزح: ههههههههه هلأ بخلي رولا تحطلك...
هي سمعت ردو من هون جنت من هون... وبعدت عنو باكية وهي عم تقلو: بطلت بدي! 
ومشيت بعيد عنو إلا بصوت جوري: وين راحوا هدول؟ 
وبس شافت جودي عم تبكي بحرة انخطف لونها سائلة: لك شوفيه ليه هيك عم تبكي؟ 
ردت جودي بحرة: منو! وكمّلت طريقها ع الدرج تاركة عيدياتها وهداياها مو سائلة فيهم... فلحقتها جوري تفهم مالها... أما هو ولا على بالو مبتسم... وأمر جوري وهي عم تطلع الدرج: وين رولا خبريها تحطلها لفت... 
جوري وقفت ع نص الدرج رادة: عم تطول كم لبسة طلبتهم أمي... المهم قلي شو قصدك بتحطلها لفت... 
ضحك ع حالو لإنو اعطاها نص جملة: قصدي مكدوس لفت... 
جوري ردت بمزح: إذا شفت رولا رح قلها تحسب حسابي معها بصراحة والله هادا مو بس الحامل لازم تتوحم عليه إلا كل الشعب... ولفت طالعة وهي عم تقلو: ما بدك إنتا كمان... ولفت بخبث... أمي مو هون فبنقدر ناكل من علبها الخاصة فيها... 
عبد العزيز أشر عليها: إنتي ما بتحبي تتوبي... 
جوري بوزت بتمثيل: أنتا بتعرف نقطة ضعفي بطني... ونزلت الدرج بسرعة... بقول لأمي مرتك توحمت والله لتقلي خديلها كل شي... 
ضحك عليها وهو عم يقلها: يلا بس ما تطولي علشان عمي جواد ياخدك معو بعد ما يروح من المستشفى... 
جوري سبلت بعيونها: حاضر بس سؤال شو صار لو إنتا ومرتك جيتوا ~
قطع كلامها: بلا سؤال بلا كلام روحي جيبي المكدوس... 
جوري لفت ركض ع المخزن مدورة ع أزكى مكدوس فيكي يا بلد واللي من عملان عمتها سهر الماهرة... وبسرعة سحبت علبة القزاز طالعة... ألا بصوت فتح الباب... فجت رح ترجع لإنها مفكرة في رجال غريب دخل إلا سمعت صوت عمها جواد: كل عام وإنتا بخير! 
رد عليه عبد العزيز وهو واقف ع الباب: وإنتا بالصحة والسلامة... تفضل أدخل تريح أو كلك شي.. 
رفع عمو إيدو: لا تسلم بدي ألحق أوصل الأهل فوينها أختك؟ 
جوري ردت بسرها: لسا ما لحقت اكل ولا أشبع من شوفة جودي... فتأفأفت معدلة لفتها مع فستانها المميز النود من قماش اورجانزا مع شالة مصممة مع الفستان وبرجلها صندل مكتوم صوتو وطبعًا لابستو لإنها من السيارة للسيارة ولا عبد العزيز مستحيل يطلعها فيه برا البيت... فردت لعمها من بعيد بصوت مسموع: عمي كم دقيقة بس تجيب رولا أغراض أمي... 
وطلعت خطف تودع جودي... ودهشت بس لمحت الهدايا ع الأرض وجودي عم تبكي ع سريرها فنطقت بذهول: جودي مالك وليه هيك الهدايا ع الأرض... 
جودي رفعت ضهرها مطالعتها كيف عم تلم الهدايا ع بعضهم وهي عم تمسح دموعها: ما بدك نكمّل فتح الهدايا؟ 
جوري هزت راسها: أء (متل لأ أو هئ أو هئه)... بدي ألحق اصل الأهل واقعد معهم... ورفعت حالها حاملة علبة المكدوس يلي كانت تاركتها جنبها علشان ما تنكسر وهي عم تجمع الهدايا... وقربت منها بايستها ع خدها بعجلة... يلا بشوفك يا حلوة... وحطت العلبة ع إيدها وهمستلها: البسي شي أحلى من هيك واتركي شعرك الدنيا عيد مو صيام... 
جودي ما فهمت كلامها بس توترت من نبرة الصوت... أما جوري حست حالها بتحكي مع بنت صف أول فضربتها ع راسها... وقامت بسرعة ع غرفة غيارها مدورة ع شي مغري تلبسو قدام أخوها فما لقت غير فستان ستان بس مو قميص نوم ولا لانجري... وكان لونو خمري غامق بس مو توتي ولا أحمر... ورمتو عليها غامزتها... ألبسيه وانفلي شعري بدل ما انتي رابطيه هيك متل القاعدة مع أختها... وعبايتك ما ترميها هيك.. فرفعتها عن الأرض وهي عم تسمع رولا عم تنادي عليها: يا آنسة جهزت الأغراضك بسرعة عم يقلك البيك!!
فهي بسرعة طلعت مسكرة الباب وراها... وسبحان الله متل ما جيّتها خطف روّحت خطف... وللحقيقة كلو من أزمة الطرق يلي أخرتها واللي لولا الكتكوت جنرال معها ولا لكن فقعت مع برود عمتها نداء وزوجها عاصي بالسيارة فوق أزمة الطريق... فشاء ربنا قعدتها ما تطول ولا عبد العزيز كان مناها تيجي أبكر من هيك علشان شوي ترفه عنها... وطبعًا هو ما بعرف بهالحركة شو ابسط جودي الغارقة بحب ملمس قماش الحرير وقبل ملمس الحرير المغري للراحة... جوري عملت فيها خير كبير لما جابتلها شي تلبسو بدل يلي لابستو هلأ لإنو هي ما فيها حيل تقوم من على السرير... فشلحت أواعيها ولبست الفستان وهي شو مبسوطة عليه... 
ومن الحماس والانبساط صار فيها حيل شوي لتفقد كيف شكل الفستان عليها... فقامت تشوفو عليها كيف بالمراية... وهي عم تحط إيدها ع خصرها من وجع ضهرها وما عرفت كيف طالع عليها... فلفت حالها تفقد نفسها إلا بدخلتو عليها شايفها شو عم تعمل...فرفع حاجبو هادي الهبلة يلي عندو شو لابسة؟ شو هالفستان العريض عليها!
يعني صح قصتو ولونو حلوين بس لو كان أصغر بنمرتين لكان واو عليها بس هيك أبدًا خيار غير موقف من جوري لمتل هيك يوم... فقبل ما تسمع منو أي رد دخلت تغيرو لإنها مو طايقتو عليها... فاختارت قميص نوم هادي لونو الأبيض الجميل عليها واللي متوفر عندها بكترة من تجهيز مرتعمها ريم الكانت تختارلها الألوان والقطع البتجي حلوة عليها بجهازها...
فشو كان قميص النوم بسيط وفيه حركات ناعمة وبجي حفر ع الكتاف وطولو لفوق الركبة بتنين سم... فرفعت إيديها نافلة شعرها كفشة خلق وجت رح تطلع ألا تقابلت معو وهو بدو يدخل غرفة الغيار... فتجاهلتو ماشية من جنبو لكنو مسكها من أيدها... فلفت عليه بخوف ودهشت لما سألها: ما شفتي الخاتم؟ وعيونو عم تتفقدها... 
ردت ببراءة ناسية خوفها منو: ما بعرف...
رفع حاجبو معلق بسرو "شو هالرد" فنطق بالع برودها معو: ما قلتلك عجبك ولا لأ... قلتلك شفتيه!
رفعت حاجبها بمعنى لأ... فترك إيدها داخل يغير أواعيه وهو مو عارف ع ايش وايش بدو يطوّف معها... فكرة كيف عاملت أهلها عم تقتلو... لإنها عندهم هما بتلصم... شو بكره هادا الطبع فيها... فشلح أواعيه لابس بنطلون قطن من نايك رمادي اللون وطلع بدون ما يلبس شي ع صدرو وتحرك للحمام يفرشي اسنانو... ويقضي حاجتو ويتوضى لإنو هي بحب يتبع السنن النبوية وما بتهاون فيها... على عكسها هي يلي مو عارفة شي عن العالم كلو... فطلع بعد ما توضى من الحمام ألا لاقاها عم تتقلب ع السرير... فطفى الضو وتحرك لعندها بدون ما يشغل المكيف علشان ما يوجع راسو معها... خلص بدو جسمو ينام ويرتاح... من كتر ما انهلك اليوم... فتمدد جنبها وهي رجعت لورا رافضة قربو... وهو تجاهلها رغم إنو شو بحب تنام ع صدرو ليحس بعالمو الخاص... ونام بدون ما يفكر بأي شي تاني على عكسها هي يلي صارت تتقلب شمال ويمين مو مرتاحة من النومة ع مكانها بدها تنام مكانو بس هو لئيم صاير ما يقبل ينام إلا مكانو.... فشو مشاعرها المعادية اتجاهو مع الحمل عم تزيد... وما حست ع اليوم الأول من العيد مارق إلا التاني لاحقو بكل برود والتالت نفس الشي... فهيك العيد خلص وهي وإياه بين مد وجرز... وبدون أي طعم ولا أي بهجة بتخص عيد... رغم إنو الفرحة بالعيد عبادة بس هي من جهلها بالدين والحياة ونشفان عقلها ووحامها الغريب عجيب خرب كل شي مع انشغالو هو... مو دعمًا لإلو... لإنو حقيقة لو شاف منها ريق حلو لكان ضغط حالو اكتر بس كرمال يكون معها ينبسطوا... بس حتى مع تنازلو ع الفاضي... فتركها ع مزاجها... لإنو متل ما بقولوا بلكي مزاجها ينفعها... وساعة الجد هو رح يتفاهم معها...
فهيك عدى العيد وأهلو لسا ما رجعوا وهي لساتها مكانها... وشو كان مزاجها متقلب... فلما بغيب عن البيت بتفقدو... وبس يصل بتصير تستفز منو... والمشكلة بطنها عم يتغير والحياة مع تتبدل معها يوم عن يوم وحتى مع رجعت أهلو ع البيت ما تعدل حالها إلا بالعكس انزوت عن الكل ... لإنها خجلانة من حملها ومن بطنها يلي كل مال نفختو عم تكبر و يبان بطنها شوي شوي ... وهي شو ناقمة على هالشي لإنها ما بتحب بطنها يكبر... وعقلها مانو مستوعب إنو هادا حمل مو سمنة... فلو كان حمل بدون ما بطنها يكبر ممكن ها يعني تقبلت الفكرة... بس ع الفاضي الكارثة بطنها عم يكبر وهي 
غالب الوقت ما بتاكل ومن النادر... 
الله يعينها ع عقلها يلي مخرب عليها حياتها... ويسامح اللي خلاها ع عماها لكبرت وصارت بمتل هيك شخصية... 
وغير بطنها يلي عم يكبر ووحامها يلي ما بحل عنها... صايرة من النادر لتتقبل جوري بس ما بتقلها إياها بالنص الحرفي... 
وحلو بالموضوع جوري عارفة ومطنشة من حبها لإلها يلي معطيها دافعية لتجتهد معها كرمال تفرحها بكتير اشياء من بينهم تورجيها اشياء بلكي تفشي خلقها في شراهم فالبنت ما لفتها شي غير شرى التحف وكماليات البيت... فصارت جوري كل ما تلاقيها قلبت نفسية مع الوحام تعرض عليها محلات الأثاث ويشتروا بالسر من ورا أمها ع حساب عبد العزيز يلي جوري خبرتو بخصوص مصروف جودي علشان بدها تشتري اشياء وهي ما معها مصاري... فهو ما قصر... والهبلة جودي شو اشترت قطع وهي مو عارفة إنو من مصروفها... ولا حتى مفكرة تفكر ع حساب مين عم تشتري... وكأنو عملية الشرى عندها تحصيل حاصل... وهيك جوري بذكاء تعرفت عليها أكتر من قبل لإنو وجهها مع الحمل فاضحها... وشو حبت روح الفكاهة عندها لما تكون عال عال... وشو لسانها سليط بكلمة وحدة لما تعصب ع الآخر... 
فصارت هي تعرف كيف تتماشى معها... عكس أخوها يلي مالو خلقها دائمًا يعني جوري صح مو صبورة بس متل ما بقولوا للضرورة أحكام فهي حابه تتسلى معها ويتقربوا من بعض لإنها لقتها ما بتعرف شي بالحياة... على عكسها هي يلي بتحب تعلم كل شي بتعرفوا... فهيك عندهم نقص متبادل... وغير هيك جوري فاضية أشغال... 
أما هو ما بعرف الفضاوة بحياتو فلهيك مو فاضي يجاسر معها طول الوقت لإنو مخو عالم كبير بفكر فيه بكتير أمور متل الماكنة شغالة... فأكيد ما رح يوقف عالمو الماشي علشانها هلأ... ممكن لقدام آه بس مش هلأ... وأصلًا لو كانت جودي عندها علم وبتحب تسمع ممكن لحكاها شوي بس هي جاهلة وما رح يعلمها هلأ إلا لما يضمن تكون لإلو بعيد عن أهلها ... فهادا متى رح يصير الله العليم مو البشر... وكرمال كل هالأسباب مخليها تنعند معو ع راحتها وبس يفضالها وتمرق شهورها الأولى الوضع رح يختلف وبحلها ألف حلال... لإنو عقلها بأول أسابيع من حملها مو طبيعي شو بترجم كلامو غلط فهو فاهم إذا قلها شي... دماغها رح يفسرو شي تاني ويوجع راسها وراسو فخليها هيك وتفك نكدها من حالها لبالها لإنو حاول معها كم مرة وهي رافضة.... فتركها ع راحتها هلأ لإنو مضطر... أي هو بدو يعل قلبو معها بالبيت وبرا البيت... الواحد تزوج ليتريح ولا ليعاني... ما فيها نقاش الحياة الزوجية لا تخلو من المناوشات متل أي علاقة وبصير فيها مطبات ومدعمات بس لا يعني تكون كل يوم هيك... فهو متفهم حملها... 
فلسا هادا شي وقهرو منها شي تاني.... حضرتها عم تتصرف غلط ومعندة عنادة مو طبيعية وما بتتنازل يعني هو تنازل ع أمل تتحلل الأمور بينها... بس عبس البنت معندة... فتركها لنفسها متل ما بتعامل مع وحامها هي بتخلص حالها بس إذا طال الإشي هون جد رح يدّخل... فصار بالسر يرقيها وهي نايمة ويحوّطها لإنها كتير صايرة تنسى صلاتها فحس هه يعني وضعها شوي تحسن ولله الحمد وصايرة شوي تتقبل تطلع برا الغرفة... 
فطلع ع الشركة بعد ما فطر ورقاها وهو شو مضغوط هدول الشهور من كتر ما محصور فيهم حصر من الإشياء يلي عم تطلعلو من هون وهناك مناسبات تداخلات مناقشات دراسات وغير شغل الشركة وقراءتو المستمرة ولعبو الرياضة علشان يفش ضغطو فيها بلاش تروح فشة الخلق فيها ويجيب أجلها مع الحمل... ولسا غير مشاويرو هو وعاصي... يعني بدو تحية ع ضغوطو وفوق كل هادا عم يتحملها قد ما بقدر... 
أما هي رجعت بعد ما حضرتلو اللبسة تنام... غير حاسة فيه للمو طبيعي هو شو بحب يشوفها تتحرك لإنو بكره البنت الكسلانة... فهو صحيح بقدر أسرع منها يطول أواعيه ويلبسهم بالوقت يلي هي لسا بتكون تفكر شو تختار بس بجبر حالو يصير عليها من شان تتحرك لو شي بسيط ولا هو لولا حوامها ولا لكان خلاها حتى تحضرلو أكلو وتنظف الجناح بكل دقة... بس رحمةً فيها وبحملها متهاون معها... وما فيه كم يوم إلا صار بنت دهب ببعض الأحيان تحضر لبستلو من الليل فذهل منها لإنها صارت عم تدور ع حلول لتهون على حالها... لإنو غيثان الصبح مرات بعل قلبها وبتكون من وراه مو قادرة تجهزلو شي ولا حتى تصلي الفجر بوقتو... 
فشو سحبتها نومة بعد ما طلع مو ساعة ولا ساعتين إلا سحبتها ست ساعات لإنها صحت قريب وحدة الضهر ع صوت جوري الواقفة جنب السرير وهي حاملة كم كيس كرتون فيه أواعي بيبي وعم تحاكيها بحماس: لك جوجو قومي بسرعة شوفي شو اشتريتلك؟ 
جودي لفت متسطحة ع ضهرها وهي حاطة إيدها ع جنبها وعم تمد إيدها ع علبة البسكويت الجاف من تحت راسها تاكل منو... وهي عم تطالعها ببرود.. 
جوري ولا معها خبر قعدت ع طرف السرير قريب من رجليها مورجيتها شو شارية وهي عم تقلها: شوفي ما أحلى القطع جبتهم الألوان هاي بتزبط للولد والبنت لإني ما بعرف بشو حامل... يما قلبي عند قطع البنات بدي أبكي بسرعة جيبي البيبي... رح يغمى علي كل ما بروح اشتري شي بمر ع محلات البيبيهات مصرياتي انصرفوا عليهم... 
جودي ولا معها خبر... صح القطع هما حلوين... بس هي مالها خلق حدا يذكرها بنفخان بطنها.... فكمّلت تاكل ببرود... وفجأة جوري قامت فاتحة الشباك وهي عم تقول: شوب كتير غرفتك كيف مستحملة هيك جو! بصراحة الله يعينو عزوز عليكي... 
جودي ابتسامتها كبرت لما سمعت كلامها لإنو هي بدها تجننوا من كتر ما بجننها بقصة الصلاة وتجهيز الحمام والأواعي لإلو... فطالعتها جوري بنظرات مو مفهومة وتحركت مسكرة باب غرفة النوم للخصوصية بينهم ومو بس طبقتو إلا كمان طقت المفتاح طقتين بقفل الباب... وركضت لعندها رافعة كيس من الأكياس وهي عم تقلها: عندي إلك مخطط بس من هلأ بقلك بيني وبينك ولا رح قص خبرك... 
جودي عدلت قعدتها من نبرة جوري المثيرة للفضول سائلتها: مخطط شو؟
جوري تحمست بس وصلها فضولها.. وطالعت شي منو كاشفة عنو... إلا كتاب عن كيف تنالي حب زوجك... وغمزتها.. كيف أنا وأنتي... 
جودي كنها فهمت على مغزاها وجفلت ناطقة: قصدك ازبط حالي علشان اخوكي؟! 
جوري قرصتها ع خدها من فرحتها وصدمتها بنفس الوقت لإنها كيف جابت الموضوع من الآخر بدون ما تعمللها ديباجة وعرض وخاتمة ليلا تفهم: والله طلعتلي زكية يعني ما بعرف بالحب ودروبو متل ما بقولوها بالمسلسلات... بس يعني بعرف بالتزبيط والأغراء بعدين يختي صيري قولي جوزي وتدلعي فيها! 
جودي ارتعبت ع الآخر تموت ولا تتزبطلو وأصلًا هي خلقة صايرة تكره اللبس والتزبيط فردت جواب قاطع: لا لا انسيكي!
جوري معندة وما رح تحل عنها الا بعد ما تسوي اللي ببالها فاقترحت عليه بتسحّب مدروس منها: جودي الله يخليكي اسمعي مني يعني ما بصير تضلك بهالغرفة... تقربي منو توددي صيروا روحوا مشاوير متل اي تنين متزوجين جديد... يعني صارلي فترة عم حاورلك بهالقصص هي وإنتي متل هالحيط إذا الحيط لان إنتي مكانك ما لنتي!! 
جودي خبت وجهها ميتة من الخجل والخوف شو يقرب منها ما بدها إياه يقرب منها... فردت مجبرة عليها: جوري!! 
جوري طنشتها وقربت منها حاطة إيدها ع بطنها البارز بنعومة: عمتو اصحك تطلعي متل أمك هبلة ناقصنا احنا... ورفعت دقنها مواجهتها... ما انتي اخترتي قطع للأثاث هدول الأيام مو صار وقت يعني نغير هالجناح ونعمل فيه أجواء... 
جودي رفعت اكتافها رادة بسرعة: مو قادرة!! 
جوري مناها تنقض عليها وهي عم تقلها: طيب يختي فهمنا إنك حامل ما بدي جميلتك هلأ بخلي أمي تروح عند جدي علشان ما تشوف القطع يلي خبيناهم بالمخزن وتكشفنا عند زوجك... وهيك بنقدر نغير هالغرفة الميتة... وغمزتها... أخ من ريّح الشمع يلي جبتهم بجوا شكل وجو رومنسي منسي... وضحكت بصوت عالي متابعة بكلامها معها... هههههههه خليني قوم طبّق مخططي... 
فانسحبت تحاكي رولا كرمال ينفذوا مخططها... وهي عازمة كل العزم اليوم مو بس رح تغير الجناح إلا تعمللهم جو رومنسي منسي ع قولتها... فبلشت تزبط الجناح والمدام قاعدة وهي عم تطالع الكتاب يلي جابتلها إياه جوري بنفور وكأنو شي نجس.. شو تزبط حالها للي بنام جنبها والعياذ بالله... استغفر الله شو هالكلام... فصارت تطالعهم وهما عم يطلعوا ويدخلوا ويحطوا شي هون وشي هناك فضافوا ع التواليت مكملات تزيدو جمال وعدلو مكان طاولة مكتبو وطلعوا ع الصالون غيروا السجادة وعدلوا مكان كم شي.... وهي من الحماس قامت تشوف شو عم يعملوا وعجبها التغيير... وكلو كوم وريحة الصالون يلي صار مناها تاكلها... وفجأة جوري سألتها إذا صلت فانجبرت بسرعة تقوم تتوضى وتصلي الضهر (الظهر) وترجعلهم إلا أدن العصر وهي بس عليها تضل حاطة إيدها ورا ضهرها... فقامت صلت العصر وبعد ساعة لخلصوا من كل الجناح.... وجوري رفعت راسها مبتسمة وهي عم تطالع رولا: done! شعور مريح تعبنا ما راح سدىً متل ما بقولوا بالفصحى بس شو كان أحلى لو كان هادا التغيير بعد كم أسبوع ع وقفة عيد الأضحى بس مو مشكلة بنرد نجدد ع الوقفة كمان شو فيه ورانا غيرهم... وتبسمت لافة ع رولا غامزتها... يلا رولا ع تحت خلينا ننزل نجهز شي زاكي يسعد قلبنا وقلب زوجها... 
جودي سمعت أكل... فسألت بسرعة: زي شو؟
جوري صارت تسوي حركاتها علشان تخليها تشتهي الأكل وتنزل تاكل معها لإنها فقدت القعدة معها ع الأكل: رح نعمل اشياء مقرمشة ~~
جودي لعابها سال فقامت عن الكنبة من قبل ما تسمع تكملة كلامها: وينو آكل منو؟؟
ردت رولا لما سمعت ضحكة جوري: يا مدام هي بتقلك إنها رح تعمل... 
جودي عصبت لإنو ما فيها تاكل هلأ... وجت رح تلف لكن جوري ما اعطتها مجال لإنها مسكتها من إيدها جابرتها تنزل معهم: جبتلك اليوم من عمتي سهر مكدوس جديد!
ردت جودي بعناد: مو جاي ع بالي...
جوري صارت تدغدغ فيها: أحلى مين مو جاي ع بالو... 
ونزلوا الدرج رايحين ع المطبخ وبس تذكرت تليفونها ركض ع فوق تجيبو علشان أريام تشاركهم الأجواء فكان جوهم بين الضحك وتقلب مزاج جودي يلي راسها مرة بوجعها... ومرة مو قادرة تضلهم قاعدة ولا واقفة... ومرة خلص بدها تاكل هلأ... وما صدقوا يعملوا مقرمشات متنوعة من البطاطا والجبنة... مع دجاج مقرمش... ومقبلات جنبها إلا بصوت أم عبد العزيز يلي بعد ما رجعت من بيت الجد حكت كم مكالمة مع صحباتها وصلت العصر وبعدها قعدت تقرأ قرآن وهي عم تسمع أصواتهم فقالت بس تقرألها كم جزء من القرآن رح تطلع تشوف شوفيه... فلما طلعت استحت تدق جناح مرت ابنها لإنها بتحسها بتخاف منها غير دراية إنهم من وقت ما بلشت تقرأ بالقرآن نزلوا ع المطبخ فنزلت تحت تطبخ شي بحبو ابنها من كتر مهي مالة من القعدة... فشكلها رح تتعلم شي جديد غير الخياطة... وبس شمت ريحة الأكل وشافت المطبخ مقلوب قلب من حب جوري لتشوف المطبخ فوضى ناطقة بدهشة: شو عاملين؟ 
جوري ردت بكل ثقة: عاملين مضرات للصحة... يعني عمرك شفتي بنات هالجيل داخلين مطبخ غير ليقصفوا عمر الجيل لنصو... وضحكت بشر... ههههههه.... مطالعة رولا... يلا رولا خلينا ننزّل الأكل ع الطاولة لإنو ممكن عزوز يجي هلأ...
فجودي بس سمعت اخر كم كلمة منها من هون انسحبت هاربة من هون من كتر خجلها من الكتاب يلي بجناحها واللي صار شو مناها من وراه ما يرجع هادا يلي ناقص يحبها... بلا حب بلا هم... لإنو يلي بحبها بتركها هيك متل يلي قبلو... أصلًا هداك ما بتستاهل حبها هادا إذا كانت بتعرف تحب... فقعدت في جناحها وهي عم تطالع السما بتعرف إذا ما اجى عند العصر بجي عند الغروب... فالدنيا غربت إلا بدخول رولا عليها مخبرتها تلحق تصلي المغرب... فقامت صلت وبعدها شلحت أواعيها الصلاة ملتفة حواليها مستنية فيه يرجع بس ما رجع.. فتوترت بزيادة لإنو تأخر ع جيتو ع جناحو معقول هو برا قاعد مع أهلو.. غارت منهم... فطلعت بتسحب تشوف إذا قاعد تحت لكن ما فيه حدا قاعد برا... فتملمت بزهق فرجعت لغرفتها النوم لتقعد وتتمدد وتقوم... وبالأخير قررت تتميكج بلكي تغير جو... فما لحقت لسا تقعد إلا بدخلت جوري عليها مذكرتها بموعد صلاة العشا وبس شافتها ماسكة المسكارا ابتسمت: قومي صلي وبعدها بعلمك تعملي احلى مكياج...
جودي قامت وهي عم تحط إيدها ورا ضهرها من تصلبو: طيب! 
ودخلت الحمام لتقضي حاجتها بالوقت يلي فيه جوري بخبث دخلت غرفة الغيار مدورة ع شي تلبسها إياه بس تزبطها... فدورت ودورت ع شي يبين نفخة بطنها... فلقت فستان ناعم قصة صدرو سبعة وحفر بجي ع الكتاف وعليه استرس مموج ناعم وبشكل جميل بنزل من تحت الصدر لحد نص الفخاد بعرض شوي عن الجسم وبجي شيفون مموج من تحت مع بطانة رمادية... فكان لونو كأنو جاي بين الزهري والنهدي البارد بس شو رح يطلع مع لون بشرتها وشعرها نار... فتركتو ع جنب وطلعت بسرعة لما سمعت صوت فتحة باب الحمام وقعدت ع كرسي التواليت مكلمتها: سمعت عزوز ممكن ما رح يجي اليوم ع البيت..
لفت وجهها عليها بعدم تصديق... جوري كملت بكذبتها بكل برود علشان تلبسها الفستان: فقلت خبرك علشان إذا ما بتعرفي... وضحكت بوجهها... فيلا صلي علشان مكيجك بعدها...
جودي سفهتها من عصبيتها منها وقامت تصلي مستفزة منو ليه ما قلها ما بدو ينام أي هي بس تعطيه مجال ليحاكيها بالأول... فصلت وهي قلقانة من فكرة ما رح يرجع ينام عندها... وبعد ما خلصت شلحت أواعيها الصلاة وهي عم تطلب منها: مكيجيني...
جوري ابتسمت بوجهها بخبث وهي عم تقوم عن كرسي التواليت آمرتها: اقعدي يا عمري... انا بقول المرة الجاي بتفصلو كرسي تاني للتواليت علشان مكيجك... انا بتعب علشانك كتير فلازم يعني شوية تقدير...
جودي مو معها بكلامها عقلها باللي ما رح ينام جنبها... كان رح تسب عليه بس مسكت لسانها... وبشلت جوري تنظف وجهها وتجهزو للمكياج فاختارت تمكيجها لون غريب عليها فيه نهدي بارد ونود... وبنفس الوقت شي بسرعة بتقدر تعملو... فطبقت اللوك يلي ببالها... بس المشكلة الارواج يلي عندها ما في روج واحد منهم بليق مع يلي حاططتو فوق عيونها فصارت تخلط بين الارواج والايشدو لطلع عندها لون فخم ع تمها فعلقت وهي عم تقلها: شفتي تعبنا ع الأكل اليوم والأخ بالأخير ما شرف ياكل معنا... أبصر مين سارق عقلو...
جودي شبت النار فيها وشو قصدها بالزبط هو متزوج عليها ولا بحب عليها بهيك قصص سبحان الله بسرعة دماغها بشتغل... بمجرد ما يسمع عبد العزيز ولا الأخ ولا ضمير غائب هو ولا ضمير متصل بالحرف الهاء... دماغها بشتغل بأوجو... فلفت ع جوري جاحرتها بدون قصد... فكمّلت جوري تمثيلتها بكل برود: لفي شوفي شكلك شو حلو ما شاء الله... بس فكرك هادا المكياج بدو هيك بيجامة... مناي أفهم من كل البيجامات يلي عندك مو لاقية غير هادي تلبسيها...
جودي شو زعلت من كلامها ع حالها لإنو أكيد صايرة بعيونو مو حلوة... صح هي مرات بدها نفورو لكن بنفس الوقت هي بدها إياه حواليها... فسايرتها: ايش يعني ألبس؟!
جوري غمزتها: الحقيني! وسبقتها بسرعة ساحبة الفستان يلي طالتو ولفت ع 
جودي اللحقتها بدون ما تشوف وجهها وشهقت بس شافت الفستان المدتلها إياه معلقة: انا البس هادا؟ 
جوري ضحكت عليها من كل قلبها رادة: هههههههه شو رأيك يعني انا اللي البسو وبلا هبل البسيه وإنتي ساكتة هادا مو قميص نوم بعدين! 
جودي مسحت ع شعرها بعجز من فكرة تلبسو ولا ما تلبسو... 
وخير وبركة يلي مسحت ع شعرها كرمال تنبّه عليه الأخت جوري الما بتفوّت فايتة... فبسرعة حملتها الفستان مقربة من شعرها باستياء مدعيتو قدامها لتحقق مبتغاها بس شافت كيف شكل شعرها مش حلو هيك عليها: لك ليش هيك بتضلك رافعة شعرك.... انفليه... فنفلتلها إياه قبل ما ما ترد عليها... ودخلتها غرفة الغيار تلبسو... إلا رن تليفونها واصلتها رسالة كان مكتوب فيها (وصل) من الخدامة ماجدة بدل الخدامة رولا يلي مع تعب تغيير ديكور الجناح وتنظيف المطبخ راحت تنام تاركة بقية المهمة ع ماجدة لتكمل معها بدالها... فهي بس قرأتها من هون نطقت بعجلة من هون: بدي روح ع غرفتي حاكي صحبتي وراجعتلك.. وبسرعة طلعت من جناحهم ركض داخلة جناحها ومقفلة ع حالها الباب وهي عم تضحك من قلبها عليها... وعم تدعي ربها مخططها معها ما يروح سدىً... لإنها شو عانت معها اليوم... أي هو بس اليوم إلا كل يوم... فضحكت بشر كيف قدرت تعرف متى رح يرجع ع البيت... لإنها بعتتلو رسالة مكتوب فيها "جودي مشتهية مكدوس مشكل فجبلها معك"... فرد عليها فورًا "رح أرجع بعد العشا فوصوا من أي محل وما يستنوا فيه" فهي كمّلت الكذبة عليه رادة بعد ربع ساعة ع أساس التسليكة يعني... "منيح ما جبت لإنها بطلت بدها"... وطبعًا هو متل الأطرش بالزفة راجع منهك ع الآخر بعد ما صلى العشا بالجامع... فدخل بيت أهلو إلا لمح أمو عم تحضر ع التلفزيون برنامج ديني بتكلم عن قصص الانبياء فنطق: السلام عليكم! 
ردتلو أمو وهي عم توطي صوت التليفزيون لتشوفو من وحشتها لإلو من كتر ما برجع آخر فترة متأخر ع البيت: وعليكم السلام يما... نوّر البيت... جوعان شي؟ 
رفع إيدو بمعنى وقفي عندك: الحمدلله ماكل ولولا مو تعبان لكان قعدت معك... 
أمو ابتسمت بوجهو: روح يا ابني تريّح بجناحك... الله يسهلك ويهدي بالك... 
فرد عليها: كتري منهم يا حجة هالدعوات... وطلع الدرج وهو مناه الحلوة يلي عندو تكون مجهزة لإلو شي يلبسو مع الحمام... فكمّل طريقو فاتح باب جناحو وصدم من الريح الزاكية يلي عم يشمها ومن جمال تغيير الديكور... وفوقهم كل ضواو الجناح مضوية.... فطفى ضو الصالون داخل غرفة النوم فاقد حسها لما ما لمحها لا ع السرير ولا بغرفة الحمام فتوقع تكون بغرفة الغيار ولا عند أختو جوري... فتحرك لغرفة الغيار وهو عم يفرك رقبتو من تشنجها بعد الخطط الكتيرة يلي انجزها بيومو الطويل وعقلو صافي ما عم يفكر بشي وحتى ما عم يفكر فيها إذا رح يقابلها بغرفة الغيار ولا لأ... فما لحق يدخل من باب غرفة الغيار إلا توقف مكانو بصدمة من بنت دهب الواقفة قدام المراية في غرفة الغيار وهي عم تتطلع على بطنها المنفوخ باعتراض وهي مو منتبهة عليه كيف صافن فيها وبجمال شكلها مع الحمل... بس سبحان الله حدسها الانثوي دلها ونبهها في شي حواليها عم بصير... فقطع عليه حدسها تأملو بتغيرات جسمها الانثوية لإنو جبرها تَتلف (لتلف) حواليها بقلق مفقدة شو فيه وبس جت عيونها ع طولو متل ما جودي آبوت لمحت رجلين صاحب الظل الطويل بأول لقاء إلهم جت رح تشرق من الصدمة لولا ما بلعت ريقها بسرعة... وهي مانها قادرة تصدق...مو جوري قالتلها رح ينام برا... هي طبيعي تفكر هيك لإنها ما سمعت منها كلمة يمكن ينام برا... فحركت لسانها التقيل محاولة تعبر عن اللخبطة الحاسة فيها وهي ناسية حالها واللي لابستو... لكن عيونو المصوبة ع نفخة بطنها بعدم تصديق ذكّرتها بحالها... فشهقت محركة عيونها شمال يمين مدورة ع شي تخبي فيه نفخة بطنها الخجلانة تبينو حتى قدام نفسها قبل منو... 
لكنو هو ما أعطاها مجال لإنو فهم من كتر ما انجذبلها من جمالها مع بطنها يلي بلش يكبر ويبان عليه الحمل ... إنها رغبانة فيه... لإنو المنطق بقول لمين بدها تزبط حالها إذا بتكون دائمًا بهيك وقت نايمة ولا متمددة ع السرير... فالشغلة ما بدها تنين يفكروا فيها... فمشي لعندها وعيونو عم تطالعها بشكل مختلف عن قبل من بطنها يلي عم يكبر... من بطنها يلي عم يذكروا بابنو يلي رح يجيه بعد شهور لينور حياتو ويشغلو عن الكل بريحة وطراوة جسمو... فابتسم بوجهها وهو عازم يلامس بطنها المتكور... فقرب منها أكتر حاطط إيدو عليه... وهو عم يحاول يقلها شي إلا بتعليقها وهي عم تبكي: صـح مـو حـلـو؟! 
دهش من ردها فنطق فورًا معدللها: شاللي مش حلو!!! لك هادا أمر طبيعي بالنهاية ابنا عم يكبر... ومسك إيدها حاططها عليه... بس تحسي فيه عم يتحرك الموضوع رح يختلف كتير معك ورح تحبيه...
حركت راسها باعتراض... هي هيك مو حلوة... هو عم يكّذب عليها... فقربت منو باكية ع صدرو... ومطالبة احتواؤو ودعمو لإلها... لإنها خايفة من بعادو وهجرانو لإلها... 
لإنها خايفة ليتركها متل ما تركها غيرو... 
لإنها خايفة من نفخة بطنها لتكرهو فيها ويصير يشوفها مش حلوة...
فتنهد مقرب منها خطوة وهو عم يلف إيدو اليسار لورا لضهرها مقربها لصدرو باحتواء وهو مستشعر وفاهم شو مالها.. لإنو بنات جيل اليوم ع شو عم بدوروا غير على الشكل الحلو والسطحي وبنت دهب ما رح تكون استثناء من بينهم لإنها منهم... فبلع ريقو محرك إيدو ع دقنها رافعو 
لتقابل عيونو وهو عم يحكيها بعيونو قبل لسانو من جمال وبراءة وجهها النقي: ما تفكري إنو كبر بطنك ولا تغير شكلك هيأثر بعلاقاتك مع الناس أو حتى معي أنا... وهز راسو مقرب منها أكتر... محتويها بملمس وجهو ع وجهها وهو مواصل كلامو... إنتي ما لازم تخجلي من ابننا يلي عم يكبر جواتك بالعكس لازم تفرحي فيه وتحتويه لإنو واجبك... ورفع إيدو التانية على وجهها ماسح دمعها... وهو عم يهز راسو...اتفقنا... 
بلعت ريقها مطالعتو بنظرات غريبة عليه مو واضحة لإلو ولا حتى قادر يفهم شو مصدرها... فهمسلها بصوت مغري: مالك؟ 
ردت بكت لإنها ضاعت مع كلامو ولمساتو يلي مو مفهوم شو أهميتها لإلها كجودي... وليه بدها إياه حواليها ويهتم فيها... فطالعتو بشك ممزوج بضعف... فهو فورًا بلش يستشعر مصدر شعورها فمسح دموعها برقة صاهرة قلبها: ما تخافي أنا معك!!
فبعدت شفايفها بدها ترد لكنو ما اعطاها مجال لإنو قربّها منو اكتر مطالب تستسلم مع لمساتو بطرف أصابعو... وهو عم يقلها: ما تفكري هيك تاني مرة... 
وانغمس معها وهو عم يحاكيها وينسجلها عالم من الخيال مع ابنها يلي رح يجي وينور حياتهم سوى... لإنو ما هانلو أم ابنو تكون من بنات هالوقت اللاحقين المنظر... لهيك ما رح يتهاون معها بهادا الخصوص... ومن بكرا رح يبلش معها كرمال تطلع من القوقعة يلي فيها وتوعى إنها هي متزوجة وعندها مسؤوليات وهتصير أم لطفل... لإنو ما بعرف إذا بتضلها تتعامل هيك مع حملها رح يتم ولا لأ... وهو كرمال يضمن ابنو يعيش رح يعمل المستحيل... في حين هي دابت مع رقتو وكلماتو يلي حسستها لأول مرة إنها أنثى ثمينة بعيدًا عن ضرب أبوها وقسوتو هو معها... وقلبها لحظتها دق مطالبها لتقرب منو أكتر... وهو لبى نداءها حاملها بين إيديه بعيدًا عن قسوتو معها وعنادتها معو... كرمال يضمن مرتو مكتفية منو وهو بالمثل... لإنو مهما حصل بالنهاية هي مرتو مو وحدة من الشارع... 
لإنو مهما حصل هي إنسانة بتستحق التقدير مو التهميش والأهانة بموضوع العلاقة لإنو واجب عليه ... فواصل معها ذاكر ربو... وهو عازم النية من الليلة يخليها تشعر كأمراة بتنتمي لإلو مو طفلة بتنتمي لعالم الزمردة... 
فمعقول القدر يوافق معو ولا هيصير شي مانع الله وحدو عالم..
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الحادي عشر

الدنيا شو إنها عجيبة كتير ومهما حاولنا توقعنا وخططنا وحسبنا وتخيلنا ما هتيجي متل ما بدنا دايمًا~~
كان هادا يلي عم بفكر فيه عبد العزيز وهو عم يسمعها عم تتكلم معو لأول مرة بدون طلب منو بكل تعجب منها لأنو ما توقع تتودد منو هيك... ووجهها يشع بحيوية بعد يلي صار بينهم... لدرجة مو بس انتبه عليها إلا حس فيها من كتر ما عم تحرك راسها وشعرها ع صدرو كل شوي كرمال تتأكد إذا سامعها ولا لأ... هو بالحقيقة عم يسمعها وعم يحلل مالها بس للأسف جسمو بلش يخونو وصار صعب عليه يضلو صاحي أكتر من هيك لكن صوتها ودلعها لفتو وهي عم تقلو: جاي ع بالي بكرا آكل بوظة... 
رد عليها بصوت تقيل من النعس: تكرمي! 
هي بس سمعت تكرمي منو بنبرة رايقة لذيذة دابت وقلبها رفرف فلفت وجهها بثقة كبيرة مكمّلة ليستة طلباتها: بدي ع فراولة وليمون وبرتقان ورمان... الشوكولاتة ما بحبها... 
ضحك ضحكة صغيرة ع نطقها آخر كم كلمة... (الشوكولاتة ما بحبها)... فعلق ع كلامها بدعم لرغبتها: أكيد شو بدو يجيب المكدوس لطعم الشوكولاتة... أصلًا المنيح يلي حملتي علشان تفكري تطلبي الأكل... وحرك إيدو ع بطنها ماسح عليه... وهو عم يتثاوب من النعس... خلص بدو ينام فواصل كلامو بحرص عليها... لازم تديري بالك ع نفسك وعليه... ماشي! 
جودي من حنية كلامو معها دابت وصارت تحرك عيونها شمال يمين من خجلها لتطالعو من قربو وحركاتو وصوتو... فعضت ع شفتها متل الصغار لما يعضوا ع شفتهم بس يسمعوا حدا أكبر منهم عم يحكي عنهم بالمنيح قدامهم... وهي مستوعبة كل شي عم بحكيه بالنص الحرفي... 
وهو بس شافها رايقة قرب منها بايسها ع خدها بشكل مفاجئ لإلها محاكيها بصراحة تامة: وين حماسك للحكي راح هيني عم بسمعك... وخبى وجهو بشعرها يلي بعشقو... وهو مستني فيها تتكلم... بس وين تتكلم مع خجلها... فتيجي بدها تنطق بشي ترد تبلع ريقها... وتتنفس بآخر لحظة قبل ما تشرق.. إلا بصوتو التقيل وهو عم يسحب إيدها لفوق: بكرا هدول الإيدين الحلوين بدي شوفهم محضرينلي فطور وباس إيدها الخفيفة معلق... دابحك إذا ابني بجي نحيف متلهم (متل نحافة إيديها)...
جودي لفت عليه بذهول وهي عم تفتح عيونها ع وسعهم... فضحك ع ردة فعلها وهو عم يقرصها ع خدها الناعم معلق: مالك عم تطالعيني هيك!
جنت هي شي لتجيب بيبي تقيل.. فرمشت بخوف بالعة ريقها من فكرة تحمل طفل وزنو تقيل أي هي بس تحمل الشي الخفيف بالأول... فضيّق عيونو يلي عم تلمع مع ضو أباجورتو: مالك؟ 
ردت بانفعال: ما بحب البيبي يلي حجمو كبير... 
ضحك ع ردها: هه ليه خبريني لأشوف... 
ليه... ناسية... بس هي بتحب البيبي يكون صغير وناعم وهادي... مو نكدي وببكي كتير... فسرحت بخيالها بالبيبيهات... وما وعت عليه مع سرحانها غير غافي لإنو ما فيه حيل ليستنى فيها لترد عليه... فبوزت لإنها حابه تحاكيه هو هلأ من بين كل خلق الله... فشو تعمل هلأ إذا هو نام وهي عندها طاقات كبيرة محتاجة لتفريغ... 
بس أكيد هالطاقات هاي يلي عندها مو لتفرغها بالترتيب... إلا بالكلام... فرفعت نص ضهرها بدها تقوم لكن إيديه منعوها وهي عم تسمعو عم يقلها بصوت تقيل: خليكي!
ابتسمت رادة لمكانها.. ساندة راسها ع صدرو برضا من نفسها وهي مناها تقلو قوم نتكلم... بس وين يلبي رغبتها يا حسرة وهو مرهق بعد يومو الطويل الشاق... فسهت عيونها مع تململها... بس ترد تصحى وترد تغفى... بلكي الوقت يمضي... بس ع الفاضي... فتسحبت من جنبو بخفة كرمال ما يصحى عليها لإنها كتير مالة تضلها مكانها بدون ما تحاكيه... ولولا ما حست بتعبو ولا لكان ما خلتو ينام دقيقة تانية... وسحبت فستانها لابستو متحركة للحمام وهي عم تحط ايدها ورا ضهرها من وضعية نومها الغلط... ورفعت إيدها التانية على بطنها ولفت بالخفية عليه... ما بتعرف ليه تغيرت نظرتها لّلي عم بكبر ببطنها جواتها... 
هي بالفعل ما كان قالقها غير بطنها يكبر وتبين سمينة... بس لما حست عليه وفهمت منو إنو هو كتير حابو للي عم بكبر جوا احشائها مع نفخة بطنها البارزة بخفة... حبتو معو وتغاضت شوي عن قصة نفخة البطن من ورا يلي عم بنمو جواتو... وتبسمت ع حالها بخجل داخلة الحمام تغتسل وهي فيها شي متغير... لدرجة حابه هلأ تزبط حالها كرمال تسمع منو كمان كلام بنبرة صوتو الرجولية والرقيقة معها...
فاغتسلت موقفة المية وساحبة المنشفة لتنشف جسمها وشعرها وتتدهن من الكريمات يلي لقتهم بغرفة الحمام واللي ما بتعرف عنهم إنو هو يلي جابلها أياهم بآخر أسبوع من رمضان علشان تحافظ على جسمها من تشققات الحمل وتغيرات الجسم يلي بتصير مع الحمل... 
وطبعًا صارت تستخدمهم من بعد ما الأخت جوري فتحت عيونها ع قصص العناية والاهتمام بالجسم لإنو حضرتها ما بتهتم بقصص ترطيب الجسم بتاتاً... ومعتمدة بس ع ترطيب جسمها الطبيعي وهي كوحدة متزوجة لازم تعتني وتبرز حالها علشان ما تخسر زوجها... وجودي معروف عنها بتسمع يلي بدها من الكلام وبتاخد يلي بعجبها منو والباقي بدخل من هون بطلع من هون... 
فدهنت منهم نص رجليها لإنها مو قادرة تكمل لتحت من وجع فخادها وحوضها... وهي شو مغمورة من ريحتهم الزاكية والمغرية لعبد العزيز بس يشمهم عليها.. ومدت إيدها لابسة روب الحمام وطالعة بشعرها الرطب لغرفة الغيار...وهي طايرة من الفرح... وعيونها عم تشع فرح... 
فلما تكون هي مبسوطة وطايرة من الفرح لازم تلبس شي يكمل انبساطها متل الفساتين مثلًا.. فاختارتلها فستان أحمر مو كتير قصير وموديلو راسم الجسم مع كتف واحد وشو كان جاي عليها مغري مع بطنها البارز بعد ما لبستو مع أواعيها الداخلية... وطلعت لتمشط شعرها وتتركو ع طبيعتو مع طوق شعر فرنسي أسود.. 
طيب وبعدين... 
لفت حالها عليه ألا لقتو لساتو نايم... فتأفأفت بزهق... وردت للمراية المعتمدة ع ضو غرفة الغيار مو ع ضو غرفة النوم كرمال ما تزعجو ويقوم معصب عليها... فردت وجهها ساحبة من جرارها مخمرية الشعر وفجأة لمحت علبة ريحتو يلي مخبيتها تحت مجموعة طواقها رح تخلص من كتر ما بتضلها ترش منها ع أواعيه يلي بتجهزلو إياهم ليلبسهم بالبيت بس يرجع.... فتذكرت تقوم لتشوف إذا جاب متلها ولا متل النوع التاني... 
وبس لقت علبة جديدة شكلها رولا ولا ماجدة حطينها بدون ما تنتبه... تبسمت ماخدتها معها بدون ما تخبرو ولا تستئذن منو وخبتها في جرار طواقها بكل ثقة وهو شو نايم بأمان الله ومانو داري عن سراقة عطورو.. ولفت عليه لما حست على حالها لسا معها كمان وقت لحضرة النايم يصحى.. فقررت تجرب تحط شي ع وجهها... وهي عم تكلم نفسها بلكي النايم يصحى عليها ملت تراعيه: امم ايش أحط أيلاينر؟
وكملت محاكية حالها بصوتها الداخلي "مم بس أنا ما بعرف كتير أحط"
فسحبت المسكارا محاولة تقلد جوري بحطها فبرزت رموشها بس بنفس الوقت وسخت جفونها فاضطرت تمسح الجفون قد ما بطلع معها بعد ما حطت حُمرة حمرة مو اللون القوي... وبلاشر أحمر ع زهري بارد... وفجأة رفعت حاجبها معقول يعجبو... لإنو آخر فترة حاسستو ما عم يعجبو شي فيها من إهمالو لإلها... فضيّقت عيونها بتحزون "بشفقة وقلة ثقة بقدراتها"... بس لو جوري صاحية.... 
ونهت نقاشها بعفوية بروحتها لغرفة الغيار كرمال تحضرلو أواعيه الشغل وما تتغلب كتير مع غثيانها الصبح... فحضرتلو بدلة رسمية لونها رمادي مع قميص أبيض وكندرا وقشاط (حزام) وساعة سودا... والحمدلله إنها ما نسيتهم اليوم مع تحضير أواعيه الداخلية.... ولفت تاركتهم مكانهم متحركة لغرفة الحمام تحضرلو إياه وهي حاطة إيديها ورا ضهرها من تعبها من تحريك ضهرها بتنزيلو وتطليعو بتعبية الباينو وتعطيرو... 
وبس حست حالها عملت المطلوب منها طلعت لغرفة نومهم متنهدة بحيرة كيف هتصحيه... لإنها ما عندها الجرأة الكافية بعد يلي صار بيناتهم امبارح تقرب منو... فحمروا خدودها من الفكرة... بس حاولت تتجاهل خوفها وخجلها منو من الثقة البسيطة يلي أعطاها إياها بكلامو ولمساتو ولمعة عيونو لتقرب منو وتنادي عليه بصوت همس: عبد العزيز!
عبد العزيز وين يصحى عليها وهو نايم بهالعمق وهي عم تناديه بهالهمس!!
فمعقول الزوجة السعيدة تيأس منو وتتركو ينام كمان شوي... لأ تعيد الكرة كمان مرة... وعشرة فوقهم كمان من ثقتها الزايدة شوي... فرجعت نادت عليه بحدة من وجع جنابها المفاجئ: عـبـد الـعـزيـز!!
عبد العزيز سبحان الله الخشونة بدركها حتى وهو نايم... ففتّح عيونو فتحة صغيرة ناطق بتقل: همم أيوة!! 
زمت شفايفها وهي مكمّلة بعصبية: قوم صلي الفجر! 
عبد العزيز ضحك بلا نفس عليها لإنو دماغو المحلل حلل بسرعة لو الفجر آدن كان تليفونو رن... فلف وجهو بسرعة ناحية ساعة إيدو التاركها ع الكوميدينا القريبة منو يتأكد بلاش يكون من التعب سمعو خانو من قلة النوم... فابتسم لما كان تفكيرو صح لإنها كانت الساعة تنتين وشوي... شكلها هاي جاي تتهبل عليه هو يلي ساعتو البيولوجية ما حدا بقدر يضحك عليها... لإنو سنين يا حلوة هو ماشي عليها فلف مواجهها: خير مصحيتني حضـ ~~~
ضيّع الكلام لما شاف شكلها... فحرك عيونو عليها بتفحص وبس لمح بطنها يلي صايرة تبينو من جديد.... داب... وهو مندهش منها... مالها معو عم تحاول تغريه... ولا شو اللي عم بدور ببالها بالزبط كرمال تساوي معو هيك... فرفع حواجبو مضيق عيونو بحذر بس لمح شو حاطة ع وجهها وع شعرها... وشم ريحة جسمها الرهيبة والمغرية لإلو... وبلش دماغو يحلل كالعادة... 
هادي البنت ع شو عم تلعب معو؟
فطالعها متفرس عيونها إلا لقاها عم تطالعو بنظرات فيها حدة بعصبية من إيدها الحاطتتها ع خصرها... فرفع شوي من ضهرو ساند حالو ع راسية السرير (الترويسة/المسند).. ولف إيدو الطويلة ورا ضهرها ساحبها لعندو بخفة بدون ما ترفض قربو: شو بدك يا بنت الناس صاحية بهيك وقت ومزبطة حالك... هاتي شوف موالك! وبعدين ليه مشنكة جبينك... موجوعة شي؟
مشنكة جبينك؟ هادا يلي طلع معك بعد يلي عملتو كرمالك ولأ فوقها بتقلها شو موالك!! فتضايقت من كلامو وهي عم تحرك عيونها شمال يمين بخوف ممزوج بخجل... يعني هي شو عملت كرمال يقلها هاتي شوف موالك... وأصلًا ليه يحكيها... 
كل هادا حست فيه لإنها ما فهمت معناها بالدقة وشعورها فسر وأوّل كلامو على إنو (خير ليه مزبطة حالك هلأ... يعني شو بدك بهالهبل هادا بهيك وقت) وطبعًا مع تضايقها من يلي قالو ما ركزت بآخر شي قالو... فتنهد من صمتها وهو عم يمسح ع وجهها... معلق: مالك ساكتة؟ وغمزها شو عدا ما بدا نازلة عم تهتمي بحالك شو هالتغيير النازل عليكي يا بنت! شو فيه وراكي؟ وقرب من إدنها هامسلها: بس شي بستاهل التغيير ... 
هي سمعت كلامو من هون حمّر وجهها من هون من حياها الزايد مع حملها... وجفلت مكانها بس حست عليه مقرب منها بايسها ع خدها وبعد عنها متفحصها بعيونو الراغبة فيها محاول يفهم مالها... 
يعني جد هو شو يفهم من المحترمة يلي بين إيديه إذا ممكيجة حالها ولابسة هيك فستان بالعادة ما بتلبسو وشو كمّلت حضرتها فوقهم... بدها إياه يقوم يصحى ليصلي الفجر... 
هادي البنت بتتذاكى ومو زابط معها ولا مضيعة عقلها بزاوية من الزوايا... فقرب حالو أكتر منها بايسها ع أنفها... ورجع رفع راسو مفكر يلعب معها شِد وارخي... وهي بدون ما يلعب معها بتخجل كتير لدرجة بتنسى فيها تتنفس... شو حال لو يلعب معها.. ليقرأ الفاتحة على روحها لا قدر الله... فجت هي رح تشرق من ذهولها من يلي عم يعملو معها... وهو بسرعة أدرك مالها فبعد عنها بخوف منبهها: تنفسي يا بنت... في حدا بنسى يتنفس غيرك... وقرصها ع خدها بخفة بس حسها ردت تتنفس طبيعي متل باقي البشر... ورد تسطح جنبها وهو محتويها قريب منو وعم يحرك إيدو لبطنها محل ما ابنو عم يكبر جواتها... وعم يخطط يرد ينام بس وين ينام وعندو هالحلوة هاي تعبانة ع شانو... فضحك عليها بسرو بتعجب منها... 
ع شو بنت دهب عم تلعب معو... 
وعاد هي وين واللعب وين يا ابن الخيّال... بس شو تعمل إذا عقلها أمرها غير إنها تلبيه... فتنفست بدون ما تنطق بحرف واحد لإنها مو متعودة عليه بهيك قرب وهو شبه عاري... وفوقهم ملمس إيدو ع بطنها... فابتسمت راكية راسها ع صدرو شامة ريحة جسمو يلي بتعشقها مع وحام الحمل فشدها لإلو وهو عم يغطيها بالغطا علشان ما تقلو سقعانة وعلّي المكيف... وفجأة تذكر دام الوضع بينهم طري شوي ليه ما يجيب سيرة أهلها يلي ما بحب يذكرهم... بس يعني ذوقًا ودينيًا هي مجبورة تسأل فيهم... فنطق بحرص وهو عم يتفحص ملامح وجهها يلي هي ولا عن هوى داري عن عيونو وتفحصاتو لردة فعلها وتعابير وجهها: صحيح نسيت أخبرك جدك صارلو فترة عم يصر يعزمنا ع شرف حملك... وأنا عم برر عنك ودافع ورد ع مكالماتو بدل عنك.. وسكت مترقب شو رح ترد عليه.... لإنو بالنهاية هدول أهلها وهي مجبورة ترد عليهم مو هو... يعني زودتها بتجاهلهم ... بعدين هو شو جابرو ينحط ببوز المدفع علشان مدامتو رافضة تحاكيه من بعد العيد... ولولا ما كان يبتزها بمكدوس اللفت ولا ما كان ردت عليه بدقيقة وحدة... 
وحتى مو بس لترد عليه إلا لينتبه عليها ويدرك إنها هي بتعرف كيف تتهرب من الكلام مع جدها بحجة تعبها... وبعدها تلف عليه ماخدة منو علبة المكدوس وهو مدهوش منها كيف بتتحول مع حملها... وبصير بعدها بين اللحظة والتانية يطالعها كأنها حدا غريب عليه... مو قادر يفهم هي هبلة ولا بتتهبل ولا هي كوكتيل من الهبل والعته والبراءة... أكيد هي مو خبيثة لكنها أنكى من هيك لإنها هبلة... 
ومتل ما بقولوا خاف من الأهبل أكتر من الخبيث... لإنو الخبيث خلص مفهوم إنو رح يتصيدلك بالمية العكرة... بس الأهبل ممكن بشي بسيط يجيب آخرتك فيه... فهو لهيك حريص معها حاليًا وبس يصير يلي ببالو رح يعيد تشكيلها ويفتّح عيونها ويزرع فيها مخافة الله علشان ما تخون العهد يلي بينهم في حالة لو تدهور الوضع بينهم وبين أهلها... فْرَح يصبر ويطول بالو لحد متل ما بقولوا إذا البقرة بتوقع بتكتر سكاكينها... فهو رح يستنى الحلوة يلي عندو تصير بعيدة عن أهلها... لينفذ مخططاتو الساهية عنهم بنت دهب المضيعة... واللي أنتبه على شحوب وجهها المفاجئ وبطء تنفسها بعد كم ثانية من السؤال يلي سأللها إياه لإنها مو قادرة تبلع ريقها... فانبسط لإنو قدر يستفزها ويشوف منها ردة فعل تانية غير البرود والتجاهل تجاه أهلها.. لإنو هو يا الله هو شو مناه يفهم ليه هي هيك باردة تجاه أهلها... ولا ليكون فيه شي تاني مو منيح ولازمو الحذر... فرفع إيدو ماسح ع شعرها الرطب مسترسل بكلامو بكل تسحّب كرمال يفهم عقلها الصعب: ليكون يلي حكيتو عن عيلتك غلط أو ضايقك مو هما أهلك ولازم تشوفيهم يعني مو معقول وحامك يقطعك عن أهلك... ع الأقل خليني اخدك عندهم ساعة وحدة...
بلعت ريقها واجمة من كلامو... وهي عم تشب من جواتها... فكمّل وهو مراقبها عن قرب: ليه ساكتة هيك... مو جدك لازم يعرف إني أنا ماني حارمك منهم وعم اتحجج بوحامك علشان أحرمك منهم...
جودي خلص عصبت منو... مالو دخل يحاكيها بهيك شي... بعدين مين هو كرمال يتكلم معها بهالموضوع الحساس... 
شي طبيعي تفكر هيك لإنها مو واعية شو يعني زوج وزوجة وحقوق وواجبات وغيرها من الأسس يلي بتدعم استمرار مؤسسة زواجهم... فهي ليه تخليه يقرب منها... 
بعدين ليه يحاكيها عنهم!!! 
هي مضايقتو شي؟؟؟
علشان يوديها هناك؟! 
فمو تفكر ترد بأدب لتكسب ودو... إلا طولت لسانها بالوقت الغلط وبالمكان الغلط وقدام الشخص الغلط: إذا كل هالقد مانك طايقني ليه تتجوزني؟!
بهت من ردها... حلوة والله زوجتو المحترمة بنت جاسر دهب بتقلو مانك طايقني... والله هادي طلعت مو قطة بس إلها أظافر إلا أظافر بتخرمش كمان... فكبّر عيونو ضاحك بمرار: هه حلو صايرلك لسان بس بتعرفي مقولة سكت دهرًا ونطق كفرًا... ومسح ع وجهها بأطراف أصابعو مقرب من وجهها راددلها: الحُمرة اللي ع تمك كتير حلوة... كأنك إنتي عم بتحاولي تغريني ليه إنتي ما رفضتي من الأساس؟ 
كلامو أجاها بالعظم... فتندمت ع اللي قالتو... وجت بدها تبعد عنو لتحفظ بقية مية وجهها... لكن هو حوطها بين ايديه: لا لا ليه مستعجلة يا حلوة مزبطة حالك لإلي وارفضك... صئ مستحيل... حرام ع اللي لبستيه وحاططتيه ع وجهك... ومسكها من دقنها رافعو لتواجهو وهو مبتسم: وين راح لسانك ... بح اختفى... بعدين حاكيني منطق ليه فكرتي إنو مو طايقك... معقول مو طايقك وخليكي حامل مني؟!
هي خافت منو هون وحست إنها ببير مظلم محتاجة تطلع منو وتهرب هلأ بعيد عنو... لكن وين يا حسرة... لإنو هو قرّب منها أكتر لدرجة مو معطيها مجال لتستوعب شي... ولا حتى لترد عليه لإنو همسلها بنبرة غريبة عليها: ديري بالك من حالك مني... ما تفكري يلي قبالك يرعاكي دايمًا وإنتي مو راعية لسانك معو... وبعّد عنها متسطح ع ضهرو وهو عم يسحبها لصدرو كرمال ما تنهان كرامتها ع الآخر قدامو... على الرغم إنها حست حالها انهانت وخلص... فبكت ع صدرو بقهر من نفسها لإنها وثقت فيه وأمنتلو وجمّلت حالها كرمال يحاكيها متل قبل كم ساعة... بس شكلها كانت غبية كرمال تزبط حالها لإلو وتتأمل فيه خير... لإنو حضرتو طلع زيهم مو مختلف عنهم رح يتركها ويرجعها لأهلها... ليه كل ما تثق بحدا وقلبها يتعلق فيه بتركها... فبكت بحرقة أكتر لما حست عليه عم يمسح على ضهرها بحنية.... لإنو مو منطق قبل كم ساعة كانوا ما في شي فاصل بينهم يجي هلأ يعاملها كأنها بنت رخيصة باخد يلي بدو إياه منها وبرميها... هو مانو بايع العشرة بأي زاوية... بس هي يعني صار لازم تدرك في خطوط ممنوع تتخطاها... 
ورغم إنها طوّلت لسانها عليه إلا إنو ما فكر ولا مرة بعد ما يلمسها يعاملها بقلة أخلاق مع المواقف يلي صارت بينهم... لإنو هون استغلال وأهانة لإلها... وبعدين هي حامل والمرا الحامل ممكن ما تنسى وتحس بأضعاف مضاعفة وتفسر الاشياء غلط متل ما صار قبل شوي... فهو عم يحاول يقلل الأضرار ويطلع بمنفعة جماعية لتستمر الحياة... بس هي متل الديناميت... عليها فنات وحركات مفاجئة... آخر شي توقعو ترد عليه هيك... شو دخل طز بمرحبا... بس باينتها هي مع الحمل مانها متحملة شي وبتبالغ بتفسير كلامو...فلف عليها بايسها ع راسها ومطالع عيونها يلي عم تبكي بضعف قدامو... محاول يعدل يلي صار بينهم بسؤالو المأنبو: آذيتك؟ 
بوزت كاتمة صوت شهيقها ليطلع... لإنو كتير آذاها... فرد باسها ع راسها مقربها أكتر منو معلن يلي عم بدرو ببالو: ما بعرف كيف إنتي فهمتي كلامي غلط... 
ولما حسها انفجرت بكى... احتار معها وبنفس الوقت زاد فضولو يعرف ليه هي هيك عم تتصرف مع أهلها وذكر سيرتهم... فاحتار يضغط عليها ليعرف ولا يرخي هلأ ويشد بعدين... فمسح دموعها بايسها ع عيونها ورفع دقنو محاكيها بحنية متأخرة: ما تتعبي حالك بالبكى نامي يا رو~ كان رح يحكي يا روحي لكنو غير كلامو... ماشي... 
من ضعفها من رفض كلامو قدامو خبت وجهها برقبتو رافضة تطالعو لإنو قسي عليها بكلامو اكتر من لمساتو... وفجأة حست الدوار رجعلها وما بتعرف بعدها كيف استسلمت للتعب نايمة بين إيديه ع صدرو... 
وبس هو حس عليها راقت رفع راسو يتأكد إذا نامت من تنفسها شبه المنتظم ... فلقاها غافية بعد ما جفونها وجعوها من كترة البكى... فباسها ع شعرها وهو مناه يفهم ليه ما بترحم بحالها... معقول هبلها لهالقد واصل عندها... فشو عم يحاول ويجتهد يفهمها بس عم يلاقي حالو كل مرة مانو فاهمها... لكنو باصم إنها هبلة وجاهلة ورافضة تتعلم... 
فتنهد ع طريقو الطويل معها... وقام من جنبها للحمام كرمال يلحق يغتسل قبل ما يروح يصلي الفجر بالجامع... وبهت بس لمح الباينو جاهز لإلو... وابتسم بدهشة ولف وجهو ناحيتها بتقدير... هي أي خطوة بتقدمها بشوفها مجهود كبير.. فتحرك ناحية الباينو ليتنعم بالمغطس يلي عملتو واللي برد شوي مع تأخرو... ورغم برودتو قبل فيه تقديرًا لجهودها المبذولة عليه... فرجّع راسو لورا مفكر فيها... محاول يفهم كيف هي عايشة؟ وليه هي هيك؟
من فضولو يلي عم يكبر يوم عن يوم تجاهها... وبالوقت يلي هي ما عم تقدم أجوبة لهالفضول... من سلوكها المكرر منها من أول يوم تزوجها فيه... نوم وأكل بجناحهم معظم الوقت ومرات بخليها ترتب كعقاب... وما فيه شي إضافي عليهم بتعملو غير القراءة والقعدة مع اختو جوري واحياناً أريام... غير هيك لا صحبات لا عيلة تحاكيهم ولا يزوروها أسبوعيًا ع الأقل... ولا حتى بتفكر تقلو تعال نروح مكان رغم انشغالو... يعني هي مفهومة للحياة هالقد ضيق ولا ايش بالضبط... 
راسو خلّص ضاج من تساؤلاتو الكتيرة عليها مقارنةً بمعلوماتو القليلة عنها... فتنهد ناهي النقاش هلأ وبس يفضالها مانو تاركها هيك ولساعتها بفرجها الله... ورخى جسمو بالمغطس العاملتو لكم دقيقة وقام منو مصرف المي بسرعة ليغتسل بمية الدوش علشان يلحق يصلي صلاة الفجر جماعة ويترك أهلو وبيتو بذمة الله... فلسا ما لحق يخلص حمامو من هون إلا أدن الآدان الأول من هون... فبسرعة لبس الروب طالع لغرفة الغيار ولحظة ما عينو جت ع اللبسة الجاهزة بسرعة لبسها بدون الجاكيت الرسمي يلي اختارلو إياه... وهو من جواتو شو ممنونلها على هيك عملة... وبسرعة سحب القشاط مع تليفونو وركض طالع من البيت بدون ما يتعطر لإنو في إلو ريح تانية بسيارتو... 
ويا فرحة قلبو بصلاة الفجر جماعة مع عمامو وجدو وأهل المنطقة وقعدتهم حوالين بعضهم منشغلين بذكر ربهم لموعد صلاة الضحى أو قبل ع هوى صحتهم وقدرتهم... لكنو هو اليوم فضل يروح بعد خمس دقايق من قعدتو بالجامع بعد الصلاة... كرمال يصحيها تصلي... لإنو مستحيل يخلي الخدامات ولا أمو يدخلوا عليها وهي بهيك فستان وأكيد إذا اتصل ع تليفونها ما رح ترد عليه... فقام من بينهم رافع إيدو كرمال ما يزعج اعتكافهم بالجامع... وجت عينو بعين جدو يلي حاسس فيهم كلام بس لسا مو وقتو هلأ... فحياه براسو وانسحب من بينهم راجع لبيتو(بسيارتو)... لعند المدام وهو رامي كلشي وراه من راحة البال يلي بحسها بمجرد ما يروح لعندها ولا يدخل المكان يلي هي موجودة فيه... فعبّر جناحهم موقف جنب سريرهم قريب منها مصحي فيها وهو عم يمسح ع وجهها الرقيق بأصابع إيدو الصلّبين مقارنة مع نعومة وجهها الماسحة عنو كل شي حطتو عليه من مسكارا وحُمرة وبلاشر قبل كم ساعة: جود~~
وما لحق لسا ينطق حرف التالت من اسمها إلا لقاها مفتحة عيونها الحمر زي كأنها باقية بكيانة فقرّب منها قاعد جنب رجليها ماسح ع شعرها ومطالعها بنظرات عم يلوم حالو عليها... فنطق بحرص: تعبانة شي؟؟ 
هزت راسها بمعنى لأ... فتفّهم إنها مو حابه تحاكيه... فرد سألها بنبرة حنونة: صليتي؟ 
ردت هزت راسها لإنها صلت قبل شوي وتركت السجادة ع الأرض مع أواعيها الصلاة بدون ما تطويهم بالقصد كرمال يشوفهم ويعرف إنها صلت وما يقرب منها ولا تسمع صوتو بعد يلي حسسها إياه قريب الفجر... بس وجع جنابها يلي طلعلها ع فجأة ما رحمها ولا خلاها تنام وتهرب من فكرة ترجيعها لأهلها بالنوم... فردت غمضت عيونها وهي منفجرة من الوجع بس كاتمتو بالقوة... ومكافحة رغبة دموعها بالنزول... فباسها ع راسها مطمئن إنها صلت بعد ما لمح أواعيها الصلاة متروكة ع الارض ومانها قايمتهم بعد ما تصلي صلاتها المفروضة عليها متل كل مرة... وبعد عنها شوي وهو حاسس فيها شي... فمسح ع خدها مكرر سؤالو الأول لكن بتغير بسيط عليه: موجوعة شي؟ 
هزت راسها بنفي بدون ما تدقق باللي قالو... فتحرك مبعد عنها بدون ما يحاكيها شي لإنو حاسسها مالها حمل لأي كلمة منو... وطلع من غرفة النوم مسكر الباب وراه بخفة كرمال ما يزعجها... وقعد يقرأ قرآن بصالون جناحهم لحد ما صلى الضحى... ورد لعندها مرقيها متل دايمًا... وهي مو حاسة فيه من عمقها بالنوم... وبعد عنها مغطيها منيح كرمال ما تحس بالبرد وهو مندهش منها لحد هلأ من يلي عملتو قريب الفجر... يعني شاللي (شو اللي) فتّح عيونها هيك... معقول أختو جوري ولا شو فيه شي بالزبط... لازم ينتبه من هادا الخصوص... فطلع من جناحو وهو حاطط علامة استفهام ع التغيير المفاجئ فيها... ونزل يخلي رولا تحطلو فطور إلا بصوت أمو وهي عم تنزل وراه: صباح الخير يما!
لف وجهو عليها مبتسم بوجهها: صباح الفل يا حجة... 
وقرب منها نازلين الدرج سوى وهو شو كان نفسو مرتو هي يلي تحضرلو الفطور ع هالصبح مو الخدامة رولا... لإنو بحب وبفضل كتير تكون هي يلي المسؤولة عن كل شي بخصو مو الخدم... فبس يخف وحامها وصحتها تكون أحسن رح يزيدلها مهامها معو... ولف وجهو محاكي أمو: ها يما طمنيني عن رجليكي انشالله أحسن وما عم يتنفخوا (ينتفخوا) متل قبل؟ صارلي كم يوم بقول بدي اتطمن عليكي بس بنسى مع الشغل يلي علي...
أمو ردت عليه وهي عم تبتسملو بوجهو لإنها واثقة ابنها ما بنشغل عنها لشي تافه: لا الحمدلله بعد آخر مرة ما ردوا تنفخوا بس بحس مالي حمل الوقفة... 
فرد عليها وهو عم يمشي معها ناحية الكنب المقابل للتلفزيون: ألف الحمدلله.. بس علشان نتطمن أكتر لازم بكرا ولا اليوم إذا فضيت بكير رح اخدك ع الدكتورة علشان بلاش يكون فيه شي لا قدر الله.. 
أم عبد العزيز هزت راسها مبعدة عنو ناحية كرسي المساج: انشالله يما ما يكون فيه غير العافية...
فرد عليها وهو عم يقعد قبالها فاتح التليفزيون ع قنوات الأخبار من ريموت يلي كان محطوط ع الطاولة: انشالله... ورد صوب عيونو ناحيتها... حجة دامك صاحية شو رأيك تفطري معاي؟ وغمزها...
أم عبد العزيز ابتسمت بوجهو وهي عم تضيّق عيونها بخجل من غمزتو وعم تعدل الحجاب الحاطتتو ع كتافها كرمال تلبسو في حالة الجد طلبها ولا ناس اجوها علشان ما يوقع ع ضهرها: أكيد ما بدها سؤال... منو بنفطر وبنحكي كم كلمة مع بعض لحالنا...
عبد العزيز هز راسو ساحب تليفون الأرضي: صار يا حجة... واتصل ع تليفون الخدم يلي بكون فيه منو نسخة موجودة في المطبخ ونسخة في غرفة نومهم... وهو مانو داري شو عم بصير بمرتو بنت دهب يلي رفعت ضهرها عن سريرهم بكره من حم وجعها يلي أول مرة بتحس فيه... فرفعت إيدها ع راسية السرير ساندة حالها تحتى توقف بشق الأنفس وهي شو مقهورة منو بعد الكلام يلي صار بينهم.... وعقلها رافض يتخلى ولا يتجاهل عن كلامو معها واللي فسرتو على إنو مانو طايقها ورح يتخلى عنها...
فكابرت ع حالها داخلة تتحمم محاولة تهون ع حالها... لإنها مفكرة إذا حست المية عم تنزل عليها... ممكن شد جسمها وحم وجع جنابها يخف... فسندت حالها ع الحيطة وهي حاطة إيدها التانية ع خصرها... وبطلوع الروح لشلحت يلي لابستو موقفة تحت الدوش يلي شو ما كانت حرارة ميتو رح تتحمم فيها... فتحممت بمية دافية من حسن حظها... وهي مو قادرة تفرك جسمها ولا حتى تحط شامبو لإنها معنية بس تخفف وجع خواصرها... ويتطهر جسمها من لمساتو المؤذية لإلها... ومن كتر مهي مو قادرة تتقبل قبلاتو ولمساتو من كلامو الجارح معها.... ومع انفعالها وتضخم مشاعرها شو صار مناها تسلخ جلدها عن عظمها وتحط بدالو جلد جديد خالي من لمساتو ... 
ومن كتر استحقارها لنفسها غصبت نفسها تغسل شعرها بالشامبو وهي مو قادرة... فضغطت ع شفايفها بقوة كاتمة تأوهها... ولما حست الوجع بطّل يمزح معها حاولت بسرعة ما تخلي الشامبو ع شعرها قد ما بتقدر... وما صدقت تطفي المية وتطلع من الحمام لابسة الروب بدون ما تحط شي ع شعرها لتنفشو وهي عم تسند حالها ع أي شي قريب منها كرمال ما توقع... وهي عم بتأن بوجع... والكارثة هي موجوعة كتير... مو تفكر تقعد ولا تتمدد ولا تطلب مساعدة حدا... لأ إلا من كرهها لنفسها وقسوتها ع حالها كمّلت ع حالها بروحتها لغرفة الغيار وهي ما فيها حيل تمشي.. وبلا تركيز من عيونها يلي تملوا دموع... اختارت أي بنطلون جينز وبلوزة بتيجي إيدها عليهم بعشوائية... فحاولت تلبس البنطلون وهي مناها تصرخ من وجع عرقها وفخادها مع جنابها... فلبستو بطلوع الروح بدون ما تسكرو لإنو طلع ضيق مع بطنها الكبران شوي... وبكت بحرة تاركة زر البنطلون ولبست البلوزة بعد ما لبست حمالة الصدر بالغلط ونزلت بلوزتها اللي بازرة نفخة بطنها بزيادة مع جسمها الرطب... وشدت ع حالها طالعة من غرفة الغيار بدون ما تتطلع ع شكلها أو تقلق بتنشيف شعرها المبلل... والكارثة عيونها ما عم يشوفوا شي غير نهاية الجناح... وهي عم تتوجع بصوت بلكي يسمعها هو إذا كان قريب منها وعلى الرغم من إنو صوتها ما بنسمع حتى للي برا جناحها: مــــمــ بــطــنــي!!!
فتوقفت كم ثانية من عجّزها لتمشي بس لازم تمشي بلكي حدا يشوفها ويهون عليها وجعها... والمشكلة حاولت تصرخ بس تعجز لإنو الصراخ عندها معناتو عذاب أشد عند أبوها... فتبلع صرختها وتكتمها... وتحس وجعها مع كتمها لإلو عم بيزيد... فما بتعرف كيف قدرت تطلع من جناحهم وهي عم بتتكي ع حيطان القصر... وبس تهيألها صوتو جاي من تحت... جتها قوة رهيبة لتقرب من الدرج وتتأكد إذا عم بتهيألها ولا هو فعلًا موجود وهي مو مركزة بكلام حماتها القاعدة قبالو ع طاولة الفطور وهي عم تقلو: والله يا أمي بحس هادي البنت هتكون خطية برقبتنا يعني مو هاينلي تضلها بالبيت هون بدون ما تروح ع الأقل عند أهلها ولا حتى ع دكتورة الحمل لنتطمن عليها وعلى اللي ببطنها...
عبد العزيز تنهد بعجز: ايش بدك يا أمي اعمل... يعني بدك نقلبها نكد بيننا وحملها ما يستمر من أولو وننحط ببوز المدفع قدام الكل ونخلي الكل يطولنا بلسانهم... فما تخافي عليها يا حجة بس تمرق هالأربع أسابيع كل شي بتغير بإذن الله...
أم عبد العزيز مسحت ع وجهها بحزن ع حياة بنت قاتل زوجها عندهم ونطقت بعدها بنبرة عدم رضى وهي مو دارية إنو البنت الخايفة عليها عم تسمع كلامهم عنها: يعني يما حاول معها شوي مو سمعة لإلنا لا بتروح عند أهلها ولا حتى بتطلع تشوف جدك ولا حتى بتطلع تقعد برا... الحمل عمرو ما بدفن حدا هيك...
رفع وجهو مطالعها وهو عم يحاول يهوّن عليها وما يخليها تقلق بمرتو: شو نعمل يا يما إذا ربنا مقدرلها حملها يكون متعب غير نصبر ~~
قاطعتو أمو باعتراض: هادول مبررات يما قلي بصدق لو اختك مكانها شو عملت ما تكذب وقلي إياها خبط لزق بوجهي...
عبد العزيز بلع حرتو من سؤال أمو ووقف أكلو رادد: صلي ع النبي يا حجة لإنو إذا ناسية خليني ذكرك لو يعني مدخل للشيطان والمشاكل... بس رح قلك إياها خبط لزق متل ما بدك أنا بموت ولا استرخصها متل ما اَهلها استرخـ ... وقف نفسو مراجع حالو لإنو مو قيمة لإلو ولا لمرتو يلي هتكون أم لابنو يقول عنها قدام اهلو هيك... فعدّل كلامو مكمّل... ضحوا فيها كرمال الصلح معنا... أنا برجع كررلك مستعد أموت مليون مرة ولا أخلي أختي تروح ضحية تار كبير... كنك ناسية أنا شو عملت كرمالها لحتى بالأخير تقوليلي أفكر فيها بهيك مكان... وبالنهاية قدر الله وما شاء فعل....
جودي ما قدرت تتحمل أكتر من هيك... فبسرعة لفت راجعة لجناحها وهي عم تنكوي من وجع روحها وجسمها... بالوقت يلي أم عبد العزيز لفت لابنها يلي تحرك ناحية الدرج وهي مطنشة كل شي قالو لإنو علقت عند كلمة استرخصوها يلي ما كملها: استنى عندك شو قصدك باسترخصوها؟ يعني هي لعبة ولا شو؟!
عبد العزيز رد بنبرة مو مفهومة لغيرو: تطمني يا حجة ما بصير الا الكتابو الله... بعدين ما توجعي راسك بهيك قصص الله يخليكي فوق راسنا... ووجعات الراس خليها لإلي ولرجال العيلة.. وتحرك طالع الدرج وهو عم يقلها: بإذنك بدي الحق غير أواعيي بلاش اتأخر ع الشركة... سفرة دايمة يما... وكمل طلوع الدرج وهو حاسس بعيون أمو عليه.. وعم يحاكي حالو... لليش أمو مشغولة فيها... تتركها عليه هو المسؤول عنها وعارف شو الأحسن لإلها... وصح بحقلها تنصحو بس ما بحقلها تقلو حط اختك مكانها... 
خير يا طير هو ما عندو مخافة الله وحشمة لرجولتو وللبنت يلي رباها من هي طفلة صغيرة... بعدين مين قلها هو مو منطوف ليروح معها ع دكتورة الحمل ليشوف صور الايكيو ويسمع نبض ابنو... بس مو وقتو لإنو مرتو المصونة مانها متحملة شي فأنُه (أيهما/أنوه/أنوو) أهم راحة مرتو وابنو؟ ولا يغصبها تروح تعمل الايكيو وتتوتر وحملها ما يستمر لا بعيد الشر أو يزداد خطورة!!! 
صح إذا راح الله بعوضو... بس هو ما عندو قدرة يتحمل فكرة فقدانو ع هيك أسباب... كرمال هيك رح يتمسك فيه رغم كل شي... فبس ليمرق الشهر التالت الحكي الجد ببلش وبحلها ألف حلال... فكمّل لجناحو وهو مو عارف شاللي عم بستناه هناك... لأنو بنت دهب خلّص ما عاد فيها تتحمل من كتر ما شدت ع حالها من حم وجعها... وبجهد جهيد عم تحاول تتني ركبها من وجع عرقها اليسار كرمال تنزل ع الأرض قريب الحمام وما تبقى واقفة ع حيلها... ودموعها المختلطة بأنفاسها مغرقة طقاطيم وجهها العرقان المحمر... فشدت على عيونها محاكية حالها بصوت مهون خوفتها من وجعها لحالها: ارحــمــنــي! 
مين يرحمها مو يلي عم يكبر ببطنها إلا هو يلي بنام جنبها وقدر يجرحها بهالعمق هادا بالكلام يلي قالو قبل شوي قدام أمو عنها وعن اهلها... فضغطت ع جنابها ناطقة من بين أسنانها لإنو الوجع وصل القمة عندها: امممممم...
وفجأة حست بدخول حدا عليها فبكت بحرقة أكيد ما في غيرو يلي رح ينقذها... ففتحت عيونها لافة ناحية مدخل غرفة النوم مطالعتو بوجع جسدي كبير ممزوج بخيبة كبيرة منو... وانفجرت بعدها من البكى وهي مو منتبهة ع لون وجهو يلي انخطف لونو بس لمحها عم تتوجع هيك من الدموع المعبية عيونها... فما بعرف كيف قرب منها متفحصها بذهول كيف قاعدة ع الأرض بزر بنطلونها المفتوح... وبلوزتها الماسكة ع جسمها مع العرق وشعرها الرطب... بدون لا تسمعو شو عم يقلها بصوتو الخايف عليها وهو عم يشيلها ع ايديه: مالك يا قلبي شاللي (شو اللي) عم بوجعك؟
هي خلص حاسة حالها رح تموت من وجع جنابها وروحها فمهما حاولت تكابر وما تطلب مساعدتو ما رح تقدر... لإنو وجع جسمها من التغيرات يلي عم تصير معها من ورا ثمرتهم يلي عم تكبر بأحشاءها... جبرتها لتركي راسها ع صدرو وتتمسك فيه برجا معلنة: رح مـوت مـن الــوجــع!!!!!
صوتها الموجوع وترو وضيعو خايف ليكون صاير عليهم شي... فبسرعة تركها ع السرير وهو عم يحاكيها: من وين موجوعة؟ 
ردت عليه وهي عم تضغط ع جنابها: عــم مــوت!!!
فهو فهم إنها عم تتوجع من جنابها فبسرعة باسها ع جبينها مخبرها: هلأ باخدكم ع المستشفى ما تخافي بإذن الله ما رح يصيرلكم شي... وبسرعة بعّد عنها داخل غرفتهم الغيار مدورلها ع شي مستور تلبسو... وتدردك من خوفو عليهم... هو جد غبي لإنو تركها ع راحتها من أول ما صحى عليها وحاسس عليها كأنها عم تتوجع... والأنكى حتى بعد ما رجع من صلاة الفجر هو كان حاسس مالها شي وفضل يسايرها هي الجاهلة بقصص الحمل كرمال ما يزعجها... فإذا رح يصير شي لابنو ما حد رح يتحمل الوزر غيرو هو... فسحب فستان فضفاض لونو أسود... مع أي شالة بتيجي إيدو عليها وركض لعندها وعيونو كاشفة كيف عم تتلوى تلوي من جنابها... بس ادنيه ما عم تسمع بشو عم تفكر عنو... وهي عم تحاكي حالها بحرقة.. (يـا رب رح مـوت... هـيـو راح ومـا سـأل) ولما فقدت الأمل منو... ما حست ألا على إيديه عم بتحركها وبرفع إيديها مشلحها البلوزة وهو عم بحس بتأنيب الضمير ع تساهلو معها... فنطق بخوف كبير عليهم: من متى وجعك؟ 
هي فتحت عيونها بخوف لما حست عليه عم يشلحها وبصوت خاطف نطقت: ايش عم~~ لكن البلوزة كتمت حسها لإنو شلحها إياها ورماها ع الأرض وهو مطنش سؤالها ملبسها الفستان من راسها وبعدها دخلو بإيديها: بسرعة جاوبي يا عمري من متى وجعك بلش؟؟؟ 
ردت من بين أنين وجعها: ممممم مـا بـعـرف!! 
ما بتعرف... كان رح يشتم... فاستغفر ربو مبعد عنها بسرعة ساحب اللفة ملبسها إياها فوق شعرها المعرق الرطب ودخلو جوا فستانها من العجلة... وشهقت باعتراض بس حست بإيديه عم تسحب البنطلون وهو عم يقلها: ما تخافي هيني معكم... وإن شاء الله ما رح يكون في شي خطير عليكم...
وبسرعة قرب منها بدو يحملها إلا لمح رجليها ممكن ينكشفوا... فنطق بعجلة: اصبري علي لاجبلك بنطلون... 
ما كانت سامعة شي من يلي قالو لإنو كان داخل غرفة الغيار ساحب بنطلون عريض ما بجي تحت فستانها بس إنو منيح كتسليكة حال لإلها وهي بمتل هيك وضع... فكانت هي عم تطالع باب غرفة الغيار بعيونها المليانة دموع وهي عم تنادي عليه بصوت مسموع لإلو كرمال ما يتركها تتوجع لحالها: عــــبــــد الــــعــــزيــــز!! 
عــــبــــد الـــعـــزيـ~~ 
وسكتت بس لمحتلو طالعلها بسرعة وهو عم يقلها: هيني يا قلبي! هيني... وتنهد مقرب منها ملبسها إياه بعجلة موجعتها بزيادة مع رفع رجلها اليسار محل ما عرق رجلها اليسار عم يوجعها فبكت بحرقة وهو عم يهون عليها بكم كلمة: ما تخافي... 
هيني معك.. 
اهدي...
بس مع بكاها هادا اختبص معها لإنو ما بعرف إذا هو وجعها هلأ ولا لأ... فحملها بدون ما يلبسها شي برجليها يلي سهي عنهم مع العجلة... وقربها من صدرو بحنية ممزوجة بخوف وقلق عليها وعلى يلي ببطنها وهو عم يقلها: آسف إذا وجعتك! 
آسف... يا الله هادي الكلمة شو خلتها تحس تجاهو مع نبرة صوتو يلي اخترقتها بلا أي قرار منها... إنها هي ظالمتو... فبكت بحرقة ع نفسها من ظلمها لإلو... وحاولت تتحمل الوجع كرمالو... كرمال الحنية يلي حستها من صدق نبرتو... فما حست عليه غير نازل الدرج فيها بعجلة وهو مو عارف كم عم تتوجع من تني عرقها من حملانو لإلها وعم يؤمر بصوت عالي أمو يلي لسا كانت بدها تقوم عن طاولة السفرة وهي جد مزعوجة من ابنها وإهمالو لبنت الناس: أمي بسرعة غطي شعرك وتعالي معنا ع المستشفى؟ 
أم عبد العزيز بس سمعت صوتو ما بتعرف كيف الله أعطاها الحيل لتقوم فورًا مطالعة شو فيه... ولولا تمسكها بطاولة السفرة ولا لكان لا قدر الله وقعت هي والكرسي ع الأرض من فزتها السريعة لتشوف شو فيه وهي عم تقول: بسم الله... وبس لفت وجهها لامحتو حامل مرتو جودي نطقت بخوف: مالها جودي بنتي؟
عبد العزيز رد عليها وهو عم ينزل آخر درجة فيها وهي شو مناها تتخبى جواتو لإنها ما بدها تشوف حدا من اللخبطة المشاعرية الحاسة فيها من بعد ما اعتذارلها مع شعورها بالبرد والحر بنفس الوقت: ما بعرف مالها لقيتها ساندة حالها ع الأرض وعم تبكي وتشد ع جنابها... 
وبسرعة كمل طريقو مهرول فيها سابق أمو يلي كعادتها بتكون لابسة شي مستور... فبسرعة رفعت اللفة (المنديل) مغطية شعرها وهي عم تحاول تداركهم بالهرولة رغم كبر سنها إلا بصوت عبد العزيز آمر الخدامة رولا يلي جت من المطبخ تشوف شو فيه من صوتهم الواصل لعندها لتطمن عليهم لإنهم بالنسبة لإلها متل عيلتها المحرومة منها من سنين طويلة وحتى أعز: بسرعة رولا افتحي الباب!
فما لحقت تفتحلو الباب إلا طلع بسرعة خاطفة وهو عم يسمع أنينها الموترو بزيادة... 
فلفت رولا وجهها وراه وهي عم تقلو: الله يخفف عنها يـ ~~
إلا بصوت أمو الراكضة وراهم محذرها: اصحك تخبري الجد إنو في شي... ودبريها إذا سأل عنا...
وطلعت وراهم بدون لتستنى رولا لترد عليها بحرف واحد وهي عم تدعي ربها ما يصير شي للي ببطنها كرمال ابنها ما ينضر من ورا هالشي... وبسرعة فتحت الباب الوراني راكبة جنب جودي وهي عم تشوف ابنها عم يحرك السيارة بتسفيح... كرمال يلحق عيلتو الصغيرة يلي ما لحقت تكبر وتتوسع... فحطت امو حزام الأمان وهي عم تقلو: وطي شوي سرعتك لا بعيد الشر يما بلاش نكون بشي ونصير بشي تاني... 
عبد العزيز وين يخفف... صوت بكاها عمالو عم يعذبو.. لإنو مانو قادر يتخيّل إنو رح يفقد ابنو... فدعا ربنا يحفظو... وهو عم يراقب كل شوي وضع مرتو... لكنو ما عم يلمح منها شي لإنو قعّدها ورا كرسيه... وهادا جننو... وعصبو بزيادة لإنو بتهاونو مع يلي عم بصير معها وجعها تضاعف... فمسح ع وجهو باللحظة القربت أمو منها محاكيتها بحنية: ما تقلقي يما انتي بس أهم شي مـــ ~~~~
جودي هزت راسها بنفي ما بدها إياهم قراب منها ولا بدها تسمع شو عم تقلها... خلص يسيبوها لحالها بحالها... لكن وين يا حسرة... 
والكارثة هلأ وين لما أمو حطت إيدها ع جنبها اليمين راقيتها... وهي هون خافت من حماتها... ما بدها إياها تقرب منها... فركت راسها ع الكرسي وهي عم تغمض عيونها محركة إيدها اليمين ع بطنها وإيدها اليسار ع جنابها اليسار... وعم تحاول تكبت شهيقها وأنينها... لكن إلا ما كبتها يخونها ع سمعو هو الكل حواسو وعقلو معها... فبسرعة أتصل على عمو كرمال يزبطلو الوضع وما ياخدها ع الطوارئ إذا فيه جناح خاص ولا غرف فاضية.. لإنو ما بحب حدا يشاركو هيك لحظات... ومتعب بنفس الوقت لأمو تضلها واقفة ولا قاعدة على كراسي قسم الطوارئ غير المريحة... والكارثة عمو ما عم برد وناسي إنو هو بعرف عمو صارلو يومين بالأردن مشارك بندوة طبية... وفطن مع الوضع يلي هو فيه عندو أرقام معارف ناس اداريين بشتغلوا بالمستشفى فاتصل ع كم واحد منهم ليجهزلهم غرفة بس ما فيه حدا عم برد... فما بعرف كيف مع هالضغط هادا قدر يوصل المستشفى بعشر دقايق بدل ربع ساعة ولا نص ساعة لإنو الطرق فاضية من أزمات طلاب المدراس والموظفين الحكوميين... وهو بعقلو الطبيعي... وتليفونو عم برن من الناس يلي اتصل عليهم بس بعد شو... بعد ما وصل... فبسرعة كتم صوت تليفونو نازل حاملها وهو عم يقلها: هينا وصلنا ما تخافي ماشي!!
نعم ماشي؟ أي ماشي بتحكي عنها بعد يلي عملتو معها... 
والمشكلة هلأ ما عادت قادرة تضلها تبكي حاسة جسمها زي المخدر من كتر ما الوجع زاد وتضاعف... وهو بس حسها شحبت بين إيديه حس خلص الزمن توقف بعيونو وما حد عالم باللي عم يمر فيه غير ربو يلي استعان فيه بسرو... فدخل فيها المستشفى وهو كل شوي يقلهم: بدي غرفة لإلها ما بدخلها الطوارئ... 
فاضطروا ياخدوها ع غرفة لسا قبل بكم دقيقة كانت المرا الوالدة طالعة منها مع زوجها وأهلها والتانية كانت بالليل مروحة... فمن تقادير ربنا جت هادي الغرفة بالطابق التاني من نصيبها... 
بس هلأ وين المشكلة الاسانسير بآخر طابق وهو ما فيه يتحمل يتأخر دقيقة عن معالجتها ولولا خوفو عليها وع ابنو الحاملة فيه بأحشائها ولا لكان (كان) ركض فيها من الطابق الأرضي ع الطابق التاني... بس للضرورة أحكام فتحمل معها وجعها وهو عم يقلها: هانت... ما ضل شي غير الدكتورة جاية لتكشف عليكي بإذن الله! 
وينها الدكتورة يلي عم تقول عنها رح تيجي لتكشف عليها... بعيدة عنها شي... لإنها مو قادرة تتحمل أكتر من هيك... ما تيجي وترحمها وتخلصها من الوجع الهتك روحها... وبعدها ادراكها ضرب (وقف) وما حست ع شي حواليها كيف دخلوا الاسانسير وطلعوا منو... منزلينها ع السرير النظيف لإنو السرير التاني لسا مو مغير مفرشو وكل هادا مع تنقل أمو وراهم وهي لا من تمها ولا من كمها من خوفها ع بنت دهب لتفقد ابنها ويطلع ع راسهم بلى أزرق... فما فيه إلا كم دقيقة وهو عم يحاكي الممرضتين يلي كانوا عم يلحقوه: وين الدكتورة؟ 
إلا بدخلت الدكتورة الخطف (الدخول يلي ما بتحس ع صاحبو جاي مسرع إلا لما يتكلم) مع متدربة وهي عم ترد عليه بعجلة: هيني جيت يا أستاذ... سلامتها بنتنا من شو عم تشتكي؟ 
عبد العزيز رفع اكتافو بعجز: ما بعرف غير إنها عم تضغط ع جنابها... 
فقربت الدكتورة معاينتها بعيونها بسرعة وهي عم تسألها: سامعتيني شي يا ~~ 
فقبل ما تسألهم شو اسمها رد عبد العزيز بنبرة خوف: جودي...
جودي سامعة شوي شو عم يقولوا بلا تركيز منها... فكل يلي عم تعملو ترد تبكي بدموعها الناشفة لإنو ما فيه دموع تنزل... وما بتعرف فجاة كيف حركت إيديها ناحيتو رغم تعبها وعجزها لتحرك إيديها ولا أي عضو من جسمها مع الوجع الحاسة فيه لعندو مطالبتو ما يتركها لحالها هون... وهو ما خيبها بحضن إيديها بكفوف إيديه وهو عم يحاكي الدكتورة عنها... 
وهي مع حم الوجع وضغطها ع نفسها ما قدرت تسمع غير كم كلمة من كلامو هو والدكتورة مع بعضهم عنها.... 
مالها؟ 
~~~~~ جنابها عم يوجعوها؟ 
~~~~ غيرو؟
كم~~~~؟ 
وبس حست ع الدكتورة مقربة منها كرمال تتأكد بالزبط وين مكان وجعها.. فهي بمجرد ما قربت من جنبها اليسار تحركت متوجعة رافضة تقرب منها كمان مرة إلا بصوتو الحنون: عمري تحمليها علشان تخفي وتتحسني؟ 
صوتو وطريقة كلامو شو بتهون عليها وبتدعمها تتحمل بس فكرة إنها هي تتحسن؟؟
مستحيل الوجع الحاسة فيه مو طبيعي... فغمضت عيونها هاربة منهم لجواتها وما وعت إلا عم ينسحب منها دم... وبعدها مغذي مع مسكن للألم غير الخطر ع الحوامل عم يدخل لجسمها ... وهي مو مركزة شو عم يحكوا عنها... وهي أصلًا لو سمعت بدهم إياها تعمل فحص زراعة بول بس تتحسن كرمال يطمنوا ويشوفوا إذا سببوا التهابات ولا جفاف أو تنيناتهم سوى.... لكان ماتت بأرضها من العجز والهزل الحاسة فيه بجسمها... وما بتعرف بعدها كيف بلشوا عيونها يحرقوها ويتقلوا جابرينها ع النوم وهي عم تسمع الحوسة (الحركة) يلي حواليها وشاعرة بدفى إيديه واحتواءو بين التارة والتانية لجبينها ولا لكتفها أو لإيديها... وفقدتها بعدها الأحساس فيه من نومها بسلام بعد كل هالوجع يلي توجعتو... لتتركو يتنفس براحة بعد التوتر والخوف يلي عيشتو فيهم من خوفو عليها وعلى ابنو يلي الله أعلم كيف ما نزل مع الوجع يلي توجعتو... فحرر إيديها من إيديه بعد ما حس ما عاد فيه ضجة حواليه وأفكارو راقت.... لافف ع أمو محاكيها: أمي بدك اجبلك شي معاي لإنو بدي خلّص مع المستشفى اجراءات الدخول... 
أمو ردت عليه بهدوء وهي شو شاحبة وجسمها هامد من كتر خوفها وقلقها ع كنتها وع اللي ببطنها: لأ ما بدي غير سلامتك..
طالع أمو نظرة تعجب... عارفها ما بتحب تتقل ع حدا ودايمًا شو بتجيب بترضى بس إذا سألتها بتمتنع... فسايرها طالع من عندهم وهو مخطط يجيبلها شي تاكلو وتشربو... ويعملو شي يبيض فيه وجهو مع مدامتو بعد تقصيرو معها... وهو عم يفكر فعلًا يفاجئها بشي خاص بينهم بعيد عن عيون الكل.. فشو اللي لازم يعملو عشان يراضيها فيه ونفسيتها تتحسن... 
فالأحسن بالأول يخلص الإجراءات يلي تأخر عليها... فتحرك لمكتب الاستقبال مخلص معهم... وبعدها بعّد عنهم متصل على جدو يلي رد عليه من أول ما اتصل: الحمدلله على سلامة المدام! 
عبد العزيز ابتسم غصب عنو رادد: عيونك ورانا يا حج؟!
الجد رد عليه وهو قاعد بالقعدة البرانية مفقد شغل البستنجية بالحديقة: لا وراكم ولا قدامكم... وسيبك مني هلأ وقلي إذا مرتك من أول حملها مستشفيات عمري ما بشوف وجه حفيدي يخي أرخي شوي عليها... أنا ساكت ساكت بس لا يعني غشيم... 
عبد العزيز مسح ع وجهو: أيوة كمّلت! قلي شو بدك اعمللها ع بساط أحمدي يا أبو ضرغام؟
الجد رفع حاجبو ناطق: أنا بقول خليها تتنفس شوي من أول ما تزوجتها يا ظالم ما طلعت إلا مرة وإنتا عارف وين... يخي فرح قلبها شوي حسسني إنك متزوج جديد مو ختيار زهقان الدنيا... 
عبد العزيز مسك ضحكتو: والله ما توقعتها منك... ما إنتا عارف البير وغطاه وسيبك من هالكلام ودامك عارف سهلتها علي فخليني سـ~ (سكر)
قاطعو الجد وهو مبتسم: عارف البير وغطاه بس يلي ما عرفتو وشفتو خوفك على ابنك... راحت علي... سيدي (تعبير بدل ع الحسرة) المهم طلّع شي من مالك علشان ما صارلهم شي... وخلينا نفرّح قلبها مش احنا بنكرم ستاتنا... فأنا خططت وعزمت النية وقلت قلك من هلأ بكرا رح أعمل عزومة لإنو عماتك أكلوا راسي من كتر مانهم عاجبهم تقل مرتك معهم... وضحك.. آمنا بالله انك تقيل بس مرتك كمان تكون هيك كتير علينا... فيعني خفف (بمعنى ما تشد عليها وفاهم يعني إنتا يلي فاصلها عنا)... 
عبد العزيز سلّك معو وهو حاسس حالو شد وما شد بنفس الوقت... بس كأنو صار وقت التنفيس عنها لأم أظافر بتخرمش: صار... ويلا خليني اتسهل... 
الجد كتم ابتسامتو بسرو رادد: ماشي الله يسهلك! 
وسكر الخط معو... كرمال يفكر شو يجيبلها... وهو عم يعمل عصف ذهني لمرتو شو بتحب... علشان يعرف بإيش يفاجئها بدون ما يستعين بجوري أختو يلي بتعرف كتير أشياء عنها... كرمال ما يدخلها بقصصهم... وأصلًا ما فكر يستعين فيها... لإنو هادي مشكلتو هو بس... مش مشكلتها هي معهم... وكمّل طريقو للكافتيريا يجيبلهم شي ياكلوه وهو مانو داري عن أختو جوري يلي صحت من نومها وقايمة تدور ع جودي كرمال تتطمن مخططها جاب أكلو ولا لأ... وهي ع تبتسم بحبور... فبس دخلت الجناح بدون ما تدق الباب لامحتو منظف بدقة متناهية دالة ما في حدا عايش هون أو كأنو مجهز ليستقبل حدا راجع من مكان بعيد...فجف حلقها بسرعة مفقّدة الحمام وغرفة الغيار من شعورها فيه شي لإنو ولا مرة لمحت هيك السرير مرتب من يوم ما دخلتو بنت دهب المستهجنة عدم وجودها فيه... فكبروا عيونها معلقة بصوت بدون ما تحس: ايش فيه !!! هادي وين راحت بدوني؟ وبسرعة ركضت لعند الدرج تشوف شو فيه... بلكن تكون قاعدة مع أمها ولا عم تاكل لحالها تحت... رغم إنها مستحيل جودي تعملهم بس الخوف بخلي الإنسان يتوقع العجب... فنزلت الدرج ركض وهي عم بترجع شعرها الناعم لورا ... مفقدة وجودها بالصالون... بس مالها كمان هون إي وجود... فركض نزلت بقية الدرجات منادية ع رولا الكانت قاعدة بالمطبخ عم تقرأ بالوقت يلي فيه ماجدة عم تحضر الأكل لأهل البيت: رولــــــا؟
رولا بس سمعت صوت جوري ركض تركت الكتاب مهرولة تشوف فيه إلا تقابلت معها بنص الصالون فخفت سرعتها بالمشي رادة: نعم يا آنسة! بدك مني شي؟
جوري ردت عليها وهي عم تتخصر بعصبية رهيبة: وينها جودي؟
وين جودي مش وينها امي... أكيد شو بدو يخليها تسأل عن أمها إذا حافظة ومتعودة أمها بهيك وقت ببيت جدها غالبًا بتكون.. فردت الخدامة رولا بنبرة متوترة: المسكينة مدام جودي كانت موجوعة ومو قادرة فاخدها البيك وأمك ع المستشفى..
جوري بس سمعت كلامها نشف ريقها وانخطف لونها وحطت إيدها على قلبها رادة بصوت مخطوف: طيب ليه ما خبرتوني من أول ما صار الإشي؟ 
الخدامة رولا حاولت تمتص صدمتها وهي عم تبررلها: يا آنسة مو من الأدب نجي نصحيكي ع هيك خبر.. 
جوري نفخت خدها ولفت حالها طالعة لجناحها وهي عم تحاكي حالها: هادا يلي كان ناقصني ... حضرتهم ما خبروني وكأني رجل كرسي ... ولا شفافة وما بهمني كون معهم... وسحبت تليفونها متصلة ع أمها وأخوها كرمال تتطمن عليها... بس لا أم بترد ولا أخ بسد... ولعت معها وبشلت تحكي معها أخماس بأسداس... وعبرت غرفة غيارها لابستلها شي كرمال تروح عند جودي المسكينة... ومنتظرة حدا فيهم يرد عليها... وهي مو عارفة أمها ما فيها ترد عليها لإنها تاركة تليفونها بالبيت غصب عنها لإنو ما كان معها وقت لتلحق تجيب تليفونها مع وضع كنتها المريب... في حين أخوها كان كاتم صوت تليفونو ومشغول بشرى أكل وورد للمدام المريضة ولأمو يلي تعبت معهم خلال هالأكم ساعة فرجعلهم مفاجئ أمو بضمة الورد الجميلة الشاريها لمرتو واللي فرحت قلبها يعني ما يخلي كنتها تنبسطلها شوي.. وطبق الباب وراه عابر لنص الغرفة منزل كيس الأكل والشرب يلي شراه من الكافتيريا وهو عم يقول لأمو: تفضلي يما! 
ولف تارك الضمة ع كرسي من كراسي الغرفة البعيدة عنها.. وهو مو منتبه ع أمو يلي ردت عليه وهي مبسوطة ع الضمة يلي شراها لمرتو وخجلانة لإنها فعلًا ما بتحب تتقل عليه: تسلم يما... وسكتت بعدها لكنها ردت تكلمت فورًا بس فطنت أختو التاركينها بالبيت مع الخدم: يما ممكن تعطيني تليفونك حاكي اختك اتطمن عليها لإنو تليفوني ضلو بالبيت.... ولف عليها سامع باقي كلامها وهو عم يسحب التليفون من جيبتو... بعدين مرتك كان جبتلها غيار تاني غير يلي لابستو يعني.... فمدلها إياه ماخدتو منو بعد ما دخللها ع رقم الأخت جوري وهي لسا مكمّلة بكلامها.... لا فيه شي برجلها واللابستو ما بليق بعروس صغيرة متجوزة جديد!
عبد العزيز هز راسو وهو عم يقعد قبالها: صح كلامك يما... هلأ برد ع البيت بجيبلها غيار... فالمهم هلأ إنو الحمدلله القصة عدت ع خير... 
ردت أم عبد العزيز بتأييد وهي عم تاخد التليفون منو: آه والله ألف الحمدلله حتى... وضغطت متصلة على بنتها المشتاطة ع الآخر منهم.. بالوقت يلي رجّع راسو لورا وهو عم يكتف إيديه ومبين عليه الارهاق... 
ما هو السؤال الطبيعي والمنطقي كيف ما بدو يتعب وهو مانو نايم إلا يا دوبو تلات ساعات... ففوق تعبو وقلة نومو لازم يعتني بمرتو هلأ ويفكر بشي يهديها إياه... فرفع حاجبو أول ما سمع أمو عم تحاكي اختو جوري المعصبة منهم على عدم ردهم على اتصالاتها عليهم: صحة النومة يـمـ ~
فنطق مقاطعهم: أمي خبريها تخلي رولا تحطلها غيار وهي تجهز حالها علشان بدي جيبها معاي بس ارجع...
أم عبد العزيز لبت طلبو رغم إنو شايفة مالو داعي يجيبها: متل ما بتحب! وهي عم تسمع كلام بنتها المعصبة منها لإنها ما عم بترد ع اتصالاتها لا هي ولا ابنها العزيز... وقبل كل هادا هي شو رجل طاولة ولا شفافة مالها قيمة لتعرف من رولا ولا ماجدة (مسكينة المدام اخدها البيك ع المستشفى): أي صح النومة وجودي اخدتوها ع المستشفى بدون ما تاخدوني... ومطنشين اتصالاتي كأني مو بنتكم... وتنفست موطية حدة صوتها... خير متصلة علي بعد ما طنشتوني... وخبريني انشالله ما صار عليها وعلى البيبي شي؟ 
أم عبد العزيز مالها خلق كلامها فردت بجمود مسايرتها فيه علشان ابنها قاعد قبالها ولا لكان ما أعطتها مجال تنطق بحرف واحد مع راسها المصدع: لأ الحمدلله ما صار عليهم شي... وأخوكي بقلك جهزي حالك... 
جوري ردت باندفاعية لإنها كانت لابسة ومجهزة حالها... مستنية أخوها الحِنين يجي ياخدها لعندها لإنو هو وأمها مستحيل يطلعوها مواصلات بالسيارة الخاصة ولا غيرو وهي لحالها: مجهزة حالي بس إلا روح اشكيكم لجدي من كتر ماني معصبة منكم... 
أم عبد العزيز بس سمعت ذكر جدها واللي معروف عنو صديقها المقرب وصندوق أسرارها خافت: اصحك (اوعي/ صحصحي من هبلك) وخلي رولا تحطلها غيار كامل مع شي تلبسو برجلها فاهمة!
جوري ردت بجكر: هو ضل فيها فهم بعد ما صحيت سكري الخط يما لبلاش انجل~ (انجلط)... 
أم عبد العزيز سكرت الخط بوجهها مختصرة ع حالها وجعة الراس ورفعت دقنها اتجاه ابنها إلا انتبهت عليه تعبان فمدتلو التليفون وهي عم تقترح عليه: يما إذا تعبان بلاش ترو~~
عبد العزيز عدل قعدتو مقاطعها: لا ماني تعبان يا حجة ما تقلقي علي... ومد إيدو ساحب تليفونو منها مكمّل ... وخليني لحق جيبلها غيارها قبل ما يروحوها...
أم عبد العزيز هزت راسها بتفهم وتنهدت رادة: الله يسهلك! 
ولف طالع من المستشفى وهو فعلًا محتاج متل هيك دعوة... لإنو ما بعرف معها إذا رح يقدر يرضيها بكم مفاجئة ولا لأ... فهو رح يعمل يلي عليه والباقي ع ربو... فحرك سيارتو وهو شغال ع هالموضوع ومأخر شغلو شوي كرمال يرضيها... بالوقت يلي جوري الصديقة المخلصة جهزت فيه هي بإيدها غيار كامل من فوق لتحت لجودي المسكينة وبسرعة اخدتهم معها لجناحها حاطتهم بشنطة من شنطها المطبوع عليها كلمات عربية متنوعة متل (شغف، حب، ابتسم، اشراق، تألق، أبدع) ع أمل الوقت يمضى وما تحس عليه غير جاي... وبعد ما سحبت تليفونها وشنطتها الصغيرة يلي فيها مصاري علشان تشتري لجودي ورد تتحمدلها فيه ع سلامتها... طلعت بعجلة وهي عم تشحن لسانها بجمل وكلمات رح تجنن أمها فيهم من كتر عصبيتها وغيظها علشانها ما راحت معهم... ومع تململها قعدت بالقعدة الخارجية ضامة الشنطة يلي بإيدها لصدرها مستنية أخوها الكريم ع أحر من الجمر وهي قاعدة ع أعصابها ليجي ياخدها... إلا برنة تليفونها فبسرعة رفعتو رادة عليه من اعتقادها عبد العزيز رجعلها إلا اتريه جدها متصل... فسكرت بكل عين قوية الخط بوجهو... وهي عم تتنفتر... شكلها دورتها قربت من النار الحاسة فيها وعصبيتها من كلشي... فرد الجد اتصل عليها وهي بس لمحت اسمو بكل ثقة سكرت الخط بوجهو وهي مو عارفة ولا منتبهة ع جدها يلي ترك مراقبة شغل البستنجية لحديقتو الغالية ع قلبو ليتسلى فيها... مو الفاضي بشتغل قاضي... فضحك عليها مكرر اتصالو لتالت مرة فردت بحرة: جدي شو بدك مني أبو إصبع معصب هلأ (قصدها نفسها)... 
الجد انفجر ضحك ع ردها: هههههه والله ما هو شي جديد عليك يا أبو اصبع غير أنك تقلان علينا شو كنو(كأنو) مرت أخوكي عدتك؟
جوري مسحت ع وجهها يلي لفتو وهي جد مالها خلق حدا فجت بدها ترد إلا لمحتو لافف عليها من بعيد وعم يضحك عليها... فسكرت بوجهو رايحة لعندو تقاتلو وتكب بلاها عليه... 
فالجد علق بصوت يا دوب مسموع للقريب منو قبل البعيد: جت مع لسانها السيف... ومشي لعندها قاطع عليها المسافة... تعالي تعالي هون ع شو جايتني متل القتالة القتلة... وسحب شي من جيبتو مكمّل كلامو قبل ما تنطق: هدول بتجيبي فيهم شي حلو لمرت أخوكي بعرفك مزوقة!! 
جوري فقّدت بعيونها شو طال من جيبتو وبس شافتو طايل كم مية علقت ببرود: جدي عم تمزح معاي هدول ما بعبوا عيني... ورفعت إيدها بكل ثقة: حط كم ألف جيبلها شي بليق باسم شامخ الخيّال... شو بدك تخجلني وتخجل حالك بهالعمر قدام مرت حفيدك والله ما توقعتها منك!!
الجد رفع إيدو دافعها من كتفها: إنتي ما بقدر عليكي غير ربنا يا أم لسان طويل... ورجّع إيدو ع جيبتو مضاعف المبلغ وهو عم يسمع ردها: بعجبك أنا... شو مفكر حالك سنين عم تربي تور ما بفهم.. 
الجد مدلها إيدو اليمين بدو يعطيها ألف إلا سحبت صفطة المصاري كلها من إيدو اليسار: ما تنسى هديتي يلي قلتلي عنها برمضان إذا طلعت حامل... وطبعًا هي تضاعفت مع تأخر دفع المبلغ المتفق عليه... وغير هيك حق تعبي للف لجيبلها شي بليق باسمك..
الجد رفع حواجبو متعجب منها: أنا من برودك والكلام يلي بتحكيه بقول فيكي عرق يهودي... ورفع إيدو قارصها... مش لو ربتلي تور ما بفهم أحسن منك يا أم لسان طويل ~~~~
وباقي كلامو طار بعيد عن سمعها بمجرد ما سمعت صوت سيارة جت... فبسرعة بعدت إيد جدها عن خدها وهي عم تقلو بصوت عالي: جدي من هلأ بذكرك إذا طلعت حامل ببنت متل ما أنا توقعت إلا تجيبلي سيارة وإذا طلع ولد متل مانك متوقع رح أدرس هادا الفصل بالجامعة لو بالالتحاق.... 
وركضت وهي عم تسمع رد جدها: والله خربتي يا بنت~~~~~~
وما سمعت الباقي لإنو بعّدت كتير عنو... وعقلها بس مركز إنها لازم تروح عند مرت أخوها فلما لمحت أخوها عم ينزل من السيارة خافت ليكون ما بدو ياخدها معاه فنطقت بصوت منفعل وهي عم ترفع شنطة غيار جودي بأيدها اليمين: عبد العزيز بلاش تدخل معاي شنطة غيارها... 
عبد العزيز قاطعها وهو عم يكمّل للبيت: تمام بس بدي جيب كم شي من مكتبي وارجع فأركبي لحد ماني راجع... ودخل البيت بسرعة جايب اغراضو يلي بحتاجهم مع لابتوبو ليشتغل عليهم شوي وهو قاعد معها بالمستشفى... لإنو ما بعرف يضلو قاعد لساعات طويلة بس حاطط رجل ع رجل... ورد للسيارة راكب وهو عم يطلب منها تحط شنطة لابتوبو ورا كرسيها للي شو هدي بالها بس ضمنت إنها هتروح معاه لعند مرتو يلي بتحبها من كل قلبها وهي لساتها ماسكة صفطة المصاري بإيديها من العجقة فلف عليها وهو عم يحط حزام الأمان: حطيها (شنطة اللابتوب) ورا!
فبسرعة خبت المصاري جوا شنطتها وسحبتها منو حاطتها وراها وهي عم تحاكيه بدون ما تذكر اسمو ولا تدليعو لإنها مزعوجة منو ومن أمو ع عملتهم المالها طعمة معها: خلينا نمر ع محل ورود اجيبلها شي... يعني مو حلو فوت عليها وماني حاملة شي... 
عبد العزيز لف متهبل عليها: كبرانة يا بنت وصايرة تفكري لبعيد بس ما تقلقي جبتلها... وغمزها ... شو قصة المصاري يلي كانوا معك... ليكون جدي ~~ 
جوري ردت عليه وهي عم تسبل بعيونها ببرود: شؤون خاصة! 
عبد العزيز ضربها بمزح ع راسها: وليه لسانك طولان علي قصيه لاقصو... 
جوري لفت فاتحة الشباك مطالعة الناس بعد ما شغلت الراديو تسمع شي لإنها ما بدها تعصب حالها اكتر من هيك ولا ترمي كلمة بالوقت الغلط... ولفت وجهها عليه بس سمعتو عم يحاكي عاصي زوج عمتها وهو عم يحط السماعة اللاسلكية ع ادنو اليمين: آه عاصي! 
وشهقت بس تذكرت إنها نسيت تخبر أريام اللي صار... فردت طنشت رغبتها لإنها مالها خلق للقيل والقال... ولفت وجهها تطالع الناس والشوارع وهي مركزة بكلام أخوها: لأ ما رحت لإني اخدت المدام ع المستشفى...
عاصي رد عليه وهو عم يطالع ابنو يلي بلش يمشي لحالو بدون ما يتسند ع شي وهو عم كل كم لحظة يلف عليه بمعنى بابا شوفني كيف عم بمشي: والله أنا اتصلت عليك كرمال قلك وصلني الملف وخبرك الكتكوت ابني صار يمشي لحالو...
عبد العزيز فرح ع الخبرين: حلو حلو... يلا بكرا بإذن الله بشوفك مع كتكوتك بعزيمة جدي... وقلي هلأ متى فاضي لتجيبلي الملف...
عاصي رد عليه وهو عم يقوم مقرب من ابنو: هلأ قلي وين بدك لاجيبلك إياه؟ 
عبد العزيز رد عليه وهو عم يدخل من مدخل المستشفى: تعال ع المستشفى (مستشفى الخيّال) ... ويلا برجعلك بعدين اجاني اتصال تاني... وسكر منو قبل ما يسمع منو أي رد... رادد ع الاتصال التاني... وجوري ساكتة وعم تفكر بجودي النايمة ع السرير بغرفة من غرف المستشفى يلي بالطابق التاني بعد معاناة طويلة مع الوجع وهي عم تتنفس بانتظام مع تقل... ووجهها شو باين عليه البهتان من عيونها المنتفخين من تحت منبع عيونها من كترة البكى... ومن شفتها الجافة والمجروحة شوية من ضغطها عليهم من محاولة كبتها لوجعها.. ومن لفتها الشبه مرتبة ع شعرها... وكل هالعلامات المدلة ع تعبها مروا بعيون أم عبد العزيز القاعدة قبالها وهي زعلانة على حالتها وعم تطالع وجهها الرقيق بخوف من يلي جاي بعد الكلام يلي دار بينها وبين ابنها... ولكن بنفس الوقت هي مرتاحة لحدٍ ما لإنو مرق اليوم بدون ما تفقد الجنين يلي عم يكبر بأحشاءها... ولإنو خبرتها الممرضة يلي جت قبل شوي لتحط نتايج فحوصاتها للدكتورة المسؤولة عنها... وهي عم تفصل المغذي يلي خلص عن أيد كنتها "عندها جفاف ونقص فتيامنيات وبضل بس عليها تعمل فحص زراعة البول بس تتحسن"
فتنهدت محاكية حالها (ألف الحمدلله اللي الله تلطف فيها وكان وضعها مجرد جفاف ونقص كم شي بجسمها.... مو من التوتر وتعب النفسية) فضحكت ببلاهة مكملة... (ع مين عم تتهبلي يا أمينة.. أصلًا واضح من شكلها إنو نفسيتها مو كتير... أكيد كل هالبرود بينهم من يلي صار بأول أسبوع إلها عنا من ورا بنت حماي نداء... فالله يسامحك يا نداء ع هيك عملة لإنك خربتي الدنيا فيها)... فردت تنهدت بتقل وهي شو شفقانة عليها... وعم تحاكي جودي بسرها.. (والله إنك يا بنتي عزيزة علي... بس شو نعمل بالظروف اللي خلتنا نعامل بعضنا هيك... لدرجة بخاف قلك شي وخربها عليكي مع ابني من جهلك... ممكن لو دخلتي بيتنا بزيجة طبيعية لوالله حطيتك ع راسي من فوق من لسانك القصير وإيديك المكتفية... لانك (مانك) سراقة ولا عيونك زايغة ولا طماعة ولا بدها كلشي... ولا لسانك مشغول بالناس والفتن... اللي متلك يا بنتي نادر بس شو نعمل إذا الظروف جت هيك... فاللهم لا اعتراض ع حكمك والله يستر من جاي ~~
إلا بدقة الباب مقاطعة كلامها مع نفسها ومسرعة دقات قلبها من خوفها ليكون حماها دري لإنو لا معها تليفون وفوقهم هي لحالها هون مع جودي الموجوعة والغرقانة بالنوم مع الوجع... فقامت غاصبة حالها لتشوف مين وهي عم تحاول تشجع نفسها... بس كيف وعقلها عم يفكر بحماها ففتحت الباب ناهية النقاش مع حالها بدون ما تسأل مين... ودهشت بس لمحت أرسلان واقف قبالها وهو راسم ع وجهو أكبر ابتسامة وعم يكلمها بصوت رحب: جيت أشوف تقرير مريضتنا أول ما سمعت إنكم هون!
أم عبد العزيز ابتسمت بوجهو بهدوء بس شافتو لحالو وبعدت عن الباب وهي عم تقلو: تفضل يا ابني... 
أرسلان تردد يدخل كرمال مرت ابن عمو واللي معروف عنو ما بتهاون بقصص الاختلاط وهو تربى ع هيك شي... فيعني لو هي مريضة غريبة عنو لدخل وطلع عادي بس بحدود الاحتشام لكن هادي مرت عبد العزيز واللي بكون ابن عمو فبحب يبقى ع تحفظ بهادا الموضوع احترامًا للخصوصية: الله يزيد فضلك ونطق بذكاء مؤخر دخولو.. بس وين ابن العم؟ 
أم عبد العزيز ردت بعفوية لإنها عارفة أرسلان مو شغل لف ودوران وبتصيّد بالمية العكرة: راح يجيب أختو!
هز أرسلان راسو بتمشية حال: الله يسهلو يا رب... وابتسم بوجهها مسلك نفسو بالكلام... هو أنا بالحقيقة يا حلوتنا سبقت الدكتورة كرمال سلم عليكم واتحمدلها بالسلامة... بس دام ابن العم مو هون برجع بعد شوي مع الدكتورة.. وغمزها... فبتوصيني ع شي قبل ما روح؟ 
أمينة هزت راسها رادة بود وتقدير لأرسلان يلي فعلًا بتحبو لإنو تقريبًا ربي هو ع إيديها وع إيدين مرت عمو كوثر من بعد ما أمو ماتت من ولادتها المتعسرة وهو طفل بعمر الأيام: لا ما بدي شي يا ابني فتسهل ع شغلك الله يرضى عليك..
أرسلان طالعها بحب كبير رادد عليها: آمين! ولف معطيها ضهرو إلا لمح جوري الجاية لعندهم متحمسة بعد ما نزلها عبد العزيز قدام مدخل المستشفى الرئيسي مخبرها بأي طابق هي وبغرفة كم... فابتسمت بوجهو أول ما تقابلت عيونهم ببعضهم وهي شو فرحانة إنها جاية تشوف جودي وتتطمن عليها بعيونها يلي بحبوها: أهلًا بابن العم كيفك؟ 
أرسلان ردلها البسمة بإحترام: من الله منيح وانتي؟ 
جوري مدت بوزها بعفوية: أنا الحمد لله بس سيبك من اخباري وإنتا عندك كل الاخبار طمني عن جودي؟ وتخصرت منتظرة ردو...
أرسلان دخل إيديه داخل روب شغلو الأبيض: ما تخافي عليها بعد شوية بنطلعها بس ها لازمها اهتمام~~
جوري ابتسمت براحة مقاطعتو: إذا هيك بسيطة من عيوني رح اهتم فيها آخر اهتمام والحمد لله ما صار عليها شي ولا ع البيبي... 
أرسلان قرب حواجبو من بعضهم مصغر عيونو بمزح لافف لمرتعمو: قولي إنك خايفة ع البيبي!
جوري ردت مدافعة عن حبها لإلها بإخلاص تام: لا والله خايفة عليهم الاتنين بعدين إنتا واضح شو بتحب الخير وجاي تخربها بيننا.... 
أرسلان ضحك بوجهها: هادا يلي طلع منك يا أم لسان طويل... ماشي يا ستي أنا لازم اروح أكمل مناوبتي وبرجع اشوفكم مع الدكتورة قبل ما يعطوكم إذن الخروج بإذن الله...
أم عبد العزيز ردت عليه وهي عم تحجر بنتها المطقعة أم لسان طويل ع اللي عملتو: الله يسهلك... 
فتحرك مبعد عنها وهو عم يقول: آمين.. وفجأة لف نص لفة لجوري معلن: وصح مبارك لبسك المنديل (الحجاب).. 
جوري سبلت عيونها ببياخة: مبكر بالله... صارلي فترة لابستو... 
أرسلان كتم ضحكتو واكتفى برد: حفيدة شامخ الخيّال شو بدو يطلع منها... ولف مكمّل طريقو وهو مبتسم عليها... وعم يعلق بسرو... ولا بتتغير... 
فبس بعد من هون أم عبد العزيز مسكت بنتها من إيدها من هون معجلتها لتدخل الغرفة... وهمستلها بعد ما سكرت الباب: عيب تحاكيه هيك وتطالعيه بقوة... وين الاحترام مفكرة حالك بنت صغيرة مانها متعلمة الأدب.. 
جوري مبلدة ولا حاسة إنها عاملة شي غلط فعقبت ع كلام أمها وهي حاسة مزاجها خرب من سماعها هالكلام: هو أنا شو عملت غير قلت الحقيقة بعدين...بس ولا زعلك المرة الجاي بحاول بس مو أكيد... ولفت وجهها مغيرة الموضوع: المهم هلأ ايش صار معها تحتى تتعب وتجبوها ع المستشفى بدون ما تاخدوني معها.. وتخصرت بعدم رضى... 
أم عبد العزيز طالعتها من طرف عيونها مجاوبتها: لسا إلك عين تحكي... كان فطّنتي حالك لتصحي بكير... 
جوري بلعت ريقها مسايرة أمها: صح كلامك.. المهم جوجو شاللي صار معها... تركتها امبارح وما فيها أي بلى؟ 
أم عبد العزيز لفت مطالعتها ناطقة بهمس: شو قصدك وليه؟ وشو بدور بعقلك علشان تهتمي كل هالقد... انا خابزتك وعاجنتك يا أبو إصبع الاعتراض... 
جوري ردت ببرود لتشيل عنها الشك: ما فيه شي بس مالك يا حجة علي... اكلتيني بقشوري... بعدين البنت تعبانة... جايين نتعبها ونزيد تعبها شو هالعيلة الحما يلي عندها خزاة العين عنا... 
أم عبد العزيز كتمت ضحكتها لإنها بتحس حالها ما بتحكي مع بنتها إلا مع وحدة مطقعة للدنيا كلها: انتي في حدا بقدر ياكلك صدق أرسلان لما قال حفيدة شامخ... 
جوري تنهدت بدها تفهم مال جودي: طيب فهميني مالها... زهقت وأنا عم كرر السؤال... 
أم عبد العزيز ضربتها بخفة ع كتفها وقعدت ع الكرسي مجاوبتها: عارفة السوسة يلي عم تدور ببالك بس تريحي يا فضولية لا ما في شي بخوّف وما تشغلي بالك إنو أخوكي ضرها لكن هي عندها نقص حديد وفيتامينات وغير الجفـ ~~ وفجأة لفت عليها مغيرة مجرى كلامها... إنتي لليش بتوجعي راسك بهيك قصص... هاتي خبريني.. 
جوري ولا معها خبر: بجاوبك بس ابحث شو دخل هدول بروحتها للمستشفى..
أم عبد العزيز فتّحت عيونها بذهول من ردها المستنكرتو: كأنك عم تشككي بكلامي.. 
جوري لفت لإلها بتودد: يا حجة صلي ع النبي والله ما رحمتيني من أول شفتيني جاية لعندكم وإنتي نازلة فيي سلخ... إن قلت خير أولتيه شر... وابتسمت بوجهها... صح عادي صحيها.. 
أم عبد العزيز جحرتها: لا خليها نايمة ومرتاحة... ملحقة حضرتك ع الحكي معها... بعدين مية مرة صرت قايلتلك مصطلحات الشارع مو عندي بتنحكى... سلخ ومدري شو!! 
جوري تنهدت بهمس هي شاللي جابها هون... واضح أمها مزعوجة من شي فحبت تلف عليها مقربة منها: من عيوني يا أحلى آمون... ورفعت إيديها ع خدود أمها مغيرة مزاجها... يسعدلي خدودها التفاح يا ناس... 
أم عبد العزيز خجلت منها فبسرعة بعدتها عنها ناطقة بحزم مخبية فيه خجلها: إلا صح وينو اخوكي وغيار مرتو؟ 
جوري ردت بعجلة: أنا سبقتو لهون بعد ما تركتلو شنطة غيارها ليحملها هو مش هو جوزها يتعلم مسؤوليتها...
أم عبد العزيز دقتها بإيدها طالبة منها: تأدبي!
جوري تنهدت لإنو شكلو الكل مو طايق نفسو فسايرتها لإنها مهتمة بجودي: حاضر... بعدين مو سألتيني وينو راح يصلي الظهر لإنو أدن آدان الظهر أول ما وصلنا... 
أم عبد العزيز شهقت: معقول والله ما سمعتو... خليني بسرعة أقوم اتوضى وأصليه (واصليه) حاضر.... 
وقامت من جنبها لغرفة الحمام... وجوري هون يا فرحة قلبها كرمال تصحي حلوة أخوها وتتكلم معها... فلفت وجهها مفقّدة الغرفة كتصبيرة لإلها لحد ما أمها تصل الحمام إلا لمحت كم كرسي مع طاولتين قصار وعلى وحدة منهم فيه وجبتين أكل مع بعض المشروبات وكمان سرير فاضي.. فحركت عيونها ببرود إلا جت عيونها سهوًا ع ضمة الورد الكبيرة يلي جابها أخوها لمرتو وتاركها ع الكرسي المقابلها... فابتسمت بأعجاب بذوق أخوها لأختيارو لون الزهري والنهدي مع بعض... وفورًا قامت بخفة بس سمعت صوت طبقة باب الحمام... وقربت من كتف جودي هاززتو بخفة ناسية إنها البنت تعبانة ولا موجوعة لإنها ما شافتها كيف كانت عم تتوجع ولا لكان آخر شي رح تفكر فيه إنو تصحيها...فمع جهلها باللي صار معها تصرفت هيك... فنطقت بهمس وهي عم تقعد ع طرف السرير النايمة عليه: جودي حبيبتي سامعتيني! 
جودي بدون هالواسطة كانت عم بتحس في أصوات محيطة فيها... متل صوت المكيف.. وصوت رجلين ع الأرض.... وطبق باب... وحدا عم ينادي عليها... فبلعت ريقها شاعرة بجفاف حلقها الجاف... وحاولت تفتح جفونها التقال.... بس ما عم تشوف بوضوح... فردت سكرت عيونها وفتحتهم محاولة تستوعب حالتها وشاللي عم تحس فيه... وفجأة حست بحركة سريعة جنبها... فبلش حدسها يطالبها تصحصح تشوف شو فيه... إلا كانت جوري رادة لمكانها كرمال ما تتبهدل من أمها يلي نازلة بساحلها من أول ما دخلت الغرفة... وهي عم تطالع تليفونها ببراءة كأنها ما كانت عم تصحي مرت أخوها قبل ثواني بسيطة... ومتل ما بقولوا كذبت الكذبة وصدقتها مكمّلة بحث عن علاقة نقص الفيتامينات عند الحامل بالروحة ع المستشفى... وهي شو حيصانة لتصحّي جودي بس شو تعمل يعني لو صحتّها وأمها قاعدة لتقرؤو الفاتحة عليها لا قدر الله... فقعدت أمها ع الكرسي المقابل لإلها بعد ما لفتو ناحية القبلة لتصلي الضهر وهي مو عارفة إنو بصوت حركة الكرسي صحت كنتها ع الآخر... 
فاضطرت جودي تفتح عيونها مطالعة السقف وهي عم تحاكي حالها... 
هي ويــ~~ (وين)؟ 
ايش~~~
وليه إيدها عم توجعها (من إبرة المغذي)... 
وسكتت مو قادرة تكوّن سؤال كامل في عقلها من وجع راسها... فبلعت ريقها وهي عم تضغط ع حالها لتتذكر شاللي صار معها وفجأة تذكرت كل يلي صار معها فأنت بوجع بدون قصد منها منبهة جوري عليها... وجوري ما صدقت تسمع أي صوت منها كرمال تقوم لعندها وتقلها بلهفة: الحمد لله على السلامة... 
جودي كان نفسها ما تشوف حدا من نشفان ريقها الحاسة فيه... ومشاعرها المضطربة من ورا الكلام يلي قلها إياه واللي حسسها فيه إنو مانو راغبها... ومن الكلام يلي دار بينو وبين أمو عليها واللي حسسها إنها شي مالو قيمة عندو وهي ناسية كل يلي صار بعد هيك.... فبكت بحرة على نفسها من جسمها الواجعها والمو قادرة تحس فيه هي من وين موجوعة بالزبط من كتر مهي حاسة حالها مخشبة (متصلبة)... فحاولت بصعوبة تحط إيدها فوق بطنها المنفوخة بشكل خفيف من الوجع الحاسة فيه حوليه ومن تحت.... وهي مو سامعة اسئلة جوري: تعبانة شي؟ اجيبلك الدكتورة؟
فلفت جوري ع أمها يلي كانت عم تسلم من سنة الظهر محاكيتها بعجز: أمي تعالي شوفيها ما عم ترد علي!!
ام عبد العزيز قامت عن الكرسي بعجلة لعند كنتها موقفة جنب سريرها بالزبط وهي عم تسألها بقلق: بنتي مالك عم تبكي؟ منحرة شي؟ اجيب الدكتورة تشوفك؟ 
جودي هزت راسها نافية... رغم موتها من الوجع الداخلي ردت بهمس: بدي أرجع ع البيت..
أي بيت ترجع عليه بعد يلي سمعتو.. معقول البيت يلي سمعتهم عم يتكلموا عنها فيه؟
ولا للبيت يلي كان يحتوي جناحها قبل ما تسمع كلامهم الصبحيات عنها؟
فغمضت عيونها رافضة تطالع حماتها... ما بدها حدا بس بدها جناحها... لكن وين يا بنت جاسر تلاقي جناحك هلأ ليس كل ما يتمناه المرء يدركه... وهادا يلي بالزبط كانت حماتها حاسة فيه... فردت عليها ع أمل تهوّن عليها: انشالله يما بس تيجي الدكتورة تِطمّن عليكي بعدها بنروّح ع البيت وبتاخدي راحتك... 
جودي مو عارفة ليه هيك موجوعة من روحها بهالعمق هادا... فبكت بزيادة بعد ما سمعت كلام حماتها... وهون جوري تضايقت على حالها لإنو بكاها مع تعبها فعلاً بخلي الواحد يزعل معها عليها... فشو صار مناها تمسك عبد العزيز وتقطعو لقطع وترمي كل قطعة من جسمو في بلد تحتى ما يندفن و يتعذب لإنها مو مقتنعة تعب جودي مجرد شي جسدي إلا ما يكون صاير شي بينهم... فقربت منها شادة ع إيدها الفوق بطنها ناطقة بمواساة وهي حاسة أمها واقفة قبالهم وهي مو ع بعضها: بعرف المستشفى متعبة بس ولا تقلقي بس نرجع ع البيت رجلي ع رجلك رح كون متل ظلك نحضر ولا نقرأ شي... وغمزتها محاولة تفرحها... بعدين ما شفتي زوجك شو جابلك ولفت مؤشرة ع ضمة الورد...وكملت معلقة بسخرية... بس ما بستحي جابلك أكل معها ومو جايبلك علبة شوكولاتة متل الفرنسيين ولا الرومنسيين... شكلو عارف ما بتتوحمي عليها... وغمزتها... بس لو جابها يعني إذا إنتي ما بتتوحمي في غيرك حاضر ياكلها عنك... وضحكت مهونة عليها... هههههه... 
إلا بتعليق أم عبد العزيز: ولا زعلكم أنا بجبلكم علب شوكولاتة مو علبة بس المهم حلوتنا تتحسن..
جودي بس سمعت رد جوري وحماتها ترددت واحتارت... تجافيهم ولا تتبسم معهم... فما لقت حالها غير رافعة إيدها اليسار ممسحة دموعها وهي عم تسمع رد جوري: نيالهم العيانيين يا ناس جيبولي سرير اعيى معهم واتنعم بهالنعيم.. 
وهون شو تطمنت ام عبد العزيز بس لمحت كنتها وقفت بكى... لإنها هيك هلأ بتقدر تكمل صلاتها بأمان.. ولفت لبنتها رادة بمزح معها قدام كنتها لكن بنبرة صوت بتحمل رسايل مشفرة لجوري كرمال تستحي شوي: أم لسان مو لاقية تحسديها لهالمسكينة غير ع وجعها... بعدين مشالله عنك إذا إنتي عييتي لمين تتركي وجعة الراس... 
جوري طالعت جودي بنظرات مو مبالية مخبرتها بكل صراحة ع سمع أمها: أمي بتسوّق قدام الكل عني بشكل مشجع لإلي... 
أم عبد العزيز طالعتها من طرف عيونها: بقولوا القرد بعين أمو غزال إلا عندي... وكملت رادة لكرسيها: أنا بدي كمّل صلاتي وبعدها بنادي الدكتورة بأذن الله لحتى تشوفك يا بنتي وتتكلم معك... ولفت لجوري... ما تتعبيها فاهمة! 
جوري طالعتها ببرود ولفت هامسة لجودي يلي تنهدت بتقل من وجعها: أمي كأنها قصدها بتشوفني قرد.. الشغلة منطق القرد إذا ما انشاف غزال شو رح ينشاف غير قرد...
جودي ما بتعرف كيف قدرت تضحك غصب عنها مع الوجع بس تخيلت جوري ع شكل قرد: ههـ ~ فضغطت ع شفتها متوجعة من جنابها مع الضحك... 
جوري علقت برحابة الصدر: أيوة اضحكي خلي سنك يبين.... المهم ما صار شي عليكم إنتي والحلو الحاملة فيه... وكملت بعرم (كلام مبالغ فيه)... وعبد العزيز حسابو معاي بعدين لإنو زعلك~ 
جودي فتحت عيونها بخوف من الكلام يلي عم تسمعو... وهون جوري ابتسمت بخبث وغمزتها: ليه هيك خفتـ~~ 
وسكتت بس سمعت أمها عم تكبرلها وهي عم تصلي بمعنى تترك البنت بحالها لإنها حاسة بنتها عم تخبّص مع كنتها الشو خافت ليصير شي يزيد وجعها في حالة لو هو سمع كلامهم... وفجأة لفت وجهها مدورة عليه لإنها سهيت تفكر فيه من كتر زعلها منو... ولفت متنفسة براحة إنو مو هون... لكن بنفس الوقت شو حست خوفها منو إنو ليكون هون تعبها... فردت راسها لوضعيتو القديمة وهي ناسية ترد ع كلام جوري يلي قاعدة مكانها وهي منتظرة فيها لترد عليه كرمال تتأكد من شكها إذا طلع صح ولا لأ... من حاجة جسمها للنوم من الاوجاع يلي مرت فيها من الصبح لحد هلأ مع قلة نومها... 
وجوري هون استنزفت طاقتها من التحليل والتفكير وصار وقت إنها تاكل... وأنفها لحالو صار يشم ريحة الأكل يلي جابو عبد العزيز قبل ما يرجع ع البيت ويجيبها... فلفت عليها سألتها بنبرة مغرية للقبالها ليقوم ياكل معها ولو هو حتى مو جوعان: بدك تاكلي شي؟ مانك جوعانة؟ 
جودي حركت عيونها لافة عليها كأنها فطنت إنها جوعانة... فبلعت ريقها مطالعتها بجوع كبير... وهون جوري ضحكت بشر: هاها هادا الحكي الصح... وغمزتها مقربة منها هامستلها: شو حابه تاكلي إنتي اطلبي وتمني ع حسابي... 
جودي بس سمعت اطلبي وتمني شو اللي ما خطر ع بالها غير يلي ما بتاكلو بالأيام العادية... بوظة... همبرغر... بيتزا... بطاطا مقلية... بطاطا وجبنة... شاورما... 
إلا بصوت حماتها بعد ما خلصت من صلاة الركعتين التانيات من السنن الاربعة قبل فرض الضهر من حبها لتكون قريبة من ربها ليرضى عنها: سامعتك شو عم تقوليلها بس قبل ما تشتري شوفي شو جابلها أخوكي... ولفت موجهة كلامها لجودي محاكيتها بنبرة حنونة حريصة فيها: وأنتي يما شوفي جوزك شو اشترالك كتقدير لعنايتو فيكي وإن ما اشتهيتي من عيوننا بنشتري شو بدك... لإنو المهم عنا رضاكي!! 
جوري رفعت حواجبها بتفكير باللي قالتو أمها ونطقت بخجل من نفسها: مزبوط كلام أمي... أنا بوافقها الرأي... 
أم عبد العزيز تنهدت من جيل اليوم فنطقت قاصفة جبهة بنتها: إنتي أهم شي توافقيني ما كان ضايل علي غيرك...وردت تكمّل صلاتها وهي عم تستغفر ربها وعم تدعي لبنتها بالهداية...
وكعادة المطقعة بنتها كملت عادي تكلم جودي المذهولة منها كيف هي عادي عندها تسمع هيك كلام من أمها... يعني لو هي سمعتو بدالها من حدا غريب قبل القريب لسنة ما طلعت من غرفتها شو حال لو حدا قريب لوقعت بأرضها: بنجرب ندوق الأكل يلي جابو زوجك ما رح نخسر شي بس من هلأ بقلك ما تقلقي عازمتك بالسر من وراهم الله وكيلك إنتي عارفة اختصاصي صار جاب الأكل من وراهم ولا من قدامهم...
جودي هزت راسها وهي مدهوشة اليوم كتير من جوري مع الجوع الحاسة فيه... فحاولت تعدل وضعيتها بصعوبة لتقوم تاكل وهي جاهلة إنو فيه ع سريرها كم كبسة خاصة برفع ضهرها وتجليسها والعكس كمان... والمطقعة جوري مو فطنة بهيك قصص هلأ لإنو عقلها بالأكل فقربت من الأكل يلي جابو أخوها مفقدة شو باقي جايبلهم وهي عم تقلها: والله أنا بالأكل ما حدا بعرفني وبفهم علي غير أم محمود بجميل وهنا... وحملت الوجبتين قاعدة جنبها معلقة: لو أريام بس معنا... يلا لعلو خير... ما اندلني (انذلني)...
جودي خلص لعابها سال مع ريحة الأكل فمدت إيدها بدها تفتحهم قبل جوري لكن جوري سبقتها فاتحة الوجبة الأولى إلا كانت كبسة وريحتها شو فاحت بس كشفت عنو الغطا... 
جودي هون عبست لإنها ما بترغب هيك أكل بس مع الجوع قبلت فيه وبلشت تاكل فيه وهي شو مذهولة بالطعم... وطبعًا هي تاكل بدون جوري مستحيل... لإنو معروف عن الأخت جوري ما بتحب شي قد مشاركة الأكل... ففتحت الوجبة تانية إلا كانت مختلفة عن وجبة جودي لإنها كانت برياني وعبد العزيز بالعمدًا اختار وجبة الكبسة لجودي في حالة كان معها التهابات أو لأ لإنو ما فيها بهارات مضرة عليها وعلى يلي ببطنها... فسبحان الله الكبسة كيف جت من نصيب جودي ووجبة البرياني كيف مكتوبة لجوري رغم إنها كانت كانت لأمو... 
فشو كانت فرحت جوري هون لتاكل البرياني يلي من الوجبات المقربة لقلبها... فبلشت تاكل فيه وهي جد شو عاجبها الطعم رغم إنو مو كتير سخن فعلقت بعدم تصديق: يما الطعم شو فظيع... شكلو رح مر هون لآكلو... وينها رولا تدوق منو وتسويه هيك عنا بالبيت... ع الأمانة عزوز بدو بوسة ع هيك طعم وأمي بدها ضمة لإنها قنعتنا لنشوف شو جايب... 
جودي بلعت ريقها ع ذكر زوجها الغايب عنها... وشو حاسة حالها محتاجتو هلأ ليجي ياخدها من هون لجناحها... ملت هون وهي مو جاي ع بالها تكون مع أمو واختو... فليه ما اجى اخدها... وكمان بعدين مع الدكتورة يلي طولت عليها فما حست ع حالها غير ماكلة الوجبة بغل ولفت معطيتها لجوري يلي عم تاكل بوجبتها بمتعة كبيرة فنطقت بنبرة مخنوقة: بدي نام!!
جوري انفعلت هون فنطقت بحرة: الله أكبر شو تنامي.. لليش جيت ع هون بس عشان اشوفك نايمة؟ 
إلا بصوت أم عبد العزيز يلي كانت معطيتهم ضهرها وهي ع الكرسي عم تدعي ربها بسرها بعد ما خلصت صلاتها: جوري سيبي البنت بحالها!!
جوري قامت من عندها بعصبية بعد ما اخدت منها الوجبة ولفت معطيتها من الهايجين (هايجل) من شنطتها يلي ضلت ع كتفها كرمال تنظف إيديها وفتحت الشبابيك علشان ريحة الأكل المعفرة بالغرفة تروح... وطلعت ماخدة معها الوجبتين لتكبهم برا لكنها تذكرت ما خلصت وجبتها وهي ما تربت تكب الأكل فكمّلت أكلها قبل ما تكب علبة وجبتها مع وجبة جودي وبعدها رجعت للغرفة داخلة الحمام لتغسل إيديها وردت لمكانها وهي متحاشية جودي العوّدت (الردت) تمددت ع السرير وهي جد مقهورة من عبد العزيز ليه ما اجى أخدها؟ وليه تركها لحالها هون وما اجى يشوفها؟ مش هي بالمستشفى ليه هو مو معها؟ 
عقلها خلص حافظ وباصم هو معها بكل شي... فوينو لهلأ فجت رح تبكي من احباطها منو... وهي لو كانت تعرف شو عم يعملها لطارت وبكت من الفرح مو من الأحباط... لإنو زوجها الفاقدتو بقوة هو بنفسو مشغول عنها بخصوص مفاجئتها بالاتصالات بعد ما صلى الضهر كرمال يضمن كل شي يصل قبل ما يرجعوا البيت وما حدا يشوف الهدايا قبل جودي... ولهيك سكر منهم مخطط مع رولا ع كم شغلة وهو قاعد بسيارتو بكراج السيارات الخاصة منتظر وصول عاصي لياخد منو الملف البخص الموضوع يلي شغالين عليه من فترة ليوسعوا استثمارات العيلة... فما لحق يسكر من صاحب محل التغليف ويتنفس براحة إنو طلبياتو بطريقهم لبيتو... إلا رن عاصي عليه ليشوف وين صافف السيارة وهو عم يكلمو من سماعتو البلوتوث: أيوة وينك يا خيي... بعدين شو قصة بنت دهب وروحتها ع المستشفى كل فترة إنت متجوز نخب أول ولا نخب مضروب؟!
عبد العزيز رد عليه بدفاع عن مرتو: سيب مرتي بحالها بعدين يلي بتمر فيه ما بتقارن بتعب عمتي نداء أيام حملها بابنك... فأصحك تحكي... المي بتكذب الغطاس... بعدين أنا صافف يا طويل البال قريب مدخل المستشفى عجل بس...
عاصي رد عليه من مايكروفون بلوتوث السيارة وهو عم يفقد وين سيارتو صافة لأنو طلع قريب منو: عجّل بس يسعدلي المشغول عقلو بشوفة مرتو... 
عبد العزيز بلع ريقو مسلكو: ولا يعني اشغلو فيك... بكفينا أسابيع بوجه بعض... جية المستشفى كانت تغيير مشوار... وضحك بمزح معو... 
عاصي انفجر من الضحك: هههههههه اه والله صدقت فيها يا أبو ضرغام والله انا اشتقت اقعد مع ابني لك صار يمشي وانا ما معاي خبر غير الصبح ويا الله لحظتها شو تمنيتك معاي لتشوفو كيف كان عم يعجق حالو قدامي... ووقف السيارة قبالو بس لمح سيارتو وين واقفة: افتح الشباك اعطيك الملف...
عبد العزيز فتح الشباك ماخد منو الملف وهو عم يسكر الخط بينهم من السماعة اللاسلكية: اكيد تريحت بس مشي من كتر ما كنت مستعجل عليه يركض مو ليحبي لسا...
عاصي تبسم بوجهو: آه والله.. ومدلو الملف... بس تجيب ابنك انتا رح تستعجل مو ليركض الأ ليدرس... من كتر قراءتك ومعلوماتك ماشاءالله... وغمزو... يلا خليني اتركك لتروح لعند يلي عم تعجلني علشانها... 
عبد العزيز طالعو من طرف عيونو مدخّل الملف بشنطة اللاب توب وهو عم يقلو: طير من قدامي! 
عاصي قبل ما يحرك السيارة: بالله كيف عمي تقبل منك الخبر لإنو بستنى مرتك تجيبلو ابن ولي العهد... 
عبد العزيز تبسم بمرار: ما تقلق ما سمعني كم كلمة من يلي حابب إنتا اسمعهم منو... 
فضحك عاصي وهو عم يسمع باقي كلامو: بعدين ما خبرتو شي باقي يعرف من قبل ما اتصل عليه وخبرني عن عزيمة بكرا علشان مرتي تغير جو... 
عاصي ضحك منفجر بوجهو: هههههههه وصفق... هادا بعمل معك متل ما عمل مع مرتي يلي خلاها تقعد عندو شهور من خوفو ع حفيدو وعزايم رايحة وعزايم جاي... ورحلات... يبقى شو حال مع ابنك إنتا... الله يستر ما يقعّد مرتك عندو... 
عبد العزيز مسح ع وجهو: عاصي ما تلعب بعقلاتي... وخليني ساكت بكفي بكرا كان عنا شي بس علشان جدي بتكرم العينتين وتأجل... ويلا تسهل من هون طوّلتها علينا...
عاصي هز راسو مقلدو: طولتها علينا... ماشي يخي هيني رايح... يلا الحمد لله ع سلامة المدام بشوفك بعزيمة اليوم!
عبد العزيز هز راسو: انشالله!
ولف عاصي سيارتو بعد ما رفعلو إيدو بمعنى سلام... وتحرك بعيد عنو كرمال يطلع من المستشفى يشوف باقي يومو بالوقت يلي هو سحب معاه شنطة غيارها نازل من الجيب... متحرك لعند أهلو ومرتو ليطمن عليها إذا صحت ولا لأ وهو عم يقفلها بالريموت...وما عندو علم عن مرتو القاعدة ع نار مستنية فيه يجي يروّحها وهي متمددة قبال اختو يلي عم تفكر بخصوصها إذا هي عاملتلها شي... ولا مزعلتها كرمال تكون معها هيك اليوم وهي ناسية وغافلة عن قصة وجعها وهرمونات الحمل... وعم تعصر ذاكرتها مدققة باللي صار بينهم من امبارح لحد هلأ محاكية حالها بسرها (معقول هي زعلانة مني علشان يلي كذبتو عليها امبارح) إلا بصوت دقة الباب... فبسرعة قامت أول ما سمعت صوت أرسلان عم يحاكي حدا من ورا الباب لإنها مستعجلة ع ترويحة جودي من المستشفى كرمال تختلي فيها ع جنب وتفهم مالها وهي عم تسمع أمها عم تقول: بنتي جودي انبسطي شكلهم رح يروحوكي هلأ..
جودي بس سمعت آخر كم كلمة قالتها حماتها قلبها رفرف وحبت حماتها من قلبها.. ورفعت ضهرها شوي مستعجلة ع الترويحة... باللحظة يلي جوري فتحت فيها الباب بترحيب حار بس شافت أرسلان واقف مع الدكتورة ومعهم كمان بنت باينتها متدربة فنطقت بإحترام: تفضلوا... 
دكتورة ردت عليها بنبرة فرحة: تسلمي يا مزوقة... ودخلت الغرفة بطاقة مفعمة مدورة ع وجه جودي وهي عم تقلها بنبرة متحمسة للحياة: كيفها حلوتنا الصغيرة انشالله حاسة حالها أحسن؟
فهون بسرعة أم عبد العزيز أشرت لجوري تروح تخبر عبد العزيز بالتليفون كرمال يجي يفهم شو عم يحكوا يعني هي صح بتفهم بالحياة بس بالمستشفيات وهالقصص هاي ما بتفهم كتير... بعدين هادي مرتو لازم يكون مسؤول عنها دامو هون... ويعوّد حالو ع رعايتها لإلو... فلفت مركزة معهم بعد ما طلعت جوري... وهي مصوبة عيونها ع كنتها يلي مو قابلة تنطق بحرف بعد ما شافت وجه الدكتورة يلي شو بشبه وجه عمتها ليلى وصوتها شو بشبه صوت عمتها نهاية يلي شافتهم آخر مرة بمباركتها... فزمت شفايفها أول ما حست ع وجعها... فقربت الدكتورة منها بحنية: مالك يا دلوعتنا موجوعة شي؟ 
جودي بلعت ريقها بخوف بس حستها صارت قريبة منها ولحظتها نسيت تتنفس... فشرقت وهون الدكتورة خافت عليها فتحركت مطبطبة ع ضهرها مهونة عليها وهي عم تؤمرها: تنفسي تنفسي... ولفت ع المتدربة يلي كانت عم تراقبهم طالبة منها: سدرة مية بسرعـ ~~
فسكتت بس انتبهت ع أرسلان مادد قنينة المية الصغيرة يلي جابلها إياها عبد العزيز مع الأكل... بعد ما سحبها عن الطاولة وفتح غطايتها ناحية جودي وهو عم يقلها: تفضلي بس اصحك تشربيها فورًا استني شوي واشربيها ع مهل... تمام! 
جودي نزّلت عيونها بخجل من يلي صار معها قدامهم لإنها مو متعودة كل هالتركيز عليها... فمن توترها من تركيز عيونهم الشاعرة فيهم عليها رفعت إيديها التنتين ع حلقها من الغصة يلي حست فيها بعد شرقتها وحالتها حالة وعم تتنفس بس كأنها بنفس الوقت عم تتنهد مع ارتفاع منطقة الصدر فما سمعت كلامو... فأضطر أرسلان يحني حالو بسرعة مقرب بوز القنينة من شفايفها بحرص وهو مانو مركز على شكلها... فهي فتحت تمها وبدات تشرب وهي مو منتبهة ع عيون الدكتورة يلي عم تحاكي أرسلان بشي... وهما مو منتبهين ع اللي دخل عليهم بعد أختو جوري وهو عم يقول: السلام عليكم!
جودي هون ما بتعرف ليه ارتعبت لمجرد ما سمعت صوتو فشرقت كمان مرة وهي عم تشرب المية... فالدكتورة بسرعة عدلت وضعيتها داقة ع ضهرها علشان المي ما تعلق بحلقها مع الكحة وتختنق... فهو من خوفو عليها قرب منهم بعد ما رمى شنطة غيارها لأمو ليشوف شو مالها.. إلا رجعّت يا دوب رشفة مي ع إيدو يلي حطها قريب تمها قبل أرسلان... وسحب محرمة من جيبة بنطلونو منظف إيدو... وهو عم يسمع الدكتورة عم تنصحها بالوقت يلي بعد أرسلان ابن عمو فيه كم خطوة لورا لإنو مالو داعي وجودو بهالقرب منها: انتبهي ع حالك وإنتي عم تتنفسي ولا بتشربي وعدلي حالك... لإنو ما تنسي إنتي حامل هلأ... ومسؤولة عن حدا تاني غيرك جواتك...
هادا يلي كان ضايل عليها جودي تسمع نصايح وبهادل... وتبسمت الدكتورة بعدها محاولة تطري الوضع شوي: شفتي كيف وقفتي قلبنا كلنا... وبعدت عنها مكمّلة كلامها: خلينا نشوف شو وضعك... وإذا مقصرة مع حالك يا ويلك مني... وسحبت التقرير من المتدربة يلي واقفة مراقبة كل حركة عم تطلع من عبد العزيز وجودي وهي حاسة في شي بينهم غريب وجاذب... وصارت الدكتورة تدقق بنتايج الفحوصات بالوقت يلي عبد العزيز عدل المخدة وراها علشان تعرف تقعد وتتنفس متل الخلق وهو عم يهمسلها: صرتي أحسن؟
صرتي أحسن.. ما بتعرف ليه قلبها هيك رفرف بس سمعت صوتو الرقيق الخايف عليها مع ريحة عطرو يلي بتعشقها... فكابرت من خجلها قدامهم... وما ردت عليه لإنو عقلها طار ورا قلبها المرفرف... 
فعليًا مزاج المرا الحامل مو طبيعي.. لإنها مرة بتكون زعلانة.. مرة بتكون مرا متفهمة... مرة بتكون طايرة من الفرح وبتطيش ع شبر مي... ومرة بتكون مالها خلق حدا... فهي هلأ وبهاي اللحظة شو كانت خجلانة وميتة ع قربو.. فطالعتو من طرف عيونها وهي مستحية تطالعو لإنها بلشت تتذكر كلامو يلي قلها إياه الصبحيات وهي موجوعة... 
آسف إذا وجعتك! 
...... يا عمري من متى وجعك بلش؟؟؟ 
هيني يا قلبي! 
وقلبها دق كتير... فنزلت عيونها بخجل لكن غصب عنها من طرف عيونها تطالع رجليه من رغبتها الغريبة لتتأمل فيه وتنام ع صدرو... وهي فعلًا حاسة حالها مع صاحب الظل الطويل من رجليه الطوال... مع عقلها يلي شطح لبعيد بكوكب الزهرة... صارت تشبك إيديها ببعضهم كرمال تفصل حالها أكتر عنهم حاسة بوجع بأيدها اليمين من أثر أبرة المغذي يلي قامتها الممرضة عنها وهي نايمة... فزمت ع شفايفها بتوتر من هدوء الغرفة ومن قربو منها بالوقت يلي الدكتورة رفعت راسها أول ما حست ع أرسلان عم بحاكيها بصوت واطي: دكتورة إنتي كملي معها أنا بدي أروح مستعجل... ورفع التليفون المكتوم صوتو وعم يهز بين أصابع إيدو اليمين بمعنى لازم يروح بسرعة يشوف شو فيه... فهزتلها راسو مدققة بسرعة بباقي الفحوصات علشان تحدد بعدها هل تبات هون ولا ما بتحتاج... وهي عم تسمع أرسلان عم يحاكي عبد العزيز: بدي روح ع الطوارئ شوف شو فيه فالحمدلله على سلامتها! 
رد عليه عبد العزيز وهو منتظر الدكتورة شو رح يطلع معها: الله يسلمك يا رب... 
وتحرك بعدها بدو يطلع من الغرفة لكنو انتبه بآخر لحظة ع قنينة المي يلي ضلت معو حاملها من بعد ما شرّب جودي منها... فبسرعة لف راجع ناحية مرتعمو معطيها إياها وهو عم يقلها: منيح ما نسيت ارجعها...
أم عبد العزيز بعفوية حلوة ردت: بسيطة يا ابني ... 
ولفت معطيتها لبنتها جوري الواقفة جنبها بعد ما انسحب أرسلان بعجلة ناحية الطوارئ بدون ما يرد عليها بحرف واحد لإنو عقلو مشغول يصل الطوارئ بسرعة يشوف شو فيه: يما حطيها جنبها لبلاش تعطش مرت أخوكي... 
جوري والله ما كذبت خبر وأصلًا ما صدقت تاخد تصريح من توترها لتقرب من جودي من جدية الوضع يلي حاسة فيه... فقربت منها حاطة القنينة جنبها وهي عم تهمسلها: مالك منزلة راسك هيك؟
جودي لفت عليها وهي عم تزم شفايفها باللحظة يلي الدكتورة رفعت راسها فيها موجهة كلامها لجودي بعد ما هزت راسها باستياء من نتايج فحوصاتها: شوفي يا ست جودي عندك جفاف غير نقص الحديد والكالسيوم والدم عندك سبعة... هادا بدل إنك ما عم تاكلي منيح... وما عم تاخدي مقويات الحمل...
جودي نزّلت راسها بخوف لإنها هي صح مرات بتتهرب من الحبوب يلي رولا بتحطلها إياهم ع الصينية مع أكل... لإنها بتكبهم لما تكون لحالها بدل ما تاخدهم... بس إذا كان حدا حواليها بتاخدهم كتسليكة قدامهم.. فمن الخوف ركزت منيح مع كلام الدكتورة وهي قلبها شو عم يدق بتوتر من أمرها يلي انكشف وهي يلي باقية مفكرة إنو ما فيه حدا بقدر يكشفها إنها ما عم تاخد هالحبوب الهبل (يلي مالها داعي)... بس اتريه الموضوع أكبر من هيك وحتى بسهولة بنكشف: فأنا بقلك من هلأ قدام أهلك لازم تديري بالك ع صحتك كرمال اللي في بطنك واشكري ربك إنو حملك مستمر لأنو كتير حوامل حملهم ما بستمر مع هيك مؤشرات... ورفعت إصبعها السبابة بتنبيه: وغير هيك الراحة ثم الراحة مهمة لإلك و للي بطنك علشان تكونوا بأمان... فإذا إنتي بدك هادا الطفل اهتمي بصحتك وابتعدي عن الضغوطات والتزمي باللي رح اكتبلك إياه اتفقنا! 
جودي ع فجأة بعد ما خافت من الدكتورة لإنها بتذكرها بعماتها... صارت هلأ تدوب من حنيتها بالكلام معها... أما مع حماتها سبحان الله شو بتخاف منها وما بدوب معها لو سانتي... لإنها بتقلها يا بنتي... ولا يما... وهي عندها هدول الكلمتين شي مهم وممنوع حدا يطب فيهم... لإنهم بذكروها بأبوها اللئيم من كتر ما كان يقلها ريتك متي مع أمك... فلو أمها أم منيحة كانت ما ماتت وتركتها لحالها هون...
وكملت الدكتورة كلامها بود: واصحي تنسي تتنفسي... 
فضحكوا على كلامها... وهون جودي ضاعت شو فيه ليه عم يضحكوا... فحاولت تعوض الفات منها بتركيزها بكلام الدكتورة التابعت بتوصياتها معها: وما تشربي مية فورًا بس تردي تشرقي لا قدر الله فبتستنى ع الأقل دقيقة وبتشربيها شوي شوي... ولفت الدكتورة لعبد العزيز مقويتو عليها: وإنتا دامك جوزها لازم تشد ع إيدها... ولفت على أمو... ولا شو رأيك يا خالة؟ 
أم عبد العزيز طالعت ابنها ومرتو: والله شو أعمل إذا حملها صعب وعقلها عنيد ما بساعد... 
عبد العزيز طالع أمو بابتسامة صغيرة لإنها الصبح كانت بتلومو وهلأ صارت تقول متلو وهو مو منتبه ع عيون جوري المراقبتهم كلهم... 
فتخصرت الدكتورة بإيدها الحاملة فيها التقرير باعتراض: جودي ما توقعتها منك عنيدة إنتي... احنا ما بنحب العنيدين... ولفت على عبد العزيز مازحة معو... ولا شو رأيك نجوزك وحدة تانية؟ 
عبد العزيز رفع حاجبو مطالع الدكتورة بإحترام وهو عم يبتسم: إنتي بدك تخربي بيتي ولا شو؟
ولفت الدكتورة ع المتدربة يلي معها بمعنى بنعطيك بنتنا... هون جودي غارت كتير وصارت تبكي... والدكتورة انفجرت ضحك عليها فعلقت قبل ما تروح لإنو في عندها كمان مرضى: لأ يا حلوة عم نمزح معك... ولفت ع عبد العزيز... باينتها بتحبك كتير... يلا الله يحفظكم لبعضكم... 
ردت عليها أم عبد العزيز: آمين! 
وتحركت الدكتورة وهي عم تقلها: ديري بالك ع حالك يا جودي وخلينا نشوفك الأسبوع الجاي نطمن عليكي إنتي والبيبي ماشي! وصح ما تنسوا قبل ما تروحوا تاخدوا ورقة الروشتة مع علبة فحص زراعة البول كرمال نتطمن ع الآخر عليها ونهدي بال الجد...
جودي ما رح ترد عليها لإنها زعلانة منها... هون رد عبد العزيز: انشالله! بالوقت يلي قعدت جوري جنبها هامستلها بدهشة من ردة فعلها: ما عرفتك غيرانة عليه...
جودي عصبت منها فدقتها بخصرها بمعنى مالك واسكتي... إلا بضحكهم عليها... لإنو باقي صوت جوري مسموع... وانسحبت الدكتورة والمتدربة يلي معها والبسمة ع وجههم... 
فلف عبد العزيز عليها ـ وهو شاكك إنو الدكتورة شكلها هي يلي محاكية الجد ومخبرتو عن جيتهم هون لكنو تأكد بآخر لحظة بس تذكر اسمها واسم عيلتها ع روبها المستشفى إنها بتكون بنت صاحب جدو اللزم وممكن كمان تكون ناس تانية يلي خبرتو لإنو عيون جدو كتيرة- متفقد بنت دهب المتوقع سبب بكاها من هرمونات الحمل ودار وجهو لأمو ناطق: طيب أنا خلوني روح خلّص أمورها هون وساعدوها تلبس... علشان نروّح ع البيت... وتحرك بسرعة بدون ما يطالعها لإنو ما بحب يبيّن مشاعرو اتجاه مرتو قدام أي حدا... وطلع من الغرفة... إلا بصوت أمو يلي عارفة مرتو بتخجل منها فلليش تساعدها بالشلح واللبس: استنى خدني معك! 
فلف عليها مستغرب منها فتمسكت فيه بعزم علشان تحكيه كم كلمة ع جنب كرمال تعدل يلي صار بينهم الصبح وتفهم منو شوي عن يلي قالو لحظتها... وهيك بعد ما طلعت حماتها وتسكر الباب... صارت هي وجوري لحالهم... فلفت لجوري أول ما سمعتها عم تتنفس براحة جنبها لإنهم أخيرًا رح يرجعوا للبيت... وتوقفت بعدها بكل نشاط مواجهتها وهي عم تقلها: يلا خليني أساعدك علشان تغيري ونروّح بسرعة ع البيت من كتر ما انا متشوقة أتكلم معك لحالنا... بدون ما حدا يدخل ولا يطلع... 
جودي نزلت راسها خجلانة من حالها كيف بكت قدامهم شو يجوزوه وحدة غيرها بتدبحهم بأسنانها... هو إلها هي بس... 
جنوا شي ليمزحوا هيك معها...
وبلش عقلها يربط الكلام ببعضو... جاب سيرة أهلها قريب الفجريات اليوم... وكتير أهملها وهي هون... وهلأ بدهم يجوزوه... شكلو هو علشان هيك بدو يتخلّص منها... فنزلت راسها أكتر بزعل مطنشة جوري... لكن وين عند جوري العنيدة متل جوزها... فبسرعة جبرتها تعدل قعدتها علشان تغير أواعيها... وجابتلها الشنطة مطلعة غيارها... واللي كان عبارة عن بيجامة قطنية مريحة من النوع الناعم وبتيجي كم طويل ولونها رمادي بارد مع عباية سودا وحفاية طبية بيضة مريحة للمشي مع جربان ناعم... فلفت لإلها مخليتها تلبس بنطلون البيجامة تحت الفستان اللابستو بعد ما سحبت البنطلون يلي كانت لابستو وهي عم تعلق: أفهم أنا شو متهيألك لابسة هيك؟ 
كلامها يلي بتحكيه لإلها بدخل من دان جودي الأولى وبطلع من الدان التانية لإنها من جواتها غيرانة ورح تموت من الغيرة...
فاضطرت جوري تشلحها الفستان مساعدتها تلبس بلوزة البيجامة وهي شو مطولة بالها عليها لإنها ما بتقدر تتحرك بسرعة او تتني حالها... وشو بتتوجع المسكينة لما تميل خصرها ولا لما تحركو... وتنفست براحة بس لبست البيجامة كاملة وصار هلأ دور العباية... فلبستها إياها وعدلتلها حجابها بعد ما رتبت شعرها يلي تعقد من تدخيلو تحت فستانها من زوجها الكريم.. وساوتلها فيه جدلة ودخلتو تحت العباية بدون ما تنطق بحرف واحد معها... لإنها مركزة بإتقان ع يلي عم تعملو... وبعدها لبستها الجربان والحفاية البيضة... ولفت طاويه أواعيها ومدخلتهم بالشنطة مع قنينتها المية يلي شرّبها منها أرسلان وهي عم تقلها: الحمدلله إنو خلصنا... 
وتحركت بسرعة ساحبة القنينة المية يلي ضلت ع الطاولة من كل يلي جابو عبد العزيز كرمال تشربها هي لإنها من الصبح ما شربت مية معلقة: والله يا بنت عديتني صرت انسى اشرب مية.. وحطتها بشنطة غيار الحاملتها وهي عم تقرب من جودي يلي لا من تمها ولا من كمها من الغيرة الحاسة فيها وحطت إيدها ورا ضهرها كرمال تساعدها لتقوم عن السرير: يلا خلينا نتسهّل! 
جودي شدت ع إيدها رافعة حالها وهي عم تضعط ع رجليها أكتر لتسند ضهرها ع جسمها بشكل مريح لإلها... وضغطت بعدها بخفة ع ضهرها بأيدها اليسار ناطقة بشكل عفوي: يسلمو! 
جوري راقبتها بنظرات استغراب: مو بيناتنا بس كأنك متغيرة.. صايرة لطيفة يا بنت ومؤدبة بزيادة كل هادا علشان غيـرانــ~~ (غيرانة)
جودي هون لفت جاحرتها فانفجرت جوري من ضحك بس شافتها عم تجحرها هيك... فنطقت مغيرة الموضوع علشان بلاش تحرجها هلأ بس يصلوا البيت إلا تجننها وهي تنادي عليها يا غيورة: بعدين مين قدك معطينك غرفة خاصة رغم إنو لازم مكانك يكون في الطوارئ مو هون بس شكلو عبد العزيز خاف عليكم وحابب يريحكم.. ولفت وجهها ناحية الورد ... بعدين ما شفتي هالورود عبريهم شوي... إذا ما بدك إياهم بعطيهم للبنت يلي قالت عنها الدكتورة... 
جودي هون عصبت وكرهت الورد واللي جاب الورد ونطقت بغل: ما بحبو...
جوري حركت حواجبها وهي ماسكة حالها لتنفجر: بلاش في ناس تانية بتحبو... 
جودي انقهرت منها وضغطت ع جنابها يلي عم بوجعوها ومشيت لعند الباب بغل إلا بفتحة الباب منو... وهي بس شافت رجليه الطوال جت رح ترجع لورا فورًا... إلا بصوت جوري القاطع جو التوتر بالغرفة من هدوءها وانفعال جودي: طلعت مرتك ما بتحب الورد... خليها بالمكدوس! 
عبد العزيز رفع اكتافو وهو عم يطالعها بجدية: بسيطة... ويلا خلونا نتسهل... 
جوري لفت حواليها: ما رح ناخد معنا شي طيب أمي طلعت بدون شنـ~(شنطة)
قاطعها عبد العزيز: لأ ما جابت أمي شي معها... وإذا ما بدها الورد اتركيه هون!
جودي مو معهم من كتر ما هي جنت من كمية غيرتها وتحركت لعند الورد بدها تحملو رغم تعبها بس استوعبت قصد كلامو لجوري اتركيه هون علشان يروح للمتدربة الحلوة يلي قالت عنها الدكتورة... ما فشروا كلهم الورد إلها هي... سبحان الله تفكيرها بشتغل ألف ألف بس تغار عليه... فجت بدها تسحب الورد لولا ما هو سبقها حاملو: شو عم تعملي ع مهلك ع حالك!!
جودي صارت تبكي مو عارفة شو ترد عليه من غيرتها وخجلها وعصبيتها منو... فتدخلت جوري مختصرة عليهم القصة وهي عم بتقلو بلكي يفهمها لحالو إنها غيرانة عليه: قصتها قصة مع الورد فهات الورد أنا~~
جودي رغم يلي بتمر فيه رفعت حالها مطنشة كلام جوري وقربت منو بدها تاخد الورد... وهي مصرة بدها تحملو... 
بس الورد بالنسبة لإلو هو (مفكر هيك) تقيل عليها مع الأوجاع يلي عم تحس فيها... فلف عنها ساحب شنطة غيارها وهو عم يقلها: تقيل عليكي... ولف ع جوري موصيها... أنا بوصل أمي وبحطهم بالسيارة وإنتي خليكي عندها لحد ماني راجع مش ترفعي ضغطها.... 
جوري ابتسمت ع اللي قالو لإنها فعلًا هي فقعتها... وطلع تاركهم موصل أمو للسيارة بعد ما أخد علبة شفافة كرمال تعمل فحص زراعة البول ليتطمنوا إذا عندها التهابات ولا لأ مع ورقة الروشتة وحط الورد وشنطة غيارها ع المقعد الفاصل بينها وبين جوري يلي شكلها هتفقّع مرارة مرتو.. مو بقولوا الدب ما بحب إلا خناقو... وبسرعة ترك أمو وهو عم يقلها: بنتك ومرتي غريبات اليوم عقلهم تقولي مضروب...
فردت أمو برد ضحكو: الله المستعان...
هز راسو مكرر كلامها: اه والله الله المستعان علينا العوض منهم... وبعد عنها راجعلهم من خوفو ع مرتو لتنضغط من اختو المستفزة... إلا لقاهم عم يطلعوا من الغرفة فتحرك لعندهم... وهو حاسس بمرتو التعبانة... فقطع المسافة بينهم وهو عم يشوف جوري عم تطالعو وهي عم تقول لمرتو: هي أجى جوزك... هلأ إنتي بأمانتو... 
وبعدت عنها وهي ناسية إنو جودي ما بتتحرك بسرعة متل قبل ولا حتى اتزانها بساعدها تبقى واقفة لحالها فوراً بدون ما تسند حالها ع شي او تجهز حالها لتسند حالها بعد ما كانت مستندة عليها من وجعها يلي رجع يشد عليها من عصبيتها... فما لحقت تبعد خطوة عنها ألا جت جودي رح تقع لانو الحيطان بعيدة عنها ولولا تدارك عبد العزيز وسحبها لدراعو محذرها بصوت شوي عالي ولا لكان وقعت: انتبهي! 
فارتعبت جوري من يلي صار وجت بدها تتكلم وتبرر انو ما كان قَصدها... لكنو رد عليها: جت سليمة هادي المرة.... فديري بالك المرة الجاي... ولف يحاكي مرتو جودي بكل تركيزو: توجعتي شي؟ ساهي عن جوري يلي بس شافتهم مع بعضهم مندمجين بعدت عنهم وهي متضايقة من حالها لإنو عجلها ليكونوا مع بعضهم نساها وجعها...فعزرت نفسها بنفسها "جوري إنتي شو بتهيألك" ودخلت بالاسانسير مسكرة الباب ع حالها سابقتهم لتحت وهي عم تلوم حالها ع عجلتها... لإنو قصدها شي وبصير شي تاني شكلو ما لازم تتدخل بينهم علشان ما تخرب الدنيا بيناتهم لتالت مرة... فتنهدت تاركة أخوها لحالو يبتلش بمرتو يلي طالعتو ع فجأة وهي عم تبكي بحرة: جوعانة! 
تخلبط ابن الخيّال ماسح ع شعرو القصير من ورا... لإنو هادا يلي كان ضايل عليه هلأ تجوع... فقرب منها وهو عم يقولها: من عيوني شوي وبتاكلي بس جاوبيني هلأ لساتك موجوعة؟
جودي نزلت راسها على الأرض وهي عم تهز راسها شمال يمين... لإنها لهلأ هي موجوعة بس يعني بتقدر تتحملو لطالما هو معها هيك حنون... 
عبد العزيز تنهد وهو عم يحاكيها: ليه ما خبرتيني من قبل عن وجعك؟
جودي طنشت سؤالو من جوعها الحراق... فنطق وهو عم يمشيها ناحية الاسانسير يلي سكر قبل ما يصلوه... جاوبيني ولا تعبانة تحكـ~ 
لفت عليه وهي مو شايفة الفضا قدامها من الجوع مقاطعتو وكأنو قبل ساعة ألا.. ما كأنها ماكلة وجبة كبسة: جوعانة!!
تبسم بس شاف وجهها وهي عم ترد تدمع: جوعك حراق يا بنت مو طبيعي... هلأ بس نطلع (ناسي قصة أكل المستشفى البقدر يجيب منو من عجلتو ليروح فيها) بنمر ع مطعم ولا ما بدك وبتفضلي تاكلي بالسيارة... 
هادا شو عم يحكي مطعم... مستحيل بدها جناحها أول شي... فعبست بنفور... فنطق وهو عم يوقف قبال الاسانسير: لساتك مشتهية بوظة؟
كشرت كمان مرة خلص فهم مو جاي ع بالها... بس هو تحسبًا رح يجيبلها... فرد سألها بحرص: طيب بدك مكدوس؟
لفت عليه بعيونها يلي عم يلمعوا وهي عم تقلو بهمس كأنها خايفة حدا يسمعها عكس صراحتها معاه بالبيت... لإنو أبوها كان يكره ما عليه تطلب شي غير المعمول لإنو هي مجبورة غصب عنها تاكل الموجود مو تتشرط وتتدلع عليه قدام الخلايق (وجود ناس غير عمها وجدها)... لأنو هادا يلي كان ناقص يجيب بنت تعجب عليه... ما تموت ولا يندعس على راسها أحسن: بدي بطاطا مع جبنة... ومخلل وكل شي... 
عبد العزيز شو بحب تعابير وجهها مع نبرة صوتها: بدك كل شي.. طيب يا ستي... فكبس ع زر طلوع الاسانسير مكمّل بكلامو معها: بس من هلأ بقلك ما فيه مخلل علشان إذا عندك التهابا~~~
ردت لفت عليه مقاطعة كلامو بتجعّد وجهها... شو ما فيه مخلل.. فكتفت إيديها رادة بغصة ناطقة: ما بدي! 
عبد العزيز رد عليها وهو عم يدفعها لتدخل الاسانسير لحظة ما فتح: شاللي ما بدك؟
جودي عم تحرك عيونها شمال ويمين بتفكير شو ترد عليه.. إلا لمحت مو بالقصد منها لبس بنت مشابه للبس البنت يلي اقترحت الدكتورة إنو يتزوجها ع مزح نازلة معهم بالأسانسير... فردت نار الغيرة شبت فيها وتمسكت فيه ملزقة بصدرو... وهي عم تلف كل شوي ع بنت يلي جنبها من كتر مهي حاسة حالها مخنوقة مع تسكيرة الباب فبس انفتح الباب ع رقم واحد وطلعت المتدربة... تنفست براحة وبس رد تسكر الباب حست بالخجل والخوف... فجت رح ترجع... لكن وين وإيدو على ضهرها مانعتها: وجعك زاد شي؟ 
هزت راسها... وهي مو عارفة شو بدها غير تروح ع البيت ما بدها تحس حدا حواليها من كتر ما الغيرة اكلتها... فبس رد فتح الباب ع طابق الأرضي وشافت كم دكتورة وكم ممرضة وناس بالممرات تمسكت فيه... وهي بدها تبكي مو فاهمة شاللي عم بصير معها... ما عادت بدها شي غير تصل البيت وتأمن عليه... فهو حس عليها مالها شي... فنطق مفكّرها ميتة من الجوع: هلأ بنمر ع مكان لتاكلي فبس اصبري شوي! 
هزت راسها برفض ناطقة غصب عنها: بدي روّح! 
يا أبركها من ساعة ليه ما يروّحها ع البيت... لإنو هو ما بحب يجيبلها الأكل من أي محل بعدين هادي حامل ووضعها مو مساعد فإذا صابها تسمم لإنو الأكل مش نظيف ناقصو يخاطر بالروح يلي عم تكبر جواتها: تمام المهم عندي راحتكم! 
فمشي معها لحد السيارة وهو عم يحاكي رولا كرمال تحضرلها شو عم تشتهي علشان بس تدخل البيت أول شي تعملو تروح تاكل... وبعدها سكر الخط منها ولف فاتحلها الباب الوراني لإنو أمو قدام قاعدة... فجت جوري بدها تساعدو لكنو رفض: لأ تريحي... فرفعها عن الأرض مجلسها... وحاطلها الحزام... ولف مسكر الباب ليركب قدامها ويحرك الجيب للبيت... وهو مو ضايل غير ساعة ع آدان العصر.. فشكلو رح ينزلها ويصلي بالبيت وبعدها يروح مع جدو ورجال عيلتو ع عزيمة الغوانم يلي ما بقدر يتسحب بعيد عنها... فلف لأمو معلق بعد ما راجع خططو لكم ساعة الجاية: تعبناكي يا حجة معنا...
أم عبد العزيز ردت بحب: تعبكم راحة بس انشالله كنتي تدير بالها ع حالها علشان يلي ببطنها... 
جودي حطت إيدها ع اللي ببطنها وهي مو فاهمة شي غير إنو بطنها عم يكبر بس كيف هالقد مهم عندهم وهو ما فيه شي منو طالع... فتحسستو وهي شاعرة بتصلبو... إلا بتعليق جوري: بدك كنتك تدير بالها ع حالها اطلبي العوض من الله!!
عبد العزيز رد بمزح مدافع عن مرتو: شوفولكم مين بحكي أكتر وحدة فيكي يا بلد ما بتدير بالها على حالها.. 
جوري ردت عليه وهي مبتسمة: انا معليه خبص بس مرتك لأ لأنها حامل بحبيبة قلب عمتها... ولفت ع جودي مقربة منها: والله لأورجيكي يا جودي إذا ما بتديري بالك عليها اشترتلها مليان اشياء حلوة للبنت ~~
إلا بمقاطعة عبد العزيز: مشالله حضرتك متأملة من هلأ إنها حامل ببنت من وين الثقة هاي هاتي لأشوف... إذا بالفحوصات ما بيّن... وسحب نظارتو الشمسية لابسها...
جوري ردت ببراءة: شو دراني بحس هيك بعدين أنا يعني علشان ما اتخيّب جبت ألوان بتنفع لتنيناتهم... وقلك إياها من الآخر هيك أحلى أول حفيد لأمي يكون بنت احنا مو بدنا ولاد مزعجين... بس البنات مؤنسات غاليات متل ما قال الرسول عليه السلام... 
عبد العزيز رفع حاجبو: اه والله ما اختلفنا... على ذكر مؤنسات غاليات... شو وضعك مع القرآن والحفظ... شايفك لاهية بالمسلسلات... 
جوري صارت بدها تتخبى شو مالهم عليها وهي عم ترد ع كلامو بتصلب: لا حول ولا قوة إلا بالله... بتحب يعني تحشرني بالزاوية وتخجلني... 
أم عبد العزيز ردت بفخر: الحمدلله اعترفت إنو يلي عم تعملو ما بقدملها شي لحياتها... خير ما عملت إنتا وجدك لما اقترحتوا تجيبولها مدرسة تدرسها لغة لحد ما تسجل الفصل الجاي بالجامعة... 
جوري مسحت ع وجهها بامتعاض معلقة: بس الله يجيبك يا طولة البال... 
أم عبد العزيز بسرعة ردت باندفاع: بنت تأدبي! 
جوري رجعت لورا متكتفة وهي عم تقول: جودي دافعي شي عني قدام جوزك... 
جودي كانت عم تبكي لا من تمها ولا من كمها من عيونها يلي عم يتجاهلوا ضمة الورد... إلا برد عبد العزيز عنها: اتركيها لمرتي بحال سبيلها... 
جوري ردت عليه بمزح: بس أقعد معها لحالنا شوف كيف رح جننها.. 
عبد العزيز رد عليها وهو عم يلمح السيارات عم تمر ع التقاطع وبالوقت المناسب قطع الشارع داخل لمنطقتهم مجاوب: هادا إذا طلع بإيدك... لإنو رح كون معها.. ودخل حيهم وهو عم يقول: الحمدلله الطريق سالكة كانت وما أزمت معنا... 
ردت أمو عليه وهي عم تتنفس براحة لإنها وصلت بيتها: آه والله الحمدلله... 
وزاد السرعة شوي لحد ما بصفها دايمًا بعد ما عبر من البوابة الفتحلهم إياها الحارس... ووقف السيارة وهو عم يقول: لازم شوف جدي هلأ.. ووقف الجيب ساحب المفتاح منو وهو عم يسمع سؤال أمو المبين عليها خايفة بزيادة عليه من جدو: يعني هو بعرف ولا خبرتو؟ 
رد عليها وهو عم ينزل من السيارة: خبرتو ع السريع بس ما تقلقي... ويلا انتو تسهلوا لتتريحوا وأنا هلأ بساعدها تنزل وبعدها بروح شوف جدي... 
جوري مو مركزة معهم عقلها بالأخت جودي يلي مو معهم من أول الطريق فقامت حزامها هاززتها من إيدها: يلا جودي وصلنا مالك قاعدة هيك... 
جودي بس صحت ع حالها بسرعة مسحت دموعها ملتفة حواليها تشوف هي وين إلا انتبهت إنهم قبال البيت... وصدمت فيه لما لقتو فتحلها الباب... فرفعت عيونها مطالعتو وهي عم ترد تبكي قدامو للمحيرتو عاجز يفهم مالها... 
ومن الطبيعي ما يفهم مالها دامها هي نفسها مو عارفة بشو تحس ولا ع شو تركز... 
ع وجعها؟ 
ولا ع غيرتها؟ 
ولا على يلي سمعتو منو ومن حماتها اليوم؟ 
ولا ع جوعها؟ 
ولا ع بردها؟
فهو بصم مالها شي... فتنهد باللحظة يلي أمو حست الوضع ملخبط بينهم فسحبت بنتها معها لجوا البيت كرمال يغيروا أواعيهم ويلحقوا يشوفوا الجد ويقعدوا معاه شوي قبل ما يروح يصلي العصر بالجامع ويتركوهم ع راحتهم ليختلوا شوي مع بعضهم بلكي الوضع يتعدل بينهم... وعبد العزيز بس لمحهم بعدوا عنهم بلع ريقو محتار شو يعمل معها لإنها حامل... يعني كلامو معها عن أهلها فجّر الدنيا عندها وخلاها تتعب ع الاخر وتروح ع المستشفى... لإنو أكيد هي ما تعبت كل هالتعب إلا بعد ما ازعجها... فمو معقول يعيد الغلطة نفسها... بيبقى غلطان وغلطان كتير لحظتها... 
فقرب منها ماسح دموعها وهو مناه ما حدا يكون قريب منهم ويشوفهم بهيك وضع وبحنية رهيبة قلها كرمال توقف بكى وتهدى: هلأ رح تاكلي وتتمددي وتشوفي شو جبتلك اشياء بتحبيها... 
جودي دابت مع كلامو... وخجلت منو كتير... فبلعت ريقها وهي متشوقة تشوفهم وهمست بصراحة جايبة القصة من آخرتها بدون ما تسألو شو هالأشياء الحلوة يلي جبتها وهي عم تلعب بإيديها متل الولاد الصغار من كترة الحماس: وينهم؟ 
ابتسم عليها قارصها ع خدها بخفة: وين يعني رح يكونوا... 
جودي ردت بلعت ريقها ناطقة بتعب أول ما حست راسها بفتر فيه فنطقت بصوت تقيل: راسي بلف...
حرك راسو وهو باصم مو بس عم يلف إلا لازم تدروخ لإنو الله أعلم من أي ساعة من امبارح حضرتها مو ماكلة متل الخلق... فأجى بدو يفك عنها الحزام إلا لقاه مقيوم عنها فسحبها لعندو حاملها وهو ما عندو علم إنها أكلت كل وجبة الكبسة يلي جابلها إياها بالمستشفى... فأجى بدو يبعد إلا بردها: الورد! 
فاضطر يسلّك معها ويغلّب حالو مع حرصو ع حملانها ليسحبلها إياه: هي الورد تهني! 
فسحبتو منو بكل خفة لتضمو لصدرها بتملك رهيب من غيرتها عليه وهي عم تعلق بكل رضى لنفسها التعبانة: بس إلي الورد! 
فرد عليها داعمها وهو عم يطبق باب السيارة بعد ما سحب شنطة غيارها وهو عم يشكر ربو إنو باقي مطفي السيارة وساحب المفتاح منها قبل ما ينزل يحملها ولا لكان تعيّق بين حملانها وتنزيلها... فبس بضل عليه هلأ يقفل السيارة بالريموت علشان الملفات المهمة يلي بشنطة لابتوبو: آه بس إلك! 
وسند حالو ع الجيب كرمال يدفع الريموت من جيبتو لفوق ويقفل السيارة والمدام ولا عن هوى داري لإنها مبسوطة بعد ما صار الورد وهو إلها... ولا مو بس مبسوطة إلا قاعدة عم تتوحم فنطقت طالبة منو بحماس: بدي بوظة...
رد مسلكها وهو عم يتحرك فيها ناحية البيت: حاضر... وفتح الباب عابر معها منو لجوا الليوان العريض... وهو عم يسمعها عم تقلو بهمس: بدي مكدوس كمان وبوظة ع رمان... وبطاطا وجبنة... 
كمل طريقو ناحية الدرج وهو لساتو مسلك معها... شكلها البنت مو عاملة افتح قلبك معو إلا افتح لسانك وأطلب ما لذا وطاب متل الهمبرغر والبيتزا... فضلو راخي سمعو معها وهو مستغرب إنو فيه عالم جواتها... 
عالم بعيد عنهم وما حدا بعرف عنو حتى هي نفسها...فدخل فيها الجناح منتبه ع نظافتو وجمالو مع الحركات واللمسات الجديدة العاملينها امبارح بالجناح... فرمى شنطة غيارها ع الكنب...ولف كوعو لورا مسكر فيه الباب وراهم... وهو عم يقلها: هلأ بخلي رولا تطلعلك الأكل... وكمّل فيها لغرفة نومهم المنظفة من فوضة اليوم وهو محاول يتناسى كل شي صار الصبح معهم لإنو ما هانلو يوّصل عيلتو الصغيرة بإيدو لهيك وضع... فنزّلها ع السرير مع ضمة الورد الحاملتها إلا بسؤالها المستعجل: وينهم؟ وهي عم تحرك رجليها بمهل لتشلح حفايتها البيضة ببوز الحفاية التانية لإنو مو قادرة تشلحهم عادي مع وجعها... ودفشتهم ع الأرض بعيد عن السرير منبهتو بصوت وقوعهم ع الأرض ع سرحانو بالكائنة يلي عم بتعرف عليها اليوم لأول مرة بشكل مختلف عن قبل...
فما لقى حالو غير عم يبتسم ع طريقة شلحها لحفايتها الطبية متل الصغار... وع طريقة اختصارها للحكي كلو بكلمة وحدة... على أساس يلي قبالها رح يفهم بسرعة هي شو بتقصد... إلا هو قرب منها بدو يشلحها المنديل... لكنها هي رفضت... فرفع حاجبو باستغراب وهو عم يقرب من خدها ماسح عليه بحنية... فلفت وجهها وكأنها فصلت برا الجناح شي وجوا الجناح شي... فنطق بذكاء: إنتي زعلانة مني؟ 
سكتت ونزلت راسها هاربة من المواجهة مطالعة الورود الحاملتها بين إيديها... فقرب منها رافع دقنها لتواجهو: ليه زعلانة مني؟
بعدت عيونها عنو رافضة تطالعو خوف ما تواجهو والمشكلة عندها هلأ هو مصر معها ليعرف... فبكت بضياع قدامو... فاضطر هو يسحبها لصدرو مهون عليها: ما كان قصدي.. إنتي فهمتي كلامي غلـ ~~~ إلا غير مجرى كلامو لإنو حس الموضوع رح يزعلها بزيادة... فحرك إيدو ماسح ع ضهرها بحنية... وباسها ع منديلها مبعد عنها وهو عم يقلها: إذا بتضلك تبكي هيك ما رح تقدري تشوفي الأشياء يلي جبتلك إياها؟ 
جودي بسرعة رفعت راسها ماسحة دموعها ببطن إيديها... ففهم بدها تشوفهم فرد سألها: بدك جيبهم لهون ولا تقومي معاي لعندهم؟ 
فردت عليه بتحريك الورد بعيد عنها وجهزت حالها بدها تقوم... فرد تبسم عليها معلق: طيب اشلحي منديلك وعبايتك والحقيني... 
جودي والله ما خيبتو... فشلحتهم وهي قاعدة ع ركبها... وجت بدها تقوم لكنو حملها بحرص وهو عم يقلها: لازم تنبهي ع أكلك ماشي... 
أي ماشي يلي كلام عم يقلها إياه هلأ وهو دايبة معو... فركت راسها ع صدرو وهي شو خجلانة منو ومتمنية تخبي وجهها جواة قلبو للي تحرك فيها لغرفة الغيار فاتح الباب ومضوي ضوها كاشف عن كم صندوق مشمشي اللون حجمهم كبير... فتعجلت بدها تنزل لتشوف شو فيهم متل الأطفال... فهو نِزل فيها لعندهم وهو عم يقلها: ع مهلك.. لاحقة!
لاحقة ولا مو لاحقة ريّح لسانك البنت سمعها مو معها ولا معك...
فتحركت مبعدة عنو ناحية الهدايا الجايبلها إياها... في حين هو قعد بس مراقب بردة فعلها كيف كانت عم تحسس على الصناديق والتغليف والشبر والفرحة مبينة عليها لكن للأسف لإنها معطيتو ضهرها كان صعب عليه يشوف تعابير وجهها فما كان شايف منها غير شعرها المجدل واللي مو عاجبو وضهر بيجامتها القطنية الرمادية الباردة واللي الله أعلم متى رح تقلو بردانة منها... هادا في حال إذا عرفت إن البيجامة بتعطي برودة... أو ممكن مع يلي هي فيه ما رح تحس ببردها كرمال تطلب منو يدفيها... فانتبه عليها عم تلفلو وجهها بدها تحمل الهدية لتشاركو فتحها لكنو تخيب ظنها لما لقتو تقيل عليها... فجعّدت جبينها متوجعة من شدها ع حالها...
فتدخل بسرعة حاملها قبلها وهو عم يحذرها: ممنوع تحملي شي تقيل فاهمة! 
هي تفهم... أبدًا! 
مستحيل من عقلها بالهدايا... ففتحلها أول هدية وهو عارف عقل مرتو مضيّع... وقرب منها الصندوق لتشوف شو محطوط فيه إلا لقت جواتو كاميرا زهرية ودفتر ضخم مع قصاصات ولزاق فهي صارت تقلب فيهم بإنفعال مو فاهمة لإيش هادول... إلا هو دخل إيدو معها ساحب الدفتر... محاكيها: شوفي هادا الدفتر! وفتحلها إياه مقربها منو ليحط إيدو ع بطنها... ونطق بنبرة حنونة: هادا علشان تحطي فيه كل شي بخص ابننا من شرا أواعي وكل شي بخصوص تطورو وفحوصاتو... وسكت منتظر بردها للي
دابت من كلامو وقربو وريحتو واللي عم تشوفو فبكت فاتحة الصندوق التاني بدالو وهي خافية دموعها عنو... إلا لقت طواق فخمين مع أرواج وعطورات... وما حست عليه غير مقرب منها الصندوق التالت واللي هو اتقلهم... ففقدت شو محطوط فيه ودهشت بس لمحت مليان جواتو روايات متل يلي شافتهم عند جوري... فما عرفت شو تقول من كتر مهي متفاجئة... وفجأة إلا بصوتو وهو عم يسحب شي من صندوق الطواق: ما انتبهتي ع اهم شي بينهم؟ 
هي بسرعة مسحت دموعها لافة عليه تشوف شو فيه... لإنها ما ركزت شو قال... إلا لقتو مقرب منها وهو عم يفتح العلبة الناعمة قدامها واللي مبين عليها هتكون من المجوهرات... فبس فتحها وهو عم يحوطها بإيديه بين ايديها شلت مكانها بس شافت سنسال مع تعليقة دهبية جاية هيكل خارجي لراس أم ضامة ابنها...ولونها شحب وعيونها طلعوا من مكانهم وبعدها اتضيقوا منفجرة بكى بصوت عالي... من خوفها... 
لإنها هي مو مستوعبة ولا شي من كتر ما كلشي بجي بسرعة معها من امبارح لحد اليوم... فلفها لإلو محتويها: ليش هالبكى هلأ... مش كنتي مبسوطة؟ 
حاولت تعبر فالخنقة تقتلها... فتبلع ريقها... فنطق بخوف عليها لتشرق: أبلعي ريقك وتنفسي... ما تستعجلي ع شي ماشي... 
هزتلو راسها وهي عم تبلع ريقها بصعوبة لإنها حاسة ممكن تنخنق بأي لحظة... فقرب جبينو من جبينها وهو عم يسمح دموعها محاكيها بود علشان تهدى: عمري إنتي هلأ حامل وتعبانة كتير فما تبكي هيك وتتعبي حالك بزيادة... إذا تعبانة ما تغصبكي حالك ع شي... 
ردت عليه وهي خلص بدها تنام من كتر ما عيونها حرقوها مع البكى ومن كتر ما جسمها مر بأشياء كتيرة متعبة عليه وفوق تحمّلو: بدي نام... تعبانة! 
فتنهد حاملها بين إيديه وهو عم يتنهد لإنو حس حالو فشل معها ليرضيها... وطلع فيها لغرفة النوم وهو عم يقلها: ما فيه نوم إلا بعد ما تاكليلك شي؟ 
هزت راسها بنفي وهو عم ينزلها ع السرير تتسطح... وهو مناه يقلها ما تنسي تصلي بس واضح عليها هلأ مو قادرة تستوعب شي فبس تصحى بخليها تصلي لو هي قاعدة... المهم تصلي قد ما بتقدر لو على الأقل الفروض... فبعد عنها مغطيها... إلا بدقة الباب... فتبسم بوجهها: اجى الأكل... فرد بصوت مسموع: ادخلي! 
إلا كانت الخدامة رولا داخلة بصينية الأكل وهي عم تقلو: انشالله ما ازعجتكم يا بيك؟ 
رد عليها عبد العزيز وهو عم يوّقف ع رجليه: أي ازعاج سيبك من هالكلام... وهاتي عنك الصينية... أصلًا لو ما تذكرتي تجيبي الأكل لمرتي الجوعانة كان ذكرتك..
الخدامة رولا قربت منو معطيتو الصينية وهي بلبسها الرسمي المحترم: تفضل يا بيك... 
عبد العزيز اخد منها الصينية المنزلة رجليها القصار وهو عم يسمع بقية كلامها: وأنا تأخرت شوي علشان الست تاكل البطاطا والجبنة... ونزل الصينية الخشبية قريب من رجلين جودي وهي مستمرة بكلامها: بعد ما يجهزوا فورًا كرمال تنبسط بطعمهم المانو بارد...
فلف عليها ناطق وهو منتبه ع المدام يلي تحمست للأكل شوي مع تقل جسمها المحتاج ينام: الله يسلم إيديكي ما قصرتي... فيكي هلأ تروحي! 
الخدامة رولا هزت راسها: حاضر والحمدلله على سلامة الست! 
ولفت طالعة بعد ما قلها عبد العزيز: الله يسلمك... تاركة جودي تقلب معدتها مع ريحة البطاطا المقلية... بس فكرة تكون البطاطا معها جبنة سايحة ومكدوس اللفت ها يعني تشجعت شوي.. فتأملت بالجبنة كيف طرية وريحتها شهية مع طعم اللفت الرهيب لعابها سال وقلبها داب ع الآخر... وجت بدها تاكل منهم بدون تفكير منها وهي مو منتبهة ع اللي قاعد بس عم يراقب فيها... إلا بإيدو مانعتها: يا بنت استني عليهم شوي ليبردوا بلاش تحرقي سقف حلقك ولا لسانك! 
جودي رفعت عيونها جاحرتو ع هالحركة المحطمة لقلبها وع هالكلام المالو داعي وهي مو منتبهة ع تنفسها...فنبهها من قبل ما تنسى تتنفس وترد تشرق: اصحك تنسي تتنفسي... اشربي الشوربة بالأول! 
هي تشرب الشوربة جنت شي فمدت الصحن لألو... يعني اشربو إنتا... فضحك بوجهها: ههههه قويانة يا بنت... بس صبرك علي من يوم وطالع ماني ساكتلك ع إهمالك... افتحي تمك! 
جودي رفعت ايدها ع تمها وهي عم تقلو: مو زاكية وشكلها يع!! 
عبد العزيز انفجر ضحك: ههههههههه يع استغفر الله إنتي ممنوع تقعدي مع جوري ساعة... والله خربت عقلك (والله إنها خربت عقلك)... 
جودي صارت تأشرلو: ريحتو... 
عبد العزيز سحب المعلقة مغاوظها: خليني شوف طمعها... زمان ما أكلت شوربة... وصار يشرب فيها... فعلق وهو عم يبلعها بإعجاب كبير: طعمها زاكي... الله يسلم إيديها رولا ع عملانها... 
له يا عبد العزيز الله يسامحك ضروري تقول هيك... ضروري تنكد ع البنت وتخلي نار الغيرة تشب شب جواتها وتحرقها... فقربت منو بعصبية ناطقة: لأ مو زاكية وما بدي آكل! 
عبد العزيز لف عليها باستغراب ناطق: مالك يا بنت الحلال.. ليه ما بدك تاكلي ونزّل الصحن ع الصينية مكمّل معها: له ليه ما بدك تاكلي؟ مش الأكل مهم للي ببطنك.. ومد إيدو ع بطنها... ولا كيف بدك إياه يكبر وتحسي بحركتو... 
جودي ضاعت بس حست بإيدو ع بطنها... فرفعت إيديها ع شعرها ماسحة عليه بحيرة... 
فبعد عبد العزيز إيدو عنها مسايرها: يلا افتحي تمك طعميكي! 
هي تاكل من أكل رولا مستحيل بس رح تاكل علشان ما تيجي هلأ تاخد الأكل... فأكلت اول لقمة من البطاطا والجبنة يلي شوي بردت وهي معتمدة تعضو ع إيدو... فهو صدم من عملتها... وهي بعدت عنو مبتسمة برضى... فرفع حاجبو كأنو حاسسها عم تنتقم منو ع اللي عملو معها الصبح... فضيق عيونو محاكيها بصراحة: كنك حابرة عليي؟ 
حابرة عليه؟؟؟
كلمة غريبة عليها... فسكتت ماكلة من البطاطا كمان وهي عم تطالعو بنظرات مو مفهومة لإلو... وفجأة أدن آدان العصر فنطق بحرص: كلي هيني قايم اتوضى وأصلي قدامك فبس خلص صلاتي بدي لاقيكي مخلصة كل يلي بالصينية... فاهمة! 
حركت حدقات عيونها لأطراف عينها بأعتراض ع كلامو وع أي شي رح يقولو... فقام من عندها وهو مسايرها علشان ابنهم يلي ببطنها ووضعها الحساس... وبسرعة قام يجدد وضوه ويصلي العصر ع وقتو... فصلاه ودخل يغير يلي لابسو للبس كاجوال بنطلون جينز وقميص زيتي.. مع حفاية زيتي وحزام عسلي ع بني وساعة ع إيدو اليسار لونها نفس لون حزام الخصر وتعطر وهو حاسس حالو فاقد كم عطر من عطورو... معقول هو بنساهم ع التواليت فتحرك لعند التواليت مفقد فيهم وما بعرف شاللي خلاه يفتح جرارها سهوًا وجت عيونو فورًا ع عطرو المفضل تحت طواقها... فبعد طواقها لامح كمان عطرين لإلو معهم فلف عليها منذهل منها... يعني شو بدها بعطورو... فما حمّل الموضوع أكبر من حجمو... وسحبهم معو مرجعهم لمكانهم... وهو مفكرها ممكن مع الحمل نسيت وين مكانهم او تلخبطت... 
فما لحق لسا يلف حالو إلا سمع صوت استفراغها جاي من غرفة نومهم.... بسرعة طلع ركض لعندها... يشوف شو مالها.. 
ما بعرف إنها بلعت الشوربة ع شربة وحدة خوف ما يشربها هو من غيرتها وهي مو طايقتها... فكانت معدتها مليانة مع اشمئزازها من ريحة الشوربة وطعمها طلّعت كلشي اكلتو في المستشفى وحتى هلأ ع الأرض وع غطى السرير لإنو ما فيها حيل لتقوم بسرعة ع الحمام... فقرّب منها وهي عم تبكي مو ملحقة تغيراتها يلي عم تصير معها اليوم... فبعد الصينية عنها تاركها ع الكوميدينة وزاح عنها الغطا وهي عم تحاول تكمّل استفراغها فنطق بنبرة حنونة: بسيطة بسيطة! 
ورفعها ع إيديه محركها ناحية الحمام لتكمل استفراغها هناك وشو حست روحها عم تطلع مع وجع جنابها فمسح ع شعرها وضهرها: بسيطة فترة وبتعدي أجر وعافية انشالله عند ربنا.. 
ولما حست حالها دابت من الاستفراغ ركت راسها ع صدرو... فساعدها توقف ليغسلها تمها وهو حاسسها مانها قادرة توقف ع رجليها... فحس ما فيه أحسن من إنو يحطها عند أمو لإنو لازم هلأ هو يروح ع العزيمة المهمة لإلهم... فخبّرها بكل صراحة وهو عم يرفعها ع إيديه: رح أتركك عند أمي لكم ساعة لإنو ما فيني ضلني عندك... تمام! 
جودي مو مصحصحة معو...
جسمها ما فيه حيل بعد يلي استفرغتو... وروحها طلعت مع وجعها فما ركزت معو بشو قصدو... فطلع فيها من الجناح وهو عم يتنهد فدق جناح أمو بس ما فيه رد ففتحو يتأكد إذا موجودة هون ولا لأ... لكن ما لقالها أثر... فلف فيها لجناح جوري معلق: أحسن حل خليكي عند جوري صاحبتك...
جودي مو فارق عندها وين يتركها هلأ لإنها بدها تنام من كتر ما العالم عم يلف فيها... فدق الباب عليه بس ما فيه رد فأضطر يفتح الباب داخل فيها جناح أختو يلي مالها أي أثر فيه بدل ع وجودها... فسطحها مغطيها وموطي درجة المكيف لإنو جناحها بوظة وقرب من جبينها بايسها: هلأ بخليها تيجي عندك... ما تتعبي حالك اليوم ماشي... 
هزت راسها بمسايرة... وبعد عنها مدور ع الأخت جوري...
إلا لقاها قاعدة عم تاكل ع طاولة السفرة بعد ما رجعت من بيت الجد لحالها... تاركة أمها مع مرت عمها كوثر يحيكوا اواعي شتوية للبيبي الحاملة فيه جودي بكل رواق دام ما حدا رح يكون بالبيت غيرهم لإنو الجد معروف عندو مشوار رح يقضيه من بعد العصريات... فبسرعة رجع لجناحو حامل مفتاحو وتليفونو ونزل تحت سامع صوت جوري وهي عم تحاكي الخدامة رولا: قلتلك المسلسلات التركية احضري وما تدققي... 
إلا بصوتو هو: صبرك علي إنتي وهالمسلسلات... 
جوري جفلت بس سمعت صوتو... وكمل كلامو لرولا: رولا معليه بعينك الله تنظفي جناحي من استفراغ مرتي... ولف ع جوري... تركت مرتي بجناحك بتخفي عليها مو تجلطيها فاهمة لإنها مو حمل شي!! 
جوري هزت راسها هي ست الفهم هلأ... المهم رضاه هلأ: حاضر!
وبعد عنهم طالع من البيت وهو محتار من قصة بكاها لحظة ما شافت سنسال هيكل جسم الأم وابنها... 
هالقد هي رافضة الحمل ولا شو بالزبط... وفجأة تذكر إنها بلا أم... فبلع ريقو كيف راحت عن بالو هادي الفكرة... 
جد شو صاير غبي يا عبد العزيز وين عقلك باقي!!!
فتنهد من عقلو يلي صاير يضيّع مع الضغط يلي عليه... فاستغفر ربو فاتح
سيارتو راكب فيها وهو لسا مانو ناسي قصة ادويتها وفحص زراعة البول بس لإنو مشغول اليوم... 
فرح يخلي حدا تاني غيرو يجيبهم للبيت وكان لبكرا عملت فحص زراعة البول إذا فيها حيل... ورفع تليفونو متصل ع جدو يشوف وين أراضيه علشان يعرف وين رح يتلاقوا كلهم لإنو ما لمح سيارة جدو صافة مكانها وهو عازم كل العزم بس يرجع ع البيت رح يعيد قراءتو لكل شي جابلو إياه أشرف عنها بالنص الحرفي... كرمال يفهم شو هي بالزبط... لإنو شخصيتها مزيج رهيب... بين عقلها المغيّب وعيشتها ع سجيتها... غير سكوتها المريب... وانعزالها وخوفها غير المبرر... كلامها المختصر... استسلامها وضعفها وقصر ذاكرتها... جوعها الحراق... وقلة أكلها بنفس الوقت... واهمالها لنفسها... وجهلها بكتير أشياء... ورغم هالعيوب كلها هي حابه تعيش وعادي عندها يعني تكون حياتها محدودة المداخل بدون ما تنحبط ولا يصيبها اكتئاب شو هالمناعة النفسية يلي عندها من وين جايبة هالثبات هادا؟؟
سؤال جدًا محير وخطير بذات الوقت... وبحتاج لجواب يشفي فضولو... يعني ما عمرو تعامل مع وحدة متلها... صحيح شاف كتير ناس بحياتو بس متلها ما شاف ولا بتوقع رح يشوف... فلازم يفهم مالها بالزبط لإنو شاكك عندها شي من الولادة متل قصر الانتباه وصعوبات تعلم... او شي قريب منهم... بس ما رح يحكم فورًا إلا لما يدقق بكلشي وصلو عنها وشافو منها ويربط ما بين السطور... لإنو هو خلص اكتفى من مراقبتو لإلها وصار وقت يجمع الجزئيات ويحلل شخصيتها علشان يرسى معها ع شي...دامو وثق إنها هي هبلة كتير مو شوي وغير إنها هبلة ... مغفّلة... فكرمال يرفع منها صح لازم يعرف وين وجعها عشان ما ترتفع بالمكان الغلط... 
فسلم موضوعها لليل لبعد ما يخلص مع عيلتو.... من العزومة يلي مالو خلقها... بس شو يعمل يعني جدو قلو لازم تكون حاضر معنا فيها دايم كلنا رايحين... فتلاقى معهم كلهم قبال مفترق عين كسير (اسم منطقة) وكلهم ورا بعض متحركين لعزيمة عيلة الغوانم يلي معروف عنهم بحب عملان العزايم والمناسبات الكتيرة بين الفترة والتانية ليتلاقوا مع الناس ويكون إلهم مكانهم بتعريف التجار وأصحاب رؤوس الأموال ع بعضهم... فعزيمة اليوم مالها داعي إلا كرمال يتلاقوا اصحاب الأموال بين بعضهم ليتكلموا ويتعرفوا ويتبادلوا الأرقام ويغيروا جو ويعبروا عن افكارهم وانزعاجاتهم من وضع سوق المحلي والاقليمي والعالمي... وهو راسو بهيك قعدات بتصدع وطبعًا حالو مو أحسن من حال عاصي يلي كان بتنقل من حدا لحدا... ليحصل ع أجوبة لاسئلة عم تدور ببالو... في حين عبد العزيز كان عفآن الكلام وسنينو بس شو بدو يعمل غير إنو يجاري الناس ومواضيعهم المكررة... بخصوص الثورات والمحلات يلي خسروها ببعض المناطق وإنو حتى اوروبا ما عادت مغرية للاستثمارات ووين تركيا والصين وجنوب افريقيا من الوضع... وقصص بتدخل وبتطلع... وهو مكمّل... بس الكارثة في عيون شب قريب من عمرو عم تطالعو بين الفترة والتانية بشكل غريب عليه وفيها إصرار كبير... وبتوحيلو للحظة إنو في بينهم معرفة... تجاهل الموضوع رغم إنو حاسو حدا مانو قليل... فجأة إلا لقى عاصي مقرب منو هامسلو: كبير الأشقر (أبو محمد يلي عرفو عليه ع العيد) مو جاي بس سمعت باعت ابنو خالد وحفيدو... 
عبد العزيز هز راسو براحة: يبقى في شي صاير كرمال ما يحضر... أو ممكن لفت انتباه لحفيدو... 
عاصي ضحك بمرار: براڤو عليك... بعدين ماني لامح حدا من عيلة دهب غريبة... حبايبنا مانهم حاضرين...
عبد العزيز ردلو بعجلة لإنو شاف في رجال جاي لعندهم: سمعت إنو عثمان دهب تعبان... وصاير يروح ع المستشفى كتير...
عاصي هز راسو: شكلو صلحنا معهم بغم.... وضحك متبعدين عن بعضهم مكمّلين مع الرجال حواليهم لحد ما اجى موعد الأكل... فتحركوا ناحية الطاولات والدنيا ضجة وضحك فاللي أكل وروح واللي أكل وبقي... فكانت عيلة الخيّال من الفئة التانية لإنو معارفهم كتار... فالجد غاطس بالحكي مع صحابو الكبار وعمو جميل وزيدان وبدران قاعدين وحواليهم مجموعة كبيرة.... وعمو جابر لحالو قاعد مع كم رجال كبار كتير بالعمر في حين عمو جواد الدكتور بالأردن لإنو كان عم يحضر ندوة طبية... وعبد العزيز وعاصي متنقلين ليجسوا النبض وجبر مانو فاضي لهالقصص هاي مشغول بقراءة تقارير طلابو وأرسلان لاهي بشفتو الليلي يلي بدّل فيه مع رفيقو بالمستشفى لظرف طارئ عندو... 
فصلوا المغرب والعشا جماعة ببيت الغوانم... وبعدها رجعوا لبيوتهم... وهما محمّلين بكتير أفكار عن وضع البلد والتجار... فعبد العزيز احتفظ باللي بدو إياه واللي ما بدو إياه أرشفو لوقت اللزمة... وتعمد يوقع بالأزمة هو وعاصي يلي عندو مشوار مهم هلأ لازم يقضيه.. كرمال يحاكوا بعض ع الحراك بعيد عن عيون رجال العيلة... فتعجلوا رايحين ع زاوية متكلمين بسرعة... وبعدها افترقوا... واحد ليقضي مشوارو... والتاني ليرجع لبيتو عند مسكنو مرتو المريضة بعد ما تركها بجناح اختو لتعتني فيها وتدللها... وهو فعلًا مستغرب كيف الأيام دارت فيهم لحد ما وصلوا مع بعض هون... من اجبار وخوف... لعقاب وجفا... لحد تعب واحتواء... فالله أعلم بعدها الأيام الجاية وين رح تروح فيهم لحب وشوق... ولا لهجر وقسى... 
فتنفس براحة كبيرة بس وصل بيت أهلو... وصف سيارتو مكانها لامح سيارات عماتو ورجالهم صافة قبال بيت جدو... ففهم إنو عماتو باينتهم يا جايين يسهروا أو جايين يناموا... فسحب معاه شنطة اللابتوب نازل منها داخل البيت المطفيين ضواو... وهو عارف ومتأكد أمو قاعدة معهم هناك... فتحرك وهو حامل شنطة لابتوبو لجناحو يلي كاد رح يدخلو لكنو تراجع بآخر لحظة مقرر يتطمن عليها فتحرك لجناح أختو التاركة باب جناحها شبه مسكر... إلا وصلو صوت ضحك أختو جوري وأريام... فما حب يدخل يزعجهم فانسحب راجع لجناحهم المضوي من قبل ما يدخلو تارك شنطة لابتوب ع الكنبة وعبر ياخدلو حمام سريع لينشط فيه جسمو كرمال يسهر ع الملف يلي عندو وع تحليل شخصية مرتو الغريبة... لإنو ما عاد فيه يأجل اكتر من هيك... وسحب روبو طالع من الحمام بعد ما أخدلو حمام بارد أبو خمس دقايق... وهو حاسس جسمو متنشّط رغم قلة ساعات نومو وهو مانو عارف شاللي بستناه... فتحرك ناحية غرفة الغيار كرمال يلبسلو شي وشل مكانو بس لمحها في غرفة الغيار قاعدة قبال الهدايا الجايبلها إياهم والمفرودين حواليها بشكل عشوائي... وعم تطالع السنسال يلي ماسكتو بأطراف أصابعها وهي عم تبكي بحرقة بدون ما تحس ع وجودو من انغماسها بمشاعرها يلي ما فكر مرة وحدة يفكر فيها بشكل إنساني غير اليوم من بعد ما أوّل سبب بكاها عصريات اليوم هو فقدانها لأمها يلي خلاها تكون بمتل شخصية الطفلة الصغيرة المانها واعية ع شي في الحياة... والبريئة بزيادة... والقلبها نقي كتير لدرجة بخليها تنسى كل شي هو عملو فيها... على عكسها هو يلي من كرهو لأهلها وخوفو منها لتدنس اسمهم... كان متربصلها ع كل حركة بتتحركها بكل تشكيك منو لمقاصد نواياها... كرمال يعاقبها ع الصغيرة قبل الكبيرة بدون أي ذرة رحمة خوف ما تفضحهم... وتجيب اسمهم بالعاطل... وهالخوف هادا خلاه يتعامل معها كأنها رجل مو بنت... ويشوفها كأنها عدوتو مو مرتو... ولولا ما حملت بابنو ولا لكان ما رحمها بمعنى الكلمة... 
وشو قلبو شد عليه لحظة ما شافها عم تطالع السنسال مرة وتمسح ع بطنها بإيدها الماسحة فيها دموعها وأنفها بكل براءة بكُم بلوزة بيجامتها مرة تانية... رجولتو هون تصدعت.... لدرجة ما قدر فيها يقرب منها ولا قدر ينبهها ع وجودو إنو عم يتأمل حالها... لإنو ما توقع يكون عندها هيك مشاعر... 
صحيح هي بتبكي من الخوف بس ما توقع عندها شي عم بوجعها هالقد وخافيتو عن عيون الكل بكل براعة... فما لقى حالو غير داخل عليها~~~
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الثاني عشر 

وشل مكانو بس لمحها في غرفة الغيار قاعدة قبال الهدايا الجايبلها إياهم والمفرودين حواليها بشكل عشوائي... وعم تطالع السنسال يلي ماسكتو بأطراف أصابعها وهي عم تبكي بحرقة بدون ما تحس ع وجودو من انغماسها بمشاعرها يلي ما فكر مرة وحدة يفكر فيها بشكل إنساني غير اليوم من بعد ما أوّل سبب بكاها عصريات اليوم هو فقدانها لأمها يلي خلاها تكون بمتل شخصية الطفلة الصغيرة المانها واعية ع شي في الحياة... والبريئة بزيادة... والقلبها نقي كتير لدرجة بخليها تنسى كل شي هو عملو فيها... على عكسها هو يلي من كرهو لأهلها وخوفو منها لتدنس اسمهم... كان متربصلها ع كل حركة بتتحركها بكل تشكيك منو لمقاصد نواياها... كرمال يعاقبها ع الصغيرة قبل الكبيرة بدون أي ذرة رحمة خوف ما تفضحهم... وتجيب اسمهم بالعاطل... وهالخوف هادا خلاه يتعامل معها كأنها رجل مو بنت... ويشوفها كأنها عدوتو مو مرتو... ولولا ما حملت بابنو ولا لكان ما رحمها بمعنى الكلمة... 
وشو قلبو شد عليه لحظة ما شافها عم تطالع السنسال مرة وتمسح ع بطنها بإيدها الماسحة فيها دموعها وأنفها بكل براءة بكُم بلوزة بيجامتها مرة تانية... رجولتو هون تصدعت.... لدرجة ما قدر فيها يقرب منها ولا قدر ينبهها ع وجودو إنو عم يتأمل حالها... لإنو ما توقع يكون عندها هيك مشاعر... 
صحيح هي بتبكي من الخوف بس ما توقع عندها شي عم بوجعها هالقد وخافيتو عن عيون الكل بكل براعة... فما لقى حالو غير داخل عليها ناهي ضجيج أفكارو ولخبطة مشاعرو بالوقت يلي هي حاولت تقيم حالها عن الأرض لحظة ما حست عليه وهو عم يدخل غرفة الغيار من قوة دخولو عليها واللي دفعتها لتقوم وتعدل حالها فورًا وهي عم تمسح دموعها قبل ما يسألها ليه عم تبكي؟ أو شو مالك؟ خوف ما يعصب منها... لإنو بكفيها الكلام يلي سمعتو عم يدور عنها بين أمو واختو قبل ساعة فبلاش يجي هو يكمّل عليها هلأ وهي خلقة مو قادرة تتحمل شي... 
وسبحان الله شو إنها كانت خايفة من شي اتريه في شي تاني نسيت تخاف منو ولا تحسبلو حساب دوختها المفاجئة مع قومتها السريعة ووجع جسمها يلي ما خلاها تسند (تستند) طولها منيح (عدل)... فجت رح توقع لولا تدخلو ساندها عليه وهو عم يقلها: انتبهي ع مهلك!! 
تنتبه!!!
أي انتباه بدها تنتبهو إذا هي تركيزها قليل... وذاكرتها قصيرة لدرجة رغم وجعها قامت من خوفها يلي نساها قصة وجع جنابها وعرقها النسا... وقلل من أهمية تعبها وفتلان راسها وغباش عيونها مع البكى... كرمال تتهرب من اسئلتو ولا عصبيتو بس للأسف رجليها ما ساعدوها تبين حالها بشكل منيح قدامو من ورا قلة الأكل والوجع الجسدي مع الوجع النفسي عندها... فنطقت قبل ما تخور ع الآخر وهي عم تتمسك بصدرو خوف الوقعة: تقيلة أنا!! (قصدها مو قادرة تحمل حالها)
فحملها بسرعة متدارك الموقف وهو فاهم وحافظ عن ظهر غيب شو وظيفتو هادي الفترة غير حملانها... فطلع فيها لغرفة نومهم ممددها على السرير ومغطيها منيح لإنو حاسسها عم ترجف ودموعها عم ينزلوا غصب عنها رغم محاولاتها تما (لا ما) ينزلوا... بس ليس كل ما يتمناه المرء يدركه... أي محاولات رح تنفع معها وهي طاقتها مستنزفة من بعد ما تركها تنام بغرفة أختو جوري وتصحى ع حلمة مرعبة بأبوها مخليتها تدوّر إذا هو ولا أختو جوري حواليها بس للأسف الشديد لا هو ولا هي حواليها كرمال يحتووها بعد حلمتها المرعبة يلي مانها متذكرة شي منو غير إنو أبوها محراك الشر عم يشدها من شعرها... لدرجة مخليتها تحس فيه كأنو شي صار ع الأرض الواقع من وجع فروة راسها مو مجرد حلم وصحت منو... ومن رعبها يلي غاب عنها فترة ورد رجعلها بقوة... هربت من عتمة جناح اختو جوري وهي عرقانة عرق بارد من خوفها لتبقى لحالها هوناك... فأكيد هو هلأ بجناحو دام الدنيا ليّلت...
وهادي الفكرة لحالها شو بتهدي بالها... يبقى شو حال لو كانت حقيقة... 
وبين رغبتها الملحة لتكون حواليه وع صدرو وقريبة منو حست جسمها اختل توازنو من نقص الفيتامينات عندها وقلة أكلها وشربها يلي مخليها تنضغط من راسها وتتضايق بسرعة... فسندت حالها فورًا ع الحيطة المجانبة لإلها متحسسة طريقها إلا بصوت جوري المنفعل واصلها من مكان قريب منها ولافت انتباهها: يما يعني ما تاخدي كلامي إنو أنا فضولية... مش المرا المتزوجة بس تعيا بتروح لبيت أهلها تتدلع عندهم يعني بتحس عندهم ~~~
إلا بصوت أم عبد العزيز يلي وصلها ومخليها تتأكد إنو جاي من غرفتها المقابلة لجناحهم: بتعرفي إذا سكتك رح تبعبشي من وراي.. من الآخر شو بدك تعرفي بلكي نخلص من فتح هالسيرة اليوم... 
إلا بصوت جوري يلي خفت حدتو مقارنة بانفعالها قبل شوي: يعني مثلًا ليه أهلها ما عم نشوفهم بطلوا (يطلوا) عليها... طيب وينهم اليوم الدكتورة لما قالت هيني عم بقولك قدام أهلك... كنت ماسكة لساني قلها إحنا أهل زوجها... هو صح ~~~
وهون جودي ما قدرت تتحمل تسمع أكتر من هيك فخطف راحت لجناحها ضاوية ضو غرفة الصالون وغرفة نومهم بعد ما خبطت رجليها ولا أصابع رجليها بحفة الأثاث من قلة تركيزها... ولما جت بدها تضوي غرفة الغيار توقفت مكانها بس لمحت صناديق هداياه قدامها فتحركت لعندهم كرمال ما تحس بالوحدة وعتمة المكان فوق وجع روحها وقلبها يلي فسر كلام جوري على إنهم مستثقلين منها... متل أهلها... 
طيب إذا هما مستثقلين منها يبقى السؤال المهم هلأ هي وين تروح بحالها كرمال تهون على حالها؟ 
وين تهرب منهم؟ مو لتريح حالها لإنها هي تعودت على الهجر من غيرها إلا لتريحهم منهم فما لقت حالها غير نافلة كلشي بالصناديق التلاتة ع الأرض بلكي تفش خلقها فيهم وفجأة بس شافت السنسال يلي جابو حملتو بين إيديها متأملة فيه وبكيانة بحرة على يلي عم يكبر ببطنها... هي صح ما بتفهم كتير بالحياة بس إذا هما مستثقلين منها شو رح يكون حال يلي عم يكبر جواتها؟
أكيد كلهم تحصيل حاصل بدون شك رح يستثقلوا منو معها... 
فزعلت كتير عليه... مو بقولوا فاقد الشيء يعطيه بكثرة فبكت للمرة التانية مو دموع آسى وضعف إلا بكت دموع قوة وحب وشفقة للي عم يكبر جواتها لإنها هي ما رح تستثقل منو فكانت عم تمسح عليه لإنها ما بتعرف شو رح تقلو... فكانت المسحة عليه دعم منها لإلو... لكنو هو اخترق عالمها... وخرب لحظاتهم الأولى بين بعضهم... فهي هلأ وهي متسطحة ع السرير عم تبكي لإنها ما بدها إياه... بدها تكون لحالها مع ثمرتهم الصغيرة... لكن وين تكون لحالها معو واللي آجى منو قرب منها محتويها ومحاكيها بكلام حنون: تعبانة؟ 
بدك مسكن؟ 
ليه ساكتة؟ 
شو مالك يا قلبي؟ 
وهون بكت لإنها هي عم تصدقو بمجرد ما يقولها هالكلام الحنون... لدرجة بتفكرو فيها جد قلقان فيهم... بس هو أول ع آخر متلهم... ورغم معرفتها بهالشي نامت متمسكة فيه وهي عم تقلو شي بلسانها التقيل: ماتتر كنا! (ما تتركنا) وعم تهمهم بشي مو مفهوم لإلو... ومخليه متربط مو عارف شو يعمل معها ليهوّن عليها العم تمر فيه لإنو قبل كانت بس تبكي بالقوة بسكتها بس هلأ القوة هاي هتتعبها وما رح تسكّتها... فالسؤال المهم هلأ...إذا الرقة وهي بمتل هيك وضع ما جابت نتيجة معها يبقى شاللي رح يجيب معها نتيجة بعدها؟ 
وارد جدًا هي بدها شي أكبر من يلي عم يعملو؟ 
معقول بدها مراعاة.. وهادا احتمال وارد... فبعد عنها لتنام ع راحتها يلي بترغب بقربو ودفى صدرو... لكنو هو بمفارقتو لإلها مع حيلها الهش تخيبت من نفسها ضاغطة ع السنسال يلي عكر عليهم يومهم بين أصابعها بعجز من رخو جسمها مكملة بكاها ع حالها يلي مو عارفة كيف تحسن منو بالوقت يلي هو طفى فيه الضو عليها وتحرك لغرفة الغيار لامم الفوضى العاملتها وطافي ضوها ومسكر الباب عليها ... كرمال يكمل شغلو برا.... وهو مو حاسس ع الوقت كيف عم يمضي حواليه إلا لحظة ما جت عيونو سهوًا ع ساعة اللابتوب إنها وحدة الصبح... فحفظ شغلو طافي اللاب توب ورجّع جسمو لورا وهو عم يتنهد باستياء من نفسو معها... لأنو مو قادر يغوص جواتها... وعم يلاقي حالو بعيد عنها كل ما يفكر حالو عم يفهمها... 
وهادا الشعور طبيعي لإنو من المنطق ما رح يفهمها ويعرفها لطالما هو جاهل عن حياتها يلي كانت عايشتها قبل ما تصير ع اسمو... 
وما بعرف هو كيف مع التفكير فيها نام برا ع الكنبة بدون ما يحس ع نفسو إلا لما قربت قطتو بنت دهب منو وهي عم تقلو من بين دموعها: ليش تاركنا لحالنا؟ انا خايفة اتوجع لحالي!
فتبسم عليها رادد بصوت رايق معها وهو عم يسحبها لعندو بخفة: عيني سهت شو أعمل!! 
ما تعمل شي غير ما تتركها لحالها فضمتو بقوة خوف ما يهرب منها ويتركها... ففكرها هي بردانة: سقعانة؟ 
ما عبرت سؤالو بحرف لإنها نطقت سائلتو شي ما بخطر ع البال: هو ليه هيك صغير وبطوّل ليجي؟
فتح عيونو مندهش منها...البنت فاضية اشغال تفكر بهيك شي هلأ وبهيك وقت... فكمّلت رادة كأنها متوقعة شو رح يسألها من قبل لإنها وهي نايمة عقلها شغال تفكير وخيالات باللي عم يكبر جواتها من هروبها من الواقع العايشة فيه: أنا بدي بنت صغيرة سميها إميلي ولا ساندي... 
(واثقة من نفسها مختارة الاسماء بدون ما تستشيرو بسم الله ما شاء الله) وواصلت بثقة: وهجيب بنت صغيرة نعومة....
فنطق هون ملطف الجو بينهم: أكيد بنتك هتكون هيك يعني مهي لمين رح تطلع غير لإلك... وبعدين من وين انتي وجوري مفكرين رح تجيبي بنت صار مناي أفهم!!!
عصبت وزعلت منو لإنو خرّب عليها كل خيالاتها... ونطقت بحرة: ما تحاكيني...
رفع حاجبو بنكران معلق: ليش قطتي زعلانة مني؟ 
جودي لفت وجهها عنو وهي عم تسمعو عم يقول: هو أنا عملتلك شي...
فردت بغصة وهي عم ترفع وجهها بعتاب ع إهمالو لبنتو يلي خرّب عليها تخيلاتها فيها: ليه ما عم تحس عليه متل قبل؟!
تحس عليه ومتل قبل... رفع حاجبو وضهرو رادد عليها من الآخر يعني: إنتي شو بدك مني هلأ؟ ننام ولا شو؟؟؟؟
جودي هون انضغطت فرفعت ايديهاغ ماسحة ع شعرها بعجز من فهمو... فجاوبتو بعفوية مفرطة من الضحك لإلو: بس أنا ما عملت شي!!!
كل يلي عملتو... بتقلو لسا ما عملت شي... فنطق شاغلها عنو متل الصغار: روحي جيبي غطا ولا لحاف!
ردت مبوزة: أنا عيانة!!
ضيق عيونو بغصة من ردها المالو طعمة معلق: إنتي متى رح تولدي وتريحيني... وقرب منها حاملها بتحذير ناطق: سلامتهم للعيانين يلي عنا...
جودي ردت عليه وهو عم يقوم فيها رافعها ع إيديه وهي كاتمة فرحتها من ردو: اطفي الضو...
فطفى الضو داخل فيها غرفة نومهم الكحل معلق بسخرية مفرحة لقلبها: شاطرة طفيت الضو وبطلنا قادرين نشوف شي...
جودي ولا معها خبر باللي عملتو لإنو ما حدا قلو يرد عليها فيتعلم للمرة الجاي... فتنهدت بفرحة كبيرة لإنو رح يناموا جنب بعضهم ع السرير... فركت راسها ع صدرو وشو ارتاح بالها بس نزّلها ع السرير متمدد جنبها... وهو حاسس في صمت رهيب بينهم... وما لحق لسا يستفقد صمتها إلا حس عليها مقربة منو ساحبة إيدو حاطتها ع بطنها فلف محوطها بإيدو التانية وهو مندهش من تطورها معو اليوم بالعلاقة فنطق ماسح ع وجهها يلي مانو شايف شي من سواد الغرفة بس حس عليها عم تتقلب كل كم دقيقة وهي شادة ع حالها: موجوعة شي؟
رفعت إيدها وهي مغمضة على عيونها مقربة إصبعها السبابة من الدباغة... بمعنى شوي بجعها... هو من وين بدو يشوف ردها إذا الغرفة كحل فبسرعة ضو الأباجورة لافف عليها سائلها وهو عم يقرب إيدو ع جنبها اليمين: من هون موجوعة؟
ما ردت عليه... ما بتعرف تحكي عن وجعها... فمدت إيدها محاولة تقوم... فهو رفع حاجبو مالها هاي مش عم بحاكيها ما ترد عليه متل البشر الطبيعين: مالك؟
جودي ما مالها شي... بس بدها تسند ضهرها ولا تمشي علشان تشغل حالها عن الوجع وهي نسيانة إنو امبارح حتى مع الوجع ما قدرت تمشي إلا بالزور... فجت بدها تقوم لكنو مسكها من إيدها مخرب عليها مخططها: مالك يا بنت عربي بحكي معك موجوعة شي؟؟
ما في داعي تحكي بس عم تهز راسها... فتنهد بصوت منها وقام يجيبلها المسكن مع شي تاكلوعلشان يمشي مفعولو... بس الله يستر ما تستفرغو إذا أجاها الغثيان... فتوكل ع ربو راجعلها مع كاسة مية وحبة موزة وحبة دواها المسكن... آمرها: تفضلي!
جودي اخدت منو حبة الموز ودفعت بإيدها الدوا: ما بدي!
الله يجيبك يا طولة البال... يا صبر أيوب... لا حول ولا قوة إلا بالله... شكلو الجد رح يبلش معها من هلأ مش لتعدي التلات شهور ع خير وسلامة... 
مزبوط هي حامل بابنو يلي خلاه يتفهّمها قدر الإمكان ويتساهل معها شوي... بس يعني خلص مالو خلق حركاتها الغريبة عليه... فنطق بنبرة مخيفة: بسرعة خديه!!!
هي بس سمعت نبرة صوتو وطريقة لفظو الجادة معها رفعت دقنها ببطيء كرمال تتأكد إذا هو فعلًا معصب منها ولا لأ... لإنو زمان عنها هالنبرة... ومن خوفها منو سبلتلو بعيونها بعفوية منها لتخف حدتو معها... وللأسف ما جابت معاه أي تأثير لإنو الجدية ما خفت شحطة وحدة معها فعدلت حالها بأدب ماخدة منو الحبة وكاسة المي... وجت بدها تبلعها.. إلا ذكرها: كلي الموزة بالأول!
ما استرجت ترد عليه بحرف واحد وهي كاتمة صوت تنفسها كرمال ما يعصب منها أكتر... فقشرت الموزة وهي عم تطالعو من طرف عيونها بس تمدد جنبها وهو يقلها: ماني نايم إلا لما لاقيكي ماخدة المسكن... أنا ماني ناسي قصة مقوياتك يلي باقية ما تاخديها...
جودي لفت عليه... وهي ماسكة ع تمها كلمة لئيم... فمسكها بتطالعو فلفت بسرعة رافعة الموزة القشرتها للنص ماكلة منها ... وهي مطنشة وجعها بقوة علشان ما تاخد المسكن... يعني هو باينتو بدو يهبلها... لإنو وقت ما بدو عادي تاخد مسكنات ووقت ما بدو ممنوع تاخد مسكنات (قصدها الموقف يلي صار بينهم بأول أسبوع من رمضان) فنطقت بصوت مسموع بدون قصد منها: لئيم!
إلا بسحبتو لدنبة جدلتها بخفة مازح معها: سامعك!!
إلا لفت عليه تلقائيًا وهي زعلانة منو وناطقة بشي مانو متوقعو منها: هي بتحس بشو عم تعمل وهي زعلانة منك معاي!!
أيوة كملت عندو... بتقلو هي... وبتحس... وزعلانة منك معاي... البنت صايرة تربط كل شي بصير معها باللي عم يكبر جواتها... فطالعلها وهو عم يضيّق عيونو رادد عليها ببرود وهو ماسك لسانو اللاذع معها: ما تكبري الإشي وفكي جدلتك الماني طايقها واصحك تاني مرة تعمليه هيك... لإنو بزيادة مخليكي تعيشي اللحظة...
وهي بس شافت عيونو كيف عم تطالعها لفت وجهها وهي حاسة حالها بأي لحظة رح تشرق من نسيانها كيف تتنفس مع أكلها للموزة يلي عم تستعجل بأكلها كرمال بسرعة تتمدد وتخبي حالها بعيد عن مراقبتو يلي عم توترها... إلا بردو منبهها: ع مهلك كلي بلاش تشرقي!!
فبطئت بأكلها... بشكل مبالغ فيه فرد كمان مرة معلق: مالك عم تاكلي ببطيء اصحك تكوني رح تستفرغي!!!
فطالعتو من طرف عيونها هازة راسها بلأ ماكلة آخر شي من الموزة وبسرعة بلعت حبة المسكن مع المي... وردت الكاسة وقشرة الموزة لكوميدينتو... وردت تمددت مكانها لتنام وهو هون تنفس براحة لإنو وضعها تمام وما فيه استفراغ فقرب منها بدو يضمها... إلا بصوت منبهو... فنطق بعجلة مخبرها: اليوم فيه عزيمة ببيت جدي وإنتي لازم تحضريها... فضلك متريحة اليوم وبس آجي من الشغل بآخدك معاي... وبسرعة باسها مبعد عنها متحرك ناحية الحمام وهو مانو فاهمها.. لإنو هو تركها عصريات امبارح تعبانة بس بعقلها... رجعلها لقاها متحسنة ولسانها طولان شبر وغريبة التفكير... وعايشة اللحظة بعالم الأطفال.. فتوضى طالع لغرفة الغيار وهو لامحها لساتها صاحية فجحرها بتحذير: نامي يا حلوة وما تنسي تصلي الفجر إذا فيكي حيل لتصلي ع كرسي ع الأقل!
وعبر غرفة الغيار سامع ردها لأم لسان طولان... وهو من جواتو عم يتحلف لأختو جوري إذا هي يلي مقوية عينها: ماشي بس مو جاي ع بالي نام...
هادا يلي كان ناقصو حضرتها تقلو جاي ع بالها ومو جاي ع بالها... من متى صايرة تسهر... من يوم يومها بتنام بكير لوقت طويل متل البيات الشتوي... والله شكلهم حسدوها ولا شكلو الحمل قواها... فلبس ترينغ سودا وطلع من البيت وهو بس عليه يجحرها بلكي تعتبر قبل ما يورجيها وجهو التاني... 
وما بعرف كيف صلى بالجامع ورجع لعندها بأسرع ما يمكن لإنو مواصل من امبارح من وراها... ويا فرحة قلبو بس لقاها نايمة متل الحمل الوديع بعد ما صلت الفجر حاضر... ففورًا تمدد جنبها معيّر تليفونو ليصحى بعد ساعتين يعني عمرينو لفطر بكير... هيفطر بالشركة مش المشكلة بس المهم هلأ يناملو لو ساعة... ولسا ما لحق يغطي حالو ويلف حالو عليها إلا حس الغرفة نار... لإنو حضرتها باقية رافعة درجة المكيّف فدور حواليه ع الريموت ليوطيه... وهو محتر وضحك بس لمحها تاركتو جنبها من الناحية التانية... فمد إيدو بدو يسحبو... إلا لقاها عم تفتح عيونها النعسانين متكلمة بصوت تقيل من النعس: ما بدي نام!
فابتسم عليها معلق "عنيدة حتى مع النوم"
فسايرها وهو عارف رح تنام من المسكن يلي اخدتو: وما تنامي!
وبس سمعت ردو الرايق رفرف قلبها مبتسمة بوجهو وهي عم ترد تكمّل نومتها جنبو... وهون هو قدرها كتير لإنها آخيرًا نامت ورحمتو... وطفى المكيف علشان يعدل بينهم لا تبرد هي ولا يشوب هو... ونام فورًا من حاجة جسمو للنوم رغم دماغو الشغال... وبس سمع رنة منبه تليفونو قام متسهل ع الشركة تاركها تنام وهي مو عارفة عماتو الكرام وفاء وسهر ونداء باقيات نايمات لحالهم بدون رجالهم وبناتهم ببيت الجد باستثناء الآنسة أريام يلي نامت عند جوري بجناحها لإنو مو معقول تكون فيه لمة عيلة ببيت الجد وأريام ما تيجي وما تنام عند جوري... فمن الطبيعي ودام الدنيا صبحت وصار وقت الفطور هلأ .... فالتموا عماتو "بدون عمتو أمل يلي ما جت" برا مع مرت عمو كوثر وأمو والآنسة جوري يلي قامت غصب عنها من زن أمها هي وأريام المسكينة النعسانة كتير لإنها ما لحقت تنام ساعتين ع بعضهم كرمال يفطروا ع شرف أم عبد العزيز يلي شو خجلت قدام بنات حماها لإنهم طولوا وهما عم يستنوا بكنتها المحترمة لتنورهم ع الفطور وبعدها بتحمدولها ع السلامة... بس الوقت عم يمرق دقيقة ورا دقيقة وكنتها نايمة بتقل لا صاحية ع صوت جوري ولا ع صوت أريام ولا حتى على صوتها ولا ع صوت الخدامة رولا المسكينة يلي تعبت معها علشان تصحيها وهي بس كل يلي عم تعملو ترد عليها كل شوي: هــــــــم..
هــــــم....
فانجبرت أم عبد العزيز تسلم أمرها لله... وتطلب منهم يبلشوا الفطور بس لسان بنتها جوري رح يجيبلها السكتة القلبية لا قدر الله لإنها كانت محامي الدفاع عنها: عادي خلوها نايمة حرام كتير تعبانة هي... 
وطول امبارح وهي نايمة عم تئن... فشكلها ماخدة دواها المسكن لهيك ما قدرت تقوم... 
وفوق لسانها المدافع عن بنت دهب قدام عمات زوجها تقصدت تروح تصحيها كرمال تقلها نامي ولا على بالك ملحقة ع وجعة راسك معهم... 
وجودي ع الحالتين ما كانت رح تقوم بدعم منها ولا لأ.. ففطروا لحالهم وهما مو عاجبهم حركات بنت دهب يلي لازم ابن أخوهم ما يسكتلها ويربيها من أول وجديد لهالقليلة الأدب كرمال تحترم الأكبر منها... فكل شي بوقتو يا بنت دهب... اتقلي ع راحتك... بس لنقعد مع جوزك تلقي...
وجودي المسكينة ما معها خبر عن الأفاعي يلي عم يلفوا حواليها... لإنها كانت عم تحلم بأحلام مرعبة فيها سواد مخيف وصريخ وضرب.. فما وعت ع حالها غير صاحية ع صوت رولا الخدامة وهي معرقة وقلبها عم ينبض بخوف: مدام جودي الست أمينة بتقلك الساعة صارت وحدة فلازم تقومي لتلحقي تصلي وتجهزك الكوافيره!
جودي مو معها من الرعبة يلي صحت عليها ومن نفضة جسمها الميت من الجوع فحاولت تتطلع منيح فيها بس من كترة نومها عيونها شو نعسانين وتعبانين ليفتحوا ع آخرهم... فرفعت إيدها يلي عم تنتفض ماسحة لعابها النازل من تمها وهي عم تقول بتقل: جوعانة كتير!
الخدامة رولا لاحظت انتفاض جسمها فردت بحرص شديد: تكرمي هلأ بجهزلك شي بس إذا مشتهية شي معين لأعملك إياه هلأ؟
جودي هزت راسها باكية من الجوع: لا بس بدي آكل... 
رولا أشرت ع عيونها بعجلة مخبرتها: من عيوني دقايق وبرجعلك! 
جودي بس حست عليها طلعت كان نفسها تلحقها كرمال ما تكون لحالها وهي عم تشهق من البرد والجوع ... فحاولت تقوم لإنو مستحيل تبقى هون عم تستنى رولا لتجيبلها الأكل... فنزلت رجليها عن السرير وجت بدها تمشي... لكن جسمها ما فيه أي طاقة للمشي لطالما هي مو ماكلة شي من امبارح متل الخلق... فقعدت ع طرف السرير ... وبطنها عم يطلّع أصوات غريبة... فحطت إيديها ع بطنها محاكيتو من بين دموعها: إنتا جوعان زي.. حقك عليي ما أكلت منيح أنا..
فعدلت حالها ساندة ضهرها على المخدة... وهي عم تضغط ع حالها "يلا يا رولا"
رح هلأ مو بس تبكي إلا تنفجر من البكى إذا ما اكلت... ويا فرحة قلبها بس سمعت فجأة صوت الخدامة رولا وهي عم تقلها: تفضلي يا مدام انا عملتلك ع الحارك ساندوتشات فانشالله يوفوا بالغرض! وقربت منها منزلة الصينية فوق رجليها... فتأملت جودي شو عاملتلها إلا لقتها مجهزتلها ساندوتشة لبنة وساندوتشة بطاطا مهروسة وساندوتشة افوكادو مع صحن مكدوس اللفت وكاسة عصير برتقان وكاسة مي... ولاحظت ع جنب في صحن صغير كتير فيه كم حبة دوا... فمدت إيدها ساحبة ساندوتشة البطاطا المهروسة ماكلة منها بحرة وهي عم تدمع... 
الخدامة رولا استغربت حالها فقربت منها بقلق عليها: مدام فيكي شي محتاجة شي؟
جودي رفعت إيدها ماسحة دموعها وهي عم تقلها: لا بس جوعانة! 
الخدامة رولا هزت راسها بتفهم وهي عم تتبسم ع حالتها رادة: كلي صحة وهنا ... هادول فيتاميناتك اللي لازم تاخديها واللي وصتني عليهم الست أمينة هلأ كرمال تاخديهم...
جودي هزت راسها بتأكيد... أصلًا لو ما حماتها وصت رولا تقلها هي رح تاخدهم كرمال صحة بنتها إيميلي ولا ساندي تتحسن... فتبسمت بوجه الخدامة رولا يلي مو فاهمة مالها عم توزع ابتسامات غريبة ع فجأة... فنطقت مرطبة الجو بينهم: طيب مدام انا بدي رتب جناحك قبل ما تطلع الكوافيره...
جودي رفعت راسها مستغربة قصة هالكوافيره فنطقت بخوف: كوافيره لشو؟ 
الخدامة رولا مسكت ضحكتها ع نبرة صوتها وانفعالها: لتجهزك لعزيمة اليوم..
جودي سمعت كلامها من هون شردقت بالأكل من هون: كح كح كح... 
أي عزيمة هاي يلي عم تقلها عنها؟ من وين طلعتلها ع فجأة...
أكيد ما رح تتذكر شو قلها ابن الخيّال فجريات اليوم وهي عم تجنن فيه...
والخدامة رولا المسكينة شو ارتعبت من كحتها فبسرعة قربت منها داقة ع ضهرها بعفوية منها وهي خايفة عليها: بسم الله عليكي.. وبسرعة سحبت كاسة المية عن الصينية معطيتها إياها: تفضلي اشربي! 
جودي أخدت منها الكاسة وبلعت ريقها رادة متل الطالب الحافظ الدرس بصم: الدكتور قلي ممنوع اشربها بسرعة بستنى شوي... 
ولفت شاربة منها بمهل.. وهي مانها منتبهة ع عيون رولا عليها وهي حاسة حالها قاعدة مع بنت نعومة ع دلوعة ع غنوجة... فبعدت الكاسة رادة: أنا منيحة!
ففهمت رولا منها تبعّد عنها... فبعّدت عنها وهي محتارة تبقى قريبة منها ولا تروح تكمل شغلها: تمام أنا بدي رتب الجناح فإذا بدك شي يا مدام نادي علي... 
جودي هزت راسها ساهية عن فكرة الكوافيره وكملت أكلها... وهي ناسية شو صار معها امبارح... وفجأة إلا برجعة رولا عندها وهي عم تقلها: مدام كتير آسفة... نسيت ذكّرك كرمال تصلي الظهر... 
جودي هزت راسها مكمّلة بآخر لقمة من ساندوتشاتها رادة: تمام... وبعدت الصينية بعد ما أخدت مقوياتها... كرمال تقوم للحمام تتوضى بالوقت يلي رولا اخدت الصينية معها لتحت بعد ما خلصت ترتيب الجناح وتنظيفو... وطلعت بعدها لتصلي وهي قاعدة ع الكرسي لإنو ما فيها حيل من الوجع لتصلي واقفة... وما لحقت تخلص صلاتها إلا بصوت الخدامة رولا وهي بجنب الكوافيره: مدام هيني جبتلك الكوافيره كرمال تبلش فيكي خوف ما تتأخري ع أهل البيك... 
جودي تنهدت مالها خلق المكياج وهالقصص هاي... فسايرتها بدون ما ترد عليها بكلمة... فكمّلت رولا كلامها: طيب مدام محتاجة شي مني قبل ما روح!!
جودي ردت ببرود بلا قصد منها من وجع راسها من قلة المي: بس مي!!
الخدامة رولا هزتلها راسها: بتؤمري!
وطلعت جابتلها المية لتتركها بعدها تبلش عناءها مع كلمة قومي لنغسل شعرك... من وجع رجليها وحوضها وعرقها... وشو جننت الكوافيره وهي عم تغسللها شعرها لإنو ما فيها تتني (تثني) حالها... فاضطرت الكوافيره تتركها ع راحتها تاخد حمام سريع لتطلعلها بعد ربع ساعة بروب الحمام والفوطة ع شعرها... 
فابتسمت الكوافيره بس شافتها طالعة وسحبتلها الكرسي كرمال تقعد عليه... فقعدت من هون بلشت وجعة راسها التانية من هون بس سمعت سؤال الكوافيره المفاجئ لإلها: شو بدك تلبسي؟
بسرعة ردت لإنها مالها خلق الحكي: ما بعرف... جوري هي بتختارلي...
الكوافيره ضيّقت حواجبها "مين جوري" فلحالها فهمت هي ما بتعرف تختار... فردت سألتها: بتحبي ساعدك؟
جودي لفت جاحرتها.. لأ أكيد... شو تساعدها وتدخلها غرفة غيارهم.. 
عفوًا يعني هادي الغرفة فيها أغراضها وأغراض جوزها الحلو الممنوع حدا يقرب من إي شي إلو غيرو هو والخدامات وهي مو إنتي وغيرك... 
فقامت لغرفة غيارها مختارة ع الهبلة أي فستان بتيجي إيدها عليه فكان زهري ع نود وقصتو كتف نازل وبمسك من تحت الصدر وعليه زي بتلات ورود مخيطة بلون زهري والأرزق... ولفت محضرة لبسة لإلو... ما فيه حدا مسؤول عنو غيرها هي... 
الغيرة عليه عملت يلي ما بنعمل معها... وطلعت للكوافيره يلي ملت وهي عم تستنى فيها لتخلص... ورجعلتها كاشفتلها عن لبستها يلي عجبتها كتير فعلقت بكل صراحة: ما شاء الله فستانك كتير حلو وبليق مع بشرتك.. فحلو نعمل بشعرك ويفي ونمسكو من الجناب بحركة دلع مع مكياج هادي وفيه اضاءة بطلع شكلك كلو إغراء وأنوثة...
جودي مو فارق عندها شي... وشغل الاغراء العم تحكي عنو مو لشكلها... فطنشت كلامها يلي ما عجبها وقعدت ع الكرسي كرمال تبلش شغلها معها... وهي شو مالة من التمشيط وسحب الشعر يلي وجعها... وما صدقت تخلص من شعرها يلي كان مبين عليه متل أميرة ديزني الهاربة من الرسوم المتحركة لأرض الواقع... لتبدا بعدو بوجهها الحاطتلها عليه إيشدو نود مع كحل اسود جوا عيونها كان معطيها جمال أنثوي ساحر لعيونها مع بلاشر زهري خفيف وتغطية ناعمة للوجه وشو طلع شكلها ما شاء الله لعبة مع روج الأحمر ع زهري بارد بس حطتلها إياه ع تمها... فبعدت الكوافيره معلقة متل تعليقات الكوافيرات القبلها: مشالله وجهك ع المكياج بجنن! 
طبعًا جودي مو فارق عندها يكون جاي حلو عليها ولا لأ لإنها هي عارفة وفاهمة يلي حاطتلها إياه ع بشرتها مالو داعي... فقامت تلبس تاركة الكوافيره تلملم أغراضها ع راحتها عابرة غرفة الغيار ومسكرة الباب وراها وهي عم تسمع الكوافيره عم تقلها: يلا انا بدي استئذن منك!
تستئذني ولا لأ... الأخت مانها فاضية تسمعك لإنها سارحة بوجهها الشايفتو متل المهرج... فلفت شالحة بيجامتها متحركة لعند الفستان الفاتحة سحابو لابستو وهي عم تتحرك لعند المراية الطويلة المجانبة للباب مطالعة سحابو السحري لتسكرو منيح بس ما قدرت مع لف إيديها يلي عم تضغط خواصرها مع الضغط على حالها لتسكر السحاب... 
فهادا يعني وجع فوق وجعها... فتنهدت من حالتها العاجزة تتعامل معها لأنو ما فيها هلأ تشلحو ولا فيها تسكرو من كتر حركتها وقعدتها علشان حضرة الكوافيره تزبّطها... فجأة وصلها صوت فتحة الباب... يلي خلت قلبها يرفرف ولإنو آخيرًا جت جوري لتسكرلها سحابها وتريّحها من هادا العناء فنادت بصوت عالي كرمال تيجي تنقذها من هالورطة وهي ما عندها علم جوري من زمان راحت مع عمتها سهر وأريام ع السوق ليتبضعوا ويغيروا جو: جوري تعالي سكريلي السحاب حبابة!!
إلا بصوتو وهو عم يدخل غرفة النوم شالح ساعتو وكان شكلو فاتن مع البدلة الرمادية بدرجة قريبة من يلي كان لابسها امبارح: متطورة يا بنت صايرة تقولي حبابة وحركاتـــ~~
طار الكلام منو بس لمحها شو لابسة... وبلع ريقو متأملها من راسها لبطنها المدور الصغير والواضح من خلال فستانها... لحد رجليها الحافيين.. ضيّع الكلام مع شكلها الجديد عليه... فرفع حواجبو بحيرة يعني حبو ولا لسا بدو شوية وقت ليطلع من سحرو ويقدر يحدد بالزبط شو رأيو فيه... وبس انتبه ع فستانها يلي مانو مسكر... مشي لعندها موقف ورا ضهرها مسكرلها إياه لنهايتو وهي كاتمة حسها خجلانة تطالعو خوف ما يقلها شو الخابصتيه ع وجهك... فحاولت تتهرب منو لكنو حشرها بالزواية محاصرها بإيديه وهو عم يتأمل بشكلها... فقرّب منها ماسح ع وجهها بضهر أصابعو برقة... وهي هون شو توترت من هالقرب المفاجئ متطلعة ع زر جاكيتو خوف ما تقابل عيونو وتبين قدامو متل الهبلة... فنطق مازح معها وهو عم يمسح ع شعرها: أربع ساعات شغل مع الكوافيره ناس بتشتغل يا عمي وناس عايشة ع البال المستريح...
فردت بصوت مكتوم: بعرف إنو مو حلو!
فقرب منها ماسح ع خدها بطرف انفو: عم تتهبلي علي...
بلعت ريقها بس حست حالها رح تنخنق... فبسرعة رفعت راسها محاولة تتنفس باللحظة يلي جت عيونها بعيونو لثواني بسيطة مخليتها تنسى تتنفس فشرقت غصب عنها من خجلها من عيونو المسبلة لإلها... فدق ع ضهرها مسمي عليها: بسم الله عليكي... انتي يا بنت ناوية ع قتل حالك... تنفسي تنفسي...
جودي رفعت إيديها ع حلقها الحاسستو ضيق... وهي عم تنزل راسها خوف ما تطالعو وتدوب بحالها وبأواعيها من نظراتو المطالعتها والمحسستها بشي غريب عليها... فجفلت مكانها بس شافتو مقرب منها ملامس ملامح وجهها بدون ما ينطق بحرف واحد... وبس حست ع أنفاسهم مختلطة ببعضها خجلت... وهو مع خجلها داب... فقطع المسافة الفاصلة منها بايسها ناسي العيلة الكريمة المستنيين استني يقعدوا مع مدامتو يلي طولت عليهم كرمال ينغصوا عليها عيشتها... لإنو بنت دهب زودتها وعلى الأساس يعني هي مانها منهم ومتل باقي الخلايق بدها سنة لتتجهز مو ساعة بالكتير... ولا فوق قلة احترامها معهم من قبل لحد الصبح حضرتها عم تتأخر عليهم هلأ...
عاد المشكلة وين إنهم هما مو دارين إنها هي وين والعالم وين بس قرب منها بايسها وهامسلها بصوت حاد غيور: ما تطلعي هيك فيه لإنو مبين صدرك... 
وقرب منها رافع كتاف فستانها وهو عم يوصيها تدفي حالها: ودفي حالك منيح خوف ما تسقعي... وبعد عنها بدو يجهزلو لبسة إلا علقت بصوت متعجل يا دوبو مفهوم من خجلها وتوترها من قربو: هيهالبستك (هيها لبستك)... 
لف عليها رافع حاجبو: نعم! 
ما قدرت تعيد كلامها يلي قالتلو لتاني مرة من خجلها بس شافتو كيف دار حالو عليها.... وفورًا أشرت ع لبستو مختصرة ع حالها... وهو فهم عليها ساحب لبستو يلي حضرتلو إياها متأمل فيها بسرعة وهو عم يقلها: ما تلبسي شي عالي... ولف ساحب بنطلون جينز ليلبسو مع قميص وجاكيت البدلة 
بدل بنطلونها القماش لإنو مو منطقي يقعد مع أهلو ببدلة رسمية بمتل هيك جمعة بسيطة... ونطق وهو عم يلف حالو عليها مذكّرها: وإذا ما صليتي العصر ما تنسي تصليه هلأ فاهمة... 
هي فاهمة ومليون فاهمة ورح هلأ تصلي بس خلص أطلع... 
وبس حست عليه دخل طابق باب الحمام وراه... لفت بسرعة مختارتلها حفاية مقاربة من لون فستانها وطلعت لمراية التواليت معطرة شعرها وجسمها... وبسرعة سحبت عبايتها ولفتها لابستهم مع الحفاية نازلة لتحت وهي حاطة إيد ورا ضهرها من وجع خواصرها وإيد ماسكة فيها الدربزين.. فما صدقت تصل وتقعد ع أول كنباية لتصلي العصر وتاخد نفس طويل إنها صلتو كرمال ترفع رجليها ع الطاولة وتريحهم وهي متريحة بقعدتها ع هالكنبة المريحة يلي ولا مرة قعدت عليها من قبل... ومع الراحة ما بتعرف كيف صابها النعاس والرغبة الملحة للنوم فقامت تتحرك خوف ما تنام وتبقى معو لحالها هون... ومع الزهق والتململ كمّلت لبرا بدون طلب من حدا لأول مرة كرمال تضمنو ما يقرب منها... 
والمشكلة هي مو مستوعبة ولا فاهمة إنو ما رح يقرّب منها وهي كتير تعبانة وغير إنو اليوم بالتحديد هو لازم ياخدها لبيت جدو كرمال تقعد مع أهلو وتأدي واجبها اتجاههم... فطلع من الحمام وهو لابس لبستو الكاجوال مكمّل ع غرفة الغيار وهو عارف إنها هربت منو لتحت... 
وهادي الفكرة شو بتخلي رغبتو فيها تضاعف... فلبس حفايتو الكاجوال الكاكي اللون واللي جاي مع لون جاكيتو الرسمي الكاكي وقميصو البترولي... وبعجلة سحب ساعتو لابسها ولف متعطر وعيونو شو عم تلمع من أعجابو بشكلها يلي رح يفضالو عنجد بس يرجعوا ع جناحهم... فسحبلها شي تلبسو فوق فستانها بس تحس بالبرد لإنو أكيد ما رح تفكر بهيك شي... وطلع بعد ما أخد مفتاح سيارتو وتليفونو... مدور عليها لكنو ما لمحلها أي أثر فدخل المطبخ مفقّدها إذا هوناك وبس لمحها من باب المطبخ الشفاف واقفة برا بسرعة طلع لعندها مقرب منها وهي عم يقلها: جبتلك هادي الجرزة (الجرزاية) كرمال تلبسيها بس تبردي... 
جودي دابت بأرضها بس سمعت صوتو وانتبهت عليه عم يصير قريب منها فبسرعة لفت ساحبة منو الجرزة وهي متحاشية النظر بعيونو فقرّبها منو رافع إيدو ع ضهرها ماشي معها بكل أريحية لإنو ضامن ما في رجال غريب هيمر من هون وأصلًا صاروا قراب ع بيت الجد وأكيد لو حدا طلع من رجال عماتو ولا ولاد عمو من الديوان يلي بعيد عنها أمتار ما رح يقدروا يلمحوا شي منها... فنطق مكمّل كلامو: طول ما انتي قاعدة ببيت جدي بتضلك تشربي مي وتاكلي بس تحسي حالك جوعانة... ماشي... 
هزت راسها وهي زامة شفايفها من خجلها منو...فتنهد ماخد نفس طويل قبل ما ينبهها: اليوم حاولي كوني ودودة مع عماتي... يعني حاولي تبسمي وضلك قريبة منهم... مو تهربي متل هاداك اليوم علشان ما ترجع الأمور بيننا متوترة... اتفقنا... 
فجت بدها ترد عليه إلا تليفونو الحاملو بإيدو رن مقاطعهم... فرفعو يشوف مين وبس قرأ الأسم أمرها: خليكي هون هيني راجع! 
وبعد عنها بس ضمن إنها قادرة تسند حالها ليتكلم ع جنب بعيد عن سمعها... يلي ما رح يسمع حرف واحد منو حتى لو تكلم قدامها من الخوف المستوطنها لتعبر على أهلو... 
هي جد ما بدها تعرفهم ولا بدها تقعد معهم... 
هي جد ما بتحب تتعرف ع الناس.... 
هي جد ما بدها وجعات راس مالها آخر... 
فجت بدها تبكي من جبرها لتقابل أهلو إلا في طابة صغيرة جت قريب من رجليها... فرفعت دقنها متطلعة مكان ما اجت منو الطابة الا لمحت طفل ملزلز (ملان / ملفلف / صحتو منيحة) عم يلحق في الطابة... دابت من جمال شعرو الأسود وعيونو الخضر... ووجهو البدري فحطت إيدها اليسار ع جنابها محاولة تحملها وترميها لإلو لإنو ما فيها مع عرقها تضربها برجلها لعندو... ففكرة تنزل حالها شوي أهون... بس حتى تنزل حالها شوي لقتها صعبة فردت رفعت حالها مأشرة ع الطابة: حبيبي ما تخاف تعال!
الطفل ما بحياتو شافها علشان يثق فيها فورًا... تردد يجي لعندها... فابتسمتلو مكررة: تعال ما تخاف! 
قرب شوية منها وعوّد (رد) وقف فردت نطقت مشجعتو: تعال حبيبي خُد الطابة! 
صار يجيها شوي شوي خجلان وهو عم يتسند ع رجليه... ووقف قبالها مدوّب قلبها ع براءتو وجمالو لدرجة دفع بوجعها بعيد عنها كرمال تقرب منو وتحملو إلا بصوتو العالي قاطع رغبتها بحملو: لااااا!! 
وقفت مرعوبة موقعة الجرزة يلي جابلها إياها ع الأرض بدون ما تحس لافة عليه بس سمعت صوتو بالوقت يلي الطفل صار يبكي فيه... وبس لمحتو جاي لعندها وهو عم بنهي المكالمة وعيونو عم تطالعها بعصبية... خوفها تضاعف بمجرد ما شافتو عم يقطع المسافة يلي بينهم رافع جرزتها (جرزايتها) عن الأرض بحركة سريعة منو قبل ما يمسكها من دراعها بتحذير: مجنونة انتي تحمليه ناسية حالك حامل ومو لازم تشيلي شي تقيل... وفوق كل هادا كمان ناسية إنك انتي امبارح نزلتي من المستشفى...
كلامو صح ومليون صح... بس ليه هي ما فكرت فيه قبل هلأ؟ فزمت شفايفها باستياء من جهلها بهالقصص هاي... فجت رح تبكي وهي مو عارفة شو تبررلو من ورا عملتها الغلط واللي صارت من ورا لطافة البيبي يلي قدامها وجمالو يلي أكل قلبها وغيّبلها عقلها... فتنهد محرر دراعها وهو مو عارف كيف بدو يمرقلها عملتها... ففضل الصمت على كلامو معها هلأ لإنو عارف هي مع التعب مو بوعيها... بس الشغلة منطق مو التعبان بدلع حالو... إلا مرتو يلي طق عقلها من بعد ما تركها بجناح اختو... فدار حالو ناحية الطفل يلي عم ببكي ناهي النقاش معها وهو عم ينزل لمستواه حاملو: حبيبي جنرال لليش البكى... شكلي خوّفتك يا حبيبي حقك علي... وقرب منو مبوسو وماسح دموعو ولافف راسو عليها محاكيها : انتبهي! طول ما انتي بتتصرفي بجهل هيك لا قدر الله ولا حمل رح يثبت عندك! 
جودي بس سمعت كلامو خافت على بنتها يلي عم تكبر ببطنها.. فحركت إيدها عليها محل ما عم تكبر وهي حاسة حالها عم تتعرق ومحتاجة تروح الحمام لكن من خوفها كتمت رغبتها بالروحة للحمام... فمد إيدو ع ضهرها ساندها لتمشي ناحية قصر جدو وهو عم يذكّرها: ما تنسي شو خبرتك وضلك قاعدة بس اشربي مي وكلي.. ولف ع جنرال محاكيه: شو يا حبيبي إنتا... وقرب منو هامسلو... صح هادي أول مرة بتشوف مرتي ع الواقع.. 
جنرال مو معهم وعم يطالعهم بغرابة بعد ما هدي... ولف عليها ابن الخيّال مشاركها رغبتو بابن بصحة ابن عاصي جنرال: بدي يلي ببطنك (ما قدر يقلها ابني ولا بنتي لإنو ما بعرف بشو حامل فهو حريص بكلامو) يطلع زي صحة جنرال... 
جودي لحظتها رفعت راسها لإلو وحدقات عيونها عم تتوسع من الصدمة... محاولة تبلع ريقها لترد عليه بذهول وهما عم يدخلوا من باب قصر جدو: زيو زيو! 
ابتسم عليها مجاوبها: آه زيو... وهو عم ينزّل جنرال من على إيديه كرمال يروح يلعب مع ولاد عمتو أمل يلي جت قبل شوي: يلا حبيبي روح ألعب مع رقية ومجد...
جنرال تبسم بوجهو راميلو بوسة نعومة من بين زم شفايفو... وتحرك لاحق ولاد عمتو الرايقين متل ابوهم لإنهم بلعبوا من تم ساكت بدون ما يكسروا شي ولا يصيحوا... على عكس أمهم الحركة والفوضوية... فحرك عيونو بعيد عنو لمرتو المضيعة عقلها بس سمع صوت عماتو جاي من قعدة الصالون الداخلي ناطق: تعالي نروح عند عماتي لنسلم عليهم... بس اشلحي بالأول عبايتك ومنديلك.... 
جودي هون خافت لإنو الإشي عم بصير جد... فتمسكت بعبايتها غصب عنها من عجزها لتشلح وتبين حالها قدامهم... فلف حواليه متأكد ما فيه حدا قريب منهم... وبسرعة مد إيدو طابق باب المدخل وراه مقرّب منها وهو عم يبعد إيديها عن عبايتها محاكيها بحنية: أنا بعرف إنك خايفة بدون جوري بس جوري مانها هون وأنا رح أقعد معك لحد مانها جاي... تمام فبلاش تساوي شي غلط... 
وقرّب منها مشلحها المنديل... ومقرب جبينو من جبينها مطالبها بكل صراحة: بيضي وجهي هادي المرة.... وباسها عليه ولف دافعها لجوا وهو منتبه عليها كيف ضاعت مع رقتو وحنيتو يلي نستها هي وين ودفعتها تاخد منو الجرزة لتشتت تركيزها معو... 
فمشي جنبها وهو عم يترك عبايتها ولفتها ع أول كرسي قابلو ليكملوا سوى لغرفة الصالون المغلق عابرين منو بعد ما فتح الباب الشبه مطبوق وهي ناسية وين رايحة ووين جاي من رغبتها لتبقى معو وتتنعم برقتو وجمال كلامو... إلا بصوتو المقاطع حوار عماتو ومنبهها هي وين: مسالخير يا حلوات زمان عنكم! 
عماتو التلاتة (وفاء ونداء وأمل) يلي كانوا قاعدات جنب بعض قبال الباب بالزبط في حين أمو ومرت عمو كوثر كانوا قاعدات على جنبهم وقدام الشباك المطل ع الحديقة... فردت عليه أمو ومرتعمو كوثر بحب في حين عمتو نداء ببرود لإنها بتشوفو كتير مع زوجها عاصي: مساء الفل... 
أما عمتو وفاء ردت بغيظ: زمان عنك... والمنيح يلي أبوي عمل هالعزيمة عشان نقدر نشوفك... 
ففورًا نطقت عمتو أمل يلي أكبر منو بكم سنة مغطية ع رد عمتو وفاء الكريهة: وين هالغيبة لا حس ولا خبر غير إنك مشغول... واتطلعت ع جودي مفقدتها... جوزك الخاين بطل يجي عندي من يوم ما تجوزك بعدين لفي شوفك.... كنو الحمل زايدك حلا!!
جودي خافت منها فقربت من عبد العزيز مخبية وجهها بجاكيتو... 
وهون كلهم ضحكوا عليها باستثناء عمتو نداء ووفاء.. فنطقت مرتعمو كوثر: بنتي ديري بالك تجيبي الحكي العاطل لجوزك من توسيخ قميصو وجاكيتو من المكياج يلي ع وجهك... 
جودي مو تسمع كلامها وتبعد عنو إلا تلزق فيه وهي ع وشك تبكي متل الصغار ع صدرو... فضغط على ضهرها لترد ولا لتبعد... بس عبس فرد عنها: هي كتير خجولة... 
هي سمعت ردو من هون تقل راسها من هون وصار يفتر فيها مع قلة الأكل والشرب والتوتر يلي هي فيه... غايظة عمتو وفاء بأنثوتها وخجلها الغبي ومخليتها تنطق كلفتة انتباه لإلو: أمل اتركيه بحالو هو ومرتو وخلينا نسلم عليهم ... تعال يا حبيب عمتك أسلم عليك إنتا ومرتك... 
فعلقت عمتو أمل بهمس لإلو وهي عم تدير راسها عليهم بمزح: بسرعة روح سلم عليها قبل ما عمتك تاكلني بقشوري... 
فمشي بعيد عنها بعد ما غمزها وهو عم يدفع جودي معو بخفة كرمال تسلم ع عماتو معو... فسلمت ع عماتو ومرتعمو كوثر وأمو بالأيدين لإنو ما فيها تنزل تبوس إيديهم... بكفيها رعبتها قبل شوي عشان تحمل اللزلوز جنرال..
وما صدقت تخلص التسليم عليهم وهي عم تسمع تحميدتلهم لإلها بالسلامة ع نزولها من المستشفى... لتقعد بعدها جنبو ع كنبة متكونة من تلات مقاعد ومجانبة لكنب مرتعمو كوثر وأمو... وهي مناها تهرب منهم... فلزقت حالها فيه من خوفها منهم وهو تقبل قربها لافف إيدو ورا ضهرها ليشبث إيدو ع إيدها... فتنفست بخنقة من يلي عم بصير معها... وكعادتها بس تكون بمطرح مو حابه تكون فيه بتشغل حالها باللعب بأصابعها أو تضغط ع الجرزة الحاملتها ع إيدها... وفجأة حستو عم يضغط ع إيدها كرمال تطالع عماتو... وهي من فهاوتها رفعت راسها مستفقدة إذا هي حاسة صح ولا خطأ بالوقت يلي نطقت فيه عمتو وفاء: والله فقدناك يا ابن اخوي لا بنشوفك لا إنتا ولا مرتك لا عنا ولا حتى عند أهلك...
فرد عليها بنبرة ودودة: والله حقكم علي هادي الفترة لإني انشغلت عنكم
بالمشاريع الجديدة في الشركة... بس لقدام بإذن الله بعوضكم ما تقلقي... 
فنطقت عمتو أمل فورًا بعدو كرمال تغير مسار الحكي وما تخلي أختها وفاء ترمي كلام مالو داعي: سيبنا منك ومن قصص الشغل يلي ما بتخلّص لا عندك ولا عند اخوتي ولا حتى عند ولادهم... وخلينا نسمع صوت مرتك الحلوة... وغمزتو... أيوة يا مرت الغالي بأي شهر حامل إنتي؟ 
جودي بلعت ريقها مقربة منو كمان... لدرجة نفسها تخبي حالها فيه... والكارثة قبل ما يدخلو قلها بيضي وجهي مو سوديه وتلزقي فيي... والأنكى هو عم يضغط عليها لتستجيب معهم وتعبرهم بس عبس.. فنطق عنها لإنو عارف البنت مو دارية عن حسابات الحمل... فهو ع هوى فحص حملها الأول معتمد ع نسبة هرمونات الحمل وحذفو أكتر من اسبوعين للعلاقة بينهم يبقى هي هلأ داخلة بأول التالت... بس بأي يوم بالزبط ما بعرف فهو منتظر فيها لتساوي فحص البول ليعرف بالزبط بأي أسبوع هي: هي بأول التالت... 
فردت مرتعمو كوثر الرايقة والمالها دخل بوجعات الراس: الله يتمم حملها ع خير...
إلا بصوت أمو الفرح وهي عم ترد عليها: آمين يا رب... وعقبال ما نشوف ابنك عريس وينور هالبيت بولادو..
ومرتعمو كوثر ما صدقت تحكي هيك لترد: آمين كتري منها لهالدعوة بلكي يسيب هالكتب ويشوف حياتو... والله ماني دارية يا أم عبد العزيز هالعيلة ليه مدمنة هيك ع الدراسة والشغل بدل ما يشوفوا حياتهم... وإذا غلطانة يا ابني قلي... يعني إنتا طوّلت لتجوزت وولاد عمك نفس الإشي... وحتى عمك كنعان نفس الإشي...
فردت عمتو أمل قبل منو: صدقتي فيها يا كوثر... الحمدلله يلي جينا غير عنهم... بس الله وكيلك هما ركازة واحنا قويات كاسرات مين بسترجي يطب بطرف فينا... 
فضحكوا كلهم ع ردها... إلا بصوت عبد العزيز المؤيد لإلها: خاصةً انتي يا عمة!!
العمة أمل ردت وهي عم تتخصر: شو قصدك ذم ولا مدح... 
إلا بصوت سيارة جاية فنطق عبد العزيز مغير الموضوع كرمال ما يوقع بلسان عماتو: أبصر مين آجى؟
فلفت أمو فورًا تشوف مين وابتسمت بس شافت وجه سهر ووجه أريام وبنتها العنيدة المطقعة من قزاز السيارة: هادي سهر والبنات...
فتبسمت عمتو أمل بشيطنة: ماني ناسيتلك إياها مردودة... 
عبد العزيز ضحك هو وعماتو عليها... فردت عمتو نداء عنو: بس تلاقي وقت لترديها تعي قابليني أي احنا بطلوع الروح لنشوفك لإنك لاهية بالدراسة والابحاث وبيتك شو حال لو بدك ترديها لعبد العزيز...
فضحكت العمة وفاء بتأييد: قوية منك يا نداء!!
إلا بصوت العمة سهر الجاية متحمسة لعندهم: ضحكوني معكم ع شو عم تضحكوا؟ 
أم عبد العزيز ردت بمزح: بلاها تعرفي وأقعدي خلينا نشوف وجهك.. 
فقاطعتها العمة وفاء بمزح: صدقت فيها مرت أخوي أقعدي نشوفك من بعد الفطور... رحتي إنتي وبنتك وأبو إصبع ع وجه هالعيد يلي ما ضللو غير أسبوعين وشوي واستحيتوا ترجعوا من وراها قلتلكم بلاش تروحوا معها ~~~
قاطعتها العمة أمل بقصف جبهتها: سبحان الله المتشابهين ما بلتقوا ~~
فبسرعة تدخلت مرتعمو كوثر: بس بس والله صدقتي فيها يا أمل... بس للصدق جوري وارثة عنك يا وفاء حب الشرى وطولة البال في هيك إشي..
إلا بصوت المطقعة من برا الباب وهي عم تشلح بلفتها: مالها جوري وحتى وأنا بعيدة مو عاجبتكم وبتحكوا عني!!!
وكلهم هون انفجروا باستثناء جودي المزعوجة منهم... ومن الضحك لإنو كلهم زي بعض ولا وحدة منهم بتسكت للتانية...
العمة سهر ردت بنغاشة: ما عم نحكي عنك غير بالخير يا أبو إصبع... ولفت مكلمة الباقي: والله هالطلعة فرحت قلبي... وما خليت شي عجبني لبيتي ولا لإلكم وما جبتو.. هلأ بخلي عـ~~~ 
فقرب عبد العزيز محاكي جودي بس شافهم منشغلين مع عمتو سهر: ما بدك تاكلي شي من الفواكه يلي قدامك!!!! 
جودي رفعت راسها التقيل وهي مالة من القعدة هون... إلا بصوت عمتو أمل الموقف قلبهم لإنهم مفكرين الحكي عنهم: لسا ما دخلوا وبلشوا همس... 
إلا برد جوري وهي عم تبعد عن أريام رادة بجرأة: يختي فهمنا وعرفنا إنك جيتي بدون ما تسمعينا كلام هاتي بوس إيدك... لترحمينا من لسانك..
فضحكوا ع رد جوري لإلها... فنطقت أمو بصوت مخنوق: جوري أم لسان!! 
العمة وفاء نطقت هون رد اعتبار: أمينة خلي أبو إصبع وعمتها يخلصوا لحالهم...
العمة أمل رفعت إيدها لجوري كرمال تبوسها وهي عم ترد ع أختها: يا شماتة الأعداء... 
فنطقت جوري بهمس لعمتها: عمة بلاش الله يخليكي والله مو ناقصنا مشاكل خلينا نجتمع ع هالعيد واحنا مبسوطين... بلاها طولة اللسان هلأ... ولفت هاربة من فضول عماتها يلي دبحهم ليعرفوا شو عم تقولها ومن لسانهم يلي رح يستلمها نصايح وتوصيات... وبس انتبهت ع اللي قاعد جنب الباب بهتت... لإنو أخوها كان معهم وسمع مراددتها ع عماتها ولإنها شافت جودي قاعدة معو هون فعلّقت غصب عنها وهي عم تناظر جودي بتفحص معلقة: شو هالحلو يا بنت خفي علينا!!
جودي رافضة قطعًا ترفع راسها لتطالعها لإنو ممكن تيجي عينها بعيون عماتو فجأة فبلاها لرفعة راسها كرمال تشوفها... 
فنطقت العمة سهر بخوف: قولي ما شاء الله... بلاش يصير شي لإلها وهي حامل لبعيد الشر...
جوري ردت بمزح: عيني باردة عليها... ولفت لعبد العزيز مطالعتو بنظرات فنطق قبل ما تتكلم: خير عم تطالعيني هيك!!!
العمة سهر ردت هون بدالها: شو بدها غير تاخد مرتك لتورجيها شو جابتـ~~
جوري لفت عليها مقاطعتها بحرمقة (محموقة): عمة خربتيها للمفاجئة!!!
فضحكت عمتو أمل ومرتعمو كوثر عليها... ولفت ع عبد العزيز برجا: عزوز~~~
عبد العزيز اختصرها ع حالو لإنو بدو يغير قميصو وجاكيتو يلي توسخوا شوي من ورا مكياجها يلي طبع عليهم ليروح بعدها يقعد مع رجال عيلتو... فحرر جودي المنزلة راسها طول القعدة... خليها تتنفس وتغير جو شوي مع أبو إصبع وأريام لإنو بالنهاية هدول أكبر منها بسنين فما رح يطفسها بكير بقعدتها طول اليوم معهم... وطبيعة الحال جودي بس شافت جوري مقربة منها ترددت تمسك بإيدها فنطقت أريام المستعجلة ليقعدوا مع بعضهم بعيد عنهم: يلا جودي!! 
جودي خوف ما تضل عيونهم عليها اعطتو جزرتها بلا قصد منها ومدت إيدها متمسكة بإيد جوري لتقوم معها بمساعدة منو ومن جوري أختو... ومشيت بعدها معهم محاولة تلحق سرعتهم بالمشي إلا بصوت عمتو وفاء المقهورة من جودي وعلاقتها المنيحة مع بنت أخوها يلي من المفترض تكون مقربة من بنتها رنيم بدل منها: بنتي جوري شوي شوي ع البنت...
جوري ردت بصوت عالي: عمة ما تخافي بعيوني هي وبنتنا بعدين عزوز أنا طالعة بالسيارة فما في داعي ألبس اللفة... 
فرد وهو عم يوقف ع رجليه: انتي شكلك بدك قص رقبة... 
فضحكت جوري بصوت عالي عليه: هههههه إنتا ما بتكذب خبر... هيني عم بلبس ورح لبس مرتك بس وين عـبـ (عبايتها ولفتهها)
فنطقت أريام مقاطعتها: أبو إصبع هيهم قدامك ع الكنب!!!
فضحكت جوري عليها متكلمين بصوت واطي بين بعضهم كرمال ما حدا يسمعهم شو عم يحكوا... وبعدها طلعوا تلاتتهم راكبين بالسيارة بدون ما يشغلوها لاهين بالحكي عن شو صار معهم بالسوق وعن القطع والموديلات الجديدة النازلة فيه عشان موعد عيد الأضحى قريب... وهما مو منتبهين ع عبد العزيز يلي رجع ع البيت مشي مغير القميص والجاكيت وركب بسيارتو راجع لعندهم قبل ما عاصي يسمعو مليون كلمة... وصدم بس لقاهم برجعتو لساتهم قاعدات بالسيارة ومو متحركين من مكانهم فضحك عليهم ودهش بس شاف مرتو مبسوطة انبساط ما انبسطتو لما جابلها الهدايا... وحتى من قبل ما يجابلها إياهم... فانبسطلها لإنو حقها تشوف أيام حلوة وهي عندو.... وصف سيارتو داخل ع الرجال بالوقت يلي هما حركوا السيارة لعند قصر أبو عبد العزيز طالبين من ماجدة ورولا يجوا يطلعوا معهم الأغراض الكتيرة يلي شرتها جوري لإلها ولمرت أخوها وبنتها الجاي ع الطريق... فالوقت مضي بين ضحك وترتيب القطع بجناح جودي لحد ما رن تليفون أريام من أمها سهر كرمال يرجعوا ويقعدوا معهم ليتغدوا... فرجعوا لبيت الجد بسيارة أريام ليتغدوا معهم باستثناء جودي يلي ريحة الأكل قلبت معدتها.... فعفأوها (عفوها) غصب عنهم.... 
وهي يا فرحة قلبها ع لعة معدتها كرمال ما تقعد معهم... فأخدت ع جنب بغرفة الصالون المغلق (المسكر) بعد ما شلحت لفتها وتركتها ع كتافها ورابطتها بحرص خوف ما تنزل عن كتافها أما عبايتها رفضت تشلحها لسبب معين عم يدور ببالها... فحركت إيدها ماسحة ع بطنها محاكية يلي عم يكبر ببطنها بهمس: شفت جوري شو جابتلنا؟
وتضحك طايرة من الفرح مكملة معو: امبارح اللئيم جابلي هدايا واليوم جوري... هو صح أنا زعلانة منهم.... بس عادي... إنتا كيف جيتلي.... بحسك جاي من المجرة متل ميمي بمسلسل أنا واختي... وحولت لصياغم مؤنثة معو... صح إنتي هتكوني ميمي بس تيجي وبس تكبري كمان هتكوني إيميلي... وبس تكبري وتصيري قدي هتكوني ساندي بيل... 
وسكتت بس حست بجفاف حلقها فقامت تصبلها من المية المحطوطة قدامها ع الطاولة ورجعت مكانها تشرب براحتها... لكن هادي الراحة اختفت بس لقت الكل تجمع حواليها بغرفة القعدة المسكرة.... بين يلي عم يتحلى وبين يلي عم يسمع اغاني ع سماعتو لحالو متل رنيم يلي أول مرة بتشوفها.... وبين القاعدة ع تليفونها وعم تحاكي العمات وعم تطالع جودي بنظرات كره وحسد متل الآنسة جيهان الجت قبل شوي يلي ع فجأة طلعت سيجارة وحدة إلها ووحدة لمرت ابوها وفاء كرمال يدخنوا... بالوقت يلي وصلت الأرجيلة لعمتو أمل واللي بتأرجل بين الفترة والتانية بالسر من ورا وزوجها الما بحب هيك حركات... وفجأة أريام قربت من جوري محاكيتها بهمس وهي عم تطالع جيهان كيف عم تطالع جودي: لك شوفي جيجي كيف أكلتها بعيونها لجودي! 
جوري ردت بهمس وهي عم تبتسم بانتصار: ستي خليها تغار وتفقع من الغيرة والله وآخيرًا أجى اليوم يلي شوف فيه جيهان بنت بدران نار الغيرة رح تاكلها... ولفت ع جودي القاعدة جنبها كرمال تخبرها عن جيهان وانتبهت عليها مو تمام: جودي مالك شي؟
جودي اكيد مالها شي لإنها حاسة حالها بالمكان الغلط واللي بتكره تكون فيه لإنو بذكرها بجمعاتها مع بنات عمها وعماتها... فتطلعت حواليها وهي مدبوحة من ريحة الأرجيلة وريحة الدخان يلي كاتمة ع قلبها.... فخلص ما عاد فيها تتحمل القعدة من بعد ما أمو ومرتعمو كوثر راحوا يشيكوا ع مشروبات الرجال وإذا كلشي تمام عندهم... فشدت بإيدها اليسار ع إيد جوري اليمين وهي عم تلوح بأيدها التانية ع وجهها من الخنقة: بدي أقوم مخنوقة كتير... مو قادرة أقعد هون! 
فردت أريام المركزة معهم بصدمة: لك كيف احنا وعماتي سهينا إنو مو منيح ع الحامل تقعد بمكان فيه ريحة الأرجيلة والدخان! 
جوري فورًا وقفت ماسكتها من إيدها بحرص من خوفها عليها وع اللي ببطنها: تعالي نروح ع غرفة نوم الضيوف! 
فقاموا ورا بعضهم بدون ما حدا ينتبه عليهم باستثناء جيهان المركزة معهم لبرا الصالون ... وهي صفنانة بحالها... الكل بعرف شو المنيح والمضر للمرا الحامل إلا هي!!!
طيب هي ليش ما بتعرف.... معقول هي غبية كل هالقد وما بتقدر تعرف شو المنيح ومش المنيح لإلها وهي حامل .... فكمّلت معهم لغرفة نوم الضيوف بمسايرة... وبس طبقوا الباب وصوت الضجة خفت تحركت لعند السرير متمددة عليه بس حست وجعها زاد.. في حين أريام وجوري قعدوا ع طرف السرير قبالها... فنطقت أريام بعد ما عدلت قعدتها: بتعرفي جودي شو حبيت مكياجك وشعرك مشالله طالعة فيهم خيال فنسيت أسألك من قبل مين عملك شعرك ومكياجك! 
جودي ردت عليها مشجعة نفسها ع الكلام معهم: عبد العزيز جابلي كوافيره... 
جوري ردت متهبلة عليها: يعني مين غير الكوافيره رح تعملك.... وضحكت ع ردها... ههههههه ولفت ع أريام.... ما اتفة منك إلا هي... واضح سهر امبارح عليكي... أنا بقول خلونا ننام... ونخلي الحلوات برا لحالهم... 
أريام تثاوبت عند ذكر النوم وردت بعدها: هادا كلام الصح... ولفت وجهها لجودي: جوجو أنا بقول إنتي نامي ع الطرف لإنو جوري بتتحرك وهي نايمة فالسرير صغير ع تلاتتنا لناخد راحتنا... فأحسن شي لإلك هو إني أنام بالنص بينكم...
فجوري إيدتها محركة حالها للطرف الأول بالوقت يلي جودي قربت من الطرف التاني وهي عم تتاوب متلهم وما بتعرف كيف هما ناموا جنبها بسرعة قبل منها بعد ما شلحوا يلي برجليهم وتكلموا شوي معها... لإنها هي على الرغم من نعسها ما عرفت تنام بسرعة من عالمها الكبران شوي... فصارت تمسح ع بطنها وتحاكي بنتها بسرها...
"معقول عم تسمعيني؟"
"كيف بدي أعرف؟"
"بزعل كتير إذا طلع لأ" 
فبوّزت بزعل منها لإنها ما ردت عليها... وغفت وهي عم تكلم نفسها بعبايتها يلي رفضت تشلحها من قبل بعد ساعة إلا من صراعها مع حالها إذا بنتها سامعتها ولا لأ.... وهي مو سائلة لا هي ولا أريام ولا جوري بالوقت ولا حتى بجمعة العيلة يلي التمت برا بعد ما صلوا صلاة المغرب جماعة كلهم مع بعض بهوى الحديقة الجميل... وصوت ضحكهم عامر قصر الجد... 
فرغم انبساطو هو بقعدتو معهم فقد حسها وحس أختو جوري... فأجى بدو يقوم يشوف وين أراضيهم إلا بصوت جدو القاعد جنبو: مرتك وينها يا ابني شفت الكل الا هي وأبو إصبع والهبلة أريام! 
عبد العزيز طالع جدو بتبسم: سألت وجاوبت بنفسك... فخليني شوفهم للمضيعات جوا بشو مشغولات... 
الجد هز راسو ولف مكمّل كلامو مع بناتو.... تاركو يدخل بيتو ليدور عليهم... إلا سمع صوت ضحكهم... فتحرك للمطبخ مكان ما هما موجودين.... فلقى جوري عم تاكل وأريام واقفة عند التلاجة بتدور ع اشي تاكلو ... وهي مو معهم فنطق لافت انتباههم ع وجودو معهم: جوري وينها مرتي عنكم؟ 
جوري رفعت راسها متطلعة عليه وهي عم تبلع اللقمة اللي بتمها فردت أريام قبل منها: نايمة في غرفة نوم الضيوف! 
فبسرعة لف لغرفة نوم الضيوف فاتح الباب عليها.... ودهش بس لمح الغرفة مطفية والبرادي مسكرة... فضوا الضو لامحها نايمة ع جنبها ومتغطية منيح... فبهدوء طبق الباب وراه ومشي لعندها قاطع المسافة بينهم... ليقعد جنبها ع طرف السرير ماسح ع وجهها برقة وهو عم يقلها: جودي!!
جودي ردت عليه بهمهمة من كتر ما هي تعبانة... فتبسم عليها كيف بتهمهم.. فمسح ع وجهها بطرف أصابعو وهي هون دابت من لمساتو وفرد تمها متبسم برقة فقرب منها هامسلها: شاللي باسطك هيك هاتي لأشوف؟ 
جودي ردت بدون تفكير منها وهي مغمضة عيونها: البوظة! 
مسك ضحكتو عليها: شو جاي ع بالك تاكلي بوظة؟ رمان ولا كاكاو ولا منكهة ولا ~~
نطقت فورًا معصبة من كلمة كاكاو: لأ كوكاو... وفتحت عيونها بلا قصد منها بانفعال وبلعت ريقها بس تقابلت عيونها بعيونو... ناسية شو بدها تحكي.. فرد عليها وهو عم يقرصها بخفة من أنفها الناعم: طيب بلاها لهالكاكاو... ولا يكونلك خاطر... 
وهي شو بتدوب من مسايرتو معها.. فخلص خدها رح يحمر من الخجل وخوف ما يشوف خجلها هربت من مراقبتو وهي عم ترفع حالها لتدفع نفسها برقة عليه مخبية وجهها بصدرو طالبة منو: خلينا نرجع!!
فتنهد ماسح ع شعرها مقربها من صدرو مازح معها: ع وين نرجع!!
جودي حركت عيونها محتارة شو تقلو لإنها هي حاسة بدو إياها تقلو شي معين وهادا الشي المعين رح يخجلها بزيادة فردت بعفوية مضحكة: نرجع من محل ما جينا...
وهو بس سمع ردها من هون انفجر ضحك: هههههههههههه.... فهي بعدت عنو متفقدة مالو... ومسك حالو رافع إيدو ع خدها قارصها: هيّك بتعرفي تجاوبي.... بس كيف زبطت معك تحكيها هيك... نرجع من محل ما جينا... والله وللأمانة إنتي كل شي بزبط معك كيف ما بعرف... فالمهم هلأ أكلتي اليوم منيح ولا لأ!!
ما أكلت وبدها تاكل من الجوع الحاسة فيه... فبلعت ريقها ناطقة بنبرة كاشفة عن جوعها الحراق: بدي آكل كلشي... احنا جوعانين!!
كعادتها بالرد جمل متقطعة... وكأنو هي مستحيل تحكي جمل متكاملة بشكل متواصل... بس الجديد عليها صايرة تعترف كلاميًا باللي عم يكبر ببطنها... فعلّق وهو عم يساعدها تقوم: طيب هلأ بنخلي سونيا ولا علا تحطلك آكل... 
إلا ردت بشي ما خطر ع بالو: طيب كل معنا!
ع الأمانة البنت متطورة... جوعانين وكل معنا... بعد ما كانت ما تقلق حتى بحالها... فكرمال هالتحسن حب يكافئها: بتموني إنتي وإياه!
فردت مصححة كلامو وهي طايرة من الفرح: وإياها!
فعدلها بصدر رحب: وإياها هنيتي هيك!!
هزت راسها برضا... فوقفت ع رجليها بمساعدة منو وهو عم يقلها: حدا بنام بالعباية غيرك وليه هيك رابط اللفة حوالين رقبتك!! 
ردت عليه مختصرة الكلام معو خوف ما يعرف إنها بالعمدًا ساوت هيك كرمال تضمن بس تسمع كلمة يلا نرجع... ركض تقوم وما تقعد كمان دقيقة: يلا ناكل جوعانة!!
ضحك عليها مقرّب منها كرمال يجلّس كتاف عبايتها على كتافها صح: طيب هلأ بنروح ناكل.. بس بالأول ألبسي حفايتك ولا حابه تطلعي هيك حافية...
فنهت النقاش معو مدخلة رجليها بحفايتها بانفعالية من جوعها الحراق وشو اندهشت بس لقتو عم يدخل أصابع إيدو اليسار بأصابع إيدها اليمين لإنو حابب يشاركها بشي بسيط منو متل ما هي عم تشاركو بطلبها الأكل معهم... 
ومشوا سوى طالعين من الغرفة وهو حاسس عليها متوترة ع مبسوطة من يلي عملو فهمسلها وهو عم يطالع حواليه بلاش ليكون في حدا من رجال عيلتو دخل هون ليحكي تليفون ولا ليدخل الحمام ويشوفها بشعرها ومكياجها ولف عليها مخبرها: ما رح نطلع برا لإنو رجال عماتي وولاد عمي قاعدين برا... فرح ناكل بالمطبخ... تمام!!
هي من كترة الجوع الحاسة فيه هلأ التمام بمكان وهي بمكان... فدخلت معاه المطبخ الخالي من وجود أريام وجوري الانسحبوا لبرا من قبل كم دقيقة... وهي عم تقلو: جوعانة كتير!!!
فتبسم على ردة فعلها ما بعرف ليه هي بتخليه يتبسم هيك ممكن لإنها شفافة ببعض الأشياء وما بهمها يلي حواليها... فنطق وهو عم يلف لسونيا وعلا يلي كانوا عم يجلوا ويجففوا الجلي: علا ولا عليكي آمر حضريلها شي تاكلو؟ 
ولف عليها بس حس عليها عم تضغط ع إيدو بعجلة بالوقت يلي ردت عليه علا: حاضر! 
فهمسلها بصوت يا دوب مسموع بينهم: روقي هلأ بتاكلي... وترك إيدها مقرب من طاولة المطبخ ساحبلها الكرسي لتقعد عليه وبس قعدت سحب الكرسي يلي ع راس الطاولة المصنوعة من الجرانيت طايل تليفونو بس حس عليه هز بجيبتو... متكتك فيه إلا بإيد قطتو من تحت الطاولة مدورة ع إيدو كرمال تمسك فيها فمسك بإيدها وهو عم يحاول يركز مع يلي عم يتكلم عليه مع حدا من معارفو وهو مو فاهم إنو مرتو الغيورة ميتة من تركيزو مع حدا غيرها هي فعصبت ساحبة إيدها منو بالوقت يلي دخلت جيهان المطبخ ناطقة بصوت ملفت ومقاطع لجوهم: علـ ~~وغيرت دفة كلامها بس لمحت عبد العزيز وبنت دهب قاعدين بالمطبخ... فعلقت بصوت انثوي فيه الحزم والرقة: أوبس عزوز هون...
عبد العزيز ما تحرك بحركة وحدة كرمال يطالعها ولا يواجهها لكنو بالمقابل رد باحترام علشان قدام الخدام: وعليكم السلام... 
وطبعًا جودي مع الجوع ونفضتها من البرد الحاسة فيه ع فجأة... ومع الغيرة يلي كانت حاسة فيها منها تضاعفت أضعاف مضاعفة بس فقدتها من فوق لتحت من شعرها الناعم الساحر وسمارها المميز مع جمالها الحاد المثير مع البدلة الرسمية الرمادية اللابستها مع الكعب الأحمر ومع رد زوجها المطقعلها (مطقع لجودي) السلام عليها... ماتت من الغيرة... فلا إراديًا مدت إيدها لعندو... فهو حس فيها وبسرعة مد إيدو ساحب الكرسي لعندو محاكيها بهمس مفكرها موجوعة: موجوعة يا قلبي؟ 
إلا بصوت جيهان المتوتر لإنو حضرتهم ما بستحوا بتهامسوا قدامها وقدام الخدم: سونيا ممكن تسويلي سلطة الجرجير مع كاسة عصير برتقان... 
إلا برد جودي بدون تركيز منها لإنها مركزة مع جيهان: كتير!! 
عبد العزيز فورًا بعد التليفون مدخلو بجيبتو مطالعها وهو مانو شايل جيهان يلي قعدت مجانب لإلو من أرضها: اخدتي أدويتك؟
ردت عليه وهي عم تحاول ما تطالع جيهان من الغيرة الحاسة فيها: خلينا نروح...
فنطق منبهها: خلصي أكلك عشان روحك مع جوري... 
جودي هون بلش عقلها يحلل أكيد بدو يروّحها مع جوري أختو علشان يقعد مع البنت الشريرة القاعدة معهم... فشو الغيرة اكلت قلبها بزيادة... وخلتها تفقد عقلها... فقربت منو هامستلو بشي مو مسموع حتى لإلو... فهو ردلها بهمس متلها: ماني سامع شو عم تقولي.. 
فردت همستلو بإدنو بعصبية (تبحتك) طبعًا هي قصدها دابحتك... فهو ما سمعها وهون جيهان كان عندها عقل وطار بس شافت قربهم فصارت تضرب بوز كعبها في رجل الكرسي.... 
عبد العزيز ولا معاه خبر مطنش حركاتها التافهة... ورد محاكي جودي بس بلشت علا تحط الأكل قدامهم: يلا سمي وكلي!!
جودي بدون ما يقلها هي رح تاكل وتروح مع يلي قاعد جنبها خطف وهريبة ع جناحهم وتسكر الباب عليه كرمال ما حدا يصلوا... فلفت حاملة المعلقة بدها تطعميه وهي كل عقلها بالترويحة... فنطق مفكرها زي امبارح لما اعطتو صحن الشوربة مو عاجبها الأكل: شو قلبت نفسك من الأكل!!
تقلب نفسها؟؟؟
نعم؟؟؟
قلبت النفس وين وهي وين... من استشعارهت هي هلأ بخطر من روحتو بعيد عنها... فنطقت من بين أسنانها مفكرها خجلانة من الخدامات وجيهان: لأ بدي طعميك!!
جيهان وصلت معها للآخر يعني لحد هون وبس فرجّعت الكرسي منسحبة من بينهم بعد ما رمت عليها نظرة حقد وهي عم تقول لسونيا: سونيا بتجيبلي الأكل لبرا... 
وطلعت من المطبخ وعيون جودي بالخفية عليها.... 
صحيح جودي هبلة بكتير أشياء بس بنفس الوقت في مشاعر الكره وهالقصص هاي خبيرة... فتلقائيًا فسرت هي بدها إياه... وشكلها هي مثقلة عليهم... لإنو مع طلعت الست جيهان ما قبل ياكل منها وفضل يسحب المعلقة يلي حطتلو إياها علا ليبلش ياكل معها من الرز... وفجأة بهتت... شفقانة عليهم... يعني هي بدها إياه وهو ما بدو إياها... فصارت تتطلع عليه من طرف عيونها باستياء من نفسها وبشفقة ع حالها... فغصبت حالها ع الأكل لتشغل نفسها عنو... وبس رن تليفونو سحبو ناطق وهو عم يرجع الكرسي لورا موقف ع حالو: شوي وراجعلك...
فطلع رادد ع المتصل بدون ما يستنى منها أي رد.... وهي هون مع يلي عملو هلأ وقبل خلاها تنضغط وتحس عدادات جسمها مو تمام بين راسها يلي صار مدوور وبين برودة جسمها وبطء دقات قلبها... لإنو رح أكيد لعندها ولا لعند غيرها بدل عنها... 
وفجأة بردها زاد... بس فقدت وجود الخدامات معها بالمطبخ... 
وثواني بسيطة إلا معدتها صارت تضغط عليها ومحسستها بمرار فظيع عم يطلع منها... فرجّعت الكرسي لورا راكضة مدورة ع أي تواليت تستفرغ فيه... وبس جت عينها سهوًا ع باب الحمام شبه المطبوق ركض عليه مستفرغة باقي الأكل يلي ما انهضم مع قلة حركتها... وهي شو حاسة روحها عم تطلع معها... فبكت بحرقة ع حالها لإنها مو قادرة تقوم من الأوجاع النفسية والجسدية الحاسة فيها... وشو تمنت لو إنو هون لينقذها... ويرفعها ع إيديه بعيد عن الناس كلهم ويرجّعها لجناحو هوناك... 
وهو بالفعل نهى المكالمة محاكي جدو ع جنب بغرفة المكتب... قبل ما يصلوا كلهم جماعة برا... وطلع راجعلها يشوف إذا خلصت أكلها ليرجعها ع البيت... وبهت بس ما لقاها مكانها... فسمع صوت غريب جاي من غرفة من الغرف القريبة من المطبخ فطلع يتأكد إذا هو سامع صح ولا لأ... وشل مكانو بس شافها كيف قاعدة ع الأرض وساندة نفسها ع غطاة التواليت بعد ما نزلتها وعم تبكي بحرقة وهي مقشعرة من البرد... فورًا شلح جاكيتو ملبسها إياه ليرفعها بين إيديه معتذرلها بكل صدق: حقك علي يا قلبي... حقك علي... هلأ برجعك ع البيت... وبسرعة فك شالتها عن رقبتها ملبسها إياه بعشوائية بعد ما خبى شعرها جوا عبايتها وهو عم يسمع عتابها لإلو: أنا زعلانة منك لإنك تركتنا!! 
هو يتركهم وين؟؟؟ هو تركها علشان التليفون المهم يلي وصلو والمو ضروري حدا يعرف عنو حتى هي منهم... فنطق مسايرها: حقك علي... لا تزعلي ولا على بالك هلأ برجعك ع البيت تتسطحي وتتريحي... 
فردت بصراحة من بين دموعها: مـا بـدي!!! مـا بـدي!!!
ما فهم شاللي ما بدها إياه... فحملها وهو عم يقلها: هش بلاش نلفت الانتباه... 
هادا يلي هامو... ما يلفتوا الانتباه... 
غاظها بكلامو... لدرجة خلاها من وراه تكتم صوت بكاها وحسها وتبلع حرتها منو... وبس جلسها ع الكرسي محل ما كانت قاعدة ع طاولة الأكل بالمطبخ لف طالب من الخدامة علا يلي كانت تصب القهوة بالفناجين ومو حاسة عليهم من كتر ما هي مشغولة بقائمة الترتيب والتنظيف عليها هي وسونيا بعد ما يروحوا بنات الجد: علا اتركي يلي بإيديك وخلي عينك ع مرتي لحد ماني جايب السيارة... 
الخدامة علا تلبكت بس سمعت صوتو وجت رح تحرق حالها لكنها تدراكت الموقف تاركة فنجان القهوة وهي عم تعيد شو قلها بالوقت يلي كان طالع فيه وتارك بنت دهب تعصب منو بدرجة كبيرة غير متقبلة مساعدة علا لإلها... 
وعلا المسكينة يلي غالب الشغل عليها طوّلت بالها عليها لحد ما دخل عليهم عبد العزيز من باب المطبخ الخارجي... وطبيعة الحال جودي من استيائها منو لفت وجهها عنو... وهي عم تبكي بحرقة وعصبية... مستنية فيه يحملها رغم تنرفزها منو.. فقرب منها للمتنرفزة منو حاملها وهو عم يقلها: هلأ رح ترتاحي بس اهدي ووقفي بكاكي...
مالك دخل تطلب منها توقف بكاها بعد يلي عملتو... فكتمت شهقتها وهو عم يرفعها بين إيديه وطالع فيها لباب سيارتو يلي صفها قبال باب المطبخ بالضبط كرمال ما يلفت انتباه حدا... وركّبها فيها وهي عم تقلو: ما بـدي!!! روح....
شاللي ما بدها إياه... وليه يروح واضح هرمونات حملها هتفصمو... فكان احسن شي يجاريها: تمام هلأ بروح... ومد إيدو بدو يحطلها الحزام رفضت وصارت تتكلم بشي مو مفهوم... طنش كلامها حاطلها الحزام وحرك السيارة ع الحارك بالوقت يلي رن عليه عاصي يشوف وين هيروح وإذا صاير معاه شي كرمال ما ينسحب من بينهم وما يرجعوا... فرفض المكالمة باعتلو بعجلة... برجعلك بعد شوي... وما فيها غير دقيقتين واصل بيت أهلو وصافف جيبو بالعرض بدل الطول علشان ما حدا يقدر يشوفهم... ولف عليها وهو عم يفتح باب السيارة مخبرها: هلأ بس اخدك ع جناحنا بترتاحي..
ونزل من السيارة لافف نص لفة لعندها بالوقت يلي هي كانت فيه عم تمسح دموعها وحاسة نفسها قاسية ع حالها وعليه...لدرجة بس فتح الباب عليها بدو ينزلها رفضت قطعًا مساعدتو: ما بـدي!!
هادا الفالحة فيه بس تضلها تقولو ما بدها... هادا يلي ناقصو حركاتها الماصخة هلأ... فقرب منها مساعدها وهو عارفها بتعاند ع الفاضي... فنزلها مساندها تدخل لبيت أهلو وهي عم تمشي ع رجليها وعم تحاول تحرر حالها من قبضة إيدو وقربو منها فنطق منحر منها: شو مالك؟
جت بدها ترد عليه وهي جد مو شايفة شي قدامها... باللحظة يلي عبرت رجلها عتبة باب أهلو... فسكتت محاولة تسند حالها منيح لكن وين قدامو هو يلي فاهمها عم تكابر وتعاند رغم عجزها وتعبها... فاختصرها معها من أولها رافعها بين إيديه ع فجأة وهو عم يسيطر ع أعصابو محاكيها بصراحة: مالك قلبتي علي؟؟ شو صار يعني لإني تأخرت عليكي شوي... قلتلك حقك علي ولسا مصرة تعندي وتكبري الموضوع... 
صمت إدنيها رافضة تسمعو ولا تعبرو بحرف واحد لإنها جد زعلانة منو فتيجي بدها تصارحو لكنها ترد تسكت يعني شو بدها تقلو تركتنا عشانها... فشهقت باكية ع صدرو يلي بشهد عليها شو بكت عليه... فطنشها تاركها تعيش درامتها لحالها بعد ما نزّلها ع السرير مشلحها عبايتها ولفتها والفستان اللابستو غصب عنها رغم رفضها: مـا بـدي!! مـا بـدي!
رد عليها بحدة منجلط من هالكلمتين يلي ما بتبطل تقولهم: عنْدي قد ما بدك بس ع الفاضي معاي... 
وبعد عنها داخل غرفة الغيار ساحبلها قميص نوم قطني كم وطولو تلات أرباع سادة وهو عم يسمع صوت بكاها ورجع ملبسها إياه وهي رافضة قربو ولمساتو... فنطق بشي معصبها: حسابك بس أرجع... 
وتحرك مبعد عنها طالع من البيت راجع لبيت جدو كرمال يقعد بينهم ويصلي معهم صلاة العشا جماعة بلكي كريمة جاسر تروق ووضعها يتحسن واليوم يسلك بينهم... لكن وين اليوم يسلك بينهم بعد ما تركها بجناحهم لحالها عم تبكي... 
ما بعرف حضرتو بهادي الحركة شو خلا قلبها يقسى عليه ويرفض قربو ولا النوم ع صدرو مو ليوم ولا ليومين إلا لأسبوعين... وهو رغم قدرتو ع أجبارها لتنام ع إيديه رفض يستخدم معاها القوة لإنو كترتها هتضر حملها... فبلاها... فيفش خلقو بالشغل والرياضة والمشاريع الجديدة خوف ما يجيب آخرتها ع إيدو... ولا يبتلي بدمها وبدم يلي ببطنها قريب العيد الاضحى يلي ما ضللو غير كم يوم... 
أما هي شو صايرة غريبة عليه وعلى نفسها لدرجة ما عادت تستخدم الكريمات يلي بالحمام ولا حتى تتعطر ولا تقرب من الهدايا يلي جابلها إياهم والسنسال يلي جابلها إياه رمتو ع الأرض بعد ما تركها لحالها ع السرير مفضل عليها هاديك البنت السمرة المثيرة وهادي الفكرة شو خلتها تقضي أيامها بكى وإهمال لحالها من غيرتها عليه... ومن خوفها لتفقد أعصابها معها ففضلت تنزل تحت تضلها تاكل وهي عم تراقب أختو جوري وأمو الصايمين وهما عم يقرأوا بالختمة لتكمل بعدها مع جوري ع جناحها ليتكلموا سوى عن العيد والموضة وقصص جوري الشقية مع شلتها ايام المدرسة وحياتها وعن احلى مسلسلات وروايات قرأتهم وهي عم تغذي فيها من حرصها ع البيبي يلي عم يكبر ببطنها قبل ما يناموا جنب بعضهم لحد ما يأدن المغرب ويقوموا يفطروا لحالهم جوا جناحها (جناح جوري) على الرغم منها بنت دهب مو صايمة معها.... ليكملوا بعدها حضر كم مسلسل تركي.. ولا إنها تضل قاعدة بجناحها وهي بس عم تبكي لحالها بدون ما يعبّرها... 
والسؤال الصحيح كيف بدو يعبّرها إذا ما بتشوفو غير بعد العشا عشان يتأكد إذا صلتو... ولا قبل الفجر كرمال تصحى وتقوم تصليه وهو موصيها تاخد ادويتها ولا لتاكل منيح وتدفي حالها لإنو البرد بمنطقتهم بدخل بكير...
وبالطبع مع استياءها من ابن الخيّال وغيرتها عليه ما فكرت لو بشعرة وحدة بعيلتها المصونة والتغيرات يلي عم تصير فيها بين تعب جدها وارتفاع الضغط عندو وسفرات كنان الكترانة مع أصحابو ورجعتو المتأخرة ع البيت غالب الوقت... وشيطنة أبوها ونكدو يلي خلا جدها بزيادة يتعب فوق تعبو من ورا تأنيب ضميرو يلي صحي متأخر وبلش يفكر بآخرتو اللهي عنها كتير من ورا كرهو وبغضو لعيلة الخيّال يلي صار هلأ يحترمها ويفكر فيها بعيد عن الانتقام من ولاد الجد شامخ... بس كيف وعندو ابنو هالمغضوب عليه يلي مصر ينتقم أشد انتقام منهم بدون أي تراجع... 
فالجد بين تأنيب ضميرو وشعورو بقرب الموت منو تفاقم الموضوع معاه... وصار يفكر يشوف حفيدتو بأقرب وقت ممكن لإنو مانو ضامن يعيش لبكرا ومع دعم كنان لمخططو... مسك تليفونو متصل ع عبد العزيز ضهريات اليوم متفق معاه يجيبها بكرا عندو لو ساعة ع الأقل... 
وابن الخيّال الفالح وافق بدون ما يخبرها... إنو رح يبعتها بكرا الصبحيات كرمال تفطر مع أهلها وتقعد شوي عندهم لحد ما يجي ياخدها قبل خطبة الجمعة لإنو في مشوار لازم يروحوه... 
وهو بالفعل في مشوار عم يخططلو من بعد ما رجّعها من المستشفى ليكونوا لحالهم مع بعض لعدة أيام كرمال يقدر يتفاهم معها ويطري الوضع بينهم ويخليها تستجم شوي يعني والله الله ما قالها عروس جديدة ما تطلع مشوار واحد ولا حتى تقعد قعدة رايقة مع يلي بقولولو زوجها متل أي عرسان متجوزين جديد... 
صحيح الفترة يلي عدت قِسى عليها علشان ما تتطاول عليه.. بس حس خلص يعني لحد هون وصار الوقت يلي لازم يحطوا فيه النقط ع بعض الحروف ليفهموا راسهم من رجلهم مع بعضهم عشان الحياة تسلك بينهم... دام حالها تحسن... وفحوصاتها يلي اخدهم للمركز الصحي طمنتو بعد ما كان عندها جفاف ونقص فتيامينات وضعها تحسن كتير من ورا اكلات أمو والحاح أختو جوري عليها لتضلها تاكل وتشرب معها وهما عم يحضروا مسلسلات ولا عم يتكلموا... 
فكرمال يكونوا لحالهم كم يوم قبل العيد اجتهد مع عماتو وجدو ورجالهم ليروحولهم كم يوم ع المزرعة ليصيدوا ويغيروا جو لإنو زمان عن لمتهم سوى...
فالحمدلله يلي آجى هاليوم يلي أهلو هيروحوا فيه ع المزرعة... كرمال يشوف وجهها متل الخلق رغم الضغط يلي عليه... في حين مرتو الزعلانة منو بس شافت جوري عم تجهز أغراضها بكل حماس لتروح كم يوم ع مزرعة الجد وتضلها هي وأريام يحكوا وما يملوا عن أيام دوامها بالجامعة وعن موادها الجديدة يلي عم تاخدها عنها وعن صحباتها الجداد يلي تعرفت عليهم بالمحاضرات ولا بوقت استراحتها وعن هل فيه (كراش) معجب سري... ولا هي معجبة بحدا... 
فجوري شو كانت طايرة طير من الفرحة لإنو واخيرًا رح تلتقي مع أريام يلي سحبت عليها من بعد عزيمة الجد من كتر حبها للدراسة والتفوق... أما جودي كانت على عكسها تمامًا زعلانة كتير لإنو إذا هلأ جوري رح تروح هي مع مين رح تقعد؟
فبكت بغصة وهي عم تودّع جوري وكأنها جوري طالعة من هالبيت بدون رجعة... فجوري دهشت من طريقة توديعها لإلها من ضمتها القوية وبكاها غير الطبيعي ع كتفها... فبادلتها الضمة وهي عم تقول: يما هرمونات الحمل عند مرتك شو مخليتها تبكي كتير هادي الفترة وبسرعة كمان!!!
جودي بسرعة بعدت عنها ماسحة دموعها خوف ما يكون جد هو معهم هون... وبس لمحتو واقف مطالعهم تمنت الأرض تنشق وتبلعها فبلعت ريقها وهي عم تسمع ردو: على عكسك إنتي يا باردة... بسرعة هاتي اغراضك لأحملهم مع أغراض أمي لأحطهم بالسيارة... وعجلي بلبس منديلك بدل الحكي والحقيني ع السيارة فاهمة!!
جوري عجلت بحالها رادة وهي عم تسكر شنطها التنتين: فهمت بس بلاها لهالجدية المخيفة... 
وجت بدها تلف إلا حست بأطراف أصابعو ضاربتها ع راسها بمزح: خلصي من تم ساكت... وبعدي أحملهم... والله ماني عارف لليش ماخدة هالشنطتين معك وإنتي برا المزرعة مانك طالعة... 
جوري لفت عليه متخصرة: إنتا قلت بدك تحمل الشنط مو تتفلسف علي... خوف ما تتعب بحملانهم...
فرد ضاربها ع راسها بمزح: قصيه لاقصو (قصدو لسانها)... 
فبعدت عنو داخلة تجيب لفتها وهي عم تقلو: بفكر!!
فرفع الشنطة التانية وهو عم يهمس لجودي: اضحكي... ما في شي تكشري عليه... 
فرفعت راسها متأكدة إذا عم يتكلم معها عن صح... وبس جت عينها عليه غمزها وهو عم يقلها بجدية مغلفة بشي لطيف: لابقلك!
وبعد عنها طالع من الغرفة تاركها تدوب بحالها... وهي مو عارفة شاللي لابقلها... واللي كان فستانها الأبيض القطني الناعم اللابستو واللي جاي نص كم زم قريب الكتف ومن عند الصدر.. وبجي من تحت الزم بالزبط قطعة حرير (قشاط\حزام) ربط وبنزل الفستان لحد الركبة بِوسع شوي... فمع حطت إيدها ورا ضهرها مع نفخة بطنها الناعمة وشعرها المتروك ع راحتو ووجهها الطبيعي الخالي من أي شي ورجليها اللابسة فيهم جراب خوف ما تبرد من برودة الأرض.. معطينها شكل بريء كتير ورقيق... 
فخدها حمّر من نبرة صوتو يلي بتغنيها عن فهم قصدو كلاميًا... 
وما وعت ع سرحانها مع حالها غير ع صوت جوري يلي علي: بنت عم بحكي معك كيف لبستي حلوة صح؟ 
جودي ردت بتوتر: صح!!
جوري رمتلها بوسة بالهوى وهو عم تركض بسرعة بس سمعت تليفونها برن فسحبت شنطتها وتليفونها وهي عم تقول: عبد العزيز اليوم معجلنا بكل شي... يلا يا حلوة بشوفك بعد تلات أيام... وقربت خطف منها ضاممتها للمرة التانية وبعدت عنها خطف نازلة لعندو مستعجلة ع مقابلة أريام... ونطقت من بين لهاثها وهي عم تركب بالسيارة: حرك بسرعة خليني شوف أريام واشبع منها!!
أم عبد العزيز ضحكت هون ع صوت لهثها: والله عشت وشفت بنتي عم تلهث ع شي غير الأكل... 
عبد العزيز حرك السيارة وهو عم يضحك ع رد أمو: هههههه.... ونطق مكمّل عن أمو... أبو إصبع مو كأنو مخفف قصص التوصاي من المطاعم والأكل الجماعي... رغم إنك بس تصومي ما بترحمي حالك منو...
جوري ردت وهي عم تراسل أريام ع الرسايل تشوف إذا طلعت هي وأهلها ولا لسا: والله وقفت كلشي فترة تضامن مع مرتك يلي صايرة تشتهي الاجنحة الحارة والبطاطا المبهرة والأكل الجاهز... فقلت حرام تكون بشي وتصير بشي تاني... لإنو قبل أسبوع وشوي شو توجعت من معدتها بعد ما أكلتو معاي... 
أم عبد العزيز عدلت حالها لافة عليها خابطتها ع رجلها بخفة: وليه ما خبرتيني... ولفت لابنها موصيتو: أنا بقول لاقي دبرة لإلها قبل ما تجيب آخرة مرتك والجنين يلي ببطنها!!!
فردت جوري بانفعالية: يما وحدي ربك ~~
فقاطعتها ام عبد العزيز بحدة: انكتمي قويانة بزيادة... ولفت مازحة مع عبد العزيز عليها: ولا أنا غلطانة يا عبد العزيز!!
عبد العزيز فهم قصد أمو فكمّل معها الفيلم: صدقتي فيها بسرعة يلا ع الجامعة ولا رح نزوّجك!!
هون جوري كان فيها عقل وسلم... فردت وهي ع وشك تبكي: شو كل شوي بتتهددوني بالجامعة... جامعة مش رايحة لا هادا الفصل ولا الفصل الجاي... 
عبد العزيز ضحك عليها ع عكس أمو الماسكة نفسها وسايقتها جد: يا هبلة عم نمزح معك هو بهون علينا... 
إلا بلكزة أمو بمعنى خربتها علينا ونطقت وهي عم تلفلها وجهها: ع الأمانة ابكي يختي خليني حس مخلفة بنت... ولفت لعبد العزيز مكمّلة بنبرة فرحانة: أخيراً شفت حدا بأثر ع اختك لو بشي واحد... (قصدها مرتو يلي بتبكي كتير وع كلشي)
عبد العزيز فهم قصد أمو ع الطاير: خلص يا جوري والله مانك مفشلة أمي... ابكي لتفرحي قلبها... 
جوري هون ولعت معها ونطقت بحرة: استغفر الله بس مين داعي علي لتتسلطوا ع جوري... بس مين خبروني!!
عبد العزيز وأمو انفجروا ضحك عليها... مخلينها تعصب بزيادة طول الطريق... وبالآخير رضت عليهم بس نزلوا بعد ما اجتمعوا كل الأهل شاريين كلشي بحتاجوه لقعدتهم في المزرعة... 
يعني صحيح بقدروا الخدم يحلوا هادي المسألة... بس عند عيلة الجد شامخ في شي مختلف واللي هو مشاركة العيلة الأجواء البسيطة... فكانوا نسوانهم وبناتهم معبين السوبرماركت وهما عم يدوروا ع الأشياء المدونة ع الورق معهم فاللي بخلص أول رح يشترط ع الباقي بشي... 
فكانت أريام وجوري والعمة أمل مع بعض وأم عبد العزيز والعمة سهر ومرت عمو كوثر لحال... والعمة نداء والعمة وفاء والخدامة علا لحال... طبعًا هما دايمًا بختاروا علا تبقى معهم مو حبةً (محبةً) فيها إلا عشانها حركة وبتعمل كلشي بالوقت يلي هما بحكوا فيه وبخلوا باقي الخدم يسبقوهم ع المزرعة... فاختيارهم لعلا بكون حل بديل عن رنيم وجيهان يلي تبارك الرحمن عليهم مالهم دخل بهيك أجواء كأنهم أجانب معهم... وبقضوها برا في الاستراحة يدخنوا ولا يشربوا شي ولا يقعدوا ع التليفون... بالوقت يلي السوبرماركت الاستراحة بكون معجوق من تدوير مجموعة جوري الحِركَة يلي حالها عكس حالة مجموعة أم عبد العزيز يلي عم يمشوا ابطأ ما عندهم مدورين ع الأغراض المكتوبة على الوراق يلي معهم مع صيامهم... في حين مجموعة العمة وفاء هادية وحالها مو أحسن من مجموعة أم عبد العزيز ولولا علا عليهم يلي عم تشتغل بجد وداخلة سباق عن جد مع جوري ولا كانوا ما جابوا شي من المكتوب على وراقهم... 
وبس فازت بالآخر جوري الحِركَة كتيرعليهم كلهم... علقت العمة وفاء: رحنا فيها.. 
فردت مرتعمها كوثر ع العمة وفاء بسكل قاصفتها فيه: والله لو بدك ما تروحي فيها كان شديتوا همتكم... 
وقامت بينهم مزح طالعين يشربوا ولا ياكلولهم شي ع طاولات الاستراحة برا... وعيون عبد العزيز وعاصي عليهم جوا وبرا... 
وبالطبع ما لازم ننسى عند ذكر الأكل والشرب الآنسة جوري يلي كانت أكتر حدا طالب أكل لإنها مفطرة ونامت لوقت متأخر من وجع دورتها يلي نورتها فجأة فجريات اليوم... فهلأ هي بدها تعوض معدتها الجوعانة ع إهمالها لإلها من ورا سدة نفسها يلي انفتحت هلأ اضاعف مضاعفة مع تجمع العيلة حواليها وقعدة أريام جنبها.... وهي مو هاممها شو رح يعلقوا عليها وع كمية أكلها رجال عماتها والضيف الجديد الجاي معهم واللي اسمو صاج وبكون أخو زوج عمتها أمل القاعدة جنبها هي وأريام عم يستفزوا فيها كرمال يعرفوا شو رح يشترطوا... 
وأبدًا هي معندة ما تقلهم وعم تاكل بكل تركيز ورواق... لحد ما قاموا ورجعوا لسياراتهم لكن بترتيب مختلف... أمل يلي تاركة ولادها النايمين عند جوزها... وأريام وجوري وسهر وأمينة مع عبد العزيز... في حين الباقي على ما هما... وهيك تحركوا للمزرعة متوكلين ع ربهم... وهما مخططين يلعبوا كتير اشياء... متل لعبة صراحة وجراءة... وتحديات صعبة بعيدة عن الجرأة... وغير مين عليه الفطور ومين عليه تحضير الغدا... على عكس الرجال يلي هيقضوها حكي وشرب قهوة ولا شاي ولا عصير أو رح ياكلوا ولا يصيدولهم حمام كرمال ما يفقدوا قدرتهم ع التصويب أو يشووا اللحم ولا الجاج ع الفحم... أو يشتغلولهم شوي... 
فالكل بهيك أجواء تقريبًا بكون مبسوط وأكترهم الجد يلي عم يشوف عيلتوا عم تكبر قدام عيونو بدون ما تشوه اسمو قدام الناس وهما عم يدخلوا مزرعتو يلي الحياة شبت فيها بين ضحك ومزح وتجمّع أهلو حوالين طاولة السفرة الكبيرة لإنو غالبهم صايمين... وبين ضرب جوري وضحكها مع عمتها أمل وأريام وعبد العزيز يلي قعد معهم ماكللو شوي وهو شو مبسوط ع مشاركتهم هالأجواء الحلوة يلي شو تمنى مرتو تشاركهم إياها... بس متل ما بقولوا التمني ما بغني ولا بسد الجوع... لكنو بنفس الوقت بخلي الإنسان يعرف شو بدو... فهو عارف شو رح يشتغل معها ومع أهلو لتكون محسوبة عليهم ومنهم فيهم... بس لتصير هادي الرغبة واقع رح يعمل كم خطوة استباقية لكل شي كرمال كل حدا يعرف مكانو الصح... فشو هالخطوة ومين هيبدا فيها الله أعلم...
فبس حس حالو طوّل عليها استسمح منهم بعد ما صلى العشا جماعة تارك عيلتو ولمتهم الحلوة وراه ليرجع عندها بأسرع ما عندو... ليشوف شو وضعها ويتكلموا شوي ليلحلح الوضع بينهم لإنو هو هلأ عندو الجاهزية والقابلية والوقت الكافي ليقعد معها ويحاكيها عن بعض الإشياء المهمة بينهم... فبس وصل البيت المظلم طالع لعندها... تنهد بس لقاها غاطة بالنوم.. ففضل يتحمم ويزبط حالو وبعدها هيفضالها منيح... 
فدخل يتحمم وهو مانو عارف إنها نامت غصب عنها بعد ما بكت كتير ع غياب أختو جوري عنها لكم يوم... لإنها حاسة أيامها الجاي سم عليها ونكد بدونها... وطبيعي تفكر هيك دام هو تاركها تزعل وتجفا ع راحتها... ومو عارفة عن مخططو المخبيلها إياه واللي بلش فيه من بعد ما طلع من الحمام بالروب ساحبلو بنطلون كروهات بالأخضر والرمادي والبترولي ومع بلوزتها نص كم بترولية اللون... وعطر حالو من عطرو المفضل ومرطب جسمو طالع برجليه الحافيين لعندها بكل ثقة قاعد جنبها... وهو عم يمد إيدو ماسح رقبتها إلا لقاها عم تعبس مع لمساتو الرقيقة فنطق وهو عم يقرب من وجهها هامسلها بصوتو الرجولي الهادي: جودي!!
جودي مانها مصدقة شي حاسة حالها بين صوتو ورقتو وبين صوت لهيثها وخوفها وركضها من شي عم يلحقها... وبس حست في شي عم بلف حوالين رقبتها فورًا رفعت حالها صاحية من الكابوس يلي كانت عم تحلم فيه... خابطة جبينها بأنفو وهي عم تبكي وقلبها عم ينبض وجسمها معرق... فبعد فورًا عنها حاسسها شلتو بخبطتها لأنفو... واضح الليلة شو رايقة من أولها... 
أما جودي المسكينة حالتها مو أحسن منو لإنها مو عارفة شو تعمل؟؟
تعتذر ولا تقلق بحالها وكوابيسها المخيفة يلي صايرة تتكرر معها... فقربت منو خايفة وهي عم تعتذر منو بصعوبة من تقل فكها من الكابوس المخيف يلي كانت عم تحلم فيه: آسفة!!
شد ع جبينو معدل قعدتو وهو عم يدلك أنفو: بسيطة... بس شو خطر ع بالك تقومي فجأة هيك متل المرعبة؟ كنك باقية تحلمي!!
جودي ردت وهي عم تبلع شهقتها: ما بعرف!! 
هي أكيد بتعرف... ولو فهمت سؤالو صح كان ردت... بس لإنها متلخبطة فهمت سؤالو من شو خايفة لتحلمي هيك... فلف عليها مستفقع ردها... وهو عم يلف حالو عليها: بالله شو!!! فسكت ضاحك بس شافها كيف تصنمت مكانها من ردو... فغيّر نبرة صوتو وطريقة كلامو معها لإنو باين إذا بلش معها من شو خايفة أو مالك هيك متصنمة... خربت القعدة... فلأ يبلش من الهوين للصعب مع الوقت عشان القعدة تمشي معهم وبينهم: طيب سيبنا من هالكلام وجاوبيني أكلتي وصليتي العشا ولا لأ... 
ردت من بين ضياعها وهي عم تمسح ع رقبتها وعم تتنفس بصعوبة: مـو جـاي~~ع بـالـي... 
ففهم ردها هادا بخصوص الأكل بس بخصوص الصلاة: طيب والصلاة؟ 
هزت راسها بمعنى صليت... فتنهد متريح لإنها آدت صلاتها.. فنطق مكمّل معها اسئلتو العادية: طمنيني عنكم كيف صرتوا هلأ؟
جودي هون قلبها داب وشو بدوب بس حدا يذكرها باللي عم يكبر ببطنها بفرفح قلبها وبرفرف كمان... فمسحت عليه بحب رادة وهي عم تطالع ع بطنها: مناح!
فتبسم عليها قارصها ع خدها مخلي خجلها يتضاعف منو ... وهو عم يقرب أكتر منها ماسح معها ع بطنها... وهون حفيدة الجد عثمان البريئة ضاعت بين تقرب منو ولا تبقى مكانها وهي شبه ناسية هلأ شاللي صار بينهم قبل أسبوعين من توترها معو وزعلها ع غياب جوري... وبين رغبتها ليحتويها بدفاه... ويكون ملكها بدون ما حدا يشاركها فيه... فطالعتو بنظرات عتاب وضعف بدون قصد منها... وهو مانو غشيم لدرجة ما يفهم عيونها منيح.... فحس هي منتظرة منو شي... كإنها بدها إياه يعمل شي يثبت إنو هو فعلًا بدو إياها... فرفع إيدو من ع بطنها لوجهها وإدنها اليمين ماسح عليهم وهو عم يطالعها بعيونها يلي حاولت تهرب منو... بدون ما ينطق بكلمة وحدة بينهم.. فتبسم بعفوية منو مدوب قلبها ع الآخر مع لمسو لشعرها...
فبكت لافة عليه طالبة احتواءو... بكت لإنها ما بتعرف هي كيف رح ترضيه... بكت لإنها بلشت لأول مرة تحس بعدم الثقة بحالها... فبس قرّب منها هيك ما تحملت... وخافت إذا رفضت يقسى عليها وتخسرو.... وخافت إذا قربت منو ما تعجبو... 
وهو مانو غبي كرمال ما يفهمها... فسحبها ضامها لصدرو وهو عم يقلها: ما هيصير شي هلأ... اهدي وخلينا نتكلم... ونحاول نعطي حالنا فرصة ~~~~
فرصة شو يلي عم تحكي عنها وهي عم تشم ريحتو يلي بتعشقها عشق عليه عن قرب... فمع ريحتو وبلعو لريقو لابتسامتو... لمحاولاتو ليحكي معها ما قدرت ما ترفع عيونها لتطالعو بالخفية ولا ع العلن وهي مسحورة فيه كيف عم يحاكيها وعم يطالعها بدون ما تركز باللي عم يقولوا: ~~~ حابه نعمل شي معين بكرا؟ 
: اللون الابيض هادا عليكي غير شكل... 
: مو حابه تحكي شي...
هي تحكي شي... ضاعت لإنها ما ركزت بشو كان عم يحكي فبلعت ريقها لاعبة بأدنها... منتظرة فيه يكمّل كلامو... 
بس وين يكمّل وهو عم يستناها ترد عليه... ولحظة ما حستو طوّل بسكوتو ردت بلعت ريقها متنهدة... وهي عم ترفع راسها بدون قصد منها... وبس شافتو كيف مركز عيونو عليها... توترت وخلص يعني ما عاد فيها تبقى هون... فقدامها حلين يا تهرب منو.. يا تقرب منو... فسندت راسها ع صدرو محركة أنفها مستمتعة بجمال ريحتو... فخلص حس هي متوقة لشي تاني منو... هو كان منتظرو منها من بعد ما نزلت من المستشفى وصحتها تتحسن... فعدل قعدتها لافف عليها... وهي هون ضاعت ع الآخير رادة باكية... من قلة ثقتها من نفسها... فرفعت إيديها حاضنة حالها برفض... ما بدها إياه يلمسها هيك بدون ما يكون جد بدو إياها... فتبسم عليها محاول معها وهو عم يغازلها ويمازحها: شعرك إذا بتفكري تقصيه يا ويلك مني... 
(ووجهك بكل حالاتو رايق وناعم)
(ليه زعلانة مني؟)
(مالك خايفة مني؟)
تيجي ترد تنسى تتنفس فيذكرها تتنفس كل كم دقيقة.. فحس خلص هي ما بدها وجسمها بلش يشد عليها مع التوتر... فتركها ع راحتها باعد عنها باللحظة يلي فطن يخبّرها عن روحتها عند أهلها: صحيح بكرا الصبح رح وديكي تشوفي أهلك وتفطري معهم و~~
إلا نطقت باندفاعية وهي عم تقرب منو بخوف باكية من ببن اعتذارها لإلو: آسفة والله آسفة... وحركت إيديها محاولة تلمسو ليرضى عنها وما يرجعها عند أبوها يلي صايرة تكُبس فيه (عم تشوف فيه كوابيس)... 
وهو هون انفعل منها... مالها هيك عم تجبر حالها ع العلاقة معو... فبعدها عنو وهو عم يسيطر ع أعصابو معها محذرها بنبرة مخيفة: ما تساوي معاي هيك لإني ما بحبك تستخدمي جسمك معاي بخصوص أي شي بدك إياه... 
وسحب حالو بعيد عنها موقف ع رجليه قبل ما ينطق بشي مالو داعي... وهو عم يقلها من الآخر: لو شو ما عملتي عند أهلك رح تروحي يعني رح تروحي... فنامي ابركلك لإنو لو شو ما عملتي هلأ يا بنت دهب ع الفاضي معاي... 
وصار يمشي بالغرفة بشكل موترها... لإنها هي جد ما بدها تروح عند أهلها... وهو مصر يوديها!!
طيب ليش هو مصر لتروح؟
هي ما عملتلو شي... فتيجي بدها تسألو لكن خوفها منو يسكتها...
وشو زاد توترها بس شافتو طفى الضو وكلشي حواليه ليتمدد جنبها بدون ما يقرب منها... لدرجة مخليها تحس بالهوان والضعف والعجز الكبير معو... فحاولت تنام بس ما قدرت... الرعبة ماكلتها... وحاجتها لتروح الحمام تضاعفت من خوفها من عصبيتو ومن خوفها إذا قامت رح تزعجو.... فحاولت تكبت رغبتها بروحتها ع الحمام... بس ما قدرت تروح ولا قدرت تنام من توترها... منتظرة عقارب الساعة تمشي وتمضي بالزمن كرمال يروح يصلي الفجر وتقوم ع الحمام براحتها بعيد عن المحرمق منها والمسيطر ع نفسو بالقوة ومانع حالو يطلع من الغرفة لإنو مو حل يطلع من الغرفة كل ما يتنرفز منها... ولإنو بدو إياها تتعرف عليه لما بكون بهيك حالة... وكرمال هو يشوف كيف هتتصرف... فما بعرف كيف غفى ليصحى ع صوت منبهو لصلاة الفجر... فقام من جنبها موصيها وهو متأكد إنها لساتها صاحية بدون ما تتحرك أي حركة منها: ما تنامي بدون ما تصلي الفجر فاهمة!
وما استنى فيها ترد عليه لإنو باصم من خوفها منو آخر شي هتفكر فيه تنام بدون ما تصلي... وبعد عنها متوضي ومغير أواعيه لتريننغ سودا كم طويل وانسحب من البيت ليصلي جماعة بالجامع... 
وهي هون صح تنفست براحة إنو صار فيها تروح ع الحمام... لكن هالراحة اختفت بعد ما صلت وحست إعدامها قرب... لإنو الصبح حل وحضرتو رجع طالب منها: قومي جهزي حالك وألبسي أحلى شي عندك فاهمة!!
هي ما بدها تفهم قد ما بدها ما تروح عند أهلها فقامت لعندو وهي عم تبكي بانفعال: ليه بدك توديني وبلعت غصتها مكمّلة بصعوبة... والـ ـله مـ ـا عـ ـمـلـ ـت شـ ـي!!!
لف عليها رادد عليها وهو مستغرب كلامها: والله أنا عارف وفاهم ما عملتي شي بس فهميني ليه هيك بس مرعوبة لزيارة خفيفة لعند أهلك يلي من بعد العيد ما شفتـ~~
قاطعتو باكية بصوت عالي من خوفها لتروح عندهم فعلًا وهي عم تقلو: ما بــدي!!! مـا بـدي!!!
عبد العزيز بس سمع ردها انحر ومسكها من إيدها بعصبية: شاللي ما بدك... انا مناي افهم في شي مخوّفك لدرجة مانعك من روحتك لعندهم...
جودي ردت نافية شكو بطريقة مريبة للشك: لأ!!!
عبد العزيز حرك راسو باعتراض: دام ما فيه شي اكتمي حسك وبسرعة جهزي حالك بلاش نتأخر عليهم.... وتشوفي شي ما بسرك مني.. فاختصري المشاكل بيناتنا وخلي هاليوم يعدي ع خير فاهمة...
ردت برفض تام وهي منفجرة بكى: ما بدي أفهم!! ما بدي روح! 
ترك دراعها ماسح ع راسو وهو عم يتنفس بغل... هادي شكلها مو مصلية ع النبي ع هالصبح... وناويتها شر... فلفلها حالو معلن الحرب عليها وهو عم يشد ع إيدها بقوة مخبرها بحزم ما فيه نقطة لين: جودي لآخر مرة بقلك اختصري المشاكل بيننا... وروحي ألبسي قبل ما لبسك غصب عنك...
جودي بس شافتو هيك عم يطالعها وعم يشد ع إيدها خافت منو كتير كاتمة صوت بكيها ومغمضة عيونها رافضة تشوفو ولا حتى تروح عند أهلها لو ع حساب موتها... فشدت ع إيدها بالوقت القرب هو منها هامسلها بشي مخيف: شكلك حابه اتصل ع أبوكي كرمال يعرف بنتو المصونة رافضة تيجي عندو مو أنا يلي مانعها...
فشهقت باكية بحرة وهي عم تطالعو بخيبة كبيرة منو... لإنو مصر يوديها... فبلعت شهقتها التانية وهي متأكدة مستحيل يعملها لكنو خيب ظنها بس قلها: فكرك أنا عم بمزح معك يا بنت!
ومد إيدو بدو يسحب تليفونو كرمال يورجيها الجد لكنها صدمتو بس قربت منو ماسكة بإيدو قبل ما تدخل جيبتو وهي منزلة عيونها ع الأرض بضعف ممزوج بخزي قدامو... فضحك بلا نفس ع عنادتها يلي ما رح تفيدها معو وهو عم يقربها منو شادد ع إيدها للمرة التالتة بتذكير: أبقي ارحمي حالك معاي... وسيبي العناد عنك من الأول فاهمة... مو إذا بتطوفلك عنادك مرة ولا مرتين يبقى برخي الحبل معك يا مرتي المحترمة... 
هي هون حست كرامتها انهانت فحركت حالها منتظرتو يحرر إيدها يلي وجعتها من كتر ما شد عليها من عنادتها معو...كرمال تروح غرفة الغيار... 
فحرر إيدها وهو عم يتأملها بتعجب يعني شخصيتها ضعيفة وهيك بتعند شو حال لو كانت قوية الله أعلم شو ساوت فيه... فتركها تدخل غرفة الغيار يشوف شو رح تعمل وبس شافها عم تسحب أي شي قدامها... قطع المسافة بينهم ساحبلها فستان أبيض تلات أرباع مورد ورماه عليها وهو عم يقلها: اصحك تتعطري وإياكي تشلحي عبايتك ولفتك قدام سامي الصايع ولا ابن عمك فاهمة... وما تنسي تفرشي اسنانك وترطبي وجهك قبل ما تطلعي...  
وجحرّها لافف عنها ساحبلو لبسة كاجوال مع بقية كمالياتها ع الحمام معاه كرمال يتحمم ويجهز حالو... وطلع من الحمام مخلّص كل أمورو بالوقت يلي كانت حضرتها أبصر كيف جاهزة بدون ما يضلو يزن عليها... فكمّل طريقو ع غرفة الغيار بتعجب منها متعطر ولابسلو ساعة من ساعاتو الأناقة ورجعلها ساحبها من إيدها معو نازلين الدرج ومكملين سوى لعند السيارة بدون ما يحاكوا بعضهم لو بحرف... ودهشت منو بس شافتو عم يساعدها تركب بالسيارة وعم يحطلها حزام الأمان لإنو حاسس عليها مو شايفة قدامها منيح... ولف راكب مكانو بعد ما طبق عليها الباب محرك السيارة من مكانها وهو عم يحذرها: اصحك تفتحي تمك بأي شي عنا فاهمة قدام أهلك!!
طنشت كلامو وهي ماسكة دموعها لتنزل من حرتها من كلامو.. يعني هي من متى بتحكي عنهم كرمال يقلها هيك... 
هو جد شو بدو منها اليوم غير يجننها... فسندت راسها بضعف ع السيارة وهي عم تدمع غصب عنها فلف عليها منبهها: وقفي بكى... يلي عم يشوفك عم تبكي هيك هيفكر مقتولك قتيل... 
فشهقت ماسحة دموعها مطالعتو من أطراف عيونها و هي مو عارفة إنو من ورا تصرفاتها المريبة قدامو خلتو لو كان شاكك في شي بينها وبين أهلها يتأكد ويبصم في شي مو مزبوط... فإذا ما عرفو بأسرع وقت ممكن ما رح يهنالو بال... بس ترجع من بيت أهلها اليوم طز في المشوار وأهلًا بوجعة الراس... مو بقولوا دق الحديد وهو حامي... فدام الموضوع طازة بقدر يضغطها ويمسك عليها هادا الممسك كرمال يفهم مالها هيك بتتكهرب من فتح سيرة أهلها معها ولا حتى لروحتها عندهم... فكلها ساعتين بالكتير يا حلوة وبعدها مانو حالل عنك إلا بعد ما يفاتحك بالموضوع... ليعرف القصة من أولها لآخرها... فكمّل سواقتو لبيت أهلها... يلي بس لمحت بابو الرعبة رجعتلها بدون ما تدوخ ولا تستفرغ!!!
وين دوختها عنها يلي مرات بتنقذها؟ 
وين تقل راسها عنها وفتلانو؟
وين كل هالتغيرات يلي بتسعفها غالبًا وبتنقذها راحت عنها؟
فجت بدها تستعطفو لآخر مرة لكنو رفض ساحب شي معو من ورا نازل من السيارة قبلها وهو عم يقلها: أنزلي!!
فنزلت غصب عنها وهي حاملة شنطتها الفاضية معها وحاسة في رجل عم تقدمها من خوفها منو وفي رجل بدها ترجعها من خوفها من أهلها ... إلا بإيدو يلي عم تدعمها تكمّل مشيها وهو عم يقلها: حاولي انبسطي معهم وغيري جو!!
بالله تحاول تنبسط... يخي شو بدك منها... مفصوم ولا مجنون انتا!! بعقلك شي... بدك إياها تنبسط عند أهلها عشان تنكد عليها بس ترجع من عندهم... 
فضحكت غصب بسخرية... 
فوقف قبال باب البيت داق الجرس وهو عم يتجاوز عن ضحكتها الساخرة... كرمال يعدي هالساعة معها ع خير... وهي بس سمعت صوت الخدام يلي فتحلهم الباب محاكي زوجها حفيد الجد شامخ الخيّال ومرحب فيه... قلبها نزل بين رجليها... وكمّلت عليها معدتها المضطربة بس سمعت صوت زوجها اللئيم والجابرها ع الجية عم يرد ع الخدام وهما عم يدخلوا جوا بيت أهلها بعد ما أعطاه (للخادم) الكيس الكبير يلي جايب فيه بخور غالية كهدية منهم لكل عم من عمامها... 
إلا بجية جدها وعمها كنان وعمها عثمان العرب ( المفطرين كرمال يجبروا الجد ع عدم الصيام العشر تيام مع تدهور صحتو) ليرحبوا فيهم وهما قمة بالسعادة لجيتها هي وزوجها عندهم... مخلينها ترتعب منهم خايفة ليكون أبوها وراهم فبسرعة خبت وجهها بصدرو... محتمية فيه وهي عم تنزل عيونها ع الأرض محركتهم شمال يمين خايفة لتسمع صوت أبوها ولا لتشوف صورتو... فبس ما سمعت صوت أبوها وشافت جدها عم يقرب منها سلمت عليه خطف بدها تكمّل تسليم ع عمها كنان فضحك الجد عليها ماسكها من كتافها لاففها عليه بشوق كبير: وين مستعجلة تخلصي مني... خليني شوف هالوجه الحلو شوي... 
إلا بتدخل عمها كنان منقذها من ضغط أبوه معها وهو عم يقرب منها: يابا ملحق تشوفها فبعد شوي خلينا نسلم عليها ونريحها شكلك ناسي إنها حامل وما لازم نتعبها... 
الجد رد مبتسم وهو من جواتو حاسس حالو شو منافق معهم من ورا مخططاتهم الفاسدة: لا وين كيف انسى... 
وبعد عنها مسلم ع عبد العزيز سائلو عن حالو.. ليقعدوا كلهم بالصالون المفتوح من بعد ما سلموا ع بعض... وطبعًا هي من التوتر ومن خوفها لتشوف أبوها وسامي الصايع قعدت جنبو وهي لشوي رح تلزق فيه وتصير أقرب لإلو من يلي لابسو... وهو متضايق منها ومنزعج من هالحركة المالها داعي قدام أهلو ولا قدام أهلها... فحاول يعدل قعدتو كرمال يعني تفهم.... ابدًا البنت مصرة تلزق فيه... والمشكلة هلأ ما فيه يهمسلها بشي لطالما عم يحاكوه وعيونهم عليه... 
وسبحان الله كيف رحمتو نتفة وبعدت بمسافة أقل من شبر بس سمعت جدها قال: والله ابني جاسر اليوم ما صحلو يكون معنا لإنو مشغول كل جمعة بمزرعتنا يشوف كيف شغل العمال والتصليحات الجديدة ماشية منيح ولا لأ... بتعرف إنتا الناس مبطلة تخاف ربها بالشغل...
طبعًا هو يلي بعرف إنو مو قصة مشغول بالتصليحات الجديدة وتشييكو لشغل العمال إلا حضرتو داير مع وحدة من بنات الليل هو والصايع سامي... فساير جدها على عكسها هي يلي طايرة من الفرحة لإنو أبوها مو هون... وانفتحت نفسها ع الأكل... يلي سرعانها ما انسدت بس سمعتو عم يستئذن منهم فقامت وراه وهي حاملة شنطتها يلي ما تركتها من توترها من أول ما دخلوا... لاحقتو لعند الباب فجدها وعمامها فكروها رح توصلو وما رح تروح معو وإن سهت ع شنطتها معها... إلا اتري بنتهم الكريمة بدها تروح معو... لكنو صدمها بردو: ماني مروحك ومعك ساعة وحدة تشبعي منهم وراجع لأخدك فاهمة... 
فجت بدها ترد إلا بصوت أبوها محراك الشر ع فجأة: أهلًا بابن الخيّال!!
ابن الخيّال رد عليه وهو خافي نفورو وحاسس باللي لزقت فيه ع فجأة: هلا فيك... ومد إيدو مسلم عليه... 
جاسر طالعو بكل عين وقحة سائلو عن جدو وعمامو... ع أساس ما عم يكيدلهم من تحت لتحت متل الحية تحت التبن... 
وبالطبع دام ابن الخيّال كحدا محنك سايرو بهدوء مريب لأبوها يلي قرب منهم محوط بنتو يلي بعدت شوي عن زوجها عشان ما تنضرب من أبوها إذا حسها خايفة منو بزيادة وكاشفة خوفها لزوجها.... وهي عم تسمعو عم يقول لمنقذها يلي لأول مرة ما بتعامل معها بشهامة وبطولة تاركها تعاني لحالها عند أهلها: خايف نكون عم نعطلك عن شغل تسهل شوف يومك... وما تقلق ع مرتك الحامل هي بعيوننا...
ابتسم عبد العزيز بوجهو بدون نفس مجاوبو: بدون أي شك... 
ولف عليها متفحصها لآخر مرة قبل ما يقول: ويلا السلام عليكم!
وتحرك بعد ما رد أبوها عليه السلام راكب سيارتو محركها بعيد عنهم وهو حاسس في شي غلط بعلاقتها بكل أهلها وخاصة أبوها... فكان مناه يرجع ياخدها معو بس لأ خليها تشوف أهلها وتودعهم لإنو ما بدو إياها تنحرم شوفتهم قريبًا لسنين طويلة إذا صار شي بينهم لا قدر الله... فعلى الأقل تقعد معهم وتنبسط شوي... 
بالنهاية لو هو ما بطيق أبوها وعمها جاثم وابنو مؤيد وسامي الصايع... ببقوا هدول أهلها يلي إلا ما تكون تحبهم لو شو ما كانوا... فتركها لآخر مرة عندهم وهو مخنوق وخايف عليها لكنو كتم خوفو عليها خوف ما يكون أناني معها ويحرمها شوفة أهلها ع طول... 
وعاد ريتو حرمها ولا يتركها لقمة صائغة بتم ابوها يلي لفها لإلو ضاحك بسخرية عليها: شو شايفك مصدقة حالك وعايشة الدور معو... 
إلا بصوت الجد المخيف: جاسر اتركها بحالها وقلي شاللي جابك؟؟؟
جاسر رد عليه وهو عم يدفشها بعيد عنو ع الحيطة وراها: جيت هيك أخو مراقي شي إنتا يابا... وتحرك لعندو ضاحك... لكون قطعت جوكم العائلي الحميمي.. له له!!!
الجد حجرو مؤشر ع جوا: تعال نحكي ع جنب!!
جاسر لف وجهو فوق كتفو ضاحك عليها لهالبنت يلي عندو ولف مع أبوه داخل غرفة المكتب محاكيه بعد ما أشر بعيونو لأخوتو يلحقوه... فدخلوا أخوتو معهم غرفة مكتب الجد تاركين بنتهم واقفة مكانها وهي مرتعبة من الخوف لتعبر البيت وتقابل أبوها للمرة التانية إلا بصوت صفير لافت انتباهها ومبشرها بجية الصايع سامي فركض عبرت لجوا موقعة شنطتها منها وخابطة بصدر عمها كنان يلي انسحب من بينهم متحجج إنو هيتصل ع أخوه جاثم كرمال يجي بسرعة يلتم معهم لإنو جاسر عم يقول في موضوع خطير ولازم كلهم يلتموا عليه.. ورغم إنو فعلًا طلع بدو يتصل ع أخوه جاثم إلا إنو دافعو الحقيقي لينسحب من بينهم هو خوفو ع بنت أخوه من الصايع سامي يلي سمع من جاسر إنو رجع معو... 
فبسرعة أشرلها ع فوق بس لمح سامي واقف ع الباب وهو عم يعطيها مفتاح غرفتها يلي دايمًا حاملو معو خوف ما سامي ابو تفكير مريض يعبر غرفتها مفتش بأواعيها الداخليه وفساتينها القصيرة ناطق بعجلة: بسرعة ع غرفتك وسكري الباب بالمفتاح لحد ماني جاي... 
والكارثة سامي الوقح مصر يضلو يصفر وهو عم يراقبهم... فدفعها عمها كنان وهو عم يقلها: بسرعة!! 
جودي المسكينة من الخوف مو مستوعبة شو تعمل فطلعت لجناحها وهي عم تلف راسها وراها متطمنة إذا عمها كنان لساتو واقف مكانو ولا لأ وبس طلعت كل الدرج مكملة لجناحها فاتحتو بالمفتاح وهي عم تبكي خوف من سامي ليكون وراها... وبسرعة عبرت قافلتو وراها بالمفتاح... وهي عم تبلع ريقها الجاف... وعم تلزق بالباب ساندة حالها عليه بحركة فطرية منها رافضة حدا يدخل عليها وهي عم تبكي بحرة منو... مو من سامي الصايع إلا من ابن الخيّال يلي تركها تهلك هون بعد ما أصر يجيبها لعندهم بدل ما ينقذها منهم... فضمت نفسها بضعف وقلة حيلة وهي موجودة بين أهلها بدونو... بدون منعو لأبوها ليمد إيدو عليها ولا ليوقّف بوجه سامي المتحرش... فبكت بضعف باللحظة يلي وصلها فيها صوت محرك سيارة قريبة منها... فتحركت راكضة وهي عم تمسح دموعها متأملة يكون منقذها ومخلّصها الوحيد آجى لياخدها... وأي أمل بِبقى عندها لحظة ما لمحت عمامها وأبوها وجدها وسامي الصايع عم يطلعوا بسياراتهم بدهم يروحوا لمكان معين آخر همها تفكر فيه هو وين دامو هادا المفروض يصير هلأ كرمال يصيروا بعاد عنها لتهرب من هون لعندو... فكيف رح تهرب مو مهم... المهم عندها هلأ تهرب لعندو وتتخلص من أهلها... ولحظة ما شافتهم بعدوا ضحكت وهي عم ترد تبكي من السعادة... وواقفة مكانها منتظرة كمان كم دقيقة خوف سامي ولا أبوها يرجعوا ع غفلة منها وتوقع بين إيديهم لحالها بدون أي حامي ولا مدافع عنها... فلأ تبقى شوي بغرفتها مآمنة ع حالها أفضل من ما تروح فيها... 
ووقت ما ضمنت فكريًا ومشاعريًا خلص صاروا بعاد عنها وما رح يرجعوا لهون.. ركض طلعت بعد ما فتحت باب جناحها بدها تهرب من هون... إلا بصوت طلق رصاص قريـب منـ~~

رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الثالث عشر

جودي المسكينة من الخوف مو مستوعبة شو تعمل فطلعت لجناحها وهي عم تلف راسها وراها متطمنة إذا عمها كنان لساتو واقف مكانو ولا لأ وبس طلعت كل الدرج مكملة لجناحها فاتحتو بالمفتاح وهي عم تبكي خوف من سامي ليكون وراها... وبسرعة عبرت قافلتو وراها بالمفتاح... وهي عم تبلع ريقها الجاف... وعم تلزق بالباب ساندة حالها عليه بحركة فطرية منها رافضة حدا يدخل عليها وهي عم تبكي بحرة منو... مو من سامي الصايع إلا من ابن الخيّال يلي تركها تهلك هون بعد ما أصر يجيبها لعندهم بدل ما ينقذها منهم... فضمت نفسها بضعف وقلة حيلة وهي موجودة بين أهلها بدونو... بدون منعو لأبوها ليمد إيدو عليها ولا ليوقّف بوجه سامي المتحرش... فبكت بضعف باللحظة يلي وصلها فيها صوت محرك سيارة قريبة منها... فتحركت راكضة وهي عم تمسح دموعها متأملة يكون منقذها ومخلّصها الوحيد آجى لياخدها... وأي أمل بِبقى عندها لحظة ما لمحت عمامها وأبوها وجدها وسامي الصايع عم يطلعوا بسياراتهم بدهم يروحوا لمكان معين آخر همها تفكر فيه هو وين دامو هادا المفروض يصير هلأ كرمال يصيروا بعاد عنها لتهرب من هون لعندو... فكيف رح تهرب مو مهم... المهم عندها هلأ تهرب لعندو وتتخلص من أهلها... ولحظة ما شافتهم بعدوا ضحكت وهي عم ترد تبكي من السعادة... وواقفة مكانها منتظرة كمان كم دقيقة خوف سامي ولا أبوها يرجعوا ع غفلة منها وتوقع بين إيديهم لحالها بدون أي حامي ولا مدافع عنها... فلأ تبقى شوي بغرفتها مآمنة ع حالها أفضل من ما تروح فيها... 
ووقت ما ضمنت فكريًا ومشاعريًا خلص صاروا بعاد عنها وما رح يرجعوا لهون.. ركض طلعت بعد ما فتحت باب جناحها بدها تهرب من هون... إلا بصوت طلق رصاص قريب منها جابرها توقف مكانها بخوف... من دماغها يلي حلل فورّا هادا صوت رصاص مو شي عادي ولا طقاع (مفرقعات/ ألعاب نارية) أفراح من تعوّدها ع سماع صوتو من حب أبوها ليفش جنونو بالطخ سواء كان صبح ولا ليل... فبلعت ريقها برعبة أكيد أبوها رجع... وبدون تفكير ردت لجناحها ركض متل ما نزلت ركض وهي مو مفكرة بشي... غير تحمي حالها منو ومن سامي الصايع... وسكرت باب جناحها بالمفتاح مآمنة ع حالها وهي حاسة قلبها رح يطلع من مكانو من الخوف... وحاولت تآمن ع حالها وهي عم تحرك رجليها وعيونها شمال ويمين بعبثية بلكي تلاقي شي تحمي حالها فيه من الخوف... وبعبطية من عقلها الصغير ركضت ناحية سريرها المرتفع نص متر عن الأرض مخبية نفسها تحتو وهي عم تشم ريحة الغبار وإيديها عم تلامس الصناديق "يلي كانت تخبي فيها أشياءها خوف ما أبوها يقص خبرها بس يلاقيها شو مخبية فيهم من وراه" محاولة تكوّم حالها ع بعض من شدة الرعبة ليجي أبوها يفش خلقو فيها لحظة ما سمعت صوت سيارات مسرعة عم تدخل حيهم... منذرتها إنو في شي صاير مع أبوها محراك الشر... 
وهالشي باينتو شي مش منيح من ورا جية هالسيارات المسرعة بعد ما سمعت صوت طخ قريب منها لمرة وحدة... فبكت بضعف لإنها مو حابه تنضرب كف واحد... فزمت شفايفها بضعف محملة ابن الخيّال الورطة يلي حطها فيها... لإنها هي قالتلو ما بدها تروح... ليه ابتزها بأبوها... ليه أصر ع وجعة هالراس... فنطقت بغيظ وهي عم تمرر إيدها ع بطنها: هو واحد لئيم! ولئيم كتير... 
وتنفست غصب عنها من حرقة أنفها من ريحة الغبرة جابرة حالها تطلّع راسها بس من تحت السرير كرمال تتنفس منيح ولو أجى أبوها كاسر الباب عليها بترد راسها لجوا بسرعة... لكن وين أبوها هيكسر الباب عليها وهو بعيد عنها لاهي بمكائدو مع جدها وعمامها بعد ما حاصرهم في الديوان العيلة الخارجي يلي كانت تصير فيه زمان قعدات الصلح ومقابلة الناس ساعة المشاكل واللي بختلف كليًا عن غاية الديوان المبني جوا حيهم واللي شهد كتب كتابها على ابن الخيّال يلي أبوها مانو نايم الليلة إلا وهو ناويها على عيلتو فصرخ عليهم وهو ما زال ماسك سلاحو يلي أطلق منو الرصاصة وحدة قبل عشر دقايق مخوّف أخوه عثمان فيه لإنو رفض كلامو ومخططاتو الخبيثة المهينة لإلهم: بالله هادا يلي آجاكم هلأ بالوقت المناسب... دام ابننا مؤيد رح يجيبها للفلتانة يلي برا والمغضوبة يلي جابها زوجها لعنا... ولأكون صادق معكم وع بساط أحمدي متل ما بقولوها ما بتوقع عُشر بالمية إذا استنينا كمان رح تكملوا باللي اتفقنا عليه... شرطنا من البداية معروف شو هو حرقة قلب... ونطقها بغل... شامخ الخيّال... 
الجد صرخ عليه بحدة: كان وخلّص... لك إنتا بدك تجيب آخرتنا وتخرب بيتنا كلنا... شوف أخوتك مع الصلح يلي صار دخلوا مشاريع مع صحاب عيلة الخيّال.... فبلاش تخربها علينا... قلتلك القتل بنروحلو إذا هما طبوا فينا...
جاسر رفع اكتافو مع استهزاءو ع كلام الجد وهو عم يحرك حالو بانفعالية رايح جاي: هه يابا سيبك من هالكلام يلي لا بودي ولا بجيب وغير إنو ما اتفقنا عليه... من كل عقلك بدك يتعلّم علينا كمان مرة... لا والله... وحاول يقنعهم بالطيب كآخر مهلة... بعدين ما إنتو عارفين في ناس زينا همهم بدها تتخلص منهم~~
إلا بمقاطعة عمها عثمان المحروق دمو من كلام أبوها والقاعد جنب عمها كنان الما علق بحرف واحد من أول القعدة من إدراكو لو شو ما قال جاسر ما رح يسمعو: جاسر إنتا قلتلنا فيه موضوع مهم وطلعتنا برا البيت عشان تجيبنا هون بالآخر وتحشرنا مع رجالك مو عشان تقترح علينا وتأخذ برأينا إلا عشان تقلنا بدنا نقتل واحد من رجال الخيّال.... 
جاسر ضحك بتسطيح لكلامو: هههههه ضحكتني يا ابن دهب... وقرب منو داقق ع ضهرو... شو كنك ناسي في تار علينا وما انسد... والله المسرحية هاي صار وقت تنتهي مو تتصدق وتصير واقع مش حقيقة... وصرخ بصوت مخيف... كلكم خنتوا العهد يلي بيننا تركتكم تساووا شو ما بدكم بس الوقت والفرص خلّصوا يا ولاد عثمان جاسر دهب... صار وقتي هلأ وقلكم هلأ وقتها يعني هلأ وقتها.... وغيّر مسار الموضوع لدفة تانية جايبلهم إياهم من الآخر محاول يخليهم يوقفوا معو عشان ما يحمل كلشي ع ضهرو لأسباب خافيها عنهم لكن أهمها إنو يضمن أخوتو يدية (إيد) وحدة معو... بعدين واللي برفض بحجة الكلبة يلي زوجناها عليهم صدقوني بإيدي رح اقتلها لل****  يلي عندي إذا حجتكم هي قبل ما ~~
إلا قاطعو الجد وهو عم يوقف ع رجليه: جنيت إنتا شي تقتل بنتك... ولف ع ابنو جاثم يلي بمشي بكلشي بدو إياه أخوه جاسر من تم ساكت: إنتا عارف سوادة وجه أخوك وساكت...
جاثم بسرعة طمّل (نزّل) راسو ع الأرض وهو كاره يسمع كلام أبوه يلي عم يبهدلو عشان جاسر عديم الأخلاق والمطقّع للكل: هيك عم تخلي أخوك يخرب بيتك وبيتنا كلنا بدون ما تبلّغنا... ولف ع جاسر بعصبية كبيرة مواجهو: إنتا ليه جايبنا هون بس عشان تحرق دمنا... كان بالله اختصرتها على حالك وبعتت رسالة ولا خليتنا من الناس ندري ولا نعرف... لإنو شو فرقنا عنهم لهالناس... خزيتنا يا جاسر روح الله يخزيك...
جاسر طالع أبوه ببرود وهو عم يقرّب منو: والله يابا إنتا مكبر الموضوع... وسيبك من كلام الناس... بعدين الخزي الحقيقي يلي إنتا وولادك عم تعملوه... وشوف علي ما بدك ذكرك لما رحت تزوج الكلبة بنتي لابنهم ما كان كلام الناس ببالك وكان همك شي واحد حق أهلك وأخوتك... والخزي هادا يلي خايف منو كان عاجبك... فشاللي قلب كيانك... الناس ولا مقابلة ربك...
الجد انفعل بلحظات من كلامو المهين لإلو فما لقى حالو غير رافع إيدو ضاربو هالكف قدام كل أخوتو بغل خارسو فيه: انخرس ولا كلمة وسكّر الموضوع لإني ماني ماشي وراك ربع خطوة باللي بدك إياه فاهم..
جاسر رفع إيدو مكان ما ضربو أبوه ضاحك باستتفاه: مو بيننا يابا بس بتعرف شو بتؤمر العكس منو هيصير... بعدين زيدك من الشعر بيت أنا هيني بلغت وعليكم تتلقوا.. وتحرك بدو يبعد عنو إلا بأخوه عثمان بسرعة قام موقف بوجهو بإعتراض مخبرو بكل جرأة وغل من عباطة فكر أخوه الما بخاف ربو ولا خلقو: ع وين؟؟ شو مفكرنا خرفان وراك!!
جاسر قرب جبينو من جبين أخوه بتحدي لإلو وهو عم يحذرو تما يلعب بالنار معو كرمال ما يحرقو: عثمان امشي وراي خوف ما تصير ضدي وتفرّق العيلة...
عثمان دفشو بعيد عنو بحرة ناطق: بتعرف قلك شي منيح سويتها وخبرتنا علشان نخبر عيلة ~~ إلا ببوكس من جاسر ع خدو وبسرعة قبل ما يبعد عنو مسكو من قبة قميصو مهددو من بين أسنانو: بدك تخرب العيلة باللي عم تسويه!!
إلا رد عليه عثمان بغل: إنتا يلي بدك تخرب الدنيا حدا شكالك بدنا نرد نسد التار يلي علينا ~~~
جاسر ما قدر يسمع بقية كلامو فما لقى حالو غير ضاربو راس بجبينو وهو عم بقلو بعصبية حارقتو وعامية قلبو عن يلي بعملو بحق أبوه وأخوتو: انخرس يا ******* عيب يلي بتحكيه... 
عثمان ردلو الراس وصار بدو يضربو وولعت بينهم فبسرعة تدخل الجد وعمها كنان وعمها جاثم محاولين يبعدوا بينهم...وهما عم يحكولهم: جاسر ما بتنحل الأمور هيك...
:بعدوا!!!
: عيب يلي عم تعملوه...
جاسر من ضغطو منهم ما لقوه غير رافع سلاحو مطلق الرصاص ع الباب للمرة التانية ليلف عليهم وهو مبين عليه كتير مخيف وعم يعلنها حرب عليهم: عيب يلي إنتو عم تعملوه... وصدقوني واحد فيكم يفكّر يفتح تمو ولا يعترض طريقي هيكون منهم مو منا... فأحسبوها صح... وصرخ بانفعال... احنا عيلة دهب مو كلام الناس يلي بمشينا... ولف السلاح ع أبوه... فكّر عارض يابا لوالله اقتلها للنجسة يلي عندي وريّحكم منها.... ولف ع جاثم مكمّل كلامو: برا خد أهلك ع المزرعة... وإنتا يا عثمان معاك مهلة تلم حالك وتروح مع عيلتك يلي عم تستناك برا بالسيارة وتروح ع المزرعة بدون ولا حرف المستأجرو بستنى رنة وحدة مني بس.... فيعني ما بتلحق تحكي إلا ابنهم مقتول قبل ما تخبرهم الخبر... ولف ع كنان وأبوه: وإنتو قدامي ع السيارة... شغل الحكي والمسايسة معكم انتهى عم تستقوا علي بعد ما رفعت منكم... مقبولة منكم عشاننا من نفس الدم... بس ما في حدا رح يوقف بوجه جاسر... ولا حدا رح يقدر يقلل من جاسر... فاهمين التار هنسدوا كلو يعني هنسدوا كلو قبلتوا ولا رفضتوا.. فأمشوا بالطيب بلاش تمشوا بكسر الخواطر...
الجد ضحك بمرار: مشالله كتير بهمّك خاطرنا والله مش عارف الشهامة يلي عندك من وين جايبها... وحرك إيديه بانفعال...وبتبقى غلطان كتير بعد هالديباجة إذا مفكرني رح اسمع كلامك وامشي وراك متل الرعيان!! فألزم حدك!!!
جاسر هز راسو مؤشر ع عيونو ناهي الموضوع: ما هيمشيك شي غير حفيدتك... ورفع تليفونو باعت تسجيل صوتي: جبوها للكلبة من جوا...
الجد انفعل دافعو لبعيد عنو: جنيت... وقربو منو... عم تبتزنا ببنتك يلي هي من لحمك ودمك يا قليل النخوة والشرف...
إلا بصوت كنان يلي ضاج من يلي عم بصير قدامو: يابا خليه يساوي شو ما بدو... كلامنا ما رح يأثر بشي غير يخرّبها بيننا... 
جاسر ضحك بتلذذ معلق ع كلام كنان بإعجاب: هي الكلام الصح... وآخيرًا يا باشا كنان قلت شي يبيّض وجهك قدامنا.. ورفع ساعتو ناطق بعنجهية: ويلا تسهلوا ع السيارات خلوني شوف شغلي... 
الجد رد عليه بنبرة مقلقة وهو عم يشوف ولادو عم يطلعوا برا لإنو مدركين الكلام ما عاد بيفيد شي مع أخوهم جاسر يلي الغل والكره مالين قلبو وعامين عينيو: وحفيدتي؟ 
جاسر رد بذكاء: تطمن عم تستناك في السيارة... 
الجد امتعض في وجهو ومشي من قدامو وهو عم يقلو: إذا هي مش بالسيارة وصارلها شي موتك ع إيدي... 
جاسر هزلو راسو متبسم بمرار وهو عم يلف حالو وراه ناحية باب الديوان المفتوح ليتأكد إذا أخوتو عم يركبوا بسيارتهم المحمية بالرجال يلي جابهم... بعد ما خلا بناتهم ونسوانهم يطلعوا من بيوتهم ويركبوا بالسيارات المنتظرتهم برا كرمال يروحوا كلهم ع المزرعة... في حين جودي المسكينة المالها غير الله نايمة بأمان الله ومالها علم بشو عم يعمل أبوها التطمن بتحريك سيارات عمامها تاركينو يتفاهم لحالو مع أبوه الرفض يركب بالسيارة لحظة ما لمح حفيدتو قاعدة بالمقاعد الورانية فبسرعة رد رجِع لابنو المغضوب يلي بسرعة رفع تليفونو متصل ع القناص المستأجرو وهو عم يتنفس بغل وعم بطالع أبوه المستعجل بقطع الطريق سبعة أمتار لعندو باللحظة الوصلو فيها صوت الرجّال المستأجرو البارد: نفذ؟!
كررلو إياه جاسر بحقد مالي قلبو: نفذ... وتحرك لعند أبوه... وهو عم يسمع صوت طلقات الرصاص الموجهة لعمو جابر يلي كان عم يتحرك بحديقة بيتو بحي شامخة لحالو شمال يمين... وبسرعة تحرك بعد ما حقق الهدف مخبرو: تم المطلوب... ارسلي الباقي.... كرمال يكون الفيديو بين إيديك..
وسكر الخط منو... راكب السيارة... ومبعد عن حي عيلة الخيّال باللحظة يلي قامت الدنيا بين جاسر وأبوه عشان جودي مو موجودة بالسيارة: وين البنت؟؟؟ ماني طالع بدونها!! إنتا بدك تجلطني شي... 
جاسر ضحك ببرود فالج فيه أبوه من تفكيرو بحرق قلب جدو شامخ الخيّال القاعد بين أهلو وعيلتو وهو مبسوط وعم يستنى برجال بناتو وأحفادو يجهزوا كرمال يطلعوا للمسجد البعيد عنهم ليسمعوا الخطبة ويصلوا جماعة فنطق فجأة بعصبية مستثقل تأخر رجال بناتو: يلا يا زيدان... يا بدران يا جميل وينكم؟ ولف ع بناتو القاعدات ع جنبو والمنديل ع شعورهم ناطق: والله لوني بفهم كان طلعت مع جابر... خليني شوف إذا وصل... ورفع تليفونو بدو يتصل إلا لمح اسم (الحارس أحمد) فرفع حاجبو مستغرب يعني ليه حارس البيت متصل عليه هلأ.. فرد فورًا عليه: خير أحمد متصل في شـ~~
قاطعو الحارس أحمد وهو عم يطالع جابر ابنو الغرقان في دمو: لحق يا عم...الأستاذ جابر اتصاوب قدام باب بيتو هلأ... 
الجد ملامح وجهو تجعدت وهو عم يقلو بنبرة مخيفة: شو؟؟
الحارس رد عاد الكلام وهو مو عارف شو يساوي فيه: متل ما سمعت يا بيك... حتى بعتلك فيديو هلأ لتصدّقني...
الجد بسرعة بعد التليفون عنو متأكد إذا واصلو شي... إلا برسالة واصلتو ع الواتساب هلأ فبسرعة فتحها منادي بصوت عالي: بسررررررعة ع السيارات.... زيدان وجميل وبدران وجبر... وبكى بانفعال نادوا ع جواد... جواااااد يابا...
صوتو العالي شو كان مزلزل البيت ومنذرهم بخبر بدمي القلب... والآنسة جوري ولا معها خبر نايمة بالعسل بعد ليلة جميلة من الأحداث الحلوة.. لتصحى ع خبر مفجع (عمك جابر تصاوب) وتقوم متل المجنونة ببجامتها الكوم بس لتلبس منديلها وخف البيت وشنطتها وركض ع السيارات كرمال كلهم يكونوا ببيت الجد بحي شامخة في حين الرجال يتحركوا ع المستشفى يتطمنوا ع صحة ابنهم لإنو الإسعاف بطريقهم لعندو.... بالوقت يلي الدكتور جواد عم يخبر الحارس شو يساوي مع العم جابر وكيف يوقف نزيفو كرمال يضمنو فرصة نجاتو من الموت لحد ما واصلة سيارة الأسعاف... في حين الجد وصى عاصي يحرك رجالو لبيت دهب من شان تعمل اللازم ليرد عليهم الصاع بالصاع بعد ما وصلو فيديو قتل ابنو من رقم جاسر مع رسالة مكتوب تحتها (الفال للباقي انشالله)... 
والكارثة وين حفيدو بكر (أول ولد) ضرغام عن كل يلي بصير ليرد عليهم ويحاكيهم من انشغالو بمكتبو بشركة العيلة بتشييكو ع آخر شي بعد ما خلص شغلو مع المحاسب والمحامي وصاحب الأرض يلي آخيرًا وافق يبيعهم إباها بعد ما كان مصر إصرار رهيب إنو ما رح يبيع أرضو لأيٍ حداً كان... وخوف ما يصير شي يشغلو عن الحدث المهم ويتراجع الرجال بآخر لحظة طنش تليفوناتو والرسايل يلي عم تصلو وهو مغيّب عن يلي تعرضلو عمو المقرب لإلو... فهلأ دامو خلّص من هالشغلة المهمة... فيه يجيب بنت دهب من عندهم ويرد ع الاتصالات ويشوف الرسايل يلي وصلتو لكن ما قدر يشوف شي من اتصال جدو يلي رن عليه فجأة فرد عليه بهدوء: صباح الخير ~
إلا قاطعو صوت جدو الغضبان والهايج عليه: عن أي خير عم بتحكي... شكلك إنتا ما بتعرف ع اللي صار قبل ربع ساعة ونايم بالعسل! 
عبد العزيز رفع حواجبو مضيّق عيونو باستغراب: ايش صار ما تخليني قاعد ع اعصـ~~
الجد جاوبو قبل ما يخلّص كلامو وهو قاعد جنب بدران العم يسوق بسرعة جنونية: الموضوع اللي قلتلك عليه عيلة دهب مو مصلية ع النبي و~~
عبد العزيز وقف ع رجليه منفعل: جدي شو لزمة هادا الكلام هلأ أعطيني الصافي ايش صار بيناتنا! 
الجد رد بحرقة: قصدك قول شاللي مو صاير عمك جابر تصاوب منهم... متخيل في عز منطقتنا يدخلوا علينا هيك! 
عبد العزيز بسرعة بعد الكرسي بعجلة ساحب جرارو يلي ما قفلو لسا بالمفتاح مطير الملفات اللي فيه ليسحب المسدس الحاطو فيه لوقت الزنقات: لاااا زودوها هادول معنا... وفجأة نطق بدون تفكير من الصدمة... جدي متأكد إنو منهم؟
الجد رد بنبرة مخيفة: نعم!!! بتقلي متأكد... شكلك جنيت عشانك متجوز بنتهم أبشرك (بمعنى استهزاء) يا ابن ابني أبو مرتك الواطي بعتلي فيديو طخ عمك بقلي الفال للباقي... وبعدين مين همو قتلنا (دبحنا) غيرهم.. وربي وإيماني شوف هلأ كيف هيقولوا الله حق بس رجالنا تصلهم.... ليقلبوا فرحهم غمهم مو عزاهم لإنو عزاهم بس نشوف وضع عمك... فبسرعة اسبقنا ع المستشفى ودير بالك ع حالك... وسكر الخط بوجهو تاركو يفتح باب مكتبو بخنقة... مرتو عندهم... خاف يقول لجدو ويجلطو... ليه هلأ؟ شو المعنى اليوم؟ صحيح هو بعرف في شي رح يصير... بس مش اليوم بالزبط... من توقعو هما بأيام حرم وجدها ممكن ينردع لهالشي مخافة الله فيهم وبحالهم بس شو طلع توقعو غبي مع أهلها الما عمرهم هيتغيّروا... فدمو صار يغلي متل البركان وفكو عم يضغط عليه... فرفع إيدو يمسح ع وجهو ورقبتو... من الصدمة والذهول... ومن عقلو يلي دخّلو بحالو شمال يمين... 
مستحيل هي تكون عارفة وباقية مخبية عنو... بس ليش مستحيل وخوفها الصبح بحطها بدائرة الشك وبدلّل هي باقية عارفة أو حاسة أو شاكة... ويا ويلها منو إذا باقية عارفة ولا شاكة ولا حاسة بشي وساكتة عنو... 
عاد البريئة مرتو واللي بتكون بنتهم من صلبهم ما عندها علم عن شي ونايمة ع الأرض بعبايتها وحجابها المعفوس والمغبّر بكل أمان ووداعة... وأي أمان ووداعة رح تبقالها بس وصلها صوت وابل من الرصاص بالوقت يلي زوجها كان راكب سيارتو ومحركها بدون ما يهدي ع الشارع غير سائل لا بمخالفات ولا بسيارات رجال عاصي يلي دايمًا معاه ووراه عن بعد من يوم ما تزوج بنت دهب والكان جزء منهم محيطينهم بمزرعة الجد من بعد ما جابها لبنت دهب على مزرعة الجد خوف ليصير شي عليه... فصار الوقت يلي ع العلن يصيروا قريب منو متحركين معو ناحية المستشفى وهو عم يحاكي عاصي يلي رد عليه آخيرًا بعد عدة اتصالات: عاصي في شي مش مزبوط... بعدين قلتلك بعت مرتي عندهم شو رايح تطخطخ مع رجالك عليهم!!
عاصي صار يفرك بركبتو بحرة مجاوبو: شو رأيك اترك الناس تقول عنا إنو ما ردينا حقنا من أول ما صارت القصة وضلينا ساكتين وتصير تتطاول علينا بعدين تطمن انا موصي رجالي مش ع البيوت بس تخويف! عبد العزيز عض ع إيدو من القهر والمرار الحاسس فيهم... وهو عم يسمع كلام عاصي: قلتلك ممكن كمين ما رديت علي!!
عبد العزيز بلش بركانو الداخلي يرمي بحمم جواتو من شكو باللي عم يصير... فرد عليه بتخبّط وهو عم يبعد إيدو عن أسنانو: عاصي مو كمين... في شي مش مزبوط... لإنو عمي جابر بعتلي الصبح ضروري نتكلم فيه شي مهم لازم تعرفو وما بنفع ينحكى ع التليفون وأنا آجلت معو لبعد صلاة الجمعة... فيبقى كيف باليوم يلي راحت فيه مرتي عندهم... فهمني إياها هاي... في شي صار وما بنعرفوا!!! 
عاصي رد بعصبية: يخي ناسي عيلة دهب خونة وما احنا عارفين هيك رح يصير ولا عشان مرتك عندهم ~~
قاطعو عبد العزيز بانفعال: عاصي ما ترمي حكي... أنا ما بنكر طبعهم بس في شي عجّل الموضوع وراحت بعروة عمي جابر...
عاصي تنهد بمرار وهو عم يراقب رجالو من بعيد: شوف علي هادا الموضوع بنحكي فيه بعدين تعال ع المهم مرتك شو رح ~~
إلا رد عليه قبل ما يكمل سؤالو: الليلة مرجّعها بإذن الله...
عاصي ابتسم بمرار: أحلم يا ابني تدخل جوا لانو محضرين حالهم كويس من جوا ... وحراسهم هادي المرة شي مرتب وألف ألف يعني جاسر شغال صح ع الموضوع.... فبلاش لإنتا داخل لتكون ميت و تزيد الطين بلّة.. الله يهديك بس كان إنتا من الأساس ما بعتها... انشالله عمرها ما شافت اَهلها! 
عبد العزيز عصبو عاصي بكلامو فجاوبو بنبرة مخيفة: عاصي سيبك من العتاب والتسميع الحكي بتشوف إني مرجّعها الليلة بإذن الله... قبل ما يكبر الموضوع ويصل العشاير...
عاصي رد بمرار غصب عنو: نفسي قلك خليك برا الموضوع يا عبد العزيز ... وما بدنا يتعلم علينا أكتر من هيك بس ماشي وراك لإنو إذا احنا ما عملنا شي استباقي رحنا فيها.... فخلينا نحرك رجالنا يلي بينهم ونشوف شو العمل...
فأي عمل هيكون وجودي المسكينة واقعة بورطة ما بتنحسد عليها... 
بورطة جبرتها تقوم من تحت سريرها مو لتشوف شو فيه إلا لتفتح بابها وتنزل للصالون تحت لتدور ع عيلتها الأصيلة كرمال تحتمي فيهم من الصوت الرصاص يلي ما عم يوقف واللي مو فاهمة شو لازمتو بدون ما تحسب حساب للمسات سامي ولا لضرب أبوها... فمو معقول الخوف شو بخلينا نتغافل وما نعود نخاف من شي تعودنا نخاف منو... خاصة لما يكون خوفنا الأكبر هو الموت... فليه تخاف من أبوها هلأ وهي مو ضامنة إنو أبوها ما رح يقتلها بضربو رغم احتمالية حدوثو... بس احتمالية موتها هلأ من يلي عم بصير أكبر وأكتر خطورة من ضرب أبوها لإلها...
ولحظة ما أدركت إنها لحالها هون كأنها بقرية مهجورة ولا بحتة (بزاوية) مقطوعة بكت بخوف متضاعف وهي مو فاهمة شو فيه عشان يصير في طخ قريب من المكان يلي هي فيه... فركضت برعبة مفقدة الغرف حواليها... بس للأسف ما فيه أثر لا لأبوها يلي بتخاف منو وتمنت تشوفو ولا لجدها يلي تخلى عنها لابن الخيّال ولا لعمها كنان يلي صار غريب عنها... فصرخت بصوت عالي: عـمــي!!! 
يــابــا... 
إلا وصلها صوت رجّال مو مسموع منيح... فركض طلعت لباب البيت كرمال تتأكد... وشو تمنت لحظتها لو ما تأكدت من المنظر المريع يلي عم تشوفو... رغم إنها بنت جاسر دهب الحفرتلي يلي من المتوقع ما تستغرب شي مو بقولوا فرخ البط عوام... والدم بجيب... ورغم هالشي دمها وقربها من أبوها ما شفعلها قدام براءتها يلي بشو هتفيدها لما عيونها تشوف شي عمرها ما فكرت فيه ولا حتى خطر ع بالها مجرد فكرة عابرة شوفة مجموعة جيبات ضخمة مضللة صافة قبالها ع بعد عشرة متر قبال شلل رجال ملتمين مع كلاب ضخمة شكلها مرعب أكتر من السيارة والرجال نفسهم... فتصلبت مكانها من روعة المشهد الشايفتو وهي مو شاعرة بتغيرات جسمها من الخوف المستوطن كل خلية فيه... ولا حاسة برجليها يلي خانوها جابرينها تنزل ع الأرض باكية برعبة بس شافت رجال منهم مقرب منها... فنطقت من بين بكاها بضعف ممزوج بعجز: والله ما عمـ ـلت شي... 
الرجال الملتّم (الملثم) عم يقلها بنبرة حادة: ع جوا!!
ليه تدخل جوا هي مين إلها جوا... فنادت بصوت مهموس: جــ ـدي... 
عــمـ ـي....
يــــ ـابــ ــا...
كم صارلها ما قالت يابا؟ ولا نادت عليه؟
شو هالمواقف يلي بتخلينا ننسى شو صار خوف من يلي رح يصير...
شو هالموقف يلي خلاها تنادي ع أبوها من عجزها وضعفها وخوفها يلي جبرها ابن الخيّال عليهم بعد ما راح عنها بدون ما يفكر هو لمين تركها بعد ما غصبها ع جية هون...
معقول هو جد ما بدو إياها؟ وضحك عليها عشان يتخلص من قرفها وحركاتها العبيطة المالها داعي... وما بتعرف مع دموعها ووجعة راسها شو صار معها فحاولت ترفع راسها وتسند حالها لتنفد بريشها من يلي هي فيه ولحظة ما شافت تلات رجال قدامها ملتمين ومعهم سلاح مو شايفة منو غير شي بسيط من غباش عيونها... حاولت تهرّب حالها منهم لكن جسمها خانها للمرة تانية خابطة بشي موجع ركبة رجلها وهي عم تسمع حدا عم يقول: هيها بأمان هون...
فحاولت تكمّل هروبها بشفتها يلي عم ترجف وبإيديها يلي عم برجوا من الذعر وبلسانها يلي عم يطلع عليه فقاقيع من الخوف وبشعورها بالحاجة للروحة للحمام وهي مو مستوعبة أي أمان كان عم يقول عنو الرجال الملتم... بس كيف فيها تهرب مع ضعف جسمها وهشاشتو قدام هيك مواقف... فبكت صارخة رافضة لمسهم لإلها وهي مو عارفة ولا مستوعبة كلامهم إنهم جايين يطلعوها لعند أبوها وجدها يلي عم يستنوها قريب البوابة: نـــغــــم تــــعــــالــــي!!!
أي نغم تسمع صريخها وتيجي تنصرها وهي قريب من طريق المزرعة وعم تحاكي أمها وأخواتها بخصوص أختها يلي رح مؤيد الفجر يرجعها... وعم يتشمتوا فيها وبجودي يلي حاولت تتنصل منهم وهي عم تسمع صوت الرجال يلي قلها ع جوا عم يقول: انتبه البنت حامل!!!!
فحاول الرجال الملتم التاني يخفف شدو عليها وهو عم يقلو: متأكد إنها حامل... 
الرجال الملتم رد عليه وهو عم يتهرب من الجواب: آ... ويلا خلينا نخلّص بسرعة...
فبسرعة الرجال التاني رد عليه وهو مو عارف إنها مدروخة ومو شايفة شي قدامها وعيونو عم تطالع الملتم التالت يلي سبقهم لبرا معطيهم الإشارة ليتحركوا: طيب.. وما لحق يبعد إيديه عنها مؤشرلو إنهم جايين إلا ببنت دهب الحامل من ابن الخيّال والعاجزة توقف ع رجليها ما وعت ع حالها من تحريرها من قبضات إيديه غير واقعة ع خزانة تحف جدها وجارحة جبينها فنطقت بضعف وحسرة ع حالها: عـــبـــدالـــعـــزيـــــــز!! 
وبكت من قلبها ع حالها... خلص ما عاد فيها حيل تحاربهم من قلة أكلها وتعب جسمها... فسلمتهم حالها يساووا شو ما بدهم فيها... وهي عم تطالبهم بنفس الوقت: مـ ـا تـ ـقـربـ ـوا مـ ـنـي أ أنـ ـا حـ ـامـ ـل بــبـ ـنـت!!
ضحكة باهتة ع ردها مين قلقان هي بشو حامل دام هما وظيفتهم تسليمها لجدها المقطعو قلبو عليها من الحالة يلي حطها فيها أبوها العاق القاعد قدامو وعم يدخن جنب سواق السيارة ومصوّب عيونو ع البوابة الصغيرة الحجم مستني ببنتو ال***** تطلع... 
مستني بالكلبة يلي من وراها ومن ورا محبة أبوه لإلها تأخروا بالطلوع ووقعوا مع رجال الخيّال يلي طبوا عليهم طبطب طاخين عليهم... وجابرينهم ينحشروا هون عشان أبوه يتهنى ويرجع ع المزرعة وهو ماسك بإيد حفيدتو يلي بتكون بنتو العم يتخيلها هلأ تحت رجليه مهروسة هرس... بدل ما يتخيلها عظيمة الشأن ولا مرتاحة البال بحياتها عم يخيلها دون (من دونية) وما لازم حدا يرفع منو إلا لازم كل ما تكبر يهمش فيها أكتر وأكتر... وتنهان بدل ما تتهنى كأنها آفة بشرية مالها إي قيمة... ولازم إهانتها ولا وجوب التخلص... 
ووين هو ووين أبوه الحالتو حالة وعم يمسح عرق جبينو من خوفو ليصير شي لحفيدتو يلي بالنسبة لإلو أهم وأجمل وأنقى شي شافو بحياتو إلا بتعليق جاسر المعصب بهمس لنفسو "انشالله رصاصة طايشة تيجي بقلبها وبطنها وتنزل خائرة القوى ع الأرض وتموت ع قولة الصحفيين" ولف لأبوه بكل حقارة ناطق بنبرة رافعة فيها ضغطو كرمال يفش غلو من استنيه لبنتو متل ال***** : مبسوط وهنيت يابا عشان حفيدتك نخسر كم رجال... ونحط حالنا بهيك مكان...
الجد حرمق وصار نفسو ياخد روح ابنو يلي ما بعرف كيف خلف واحد متلو... قاسي.. ما برحم .. جاف... حتى ع بنتو يلي من لحمو ودمو مو راحمها يبقى يرحمو هو وولادو يلي بكونوا أخوتو... من سابع المستحيلات فتنهد رادد: سبحان الله خايف تخسر كم رجال بس مو خايف تفقدنا كلنا... ولا كلمة قلتلك... لبس اتطمن ع بنتك ساعتها هتشوف رأيي الحقيقي يا شيطان الإنس...
جاسر ضحك ببرود أعصاب:ههههه وكتم ضحكتو مخبرو... شيطان الإنس هو يلي رح يشدلك كتفك بين الناس يابا... 
الجد زفر بحرة وهو عم يجاوبو: الله يجيبك يا طولة البال... هبلتني بتقلي كلام ناس والناس نفسها بتهمك وقت ما بدك... ولف ناطق بصريخ: شوف البنت وين... بلاش هلأ أنزل~~~ 
جاسر قاطعو بنبرة حادة: وحّد ربك شو لازمة الكلام هلأ... 
الجد رد بغل: صح شو لازمة الكلام والحالة يلي احنا فيها... وبسرعة فتح الباب بدو ينزل باللحظة يلي حفيدتو كانت محمولة ع إيدين رجّال من رجال أهلها عم يركض فيها لعند البوابة الخلفية الصغيرة يلي ما بنفع أي سيارة تدخل منها لضيق حجمها وهي عم تترجاه بصوت يا دوب مسموع منها لقلة حيلتها لتعلي صوتها: أبـوس إيـ ـديك اتر ركـ ـني أنـ ـا مـ ـو شايـ ـفـة قـد دامي! (أبوس إيديك اتركني أنا مو شايفة شي قدامي)
وردت تكرر في هالجملة وهي حاسة فيه عم يركض فيها لمكان جاهلة مكانو وعم يخبّر الرجال الواقفين ع بوابة سور أهلها من السماعة اللاسلكية ع إدنو: افتحوا البوابة بسرعة!!
جودي مو مستوعبة ولا حرف من يلي قالو من ورا إدنيها الصامين ولسانها المفلوت من سيطرتها وعم يطلب:أبـوس إيـ ـديك اتر ركـ ـني أنـ ـا مـ ـو شايـ ـفـة قـد دامي! وارتعشت بس سمعت صوت الرصاص المو متوقف وصار قريب من ناحيتهم وصرخت بصوت مخفوت باللحظة يلي الجد كان عم يقاتل أبوها: اتفقنا كلشي هيصير بالأجماع مو تيجي ع كبري بلا حشمة تدعس علي وتساوي شو بدك غصب عنا كلنا مهددنا فيها...
جاسر طالع أبوه بلا خوف: دهب أدخل السيارة وبلاش فضايح!!
الجد دفشو من كتافو: شاللي بلاش فضايح واللي عملتو بحقنا كلـ~~~
وطار الكلام من عيونو بس لمح حفيدتو محمولة ع ايد رجال بدو يطلع من البوابة الخلفية... فلف جاسر يشوف شو فيه إلا برصاصة طايشة جت بالرجال الحامل بنتو.... وبعدها مجموعة رصاصات تصوبت عليهم... جاسر بسرعة أشر لرجالو يتحركوا لقدام ودفع أبوه غصب لجوا السيارة وهو عم يسمع دعاويه وتحسبو عليه... وهما مو شاعرين بجودي يلي الرجال حاول يوقفها ع رجليها لإنو ما عاد فيه يوقّف من الرصاصة يلي جت بفخدتو... لكنها مو قادرة من فتلان جسمها ودوران راسها فصرخ أبوها على رجالها: من شعرها جيبوها شو بتستنوا...
والرجال يلي برا متعودين ع أسوأ من هيك... لإنو لو فيهم ضمير ومخافة الله ما قبلوا ينصروا حدا ظالم وغشيم هيك... فسحبها واحد من منديلها الساتر فيها نص شعرها... وهي عم تصرخ رافضة تروح معو... لكن وين رفضها يمشي معهم؟ مستحيل... فجر سحبها من شعرها... إلا بصريخ الجد موقفو عند حدو: يا **** احملها بسرعة... 
فبسرعة تدخل رجال تاني حملها خطيفة منو... وركض فيها لسيارة الجد منزلها جنبو وهو عم يسمع تحميداتو: الحمد لله يلي رجعت سالمة... وانسحب مكمل مع باقي الرجال وظيفتو بالوقت يلي جودي صارت فيه مصفرنة... ومو قادرة تنسى شو شافت جوا... فبكت بصوت عالي معلنة انهيارها باللحظة يلي تحركت فيها السيارة... وهي ما عم تسمع كلام الجد: البنت جبينها مجروح... حسبي الله ع رجالك الكلاب... شوف كيف حالة البنت يرثى لها...
جاسر علق ع كلامو بغل: اشكر ربك جتك عايشة!
الجد رد عليه وهو عم يطلّع محرمتو التقليدية من جيبة جاكيتو ممسح فيها دم جبينها: ما عمري شفت اجحف من قلب أب ع بنتو قدك... قلتلك ما تحاكيني خلينا نصل بالسلامة...
جاسر تنرفز من صوت بكاها فلف فجأة عليها متل المجنون قارصها بحرة من فوق عبايتها ع رجلها اليمين: بنت انكتمي!
فتهأوت بوجع منو لإنو عم يشد كمان (أه) فزاد من قوة قرصو لإلها وهو عم يقلها بعداء مميت من استفزازو لسماع حسها قريب منو وبنفس السيارة:
من متى صوتك بطلع وأنا مو~~
قاطعو الجد بدفعو بعيد عنها وهو عم يقلو: الله ياخدك ونتريح منك... 
وبلش بعدها هو وجاسر مقاتلة مع بعضهم... وهما مو حاسين فيها... وبهمهمتها وهلوستها من يلي مرت فيه... واللي هتمر فيه لإنها رجعت لعند أبوها الوحش الكاسر... لأنها رجعت للمسات سامي الكريهة... ولعنف أبوها الما برحم... ولاستهزاء بنات عمها الما بخلص ولكيد مرتعمها غنج المالو حد... فبكت وهي فاقدة أعصابها... ما بدها ترجعلهم... فحاولت ترفع حالها كرمال تهرب منهم بس وين وهي ما فيها حيل لتحرّك إيدها... فقرب الجد منها محتويها ومحاول يهون عليها... بس كيف يا حسرة وأبوها كل شوي يلف يقرصها ع رجليها بغل... ولا يسب عليها ولا يلعنها عشان توقف بكاها وشهيقها: والله لعرفك قيمتك شكلك قويانة عند ابن ***** بس وين تقوي عندي...  ولف رد قارصها بكره كبير لإلها... وهي ترد تزيد بكاها بدل ما توقفو من عقلها يلي عم يذكرها إنو هو (زوجها المصون) تخلى عنها.. لكن أي تخلى عملو (سواه) وهو مناه يقص حالو نصين كرمال يجيبها ويأمن عليها وهو لاهي مع أهلو بعد ما عبر عمو جابر غرفة العمليات بأحدى جناحات المستشفى كرمال يتكلموا بشو رح يعملوا هلأ... فكان هو ساكت وعم يسمع صوت جدو يلي عم يجحر عمو جميل: جميل احنا مو قتالين... حلنا جاسر دهب واللي بدو يتطاول علينا... 
فتدخل زيدان باستهزاء: بالله شو المعنى بس جاسر ما كلهم متل بعضهم... 
فنطق عاصي بنفس نبرتو: شو كلهم جاسر إذا ما فيه بالعيلة غير كم نفر... بعدين يا ابن العم ناسي مشاريعنا وعلاقاتنا... والمصاري يلي حاطينها في المشاريع الجديدة... بدك نكرّه الناس فينا ولا نفلس ع الحديدة... بعدين باينة الشغلة الجد عثمان بطل يمسك شي لإنو معقول الابن يرسل الفيديو لعمي ع حياة أبوه وصحتو... منطق الشغلة... 
ألا بصوت جبر القاعد في الزاوية وهو مصبر حالو تصبر ع كلام عمو جميل وزيدان: جدي مع احترامي للجميع أنا بقول خلوا هادا الكلام لبعد ما تخلص العملية ونتطمن ع حالة أبوي... بعدين الله يصلحكم رحتوا تتكلموا باللي صار بدون ما نفهم ليه صار فجأة بدون أي حركة منا...
فعلق بدران بنبرة سخرية بردو: بالله يعني ع أساس ما بتعرف إنو عيلة دهب خونة... 
عبد العزيز بلع حرتو بدون ما يعلق بحرف واحد... لإنو عم يفكر ويحلل... ويفهم ليه هيك صار وليه عمو رجع لحالو ع بيتو... وليه بعتلو من ساعات طويلة (ضروري نتكلم هلأ في شي مهم لازم تعرفو... فهيني أنا عم بستناك برا البيت لإنو ما بقدر قلك إياه ع التليفون)... بجد ايش فيه... يعني صح عيلة دهب غدارة بس يعني ما فيه دلالة ولا إشارة بتقول اليوم رح يغدروا فيهم... أكيد في شي صار وعجّل الموضوع... بس كيف كل هادا زبط وتزامن مع روحة مرتو لعندهم... مستحيل مرتو متفقة معهم وهي لا بتروح عندهم ولا حتى بتحكي معهم... فمسح وجهو محتر... مانو عارف يقعد طبيعي ومرتو واللي ببطنها عندهم... لازم يساوي شي... لازم يعمل شي... بس أكيد مش هلأ ما رح يعطي زيدان ولا بدران ولا عمو جميل عين ليتطاولوا عليه ويهينوه.... فخليهم لاهين بهالقصة لحد مانو مرجّع مرتو الليلة بإذن الله لإنو من المستحيل يتركها لحالها عندهم... ولف وجهو بس لمح عاصي عم يطالعو ويأشرلو يشوف التليفون... إلا بصوت الجد الموجه لإلو: عبد العزيز شو شايفك ساكت... انطق أشوف...
عبد العزيز بلع ريقو مقدم كتافو لقدام معلن عن يلي بدور ببالو بجزء منو: شوفوا أنا عم بحسبها بكل مكان شمال يمين وعندي تساؤلات وعندي تخمينات... أنا بوافق باللي قالوا جبر ليه صار بدون ما نعمل شي... تنين كيف عرفوا عمي هيكون هناك إلا إذا فيه حدا مراقبو ولما بدنا نحكي مراقبة بدنا نقول عن أيام وأسابيع واحنا مش حاسين عن شي معقول يعني... بعدين إذا هو مراقب كلنا مراقبين بدون ما نحس كيف؟؟ هادا الشي مستحيل يعني كتير كنا نطلع ورا بعض ~
فقاطعو بدران باستعجال: مو وقت هادا الكلام ~~
عبد العزيز كمّل كلامو بدون أي اهتمام لتعليق بدران زوج عمتو وفاء: وهادا الشي مستحيل... لإنو جدي بعرف رجالنا ورانا... فيبقى في شي صار وأنا بقول متل ما قال جبر ليطلع عمي جابر معافي بإذن الله بنشوف شو رح يصير...
جن عمو جميل ع كلامو ناطق: نعم نعم... كنك عم تلمح يعني احنا عاملين شي... سلامات يا ابن أخوي كنو بنتهم نستك أهلك!!
الجد لف لجميل موقفو عند حدو رغم إنو هو نفسو قالّو إياها ع التليفون قبل كم ساعة... ولو هو قلو إياها ما حدا لازم يقلو هالكلام كرمال العلاقات بينهم ما تتنصل مع الوقت ويصيروا يحاسبوا بعضهم ع عينو هو بلا حشمة واحترام لإلو ولا لبعضهم: جميل عيب يلي عم تقولو... ابن أخوك ما وجّه اتهامات لحد واللي حكاه صح... وتساؤلاتو هو وجبر بمكانها... رجالنا ورانا من بعيد لبعيد وين ما بنروح... وعيلة دهب ما قدرت تغدر فينا هيك عبث... في شي غاب عنا... 
فعلق زيدان ع كلام الجد: غاب ولا حضر احنا لازم نربي عيلة دهب بشي واحد... يعني أنا مع عاصي باللي قالو... ما بدنا نصفي ع الحديدة والناس تنفر منا ومن شراكتنا... يعني صح هلأ ما عم نرد ع معارفنا بس لا يعني معارفنا وشركاءنا رح يسكتوا ع طول... فلازم نعمل شي استراتيجي ويوقف هالغدارين عند حدهم وع طول... ومش بالضروري بقتلهم كلهم... 
إلا بتعليق عبد العزيز بتأييد: بالزبط يعني من تحت لتحت... بعدين شو دراني ما في حدا بعادينا تحت عباية عيلة دهب... كلنا عارفين في ناس عم تحاول تنافسنا وتحتكر السوق... وانا عم قول احتمال مو أكيد... فيعني لازم كل شي نعملو بحذر وبدون دلائل... وبدون أي شي يثبت إنو احنا... لإنو زمن أول حوّل والمعايير تغيرت باللعب فما رح نكرر شغل الضهريات ببعت رجال تطخطخ ع بيوتهم... 
فضحك بدران هون: ههههههه كنك ناسي احنا تقاليدنا شو بتقول... 
إلا برد عبد العزيز القاهرو: كنك إنتا يا عم ناسي ديننا شو بقول بعدين احنا بأيام حرم والذنوب فيها كبيرة عند رب العالمين... وغير يا حبايبي شغلة الطخ مو سهلة لإنو ممكن من وراها مش بس نصيب واحد من عيلة دهب إلا من عيل تانية لا قدر الله وهات خلّص بعدها مع هالناس... بعدين يا عمي انا ما قلت نمنعو قلت ما رح نكرر فورًا نرد هيك... يعني هادا الأسلوب ما بقدم ولا بآخر... صح العين بالعين... بس يعني لتهزم عدوك ما تخلي طرق دفاعك وهجومك مكشوفة ومتوقعة لإلو... من الآخر يعني لا ندخل ساحتهم ولا ندخلهم ساحتنا نلعب بشي مش ع الأرض الواقع...
بدران جحر عبد العزيز جحرة ما عجز يفهمها فلف لجدو ناطق: أنا هادا رأيي!!
إلا برد جبر المؤيد لإلو: وانا ذات الشي بقول... 
فنطق وراه عاصي وزيدان نفس الشي: وأنا معاه... 
الجد هون لف لجميل وبدران: شو شوفكم سكتوا عند الحل... 
جميل رد غصب عنو: انا المهم عندي العيلة فشو بدكم ساووا... واحنا وراكم ولف لبدران زوج أختو... يكمل عنو...
بدران أضطر يجاوب الجد بحركة جميل البايخة: صحيح كلامو بس يعني بنفس الوقت بدنا الناس تعرف احنا أخدنا حقنا عشان تحسب حساب مانا قلال... 
الجد هز راسو بموافقة: طيب... يبقى خلونا نتكلم باللي جاي ~~ 
إلا بمقاطعة بدران لإلو: انا بقول خلونا نصلي الظهر يلي تأخرنا عليه بالأول ونطلبلنا قهوة ونقعد نتكلم بعدها.. 
الجد رد عليه وهو عم يمسح ع وجهو: آه والله معاك حق.. فوقف ع رجليه: خلينا نقوم نصلي بمصلى المستشفى ونرجع هون... لحد ما واحد فيكم موصيلنا ع قهوة... 
فرد عاصي وهو عم يشوف الباقي عم يقوم: تمام... وفورًا بس لمحهم طلعوا قرب من عبد العزيز يلي تعمد يأخر حالو وراهم عشان يشوف شو فيه عند عاصي يلي طبق الباب وراه محاكيه بهمس: والله باينتو كلامك بمكانو في حدا منا متحرك... بس قبل ما نفهم كيف... تطمن مرتك نقلوها من البيت وهيها بطريقها للمزرعة محل ما أهلها راحوا يتخبوا... وهيني ارسلتلك الفيديو بدون ما شوفو بأكد طلوع مرتك من بيتهم بالكروم ... المهم قبل المغربيات لازم نلاقي حجة لننسحب من هون وبسرعة ع الجنوب نروح نجيب مرتك... بس من هلأ عم بقلك رح ندخل أبو سلاح بالموضوع... 
عبد العزيز هز راسو بدون ما ينطق بحرف... وضيق عيونو مطالع عاصي وفجأة لكمو ع كتفو بخفة: خطر ع بالي شي... هيحللنا جزء كبير من القصة... تعال... 
عاصي ابتسم غصب عنو سائل بفضول: شو رح نعمل؟ 
عبد العزيز همسلو: أكيد هنروح نصلي بعد ما يطلعوا وبس يتجمعوا هون بقلك ع جنب... 
عاصي وقف مكانو متكتف: وليه ما تقلي هلأ!!
عبد العزيز كمّل طريقو بعجلة: عندي شي مهم لازم أساويه هلأ لاحقك ع المصلى بعد شوي... 
عاصي ضيق حواجبو معلق بسرو (يما منك ومن دهاءك) وكمّل طريقو ع الاسانسير... بالوقت يلي كان عبد العزيز فيه عم يدخل مكتب عمو جواد يلي فورًا  بعد ما وصل هو وابنو أرسلان دخل غرفة عملية عمو جابر ليساعدوا الأطباء... وبسرعة طبق الباب وراه بخفة متصل ع أشرف إيدو اليمين واللي موجود برا البلد هلأ... وبس وصلو ردو ع المكالمة حرك لسانو بدو ينطق إلا قاطعو هو بصوت متخيب: والله ما قدرت انقذها!!
انفتلت فيه الدنيا بس سمع ردو... وهو عم يحس بتليفونو التاني عم يرن بجيبتو فرفع يشوف مين إلا كانت أمو فبعتلها بسرعة (بحاكيكي بعدين)... وأمو بس شافت ردو أعصابها هتنهار اكتر... مناها حدا يقلها شي لتطمن قلب سلفتها ع زوجها الغالي ع قلبها... بلكي هيك تهدى... بس للأسف العين البصيرة والإيد قصيرة والأمل بالله كبير... فدعتلها يرجعلها زوجها سالم عشان ما تكبر وتزيد المشاكل بينهم وبين عيلة دهب... ولفت وجهها مطالعة بنات حماها يلي فيهم وحدة عم تبكي واللي ماسكة قرآن عم تقرأ فيه واللي قاعدة عم بتحكي بالتليفون عم تطمن الناس عنها وعن أهلها وهي من قلبها مقهورة ع سلفتها يلي جنت بس سمعت خبر طخ زوجها وصارت تبكي بحرقة وتدعي ع عيلة دهب من كبيرهم لصغيرهم يموت... وينحرقوا قلبهم ع ولادهم متل ما أنحرق قلبها ع زوجها حبيبها أبو ابنها... 
وهي للأمانة قلبها أكلها من هالدعوة يعني صح فيهم ناس عاطلين بس يعني مو كلهم وأكبر دليل كنتها البريئة... يلي اندعى عليها من ورا عيلتها... فعلًا مرات كتير المنيح بروح بعروة السيء... وفجأة انتبهت مع سرحانها ع حالها إنو بنتها مو هون... فقامت تدور عليها بلاش تساوي شي مجنون بكنتها يلي عرفت من رولا إنها مو بالبيت... رغم إنو الجد نبّهم ممنوع حدا يقرب منها ولا يحاكيها بحرف... فبلاش تجيب سيرتها إنها مو هون بس تروح تدور عليها "ع جودي" ويبلشوا بنات حماها نداء ووفاء يسمّعوا كلام ويقولوا ابنها خاف ع بنت دهب منا ويساووا ساوياهم المحفوظة والمتوقعة منهم... 
فقامت تدور بنتها تشوف وين أراضيها قبل ما تساوي شي يطربق الدنيا فوق راسهم طربقة... ودهشت بس لمحتها قاعدة برا ع الكرسي ورافعة رجليها ومنزلة راسها عليهم... كأنها عم تبكي... فعجلت بخطواتها لعندها تاركة سلفتها كوثر لسهر... وسحبت الكرسي قاعدة عليه ومباشرة مدت إيدها ماسحة ع ضهر جوري ومنديلها بحنان وهي عم تحاكيها بنبرة ودودة كلها رقة وحنان ومحبة: ليش قاعدة هون لحالك يما وين أريام عنك؟ 
جوري رفعت راسها كاشفة عن وجهها المحمر وهي مقهورة من كلام عماتها عنها وعن جودي من لما كانوا بالطريق لحد ما وصلوا بيت الجد...
(مبسوطة ع هيك صحبة) 
(شفتي شو أصلها) 
(كنا نيجي ما نشوفك عشان حضرتك قاعدة عندها كأنك ناسية هي بنت مين وأبوها قتل مين... وهي عمك المسكين ممكن نخسرو من وراهم للانجاس) 
(والنعم بهيك قعدات والله (قصدهم العكس)) فنطقت بانفعال نافضة كلامهم من راسها ومعبّرة عن لخبطة مشاعرها لأمها بكل شفافية كاشفة فيها عن جرحها من جواة قلبها بصوت مبحوح من النادر لحد يسمعوا طالع منها: يما أنا كتير زعلانة ع عمي... وزعلانة كتير إني حبيت جودي... ناسية هي مين وأبوها وأهلها مين... عماتي سمعوني مليون كلمة طول ما احنا بالطريق عشاني كنت اضلني معها... أنا شو ذنبي... وتشهق بقهر... والله حبيتها وما همني شي... وإنتي ما قلتي شي... والكارثة مو قادرة أكرهها بعد يلي صار رغم إني عملت غلط... حتى ابنك عمل غلط لما تزوجها... أنا بطلت فاهمة مين الصح هون... رح جن يما والله رح جن... 
أم عبد العزيز سحبتها لصدرها مطبطبة عليها وهي عم تقلها بصوتها الحنون من بين سيطرتها ع مشاعرها خوف لتبان وتنكسر هيبتها قدام بنتها وأهل زوجها: يما البنت صح منهم بس الله يشهد ما شفنا شي منها يعيبها... بعدين لو هي غلطت هي انسانة يا يما زي وزيك وبعرف منيح عماتك هيقولوا وهيقولوا أكتر من هيك كمان... بس يما أنا ما رح قلك وين الصح ووين الغلط... لإنو من الأساس هادا الباب ما كان لازم ندخلوا بس قدر الله وما شاء فعل... ولازم نتحمّل نتايج اختياراتنا ~~~ 
فرفعت جوري راسها مقاطعة أمها بالوقت المناسب: بس يما أنا ما اخترت شي... وهمي كان عبد العزيز يتزوج ويدّخل بنت روحها حلوة تملي هدوء البيت علي... فأنا قبلت بكلشي وتماشيت وعشت ببساطة بس ليش لازم نتذكر هي بنت مين؟ وأهلها مين؟ هي منا والله حسيتها منا... وبكت بحرقة كبيرة... والله حبيتها وأي حدا بفكر يحرمني منها لادبحو بأسناني... هي شو ذنبها؟ أنا شو ذنبي؟ ليش هيك عماتي بعقّدوا الدنيا؟ هما بكرهوها من قبل... والله قلبي انحرق بس قالوا لازم عبد العزيز يتزوج عليها ويهجرها متل الكلبة... كيف هيك بهينوا ببعضهم... ما ممكن هما يكونوا مكانها... مو فاهمة انفصامهم... أنا يما ما بدي اخسرها ولا أخسر عمي... وقربت من أمها متمسكة فيها شاهقة بغل: يما بحبها والله بحبها... خلتني حب البيت وما أطلع منو وأهدى... أمي ليش هي مش بالبيت... ليش عزوز أخدها... وردت رفعت راسها... عم تجننوني باللي عم تعملوه... 
أم عبد العزيز خافت ع بنتها ليصيرلها شي... فبسرعة سحبتها لصدرها وهي عم تبوسها ع منديلها: بسم الله يما عليكي وعليها ما رح حدا ياخدها منك... أهدي يما أهدي... كلام الناس ولا شي عندي جنبك... وأخوكي مو صغير وما بعرف يقرر... ما تفكري بشي... انشالله فترة وبتعدي... خلص وقفي بكى... هدي... 
جوري سحبت حالها من بين إيديها... رادة بانفعالية: ما بدي أهدى ... بدي جودي... روحوا جيبوا جودي... 
أم عبد العزيز جحرتها: وطّي صوتك بلاش تجرسي الدنيا علينا... 
جوري ردت بعجز مفتت روحها: صح كلامك ولا شي كلام الناس عندك جنبي... فمسحت دموعها بغل... تهني فيهم... ونزلت رجليها ع الارض موقفة ع حيلها مكمّلة كلامها: ليه إنتي عادي تقربي منها بعيونهم بس أنا كأني عاملة آثم... لإني بنت ضرغام ولإني أخت عبد العزيز الكبير بعيونهم... ولإني بنت آمينة الرايقة والقط ماكل لسانها... لازم كون كلهم طول الوقت وممنوع كون جوري شو بتحب... خلص لحد هون... غسلوني بكلامهم... أما هي بنتهم عاملتني لإني جوري وبس مو لإني أخت زوجها ولا بنت حماها ولا لإنها بدها تبيض وجه أهلها معنا قدامنا... أما إنتو بدكم إياني كون حفيدة الجد المحترمة والله زهقت.. زهقت... ولفت ضهرها ماشية بعجلة لبيتهم وهي ما عندها علم كلامها شو آثر في أمها وخلاها تنتبه ع شي واحد بنتها مو هبلة... بنتها فاهمة وساكتة... الشي يلي كانت خايفة منو ما صار... 
الشي يلي كان مخوّفها من علاقة بنتها مع بنتهم تتحول من صحبة لكره باللحظة يلي هتدرك فيها هي بنت مين وأبوها قتل مين... بس طلع خوفها ولله الحمد مو بمكانو لإنو بنتها كرمال سعادتها فضلت تنسى كلشي وعاشت مع الموضوع بحكمة أما هي ما عرفت تعيش غير بخوف وقلق من بنت دهب ومن يلي جاي... وممكن عشان هيك جوري بنتها قدرت تتقرب منها بالوقت يلي هي بعدت عنها خوف المشاكل... 
ففعلًا الحياة ما بخرّبها وبحليها غير منظورنا لإلها... بس مو كل الناس بشوفوا الحياة بمنظور حلو ولا سيء... لإنو جودي رغم يلي مرت فيه... ما قدرت تكره الحياة أو تعترف بصريح العبارة إنها حابه تعيش... لكنها هي بهادي اللحظة حابه تنام وتصحى بعد أيام... بعد يلي مرت فيه... ومن يلي عم تمر فيه من ورا أبوها وكلامو وقرصاتو وهي لساتها راكبة بسيارتو جنب جدها وحاطة إيدها ع بطنها يلي عم يشد عليها بين الفترة والتانية وهي عم تبكي بصمتها لكن صمتها يخونها في بعض لحظات.. وهون بس على أبوها يدير راسو عليها بشكل مخيف: بنت بعدين معك! كم مرة قلتلك تنكتمي... 
فالجد يزمجر هون بزهق من تصرفات ابنو الطايشة والمالها داعي.... وهو عم يذكرو: جاسر اترك البنّت بحالها ... شافت رجال من رجالنا (القاصدو التصاوب وهو حاملها) عم بنقتل قدامها وبدك إياها ما تبكي! أي احنا رجال بنقتل ومن داخلنا بنكون كارهين هالإشي ومو عارفين ننام يبقى كيف هي الطاهرة النقية...
جاسر لف وجهو لأبوه رادد بلذة: طاهرة ونقية... وانا هادا يلي مو طايقو... بتصدق يابا مو كاره هادا الإشي لإني ولدت ع القتل بعدين خليها تتعود... إيش هادا أنا شو مخلف... والله لو جبت ولد لكان كنت متهني وعايش متباهي بابني بدل هادي الهبلة.... يلي ما في منها رجى...
الجد رفع حاجبو بتحذير ناطق: جاسر!! وقرّب حفيدتو من صدرو ماسح ع شعرها بحنية وهو عم يقلها بنبرة حنونة: اهدي يا بنتي ووقفي بكى! 
وين تهدى وتوقف بكاها وهي عم تمر بكل هادا... فنطقت بدون تفكير: ما بدي روح ~~
جاسر هون جن بس سمع ردها فنطق وهو عم يضغط ع إيديه: يا ليل ما أطولك! يابا أخرسها لمد إيدي عليها ولا خلي السواق يطلع عليها بعجلات السيارة ويريـحـ~~
الجد مسك اعصابو بما فيه الكفاية وما عاد فيه يمسكهم أكتر من هيك فرد عليه بانفعال: جاسر إنتا اللي انخرس هالمرة! سكتلك كتير... ما تتطاول عليها.... وهي أصلًا بنتك المسكينة كافية خيرها شرها وما عملت شي واحد بسوّد وجهك قدام الناس والعالم متل سواد وجهك معها فيجعلني أسمعك بترجع تعيد هادا الكلام... وقتها دواك رح يكون عندي... وإنتا فاهم عليي كويس!
جاسر ابتسم ابتسامة مرار... وهز راسو بوعيد... بسيطة والله لاورجيها ... هادا اللي كان ناقص أبوي ع آخر العمر يخرسني ولّا عشان مين... عشان وحدة ###.... 
فكتمت جودي حسها وهي عم تمسح ع بطنها ومو حاسة بجدها يلي عم يخفي تعبو ووجع صدرو من العاق ابنو... فلف وجهو مطالع الطبيعة حواليه وهو عم يفكر شو هيساوي بحفيدتو المسكينة يلي انظلمت بالوضع يلي حطها فيه أبوها قليل الحشمة عمل يلي ببالو بدون ما يحترمو هو البكون أبوه يلي أكبر منو... وخرب الدنيا فوق راسهم...
والله هادا جزاتك يا عثمان إنك تركتو عند أبوك... هادا جزاة ترييح ولادك منو هيو فرعن وزاد فرعنة بعد ما رح يدرس برا ورجع وتزوج... وجاب راس ضرغام الخيّال... قال فكرنا راق وخف جنونو مع الناس اتريه جن بزيادة... فالله يستر من يلي جاي مع عيلة الخيّال وبنتهم الحامل من ابنهم... فلف وجهو عليها حاسس بقلة مرجلتهم معها... وشو حس برحمة ربو بس شاف مزرعتهم صارت قريبة منهم... فتنفس براحة رغم إنو الراحة وين وهما وين... صحيح هلأ هو مسكر تليفونو خوف ما يتبهدل من الناس... بس البهدلة ما في منها مفر.. فدعى بحرقة على ابنو العاق... روح الله ينتقم منك يا جاسر... لإنو يلي زيك صعب ينهدا... 
وما صدق تصل السيارة فيهم لجوا المزرعة وتصف جنب السيارات التانية... يلي نبهّت جودي ما فيه مفر منهم ولا من الرجوع عندهم... فنطق جدها وهو عم يفتح بابو وعم يهمسلها: يلا يابا انزلي وصلنا... خلينا نتعكز ع بعضنا...
جودي منصمة محلها رافضة تتفاعل مع كلام جدها ورغبتو بالنزول معو والتعكز ع بعضهم... فرفعت أكتافها رافضة تنزل... فنطق جاسر يلي حالف إيمان بس تصل ينزل فيها... وعنادتها النازلة فيها معهم هلأ ما ردت حلفانو: بنت إذا ما بتنزلي ضاربك لدابحك!!!
فرد كرر كلامو بنبرة حذرة: بنت!!
الجد حس حرب هتقوم عليها.. فبسرعة لف لعندها موقف عند بابها وهو عم يقلو: جاسر اتقي الله فيها بلاش اغضب عليك فوق يلي غضبتو عليك!!
وجاسر هون جن ع الآخر وين يتقي الله؟ أبوه شكلو مانو شايف ومقدر قديشو (قديه هو) متحملها عشانو فنطق من بين اسنانو: شوف هلأ كيف رح اتقي الله فيها.. وغدر بأبوه دافعو خطوة لورا بلا حشمة... ليقرب من بابها المفتوح ويسحبها من شعرها من جوا السيارة لبرا وهو مو منتبه ع تعب أبوه... وضربها كف حامي ع خدها: فكرك جدك رح يحميكي مني!! 
الجد نطق بتعب: جـ ـا سـ ـر!! 
جاسر حس ع أبوه مو تمام... فقرب من أبوه بخوف يشوف مالو بعد ما رماها بعيد عنو ع باب السيارة... وكأنو مو من المتوقع من ورا يلي عم يعملو ما رح يفقد أبوه ولا يتعبو: خير يابا مالك؟ 
الجد نطق من بين اسنانو بصعوبة: والله رح تجـ ـلطـ ـني الـ ـيوم إنـ ـتا... 
جاسر قرّب من أبوه محوطو من ضهرو ممشيه لعند باب البيت: له يا غالي إنتا بتعرف عيوني إلك وإن زعلت بنرضيك مو أول مرة بيننا... بعدين إنتا يابا فاهم التعب مش منيح لإلك فهلأ بتدخل غرفتك بتاخد دواك وبتتمدد وبتريح حالك..
الجد سايرو ماشي معو لجوا كرمال ما يضرب حفيدتو وهو حاسس نطقو عم يرد طبيعي دامو عضلة قلبو خفت ضغطها عليه: التعب وين جنب يلي عم تعملو فيي... 
إلا بصوت جاسر العالي ع فجأة لحظة ما عبر مدخل البيت: بنات تعالوا ساعدوا أبوي.. 
إلا بفزعة مرت عمها عثمان طالعة ركض وهي عم تقول: خير عمي ~~ 
قاطعها الجد بصوت تعبان: ريم بنتي ديري بالك ع جودي وحطيها بعيونك!!
ريم أشرت ع عيونها: بتؤمر... ولفت منادية ع بنتها... لمى تعالي ساعدي جدك... 
وبعدت عنهم لعند جودي الواقفة مكانها رافضة تعبر جوا... فقربت منها حاطة إيدها ع ضهرها وهي شفقانة ع شكلها من عبايتها الوسخة وشعرها المبعثر وجبينها المجروح ووجهها المغبر شوي وجاي ع سواد من كتر ما اختلط بكاها ببقايا الغبرة ع خدودها ودقنها: يما جودي ليه واقفة هون... اعبري جوا تريحي... 
جودي رافضة ترد عليها ولا ترفع راسها لتقابلها ورجعت لورا مقربة من باب السيارة... والشوفير حس مالو داعي يبقى في السيارة دام جت وحدة تاخدها... فانسحب منها تاركهم لحالهم... وهو مو عارف إنو جودي مو فارق عندها بقي ولا راح... فنطقت جودي بنبرة غليظة: بديش!!
لا حول ولا قوة إلا بالله... البنت هادي مشكلتها بالحياة بتنعاد بالوقت الغلط... مهي عارفة أبوها عقلو ضارب وما برحمها لليش بتعاند... والكارثة هلأ أبوها مو بعقلو فيعني إذا أصرت ع عنادها إلا هتلاقي جسمها مبقع من الضرب... فمسحت مرت عمها ريم ع ع ضهرها مسايرتها: بنتي خلينا ندخل بلاش أبوكي ~~ 
إلا بصوت أبوها المجنون مقاطعها: معندة تفوت صح!!
ريم من الخوف ما عرفت شو تقول... وشو ارتعبت بس شافت جاسر عم يقرب منهم ساحب جودي من شعرها... وصافقها بغل ع خدها وهي عم تبكي بخوف منو... وريم من الرعبة ما عرفت شو تقول... وصارت تبكي ع حظ جودي بس شافت سلفها المجنون عم يصرخ عليها: ادخلي بسرعة بلا عناد لأقتلك!!
والمدام مرت ابن الخيّال البتكون بنتو هو جاسر دهب رافضة تدخل... فهجم عليها متل المجنون... فصرخت ريم: فــهــد!
كـنـان...
كنان بس عرف أبوه وصل ركض دخل من برا من باب الخدم يلي ع الناحية التانية متطمن ع أبوه فبس سمع صوت ريم مرت أخوه ركض يشوف شوفيه... إلا لمح فهد عم يحاول يبعد جاسر المجنون عنها... فورًا ركض لعندهم دافع جاسر عنها...تحت مراقبة غنج وبناتها وضحكهم ع جودي يلي عم تنضرب بغل من أبوها... بلكي من الله تيجيها ضربة طايشة وتفقد حملها كرمال تعرف قيمتها وما تهمل بنات عمها... بس الله أرحم منهم عليها... لما بعتلها كنان وفهد يلي انضربوا من أبوها... كرمال يسحبوها من بين إيديه... ويدخلوها ع غرفة من الغرف القريبة منهم بمساعدة ريم مرتعمها... ليسطحوها وهما عم يسمعوا صريخ أبوها: خليها تتأدب قليلة الحيا فكرها راحت عندهم لل***** تيجي تنسى تربايتها فشرت... 
فنطقت مرتعمها ريم وهي عم تمسح دموعها: مجنون هادا ناسي البنت حامل... 
كنان قرب منها مفقدها: جودي يا عمري حاسة بشي...بدك شي... 
جودي بعد يلي مرت فيه... نادت ع أمها... مو أمها يلي جابتها إلا أم عبد العزيز يلي خطرت ع بالها فجأة من رغبتها لترتمي بأحضانها وتختفي عن العالم... لإنو أمها لو بدها إياهها ما ماتت... لكن هادي يلي بتقلها يا بنتي... عايشة وبدها إياها ودايمًا جنبها وينها هلأ عنها... فبكت ع صدر عمها وهي عم تنادي عليها بهمس: يــمــا!!! يـــمـــا!!!
ريم ما قدرت تمنع دموعها عن النزول من حرقة قلبها وزعلها ع هالمسكينة يلي مو عارفة كيف تهوّن عليها.. فقربت منها ماسحة ع وجهها وهي عم تقول لعمها كنان: شوف شكلها وأواعيها... والله حرام يلي عم يعملو فيها أخوك... إلا بصوت الجد العالي وهو عم يصرخ ع جاسر وغنج: انتو ما بتستحوا... وإنتي يا قليلة الأدب قاعدة بتتشمتي بحفيدتي عينك عينك... خافي ربك لإنو الدنيا دوارة بكرا الشماتة بترجعلك وع عينك وبشكل أفظع من يلي عم تعمليه إنتي وبناتك قليلات الحيا ~~
كنان بسرعة طلع يهدي أبوه لبلاش يصير عليه شي ويخسروه لبعيد الشر... وتحرك فهد وراه عشان جودي تاخد راحتها... يعني صح هو أخوها بالرضاعة بس يعني لسا في بينهم حدود... فطبق الباب وراه... وهو شو خايف من جواتو عليها ليرد أبوها المجنون يجي يضربها... فوقف قريب الباب من عند المدخل كحماية لإلها من سامي المريض وأبوها ميت الضمير... وهو عم يراسل أخوه ( كاظم بقلك أبوي ما تيجي... خليك برا لاهي بدراستك وشغلك فاهم وما ترد ع عمك جاسر احنا بخير وهادا المهم... بعدين عيب يلي عم تعملو بتطنيشك اتصالاتو عليك من الصبح) ورفع راسو بس سمع صوت جدو العالي وهو عم يقول لغنج الماسكة دمعتها من الفضيحة الحاسة فيها قدام أسلافها وولادهم: اصحك طول ما احنا هون تورجيني رقعة وجهك إنتي وبناتك... 
وهالصوت العالي ع غنج شو فرح قلب ريم مرتعمها لإنو بكفيها غنج قلة أدب... أي ما توقف عند حدها وتصير تتصرف متل الخلق بحيا... بس قليل الأصل قليل الأصل لو لبسوه دهب ولا سكنوه قصور واعطوه ملك وجاه ما رح يتغير... فتنهدت محاكية جودي وهي عم تقرب إيدها ع نهاية بطن جودي: بنتي حاسة بوجع هون... أو حاسة بشي غريب؟
جودي ما ردت عليها... فردت سألتها وهي عم تمسح دموعها يلي عم ترد تنزل ع خدها: طيب أكلتي؟
إلا بصوت فتحة الباب تزامنًا مع نطق الجد يلي واقف بمساعدة فهد ابن عمها: بعدي شوف حفيدتي شو صار فيها..
ريم بعدت من جنبها وهي عم تحرك راسها بعجز من خوفها ع جودي من صمتها المخيف وهي عم تمعني للجد بعيونها (تعبرلو أو عم تقلو بعيونها)... تعامل معها... فتحرّك الجد لعندها وهو عم يسند حالو ع فهد من التعب الحاسس فيه وقرّب منها قاعد ع طرف السرير محاكيها: شو يابا بدك تضلك ساكتة قومي وشدي حالك إنتي هلأ وحدة متزوجة ورح يجيها ابن يشد ضهرها فلازم ما تضعفي... فقومي يابا كليك شي تشدي حالك فيه لإنك جيتي عنا مو مفطرة وغيري يلي لابستيه...
جودي بس سمعت تغيري يلي لابستيه... ارتعبت وشدت ع حالها برفض... مستنية فيه يجي ياخدها... هو أكيد رح يجي ياخدها... مستحيل يتركها هون لحالها... 
وهو بالفعل مستحيل يتركها خاصة بعد الفيديو يلي بعتلو إياه عاصي مورجيه كيف من شعرها هداك الرجال سحبها كاشف باقي شعرها المستور بمنديلها عشان يوصلها لسيارة أبوها عديم الشرف والإحساس يلي عم تستناها برا... 
وشو خلاه هالفيديو يفقد عقلو... وما ينطق بأي كلمة مع أي حدا... لدرجة صلى العصر وقعد ع أعصابو منتظر جية رجال كبار البلد يلي كانوا واسطة بينهم وبين عيلة الدهب وقت الصلح كرمال يفهموا كل شي ويشوفوا مين الغلطان... وبعدها يتحرك بسرعة ليرجع مرتو الكريمة... يلي مقهور ع اللي صار فيها... يعني معقول عيلتها تعمل فيها هيك شي... هادي عيلة ولا غابة وحوش... ممكن عشان هيك كانت البنت ضعيفة الشخصية معك وبتبكي كتير... وبتخاف كتير منك... 
فشو قلبو حرقو... واحتر مو عارف يبقى مكانو... لإنو هو غبي كيف ما فهم عليها لما رفضت تروح لعند أهلها وهي عم تطالعو بهديك النظرات الما قدر يفهمها بوقتها صح... 
هو صحيح حس بهيك شي بس رفض يصدقو عشان ما يحس حالو رجال بلا ضمير معها... 
وبلشت نار الغضب تحرق فيه... واعصابو تاكلوا بعد يلي شافو وفكّر فيه... المشكلة هلأ عمو يلي لساتو بغرفة العمليات لإنو فيه أكتر من رصاصة مخترقة جسمو فوين موقعهم ما حدا قدر يعرف... طيب كيف وضعو ما حدا قدر يعرف... واضح جدو متفق مع عمو جواد والدكاترة ممنوع حدا يعرف شي... وفجأة انضغط وما قدر يقعد مكانو فطلع ياخدلو نفس... ويدخنلو بلكي يفش خلقو وما يعملو شي مالو داعي... فقعد في السيارة بموقف المستشفى... وهو مناه يقتل حالو من غلطتو يلي لا تغتفر... أي غلطة هادي يلي بتغلطها يا ابن ضرغام... مجنون أنت ولا أهبل ولا عم تلعب بعداد عمرك كرمال تنسى تعطيها تليفونها... 
فضرب راسو بقزاز السيارة... منقهر من نفسو... يعني هو ما تربى ع أهانة المرا وخاصة لما تكون من بيتو... لكن هو من خوفو لتساوي شي بدّع فيها من جبرها ع العلاقة... ومحاولة ترويضها وتربصلها ع كل خطأ... صحيح بلش يخف معها بس يعني شاللي هيعدل يلي فات... مناه يعمل شي... لازم ينط من مكان عالي عشان يفش خلقو ولا يدخل ملاكمة ولا يصرخ متل المجانين يلي فقدوا عقلهم من ورا يلي بصير معهم... 
وأي جنون يعملو وهو لازم يكون حاضر هون من خوفو ع عمو ولا جدو... لإنو هو مانو متطمن ع أهلو من أهلها... شو هالحالة يلي صار فيها... فجأة رن تليفونو... فسحبو من جيبتو إلا بالغلط باقي ساحب تليفونها... فسحب تليفونو التاني رادد ع الاتصال بدون ما يشوف مين اتصل عليه: أيوة! وهو عم يفتش بتليفونها بلكي في شي غفل عنو... 
إلا بصوت أختو جوري التعبان واصلو: عبد العزيز طمني ع جودي!
عبد العزيز رد عليها وهو حاسس كأنو جوري أختو حاسة فيها: ليه عم تسألي؟ 
جوري ردت بكت قدام أريام القاعدة معها برا قبال بيت أهلو: ما بعرف قلبي ماكلني عليها.... وحابه اسمع صوتها أكيد هي لحالها خايفة...
عبد العزيز ما قدر يرد عليها بحرف... لإنو عقلو شغال بالتفكير بوضع مرتو يلي عند أهلها... فكمّلت جوري كلامها بصعوبة معو: ليش أخدتها من عنا... البيت بدونها مخيف... وبكت... حبيبي عزوز رجعها والله ما رح خلي حدا يقرب منها... 
عبد العزيز بهت لحظة ما شاف صور محفوظة بملفات آيكلاود... وسكر معها الخط بدون ما يحس مركز باللي عم يشوفو... وصدم بس لمح صور لإلها مع رجال كأنو شافو من قبل بس مش عارف وين فدفق بصورو معها وهي بشعرها معو يا قاعدة قريب منو ولا وهو ماسك إيدها ولا عم يحاول يبوسها ع خدها ولا ع تمها مو مبين لإنو الصور مأخودة من ورا كأنو بالسر في حدا مصورهم عشان يتم ابتزازها ولا ابتزازو للي معها... بس كيف من وين جابت الصور معقول مرتو فصحى لهالقد... وبعدين هي مو حاسبة حساب لإلو يشوف هالصور.... بسرعة طلع يشوف تاريخ حفظهم إلا كانوا كلهم محفوظين بتاريخ ١١-٧-٢٠١٥... فضيق عيونو متذكر شو كان عندهم ب١١-٧... فكبروا عيونو فجأة بس تذكر إنو كان يوم عزومة أهلها بشهر رمضان... وعشان يتأكد من هالشي رجع للرسايل المحفوظة عندو ع تليفونو دام ما فيه رسايل عندها بهيك تاريخ ع تليفونها وهو عم يسكر الخط بوجه جوري يلي عم ترد تتصل عليه... وفجأة تذكر مرة نغم بعتتلو رسالة من تليفونها تطمنو عليها فدخل ع الرسايل بينهم بسرعة يدور ع رسالة نغم بينهم  إلا برسالة نغم الكانت واصلتو قريب الساعة 8 إلا لإنو مبين عندو يوم السبت 11 يوليو 8:55م فوق الرسالة الباعتها لإلو (مرحبا عبد العزيز أنا نغم بنت عمها حبيت طمنك عنها هي تمام وهيني سطحتها بغرفة نومها فوق) ففورًا رجع للصور المحفوظة ضاغط ع وحدة فيهم مختار إحضار المعلومات من القائمة يلي طلعتلو إلا كانت الصور محفوظة من قبل بخمس دقايق من وقت إرسال الرسالة من نغم الشرانية... فرفع حاجبو شاكك في شي صار بينها وبين بنت عمها يلي ما طاقها من أول ما شافها... بس السؤال المنطقي كيف ومرتو يومها كانت تعبانة ومو مبين عليها إنها مضغوطة من حدا ولا خايفة... إلا برسالة نصية واصلتو من جدو ع فجأة فدخلها بسرعة يشوف شو راسلو فيها ( أخدت بكلامك وأجلت قعدتنا مع كبار البلد لحد ما عمك يطـ~ إلا بفتحة باب سيارتو من الناحية التانية ع فجأة من عاصي العم يحاكيه بانفعال والمخليه ما يواصل بقراءة رسالتو من جدو اللاهي مع رجال بناتو وابنو جميل: يخي وأخيرًا لقيتك...
عبد العزيز بسرعة سكر التليفون لافف عليه: لازم نتحرك بعد شوي... واتفقت مع جدي جية الرجال تصير لبعد ما يطلع عمي من العملية واحنا نروق ونحضّر حالنا لبكرا الصبح... فالمهم هلأ نلبش الحكي الجد ( بمعنى حكي مفهوم وواضح ومنطقي بنفس الوقت)... رح نروح بحجة بدنا نجيب عمك كنعان من المطار... بعدين ليه ما حكيت معو... 
عبد العزيز لف عليه: بعدين بقلك هلأ خلينا بموضوع كيف نرجّع المدام... وسحب تليفونو داخلو ع شي كاشفلو إياه: جبت المخطط تبع مزرعتهم من رجال بدائرة الأملاك والأراضي... فأنا عندي كم عين جوا... بس المهم هلأ مو بس رجال أبو سلاح هيكونوا معنا إلا وصيت جوزيف يبعتلي من معارفو رِجال بعرفوا يقاتلوا بأسلوب ديم ماك (لمسة الموت) بتعرفني ما بدي نقتل بعضنا... فلازم نعرف وين بدنا ندخل وكيف رح نضمن نصلها بأقل وقت... ونطلع بسرعة زي ما دخلنا بوقت قصير... ويكون بين دفاع وهجوم بدون التركيز ع القتل... لإنو غايتنا ترجيعها...
عاصي تنهد بحيرة رادد: ع الحالتين هيروح منا ضحايا... بس ما تنسى رح تلبس درع قبل ما تدخل... يعني أنأمن عليك... وفكرك رح سيبك لحالك جوا وراك وراك...
عبد العزيز طالعو من طرف عيونو: إنتا خليك برا يستر عليك وروح بعدها جيب عمي كنعان بالوقت يلي بكون موديها ع ڤيلة أهلي بالشمال بعيد عن كل هادا... المهم هلأ ابعتلي الست الأمينة يلي قلتلي عنها بكرا ضروري...
عاصي هز راسو: بتمون يخي... المهم هلأ قلي شو كنت بدك تقلي قبل ما نروح نصلي... 
عبد العزيز ابتسم بمرار وهو عم يطالعو بنظرات باهتة... 
عاصي حجرو: خير بتطالعني هيك... 
عبد العزيز رد عليه ببرود: ولا شي... بس خطر ع بالي شي كنعان رح يبقى هون ع طول... 
عاصي رفع إيديه: آمين والله وحشني... بس الله يعينو أخوه تصاوب وهو ما شافو من قبل فادعي ربك يقوم سالم معافي... لإنو إذا مات الله يسترنا... بعدين بلكي يطلق مرتو الايطالية ويجي يستقر هون... 
عبد العزيز ضحك غصب عنو... عاصي جحرو: مالك إنتا غريب اليوم شو شايف يخي... 
عبد العزيز مو قادر يقول شي... فنطق بمرار: وين كون طبيعي واللي عم بصير مش طبيعي... قوم خلينا ننزل بلاش نلفت الانتباه علينا... وعند ما تصير الساعة سبعة بالزبط لازم نتحرك... بكونوا رجال جوزيف واصلين.... 
عاصي تنهد نازل من السيارة وهو عم يقلو: آخرتك هتكشف وراقك يا ابن ضرغام... 
وطبق الباب وراه... تارك عبد العزيز يفكر باللي جاي...لإنو ويلو عمو... ويلو مرتو... ويلو أهلو كيف هيعاملوا مرتو... وويلو أهلو كيف هيضلو يشوفهم إذا أخد بنت دهب يلي بتكون مرتو ع الشمال وويلو يلي شافو محفوظ بتليفونها ومحاول ما ياخد ويعطي فيه هلأ... فتنهد بتقل... لأنو هو ع شو بدو يركز ع المشاريع وخطط المستقبل ولا مشاكل عيلتو ولا يلي شافو بتليفون المدام مرتو وممكن يخليه يفقد عقلو وهو بالقوة ساكت... بعدين هالصور هدول شو المقصود من حفظهم بالتليفون معقول مرتو بتحب عليه وهي عندو.. مستحيل... يعني هي ما بطلع منها هيك شي... بس كمان يعني بنفس الوقت ليش هي يعني مو بنت وقلبها بدق... 
جن من الفكرة محاول يخفف عصبيتو وغيرتو... بعدين لنفترض هي مرت بتجربة حب... هي شو بدها بصور مو مبين وجه حبيبها فيها... بعدين مستحيل وهي ع ذمتو كانت تتواصل معو لإنو ما فيه طريقة وهي بريئة من هيك شي... بس من قبل لأ هي مو بريئة... فالسؤال المهم هدول الصور شو عم يساووا ع تليفونها هلأ... والكارثة الهبلة هي يطلع منها هيك شي... الخوافة هي تتجرأ وتحتفظ فيهم... بدو يفقع لإنو تذكر ع فجأة هادا الموضوع صار قبل يوم ما شاف معها حبوب منع الحمل بهاديك الشنطة... فشو مناه يخبّط راسو بأي شي... لإنو أكيد قصة حبوب منع الحمل ونقل الصور للملفات صارت بنفس الوقت... هينطق لإنو بنت عمها الخبيثة شكلها عم تلعب ع مرتو... لإنو إذا كل هدول صاروا بأقل ساعة وإذا حسبها صح هي قعدت مع جوري وعمها كنان وبنت عمها الجريئة... والله أعلم إذا قعدت مع كمان حدا غيرهم... بس ع كلاً كل الأدلة تدل عليها لبنت عمها الشرانية لإنو عمها كنان مالو بهيك شغلات وأصلًا لما الرسالة وصلتو من بنت عمها خرابة البيوت كان عمها كنان قاعد بين الرجال... فما فيه غيرها... بس لو شافها هلأ قدامو لمسح الأرض فيها... وبهدل مرتو الغبية يلي بسداجتها هتخرب بيتهم...
انضغط عقلو عم يروح فيه شمال يمين... لإنو بغض النظر عن إنها هي سادجة فكرة إنها باقية تطلع مع حدا وتحاكيه غراميات رغم إنو ما بطلع منها هيك شي... عم تعذبو... بعدين كيف أشرف ما عرف عن هيك معلومة... إلا يبحث بهالموضوع... ويشوف شو باقية مخبصة كمان قبل ما يعرفها... لإنو إذا وهي هبلة هيك طلع منها كيف لو كانت فصحى (فصيحة).. فاستغفر ربو ع الحالة يلي وقعّ حالو فيها... لإنو باقي متجوز من بنت كانت تتعرض للضرب من أهلها... وعندها حركات وعمايل مو عارف عنها...
هو مو عارف يتعاطف معها وعليها ولا يسب ع حالو ع اللي عملو فيها وع المتاهة يلي دخل حالو فيها... فمسح ع وجهو متحر... وهو مو قادر يوقف تفكير لا بعيلتها ولا فيها يلي هي هلأ محتاجة احتواؤو ومنتظرة فيه رغم زعلها الكبير منو... يجي ياخدها وينشلها من يلي هي فيه... لإنها هي ما بدها ريم ولا جدها... ورافضة الكل ومحاولة تنام بعد ما أكلت غصب عنها ع أمل الوقت يمضي ويجي هو ع فجأة هيك ياخدها خطف... ولا من الباب مو فارق المهم إنو ياخدها وينقذها متل زورو ومو مهم الباقي... 
بس للأسف النوم تكبر عليها وما اسعفها من ورا الكوابيس والخيالات يلي عم تيجيها من خوفها من الرجال يلي عم تلحقها... ومن صوت الرصاص ولهاثها وهي عم تحاول تهرب منهم ومن الكلاب يلي عم تلحق فيها وهي عم تركض مسرعة وقلبها عم يدق وعيونها عم تدور ع ملاذ آمن لإلها.... وفجأة حست بإيد عم تمسح عليها ناشلتها من عالم الكوابيس المعنوي لعالم الكوابيس الحقيقي لحظة ما فتحت عيونها بخوف لإنها عارفة هادي إيد مين فجت رح تصرخ لكن سامي الفاسد كتم حسها وهو عم يقلها: جيت اتطمن عليكي...
جودي حاولت تبعد إيدو عنها بس ما فيها حيل... ورغم هالشي حاولت لكن محاولاتها هباء ولا شي جنب قوتو... فنطق بشي مانها مستوعبة منو حرف واحد... لإنو راسها رد افتر فيها وفجأة قرب منها محاول يطبق شي من يلي ببالو معها إلا بصوت أبوها عم ينادي عليها: ســامي!!! لــك ســـامــي!!  
سامي اضطر يبعد عنها وهو مناه ياكلها أكل من قوة تلهفو ليلمسها ولف غصب عنو بخفة متل ما دخل عندها على الرغم مو من عوايدو يتركها هيك بدون ما يساوي ساوياه معها ولا مع غيرها... وسكر الباب وراه متحرك لعند 
أبوها العم يستناه وهو متحسر ع تعبو بمراقبة أهل البيت من ورا لورا كرمال بس ينشغل الكل بحالو يدخل عندها ويلمسها لو للحظات للي مع الكوابيس الغرقانة فيهم مو عارفة يلي صار حقيقة ولا خيّال من تقل جسمها وخدرانو... بس بالطبع لما تصحى وترد لوعيها هتدرك شو الحقيقة وشو الخيال... رغم إنو بعض الجهل ببعض الاحداث ببقى أفضل خاصة بعد ما نغم شافت أمها عم تبكي بحرقة من ورا الجد الماكل هم حفيدتو المكروهة... ومالها عين تقعد بين أهل البيت بعد ما خجلها حماها بطردها قدامهم وعلى مسامعهم معلق " يقطع شرها وحدة ما بتخجل ولا أبوها المرحوم ولا هو كحماها ولا زوجها عرفوا يربوها فتخجل من حالها ع اللي عملتو بتمسخرها وشماتتها هي وبناتها ببنت عمهم يلي هي من لحمهم ودمهم..."
فمعقول نغم ترضى بهيك شي... مستحيل... مو نغم يلي بتسكت... فعبرت الغرفة النايمة فيها جودي وهي حاملة شنطة قطنية بيج مطوية بعناية ماخدتها خفية عن أختها أنغام يلي كانت حاطة فيها الكتب وألهمتها كيف تنتقم لأمها وترد اعتبارها قبل دقايق بسيطة وهي قاعدة قبال أمها عم تقلها: غنوج بكفي عشان وحدة **** عم تبكي... 
إلا بتعليق أختها صفاء القاعدة قبالهم ع طرف السرير المرتب: أي مامي شو الشي الجديد يعني ما إنتي عارفة جدي ما بطيقنا بس يعني تتبهدلي عشان الفصعونة هاي كتير وكتير كمان...
نغم تأفأفت بكره: ما هادا يلي بقهر فإذا ما عملت شي يفش خلقي معها لهالكلبة ما بكون نغم..
إلا ردت أختها أنغام الأكبر منها والواقفة قدام المراية بروب الحمام عم تقص أطراف شعرها الملبولة وهي مو فارق عندها شي ولا كأنو هتقوم الدنيا بينهم وبين عيلة الخيّال: يعني شو بدك تعملي؟ وجدك عيونو عليها..
نغم توقفت مصيحة عليها: يختي إنتي وبرودك المستفز... وبعدين يعني منطق تقصيلي بشعرك يلي كلو كم شعرة والدنيا قايمة وأمك عم تبكي... وقطعت المسافة يلي بينهم ساحبة المقص منها...
فلفت أنغام لأمها ناطقة بانفعال مايع: مامي احكيلها تعطيني المقص... 
غنج راسها مانو ناقصو فلفت جاحرتهم وهي عم تقلها بتنفتر: خلص متل الصغار صدّعتو راسي ع برا... وسيبوني لحالي هون... 
نغم ابتسمت بخبث: بتؤمري... ولفت عينها إلا جت ع شنطة الكتب القطنية ساحبتها معها بخفية بعد ما حطت الكتب ع جنب وهي عم تسمع رد أنغام لأمها: مامي ما تعقديها... ع أساس كلام جدي كذب...
نغم هربت من الغرفة بتلصلص وهي عم تسمع نبرة أمها الحادة... وركض ع تحت وهي ما عم تشوف حدا بالصالون وبس عم تسمع صوت عمها جاسر يلي عم يحاكي حدا بالتليفون الحاطو ع السماعة وهو قاعد بغرفة مكتب الجد قبال سامي الفاسد: دهب إنتو يلي طلبتوا بالصلح معهم وبعتونا واسطة بينكم... هيك بتطلعونا بخزاة عين وبدون هيبة...
نغم صابها فضول تسمع كمان بلكي تمسك شي عليهم لوقت الزنقة فقربت من الباب بدها تتصنت إلا بصوت أنغام النازلة بروب الحمام عم تنادي عليها: نغم وين رحتي بالمقص بدي عدل باقي الشعر... 
نغم لفت وراها مطالعة أختها وهي عم تجحرها وعم تقلها: هش هش وطي صوتك!!
أنغام تحمست نازلة مطنشة إشارات نغم يلي عم تقلها روحي... وقربت منها بدها تسألها شو في من الفضول إلا هي دافعتها فنطقت بمكر وهي عم تتمايع: نغوم شو عم يدور ببالك ونزلت عيونها شاهقة بس لمحت شنطة كتبها معها: شنطة كتبي شو عم تعمل معك وليش هيك عاملة فيها...وجت بدها تسحبها منها لكن نغم رفضت لافة الشنطة لورا ضهرها من الخوف لحدا يحس عليهم ولا يكشف مخططها أو يفشّل مخططها... فمدت إيدها ساحبتها ع مدخل المطبخ وغرف الخدم: اسمعي بدي اسوي هالشغلة بس عليكي تضلك واقفة هون ولما تشوفي حدا دخل ولا جاي لعند غرفة جودي بتنادي ع الخدامة عشان أطلع فاهمة...
أنغام ضحكت بشر: يما كيدك شو بدك تساوي معها... 
نغم دفشتها من كتفها ناطقة بهمس: بدون ما تعرفي إنتي بس ساعديني...
أنغام ردت بدهاء: شو المقابل ما في شي ببلاش حبيبتي...
نغم لكمتها ببطنها وهي عم تكتم حسها: يا **** جاي تتعاملي معاي بأسلوبي تطمني رح زبطلك أحمد... بس ولا كلمة فاهمة... 
أنغام بلعت حرتها لعين أحمد... وهزت راسها موافقة... فبعدت عنها نغم شوي شوي وهي تعملها إشارة بإيديها ما تفتح تمها وتبقى وراها... وهيك ضمن دخول غرفة جودي وبسرعة لفت طابقة الباب وراها بعد ما عبرت الغرفة النايمة فيها الحفيدة المكروهة وهي عم تمشي ع رووس أصابعها إلا بصوت سامي واصلها من ورا شباك جودي المسكر وهو عم يضحك ويتكلم مع بنت مش عارفتها كرمال يفرغ فيها شهوتو بجودي بعد ما تنصل من أبوها المشغول بالرد ع رجال كبار البلد:هه شو بدك إنتي باللي عيلتي عملتو خلصيني ورجيني الحلو يلي عندك... 
نغم بدون خوف تجاهلت شو سمعت لإنو مو شي جديد ع سامي... وكملت ع رووس أصابعها لعند السرير الحافظة مكانو سامعة جودي عم تهمهم وتئن... فتبسمت بشماتة عليها مقربة منها ومدورة ع شعرها وبس لمستو بسرعة نفلت الشنطة القطنية ساحبة من جواتها المقص قاصة شعرها بعشوائية... وركض حملت شعرها المقصوص مخبيتو بالشنطة مع المقص... وركض طوّت الشنطة طالعة من الغرفة... هاربة ع فوق مع أختها أنغام الميتة من الفضول لتعرف أختها القوية شو عملت مع جودي... بالوقت يلي علي صوت جاسر ع أبوه القاعد بغرفة نومو ع أمل ما يحاكي جاسر كرمال يرحمو بس جاسر مصر وراه وراه لحد ما يجلطو وهو عم يحاكيه باستهزاء بدون كلل أو ملل بنفس الموضوع بعد ما خبرو كلام رجال البلد: يابا وين كلامك أعمل وسوي قبل كم شهر وإنتا عارف يلي بعتناهم شو رح يقولوا بس نغدر فيهم... فإذا قلبك حن ورق وصرت تحسب حساب الناس وتخاف ربك لما حسيت ساعة الجد جت هادي مشكلتك مو مشكلتي...
الجد جحرو بكره معلق ع كلامو الوقح معو بحقو: بتعرف شو مشكلتك عارف كلشي وفوق هالإشي بتحب الطريق المعتم والما برضي الله... واللي هيجيب آخرتي وآخرتنا كلنا...
جاسر رد عليه بانفعال: لا حول ولا قوة إلا بالله رجعنا لقصة الموت.... هيّك والحمدلله عايش ومعمّر وإذا ع الموت ما رح تموت مني إلا هتموت من خوفك من يلي بالي بالك... بعدين حفيدتك ال***** بترد تحييك بس تشوفها قدامك... 
الجد عثمان رد بحدة: إنتا طول اليوم قاعد بوجهي بدك تكب بلاك علي بعدين يخي ارحمني وارحم اخوتك وارحمها هي واللي ببطنها من مخططاتك... اعفئهم (اعفيهم/ ارحمهم) اعمل شي منيح بحياتك معها لتتذكرك فيه... 
جاسر وقف ع رجليه ضاحك ببياخة.. وهو عم يتحرك في الغرفة رايح وجاي: وانا مالي تتذكرني بالمنيح ولا بالعاطل... وبعدين بدي قلك إياها من الآخر أكيد عبد العزيز ما رح يطلقها فهو قدامو حلين غير الطلاق يا بترجعلو أو بيقتلها... وبلع ريقو مكمل تحت عيون الجد المراقبة لإلو وهو من جواتو ناوي يساوي شي فيه يربيه العمر كلو: وطبعًا خليني كون معك صريح انا بقتلها بالحالتين بدل عنو يعني مستحيل ارجعلّو إياها خوف ما يعلم علينا... ولا فيني اخليها يقتلها قبل منا كمان خوف يعلم علينا... وبلع ريقو الجاف ناطق بغل... فشر وستمية فشر هو وعيلتو يعلموا علينا وأنا عايش... وعلا صوتو منفعل بالوقت يلي لف فيه ع أبوه السافهو... وأصحك تتحسف ها إنتا من البداية واقفت ع زواجها... يلي كنت رافضو بس يعني دامك وافقت اصحك يعني من الآخر تتحسس علشانها.... هي مش أحسن من إميرال بنت أبنك.... فأحنا بالهوى سوى وسيب خوفك وحطو ع جنب لإنو النار حارقتنا حارقتنا... فدامها حارقتنا نخربها ع الآخر... وضحك بصوت عالي مستهزء بلا مخافة من ربو وهو عم يقلو: المهم هلأ بس تشوف حفيدتك بنت جاثم ال**** شو رح تعمل لإنها ما ساوت شي غير تمتعو متل ال******...وهلأ بس تشوف نجوم النهار مني لتمشي دغري وتقول أمرًا وطاعًا سيدي... 
الجد لسانو لأول مرة عم بحسسو بالعجز التام معو هو يلي بكون بكرو اللازم ومن المفترض يسمع كلمتو ويحترمها... بس أي احترام خلالو بعد ما غدر بعيلة الخيّال غصب عنهم... صحيح بقولوا أنا وابني ع ابن عمي... وأنا وابن عمي ع الغريب... بس ابنو باللي عم يعملو عم يرضي حالو وجاي عليهم بدل ما يكون بصفهم... فمعقول يسكت ويخلي سيرتهم ع كل لسان خوانين... مستحيل... 
هو بالفعل كان بدو هيك طريق بس بلش يتوب ويصحى بعد ما الغشاوة تلاشت عن عيونو وعقلو بفضل فكرة الموت وعذاب الآخرة وعذاب القبر فتحوا عليه أبواب سنين كان غافل عنها من ورا فتن ابنو محراك الشر... 
فإذا كلامو ما بجيب معاه حل... الفعل هيجيب حل... بس يجي الصبح إلا يربيه تربايه بالورطة يلي هيوقعو فيها... ومتل ما بقولوا للصباح رباح... ومو إذا كنت من أولها يا جاسر متحكم وسيد الموقف يبقى هتبقى هيك ع طول لإنو ما فيه حدا بدوم إلا وجه الحي القيوم... وفجأة وصلو صوت ابنو يلي عم يطالع من شباك غرفتو قاطع حبل أفكارو وخططو لبكرا: هيها جت ال******... 
الجد مسح ع وجهو متنهد... مانو قادر يستوعب كيف ابنو عم يمشيه بدل ما يكون العكس... وهادي البنت المسكينة شو هيصير فيها هلأ... سؤال متأخر جدًا بالتفكير فيه لإنو كان من الأساس ما بعتوها برا كرمال تجيب راس ابن كبير الخيّال وتبقى عندكم معززة ومكرمة... بس للأسف التعزيز كان لجودي... ورغم وجودو وتعزيزو معها لإلها ما قدر يحميها لا من أبوها ولا من تحرشات سامي الحرام... صحيح الحياة مش كاملة بس بالقناعة والرضا بتكمل لكن يلي مرت فيه جودي وغيرها ما كان من عدم كمال الحياة إلا من نقص الحماية والرعاية... لكن في ناس من هالنقص وصلو لأماكن ما تخيلوا بحياتهم رح يصلوها متل بنت عمها إميرال يلي عم تمشي بدون أي روح لإنو بعد ما عاشت أجمل إيامها وآخر سنينها مع ابن الخيّال بسان مارينو بالتحديد يرد ماضيها الأسود ومنبعها الأصلي يبلعها متل الثقب الأسود بعيد عن العالم والحرية المعتدلة وقيمتها الحقيقية كبنت إلها قدرها مو لبنت مالها قيمة غير بشو رح تلبي طلبات عمها وجدها وأبوها ضعيف الشخصية يلي عم يشد ع إيدها هلأ بقسوة صعب وصفها من كتر خجلو من بنتو الصارلها أكتر من سنتين برا عاجزة تجيب راس ابن كبير الخيّال من قبل لهاليوم المرير الجبرت فيه  أخوه يؤمر بترجيعها لهون... 
وهو من خجلو مو عارف وين بدو يروح بوجهو منو... فكل ما عم يقرب من الباب يتمنى يبعد... بس مو كل الامنيات مرضية... لإنو يا جاثم دهب صار وقت حصاد أفعالك... ففتح باب غرفة أبوه المشتركة بغرفة نوم الجد التانية بالطابق الارضي واللي قاعد فيها الجد وجاسر وما بفصل بينهم غير باب واحد "مصمم لعزل صوت ضجة البيت" تاركو جاسر مفتوح من بعد ما دخل ع أبوه بدون أحم ولا دستور وبغل دفع بنتو لجوا مقربها من غرفة أبوه ليرميها بكل دناءة ع الأرض قريب من رجلين أخوه جاسر وهو عم يقلو تزامنًا مع طبقو الباب وراه: شوف بنتنا الساقطة يابا وديناها تجيبلنا راسو قامت هي شو ... ومشي لعندها داعس على إيدها بكل قهر ... كرمال تنحر وتصرخ بس عبس لأنها بلعت حرتها بزمها ع شفايفها من خوفها ليطلع صوت وجعها وتبينلهم إنهم أقوى منها هي الضعيفة... مو إميرال يلي نمت شخصيتها ع إيدين كنعان الخيّال تقبل بالأهانة وإظهار الضعف قدام غيرو فزادت كتمها لحرتها من حم ضغط أبوها ع إيدها يلي عم يقول: قامت ال### #### بعدتو عن إيدينا!
الجد ما قدر يشوف هالمنظر فوقف ع رجليه متحرك ناحية الشباك وهو عم يلف إيديه ورا ضهرو وعم يسمع رد جاسر يلي معني يوصل فيه لشي عندها: عادي زي ما بعدتو بتقرب غيرو بس بعد ما تجيبلنا راسو هون...
وهي بس سمعت رد عمها ضحكت بتسطيح لكلامو وهي عم تقلو: هه حلم ابليس بالجنة اجيبلكم راسو خلي واحد منكم يجيب راسو مو أنا! هادي هي مرجلتكم يا ولاد عثمان دهب..
أبوها رد ضغط على إيدها بشكل احمى وهو عم يمد إيدو ع شعرها ساحبها منو بغل: بنت ما تقعدي تواقحي فاهمة.. واحترمي جدك وأبوكي وعمك...
جاسر قعد ع الكرسي مسبل عيونو فيها باستخفاف: سيبها وتعالي هون احكيلنا علمينا شو سر هالمحبة يلي بتحبيها لإلو... وفجأة تحول وصار يتكلم بنبرة عالية: بنت رح تجيبيه للمكان اللي بدنا إياه... وتسحبيه سحبت الكلاب لهون ولا والله لينخرب بيت بيتك... وموت ما رح نموّتك.... بالعكس احنا رح نهتم فيكي ونحبك حب عجيب على بال ما إنتي جايبة راسو... فاهمة ...
اتطلعت فيه بقرف رادة: والله لتطلع عينك وعين جدي ما رح اجيبلكم راسو لكنعان...
الجد لف راسو منفعل من يلي هي قالتو وهو عم يلعب لعبتو: انخرسي ... انشالله عينك هاي اللي تطلع وجازاتنا انو خليناكي قوية لكن اللي متلك لازمو دعس ودفن... ولف وجهو متطلع في جاثم ابنو: الموضوع في إيدك يا جاثم صار....
جاثم هز راسو: حاضر يابا و~
إلا جاسر قاطعو: وين حاضر يخي... استنى بدنا نتسلى شوي... نشوف ال ******* بنتنا عرفت ترضيه ولا لأ... يعني صبرنا شهور وبالتقطير عم تخبرنا... تحتى بالآخير تقلنا نخلي واحد منا يجيب راسو... وقام متل المجنون ضاربها ببوز كندرتو ببطنها بقوة... فكتمت تأوهها وهي عم تشوفو كيف عم ينزّل من مستواه مقرفص ع رجليه كرمال يضغط ع فكها وهو عم ينطق من بين أسنانو: ليه من قبل ما قلتي هادا الكلام... وضغط أكتر... انطقي أشوف... وبعد عن فكها ضاغط ع شعرها... سرحتي ومرحتي وعاشرتيه ع كيفك واحنا عم نستنى... كلو عادي بس لما توصل الشغلة للعب معاي ومع أخوكي وأهلك كتير هاي... ومسك راسها داقو بالأرض بالوقت يلي وصلهم فيه صوت آدان المغرب بصوت خفيف لإنو الجامع مو قريب منهم كتير...
فتدخل جاثم مبعد أخوه عنها: جاسر اتركها علي أنا بعرف كيف اتفاهم معها... 
جاسر رماها بعيد عنو ساحب أبوها من قبة قميصو: تركتك سنين معها لتعرف تتفاهم معها وبالآخير قاعدة عم تتسلى فينا... عشان هيك بعتت مؤيد يجيبها بعد الفيلم يلي لعبتو أنا ومؤيد عليها عشان تجيبو لرجالنا قبل اسبوع وهي ضلت تماطل... بشو بدك تتفاهم معها... هادي البنت بدها دعس... بدها رجال يصحيها ع ضرب وينميها ع ضرب... 
إلا ردت عليه بكل عين قوية بدون أي خوف: أنا بقول انقتل وتريحوا راسكم مني لإني ما رح فيدكم بشي وصدقوني لو صحلي أهرب لهربت أنا مو متل بنتك يا عم...
الجد وجاسر وجاثم ولعت معهم من ردها... بس دام جاسر عصبي وعنيف مو بس رح تولع معو إلا رح يتصرف معها بسرعة فرفع إيدو ضاربها هداك الكف ع وجهها وهو عم يقلها: مفكرة تهربي... مفكرة تفضحينا... ولف ع جاثم أبوها... شفت يخي تفاهمك ع ايش فتّح عيون بنتك ولوين وصلها.. 
جاثم خجل من حالو ومن بنتو العاطلة.. فنطق بنبرة رجولية محاول يثبت حالو فيها كرمال يرضي أخوه: خلوها عليي انشالله كم يوم بالكتير إلا وهي جايبة راسو...
إلا بصوت ضحكها العالي مبشرتهم بحالتها الميؤوس منها معهم: هههههه لسا عندكم أمل أنا بقول اقتلوني أفضلكم واريحلكم لأنكم مهما رح تعملوا فيي ع الفاضي...
جاسر ما قدر يمسك حالو ونزل فيها ضرب من كل قلبو... وهو عم يصرخ ويغلط عليها وهي ما صرخت بصوت إلا قالتلو: زيد!!
وهون جاسر جن ع الآخر ونزل لمستواها يكمل عليها بالضرب وهو عم يسب عليها بصوت عالي: يا ##### يا #####~~
وبسرعة تحرك الجد يدافعو عنها بالوقت الجاثم فتح فيه الباب بدو يسحبها بعيد عنو.... فصرخ جاسر كرمال يتركوه عليها: يـابـا... جاثم مـا تـتـدخـلوا... 
وكنان وفهد وعثمان الواقفين قبال بعض عم يتكلموا برا... ركض تحركوا يشوفوا شو فيه... ودخلوا عليهم بدون ما يدقوا الباب.... وبس لمحوا وجه إميرال بسرعة تدخلوا يبعدوه عنها... وهي مو قادرة من الضرب يلي اكلتو من مؤيد بس رجعها ومن أبوها قبل ومن عمها الجبار عديم الأحساس هلأ... ومن الصدمة الحاسة فيها لإنها طلعت من قفصها الدهبي.. وانتهت قصتها بدون لا تودعو لآخر مرة... وبدون ما تفاتحو بحرف واحد رغم إنها من شهور طويلة عم تبكي ع غدرها لإلو... ع كذبها عليه... ع حبها لإلو... ع رضاها لتكون بهيك دور من بعد ما كانت مفكرة  باللي هتعملو هيكونلها قدر بين أهلها... بعد ما كانت مهيونة وممنوع تروح وتيجي... وكملت مدرستها بالزور لإنو أخوها وعمها جاسر كانوا يشوفوها بنت بتتصرف غلط من ورا جمالها الفتان وجسمها المغري يلي كلشي ببيين عليه بسرعة وبوحي بالأغراء... ومن غيرة أمها لتطغي عليها بالجمال... فقبلت بشي رح يفتح عليها أبواب الحياة... إنها تروح ع سان مارينو المستقلة عن إيطاليا يلي هتمر عليها بطريقها كرمال تزور اثنيا وميلانو عاصمة الموضة وتكمل ع روما والجزر الحلوة قبل ما تتسلى مع يلي رايحة تجيب راسو... وتلبس قصير قد ما بدها ووقت ما بدها وهي مبسوطة بطلعاتها ع البارات بدون ما تشرب وتعيش عيشة الأجانب يلي كانت تشوفها بالأفلام والمسلسلات وتجرب القبلة الأولى بعيدًا عن محاولات سامي معها... بس كل هادا تغير لما وصلت سان مارينو واكتشفت إنها بقفص وسجن من مراقبة رجال عمها لإلها وسفر مؤيد لعندها بين الفترة والتانية عشان يخوّفها ويذكرها هي ليش جت هون... وبغض النظر عن كل شي صار لحد اليوم... هوه كيف هلأ معقول اشتاقلها... وعم يدور عليها...وأصلًا كيف ما يشتاقلها وهي صارت جزء من حياتو... وكيف ما يدور عليها بعد ما صارت مو بس جزء من حياتو إلا هوية لإلو دامها صارت ع اسمو... وتعتبر مرتو حتى لو ما وثق زواجهم في الدوائر الرسمية... فبعد كل هادا من عقلها عم تتسائل إذا رح يفكر يدور عليها بس يفقدها... 
وريتو ما فقدها وريتو ما دخلها حياتو وريتو حتى ما ربط اسمو باسمها بعد الخبر يلي وصلو من الرجال يلي بعتهم يشوفوا شو فيها لإنها لا بترد لا ع اتصالاتو ولا ع رسايلو وهو بعيد عنها بالسويد من عشان مجموعتو الجديدة وما فيه يترك شغلو لإنو الشغل شغل عندو... وهي حضرتها عم تتصرف بتفاهة معو من بعد ما خبرها من قبل سفرو أنها لازم تتحجب... وهي رفضت وجنت لإنو شرطها من الأساس تبقى على مهي وهو غيّر شرط زواجها منو... 
بس يعني ما بتوصل المواصل لهون تتجاهلو وتسفهو... ولما شاف تجاهلها لاتصالاتو لأكتر من تلات أيام وغيابها عن كل المواقع التواصل الاجتماعي حس في شي... واتبع حدسو محرك معارفو بسان مارينو ليطمنوه عليها... وريتو ما حركهم خوف ما يكتشف إنها فعلًا اختفت وإنها هي بنت دهب... ويا خزاتك يا كنعان الخيّال لحظتها... لإنو انضحك عليك مو ليوم ولا ليومين إلا لأكتر من تلات سنين... 
جد كيف فيها تعمل هيك فيه!!! 
هو مو قادر يستوعب كنعان شامخ الخيّال ينطعن برجولتو برضاه وع عينو بكل براعة وهو متل الأطرش بالزفة... فطالع الشقة يلي جمعتهم واجى من المطار بس كرمال يودعها وعقلو اللخيم يستوعب الصدمة... مو قادر يقتنع باللعبة طيب إذا هي بدها تئذيه ليه اختفت بدون ما تساوي المطلوب... هي هبلة ولا عم تتهبل... بس سواء هيك ولا هيك هو ما رح يرحمها لإنها خلتو يحس بعجز وبالغبى لإنها خلتو يدخلها حياتو بدون ما يعرف مين عيلتها يلي مو متسجلة ع اسمهم... وفوقها يعاملها ببساطة رغم إنو حريص وبِختار الأشخاص المقربين لإلو بعناية... فهادي الفكرة شو قهرتو... وخلتو يكره نفسو لإنو بكره الغش والخداع وهي ساوتهم تنتينهم فيه... فلف حالو طالع من الشقة... محارب هجوم الذكريات المتدفقة عليه وهي عم تنادي عليه وهي عم تضحكلو وهي عم تبكيلى وهي عم تحاورو وهي عم تغري فيه... وسكر الباب وراه بالمفتاح يلي مناه يكسرو جواتو وهو مع كل تسكيرة عم يزيد غلو اتجاهها... وعم يخبر نفسو "فعلاً إنها حقيرة أنا بنت على كبري تجي بدها تجيب راسي... ما فشرت هيه وكل عيلتها...إن ما جبت راسها ما بكون كنعان... والله ما اهنى الا وهي بين إيديي التنتين... صبّرها علي إن ما خليت كلشي لوقتو وما رح استعجل على إشي" وبعجلة نزل من العمارة القديمة راكب سيارتو اللمبرجيني محركها ناحية المطار وسيارات الحماية وراه فزاد سرعتو مو شايف الفضى منها ومخليه المارة منو تتعجب منو فشد على الچير بغضب... كلها وكم ساعة بكون واصل فصبرٌ جميل ولله المستعان... بس ليمر ع أهلو بالأول ويتطمن ع أخوه بفضالها فضاوة ما بعديها فضاوة... فكمل بطريقو وهو عاجز بدو يخلص عليها بس مين أبدا هي ولا أهلو... بالطبع أهلو فرح يروح يوقف مع أهلو يلي شو ارتاح بالها بس عرفوا إنو طلع جابر ابنهم من العملية بس بنفس الوقت قاعدين ع أعصابهم لإنو انتقل للعناية المركزية... فيعني حلهم الوحيد مو الطب والجهد البشري إلا العناية الربانية والدعاء ليصحى من سباتو العميق... 
فعبد العزيز بس شاف جدو أخد زاوية يكمل قراءة قرءانو ويدعي ربو وهو عم يخفي بكاه عنو وعن رجال عماتو وعمو جميل يلي كل واحد فيهم لاهي باللي عم يعملو فورًا بعد عنهم مسفح للجنوب محل ما مرتو موجودة بس قبل ما يروح يجيبها هيمر عند أبو سلاح يغيروا لبسهم ويتفقوا بالزبط شو رح يعملوا... وبعدها ينطلقوا لترجيع بنت جاسر يلي لازمو قتل ليريحوا البشرية من شرو... بس لو تخلصو منو مين هيخلص جودي من كوابيسها يلي عم تضلها تكوبس فيها وعم تتحسسها إنها حقيقة من شعورها بالرعبة من السواد المنتشر حواليها ومن أصوات الكلاب الممزوجة بأصوات طلق الرصاص... وهي عم تهلث وتركض برجليها الحافيين محاولة تهرب من الرجال المخيفة يلي عم يلحقوا فيها تارة ولا عم يحاولوا يجروها من شعرها تارة تانية... فبسرعة بعدت حالها عنهم لكن ما فيه أمل... فصرخت بصوت عالي لدرجة صحاها من النوم ووعتها ع عتمة الغرفة يلي هي فيها... وع شعرها العرقان... وع أواعيها الملزقة بجسمها... وع ريقها الجاف... وع معدتها الفارغة... فبسرعة عدلت منديلها طالعة من الغرفة بدها تأمن ع حالها وتعبي معدتها... خلص مو قادرة تبقى بدون أكل وخاصة أكل البندورة (الطماطم) خمش ما بتعرف ليه هيك فجأة قامت مشتهيتها رغم خوفها...والمشكلة هي مو عارفة وين تروح بحالها... عقلها مقفل من الجوع... فدخلت المطبخ مطالعة الخدامة الموجودة ناطقة وهي عم تبكي: جوعانة... بدي بندورة كتير!!!
الخدامة تركت الجلي يلي عليها ناطقة وهي عم تمسح إيديها باللي لابستو: هلأ بجهزلك يا ست (ما بتقول آنسة)شي تاكليه... 
جودي بسرعة سحبت الكرسي مستنية فيها تحطلها الأكل: بدي بندورة بالأول!
الخدامة الصغيرة بالعمر ردت وهي عم تكتم ضحكتها: من عيوني رح حطلك بندورات مو بس بندورة وحدة منيح هيك! وتحركت حاملة صحن بدها تحطلها فيه بندورة... إلا جودي هزت راسها بتفهم وماسحة دموعها وهي عم تنبهها بغل: آه بس ما تقطعيهم وبدي صحن ملح كبير كمان... 
الخدامة ردت بعفوية مو قاصدتها: بس انتبهي يا ست ضغطك يرتفع... 
جودي شو بدو يهمها بالضغط ولا بالسكر فمسحت عرق جبينها مكملة بطلبياتها يلي ما بتخلص: وبدي كمان بطاطا مهروسة ومكدوس لفت ومخلل... 
الخدامة ردت عليها: حاضر وغيرو؟ 
جودي طالعت حواليها بغرابة وهي عم تمسح بإيدها التانية ع بنتها وإيدها التانية نزلتها ع تمها قارفة من كلشي حواليها من لعة النفس يلي جتها بدون موعد: بس وين البندورة؟
الخدامة غسلت حبات البندورة بسرعة متحركة لعندها منزلة صحن البندورة قدامها ع الطاولة وهي عم تقلها بنبرة بشوشة خافية فيه تعاطفها معها لإنها مش ناقصها وجعة راس مع أهل البيت: تفضلي يا ست... وبسرعة جابت علبة الملح دايرتلها بصحن صغير مقارنة بصحن البندورة وقربتو منها لإنها عم تشوف نظرات جودي المنفعلة لإلها... فنطقت وهي عم تتحرك ناحية سلة الخضراوات المصممة جوا خزاين المطبخ: بدك اعملك شي تشربيه يا ست؟
جودي عيونها لمعوا باشتهاء: بدي عصير نفس يلي بتعملو جوري... وصارت تبكي... فاصمة الخدامة معها... وكملت بأكل البندورة بحرة... 
فسألتها الخدامة وهي حاسة هادي البنت يا مضيعة يا مسكينة: طيب شو هادا العصير يلي بتعملك إياه الست جوري بلكي اعملك إياه لإنو انا شاطرة بشغل العصاير والحلويات...
جودي بس سمعت صوت حلويات اشمئزت... وفجأة اشتهت أصابع حارة... فنطقت: بدي أصابع حارة! 
الخدامة ما فهمت عليها... فتركتها تكمل كلامها... وفجأة سمعتها عم تقول وهي عم ترد تبكي: البندورة مش زاكية... بدي غيرها... 
الخدامة جت رح تنفجر من الضحك فنطقت وهي غصب عم تحشر ضحكتها: جربي يا ست حبة غيرها... إذا الأخوة من نفس الأم مو واحد شو حال الأرض والتربة مع الخضرة والفواكه... 
جودي طبعًا ما فهمت كلامها... فتركت الحبة يلي كانت عم تاكل فيها رايحة لحبة تانية وهي عم تفقد البندورة من فوق وتحت... فجت الخدامة يلي عم تطالعها بغرابة بدها تعلق إنو البندورة نظيفة إلا بصوت عمها كنان: شو شايف أمورتنا الحلوة صحت!!
جودي شرقت بس سمعت صوتو... كنان بسرعة تحرك مقرب منها داقق ع ضهرها... وهو عم يقول للخدامة: بسرعة كاسة مي..
الخدامة بسرعة لبت طلبو معطيتو كاسة المي بالوقت يلي جودي رفعت إيدها محركتها شمال يمين بمعنى لأ... كنان طالع إيدها بعدم فهم: خير بدك شي...
جودي بس بلعت ريقها نطقت بصوت مخنوق مكررة نفس الكلام يلي قالتو لرولا لحظة ما شرقت بعد ما عرفت إنو فيه عزيمة: الدكتور قلي ممنوع اشربها بسرعة وبستنى شوي... 
كنان طالعها بتقدير كبير: متى قلك؟ 
جودي اخدت كاسة المي تشرب رشفة صغيرة... وبعدتها رادة: لما بنتي وجعتني...
كنان والخدامة ضحكوا ع ردها... فرد كنان: بنتك ليه إنتي عرفتي جنس البيبي...
جودي رفعت اكتافها بجهل: أنا حاسة بنت...
كنان رد بثقة: خلص دامك حاسة يبقى كلامك صح... ولف مطالع أواعيها بشفقة: طيب شو رأيك بس تخلصي الأكل تاخديلك حمام سريع وتبدلي ~ 
جودي لفت عليه جاحرتو... وتركت البندورة شادة ع حالها...
كنان طالعها بغرابة: مالك خايفة وهمسلها عشان الخدامة يلي بعدت عنهم ما تسمع كلامهم رغم إنو فضولها دبحها: سامي ما رح يقرب منك وأنا معك... وفجأة لمح كم خصلة طالعة من تحت منديلها.. فأجى بدو ينطق... إلا بصوت رصاص واصلهم... جودي رفعت إيدها ع قلبها من الرعبة لإنها هي مو عارفة هي بحلم ولا بخيّال لسا... كنان شد ع إدنيها مشكك باللي سمعو وبس زاد صوت الرصاص مع صوت ركض بنات أخوتو بصم إنو صوت رصاص... فبسرعة قام وهو عم يقلها: اصحك تتحركي من مكانك فاهمة... وأمر الخدامة... خلي عينك عليها...
جودي شو تبقى هون... يا لطيف هي جنت لتبقى هون ومين هو ليؤمرها... فما حست ع فجأة غير غثيانها راجعلها فركض طلعت لأقرب حمام لإلها وهو حمام الخدم... فلحقتها الخدامة تشوف مالها... إلا لقتها عم تستفرغ وهي ما قدرت تتحمل فبعدت عنها مستنيتها بالمطبخ... إلا بصوت الخدامة التانية وهي عم تقول: ليان بسرعة كاسات مي والحقيني...
ليان ركضت ملبية طلب أختها تاركة جودي لحالها ومتحركة للصالون محل ما الأهل متجمهرين وهي عم تسمع صريخ الجد: عادي ما تخافوا الموضوع بعيد عنا مجرد إطلاق نار... فيلا اشربوا المي واطلعوا ع غرفكم...
الخدامة ضحكت بسرها إذا هالقد خايفين لليش يسووها يبقى مع العيلة المدميين معها... والله حالة... فقربت منهم موزعة عليهم كاسات المي وهي مو خايفة من يلي عم بصير لإنو شو عندهم بالجنوب بصير إطلاق نار كل بين الفترة والتانية وحتى بسبب وبدون سبب فكأنوا صار نمط حياة رغم إنو مش شي منيح ولا مرغوب... ومين برغب فيه غير جاسر دهب المريض الجبر نسيبو ليستعين بصاحب عمو كنعان عدنان اللي عندو الطخ متل السلام عليكم وبصاحبو جوزيف من أيام الطفولة كرمال بس يعبر مزرعة دهب ليجيب بنتهم ويطلع منها بدون ما يقتل ناس مغيبين ومضللين بالحياة عشان عيلة دهب.... لكن عند ضرورة الحكم غير هيكون فالتنفيد هيكون مو سهل لإنو الوضع حساس وممكن ما يجي متل ما هما متوقعين ومخططين... بس متل ما بقولوا التخطيط بهون عليك ضلال الطريق... بس ما بحميك منو... فهيك هو هلأ ضمن تنفيذ الخطة الأولى واللي هي تحريك رجال جوزيف كرمال يتعاملوا مع رجال دهب بثواني بسيطة لينطوا بعدها من على السور لجوا المزرعة بعد ما كان مبلش الطخ في الناحية التانية وع مقربة من عيلة دهب.. كرمال يضغطوا رجال دهب ويشتتوهم من الشمال والشرق ويضعضعوا أمنهم... من شان يبلشوا بتنفيذ الخطة التانية ليعبر هو وبقية رجال عدنان جوا من الباب الغربي ليدمجوا بين الهجوم عليهم والدفاع عنهم والحماية لإلو كرمال يصلوا لهدفهم المستهدف عندهم واللي هي مرتو يلي هربت لورا البيت بس لمحت عمامها وولاد عمها وسامي الفاسد حاملين أسلحة طويلة ما بعمرها شافت زيهم... وهالمنظر خوّفها بشكل صعب وصفو ولا تحملو... لدرجة وصل فيها من كتر خوفها تفكر تآمن ع حالها برا البيت من الرصاص الجاي من وراها ومن طيش أهلها... وصارت تفقد حواليها وين تروح بحالها وسط الهوى البارد الملامس جسمها الرطب وبين عتمة المكان حواليهم رغم إنو من زمان ع هوى مانها متذكرة كان دايمًا منور... لكنو الليلة أكيد ما في ضواو حوالين بيت المزرعة كرمال ما حدا يقدر يدخل عليهم في الليل بكل سهولة مع الوضع الحرج يلي هما فيه من ورا عمايل أبوها... وهي بالطبع شو بدو يعرفها بهيك شي إذا هي ملتهية بعالمها الضيق الصغير... وجفلت مكانها بس سمعت صوت عمها جاثم وهو عم يجر بنت من بناتو وراه وهو عم يسب عليها... فلزقت حالها بالحيطة خوف ما يعرف عن مكانها ويخبر أبوها عن يلي بتفكر فيه وينزل فيها ضرب ع تصرفاتها الهبلة... وشهقت بس شافتو عم يفتح باب الحظيرة الخاصة بالحيوانات يلي أبوها زمان باعهم وريّح راسو من التجارة يلي ما بتليق فيه وباسم عيلتو وخلاها مخزن حطب... فدفش بنتو تحت مراقبة عيونها لجوا وهو عم يقلها بغل: وحياة اللي خلقني لاخليكي على كلشي قلتيه تتندمي... وشرقت بس شافتو كيف جرها لجوا من شعرها من بعد ما ردت عليه بشي ما سمعتو من بعد المسافة... وقلبها كاد هيوقف بس شافتو بعدها كيف عم يضربها برجلو... 
فبكت بخوف مجننها ومعجزها وين تروح بحالها ولحظة ما انتبهت ع عمها عم يطبق الباب ع بنتو المحشورة جوا ومسكرو بالحديدة البرانية لفت وجهها ع الحيطة كاتمة حسها من الرعبة وهي عم تسمعو عم يحاكي حالو وعم يسب ع حالو وع عيلة دهب واليوم يلي جت فيه وفكر فيه يتزوج ويخلف ويجيب هالخلفة العاطلة يلي ما بتودي وبتجيب... وما صدقت يعبر جوا ويسكر الباب عشان تتنفس متل الخلق وهي شو خايفة... مو طبيعي يلي مرت فيه خلال يوم واحد... شو هاليوم العجيب يلي شافت فيه العجايب وما خلص... فحطت إيدها ع بطنها يلي رد يشد عليها من أسبوع ومحسسها بوجع تقلصات الدورة... فضغطت عليه بخفة وهي عم تزم ع شفايفها وهي لحد الآن مو عارفة وين تروح بحالها... لإنو إذا عمها هيك سحب بنتو ورماها في مخزن الحطب يبقى أبوها شو رح يعمل فيها ع هالحال... فحطت إيدها التانية على تمها... وهي ميتة من الرعبة من الخيّال شو حال لو صار واقع لفقدت بنتها (الجنين) الحامل فيها لا قدر الله... 
وهي مع الوضع يلي هي فيه من وجع بطنها وعقلها يلي عم يضغط عليها لتهرب... عجزت وخافت بزيادة لإنها لما هي فكرت تهرب أول مرة وصلها صوت رصاص وأبوها رجع... شو حال هلأ... لأ لأ مستحيل هي تهرب طيب ع الأقل تتخبى فبعدت عن البيت مدورة ع مكان تحتمي فيه لكم ساعة إلا انطفت ضواو بيت المزرعة فارتعبت بزيادة مو عارفة وين تروح وهي ما عندها علم منقذها صار قريب من مدخل عيلتهم وهو لابس أسود بأسود مع سترة تقيه الرصاص وشابك السماعة ع أدنو وحامل سلاح مشبوك معو كاتم صوت كشاف ينور عليه ظلمتو بنفس الوقت... وهو عم يتحرك بمهل مع كم رجال وراه كحماية لضهرو منتظرين رجال جوزيف يفتحولهم الباب... إلا بصوت عاصي المراقب عبد العزيز يلي صار بعيد عن عيونو: عبد العزيز انتبه ما بدي تروح فيها ...
عبد العزيز رد عليه وهو مركز قدامو وعم يمشي بحذر: ما تخاف رجالك قطعوا الكهربا فيبقى لهلأ احنا مسيطرين ع الوضع بفضل الله...
عاصي خايف عليه كتير فرفع إيدو ماسح عرقو: طيب وصلت المزرعة؟
إلا بصوت الرجال يلي بجنبو: عاصي مالك محسسني عم تحاكي ولد صغير مو عارف شو عم يعمل... 
عبد العزيز ابتسم وهو عم يشوف الرجال عم يأشرلو يجهز حالو ليعبر من البوابة بس سمعو صوت تحريك الباب: هيني ثواني ورح أدخل... وما لحق ينهي الجملة إلا بسرعة ركض هو والرجال داخلين من البوابة يلي انفتحت إلا بصوت الرجال يلي فتحلو الباب قبل ما يسألو عبد العزيز وين مكانها: البنت من المتوقع هوناك ورا قريب الحظيرة واقفة... لإنو هيك وصلنا هلأ... فتقدم واحنا وراك... والشباب من جنبك... فما تقلق... 
عبد العزيز بسرعة ركض وهو عم يركز قدامو... مدور عليها للي عم تطلع حواليها مو عارفة وين تروح بحالها مع العتمة المحيطة فيها... وأصوات الرصاص المخيفة حواليها.. فهي مو عارفة إذا هي قربت ولا بعدت من البيت... فحاولت تدعم حالها تمشي ركض بس شافت شي بشبه الضو... لكن فجأة الضو اختفى فجت رح ترجع إلا هي خابطة بشجرة النخيل المزروعة بالمزرعة فصرخت من الخوف: آآي!! 
وبكت بحرة من الرعبة ومن جرح شفتها من الشجرة... فصارت تنادي ع عمها كنان: كــنــان!!
كـنــان! 
لكن ما فيه كنان ولا فيه يلي بقولولو زوجها الغايب عن يلي عم بصير فيها هلأ...
معقولة هي عم تحلم ولا عم تعيش واقع... إن كان يلي عم تمر فيه مجرد حلم كابوس بتقدر تفارقو بصحوتها منو بغض النظر عن مخاوفها يلي هتلاحقها من وراه بعدو... لكن إذا كان واقع طامة وكارثة كبيرة لإلها لإنها مو قد يلي تمر فيه هون وهي لحالها بدون ما حدا يكون معها ليهوّن عليها وحشة المكان الواقعة فيه... فنادت روحها عليه وهي عم تتلفت حواليها بخوف...
نادت عليه هو المسؤول عنها من يوم ما صارت تحت كنفو وع اسمو ليجي ينشلها من المكان يلي فيه بعيد عن العتمة المحيطة فيها... 
ليجي يمسكها من إيدها ويقلها هيني هون وما تخافي... 
ليرجعها لعند أمو يلي اعتبرتها من بعد يلي صار معها اليوم إنها أمها يلي ما جابتها ع هالدنيا لتسمع منها كلام بريّحلها خاطرها وبهديلها بالها وهي عم تمسحلها بأطراف أصابعها على شعرها وضهرها بحنية خاطفة لإلها... 
بحنية مشابهة لحنيتها عليها وهما بطريقهم للمستشفى بهاداك اليوم يلي توجعت فيه من جنابها...بس للأسف الشديد نداء روحها لإلهم ما كفاهم ليسمعوها ولا كفاها ليهوّن عليها وحشة المكان الواقعة فيه ولا حتى قدر ينسيها خوفها المسيطر عليها... فصرخت منادية على أمو وعليه هو بصوتها المرعوب من كل قلبها: يــمــا! 
عـبــ
وما لحقت تنطق بأول حروف اسمو إلا بإيد~~~
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الرابع عشر

معقولة هي عم تحلم ولا عم تعيش واقع... إن كان يلي عم تمر فيه مجرد حلم كابوس بتقدر تفارقو بصحوتها منو بغض النظر عن مخاوفها يلي هتلاحقها من وراه بعدو... لكن إذا كان واقع طامة وكارثة كبيرة لإلها لإنها مو قد يلي تمر فيه هون وهي لحالها بدون ما حدا يكون معها ليهوّن عليها وحشة المكان الواقعة فيه... فنادت روحها عليه وهي عم تتلفت حواليها بخوف...
نادت عليه هو المسؤول عنها من يوم ما صارت تحت كنفو وع اسمو ليجي ينشلها من المكان يلي فيه بعيد عن العتمة المحيطة فيها... 
ليجي يمسكها من إيدها ويقلها هيني هون وما تخافي... 
ليرجعها لعند أمو يلي اعتبرتها من بعد يلي صار معها اليوم إنها أمها يلي ما جابتها ع هالدنيا لتسمع منها كلام بريّحلها خاطرها وبهديلها بالها وهي عم تمسحلها بأطراف أصابعها على شعرها وضهرها بحنية خاطفة لإلها... 
بحنية مشابهة لحنيتها عليها وهما بطريقهم للمستشفى بهاداك اليوم يلي توجعت فيه من جنابها...بس للأسف الشديد نداء روحها لإلهم ما كفاهم ليسمعوها ولا كفاها ليهوّن عليها وحشة المكان الواقعة فيه ولا حتى قدر ينسيها خوفها المسيطر عليها... فصرخت منادية على أمو وعليه هو بصوتها المرعوب من كل قلبها: يــمــا! 
عـبــ
وما لحقت تنطق بأول حروف اسمو إلا بإيدو الرجولية الطويلة ملبية نداءها وكاتمة حسها ونفسها من شدة ضغطو على تمها تزامنًا مع ضغطو ع خصرها وهو عم يقلها بنبرة جامدة متجاهل فيها سؤال عاصي المكرر (خيّال وينك؟ طمن؟)من خوفو ليكون صايرلو شي لإنو رجالهم بعاد عنو ومو قادرين يشوفوا شي منو من بعد ما طفّى فلاش سلاحو: سسسس (شششش) ولا حرف... بنصحك ما تعندي معاي لبالقوة أخدك من عند أهلك سامعة!
هي شاللي تسمعو منو؟ 
هي شاللي تعندو فيه معو وعقلها مانو قادر يستوعب حقيقة وجودو معها... فتمسكت فيه بقوة من محاولتها لتأكد لنفسها إنو هو بطلها زورو هون معها... رغم شعورها يلي عم يشككها فيه... رغم فتلان راسها من مشاعرها المزدوجة بين الصدمة والدهشة... وبكت من خوفها ليكون يلي عم تمر فيه مجرد خيال حلو بنتهي بلحظات معدودة وهي مو حاسة فيه هو للتقل لسانو وبطء نفسو بس حس عليها كيف عم تتمسك فيه كأنها كانت عم تستناه يجي ياخدها... 
كأنها كانت واثقة من جيتو لعندها... فاستجاب لتشبثها فيه ملبي طلبها الاستشعر فيه بقوة وهو عم يقلها بنبرة تقيلة وعجيبة عليه... 
بنبرة محسستو إنها هي شريكة لإلو في نفس الهدف.. مو مجبرة عليه ولا مكرهة معو: هلأ بسرعة رح نركض سامعة!
الشغلة طلع فيها ركض كرمال تطلع من هون... وأي ركض رح تركضو هلأ من عجزها لتصدق إنو هو معها هون وواقف وراها وما في شي فاصل بينهم من رجف رجليها وضغط معدتها وجفاف ريقها المفاجئ لإلها هلأ... فحاولت تلف عليه... لتتمسك فيه بعيونها مو بس بإيديها... لتتأكد من حقيقة وجودو معها... لتضمن نفادها من هون بعيد عن أبوها العنيف ولمسات سامي المحرمة عليها والمكروهة لإلها ومن تنمر بنات عمها ومرتعمها عليها... لكنو هو سبقها منزّل إيديه بعيد عنها... محررها من حصارو لإلها... ساحبها من إيدها اليمين الباردة منفذ أمرو لإلها وجابرها تركض معو وهو عم يخبر عاصي "هي معي هلأ" باللحظة الكانت فيها عم تبكي دموع فرح لإنو هو بطلها زورو معها هون حقيقة مو مجرد طيف عابر لإلها بالحلم... 
لإنو هو ما تركها وتخلى عنها متل ما عمها وجدها تخلوا عنها لما زوجوها إياه... فبكل قوتها الضعيفة حاولت تتمسك بأصابع إيدو المقيدة إيدها لتأكد لنفسها للمرة التانية والمليون إنو هو فعلًا معاها هون... وهي عم تترجاه من بين دموعها بصوت مرعوب ممزوج بأمل غريب عليها محسستو فيه آديه (قديه) هي مبسوطة باللي عم يعملو معاها هلأ برجاها البسيط لإلو: عبدالعزيز متتركني (عبد العزيز ما تتركني).. 
متروح وتخلينيالله يخليك (ما تروح وتخليني الله يخليك)...
ورجاها هادا شو حيرو ووترو بالوضع الخطير يلي هما فيه هلأ لإنو هو ما بقدر يسمعها عم تكلمو وما يركز معها بكل إصغاء تام... فجبر نفسو يتجاهل كلماتها ورجاها وصوتها المحسسو بالأهمية ليركز بكل حواسو ع اللي عم بصير حواليهم ليتفادى بمشئية الله أي مضرة هتصير كرمال يطلعوا من هون سالمين غانمين فيها ومعها... إلا بصوت عاصي الحريص والخايف عليه متل خوف أب ع ابنو واصلو من سماعة البلوتوث المشبوكة ع إدنو اليمين لحظة ما حس في صوت قريب منهم: عبد العزيز دير بالك سفرجل شاكك في حدا... 
فتحرك فيها بسرعة لعند الشجر وهو عم يسمع بقية كلام عاصي: قريب منكم فأبعد معها لعند الشجر خليه هو يخلّص معو...
وبعجلة كتم صوت لهاثها العالي بضم وجهها ع صدرو وبإيدو التانية الحامل فيها السلاح الطافي كشافو حوطها من خصرها خوف ما يفقدها... هو ما صدق يلقاها عشان بهيك لحظات يضيّعها... فبلع ريقو التقيل لحظة ما سكن ورا الشجر وهو متجاهل إحساسو بدقات قلبو السريعة... ومركز بصوت صراخ أهلها ع بعضهم مع خبط أشياء ع بعضهم فجأة لإنو وصلهم خبر دخول رجال الخيّال عليهم من رِجّالهم الهرب من رجال جوزيف قبل ما ينتبهوا عليه ويشوفوه: جنيت
:~~~~~ لازمهم دبح... جيبوا الرشاشات بسرعة... 
:~~~~ لأ ما بعملوها.... بلاش تكبر... 
:انخرس يا ابن ال***** 
إلا بصوت خبط عالي وصلهم... وشو ارتعبت جودي لحظتها من يلي عم تسمعو... فشدت عليه طالبة الأمان منو... بس أي أمان رح يوفرلها إياه هلأ وهو لازم يخلّص من يلي قريب منو ليهرب فيها بعيد عنهم... إلا بصريخ أبوها وسبو تزامنًا مع صوت رجلين (أقدام) الرجّال القريب منهم فما لقى حالو غير رافع إيدو الحامل فيها السلاح مجهز حالو لأي هجوم مفاجئ وهو عم يخبّر عاصي القاعد ع أعصابو وكاتم صوت نفسو وصوت الإزعاج الواقع فيه من رن حماه عليه من شان يلي عم بصير معهم هون: عاصي بسرعة دخّل الجيبات... 
عاصي رد عليه بسرعة بعد ما شال كاتم الصوت: تم! 
ورد الكتم تارك عبد العزيز يركز صوت الرجلين من وين جاي بس لو صوت تنفسها يخف تيسمع الصوت منيح.. فشد ع إدنو محاول يسمع بدقة من وين جاي مصدر الصوت وراه ولا على يمينو أو على يسارو وبسرعة لف بس سمع صوت الرجلين جاي من اليسار فرفع سلاحو وهو عم يشغّل فلاشو مجهز حالو للتصدي لإلو... وبس لمحو قدامو بسرعة ضغط ع زناد السلاح إلا بدفعة إيدها الغبية يلي غيرت حتمية الموقف من معهم لعليهم وضدهم... بعد ما جت الرصاصة في الهوى بدون ما يطلع أي صوت مسموع للبعيد لطلق الرصاصة من كاتم الصوت يلي عليه... معطية رجّال أهلها المقابلهم من عباطتها بالوقت الغلط ورقة قوة دفعتو بكل ثقة يؤمرو هو ابن الخيّال المسؤول عنها والمجازف بروحو منشانها: ارمي السلاح من إيدك واترك البنت تيجي لعندي!! 
عبد العزيز انفعل بس سمع كلامو مع صوت بكاها المجننو فما لقى حالو غير شادد عليها وهو عم يسمع رد عاصي المنقذو ع فجأة: سفرجل عم يقرب منكم بس اصحك تلف... فنطق وهو عم يسمعها عم تقلو (ما تقتلنا!!!): وإذا ما اعطيتك إياها شو رح تعمل؟ 
الرجال ضحك بخبث وهو عم يحرك السلاح ناحية رجلو بس شاف أبوها وسامي وكم رجّال جايين من الباب التاني بالكشافات والرشاشات مفكر بعظمة المكافئة يلي رح ياخدها من جاسر دهب إذا ضر واحد من رجال الخيّال: بس بعمل هـيـك!
إلا بصراخها العالي الكاشف مكانهم بالدقة وين مع صوت سلاح الرجال المو مكتوم صوتو... 
فصرخ جاسر وهو عم يركض لعندهم: بـسـرعة هـنـاك!
عبد العزيز فوراً سحبها تركض معاه بس سمع صريخ أبوها ولمحهم جايين لعندهم وهو مذهول من تدخل عمها كنان باللحظة المناسبة مدافع عنو... وطاخخ رجال أخوه في راسو... 
فصرخ عمها كنان لإلو: كــمـّـل!!
عبد العزيز ما استرجى يوقف فيها وهو عم يشوف الطخ عم يزيد من رجال أهلها الجايين من الباب التاني وبسرعة كمّل فيها ناحية الجيبات الداخلة لعندهم وهو عم يسمع صوت عمها كنان وهو عم يقلهم: بنتكم معو اصحكم تتطخوا عليه...
عبد العزيز بس سمع كلام عمها كنان استشعر بالخطر الحقيقي فركض فيها بسرعة رهيبة وهو منفصل عن يلي عم بصير حواليه ومركز بس ع هروبو من هون معها سالمين... وما عرف رغم الضغط الحاسس فيه كيف قدر يحس فيها رح يغمى عليها من رخو إيدها الماسكها منها... فأدرك الموقف لافف عليها ليحملها ع إيديه مواصل ركضو فيها قاطع المسافة بينهم وبين الجيبات وهو مو مركز ولا حتى سامع صريخ عاصي المنفعل عليه من خوفو ليكون صارلو شي... 
وما عرف كيف وصل فيها الجيبات بهالسرعة هاي ليركب في الجيب المحدد لإلو بدون ما رصاصة وحدة تطب فيها ولا فيه رحمة من الله... فنطق بسرعة من الشباك المفتوح بالقاطع العازل بينو وبين الشوفير يلي عم يحرك السيارة: عجّل بسرعة!! 
وأخد نفس طويل حامد فيه ربو... إنو طلع معها آمن غانم فيها... (الحمدلله يا رب) ومباشرة بعدها رد ع عاصي يلي عم يصرخ عليه: عبد العزيز! يا عبد العزيز مالك طمني عنك! وين اختفيت الرجال بطلوا شايفينك؟ 
عبد العزيز رد أخد نفس طويل وهو مو مصدق إنها صارت بين إيديه ومتنصلة من عيلتها الغدارة فيها وفيهم... فبلع ريقو مجاوبو بصوتو اللاهث: بآمـان ولـلـه الـحـمـد هـيـنـي صـرت في الجيب!
عاصي تنفس براحة كبيرة: الحمدلله كنت حاطط إيدي على قلبي لإنو سفرجل تصاوب بإيدو قبل ما يصلك والشباب لاهين مع رجالهم... وسحب سيجارة من علبة دخانو مطلّع كل التوتر يلي مر فيه فيها وهو عم يطالع عدنان المواصل مع رجالو وعم يطلب منهم انسحاب تام دامو شاف جيب عبد العزيز انسحب مع جيبات الحماية من جوا وهو عم يقلو بمزح بعد الجدية يلي مر فيها: والله بدي قطعة خوفة بعد الفيلم العيشتني فيه يخي كلمة وحدة ما رديت... شو هادا.. 
عبد العزيز رد عليه وهو عم يتنفس غصب وعم يسمع صوت ضحكة عدنان ع ردو: اسكت يا رجال الله لا يعيدها من ليلة... هادا وإنتا برا شو حالي أنا يلي جوا... 
عاصي رد عليه بلسع: والله إنتا جبت الدب لكرمك بس مو مشكلة المهم علّمت عليهم وأخدتها من نص بيتهم... وتنحنح بجدية مكمل... احم احم طيب يا سيدي نجي للإشي المهم ايش ناوي تعمل مع جدك ورجال العيلة هلأ بعد ما ضمنتها عندك؟
عبد العزيز ضيق عيونو معقد جبينو وهو عم يخبرو: والله ما رح أعمل شي غير أنام وبس اصحى بتعرف شو رح أعمل... المهم علي الصوت لتسمّع أبو سلاح شو رح قول...
عاصي لبى طلبو وهو عم يقول: عدنان اسمع عبد العزيز بدو يقلك شي...
عدنان لف عليه وهو مضغوط ع رجالو يلي تعرضوا لاصابات بآخر لحظات انسحابهم: هو ضل بدو يقلنا شي بس الله يستر ما تكون مصيبة أكبر من هاي!!
عبد العزيز ضحك بمرار ع الورطة يلي وقّع حالو ومرتو ومعارفو وأهلو فيها: هه... لا تطمن ما فيه شي كبير بس أول شي طمّنّي في حدا من رجالنا تصاوب لبعيد الشر...
فرد عليه عاصي بصراحة قبل أبو سلاح: فيه كم واحد فرح ناخدهم ع بيت عدنان متل ما اتفقنا وهوناك أرسلان وكم دكتور رح يهتموا فيهم... فإنتا تسهّل هلأ وتريّح لتحضر حالك لبكرا لإنو هون ولا شي مقارنة باللي جاي بكرا.... بكرا قصف وقنابل مو طخ... (قصدو لسان جدو ورجال عماتو بدران وزيدان وعمو جميل)...
فتدخل عدنان معلّق وهو قاعد ع أعصابو مستني بقية جيبات الرجال تصير قريب منهم ليحرك السيارة وراهم: مو مهم كلشي بهون دام المدام رجعتلكم... بعدين أبو ضرغام بعد هيك تعب معك ما تنسى تعزمنا ع لحم يخي من تحت إيدين الوالدة..
عبد العزيز ضحك ع ردو وهو عم يمسح ع ضهر جودي الفاقدة السيطرة على حالها من بعد يلي صار بينهم وبين رجّال أهلها قبل شوي... لدرجة مو حاسة ع حالها وهي شبه متمددة عليه وعم تهمهم بكلام مو مفهوم.. فزم راسها ع صدرو كاتم حسها عن سمعهم رادد: ههه مقدورة عليها وبعدين مو بيننا أبو سلاح... ويلا خلوني سكر منكم... أخ عاصي ما تنسى كنعان..
عاصي ضيّق عيونو بحبور مجيبو بنفس أسلوبو: فهمنا يا أخ عبد العزيز تسهل بس..
رد عبد العزيز عليه بنبرة بتدلل ع بالو الرايق وهو عم يسند ضهرو لورا: ومشكور إنتا وأبو سلاح ع اللي عملتوه معاي الليلة... وقفتكم معاي ما رح أنساها...
فجاوبو أبو سلاح ببساطة مازحة: لا يخي انا ما بدي شكر ولا معروف ولا حتى تتذكرها قلتلك بس بدي عزيمة لحم من تحت إيدين الوالدة الغالية أنا ورجالي...
عاصي علّق على كلامو وهو مقرب السيجار من تمو: دايمًا عقلك ببطنك... بس ولا يكونلك خاطر والله كل الرجال معزومة عندك ع أكل طيب وشي من الآخر بشهي ع حسابي... بس يلا راحت عليك يا أبو ضرغام...
فرد عبد العزيز يلي رافض يتخلى عنها ولا يبعدها عنو هلأ لو لثانية وحدة: بنعوضها ويلا سكر...
فسكر عاصي منو مكمّل كلامو مع أبو سلاح وهما ما زالوا منتظرين الرجال كلها تنسحب... بعد ما آمنو ع حفيد شامخ العم يشد ع مرتو الحاسسها صارلها سنين بعيدة عنو مو قريب العشر ساعات... فبعد ضهرو عن مقعدو مقرّب من الشباك الصغير الموجود في القاطع يلي بينو وبين الشوفير مخبرو: كمّل ع الشمال... بدنا نروح ع منطقة الرمّانة...
فرد عليه الشوفير يلي كان رح يروح فيه لمكان تاني قريب من الشمال ع هوى ما كانوا متفقين قبل: حاضر! وبس وصلو ردو سكر الشباك بينهم مختلي معها لحالو وهو مو عارف يضحك ولّا ينحرها ع حركاتها الغبية قبل شوي معو بمزرعة أهلها... ولّا يطول لسانها من حلقها عشانها ما خبرتو عن فصول أهلها الناقصة معها لمّا جبرها تروح عندهم وفضلت تعند بدون ما توضح السبب... ولّا يحتويها ويهون عليها ع اللي شافتو عندهم... ولا يفاتحها بكل شي... مو بقولوا دقوا الحديد وهو حامي... بس هي المشكلة مو حديد وحالتها ما بتسمح مع الحمل فلأ اضمن حل وأحسنهم يتعقّل معها وكل شي بجي مع الوقت لهيك تركها تهمهم بدون ما يصحيها خوف ما تساوي شي مالو داعي هلأ... وتنهد ساند راسو ع الشباك وإيدو رافضة تتخلى عن السلاح الماسكو بإيدو من خوفو ليصير أي هجوم مفاجئ عليهم وتروح من بين إيديه... وفجأة تبسم بس تذكر وقفة عمها كنان معو... يا الله شو مديونلو ع هالعملة يلي بردت قلبو... وتزهره مفكّر بشي لبعيد وهو عم يحرك إيدو ناحية جيبة بنطلونو الأسود الطويلة والعريضة ساحب تليفونو النوكيا مع تليفونو الشخصي يلي ضواه وهو عم يفتح تليفونو النوكيا ساحب الشريحة من تحت البطارية حاططها مكانها ليشغلو ويرسل رسالة قصيرة منو لرقم مجهول الاسم... وهو عم يحس برجة تليفونو الشخصي الحاملو بإيدو... فتنهد بعد ما أرسل الرسالة للرقم المو مسجل عندو... مرجع راسو لورا ومميل كتفو قريب من راسها وهو عم يشم ريحة الأهانة والخوف ع منديلها... وعم يقرأ الرسايل يلي وصلوه ع تليفونو الشخصي من جدو وعمامو وأمو وجوري يلي بدها تكلم جودي بس تليفونها مسكر... فسكر التليفون متنفس براحة كبيرة لإنو قدر يرجعها قبل ما تصير قعدتهم مع كبار البلد بفضل الله عليه تيحكي يلي عندو ويمسك بزمام الأمور بدون ما حد يقدر يكسر شوكتو من أهلو ع العملة يلي عملها اليوم واللي ما تندم إنو عملها رغم مرار وتقل الموقف عليه... من إدراكو شي مهم واللي هو لمات حدا من أهلها لا قدر الله بدون ما تكون شايفتو لآخر مرة قبل ما تولع بين عيلتو وعيلتها وهي حضرتها عندو وع ذمتو رح تلومو وتلوم أهلو وتكدر الحياة عليه العمر كلو بالرضا ولا بالغصب... 
لكن إذا أهلها كانوا سبب هالقطيعة وحرمانها شوفتهم الوزر عليهم مو على عيلتو ولا عليه هو يلي أبوه مات بدون ما يشوف وجهو الصبح... 
مات بدون ما يودعو لآخر مرة كوداع حقيقي مريحو العمر كلو... وكرمال تتريح هي وما تتوجع متلو أصر عليها تروح عندهم ليبرأ حالو من حمل وزر هادا الوجع... وليبعد عنها الحرقة والقهر الجربهم والحس فيهم قدر المستطاع لتكمّل الحياة بينهم بالمسايرة مع بعضهم بدون فراق رغم كل المنغصات... فتنهد مفكر باللي مقْدِمة عليه عيلتو مع عيلتها الحالتهم حالة من بعد ما انسحبوا رجال أبو سلاح وجوزيف من عندهم تاركين كبير دهب... الجد عثمان المكنى بأبو جاسر يتحسر ع حالهم وهيبتهم الانكسرت بهالعملة وع العلن عشان شو؟ 
عشان مين؟
عشان ناس انقتلوا منهم ع إيدين عيلة الخيّال!!
ليه ما اختصرها من البداية وتقبل ضعف عيلتو قبالهم!؟
ليه ما مشي بالطريق يلي بحفظلو كرامتو وكرامة ولادو من زمان؟!
بس لو ابنو ما خرّب فكرة الصلح معهم وما كسر شوكتهم هيك...
هلأ لو خطرت ع بالك... 
بعد شو! 
بعد ما أدركت الإشي بوقت متأخر كتير... 
بعد ما أدركت الإشي بِوَجع بِوجّع أكتر من الغلط نفسو... وبحِر كتير (بوجع) وبذل بدون رأفة فيك لإنو ما في قدامك خط رجعة تقدر تحمي نفسك فيه من الهوان والقهر والضعف والذل... 
أي وجه بقيلك يا كبير دهب تقابل الناس فيه بعد يلي صار معاكم الليلة ومعلّم عليكم بالضعف والعجز...
أي وجه ضلّلك لتقابل فيه ولادك وأحفادك بعد الصحوة المتأخرة يلي صحيت عليها... 
والأهم منهم هو ربك الشاهد ع كل شي ساوتو بحق ولادك ضد عيلة الخيّال... كيف هتقابلو بعد هالعمر وهالعمايل...
استاء من نفسو... واستنكر افعالو... وهو مو عارف بعد هالعمر يبكي على عمرو يلي ضاع غلط وراح... ولا على صحوتو المتأخرة.... ولا على الذل الحس فيه من ابنو وغيرو... 
طمر وجهو وهو قاعد بمكتبو المظلم لحالو خجلان يقابل حدا من العار الحاسس فيه... ومن انزعاجو من صريخ بكرو جاسر ع الرجال وبهدلتو لإلهم مشان يلي صار إلا بصوت رجال عالي مخترق عتمتو وخيبتو من نفسو: يا رِجال في هون رجّال ما انتبهنا عليه ورا الشجرة بسرعة تعالوا شوفوا شكلو من رِجالهم... 
من رجالهم؟ 
يفرح من شان فرصة عدم انهزامهم قدام الخلق دام طخوا واحد منهم.... ولا يحزن من صحوتو المتأخرة عليهم... إلا قطع حديثو مع نفسو صوت سامي العم يركض وهو حامل الكشاف الكبير بإيدو لينور عليه عتمة المكان المجبورين عليها من ورا رجال الخيّال يلي قطعوا الكهربا عليهم من برا: هششش خليني اتأكد بالأول بلاش ليكون واحد منا والبوس (جاسر) يعدمنا... 
وركض معهم لعند الرجال المتصاوب وهو عم يحاول ينفي شعورو إنو هادا الرجال منهم فنطق منفعل كابت شعورو المزعجو: بعدوا شوف مين هادا الحقير اللي تطاول على مزرعتنا ال #### ابن الح####### و ## ودفش الرجال المبين عليه جثة مالها قيمة بغل ببوز بوتو لافو ع ضهرو وهو عم يوجه الكشاف ع وجهو كرمال يتأكد هو منهم ولا من رجال الخيّال... وبهت فجأة موقّع الكشاف من إيدو بس لمح وجه كنان الباهت... 
وجه كنان يلي خاطر بحالو كرمال ينقذ بنت أخوه من جور أبوها الظالم المستبد يلي ناوي يدفنهم كلهم قبل منو عشان يفش غلو ويخلّص كرهو من عيلة الخيّال... بس ما فشر يعطيه مبتغاه ع حسابهم هما.. ولينتقم منو ويكسر هالجبروت كلو دعم بنتو الوحيدة واللي بالنسبة لإلو دون(شي رديء /ما بسوى) تهرب مع زوجها وهو ناسي الموت ومركز بس ع انتقامو منو هو أخوه يلي ما بخاف الله فيهم... بس للأسف الشديد الحياة صدمتو بعد ما أعطتو الفرصة لينتقم من أخوه...بقلبها عليه فورًا من بعد ما كانت بصفو من لحظة ما سمحت لأبوها وسامي الفاسد يطلعولهم بالرشاشات مع الرجال الجاية من الباب التاني طاخين ع رجال الخيّال وع بنتهم وصهرهم المسؤول عنها... فحاول يوقف بوجههم منبهم بنتهم معو... بس أي محاولة رح يحاولها والرصاص اخترق جسمو كاتم حسو... يلي ما حد فقدو لحد هلأ... لكن ضو الكشاف يلي كشف ملامح وجهو جبرهم يتذكروه...فبعد سامي عنو وهو حاسس بالشلل بس سمع صوت العم جاثم وهو عم يحاكي أخره محراك الشر يلي بسرعة آجى بس عرف من أخوه إنهم لقوا رجال منهم متصاوب عندهم: يا فرحتنا إذا طلع ابن منهم...
فضحك جاسر وهو عم يسب: #### ودفش سامي الجاي لعندو محاول يقلو بس ما قدر... 
إلا بصريخ جاثم يلي لمح أخوه الغرقان بالدم: اويلي هادا كــنــــان!
جاسر حس الدنيا وقعت فوق راسو بس لمح أخوه يلي ما بعجبو ممشاه هيك عم ينزف دم... فنزل من مستواه ع الأرض متفحص فيه... وهو مو سامع صريخ  أخوه جاثم ليجيبوا أبوه يشوف ابنو آخر العنقود شو صار فيه... وشو ساوت الدنيا فيه: يـــا كســـرة ضهـــرك يـــابــــا.... تعـــال شــوف عنــقودك شـــو صــار فيـه! وبكى بصوت لم فيه أهل البيت يشوفوا شو فيه إلا الجد يلي صعبت حركتو وتقلت روحو عليه للعيشة هون... من تكاسل عيونو لتطالع الناس وخلق الله في هالدنيا الفانية... من تعب قلبو ليضلو يدق راغب بهالحياة بعد ما عاد فيها شي بجبر رجولتو يلي انكسرت اليوم وانهانت من ورا بكرو يلي أجى من صلبو.. فتنازل عن وجودو هون مسلم أمرو لله بدون ما يكون حدا معاه... بدون ما يساوي يلي كان مخططلو ليربي ابنو جاسر فيه... فصرخ جاثم بصوت عالي: ويــن أبــوي؟؟؟؟؟؟
وركض لعندو كرمال يجيبو يشوف حال ابنو يلي بدمي القلب لكن أي جيبة هتكون وروحو راحت لربها.... فصرخ بصوت مزلزل المزرعة بس حس أبوه ما عم يتفاعل معاه: يـــابـــا.... يــا غـــالــي رد عــلـي... قــوم يــابـا شــوف ابـنـك كـنـان كـيـف حـالـو بـقـطـع الـقـلب... وبكى بحرة هازو فيها... من بين صياحو ورجاه لإلو وهو مو حاسس ع بناتو ومرتو وأخوه جاسر يلي دخل عليهم ركض يشوف شو فيه وعيونو متحجرة كأنها عم تكابر ع ضعفها وإيديه عم تدفعهم بعيد عن أبوه ليفحصو مالو... وهو آخر شي مفكر فيه إنو كبير دهب أبوه تاج راسو يكون ميت... 
ويا الله شو الحياة بهاللحظة هاي ابرعت بكسر جبروتو بطبيعتها المعروفة وهي نهاية الوجود حدا ألفناه معنا... وأخدها منا نعّم كنا مفكرينها باقية عندنا لدرجة بخسنا فيها من ضماننا لاستمرارها معنا وحوالينا.. من قناعاتنا يلي بتقول يلي بنكسروا اليوم بنجبروا بكرا... بس الوقت متل السيف اذا ما قطعتو قطعك... وهو ابنو جاسر شو بخس فيه باللي عملو اليوم معو مآجل رضى أبوه عليه لبكرا... بس أي بكرا هيكون بينهم بعد ما عاد موجود معو يشاركو أيامو الضايلة هون... فقرّب جاسر من أبوه مفقدو بدون أي ضو كشّاف جاي عليه من اعتمادو ع حاستو الرافض يصدّقها كرمال ما يسلم لحقيقة فراقو لأبوه المات هيك بدون ما يكون هو جنبو ليهوّن عليه آخر لحظاتو بدنياه... ويطمنو ويقلو ولادك هيكونوا بخير... وهترفع راسك فيهم وترد الاعتبار والاحترام لعيلتك فيهم... 
فأي نهاية جبتها لأبوك يا جاسر...
وأي عزا هينقام بهيك وضع حطيتهم فيه...
مو بقولوا الدنيا دوارة وما بترحم وعدم رحمتها هي ميزان عدالتها لإنو الكاس بيمر ع الكل فالصبح انحرق قلب عيلة الخيّال والمسا هينحرق قلب عيلة دهب... مو بواحد إلا بتنين إذا صار شي لكنان... فالله يعينك يا جودي ع يلي كانوا مصبرينك ع عيلتك بلشوا يروحوا واحد ورا التاني... والله يعينك يا عيلة دهب لإنك هتنامي ع وجع بصْلب الروح بفقيدك يلي راح... على عكس عيلة الخيّال يلي هتنام بأمان وباطمئنان ويقين كبير بالله إنو ابنهم ما مات وفيه أمل كبير برب العالمين رح يرجّعلهم إياه معافي مسالم بإذن الواحد الأحد رغم المخاطر المحفوفة فيهم... 
بس متل ما بقولوا دوام الحال شي محال والجد شامخ مدرك هادي الفكرة وخايف منها ليدهور حال ابنو فوق ما هو متدهور لكنو هو مؤمن وعارف شو يعني البلاء وأهمية الرضا بقضاء الله والثبات رغم المكدرات يلي عم تحيط فيهم... لكن أي ثبات رح يبقى فيه وهو قاعد ع الكرسي لحالو بعد ما أصر زيدان وبدران يروحوا من كتر ما رفعوا ضغطو من شان يلي عملو حفيدو بعيلة دهب... وعشان يختلي منيح مع زوج بنتو أمل باللي رح يجيبلو إياه.. وهو من جواتو عم ينحرق من ورا تصرفات حفيدو يلي مسكر تليفونو رافض يتكلم معاه ولا مع أي حدا منهم فمسح ع وجهو بصبر عليه وع تصرفاتو يلي صاير ما يفهمها إلا بعد ما يوقعوهم بالمطب العامللهم إياه... 
واضح حضرتو عليه نازل عم يربي فيهم ويمسكهم من إيدهم يلي عم تحرهم من صواب أفعالو وتحركاتو... بس يلي عملو الليلة ما بقرب الصواب بشعرة لإنو فتّح العين عليه ورح يولعها بينو وبين بدران وجميل... بس بنفس الوقت يا كبير الخيّال إذا حفيدك ما ساوى هيك متى مرتو رح ترجع وكيف كمان... 
وقبل هادا السؤال هو الغبي يلي نزّل راسو وطمرو بالتراب بهالحركة المالها داعي لما بعت حضرتها عند أهلها وهو يلي كان موصيه ما يبعت مرتو هادي الأيام فالآخرة معو هادا... ما يرد عليه عشان يعرف يحكي معاه قبل ما يجي الصبح ويحاكي كبار البلد.. إلا انفتح عليه الباب فجأة من ابنو جواد أبو أرسلان وهو عم يقلو: ما وصلك خبر يابا... عثمان دهب أعطاك عمرو...
الجد شامخ وقف ع رجليه منصدم... آخر شي توقعو هلأ هو موت عثمان دهب... 
فالله يستر ليكون الجد ميت من رصاصة طايشة جت فيه وتكبر القصة... كلو من حفيدو العنيد... بس ليرد عليه إلا ليمسح الأرض فيه ويطلع كل حرتو باللي صار بعمو اليوم فيه... 
ويا حاسة الأم وحدسها يلي ما بخيب بس تحس قلبها عم ياكلها ع ولادها من ساعات طويلة من خوفها عليهم ليصيرلهم شي وتيجي الدنيا تفاجئها بصحة مشاعرها وحدسها بشي بسيط منها... بتدفعها تحس وتدرك بمدى عظمة شعورها بفضل أمومتها يلي الله وهبها إياها... 
ودامها أمينة الخيّال أم للمجنون يلي عندها حدسها ما رحمها من العصر وطالع من خوفها عليه ومن حرصها ليبقى جنبها دعتلو من كل قلبها هو ورجال العيلة الله يحميهم ويبعدهم عن شر عيلة دهب... بس الدنيا صدمتها بالعكس لحظة ما سمعت بنات حماها عم يحكوا عن هجوم حدا منهم عاملو ع مزرعة دهب "لحقوا بقولوا حد من رجالنا هجم ع عيلة دهب قبل شوي"... ويا حرقة قلبها وخوفها يلي تضاعفوا عندها لإنها عارفة ما فيه غيرو هو ابنها المجنون عاملها.... فبسرعة هربت منهم لبيتها وهي حاسة أطرافها عم ترجف ليكون صاير عليه شي ولا رح يصيرلو شي من أهلو ولا من أهلها... وما صدقت تعبر بيتها لتطلع بسرعة ع جناحها الصغير والخوف ماكلها وقلبها عم يدعيلو بالرحمة والحماية... وبعجلة بس دخلت غرفتها سحبت تليفونها من جرزايتها الربيعية متصلة عليه وبس حستو طوّل عليها قلبها نقزها... فانتهت الرنة كاملة وابنها مو رادد عليها... بلشت تخربط بالتفكير من خوفها لتفقد سندها بين الناس من بعد ربها وزوجها المغدور... إلا باتصالو يلي رجعلها فيه هدّى قلبها فردت عليه فورًا وهي عم ترفع التليفون ع إدنها بانفعال من كتر مهي مو قادرة تسيطر ع نفسها: وينك يما؟ 
عبد العزيز حس بأمو مالها شي فنطق مهون عليها: الله يصلحك يما شاللي مقلقك هالقد لدرجة مخليكي ما تنامي لحد هلأ..
أمو ردت عليه وهي ماسكة دموعها لتنزل: قول إنتا يلي الله يصلحك ابني وحيدي يساوي هالسوايا وأنا آخر من يعلم...
عبد العزيز رد عليها بنبرة حنونة لكنها بتحمل جواتها جدية: يما إنتي ما لازم توجعي راسك بكل يلي عم بصير... راحتك هي راحتي... بعدين يا غاليتي تطمني دامني بخير ما تزعلي وتكدري خاطرك وكلشي كاتبو ربنا يا محلاه... 
أم عبد العزيز تنهدت بعجب من ابنها ونطقت بمشاعر مو صافية معو من عتابها عليه: هادي المرة ماني مطوفة قلت بدك تتزوج مشيت بس ما رح مشي هادي المرة.... بعدين يا ابن ضرغام مرتك وين أراضيها صارت؟
عبد العزيز طالع مرتو وهو عم يلمح انعكاس ضواو الشوارع عليهم بشكل خفيف مخبرها نص الحقيقة: وديتها ع الشمال ~~
أم عبد العزيز قاطعتو بحدة: ليش؟ مع مين هتقعد مرتك المسكينة... البيت وحش وكبير عليها لتكون لحالها فيه... كان أخدتها ع كوخ من أكواخ الأهل ولا ع شقة من الشقق يلي عندك...
عبد العزيز رد عليها متنهد: هــا... الدنيا مو جت ترضينا يما بس ما تقلقي هتكون معها مرافقة تملي وحشة البيت عليها... بعدين هادا المكان أأمن شي عليها بالوضع يلي احنا فيه...
أم عبد العزيز حست ع حالها عم تزيدها عليه فبلعت حرتها ناطقة بحنية أم مو راضية عن ابنها: بعيننا الله يما بنصبر فالله يحفظها ويحفظنا كلنا وانتبه عليها وع أكلها... وحطت إيدها ع بطنها ضاغطة ع وجع معدتها من التوتر العايشة فيه من الصبح لهلأ مكملة... وإذا مانها ماخدة شي بخلي الخدامة وأنا بإيدي حتى بحطلها الأغراض..
عبد العزيز رد عليها بشكر كبير: خليت رولا تجهزلها شنطة صغيرة بس بكون ممنونلك يا أمي إذا بتجهزيلها أغراضها لإنو أكيد ماني مرجعها هادي الفترة إنتي عارفة لإيش وشو السبب... فتنهدت أم عبد العزيز بقلة حيلة معقبة فيها ع كلامو بتقل: الله بفرجها يا ابني.. المهم حطها بعيونك البنت هلأ مالها حدا غيرك وما في حدا تحاكيه ولا تروح عندو فيجعلني بس احكي معها اسمعها زعلانة ولا تعبانة منك فاهم لإنو وقتكم قبل غير عن يلي جاي!
عبد العزيز ابتسم غصب عنو: حاضر يما بتؤمري بدك شي تاني؟
أم عبد العزيز نطقت فورًا وهي مترددة تفاتحو بموضوع هجومهم ع مزرعة دهب ولا تأجلو لبعدين: ما بدي غير سلامتك واصحى تنسى تخليها تحكي مع جوري عشان تغير جو ويلا خليني سكر بلاش شتت تركيزك وإنتا بتسوق بأمان الله..
فعلق عبد العزيز ع كلامها بهدوء: صوتك شاللي بشتت تركيزي الله يسامحك يا حجة عيوني لإلك بعدين إنتي وجوري شكلكم ما نمتوا ببيت جدي...
أم عبد العزيز زمت شفايفها متل طفلة صغيرة عارفة قاضيها كاشفها بدون حرف... فردت عليه بنبرة واطية: بيت جدك مع وجود عماتك وولادهم وبناتهم صار ضيق علينا... فأنا بدي اتعبد وادعي لعمك وللأهل ~~
عبد العزيز حس أمو مو عارفة ترد عليه فأختصرها عليها: شو ما بدك ساوي يا حجة... أهم شي لجدي رجع ع بيتو إنتي وحفيدتو المدللة عندو...
أم عبد العزيز شو فرحت ع ردو كأنها طفلة أخدت الموافقة من أبوها لتروح تنام عند صحبتها فصفي قلبها ناطقة: الله يرضى عليك ويلا تصبح ع خير...
فجاوبها وهو عم يبتسم: وانتي من أهلو بأمان الله... وسكر الخط منها بدو ينزل التليفون.. إلا وصلتو رسالة من عاصي (يخي وينك ما بترد ع أي رقم.. عطاك عمرو عثمان دهب
انفتل راسو بنص قراءتو للرسالة مندهش من يلي عم يقرؤو فجبر حالو مكمل قراءة الرسالة... 
وعمها كنان متصاوب وحالتو خطيرة والله أعلم إذا ما رح يلحق أبوه فالله يستر ما يكون منا)
عبد العزيز ما بعرف كيف قشعر بدنو وإيدو رجت موقعة التليفون منها... 
معقول هو مات عشانو انقذهم... مسح ع وجهو مخنوق... محتر من الخبر... مو عارف يتقبلو كخبر عابر... مسح ع رقبتو وهو مو عارف هلأ كيف فيه يقلها بعد يلي مرت فيه بكل ثقة... (جدك عطاكي عمرو بس ما رح تقدري تشوفيه ولا تودعيه ولا حتى رح تكوني حاضرة في عزاه جنب أهلك وفهمك كفاية ليش) وبلع ريقو بصعوبة... ما بعرف ليه تأثر كل هالقد بخبر موت جدها ممكن لإنو امبارح الصبح شافو وسلم عليه وقعد معو... لكن بالمقابل هو بعرف وبعرف منيح ليه تأثر بخبر موت عمها كنان يلي تدخل منقذو بآخر لحظة وخلاهم يهربوا موقف بضهرهم بوجه أهلو... ومو بعيدة الجد انجلط لهادا السبب... أو من يلي عملو هو فيهم... ففكرة احتمالية يكون سبب ضر ولا موت حدا كهربتو وخلتو ينفعل لإنهم هما بشهور حرم والذنوب فيها عظيمة والحاجة جبرتو يعتدي ع بيتهم ليضمن رجوع مرتو السلمها بإيدو لإلهم بكل غباء منو معهم من غدرهم فيه وبأهلو... فانضغط لافف وجهو فاتح الشباك محاول يتنفس قبل ما ينخنق بحرتو إلا لمح قدامو لافتة مكتوب عليها الرمّانة... فبسرعة رد فتح فتحة الشباك الموجود بالقاطع العازل بينو وبين الشوفير مخبرو بنبرة تقيلة: خُد ع إيدك اليسار وضلك دغري تلاتمية متر وبس تشوف فيلّا مع سور لحالها مضوية في منطقة معزولة وقف عندها...
فرد عليه الشوفير وهو عم ياخد الطريق يلي ع إيدو اليسار: حاضر!
ورد حالو لورا بعد ما رد سكر الفتحة شاعر بالهوى الملامس وجهو محاول يهون ع حالو حم الفكرة بس وين يا حسرة وذكرياتو هون بالمنطقة هبت عليه مذكرتو غصب عنو بأيامات (أيام) زمان لما كانوا عايشين هون بهالڤيلّا اللطيفة قبل ما تيجي جوري أختو وينقلوا ع القصر... 
ويا الله هالذكريات رغم جمالها شو بتحرق الصدر وبتصلب الروح... لأنو حدا منها صار تحت التراب من سنين طويلة... وغاب عن عيونهم للأبد لحد ما يشيء رب العالمين يلتقوا بالآخرة سوى... ورغم معرفتو لهالشي إلا إنو عم يتوجع... لإنو ما فيه شي هيعوض هاداك الشعور يلي حسو معو... لإنو ما في حدا رح يعوض وجود هالشخص بقلبو رغم العلاقات يلي بتدخل حياتو... 
والحقيقة يا ابن الخيّال بتبقى مهما تعرفت وتقربت من كتير ناس ما في حدا هيعطيك هاداك الشعور المنتظرو والفاقدو من حدا بعز عليك ومات لكن الوقت بشغلك بس ما بنسيك... والمشاكل والتحديات يلي بتمر بحياتك بتقويك وبتلهيك بقصص جديدة... لكن بنقرة وحدة... بصورة وحدة... بكلمة وحدة... كلشي برجع وكأنو كل محاولاتك راحت هباء... 
فيا الله شو حس حالو رافض يتذكر كل هالذكريات المحفوظة بذهنو... خوف ما يرد يقسى والجمود يستوطن روحو...
خوف ما يتحول لهاداك المراهق المغلول والمقهور... 
هو يجرب كلشي بالحياة إلا القهر والعجز... لإنهم أصعب شي بالحياة... فشو تمنى يعمل خط رجعة ويروح لمكان تاني... لكن خلص صار وقت يملي هالمكان ذكريات جديدة لإنو ما فيه يتخلى عنو ويبيعو لإنو من ريحة أبوه الغالي ولا حتى فيه يهجرو من حبو لإلو ولذكرياتو الحلوة فيه...
فدامو ما رح يبيعو ولا رح يهجرو لازم يحدد موقفو منو... لإنو الحيرة بالحياة شي هالك للنفس وباهت للروح كرمال هيك هو خطط يجمّل هالمكان معها هي يلي بتحسسو بأمان ماكل قلبو وآسرو فيه... فتنهد بس لمح سور الڤيلّا المنورة والمجهزة لجيتهم اليوم من بعد ما بعت الخدم ليجهزوها مع رجال عاصي كحركة استباقية بوجه أهلها ليكونوا ضامنين إنها هي بآمان هون... 
فتنفس بصعوبة بس لمح الشوفير عبر فيهم لجوا لحالو بدون السيارتين الوراه فور ما فتحولهم رجال عاصي الباب بس لمحوا السيارة المدرعة الجاية لعندهم... وشو انزعج من هالصورة... صورة حراس غريبين عنو حواليه هو عشان شو... عشان يحمي روحو... وروح أهلو...
هو صدقًا ما بحب هادي الحياة ولا برغبها فلهيك الحياة بتبقى بنظرنا ما جت ترضينا لكن قناعتنا فيها بترضينا منها... فجهز حالو ساحب مفتاح باب البيت من جيبتو وفاتح تليفونو مرسل رسالة مهمة قبل ما ينزل فيها من السيارة وهو حاملها ع إيديه سابق الشوفير قبل ما يفتحلو الباب... وتحرك فيها لعند باب البيت وهو عم يشوف نظرات الشوفير ع الأرض... والسلاح لساتو معو... فطلع التلات درجات مقرب من الباب الفاتحو بالمفتاح... ليعبر فيها جوا البيت المنور من بعيد بضو صغير تاركتو المرافقة لإلها لما تقوم للحمام بالليل... فتبسم براحة لإنو تراجع عن كلامو امبارح مع عاصي لما قلو (المهم هلأ ابعتلي الجليسة الأمينة يلي قلتلي عنها بكرا ضروري)... وخير وبركة إنو تراجع عشان بعد تلات ساعات قبل ما تصير الساعة الستة يكون متحرك لعند أهلو وما تكون هي لحالها بين رجال غريبين عنها... فسحب المفتاح من الباب مسكرو وراه... ليواصل بعدها طريقو وهو عم يغمض عيونو من حفظو لكل ركن بالبيت فمشي فيها بدون لا يضوي أي ضو تاني غير يلي ضاويتو الجليسة كرمال ما يتذكر شي بس متل ما بقولوا ذكرياتنا مع أحب أشخاص لقلبنا بتبقى محفورة بالقلب مو بس بالعقل... فمحاولاتو كانت هباء مع كل خطوة عم يتقدمها ناحية الدرج الضيق وهو عم يتذكر قعدتو مع أبوه لما كان يستقبل الضيوف معو هون بالقعدة المصممة ع الطراز الكلاسيكي الفكتوري السايد فيه لون الخمري والأخضر ع زيتي واللي أمو اختارتو واجبرت أبوه عليه بالأول لحد ما حبو رغم إنو كان يفضل ديكور ڤيلتو يكون ديكور عربي... 
فتنفس بصعوبة من تقل الذكريات عليه وعمقها فيه... وطلع فيها الدرج يلي مع كل درجة عم يطلعها منو شو عم يحس روحو عم تنخنق... فتجاهل الخنقة متابع مشيو ناحية الليوان فاتح باب الغرفة الوحيدة فيه ليعبر منو وهو مناه يحاكيها ولا ينام جنبها وهي بين إيديه كرمال ما تزيد حرقتو ويصير شخص مخيف... كرمال يهدى ويستكين... فسكر الباب وراه برجلو... ومشي فيها ناحية السرير... وهو عم يحس فيها عم تتحرك بين إيديه... فنزلها ع السرير محرك إيدو ضاوي ضو الأباجورة المحطوطة ع الكوميدينو المو مفصولة عن خشب السرير ومنزل السلاح عنو ساندو ع الحيطة جنب الكوميدينو... ولف عليها محتاج ينام بعد المشاعر الملخبطة يلي عم يمر فيها وبهت بس شاف شكلها... وبسرعة قرب منها مفقدها بحدة محسسة جودي إنها بكابوس جوا الكابوس يلي عم تحلم فيه وهو عم يقلها بخشونة ملتفة بعصبية حارقة لإلو: مين عامل فيكي هيك جاوبيني... 
وقرب منها مفقدها بأصابع إيديه المولعة من النار الجواتو مشلحها منديلها وهو حاسس حالو رح ينخنق من يلي عم يشوفو جرح جبين وغير جرح شفتها... وبهت بس لمح خصلة من شعرها طويلة ع أصابع إيديه مع منديلها... فبسرعة مسكها من راسها خطف مفقد شعرها وهي رافضة يلي عم يعملو معها بس ما فيها حيل لتدفعو عنها وهي بهالهشاشة الواقعة فيها.. 
وجفل بس شاف قصر شعرها المربوط شبه كعكة وهو مقصوص بشكل مخلي شعرها بين شعر نازل وشعر قصير طالع مقارنة باللي نازل والكارثة يلي نازل وجاي تحت عبايتها ما بصل طولو لتحت كتفها... جن مو قادر يصدق... فنفل شعرها محررو من ربطتو محاول يفند يلي شافو... بس ما قدر... انغل... احتر... انحرق... فمسكها من كتافها هاززها منهم وعم يصيح عليها من القهر الحاسس فيه: مـيــن عــمــل فــيـكـي هــيـك؟؟
ضغط ع كتافها بقسوة حاسس في مجال يقتلها فيها من الضعف الحاسو فيها ومن الخوف الشايفو بعيونها... فضغط ع فكو وإيدو اليمين يلي سحبها بعيد عنها خوف ليضربها فيها رغم أنو ربي ما يمد إيدو ع بنت لو ما صار... بس هي "مدامتو" شكلها هتخليه أسوأ رجال في الدنيا من غباها وضعفها... فبعد عنها محاول يسيطر ع أعصابو قبل ما يموتها بين إيديه لكن لأ وين وهو مو ضامن ما في شي تاني صاير بجسمها... فردلها بسرعة خاطفة بعد ما ضو الضو الغرفة مقرب منها ومفقدها بسرعة مخيفة وهو عم يشلحها عبايتها الوسخة بعنف ممزعها فيه هي والفستان اللابستو تحتها من النص غصب عنها وهو مهتاج من يلي عم يشوفو ع جسمها ومن محاولاتها لتخبيه عليه بتغطية جسمها بإيديها وهي عم تدفع نفسها تتقوقع ع حالها رغم تكاسل جسمها ووجع عرقها يلي رجعلها هلأ من يلي مرت فيه امبارح لحد هاللحظة هاي... فانفجرت بكى وهو مو قادر يحس فيها من الخزي الحاسس فيه اتجاه نفسو من آثار الضرب يلي ع جسمها فكمل ع فيزونها اللابستو تحت الفستان الممزع واللي سهي عنو يقلها تلبسو تحت فستانها قبل ما تطلع من غباه وتغافلو عنها... وجن ع الآخر بس شاف رجليها كيف مبقعة من ورا قرصات أبوها لألها... فنطق بصوت مخطوف وهو حاسس رح ينجلط: لـك مـيـن عـامـل فــيـكـي هـيـك؟
جودي فوق خوفها خافت منو وزمت حالها ع بعضها رافضة تصدق إنها هي هون بخطر معو لحالها بدون ما حدا يدافع عنها... فرد صرخ: مــيــن عـامـل فـيـكـي هـيـك؟
جودي رفعت ضهرها محاولة تهرب منو... لكن وين عندو هو المانو حالل عنها إلا ليعرف مين مسوي فيها هيك فنطق بصوت مخيف من استعجالو ليعرف من ساوى فيها هيك: لــك حـاكـيـنـي مــيـن عـامـل فـيـكـي هـيـك لـأنـجـن!!!!
ولف وجهو مبعد عنها مو عارف شو يساوي فيها... فشو كان مناه يضربها كف لولا مهو(لولاه) مسيطر ع حالو غصب... فمسح ع راسو ووجهو ورقبتو بعشوائية من النار الشابة فيه...وهو عم يستغفر ربو خوف ما يقتلها قبل ما يقتل أهلها... وهو مو عارف شو يساوي فيها بعد يلي شافو منها... فبس سمع صوت شهيقها جن بزيادة عليها رادلها لعند السرير وماسكها بغل بدو يطالبها تخبرو شاللي صاير معها... فنطقت بصوت مخنوق قبل منو وهي مو فاهمة شي من خوفها منو: لا والله انا ماليذنب! (لا والله انا مالي ذنب!)
أي ذنب هادي يلي عم تتكلم عنو... أي ***** بتحكي عنو... فقرب أكتر منها وهو عم يحط إيدو على تمها وتارك كل حملو عليها... وعيونو متل البركان ع عيونها مناه يحرقها حرق ع تكتمها امبارح عن سبب رفضها لتروح عند أهلها: لك إلك كل الذنب لك إذا خايفة منهم يؤذوكي لك ليش ما خبرتيني... رح جن... 
رد بعد عنها وهو حاسس دمو رح ينفجر من سرعة جريانو بعروقو فنطق بصوت تقيل: يا رب... وبلع ريقو مو قادر يشوفها بهيك شكل... رح يقتلها لأنها سكتت وخبت عليه... يا الله إذا لمح شكلها كمان مرة هيقتلها جد... يا يقتل يلي عمل فيها هيك... فنطقت من بين بكاها: خـا ~~~ خـايـفـة!!! ومـوجـوعـة و~~ ردت شرقت ناسية تتنفس بس لمحتو عم يلف عليها...
فكان رح يسب لإنو مو وقت شرقتها... وبسرعة قرّب منها داقق ع ضهرها ناطق بغل: تنفسي!!!
هي تحاول تتنفس لكنها تنسى كيف من الخوف... وهو بس حس عليها عم ترجف نطق بنبرة جافة: من شو عم ترجفي... لك يا الله أنا شو عملت فيكي وفي حالي... 
بدو يضرب راسو بأي حيطة... فما لقى حالو غير قاعد وهو عم ياكل حالو... 
وهو عم يحس نار قهرو إذا ما أكلت يلي آذاها رح تاكلو وتكسر شوكتو كزوج لإلها بعيونو هو... 
خلص مو قادر... رح ينجن معقول يكسّر؟؟؟ هو مو تبع هيك شي.... 
طيب يصرخ؟ ما بعرف... 
يتركها ويفش خلقو يا ما أسهلها بس وين دورو كزوج!
بس وين دورو كسند لإلها وحامي عليها!
فما لقى حالو غير لاففلها وهو مو قادر يشوفها هيك مهيونة منو ولا من أهلها... هادي حامل كمان يا الله هينجلط فنطقت وهي عم ترد تزم نفسها: انا خـايـ ~~~ لكنها منعت حالها لتكمل كلامها معو... بس لمحتو كيف عم يتفقد حال شعرها ووجهها... وهو حاسس حالو مو رجال... لإنو مو قادر يحمي مرتو من يلي صار معها... 
قال حضرتو مبسوط لإنو رجعّها... ويا خيبة هالانبساط بس يشوفها هيك... شو متوقع إذا من شعرها رجال أهلها الندل جرها... فشو حال الباقي هيكون معها... خلص أكتر من هيك ما فيه يتحمل...  فشد ع إيدو حاسس حالو
رح ينهار ويفقد السيطرة ع نفسو... مو قادر يستقبل شكلها المهيون هيك... ولا حالها القاهرو... ويا قهر الرجال شو صعب وبحرق القلب... 
لأول مرة بالحياة بحس رح يبكي ع شي من بعد سنين طويلة... لأول مرة بحس عم يمر بشي بخليه عن جد يحس بالحاجة للبكى... فما لقى حالو غير باكي وهو مو قادر يتنفس... والغصة حاشرتو... لإنو تذكر حالو كيف جرها لعند أمو هاداك اليوم... لإنو باقي يعاملها كأقل من البشر وهي ساكتة وثابتة بنظرو تبالآخير يكتشف إنها متعودة ع هيك شي وهو كمّل معها وعليها بدل ما يرحمها... 
هو ما بدو يكون جلاد ع حالو ولا بدو يكون ضحية...
هو بدو يتحمل نتيجة كل قرار أخدو... بس هادي المرة صعبة عليه نفسو أنو يشوفها هالقد ظالمة وجانية عليها... فطمر وجهو من الخزي والعجز الحاسس فيهم... غير حاسس ببنت دهب الجنى عليها كيف ضعفت بس شافتو 
وهو عم يطمر وجهو بإيديه... وبكت بخوف مقربة منو لكنها خافت يعصب عليها وهي مو عارفة ع شو تلاحق ع عقلها يلي ما عم يرحمها ولا ع خوفها الراعبها منو ومن يلي شافتو امبارح... فجت رح تتراجع لكنو هو مسكها من إيدها محاكيها بنبرة مخيفة: ناحرك إذا بتضلك هيك ما تدافعي عن نفسك... وعلّى نبرتو... لك إنتي متلنا ليش ساكتة... لك عم تحرقي قلبي... إنتي مو مستوعبة شو يعني... لك شو أعمل عشان أطلع فيكي من الحالة يلي كنتي فيها عند أهلك لعند النجوم... 
جودي ارتعبت منو أكتر فجت رح تهرب منو... لكنو ردعها كاشفلها جانبو المظلم بكل صراحة وهو مو خجلان منها تشوف عيونو المدمعة: بهني أهلك باللي عملوه فيكي لإنهم هيك قدروا يكسروني لتاني مرة... وبعزيكي ع المقبرة يلي لازم تفتحيها وتحطيهم فيها... وصرخ... لك ليش ساكتة ضعفك بلش يتعبني ويخليني أغلط... خبريني مين ساوى هيك فيكي ومسكها من شعرها... مين قصلك إياه... 
جودي مو فاهمة شو عم يخبص معها... فحاولت تهرب منو لكن ما فيه مفر فنطقت وهي عم تبكي: جـو عــانـة!!
هز راسو بانفعال: معك حق تجوعي... وهادا الطبيعي يلي رح تفكري فيه لحد اليوم بس من يوم طالع حالك هادا رح يتعدل فيه يا بنت عبد العزيز... احذفيلي أهلك حذف تام من حياتك... واصحك تفكري إذا ما خبرتيني ما بقدر أعرف باتصال واحد بدون مبالغة وكذب بصلني بالدقة مين يلي عمل فيكي هيك بس إنتي مرتي... إنتي يلي لازم تخبريني مو الغربى (الغربا)... وفجأة مسكها من دقنها مطالبها برجى كبير: ما تذليني بسكوتك... ما تدبحيني بوجعك المتكتمة عليه وأنا نايم جنبك متل البهايم مو حاسس فيكي... ما تخليني كون حدا ما برغب فيه ولا بحترمو... فاهمة... 
جودي تفهم؟ وين تفهم وهي عقلها عالمو ضيق وبتعامل مع الحياة بالتقبل والتسليم بدون أي مقاومة منها لإلو... فبكت عاجزة تفهمو هي مالها... فمسح ع وجهو محاول ما يكمّل عليها بعد يلي مرت فيه اليوم وامبارح... إلا برجة تليفونو النوكيا بجيبة بنطلونو فبسرعة سحب سلاحو وهو عم يقلها ومعطيها ضهرو رافض يشوفها: جربي فكري لشي مرة يا مدام عبد العزيز باللي عم تعمليه بحق حالك... 
وطلع برا الغرفة تاركها لحالها تنفجر من البكى... من الضياع واللخبطة المارة فيهم.... من الضعف الحاسة فيه... 
هي هربت معو كرمال تنفك من الجور العايشة فيه ليكمل عليها هو هون... هي شو ساوتلو كرمال يمزع أواعيها هيك.... فضمت حالها متقوقعة ع نفسها... لكن لعة نفسها المفاجئة دفعتها تركض ع الحمام لتستفرغ يلي بمعدتها بطلوع الروح... شكلها أكلت برد ولا من ورا حملها ما عندها فكرة... لكنو عندها فكرة وحدة هي لازم تنام وتختفي زي أيام زمان... فبسرعة وقفت قبال المغسلة مغسّلة وجهها ورفعت رقبتها سهوًا من تشنجها الحاسة فيه وجفلت بس لمحت شكلها وحالتها اليرثى لها... فبعدت عن المغسلة كم خطوة شاهقة من شكلها المبهدل... وحالها الردي... فردت مقربة من المراية مفقدة نفسها مو عارفة مين يلي قدامها بالمراية... وبكت بحرقة... وهي عم تمسح ع شعرها ووجهها... 
وهي عم تحس بشي غريب عليها... بشي حارق قلبها من حال شعرها المنفول القصير شاهقة من قصو الأعوج... مو عارفة شاللي صار كرمال تصل لهيك حالة وليه تفكر أصلًا وهي تعودت ع الحياة المحفوفة بالخطر والضرب والقسوة كنمط حياة فشاللي (فشو اللي) الجديد عليها غير إنها صارت تحت عصمة رجال تاني مرة بعاملها زي أهلها ومرة عكس أهلها... 
فما قدرت توقف ع رجليها بعد ما شافت حالها الغريب عليها من قصر شعرها... هي سنين طويلة بشعر طويل... تيجي الدنيا تفاجئها بعد كل هالسنين الطويلة لتشوف شعرها هيك مقصوص بدون أي رغبة منها... نزلت ع رجليها باكية بحرقة.... باكية بدموع لأول مرة بتبكيها... ياما انضربت وشافات البقع عليها... بس تشوف شعرها الطويل البتحبو فيها أكتر شي لإنو بحسسها إنها أميرة في حكايات الأميرات... مقصوص وبصل طولو لأول كتفها بشكل عشوائي... 
بشو هتواسي نفسها... غير بالبكى... ما فيه... قلبها مو رضيان... البكى كان بناسب كلشي عدا هادا الموقف... عدا هاللحظة هاي... فجبرت حالها توقف ع رجليها... 
بس رجليها ما انصاعولها... فما لقت حالها غير عم تصرخ بحرقة وهي مو مفكرة ابن الخيّال يلي بكون زوجها كيف هيتعامل مع صريخها... صرخت من قلبها لمرة وحدة بس... بس هالصرخة هادي كانت عن الصرخات المكبوتة جواتها... ورمت حالها ع الأرض من خوار جسمها وانهيارو وهي عم تبكي دموع تقيلة ودافية... 
وهي عم تلمحو من بين دموعها الحارة عم يقرب منها مقرفص ع رجليه ماسح ع وجهها ومحاكيها... بس هي ما فيها حيل لتحاكيه ولا لتسمع كلامو من حاجتها لتكون ع صدرو... وتحس بحنانو معها عليها... فهمهمت منادية ع أمها يلي هي أمو: يـمـ ـا! تـ ـعا لي! 
وهو بس مناداتها لأمها عجز يرد عليها لإنو أمها ميتة فتحسر عليها ساحبها لصدرو قارئ عليها وهو مستعجل ع طلعتو من هون لإنو في مشوار مهم لازم يقضيه هلأ ضروري بس حالة مرتو ما بتسمحلو... ولا الموضوع التاني بقدر يستناه... فشو المواقف بتحيرنا مو بتخيّرنا... 
فشو هالأولويات يلي عم تتعارض رغم معرفتنا للمهم والأهم... كرمال هيك بتبقى للحياة المقدرة علينا والسيادة بمفاجئتنا مهما حاولنا واجتهدنا واخترنا... 
لإنو كم حاولت عيلتو تقي حالها من شر دهب وصابها... وكم عمو كنعان اختار البعد عن هالعالم كلو تيلحقو وفوقو يدخلو بقوة من زواجو من بنت اخو قاتل أخوه... ما في صدف بهالحياة إلا فيه شي مكتوب ومقدر... ورغم هالمعرفة فضل يجابه المقدر باختيار حياة ما بتمس حياتو لو كان بالبعد عن أهلو... بس سبحان الله بنت دهب لحقتو ووقعتو فيها... وهو متل المغيّب الواقع في وكر الأفاعي... ولا جايب الدب لكرمو... وقال رفض يكون مقترح من بين أسماء رجال العيلة المقترحة للزواج من بنت الغدار جاسر دهب تبالآخر يكون هو متزوج من بنت أخوه...
هينجن... مو قادر يصدّق إنو كلو باقي مخططلو ورغم إنو كلشي صار بينهم مبين غير مخططلو وعفوي... 
وأي عفوية باقية... واللي ورطان معها ممثلة مبدعة... فصبرها عليه بنت جاثم حفيدة كبير دهب إذا ما رح يفظع فيها وينتقم منها أشد إنتقام بس تقع بين إيديه.... فمسح ع وجهو وهو عم يطالع الفراغ القدامو بالطريق المسفح فيه بسيارتو لعند أخوه جابر كرمال ما يحرم حالو من شوفو.... 
سبحان الله ع العيد الفطر استكثر النزلة عندهم عشان يعيّد مع بنتهم ال##### ... وهلأ صار مستثكر الأيام الفضل يعيّدهم مع بنت دهب عليهم من بعد ما تكركب وضع أهلو... فأي رجولة عندك إياها يا كنعان... رخصت بأهلك عشانها ال######... وهلأ أخوك بين الحياة والموت من ورا أهلها الغدارين وإنتا ما شفت أخوك وجهًا لوجه من شهور... 
فالله يعينها عليه بنت دهب إذا مات أخوه من وراهم إلا ليبدع فيها ويطلع الأخضر والأحمر ع جسمها... حربو بلشت اليوم معها... والليلة يعني هيجيبها... يعني هيجيبها... وتحلم يطلقها... إلا يرميها ويسحبها ويساوي العجايب.... 
غبية هي شي؟؟ مو عارفة غير توقع معو هو الهبلة المعتوهة... واصحى تفكر هالسفيهة موت جدها هيشفعلها عندو... لأ ألا يقول عقبال الباقي... 
مسح ع وجهو من غلو من تذكرو هاداك اليوم في قعدة من قعداتهم قبل سنة ونص لما أصرت تلح عليه كرمال تعرف قصة تارهم يلي ما بتعرفها وكأنها مو بنتهم وعارفة هالقصة... فزفر بكره لإلها ولكذبها يلي ما كان مبين عليها لما كانت واقفة قدامو ببلكونة شقتها المسكرة ع نظام الفولدينج ما بتكشف القاعد فيها (واجهات قزاز بتتجمع ع بعضها بس تفتح البرندا) وهي تاركة شعرها العسلي ع أشقر منفول بشكل ساحر للعين مع لبستها القصيرة الدامجة بين درجات الرمادي والزهري... والضحكة مرسومة على وجهها وعم تطالعو بعيونها اللعوبة مصرة تعرف قصة تارهم: كنعان حبيبي خبرني قصتكم مع عيلة دهب والله نشفت ريقي كرمال تقلي عنها وع الفاضي!!! 
ما عبر رجاها مكمّل شربو بالنسكافية يلي عملتلو إياها... لكنها هي عنيدة والفضول دبحها فنطقت بنبرة متحرقصة فيها وهي مسحورة بشكلو ببدلتو الرسمية الشتوية الجاية ع رمادي مونس بعسلي: كنعان جد يعني ارحمني وخبرني قصة تاركم... يعني ما إنتا عارف أنا من البنات اللي بتتشوق لتعرف هيك مواضيع...وما بعرف نام إذا ما اشبعت فضولي...
كنعان اتطلع فيها رافع عين لفوق والتانية باقية مكانها وهو عم يضيقهم باستتتفاه مخبرها فيه زبدة الكل عندو: قصة مو كتير مهمة... 
فقربت منو مناظرتو بخبث: كنعانو بحلفك بربك تخبرني... والله رح افقع إذا ما عرفت القصة!!! 
كنعان ابتسم بوجهها محرك حواجبو بشيطنة وهو رافع إصبعو  السبابة ببرود مستفزها فيه بشكل رهيب: نو (no) غيري الموضوع... 
هي وين تغير الموضوع كم شهر صارلها متجوزتو بعد تمن تشهر من الأعجاب والتقرب منو... فقطعت المسافة يلي بينهم بأصرار وهي عم تسبلو بعيونها الخضر البريئين الكبار... لكنو هو مد إيدو باندفاع بمعنى ما (تقربي مني) فبوزت ناطقة بعجز: ليش هيك إنتا قاسي وأنا ولا مرة طلبت شي منك ولما جيت أطلب منك شي رفضت... حبوب احكيلي الله يخليك إلك شو ما بدك بس خبرني القصة 
وهو بس سمع إلك شو ما بدك انفجر ضحك قاطع فيه كلامها ببرود فالجها فيه: ههههههه انسي القصة وخلينا في حالنا وما تنسي من قبل قلتلك عيلتي خط أحمر... وما في داعي ذكرك شروط اتفاق زواجنا شو... 
اميرال تحطمت ع سيرة شروط زواجها يلي هتذلها وتذلو فنطقت مع تنهيدة: مممم طيب! وقربت منو ع فجأة مرطبة الوضع بينهم بدغدغة أنفها بانفو وهي عم تمسح على وجهو بنعومة... وهي عم تهمسلو بثقة: لكن بعدين رح تقلي... 
هز راسو برفض وهو عم ينبهها: ع الفاضي ما تحاولي معي يا حلوة... عشم إبليس بالجنة...
فابتسمت بثقة متحديتو فيها وهي عم تبوسو ع خدو وعم ترفع عيونها ع عيونو مناظرتو بشموخ مفاجئ مبشرتو فيه: بنشوف لقدام إذا ما راح تحكي وتبق البحصة ولا لأ.... فرد ضحك ببرود وهو عم يقلها: هههههههه يختي ما اعندك إنتي أبوكي كان لازم سماكي عِند من كتر العند يلي عندك وراسك اليابس... 
فغمزتلو وهي عم تردلو بغنج: وانتا شو وضعك يا بارد يا قاسي يا جلف وحتى قلك بدي اسميك القاسي لإنو لابقلك! 
كنعان قرب من وجهها مدغدغو بشعر دقنو القصير وهو عم يقلها: والله شو اعمل إذا الجنس اللطيف من بعيد لبعيد بتعامل معو وشغلي غالبيتو رجال... فيعني عم حاول ارضيكي واتنازل عن هالخشونة المو عاجبتك... وفجأة حسها اختلفت بدون ما يفهم السبب لدرجة كملت القعدة معو وهي مصفرة ومتحججة إنو دورتها قربت... وهو الغبي يلي صدق كلامها وحن عليها واتاري سبب اختلافها عيلتها ال#####... فما حس على حالو إلا ع رنة أبوه على رقم شريحتو الدولية مرجعتو لأرض الواقع فرد بنبرة تقيلة: ألو يابا!
الجد رد عليه وهو قاعد برا المستشفى ع مقاعد الحديقة المو موجود فيها غيرو:شو يابا إنشالله الغربة فادتك واحنا بهيك وضع... ولا عمتك نداء كفتك عنا...
كنعان زم ع شفايفو من العار الحاسس فيه... فما قدر يرد عليه لإنو أبوه ما غلط بحرف واحد باللي قالو وشو انجلد بس سمع بقية كلام أبوه القاسي معاه: ولا مرتك الأوروبية لهتك عنا اصحى تفكر إذا إنتا برا يبقى ما بنقدر نعرف شي... وتستغبي فينا... 
كنعان رد عليه ببرود عكس النار الجواتو يلي عم تكوي روحو فيها: مزبوط كلامك يابا بس شو لازمتو هلأ... 
الجد جاوبو وهو عم يمسح ع وجهو: لازمتو هلأ عشان حرّك (وجعك) وذكرك احنا دايمًا حاطنا ع الرف وساعة الجد بنكون بأول القائمة وكأنو العيلة بس موجودة ساعة المشاكل عندك وطز بالباقي... 
كنعان رد عليه بحرة: يابا إنتا يلي دفعتني أعملها قلتلك خليني رد حق أخوي سواء كان ابنك غلطان ولا لأ...
الجد انفعل ناطق: ما سكرت هادا الموضوع... أعطيتك كم سنة والإشي طال يا ابن نداء (اسم عمتو)...
كنعان انحر من كلامو رادد: يابا صلي ع النبي ما في داعي تسمعني كلام كأنو مو محروق قلبي متلك ع ابنك... بعدين لو قد ما تعطيني سنين ما بتقدر تلغي حقيقة الإشي وتكتمو عنا كلنا وكأننا مالنا جزء من عيلتك يلي عم تحميها وتخاف عليها... بعدين يابا إنتا يلي قبلت بالصلح مو إحنا... 
الجد مسك لسانو ليكشف بقية وراقو ويهين ابنو فيها: تعال ع المستشفى خلصني خلينا نتحاكى وجه لوجه ورجل لرجل لنحلها... وسكر الخط بوجه ابنو كنعان المحيرو باللي قلو إياه واللي محسسو فيه إنو هو فاهم عليه ومو فاهم عليه بنفس الوقت... فزاد من سرعة السيارة يلي رفض يطلع فيها وفي معاه سواق.... وهو من جواتو مو قادر ما يفكر فيها للحقيرة المحبوسة في الحظيرة وجسمها عم يوجعها من الضرب يلي انضربتو ومن الأحبال الزامين فيها إيديها ورجليها بقوة من خوف أبوها وأخوها لتعمل شي بحالها من القطع الحادة الموجودة معها بالحظيرة دامها هي طلبت منهم يقتلوها وهما رفضوا طلبها...
فمو بعيدة هالمجنونة تقتل حالها وتسود وجوهم قدام أخوه وأبوه قبل ما يموت... رغم إنوهي وين وفكرة الانتحار وين.. وليكون فيها حيل تنتحر بالأول بحلها ألف حلال... 
هي المنيح منها عايشة لحد هلأ بعد الضرب يلي أكلتو من أهلها والخبط يلي انخبطتو من عمها جاسر عديم الإحساس... فبكت بحرقة ع حالها من خوفها لتموت ولا يموت ابنهم من وراها... 
بكت من حرتها لتغيب عن هالحياة بدون ما تودعو... 
من خوفها ليموت بدون ما تكون جنبو لآخر نفس..
من خوفها لعيونها ما ترجع تشوف عيونو لآخر مرة.. 
من خوفها لتشوف نظرة الاحتقار لإلها بعيونو.. من إدراكها رغم الحب يلي جمعهم هي هتموت سواء رجعتلو أو ضلت بعيدة عنو... لإنو بعض العلاقات إذا انكسرت في عز قوتها صعب تعمل فيها خط رجعة وصعب تضلك مكمّل فيها... وهي متيقنة من هادي الفكرة من قبل وفضلت تتنعم بالحياة وتعيش وتنبسط بحياتها قبل ما تنقتل منو ولا من أهلها لإنها عارفة قد ما حاولت تهرب منو ولا من أهلها ترد تتراجع رادة لعندو... وهي مو قادرة تقلو أهلي كسروني وذلوني وقهروني فيك... 
أهلي إذا ما ساوت هيك معهم رح شوف العجايب منهم!!
أهلي إذا ما انصتلهم بعرفوا كيف يجبروني!!
بس هو شاللي بدو يصدقو منها وهو شايفها قدامو مبسوطة وعايشة حياتها بالطول والعرض وعندها هالقوة الشخصية...
فأي علاقة عيشتو إياها... وأي فقاعة واهية دخلتّو فيها ودخلّت حالها معو... 
وأي عالم هش بنتو لإلو معها... 
وأي حب أعطتو إياه فيها لهالفقاعة الواهية النفختها ع الوهم والكذب... ناسية إنو الوهم والكذب صعب تبني عليهم أي علاقة مهما حبيت وضحيت بحالك فيها... فبطء تنفسها من وجع جسمها وروحها حاسة الدنيا رجعت تدور فيها وهي ما عندها علم عن يلي عم بصير برا رغم الحركة يلي عم تسمعها... بين تنظيف وصريخ وصوت محرك السيارات... استعدادًا لعزا جدها... يلي الله أعلم مين هيحضروا... بعد غدرهم بعيلة الخيّال وأهانة رجال كبار البلد يلي تدخلوا بينهم واسطة واللي كم واحد منهم تحركوا لمستشفى الرعاية محل ما سيارة الأسعاف اخدت جدها كرمال اجراءات شهادة الوفاة ويتأكدوا من سبب الوفاة... وما كانت هادي الروحة بس للتأكد إلا من شان يتكلموا مع جاسر دهب ع جنب... ويخبروه بدون مقدمات: معاكم لبعد العيد هدنة منهم من شان المرحوم أبوك...
:ما تتوقع يا جاسر تقبل عيلة الخيّال بمصالحة بينكم إلا بتنزيل راس حدا فيكم... احنا ما رح نتدخل لإنو مشينا بالخير معكم ورديتو بالشر ونزلتو وجهنا وسودتوه قدام الخلايق بدون خجل...
وجاسر طبعًا عم يطالعهم ببرود من أول ما تكلموا معو... فضحك بوجههم مستهجن كلامهم وهو عم يقلهم بنبرة لاذعة: قلهم يساووا شاللي بطلع بإيدهم... وهدنتهم ما بدي إياها... ويورجوني شو في عندهم... وأعلى ما بخيلهم يركبوه...
الرجال ضحك بوجهو ناطق بجرأة وهو عم يلف ع أخوه جاثم يلي ماسك دموعو لتنزل قدامهم من حرتو ع أبوه وأخوه: نصيحة من حمى كان لإلك من زمان إذا أخوك بلا عقل ما تكون اطقع منو...
جاسر قرب منو جاحرو: دبش أحمل حالك من هون... مو وقتك هلأ... واحنا عارفين صحابك شو بدهم بلاش تسوقها ع حدا سايقها وفاهمها للطبخة...
الدبش دخل إيديه بجيبة بنطلونو القماش رادد عليه وهو عم يتحرك بعيد عنو: والله الدور مين كاشف حالو يا ابن عثمان... بقولوا يلي خلف ما مات... وانسحب وهو عم يضحك عليه...وحارر جاسر بكلامو... لإنو هو ما خلف ولد يكمل العيلة من وراه... 
فجاوبو جاسر بمرارة: وفيه ناس هتموت من خلفتهم... يلي بيتو من قزاز ما يضرب بيوت الناس بالحجر... يا أبو سيف...
أبو سيف بهتت الابتسامة ع وجهو وهو عم يوقف مكانو ومطالع الرجالين يلي تحركوا قبليه واجوا رح يردوا عليه لكنو منعهم ناطق: ايه بنشوف يا أبو جودي... 
وتحرك وهو مناه لهالقليل المرجلة يمسك عليه شي يذلو... واحد ما بسوى وما معاه قدهم ومصدق حالو عليهم عشانو ضارب وبلعب ع العلن... وهما بكل صدق بحاجة هيك حدا... بس لا يعني هما لإنهم بحاجة لإلو يفكر يركبهم... 
بس متل ما بقول بوس الكلب من تمو لتاخد غرضك منو... وساعتها يا سواد ليلك يا جاسر... لإنو خلص لازمتك لإلنا انتهت وما عاد في ضرورة لإلك بيننا كاسم... بس متى هاليوم يجي الله بعلمو... بس كلو من أبوه يلي مات بدون مناسبة ولا مقدمات... وحطهم بهيك خانة مخزية لإلهم ولاسمهم... فكملوا لبرا المستشفى متحاكين ع جنب تاركين جاسر يلف ع أخوه بدون سابق إنذار شادد عليه من جاكيت بدلتو مهددو من شان ما يتأثر بكلامهم: بتشدلي حالك بلاش كمّل عليك ورا أبوك وأخوك يلي ما فيه بينو وبين الموت شعرة... واحرم بناتك من الورثة متل ما راح أحرم خواتك منها... لإنو احنا يلي تعبنا عليها... وبتقلهم بالحرف الواحد ولا وحدة تيجي ع العزا لإنهم جواسيس لرجالهم وما في عنا عزا للنسوان... وشد أكتر مقربو منو وهو عم يشوف الدموع بعيونو... والحقيرة بنتك أنا شطبت إيدي منها لإنو ريحتها فاحت فرح زوجها لواحد تاني ما حدا عارف إنها مرتو وهما ما بقدروا يفضحوا حالهم قدام الناس... ودفعو بعيد عنو آمرو... ليجي ابنك بتساوي يلي بقلك عليه بالحرف الواحد لإنو أنا في كم مشوار لازم أعملهم... فاهم...
جاثم هز راسو وهو مو قادر ينطق بحرف واحد من اندهاشو وعدم تقبلو كيف أخوه هيك صار وحش بعد ما مات أبوهم يلي من المفترض يخلي قلبو يحن ومخو يتحلل شوي لوانو (لو إنو) كان حد طبيعي... بس للأسف جاسر مش حد طبيعي... فسحب سيجار من جيبتو يدخنها وهو عم يسمع صوت الآذان الفجر وعم يتحرك شمال ويمين بليوان المستشفى عم يفكر كيف ينتقم انتقام رهيب بعيلة الخيّال ويخليهم يخسروا مبالغ ضخمة... لإنو ع اللي عملوه فيه الليلة لازم ينتقم منهم بشي كبير... 
أبوه مات من وراهم وأخوه يلي مو بعيدة هيلحقو... وفوقهم أخدو بنتو ال**** يلي ناوي يقتلها من نص بيتو بس يمسكها... لإنها هربت منو مع زوجها يلي رح يبرع بالانتقام منو ومن أهلو بشي ما بخطر لا ع البال ولا ع الخاطر... بس صبرهم عليهم هالتلات تيام ليضمن كم شغلة ببالو إلا التنفيذ يكون الليلة الرابعة بالوقت يلي مات فيه أبوه قريب الساعة تلات إلا... مو بقولوا العين بالعين والسن بالسن... بس أما عندو هو الطاق لازم يكون مقابلو عشرة ومليون... ولا شو فايدة يلي عم بعملو.... فمسح ع وجهو وهو مناه ينسف بنتو عن الوجود... بنتو الفصعونة الجبانة تستهين فيه هيك وتهرب مع زوجها... 
لا والله ما عرفت تربي يا جاسر... حقيتها هادي يندعس ع راسها وتنرمي للكلاب تنهش في لحمها... وهادا كنان الحقير يلي حطهم في بوز المدفع لازم يلاقي طريقة ليتخلص منو... لإنو أكيد لو عاش هيعيش بأعاقة فلازم يتريح منو ومن أفكارو وتصرفاتو الغبية بأسرع وقت... بس ليخلص من دفن أبوه والناس الجاي تعزيهم هيفضى لكنان ال#### ويتريح منو... وهادا عثمان التاني صبرو عليه إذا ما لجمو وخلاه متل الكلب يمشي كيف بدو ما بكون أخوه كبير... وكبير عيلة دهب الفعلي والحقيقي من بعد موت أبوه عثمان جاسر دهب والصلاة عليه ودفنو تحت التراب...  فمسح ع وجهو محتر كلو عندو كوم والحقيرة بنتو كوم تاني باللي سوتو... 
مو قادر يستوعب الجبانة الهبلة بطلع منها هيك شي... ريتو قتلها بس عندت تدخل المزرعة... عشان ما تسوّد وجهو بين الناس هيك... أكيد حضرتها فرحانة من شانها راحت معو... 
أي والله بس ليشوفها إلا ليطخها ويقطعها قطع ويرميها للحيايا مو لكلاب الشارع... 
عاد جودي المسكينة هيه وين والفرحة وين.... 
وين تفرح وهي شافت يلي شافتو منهم... 
وين تفرح؟ وهي غرقانة لحالها بكوابيسها المخيفة من خوفها للكلاب تنهش فيها ولا تنقتل من الرّجال يلي عم تلحق فيها لكن ربنا راحمها بس تصحى مفزوعة من نومها بآخر لحظة لترد تنام مو عارفة كيف... كأنو عقلها رافض الواقع... وفضل النوم كهروب من شكلها الجديد... وكفرصة تانية للنجاة من التفكير من الكوابيس يلي عم تحلم فيها وهي ما عندها العلم الوقت عم يعد عليها وهي بعيدة عن عزا جدها واللي عم بصير عند أهل زوجها يلي حالهم ما بسر البال ولا الخاطر مجافين الأكل بين الصيام وفقدان شهيتهم للأكل وتفششهم ببعض... لإنو ما فيهم يروحوا ع المستشفى يطمنوا ع جابر ولا فيهم يطلعوا برا البيت لو خطوة... وشو كانت قعدتهم بالبيت ضاغطة جوري يلي نامت بعد الضحى غصب عنها بغرفة جدها هاربة من ضغط عماتها هي وأريام من خوفهم ليسمعوا خبر موت عمهم لإنو عمتها وفاء بدعت بالتفويل ع آخوها بالموت... وهما مو حمل يسمعوا موتو ويكرهوا جودي مع أهلها بزيادة....
ومن خوفهم ليدخلوا هيك صراع مع رغباتهم والواقع فضلوا النوم على المواجهة يلي ما بتغني وبتسمن من جوع... 
في حين جودي لشو رح تهرب بعد ما تكتفي من النوم وزوجها العزيز مختفي عن العيون وتليفونو مسكر وما حد عارف يصلو... وحتى الحراس رفض يكملوا معو... وعاصي مو عارف شو يساوي دام قعدتهم مع رجال البلد قربت وحضرتو غايب... والجد عم يضغط عليه يشوف وين أراضيه... ووين يعرف أراضيه إذا هو اختفى من قبل الفجر... فما كان عندو غير حل واحد يتواصل مع الست سمية يلي بعتها تجالس مرت ابنهم كرمال ييفهم كيف طلع من البيت وإذا صار شي قبل ما يطلع... 
بس للأسف الست سمية كانت عم تفرز الشنط يلي جابوها من جناح عبد العزيز من شان كريمة الدهب الغرقانة في كابوسها العم تحلم فيه بدخان وضباب وين مكان وصوت رجلين على الأرض وصراخ ورصاص ... وغير بقع وحفر الدم المنتشرة وين مكان وفجأة حست حالها عم تركض بسرعة وهي حاسة ببرودة مستوطنة عظمها وعيونها الخايفة عم تلتفت ورآها شايفة سواد بسواد وشكل مخيف عم بحاول يلحقها بدو ياخد روحها منها .... ارتجفت ودارت راسها و صدمت بشخص أنصاب قدامها و دمو ارتشق عليها و على وجهها وشعرها و كل جسمها.... فصرخت بخوف... آآآآ... مصحية حالها من النوم وهي منقوزة من كابوسها وحاسة بجسمها رطب وعرقان وشعرها القصير ملزق بوجهها... ونفسها يلي بالغصب عم تاخدو... فبلعت ريقها وهي حاسة باشمئزاز من نفسها ومن ريحة جسمها المبالغ فيها مع الحمل... راغبة تقوم تتحمم لتخلّص جسمها من هالريحة القارفتها لكن ما فيها تقوم من تصلب جسمها مع كترة النوم... فرجعت راسها ع المخدة وهي مو قادرة تفكر بشي... من تعب دماغها من يلي مرت فيه... بس دقات قلبها المضطربة ما سمحتلها تكمّل شرودها بالفراغ ع طول فلفت وجهها مدورة عليه وهي مو قادرة تتذكر شي من بلادة دماغها ولحظة ما لمحتو جنبها بلشت تسترجع يلي صار بذاكرتها فبسرعة دورت عيونها حواليها وهي عم ترفع إيدها ع قلبها وتمسح ع وجهها بإيدها التانية إلا بدقة الباب... 
ما بتعرف ليه مع دقة الباب وكحل الغرفة يلي انتبهت عليه هلأ تذكرت كوابيسها وصوت خبط الرجلين... فنطقت بصوت مذعور: مــيــن؟!!!! 
مــيــن هــون؟
إلا وصلها صوت ست كبيرة بالعمر من ورا الباب عم تحاكيها برسمية بحتة من عدم شوفتها لوجهها ومعرفتها لنمط شخصيتها بالدقة: بعتذر إذا خوفتك يا مدام بس جيت قلك لازم تلحقي تصلي الظهر قبل ما يأذن العصر وطلّع أواعيكي وأغراضك يلي بعتهم السيد... 
جودي بسرعة سحبت الغطا مغطية حالها بالكامل رافضة الخدامة تشوف شكلها هيك وفجأة دفعت حالها لتقوم تسألها وينو إلا بإيدها مع عتمة الغرفة موقعة الأباجورة والخدامة بس سمعت صوت شي وقع خافت ليكون صار معها شي فبسرعة فتحت الباب ضاوية الضو جنب الباب من معرفتها للغرفة يلي شيكت عليها مع بقية الغرف بعد تنظيف الخدم لإلها... إلا بصوت جودي الحاد: لأ اطفيه...
الخدامة انفزعت من شكل شعرها المغطي جرح جبينها ووجهها المصفر... وعيونها الخايفة... فبسرعة طفت الضو وهي عم تعتذر: آسفة يا مدام فكرت صايرلك شي... بتحبي جيبلك الأكل لـهـ
جودي قاطعتها وهي نفسها تقلها برا: وينو؟
مين يلي وينو... أكيد ما رح تفهم عليها دامها مو جوري ولا رولا التعودوا ع كلامها المتقطع... فنطقت الست سمية بنبرة مترددة: مين هو يا مدام؟
جودي بكت ع فجأة... رافضة ترد عليها... ولفت حالها ع الشقة التانية... مش طايقة حالها ومو فاهمة مالها... وبس سمعت صوت مشي الست سمية المفكرتها الخدامة نطقت بصوت عالي: مـا تـمـشـي!!!
الست سمية ردت وهي مستغربة كلامها: شو أمرتي يا بنتي؟؟؟
جودي كيف سمعت آخر كلمتين منها انفعلت ناطقة: أنا مش بنتك ولا بنت حدا... ومسحت ع وجهها بانفعال... ناطقة شروي غروي من الخوف والرعبة يلي اكلتها من امبارح... ما تحكيلي بنتي... 
الست سمية ردت عليها وهي خجلانة من حالها لإنو بنت مراهقة تجي تتطاول عليها هيك... فردت بنبرة باردة منصاعة لإلها احترامًا لعاصي يلي ربتو: بتؤمري يا بـ لكنها قومت لسانها... مدام... فتحركت طالعة من الغرفة... 
إلا بقومة جودي من السرير وراها وهي خايفة: وين رايحة؟ وبكت فاصمة الخدامة معها وهي عم تزم الغطا عليها... ما تروحي أنا خايفة كتير... ونزلت حالها ع الأرض شاهقة وحاسة حالها رح تنجن... مو فاهمة هي وين وشاللي عم بصير معها... ووين هو بطلها زورو واللي بكون زوجها عنها هون... ليش تركها فجأة هيك... مش هو أولى فيها من أهلها... مش هي فضلتو عن أهلها وينو... ليه تركها؟؟ اسئلة أعمق من مستواها السابق بلشت تتطرحها وتفكر فيها غير حاسة بالست سمية المسكينة الاحتارت معها لتقرب منها وتهون عليها ولّا تبقى مكانها... فنطقت بنبرة حريصة وهي عم تقطع المسافة يلي بينهم بمهل: شو رأيك بالأول يا مدام اجهزلك الباينو وعطرلك الحمام... واعملك بعدها شي بتحبيه... مو بقولوا المرا الحامل لازم تدير بالها ع صحتها وصحة الجنين يلي ببطنها... 
جودي ردت وهي عم تمسح دموعها: أنا جوعانة كتير بس مو جاي ع بالي آكل... 
ابتسمت الست سمية بوجهها وهو عم تقترح عليها بنبرة حنونة ودودة معها: طيب شو رأيك تتحممي أول...
جودي نطقت بعبوس وهي عم ترد تبكي: وشعـ ـري؟
الست سمية ضاعت هون مو فاهمة عليها بس عارفة شكلها يرثى له: مالو شعرك؟ وقربت منها ماسحة عليه...
جودي ردت عليها بصوت مخنوق من بين بكاها: مقصوص كلو!!!
الست سمية نزلت لمستواها وهي عم تدرس كل كلمة قبل ما تقوللها إياها خوف ما ترد لعصبيتها قبل شوي معها: بتعرفي يا بـ 
لكنها فورًا وقفت حالها عن نطقت بنتي رادة لكلمة... مدام أنا وصغيرة كان شعري طويل وأحلى شعر بالمدرسة والقرية كان أشقر وبلمع وخميل وناعم كتير وكنت غالب وقتي أهتم فيه كتير وما حب حدا يلمس شعرة منو حتى لو والدتي يلي الله يحرمها... وسكتت منتظرة توقيف مرت ابن الخيّال لإلها لكنها ما وقفتها فكملت كلامها معها وهي ما بتعرف ليه بتقلها هالقصة يلي فعلًا هتهون ع بنت دهب من تشابهها مع يلي صار معها بشكل بسيط بدون ما يكونلها علم بهالشي... فالوالدة شو كانت تنقهر منو... وكنا نتزاعل من شاني أنا بنص الترتيب إذا لمحت شعري شوي بالمراية ها صدفة مو مرتب انسى الترتيب وحتى الدراسة وقوم اهتم بشعري... وأمي تنجن مني وتعصب علي منادية ع الوالد المرحوم يجي يلاقيلي حل مع هالقصة... بس ع الفاضي معاي كان فبالآخير خلّص بطلت قادرة تتحملني فقامت قصتو غصب عني زي الكاريه أيامات زمان وأنا قعدت شهور اتجاهل أمي وأرفض روح المدرسة وشوف الناس لإنها أخدت أحلى شي مني وأغلى شي ع قلبي وقتها... بس بعد سنين طويلة لاكتشفت كلشي برجع إلا علاقة الأهل والصحة... فكلشي بتعدل يا مدام بس المهم صحتك وعلاقتك مع يلي بتحبيهم... 
جودي ردت عليها بحرقة وهي متوجعة من شفتها: بس أنا ما بعرف كيف ~~~ وبلعت حرتها كاتمة حسها... 
الست سمية هون مسحت ع ضهرها بحنية: صدقيني كلشي برجع يا بنتي... وغيرت الموضوع معها من شان تخلّص يلي عليها... فشو رأيك تتحممي أول شي... 
جودي نطقت ع فجأة: بدي أكل جاج متل يلي باكلو توم أند جيري...
الست سمية تبسمت ع فجأة بس تذكرت عاصي يلي كان بعشق هادا الكرتون ويجي عندها من شان يحضرو من ورا أمو يلي كانت بدها إياه يقرأ كتب باللغة الانجليزية لتتباهى فيه قدام الناس: طيب يبقى انتي خلصي حمامك لحد مهو جاهز... 
فجأة اشمئزت جودي مبعدة عنها من طعم جاج المشابهة لجاج توم أند جيري (كنتاكي) ووقفت ع حيلها بالغطى الزاممتو ع جسمها رادة: ما بدي آكل... بس بدي اتحمم...
الست سمية حست هالبنت هادي مالها شي غلط... فتعاطفت معها وهي عم تحوطها من ضهرها دافعتها تدخل من الباب الواقفة جنبو: طيب تريحي لحد ماني مجهزتلك لبسة تلبسيها واعملك مغطس هيريحك... 
جودي خلص بدها تسترخي مو قادرة ع توترها وعصبيتها المفاجئة... فتسطحت بمساعدة الست سمية الحرصانة كل الحرص الغطى يضلو عليها من شان ما تصرخ فيها متل قبل شوي... وبعدت عنها وهي عم تقلها: هيني رح ضويلك الضو ونازلة جيب شنطك... 
جودي هزت راسها بايجاب... فطلعت الست سمية بعد ما ضوت الضو وهي عم تتنفس براحة... وعم تحاكي حالها عاصي قال "عنها طيبة كتير وما بتغلب... واضح جدًا إنها ما بتغلب" وفجأة إلا وصلها صوت رنة تليفونها من تحت.... فعجلت لعندو ساحبتو وعابرة غرفتها لترد ع المتصل عليها.. تاركة جودي لحالها تطالع حواليها من الزهق والاضطراب المشاعر الحاسة فيه... فرفعت ضهرها متأملة بديكور الغرفة الارستقراطي.. ومفقدة السرير الوسيع المتمددة عليه واللونو بيج مع لمعة ورفعت عيونها ع راسية السرير الطويلة و العريضة و المنجدة على شكل معين و جنب السرير في خزانتين صغار .... و في عليهم براويز خالية ما في داخلهم اي صور ... فطالعت قدامهم مقابلة مقعدين الفخمين ولونهم خمري ممزوج ببيج مع طاولة مستديرة وعليها مزهرية خالية من الورد وتحت المقعدين والطاولة فيه سجادة خمرية... فحركت عيونها لفوق لامحة تلات شبابيك كبار قبالها ومسكرين بالاباجورات... وشو لفتها التواليت المشابه لتصميم السرير وجاي بشكل غريب مراية مأطرة بلون دهبي معلقة في الحيطة مع جرّار كبير وكرسي مربع ورجلينو معمولين بالفضة لكن مطلين بمية دهب.... ودهشت من طول الخزانة المجانبة لتلات شبابيك وعرضها واللي جاي لونها مع لون البرايد بيج على كاكي..
وتأفأفت بس حست الخدامة طولت وريحتها مو قادرة تتحملها من ريحتها القارفة منها... وفجأة قامت راكضة ع الحمام تستفرغ... 
بشو رح تستفرغ إذا ما في شي بمعدتها فطلعت روحها وهي عم تستفرغ 
حاسة جسمها مولع نار... الله يرحم أيام قبل لما كانت تموت من البرد هلأ هتموت من الحر فرمت الغطا ع الأرض وعبرت الباينو موقفة تحت الحنفية وهي عم تطالع اواعيها الممزعة متذكرة كيف مزعلها إياهم... فبسرعة شلحتهم رميتهم ع الأرض وهي عم تسمع صوت طبقة الباب... والنار شبت جواها... وصار نفسها تفش خلقها بالخدامة الكذابة يلي قالتلها رح تحضرلها الأواعي... بعدين مش قالت رح تعمللها المغطس وتريح حالها وينها... فبسرعة طفت المي ساحبة الروب وهي مو فارق عندها المي يلي ع جسمها وجت بدها تتحرك إلا رجلها زلقت ع الأرض من نعومة البلاط مع رجلها الرطبة فنطقت بخوف وهي عم تتمسك بعلاقة الأرواب الخشب: يما... 
وبسرعة دعست ع أواعيها الراميتهم ع الأرض هاربة من الحمام وهي حاسة بوجع شفتها ولسعة جبينها... وحركت عيونها لتدور على الخدامة الكذابة وتقاتلها لإنو المي الباردة ما عم تطفي نارها يلي أول مرة عم تحس فيها جواتها... فجأة جت عينها بس بعدت عن باب الحمام ع الأواعي التاركتهم الخدامة ع طرف السرير... فبسرعة راحت لعندهم مفقدتهم إلا كانوا ملابس داخلي مع البيجامة يلي ساعدتها جوري تلبسها في المستشفى قبل ما تروّح منو... فتأفأفت ناطقة... أووف ما لقت غير هاي.... فلفت مدورة حواليها ومتحركة لعند الخزانة تدور ع شي تاني تلبسو بلكي تخف نارها جواتها... ففتحت الخزامة وهي مو مفكرة في إلها أواعي ولا لأ... ودهشت بس لقت كم غيار إلها مرتب جواتها... فبسرعة سحبت قطعة من بينهم إلا كان فستان قصير وكت حفر... 
وشو برد قلبها هالقصر... فبسرعة تحركت بدها تسكر الباب لكنها لقتو مسكر من الخدامة من قبل (بعد ما تركتلها غيارها ع سرير)... وبدون تفكير شلحت الروب لابسة ملابسها الداخلي وفستانها القصير وهي ناسية زوجها الكريم ما بحب يشوفها لابسة هيك شي قدام الخدم ولا أهل بيتو... وتحركت بكل ثقة لعند المراية تشوفو عليها ودهشت بس لمحت العلامة بقع جسمها وحال جبينها المجروح... ولا شفتها الموجعتها... فما تقبلت حالها هيك وبسرعة شلحتو بدفاشة مازعتو من عند الكتف... ولبست البيجامة المحضرتلها إياه الست سمية... وبسرعة ع تحت هاربة من حالها ومن مواجهة شكلها الجديد... لتقعد مع الست الكبيرة وتسمع منها كمان قصص وتاكل شي تعبي فيه بطنها كرمال تضيّع الوقت معها... إلا بريحة الأكل الواصلتها من المطبخ فبسرعة كملت طريقها لعندها محل ما الراحة فايحة طالبة منها: بسرعة ذدي أكل واسمع منك قصص عن طفولتك!! 
بس الصدمة كانت لإلها بس ردت عليها الست سمية بشقاوة: تكرمي بس الأول صلي واقضي يلي عليكي... علشان بعدها أعدلك قصة شعرك وأعقملك جرح جبينك واحطلك لاصقة جروح إذا فيه أو أي شي نغطي فيه جرحك.... 
فتنهدت مطبقة كلامها ورادة لعندها كرمال تاكل وتعمقلها جرحها وهي غير شاعرة كيف الوقت مضي معها لترد تقوم تصلي المغرب وتلف بالڤيلّا بس شافت الست سمية عم تقرأ القرآن لتسلي حالها من كتر الزهق وهي مو حاسة بالخجل باللي عم تعملو بفتحها باب باب متل الأطفال مكتشفة الغرف من عند الباب بس من خلال عيونها بدون ما تدقق أو تفتش فيهم لكن حالها تبدل بس فتحت باب المقابل للصالون ومضوية ضو الغرفة المندهشة من حجم غرفة المكتبة يلي قبالها وتصميمها الكلاسيكي العربي (التراث العربي) فعبرت وهي منذهلة من الرفوف المعبية من أولها لآخرها... فقربت منها محسسة عليهم وهي عاجزة تعبّر عن الحاسة فيه بلسانها المعقود وبعيونها العم يلمعوا بس دققت فيهم لامحة بينهم مجلات وكتب مختلفة ومتنوعة عن السياسة والعلوم و الأحياء وعلم النفس والتاريخ... وملفات ووثاثق غريبة عليها... وبس اكتفت من تفقد الكتب لفت متأملة بالمكتب البني الضخم مسحورة بعلبة الأقلام السودا وبالأقلام الحبر المبينة مصنوعة من الدهب... وشو انبسطت بس لمحت كنبة طويلة خمرية اللون بدون أي فاصل فيها ومصنوعة من الجلد ومحطوطة مقابل الشباك الكبير المطل ع الحديقة... فشقهت متحركة لعندها قاعدة عليها وفجأة حست بوجع عرقها من حركتها السريعة... فتنهدت متجاهلتو مو جاي ع بالها تنكد ع حالها عشان هيك شي فقامت ناحية المكتبة تدورلها ع كتاب تقرأ فيه هلأ بس للأسف المواضيع أكبر من مستوى إدراكها... وفجأة لقت كتاب في علم النفس عن تكوين الشخصية... فلفت انتباهها رغم إنها ولا مرة فكرت من قبل تقرأ بهيك مجال لإنو عالمها كان بس سبيستون فردت راجعة للكنبة بدها تبلش تقرأ فيه إلا بصوت الست سمية: يلا يا حلوة أدن العشا...
فقامت بتشجيع تصليه من شان ترجع لهالكنبة المغرية للتمدد والقراءة عليها... وما بتعرف كيف الوقت عدا عليها وهي عم تقرأ بس بكم صفحة فتحتها بشكل عشوائي لإنها ما فهمت أول صفحاتو... وضاعت من الكلام يلي عم تقرؤو مو مستوعبة شو مكتوب... اسئلة غريبة عليها... ماذا تحب ببساطة؟ ولماذا؟ 
هي تحب؟ شو بتحب؟ اشياء متل الأكل والأواعي ولا رجال؟ سؤال صعب... فتململت منو مسكرتو... من كتر ما وجعلها راسها ودروخها بأسئلتو البايخة... وقررت تغفالها شوي وهي مو مفكرة فيه ولا باللي صار معها... لإنها مو حابه تفكر بولا شي بخليها تفقد أعصابها... على عكس أبوها يلي هيجن لإنو قليل من الناس أجوا ع المزرعة ليعزوه بأبوه رغم عدد الناس الكبير يلي صلوا عليه وكملوا ع المقبرة يشاركوا بدفنوا... وبالآخير ع بيت العزا استحوا يجوا... شو هالناس يلي عم تصف بصف الخيّال... بسيطة بس ليخلص من زواج بنت جاثم ال##### ليفضى فضاوة محرزة بحق الخيّال... بعدين منيح يلي مر اليوم ع خير ومشيت كذبتهم ع الناس إنو كنان تأخر بالرجعة لإنو كان معروف بين صحابو إنو امبارح الضهريات موعد سفرو من شان دورة مدتها تلات أشهر ببريطانيا... وأكيد ما حدا بعرف إنو مو مسافر لإنو شيّك من شركات الاتصالات عن طريق معارفو الساعدوه بدخول كنان المستشفى بدون أي تحقيق بخصوص الطلقات البجسمو... والكملو معاه هالمعروف ليضمن إذا كان أخوه كنان متصل ع حدا ولا مكلم حد من صحابو ومعارفو دامو ما فيه يفتح تليفونو ولا يفكر بقصة اختراقو لأنو مش فاضي يعمق بكلشي... فمن حسن ظنو تبيّن إنو مانو رادد ع حدا ومغلق خطو من 18 ساعة ساهي عن بقية الاحتماليات المالو خلق يتبع معها ويحسبلها ألف حساب... فأكيد فيلمو هيك رح يمشي ع الناس أنو ما فيه وقت ليستنوا فيه يجي من شان ما يؤخروا دفن أبوهم للعصر ولا لبكرا في حالة لو سألوا لإنو الوضع ما بتحمّل... 
ما فشرت الناس يخبرها إن ابنهم مطخوخ منهم وما فيه رصاصة وحدة جاي من رصاصات رجّال الخيّال فيه فشو هالعار بحقهم من ورا تصرفات أخوه ال***** وفجأة صرخ بس رن تليفونو: جاثم!!!!! 
جاثم المسكين والواقف برا الصالون خايف أخوه يلمحو دام روحوا كل الرجال المعزيين من رعبتو ليفش خلقو فيه ويضلو يهددو ع الطلعة والنزلة من سوادة بنتو معهم... فبسرعة تحرك لعندو ناطق غصب عنو وهو مرتعب منو وحاسبلو مليون حساب: أؤمر!!!
جاسر سحب سيجار من علبة سيجارو يلي كان عم يلعب فيها ناطق بنبرة جلفة: خبرها لل###### تجهز حالها... 
جاثم هز راسو بانصياع تام خايف ليساوي فيه شي: حاضر... وانسحب لعند بنتو المحبوسة بالحظيرة برا فاتح عليها الباب وهو مناه يخبصها ويفش غلو فيها لإنها بينتو قدام أبوه وأخوه بتقليل... فقرب منها داعس ع إيدها بقوة بس شافها نايمة وهو عم ينزل لمستواها ساحبها من شعرها سابب عليها مسبات دنيئة وهي مو سامعتها من وجع راسها من خبط عمها جاسر لإلو ومن قلة الأكل والشرب المخلينها ما تصحصح متل الخلق... 
والكارثة عقلها عم يهرب بمنامها وصحوتها ودوختها لعندو هو ابن الخيّال... 
عم يهرب لأيام العز وهي عندو ومعو... فدمعت غصب حاسة جسمها منهار وعم يوجعها بشكل غريب... لدرجة مو قادرة تقول لأبوها بكفي... وفجأة حست عليه عم يرفعها عن الأرض من شعرها بدون ذرة رحمة: بقلك قومي! 
تقوم... ضحكت غصب وين تقوم وإيديها ورجليها مربوطين بقوة وراسها مدروخ... فسفهتو كأنها مو موجودة... فكمّل أبوها كلامو بغل: جدك مات وما عرفتي تبيضي وجهي قدامو... وصار يحرك براسها بكره كبير... مبسوطة هيك يا ###### خايفة عليه...
ردت ببغض كبير مبين بنبرة صوتها الغليظة بس سمعتو تكلم عن حبيب القلب ابن الخيّال القاسي: ولّا خاف عليك إنتا يلي رخصتني بهيك موقف...
جاثم بس سمع ردها الجريء بوجهو انفعل ضاربها كف مغلول منها مستحطي حيطها فيها لإنو بدو أي حد يطلع عليه كبتو من تصرفات أخوه جاسر معو وللأسف الشديد ما فيه غيرها بوجهو هلأ فقرب منها مهددها بدون ما يرفلو جفن: انا مالي حكي معك هلأ ببعتلك أخوكي مؤيد.. 
ابتسمت مستهينة فيه وفي أخوها رادة: هههههه على أساس مؤيد رح يطلعني والله لو تجيبلي عنتر ما رح أطلع.... بعدين ايش يعني جدي مات ما يموت ويريحنا قبل ما يموّتنا كلنا... 
جاثم بس سمع ردها ناد بصوت عالي: مؤيــد!!!
إميرال عارفة مؤيد فيلم رعب.... فكابرت ع خوفها بس عرفت أبوها ما عم يمزح معها فنطقت نكاية فيه: جيب عمي جاسر أحسن وانفجرت ضحك وهي من جواتها عم تبكي ع حالها ومو عارفة من وين جايتلها هالقوة... 
إلا بصوت مؤيد الداخل الحظيرة معلق: قلتلك خليها علي من الأول... وقرب منها بعنف ساحبها من شعرها وجابرها توقف ع رجليها تواجهو وهو عم يحذرها: إميرال اختصريني أنا مو أبوكي...فاحسنلك أمشي قدامي لبلاش تشوفي مني شي ما بعجبك... 
إميرال جكر فيه طالعتو بثقة وبقوة كبيرة جاوبتو: أيش بدك تعمل يعني؟ ضرب ما عاد يمشي معاي... و إذا قتلتني ما رح تستفيدوا مني بشي وما لحقت تنهي كلامها من هون إلا هى ترك شعرها من هون ورفع إيديها المربوطين قرب بطنها لفوق بدو يرجعهم لورا راسها وهو عم يلفها لورا ضاغط ع عمودها الفقري بركبة رجلو رادد: لا عاش ولا كان وحدة تجيني لتتحداني... إذا الضرب بطل ينفع معك... أعرفي لإنو إنتي أصلًا ما انضربتي زي ما لازم... فإنتي اختاري بشو حابه تنضربي تحتى فعلاً تعرفي شو هو الضرب الفعلي... فأنا بنصحك تدخلي وتحممي وتزبطي حالك... لإنو بدنا نزوجك... دامك خايفة عليه لابنهم الخروق... وضحك بس لمح أختو بهتت وما عادت قادرة تشد حالها من الدوران الدنيا فيها من أخر شي قاللها إياه... 
متصارعة مع حالها شو يزوجها وهي متجوزة من الجلف ابن الخيّال... 
هادول ع شو عم يلعب مع زوجها... يلي رح ينجن إذا عرف رح يزوجوها لواحد تاني وهي ع ذمتو... 
معقول أهلها عم يلعبوا فيها معو... وعم يكذبوا عليها... رفضت تكمل معو... مفكرة فيه وباللي رح يصير فيه إذا أكل طعم أهلها... ماكلة همو من خوفها عليه للي عم يطالع أخوه وهو مغلول منها لهالبلوة يلي قدرت تمثل عليه كل هالحب وهو متل الأهبل مصدّق... يلا ما في شي بمرق بالساهل... فحرك عنقو بغل وعروقو بانت رافض أي ذرة حب تبقى بقلبو لإلها اتجاهها... لأنو كيف فيها تعمل فيه هيك وهو يلي ما بخلي أعظم رجال يوقعو تجي بالأخير وحدة لا راحت ولا اجت متلها توقعو... 
وهادي هي المشكلة وحدة لا راحت ولا اجت هي يلي قدرتلو ودوبت الجليد المتكوم فوق قلبو وحررت مشاعرو من الجمود.. مخليتو يحس ويعرف يحب...
هي الوحيدة يلي فهمتو من عيونو... ومن حركاتو لما يعصب... وعرفت كيف تتعامل معاه... و تسحبو لعندها ليترك كل العالم والنَّاس وراه ويبقى معها هي سجين مسحور في شقتها وحياتها وهدوءها وشيطنتها وروحها وعفويتها وصدقها ونقاءها... أما جمالها كان آخر شي بفكر فيه... لإنو عارف الجميلات غالبًا سطحيات ولا مغرورات لإنهم بملكوالجمال مع الذكاء... ولا مفكرات حالهم أساس العالم وبدونهم وبدون جمالهم الرجّال صعب يعيشوا ولا يستمتعوا بحياتهم... بس هي طلعت شي تاني بعد ما أدرك جمالها وقوتها اكتشف إنها بنت بتخاف من شي بجهلو... ورقيقة بشكل كبير ودلوعة وبريئة رغم صلابتها وعنادتها.... وشو تمّن (ثمّن) جوهرتها الداخلية وشغفها بالحياة وحبها للسفر والمعرفة والاستطلاع والانبساط بالحياة بدون أي تعقيد... 
بس كل شي حسو وفسرو وحبو فجأة انهار وتلاشى جواتو بس صحي ع حقيقتها الخبيثة الماكرة بدون أي مقدمات... رغم إنو كان فيه دلائل باقي منتبه عليها وفضل ما يتعمق فيها من ثقتو فيها... بس شو هالثقة يلي طلعت فشوش بفشوش... فضحك ع نفسو بسخرية... وتنفس رافع ساعة إيدو اليسار مفقّدها إلا كانت الساعة تسعة ونص... فبسرعة قرب من أخوه جابر بايسو ع راسو وهامسلو: حقك ما هيروح هدر يا أخوي... 
وبعد عنو تاركو لمناوبة أخوه جواد وابنو أرسلان... ولف منسحب من المستشفى رايح للي عم بستناه... رايح للي هيشفي غليلو... 
فحرك سيارتو مع سيارات الحماية... وهو مغلول مو بس منها إلا من أبوه شامخ يلي حطو ببوز المدفع هو وعاصي ليقنعوا عبد العزيز ليتني (ليثني) ع مرتو... 
هو صح ما بحقلو يدّخل بحياتو بس بنفس الوقت مع يلي قالو أبوه... لإنو بناتهم لازمهم دعس وتهميش عشان ما يشوفوا حالهم عليهم ويطلعوا ع كتافهم... هو جرب وبعرف... بس وين ابن أخوه يرد عليه... 
صحي ابن أخوه بحترم الكل بس ما في حدا بقدر يغير شي مقتنع فيه أو مو قابل يقبل فيه... وبكفي البهدلة يلي نزلها فيها معهم قبل ساعتين بس دخل عليهم ع فجأة... فحب يتصل عليه يتطمن عليه بعد ثورة غضبو عليهم ومعهم... لكنو طنشو مطالع أختو جوري يلي خافية فرحتها عنو وعن الكل لإنها بعدت عن الغيمة السودا يلي كانت حاسة فيها من عمتها وفاء... من قلة تحملها وجلها لتضلها منكدة... بفضل ترباية أمها وأخوها وجدها الربوها تستعين بالله ساعة الجد مو تضلها تتكلم وتولول وتضيق الخلق... فبلعت ريقها لحظة ما قربوا من ڤيلتهم محل اقامة مرتو الجديد... إلا بصوت أخوها الخيّال الواضح عليه مو تمام ناشلها من عالمها الداخلي: بنبهك من هلأ ما تخبريها عن موت جدها واللي عم بصير بالعيلة هي مش ناقصها... 
جوري هزت راسها... أكيد ما رح تفتح تمها هي ما تصدق ما تسمع حدا بحكي بهيك مواضيع عشان تحاكيها فيهم... فردت بانصياع: حاضر من عيوني!!
عبد العزيز ابتسم ع ردها وبسرعة دخل فيها الباب بس فتحوه الحراس وقلها: يلا جهزي حالك!!
جوري بسرعة سحبت الشنطة التاركتها عند رجليها ورفضت تحطها وراها ولا بالصندوق خوف ما يصير شي وما تروح عند جودي بحجة أغراضها مو معها ولا لأسباب غريبة فكرت فيها وافترضتها من خوفها تما تروح عندها... وضمتها ناطقة: تم!
وبسرعة قرب منها فاتحلها الباب: شو عم تستني ركض إنزلي ما عندي وقت... 
جوري ما مزحت معو بكلمة لإنها عارفة قامت الدنيا بين رجال العيلة معو... وبسرعة نزلت بثقل لعند الباب رغم إنها مناها تطير لعندها.. وفتحت الباب لكن صدمة طلع مسكر فدقت بقوة منفعلة شاكة بأخوها معقول كذّب عليها... فكانت رح تلحقو تقلو وين رايح وطز بعصبيتو إلا بصوت الست سمية: تفضلي!
جوري طالعتها باستغراب وجت بدها تقلها إنتي مين... لكن الست سمية نطقت: أنا راعية جودي... وأكيد إنتي أخت السيد عبد العزيز... 
جوري ما فهمت عليها شو راعية وشو سيد... هو أخوها عجوز... ولا ع حفة قبرو... فردت عليها بكلام غير كلامها المباشر بنبرة باردة مالها دخل بحماسها يلي كانت حاسة فيه قبل ما تدق الباب وهي عم تأشر وراها: أيوة أنا أختو ووينها مرت أخي.. 
الست سمية ردت وهي عم تبتسملها: ع كلٍ أهلًا وسهلًا ومرت أخوكي الحلوة نايمة جوا غرفة المكتب...
جوري ابتسمت ع ذكر المكتب... شكلها نامت وهي بتقرأ فبسرعة تحركت لعندها منادية عليها: جوجو أجيت... وفتحت باب غرفة المكتب وهي عم تنادي ع جودي الغاطة بالعميق لا حاسة فيها ولا بجوزها المولعة معاه من ~~
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الخامس عشر

جودي غاطة بالعميق لا حاسة فيها ولا بجوزها المولعة معاه من كتر الإشياء يلي عم تصير معاه من بعد ما جبرها تروح عند أهلها رغم نيتو الصادقة ليعدل الوضع بينهم ويروح معها ع موعد مراجعتها عند الدكتورة يلي آجلو كرمال يضغط حالو بالشغل من شان يقضي معها شوية وقت بعد ما يتطمنوا ع صحة البيبي ليعيشوا لحظات متل أي تنين متزوجين عم يختبروا الحياة مع بعض بعد ما يروّحها من عند أهلها... بس لا كانت روحتها عند أهلها بالطيب... ولا حتى نواياه الصادقة ليقرب منها ولا ليعرف شو فيه بينها وبين أهلها صارت... وكل الضغط يلي ضغط حالو فيه جوا الشركة وبرا الشركة كان لهدف أهم من يلي عم يدور ببالو واللي هو مصلحة العيلة واللي بتيجي قبل علاقتو بمرتو يلي لما حاول يجاريها جت الأمور عكس ما توقعها... كاشفتلو أشياء كان متجاهلها ومتغافل عنها كرمال ما تتطاول عليه أو على عيلتو لإنو خايف ينغر فيها وتتعقد الأمور بينهم... بس اتاري خوفو منها مالو داعي من الأساس.... لإنو كان لازم يخاف عليها بدل ما يخاف منها... 
لإنو كان لازم يعطيها فرص قبل ما يحكم عليها للسادجة يلي عم تشاركو نفس السرير ونفس الفرشة...
لإنو كان لازم يعاشرها كشريك مكمّل مو كشريك مشكك فيها قبل ما الأمور تصل لهالحد هادا الصادمو فوق صدمتو ع اللي صار مع عمو جابر لإنو ما كان متخيل ضربة أهلها تيجي فيه هو بالذات... 
ولإنو ما توقع بنتهم المجبور يحميها هو من أي شيء هيئذيها لإنها مرتو وحامل بابنو بغباؤو وجهّلو قام مسلمها لإلهم بإيدو كرمال تودعهم كآخر مرة... مو كرمال ترجعلو منهانة ومهمشة منهم... ضحك بمرار ع براءة تفكيرو... هو فعلًا شاللي متوقعو من جاسر دهب الجبار وبنات عمها... كان لازم يحاورها ويفهم منها عن كتير اشياء... كان وكان ومليون كان قصّرها معها... فزفر بغل من فكرة أهانتو لإلها فوق ما هي ميهونة... ومن فكرة إنو رماها بشباك سوء ظنو يلي وسوللو وزينلو تشكيكو فيها وبفكرة إنها مجبورة عليه لو واحد بالمية... ومن فكرة إنو رفض يصدق براءتها الخام وشخصيتها السادجة واللي بتوقعها بشي أكبر منها... 
احتر من يلي سواه فيها من أول ليلة بينهم لحد هلأ... وانغل محاول يشتت ذهنو وفكرو عن حقيقة ظلمو لإلها وجرها من شعرها لعند رجلين أمو قبل ما يعاقبها تنظفلو جناحهم...
هو شو بدو يتذكر ليتذكر... ع شو ولا شو بدو يستسمح... ع اللي عملو فيها من الأول ولا ع اللي سواه فيها آخر شي ورطها فيه لما جبرها تروح عند أهلها تاركها في الوقت الغلط بخانة (الخاينة) عند عيلتو والكارثة وين مع عيلتها يلي هدرت دمها ومع أبوها عديم الأحساس يلي بعتلو رسالة الفجر (مبروكة عليك بس دير بالك عينك تسهى عنها لتلاقيها مقتولة لإنو دمها مهدور عنا) ... فمن وين يتلاقاها من ضميرو ولا من عيلتو ولا من عيلتها ولا منها يلي ما عادلها حدا غيرو... 
شو هالوزر التقيل... هو يلي آذاها رح يحميها من نفسو حتى... 
شاللي عم تغلطو بحقها يا ابن الخيّال لخبطت عيلتها وجبت آخرة بنتهم البتكون مدامتك... واللي ضميتها تحت جناحك مو كبنت إلا كمنطقة محمية يمنع المساس فيها عندك وخط أحمر مو خط عادي إلا خط عريض وواضح وضوح الشمس بوجه أهلها وأهلو المصرين يزوجوه عليها...
وين يتزوج عليها؟ 
وين يلحق أفكارهم المؤذية لإلها واللي لازم تكون موجهة ع عيلتها مو عليها هي المسكينة يلي مالها دخل بكل يلي صار... لكن من عجز أهلو وخيبتهم لنفسهم ومحاولتهم إثبات نفسهم بطرق مالها دخل برد الاعتبار لكرامتهم قرروا العقاب السريع يكون من نصيب محميتو الضعيفة المعدمة يلي ما بتملك غير قلبها الطيب وعقلها الضيق لتواجه أوجاعها ومآسيها سواء يلي صارت أو يلي رح تصير... 
ولأول مرة من بعد زواجو منها باكل همها بعد ما ورطها بسوء ظنونو...
لكنها هي المسكينة كيف هتاكل هم نفسها غير إنها تسلم أمرها لله بلا وعي منها وتكمّل نومها بس مو ببراءة كعادتها من كتر ما هي مستنزفة بعد يلي مرت فيه من وراه وورا أهلها ورجالهم والكتاب المعقد يلي بحكي سنسكريتي (لغة هندية قديمة) رغم إنو المكتوب قدامها بالعربي... فهي بتهرب من شي لشي كرمال ما تحس بشي بقلقها ويخرب هدوءها الفكري وعالمها الداخلي بس سبحان الله القلق ووجعة الراس لاحقينها من مكان لمكان لهيك فضلت النوم مخلصة نفسها من مسؤولية قراءة هالكتاب المضوجها لتريّح دماغها وجسمها وتنسى كل اللخبطة يلي مرت فيها وصارت معها من ليلة الجمعة حتى الليلة هادي... بس وين تنام وجتها جوري اللحوحة تصحيها وهي مو حاسة فيها ولا بحاجة جسمها يلي بدو ينام لساعات طويلة كتير ع أمل عقلها يتصالح من تلقاء نفسو مع يلي صار من شان تصحى متل عادتها ناسية يلي مر... بس مو كلشي بمر مرور الكرام وبسايرنا لحكمة ربانية ما بنعرفها بلحظتها... والحاح جوري عليها لتصحى ما كان هباء منثورا إلا كان من شان تخبرها هالخبر السام ع ملا وجهها: قومي بسرعة يا جودي رجال العيلة بفكروا يزوجوا زوجك وإنتي نايمة!!
جودي تحاول تسفهها لكن صوتها ونبرتها المضطربة منعتها: لك اصحي بقلك زوجك عم يجبروه يتزوج عليكي وإنتي ولا بالهوى داري... كلو من أهلك!!! لك قومي بسرعة... جودي!!! وتهز فيها وهي عم تكرر... مناي افهم إنتي مو مستوعبة شو عم قلك جدي وبقية رجال العيلة مفكرين يزوجوا عزوز عليكي...
جودي سمعت كلامها من هون قلبها نبض وخافت وهي لسا مش مستوعبة حرف من يلي عم تقولو بس نبرة صوتها المنفعلة حسستها بالخطر... 
فردّت جوري هزتها بقوة مالة من خمها النوم: لك يا خم النوم اصحي في مصيبة بقلك بدهم يزوجوا زوجك وإنتي قاعدة... لك متخيلة يجيب مكانك وحدة غيرك و~~
جودي بس سمعت كلمة مصيبة طالعة من تم جوري لفت عليها وهي عم ترفع ضهرها تشوف شو فيه بدون ما ينضوا ضو غرفة المكتب لكن فيه أثر ضو من الحديقة جاي من شباك المكتبة وما بتعرف كيف دماغها السميك فسر يلي قالتو غير إنو هو رح يتزوج جد او عم بتزوج... وقفل عقلها بعدها يسمع شو عم تحكي من عجزها تتخيل وحدة جنبو... وبهتت حاسة دماغها بدخّل شباط برباط وتذكرت وقت المستشفى والمتدربة يلي كانوا ع مزح رح يزوجوه إياها... فتخيلتها جنبو واستاءت ع عصبت ع بدها تنفجر بكى... كيف هي تسرق زورو منها... صمت ادنيها رافضة تسمع شي... وفجأة ثارت وصرخت على جوري يلي ضوت الضو عليها وهي عم تسألها لإنها لمحتها رافعة ضهرها بدون ما تحاكيها: جوجو مـالـك فـ ~~ 
طـفـي الـضـو!!!
جوري بهتت وعيونها طلعوا من مكانها بس شافت شكلها ووجهها وطول شعرها القصير ورفعت سبابتها مأشرة ع شعرها وهي واقفة عند باب المكتبة محل ما مفتاح الضو مصمم ناطقة غصب: مين سوى فيكي هيك... مستحيل عبد العزيز؟؟؟
وين عبد العزيز أخوها يسوي فيها هيك... هو ممكن يتجاوز بعض الخطوط بس مش توصل فيه المواصل يشوهها ولا يهينها هيك... وخير وبركة ما سمعها لإنو لو سمعها كان كمّلت عليه وحسستو بخيبة كبيرة من نفسو المضوجتو من محاولة فرض رجال عيلتو زواجو من بنت من بنات العيلة عليها كتنزيل من قيمتها وقيمة أهلها قدامهم وقدام باقي الخلايق بدون ما يقلقوا فيه ولا فيها يلي مالها دخل بكل يلي صار... فكيف فيه يظلمها بعد ما وعي ع كل ذنوبو بحقها... كيف فيه يتطاول على الدين هو عارف الشريعة اعطت الرجال هادي الحقوق لكن بشروط ومن بينهم وأهمهم يعدل وما يظلم... وهو عارف مالو حمل يتني فلليش (فليش) يغلب حالو ويفكر... فكرة إنو جدو مصر عليه ليتزوج عليها عم تحرو... فمسح وجهو محتر وهو عم يتذكر كيف عبر عليهم الديوان وهو عم يقلهم ومستشعر بتوتر الجو بينهم: السلام عليكم...
إلا رد عليه عمو جميل وهو عم يكمّل مشيو قاعد محلو المعتاد قريب جدو: وين السلام وحضرتك متأخر...
فجاوبو بجدية وهو عم يطالعو لامح عيونو المحزمقة منو: معليه حلالنا بستاهل أتأخر عليه...
فتدخل بدران وهو مستغرب من صمت الجد: شو قصدك يعني قعدتنا مالها ضرورة وجاي هيك...
عبد العزيز رد بصراحة جافة حاسس القعدة بس بينو وبينهم وكأنو الباقي مو موجودين: والله يا أبو عدي صرت احسبها هادي القعدة لوين رح تودينا فإذا قعداتنا يلي فاتت ما جابت أكلها يبقى شاللي رح تجيبو هادي القعدة ولا قعدتنا مع رجال البلد...
زيدان ضحك بمسخرة: هه آه لإنك عملت عملتك وخليتنا متساوين معهم بمستوى دناءتهم من شان تجيب مرتك قبل ما هما يعلموا علينا من وراها ومن ورا تسامحك معها فاصحك تفكر يلي عملتو يعني برفع راسنا بين الناس...
عبد العزيز رد عليه وهو محاول يسفه كلامو يلي لسعو رغم أنو فاهم مصدرو: والله لو فكرت كان طبلت بالموضوع بدل ما اتستر عليه...
إلا علّق عمو جميل بوقاحة: صحك ما تتستر عليه وإنتا سودت وجهنا بعملتك بعدين لعبة مرتك مع أهلها ما لازم ينسكت عنها...
جن بس سمع كلام عمو... شو لعبة ما لعبة... يا الله نار شبت جواتو لما تذكر كيف رجّعها وشو حالها بس تفحص جسمها غصب عنها... وحطها بمكان ما كان لازم يحطها فيه... فجاوب عمو بدون خوف: من الآخر مش جيت شو بدكم هاتوا وراقكم... وخلونا ننهيها لإنو بصراحة ما عندي وقت بس للحكي الوقت بمشي واحنا سنين مكاننا... ولف ع جدو مكلمو... شو يا أبو ضرغام شاللي مسكتك لهلأ...
الجد رد عليه وهو كاظم غيظو: ماشي قدرت تخلينا نلغي قعدتنا مع كبار البلد بس ما رح تقدر تغصبنا إنو نعترف بمرتك ع طول...
عبد العزيز انخنق فتعوذ من الشيطان ناطق: ماشالله وقت الصلح والزواج سباق وهلأ ~~~
الجد قاطعو بانفعال: لا هلأ ولا بعدين... والله ~~
فرد بسرعة عبد العزيز موقفو بنص كلامو بعدم صبر: شاللي عندك يا جدي وقت الصلح ركض عليه وانتا وكلنا عارفين طبعهم... فشو متوقع وبعدين أنا مرتي برا الموضوع فطلعوها وأنا بعرف كيف رح أتعامل معها... فخلونا نحكي بالزبدة والمهم جاسر دهب... يا نجيب راسو يا نلعب معو... غير هيك ما فيه عندي...
عمو جميل رد بتهكم: ما شاء الله بقول كان اخدت القرار عنا كلنا ومشينا وراك...
عبد العزيز فعلًا يلي شافو اليوم والمواضيع يلي طلعتلو برا السحبة ومع قلة النوم والأكل خلص مقفلة معاه ومو طايق حتى نفسو ومالو خلق يحاكي حدا وبدو الزبدة عشان يكمّل عند عمو ويبات عندو ليخفف شرهم ع مرتو كرمال يمسك العصى من النص خوف ما يجي بالحامي ع مرتو ولا ع أهلو.... فلف ع جدو مناظرو... 
إلا بصوت عمو كنعان يلي دخل ع فجأة من الباب مع زوج عمتو أمل: السلام عليكم!!
رد عليه عبد العزيز: وعليكم السلام وهو عم يسمع رد عاصي يلي مع فكرة يجيبوا راس جاسر ويهينوهم أهانة تذلهم قدام خلق الله: جميل! عبد العزيز يلي قالو مزبوط يعني زودناها سنين واحنا لا بنتقدم ولا ملاقين حل... يعني خلونا نبيض وجهنا بدون ما ندخّل حدا ونربيهم...
بدران نطق بدون خوف: يا سلام ونصير قتالين...
فتدخل عاصي هون محتر من بدران: يا سلام يعني ننقتل أحسن من شان واحد منهم مو مصلي ع النبي... والله يا الحبيب عند ساعة الجد ما حد بفكر يكون قاتل لما يشوف حالو هيكون مقتول... الشغلة فيها قاتل ومقتول ودام القاتل مو متراجع وإنتا عندك القدرة لتردو بأي طريقة أكيد هتساوي يلي بتقدر عليه...
فعقب زيدان ع كلامو: مهو الشغلة مو قصة القتل مين رح يقتلو منا لإنو مو منطق نبعت حدا يقتلو لإنو قلة مرجلة منا... وبنفس الوقت ما بدنا نلوّث سمعتنا...
عبد العزيز رد عليه: بسيطة لما بجي (يجي) بدو يضرنا بنقلبها عليه... بس الدور هلأ متى الوقت يلي بدو يقرب منا فيه... والسؤال المهم شو يلي رح يعملو معنا وكيف ممكن نسبقو... أنا حلالنا زودت عليه رجال للحماية وكلو مآمن بس الدور هلأ واحنا طالعين نكون بآمان... وهادا كلو بإيد الله مو بإيد عبيدو... فلازم كلنا ندير بالنا من أي ثغرة عشان ما يدخلوا منها... لإنو جاسر غدار وببيّتها...
الجد شامخ رد ملقي السم يلي بتمو: والله الثغرة يلي هيدخلوا منها مرتك وهون مربط الفرس يلي قدامك واللي بحلو ترجيعها لإلهم ولّا هجرك لإلها.... ودامنا ما بنطلق قدامك الهجر وتتزوج عليها لتربيها ع عملتها الناقصة معنا...
عبد العزيز رح ينفجر بس رد لهالسيرة لإنو هو الغبي يلي حط مرتو البريئة بهيك صورة وزاوية مشبوهة بالوقت الغلط... فنطق وهو كابت ثورة غضبو: بفكر...
بدران جن مجاوبو: شاللي بتفكر فيه هادي أهانة بحقنا... وعيب بحقنا....
وولعت الدنيا بينهم بين ما فيه طلاق ولا فيه زواج... لإنو ما فيه قدامو غير رنيم وجيهان وأريام وهو ما بقبل منهم ولا هما بدهم من برا العيلة عشان حرقة قلب عيلة دهب وبنتهم... 
وعاصي المسكين هو وزوج أمل مو قادرين يهدوا من عبد العزيز يلي كان نازل فيهم ردود قوية وبتنرفزهم كل كم دقيقة...في حين كنعان قاعد مستمتع... 
والحمدلله يلي حس عبد العزيز بالآخير رح يجلطهم فانسحب من القعدة جابر أختو جوري تيجي معو بدون ما يدخل يسلم ع عماتو يلي ما فكروا يقربوا منو من صوتو الملعلع قبل شوي... وما صدق جوري تيجيه بعد خمس دقايق واللي حسهم سنة ليتحرك فيها عند مدامتو وهو مو عامل حساب شاللي رح يقولوه أهلو عنو وعن أختو...
يعني هو يجنن البنت ويخليها لحالها مع المدام سمية لما ما يرجعلها ع البيت اليوم ولا لكم يوم تانيين عشان يرضيهم... 
هو مو طاغي ولا مستبد معها.... بكفيه يلي عملو فيها.... فمسح ع وجهو محرور من الورطة يلي حط مرتو ومحميتو فيها... فتنهد عازم من اليوم يرفع منها ويخليها شي ببيض الوجه فيه عند أهلو وبحسّر القلب عند أهلها... 
فضغط ع شفايفو فجأة لما تذكر لو ما جابها امبارح من نص بيت أهلها الله أعلم شو كان رح يساووا فيها... 
صحيح هو بدخلتو لبيتهم وترجيعها لعندهم وطخهم عليهم كان نقطة متساوية بينهم وبين عيلة دهب بس بالمقابل راحت بنت قلبو بالعروة... بس هو مستحيل يتزحزح ويتزوج عليها مو لإنو بحبها إلا لإنو ما بدو يظلمها ولا حتى عندو القدرة لبيت تاني...
هو عندو أهلو وعيلتو ومرتو أولوية قصوى وما بدو شي رابع يدخل عليهم ولا فوقهم... 
وضحك فجأة... قال بدو يختار من بنات العيلة وما لقوا غير رنيم وجيهان وأريام... وين رايحين فيه... أريام يلي ربت قدامو زي كأنها أختو ولا ماخدة الدنيا تسلاي... ولا رنيم وحركاتها التمردية وابتعادها عن ربها... ولا جيهان يلي مو مخلية شي من شرها... قال إذا بدك تخيرو حيرو بس هدول مو خيّروه إلا جلطوه بهالخيارات وبالاقتراح نفسو... فبلع ريقو وهو حاسس عندو كم شوكة قاعدة بحلقو من رجال العيلة ومن عمتو وفاء ونداء... 
فالله يستر إذا احوجوه يشد على إيدهم يلي بتوجعهم ويكشف عن أنيابو مو للهجوم إلا للرد والتحذير... فتنهد بس انتبه ع صوت تليفونو يلي كل شوي عم يرن وما عم يسكت... فتجاهلو عابر المستشفى وصافف سيارتو في كراج السيارات الخاص ليكمّل طريقو ع جناح عمو من شان يقعد لحماية عمو جابر هو وجبر وهو مو فارق عندو مقابلة جدو ولا حدا من رجال عيلتو هناك... وما لحق يبعد كتيرعن السيارة إلا لمح عاصي وعمو كنعان وأكيد جدو فوق لإنو مستحيل ينام بالبيت وابنو هون وخاصة بأول أيام حرجة عليه... فتحرك لعندهم وهو عم يقول: منك السماح يا عم ما سلمت عليك...
فتبسم كنعان غصب وهو عم يقلو: إنتا حل حالك بالأول بعدها سلم...
فتقرب منو غصب مسلم عليه... وهو عم يشد عليه: نورت... وبعد عنو رادد وهو عم يشد ع كتف عاصي بمعزة: وهيني سلمت عليك قبل ما حلها يا عم... وغمزو... كأنو حابب تكملها معاي...
كنعان تبسم بوجهو وهو متحفظ ومتكتم ع مشاعر الشر تجاه عيلة دهب وبناتهم: والله أنا مع يلي قالوه الأهل... وما بحس كان داعي لهالردود القوية...
عبد العزيز الكارثة عارف المطب يلي وقع فيه عمو فنطقلو: بدك ورقتك تمشي يا عم خليك بعيد...
كنعان جفل بس سمع كلامو... فسألو بنبرة شاحبة: شو قصدك؟
عبد العزيز قرب منو وطالعو بعيونو: قصدي وجعنا واحد بس غايتنا مختلفة... حدا بدو ينتقم وحدا بدو أبعد من هيك... فألعب ع راحتك بساحتك وخليني ألعب براحتي بساحتي...
فتدخل عاصي هون قبل ما تولع مع كنعان: أنا بقول خلونا صحاب وأحباب ونبعد عن الشر ونغنيلو... وخلي كل حدا منكم يمشي بطريقو بدون ما ندّخّل....
كنعان رفع سيجارو مكمّل فيه وهو عم يطالع عبد العزيز بحرقة لإنو شكلو هو فركش خطتو لجية بنت جاثم ال**** لعندو الليلة.... فسكت من تقل رجولتو عليه من خزيو ليواجهو... فتكلم بنبرة تقيلة: عم تلوي دراعي يا ابن ضرغام...
عبد العزيز رد عليه: ما بلوي يا عم بس بقلك حياتي خط أحمر وما تفكر تتخطاه... محبتك ع العين وع الراس بس ما بتعني تيجي تضغطني عشان جدي ورجال العيلة... وخدها مني إذا احنا ما مسكنا الموضوع ضاعت العيلة وضعنا... زمن أول حوّل وعقلية رجال العيلة مع تقديري لإلهم ما نفعت زمان لتنفع هلأ والموقف ما بتحمّل كلام ع مي ولا صوت عالي ولا قال وقلنا الموقف بدو فعل سريع وبمحلو... لإنو وجهنا صغر قدام نفسنا... فإنتا حر إذا بدك تمشي معهم بس مش حر يا عم تجبرني لإنو هيك رجولتي بالأرض أولها زواج... آخرها أبصر وين... وأنا رجال ما بحركني غير عقلي وأشر عليه وأهمو مرضاة ربي... فهي أنا عرضتلك نفسي ع بلاطة وشوف يلي سمعتو وين رح يجي وبمشي مع تفكيري من شان ما نكون بمكان ونصير بمكان تاني... وحرك إيدو شادد ع كتفو... وللمرة التانية ناطق... نوّرت البلد... ولف متحرك داخل المستشفى مبتعد عنهم وهو جد مالو خلق يبرر فيه لإنو ارهق كتير من سيطرتو ع وحشو الداخلي يلي عم يتحرك جواتو من ضغطو وحرتو ع عيلتو... هو إذا حدا انضر من عيلتو مو بنكسر إلا بصير جبار ومستعد للهجوم... 
امبارح مسك أعصابو مسك بالقوة بس من بعد ما شاف حال مرتو يلي مو قادر ينساه رح ينجن... من خوفو ليكون هو ورا موت جدها وأصابة عمها... يا الله عيلتها وين ما عم يروح عم بتلاحقو وعم بتذكرو بحال بنت قلبو يلي اخدها منهم بالقوة.. وحاسس فيها شي فرفع تليفونو بدو يتطمن عليها إلا بصوت جدو وهو عم يقلو: تعال!
فنزل التليفون مؤجل مراسلة الست سمية ليتطمن ع بنت قلبو يلي رح تنجلط من جوري يلي هتنفجر إذا ما عرفت مين ساوى فيها هيك... لإنها عاجزة تتقبل ردها إنها مو عارفة مين يلي قص شعرها ولا حتى متقبلة طلبها لتطفي الضو عليها... لإنها بدها تعرف كلشي ولا رح تموت من التفكير... فطالعتها بذهول مو قادرة تصدق إنها مش عارفة شاللي صار معها فنطقت من بين اسنانها بحرة: لك فهميني ؟ كيف مش عارفة مين ساوى فيكي إذا تركناكي بالبيت لحالك مع عبد العزيز...
جودي ردت بعجز منفعل من ضغط جوري عليها وسيطرتها وهي عم تبكي بغضب: ما بعرف هو كلو منو وداني عند أهلي و~~
قاطعتها جوري بانفعال وهي عم تحط إيديها ع حجابها: إويلي إويلي يبقى عشان هيك جدي بدو يزوجو شكلو فكرك مخططة مع أهلك... يا سواد وجهك يا عبد العزيز... فبسرعة لفت عليها ماسكتها من إيدها اليمين بتحكم: وليه وداكي شو المعنى بهداك اليوم ولا ليكون هما يلي سووا فيكي هيك و~~ سكتت مو قادرة تتحمل الفكرة فبعدت عنها فاكة منديلها من الحرارة الحاسة فيها لإنها وأخيرًا قدرت تفهم ليش عبد العزيز مولعة معو... واللي طلع من الطبيعي تولع معاه لإنها عارفة رجال العيلة ما بقبلوا بضرب نسوانهم ولا أهانتهم يعني صح هو من قبل جر جودي من شعرها وكانت أهانة كبيرة بحقها بس يعني حالها هلأ بحرق القلب.. فكيف فيه أخوها يشوف مرتو تنضرب وتنهان ومو قادر يرد حقها لا والكارثة مضروبة من الناس يلي بينهم عداوة... وفجأة لفت عليها منفعلة وفاشة غلها فيها: قاعدة عم تبكي وإنتي مش مستوعبة الكارثة يلي وقعتي فيها من ورا أهلك... لإنو زوجك أكيد ما رح يقبل قدامهم يقولهم إنك مضروبة منهم من شان ما ينهان... ورفض يرجعك عنا من شان ما تنهاني... إنتي لازم تشكري ربك إنك ما صرتي سيرة وحدوتة ع لسان عماتي ورجال العيلة... وقربت منها خاضتها... صحصحي وقومي تصرفي وتحملي المسؤولية هوني عن زوجك شوي حسسيه إنك مقدرة كل يلي عم يعملو وهوني عليه ضغط العيلة... بدل ما تضلك هيك وجد بالأخير يروح يتجوز عليكي...
جودي بعدت إيديها عنها منفجرة من كتر مهي خايفة منها: عم تخوفيني منك... انا ما سويت شي... ما عملت شي عشان يروح مني...
جوري ردت عليها بغصة وهي ماسكة حالها لتبكي: لك ما هادا يلي بقهر لإنك ما عم تعملي شي... يختي سوي شي حسسي زوجك إنك بدك إياه... حسسيه إنك ممنونة للي عم يعملو... ادعميه بدل ما انتي مفصولة عنو وتاركتيه هيك يحارب لحالو عشانك... عيلتك مع السلامة بس إنتي واللي ببطنك شو وضعكم لقدام... بدك رجال العيلة ياخدوه منك ويردوكي لأهلك ولا~~~
جودي دفعتها بعيد عنها وبسرعة رفعت رجليها وضمت حالها رادة بعنف: هادي بنتي إلي أنا وانفجرت بكى... والـ ـلـ ـي بـ ـقـ ـرب مـ ـنـهـ ـا يـا ويـ ـلـ ـو مـ ـنـ ـي...
جوري بكت مو عارفة مع مين توقف... مع أخوها ولا مع مرتو ولا مع عمها... ولا مع جدها... فنطقت بعجز: ما حدا رح ياخدو منك إذا عرفتي تكسبي عبد العزيز بصفك بدون ما توجعي راسك مع أهلك وعيلتنا... أنا اليوم جيتك بس بكرا مين رح يجيكي إذا الموضوع كبر... مين رح يهون عليكي إذا تزوج عليكي...
جودي رفعت إيديها صامة ادنينها رافضة تسمع كلامها... شو يتزوج عليها... شو ياخدوا ابنها منها... شو عم تخبص هادي البنت معها... تروح بعيد عنها... ما ترجع من محل ما جت... ما تروح عند أهلها المسيطرين والمتدخلين بحياتها... مالهم دخل بالبيبي يلي ببطنها هادا إلها هي... إلها هي وبس... فشو تساوي مو لسا لتدافع عن نفسها إلا لتعبر عن يلي عم تحس فيه من عجزها لتنطق وتعبر طبيعي متل باقي الخلق لإنها ما عمرها فكرت تعبر... لإنها تعودت تحضر تلفزيون وتنشغل عن يلي صار أو تنام وتفيق وكل شي يكون تمام... يا أما تطلع مع عمها كنان وتاكل بوظة في بعض المرات... بس هلأ ما فيه تلفزيون وما في عم كنان ياخدها ولا حتى جد يهون عليها والأنكى هلأ ما عاد فيها تنام... فما لقت حالها غير لافة حواليها موقعة اي شي بتيجي إيديها عليه... رح تنطق... الكلام صعب عليها... لسانها تقيل... ليه ما يتركوها بحالها ويروحوا...
هي ما بدها توعى...
هي ما بدها تصحى ع ظلم الناس حواليها... 
هي ما بدها تتوجع وتضلها تتوجع... خلص هي رضيانة بكل شي... بس ما يساووا فيها هيك... وسكنت مكانها لما حست التكسير ما عم يريحها فقعدت ع الأرض وهي حاسة حالها مو نفسها... حاسة نفسها هتجن... حاسة نفسها هتنفجر... ومو عارفة تتعامل مع هالمشاعر يلي عم تحس فيها من أول ما صحيت وردت رجعت هلأ... وهي غافلة عن شكل جوري المنذهلة من يلي عملتو قدامها... لإنها ما بعمرها شافت هادا الشي... وما ربت ع هيك شي... 
ولإنها ما توقعت تشوف جودي بهيك شكل وبهيك حالة بدون ما حد يكون معهم... فحست بعجز لتقرب منها من خوفها الموضوع يكبر... ولا لتنسحب ويصير شي مو بالحسبان فجت بدها تطلع تنادي ع الست يلي استقبلتها بعد ما فتحتلها الباب وقبل ما تلف تنادي عليها لتحل الموقف بسرعة إلا لمحتها عم تدخل من الباب تشوف شو فيه وبس شافت شكل جودي وهي قاعدة حوالين الاشياء الواقعة ع الأرض بسرعة تحركت لعندها وهي عم تقلها بذكاء محاولة تمتص فيه غضبها: مالك يا حلوتي معصبة... ناسية الحوامل ممنوع ينفعلوا هيك...
جودي ردت بحرقة من بين دموعها: بــدي مـــوت....
الست سمية قشعر بدنها من ردها فبسرعة قربت منها ساحبتها لصدرها وهي عم تسمي عليها: بسم الله عليكي يا بنتي من الموت..
جودي زاد انفعالها مبعدة راسها عن صدرها: أنـا مـانـي بـنـتـك... أنـا مـانـي بـنـتـك...
الست سمية هزت راسها مسلكتها: صح إنتي مانك بنتي... وصحلي تكوني بنتي...
جودي ردت بحرقة وهي عم تركي راسها ع صدرها: لـيـش بـدهـم يـاخـدوا بـنـتـي مـنـي... هـي إلـي... وبعدت عن صدرها منغصة وفيها طاقة شر رهيبة... بـقـتـلـهـا بـإيـديـي قـبـل أي حـدا...
الست سمية ردت عليها وهي مناها تمسك جوري من إيدها وتقلها ع برا: مين قلك هادا الكلام... ما في حدا رح ياخد البيبي يلي ببطنك منك... إنتي هون هلأ بأمان معنا...
جودي هزت راسها رافضة ورفعت إيدين الست سمية عن إيديها رادة: مـا بـدي اسـمـع... أنا بدي موت... وتصرخ بصوت عالي... أنـا بــدي مــــوت... وتصرخ... بــــدي مـــــوت... بـــدي مـــوت...
الست سمية حاولت تهون عليها بس ما فيها مجال لإنها صارت تصرخ متل المجانين... لحظتها جوري خوفها تضاعف وقلبها وجعها وإيديها صاروا يرجفوا... هي ما بتحب تكون بهيك مكان... فبكت عاجزة تساوي شي... 
لإنها مو متعودة ع هيك شي... الصريخ عندها ما بحل شي... ما تتكلم عادي... وتعبر عن مشاعرها ببساطة بدون صريخ وتوقيع الاغراض ع الأرض... فانسحبت من الغرفة وهي عم تسمع كلام الست سمية: بدك تصيحي صيحي بس اهدي عشان بنتك...
جودي هتنجن... من وجع جسمها ووجع روحها وكيانها... رافضة تكون مع أي حدا ورافضة تكون مع حالها فتمسكت بالست سمية بس حست وجع جنابها ما برحمها فكتمت وجعها شادة عليها... وهون الست سمية ارتعبت ليصير شي ع حملها فحاولت تهدي فيها وتهون عليها: مش صيحتي هلأ لازم تاخدي نفس وتروقي شوي شوي من شان بنتك الحلوة...
جودي تشد عليها خايفة تخسرها: ما بدي يصيرلها شي هي إلي...
الست سمية مسحت ع ضهرها بحنية: هي إلك وغصب عن الكل... بس ارخي أعصابك عشان تضلها تكبر جواتك وتحسي بحركتها...
جودي بكت معبرة عن ضعفها بس بدات ترجع لطبيعتها... وتفقد (تستفقد) زورو الخاص فيها... فنطقت من بين وجعها: بدي إياه خليه يجي...
بدي إياه...
ما يتركني...
الست سمية ردت عليها بتضامن: من عيوني هلأ بنتصل عليه وبنطلب منو ولا يكونلك خاطر... خلينا بالأول نطلع...
رفضت وأصرت تتصل هلأ عليه وهي عم تحرك راسها بعنادة ناطقة: لأ... ما بدي... اتصلي هلأ... وردت بكت بعجز مكملة... هلأ يعني هلأ... 
فاضطرت الست سمية تجاريها ساحبة تليفونها من روب نومها لإنها لسا قبل ما تيجيها كانت تطمن جوزها برسالة بسيطة عنها إنها بخير بدون ما يراسلها... فرنت عليه مخليتو يتوتر لإنو مفعل خاصية عدم الإزعاج ومحدد أرقام معينة يصلو اتصالهم فطالع جدو يلي عم يتكلم معاه بهدوء هو وكنعان وعاصي: أنا مع نحول بعض مشاريعنا للاكتتاب الــ~
وفجأة بس لمح رقم الست سمية قاطع جدو بعجلة: دقيقة... وانسحب من القعدة بدون ما يلفت انتباههم إنو في شي كبير ورد عليها بعجلة: أيوة ست سمية فيه ~~
إلا بردها هي الخايف عليها بنت قلبو: ليش تاركني لحالي؟
جفل ما توقع يسمع صوتها وفوقها بهيك حالة فبصم جوري قالتلها شي فردلها بسرعة: ليه لساتك صاحية...
جودي مسحت دموعها وهي عم تبعد عن صدر الست سمية ناطقة: احنا بدنا إياك...
عبد العزيز ما بعرف رغم النار الشابة جواتو راق وابتسم غصب بس تذكر صيغة الجماعة يلي عم تكلمو فيها فحب يتسلا معها: إنتي ومين عم تستنوا فيي؟
جودي استحت فبعدت عن الست سمية لتحاكيه ع راحتها والست سمية فهمتها ع الطاير مكانها مش هون... فانسحبت تاركتها تكلمو: أنا ومسحت ع بطنها... وبنتي...
عبد العزيز علق: إنتي وبنتك ساندي ولا يلي هي إميلي...
جودي ما بتعرف ليه انفرت من اسم إميلي: لأ هي ساندي... ويلا بسرعة ما تطوّل علينا...
عبد العزيز مسك ضحكتو لينفجر من الضحك هادي مين يلي بكل ثقة بتقلو يلا بسرعة ما تطوّل علينا... 
يلي عم يسمعها عم تكلمو هيك رح يقول ما شاء الله ماخدين ع بعض وبينهم اخد وعطا كتير... فرد بهدوء: صعب أجي...
جودي بلش دماغها يخبص الدنيا بالتفكير... الدنيا ليل وهو صعب يجي يعني ما بدو إياها هلأ... يعني هي ولا شي عندو... فسكرت الخط بوجهو... ورمت التليفون... وهي ماسكة حالها لترد تنفعل... الست سمية قالت الانفعال مش منيح للحوامل... وأنا ما رح عصب... أنا بدي نام... بس بدي نام... بس بدي نام... فطلعت الدرج من غرفة المكتبة وهي عم تصم ادنيها... رافضة تشوف شي ولا تطالع شي... 
هي ما بدها تفكر ولا بدها تحس... بس بدها تنفصل عن العالم... وتنسى جوري وكلامها وكل شي... فبسرعة ركضت لجناحها الجديد متمددة بخفة من شان وجع عرقها وغطت حالها باكية بحرقة ما بدها تخسرو... ما بدها ياخدوا بنتها منها... فشو تعمل... تتزبطلو زي ما قالت جوري... شو تساوي... بلشت حرارتها تطلع وتنزل... تشوب وتبرد... فما لقت حالها غير قايمة تدور عليها... وتفهمها هي شو تساوي... 
هو إلها واللي ببطنها ملكها هي وبس... وممنوع المشاركة فيهم أو الطب فيهم... هي رح تحميهم بأظافرها واللي بتقدر عليه إذا تطلب الأمر... فدورت ع جوري منادية عليها بانفعال بصوتها المجروح من صياحها وهي عم تبكي قبل شوي: جوري وينك؟
جوري متخبية بالمطبخ رافضة تدخل أي غرفة من البيت خوف ما تتبهدل من أخوها ولا من مرتو لإنو هي بتاتًا مو نيتها تسببلها أي مشكلة لكنها هي مقهورة عليها وعلى أخوها وخايفة بالآخر لينجبر ياخد رنيم ولا جيهان ولا آريام... 
هي فعلًا مانها قادرة تتخيل وحدة منهم تكون مرت أخوها وين أريام يلي بتعرف عنها مليان إشياء ما حد بعرفها وغير هيك هي ربت معهم فمستحيل تتخيلها تصير مرت أخوها من خوفها لعلاقتهم تخرب... ورغم رفضها لاريام لتكون مرت أخوها مش مبرر حتى لجيهان المكيودة ولا رنيم الشبه عايشة من كمية برودها القاتلة مع الكل لتكون وحدة منهم مرتو بعد جودي... كرمال هيك هي انفعلت... صحيح هي كانت مبسوطة وهي بالطريق لهون عشانها رح تبْعد عن يلي بستفز أعصابها... من جهلها لتعيش بالأحزان والضغط وقال وقلنا وتفكر ببعيد... بكفيها ترضى وتدعي ربها أما الباقي كتير عليها ومو إلها.... وشكلها كانت غلطانة لما هربت من هناك لهون لإنو الوضع هون مش أحسن من وضعها هناك فجأة إلا وصلها صوت جودي الخايف: جوري شو أسوي ساعديني أزبطو...
جوري لفت عليها بسرعة بس سمعت نبرة صوتها يلي أول مرة بتسمعها بالحياة... وهي منذهلة من طلبها... معقول جودي ما غيرها تطلب منها هيك شي... فما لقت حالها غير مبسوطة وهي عم تجحرها بحرقة: كان من أولها قلتي هيك بلاها لحركاتك يلي خوفتني...
جودي طنشت كلامها من قلة صبرها لتعرف كيف تزبطو... فقربت منها ماسكتها من إيدها وهي عم تقلها: بسرعة خبريني كيف أزبطو...
جوري انفجرت ضحك وهي عم توقف ع رجليها وحاسة حالها رح تنفصم منها ومن يلي شافتو بهاليومين... قال راحوا ينبسطوا قبل العيد بالمزرعة اتاري الانبساط وين وهما وين... فكمّلت معها ع جناحها وهي مو قادرة توقف ضحكها.... وجودي ترد تقلها بتنرفز جديد عليها: ما تضلك تضحكي عم توتريني...
ودخلوا الغرفة طابقين الباب وراهم وهما مو منتبهين ع عيون الست سمية عليهم وتعجبهم من هالجيل يلي كل شوي بمزاج شكل... وردت لغرفتها تناملها شوي وتريح جسمها المرهق من ورا مدام عبد العزيز يلي خلتها ع أعصابها من ورا انفعالها ع أي شي وبدون سبب واضح... فدام الوضع لوز وسكر بينهم فيها تنام كم ساعة قبل الفجر وهي مسلمة أمرها لربها مع بنت دهب في الأيام الجاي... 
في حين غيرها مو عارف للنوم طريق... لإنو كيف فيها تنام وأهلها ناويين يزوجوها تسلاية لحدا... والكارثة وين هي متجوزة... بس عشان ابن الخيّال مانو مسجل زواجهم حبوا يكملوا فيها لعب بس مع غيرو... وشكلو كمان عشان يجيبوا راسو ويهينوا كرامتو بس من شان يعترف بزواجها... 
هي مو عارفة تكره نفسها لإنها بنت (مش رجل أو ولد أو ذكر) ولا تكره نفسها عشان قبلت بلعبتهم يلي هي بالأساس مجبورة عليها... فشو تساوي هي عشان تهون المصيبة يلي وقعتو فيها... لتنشلو من جحيم أهلها يلي هو آخر شي بفكر يعملو معها لينشلها منو من قلبو القاسي أي إذا هو بدون ما يعرف إنها بنتهم كانت فيه قساوة وعدم تسليم لإلها شو حال لو عرف لقضى عليها قبل ما يرجعوها أهلها لإنو بالنسبة لإلو دم دهب مباح سفكو... فهي دامها بنتهم مو استثناء من هالقاعدة... ليه طيب ما كان حظها متل حظ بنت عمها لما تزوجت من ابنهم ع العلن وقدام الناس طبيعي...
سؤال تكرر جواتها وما تركها من يوم ما سمعت بنت عمها هتروح بشكل رسمي لابن أخوه وتضاعف هالسؤال مع شعور حارقها لما عرفت إنها حامل... بشو بنت عمها أحسن منها... ليش مهي كان نصيبها هيك... ليه هي ممنوع تحمل منو رغم لهفتها لتجيب طفل منو وعيلتهم تكبر معو... ليه من الأساس ما فكرت ببعيد وجنت ع حالها من الأول بدل هالعذاب..
مو بقولوا عذاب ساعة ولا عذاب كل ساعة... بس هي ما تعذبت عذاب واحد إلا عدة عذابات... ويلها عذاب أهلها وتحكمهم فيها... ويلها عذاب قلبها وضميرها ع الكذبة الكبيرة يلي خبتها... ويلها فطرتها الأنوثية يلي بتدفعها لتحس جواتها بكائن عم يكبر جواتها لينولد وتحملو ع إيديها... ويلها أحلامها يلي تلاشت مع كل يلي عم تمر فيه... وويلها تفكيرها باللي رح تمر فيه بعد هالمتعة يلي عاشتها معاه... فبكت بحرقة... لإنها هي أقوى من هيك... لكن خوفها عليه قيدها... 
هي أصلب من هيك لكن فكرة قتلو عم تخليها تنهار شوي شوي وتتفتت لجزئيات... 
وفجأة حست وجع بطنها عم يوجعها متل وجع الدورة فخافت تيجيها وهي مربوطة وحالتها هيك... وين تقول لأخوها ولا أبوها بدها فوط وهي بهيك حالة والله ما رح يسألو لا فيها ولا بوجعها... وفجأة انفجرت بكى بس تذكرت حالها قبل شهور بعيدة كيف كانت تأن وتبكي بين إيديه مبينة ضعفها قدامو هو رغم إنها من المستحيل تبين وجعها قدام حدا لإنها ربت من هي وصغيرة وجعها مسؤوليتها هي ومو حد مجبور فيها... لدرجة كانت تقسى ع حالها وتزحف ع سريرها لعند جرار الأدوية ماخدة حبة المسكن لما تنسى تجهز حالها للدورة... بس معو كل شي تغير وصارت بدل ما تكرهها تحبها لإنو بحن عليها وبحتويها فيها كأنها شي ثمين ورقيق... ولإنو بحسسها بكينونتها وعدم رضاه لتضلها تتوجع... فتبسمت بس تذكرتو كيف كان لحظتها يضمها لصدرو وهي مالها حيل ووجهها معرق وجسمها وشعرها رطب وحاسة بهبات سخنة... وحالتها حالة من وجع بطنها وجنابها يلي عم يضغطوا عليها... فنطق وهو مو قادر يتحمل يشوفها هيك وهي عم تزم ع شفايفها وتضغط ع حالها: شو رأيك اخدك ع المستشفى مش بكون أحسن لإلك من هالعذاب...
حركت راسها نافية وهي عم ترد عليه تزامنًا مع ضغطها على جاكيتو اللابسو والدموع على خدودها بللت جزء صغير منو: لا عادي اخدت مسكّن قبل ما تجي... فشوية وقت ووجع بطني رح يخف! بس غطيني بحرام (الغطا) أتقل لإني سقعانة كتير...
كنعان كيف سمعها قالت سقعانة كتير بسرعة شلح جاكيتو التقيل مسلكها فيه كحل سريع وهي لساتها تاركة راسها ع صدرو وبخطوات حريصة بعدها عن صدرو لبسها إياه وهو عم يقلها: هادا فرو من جوا رح يدفيكي... وخطف قام يدرولها شي تلبسو برجليها... ومن كتر العجلة إنعمى عن جرّار جرابينها وبسرعة سحب جربان من جرابينو ورجعلها ملبسها إياه وهو مناه يخفف من وجعها بأي طريقة من قهرو ع حالها وعجزو ليخفف عنها وجعها لإنو ما عمرو شاف وحدة مسؤول عليها عم تتوجع قدامو هيك... وبسرعة تحرك جايبلها غطا اتقل من يلي عليها ورجعلها مغطيها بلحاف تقيل... ورد جنبها مقربها من صدرو ماسح ع شعرها المعرق وهو حيصان من دموعها يلي عم تغرق وجهها... مش عم تقول هي أخدت حبة مسكن يبقى لشو لهلأ عم تتوجع... فنطق بصوت قلقان بس بذات الوقت منفعل: اكلتي شي قبل ما أخدتي الدوا ولا بعدو لإني لهلأ مو شايف مفعول للمسكن....
إميرال هزت راسها ناكرة وصوتها واضح فيها العذاب من الوجع: لا ما آكلت!
بس سمع ردها انفعل بزيادة ناطق بدون تفكير: فالحة... وبسرعة قام يساوي يلي ببالو... ونبهها قبل ما يطلع من باب غرفة نومهم وهو عم يرفع درجة المكيف فوق ما هواه حامي:إذا ما خف وجع دورتك رح أخدك ع المستشفى فاهمة... وطلع تاركها تتبسم رغم تقطعها من الوجع لإنها عارفة هدول الكلمات ما بحكيهم إلا من حبو لإلها... شو تعمل إذا نصيبها مع رجال مو رومانسي وكلامو مباشر ومرات فظ... فما وعت عليه غير راجعلها مع صينية أكل وعم يقلها بعجلة: عدلي حالك من شان طعميكي...
هي وين فيها تعدل حالها... فلقتو نزل الصينية ع الكوميدينو ليساعدها تعدل من حالها وهو عم يقلها: دابحك إذا بتضلك تلبسيلي هالتنانير وبلايز نص البطن يلي ما هيجيبولك غير البرد والعيا... وبسرعة لف ساحب الصينية مكمّل بنصايحو ونقدو لإلها: وطبعًا غير قعداتك ع الأرض يلي مناي تبطليها... وسحب المعلقة مدخلها بصحن الشوربة وهو عم يسمعها عم تقلو: حاضر..
فبسرعة رفع المعلقة معلق: بدي شوف هالحاضر هادي تطبيق ولا كلام تسليك معاي... المهم ما بعرف إذا طعمها زاكي ولا لأ بس حافظ من أبوي هادي الشوربة منيحة للبرد وتقريبًا لكلشي... قال بدل ما تهتمي فيي نازل اهتم فيكي...
إميرال ردت عليه مختصرتها عليه: يخي إنتا مشاعرك ضاربة شي... طعميني وارحمني لإني جوعانة وريحتها فواحة... وبسرعة هجمت ع المعلقة إلا انلسعت من سخونتها...
فنطق مبهدلها: مجنونة... هيّك حرقتي تمك... شو فالحة...
إميرال ولا معها خبر بلعت الشوربة خافية لسوعة لسانها... ونطقت: وإنتا حنون ومجنون بنفس الوقت...
رفع حاجبو ماخد عياها بجدية: شو شايفك قويتي شكلو المسكن بلش مفعولو... فيلا كلي بإيدك دامك قويتي...
إميرال زعلت لإنو فعلًا بلشت تحس وجعها عم يخف... فلزقت راسها بصدرو رافضة تاكل غير من إيدو... فطعماها غصب عنو وهو مناه يقص خبرها ع إهمالها لصحتها... على عكسها هي يلي طايرة من الفرحة لإنو ضلو جنبها وقريب منها... بعد انشغالو عنها لأسابيع بين سفرات ومعارض... وما بتعرف كيف خلصت الأكل من هون إلا هي غافية ع صدرو مع المسكن... بس هلأ وين فيها تغفى وتتغلى وتتدلع... إذا يلي كان يحتويها مو هون... وما ضل قدامها غير حل واحد واللي هو ترد لأصلها وطبعها وتقسى ع حالها وتتحمل وجعها يلي بلش يزيد فدعت ربها ما تيجيها وشو توترت من فكرة تجيها هلأ... 
هي ما بدها إياها هلأ لإنها مو جاهزة لإلها... بكفيها وجع قولونها من فكرة زواجها فوق ما هي متجوزة لرجال تاني... شكلهم عم يلعبوا معها لإنو لهلأ ما في حدا آجاها للتتجهز من بعد ما مؤيد تركها... وأكيد الساعة هلأ قريب الفجر... فيعني شكلهم نسوها لإنو لو جد كانوا رح يزوجوها كان ما تركوها لهيك وقت... بس بنفس الوقت أهلها ما بلعبوا بهيك شي ففضلت تتجاهل الموضوع لإنها مو راغبة يلتعب فيها كمان مرة...
ومن كتر عجزها الحاسة فيه جكر بكل شي... صارت تكابر ع دموعها يلي مو عارفة مالها عم تنزل صب ع خدودها... ممكن لإنو دموعها مستشعرة نوايا ابن الخيّال لتفتيتها... 
ممكن لإنها حاسة بابن الخيّال يلي ترك القعدة ليدخن برا وهو مناه تيجيه هلأ من تفكيرو فيها... لإنو مكان سكنها عندو جاهز وعم يستناها من ساعات لتقعد فيه... بس صار يلي صار وخرب مخططو وخلاه يرد للمستشفى عند أخوه... 
فمعقول ابن أخوه عمل شي ليخرب مخططو... مسح ع وجهو عاجز يتقبل الفكرة... ورافض بتاتًا حتى يفاتحو فيها... جن هو يذل حالو... لأ ما عندو الجرأة يخبرو ولا يخبر غيرو عن يلي صار... بس إذا ابن أخوه باقي عارف وساكت عن الموضوع إلا ما ينسالو إياها... بس ليش ما ينسالو إياها وهو الغبي يلي وقع حالو معها... 
هو الغبي يلي ما دور وراها منيح... وصدق إنها بنت بالتبني وما عندها أي علاقة مع أهلها البيولوجيين... واللي رباها مات وكان بالفعل ميت من اكتر من خمس سنين تقريبًا وتاركلها ورثة كبيرة... ولا بالأخير طلعت بنت مين... يا سلام سلّم ع هالقصة... 
هينجن هو يوقع ضحية معها... ما يلا غلطة الشاطر بألف... بس غلطتو لا تغتفر ولا حتى بتنقاس بألف غلطة... ما يطمر وجهو أحسنلو... بس لو الطمر بحل المشكلة كان يا ما أسهلها لكن هو رجل ودامو رجل لازم يتحمل كلشي سواه ويتقبل نتايج افعالو... وينتقم منها أشد انتقام بدون ما يرفلو جفن... بس الله أعلم لما توقع بين إيديه إذا هينتقم منها أشد انتقام ولا كلام بالهوى لا إلو مربط ولا إلو إثبات ولا عليه حتى حسيب ولا رقيب...
لكن في غيرو بتمنى الكلام يلي عم بينحكى ع مسامعو يبقى مجرد كلام بالهوى وما يلامس حياتهم وواقعهم بعشر وحدة... لإنها هي أم وعارفة ابنها ما بقبل بزوجة تانية... وما عندو حتى وقت لإلها رغم إنها من قبل ما يتزوج كانت غاسلة إيدها من زواجو من أي بنت ع هالأرض من انشغالو بحلال العيلة... لكنو فاجئها بزواجو من بنت دهب المخليها تهدى ويستكين بالها لإنو سفراتو قلت ورجعِتو ع البيت شوي صارت أبكر غالب الوقت... رغم إنهم ما بشوفوه كتير سواء قبل الزواج ولا بعد الزواج لإنها عارفة رأي ابنها البيت مو للرجال وهو مملكة الست... 
فإذا تنى هيضغطوه... ولسا قبل ما يقبل بالفكرة الكارثة وين؟ 
بالأسماء يلي مقترحينها أريام يلي صعب تعيش مع ابنها لإنها مدلعة وفاهمة الحياة بشكل مختلف عن ابنها وربيانة ع الخوف والغناج وجوها مو جو عبد العزيز لإنها بدها رجال حنون ومو حازم ورصين وما بتهاون بكتير اشياء متلها... 
ولا رنيم يلي هي وين والدين وين؟ ولا جيهان المتحررة ع الآخر سهرات وطلعات وشرب من تحت لتحت... ومعارفها كتير بين الشباب... لسا لو اختاروا من قرايب العيلة البعاد لتقبلت الاختيارات كمجرد اقتراح لكن مو كفكرة زواج لإنها حاسة من ورا هالزواج فيه ظلم كبير لابنها ومرتو والبنت يلي رح يختارها ولا يلي رح ينجبر عليها... بس ممكن زواجو من بنت تانية أهون من إنهم ع هوى ما سمعتو من بنت حماها وفاء يجبروه لياخد ابنهم منها بدون ما يشفقوا فيها... وكأنهم هما مو مسلمين ولازم يصفوا جنب بعض ويحموا بعضهم مو ياكلوا ببعض وينهشوا بالضعيف بينهم... 
أبوها ورجال أهلها يلي غلطوا لليش عم ينتقموا من البنت... والله البنت مسكينة ومالها دخل بحدا... ومستحيل تتفق مع أهلها أي إذا وهي عنا ما كانت تحاكيهم.... بس تعالي يا أمينة اقنعي يلي ع قلوبهم أقفالها... فدعت بحرقة قلب أم (يا رب من عندك احميها واحمي بناتنا وبنات كل المسلمين وأبعد عنهم وعنا يا رب كل يلي بغضبك.... وقربنا من يلي برضيك... يا رب أنا مو أعلم منك فإذا كان زواج ابني عليها خير ثبتها يا رب وإن كان لأ من عندك يا رب اصرفهم عنو وعوضهم بالخير واحميهم من كل ضر) اللهم آمين... وترد بدها تقوم عن الكرسي لكن ترد تتراجع تحس قلبها ما اكتفى من دعاءها لابنها الخايفة عليه من مكر الرجال وكيد النسوان... وتنهدت من رغبتها ليرد ينام ببيتها من قلقها عليه بس عارفة الحال فما رح تتقل عليه... وأكيد هو مانو نايم عند مرتو وكمّل عند عمو ع المستشفى... فردت دعتلو من كل قلبها (فالله يحفظك يا ابني وين ما كنت)... 
وشو الفرق بين تفكيرها وتفكير ابنها بكرها المو عارف ينام ورافض يستسلم للنوم خوف ما عمو يصحى وهو مو جنبو.... لإنو هو عارف يلي صار مع عمو امبارح إلو دخل باللي كان رح يخبرو إياه... فكرمال هيك رح يضلو غالب الوقت عندو... رغم إنو جدو أصر قبل شوي هو يلي رح يكون مع جبر هالليلة وقت الحماية من شان يناملو هو شوي... لكن وين يغمضلو جفن وهو عليه مليان (كتير) اشياء ببالو عم يفكر فيها بخصوص الشركة والتحديات الجديدة يلي عم يواجهها من برا العيلة... فتنهد مرجع راسو وهو مو قادر ينسى شكلها رجولتو عم تنهش فيه نهش لإنو مو قادر يرجعلها حقها فورًا لكنو وعد رجال رح يبرع برد حقها أضعاف مضاعفة ومن تم ساكت.. مو هي مرتو ونصرتها واجب وفرض عليه... فمسح ع وجهو وهو فعلًا لساتو منصدم من ردة فعلها الحادة الفجر ع شعرها المقصوص بدون ما تعرف كيف انقص ولا حتى مين قصو... وهادي الفكرة شو دابحتو ومجزأة رجولتو أشلاء.. لإنو مو قادر ينصفها... لإنو مو قادر يشفي غليلها ويبرد قلبها من يلي ضرها وآذاها هيك هلأ... لإنو مو عارف شو يساوي كرمال يهون عليها ويحسسها بالأمان... لكنو بنفس الوقت متيقن من شي أنو هيبرع بانتقامو لإلها ضمن مبادئو وأصولو لإنو عمر الانتقام ما ارتبط بقلة الأخلاق... بس ارتبط بعزة النفس وعدم رضاه بالهوان والظلم... ودام فيه فعل بدر منهم اتجاه مرتو يلي هي بنتهم في إلو عليهم وتجاههم ردة فعل بس مو ظاهرة ع العلن وخاصة بالعقربة نغم المكيودة يلي مو وارد إلا مليون بالمية قصت شعرها...
هو عارف بنات عمها ونسوان عمامها وعماتها الموجودين بموقع الجريمة امبارح... فما كان امبارح معها غير بنات عمها جاثم وعثمان العرب ونسوانهم وأكيد الرجال ما بعملوا هيك شي لكن المريضة بنت عمها بتعملها وبتعمل أبوها... فصبرها عليه إن ما خلاها بس تصير تفكر بحالها وتنسى العالم وراها ما بكون زوجها للمضيعة يلي عندو... 
ورد تنهد باستياء من جدو والموال يلي عم يغنيه من الصبحيات ورافض يتخلى عنو... مهو عارف جوابو من لما اقترح عليه لليش مصر يجوزو... هو الغبي يلي راحلو مآجل مشوارو المهم كرمال يشوف شو عندو تبالأخير بس يصل المستشفى يقلو: اشكر ربك يلي وصلني خبر إنو موتة جدها كانت طبيعية مو جلط... ولا لكان فرمين عليك... خلينا نحكي بالمهم كنت عارف إنك هتجيبها... وقلت هأعطيك هالليلة هاي بس وإذا ما رجعتها فرم هتروح فيها... بس ما تفكر بنفس الوقت عملتك يلي عملتها الليلة رح ينسكت عنها... تهجم ع بيتهم ممثل حالك وكأنو احنا برا الموضوع بدون ما تحشمنا...
عبد العزيز رد وهو مو عاجبو آخر شي سمعو منو: ع أساس لما يا جدي مشيت بالصلح الكذاب حشمتنا إنتا ورجال العيلة... قلتلك أنا إذا صار شي ما رح اسكت ورح افتح تمي ع وسعو وقلكم (وأقلكم) هادي المهزلة بطلت قادرة تسكتني ع اللي عم بصير ومن الآخر يا كبير الخيّال وع بساط أحمدي شاللي بدك إياه مني بدون ما تبررلي...
الجد هز راسو رادد بصريح العبارة وهو خافي اعجابو بقوتو وتقديرو الكبير لذاتو وعدم خوفو من حدا: قوتك وصلابتك هادي ما تبينها كتير بلاش اعداءك تكتر وإنتا فاهم علي... وكمّل ببرود جامد ما فيه نقطة مزح... ومتل ما قلت ع بساط أحمدي ومن الآخر هأعطيك يلي عندي لازم تتجوز ع مرتك!
عبد العزيز بهت بوجهو وهو عم يتبسم بمرار ومناه يفهم حدا قلهم هو عندو مجهود لمرا تانية... هو وحدة يلا قادر عليها لسا بس يتفق معها ع الآخر تيبتلي بالتانية...
فتابع الجد كلامو بكل ثقة: شو شايفك ساكت... ولسانك السليط بح واختفى...
عبد العزيز سحب دخانو لإنو ما فيه إلو جهد ع الصيام اليوم رادد: جدي بحترم اراءكم إلا إنكم تدخلوا بحياتي الشخصية شي تاني وبعيد عن الاحترام والمحبة... والزواج شي مو غصب وأنا ما بحل كلشي بشغلة النكاية... وبلع ريقو مسترسل... أنا ما بظلم حالي بس عشان أحرق قلبها وقلب أهلها... بعدين خدها مني لو أهلها فارق عندهم تني ولا تلت... كان ممكن تفهمت بس هما مو فارق عندهم لإنو أبوها قال هادي لازم تنقتل مو تترجع لإلهم... واتمنى جدي ما ترد تفتح هادا الموضوع يلي وراه عمتي وفاء المعنية أخد بنت جوزها...
الجد تكتف وهو عم يطالعو ببرود غير مقبول: والله سواء كان وراه عمتك وفاء ولا غيرها مو مهم المهم مرتك ما تكون قدام الناس مبينة... أي نعم احنا ما بنهين نسواننا بس يعني احنا بغنى نطلعها قدام الناس ع حساب سمعتنا...
عبد العزيز تبسم لإنو اجى وقت ردو: جدي بالله عليك إنتا يلي اصريت ع هالموضوع... وقلت ماشي بس بهادا الموضوع مو ماشي بعدين تطمن ماني مطلعها للناس... وخدها مني ما طلعتها من قبل عشان طلعها هلأ... وسحب القداحة مولع سيجارو يلي حطو بين شفايفو وهو عم يكمّل: شاللي بدك إياه يا جدي... لا بدك تقتل وبدك تصالح وإنتا عارف عرقهم دساس وخاين... وكلنا عارفين هادا الشي... بس إنتا ورجال بناتك حبيتوا تكملوا فيه... فشاللي عندك اعطيني من الآخر وريحني... وطالع الجد بقوة مريبة ناطق يلي من زمان ماسك لسانو عنو بعد ما نفث الدخان بعيد عن وجه جدو الساكت عن رغبة منو: خبي يا جدي يلي عندك بس متل ما بقولوا ما في شي ببقى سر... وزواج ماني متزوج... وع مرتي اتركها علي انا بعرف اتخلص معها... وفكرولي هلأ كيف رح نخلص من الهم يلي احنا فيه... وهيني عم قلك جاسر وما نطق أبوها بالعمدًا قدامو لإنو صار هو أهلها وأبوها وكلشي لإلها... لازم ينقتل... وكيف لازم ينقتل هادي مش كاشفها... لإنو يلي عندي ما رح يعجبكم... فأنا هلأ لساني رح يجلطكم... ولما تملوا اللعب معاه انا بفكر أتدخل... وهيني عم قلك قعدة كبار البلد ماني حاضرها مع احترامي للكل لحق حلالنا ولا أقعد دقيقة بشي ما هيقدمني إلا بالعكس عم يخليني أغلط ع رجولتي بحق رجولتي هادا يلي عندي إياه يا كبير الخيّال... ودام ما في شي تحكيه خليني اتسهل... وإنتا تتسهل...
تبسم الجد بفتور بوجهو: تسهل وهنشوف مين بالآخير هيرسم خارطة طريقنا مو بس مع دهب إلا مع نفسنا يا حفيد شامخ... وقرب منو ضاغط ع كتفو... خلينا نعلي العيار شوي عليك ونشوف الآخرة وين هتكون... وضحك بوجهو مو ضحكة عداء إلا ضحكة قوة وجبروت... وتحرك مبتعد عنو راجع للمستشفى... بعد ما أعطاه كلام مشفر بحمل ألغاز مست بعض الأفكار يلي عندو وفتحت عيونو ع أشياء حب يتغافل عنها من قبل... ودافعو بنفس الوقت يتسائل جدو عم يلعب ع شي أكبر من قصتهم مع عيلة دهب بس شو هالشي... ما حب يفكر فيه هلأ لإنو مش وقتو... بس عمر الإشياء ما بتستنى نفكر فيها كرمال لتصير او لتبطل تصير... وفجأة إلا صحي ع صوت عاصي يلي طلع يشوف كنعان واستحى يرجع: خدلك اشربلك نعنع يهدي بالك من شان ترحمني وترحم الكل وتناملك شوي لإنو قلة نومك بتساوي فينا السوايا...
عبد العزيز عدّل حالو وهو عم يتفقد إذا جدو مركز معهم وعيونو عليهم ولا لأ ورد عليه برفض وبنفس مستوى الصوت وهو عم يرفع حواجبو: والله لو كنت نايم وشفتكم لأكلت الكل... وأشرلو بعيونو ع برا الغرفة... كنعان خط أحمر اصحك تفكر تساعدو...
عاصي هز راسو: وأنا لما شفتك بتحكي معاه هيك قلت الله يستر شو عامل وإنتا عارف... ومخبي عني يا خاين.. والله خياناتك كترانة يا أبو ضرغام...
عبد العزيز سحب الكاسة يشرب منها وهو عم يطالعو بنظرات معزة وبلع رشفتو ناطق وهو عم يحتفظ بالكاسة بإيدو وعم يقدم كتافو لقدام ساند كواع إيديه ع ركب رجليه: ع أساس لو عرفت يعني هتضلك ساكت وما تجن أكتر منو... بعدين ما تخاف عيوني عليه هو وعمتو... وأنا ما حبيت بيّن حالي بعرف بلاش عيون نداء تلحقني عارف نطاق تفكيرها وكنعان بالنسبة لإلها خط أحمر فكنت حاب شوف متى هتكشف وراقها ولحد هاللحظة هادي مو كاشفتها... من الآخر بدون ما قلك شي من شان ما تفضحنا هون هادي القصة بالذات ما تتدخل فيها ولّا رح أفرمك فرم...
عاصي نطق وهو عم يضيق عيونو: ع القصة رح أعرفها بس بصراحة إنتا يلي لازم ينخاف منك مو من نداء...
عبد العزيز اجى بدو ينفجر ضحك مجنن فيه عاصي يلي رد بحرقة: ما أبرد دمك يا خيّال... المهم هادي في عليها قرصة مني... يعني وحدة بوحدة عشان ما تفكر تساوي معي هيك وتطلعني برا اللعبة وكأنو كنعان ما بهمني... ع كلاً خير عملت... بس ولو فيه قرصة يعني فيه قرصة... و ع القصة اعتبر رجالي وراها هلأ... 
عبد العزيز كتم ابتسامتو خافي وراقو عن فهمو شاللي عم بقدم عليه عاصي ليسيطر ع الوضع ويهون عليه... أما عاصي المدوور مو عارف بمين يفكر بابن حماه واللي بكون ابن عمو وجت الضربة من نصيبو ولا بحماه يلي خايف عليه ينجلط من ولادو واحفادو وبناتو... 
وسبحان الله قلق عاصي ع حماه كان نفس القلق يلي عم يمر حماه فيه... من حيرتو ليفهم ليه الضربة جت بجابر ابنو المقرب لقلبو واللي شو بقلو وبطلب منو بقلو عليه حاضر يابا بتؤمر بدون ما يوجع براسو بكلمة لأ وليش... عكس جميل المغضوب واللي مو عارف كيف طلعلو هيك ولد من بين ولادو... هو وكنعان القاسي الجلف العايش برا سرداحي مرداحي لا سائل بعيلة ولا بالزواج متل الخلق... وماخدلي وحدة تسالي قال كزوجة... وكأنو ما تربى الزواج بالدين مو لعبة وإلو قدرو وهيبتو... مو تجربة ضمن الاختبار...
قال ربيهم ليسندوك... ولما كبروا بدل ما يسندوك أجوا يهدوك... آه والله إلا يهدوا حالي... ويشيبوني فوق شيبي... 
لإنو الخوف هلأ مو من ضربات جاسر دهب إلا من ولادو ورجال بناتو يلي صايرين فرق بدل ما يكونوا يدية (إيد) وحدة... 
فأي محاربة هتكون لجاسر دهب واحنا مع بعض مو واحد... شكلك يا شامخ الخيّال رح تتجرد من تفاهمك مع عيلتك وتبلش تلسع بلاش لربك ياخد امانتو منك وإنتا مانك محرر هالعيلة من هالقصة المدمية متل ما صار مع عثمان دهب يلي رحمة الله عليه واللي لو خلصنا القصة معاه من سنين لكان وضعنا غير بس قدر الله وما شاء فعل وخلينا هلأ نعلق مع واحد أزعر مو مع عيلة ولا فوقها نحسب حساب لأشياء ما كان لازم داعي إلها بس متل ما بقولوا يا صبر أيوب ع ولادي واحفادي ورجال بناتي وع جاسر دهب يلي لو كان قدامو رح ياكلو....
يا صبر أيوب ع اللي عم بصير مع ابني جابر... 
فطالع حفيدو جبر القاعد ع الكرسي مكافح نومو لكن عينو كل شوي تسهى غصب... فتركو ع راحتو فاتح القرآن ليكمّل بقراءة ختمة القرآن بنية شفاء لابنو المخطر ليصحى من غيبوبتو وهو مو فاقد شي وما فيه غير العافية يلي جاسر دهب غير متفاهم معها لإنو ما رح يرضى غير بموتو فإذا ما مات عادي رح يموت بالمحاولة التانية لإنو هو من بين الكل لازم ينزل راسو لأسباب مهمة وخاصة فيه هو وجماعاتو... وهالرغبة هاي تضاعفت وصارت عندو مستميتة من بعد ما دفن أبوه... فتنهد وهو قاعد ع كرسي مكتب أبوه عم يطالع بصفحة الوفيات بجريدة امبارح ومسلط عيونو ع صورة أبوه يلي كان مناه يدفنو بدون ما يخبر حدا خوف الشماتة... هو رجال البلد هيك يساووا فيه... هو يلي عارف طلعاتهم ونزلاتهم... مو بقولوا عارفين بعضنا منيح فبلاش اللعب بيننا...
إيه بس كل شي يا حلوين بحسابو وبالوقت الصح...
صحيح مشاعرو بتطالبو هلأ ينتقم من الكل... بس عقلو بقلو اهدى وروق واضرب بدون ما تترك بصمات وبالوقت الصح... فنزّل الجريدة وهو عم يطالع بفراغ رهيب من عجزو ليستوعب فقدان أبوه ... 
هو فعلًا مو عارف من وين هالتماسك جايبو من لحظة ما عرف خبر موت أبوه لحد هاللحظة بالرغم من إنو من جواتو بركان رح ينفجر... كلو من الكلبة بنتو... ومن زوجها ال***** واللي رد عليه الفجر (البقاء لله) بعد ما بعتلو الرسالة (مبروكة عليك بس دير بالك عينك تسهى عنها لتلاقيها مقتولة لإنو دمها مهدور عنا) ...هو شو قصدو بالبقاء لله غير إنو عم بقلل بقيمتو وبذكرو آخرتو الموت... ولا بتشمت فيه من عشان موت أبوه هادا كلو من ورا الكلب كنان يلي لازم يتخلص منو فورًا بعد عزا أبوه من شان ما ينزّل وجههم بالأرض أكتر من هيك هو والنجسة يلي عند ابن الخيّال واللي دمها مهدور عندو من يوم ما هربت معو لابن ال*****... أكيد حضرتها مبسوطة وفرحانة ولا سائلة... 
هادي الهبلة تساوي فيي هيك... هادي يلي كانت تضلها بالبيت وتحضرلي الكرتون يطلع منها هالعملة... إن ما قطعتها بس أمسكها وأدفن نصها بالتراب والنص التاني ارميه للكلاب ما بكون أبوها....
وعاد الأبوة وين وهو وين... ريتو مو بس يبعد عنها مسافيًا إلا فكرياً ومعنويًا ومشاعريًا لإنو حتى بنومها عم تصحى مرعوبة منو ومن رجالو ومن رجال الخيّال من خوفها ليحرموها من بنتها الحامل فيها بس تولدها أو ليجوزوه وحدة غيرها... وهالخوف هادا خلاها تقلق وترتعب من فكرة ترجع تنام خوف من الكوابيس المخيفة يلي عم تحلم فيها... فهي تصحى من نومها هاربة من كوابيسها بأهلها ورجالهم لكن مع وعيها ورفضها للنوم تبلش فكرة زواجو عليها واخدهم بنتها منها تجننها وتقلقها وتخليها تقلق راس جوري معها لإنها كل شوي تقرص فيها وتطلب منها تقوم من جنبها وترد ترجعها جنبها لحد ما هربت منها للغرفة التانية باليوم التاني تاركتها تاكل بحالها خوف ما تاكلها باسنانها... ولما بعدت عنها جوري كمّلت ع الست سمية بس شافت الدنيا صبحت وهو حضرتو ما آجى... فنزلت تفطر مجننة الست سمية وهي عم تقلها (حطي الفطور هون)
ترد تغير رأيها (لأ برا)
وفجأة تصير تبكي وتعبر عن كرهها لجوري والكل... وترد تقوم وترجع وتمشي وتقعد وتبكي... 
مشاعر مضطربة أول مرة عم تمر فيها... 
زمان خوفها ما أبسطو ينتهي بمجرد ما تنام وتصحى ع يوم جديد... بس هلأ الخوف ملاحقها بعد ما تصحى من خوفها من يلي جاي.. شو ياخدو بنتها منها... ووين يزوجوه ويبطل يجي عندها... كلو من جوري يلي خلتها بشكل غير مباشر تغار عليه لما خبرتها قبل عدة اسابيع (سمعت عزوز ممكن ما رح يجي ع البيت... فقلت خبرك علشان إذا ما بتعرفي) والمشكلة من يومها بلشت تغار عليه وتحس هو منها مسؤول وهالشي تدافع مع الأيام لدرجة وصلت فيها المواصيل من ورا يلي خبرتها إياه الآنسة جوري امبارح تحس بمشاعر أكبر من الغيرة متل التملك والكره... وهالمشاعر هاي رح تجننها فحشرت حالها بزاوية المكتبة بكيانة من كل قلبها وهي مناها تعرف وينو... راح عند مرتو التانية ولا خطيبتو ولا يلي صار يحبها... هتفقع من مجرد الخيال شو حال لو صار واقع... 
عاد المسكين ابن الخيّال راح ينام ببيت أهلو شوي قبل ما يلاحق يلي عليه بس من شان يثبت لأهلو إنو هو مو موقف مع بنت دهب بعد يلي صار رغم إنو مشتاق ينام جنبها ويمسح ع شعرها وبطنها الكبران شوي... فمعليه يبعد عنها كم يوم لحد ما القلوب تصفى عند عيلتو ويردلها بذكاء وبمبرر منطقي من شان ما يكّره عماتو فيه ويعطيهم المجال ليخربوا الدنيا بلسانهم...
وما بعرف كيف صحي بعدها مقالب (بمعنى يدير ويسعى بحرص شديد) بقصص الشركة والحماية وينتقل من مكان لمكان مراقب من بعيد ع حماية رجالهم لحلالهم ويروح ع الشركة يشوف شو صار مع تحويل الشغل عن بعد عند بعض الموظفين وليشتغلو باللي عليه صحيح عمو بخطر بس الحياة هتمشي وما رح تستنى فيه ولا بعمو لتكمّل ساعاتها عادي... لهيك لازم يعطي كل شي حقو ودينو حثو ع العمل والحركة ودامو هو مؤمن وفاهم شاللي عليه فرح يقدم يلي عليه عشان ياخد يلي إلو... 
وما حس غير هاليومين مرقوا عليه صلاة... شغل ...مستشفى ويفطرلو كم لقمة عند المغرب لإنو رد يكمّل صيامو... وبعدها ع بيت أهلو للنوم... وهيك العيد صار ع الأبواب ما ضلو غير ليلة دام اليوم هو الأثنين وبكرا التلاتا والعيد هيكون ليلة الأربعا... فأي عيد هيكون وعمو لساتو ما صحي وحالتو على مهي... 
فتنهد مكمّل ع الشمال من شان يجيب ملف محتفظ فيه هناك ويطل ع أختو يلي بعتتلو عدة رسايل (مالها مرتك كل شوي بمزاج وعم تبكي غالب وقتها... روحني بحس رح أجلطها لإني ما عم بفهم عليها)
(تعال روحني قبل ما عمتي وفاء تكرهني وتقلب علي القلبة العاطلة... وبصراحة مو عارفة أمي كيف ساكتة ع جيتي هون واحنا بهيك وضع)
(مناي أفهم ليش ما بترد)
(دابحك إذا ما وديتني ع عزومة العيلة بيوم الوقفة)
فيلا بس يصل الڤيلا باخد ملفو وبروحها للي صدعت راسو بالرسايل من شان يرحم حالو ويرحم أمو من ضغط عمتو وفاء من نقها عليها... وشو دهش بس انتبه ع حالو صار قريب من البيت لإنو كان يجري اتصالاتو بالطريق... فقرب من البيت وهو ما بعرف ليه قلبو هيك نابضو ومحسسو بشعور غريب عليه عاجز يفهمو... ومرددو ليشوف وجه يلي اعتبرها بنت قلبو ومحميتو من جديد... فعبر من الباب بس فتحلو الحراس الباب وصف السيارة قبل ما الحراس يصفوا برا قبال ڤيلة (فيلا) أهلو... بالوقت يلي هي طلعت فيه من المكتبة بعد ما رحمت جوري والست سمية بطلباتها الغريبة والمزعجة تقيلولوا (لقيلولوا) شوي لو نص ساعة من شان يشحنوا حالهم لطلباتها الجديدة بس لو إنها مش حامل كان الوضع أهون... فتحركت لغرفة المطبخ تشربلها مية لإنو الست جوري نسيت تجيبلها مية وكأنها خدامة عندها وما لازم تنسى شي... ففتحت باب التلاجة بقوة ساحبة قنينة مي القزاز وهي عم تقول: بكرهك يا جوري!! وجت رح تبهدل حالها لإنها وجعّت شفتها المجروحة بنطقها بغل وحرّت من جرح جبينها من ضغطها ع جبهتها
مع انفعالها...
إلا بصوتو يلي وترها ع فجأة: ليه إنتي بتعرفي تكرهي من متى؟
فلفت عليه تتأكد من يلي سمعتو وما لقتو غير بسرعة سحب القنينة منها قبل ما توقع ورفعها وهو عم يسند حالو ع التلاجة شارب منها لإنو اليوم مفطر وهو منتبة عليها كيف عم تتطالعو بنظرات غريبة عليه... وما لحق لسا ينزل القنينة إلا فجأة بدون مقدمات قربت منو باكية بدون أي مقدمات وناطقتلو بعجز وهي عم ترفعلو دقنها مواجهة عيونو بضعف ممزوج بعجز وقهر: مـا تـاخـد بـنـتـي مــنـي....
تنهد منها لإنو مو وقت بكاها وهالموضوع هادا.... فمد إيدو لورا راسها وهو مناه يقص لسان جوري يلي أكيد خبرتها كم تلميحة عن الموضوع: سيبك من هالكلام وروحي ارتاحي...
وفجأة زمت شفايفها ناطقة بعبس بعد ما سمعت كلامو: لازم روح عند الدكتورة عم حس جنابي عم يوجعوني كتير وخايفة ليصير شي لبنتي...
ما بعرف ليه تبسم فجأة مو ملحق عليها بالأفكار معلق: ضلك أشربي مي وفجأة حرك إيدو لعند بطنها... وديري بالك عليها مكمّل بفيلمها الراسمتو كأنو حقيقة.... لهالساندي بلاش يصير عليها شي... وإذا مو قادرة فورًا رح آخدك لإنو من الطبيعي تتوجعي مع الحمل كل ما يتمدد رحمك... بعدين شو صليتي العصر؟ 
ردت بانفعال لإنهم بضلهم يذكروها تصلي وهي بالعمدًا صارت تصلي بعد ما يأدن الآدان الصوتو يا دوبو واصلهم فورًا عشان يحلوا عنها ويشوفوا إنها كبيرة وبتعرف شو عليها ويتركوها بحالها: آه! وفجأة رفعت إيديها قريب كتفو وفوق صدرو سائلة: صح جيت تنام عندي...
مين هادي يلي عم تساوي هيك؟
مين هادي يلي عم تلمسو هيك بدون خوف وتوتر؟ ولا فوقهم عم تتدلع عليه...
مو عارف شو يساوي مدهوش منها... البنت كتير متطورة معاه وبدون مقدمات ولا حتى بالتدرج... وهي لما حستو صمت قربت منو حاضنتو من خوفها ليروح ويبعد عنها هو إلها هي.... ونطقت بوضوح صريح: روّحها وخليك عندي...
وهو دامو فهمها عرف بدها إياه وما بدها أختو جوري... وعاد هي مو كرهاً ما بدها جوري إلا عشانها فهمت هو ترك جوري بدالو هون... وهي كيف فهمت هيك ما بتعرف لكنها بتعرف هو إلها وهو يلي لازم يتم عندها مو جوري أختو... ولما حستو بدو يبعدها بكتلو طالبة منو: خليك ما تروح وتتركنا أنا بخاف...
فعجز معها... مو لإنها عم تتمسك فيه هيك... لإنو مو شي جديد عليها تتمسك فيه... بس يلي اختلف معاه طريقة شوفتو لإلها... وكيف صار يفكر فيها... فمسح ع شعرها ناطق: ما بدك تنامي...
نطقت بسرعة وهي عم تتثاوب: بدي نام...
كعادة أجوبتها التكوينتها (تكوين جملها بالرد) الغريبة العجيبة... فحررها ماسكها من إيدها وهو عم يقلها: تعالي ننام فوق....
فمشيت معو وهي مبسوطة ومعصبة فشدت ع إيدو وهي عم تخطط إذا جوري نايمة بسريرها إلا تطردها برا بس قبل ما تطردها رح تدفشها ع الأرض كانتقام منها... وهي غافلة عنو ومو منتبهة ع عيونو كيف عم تتفقد انفعالها وهو مو فاهم مشاعرها الداخلة ببعضها... فطلع بقية الدرج معها فاتحلها الباب وهو مناه يحاكيها ويمشي بعيد عنها بنفس الوقت... فعبر معها للغرفة بدون ما يحاكيها بحرف واحد لإنها هي غرقانة مع عداءها للكل وهو غرقان في فهمها متجاهل رغبتو لينسحب بعيد عنها ويجيب ملفو ويكمّل مع أختو جوري لبيت أهلو... 
لكن في شي ضغط عليه يبقى...
في شي بعد هالضغط خلاه يسلم وينام عندها وجنبها رغم محاولاتها كل كم دقيقة لتطلب منو من بين بكاها المتكرر: ما تــاخـد بـنـتـي مـنـي!!!
فتنهد بتعب مهو ردلها تحت لليش مش عم تثق... مش قلها تنسى هادا الكلام... فمسح ع ضهرها وهو جد بدو ينام لإنو مسطل ونطق بجهد منو كرمال ما يغفى: هش خلص بكى! 
وما عرف كلامو شو خلاها تنقهر بزيادة... فرفعت راسها مواجهتو وهي عم تبكيلو بشكل بقطع القلب: مــٰـا تـسـاوي مـعـاي هـيـك هـادي إلـي... إلــي أنـا...
ما بعرف مالو بس بدو ينام فرد عليها مسلكها: طيب هي إلك... وشد عليها بايسها ع راسها بجهد منو ليحرك حالو وهو عم يقلها بتقل من نعسو: خلينا ننام هلأ بعدين بنحكي...
هزت راسها نافية: إنـتـا عــم تـضـحـك عـلـي!
لا حول ولا قوة إلا بالله مالها هادي من وينلها هالقوة واضح جوري جننتها... فرفع حالو جابر حالو يصحصح وسحبها من إيدها تواجهو: قلتلك انسيكي من هالكلام و~~
قاطعتو بعجلة وهي فيها طاقة غل لإلو وللكل: مـا تـضـحـك عـلـي...
مسح ع وجهو وهو بس شافها مصرة تصدق هادا الكلام... فنطق من الآخر: عهدًا علي والله ما رح أحرمك منها ولا رح أخدها منك... خلص اهدي مش جنابك بوجعوكي وخايفة ع بنتك...
ردت عليه وهي عم تمسح دموعها جابرة حالها تصدقو لإنو حلف: هـيـّك حـلـفـت... وطالعتو بضعف...
هو شو ساوى عشان يبتلى بهادا الموضوع هو كان مفكرها متل عادتها من تم ساكت لإنو عارفها بس بالليل مع الحمل بتصير نشيطة ولا هي هادية ولسانها ما بوجع راسو... بس اليوم هي غريبة عليه... حاسسها مضيعة سلامها وعدم قلقها بحدا... فنطق وهو عم يحاول يحن عليها ويحتويها: خليني اوضحلك شغلة وحدة واستوعبيها منيح... طول ما أنا عايش ما حد رح ياخدها منك... فاهدي ونامي ولبكرا ولا الليلة بس أرجع رح نتكلم.. بس هلأ ما فيي حيل لإني بس بدي نام لإني تعبان كتير...
فنطقت بسرعة مطبقة يلي سمعتو من جوري وهي عم تمسح ع جبينو: عيان إنتا؟ موجوع شي؟ شو رأيك أسويلك مساج؟ ولا احضرلك الحمام؟ وجت رح تكمّل بقية الجمل يلي حفظتها واللي مالها دخل باللي عم بصير بينهم...
فضحك مطالعها... بسم الله عليها هادي مالها... فمسك إيدها مبعدها عنو... وهو عم يقلها وعيونو الناعسة عم تطالعها: اهتمي بصحتك وبصحة يلي ببطنك وأنا رح أهتم بحالي وفيكم...
فنطقت منفعلة: لأ أنا بس يلي رح اهتم فيك وممنوع غيري... وبسرعة بعدت عنو بدها تشلحو كندرتو... وهو جد مش مستوعب مالها... وجاهل عن كورس جوري المكثف معها... وفجأة قبل ما تشلحو التانية قامت بدها تغير يلي لابستو... لإنو لازم هي قدامو تكون بأجمل شي... فعلق مازح معها: والفردة التانية...
ما سمعتو مفتشة بعيونها وهي عم تنفل الخزانة مدورة ع شي ببالها... فأضطر هو يشلح فردتو التانية ليغط بالنوم... قبل ما ترجعلو... وما صدق ينام لتيجي عندو محاولة تصحيه... فسحبها لعندو تنام وهو عم يشم ريحة عطرها الفواحة بس وين تنام وهي متشوقة تطبق كلشي سمعتو من جوري عليه من شان ما يروح بعيد عنها...
وعاد جوري المعصبة لو عرفت شو ساوت لدفنتها بأرضها لإنها ضلت تعيد وتزيد شو تقول بكل حالة... وهي مدام أخوها بس عليها زي الببغاء تكرر وهي مش فاهمة رغم كل محاولاتها لتفهمها بس عبس والكارثة وين لما تلخبط بتصير تبكي من شان ما تتبهدل من لسانها الطويل... 
ولو إنها مو حامل لنزلت جوري فيها ضرب بلكي عقلها ما يدخّل الحابل بالنابل... ولما وصلت المواصيل تفقد الأمل منها اليوم هربت تنام بغرفة الضيوف وهي عازمة الليلة تروّح لإنو هادي البنت بطلت تنطاق لو إنها بتفهم كان خلتها ع عماها وما فتّحت عيونها ع شي لإنها صارت وحش كاسر مفترس بس عليها تعض وتقرص وتدفع... 
والمشكلة هلأ وين صحت والباشا أخوها ابن الخيّال ما رنلها تطلع ولا تجهز حالها... فاضطرت تنزل ع رووس أصابعها وهي متمنية من ربها ما تلقطها الوحش الكاسر يلي عندهم عشان ما تنزل فيها طلبات... وبسرعة ع المطبخ تاكلها شي... يعني مش معقول جايتها ومش صايمة وتحرم حالها من الأكل من ورا أوامر جودي وعصبيتها... قال هربت من عمتها وفاء عشان تبتلى باللي أقطع منها... فركض دخلت المطبخ... تاكلها شي تشبع بطنها فيه... وما صدقت تجهز الأكل الضار بالصحة لإنو وظيفة الست سمية طلعت كمان تنبيهها شو تاكل قال فكرتها خدامة طلعت بالآخير راعية والتنظيف ع الخدم يلي بجوا كل كم يوم لساعة وحدة بالزبط بس لينظفوا عند الساعة سبعة وبعدها بروحوا... فبسرعة جابت صحن البطاطا المقلي المدوبة عليه جبنة.... وركض ع الطاولة لتاكل بشراهة من انفعالها من الخنقة الحاسة فيها هون مع جودي والست سمية... وفجأة إلا بصوت أخوها يلي صحي ع رنة تليفونو تارك الزنانة يلي عندو تكمّل نومتها لحالها: شو عملتي فيها لمرتي هبلتيها شكلك..
جوري ردت بكل صراحة وبنبرة عدائية: قول العكس الغلط مني لما فكرت قلها...
عبد العزيز قرب منها شاددها من شعرها بخفة: كأني ما وصيتك...
جوري ردت بلوم لنفسها بس شافتو عم يبعد عنها ناحية التلاجة: بتصدق يا ابن أمي وأبوي لو كنت بفهم كان جد خليتها على مهي... بدل هالوجعة الراس يلي جبتها لحالي... هادي استوحشت وصارت وحش كاسر...
عبد العزيز ابتسم ع ردها لإنو في شي عاجبو فيها فردلها مغير الموضوع: ماشي يا أم استوحش قومي حضري حالك من شان لازم روّحك وكمّل شغلي...
جوري تركت أكلها رادة بعجلة: خطف خدني بلاش تخليني... 
وركض ع برا المطبخ... وهو مستغرب انفعال اختو أبو إصبع.... وكره مرتو لإلها... وضحك بس تذكر مقولة... وحتى في كرهي لك شيٌ من الحب... وتحرك لغرفة المكتب يطالعلو شي وانصدم من الروايات المحطوطة ع الطاولة غير الكاسات والورق المرمية حواليها... فعبرها مفتش شو فيه من فضولو يعرف بنت قلبو ومحميتو شو مخبصة... تارك جوري متل الفرارة تجهز نفسها وتلبسلها أي شي انشالله لو مش جاي مع باقي لبسها ولا إنها تدخل تجيب بقية اغراضها يلي تركتهم عند الوحش الكاسر... وركض لعند عزوز تطلب منو يتحركوا... ولحظة ما لمحتو حواليها تذكرت ممكن تلاقيه بغرفة المكتب (المكتبة) وصدمة بس تذكرت وراق نصايحها ولعبها هي وجودي من شان تلهيها وتنسى قصة التزبيط واخد بنتها منها... والكارثة وين الكتاب يلي جابتلها إياه من فترة من شان تزبط عبد العزيز جابتو خطف معها لما خبرها عبد العزيز تجهز حالها وتيجي معو لإنها انتبهت عليه لما ساعدت أمها ورولا بتعبية اواعي جودي بالشنط فخبتو ع جنب خوف الفضيحة والبهدلة من أمها إذا شافتو لإنها عارفة بنتها وحركاتها دام جودي مالها علم بشي وطلعة من البيت ما بتطلع فكل أصابع الاتهام هتكون متجهة عليها... فهي هلأ خلصت منها بس وين تخلص من عبد العزيز لإنها تركت الكتاب ع الطاولة فتمنت تدفن وجهها ولا تقابلو... فجت رح تلف إلا بفتحة باب المكتب من وراها فلفت من خجلها ناطقة: اعمل حالك ما شفت شي...
عبد العزيز حب يلعب بعيارها: ليش شو شفت؟
جوري صارت بدها تبكي: ما تتهبل علي خلص روحني...
عبد العزيز قرصها ع خدها بمزح وهو عم يقلها: خلينا نصلي المغرب وتسلمي ع مرتي بعدها بنروح...
جوري وين تقلو ما فيها تصلي فنطقت بسرعة: خليني يبقى ودعها وصحيها لتصلي المغرب معاي... 
وركض قبل ما يقلها شي طالعة لعند بنت دهب الوحش الكاسر... وهي مناها تضرب حالها وجودي معها... ضروري تعمل حالها البنت يلي بتفهم وصلاحة البيوت... وصارت بدها تدعي ع حالها من بياخة الموقف الحاسة فيه...
دايمًا أخوها ماسكها... والكارثة ما تعلمت من قبل إنو تدخلاتها عم تخرّب الدنيا ومتل الهبلة حضرتها بتنسى وبتتدخل بشي مو إلها فيه... فعبرت من الباب الشبه مطبوق ضاوة الضو واندهشت من شكل الأواعي المنفلة ع الأرض متسائلة هو في عندهم قطة بتلعب بالخزاين.. فتنهدت من فعايل المجنونة يلي عندهم وقربت منها وهي مو عارفة ليه اشتاقتلها من هلأ فنادت عليها محاولة تصحيها من نومها وهي مناها فعلًا تبكي لإنها ما رح ترجع تشوفها لفترة... ولكن بعد شو تذكرت هادي الحقيقة... بعد ما نكدوا ع بعضهم... وما فيه مجال للتعديل لكن في مجال للتعويض لقدام إن شاء الله...
وشو حالهم لا يقارن مع إميرال يلي من يوم ما جت لا صاحبة ولا حتى عيلة سائلة فيها... لدرجة ما حد أهتم فيها إذا أكلت أو لأ أو حتى إذا محتاجة شي... 
وهادا أمر طبيعي وما بحتاج لأي تعجب طالما علاقتها مع أهلها مش هالشي... وما عندها صاحبة وحدة مقربة منها من هون... فمو فارق عندها... بس يلي فارق معها وجع بطنها يلي عم يمغصها وبدون ما حدا يقلق فيها وبحاجتها كل شوي لتروح ع الحمام بس كرمال تتأكد إذا دورتها جت أو لأ... وهي مو عارفة كم صارلها بالزبط هون هو أربع تيام وخمس ليال ولا أقل أو أكتر من كتر الوحدة والقهر يلي حسسوها إياها إنها هي هون من سنين طويلة مو من أربع أيام تقريبًا من كتر ما أكلت بحالها من خوفها ليزوجوها ولا لإنهم يلعبوا معها ولا مع كنعان بدون ما تفكر تزعل ولا تبكي ع موت جدها يلي بتكرهو كره العمى... بس مع تفكيرها وأكلها بحالها لقت فكرة وجودو أهون من عدمو... لإنو لو عاش كان رفض يزوجوها وهي لساتها متزوجة وع ذمة ابن الخيّال لكن بنفس الوقت رح يقبل بشي تاني... فيبقى النتيجة وحدة خراب وظلم وما في شي أهون من شي... وهادا يلي قهرها وخلاها تسائل نفسها بسخط... ليش ما يرحموا حالنا وحالهم ونعيش عادي متل باقي العيلة... بس كلو من عمو جاسر... كلو منو... فطالعت حواليها محاولة تشتت تفكيرها عن وجع بطنها الممغوص وهي لابسة روب الحمام ومتمكجة مكياج ناعم ع إيد كوافيره الجاية عشانها ع طلب أمها... فضحكت بسخرية مريرة جواتها... قال عزا وقرآن مشغل وفيه كوافيره عم تمكيج فيها... فدعت ع عمها جاسر بس شافت الليل عم يشتد سواد (الله ياخدك يا عمي ويريحنا منك ومن مؤيد واللي جابني... وكل حدا بحب منا وجعة الراس....وكل حدا بحب الحرام وماخد البنات مجرد سلعة بس للفراش والاغراء وكأنو مالهم عقل ورغبات وطموح وأحلام وقلب بهوى) 
رح تنجن كيف رح يزوجها... كيف بقبل بهيك شي... مناها تخنقو خنق من بعد ما طلع الصبح عليها والواحد بقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم... إلا عمها السم جاسر يلي بلش معها يا شر اشتر بس دخل عليها مطالع فطورها يلي رافضة تاكلو... تموت ولا تمشي بذنب أكبر من يلي عملتو مع ابن الخيّال... وضحك عليها باستتفاه وهي ولا معطيتو بال... عارفة دوا هالرجال هو العناد والتجاهل والتلاعب بين هادا أي العناد وهداك أي التجاهل ع الكيف.. فلفت وجهها للناحية التانية رافضة تشوف وجهو ولو كان يإيدها كان صمت ادنيها عن سمع صوتو الغليظ بس نطق وهو عم يوّقف قريب منها ببدلتو السودا الرسمية: هه لابقتلك معاملة الحيوانات! بس أنا رح أكون رجال لطيف معك يا بنت أخوي واعمل بالأصول مو حبةً فيكي لإنو لا أبوكي ولا أخوكي في عندهم القوة ليقتلوا حدا من عيلة الخيّال ولا حتى بس (قط) بالشارع وللأسف بس لحسن الحظ عندهم بنت حلوة ليستخدموها كطعم... لكن هالبنت الحلوة فشلتهم وما عملت اللي بتقدر عليه وهي ناسية إنو في عندها عمها الذكي رح يجيب راسو بأي وقت بدو وبطرق كتير...
وفجأة لفت وجهها مواجهتو وهي عم ترد ع كلامو بنبرة قوية ما فيها أي خوف مشككة باللي عم يقولو: إذا رح يطلع شي بأيدك تع قابلني وكملت معاه بنفس أسلوبو المستفز... وللمعلومية ما في بنت بتقدر تجيب راسو لإنو هو رجال ومتل ما إنتا شايف حتى أنا فشلت لأجيب راسو والرجال الحقيقي لما بدو يقتل بروح بقاتل مباشرة مو من ورا وبستخدم البنات ولا بستأجر حدا تاني يعمل المفروض عليه...
جاسر انفجر ضحك معلقلها: هههههه والله صاير لبقرتنا لسان... وصقفلها بإيديه باستفزاز... 
وشو كان صوت صدى تصقيفو مخيف من وسع الحظيرة وكمّل كلامو وهو شو بعشق يلي بعاندو معو من شان يهينهم ويكسر كبرياءهم: صايرة تعرفي تحكي و تتكلمي يا غبية... وبحركة فجائية سحبها لعندو توقف ع رجليها باللحظة يلي لفت وجهها مفكرتو رح يضربها... وبنبرة خالية من المزح نطق: شفتي كيف خفتي ولفيتي وجهك... شوفي علي يا بقرتنا بنصحك لسانك هادا تقصيه إذا يلي قبالك أسوأ منك... وابتسم مسترسل: ما تفكري إذا بتعرفي تردي شوي يبقى بتقدري تحمي حالك... لإنو انتو البنات بدوننا ما بتسووا... ولا حتى بتقدروا تتمردوا علينا واصحي تفكري يلي نجحوا قبلك لإنهم قوايا إلا لإنهم كانوا مع أشباه رجال مخنثين... وضحك بوجهها معطيها يلي عندو: المهم دامك فشلتي بالمهمة الأولى يبقى في مجال كبير تنجحي بالمهمة التانية وإذا مو بالتانية يبقى بتزبط بالتالتة احنا بالنا كتير طويل معك!
إميرال طالعتو باشتياظ راددتلو ضربتو: يعني واللي بنتك عملتو شو بكـ~
إلا بكف حامي نازل ع خدها منو كاتم حسها وكاد رح يوقعها ع الأرض لولا شدو عليها بإيدو اليمين ليسحبها من شعرها بإيدو اليسار ليرجّع راسها لورا قريب صدرو وهو عم يلفها لتعطيه ضهرها لإنو مو طايق يلمح وجهها وهو عم يهددها: راسك بكسرو إذا بتفكري تفتحي تمك بحرف تاني وتتطاولي علي... وضربها بوكس بكتفها مكمّل  عليها... لولا زواجك ولا لكان كنتي مكسرة هون وما فيه مستشفى تروحي عليها يا بنت ال***** ودفشها بعيد عنو ع الكرسي الحديد الخربان مقعّدها عليه وهو عم يسحب سلاحو من على خصرو رافعو ع راسها: المرة الجاي بفضيه عليكي وما برفلي جفن... فقصيه للسانك احسنلك...
فنطقت مستفزتو بزيادة: يلا اقتلني ~~|
إلا ضاربها بإيدو الحامل فيها سلاحو ع تمها جارح شفتها بقوة: انخرسي...
إميرال انحرت من يلي عملو معها وجكر عندت معو ناطقة من بين وجعها وهي ماسكة دموعها: ما رح انخرس...
جاسر لولا المنفعة يلي رح تيجيه من وراها ولا لكان قتلها بعد ما عذبها... فانسحب وهو عم يسب عليها: ال##### بنت ##### أخوي ما عرف يربي... ###### ...
ما همها المسبات يلي سبها ولا حتى الضرب يلي انضربتو شو الشي الجديد عليها... بس القاهرها مصر هالمريض يصدق حالو إنو قوي لإنو ما في حدا قادر يوقف بوجهو لهالظالم الغشيم يلي ما بخاف الله ولا بتقيه... فدعت عليه بسرها بحرقة لإنها ما بدها تتزوج... كيف يزوجها... وهي متزوجة من ابن الخيّال يلي سلمتو حالها بإرادة ووعي تام... فوين تخلي حدا غيرو يلمسها... هادا زنا وحرام... هتنجن... تموت ولا غيرو يلمسها...
هي كانت قبل غبية وكان عادي عندها العلاقة تصير بينها وبين الرجال يلي أهلها بعتوها تغريه واللي طلع أشرف منهم كلهم ورفض لمسها... بعد ما كذبت عليه إنها مريضة كتير... واجى يتطمن عليها وهو متل الواقع ع وجهو لإنها من الصبح ما حكت معو بعد ما خبرتو إنها مريضة وهو متل الغبي بسرعة آجى لبيتها داقق الباب يلي تاركتلو إياه شبه مطبوق ومع أول دقة فتح... مخليتو يفكر بمليون موال ليكون صاير شي للبنت.. فعبر ركض مدور عليها ولما ما لقاها بالصالون والمطبخ وع البلكونة تحرك لغرفة نومها يلي ما بحياتو عبرها فاتح بابها ليدخل بعجلة وانصدم بس شاف جو الغرفة الرومانسي وشل مكانو تارك إيد الباب بس لمح مكتوب ع السرير بالورود (touch me) وفجأة إلا بصوت طبق الباب جابرو يلف ودهش من يلي عم يشوفو... البنت يلي لسا حاسس حالو لازم يتخلى عنها لإنها مش من توبو واقفة قدامو بقميص نوم مغري وتاركة شعرها الكيرلي ع طبيعتو ورافعة منو كم خصلة بدلع وهي مبرزة جمالها بمكياج ناعم زايدها جمال ومتعطرة بعطر شمو من الصالون واللي ياما بهدلها من شان كانت ترشو من برا البيت وتسمع عليه تعليقات من الشباب والبنات... ولأ لسا مو معطيتو مجال يستوعب شو مخبصة معو سألتو بغنج بشبه غنج بنات الليل: ما عجبتك؟ وجت بدها تقرب منو إلا بكفة إيدو بترد عليها بس لامست خدها وهو عم يقلها: معاذ الله أرخص من هيك ما شفت... 
وتحرك طالع من الغرفة فلحقتو بسرعة خوف ما تخسرو... لكنو أمرها بنبرة مؤذية لإلها شاتمها فيها وهو عم يحرك إيديه بانفعال: اصحك نجاستك تقربيها مني يا ***** ما تفكري بالقرف باللي عاملتيه بتغريني قرب منك... إن كنت شايفك بنص عقل طلعتي ما في عندك ورفع أصابعو مقربهم من بعض مسترسل... نتفة عقل... وجحرها وهو عم يفتح عيونو بشكل مخيف... استرجي بعد اليوم حاكيني ولا تعملي هيك عشان قلل من قيمتك اكتر من هيك ياللي حاسبتلي حالك ع المسلمات...
وطلع تاركها مذهولة... يعني صح لسانو حاد معها... وممكن يسب لما يعصب... بس يرفضها وينفر منها... كتير بحقها... 
لكن بعد يلي صار بينهم ومع صراعها لتفهم ليه رفضها احتارت تزعل ولا تفرح لإنو ما استغلها... 
ولا تتضايق لإنو ما بشبه أخوها وعمها وأبوها وسامي الفاسد يلي كانوا يلحقوا رغباتهم وجمال الشكل والجسم وهي ما شاء الله عنها مو محتاجة شي يبقى ليه رفضها معقول ميولو غير ولا لإنو ما حابب يكون معها بعلاقة جدية... 
لكن بعد شو فهمت إنو في أصناف رجال عكس الصنف يلي تربت عليه وشافتو بالمسلسلات التركية والمكسيكية والامريكية... بس بعد شو بعد ما أنأذت... 
هي ممكن تسمع هالكلام من أي حدا بالشارع وبالبيت وتكون ردة فعلها أكبرها تعصب وترد بس لما سمعتها منو ثقتها تجزأت وحست كرامتها بالحضيض... وما في داعي لتعيش... بس بعد ما صحت من الصدمة وفهمت العالم شو ووين وهي وين من بعد رفضو لإلها بهادا الموقف والمواقف التانية يلي من وراها خلاها تفهم شو يعني الحياة بفلسفتو وبأفكارو يلي بالأول تعجبت منها... وحسستها إنها عنجد ما بتفقه شي... لكن مع الوقت مع كترة التفكير بمبادئ الحياة وقيمها والتفكير العربي والأوروبي حست شو فايدة تفتّح عيونها ع العالم والثقافة والمعرفة والقراءة إذا نهايتها تنكشف وتمثيليتها رح تنتهي وتصير هالفلسفات وهالأفكار وهالوجهات النظر ما بتسوى شي قدام يلي عم تعيشو... غير إنها تحرق قلبها فوق مهو محروق... فبكت من جواتها بحرقة مكررة دعائها وهي منحرة من تمها وكتفها وبطنها الممغوص (الله ياخدك يلي ببالي ويجعل ربي ينتقم منك أشد انتقام)
وعاد لو عمها سمعها بتدعي عليه لكان قصف عمرها وخلص عليها لإنو ما بكره غير شي واحد بالحياة حدا يدعي عليه... بس وين يسمعها وهو قاعد بالعزا جنب أبوها عم يحاكي الرجال القاعدة والقرآن لساتو شغال لكن ما حدا عم ينصتلو غير عمها عثمان العرب يلي حاسس أخوه جاسر مو مصلي ع النبي وناويها شر... وأي شر هيكون الله أعلم فيه وجاسر نفسو يلي من جواتو حابر (حامل) ع إميرال يلي مفكرة حالها قوية ومصدقة حالها من ورا ابن الخيّال قليل المرجلة يلي وقع بكذبتها وتزوج منها... اصحها تفكر بعد يلي صار معها برا إنها بنت قوية ومستقلة... ما فشرت تفكر هيك طالما عندها عم متلو وأخ متل أخوها مؤيد النسخة التانية منو... 
فبس حس ع الرجال بدهم يستئذنوا منهم فتكلم ناهي الكلام معهم وبعدها سلم عليهم هو وأخوه جاثم وعثمان العرب يلي بالغصب قاعد هون وهو متحمل عيون أخوه ولسانو السليط يلي ما برحمو بالسب والشتم والأهانة من أول يوم عزا لكنو هو احترامًا لموت أبوه وصورتهم قدام الناس ولا لكان تحداه... بس مش هلأ بس ليخلص العزا ويعمل يلي عليه بعدها بحلها ألف حلال... فأجى بدو يكمّل مع الرجال لبرا لكن إيد جاسر منعتو مخلي جاثم يكمّل معهم برا وهو عم يقلو: وين رايح لازم نخلص حكينا بخصوص الورثة... وصلاتك بالجامع بلاها هلأ...
عثمان العرب جحروا وهمسلو خوف ما الرجال يسمعوهم وهما عم يبعدوا عنهم: جنيت...
جاسر رد عليه وهو عم يطالعو بنظرات عداء: لا يا حبيبي المحامي هيو هون من شان نخلّص ع الحارك لإني مو فاضيلكم بعدين ومن هلأ ببشرك اصحك تفكر تعملّي حالك مصلح وبدك خواتك يرثوا... والله لتطلع عينهم ما بورثهم دينار واحد... والله حالة ناس بتتعب وناس بترث ع البال المستريح واصحك تقلي قال الرسول وقال الله أنا رجال بمشي ع هواه وإذا حرف واحد مش عاجبك فكر شم شي من حصص أبوي لإنو يا حبيبي غالبية الأملاك باسمي لإنو معاي الوكالة ع غالبية حلالنا...
عثمان انفعل هادا شو بخبص هو ما كان مستبعد عنو هالحركات بس يعني مش بهالسرعة هاي فرد بجفا: وأخوك يلي بين الحياة والموت شو وضعو بالله ولا الغايب مالو نايب...
جاسر ضحك بشر ماسح أنفو: والله هادا بالناقص منو واصحك تدافع عنو لإنو هو سبب جلط أبوي هو والنجسة ال#### يلي لازم تنقتل... ومن الآخر بقلها قدام وجهك بدون خجل ما تدافع عن كنان... لإنو هادا خص نص لازم نتخلّص منو بأقرب وقت... وإذا مش عاجبك خليني فتّح عيونك ع شي... ووقف قبالو كاشف برودو الخالي من أي ذرة رحمة وهو عم يدخل إيدو اليمين جواة جيبة بنطلونو القماش وعم يمسح بإيدو اليسار تحت دقنو بتحذير: والله يلي مش معي هو علي... وسحب إيدو اليمين من جيبتو رافعها ع كتف عثمان عرب بتخويف... بنصحك تكون عاقل وتشوف وين مصلحتك ومصلحة ولادك يا أخوي وأقصر الشر وامشي مش عكسو إلا بعيد عنو...
عثمان العرب طالعو بنظرات مو قادر يصفها بحرف واحد فقرب منو رادد: اصحك تفكرني جاثم يا جاسر... وعمر الدم ما بصير مي...
جاسر ضحك: شو هالجواب المنمق يا ابن عثمان... احنا هلأ بساحة حرب فيلي مش معاي علي.. وما فيه خيار تالت... ورد مسح تحت شفتو بالزبط ناصحو... وإذا مو حابب تكون لا ضرر ولا ضرار الباب بسع جمل... لكن بس بلحظة وحدة صرت تلعب بالحبلين حبل المشنقة حوالين رقبتك ولّا رح قول الدم بصير مي ومي بتتبخر كمان... وضحك ببياخة... ومسح ع كتفو... هيني حذرتك وقد أعذر من أنذر يا أب فهد ولمى...
عثمان هز راسو بتفهم وهو عم يرفع إيديه باستسلام... مصرح بكل جرأة: أنا يخي لا بدي وجعة راس ولا بدي حتى أرث... من شان لا أخسر خواتك ولا اخسركم...
جاسر هز راسو مطالعو بتسليكة: حلو بس يخي أنا رجال ما بحب يسمع كلام بالهوى بدي شوف كلام ع ورق... فتفضل هي المحامي خلينا ندخل ع السريع نخلصها لإنو أنا وأخوك جاثم كلمتنا وحدة فما ضل غيرك...
فتحرك عثمان العرب معو وهو عم يحاكيه بكل برود وبنبرة مصطنعة الانبطاح وهو من جواتو محضرلو مطبات وكل مطب ولا هو: بتؤمر المهم تكون راضي وما نخسر بعضنا مين إلنا غير بعض...
جاسر لولا فضولو ليشوف أخوه هادا المتحزلق محشور بالزواية كان ريّح حالو منو ومن كنان المخنث... بس لأ مش من أولها يشمّت الأعداء فيه... فخليه يمسح عليه وبالوقت المناسب بكشف عن أنياب الحقيقية مستعد للهجوم عليه والتخلص منو... فعبر معو غرفة المكتب وصدمو بس لقى قبال محاميهم رجلين (رجالين) قاعدين جنب بعض واحد مبين عليه متدين والتاني رغم كبر سنو مبين عليه جمال وجاذبية... فاستغرب مو فاهم سبب قعدتهم معهم... 
وجاسر بس لمح نظراتو المستغربة تبسم مخبرو بهمس قبل ما يستفسر منو عن سبب قعدتهم معهم هون: ابلع ريقك ما تخاف هادا كاتب الكتاب واللي جنبو هيصير زوج بنت أخوك ال*****...
عثمان العرب بهت بس سمع كلامو... أخوه المجنون شو عم يخبص هادا... هو كان عم يسمع تلاطيش حكي فيه إميرال وزواج بس لإنو عقلو بأخوه كنان ما دقق بالموضوع... بس سبحان الله ما حليلو يتغافل إلا مع هالموضوع واللي محرم شرعاً... فآجى بدو ينطق لكن جاسر همسلو قبل ما يبعد عنو ويرحب بالرجال: ما تنسى قلت رح تبقى متفرج بكل يلي رح يصير معنا من شان ما تخسر حدا...
وقرب من الرجال يلي هيصير زوج إميرال... معرفو ع عثمان العرب يلي رح يبكي ع الحرام الكبير يلي عم بعملوه واللي لا يجوز شرعًا دينيًا ولا حتى بعُرف الدول التانية... فحس رجليه من ممشى أخوه الحرام رح تنشل واجى رح يوقع لولا الكرسي يلي جت إيدو عليه بالغصب مقعد حالو عليه قبل ما حدا ينتبهلو مسلك مع يلي هيكون زوج بنت أخوه المحرم عليها... واللي باينتو شكلها سهرتو عندهم صباحي بدون ما يحترم أبوهم الميت لا هو ولا جاسر... 
أي لو أخوه طاقق وما بخاف الله مو مبرر للناس تكون ممشاها حرام وطاقة متل أخوه... مو لإنو في إقبال ع الحرام وشياطينهم ونفسهم بتزينلهم سوء أعمالهم ببقى مقبول وعادي وطبيعي... فاحتر مو قادر يبقى ما يلا يعطوه يوقع ويتسهل لكن وين يوقع وجاسر لسا ببداية اللعب معو... فأجل شغلة التنارل شوي مقضيها طق حنك معهم... وهو مو حاسس بأخوه يلي ممكن ينجلط هلأ ع الحرام يلي عم بصير... ولا حتى حاسس ببنت أخوه يلي شو مزعوجة من تسلط أختها الكبيرة عليها ع فجأة دامها شافت الكل منشغل بمكتب عمها: شو سمعت رح تتجوزي رجال كبير بالعمر ما يلا راحة ومال وانسيكي من الجمال... وضحكت بصوت عالي متل بنات الليل: ههههههههههه مهضومة انا بعرف... وكملت عليها بس شافتها قاعدة بروبها وهي عم تشد ع جبينها من مغص بطنها: بعدين اتركي هالحركات عنك المو لابقتلك بالمرة...
إميرال مو طايقة حالها ومو فاضية لهادي التافهة بس مشكلة هرموناتها طالعة نازلة من شان قربت دورتها فردت بصوت غليظ من بين أسنانها: العتب ع اللي بفهم ومتل ما بقولوا المادح نفسو كذاب (قصدها ع مدحها نفسها) ولو سمحتي تفضلي ع برا و قرفك ابعديه عني بعدين إذا كتير متضايقة عليه يلي بلا جمال خديه و تجوزيه وابلعي مياتو(جمع مي /ماء) اه قصدي مصرياتو.... 
صفاء بهتت من كلامها وغضب الدنيا اجتمع فيها راددتلها: إنتي وجودي ما حدا بفهم لوجعكم غير سامي... وضحكت مبعدة عنها منادية سامي..
وهي بس سمعت اسم سامي من هون معدتها وجعتها وصارت عم تضغط عليها بشكل صعب تحملو.. فضغطت ع أسنانها موقفة ع رجليها بالقوة... والله اذا بقت هون ليبدع سامي فيها وما حدا رح يسأل مع صوت القرآن العالي... فمشت لعند باب الغرفة المفتوح بكل ثقة لإنو هروبها من هون مستحيل وشهقت مغمضة عيونها بس لمحتو جاي لعندها ساندة حالها ع الحيطان من وجع معدتها يلي تحول لضهرها فتصنعت القوة بأعجوبة وهي مو قادرة تفتح عيونها محاولة تتجاهل سامي وتحرشاتو السابقة معها إلا بصوت أمها ع فجأة مخليها تلف تدور عليها: سـامـي!!! صـفـاء بعدين... صوتكم احترموا شوي الرجال يلي قاعدة مع عمكم... وقربت منهم لافة ع إميرال مبهدلتها: شو عم تستني لهلأ مش لابسة... ودفعتها لجوا الغرفة وهي مو عارفة بهالحركة هاي شو خلت إميرال تحس وجعها تضاعف فكتمت وجعها وهي ماسكة دمعة وحدة تنزل منها من كرهها لأمها يلي اخدتها ع أوروبا معلمتها الغنج والدلال وشغل بنات الليل من شان تجيب ابن الخيّال... وهلأ شو رح تساوي فيها غير تكمّل ع دبحها... فطالعتها باستنقاص من فوق لتحت وهي عم تلمحها لابسة فستان اسود بصل لعند الركبة وعاملة شعرها واڤي عريض مع شوية مكياج خفيف ع وجهها فتبسمت بفتور بوجهها: منيح إني سمعت صوتك... 
غنج طنشت كلامها ونبرتها المقللة منها ولفت ع صفاء وسامي: يلا إنتي وإياه شوفي واقفين... تسهلوا... 
سامي رفع حاجبو بندم لإنو ما رح يقدر يلمس هالحلوة هادي قبل ما تروح... فنطق: ماشي... وسحب صفاء معو مغريها بلمساتو ع جنب بدون مخافة الله تاركين أم مؤيد تعبر الغرفة مسكرة الباب وراها وهي مو قلقانة بمشاعر بنتها: تستاهلي يلي اجاكي لإنك إنتي يلي جبتي هادا الاشي لحالك يا غبية... بس سؤال في حدا بجيب الدب لكرمو غير المتيسين اللي متلك.... الله لا يقيم عنك وعن جودي.... انتو التنتين بدكم حرق لإنكم سودتوا وجهنا الله بس يسوّد وجهكم... 
إميرال ردتلها من بين دموعها يلي نزلوا غصب عنها من شدة وجعها: إنتي أم مفكرة حالك... عم تتاجري فيي... 
أم مؤيد مسكتها من شعرها المسرح شادة بقوة: اسمعي مني هيني بخبرك إياكي ثم إياكي تفتحي تمك بكلمة ورثة وبدنا نرث وهادا الرجال متعيه وحاولي تضلك معو لإنو اشكالك احنا بغنى عنها... هي الوحدة بتخلف بنات من شان يقعدوا بوجهها ولا من شان تتخلص منهم... 
إميرال هتنجن منها ومن كرهها لإلها فدفشتها بعيد عنها ناطقة بغل: هادا الكلام بس لإلي من شاني بشبه مرت عمي جاسـ~
إلا بكف حامي ع خدها من أمها يلي عم تنطق من بين أسنانها: انخرسي ودفعتها ناحية الحمام آمرتها... روحي نظفي حالك إذا مش منظفة وألبسي هالفستان المعلق قبل ما لبسك إياه غصب ما في وقت الرجال عم يستنى... 
إميرال جت رح تدعي عليها لكن في شي مسكها وخلاها تنفجر بكى... هي قبلت تسايرهم وتطلع من المقبرة (الحظيرة) يلي كانوا حابسينها فيها بس من شان تريح بطنها وتتطمن إذا جتها بس طلع الموضوع ما فيه تهاون ولا تمشية حال... فحممت حالها خوف ما الخدامات يحمموها وهي متشجنة من أوجاع جسمها من ضرب عمها وأخوها لإلها من اربع تيام... وأصرت بعدها تبقى بروب الحمام يلي ادفى عليها من الفستان الخفيف الجابينلها إياه مع طقم عقد ألماس لإلها من زوجها المستقبلي... فتجاهلت الرد عليها عابرة الحمام تلبس فستانها بدون ما تنظف وهي عم تبكي وحاسة الرؤية قدامها عم تروح وتيجي... فحاولت تسند حالها ع الحيطة وهي مو فاهمة مالها والمشكلة صوت دق الباب عليها من يلي بقولوا عنها أمها من شان تسرّع لإنو الرجال بدو ياخدها... فشو تمنت لحظتها لو أمها ميتة متل أم جودي لإنو عدمو أرحم من وجودها بالنسبة لإلها... أو لإنها نغم أو أنغام يلي بتحبهم وبتحميهم من أي ضرر... على عكسها هي النازلة فيها هدم لإنها بتعرف أهم أسرارها بالغلط متل إنها نفسها تكون مرت جاسر وماسكة كل شي.... لإنو جاثم مش رجال وكلام بوجّع الراس... وكرمال هالشي كره أمها تضاعف ناحيتها لدرجة تحول مع الوقت لعداء... وهي مهما تساوي ما هتغير نظرة أمها لإلها ولا لجودي يلي بتكرهها كره العمى وكانت تضلها تجرح فيها لإنها بتضلها تذكرها بأمها الورثت عنها صفة محبة الناس لإلها بدون ما تساوي شي وبمجرد بس ما بشوفوها وسبحان الله هي مش بس ورثت صفة محبة أمها إلا كمان كره مرتعمها وأبوها لإلها كمان... 
وطبعًا جودي مو فارق عندها كل هالشي لإنها مو مدركتو وعقلها كان مشغول بعالم الزهرة والمريخ والزمردة بس حاليًا صار بعالم اضطراب المشاعر لإنها مو قادرة تقعد بدون جوري ودموعها عم ينزلوا بس ترد تتذكر روحتها من عندها هي وزوجها يلي هوّن عليها بفكرة الليلة رح يرجعلها... فتكابر ع مشاعرها تجاه جوري كل ما تتذكر جيتو عندها... ومن زهقها قررت ترد تكمّل حربها مع الكتاب يلي بعل قلبها عن تكوين الشخصية وحكي بوجع الراس عن كيف ترى نفسك وما تقييمك لنفسك وعن الجمال والجاذبية... وأيوة هون بلشت تفسر ع كيفها تاركة كلشي قرأتو ومتمسكة بقصة الجمال فقامت تفقد حالها وهي مو عارفة إذا هي حلوة ولا لأ... فبكت من عجزها تشوف حالها بعيونها... بس أكيد هي مش حلوة مع بطنها الكبرانة وشعرها المقصوص وجرح جبينها وشفتها.... فمسحت ع بطنها كارهة كبرو... متسائلة ليه هي مش متل بنات عمها يلي كانت تسمعهم عم يتباهوا بجمالهم... فطالعت اللابستو فستانها الواصل الركبة ومورد بورود ناعمة... ما عجبها شكلها فراحت تغير لبستها مو رضيانة عن بطنها البارز... رغم إنو مناسب لحملها بالشهر التالت إلا إنها شايفتو أكبر من هيك... فصارت تدور ع أي شي يخفي بطنها وتمنت لو في مشد تخفي بطنها فيه... فقعدت حوالين الأواعي... زعلانة من أواعيها... هي لازمها أواعي جداد.. هدول الأواعي مو حلويين عليها... وينو هو ما يجيبلها فقامت وهي عم تغطي بطنها بإيديها منتظرة فيه ليجيها والوقت عم يعد وهو ما اجى وهي لساتها قدام الشباك قاعدة منتظرة فيه يجي لتخبرو عن حاجتها لأواعي جديدة ومشد يشد بطنها متل يلي جوري جابتلها منهم كرمال ما يطلعلها خطوط التمدد... فما حست ع حالها وهي نايمة غير لما صحت ع صوتو وهو عم يقلها: ليه نايمة هون.. 
جودي بلعت ريقها متمتمة بشي مش مفهوم... فصحاها تقوم تنام ع السرير إلا هي رخت حالها عليه بمعنى يحملها... فحملها مسلك معها كرمال يروح ينام هو التاني لإنو مرهق رايح جاي بالطرقات والشغل يلي عليه... وفجأة بلشت تطلعلو اضطراباتها بس حست ع نفسها محمولة ع إيديه وعم يطلع فيها الدرج: ليش أنا مش حلوة... 
ما نطق بحرف واحد لإنو حاسسها بس بدها تحكي: أنا بدي أواعي جداد وما لازم أكل كتير كبير بطني... وصارت تبكي مكملة... ليش هيك أنا.... 
دخل فيها الغرفة متعجب من تفكيرها... وذهل بس سمعها عم تقول: لازم تجيبلي مشد لبطني... 
فبسرعة تحرك فيها لعند السرير ناطق بصوت حاد: جنيتي تلبسي مشد.... ونزلها متحرك لعند ضو الغرفة مواجهها... إنتي من وين بتيجيكي هالأفكار الغريبة العجيبة... 
بوزت رادة بحرة: ما تقول عني مجنونة... 
عض شفتو ماسح ع راسو من وين عم تفسر هادي الكلام... فتنهد لاففلها: أكلتي... 
هزت راسها برفض رادة وهي عم تمسح دموعها: مش جاي ع بالي... 
فرد سألها وهو عم يقرب منها ماسح ع وجهها: طيب موجوعة شي؟ 
هزت راسها وقربت منو ساندة راسها ع صدرو رادة: إنتا إلنا بس... 
تبخرت الحروف منو بس سمعها عم تقول هيك.. وكمّلت عليه بس لفت عليه مطالعتو ومتابعة بجرأة معو... وما رح تتركنا... أحنا عم نخاف ننام بدونك... 
فتنفس بغصب بالع ذهولو منها فرفع إيدو ماسح ع شعرها القصير بدو يكمّل لا اراديًا عليه لتحت لكن ما فيه شعر فما لقى غير ساحبها لصدرو ناطقلها بحرقة: حقك علي... حقك علي... وباسها ع إدنها وشعرها... وهي هون فاجت (احترت/سخنت/شوبت) فبعدت عنو بسرعة مو متحملة مع هرمونات حملها... وفجأة حست حالها رح تشرق بنفسها فبسرعة دق ع ضهرها وهو مختبص مالها هادي بسم الله عليها... امتى رح تبطل تنسى تتنفس... أي وبعدين مع هالقصة هتموّت حالها بإيدها... فلف يشوف إذا في حواليه مي... لكنو ما لقى فبسرعة نزل يجيبلها مي ورجعلها إلا لقاها مغرقة بالبكى فقرب منها وهو عم يقلها بنبرة قلقانة: خدي اشربي مي... 
جودي رفعت راسها بس سمعت صوتو بتكذيب وبسرعة رفعت حالها لعندو شاكتلو قسوتو معها: ما بدي مي... بدي إياك إنتا... ورفعت وجهها مطالعتو بشكل غريب عليه... بشكل عم تناديه يلمسها وما يبعد عنها... فطبق الباب محاول يجاريها لكنها ترد تبكيلو خايفة: بنتي إلي أنا... أنا وبس... 
وترد تقرب منو وترد تبعد عنو مو متحملة وهي عم تبكيلو لإنها مش حلوة وبطنها كبير... وهو يحاول معها يروقها... بس لا سبيل فرفضتو باكية ع صدرو شاكيتلو لؤمو معها وقسوتو باللي عملو فيها يوم ما وداها عند أهلها غصب... وتدخل مشاعرها ببعض لحد ما نامت ع صدرو بعد عناء طويل منو لتتركو مع حالو والندم عم ياكل فيه ع اللي عملو معها وع اللي خباه عنها لإنها لو عرفت عن موت جدها لكان كرهتو ع الآخر... فآجى بدو يبعد عنها لكنها رفضت يتحرك سنتيمتر بعيد عنها... لكنو ما قدر يبقى هون جنبها... لإنو حاسس حالو عم يهينها وهو متمدد جنبها فتحرك مبتعد عنها متحرك بالغرفة وهو عم ياكل بحالو متل ما عمو كنعان عم ياكل بحالو لإنو عم يستنى تصلو بنت دهب الواقفة وهي مالها حيل من ضهرها العم بوجعها... وعم تناظر نفسها نظرات استحقار لنفسها وللفستان الأسود الماسك ع جسمها واللي بكشف أكتر ما ببين مع طقم مجوهرات الناعم الجاي بشكل جميل مع شعرها يلي غيرت تسريحتو ورفعتو حذوة فرس من شان تبشع نفسها وتخرب طلتها بس ع الفاضي جمالها بكل شي ببين حتى مع عيونها البكيانة... فطالعت مكياجها يلي مسحتو لإنو خرب مع بكاها وردت حطت شي بسيط غصب عنها من زن أمها وضربها لإلها كفوف ع كتفها كل ما تعند وهي عم تبهدل فيها من شان الجرح يلي بشفتها واللي مخرب شكلها وليلتها مع زوجها الجديد... وهي بس من تعبها ودروخة جسمها ووجعها تسلكلها وهي مرة تحس حالها منيحة ومرة لأ... وفجأة ردت نافلة شعرها مفكرها غصب عنها بشي كارهتو... ممكن إذا عجبتو يرضى عنها وتقدر تبعت لكنعان يطلقها وما يتفاعل مع أي شي بطلبوه أهلها منو و~~ 
الا الباب انفتح عليها مانعها تسرح بتفكيرها بعيد مع ابن الخيّال وكاشفلها عن وجه مؤيد الدنيء الواقف عند الباب والتعب واضح عليه فأشرلها بس لمحها عم تتعمق بعيونو لتطلع من الباب: تفضلي جوزك عم بستناكي... 
ما بتعرف شو صار فيها بس سمعت منو كلمة جوزك وجت رح تفقد قدرتها لتوقف ع رجليها.... من صدمتها من يلي عم تسمعو كلشي كان قبل لعب وهلأ صار وقت الجد... فجد رح تمسك حالها لكن إيد مؤيد سحبتها غصب لبرا الغرفة مكمّل فيها لحد الباب الوراني وهو عم يوصيها وهي مو سامعة شي من ضغط معدتها عليها... 
ولحظة ما حست في هوى بارد عم يلامسها رفعت راسها وهي عم تضم نفسها بإيدها التانيه وانصدمت بس عينها جت ع خمس السيارات الفخمين والصافين حوالين السيارة جيب المايباخ الفخم.... وحست هي رايحة لحد أوسخ من عمها جاسر وشكلو حفرتلي ع عيار تقيل... فجت رح تحاول تدفع إيد مؤيد عنها لكن بعد شو بعد ما قرب من جيب المايباخ فاتحلها الباب ومدخلها فيه وهو عم يدفشها ما بتعرف كيف فجأة لفت عليه متمسكة فيه بدها تترجاه لكنو سفهها محاكي زوجها: ألف مبروك (مبارك)! 
وشو ارتعبت بس سمعت صوت يلي صار جوزها بدون ما تشوف وجهو: الله يبارك فيك يا صهري! 
فرد عليه مؤيد وهو مو طايقو: تصبحوا ع خير! وطبق الباب متحرك بعيد عنهم تارك أختو مع رجال لأول مرة هتشوفو بدون ما يخاف عليها أو حتى ينصرها ولا ينصرو دينو والحق... 
فنطق زوجها المحرم عليها للشوفير: حرّك! 
إميرال ما قدرت تلف عليه رغم قرب المسافة بينهم... ولا إراديًا قربت من الشباك وهي مناها تنفجر بكى لإنها ما بدها تكون ملك حدا... هي حرة مو عبدة ليتحكموا فيها... فدعت ربها ينصرها... وينشلها من يلي هي فيه بعيد عن أهلها واللي قلبها حبو... 
لإنو الحب ما لازم يعذبها إلا لازم يرفع منها... 
الحب أكيد مش رومانسية... 
الحب شي أرقى من هيك... الحب هو محبة ومودة ونصرة ... 
وما بتعرف ليه بعد ما صارت هون لحالها مع هالرجال بدون حماية حد لإلها 
نزل من عينها يلي كانت رح تفديه بروحها لإنو ما ساوى شي كرمال يسترد مرتو متل ما ساوى ابن أخوه يلي كبر بعينها كتير لما رد جودي بنت عمها... فدامو هو يلي تزوجها ع ورق ما ساوى شي من قبل وما ساوي شي هلأ بعد ما صارت ع ذمة رجال تاني محرم عليها بهت بعيونها وقررت تبحث عن السلام والثبات... وتفكر بجدية طلاقها منو لتحاول مع هالرجال من أول وجديد وتجيب بيبي منو وطز بالعمر وطز بالكل وخليها تريّح راسها من أهلها ومن يلي قلبها حبو.. 
وفجأة إلا السيارة وقفت بعد ما طلعوا من بيت أهلها بشوي ونزل زوجها يلي ما طالعتو لو نظرة سريعة بالسر مع الشوفير... فدمعت مو عارفة وين نهايتها دامها وصلوا بهالسرعة هاي فجت بدها تنزل إلا لقت الباب مقفل عليها من عند الشوفير فلفت وجهها وهي حاسة بحشرة وراسها عم يلف فيها وضهرها حاسستو سخن فركت راسها ع الشباك باللحظة يلي رد الشوفير راكب قبال الدركسيون (السكان) ليحرك السيارة فيها بدون زوجها فبسرعة بس حست السيارة تحركت ماسحة دموعها وهي عم تسمع الشوفير عم يتكلم مع حد فرفعت راسها معدلة قعدتها من وجع ضهرها وفجأة ركزت باللي عم يقولو لإنو واضح عم يحاكيها هي: شو كنتي متوقعة ... تتجوزي خالي ااااه صح ما إنتي رخيصة ومستعدة تبيعي حالك لإي حدا.... حتى كنعان ما سلم منك بس وحياتك كنعان ليتفنن فيكي اصبري عليه ادعي الله يقتلك ولا إنو يورجيكي الجحيم و العذاب اللي رح تعيشي فيه.... 
جت بدها ترد عليه الا تليفونو رن فرد بدون ما يناظر الاسم وبسرعة شبكو ع سماعة السيارة: الو! 
وقف قلبها بس وصلها صوت كنعان يلي بتميزو من بين ملايين الأصوات من مايكروفون السيارة: هلأ هي معك! 
وبدون أي سيطرة بكت عاجزة تستوعب شاللي عم بصير معها وهي وين... متل ما بنت عمها عاجزة تفهم هي وين وليه الكلاب ورجال غريبة عم تلحقها وتنهش فيها فقامت من نومها وهي عم تصرخ بين إيديه يلي عم تحتويها محاول يهديها ويسمي عليها: ما تاخد بنتي مني....  وانفجرت بكى مخليتو ينفعل منها ومن يلي عم تفكر فيه من كتر ما كررت هالجملة فنطق غصب عنو: لك حلفتلك شو ضل بدك كمان... والله حلفتلك فهميني شو بدك من شان ريحك؟ 
فردت عليه بشي ما توقعو منها: بـ ـدي مـ~
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل السادس عشر

فردت عليه بشي ما توقعو منها: بـ ـدي مـ ـوت!!!
وما لحق يسمع رغبتها بالموت إلا قشعر بدنو من يلي قالتو قدام عيونو وع سمعو من إدراكو عمق هالرغبة الموجعة يلي حسستو بالعجز ليحدد شو لازم يساوي معها ليحتويها ع اللي عم تحس فيه ولا ليأنبها على يلي عم تفكر فيه... فسكن مكانو بتصلب من استصعابو كلامها... لإنها هي شو شافت مقارنة باللي شافو كرمال تتمنى الموت وهي عندو... يضحك على نفسو لإنو قدر يتحمل مسؤولية نفسو رغم مرارة المواقف يلي مر فيها بحياتو ورغم وحشة الوقت من ورا ظنو ويقينو الكبير بالله بدون ما يرغب ولا ليفكر بالموت كحل للي عم يمر فيه متلها... فما لقى حالو غير مقرب وجهها من صدرو كاتم حسها لإنو من أول ما صارت عندو وتحت اسمو ما صقلها ولا حتى رفع منها بحجة هي بنت مين وشو ممكن تساوي... فعصر غصتو جواتو لإنو عم يحس بقوة الحالة يلي وصلتلها اليوم واللي هو وراها بنسبة كبيرة... فبلع غصتو محاكي نفسو كقاضي وقاص (القصاص) بعيدًا عن التبرير وتزيين سوء ظنو فيها متل قبل "والله حلو بعد ما يلي عملتو فيها تستثقل تطيب خاطرها بكلمة" فمسح ع شعرها وضهرها وهو كل ما يحاول ينطق يسكت ويقيّد حركاتها ورغبتها لتبعد عنو وتكرر نطقها بطلب الموت واشتهاؤو من وقعها التقيل عليه وعلى رجولتو وكرامتو... فتنهد ناطق وهو عم يحاول ما يغفل عن مواساتو ودعمو لإلها: شو ظنك برب العالمين من شان تتمني الموت... وبعد عنها مواجه عيونها من ضو الأباجورة يلي ضواه بس سمعها عم تكابوس.... ولمح بعيونها وجع قديم وعدم وعي بعمق ردو الموجه لإلها رغم إدراك فطرتها واللاوعي عندها لهالشي... 
فغمضت عيونها كاشفة لأول مرة عن مشاعرها يلي دايمًا مهملتها من ورا أبوها يلي قيدها بالخوف والضرب: أنا بس بدي موت مو عارفة شو أنا... وليه أنا هون... وليه شعري صار هيك... ليه أنا بنتي تروح مني... وبعدت عنو مبعدة شعرها عن وجهها... أنا ما ساويت شي... كنت مكاني وكنت عندك غلطانة ومذنبة... أنا ما بدي إياك تكذب علي... وديتني عند أهلي وتأخرت علي وشوف شو صار فيي... أنا ما بفهم... ولا بدي أفهم... 
فقاطعها غصب عنو من صدمتو للكلام يلي عم يسمعو عم يطلع منها: يبقى شو بدك؟ 
جودي عبست منفجرة بكى ونطقت بكسرة خاطر: ما بعرف شي كلشي بحبو راح... بس بدي كون منيحة ما أتوجع... ما خاف... وقربت منو بضياع... ما تفكر تاخد بنتي مني... هي إلي أنا... أمي راحت بس أنا ما بدي روح... وانفجرت بكى... مو عارفة شو عم تحكي ومن وين هادا الكلام عم بطلع منها وكيف قدرت تطلعو قدامو هو يلي عم يفكر متل تفكيرها... فضغط ع إيديه من رفضو وعدم رضاه ليرد بكلام تقيل عليها فعقب ع كل يلي قالتو بشي بسيط كرمال يحسسها هو معها ومو عليها رغم كل يلي عم يمر جواتو من مهانة: هيّك هون بأمان...
جودي هزت راسها برفض وهي عم ترد ع كلامو المو مصدقتو بانفعال: ما تكذب علي وأنا لحالي عم أحلم... أنا ليش شوف كل هادا... وتخبي وجهها بإيديها مكملة بدبحو متل ما دبحها من قبل... كلو منك إنتا... إنتا قلبت حياتي... ما بدي إياك روح من عندي عم خاف منك...
مسح ع وجهو مو عارف بشو ينطق... بشو يبرر عن حالو... بإيش يدافع عن نفسو... فبعد عنها مو من ضعفو معها إلا رحمة فيها كرمال تهدا وترد لطبيعتها... هو ياما وجعها ومن النادر كان ليجبر خاطرها بكلمة ولا بتصرف ورغم هالشي كان يلاقيها متصافية مع نفسها بدون ما تطلب منو أي اعتذار... ولا حتى لتعاتبو من خوفها منو ومن سداجتها وبراءتها في الحياة... فتحرك لعند الباب بدو يطلع من الغرفة كلها لكنها لحقتو متمسكة فيه من خوفها لتبقى وحدها... من خوفها ليعصب منها وياخد بنتها منها... 
أي ازدواجية وقعّها فيها... أي خوف وأمان حسسها فيهم... بهت مكانو من تمسكها فيه... هو شو ساوى فيها غير إنو دفعها تختار أهون الشرين واللي هو شرو هو ولا شر عيلتو وعيلتها... 
هو شو عمل فيها كرمال تصل لهالحالة ولهالمشاعر ولهالتجزأ ولهالضياع... فشد ع إيديه تاركها تضمو من ضهرو بقوة وراها ضعف وخوف كبير وعجز وكسر خاطر.... وسامحلها تسند جبينها عليه كرمال تعبّر عن يلي عم تمر فيه بلغة تعبيرها البدائية بدون ما يعقب بشي عليه لإنو بحقلها تطلع يلي بقلبها مرة وحدة ولا ع عدة مراحل دامو كتمها وما عبر مشاعرها الإنسانية متل أي رجال بخاف الله فيها... 
متل أي رجال مؤمن حريص ع صون بيتو ونصرتو عند الحق بدون تهرب... 
بدون تنصل... 
بدون غدر وتبخيس لإنو هادا مفروض عليه مو مخير فيه لكن البعض بفضل الهرب منو للأسباب خاصة فيهم... لأسباب غير سوية عندهم من الظروف يلي مروا فيها... ساخطين ع العالم وع نفسهم... 
رافضين الطبيعة يلي فيه وماشين ع قوانينهم وتمردهم وجفاهم ع القراب منهم ومكملين بعماهم وضلالهم وكأنهم هما الصح متل عمو كنعان يلي دخل هالقفص الدهبي كتجربة مؤقتة رافض الخلفة!
رافض مؤسسة الزواج رفض تام من اقتناعو ليه يخلف ويرمي ولادو للموت ولا لليتم المبكر من شان نزاعات البشر الحيوانية صحيح بهالحياة البقاء فيها للأقوى والأتقى إلا عند عيلتو لإنو الصلب فيهم بنقتل بلمح البصر خطف... وبختفي من بينهم كأنو مالو داعي لإنو القانون عندهم البقاء فيه للأحيون والأغدر والأشر... ودام حالهم هيك!!! ليه يجيب ويخلّف من شان يقلهم جبتكم للهم والشقى والتعتير... جبتكم لتحملوا قصة سنين طويلة عم تلاحقنا من جد جدي... 
ليه شاللي جابرني وجابركم... 
ليه شاللي بخليني ارغب فيكم رغم جمالكم يلي هيروح هدر مهما حميتكم وبلحظة وحدة كأنو سنين ما كنا عم نكبر ونعطي ونحب بعضنا... 
كأنو كلشي عميق ومتجذر فينا هيروح... لهيك طلب الغربة تما يتوجع ع غياب حدا منهم وفيهم...
لهيك اختار أهون الشرين يتزوج من يلي لفتتو وحسستو مستعدة تخسر معو أكتر ما رح تربح منو... 
بس متل ما بقولوا الجبنة المجانية ما بتكون غير بمصيدة الفيران... 
ضحكة سخيفة وساخرة ع فكرو لإنو هو يلي كان مفكر حاطط الجبنة المجانية من تلات سنين إلا كم شهر للفارة إميرال المستعدة تساوي المستحيل كرمال تبقى معو... تبالآخر يكتشف المعادلة كانت بالعكس ولا فوقها تعادل كمان هو تزوّجها ليجرب شعور العيلة المؤقت من ملو من وحدتو أما هي قدرت تكذب عليه لكن ما قدرت تسلم راسو لإلهم وهادا يلي بخليها أقل حتى من التعادل معو... 
بس ولو هادا الشي ما رح يبررلها عملتها معو... لإنو كيف بنت بصغر سنها وبعقلها المحدود قدرت تساوي فيه هيك... وهادا الدابح والمجزأ لرجولتو يلي مناها تقضي عليه وعليها للكذابة والداهية يلي سكرت الخط بوجهو بس طلب من عدنان يعطيها التليفون قبل شوي ليحاكيها ويقلها (أهلًا فكرك وين رايحة مني يا حلوة) بس سبحان الله هالحلوة هادي ليه ترد عليه... 
"أكيد خايفة من يلي رح يجيها مني... لإنها عارفة أنا ما بمزح بهيك شي" فمسح ع وجهو بغل منتظر فيها تيجيه متل ما هي منتظرة تصل مو لتقابلو إلا لتضمن إنها بعيدة عن أهلها والرجال يلي صار زوجها فوق ما هي متجوزة ع الورق بدون توثيق رسمي وبدون حتى ما يسألها كاتب الكتاب ويقلها وقعي هون لتصيري مرتو... وليه يسألها دامو هيكون متل عمها جاسر وأبوها وأخوها يلي لا هامهم الآخرة ولا حتى نزول عقاب الله عليهم... فما كان عندها شرين متل بنت عمها إلا تلاتة والأنكى ما فيها تختار أهونهم من تنافسهم على انكسارها وكأنها وظيفة مشرفة وعليها تكريم مشرف والشاطر مين بسبق فيهم... فمسحت ع وجهها بإيدها يلي عم ترجف محاولة تمنع دموعها تنزل لإنها عارفتو هو قاسي بالحياة العادية شو حال لما يكون بمواقف جارحة لرجولتو بشكل خادش للحيا... 
أكيد ما رح يرحم فيها بلسانو قبل أفعالو وردات فعلو معها... وهالقسوة يلي فيه من الطبيعي ومن المتوقع هتكون عندو على مستويات أعلى وأكبر معها... وهالشي عم يخليها تعتصر من جوا لإنها هي ما كانت تتسلا معاه لما حبتو من قلبها... لكن صوتو يلي ما عم يروح من بالها من بعد ما سمعتو قبل نص ساعة وهو عم يسأل صاحبو: هي معك؟
ليرد عليه القاعد قدامها ع الناحية التانية والجاهلة اسمو وهويتو وشو طبيعة علاقتو بالجلف يلي حبتو: آه هيها معاي... 
وفجأة نطق بنبرة غريبة عليها كأنو فيها غصة: اعطيها التليفون ولا عليك أمر... 
عدنان لف معطيها التليفون لكنها رفضت مسكرة الخط بوجهو...
شو فايدة تعذب حالها مرتين هلأ وبس تشوفو... فرمت التليفون عليه للي عم يتكلم معاه بكل أريحية... مو سائلة وين يجي فيه من خوفها من المجهول الجاي... وهي عم تاكل بحالها...
هي ما ساوت شي واحد بحقو يئذيه غير إنها كذبت عليه هي بتكون بنت مين... وخبت عنو كلشي مرت فيه من قبل ما تتعرف عليها... بعدين عيونها بتبين حقيقة مشاعرها وعدم تلاعبها فيه... 
وهادي هي الكارثة إذا مو الطامة عيونها ما كانت عم تكذب... بس هو شو بدو بعيونها دامها هي كذابة... قال العيون مراية القلب.. أي مراية أي #### بحكوا عنو... مسح ع وجهو مستني فيها تصلو للي ما بتستحي... وللي سكرت الخط بوجهو... وهو مو عارف يمدحها لأخلاقها يلي بينت ع فجأة بعد ما هربت منو ولا يعيب فيها لإنها بعد يلي عملتو طلع في عندها أخلاق... مسح ع شعرو وهو حاسس حالو فاهم دناءة أخلاقها لما عرضت حالها عليه بعد ما تعرف عليها بتلات أشهر بس... ومقدر استعجالها معو من أولها من شان تسهل المهمة يلي عليها... 
والسؤال المهم هلأ هي شو رح تستفيد باللي عملتو معو... والجواب يلي مو منتظر يسمعو منها ولا من أهلها أو غيرهم من حفظو وفهمو وإدراكو الجواب دامو هو رجال وصار فاهم دناءة أهلها يلي هي ما فهمتها لحد هلأ لإنها لو بتفهم كان ما فكرت تدخل بهيك دائرة كرمال وعود وامتيازات رائعة بتخلي لعابها يسيل.... 
هي لو إنها حاملة عقل بفكّر كان فهمت المالو اثبات مالو مبات والكلام ما فيه عليه جمرك... وهتطلع بمخسر وفوقهم جبرها لتبلش بشي جديد بدون زواج... بدون تكوين عيلة حقيقية... بدون شي مكرّم ومشرّف بحقها وهادا لحالو أكبر عقاب لإلها من الحياة... حتى لو كانت مجبورة لإنو في مقولة مشهورة لمالك بن نبي "لا تصمت عن قول الحق، فعندما تضع لجامًا على فمك، سيضعون سراجًا على ظهرك" فالموت لازم يكون عليها أرحم من عبودية أهلها لإلها وتحكمهم فيها بهالرخص... 
فقبل ما يفكر يتعاطف ولا يكمّل عليها لازم يجاوب السؤال الأهم من هالسؤال هادا هلأ... هي ليه اختفت بالوقت يلي أخوه تصاوب فيه منهم... 
مو طبيعي الشي صار هيك صدفة لإنو الحياة ما فيها صدف غير عند المضيعين وماخدين الحياة بوجهها السطحي... فيعني مو بعيدة بنتهم المرتبط فيها باقية عارفة لإنها عجزت تجيبو أو خافت تسلمو... مو قادر يصدّق الأولى ولا يتعاطف مع التانية من رغبتو واشتهاؤو ليوجعها بس كيف... كلشي فكر فيه قبل هاللحظة هادي عم يهرب منو... وهادا يلي قاهرو وغاصو فوق القهر والغصة الحاسس فيهم لإنو ما عرف غير يوقع معها هي... 
ضحك بمرار لإنو مو قادر يستوعب كل هاللخبطة... لإنو مو قادر يتقبل كيف أهلها قبلوا يضحوا فيها... عادي يعني يتساوموا ببناتهم متل القواد** ع العلن ورغم إنهم بصلوا وبصوموا... 
هدول شو حالهم هيكون لو ما بصلوا وبصوموا لبدعوا فيها وبباقي بناتهم بدون خجل أو خوف... 
ضاج من صراعو يلي مستلمو من ساعات طويلة ومحملو نتيجة يلي صار من غباءو... 
هو ليه يعيب البنت وهو يلي تفاعل معها... بلع مرارة الفكرة... لإنو هو كان بقدر ما يتفاعل معها ويخليها متل ال##### بدون ما تلعب معو وتمثل عليه... 
فهو هيكون ارحم من أهلها فيها... بس بنفس الوقت ما في شي بدون عقاب...
ودامها هي غلطت واذنبت معو وعندو لازم تتعاقب بس مش بالضرب ممكن كان لو مسكها بأول يومين كان قتلها فيهم مو بس ضربها... بس رحمة من الله فيها يلي تأخرت لوصلتو من شان يفكر بعقلانية ويتفنن بعقابها... وفجأة وصلو صوت سيارات جاي من بعيد فلف طالع درج الكوخ البراني بدو يرحب فيهم ليصلهم... 
وصحو (ما أحلاه) ما يرحب فيهم ومعهم يلي بتكون مرتو الممثلة البارعة يلي الدم متجمد في عروقها وحاسة البرد عم ياكل فيها وعاجزة تتنفس طبيعي من الاتصالات العم يجريها يلي عم يسوق فيها فبلعت ريقها من خوفها لتواجهو هلأ لإنو ضهرها بلش يسخن ويوجعها فردت بكت وهي عم تضغط براسها على شباك السيارة المسكر حاسة روحها هتطلع لإنو أكيد جتها... ما في مجال للشك والله يستر شو هيصير فيها من خوفها لتتوجع بدون مسكن وشي يدفيها... فضمت نفسها وهي عم تحاول تعدل قعدتها كل شوي من شان تخفف وجع ضهرها... 
بس عبس ما في شي بخفف عليها فضغطت ع شفايفها مو قادرة من وجع ضهرها ووجع معدتها العم تضغط عليها بقوة ومحسستها بمرار رهيب من قلة الأكل... فتمسكت براسية المقعد المقابلها محاولة تكابر ع وجعها وهي مو حاسة بعرق جسمها البارد... وعم تحاول ما تخلي حالها تضعف وفجأة حست إنهم ع طريق وعر... والسيارة مرة بتطلع ومرة بتنزل فيها وهالشي شو خلا وجع ضهرها ينتقل من تحت للنص وبعدين يكمّل لفوق مخليها تحس كأنو العالم كلو متفق عليها... 
ودق قلبها مباشرة (فورًا) بس حست السيارة توقفت مكانها فبسرعة لفت وجهها لامحة قبالها بيت مو واضح مبناه مع عتمة الليل فبسرعة رفضت تطالع أكتر خوف ما تشوفو فسكرت عيونها من إدراكها إنهم وصلوا وصار وقت العذاب الفعلي... وفجأة سمعت صوت فتح الباب من هون وهي انفصلت انفصال تام عن يلي عم بصير فيها من هون لكن صوتو عم يحاول يرجّعها لوعيها غصب: يسلمو أبو سلاح معروفك معنا ما بنتسى..
وشو قلبها وجف هون بس مسكها من إيدها المرتخية وسحبها لبرا السيارة وهو عم يسمع رد أبو سلاح عليه: فكر عيدها لأكون دابحك لإنو مو بيننا ويلا خليني اتسهل... فأشرلو كنعان بإيدو بمعنى تصبح ع خير ومع السلامة ولف طابق الباب بدون ما يرد عليه بأي حرف معطيه المجال ليتركهم وهو عم يطالع سيارتو يلي عم تبعد عنهم تاركة وراها سيارتين لحماية المكان خوف ما تهرب لإنو ما رح يخلي رجال عاصي الصافيين قريب منهم يحموا مرتو يلي صار مسؤول عن حمايتها هلأ من أهلها وليضمن تبقى تحت عصمتو لحد ما يفكر وين نهايتو معها... وفجأة نطق محاكيها بشي غير متوقع منو بس شافها سقعانة وبدنها مقشعر: طبيعي ترجفي وإنتي لابسة هاللبس... 
فردت عليه كعادتها من بين أوجاعها والبرد الحاسة فيه متفاقم من شان دورتها يلي بالطريق أو يلي جتها: كان جبتلي فستان معاه جاكيت... 
كنعان ضحك بمرار: فكرك ما كان معو جاكيت تقيل وفرو كمان من شان الحساسية تاكلك بس يعني شكلو أهلك تخلصوا منو من شان تكوني مغرية أكتر... 
إميرال خلص البرد عم يزيد وجعها ومو قادرة تضلها واقفة ع رجليها كرمال هيك بدها تخلص من يلي عم بستناها لإنو مو معقول تضلها تاكل بحالها من الخوف: خلينا ننزل لنحكي جوا... 
كنعان طالع حواليه متنهد: لسا إلك عين تحكي... وبعد عنها كاشفلها بيت الدرج لتنزلو: تفضلي انزلي دامك مستعجلة ع الحكي ووجعة الراس بكل عين وقحة... 
إميرال لفت عليه بدها تنفعل إلا بتشنج ضهرها المفاجئ فكتمت تأوهها معطيتو المجال ليعلق عليها بنبرة لاذعة: شو شايفك تراجعتي... انزلي خلصيني مش بردانة حضرتك... 
غمضت عيونها رافضة تطالعو وهي عم تجاوبو من بين كل أوجاعها المتكتمة عليها: بأي صيغة هأنزل تحت... 
كنعان ضحك بِبياخة: عم تتفاوضي معاي يا بنت دهب ~~
صرخت فيه بانفجار: ما عرفت تجيبني غير بهادي الطريقة... 
كنعان انفعل: بالله كيف بدك أجيبك أعرّض روحي للخطر من شان وحدة كذابة وخاينة كمان... 
إميرال جنت دافشتو بعيد عنها لكنو ما رجع لورا من ضعف قوة دفعها لإلو وهي عم تردلو بانفعال: صحيح كذبت عليك بس ما خنتك... بعدين مش انا مرتك و~
كنعان هز راسو بتسخيف وهو عم يقاطعها: ع سيرة مرتي أي نسخة من نسخك كانت... إميرال جبران ولا إميرال بنت سان مارينو يلي نسجتيها ع كيفك بس أكيد هي مش بنت دهب... وعلق بمرار... بعدين ما فرق عندي اعترافك وإنتي مانك ندمانة ع كل شي عملتيه...
فردت بكل صدق من بين دموعها يلي غصب عنها نزلوا وهي عم تطالعو بضعف فيه قوة ومتانة: ليه اندم ع شي جمعني فيك... وخليني قلك إياها بصدق أي وجه بدك تشوفو علي من شان ترضي نفسك وافكارك السودة عن عيلة دهب وبناتها ما رح اعطيك إياه لإنو تصرفاتي وافعالي بتدلل أنا شو كنت معك وشو كنت بالنسبة لإلي... ولفت نازلة الدرج وهي عم تجبر حالها ع النزول الدرجات المرتفعات عن بعضها وجت بدها تلف عليه بس وصلت عتبة الباب وهي عم ترجف وتبكي إلا بحطة جاكيتو عليها مفاجئها... وبسرعة مد إيدو فاتحلها الباب وهو عم يقلها: بتعرفي القاهرني إنك ع اسمي... واللي بشرفني بنفس الوقت لإني طلعت أرجل من يلي عيلتك باعتينك من شانو... 
فردت عليه بكل جرأة قبل ما تدخل البيت وبدون أي تفكير وبالوقت الغلط: ولا شاللي خلاني اتمسك فيك... وعبرت الكوخ... بالوقت يلي ضوى الضو عليهم سائلها وهو عم يطبق الباب وراهم: مو معقول أول لقاء بيننا كان كذب... وفوقها إصرارك وتمثيلك إنك غشيمة ومو فاهمة شي عن قصة تاركم (ثأركم) معنا...
إميرال لفت عليه بكيانة دموع خيبة من سؤالو يلي ذكرها بلمح البصر بهديك اللحظات بالدقة من تحمسها وشغفها لتطبيق يلي تعلمتو من أمها ولتورجيهم إنها هي قدها وقدود... وعم تتبسم وهي واقفة قبال شركة كنعان الخيال للملابس الرجالية... عم تستنى فيه يطلع والدنيا برد قارس... والهوى عم يحرك في تنورتها الزهرية القصيرة يلي بتصل لفوق الركبة بكتير اللابستها مع كالون أسود وقميص أبيض وفستة زهرية وهي تاركة شعرها الكيرلي المموج على ضهرها وعيونها الخضر يلي فيهم براءة لا تقاوم مبينين ساحرات مع رموشها الطوال الممسكرين والكحل البيج المحطوط ع منبع عيونها والروج النهدي ع زهري بارد المعطيها قوة وأنوثة فيها ثقة وعشوائية بنفس الوقت مع الكعب العالي الأبيض يلي لابستو... وهي مو سائلة بنظرات الرجال والسياح عليها من عقلها الشغوف بالمشاكل والتحديات الكبيرة عم يراجع التعليمات الحافظتهم عن غيب... كنعان الخيّال عمرو 30 هو الابن الوحيد من ولاد شامخ العايش برا والحراس معاه تقريبًا وين مكان... أغلب وقتو ببقى في دولة سان مارينو وايطاليا ومتنقل بين عدة دول اسبانيا فرنسا الهند وأقصى شرق آسيا والمغرب العربي جنوب افريقيا وامريكا اللاتينية من شان الأقمشة والاستلهام لمجموعاتو الجديدة المبتكرة... عازب ومو مرتبط من كم سنة ع هوى بعض الإخبار والبعض بتوقع عنو ممكن يكون شاذ متل بعض المصممين الرجال برا... فجأة الا رن تليفونها معطيها إشارة من رجال أهلها انو رح يطلع من الشركة هلأ... فبسرعة تحركت بثقة وهي مركزة على فراغ وعم تعيد صورتو في بالها... طويل عضلنجي بشكل متناسق مع ملامحو وبشرتو برونزية... أنفو من فوق مكسور وعيونو ناعسة حادين بلونهم البني على عسلي.. ودقنو خفيفة.. فرفعت إيدها تبعد شعرها عن وجهها مع قوة الهوى من تركيزها لتيجي عينها عليه لتغري فيه وأي اغراء هيكون بس علق شعرها بخاتمها اللابستو... فحاولت تحررو وهي مو منتبهة ع الرصيف القريب منها وجت بدها تقع من عجلتها لتساوي المهمة يلي عليها فحاولت تمنع وقوعها لكن بعد شو بعد ما وقعت على إيد حدا بالوقت المناسب قبل ما توقع وتوسخ حالها برطوبة الرصيف... فبهتت بس حست حالها ملاصقة فيه وعقلها قفّل مع خجلها وتوترها من يلي صار ناسية هي ليه هون... فنطق الرجال يلي جت عليه: Attenta! (شوفي/انتبهي)
تلبكت كتير مو مركزة باللي قالو من محاولتها لتعدل الموقف وتبعد عنو بس المشكلة ما انحلت وخاتمها عالق بشعرها ومع عجلتها لتحرر إيدها من خاتمها يلي عليه فصوص الماس واللي لبستو من شان تأكد لابن الخيّال إنها هي بنت من الطبقة المخملية بس للأسف الشديد بدل ما تثبت لابن الخيّال بالماركات اللابستها وبالخاتم الألماس الغالي علقت مع هالرجال وفوقها خبطتو بدقنو من تحت وكمّلت عليه جارحة فيه خدو بسبب القطع الصغيرة الطالعة منو بشكل حاد وخفيف بذات الوقت فشتم بالايطالية: Cazzo!
فحاولت تعدل الموقف للمرة التانية وهي عم تبعد عنو وتحرر خاتمها لو بخلع شعرها رادة: بعتذر ما كان قصدي!
فنطق وهو عم يطالعها باستغراب مشكك باللي شايفو فيها وعليها: انتي عربية؟
فجاوبتو وهي عم تتنفس براحة لإنها خلصت حالها من علقة الخاتم بعد ما خلعت من شعرها كم شعرة: اه!
فهز راسو باستياء ناطق ببرود: المرة الجاي البسي كعب واطي وانتبهي وإنتي تمشي عشان ما تورطي الناس معك وتجرحي وجوههم... 
ومشي بعيد عنها مكمّل لسيارتو وهو مو معطيها دقيقة من وقتو لترد عليه والكارثة هي مفهية ومو سائلة بخدش خدو وحتى مو مركزة باللي قالو من قلبها يلي عم يدق بتوتر حلو لإلها من اعجابها فيه وهي عم تعلق بسرها... شو هالرجولة اللي فيه ... شو هالجمال... شو هالصوت... ولا هاللهجة... ولا شو هالعطر... من وين هادا مخلوق ... فجأة رن تليفونها وكانت رح تلطم... يما أبوي رح يشلني شلل نسيت حالي وينو هادا كنعان ما نزل؟ فردت وكبريائها دابحها تاركة المجال لأبوها يتطاول عليها: الو!
ما لحقت تحكي إلا بصوت أبوها العم يبتسم: هههه بنت أبوها الذكية أنا قلت ما في حدا راح ينجح في الخطة غيرك رح تجيبي آخرتو للرجال ... بعد نص ساعة رح تلاقي سيارة الفيراري قبال شقتك... 
وشو طارت من الفرحة بس سمعت الفيراري وفجأة حطت إيدها ع تمها من الصدمة... اللي صدمت فيه هو نفسو كنعان اللي شافتو بالصور... لا لا في غلط هادا أحلى بكتير... هادا كلو رجولة وشموخ... وتكلمت كأنو اللي صار معها مو صدفة وهي نفسها تكرر يلي صار وتعيد اللقطة مليون مرة بينها وبين حالها: بس علشان تعرف انو ما في شي بصعب عليي!
لكن بعدها ومع تورطها بالعلاقة تمنت لو كانت مخيبة للآمال... وما بتملك شي ليخليها تكون صالحة ومطلوبة لهيك مكان ولهيك دور... بس بعد شو بعد ما فات الفوت وصارت هلأ واقعة بين إيديه وانكشفت تمثليتها يلي صدقتها وكملت فيها... فبلعت ريقها بدها ترد عليه إلا بصوتو سابقها وهو عم يأشر ع وجهها وهو عم يقرب منها مفقدو: ع شو انضربتي؟ 
إميرال علقت وهي عم تبعد إيدو عنها: أكيد مو شان ما جبت راسك...
كنعان هز راسو مقرب منها: الثقة وبتحكيها عادي...
إميرال ردت عليه وهي مو فارق عندها شاللي بطلع منها: ليه ما أحكيها عادي إذا ما سلمتك ولا مرة... ليه خاف وأنا عم اعاني متلك... إنتا هلأ رح تتوجع بس أنا سنين كنت وما زلت عم أتوجع من وجعك مني ومن خوفي من أهلي عليك ومن الأفكار يلي عم تاكلني و~
قاطعها بجفا: إنتي يلي قبلتي فيه... واجى بدو يعلي صوتو لكنها قاطعتو مصيحة عليه: ليه ما أقبل وانا عايشة بعالم وأهلي بعالم... شفتني مرة لعبت معك... شفتني مرة قللت منك... ممكن كنت قليلة أدب بعيونك بس أنا هيك ربيت وما حدا قلي غلط وحرام... ما حدا قلي حدودي معك حدها هون...
كنعان مسكها من إيدها ودفعها ع الكنب الشامي وهو خلص بطّل فيه حيل يسمع هالكلام: قيمي حالميتك بالكلام... وسحب الكرسي بعصبية مقابلها... خبريني من الآخر ليه قبلتي؟ وليه رحتي هربتي مع أخوكي لهون باليوم يلي تصاوب فيه أخوي غير إنو كان عندك علم صح..
ردت صرخت فيه: والله ما بعرف شي عن أخـ~
فجأة كان رح يخنقها لكنو سحب الكرسي صافقو بالحيطة وراها ونطق وهو مهتاج وعم يرمي الكرسي بعيد عنهم: انكتمي احسن ما تضلك تكذبي وتلعبي معي بالكلام ~ 
إميرال رفضت تسكت وتكرر يلي عملتو أول مرة مع أهلها معو ما رح تنقاد فوقفت ع رجليها وهي مطنشة أوجاعها: شو بدك تخوفني من الآخر اعطيني بدون مفاتشة بدون صريخ بدون وجعة راس شو جزائي هيكون وريحني لإنك مصر تحطني بدور الخاينة والكذابة وكلشي عكس ما كنت معك فيه...
كنعان قرب منها مواجهها: ماشاءالله الوقاحة عندك تدرّس يا بنت حاتم... وقرب جبينو من جبينها وهو عم يطالعها متجاهل جمال عيونها المدمعة من قبل متابع: ضرب ما عندي... وقدامك كم خيار قبل الطلاق يلي أنا بحدد موعدو ووين... 
إميرال ضحكت ببهتان: بدك تعاقبني ع شي ما عملتو...
انفعل ضاربها كف ع وجهها: قلتلك ضرب ما فيه بس الكف استثناء... اصحك تصدقي الكذبة يلي قبلتي فيها... لو إنتي عند غيري لكنتي مقتولة... وأكيد أهلك مو فارق عندهم... فدامك مصرة تكوني حقيقية بوقت الحقيقة ما رح تشفعلك وعارفة عدائي لأهلك ومصرة تكملي معاي من لحظتها ومبينة حالك إنك بريئة ومالك صلة فيهم... وفوق ما بتطلبي جزائك بتقولي ما عاقبك معادلتك عندي ما بتمشي... وشدها من إيدها لفوق لتصير قريبة من مستوى طولو مكمّل... جزائك ولا عقابك يا بنت دهب بسيط بس رح احرمك من كل شي بتحبيه عطوراتك عاداتك روتينك كلشي بتعمليه بشغف من شان نتعادل ويكون مرارنا واحد لإنو القتل السريع ما بفشي الغليل... ودامنا بدينا زواجنا بشروط هنطلع بشروط... لإنو ما في داعي نكمّل مع بعضنا ع طول دام الثقة انهارت... ووقف ع رجليه مرر إصبعو السبابة بالعرض تحت أنفو: وصحيح تم توثيق زواجنا من أيام من شان أي ندالة من أهلك رح تعملها تكون ورقة القوة معاي... وفجأة دفعها بعيد لخطوتين متل القرفان منادي بصوت عالي: يا حليمة!!
إميرال مو مستوعبة شي من شان يكمّل عليها باللي اسمها حليمة وفجأة بس لمحت ست جهمة جاية لعندهم ومبين عليها ست بقوة رجال فهمت إنو عم ينادي عليها: أيوة!
نطق وهو عم يطالعها: خلصتي من غرفتها وحط (حطيتي) كلشي طلبتو منك... فهزتلو حليمة راسها بانصياع... فلف عليها بدون ما يطالعها: تفضلي معها... وصحيح الغرف المعلق عليها لافتة صغيرة مكتوب فيها مغلق لعدم وجود الأخلاق هادي موجهة لإلك فما تدخليها... 
فردت عليه وهي عم توقف على رجليها: وفي الحب والحرب يقتل الأبرياء دائمًا.. بس ما تفكر إنتا القاضي والناهي والآمر هلأ يبقى هتربح... لإنو هيك هنصير متعادلين مع الوقت وبس نتعادل رح تفهم كلامي والتمن هيكون غالي عليك... وتحاشت عيونو مكملة مع الست حليمة لتتركو وراها يحتار فيها ومنها... بعرفها عنيدة بس متينة بهيك شكل لأ... المشكلة لسا مصدقة حالها... قال للحرامي احلف قال اجاني الفرج... فلف منسحب من الكوخ ومفقد رجال عدنان الواقفة للحماية وكمّل لسيارتو وهو عم يتصل على عدنان ومو عارف المجنون يلي جواتو كيف مسيطر لهلأ عليه... ليه ما شل أملها وتركها تروح هيك وهي مو مكسورة ع الآخر... الكارثة كيف وهو انكشف عليها وهي انكشفت عليه وعاشوا مع بعض... العشرة ما بتهون بس هي باللي عملتو شو ساوت غير همتو وغشتو... فشتم حالو لإنو كان معها متل الغبي مغيب ومصدقها لإنو لقائهم الأول صدفة مستحيل يكون جد ومخططلو... بدو يكرهها بالطول ولا بالعرض بالطيب ولا بالغصب بس كيف يا ابن الخيّال وإنتا تجوزت منها وتقربت منها مشاعرياً... الحكي كلنا شاطرين فيه بس التطبيق والتنفيذ هو ببين المجنون من الطبيعي من المتردد من الضعيف... إلا بصوت عدنان الخاطفو من سخطو ع حالو: تطمن الرسالة وصلت لجاسر دهب... حط ببطنك بطيخ صيفي...
ما بعرف ليه بس سمع كلامو ما لقى حالو غير عم يضحك ع حالو بمرار لإنو هو شو بدو يعمل غير يتحمّل ويكابر ع رغبتو ليحطمها يلي ع ذمتو بس ما فيه... للأسباب السابقة ولإنها هي ع اسمو وأهانتها من أهانتو وقبل كل شي الرسول وصاهم ع النساء... فهو لولا هالشي ولا كان ما فكر لا بحدود ولا بمبادئ متل ما عمها الدنيء ساوى فيها... فرد عليه: تمام! وسكر الخط بوجهو لإنهم فاهمين ع بعض عدنان ما بفكر يلح عليه ليطلع يلي بقلبو ولا هو حابب يحكي باللي صار معو... وما لحق ينزل تليفونو إلا برسالة واصلتو من رقم مسجل عندو باسم(scortese) عديم الأخلاق/ وقح (فكرك ما كنت عارف إنها رايحة لإلك بس شو حال أبوك ولا الناس بس يعرفوا شو عامل وْلا فوقها مخلي وسيم عبد الباقي من شان ياخدها مقابل يعطينا اسلحة بالوقت يلي في حد تاني تدخل ع الخط طالبها شو مين عم يلعب معك كمان مو بعيدة من حد بعيد عنك... مفكرني نام ع وداني... ما في شي ببلاش غير العمى والطراش وما بتوّقع رجال متل وسيم مضيع كرمال بنت يعطينا اسلحة ورصاص كمان... انبسط فيها شوي عندي أحسن منها بكتير اذا حابب تجدد وعلقلو آخر شي ضحكة طويلة.... ههههههههههههههههه) كنعان قرأ الرسالة من هون ضرب إيدو بالسيارة من هون لإنو اشمأز من كلامو عنها بالدناءة هاي... وبهالمستوى المنح* وشو كره نفسو لإنو تورط مع هيك بنت ومع هيك عيلة وفجأة نزل من السيارة راجعلها وهو مناه يحرق قلبها حرق وبأسرع وقت لإنو حاسس الوقت مطول بينهم والمسافة بعيدة عنهم رغم إنها مو أقل من دقيقة وأقرب من عشر امتار... وعبر عليها بدون ما يدق الباب وليه يدق الباب وهو جوزها بس صار في داعي يدق الباب دام الأمان والثقة بينهم شبه تلاشوا... وتحرك لعندها ساحبها بغل من شعرها تواجهو للي متمددة ع السرير بكل استسلام وهي عم تزم ع شفايفها من الوجع المضنيها: شفتي عمك شو باعت... شفتي إنتي ع وين وديتي حالك...
فجأة نطقت بتعب خلص الوجع فتكها: صح كلو صح بس خلص روح وارحمني...
كنعان دفعها بعيد عنو ع السرير وهو مهتاج اضعاف مضاعفة عن اهتياجو معها قبل شوي... هيطق هيجن مناه يكسّر... شو يساوي كيف رح يطلّع هالحرة هاي منها ومن أهلها خوف ما يورّط حدا معاه من عصبيتو وجنونو... وفجأة لف عليها بسخرية معبر باستياء ساخط منها ومن أهلها: هلأ ضعفتي وينك من قبل... 
صمت ادنيها ما بدها تسمع خلص راسها بضغط... جسمها بوجّع... روحها ضعيفة... نفسها مجهدة وما بدها شي غير تأن وتأن لتحس بحالها وتعتذرلها ع الحال يلي وصلتها فيها... وفجأة بس حست صوتو اختفى بعدت إيديها عن ادنها مفقدة وجودو... 
وصدمة بس ما لقتلو آثر والباب مسكر معقول هي كان عم يتهيألها ولا هو فعلًا شي صار... كانت رح تقوم تفقدو لكن وجعها ما خلاها فسحبت الغطا طامرة حالها تحتو وتاركة جوزها المغلول يتحمم بمي باردة وهو عم يستغفر ربو كيف ما يحرق نفسو والكل معو من شان يهين عمها ال####... هو ما بكره بحياتو شي غير القهر والظلم... هي انظلمت وظلمت حالها أما هو حالو أشد وأصعب من القهر والعجز الحاسس فيهم... هو الرجال المسؤول... اللي عليه يحمي ويحارب ويقود يعجز وينقهر؟؟
أي حياة هاي؟ أي متانة هاي؟ أي صلابة هاي؟ أي رجولة هاي هتنفعو إذا ما رد هالقهر بدون ما يطغى ويظلم ويفسد... طبيعي نستاء ونجرب مشاعر بتحرقنا وبتعمي قلبنا بس مو مبرر لندمر ونعذب ونظلم... وهو عارف هالشي لإنو مو صغير وما اختبر الحياة لو بشعرة واللي عندو للمرة تانية مكررها مع نفسو... بنتهم بتكون مرتو يلي انكشفت عليه وانكشف عليها لآلاف المرات بنفس الوقت... ودامها هي مرتو ما لازم ينسى العشرة بينهم لو مهما صار وفق دينو... مش هو بقرأ قرآن وبصلي وبسمع الخطب وعارف إنو لو ورقة الطلاق بإيد الرجال ما بتعطيه الصلاحية المطلقة ولا المتفاوتة ليجحف فيه (للطلاق) مع مرتو أو ليبتزها فيه... وسبحان الله الدين شو بقول وهو شو بسوي غير العكس..
هادا هو يلي ربيت عليه يا ابن الخيّال... هادا يلي قدرت عليه يا ابن شامخ الخيّال... هادا يلي إجيت عليه يا ابن سان مارينو... واضح إنو نفسك عم تدفعك للسوء... لإنك دخلت دائرة الشبهة وتخطيت الحدود وتعاملت مع ناس قانونها الوحيد بالحياة الآذية متل عمها جاسر القاعد والنار شابه فيه وهو عم يطالع أخوه جاثم يلي من بعد ما طلع أخوهم عثمان العرب من عندهم وهو عاجز ينطق بحرف من نظرات عثمان لإلو ولأخوه جاسر لإنهم بايعين آخرتهم بدنياهم... فلف وجهو بس حس ع نفسو سارح لحظة ما وصلو صوت تنزيل جاسر لفنجانو ع صحنو المحطوط ع الطاولة المقابلتو وهو عم يضحكلو بخبث لإنو عم يطبّق الخطة يلي حبكها ليوقع أخوه وابنو تحت ابطو: أخ مؤيد شفت خطتك كيف ما زبطت وهي الرجال طلع بالآخير متفق مع الواطي ال**** ورجعتلو... قلي هلأ شو رح تساوي إنتا وأبوك إذا للمرة التانية فشلتوا وفي قاعدة بتقول يلي بتكرر مرتين أكيد رح تتكرر عشرة ومليون فيعني حابب شوف إذا في عندك شي هيكسر هالقاعدة عندي...
مؤيد احتر بزيادة بس سمع آخر كلامو وعجز ع الآخر لينطق بشي لإنو لما رح يكحلها للقصة قام عماها... فما قدر ينطق ولا حتى يناظرو ولا ليناظر أبوه... فكان الصمت خير جواب لعمو يلي هز راسو وهو عم يحرك عيونو لآخوه الضعيف الشخصية جاثم والمتحاشي يطالعو من خوفو منو ومن شر يلي بلش يحس عليه زي ما لازم بعد ما خلى عثمان أخوهم يتنازل عن حصتو لإلو وع اسمو هو (لجاثم) من شان يشبك الدنيا بينو وبين عثمان وتكلم باجحاف: اسمع يا جاثم عندي كم كلمة رح اقوللك إياها بدون لف ودوران وع سمع ابنك أولًا شو بطلب بتقول حاضر...
جاثم ضغط ع أسنانو بغل ماهو ع كلشي بقلو حاضر شاللي جديد... بس الجديد عليه واللي شلو هلأ مكانو بس سمع بقية كلامو... تانياً بيوتنا في الكروم (مكان ما كانو عايشين) رح ينباعوا مرة وحدة.... 
جاثم هون جفل فاستوقفو سهوًا بدون تفكير: ليش بدك تبيع حلالنا كلنا بلكن خواتك ورجالهم ما بدهم يبيعوا و~
قاطعو جاسر بصريخ من بين أسنانو وهو عم يجحرو بتهديد: صارلي كم يوم بفهمك وإنتا مش فاهم وع بلاطة بقلك يجعلني اسمعك عم تقول عشان ما نبطل صحاب وحبايب... وبعدين خليني قلك هالقصة من آخرها... يلي ما بقلق بحالو بتروح عليه... ولف وجهو ع مؤيد... فهمو لأبوك عشان ما تروح عليك... 
مؤيد مهتاج من جواتو ومولعة معو لإنو أدرك هالسواد بس بعد شو بعد ما عمو جاسر عبّدهم البقر... فهز راسو غصب من شان يضمن يطلعوا من هون سالمين ولا مو مكرهين... وتابع جاسر بدون أي آسف وبنبرة مقلقة منهم: بعدين يا حبيبي ليكون مفكر حق الأسلحة والحراس رح اضلني أدفعهم مني.... انا علي هالمرة خلال هادي الفترة واللي بعدها بدي أكون مصفي كبارية عيلة الخيّال وانتا فاهم قصدي... فيا حبيبي انتا وقدامك بحكيها بصريح العبارة قابل تودي ابنك يقتل واحد فيهم أو إنتا بدل واحد قناص متكتك و متخصص في هيك شي.... يلا قلي؟ انا رجال وعملتها وقتلت ضرغام (أبو عبد العزيز ) لكن بقى إنتا وابنك... فاذا حابب تعفي حالك وابنك يبقى بدنا رجال يعملوا عنكم بعدين ليكون مفكر أخوك عثمان الحما* رح يتحرك ويقبل يكمّل التار معنا بعد ما مات أبوي وتنازل عن ورثتو وحمايتي لإلو بس ينحشر من عيلة الخيال هادا بأحلامك.... أي إذا من البداية الدنيا كان ضد اللي صار وحاول يكون طرف محايد و يدور ع الصلح... وضحك وهو عم يطالعهم بتحقير... بدون ما تنطق أنا عارف جوابك لإنو مو مستني فيه لإنو مفروض عليك تطبقو مو لسا لتفكر فيه.. وبلع ريقو مسترسل... فخلينا نحكي بالمهم نيجي ها ها (تعبير للمداعبة الندلة) لموضوع كنان يلي لازم نتخلص منو هادا الأسبوع ~
فجأة رد جاثم رد وهو ناسي تهديد جاسر لإلو من غفلتو ومكرر غلطو للمرة التانية: بس أنا سمعت الدكتور قال إذا عايش رح يكون لا قدر الله يا مشلول يا ما بسمع وغير المشاكل التانية... 
جاسر هز راسو ومسح دقنو بانبساط مبشرو: وهادا المطلوب عشان يكون مبررنا منطقي لقتلو وضحك بشيطنة متابع... بدنا احنا عجزة عنا... مهو ناقصنا... قال يا رجال دهب عدي رجالك عدي من الأقرع للمصدي... وأنا رجال بدي يلي يرفع مني مش يتعبني فيعني بعد العيد بالزبط بدي يكون طالع منا مفقود مش راجعلنا موجود معاق ولا بنص جسم... أنا قلت يلي عندي وما بتوقع فيك عقل لتعترض لإنك فاهم أنا كيف بفكر وبصنف الناس بمخي المضروب يلي حوالي يا معي يا ضدي أو لقدام رح يصير ضدي فأصحك تكون بالتالتة قبل التانية عشان فهمك كفاية ووقف ع رجليه ضاغط ع كتفو بمعنى ما تفكر... وبعد عنو معدل أواعيه مسترسل... ويلا خلوني روح متّع حالي... وحرك عيونو ع مؤيد مكمّل ع إذلالو الباسطو: ما بدك تدلع حالك معنا... 
مؤيد رفع راسو مطالعو وهو عم يبتسملو غصب: أكيد... إنتا قول وأنا بلبي.. 
بس من جواتو هو مناه يقلو حكي أكبر من هيك بس ما فيه لإنو حبل مشنقة عمو المجنون التف ع رقبتو وإيديه تربطوا مخلينو يعجز قدامو لإنو كان من قبل مستقوي فيه لهالمجنون ومستمد قوتو منو بالكامل... 
وشو كانت غلطتك يا ابن جاثم دهب ما بتنقاس غير بفقدانك لحياتك لإنك اعتمدت عليه بالكامل وهالاعتماد هاد إذا ما قتلك رح يكسرك لإنو ما كان لازم تخلي سبب قوتك شي واحد بعيد عن خالقك... وما تنسى قانون الأرض البقول ما توقف بصف الظالم لإنو رح يظلمك... والدنيا عادلة بعد ما صفقتلو ودعمتو ع غلطو لما داس ع الناس بعجلة ظلمو... صار وقت تلف عليك وتدعس عليك فيها لإنو المالو مبادئ مالو ضمان ومربط والله يمهل ولا يهمل.. 
فقام مع عمو جاسر تارك أبوه مولعة معاه من يلي قالو جاسر الطاغي وقام عند مرتو وبناتو سامم بدنهم ع الورثة وع عيلة دهب واللي بخلف وبجيب وبعيش ما يموت ويموّت الكل معو مش بكون أحسن لإلو ولبناتو... ولما ما شاف وجه من مرتو وبناتو بهدي بالو لإنهم معنيين بالورثة طلع ع غرفتو متصل ع عثمان العرب باكيلو ع اللي صار ومخبرو عن يلي قلو إياه جاسر أخوه بدون تفكير وبالنص الحرفي... وهون عثمان العرب اعتلج صدرو وسكر منو مفكر بشي لازم بكرا أول ما يصحى يعملو... بس قبل ما يعملو لازم ياخد إذن فبسرعة بدون أي تفكير زايد رفع تليفونو متصل ع صهرهم ابن الخيّال يلي عم يشتغل ع اللاب توب جنب جودي يلي نامت بأعجوبة بعد ما وثقت فيه إنو ما رح يقوم من جنبها من خوفها لتكوبس وهو مو جنبها...
إلا برجة تليفونو المشتتو عن الشغل فسحب تليفونو من جنبو مطالع الرقم... ودهش بس لقى اسم عمها عثمان العرب منور جوالو... فبسرعة حط اللاب توب ع حالة الإسبات بعد ما حفظ شغلو وطبقو منسحب من جنبها لبرا رادد ع عمها بدون ما ينطق بحرف منتظر في عمها يباشر بالكلام لإنو ما فيه يعبْرو بالأول وهما المتضررين وما لحق يطبق الباب وراه بعد ما رد إلا وصلو صوت عمها الباين فيه شي: مو عارف قلك مساء الخير ولا صباح الخير لإني متصل عليك بانصاص الليالي و~
عبد العزيز دخلّو ع صلب الموضوع: خير متصل في بيننا حكي وجدي موجود ورقمو معروف...
عمها عثمان العرب تقلت عليه كرامتو فصمت كم ثانية ورد تجرأ ناطق: بدي أتكلم معك بخصوص هالموضوع~
فقاطعو فورًا عبد العزيز بنص كلامو لإنو واجب عليه يورجيه الكلام معو مو سهل: ما فيه بيننا غير موضوع التار وأتوقع هادا انحكى فيه وشفت آخرة الحكي معكم وين ودتنا وما بتوقع كمان متصل علي من شان هالشي بانصاص الليالي ع قولتك فخير إلك شي عندي مخليك بهالجرأة تكملني ع هادا الرقم...
العم عثمان نطق بدون تردد: أنا مالي دخل بموضوع التار لا هلأ ولا قبل وأنا مو بصدد أكلمك بهالشي بدي إياك~
عبد العزيز قاطعو للمرة التالتة بنص كلامو: استنى علي رح ارجعلك بعد دقيقة...
وسكر الخط بوجهو راجعلو من الرقم التاني بعد ما فعّل خاصية الرقم الخاص وهو عم يفعل الجهاز الصغير لتشويش الخط في حالة التنصت من يلي ببالو لإنو العيون عليه مو قليلة ومنتظرة عليه الأخطاء والذلات لتحقيق مبتغاها تارك بنتهم نايمة فوق وهي مغيبة تماماً عن يلي بصير من مخاوفها الشايفتها أكبر شي بالدنيا ورغم إنها لا تقارن بمخاوف الناس من الدنيا ولا من الآخرة... فمن عمق نومها ما حست فيه لما قام من جنبها ولا حتى رجعلها بعد ما سكر من عمها المتفق معاه ليجمعو مع جدو بهالڤيلا يلي هو فيها من شان يحطو بموقف اختبار ويورجيه مكان بنتهم الموجودة فيه آديه محمي كعرض قوة وهو عندو كلشي صار قبل قتل عمو كوم والموضوع يلي طرحو عليه عمها كوم تاني لدرجة مو مخليه لا يعرف ليلو من نهار من يلي خبرو إياه... ومو عارف يقعد محلو لإنو لازم يحل الموضوع هلأ يعني هلأ... بس مو كلشي بنفكر فيه بنقدر نسويه هلأ وخاصة لما يكون فيه أطراف تانيين... فقام يتوضى ويقرألو قرآن ويصليلو كم ركعة لله تعالى ويطلب اللطف من ربنا وبعدها يروح يصلي بالجامع يلي بعيد منهم شوي صلاة الفجر قبل ما يحاكي جدو أبو ضرغام من شان يجي عندو وهو متعجب ع هالقعدة يلي ما حليلها تصير غير ع وقفة العيد... 
بس هادي هي الدنيا بتحطنا بأماكن ومطارح مالها دخل بالعادات والتقاليد والمنطق... فما بعرف كيف الوقت مضى واللي كان من المفترض عندو يمضي... ليخبر عاصي وكنعان وجدو وعمو جواد يلي غالب وقتو بالمستشفى كرمال يجوا عندو وبالطبع ما خبر بدران وزيدان وجميل ليجوا لسرية الموضوع ويشوف إذا عيونهم هالقد قريبة منهم ولا لأ.... فبسرعة طلع بعد ما صلى الضحى يتحمم ويجهز حالو من مجاميعو لاستقبال الكل عندو ويخبرها للغاطة بالنوم من بعد ما صحاها غصب تقوم تصلي الفجر بعد ما رجع من الجامع وصدمتو بس صلتو ع الكرسي من الوجع يلي عم تشتكي منو وما فهم وينو فسايرها من شان ما يدخل وقت الضحى ويصير وقت القضي (القضا) عليها... فتبسم عليها بس لمحها كيف ضامة المخدة لكن الابتسامة فارقتو بس لمحها مسكرة تمها وهي مبوزة دليل إنها مستاءة من الحياة وما رضت عنها تاني يوم متل عادتها... فتنهد مآجل موضوع رضاها ليخلّص يلي عليه وبسرعة تعطر لابس ساعتو وآجى بدو يدخل الحمام ليسحب تليفونو فسمعها عم تبكي وتهمهم بطلاسم مو مفهومة لكنو فاهم إنها عم تكوبس فورًا تحرك لعندها مصحيها وهو عم يسمي عليها: بسم الله عليكي... صحصحي جودي... 
صحصحي... وحركها بحرص من شان ما يخوفها بزيادة وهو عم يقلها.. سامعتيني...
جودي مو سامعة شي من عمق وسواد كابوسها فحاولت تدافع عن أهلها وتهرب من الكلاب والرجال والدم يلي عم يلحقها وبسرعة قامت من نومها منقوزة وهي منقوعة بالعرق... وجت بدها تكمّل ركضها لكن إيديه قيودها وتسمياتو عليها هدتها: بسم الله عليكي اهدي واتفلي ع شمالك واهدي ما في شي هادا بس مجرد كابوس وراح...
جودي تمسكت فيه ضامة حالها لصدرو كأنها عم تحاول تخبي حالها جواتو وهي عم ترجف ناطقة من بين ريقها الجاف بالوقت يلي ضمها لإلو بإيديه: انــ ـا خــايـــ ــفـــة مـنــ ـهـم.. لـإنـهم بـضـلـ ـهـم يـطـلـعولـي كـل مـا نـام...
عبد العزيز عقد حواجبو وحرك إيديه من حواليها لوجهها رافعلها إياه لتطالعو وهو عم يسألها: مين هدول وليه لساتك خايفة منهم إذا إنتي هون بأمان... 
جودي غمضت عيونها برعبة ناطقة: ما بـدي نـحـكـي عـنـهـم.. صارت تبكي وتشهق فخاف تشرق هلأ وأهلو وعمها يصلوا... فمسح ع شعرها بحنان أب ع بنتو وحب يخليها تفضفض يلي بقلبها وهو عم يسألها بصوت حنون ورايق من شان تتريح وتستكين: ليش هالبكى هلأ؟ 
جودي وقفت شهق وبعدت إيديها عن وجهها مقربة راسها من صدرو فخاف توسخلو بلوزتو النظفية والمكوية بعناية من إيدين رولا من قبل بقصر أبوه وتعلقت حتى بعد ما وصلتو مع بقية القمصان بالبدل بدون ما ينهانوا تبالآخر تيجي القطة تبعتو توسخلو إياها فنطق متراجع عن كلامو بس سمع صوت سيارات داخلة من البوابة يلي عم تنفتح ع الآخر: بكرا العيد وبدك تبكي... 
جودي انفجرت بكى فجأة ناطقة وهي ناسية عندها أواعي جديد من جوري ومن جهازها: أنـا مـا رحـت اشـتري أواعـي للعيد... 
عبد العزيز حس بدل ما كحلها عماها وجاب أجلها... فنطق وهو عم يقلها: لازم روح هلأ فاصحك تنزلي تحت ورح ابعتلك الست سمية تقعد عندك... 
جودي طالعتو من بين دموعها متذكرة: صح أنا هلأ لازم صوم بس أنا ما تسحرت والبنت و~
عبد العزيز قاطعها بتسليكة: حقك علي بس ما تقلقي ما قدرتي تصومي كل اليوم بتقدري لعند الضهر... إلا رن تليفونو من عمو كنعان فبسرعة سحب حالو بلاش يتأخر ع أهلو وبسرعة نطق قبل ما يسكر الباب: اصحك تنزلي الست سمية رح أرسلك إياها... وسكر الباب نازل الدرج بسرعة مكمّل ع غرفة الصالون الداخلي الطويل لكن بوسع ضيق نوعاً ما إلا بصوت عمو كنعان المازح معاه ع تقيل: أنا بقول كان بقيت عندها وضليتك بالعسل! 
فرفع حاجبو مطنشو ومسلم عليه بالإيدين وهو بدو يهمسلو إلا بتعليق الجد: عيب إنتا وإياه.... بعدين شوف وينو عمها لهلأ ما وصل.... وشوف كمان عمك وعاصي وينهم ليش ما وصلوا ورانا اذا تحركنا ورا بعض تقريباً...
عبد العزيز بعد عن عمو وتحرك لعند جدو وهو عم يقولو: حاضر... وقرب منو بايس إيدو وراسو دام هادي أول زيارة لبيتو وهو متجوز وكمّل ناطق.. كل عام وإنتا بخير يا جدي... 
الجد لف ع ابنو كنعان: تعلم يا أخ من أول ما شفتك اليوم ما قلتلي لا عام ولا خير...
كنعان رد عليه بالوقت يلي عبد العزيز بعّد عن جدو ليتصل على عمها عثمان العرب: والله أنا العيد وين واللي أنا فيه وين...
الجد جحرو: شكلك ناسي فرحة العيد واجب.. 
عبد العزيز ما ركز معهم لإنو كان عم يتصل ع عمها يلي رد عليه من أول رنة: عبد العزيز هيني برا عم بستنى الباب يفتح... 
ففورًا عبد العزيز طلع يستقبلو برا باللحظة يلي انفتح الباب وعبرت سيارة العفش للبيت وطبعًا هادي ما فيها أي عفش لكن بس من شان التضليل وما حدا يعرف عن الموضوع... وبس صفت السيارة نزل الشوفير يفتح باب الشاحنة الورا لينزل عمها منها وهو لابس ستايل كاجوال بنطلون جينز وبلوزة كحلية مع ساعتو الملتفة الناعمة وشكلو المتناسق الجميل الجذاب فتحرك عبد العزيز لعندو وهو عم يقلو: كل شي إلو ضريبة... وسلم عليه بالإيدين كاحترام لإلو لإنو عتب بيتو.. فرد عليه عمها الدبلوماسي: طبيعي وحقكم... 
فبعد عنو عبد العزيز مؤشر ع الباب: تفضل جوا ~ 
وما لحق ينهي جملتو الا الباب انفتح كاشف عن سيارة عاصي داخلة ولمح معو بالسيارة عمو جواد جنبو فرفعلهم إيدو محييهم ....وتحرك ورا عمها طالعين الدرجات الارتفاعها قصير وعبروا الڤيلا مكملين ع الصالون الداخلي إلا بصوت عمها الودود بس لمح عمو وجدو قاعدين: السلام عليكم...
فرد الجد و كنعان عليه بنبرة جامدة: وعليكم السلام! 
فتحرك مسلم ع الجد احترامًا لإلو وهو عم يسمعو عم يقلو: الله يرحم الوالد واصحك تفكر العداوة بتمنع الانسان المؤمن يعزي أخوه المؤمن ولو كان عدوو... 
فعقب عمها ع كلامو وهو عم يطالعو: كلامك يا عم زينة العقل لإنو ما في شي بدوم غير وجه الحي القيوم واللي رح يسألني عن شو عملنا بحق نفسنا مع الناس... وبعد عنو مسلم ع كنعان وهو شادد ع إيدو بمعنى في بيننا كلام وعم يطالعو بنظرات فيها لوم... وبعد عنو قاعد قبالو بشوي وع إيد (ناحية) الجد اليسار عن بعد عدة مقاعد وقريب بنفس الوقت من عبد العزيز القاعد مستمعلهم... إلا بصوت عاصي والعم جواد وهما عم يدخلوا الصالون: السلام عليكم ! 
فردوا الأربعة عليهم: وعليكم السلام... 
وقعدوا قبال عمها وعبد العزيز بدون أي سلام... فالجد هون طالع عثمان بثقة محاكيه: أيوة يا ابن عثمان قلي الموضوع يلي جمعتنا فيه هون عشانو... وأرجو من ربنا ما تكون هالجمعة من شان تبري حالك من عيلتك ومن قصة التار لإنو احنا مو من الناس يلي بتخربها وبتقعد ع تلتها ولا من جماعة فرّق تسد... إنتو بالنهاية قدام الناس أخوة والدم ما بصير مي وما في داعي نجرح بعضنا بكلمة هيك ولا هيك وأنا قلت بصراحة بيني وبين نفسي خير بشو ابن دهب بدو يحاكينا إذا الصلح بيننا انتكث وإنتا فاهم عند ربنا شو عقابو يلي بنكث الصلح واعتدى مرة تانية... فمن الآخر وع بساط أحمدي هات يلي عندك بدون بدايات لإنو عارفين بعضنا وفاهمين ع بعضنا...
عثمان العرب هز راسو بتأييد مخبرو: صحيح كلامك يا عم ولا حد بعيب فيك وأنا مو جاي بري حالي لكن أنا رجال واضح ومباشر والله شاهد مو مع يلي صار لإنو صار غصب عنا كلنا وأنا هون مو من شان برأ اسمنا لإنو السفينة لما بتغرق ما بتخلي حدا مو غرقان معها وكلهم ضررهم واحد إلا من رحمو الله (رحمه الله/ رحمه ربي)... وأنا بقلك بالنص الحرفي حقكم علي يا عم وبقلكم يلي سواه أخوي كلو غلط وما بنسكت عنو بس لا فيني امشي معكم ولا إنتو تمشوا معاي احترامًا لفهمنا وفهمكم وفهم الناس وخوف ع سمعتي وسمعتكم وما ندخل بالفتانين وشباكيين وخرابين بيوت... وحط إيدو ع صدرو بصدق رجل... وأنا والله جيت هاليوم بس كرمال موضوعين و~
عبد العزيز كان مركز مع عمها لكن ما بعرف شاللي خلاه يتذكر إنو نسي يبعت الست سمية عندها خوف ما تنزل وفجأة سمع جدو عم يقلو ساهي عن بقية كلام عمها: قصدك شو التمن؟ والكارثة وين يبعت للست سمية هلأ والعيون عليه وع عمها القاعد جنبو وما بعرف كيف سمع صوت نزولها ع الدرج لإنها المدام زهقانة القعدة في الجناح وهي عطشانة كتير ومو مركزة بصوت الرجال الواصلها ولا حتى مستغربتو لإنها متحلطمة من شانها ما تسحرت الله يرحم أيام ما كانت ما تكمّل نص يوم ولا تفطر بأول اليوم من تعب جسمها وما تقلق فيه (للسحور) وهي عند اهلها بصيام وقفة عرفة... وانخضت مكانها بس لمحت عبد العزيز عم يأشرلها ترجع وجت بدها تصرخ لولا إيدو يلي كتمت حسها وهو عم يقطع الدرجة الفاصلة بينهم وعم يقلها: اطلعي فوق واصحك تنزلي... فبوزت بوجهو وهي نفسها تقلو كلو منك لا أنا ولا بنتي ساندي اكلنا ورح ننحرم الأكل من وراك لساعات طويلة... فرجعّت لجناحها وهي مالة وهتطق من الوحدة ومو جاي ع بالها تطبق كلام جوري وتلبس شي حلو بس جاي ع بالها مي باردة وببسي وكوكاكولا وكلشي جوري كانت تاكلو ولا تخبّرها عنو مع صحن مكدوس اللفت ويكون حامض ولونو غامق وطازة... قلبها وجعها ع الفكرة لدرجة حاسة إنها هتموت إذا ما أكلت... فلفت وجهها وجت عينها ع المراية وفجأة صفنت بحالها مفقدة شكلها الجديد عليها مع شعرها القصير... فقربت أكتر وهي مو عارفة نفسها صح الوجه نفسو لكن شوي مصفر وشاحب من الهموم والبكى واضطراب نومها... لكن شعرها القصير خلاها بعيونها تكون شي غريب عليها... وفجأة تمها عبس وعيونها شحبت بلمعة حزن مدللة ع زعلها ع نفسها من إحساسها سر جمالها راح واختفى..
الأميرات جمالهم كان بالشعر الطويل إلا فلة وانستازيا كانوا شعرهم قصير شوي... فشوي هدات وتبسمت لما بلشت تحس حالها أميرة بشكل جديد فرضت (فرضيت) نفسها ببساطة وقربت من المراية قاعدة ع كرسيها وهي حابه تخلي خدودها هيك موردين متل فلة وتبين عيونها بشوية مسكارا لكن تراجعت مالها خلق... فلفت بالغرفة وهي حاسة بوجع عرقها لكن مطنشتو من كتر ما قعدت... فتأفأفت يعني متى رح تنزل... أصلًا ليش هو ما خلاها تنزل... بعدين رواياتها تحت... لحظة في رواية هون بس وين تركتها فصارت تدور عليها من شان تقرأ فيها... فرفعت الغطا وهي عم تحاكي بنتها: مش عارفة ليش هيك بتوجع أنا... 
يا الله وينها... 
وفجأة انتبهت عليها واقعة بين السرير والكوميدينو ورفعتها بلهفة وهي عم تقول: لقيتها... وشو لعابها سال بس شافت غلاف الرواية الناشئة وما بتعرف ليه بكت وهي عم تتأمل في الغلاف بدون ما تقرأ العنوان (الجميلة والوحش) وحست كأنها هي فعًلا عم تعيش نفس قصة الجميلة والوحش لإنو هي مش أميرة وأبوها لئيم وخلاها تروح لهالوحش المخيف من شان مبتغاه وقلة حيلتو وجاهو وسلطانو قدام هالوحش يلي بس عليها تحاول ما تخليه يستاء منها من شان شو؟ 
من عشان شي هي مش عارفتو ولا رح تعرفو هلأ من براءتها المش مساعدتها توصل الجواب... لكن السؤال الكبير يلي ببالها هلأ واللي فتّح عيونها دامو هو الوحش المؤذي هي ليه ترضيه من شان بس ما ياخد بنتها منها طيب هو ليه ما يرضيها؟ ليه هو ما يفرّح قلبها إذا كلشي طلبو منها عملتلو إياه... بس هو لئيم وحيوا* متل هالوحش لما جرها من شعرها لعند أمو... فانفجرت من البكى... ليه تروح عند هالوحش يلي بأول مرة تعرفت عليه فيها حستو غول حقيقي بس ما فكرت كتير لإنو ما فرق عن أبوها يلي بس عليه ينجن كل ما يشوفها... صحيح هو هلأ مش متل أبوها بس أكيد إذا غلطت بالغلط قدامو ولا إذا اذنبت معو إلا رح يحرمها من بنتها هو والوحوش أهلو...
بس مين أهلو هالوحوش يلي عم تتكلم عنهم إذا هي عاشرتهم... ما همها مين... همها نفسها وبنتها وهو مو معروف هل جد بعد هالتفكير هو ينتمي لإلها ولا لأ؟ وهل هي لازم تتحول لوحشة من شان يصير يرضيها دام الوحوش ما حدا بفكر ما يرضيها... بس يعني بنفس الوقت هو وحش أكبر واخطر منها ورح يحرمها بنتها... فتركت الرواية ماسحة ع بطنها بإيديها التنتين ومعبرتلها لبنتها العم جواتها عن مشاعرها المضطربة: ماما أنا خايفة كتير... ومو عارفة شو سوي... أنا ما بدي كون غولة ولا وحشة أنا بحب كون بنت طيبة ما بتئذي حدا وعندها ناس بحبوها... وبطبخ أكل كتير زاكي... وفجأة مسحت دموعها... صار جاي ع بالي حلويات... لازم نقوم نخلي الست سمية تسويلنا حلويات ونساعدها فيهم... فوقفت ع رجليها غافلة عن موضوع الجميلة والوحش وفتحت الباب وهي مو سامعة حس حدا بالبيت فحست بالخوف فجأة وبسرعة نادت ع الست سمية: ســت سـمــيـة!! 
إلا بصوت الست سمية وهي عم تطلع من غرفة المكتبة بعد شغل متواصل من شان تحددلها الروايات يلي لازم تقرأهم (جودي) بشكل تسلسلي لتطورها وتفتح عيونها ببساطة ع هوى ما طلب منها عبد العزيز: في شي؟ بدك شي يا حلوتنا؟ 
جودي شو انبسطت ع آخر كلمة سمعتها ونطقت وهي عم تحط إيدها ورا ضهرها وعم ترجع شعرها القصير بعيد عن وجهها ورقبتها وهي ببجامتها القطنية البيضة النص كم والبنطلونها طويل ناسية قصة خوفها: جاي ع بالي نسوي حلو كتير... 
الست سمية ابتسمت بوجهها وهي مندهشة منها ما توقعتها تفكر بهيك شي: جميل وبكون الإشي كتير حلو دام العيد بكرا... عندك فكرة شو الحلو يلي لازم نعملوا سوى... 
جودي صفقت بحماس وشغف كبير: بدي كنافة وقطايف وكيك بالشوكولاتة وكيك بالفراولة و~
قاطعتها الست سمية وهي ماسكة ضحكتها: شو هادا يا بنتي كلنا كم نفر... ولا قلك بنطعمي الرجال برا... 
جودي رفعت حواجبها برفض وهي عم تنزل الدرج وعم تطالعها بعيون مخيفة: لأ أنا ما بدي أي رجال ياكل منهم غير وحشي... 
الست سمية ما فهمت عليها شو قصدها بوحشي... فجت بدها تسألها لكن كشرتها منعتها فمشيت (مشت) وراها ع المطبخ ليفقدوا شو بحتاجوا لوازم كلشي وهي عم تخبرها بحرص شديد من شان تشركها معها وما تخليها عايشة بس جواة قوقعتها الداخلية: طيب خلينا نشوف شو عنا وشو ما عنا بالمطخ ~ وفجأة توقفت ناطقة: نسيت التابلت استني جيبو من غرفة المكتب... 
جودي مو فارق عندها شي فسبقتها للمطبخ وهي شو لعابها سال بس لمحت التلاجة لكن هي اتفقت مع بنتها البيبي الصغير بسرها رح تسوي حلو وما تفكر بالمي والأكل وهتنبسط كتير باللي رح تعملو مع صيامها لإنها هي صارت أم ولازم تكون مسؤولة وتتحمل كلشي من شان هالمكانة وهالدور ومن بينهم الصيام ع هوى تفكيرها العشوائي عندها... 
إلا بصوت الست سمية المرجّعها للواقع بعيد عن سرحانها جواة قوقعة أفكارها: أيوة يا جميلتي هلأ انتي بتقرئي اللازم وأنا بفقد شو الموجود وشو اللأ.. ماشي...
جودي هزت راسها بعفوية بتاكل القلب... واخدت منها التابلت المتعودة عليه من عمها كنان بشكل بسيط ودخلت ع سفاري تكتب اسماء الحلويات يلي رح يعملوها ع اختيارها وتقرألها المكونات المطلوبة رغم معرفة الست سمية شو المطلوب وتجاهلها هالخطوة لإنها هي متقنة عدة مهارات بعدة مجالات بس كرمال تخلي جودي تجرب شي جديد وتفتّح عيونها ع أشياء صحية وضرورية بالحياة يلي لازمها معرفة مهارة التفكير البسيط وحل كلشي ببساطة بدون تعقيد بلحقها (بتبعها) المعرفة من خلال الكتب والنت كأول خطوات... وشو انبسطت الست سمية لما شافتها لما تعجز تجيب شي تقوم تقلها: هي الكرسي... أو تقوم تدور عليها طالبة منها وصف الإشي لتساعدها تلاقيه دليل حبها لروح المساعدة والتعاون والمشاركة... 
وبعد عشر دقايق من التفقد المطلوب اخدت الورقة يلي خلت جودي تسجل المش موجود مع القدر المطلوب واتصلت ع الرجال المتخصص بتوفير اغراض أهل البيت مخبرتو شو المطلوب منو يجيبو.... وردت تكمّل مع جودي بين تقطيع وتدويب وحط الكمية اللازمتهم بصحون وهي عم تفهمها اساسيات الحلويات...  وبكل تركيز جودي معها بس مش مرتاحة بالقعدة ع الكرسي الضاغط ع عرقها وموجّعها بشكل لفت الست سمية يلي قررت تخبر عنو عبد العزيز بس تفضى اليوم... والكارثة جودي مع تحضير حلو الجلي أول شي قلبها داب معلقة عليه وهي عم تطالعو متل الأطفال: شكلو مش طبيعي... وتيجي بدها تحط اصبعها فيه لتدوق منو بالوقت يلي الست سمية عم تسكب فيه فتنبهها بحذر منخفض النبرة (إنتي صايمة ما تاكلي بعدين سخن فبلاش تحرقي حالك) 
فترد عليها بعفوية وهي عم تتبسملها (يي نسيت) إلا برنة تليفون الست سمية من عشان الأغراض المطلوبة وبسرعة تحركت لبرا ماخدتهم منو ورجعتلها تكمّل معها تحضير الحلويات وتكبير دامو اليوم يوم الوقفة وفتح مواضيع بشكل أعمق من قبل عن قصص الجواز ونعومة البنت وقوتها وكيف البنت بتقدر تعبر عن غضبها وانفعالها زي ما لازم بدون ما تكبت... ومتى ما بتقدر تعبر وكيف تفكر لقدام من خلال ذكر قصص وحكايات وعبر كتيرة بين التحضير واستراحهم للصلاة ومن عشان راحة جودي بعد تعبها من تقلها ورغبتها لتغفى شوي بدون ما تخاف لتكوبس من عقلها المشغول بقصة عملان الحلو وكيف هيطلع وإديه بنتها هتكون فخورة فيها أما وحشها هادا بس يرجع قلبو رح يرفرف من طعم الحلويات... 
والمأزق وين هلأ... الوقت مضى ودخل العصر وقربوا ع المغرب وهي مو عارفة وينو ومفكرتو رح يجي يفطر معها بكل سداجة وهي ما عندها علم حضرتو بعد ما طلع من الڤيلا بعد ما انتهت قعدتهم مع عمها يلي ما اخدت نص ساعة من وقتهم مكمّل بسيارتو ع الشركة يشتغلو شوي ويفقد الوضع مع بعض الموظفين يلي جابهم مقابل مضاعفة راتب ساعتهم من شان اليوم عطلتهم وبعدها بدون راحة حكي تليفونات وتكبيرات طول طريقو وهو رايح للمستشفى لعند عمو جابر من شان جدو وجبر يكونوا بعزيمة العيلة لإنو لو عمهم بعيد عنهم في مين ينوب عنو واللي هو ابنو والجمعة ما بتكمل بدون الجد فلهيك أضطر هو وعاصي يلي كان سابقو ع المستشفى ليكونوا الليلة هما المسؤولين عن حماية عمو لإنهم مش مشكلة بمتل هيك ظرف يكونوا مش موجودين بالعزيمة يلي ما كانت بتشبه أي عزيمة من عزايم الجد ع كل وقفة عيد لإنو كلهم قاعدين يا بسبحوا يا بقرأوا قرآن يا بدعوا يا بكبروا والقرآن شغال وما حدا عم يحاكي حدا حتى جوري وأريام يلي قاعدات جنب بعضهم ما عم يتكملوا مع بعض لإنهم مالهم خلق للحكي والوضع يلي هما فيه بلش يزيد توتر لإنو عمهم ما رح يكون معهم هادا العيد ومو بعيدة لا قدر الله يصير بعيد عنهم لسنين إذا ما صحي أو إذا غابت شمسو عنهم... لهيك ما حدا متحمل حد وما حد إلو نفس ليسأل ولا لينطق بحرف واحد وأجى وقت الفطور والكل التم حوالين الطاولة ببطء شديد الرجال لحال والنسوان والبنات لحال بعضهم عم باكل والدمعة ع عيونو وبعضهم باكل وعلى قلوبهم أقفالها متل عمو جميل وزوج عمتو وفاء وزوج عمتو سهر وعمتو وفاء يلي مو بس مناها إلا مشتهية تطلق ابن أخوها من بنت دهب المجرمين... والقتالين قتلة... وسبحان الله حالهم ما كان أحسن من حالة عيلة دهب يلي مجتمعين ع الطاولة برا وهما حاسين بفقدان الجد ع راس الطاولة... صحيح مو أول يوم الجد بغيب عنهم لكن أول مرة بقعدوا كلهم سوى ع طاولة وحدة بدون الجد وضحك كنان... فالبعض فرقت عندو والبعض لأ متل غنج وصفاء لكن نغم المكيودة وأختها أنغام تأثروا باللي صار مع أبوهم يلي بكى عند الآدان داعي لأبوه بالرحمة ومخلي جاسر يعصب منو من شان هالدموع المالهم داعي لإنو الوجع بالقلب مش متل ما عم يعمل متل الحريمات يلي استحوا وهما قاعدين معهم يسووا هيك...
فكان ع سامي المتعاطي والمانو سائل بصيام وقفة العيد (يوم عرفة) غير يضحك بصوت عالي مفرح قلب جاسر ع كلامو لأبو مؤيد وهو مو حاسس بغل ابنو مؤيد عليه وعلى عمو جاسر يلي مناه يبيدو بأسرع وقت ممكن... بس ليس كل ما يتمناه المرء يدركه... لكن فيه عم يشتغل عليه ليدركو مع الوقت إن شاء الله... فكمّل بأكلو وهو عم يحاول ما يحسس حدا باللي عم يمر فيه بين تفكير ومراجعة ومحاسبة لنفسو ولعمو بينو وبين نفسو وهو شو محتار يزعل ولا يفرح لإنو إميرال رجعت لكنعان من شان عمو ما يذلهم فيها كمان مرة... 
وشو صار مناه مع كترة التفكير من بعد موقفو مع عمو جاسر يسم أمو وأبوه ويزوج خواتو ولا يسمهم من شان عمو ما يلعب معاه فيهم لإنو هو بحب السواد وتعلم يقرص وما يخلي حقو برا ترباية أمو غنج وعمو جاسر... 
وعمو ما رح يكون استثناء عن الناس تما ينتقم منهم صح الدم عمرو ما بصير مي بس مع هيك صنف بالناقص منو ابترو احسن بس متى موعد بترو لعمو رح يكون هو المهم والسؤال المفصلي واللي ما فيه عليه جواب غير اصبر وقرب من عمك واعرف كل أوجاعو لتكسرو مش الحرب خدعة والغاية تبرر الوسيلة... فرفع راسو يحاكي عمو ومازح معو ع حساب أبوه لاهين عن يلي من لحمهم ودمهم واللي مالها إي انتماء قاعدة وحيدة ع طاولة المطبخ عم تاكل وعم تكبت رغبتها للبكى من وحشة الروح وغربتها عن المكان لا أهل لا زوج لا صديقة لا مونسة حتى الخدامة حطت الأكل ع طاولة الأكل وتسهلت بعد ما قفلت باب المطبخ وراها بالمفتاح خوف ما تساوي شي مجنون بحالها من أوامر كنعان... ع غرفتها لتاكل لحالها وكأنها هي شفافة ومش موجودة معها بنفس الكوخ المتكون من طابقين متوسطين الحجم والمتصمم ع التراث الشامي... 
هي ليه تقلق بالخدامة لتاكل معها بالأول وهي المفروض عليها تشكر ربها العمر كلو لإنو الخايفة منو ما صار وهيها هون بعيدة عن لمسات يلي كانت مفكرة أهلها باعوها لإلو امبارح... 
مش لازم حضرتها تهنى وتفرح إنو كنعان ما صارلو شي... 
بس لازم تنفجر بكى ع هيك زوج ما عرف يفكر يجيبها غير بهيك طريقة بدون لا يغار عليها رغم إنو هو الغيور عليها وساكت عن قصة حجابها يلي مو بعيدة يفرضو عليها... 
هي لازم تنجن إذا الدورة بعد كل هالأوجاع ما جتها بكفيها وجع تمها وفكها فكان ناقصها وجع الدورة لعدة أيام وحضرتها مش جاية ما تيجي ترحمها ليخف وجعها... 
بس لو تقدر تعرف شو اليوم وتحسب من موعد دورتها الآخيرة لإنها خايفة من شي حلمت فيه من شهور وصار هلأ شي مفروض وممكن يعقّد الدنيا وهي باللي فيها الله يعينها فيعني مش محتاجة كمان وجعة راس مع الجلف يلي عندها... فكانت تاكل وتوقف أكل من حرارة روحها وترد تاكل فاشة خلقها فيه... بكرا عيدها الأول بعد رجوعها من برا بعد أربع سنين وتلات تشهر وهي بسان مارينو ومناطق تانية راحتهم مع أمها ومعو بس كأيام معدودة بالأعياد.. 
وبعد قريب تلات سنين وتمن أشهر قضتهم مع كنعان بين تزبيط وتطبيق يلي تعلمتو بالشهور السابقة من أمها ولفها بكم دولة أوروبية تبضع وشرى اواعي غالية إلها ولأمها المندهشة من حجم المصاري يلي معها يعني هي بتعرف أبوها ما معو يعني مبالغ ليصرفها ع هيك شي وأكيد ما حد من عمها ولا جدها رح يعطيهم يتمصرفوا هيك مصاريف ع حسابهم رغم إنو معهم بفضل الله فالسؤال المحيرها كان دايمًا هالمصاري من مين وتحاول تسأل أمها لترد عليها (من مين من أبوكي) وهي مستحيل تصدق وتكمّل الشرى القطع والشنط الغالية والشوزات النادرة بالعالم بس من شان تعرف متى مصاري أمها هتخلص بس ما خلصت وما أغبى تفكيرها وما أضيقو وقتها... 
ع شو كنتي مبسوطة لحظتها ع استغلالهم لإلك... 
ع شو كنتي طايرة من الفرحة ومرفرفة ع متع الحياة يلي قرأتي عنها وحضرتي عنها بالتليفزيون بالبرامج والمسلسلات والأفلام لتشربتي أفكارها وغرقتي فيها لحد الاستهلاك بين الموضة والحداثة والانفتاح والأهم الرومانسية اللامنطقية والثراء الفاحش والجاذبية الشديدة ويا أبركها من ساعة إذا كانت الجاذبية مقرونة بالجمال وما كان همها لا دين لا عمق لا روابط عائلية لا تعليم... الثقافة عندها هي الموضة وشو بنزل وشو جديد نزل من المسلسلات والاغاني والافلام والتصريحات الإعلامية ومواضيع المجلات ونقد المشاهير....
وينو هادا العالم هلأ عنها صارلها أيام لاهية عنو لا تلفزيون لا مجلات لا خزانة مليان أواعي والأهم من كل شي بتملكو من شنطها وشوزاتها الغالية يلي بتنباع بالآلاف اليوروهات بعد ما حملتها كأيد أولى... وينهم من فكرها هلأ؟ 
بح مش حاضرين بذهنها ولا حتى هموها... هي هلأ عليها تفكر بشي واحد كيف ما تخسر كنعان بأقل ضرر وتانيًا كيف تطلع حرة من كل شي؟
كيف؟ 
ما بتعرف لكن رح تعرف مع الوقت.. فتركت الأكل راكية راسها ع حيطة الصالون متذكرة ع فجأة أول عيد لإلها معو ب2013 بمدينة جوهانسبوغ في جنوب افريقيا يلي كانت مفكرتها غرقانة بالجهل والحياة البدائية ولبس البراري وبالبشرة الغامقة من تأثرها بالمسلسلات الاجنبية لتنصدم صدمة عمرها بس وصلتها بجمال المدينة وتطورها وتنوع سكانها ولغاتها وشكلها المميز بعيونها... وهي عم تمشي بلبسها الفخم الكلاسيكي بتنورتها الفستقية اللون يلي بتصل لتحت ركبتها مع قميص ابيض مع جاكيت نفس لون التنورة محطوط ع كتافها ولابسة كعب قصير طولو ومريح في المشي مع طقية كلاسيكية فستقية اللون مع مكياج بارز جمالها مع روج نهدي... 
فتنهدت ع حالها رافضة تتذكر يلي صار من مرار واقعها ووحشة روحها... مش مرة سمعت مقولة وصارت قاعدة عندها الجمال يؤنس وحشة الروح أي جمال بحكوا عنو إذا أواعيها المختارهم لإلها طوال ومستورين بزيادة بالنسبة لإلها ولونهم كاتم بني اسود كحلي سكني.. ألوان بتكره تلبسهم... هي لبسها فواتح وألوان متل النهدي والزهري والأزرق والأصفر الرايق والأبيض والرمادي الفاتح والفستقي... 
والمجلات والروايات الرومانسية بتسعد العقل وبتخليه منتعش بس كيف وهو حاطلها مجلات علمية وكتب موسوعية مختصة بالدين والشرعية والفكر والأخلاق... والتكنولوجيا بتطلع الواحد من مللو بس كيف وهلأ ما عندها غير تلفزيون عادي بدون نت وبس عليه قنوات محددة قرآن وتثقيف وفوقهم ما فيه ريموت لازم تدير من الرسيفر خوف ما تنزل قنوات تانيات عليه... 
وين الوراق وين الأبر وين المقص لتعدل من كلشي ما فيه... ع شو ترسم ع الحيطان... وين عطوراتها الفخمة الفواحة؟ 
وين منتجات المكياج الغالية كتير؟ 
وين منتجات العناية بالبشرة ومكملاتها الغذائية؟ 
وين ماكنتها الرياضة وأدواتها لما بتلعب بالبيت... كلشي فقدتو من زهقها بالبيت ومن محاولاتها لتنشغل نفسها عن التفكير والوجع... بس ما في شي تهرب منو لإلو... ما في شي حاضنها بحفاوة منسيها حالها.. فجت رح تبكي لكنها مسكت دموعها هي رح تبكي كتير بس مش من أولها... فوقفت ع رجليها محاولة تغير جو وما لقت رجليها غير مرجعينها لغرفتها ولسريرها الجديد رافضة النوم والاستسلام فحاولت تتمرن... هو آخد يلي بقدر عليه بس ما اخد صمودها وإرادتها وإصرارها لتعيش... هي رح تعيش وتنبسط وتكون حرة بدون ما تتبع لحد... وهالحبس هادا ما رح يطول وهو إذا ما بدو إياها لبلاش بس تطلع معو بأقل مخسر لإنها مو حابه تخسرو كمعرفة رغم كلشي بس حتى لو استكثر المعرفة عليها عادي هتتنصل من كلشي وتكمّل حياتها ونجاحاتها بشغلها واعتمادها ع حالها دام جمالها بأهلها لكلشي... فمو مهم هي وين هلأ... المهم بكرا وين هتكون... فوقفت تمارينها من وجع ضهرها بكيانة وهي عم تكرر لنفسها (هتكوني حرة... هتكوني حرة)
ورغم هالكلمات ووقعها عليها ما قدرت تهدا وتتحمل برضا تام يومها الأول جواة حبس ابن الخيّال يلي أبرع بحطو بهالقوانين الصارمة والموجعة للنفس ومؤذية للروح وقاعد مع أهلو عم يشرب قهوة وعم يتكلم مع رجال العيلة محاول ما يفكر فيها للكذابة لو لحظة بس مهما كابرت وحاولت رح تلحقك لإنك حبيتها...لإنك إلفتها... لإنك تعودت عليها وع سخافتها وع لمساتها ودلعها عليك... لإنك استفقدت استفقادها لإلك وإلحاحها طول ما إنتا قاعد يضل راسها ع صدرك... فقدت الشخص يلي حطك بحياتو رقم واحد... استوحشت جنونها ومغامراتها معك وشغفها لتعرف كمان لإنها طلعت ما بتعرف شي عن العالم ومغشوشة بكتير معلومات غلط تعلمتها من مصادر مش موثوقة مالها علاقة بالتجربة والتعلم الصح... 
فقدت ضحكها وعفويتها...
وهون مربط الفرس... 
مستحيل شي منو كذب!
مستحيل ومليون مستحيل!!
بس ولولا المظاهر خداعة وما لازم يستسلم ويكمّل بعقابو فيها بدون أي مراجعة ولا تردد معها... وهو ساهي عن القاعدة يلي بتقول كل مؤذي سيؤذى أنها الأيام... فهلأ الأيام عليها بكرا هتكون ع أهلها وعليه بس متى وكيف بتدابير رب العالمين يلي عينو ما بتسهى ولا بتنام عن ظلم خلقو بحق بعضهم... معطيهم الفرص للرجعة لكن في مين يلي بعتبر ومين فيه يلي بستخف وبتجاهل وفي مين يلي عالق بالوسط بينهم بين يلي بخاف الله لكن بدو حقو يرجعلو لو شو ما كانت الطريقة لإنو نفسو المترددة والدافعتو للسوء عم تسوّلو سوء عملو تجاهها لكن عقلو وعاطفتو السليمة عم تصارعو لما يرضخ ويجر حالو للتهلكة ويجر كل يلي حواليه معو فيها... فمتى ابن شامخ الخيّال رح يدرك هو وين وعيلتو وين؟ هو متى رح يصحى ويفوق ويقول أنا ماسك السلم بالمقلوب وخلص بكفي... 
ممكن لبعد ما يفوت الفوت أو ليحالفو الحظ من رضى رب العالمين عليه وعلى بنت جاثم دهب يلي ع ذمتو ليطلعوا ببعضهم متل ما عم يطلع عبد العزبز بجودي يلي حالها مو أحسن من إميرال من ناحية فوضى المشاعر والأفكار من ورا وحشها يلي ما روّح ع موعد الفطور البشهي يلي ساعدت فيه الست سمية وفشت خلقها فيه لدرجة ملت معدتها وحشرتها حشر بالأكل يلي كل شوي حاسة فيه عم يطلع وينزل بمعدتها وهي متوترة ع أعصابها ومو متحملة الست سمية ولا الحلو يلي عملتو... لإنها خلص نكدت (تنكدت) ومالها خلق شي فانسحبت تبكي بغرفتها وهي من جواتها نفسها تشتمو بس مش عارفة كيف ولإنو لسانها مش مطاوعها... وفجأة سمعت صوت سيارة بس مش هالقرب فتحركت بسرعة وهي ضاغطة ع عرقها البوجعها مفكرتو جاي بس كسفة وكسرة خاطر لما ما شافت جيبو مصفوف برا وقعدت تبكي مش فاهمة مالها وهي عم تطالع فستانها الحلو واللونو بترولي وعليه وراق شجر ملونة بعدة ألوان ومبينها ناعمة مع الروج يلي ع تمها واللي اعتنت تحطو صح بدون ما تطلع بشوي ع شفايفها مقلدة جوري بحطو ولبعد عشر دقايق بين مسح وحط زبط مع مسكارا بسيطة واختارت تلبس معو برجليها جربان ناعم نهدي بجي مع لون روجها الزهري ع نهدي تقريبًا الملون فيه بعض ورق الشجر المطبوع ع فستانها وفوقهم لبست خاتم دهبها يلي فتحت عينها عليه اليوم الست سمية والكان محطوط مع الأغراض يلي بعتتهم أم عبد العزيز لإلها ع هون مع بقية اغراضها... فهي ببساطتها من شان يشوفها حلوة بعد كل الأشياء الحلوة يلي عملتها اليوم من شانو هو لتسعدو ويرضى عنها... 
بس للأسف لا أجى ولا شاف ولا حتى أكل ولا حتى داق لو لقمة... فعبست حاسة بقسوتو ووحشتو... فتنهدت بتقل مطالعة بفراغ معتم إلا بصوت فتحة باب غرفة الست سمية الطالعة بعجلة لعند الباب وهي مو منتبهةعليها (لجودي) القاعدة ع الكنبة من الناحية التانية... 
وجودي بس شافتها طلعت برا تكتفت بحرقة من الزهق وهي عم تستنى فيه ليجي يشوفها رغم مرار شعور الانتظار وبشاعتو إلا إنها مو فاقدة الأمل خلص حفظت هو ببعض اللحظات الفاصلة بحياتها بكون حاضر... فهو اليوم رح يجي وياكل من حلوياتها بس للأسف ما آجى ولا فوقها باعتلها أواعي من ذوقو لأيام العيد الأربعة ومخلي الست سمية تاخدهم من سيارة التوصيل وهي ولا عن هوى داري وكأنها رجل طاولة مالها داعي تختار ولا ليتصل عليها... فطنشت الأواعي وطلعت ع جناحها تبكي من قلبها وهي بس عليها تقول... الوحش... الغول... اللئيم... المفترس... وتضرب المخدة وتعضها وترميها حواليها وتحاكي بنتها ساندي... اللئيم أبوكي ما بدنا إياه... 
وعاد الوحش الخاص فيها بالمستشفى سهران ع حراسة عمو رغم إنو في رجال أمن برا بفقدو المشكوك فيه وكاميرات المراقبة شغالة إلا إنو من حرصهم ليصير شي ولا من غدر بعض الأطباء فيهم بفضلوا واحد يقعد منهم عند العم جابر بنفس الغرفة للمراقبة وواحد برا للتبديل بالأدوار وروحة للحمام أو للحركة والشرب فقبل كان الجد وجبر يلي كانوا يناوبوا ع حراسة العم جابر بس اليوم هو وعاصي لهيك ما كان بقدر يبات عندها... وهيك مرق يومو ليحل الليل ويعد الوقت وهو من جواتو رضيان لإنو بنت قلبو ساوت انجاز عظيم واللي هو عملان حلو مع الست سمية يلي بعتتلو مع رجال من رجالهم واللي دوق منو عاصي يلي عجبو الطعم... فلا اراديًا بس يتذكر هالشي يبتسم بسرو ممكن لإنو عم يحسها عم تكبر وهي عندو بدون ما يوجعها... ممكن لإنها عم تعيش فطرتها بدل ما تضل بالغرفة وتاخد ع اللي حوالها لإنها قبل كانت تبقى بجناحهم أو عند جوري ومن النادر ليلمحها تحت ولا بالمطبخ فهادا انجاز كبير بالنسبة لإلو بفترة قصيرة جدًا... 
فتنهد مطالع الساعة متأكد من قرب موعد صلاة الفجر تزامنًا مع دقة ابن عمو جواد أرسلان ع الباب وهو عم يقلهم: يلا قوموا صلوا بالجامع انا باقي هون... الشغل هدني هالتلات تيام وما فضيت اجي اقعد عند عمي فهلأ دوري... 
عبد العزيز ابتسم بس لمح ابن عمو أرسلان البشوش يلي أجاه بالوقت المناسب من شان يصلي بالجامع من تعلقو بالمساجد والتعبد فيهم فسحب صحن الحلويات معطيه يدوق ليفرّح قلبو متل ما فرح قلبو بجيتو غير المتوقعة: تفضل وكل عام وإنتا بخير... 
أرسلان مد إيدو يدوق من القطايف وهو عم يقلو: وإنتو بالصحة والسلامة... ولف ع عاصي... واضح عليك مستوي بدون ابنك...
عاصي هز راسو وهو نعسان ع الآخر: مو بس مستوي إلا مستوي ع الآخر بتعرف لولا إنو مستشفى بخاف عليه لينتقللو شي منو ولا لكان جنيت وجبتو....
عبد العزيز ضحك عليه: ههههه معاه حق بسم الله عليه ابنك رايق وكيكة...
إلا برد أرسلان وهو عم يغمز عاصي: عقبال ما نشوف ابنك ولا بنتك ~~
عاصي قاطعو معلق وهو عم يوقف ع رجليه: لحظة لو سمحت أنا بدي يجيب بنت من شان ع السريع نحجز للصبي بلاش نضيّع وقت... 
عبد العزيز بس سمع كلامهم من هون قلبو رفرف وهو عم يتخيل بنتو ولا ابنو يلي مستوحش ليشوفهم ع إيديه فنطق وهو عم يضغط ع كتف أرسلان: الله كريم وبس تيجي بنتي ما في حدا بحجزها حبيبي هي يلي بتختار ولا شو رأيك يا أبو جواد... 
أرسلان رد عليه وهو عم يسحب صحن الحلو منو: والله أرسلان ولا أبو جواد غاطس بالحلو... رهيب يا ابن العم... حطولي رقم المحل وصي منو...
عاصي نطق وهو عم يتحرك لعند الباب: أسأل أبو ضرغام من وين جابو ومبسوط عليه تقول ربح مناقصة ولا هي... 
عبد العزيز تحرك لاحقو وهو عم يقلو: يا حبك لتسميع الحكي...
فرد عاصي وهو عم يتحرك ناحية الحمامات: ويا حبك لتسوي حالك غشيم... والله مع قلة النوم أنا شبط نسيت ادخل جوا الحمام واجدد الوضو وجيت ع هون... 
عبد العزيز تبسم بوجهو: يلي ماخد عقلك يتهنى ويلا أدخل بسرعة وعجّل 
من شان نلحق نصلي جماعة... 
فبسرعة عاصي دخل الحمام وطلع يتوضى وهو حرصان ع نظافة الحمام وطلع بعدها بسرعة من شان يصلوا جماعة وبعدها ليكملوا ع بيوتهم من شان يتحمموا ويلبسوا بدلة العيد ويروحوا يصلوا صلاة العيد.. فلهيك عاصي فارقو ع بيتو أما عبد العزيز رد ع بيت أهلو يتحمم ويلبس بدلة العيد ويروح لصلاة العيد ويكمّل بطريقو مع بقية رجال العيلة ليشوف عماتو ويمر ع قرايب العيلة البعاد ليرد لعند بنت قلبو وينام جنبها... 
وما حس بالوقت بعد قعدة مع هداك ولا روحة هناك وبين مواساة ولا جبر خواطر ومسايرة للناس يلي جت عندهم من معارفهم وصحابهم وصحاب عمو لتاخد بحقهم من شان يلي عملوه عيلة دهب بابنهم بعد ما رجع المغرب ع البيت ويقابل عمو كنعان يلي بس عليه يدخن ومالو خلق حد وعم يطالعو بنظرات جامدة ومو مفهومة... لكنو لإنو مش حابب يصير بينهم أي مشكلة لإنو حالهم مش ناقصو فبس تحركوا الرجال من عندهم وطلعوا يصلوا العشا بالجامع طلب الجد يرجعوا ليجيبوا نسوانهم وولادهم من بيتو من شان يروحوا لعند أخوهم.... 
فكلهم رجعوا لبيت الجد باستثناء العم جواد وابنو أرسلان يلي ردوا للمستشفى من العصر وما كانوا معهم بقعدة الرجال... وبعدها ردوا
تحركوا بسياراتهم رايحين مع ولادهم ونسوانهم وبناتهم لعند العم جابر ليساندوا مرتو كوثر بالابتلاء يلي نزل عليها وعليهم ولكرمال يدخلوا ع الغرفة عندو من بعد ما تطلع مرتو فردًا فردًا ليهنوه بالعيد ويكلموه كم دقيقة كدعم نفسي لإلو... 
فشو كان أشد شي عليه بهاليوم غير دموع مرتعمو جابر يلي الله رابط ع قلبها لدرجة ما قدرت تساوي شي قدامهم غير تبكي وتدعي لزوجها ليرجعلها إياه بالسلامة... 
فأخد زاوية يرخي أعصابو رغم إنو كان نفسو بس يطالع أمو ليروق ويستكين لكن أمو لاهية مع مرتعمو كوثر وهي وعمتو سهر وسبحان الله غابت الأم جت الأخت جوري لعندو بكيانة ع صدرو وهي عم تقلو بخوف: خايفة يروح!
عبد العزيز ضمها لصدرو بمواساة رغم تعبو الجسدي وعقب ع كلامها: خلي أملك بالله كبير وكلنا إلها فشدي ع حالك من شان عماتي ومرتعمي خاصة إذا ما وقفنا جنبها مين رح يوقف جنبها.. 
فمسحت دموعها مبعدة عنو وهي عم تقلو: صح كلامك بس احنا غير وطبيعي نحس غير... وغيرت الموضوع لإنها حاسستو مش حابب يسمع شي بخصوص الخوف من موت عمهم... صحيح عزوز ابعتلي رقم الست سمية بدي أعرف اتكلم مع جودي وعيّد عليها... 
عبد العزيز رد عليها وهو عم يلمح عمتو أمل عم تعبر لجناح عمو: رح حط خط بس بستقبل الاتصالات هنيتي... ويلا تحركي خليني شوف عاصي...
جوري طالعتو من طرف عيونها: وإنتا وهالعاصي... ومشيت من عندو رايحة لعند أريام يلي خايفة تعبر عند خالها واللي بكون عمها بنفس الوقت وفجأة إلا بصوت جدو وهو عم يقول: يا كنعان وينك تعال بسرعة احمل أختك...
كنعان وعبد العزيز بسرعة تحركوا وعيون المستشفى عليهم لإنو اعدادهم مش قليلة وغالبهم متجمعين تلاتة تلاتة... بس رغم هالشي ملفتين بنظراتهم ووجوهم واواعيهم وحشمتهم... 
وسبحان الله وين أجوائهم وأجواء جودي الرايقة يلي ملتهية بالقراءة ومناقشة الست سمية وأكل بحالها بس تتذكر إنو وحشها ما رجع عندها وتركها وحيدة مع كابوسها المرافقها بدون وقت وبلا مناسبة... فهي مو متحملة هالشي لكن ترد تنشغل بالأفكار المنفتحة عليها متل قصص المتجوزين يلي كانت عليها من زمان مو بعيد كتير عنها عيب ومو لسنها صارت هلأ شي طبيعي... 
صح هي متجوزة بس مش مستوعبة حقيقة هالزواج بس كلام الست سمية بلش يخلي عندها علامات تعجب... زي عادي تتكلم معو وتناقشو... وتضحك معو... وتكون ع طبيعتها قدامو... يتنازلوا لبعض كرمال الحياة تمشي بينهم دامهم كل واحد غالبًا جاي من بيئة غير... وأهم شي الأخلاص والقناعة في الشريك والصدق وعدم الإهانة والاحترام والمحافظة ع الصلاة والأذكار لحمايتهم من أي شر وآذية من شياطين الجن والإنس.... 
حكي كتير جديد عليها ودماغها تشربو وصار بدو يطبق... بس الدور هلأ هي كيف رح تضحكو... فجأة ضربت جبينها وصارت تضحك... إلا بصوت الست سمية: جوجو يا حلوة يلا ع الصلاة شو عم تستنى عادةً بتصلي أول ما يأدن بس من بعد ما تركتك وإنتي ع نفس القعدة... 
وبدون ما ترد عليها بحرف واحد لإنو هي مالها خلق للحكي وقامت تصلي ع رجليها لإنو وجع عرقها هلأ محتمل ومو متبعة مع الموضوع ولا حاسة حتى باللي دخل من الباب المتروك مفتوح من الست سمية قبل ما تطلع قبل شوي من خفة دخولو ولولا صوت حطة ساعتو ع كوميدينة السرير القريبة من سجادتها ولا لكانت ما حست فيه فتجاهلتو مكملة صلاة السنة والوتر بالوقت يلي دخل الحمام وهي من جواتها مو عارفة تقرصو ولا تشتمو ولا تحط راسها ع صدرو وتشم عطرو يلي بتعشقو مع وحام الحمل... فلفت عليه تطالعو وهو انتبه عليها بلحظتها فنطق بهدوء من تعب اليوم وقلة النوم: بدك شي مني؟ وغمزها يعني هاتي من الآخر...
جودي بس شافت غمزتو دابت بطقم الصلاة وسهت شو بدها تقول وجت بدها تشرق فركض لعندها داقق ع ضهرها وهو عم يقلها: دخيل الله إنتي وشرقاتك يلي مالهم وقت وضرورة... 
جودي من توترها صارت تنحنح لإنو تداركت الشرقة وخجلت من حرصو عليها ولفت وجهها وهي ماسكة لتضحك قدامو متل التافهات... فجأة إلا لقتو قعد جنبها راكي ضهرو ع السرير وحوطها ساحبها لصدرو وهو عم يرجّع راسو لورا معيّد عليها: كل عام وإنتي بخير... 
جودي حست مش عارفة تقعد هيك من حرتها لتحكيلو كلشي عرفتو وشو حابه تعبرلو عن وجعها... فنطقت فجأة وهي عم تركي راسها ع صدرو: أنا زعلانة منك كتير...
عبد العزيز مسح من فوق طقم صلاتها ع ضهرها: بحقلك مو بس تزعلي مني إلا تنتقمي مني... 
وهي بس سمعت كلامو من هون ما بتعرف ليه انفجرت ضحك قدامو للي أول مرة بحسها عم تضحك هيك وفجأة وبلا أية مقدمات منها لقاها عم تلف عليه زي يلي صدقت وبدها تنتقم زي ما قلها بس ع طريقتها فطالعها باستهجان: شو بدك تعملي شايفك صدقتي حضرتك... 
وضحك عليها بس شافها كيف بهتت من كلامو لكم ثانية وفجأة بدون تفكير هجوم التتار عملت عليه بدها تعضو ع رقبتو بس هو ما خلاها واجى راسها بدو يخبط بالكيوميدينو لولا ما سحبها وهو عم يقلها: ما شفت حدا بارع بدبح نفسو متلك... 
جودي كانت رح تبعد عنو وهي عم تقلو وكأنها ماخدة عليه من سنين وما في بينهم حدود من شهور: ما هو منك...وردت ساكتة زامة شفايفها ع بعضهم بشكل محسسو بالريبة... 
فطالعها رافع حاجبو اليمين: ع شو عم ترسمي وتخططي.... سكوتك هادا صاير خاف منو... لإنك صايرة تتكلمي وهادا مش من عوايدك... بعدين قميلي عن را~
فقاطعتو وهي مش فاهمة عليه وعم تحاول تفهم باجتهاد شو قال: أنا تكلمت؟ 
ابتسم ورفع أيدو مبعد غطفة الصلاة عن شعرها رادد وهو عم يتجاهل جرح جبينها يلي مو حابب يركز عليه من شان غلو ع أهلها ما يزيد لكن قدر يعمل يلي عليه يوفرلها زيت خروع من شان كدمتها تخف وتروق هو وجرح شفتها يلي متغاضي عنو: إلا أنا (يلي تكلم)! وكمّل معها لإنو خلص مل من حالهم... بعدين معنا عاجبك هيك وضعنا... وسكت منتظر ردها... وهي بس شافتو عم يطالعها نطقت فورًا من توترها منو بدون تفكير: أنا ما عملت شي وبلعت ريقها خايفة تكمل ع فجأة.... فنقل إيدو من شعرها لدقنها داعمها تكمّل: أه كملي! 
بللت شفايفها ورجعت شدت عليهم بتردد وقبل ما ينطق بشي موترها فورًا نطقت بسرعة بدون تفكير بشكل فوضوي: إنتا يلي كتير معصب علي وأنا ما بدي شي غير نعيش عادي (قصدها متل ما خبرتها الست سمية عن اي تنين متزوجين)...
حرك دقنو مفكر بآخر كلمتين قالتهم: قصدك نعيش عادي زي أي زوجـ 
بسرعة هزت راسها مانعتو يكمّل كلامو من توترها لإنها مش واثقة بالدقة إذا هي عم تسوي صح ولا لأ... وهو ابتسم بس لمح حيرتها وحب يتقل عليها العيار بمزح وهو عم يقرب لإدنها هامسلها: وإنتي عندك فكرة عن أي تنين متجوزين كيف حياتهم...
هي نسيت حالها والموضوع يلي بحكي عنو وشو كان أساسو ولزمتو هلأ وماخدة سؤالو كتفكير وسؤال عابر عن يلي بتسمعهم من الست سمية... وما لقت مع تفكيرها الضيق غير خاطر ع بالها مرت عمها ريم وغنج الزوجة اللي بتكون مزبطة حالها ودورها تستقبل الناس ناسية كلام الست سمية لإنو دماغها مو قادر يربط كلشي بشكل تسلسلي متداخل ببعضو فردت بثقة عمياء: اه!
فحرك أنفو ع إدنها بتسلاية معها لإنو عارفها مضيعة ومش عارفة: طيب احكيلي شو بتعرفي؟ 
مطت شفايفها.. بعد ما سمعت سؤالو اللي شككها في حالها وحسسها إنها غلطانة وفاهمة الإشي غلط ... فزمت شفايفها وعيونها كبروا من الخوف والجهل الحاسة فيهم وكتمت حسها عشان ما تحرج حالها وتختفي عن الدنيا ولا الأرض تنشق وتبلعها لتكون شفافة هون أو مش موجودة... فرد تبسم مبعد عنها وهو عم يخبرها: شفتك سكتي.... ع كلا أي تنين متجوزين بكون عندهم قابلية أول شي ليتقبلوا بعضهم وقدرتهم ليستحملوا بعضهم رغم كل شي... في بيناتهم احترام ومودة وتقدير قبل الحب.... في اهتمام متبادل... هي تزبط حالها لإلو بشكل مختلف عن الباقيين وهو بالمثل... يصبروا على بعضهم طول ما هما عايشين مع بعض ويدعموا بعضهم.. عالمهم واحد وجعهم واحد تقريبًا ومكتفيين ببعضهم وعينهم ما بتطلع برا البيت هادا اللي كان في بالك ولا في شي تاني؟ 
زمت شفايفها للمرة التانية وبلعت ريقها الجاف... حاسة كلامو بدخل من هون... بطلع من هون وشي بدخل من هون بقعد بتفكيرها من هون محاولة تستوعب أغلب يلي حكاه فتنهدت بتقل لإنو خلص دماغها انحشر وحاسة بخطر حقيقي عم يداهمها وهو أدرك هالشي فقرب منها ماسح ع شعرها وهو فعلاً من داخلو متأكد هالبنت يلي قدامو صفحة بيضة ولا دارية عن شي ومليون بالمية مالها دخل بصور نغم يلي ماكلة قلبو فحب يتكتم عليه بمقبرة ملفاتو جواتو وعلق مرجعها للأرض الواقع: نرجع للأساس قادرة إنتي على هالاشي معاي؟ يعني نعيش متل أي زوجين طبيعي...
جودي حركت راسها بايجاب وهي متحفظة ع خوفها ع موضوع بنتها: موافقة! 
رد مكمّل ع كلامو وهو عم بتفرس ملامحها: ومتأكدة إنك رح ما تفتحي موضوع اهلك أو تطلبي أي تواصل معهم! 
هزت راسها عدة مرات وهي ماسكة حالها لتبكي هون وهي عم ترد عليه بانفعال: ما بدي... ما بدي!! فسحبها لصدرو محتويها... ليش البكى هلأ مش عارفة إنو البكى والانفعال مش منيح لإلك من شانك حامل ومد إيدو لبطنها ماسح عليه وهو عم يقلها مغيّر الموضوع لإنو مالو خلق وجعة راس وحكي عن أهلها: متمني اللي ببطنك يكون ولد تحتى اسميه ع اسم ابوي وبنفس الوقت حابب يكون بنت لإني بحس البنات إلهم جوهم الحلو فيهم... 
جودي مسحت دموعها رادة: مش عارفة ليه بسرعة ببكي... وتثاوبت من التقل الحاسة فيه من اللخبطة الفكرية الحاسة فيها هلأ والمعلومات الكتيرة يلي سمعتها اليوم وخلص دماغها بدو يتريح هو وجسمها وكملت كلامها وهي عم ترخي جسمها عليه ومتمسكة فيه بقوة: خلينا ننام أنا تعبانة كتير... وما عبرت موضوع رغبتو بجنس البيبي شو يكون لإنها ما سمعتو...
فضحك عليها معلق: نامي هو في حد ماسكك... ويلا تفضلي قومي علشان تنامي... 
جودي حست بكلامو في نية هروب فتمسكت فيه ممثلة التقل ع مستوى اتقل رادة بنبرة شبه مفهومة وهي عم تغمض عيونها: احملني ونام جنبي أنا بخاف كتير... فما لحقت تخلص كلامها هو بسرعة حملها بدون ما يفكر بطلبها ورفعها منزلها ع السرير وبعدها وقف ع رجليه وهو عم يقلها: بدي غير أواعي وفرشي اسناني... 
جودي خلص لصمت بدها تنام فهزت راسها وهي عم تأشرلو يروح... فشلحها تنورة الصلاة لامح الجربان الطويل اللابستو مع الفستان وضحك عليها وهو عم يغطيها ورد مبعد عنها ناحية الخزانة يغير أواعيه وهو مو فاهم هالبنت مرة بتحسها بتفهم ومرة ما بتفهم والفهم بعيد عنها بعد السما عن الأرض... دقيقة بدها.... دقيقة ما بدها... هلأ قال بدها إياه جنبها بس نزلها بتحركلو بإيدها بمعنى يروح واضح إنو النوم بساوي فيها السوايا فبسرعة غير أواعيه مكتفي بفانيلا وبنطلون عريض مريح للنوم وتحرك مفرشي اسنانو ومكمّل بالسواك وغسل وجهو مجدد وضوه (وضوءه) وتحرك لعند عطرو متعطر وكمل لعندها طافي الضو ومحصن نفسو ونفسها معو وبعدها تمدد جنبها هي يلي من ريحتو ما صدقت خبر وتمسكت فيه بقوة حاطة راسها ع صدرو ناطقة: انا زعلانة من البيبي ما عم تتحرك و منك ~~
شو بعدها قالت ما فهم... وأدرك بس سمع صوت نفسها إنها كمّلت نومها... فباسها ع جبينها وهو عم يقلها بصوت واهي: تصبحي ع خير وان شاء لله بداية موفقة... وسلم حالو للنوم وهو متفائل باللي جاي... لإنو آخيرًا هي تنصلت من أهلها وصار وقت يقدم معها ع أول خطوة بناءة بينهم لتعمر العلاقة بينهم بعد العرقلات يلي مرت فيها معهم فشو حالهم بفرق عن عمو يلي رجع للكوخ وعن بنت عمها النايمة بكير عكس عادتها بالأعياد من حبها للسهر والحكي قبل النوم والضحك والتعليق...
فشو وضعهم بخنق الصدر وبضيق القلب وبوجع الراس لإنو بعد ما كانوا قراب صاروا بعاد فعلًا الحياة ما بتنحزر ... فكمّل لعندها حابب يشوف ضحكتها بس مش صوت بكاها لكن خيبة كبيرة لإلو لما لقاها نايمة بعمق فسحب شي من جيبة جاكيتو تاركو ع الكوميدينو السرير وتحرك طالع من الغرفة وهو رغم سخطو ع اللي صار بأخوه دبل (ذبل) بس شافها نايمة وغرفتها كآبة إلا برجة تليفونو المكتوم فتنهد لأنو مالو خلق يحاكي حد لكنو جبر حالو يرد عليها لإنو صارلو أيام مطنش عمتو نداء: نداء ممكن نتحاكى بعدين...
العمة نداء بعدت وجهها عن اللابتوب: شو لمين بعت الشركة... 
ما حب ياخد ويعطي معها بالكلام فنطق بعجلة: حاكيني بعدين...
وسكر بوجهها مكمّل لبرا البيت وهو مخنوق مو عارف وين يروح اعتاد عليها بس كرامتو رافضة الخنوع والخضوع والمصيبة هي قدامو ومتاحة كيف ما يقرب منها بس عيلتو أهم ولازم يتنازل ع شانها بس عاطفتو أبت يبعد عنها فرد للكوخ ولعندها هي خاصة ليضمها لصدرو بغل وهو عم يضغط عليها وعم يهمسلها: مناي أدبحك...
هي مو عارفة اذا يلي عم تسمعو صح ولا لأ من تعبها ووجعها فكملت بحلمها الحقيقي وهي مو دارية عن شي... متل بنت عمها يلي حست ع صوت وحشها لتقوم تصلي الفجر بعد ما رجع من الجامع... فقامت تصلي ع رجليها وهي حاسة حالها متل الواقعة ع دماغها شاكة باللي صار امبارح بينهم... لإنها بالليل كانت مركزة بالتفكير بس هلأ مركزة بلمسو لإلها ونظراتو وكلامو... فما عرفت ترد تنام بعد صلاتها جنبو من كتر التفكير والتخطيط فركض نزلت لتحت بس شافت الشمس اشرقت والنهار بلش لتخبر الست سمية وتستشيرها شو تعمل... والست سمية ما ردتها خايبة وساعدتها باللي عم تفكر فيه وهو الغافل المو داري عن شي نايم لكنو حاسس بحركتها وحوستها بالغرفة حواليه بس لإنو حابب ينام شوي طنش شوشرتها قبل ما يقوم يتحمم يصلي الضحى ويتسهل بعدها... فرن منبه تليفونو وهو مش شبعان نوم فوقفو قايم يتحمم وهو حاسس راسو بوجعو وفجأة انتبه إنها مش حواليه... فتبسم صايرة البنت نشيطة ماشالله.. ودهش بس عبر الحمام المعطر والمجهز لإلو متل قبل مع أواعيه... فرفع حواجبو بتعجب معقول البنت جد مفكرة بجدية العلاقة... فحرك راسو طابق الباب وراه مخلي الموضوع لبس يفضى من يلي لازم هلأ يفكر فيه وهو مو داري هبلتو بنت قلبو واقفة قبال الست سمية برعبة وهي عم تسألها بخوف: منيح شكلي! 
الست سمية هزت راسها للمرة ألف: يا حلوة والله إنك طالعة قمر بعدين إلنا ساعة بنعمل في شعرك ومكياجك بالأخير معقول يكون مش منيح ومش حلو... أكيد الخيّال بس أول ما يشوفك رح يدوخ... 
جودي زمت شفايفها وهي محتارة صح جرح جبينها مغطى بس جرح شفتها شوي مخرب... فطالعت تنورتها القصيرة الزيتية اللابسة تحتها كالون أسود وقميص اسود كم طويل من الجو البارد الحاسة فيه بآخر شهر تسعة هون... فتنهدت ممسحة ع شعرها المسحوب واللي تاركتو ع وجهها المزين بشي ناعم متل نعومتها... فالست سمية بس شافتها زودتها وهي واقفة والوقت عم يعد وخايفة يروح تعبها هدر اذا تأخرت ع زوجها يلي بطلع بعد ما يصحى: بسرعة اطلعي صحيه...
جودي ضغطت ع عيونها برعبة أكبر: ليش؟
الست سمية مسكت من إيدها دافعتها ناحية الدرج: شو ليش ناسية يلي اتفقنا عليه مش إنتي أم وعندك مسؤوليات و~
جودي قاطعتها رافضة تسمع بقية كلامها ومسكت دموعها لتنزل خايفة ما تكون قد الشي أو لتكون مش جاهزة... فضغطت ع إيديها بعجز وهون الست سمية تقربت منها محاكيتها بصراحة: جودي ما لازم تخافي بدون ما تجربي... يلي عم تعمليه شي عادي وطبيعي... فتنفسي وإذا خلص ما بدك بنأجلها..
جودي بس سمعت كلمة نأجلها نطقت وهي عم تلف: لأ!! وكمّلت وهي عم تطلع الدرج.. هلأ يعني هلأ..
الست سمية ضحكت عليها بسرها كيف بتتفاعل... وتحركت راجعة لغرفتها تاركتها تاخد راحتها مع جوزها بالبيت... وعاد جودي أي راحة رح تاخدها وهي حاسة حالها رايحة ع حرب دولية مش ع مد جسر بينهم فتمسك بإيد الباب ترد ترجع بس لأ لازم هلأ تسويها ففتحت الباب ~~~
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل السابع عشر

ففتحت الباب عليه بقوة ساهية عن نعومتها ورقتها وراها من جبرها لنفسها تطبق يلي عليها...
من شان تأمن ع حالها وع بنتها معو ومنو... 
من شان ترد لحياتها الهادية قبل كل هاللخبطة يلي صارت في وقت قصير صعب تصديقو... بس الأصعب هلأ هو فتحها للباب وشوفتها لإلو هو يلي كانت مفكرتو نايم وجاية تصحيه بكل ثقة... اتاريه صاحي وعم يفقّد (يتفقد) هندامو ويشيّك ع حالو آخر تشييكه قبل ما يطلع من البيت لكن هي بدخلتها القوية عليه قطعت تفقيدو لشكلو جابرتو يلف عليها يشوف شو فيه مالها هيك جاية معصبة ولا متضايقة لتفتح الباب عليه بهالقوة... وبهت مكانو بس لمحها شو مسوية بحالها وهي واقفة قبالو ع عتبة الغرفة متسمرة مكانها بتصلب وكأنو الحياة ع وشك تفارقها من وجهها الواجم والمخطوف لونو من ورا تعجيل حالها لهالخطوة... ومن ورا تخيلها للي هيصير هيكون أسلسل وألطف من هيك...
بس اتاري خيالها وين والواقع وين من عدم جاهزيتها للي عم تعملو...
من تبخر حماسها لتجرب يلي سمعت عنو... 
من شعورها العم تقدم عليه شي أكبر منها... 
من قلة ثقتها بحالها لتكون بالصورة يلي عم تسمع عنها وعم تتخيل نفسها عليها... 
من جهلها بالحياة يلي تفتحت عليها من أيام بسيطة مكرهة غير مخيرة من ورا يلي وقعها فيه حضرتو هو المنتظر فيها تعبر لإنو ما في داعي توقف مكانها دامها أخدت عليه وما عادت هي تخجل ولا تخاف منو كل هالقد مقارنة بقبل.... فنطق مستعجل فيها تعبر الغرفة وهو مو معطي بال للي لابستو لإنو وجهها الشاحب خلا كل تعب الست سمية عليها يروح أدراج الرياح: اعبري... مالك واقفة؟ ولف وجهو بسرعة متعطر وهو حاسس فيها شي بس عقلو عم يفكر بمليون شي وساهي عن ملاحقة مشاعرو فيها هي الخايفة تعدي العتبة من عقلها الماكلها من كترة التفكير والمخاوف المسيطرة عليه من مراجعتها لقوتها الضعيفة معو وشو الدافع البخليها تقدم ع القرب منو وهي مو ضامنة عدالتو معها ولا حتى ضامنة عدم خسارتها قدامو بعد تنازلها لإلو... فحاولت تنطق وتعالج الموقف بس ما قدرت وما عرفت بشو ترد لإنها ما بتعرف ولا حتى تعلمت كيف ترد بمتل هيك مواقف... فأحمر وجهها من توترها الشديد وارتباكها المبالغ فيه لإنو الكلام يلي قلها إياه ما سمعتو... فتيجي بدها تقول شي وهي عم تشوفو عم يحمل تليفونو ومفتاح سيارتو... بس ما عم بتقدر من ورا بلعها لريقها باستمرار ونسْيها كلامها فانفجرت بكى بس حستو هيطلع بدون ما تطبّق شي من يلي تعلمتو أو حتى تجمع كرامتها يلي ضيعتها بين الرجلين وراحت هدر لِولا شي من عجزها وقصورها لتطبق المفروض عليها... 
وهو بس سمع صوت بكاها تكهرب وبسرعة لف وجهو عليها يتأكد من يلي سامعو وبسرعة قرب منها بس شافها فجرانة من البكى... محاكيها: شوفيه ليه عم تبكي؟
تيجي بدها ترد بس ما تقدر من ارتجاف فكها وحرارة قلبها وضيق حلقها لتبلع ريقها... فتحاول تيجي بدها تطالعو بس للأسف دموعها المتكومة جواة عيونها عم يمنعوها وعم يدفعوها تطالع صورتو بخيبة وعجز وملامة كبيرة بمخيلتها الصغيرة لإلو... لإنها مش هي يلي لازم تبادر لعندو... هو يلي آذاها وبكّاها كتير وجبرها ع لمساتو وع كلشي بدو إياه... فليه تكمّل ع حالها وع نفسها من شان بنتها ما تروح منها وترضيه وتطبيق كلشي سمعتو منو ولا من الست سمية ولا من أختو جوري من خوفها بدل أمانها... ليه ما ~~
وانقطع حبل افكارها وتشعبها بتساؤلاتها المتطورة عندها من رخوا رجليها وفتلان راسها المفاجئ عليها خلال ثواني بسيطة فجت بسرعة بدها تتمسك بإطار الباب من دوختها المفاجئة مع انفعالها مع الحمل رافضة قربها منو لكن إيديه كانوا أسرع منها وهو عم يسحبها لعندو بحرص وعم يقلها بنبرة قلقة عليها: بسم الله عليكي مالك يا قلبي... سامعتيني.... جودي؟؟
جودي سامعة صوتو من بعيد رغم قربو الملاصق لإلها... فتيجي بدها تناديه ولا تحاكيه بس تعجز من رخُى (رُخى) جسمها ولسانها وانفصالها شبه التام عن يلي عم بصير فيها ومعها ورغم كل يلي عم تحس فيه حاولت تقاوم فتلانها بتمسكها فيه هو المقعّدها بحضنو بعد ما قعد ع طرف السرير ومنزل راسها ع مخدتها... وعم يوكزها بإيدو التانية ع خدها اليمين بخفة متأكد إذا حاسة فيه ولا مصححة عليه: جودي سامعتينـ ~~
إلا بردها الخاطف لإلو ع فجأة مقاطعو: مـا قـدرت كــون زوجـة ~~ وزمت شفايفها بفكها المرتجف منفجرة بكى من زعلها ع حالها من حالها... بدون ما تفكر فيه يلي انفعل بحرقة ع اللي قالتو ومن صوت بكاها المالو داعي هلأ عندو.. فبسرعة مسح دموعها رادد وهو عم يحاول ما يكون قاسي بس نبرة صوتو إلا ما تخونو: ما تجبري حالك ع شي مش جاهزة لإلو... واصحك حتى تفكري لو عُشر بالمية تحمّلي نفسك فوق طاقتها لإني أنا قبلانك بكل حالاتك... فاهدي ووقفي بكى...
من الطبيعي ومن المتوقع تقلّها هالكلام لإنك مش حاسس بالحرقة القايمة والفوضى العايمة جواتها... 
من الطبيعي تطلب منها تهدى وتوقف بكاها من شان تهدا إنتا قبل منها خوف ما تنفعل وتتركها هيك تخلصها مع نفسها من حالها لبالها متل قبل لإنو عندك شي أهم منها... بس مش من الطبيعي وقلة الحشمة تقلها ما تجبر حالها عليك بعد ما صار يلي صار.... وما عاد فيه اختيار إلا فرض وانصياع.... 
مش من الطبيعي تقلها إنك قبلانها بكل هالسهولة وبدون أي اعتذار ولا توضيح بعد يلي حضرتك عملتو فيها... لإنو إذا إنتا هلأ تقبلتها يا حفيد شامخ الخيّال... هي هلأ ع شو تتقبلك وهي حاسة بكل هالمخاطر يلي عم تلف حواليها وتحيط فيها بدون ما تفهم ليه وشو السبب من ورا تغييبك إياها عن العالم وحبسك إياها هون بحجة الحماية بدون ما تفهّمها لو بحرف واحد من استهانتك فيها وفي عقلها الصغير يلي كان مسير قلبها الأبيض وروحها النقية ومتقبل كلشي بصير معها من أول ما خلقت وكبرت... بس هلأ ما عاد فيه (عقلها) يتقبل شي من خوفها وعدم تعرفها ع هوية كلشي حواليها.. من فوضى مشاعرها وغرابة افكارهم الجديدة عليها... ومنشان ما تنجر ورا هالبلبلة الفكرية الحاسة فيها حاولت تتمسك فيه بقوة لإنو أملها الوحيد هلأ لينشلها من يلي عم تحس فيه... بكيانة بصوت عالي بدون ما تخاف منو رغم إنو ما في حد بصفها لينصرها في حالة لو تجبّر فيها ولّا لو حتى فكر يجرحها لا قدر الله رافض يلي عم تسويه هلأ ولا بعدين معبرة بدون تفكير عن يلي عم يدور بخاطرها ومحشور بصدرها عليه: انــا مــجــروحــة مــنــك كــتــيــر... قــلــبــ ~~ 
عجزت تنطق وتكمّل من حرقة صدرها وضيق تنفسها... 
وهو هون فزع منها لتشرق ولا تختنق فبسرعة دق ع ضهرها بخفة فيها شوية قوة من خوفو الكبير عليها وهو عم يكلمها بنبرة تقيلة عليه من حرصو عليها ومن نيتو ليسايرها وما يكسر بخاطرها من ورا تفكيرو باجتماع اليوم مع رجال مهم من شان مشروع العقاري الكبير الشغال عليه من فترة: سلامتك من جرحي وسلامة قلبك من الوجع والغصة... وتفقد وجهها بخوف بس حسها رح تشرق بس سمعت كلامو فبسرعة بعدها عنو وهو عم يقلها: تنفسي تنفسي!
هي تتنفس بس بدها تتكلم... بدها تطلّع المشاعر المكومة جواتها وعم تغصها وتحرق فيها وتحرها كل شوي بس مش عارفة كيف ومن وين تبدا... فنطقت بدون ما تفكر: مـا تـكـون مـعـاي وحـش... مـا بـدي خــاف... ورفعت حالها بدها تضمو خوف ما يخوّفها ولا ليئذيها في الأيام الجاية.. وهي غافلة عنو ومو حاسة فيه ولا ببهتانو من كلامها المهاجم لإلو ع فجأة ومكملة عليه وهي عم تقيدو بإيديها الرقاق طالبة منو شي ما بحياتو توقع إنها تطلبو منو هلأ من بين بكاها وانفاسها المضطربة: حــبــنــي!
يحبها؟ كيف بهالسرعة هادي؟ وهو عندو العاطفة ما بتنبنى بسرعة مع الشخص يلي من برا عيلتو حتى لو استلطفو... لإنو المشاعر العميقة عندو ما بحب يسلمها لإي حدا من حبو الدفين واخلاصو المتفاني ووفاءو التام للطرف التاني... بس هي استثناء لإنها هي مرتو وعارف ضمنيًا هو هيحبها مع الوقت لإنها مرتو وأم ولادو في المستقبل القريب إذا شاء ربنا... فالدور هلأ مو هو كيف بحب ولا حتى هو كيف رح يحبها أو متى هو رح يحبها إلا هي شو الحب يلي بدها إياه منو؟ وشو عم تقصد باللي عم تطلبو منو... 
يحبها حب رومانسي لحظوي في يوم لو ساعة بالنهار... ولا يحبها بالمعنى الاحترام والمودة والتدليل... ولا بس يرحمها ويعفأها (يعفيها) من كل يلي صار ولا شو بالزبط... فمسح ع ضهرها محاول يهون عليها... بس هالمحاولة ع شو رح تهون عليها... ولا ع شو رح تغفرلو عندها؟ 
ع برودو معها ولا على عدم اعتذارو عن كل يلي سواه فيها... ولا على عدم اكتراثو ببكاها في كتير من الأوقات من قبل... فنطق وهو مو عارف لأول مرة هي شو بدها منو: كيف بدك حبك؟
ردت عليه وهي عم تخبي وجهها برقبتو: ما تروح...
ما بعرف ليه بس سمع طلبها تذكر فورًا لما تركها الجمعة الفايتة (الماضية) عند أهلها... لإنو حسها عم تلومو ع تقصيرو معها وع عدم حمايتو لإلها ونشلها من المهانة يلي وقعها فيها عند أهلها من خلف الكلمات المشفرة يلي عم تقولّو إياها هلأ واللي وصلتلو رسالة سهوًا منها مفادها (إنتا المسؤول عن راحتي وأماني).. فشد ع إيدو بغصة بس سمعها وهي عم تكمّل بإحد مطالبها منو من عجزها لتقول يلي عندها مرة وحدة بدون ما تاخد أي نفس من حرقة صدرها وخوفها لتنخنق وهي عم تكلمو: ما تـخـلـيـنـي هـيـك أقـسـى...
ما لحق يسمع كلمة اقسى إلا جمد مكانو بالع الغصة يلي وصلتو منها لإنو حس كأنو جزأها من جوا لأشلاء من بعد ما جبرها ع كتير أشياء تعملها معو وعندو بدون ما يحترم رغباتها ومشاعرها وبكاها وهي نايمة جنبو ولا بين إيديه ولا ع صدرو... ولأجل ما يتكرر هالشي معها هي طلبت منو هالطلب لإنها حابه ومحتاجة وراغبة تحس بإرادتها وكينونتها عندو مش بخضوعها وخنوعها لإلو دامو هو مش حاسس فيها ولا حتى مفكر فيها... واسترسلت بآخر مطالبها البسيطة قاضية عليه فيها: عـوضـنـي عن كـلـشـي وبلعت ريقها مواصلة بغصب... ونـسـيـنـي يلي صار... وانفجرت بكى بعد ما قالت يلي عليها وعندها من خوفها من ردة فعلو هو السارح بمطلبها الآخير لإنو هو واجب عليه ينسيها ويعوضها بعد يلي صار مخافة الله فيها... 
بس الحارق للنفس وفاتل للراس ومجزأ لرجولتو هو سمعو هالمطلب منها هلأ...لإنو هو كان همو سمعة العيلة وعيلتو هو بس... أما حياتو هو وحياتها هي معو وعند أهلو كانت مرهونة بترويضها والطفل الراغب فيه منها غير سائل بأنوثتها ورقتها باللي عملو معها وفيها بأي موقف ولا بأي تصرف صار ولا بدر منها بدون ما يفكر برحمتو معها ولا حتى بوصية الرسول لإلو فيها... 
بدون ما يحترم جوانب رجولتو معها برفع قيمتها عندو بدل تهميشها وأهانتها...
هلأ احترقت! 
هلأ توجعت! 
هلأ فطنتها هي كإنسانة بشكل حقيقي بدون تبرير... بدون حواجز... وفهمتها كحد طبيعي لازم ينسمع ويقدر... 
احتر ع هو شو عامل فيها لإنو الظلم شي كبير عند ربنا وهو بدّع بظلمو فيها هي المسكينة والمغلوب ع أمرها عندو وعند أهلها... وٍلا والأنكى ظلمو لإلها ما كان دقيقة ولا ساعة إلا أيام مستمرة.... 
شبت النار فيه وبلش ضميرو الحي يجلدو لإنو ربنا أمهلو وما أهملو متل ما أهملها هي ومشاعرها من خوفو لتكون فتنة متل أهلها عندو وتساوي العجب عندهم... بس سبحان الله طلعت هي بريئة من ظنونو السّولّو إياه الشيطان من سوء تفكيرو يلي دفعو يساوي العجب فيها... فبسرعة ضمها وهو عم يقلها وعم يكتب رسالة عاجلة لمحاميه المسؤول عن القصص القانونية في البيع والشراء (اعتذر منهم عن لقاءنا اليوم): حقك علي يا عمري... حقك علي... مالي حق باللي سويتو فيكي... ونزّل تليفونو بعد ما ارسلها لاففلها ومدور ع عيونها يلي بكّاها كتير من أول يوم دخل عليها فيه وهو عم يكلّمها بصوت تقيل عليه معترف باللي سواه: ما فيه دين ولا قانون ولا كلمة بتغفر يلي عملتو معك... لإنو الظلم ظلمات وعقوبتو كبيرة عند ربنا... لكن بكفي إني قلك ضيعت شي حلو من بين إيديي ومش حابب ضيعو كمان مرة بغبائي... 
جودي تأثرت باللي قالو رغم جهلها بمعظم يلي نطق فيه رادة لبكاها من أول وجديد وهي عم تحاول تخبي حالها جواتو من خجلها منو... لكنو هو أصر يكمّل كلامو معها وهو عم يطالع عيونها كرمال تحس بصدقو ومدى جدية كلامو ونيتو الصادقة للتكفير عن ذنوبو معها: وصدقيني حازز فيي كتير كمان إني وصلتك لمرحلة تتكلمي وتطلبي مني ارحمك وكأنو ما كان مكفيني آذيتك وخليتك تحسي إنو في مجال كمّل عليكي بدون رادع... بدون مخافة الله فيكي وبدون قلق بعهدي قدام الناس لما تجوزتك وقبلتك مرتي.... وصعبانة علي نفسي إني دفعتك وجبرتك تفكري تنسي كلشي لتعطيني فرصة رغم يلي صار... ما بعرف قول غير إنك إنتي شي نقي وما لازم ينخدش... فقربت منو ساندة جبينها ع جبينو محسستو بحرارة دموعها وأنفاسها ولوعة صدرها وخدشو الكبير لإلها: بـس إنـتـا خـدشـتـنـي كـ ~~~ ما قدرت تكمل بس جبرت حالها ع نطقها بصوت عالي وبسرعة... كتير وكتير كتير! 
وشو سوى ردها فيه غير خضو وحَمَلو ليرجع بالزمن ويتذكر شاللي عملو فيها قبل فوات الأوان... 
قبل ما الفرص تنتهي ليعدل ويعوض ويستسمح... 
قبل ما عمرو ولا عمرها يخلّص لا قدر الله ويصير من الصعب يتخلص ويتحلل من هالخطيئة يلي هتخلي حياتو مرة ومعتمة...
ولأجل مخافة الله فيها...
ولأجل قلبو الما برضى بظلم... 
ولأجل حرصو لَما يخسر هالجوهرة يلي فيها وهي عندو... 
ولأجل ما يفوت الآوان ويخسر آخرتو بدنياه تمسك فيها محاول يرضيها ويكسب ودها بالوقت يلي غيرو عم بحس فات الأوان وغرق في وحل الأيام وما عاد فيه شي برجّع ولا حتى بقدر يعدل يلي صار لإنو حبها وهي ال**** عارفة هالشي...
لإنو وثق فيها وخانت ثقتو... 
لإنو تقبلها بكل عيوبها دام قلبها أبيض ومالها بالكذب وبالغدر وبالمكر مكان...
بس اتاريه انغر بالمظاهر ووقع بشباك كذبها.... وتضلل بدهاءها... لدرجة ضيعتو وخلتو مو عارف يعيب غباؤو ويقدرها ع دهاءها في غشها وخداعها معو.... 
ولا يعيب غشها وخداعها لإلو ويقدّر نفسو البريئة والطاهرة والنقية من هالتصرفات... ويجني ع عقلو يلي ما ساعدو رغم كل الخبرات والمواقف يلي مر فيها من سنين طويلة ليمسكها مسك اليد وع مرئ العين...
والعجيب في القصة كلها لما شك فيها واخد الاحتياطات منها... مواقفو معها والمعلومات يلي وصلتو عنها برأوها من سوء ظنونو وخلوه يثق فيها بدل ما يحسبلها ألف حساب وياخد كل الحرص منها... فهو شو رح يساوي بعد هالوقعة يلي وِقع فيها ع راسو.... 
هو جد شو يساوي من شان يرد كرامة اسم عيلتو قدامها وقدام عيون أهلها المؤذيين واللي رافضين يتركوهم في حالهم...
هو شو يعمل من شان يمسح نظرة العار والخزي واللوم والتقليل من عيون أهلو بس يعرفوا عن عملتو السودة بزواجو من بنت دهب الوظيفتها الوحيدة بالحياة من أكتر تلات سنين برا بس تجيب راسو...
مدبوح... مجروح... محرور من الحالة يلي حطتو فيها... ومن نومتو عندها لحد الفجر وهو مشتاق للمسها ولضحكها ولكلشي فيها رغم إنو عارف البنت يلي حبها برا شامخة ما بتشبه البنت النايمة بين إيديه جوا شامخة من تعبها وخوار روحها وتكومها ع بعضها من هشاشة نفسها مع يلي عم بصير معها منو...
وفوق معرفتو هالشي بقي جنبها رافض يتقبل فتورها وشحوبها وهي عندو... ورد قام من جنبها وهو مكبل عاجز قدامها ليئذيها... ومكمل بسيارتو ورجال الحماية وراه ليصلي الفجر جنب اخوتو المسلمين في الجامع وهو مطعون بعمق رجولتو لإنو كشف حالو قدامها تحت ميثاق بالظاهر كان مشروع لكن خلف الأبواب وجواة عقولهم كان باطل لاتفاقهم بمتى ما حسوا لازم ينفصلوا رح ينفصلوا بدون ما يكون بينهم أي خلفة لإنو هو المغفل رافض رفض تام إنها تحمل وتجيب ولد منو من عدم رغبتو ليورط ولد معو بهالحياة... 
ولإنو هي السطحية ما عندها الرغبة لتجيب بيبي يخرّب جمالها ولا شكلها مع الزمن... 
ورغم رغبتهم المبتادلة ليعيشوا سوى بدون خلفة بينهم لحد الطلاق.... هي نزلت من عينو لحظتها بعد هالاعتراف لإنها لو بتفهم بدينها ولا بفطرتها السليمة كان ما قالت هيك شي ولا حتى فكرت بهيك شي... والمشكلة والتناقض هي مو بس نزلت من عينو إلا تمنى بعدها ما يكمّل معها... بس ما فيه من طريقة حبو الغريبة لإلها لحمايتها من بعد ما ورطت حالها بلبسها المتحرر وتصرفاتها الشبهة مع ناس كبار بسان مارينو وايطاليا وهي ما فيه وراها لا عيلة... لا سند... لا حامي... لا ناصر... رغم الورثة يلي عندها واللي بتقدر تبدع فيها وتحمي حالها فيها إذا عرفت كيف لو كانت هي جاهلة إنو الآمن بيد الله لكن على الانسان بالاخد بالسعي...بس للأسف هي سادجة رغم القوة يلي بتملكها وما عرفت تصون حالها من صنف الرجال ذئاب بثوب حمل لهيك ما كان فيه غير يحيطها بعيونو تمن شهور كرمال يحميها ويجبرها تمشي ع قوانينو بدون أي ميثاق شرعي ولا رسمي بينهم تحت مسمى خطبة مؤقتة... لهيك كمّل معها متل فارس نبيل بكل نبل لإنو عارفها مالها حد غيرو بهالدنيا هناك... متزوج منها مجبر طوعًا ومطمئن من فكرة ما فيه ولد بينهم... لكن مع تقربها منو وتمسكها فيه بشكل غريب عليه ارتاب منها لإنو بلّش يحسها بآخر شهور لإلها وهي عندو... عيونها ...حركاتها... تلمحاتها... مواضيعها... وكلامها عن الاطفال والبيبهات كأنها عم تلمحلو برغبتها لتحول لعبتهم لجد ولا رح لقدام تفكر تنفصل عنو... وشو طلع هالخوف منها ولا شي جنب طعنها لرجولتو بالصميم وكسر شوكتو غيبًيا بعيون كل يلي بعرفوه بنظرو... لإنها قدرت هيك تستغبيه...
والكارثة هلأ وين بعد ما حب يتهاون معها بعد جنونو وحقدو عليها... بجيه اتصال من زوج اختو سطام أبو مجد طالب منو يقابلو في بيت أم عدنان "أبو سلاح" يلي بتكون خالتو لإنو بيتها أقرب لمكان شغلو وأفضل لخصوصيتو معاه في الموضوع المهم يلي لازم يكلمو فيه وجهاً لوجه بدون ما يقلو ولا يلمحلو بحرف واحد شو هالموضوع المهم لإنو سكر منو من التليفون المهم يلي وصلو... 
وهو راح هناك وهو شبه متأكد الموضوع عن علاقتو ببنت جاثم... بس سبحان الله للمرة التانية بتخيّب من وراها وريت (يا ريت) طلع تفكيرو بمحلو... لإنو الموضوع طلع أكبر من فكرة علاقة ولا زواجو منها... إلا كان إلو علاقة بمشروعية عقد زواجهم.... لإنو هو تزوجها بوالي مالو علاقة بصلة فيها بالوقت يلي أبوها عايش... فيعني هادا الزواج يعتبر باطل بمذهبو وكل المذاهب وفوقو كارثة لاسمهم لإنو تعلم ع ابنهم بهيك حركة من ورا غباؤو ووثوقو فيها... 
قعدة ما اخدت خمس دقايق فيها عتاب ولوم من أبو مجد لإلو مخلينو يشمأز من نفسو ومن رجولتو ومن كل شي سواه معها... لإنو هو الغبي يلي صدق كذبها وكرمال تقوى الله ومخافة الله فيها وحفاظا عليها وعليه من الفتن طلب من خطيب الجامع بمنطقتهم يكون وليها بحضور كم شاهد بعرفهم من الجامع... من شان عقد نكاحهم يتيسر ويكون بما يرضي الله بس هي ال##### و##### وأهلها الانجا* باللي عملو خلوه يمشي بممشى ما برضي ربو وبخليه يخسر أخرتو من ورا مكرهم وخداع وغش وتمثيل بنتهم المتقن وتقمصها الدور لدرجة مو قادرة تنفصل عنو وقعتو ووقعت نفسها معو بالنار وهي مو فارق عندها... 
وليه يفرق عندها وهي حضرتها متربية ع الانحلال والتنصل من كلشي إلو دخل بالدين... وشو هالشي جننو وخلاه يلبس كفات عدنان الكيك بوكسنغ ونزل في كيس بوكسنغ بوكسات وركلات بغرفة عدنان الخاصة بجمعات صحابو وهو حاسس حالو رح يجن... ويفقد أعصابو لإنو ما بقيلو شي... معقول دامو خسران يكمّل عليها ويغضب ربو ولا يجيب أبوها غصب عنو ليجدد العقد كرمال يصير مشروع بدون ما يطلقها رغم إنو بقدر يطلقها طلاق بائن ولو كان عقدو باطل وإذا بدو يرجعها لازم بعقد زواج جديد... 
جابت آخرتو هالبنت لا قادر يبعد عنها ولا قادر يتقبلها عندو ولا راضي يحررها منو من بعد يلي ساوتو فيه ومعو لإنو الموضوع صار شغلة رد اعتبار... فضرب الكيس البوكسنغ بغل ودفعو لبعيد إلا برد عدنان المنقهر عليه محاول يرطب الجو بينهم: أنا بقول دير بالك عليه سمحتلك تنفس عن غضبك فيه مش من شان تشلو... وحوّل نبرتو لجدية مكمّل... بعدين أنا بقول ارحم حالك صحيح انا مش فقيه بالدين بس يعني فكر فيها أهلها كانوا موافقين فهو مش باطل زي ما بتقولوا كفكرة بس كشروط لا... أنا بقول اعمل متل ابن أخوك وجيب أبوها من خناقو وجدد العقد يا أم إنتا فاهم~~ 
وما نطق آخر جملة من شان ما يجنن كنعان يلي ضحك بمرار وهو عم يلف عليه شالح كفات الكيك بوكسيغ راميهم ع الكنبة الجلدية السودا... ورفع إيديه ماسح عرق وجهو العروقو باينة من غلو وحبرو عليها للممثلة البارعة يلي عندو واللي كان نفسو يروح يكمّل عليها ولا ينْزل في ساحلها... فبسرعة سحب بلوزتو وتليفونو ومفتاح سيارتو بدو يروح يجننها ويفش غلو فيها للمغضوبة يلي عندو واللي مناه يقبرها ويريّح حالو منها ومن مشاكلها ومن وجعة هالراس... وقبل ما يكمّل لعند الدرج ساعي لقتلها ولا دبحها عدنان بسرعة ركض موقف بوجهو محاكيه: وين يا أبو شامخ رايح؟ 
كنعان رد عليه: عدنان واللي يسلمك بعد من قدامي خليني روح شوف شغلي...
عدنان طالعو ع وسع عيونو منبهو: يخي إذا تركتك والله لتحمل خطية البنت برقبتك... وإنتا رجال ملتزم وبتخاف ربك فبدك تخسر ربك ع هيك شي... يخي خلص تقبل يلي صار وما تفكر فيه رغم الثغرات يلي فيه... بس يعني كمان أنا عتبان ع عمتك يلي عيونها وين مكان وما قدرت تشم ريحتها ورجالها ورجال أصحابها ما بمشوا نملة لا بسان مارينو ولا بإيطاليا هيك عبث ~~
كنعان قاطعو مالو خلق يسمع سيرة عمتو: عدنان سيبك من عمتي وخليني باللي فيه فبعد عني...
عدنان دفشو راددلو: ماني مبعّد بدك نتضارب أهلين بس طلعة من هون ماني مطلعك بدك تفضح حالك وتصير قتال... وتشوه سمعة أبوك مجنون وعارفك... ومن الآخر بقلك إياها بدون خجل ابن أخوك تحرك بسرعة لإنو عارف الشرع صح برجعلو مرتو غصب عن أهلها بس أهلها ما برجعولو إياها غير جثة مسجلة بدفتر الوفيات... فهو حلها ع السريع فحلها إنتا ع الحارك متلو جيب أبوها وجدد العقد وارحم حالك واسم عيلتك.... يا إما بترميها وخلي أهلها يكمّلوا عليها... أما هيك تعلّق البنت وتعذبها ما بحقلك يلي بتعرف ربك... لإنك إنتا سايرتها وقبلتها وما بتوقع حدا كان قريب منك هالقرب طبيعي يصير عدو لإلك بعد المشاعر والمواقف يلي صارت بينكم إلا عند حدا مريض فما تكون هي~~
وما لحق ينهي كلامو إلا كنعان كان لاكمو ع وجهو من حبرو وغلو ومشاعرو المتأججة ع بنت دهب القاعدة على الطاولة وهي متأكدة إنو نام عندها من ريحة الغطا وريحتو هو العالقة بأواعيها... ومن الخاتم يلي تركلها إياه ع الكوميدينو السرير والمحيرها فيه لإنو خبرها مرة قبل ما يرتبطوا من بعضهم: احنا بكل عيد لازم نهدي نسواننا خواتم غالية... ومش بالضرورة يعني يكون دهب... فيعني الشاطر ع العيد يلي بجيب الاغلى والأندر... والارقى والانبل يلي بوازن بين خاتم حلو بتميز عن الباقي الاغلى منو وبكمّل بفرق السعر بينو وبين الخاتم الاغلى منو صدقة... هو صح شي غريب بس شي حلو وأبوي حافظ عليه وكبرنا عليه... واحنا قبلنا نكمّل عليه...
فعلقت لحظتها فورًا بتعجب: والله بصراحة شي غريب بس مشجع لتخلوا الناس يعطوكم بناتكم... يعني انتو ما بتهينوا البنت ولا بتقيدوها... وعندكم ثقة كبيرة فيها لدرجة بتدعموها تكمّل تعليمها ويكونلها شي لإلها ورغم هالشي ما بخليكم تشاركوها مصرياتها وبتدلعوها بمصرياتكم... وكمّلت بمزح محاولة تجس نبضو: أنا بقول عرفني ع حدا من رجالكم وقول الله يوفق لنصفق... وضحكت بصوت عالي بس شافت نظراتو وعقبت قبل ما ينطق... يخي بعرف بهمكم مرتكم تكون بنت ملتزمة... 
ورغم عدم التزامها صدمها لما عرض عليها الزواج...
وهلأ رد صدمها لما تركلها الخاتم...لإنها مش عارفة هادا شو عم يساوي معها وفيها إذا هو بدو يعاقبها وبعدها يطلقها ليه عم يكرمها ويقدرها... 
ليه عم يجذرها فيه بدل ما يقلعها منو بعيد عنو... 
ليه قبل وقفة العيد بقلها بكل برود سجلت زواجنا... وهلأ بكل هدوء بتركلها خاتم... ومكمّل معها بحركة غير متوقعة بوقتها لكنها مش غريبة عن ابن الخيّال لما تركلها عدة خيطان ملونة مع رسمات بتحتاج لتطريز مع علب ألوان متنوعة من معرفتو لعشقها تلون وتطرز ورود وفراشات على الأواعي السادة يلي بتشتريها...
وما بتعرف ليه بس شافت الخاتم وعلبة الألوان ومكملات التطزيز الزمن رجع فيها لما كانت طفلة صغيرة بعمر السبع سنين تنضرب من أمها من شان كانت تحب تخيّط وتقص من قماش البرادي ولا شراشف الطاولات ولا أواعيها ولا أواعي أمها وخواتها يلي كانوا يعجبها لونهم ولا ملمسهم من شان تصمم فساتين للعب جودي يلي كانت بتعشقهم عشق ومناها يكونلها وحدة منهم عندها بدون ما أمها تكبها ولا تقطعلها إياها لإنها بدها إياها تكبر وتمشي مع بنات جيلها وتضلها حلوة ومرتبة بدل ما تكون خيّاطة قاعدة ع الارض متل الفقارى وهي مش مهتمة بشكلها... فرغم ضربات أمها وعقاباتها لإلها كان صوت جودي ولعبها الدمى وإصرارها لتدخل غرفتها من شباك غرفتها ولا من شباك المطبخ يفرّح قلبها وينسيها كلشي... 
لكن للأسف ما في حال بدوم من ورا تدخلات سامي ومحاولاتو ليتحرش فيهم ويخرّب جمعتهم يلي صارت تقل من وراه... لإنها هي صارت تفضل انعزالها بغرفتها ولا تلعب مع جودي ودماها خوف ما سامي يلمسها غصب بدون ما تعرف ولا توعي يلي عم بصير صح ولا خطأ... وبدون حتى ما تفكر تجاه جودي بنت عمها يلي دفعتها وجبرتها تطالعها من بعيد وهي عم تمسكلها لعبها الجدد والدمعة واقفة بعيونها من بعيد منتظرة فيها ترجع تلعب معها وتخيطلها فساتين حلوين للعبها... بس للأسف الشديد كان انتظارها بلا نتيجة ترضى لإنو بنت عمها جاثم كبرت ع عالم البنات والمسلسلات وقصص الحب والروايات ومجلات الموضة والفاشن شو في حين جودي بقت مكانها رغم كبرها بس مع اختلاف بسيط واللي هو انتقالها من عالم اللعب لعالم الرسوم المتحركة بدون ما يجد شي عليها... 
ومضى العمر ع آخر جمعة كانت بينهم ليرد القدر يجمعهم مرة تانية تحت كنف عيلة زوج وحدة واللي هي الخيّال... 
فابتسمت ع هالذكريات جابرة حالها تلون من حبها لتكون طفلة قلبها أبيض همها تقص وتخيّط الفساتين للعب جودي... بدون ما تقلق باللي تزوجت منو وصارت رسميًا مرتو... بس ما فيها لإنها خايفة لتكون ~~~
ما قدرت تكمّلها لإنها مو قادرة تصعّد الوضع معو أكتر من هيك... فتنهدت عاجزة ومحتارة وين ترسى معو ولا بدونو... تعاند ولا تتساهل... تقرب ولا تبعد... تحتويه وتقبل باللي رح يجيها منو ولا تحمي نفسها منو... فمسحت دموعها محاولة تتشرب قد ما بتقدر من لحظات السعادة والمتعة يلي بتحبها لإنها ما بتعرف الزمن شو مخبيلها... بكفيها اوجاع جسمها وروحها فمش حابه تزيد عليهم.. وتنهدت سارحة ببعيد... بالطفلة يلي كانت تلعب معها وتخيطلها فساتين لعبها... وين الدنيا راحت فيها... وكيف ربنا عوضها بعد جور أبوها فيها... فهل معقول هي بتستحق العوض عن يلي عانتو زيها ولا هي شي تاني ما بتقارن فيها ولا باللي عانتو لإنها لحقت مطالب أهلها... 
أفكار... مشاعر... أوجاع... مخاوف... وساوس... ظنون... وما فيه شي حقيقي يثبتها مكانها ويحسسها بالأمان والاطمئنان ع مستقبلها وحاضرها مقارنة ببنت عمها يلي معروف شو سيناريوهات نهايتها لإنها تزوجت قدام العالم وبشكل رسمي ومتعارف عليه ومشرّف للعيلة مقارنة فيها هي وبطريقة زواجها من عمو يلي مو دارية عن بطلانها ولا عن مشروعيتو من ناحية القانون ولا الشرع... 
ورغم ظنونها وأفكارها عن بنت عمها جاسر واللي بتكون مرت ابن أخو زوجها كنعان ما كانت عارفة إنو الحال من بعضو بس يلي بينهم إنو بنت عمها محراك الشر عم تحاول بوعي ممزوج بجهل منها... وبأفكار شبه ناضجة عندها... وبقلب رقيق ع غفلة منها تسلم لكل يلي عم تمر فيه بدون ما تصعّد الوضع بخبث ولا بمكر... وهادا بالزبط يلي مخلي ابن الخيّال يصر ع التمسك فيها من قلبها يلي بصفح وبعفو بكلمة... من روحها النقية وفكرها يلي متل القطنة خفيف ما فيه ملوثات ولا أفكار مخيفة رغم كل يلي مرت فيه... فلهيك بعد ما خلاها تعدل شكلها وتنظف آثار المسكارا عن وجهها بالوقت يلي كان عم يغير بلوزتو يلي تشحبرت من مسكارتها... مسكها من إيدها نازل معها للحديقة تحت يفطر معها بدون ما تحس فيه للحاسس فيها وقارئ أفكارها من سرحانها وانفصالها ببعيد عنو... بعالم اللا مرئي من صدمتها من كلامو معها... لهيك ما صدّق يقعدوا ع طاولة الفطور يلي شبه برد من تأخرهم من ورا يلي صار بينهم في غرفة نومهم قبل شوي لإنو عارفها بتنسى وبتنشغل بسرعة مع الأكل أو أي شي رح تسويه بعد يلي صار بينهم من احتياجو ليكون مع نفسو لشوية وقت بدون ما يسمع منها حرف واحد كرمال يراجع يلي صار بيناتهم قبل ما يطلع برا البيت وينشغل بمواضيع الشغل بشركة العيلة وقصة عمو وأهلها... 
بس للأسف حضرتها ضلت صافنة باللي صار رافضة تاكل شي من الفطور يلي قدامها باستنثاء حبة التفاحة الحمرا يلي اخدتها لتاكل منها بيطء شديد بدون ما تنطق بحرف واحد من شرودها يلي كانت تلجألو كحل لهروبها من مطالعتو ومن نظراتو لإلها لإنو قلبها مش صافي عنو ومش متصالح معو مية بالمية... رغم إنها ما كانت مفكرة بالعفو ولا بالمصالحة أو حتى بالمواجهة لإنها مش واعية عليهم كفاية لكنو بالمقابل بلش هو يعي شوي ع كلامو معها والخاص منو لما رد ع نكرها لكلامو(بـس إنـتـا خـدشـتـنـي كـ ~~~ وما قدرت تكمّل بس جبرت حالها ع نطقها بصوت عالي وبسرعة... كتير وكتير كتير!): صحيح خدشتك قبل بس لا يعني رح ضلني اخدشك ع طول... جربي دلالي لإلك زي الأميرة بالأول وشوفي الفرق... 
ما بتعرف بعد هالكلام ليه تبسمت ابتسامة صفرا متل الأطفال بس يضحكوا وهما حاسين الشي مضحك مش لإنهم فاهمين شي منو... ومسحت دموعها معلقة لحظتها وهي مركزة بكلامو ع كلمتين منو خدش وأميرة: ليه عم تذكرني إنك وحش... 
ما فهم عليها فبعدت عنو ساحبة الرواية من تحت مخدتها وهو مو فاهم عليها بحرف واحد فبس لفت الرواية عليه لامح عنوانها شك إنو فاهم وقربت منو راكية راسها ع صدرو وهي عم تحمل إيدو حاطتتها ع بطنها وممررة إصبعها ع الرواية يلي سحبها منها بإيدو التانية: إنتا هادا الوحش وأنا الأميرة (تقصدت تقولها بس جميلة عشان هو قلها إياها) قبل بس هلأ لازم نصير عيلة حلوة كتير متل العيلة السعيدة ويكون اسمنا~~~
سكتت مفكرة... إلا نطق مكمّل عنها مجاوب بدون تفكير مطول متلها من سرعة بديهتو بالرد: مسكن الخيّال...
لفت عليه مو فاهمة عليه... فهز راسو ناهي الموضوع معها من شان هي تقوم تغسّل وجهها وتنظفو من فوضة المسكارا وهو يقوم يغير بلوزتو كرمال ينزلوا يفطروا بدون ما تفهم قصدو بعنوان القصة يلي كانت عم تفكر فيه إلا بصوت آدان الضهر يلي سهي عنو مع حالتها يلي كركبتو فاستغفر ربو وهو عم يغير بلوزتو لإنها راحت عليه صلاة الجماعة لإنو الجامع مش قريب منو وحتى لو عجَل حالو بالسيارة هيكون واصل والصلاة منتهية لكنو زفر ع فجأة وهو عم يبتسم بتعجب منها شو تهيألها تشبهو بالوحش... هي من ناحية أميرة بأخلاقها وقلبها الطيب بس يعني هو يكون وحش مش كبيرة بحقو... وبعدين من كل الكلمات ما لقت غير تصفو بكلمة وحش... ومن وين خطرت ع بالها معقول الرواية خلتها تحس هيك... الله يسامحك يا ابن الخيّال على هالعملة... 
فتنهد بصوت موعيه ع حالو هو وين إلا لقاها عم تطالعو ع فجأة فجت رح تشرق.. فبسرعة رفع حالو ومد إيدو ع ضهرها داقق وهو مو فاهم شو بتهيألها كل ما تنحرج إلا هي شارقة فنطق بصوت مستاء من هالشي: جودي شوي ركزي مع نفسك لتضيعينا معك...
تنحنحت بمعنى وضعي تمام... ولفت وجهها عنو منزعجة من كلامو فرد لكرسيه وهو عم يقلها: راحت علي صلاة الضهر بالجامع يلا بنصليه هلأ مع بعض... 
جودي لفت عليه ناسية قصة انزعاجها وتثاوبت رادة بدون تركيز وكأنها قبل دقيقة ما شرقت ووقفت قلبو: طيب... وبدي نام خلص سطلت... نعسانة... ومسحت ع وجهها بإيديها التنتين وهي مش منتبها ع عيونو المركزة ع الخاتم يلي لابستو... فتبسم عليها وضيّق عيونو مو عارف شو يقلها... فحك جبينو لإنو هادا العيد ما جابلها خاتم لإنو فهم من إيدها يلي دايماً ما عليها شي ومن جناحها عند أهلها لما فقدوا بعزيمتهم لإلهم بشهر رمضان إنها هي بزاوية وحب لبس الخواتم عندها بزاوية تانية... لكنها بالمقابل بتحب اشياء تانية فوصالها شي بتحبو من برا لإنو ما لقى شي ناعم متلها بليق فيها من هون... فبس يصل الليلة بإذن الله هيكون عندها... وفجأة تذكر أمو خبرتو بدها تعيّد ع جودي وتتطمن عليها... فسحب حالو وتليفونو معو متصل ع أمو... لكن أمو ما ردت عليه... فاستغل ابتعادو عنها مشيّك ع الاتصالات يلي وصلتو من قبل مفقد شو فيه وهو ما عندو علم بنت جاسر ما عندها مزح بالنوم... ونامت ع السريع ع طاولة الفطور... 
وهو بس رجعلها بعد عشر دقايق صدم لما لقاها نايمة ومبعدة الصحون من قدامها ومنزلة راسها مكانهم... فقرب منها شاكك كأنها عم تشخر من عدم راحتها بالنومة... فهزها مصحيها من شان تقوم بس ولا قامت وأصرت تكمّل نومها محلها وهي عم ترد عليه بهمهمة فرفعها بين إيديه وهو عم يقلها: ما أقوى عينك تعودتي ع حملاني... شفتي إني مش وحش....
مصر إنها ظلمتو بكلمة وحش فردت عليه بشي مهمهم فطلع فيها ع غرفتهم منزلها ع السرير وهو مش حاسس في حِس لست سمية بالبيت كالعادة... إلا برجة تليفونو بجيبتو... فشلحها يلي برجلها وغطاها مأجل ردو ع التليفون وبعد عنها مصلي صلاة الضهر قبل ما ينشغل بالتليفونات.. وسلم طالع من البيت بعد ما وصّى الست سمية عليها وهي عم تقيم فطورهم من برا تخليها تاكل وتاخد فتياميناتها وتصحيها لتصلي الضهر قبل ما يدخل موعد العصر وطلع بسيارتو راجع لعاصي يلي رد عليه فورًا من أول رنة وهو عم يعاتبو: شو يخي مستحي ترد عشانك ملتهي مع المدام...
عبد العزيز ضحك عليه وهو عم يفتح الباب البراني بالريموت يلي معاه وعم يقلو: الله يخليك خلي المدام بحال سبيلها وتعال خبرني شو بدك تعمل اليوم؟ عشان إذا ما عندك شي مهم بدي إياك في كم مشوار...
عاصي رد عليه وهو عم يعبّر غرفة مكتبو بشركة الحماية: حاليًا صعب في جماعة بدي التقي فيهم بس شوف علي أول ما خلّص منهم برنلك وبشوف وين رح نلتقي بس ما تنسى أبو مجد (سطام) أكد الليلة ع جمعتنا معو عند عدنان عشان نغطي عليها بحجة سهرتنا مع الأهل وخبرني خبرك لإنك ما بترد عليه... ورد بمزح بحب يحرق فيه أعصاب ابن الخيّال كعادتو... المهم يعني الليلة عندو مش تبرر من شان جودي وأبو جودي... 
عبد العزيز رفع حاجبو مش عاجبو ذكر اسمها وهو عم يعلقلو: يخي ذليتنا ذكرني غيّر رجالك عشان مش كل ما تأخرت بالرد عليك تتصل عليهم ولا ع الست سمية تتأكد ويني هي أمك جابتك برج مراقبة لتتسلط علي... 
عاصي ضحك باستفزاز لإلو مكمّل: وأحلى تسليطة مني كمان... وتابع بس لمح جماعتو عم يصفوا سياراتهم من شباك مكتبو... المهم أبو ضرغام خليني اتسهل جماعتي وصلو...
وسكر الخط بوجهو متحرك ليستقبل جماعتو وتاركو يفكر باللي سمعو وشافو اليوم من البريئة يلي عندو... كيف كانت عم تعاتبو وتطلب الحب منو... ما توقعها تفكر بهيك ولا الطامة بكل ثقة بتقلو وحش... هي صح أميرة بس هو وحش معقول كان هيك يحسسها... شو هالخزي الحطيت فيه نفسك يا عبد العزيز... الله يغفرلك هالعملة يلي عملتها بالبنت باقي فيلم رعب لإلها وإنتا ما معك خبر... بس السؤال المفصلي شاللي خلاها تخضع بهالسهولة معقول هي مش بس بريئة إلا باقية تتعرض لشي أكبر من يلي شافتو عندو... فجأة ضرب بريك ماخد ع جنب... للمرة المليون بقول شكلو أشرف ما عرف يجيبلو كلشي... فلازم يلاقي جواب هلأ وبأسرع وقت ممكن ليعرف كلشي عنها ...هي أكيد رح تنشّف ريقو ليعرف منها شي عنها لإنو ما عمرها خبرتو شي عنها... بس لا من هون لتقلو الصافي وكل الحقيقة بكون عمرو لا قدر الله مخلّص لهيك سحب تليفونو مطبّق الموال يلي ببالو تارك أميرتو تحارب كوابيسها المرعبة لحالها وهي عم تحاول تركض وتصرخ مدورة ع مفر لإلها من كوابيسها لحد ما صحت منهم مرعوبة وعم تتطلع حواليها وعم تدور عليه من شان تقلو ضمني بس كيف يضمها وهو مالو آثر بكل البيت فتنهدت من هون إلا ع صوت الست سمية المفاجئ لإلها والخاضضها بسرعة من هون: صحت حلوتنا... جودي بسرعة رفعت إيديها ع قلبها من الرعبة التانية وهي عم تسمع بقية كلام الست سمية وعقلها مش معها وعم تبلع مرار ريقها عاجزة تنطق بحرف ولا حتى تسمي ع حالها: ما تنسي تصلي الضهر هلأ وتعالي من شان تاكلي... وفجأة انتبهت عليها معرقة ومش تمام... فقربت منها بتفحص ناطقة: بنتي مالك في شي؟
جودي تنهدت تنهيدة عميقة بدون ما تنفعل ع كلمة بنتي يلي اعتادت عليها من ورا ثقتها في ست سمية ونطقت وهي عم تمد إيديها طالبة الست سمية تضمها وعيونها عم تدور بفراغ: خايفة كتير.... 
الست سمية لبت رغبتها ضاميتها لصدرها وماسحة ع ضهرها وشعرها وهي عم تسمي عليها: بسم الله عليكي من الخوف أكيد من الكوابيس صح... 
جودي هزت راسها وهي حاسة راسها مفتول من هالكابوس يلي عم يتكرر معها بدون أحم ولا دستور... فبعدت عنها وهي عم تقلها: راسي بوجعني وحاسة حالي مدروخة.... 
الست سمية مسكتها من إيدها بحرص ناطقة: من قلة الأكل يا قلبي هلأ بنقعد مع بعض وبناكل وبعدها حيلك بصير أحسن بإذن الله ووراها بتشدي همتك لتقومي تصلي الضهر... بعدين مش حابه اليوم نسوي أكل جديد؟
جودي هزت راسها بنفي وهي عم تمشي معها بتقل وبطء شديد... 
فردت سألتها الست سمية: طيب حابه تقرئي ولا تعملي شي تاني؟
جودي ردت هزت راسها بنفي وهي عم تبلع ريقها المر ومكملة معها لتحت وهي عم تسمع كلمات الحب والخوف عليها من الست سمية (حبيبتي شوي شوي... ما تضغطي ع حالك... إذا حابه طلعلك الأكل لفوق من عيوني) فهزت راسها ناهية الكلام معها وعبرت المطبخ متحركة ناحية كرسي طاولة تحضير الأكل لتقعد عليه بمساعدة الست سمية يلي ردت بعدت عنها كرمال تساولها شي صحي تاكلو بعد ما ضمنتها قاعدة منيح ع الكرسي: طيب بنتي مش حابة أعملك أكل معين؟
هزت راسها بلأ ونطقت باعياء ملحوظ من فكها التقيل وصفران وجهها: بس بدي أكل واشرب عصير حلو... 
الست سمية هزت راسها وهي عم تفقد شو الموجود من شان تساويلها شي جديد وعم تفكر تخليها اليوم تعمللها شي بعيد عن التعب والفتور ويخليها هيك فراشة منعنشة زي عادتها لما تكون مبسوطة فانشغلت بتحضير الأكل لإلها وهي مش عاجبها حال البنت... يا هي مرضانة أو ع وشك تمرض لا قدر الله... أو زعلانة... معقولة ما نجحت مع عبد العزيز كأول تجربة بس لا عبد العزيز وجهو كان ما فيه عليه علامة بتدلل مالو شي... ست سمية ع أساس عبد العزيز ببين عليه شي... كملي شغلك وما عليكي فيهم خليهم يجربوا يفهموا بعضهم بدون تدخلات منك... فتنهدت مكملة تحضير (تجهيز) بالشوربة والسلطة الفرنجية مع كم نوع مكدوس... وهي عم تفكر كيف تسعد قلب حلوتها جودي... بس ما لقت شي يلفتها رغم كل محاولاتها الآخيرة وهي عم تنقل الأكل وصحن مقوياتها الصغير ع الطاولة لعندها وفجأة وهي عم تقعد جنبها خطر ع بالها شي ونطقت فيه فورًا: بتحبي نطلع برا بعد ما تصلي ونلف ونتعرف ع شو فيه ورا بالحديقة.... 
جودي رفعت حواجبها برفض وقربت من الأكل تاكل وهي عم تسمع تذكير الست سمية لإلها: ما تنسي تسمي... 
فسمت مبلشة بأكلها بدون ما تفتح تمها بكلمة ولفت ماخدة مقوياتها وتحركت مبعدة عنها راجعة لغرفتها لتصلي وتسند ضهرها وهي قاعدة ع سجادة صلاتها للخزانة الطويلة وهي مو معروف مالها... حاسة بفراغ كبير وشرود ملحوظ عندها لنفسها... فتنهدت منفرة من يلي عم بصير معها... محاولة ما تحس بشي أو تفكر في شي فنزلت تحت ع المكتبة مدورة ع شي تكتب عليه ولا ترسم عليه... المهم شي تطلعو بإيديها من الحرارة الحاسة فيها... فلقت قلم مدهب ودفتر مش مكتوب عليه شي فسحبتو كاتبة عليه بدون ما تفكر مسموح لإلها ولا مش مسموح من رغبتها لتستفرغ كل المحشور جواتها بلغة عربية بين الفصحى والعامي: لا أدري ما الذي أمر به. 
وقفت محاولة تفكر هي مالها وشاللي عم تكتبو وعم يطلع منها... 
أشعر أنني حزينة... مستاءة... غير راضية... 
فتأفأفت مكمّلة... أود فقط البكاء والنياح... 
فجأة حولت لعامي كاتبة... 
بكره نفسي... 
وخربشت ع الورقة دوائر متداخلة محاولة تروق بس ما راقت فرمت القلم محاولة تنشغل عن السواد الحاسة فيه بس ع الفاضي فما كان فيه حل تكمل فيه بقية يومها غير بين صلاة وقعدة ونزلة من فوق وطلعة من تحت... مسك الكتاب... رمي الكتاب... وفجأة فقدت جوري وأريام... فنزلت تبكي للست سمية شاكتلها: اشـتـقـت لـجـوجـو... 
الست سمية ضحكت عليها رادة: بدك خليكي تحاكيها هلأ؟
جودي هزت راسها بلهفة ناطقة وكأنها رح تبكي من عيونها الفرحانة ع السؤال: آه؟
الست سمية تبسمت بوجهها وهي عم توقف ع رجليها حاملة الكتاب يلي كانت عم تقرأ فيه باللغة الألمانية معها رادة: كم دقيقة وراجعتلك... 
جودي هزت راسها بدون تفكير ليه هي قامت هلأ لإنها مش فطنة ع الحبس يلي هي فيه وحاجة الست سمية لترن ع راعيها وزوجها عبد العزيز كرمال تستئذن منو إذا بتقدر تخليها تكلم أختو ع تليفونها من شان ما تكون عم تتجاوز حدودها... وهو بلا تعقيدات بسرعة أرسلها رقم جوري وسكر منها مكمل بشغلو... فبسرعة الست سمية بعتت رسالة تعريفية لجوري عن نفسها وعن رقمها من شان ما تستغرب رقمها بس تتصل وتسفهها بس للأسف وصلها رد منها فورًا (صعب أرد هلأ عنا ضيوف... بس طمنيني عن جودي كيفها؟ فقدتها كتير صوريلي إياها شوف شو لابسة؟)
الست سمية تنهدت ع حال جودي المسكينة وكتبتلها بسرعة (حاولي كلميها لو دقيقة لإنها كتير تعبانة)
جوري شافت الرسالة من هون انسحبت تاركة عماتها وأمها والباقي مع الضيوف وركض ع فوق ع غرفة جدها يلي ما حد بسترجي يدخلها غيرها هي وأمها وعلا بعدها... وبسرعة دقت ع رقمها إلا بصوت الست سمية وهي عم تطلع لعند حلوتها جودي: جودي حلوتي جوري ع الخط...
جودي بسرعة قامت بدها تاخد منها التليفون... فعلقت الست سمية بنبرة حريصة: ع مهلك إنتي حامل... وحوّلت كلامها لجوري... جننتيها للبنت المهم كل عام ~ بس ما قدرت تكمّل لإنو جودي بدها تخطف التليفون منها من لهفتها فاضطرت الست سمية تعطيها التليفون لتكلم حبيبة قلبها اخت زوجها وبنت حماها المقتول من أبوها محراك الشر: جوجو فقدتك... وبكت... ليه ما رجعتي عندي... خلي عزوز يجيبك...
جوري بس سمعت كلمة عزوز منها انفجرت ضحك رغم الهم يلي حاسة فيه من امبارح من بعد ما شافت عمها: هههههه عزوز صايرة تحكي زي... المهم يا روح عزوز كل عام وإنتي بخير... بعدين فكرتلك بمخطط من شان تضلك حلوة لو حملتي وكبر بطنك دخلت ع النت وبحثت قال الرياضة منيحة من شان الحمل والصحة والجمال... فيعني رح اقترح ع عزوزك يجيبلك ماكنة رياضة ولا مجموعة ماكنات من شان اجي ألعب معك وإذا ما جابلك رح جيبلك ع حسابي لإنو جدي اعطاني مصاري من لما رحتي ع المستشفى من شان اتحمدلك بسلامتك... إلا برنة تليفونها من أريام... فعجلت بكلامها بمزح فيه شوية عجلة لتسكر معها: حبي كل عام وإنتي بخير يا أم ابننا بنحكي بعدين... وبسرعة سكرت منها نازلة تحت قبل ما تنعاب من أمها ولا من عماتها يلي مش طايقات حالهم من خوفهم ليفقدوا أخوهم رغم إنها هاي هي سنة الحياة... وهادا الخوف ناجم مش لإنهم معترضات ع موتو إلا ع طريقة الموت... لهيك ردت لمكانها وهي منتبهة ع نظرات عمتها وفاء لإلها من يوم ما رجعت من عند جودي لحد هاللحظة وهي حاسة فيها مناها تحطمها وتكسرها بس كيف مش عارفة فتجاهلتها مطالعة بنات صحاب الأهل واللي جيلهم قريب من جيلها هي وأريام ورنيم... منشغلة معهم بعيد عن جودي الحزينة يلي انفجرت بكى من شانها ما اعطتها مجال لتتكلم معها وتسمع شو عندها... فبسرعة اعطت التليفون للست سمية رافضة تكلمها ولا تقعد معها وبهدوء حارقها كمّلت لغرفتها بكيانة بغصة لإنها حاسة بفراغ رهيب مش سايبها بحالها ولا مخليها تعيش بسلام... وفجأة لمحت سجادة الصلاة وسرحت فيها حاسة هي هون لازم تكون وبدون تفكير قامت لعندها لابسة أواعيها الصلاة كرمال تصلي لله تعالى وتدعيه من قلبها... وبلشت صلاتها بدون ما تتمعن بكل كلمة عم تقولها لكنها بآخر صلاتها لما جت بدها تدعي وهي ساجدة ما عرفت بشو تدعي ولا بشو تنطق... لكنها عرفت شي واحد هي محتاجة لتبكي وتفرغ كل يلي بقلبها ع سجادة الصلاة... فبكت من كل قلبها لحد ما اكتفت من بكاها ورفعت حالها قارئة التحية والصلاة الإبراهيمية وسلمت منها وهي حاسة براحة كبيرة فقعدت مكانها ماسحة دموعها ومسبحة باللي بتعرفو لحد ما آدن العشا فقامت تصلي العشا والوتر بدون ما الست سمية تذكرها... وما لحقت تسلم إلا بصوت الست سمية وهي عم تفتح الباب بعد ما دقتو عليها: عمري ما تنسي تصلي العشا..
جودي ردت عليها وهي عم تبتسم بوجهها وكأنها الغيمة السودا انحلت عنها: الحمدلله صليت... وقامت ع حالها شالحة أواعيها الصلاة تاركتهم مكانهم فوق سجادة الصلاة بدون طوي من نيتها لتكرر هالعادة يلي ريحتها وهدّت قلبها... وتحركت لعند الست سمية المنتظرة فيها تقول يلي عندها فصارت تلعب جودي بأصابعها وهي عم تقلها بدون تطالعها من تخيلها حبات اللوز قدامها: ست سمية جاي ع بالي لوز اخضر وهيك بشهي حبتو وسط مش قاسية كتير...
الست سمية تبسمت لوز بدها هلأ... من وين يا حسرة... ما حليلها تتوحم هلأ وبهيك موسم غير ع لوز... ولا كمّلت عليها متوحمة بكل ثقة ع شي تاني وكأنو الوحام بإيدها لتوقفو: وجاي ع بالي كمان كرز أخضر مع ملح وغمضت عيونها من تخيلها طعمهم بتمها وعليهم مليان ملح...
الست سمية ما عرفت بشو ترد عليها غير بضحكة: ههههههههه والله مو عارفة شو قول غير العين بصيرة والإيد قصيرة لإنو يا حلوتي مش موسمو هلأ... بتحبي اعوضك بليمون مع ملح...
جودي هزت راسها بحماس: آه وبدي مكدوس كمان ويكون شي حامض وشي مالح...
الست سمية أشرت ع عيونها بحب وفرح كبير لإنها رجعت فراشة خفيفة محلقة قدام عيونها مخبرتها: من عيني هاي قبل هاي... الحقيني ع تحت... 
لحقتها جودي ع تحت تاكلها من الموالح والحوامض وهي شو مبسوطة ومن انبساطها اخدت الصحن الليمون مع الملح واللي حرصت الست سمية ما تكترلها من شرايح الليمون المملحة من خوفها من ارتفاع نسية الملوحة عندها وخاصة إنو خطر ع الحامل... وهربت ع غرفتها مأكسة ع المكدوس وأي شي تاني كانت الست سمية مخططة تحطلها منو وفورًا سحبت الرواية الجميلة والوحش وتسطحت ع ضهرها مكملة بقراءتها وهي عم تاكل من شرايح الليمون بانفعال لإنو مش عاجبها روحة الجميلة لعند الوحش فكان مناها تمسك بأبوها وتنتفو وتقلو (حرام يلي عم تعملو فيها) فتترك الرواية رادة تشرب مي من القنينة المجانبة لسريرها واللي مش عارفة من متى هي هون ومين حطها بس أكيد انحطت اليوم لإنو من قبل ما كان فيه مية... فردت تكمل القراءة لكن تنفعل وتتركها وترد بس تنفس عن غضبها تكمل قراءة فيها وهي مش عارفة كم الوقت من كتر ما قراءتها بطيئة وحرف بحرف بتقرأ وبتعيد النص لما ما بتفهمو... فملت من كتر انفعالها رامية الرواية بعيد عنها وسحبت حبة ليمون من يلي بقي بصحن من بطئها بالأكل وقامت توقف قبال المراية وهي عم تتذكر كلام جوري بخصوص الرياضة... معقول هي مش كتير حلوة... طالعت اللابستو مش عارفة كيف جاي عليها... ومحتارة هي شو تلبس عشان تكون حلوة باللي بتلبسو لإنو عيونها ما بعرفوا وما بنتبهوا ع هيك شي لإنو الجمال عندها مقرون بالأواعي يلي بتشوفهم بالكرتون بس ع الواقع الشي مختلف... فتحركت لعند الخزانة بدها تغير يلي لابستو بس معدتها حاسستها فارت ورح تستفرغ وركض ع الحمام وهي مش عارفة شاللي رجّع الاستفراغ عندها اليوم فاستفرغت كلشي بالحمام وهي حاسة بنار شابة جواتها من الحموضة الاستفراغ ومن حرارة جسمها المولع نار ومش قادر يتحمل شي... فبس شلحت أواعيها ودخلت تاخدلها شور بارد شو قشعر بدنها بس حست المي باردة فحوّلت الدوش ع المية الفاترة واللي قادرة تتحملها لمدة كم دقيقة ووقفت المية طالعة من البانيو وهي خايفة توقع ع بلاط الحمام الناعم بالوقت يلي عم تسحب فيه روب الحمام وبحرص شديد لبستو وردت سحبت فوطة الشعر طالعة من الحمام وهي عم تتنفس براحة لإنها ما تزحلقت رجلها ولا وقعت ع الأرض وتحركت لعند المراية موقفة قبالها منشفة شعرها وممشطتو بعجلة وهي منسحرة بإنو بطل ياخد معها وقت متل قبل بدون ما تزعل ع طولو لإنو عقلها ساهي عن كلشي.... وفجأة ملت من تمشيط شعرها وتحركت لعند الخزانة لابسة غيارها ومختارة قميص نوم نهدي بجي حفر ع الكتاف وقصير نوعًا ما وبجي مع بنطلون تايد قصير بصل لعند الركبة بس وين هي تلبسو مع الحم الحاسة فيه... فرمتو مكتفية في القميص النوم يلي بجي زي بلوزة مع بنطلونها التايد وبجي قميص نوم بنفس الوقت بدونو... وتحركت فاتحة الشبابيك من الحر الحاسة فيه رغم إنو الجو بلش يبرّد وخاصة بالليل... بس هي مع الحمل وتحسن صحتها انقلبت من القطب المتجمد للبيئة الاستوائية مش الصحراوية... وكملت تقرأ بالرواية وهي لاهية عنو لابن الخيّال القاعد مع أبو سلاح وكنعان وعاصي وأرسلان وأبو مجد (سطام) يلي ما كان يظهر بقعداتهم من طبيعة شكلو الحساسة بالدولة... لكنو كان أول بأول يعرف كلشي من حماه وابن ضرغام (عبد العزيز) وأبو جنرال (عاصي).. ووقف مع عبد العزيز بيوم اقتحامهم لمزرعة دهب كرمال يغطي ع الحدث ويحجب النت عن المنطقة ويمنع تدخل الشرطة... ويفشل مساعي الدعم الخارجي لعيلة دهب من شان يضمنوا الموضوع ما يكبر... فكان لصالح حظهم مرت ابنهم برا مش جوا بالبيت ولا لكان الموضوع مخيف ومهول بس مشرّف لإلهم وبنفس الوقت مهين لعيلة دهب عند عقلية بعض الناس أو العكس عند البعض التاني البقول مهين للخيّال ومعيب باسم عيلة دهب... 
بس متل ما بقولوا لسان الناس متبدل ومعاصر للمشاكل والافراح وهالشي بشغلهم عن اجترارهم للماضي وهالمقولة هادي لا تنطبق عند المكيدون يلي بحبوا يجتروا في فضايح ناس ومشاكلهم وعيوبهم من قهرهم وحرقة صدرهم وهالصنف هادا حلوا يا التسفيه وتركهم لرب العالمين لإنو النصيحة ما بتجيب معهم غالبًا أي نفع يا إما تتقصد احراجهم وتصعر خدهم... وبالطبع رب العالمين هو البحدد أي خيار هيكون من نصيبهم...
وخوف ما الموضوع يصل لهيك مرحلة معقدة عرض أبو مجد (سطام) يقابلهم الليلة كرمال يعرض عليهم يلي عندو: شوفوا علي الموضوع ما عاد ينسكت عليه ولازم يتسكر لأخر مرة... ونعرف نضمن حالنا قبل ما الشرطة تتدخل لإنو شروط دهب باللعب عم تتغير... رغم إنو من البداية تم الاتفاق مع كبار القادة ما حدا ولا شرطة رح يتدخلوا بيننا لطالما ماشين الضر علينا وعليهم دام بيوتنا المستهدفة بعيدة عن الناس بس هلأ مش ضامنين يكون الضر بيننا وبس لإنو حلالنا كبر والزمن تغير ووعقلية عدونا الضارب مش مفهومة رغم وضوحها مية بالمية... أنا اليوم تدخلت باللي بقدر عليه بس مش كل مرة بتسلم الجرة يا أبو ضرغام بعدين أنا عرفت مين يلي طخ الغالي جابر وحاليًا عم نلاحقوا وعم نراقب خطوط عيلة دهب بناتهم وولادهم وأهمهم جاسر البلا وسامي النجس وما فيه شي بدلل ع شي بس فيه شي بكلامهم مع الناس ملغوم فبدنا فترة لنحل مغزى كلامهم ومضمونو من شان نشوف إذا في شي ولا لأ... وبلع ريقو مكمّل... أنا صحيح مش معكم غالب الوقت واستسمحوني عشان شغلي بس الله شاهد إني عم ابذل كل صلاحياتي بما يرضي الله كرمال نحل هالحمل التقيل يلي علينا... وبصراحة تامة الجد طلب مني اتحرى عن عثمان العرب وليه طلب الصلح وكتير أسئلة كلمكم فيها وقلي عنها.... وبخط عريض الرجال ما فيه عليه شائبة وحدة بس مع تجربتي وخبرتي مع الناس الرجال هادا وراه إنات ابتداءً ليه طلب منا احنا نتكلف بحمايتو معقول هو من لحظة ما عرف اخوه قرر يخلص عليه ما استعان بمساعدة إي حدا ومعقول طلب مساعدتنا لإنو ما بدو يعقد الدنيا وضامن أهون الشرور هيكون احنا... أنا مش تاركو ولا رح أتركو وعيني عليه هو وكل حدا بعيلتو... والقرار كالتالي التركيز هيكون ع جاسر وسامي... اما جاثم أخوه وابنو تابعين لإلهم فخلونا نحاول نعملهم غسيل دماغ ندخلهم بعلاقات مع ناس ويشترطوا عليهم شروط يعني من الاخر نشغلهم بالمصاري.... لإنو احنا مش غاياتنا القتل لطالما جابر الغالي ما فقدناه لا قدر الله.... فبضل عنا جاسر وسامي... سامي حلو نمسكوا بشي مشبوه ونضل نحبسوا ونطلعوا مش صعبة... بس الصعب هو مسك راسهم جاسر لإنو ولا عليه شعرة وإن انحبس ما رح نضمن ما يحرك شي من برا لإنو شخص حريص ومعروف ما فيه عنا اعدام... بس متل ما بقولوا غلطة الشاطر بألف وإلا ما يغلط وعيوني هتكون عليه وقاعدلو بالمرصاد بإذن الواحد الأحد.... وبلع ريقو ساحب كاسة المي يشرب منها معطيهم مجال يعلقوا ع كلامو قبل ما يكمّل...
إلا نطق عاصي وهو عم يحك جبينو: ما تنسى يا سطام جاسر عندو علاقات ومطلوب عند البعض لإنو ببرع بالوجعات الراس وأكيد محمي حاليًا... بس إلا ما يروح مكان ويقابل حد بالسر فعينا لازم تكون ورا كل تحركاتو متل ما إنتا قلت... بس السؤال المهم هلأ ليه جابر من بيننا كلنا صحيح شاء ربنا واللهم لا اعتراض ع حكمك بس يعني إلا ما يكون فيه محرّض...
فرد أبو مجد بتأكيد لكلامو: صحيح رجعنا لكاميرات المراقبة بعدة مناطق ما كان في حدا بلاحقكم... بس الغريب بالموضوع لحظة ما قرر ينفذ دناءتو فورًا اتصل ع المستأجرو رغم عدم تواصلهم بين بعض من كم شهر... هادا ع هوى السجلات يلي فتحناها سواء باختراق شركة الاتصالات ولا التليفون نفسو... وكمان راقبنا تحركاتو قد ما بنقدر بالكاميرات يلي بتقدر ترصد تحركاتو.... وما لقينا في شي مشكوك فيه لإنو وراقو مكشوفة رجال بحب لعب اللاتو (يانصيب) والقمار وبنات الليل وهالقصص هاي وهون تدخلنا بسجنو بهيك تهم ورطة لإنو الداعمين لهيك أماكن من كبار الناس هون... وهادا مش موضوعنا بس الفكرة هلأ وين إنو هو مش بعيدة يلتقي هناك معهم وهادا كلو توقعات فلازم نتقرب منهم أكتر لنفهم بالزبط كيف نخطط وكيف نهدم لآخر مرة... فقصتنا معهم مش مطولة بس هتكون غير متوقعة... أما بخصوص المحرض هون ما فيه إجابة عليها لحد هلأ لإنو متل ما خبرتك رسايلهم مع بعض الناس يلي عم نراقبها ونحلل فيها مش كتير مفهومة رغم وضوحها كجملة وبعدين مش بعيدة بكونوا عم يستخدموا خطوط تانية وهادي بدها وقت لنعرفها كرمال نسيطر ع مدخلهم ومخارجهم بإذن الله...
عبد العزيز عقد حواجبو وهو عم يسمع كلامهم وعم يحاول ما يبين كرهو المبالغ فيه اتجاه جاسر دهب وسيرتو المهبرجة (كلمة بتتدل على الشخص عم ينحرق حرق من جواتو ع تقيل لدرجة حاسس حالو ما في أقسى منو بهاللحظات هاي وممكن يساوي شي مش ع البال ولا ع الخاطر) منها من بعد معرفتو عن سواياه الحيوانية مع بنتو الوحيدة يلي هي من لحمو ودمو فنطق مجمّع الموضوع ع بعضو وتارك كرهو لإلو ع جنب لحد ما يكون لحالو كرمال يعرف شو يساوي وكيف يحكم ع اللي سمعو (مش من سطام من حد تاني) قبل ما يقعد هالقعدة هاي: طيب خلاصة الكلام يعني يا أبو مجد بدك توصلنا نحترص من عثمان العرب لإنو شخص مخبي أشياء وبنفس الوقت نطوّل بالنا باللعب مع جاسر ونلهي الباقي يا بالمصاري أو بالسجن... وكمان نحترص من جاسر وعلاقاتو... 
إلا بتعليق أرسلان قبل ما يتكلم أبو مجد: بس لحظة في شي عندي مش مفهوم إذا عمي انغدر منهم كتعليمة وتهديد ولا من شان شي... دامك إنتا قلت وعبد العزيز قال من قبل ما كان في حدا ورانا يعني براقب تحركاتنا... لكن فجأة اندرى إنو عمي هناك كيف؟ تنين إذا إنتا قلت عن يلي استأجروه ما في بينهم اتصال من وقت كيف الشي صار بهالسرعة إلا إذا مخططلو من قبل... بآمن يلي صار بمشئية ربنا متل ما قال الأخ عاصي وتفضل بس يعني حركتهم مع عمي جابر ممكن خارج موضوع قعدتنا لإنو ما حدا فهم ليه فجأة اعتذر وراح لبيتو... بعدين ما كان غيري أنا وعبد العزيز بهداك الوقت برا فالسؤال هلأ هما بدهم بس ولاد شامخ الخيّال خص نص ولا اللعب ع هبل وهادا المستبعد... فيعني في علامة استفهام دامهم مش مراقبينا كيف دروا عمي هناك وبعتوا واحد يطخو.. 
عبد العزيز كان رح يمسح ع وجهو لإنو ما بدو حد يصل لهادا التحليل لإنو شكوكو في محلها إلا برد عاصي: والله ببالي! تزامنا مع جواب أبو مجد: مش مستبعد يلي قلتو يا ابن جواد وهادا مع الوقت بنكشفوا لإنو إذا هما معنيين بجابر الغالي هينا محوْطين المستشفى وانشالله ربنا يفشل كل محاولاتهم إلا برنة تليفونو... المهم يا غوالي بدي اتسهل لشغلي... فلف وجهو لأبو سلاح القاعد بس مستمع: أبو سلاح خدلي طريق...
أبو سلاح رد عليه: ما تقلق ما في حد هون والحجة تسهلت عند العيلة من وقت...
فقام سطام موقف ع رجليه وهو عم يقلو: بسيطة إذا هيك... وتحرك مسلم ع عاصي وهو عم يقولو: عيديتي وصلت لابنك الحلو...
عاصي تبسم بوجهو: والله سيارة غير شكل فترة وبصير يسوق عليها بخيالو...
سطام ضحك ع ردو مكمّل تسليم ع عبد العزيز: بخيالو ولا برجليه المهم يهريها هري بدي شوفها خردة ع قولتهم... وشد ع إيد عبد العزيز مازح معو... شد الهمة يا أبو ضرغام لنعرف المدام بشو حامل من شان نحجز لبنتنا ولا ابننا من هلأ...
إلا برد أرسلان المحبط: أي اليوم عرفنا عن حملها بسرعة نازل تأمل إنها بنت أنا بقول عنك وعنو... 
عبد العزيز تبسم ع كلامهم ولف ع عاصي يلي كان رح يذكرهم إذا هي بنت لابنو: والله راحت عليك يا عاصي في كتير خطاب لبنتي...
عاصي قحقح منبهم: والله هي للأول... 
سطام كمّل مسلم ع أرسلان وكنعان يلي قاعد لا من تمو ولا من كمو من شكوك ابن أخوه أرسلان بخصوص غدر عيلة دهب بجابر أخوه يلي رجعتو لكلام سطام زوج أختو أمل اليوم الصبح معاه (البنت ع هوى الرسايل يلي شفناها بينها وبين أخوها كانت تماطل بس الغريب كيف أخدوها لإنو جاسر كان كاتبلو قبل ما تصير القصة بساعة (وصلت)... دليل إنو تم تغيير الخطة من إلك لأخوك غير هيك احنا رجعنا لكاميرات مراقبة المطار باليوم يلي وصلت فيه بنتهم وابنهم شامخة وكان مبين عليها ممسوكة من إيدها ولابسة نضارة شمسية.... فيعني احتمال كبير البنت ما حبت تكمّل اللعب معهم بلعبتهم بس بنفس الوقت هي بطلت بدها تلعب بالوقت يلي الخطة تغيرت وصار الهدف ع جابر بس كيف بيوم وليلة ما حد بعرف.... فأنا بنصحك واقع ع راسك واقع ع راسك جيب أبوها وكيل على الزواج من شان ترضي ربك وما تسود وجهنا قدام الناس وولادك... وما تنسى تستخير والخيرة فيما اختاره الله) إلا بضغطة سطام مرجعتو للواقع بدعم وتهوين عليه الحمل يلي عليه واللي ربنا يعينو عليه لإنو قهر الرجال شي صعب وبهدم الأمم... ونطق شاغل الكل فيه بدل ما ينتبهوا على تبدل حال كنعان: والله البنت يلي بتختار لا أول ولا الأخر... ولف ع أرسلان مكلمو: وإنتا يا ابن جواد شد الهمة وخلي عددنا يزيد بولد منك بدل ما إنتا بلا تشبيه مترهبن... والله البلد تبارك الرحمن مليانة بنات بتسر البال والخاطر خلي أم عبد العزيز تشوفلك ولا عماتك خوف ما ينزلوا بساحلي إذا عرفوا عن كلامي وأولهم مرتي...
إلا برد أرسلان منفعل بمزح: لا يخي عماتي كوكتيل رح يختارولي خلوها للأيام وبعدين ناسي دراستي يلي عم كمّل فيها... وقبل ما تفتح العين علي هي العم كنعان أولى مني يتزوج...
كنعان هون انجلط من كلامو يعني لما سرح ثواني عن وجعو ضروري يذكرو... فبلع ريقو عاجز يرد تحت مراقبة عدنان يلي مبين عليه لكمة كنعان ع وجهو قريب عينو اليسار... فنطق سطام مغيّر الموضوع: عقلك وعقل أبوك واحد يلا السلام عليكم...
كلهم ردوا عليه: وعليكم السلام...
وطلع مكمّل مع عدنان وهو عم يقلو بصوت واطي: شكلها الحلاوة يلي ع وجهك عيدية كنعان لإلك...
عدنان مسك ضحكتو مخبرو وهو عم يطلع من الباب: العيدية الجاي بعيد الشر عن قلبي بالمسلخ هكون... 
فبسرعة سطام ردلو وهو عم يسحب تليفونو يلي رجع يرن: عينك عليه خليها... ويلا... ضغط ع كتفومسترسل... خليني اتسهل... وبعّد عنو وهو عم يسمع عدنان عم يقلو: مسهلة يا أبو القوات (لقبو من هو وصغير) رلف بس شافو تحرك بجيب الشرطة... رادد لجوا وسامع كلام أرسلان لصاحبو كنعان المعيدو أحلى عيدية ع هالعيد: عمي كنعان مالك قاعد بدون ما تتكلم بحرف خير مرضان شي...
كنعان هز راسو مجاوبو: لا ماني مرضان بس وتنحنح من ضيق زورو مكمّل وهو عم يخفي حقيقتو: بعدين شو بدي قول غير يلي قولتوه...
هون عقب عاصي يلي لساتو عم يدور ورا كنعان: أشك ما عندك شي مخبيه برأيك... المهم خلونا قبل ما نتحرك نقعد شوي مع معارف الأخ عدنان وكم واحد من أهلو من شان نغطي ع قعدتنا مع سطام بتخطيط مسبق لإنو بتعرفوا سطام أشهر من النار ع العلم وإذا طلعنا من هون بدون ما نسلم ونقعد شوي هيوصل الخبر لزيدان وبدران وجميل إنو احنا مطلعينهم برا القعدة وعم نرسم ع شي من ورا ضهرهم...
كنعان تنهد لإنو مالو حمل لقعداتهم ولا قعدة رجال عدنان هو وابن أخوه يلي النار شابه جواتو لكنو بقدرة قادر قدر يخفيها ولا هو مولعة معو ومضغوط ضغط مش طبيعي... لإنو كيف باقي أبوها المجنون عادي يضربها ويهينها... هادي الفكرة مش قادر يتقبلها لحتى يقدر يتخيلها... هما ربيوا البنت بتتعز وبتنكسر إيدك إذا بتنمد عليها... وبتكون قلة مرجلة منك مع أهل بيتك يلي عليك صونهم وحمايتهم لما تستقوي عليهم وتئذيهم وترعبهم وتضربهم بحجة ما يتمردوا عليك ولا كرمال ينصاعوا لأوامرك وطلباتك... فهو ما استرجى يفكر يمد إيدو عليها عشان أبوها الفاضل يساوي هالعملة المخزية... وهالفكرة هاي خلتو يكره نفسو بشكل فظيع ويحس اتجاهها بتعاطف كبير معها لأنو هو كيف بخّس فيها... وهي رقيقة عظمها رقيق وحبتها قليلة وما بتاكل كتير وعقلها صغير... مغصوص من مدة إيد أبوها عليها جد شو صار لو من الأول لو عرف عنها كان ما دخل معها هيك وما جبرها ع العلاقة من أولها معو بدون ما يصلوا ركعتي الزواج وداعين لنفسهم ولذريتهم معهم بالخير... فتنهد لافف وجهو بس صحي ع صوت أبو سلاح يلي علي ع فجأة: عبد العزيز كنعان مالكم شو فيه مش سامعين أرسلان وهو عم يقلكم يلا...
عبد العزيز بهت بس لمح عاصي وأرسلان واقفين جنب عدنان وهما عم يطالعوه هو وكنعان يلي باقي صافن ببعيد متلو... فرد عليه وهو عم يقوم: خليها بالقلب يا أبو سلاح... ويلا خلونا نقعد شوي بعدها نتسهل...
أبو سلاح جحرو وهو عم يقلو: نعم نعم وين شوي بتقعد لقبل الفجر بشوي بعدها بتتسهل والله احنا مسوين ع هش ونش (مشاوي)... بعدين تطمنوا الباقيين معنا بالسهرة ناس خفيفين دم ومالهم دخل بالقيل والقال وجايين يريحوا راسهم ولسانهم مش برا...
عبد العزيز اجى بدو يرد عليه لكن مرور عمو كنعان من جنبو بدون ما يكلمو لا هو ولا عدنان نستو شو بدو يقول بدون ما ينتبه من سرحانو في حالتو إلا بصوت أبو سلاح المرجعو للواقع فورًا: بقصها لإيدي إذا ما إنتا داري عن القصة وساكت...
عبد العزيز رد عليه: عن فضولك وشكوكك... 
أبو سلاح جحرو جحرة كيد معلق: لك ابن ضرغام من إنتا وصغير معروف عنك الصندوق الأسود ومخبأ الأسرار... وبيني وبينك في شي ببالي متل يلي ببالك... وحابب نعلم تعليمة بس بنشهرها بعدين ولا قلك بلا تشهير بكون احسن خوف ما جدك ينجلط...
عبد العزيز تنهد وهو عم يطلع من ديوانية الشباب يلي بستقبل فيهم عدنان صحابو وقت الكيف مش للعامة المعارف: والله جدي مش ع هيك رح ينجلط... فخليها بالقلب يا أبو سلاح المهم وينهم يلي قلت عنهم...
عدنان طبق الباب وراه بالمفتاح... وهو عم يأشرلو يتحرك ناحية السيارات: في أرضنا يلي بالخلا فاركب سيارتك خلينا نلحقهم... 
عبد العزيز تنهد وهو عم يتحرك ناحية سيارتو يلي صاففها ورا سيارة عدنان وهو مو عارف بمين ومين بدو يقلق وقلبو محروق ع المسكينة يلي عندو... فمسح ع وجهو وهو عم يلمح سيارة عاصي وكنعان وأرسلان الرياضية سابقينو هو وعدنان... فجاة إلا أبو سلاح أشرلهم يكملوا لقدام... فتحرك لعندهم وبس لمح في نار شبه مع إنارة كشاف بيضا جاي من قبالو عرف إنو هون قعدتهم... فصف وراهم سيارتو وهو عم يرسم الابتسامة ع وجهو لإنو مو منطق يدخل عليهم بوجه ما بتفسر... هو جاي يوسع صدرو ولا يخلي الناس تنفر منو وتكره قعدتو أكيد العكس... فمشي بهدوء وهو عم يسمع صوت أرسلان عم يكلم حد... إلا بعاصي المقرب منو ومن كنعان السابقهم بخطوة وماشي ببطء شديد رغم إنو أول واحد صف فيهم لكن آخر واحد نزل من سيارتو غصب عنو من ورا حركشة عاصي معو: اخ عبد العزيز حفيد أبو محمد هون...
عبد العزيز ضيق حواجبو بمعنى هو مالو... إلا برد كنعان: إي أبو محمد وكيف عرفت إنو هون...
عاصي ضحك باستغباء: من سيارتو الوحيدة بكل هالبلد شو كيف... بعدين أي أبو محمد يلي عم نتكلم عنو أبو محمد الأشقر... فإنتا أكيد مش فاهم شي هو فاهم علي...
إلا برد عبد العزيز قبل ما يعبر: وريتني ما فهمت ولا لحقتك ولحقت دواوينك...
كنعان هون غصب ضحك... فعبر قبلهم وهو عم يتحرك ناحية الشباب مسلم عليهم... وهون عاصي بسرعة دق عبد العزيز وهو عم يقولو: بسيطة لوقتها...
عبد العزيز طالعو ببرود ونطق هو وعاصي سوى بس دخلوا القعدة: السلام عليكم... وكملوا تسليم عليهم وهما عم يسمعوا ردوهم عليهم (عليكم السلام) وكان التسليم جدًا عادي باستثناء لما عبد العزيز شاف حفيد الأشقر فسلم عليه غصب لإنو نظرات عيونو من أول ما دخلوا ما نزلت عنو... فبعد عنهم بعد ما سلم ع أخر واحد وقعد بدون ما يفكر وبدون ما ينتبه إنو صار قبال ابن الأشقر والكارثة ما فيه مقعد تاني يقعد عليه لإنو ما فيه غير كم مقعد والباقي كنب وبساط بس ع الأرض وهو مش حابب قعدة الكنب الأرضي هلأ... فرضي بنصيبو وبقي مكانو وهو قاعد بس مستمع للكلام البسيط يلي عم يدور بين الشباب هالشي ما بعجب أرسلان يلي بحب ينبسط وقت الانبساط لإنو من النادر ليقعد هيك قعدة خاصة مع أهلو وصحابو فنطق بصوت واصل للكل وهو عم يقعد جنب صديقو الصدوق ابن الأشقر واللي بتكون أخت جدة عدنان المتوفية: أنا بقول خلونا نعلي سهرتنا شوي وخلونا نلعب شي بعد الأكل أو نغني يعني ننوع... 
هون رد عليه عاصي: الغنا اختصاص أبو سلاح... 
أرسلان تحمس يسمع صوتو: اطربني يا أخ اشوف! 
أبو سلاح طالعو بثقة وهو عم ينحنح: كنعان ضب ابن أخوك شامم وراه ريحة استنقاص...
أرسلان انفجر ضحك وهو بقية الشباب... فرد كنعان عن ابن أخوه: والله يا الحبيب ابن أخوي ما بطلع منو هيك فصفي النية...
أبو سلاح لف لأرسلان مطالعو وهو عم يتبسم معلق: عشت وشفت ابن شامخ الخيّال محامي دفاع... قول يا دكتور ممكن يكون محرض ويدير بنزين بيننا مليون بالمية او يقول فخار يكسر بعضو من برودو... بس يقلي صفي النية ما توقعتها منو...
إلا رد عبد العزيز مرطب الجو بس شاف عمو عم يقطّع بأصابعو لإنو مش متحمل حد: أبو سلاح صلي ع النبي بدناش نقلبها محاربة ثيران هلأ... بعدين ابننا اسم الله عليه بحكي يلي عندو بطريقة فكاهة مو قصدو شي بس يعني غنيلو واصدمو بصوتك... 
عدنان ضحك بثقة بمعنى صدمة ولا هي... فتنحنح وبعدها بلع ريقو منشف ريق أرسلان بالقصد كرمال يسمع صوتو... وفجأة بلش يغني : إنت غيرهم يا حبيبي إنت غيرهم
اللي خانوا في الهوى وباعوا ضميرهم
همّ راحوا بغدرهم، همّ ضاعوا في وهمهم
عبد العزيز هون سرح ببعيد مذكرو ببنت قلبو البريئة منو ومن ظنونو ومن أهلها ونجاسة أبوها...
وإنت حبك يا حبيبي داوى جرحي منهم
همّ راحوا بغدرهم همّ ضاعوا في وهمهم
وإنت حبك يا حبيبي داوى جرحي منهم
إنت حبك حاجة ثانيه يا أحن وأحلى دنيا
يا اللي نسيتني في ثانيه كل قسوة قلبهم
هي فعلًا ببراءتها ممكن تخليه ما يجلد أهلها ع تقيل لإنها بنتهم وسمعتها من سمعتهم شاء ولا أبى عليه يقبلها إذا مش بالطيب بالارغام لهيك لازم يكون صريح من شان بالمستقبل ما يقولوا لابنهم شو هالعيلة الجاي منها قتالين وتبعون مشاكل وكلشي عندكم مباح والأرواح عندكم رخيصة وما لازم الواحد لا يناسبكم ولا يتناسب منكم... فلهيك لازم يروض أبوها ويختار أهون الشرور واللي هو عدم قتلو ولكن بنفس الوقت يحاول يبيض صورتو وصورتهم قدام الناس من شان قبل ما يموت أبوها المغضوب ولا يندفن هو لإنها هي حال الدنيا... وما في شي هيبيض وجه عيلتو قدام الناس وينسيهم سواد وجههم غير النجاحات بعالم الاستثمارات والأموال والمشاريع الخيرية لإنو ما في شي بستر العيوب غير الاعمال الصالحة... فلهيك هو مركز هلأ وبقوة ع أي شي بقدر يبيض فيه صفحة عيلتو للجيل الجاي من شان ما يسمعوا كلام متل مهو سمع وسكت مرات مو من الضعف إلا من مرار الشي واحترام الناس القاعدة... ومرات تانية بكون العكس والدنيا بتكون بصفو وبتعطيه فرصة من دهب ليرد لما يكون لازم عليه الرد وبالقدر المطلوب وهادي الفرصة بتجيه بالنوادر لإنو بآمن بكلام الشافعي
يخاطبني السفيه بكل قبح
فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزد حلما
كعود زاده الاحتراق طيبا
وبالفعل ما في شي بصلب وبصقل غير المواقف الحارقة للنفس... مو بقولوا الجواهر النفيسة لولا حرقها ع العالي ما كانت بهالتقدير هادا... فلهيك بلع وهيبلع غصتو احترامًا لاسم عيلتو واتباع سنة دينو بهجرهم هجرًا جميلا.... بس في ناس لازم الرد عليهم بالقدر المطلوب بدون مراددة إلا بمبادرة جديدة من شان تعجزو ليرد عليك ويضيع بخطواتك الجاهل فيها والغريبة عليه... 
فكبت تنهيدتو قبل ما تطلع ع العلن بأخر لحظة ولف وجهو عليهم مفقدهم فلمحهم كلهم مبسوطين باستنثاء عمو كنعان القاعد ومن جواتو فيه انكسار غير مظهور غير للي عم يتعمق فيه... فدعا لعمو بالرحمة لإنو وضعو مش صعب لكنو مخزي ومعيب ومهين لكرامتو ورجولتو يلي ضاعت بالأرض لإنو باقي عايش بمسرحية ما حدا مارس دورو بأخلاص وتفاني غيرو هو لإنو مانو داري عن الحبكة المعمولة... فمسح عمو كنعان ع وجهو رافض يطالعو ولا يطالع البقية القاعدين من الخنقة الحاسس فيها واللي زادت جواتو وحواليه بس سمع الاغنية يلي نقللها عدنان ع فجأة: روحولوا واسألوه قولوله وفكروه 
وأديكو سمعتو مني يا ريت لو تسمعوه 
شوفوا الحقيقة فين ومين اللي ابتدى 
آخرة صبر السنين اسمع من ده وده 
مين يرضى بكده اسمع من ده وده.. 
روحولوا واسألوه قولوله و فكروه 
عينه لسه في عينيّه وكلامي أوِّله 
بيجيب اللوم عليه والحق يـبدِّله 
بيخلي الناس تلومني غلطان وبيتهمني 
واحترت فيه ولا اعرف آخره من أوله 
ما قدر يكمّل معهم فبسرعة سحب دخانو بدو يدخن بعيد عنهم ...بدو يحس نارو هونت ولا خفت إلا بصوت عبد العزيز بس شاف الشباب مندمجة معهم وعيون أرسلان وعاصي عليهم من تحت لتحت: كيف البلد معك بعد ما رجعت... 
رد عليه بدون لف ودوران: زي ما هي معك... 
عبد العزيز مد إيدو ساحب دلاية القهوة صابب في الفنجان الصغير المحطوط قبالو ع الطاولة الخشبية المتوسطة الطول والعرض ورجعلو وهو عم يمدلو فنجان لإلو مهنيه وهو عم يسمع صوت حركة الشجر مع الهوى الخفيف: مبارك سمعت بدك تبيع شركتك شو عم تفكر تستقر هون؟
كنعان رد عليه وهو عم يسحب منو الفنجان: تسلم بس متى حضرتك كنت مفكر تقلي...
عبد العزيز تنهد رادد: متى؟ من شان ولعها بين العيلتين وتروح إنتا فيها واحنا معك...
كنعان هز راسو بقسى: كلامك مزبوط لإنو كان قتلتها ع اللي جاي تعملو ونزلت كمّل ع أهلها...
عبد العزيز كمّل عنو: ومدخل مافيات برا ع هون وتبيد دهب كلهم بالمعنى الحرفي بأسبوع وتروح سمعتنا بشربة مي... ورد مكمّل... شوف يا عم أنا مالي دخل بكتير أشياء بتعملها وما تدخلت بالعمد لإنو بكل ايطاليا ولا بسان مارينوهي كانت رح تنقتل من معارفك لإنك إنتا شفت كم موقف كيف هما وقفوا معك من حبهم لإلك ومن متانة علاقتهم مع عمتك نداء... وأكيد  دهب عارفين هالشي فبعتوا بنتهم وعندك الباقي بس قلك شي وركى ع كتفو... بحييك ما دخلت طريق الحرام وعلمت عليهم وورجيتهم اخلاقنا وين ولأكون صادق اذا مرتاح معها ما تفكر تطلقها وحل الموضوع بينكم وأنا داعمك وإذا ع جدي حفيد منكم برضيه لأنو ما بتوقع جدي بهالعمر رح يحرم حالو من أي ولد منو بس من شان تمرد ع كلامو... وجد بتمنى تفكر تستقر معنا لإنو جدي محتاجك وانا محتاجك... عاصي محتاجك... كلنا محتاجينك... لإنو اذا تعبنا بدنا حد يكمّل عنا ويوقف بدالنا وما فيه غيرك هلأ... فحاول فكر بكلامي وخد وقتك وسوي يلي بريحك ضميريًا ودينيًا... وشد ع كتفو... وجعنا واحد يا عم... وفرحنا واحد... أن طلعنا بنطلع مع بعض وان نزلنا بننزل مع بعض...
فضغط كنعان ع إيدو المحطوطة ع كتفو وهو عم يقلو: أصيل يا عم... 
عبد العزيز رد عليه وهو عم يغمزو: ولاد وأحفاد شامخ الخيّال شو بدهم يطلعوا بفضل الله وفضلو غير هيك... وتبسم بوجه عمو الرد سرح قدامو بملكوت ربو لإنو مو هاينلو يكمّل عليها فوق ما أهلها جايرين فيها وهو يلي ربي ع نصرة البنت والرفع منها وحمايتها وهي هلأ بورطة يا إما هيكمل عليها ويغضبو ربو ولا رح يرفع منها ويرضي ربو... تنهد من عجزو معها لإنو كلشي اختلف عندو وحس رغم عصبيتو وقهرو منها إلا إنو غصب عنو مو بإرادتو حدتو خفت عليها ومعها لإنو حس وأدرك مدى دنا** أهلها وحقار** فيجي يكون عليها بدل ما يعلمها ويقص أظافرها ويقلمها... بس كيف وهي بالنهاية بنتهم ومنهم للي بكرههم كره العمى...
والحارق للنفس هو حبها وراغب تبقى عندو لكن وين تبقى عندو وقصة عيلتو مع عيلتها ما انحلت من السنين...
ورغم هالكلام وهالمثاليات وهالظنون... بتبقى السيادة للقدر المقدر صحيح في اشخاص واشياء عشنا من قبلهم وهنعيش من بعدهم بس مو كل الأشخاص والاشياء هيك بكونوا لإنو في جزء منهم بنحسهم جزء منا وبتنتمي لإلنا وخلق عشاننا لدرجة بنحس صعب نكمّل ع طبيعتنا يلي كبرنا عليها بدونهم... فهو عارف نفسو وهالشي مخليه مو عارف يفرح لإنو بعرف نفسو ولا يستاء لإنو عارفها وفاهمها... 
صحيح عدم معرفة النفس بخلي الانسان يتخبط بحياتو وبقراراتو وبعلاقاتو وهادي مشكلة كبيرة لا تقارن البتة مع الانسان العارف شو بدو بالزبط وتأبى الظروف تنخضعلك وتيجي كيف بدك.. فالحل إنك امشي إنتا زي ما بدها... 
بس كيف وبهالسهولة هادي... فتنهد للمرة التالتة داعي ربو بس يعطيه هداة البال والصبر ليواجه كلشي بحكمة وشهامة مش بهوان وغل وحقد وكره... ورد تركيزو للشلة وهو محاول يجاريهم بين تجهيز المشاوي يلي تقاتل عليه أرسلان وعدنان لحد ما اتفقوا مع بعض وما خلوا حد يساعدهم والباقي كملوا بين ضحك ولعب بتليق بسنهم متل حزازير صعبة من اختصاص عبد العزيز وأرسلان وعاصي... تكملة بيوت شعر أو اغاني من آخر حرف... مشاركة تجارب... ولعب المقاصعة لحد ما جهزت المشاوي واكلوا يلي إلهم فيه نصيب وهما عم يمدحوا استواء الأكل والبهارات يلي عاملها أبو سلاح الفنان بهيك قصص واللي وعدهم المرة الجاي يجيبهم ع شي أفخم من هيك... وبعدها خففوا من فوضة المكان قبل ما يجوا الخدم يكملوا تنظيف المكان ووراها نظفوا إيديهم متحركين لسياراتهم وسط هدوء ابن الأشقر يلي ما كان يتفاعل معهم بكلشي لكنو كان عم يضحك ويطالع عبد العزيز بنظرات مش واضحة لابن الخيّال يلي حاول ينبسط قد ما بقدر لإنو ما بعرف متى رح يكون بهيك قعدة من الشغل يلي عليه والأهم من هالسبب بدو يشغل فكرو لشوية وقت عن الحقيقة يلي وصلتو... فتنهد محرك سيارتو وهو عم يفقد الكل إذا تحركوا وبعدها حرك سيارتو وراهم قبل سيارات الحماية يلي كانت محيطة بالمكان واللي بعتلهم أرسلان حصصهم من الأكل يلي عملوه من قبل حتى ما هما ياكلوا... وهيك الكل بطريقو للبيت بس وين ابن الخيّال يرد لبيتو بدون ما عاصي أبو جنرال ما يسمع صوتو فرد ع اتصالو معجلو: أيوة انجز! 
عاصي رد عليه وهو عم يتحركش فيه بالشارع: خلينا نتسابق الشوارع فاضية واحنا سبع سيارات بعد ما معارف عدنان كملوا من الطريق التاني... فيعني الشارع فيه بحوحة والناس نيام بيبوتهم...
عبد العزيز ضحك ضحكة صغيرة: عليك أفكار بآخر الليل ولا هي يخي عندك ابن اتقي الله فيه...
عاصي زمرلو وهو عم يقللو: خدلكم مين بحكي أكتر حدا مجنون فينا... عجّل لاخبطلك سيارتك وتتورط فيها وما تكمل عند مرتك جـ~
قاطعو عبد العزيز بعجلة: يخي مين مسلطك علي... 
إلا بتزمير أرسلان لإلهم وهو عم يفتح شباكو: سباق! 
إلا بسيارة كنعان الجاية فجأة من بعيد مسرعة... عاصي بسرعة تحرك وهو عم يطيش ع شبر مية معلق: خليك يا عجوز مكانك... وسكر منو مزمر لعدنان يلي عم يزمرلو بمعنى فهمنا بدك تعبر... وبسرعة كملوا سباقهم مع عدنان وابن الأشقر وعاصي وكنعان يلي مش داخل معهم سباق إلا معجل بطريقو لعند المغضوبة يلي عندو وهو مو سائل بالسيارات الحماية يلي وراهم وورا سيارة عبد العزيز يلي ما انضمت للسباق لإنو عارف لو سفح هات وقف من الحمل الحاملو ع أبوها الظالم... كرمال هيك كانت سرعتو مقبولة لإنو حابب يهدّي حالو قبل ما يشوفها ويقابلها بقلب أبيض وبال رايق... هي شو جابرها تكابد معو ومع مشاكل أهلو... فمسح ع شعرو بس سمع صوت تزمير أرسلان مبشرهم إنو فاز هو وصديقو الصدوق ابن الأشقر... إلا بكنعان العابر من بينهم وبينو وبين خبطهم شعرة بس ما سأل لإنو مش شايف قدامو غير الكوخ الحابسها فيه... فبسرعة اتصل ع عمو يطلب منو يهدي مش ناقصهم يفقدوا حدا منهم... لكنو عند وما رد عليه... فتركو ع راحتو وسلم من بعيد ع الشلة وقطع الطريق للناحية الشمال لعندها لحد ما وصلها عابر من البوابة وتارك سيارتين الحماية وراه فصف السيارة ساحب عيديتها معاه ونزل من السيارة وهو ما عندو علم عن الصاحية يلي فطنت جوزها ما رجعلها وقاعدة مستنية فيه من خوفها لترد تنام... لهيك بس وصلها صوت محرك سيارتو أسرع ما عندها نزلت لتحت بدها تستقبلو بس للأسف الباب مسكر من المفتاح مش من السقاطة المتروكة على ما هي فجت بدها تصحي الست سمية من شان تفتح الباب بالمفتاح إلا بصوت قفل الباب من برا عم ينفتح وما لحق زوجها ابن الخيّال يفتح الباب إلا هي دافشة حالها عليه لتضمو وهي عم تقلو: طولت علي كتير... خفت نام بدونك... 
الله يسعدلو يلي بتخاف تنام بدونو... شو هالاستقبال الملكي... شو هالطلة الخاطفة... تبسم وهو مذهول فعبر معها لجوا طابق الباب وراه وهو مقربها منو ومحاكيها: جبتلك عيديتك... كل عام وإنتي بخير... 
جودي بعدت عنو راجعة لورا وهي عم تطالعو من بين الإضاءة الخافتة التاركتها الست سمية كرمال بس تقوم ع الحمام بالليل ولا لتروح للمطبخ... مفقدة فيه: شو جبتلي؟
عبد العزيز هشهشلها: هش الست سمية نايمة وطي صوتك... وانتبهي وإنتي بتمشي بلاش توقعي....
جودي وين تنتبه وين تفكر بدها هلأ تاخد الهدية (العيدية) فمدت إيديها مانعتو يكمّل طلوعو الدرج طالبة منو: ورجيني شو جبتلي... 
عبد العزيز رفض يعطيها خوف ما تنفعل وهو مو مدقق شو لابسة لإنو عقلو لإول مرة مش معو بهالحياة: إذا ما بتمشي ما فيه عيدية وبعطيها لحد تاني... 
جودي سمعت حد تاني جنت وتذكرت قصة زواجو من وحدة غيرها فنطقت جكر: ما بدي إياها... وجت بدها تطلع الدرج بس وين هو إلها هي وبس... فلفت عليه هو العارفها مزاجية مع الحمل... ونطقت بتحذير مخيف ناسية خوفها من الكوابيس ومنو ومن كلشي بتخاف منو: هادي إلي أنا... لإنو بس أنا مرتك... 
عبد العزيز سايرها مقرب منها وهو عم يحوطها: بس إنتي فامشي من شان تشوفي عيديتك...
جودي لفت طالعة وهي لساتها معصبة منو فعبرت جناحها المنور ولفت وهي عم تتخصر مستنيتو يعبر من الغرفة وبهت بس لمحها شو لابسها لإنو مش من عوايدها تلبس حفر وقصير كمان... فمدلها العيدية تيجي تاخدها منو بس طالعتو بتفقد ناطقة: ليش تأخرت علي؟
أهلاً بالشرطي المسموحلو يسأللو... واضح البنت واقعة ع راسها من شان بكل جرأة تقلو ليش تأخرت علي بهيك نبرة كأنو موظف عندها... فرد وهو عم يقرب منها ومنغري بشكلها المغري مع الفستان القصير الماسك ع جسمها فطبق الباب وراه منزل كيس العيدية الفخم قريب منو وتحرك لعندها وهو عم يسألها: ليش عم تسألي بدك شي مني... 
حست مالو شي فجت رح تهرب منو بس وين يا مسكينة... فسحبها لعندو قاعد ع الكرسي مفقدها وهو عم يقلها: دابحك إذا بتنزلي قدام الست سمية هيك... وقرب منها بايسها ع خدها وهو عم يهمسلها بمزح تقيل: شو شايفك سكتي وين لسانك القويان عندي وعلي راح؟!
جودي انحرجت وصارت حاسة حالها مخنوقة فنطق منبهها من قبل ما تشرق: اصحك تنسي تتنفسي ما بدنا نخسرك غالية علينا إنتي واللي ببطنك... وحرك إيدو لعند بطنها المبين بشكل خاطف للقلب من الفستان اللابستو ماسح عليه... وهي هون حمرت وحرارتها ارتفعت لدرجة لو كانت مي لتبخرت... وشو تمنت تتوارى عن عيونو وعن المشاعر الحارة يلي عم تحس فيها منو... فجت بدها تقوم بعيد عنو لكن وين ولمسو لإلها عم يغريها لتلف عليه وتطالبو بشي أكبر من هالشي من رغبتها ليكون إلها وبس... فجت رح تتفاعل معو لكنو توقف طالب منها: أنا بقول خلينا بالأول نتوضى ونصلي ركعتين من شان الله يباركلنا حياتنا مع بعض... 
هادا شو بحكي (وضو) (صلاة ركعتين) (مباركة حياة)... ليه شو في ولليش يصلوا هلأ... وشو دخل المباركة بالصلاة... 
لكن وين تسألو وهي مش مسترجية تطالعو ولا حتى قادرة تستوعب هي شو بتفكر ولا شو بدها تحكي لإنها نسيت نفسها هلأ هي وين وشو بصير... فبعدت عنو بدون ما تطالعو ماخدتلها غيار كامل بشكل عشوائي بدون ما تفكر ولا تفهم هي ليه اخدت معها غيار تاني شكلو الحيا سوى فيها السوايا... وعبرت للحمام وهي شاكة إنو قلها تتحمم ولا تتوضى وضيعت شو طلب كمان منها وشو قال... فسكرت الباب وراها ناهية النقاش مع نفسها ومتوضية ع السريع لإنو هو قال بدو يتوضى فيعني أكيد ما بدو يتحمم والكارثة هي مجاوبة نفسها بس عقلها مش قادر يربط ويحلل وصار مصفر... على عكسو هو يلي مناه يعطيها كلشي بملكو كتعويض على يلي مريت فيه عند أبوها... والكارثة هو توقف معها بلمسو لإنو انتبه ع الطبع يلي ع رجليها وحس صار حد تاني فحب ينفصل ويسيطر ع مشاعرو المتأجأجة قبل ما يلمسها لإنو صحيح راغب فيها بس ما بحب يئذيها بهيك شي وخاصة بعد ما قلها رح يدللها فصحي عليها طالعة من الحمام وهي رافضة تصدق يلي صار منها وجرأتها في محاولة ضمو لدرجة خجلانة تطالعو فيها من ضغط معدتها عليها... فقام لعندها بعد ما شلح جاكيتو الربيعي قارصها ع خدها وهو عم يعلقلها: يسعدلي الخجلان وكمّل ع الخزانة طالعو غيار كامل وتحرك للحمام مجهز حالو لطهارة الصلاة ورجعلها إلا لقاها قاعدة ع سجادة الصلاة يلي تركتها من بعد صلاة العشا وقاعدة زي كأنها بتدعي ربها من الخوف فنطق سائلها وهو حاسس زي يلي رح تروح ع الحرب مو ع علاقة عاطفية بينهم: جاهزة نصلي...
ما ردت عليه بس اكتفت تهز راسها وهي مو قادرة تطالعو... فنطق وكأنو ما في شي بخجل: ارجعي لوراي من شان صلي فيكي... 
رجعت لورا ونسيت مصليتها فتحرك ساحبها وهو ماسك ضحكتو من شان ما تخاف وحطلها إياها وسحب سجادتو فاردها قدامو ومكبر من شان يقيم الصلاة فصلى الركعة الأولى مكمّل ع التانية وبعد ما قال الله أكبر طالعين من الركوع رفع إيديه مصلي على الرسول وداعي: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم فيَّ... اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير وفرق بيننا إذا فرقت بخير وختم بالصلاة على الرسول وبأية وآخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين.. وكبّر تكبيرة لإنو ما حب يطول من شانها وكمل فيها لنهاية الصلاة والتسليم وقعد شوي مكلم ربو وبعدها لف عليها للفارة يلي وراه وهو عم يبتسملها لإنو شو مرتاح لما صلى معها هالركعتين يلي مش مفروضة بالدين لكنو كبر ع هيك عادات ونطق مكمل عليها: ما بدك تقومي؟ 
جودي المسكينة حاسة حالها مضيعة وكأنها بنت ما عمرها جربت العلاقة معو من قبل... فحست حالها مشوشة ومو عارفة شو تساوي ومو مركزة معو إنو عم يحاكيها وقام يطوي سجادتو من رعبتها من يلي رح يصير وبس شافتو مادد إيدو ليساعدها توقف تمسكت فيه مو لتقوم إلا لإنها دروخت ع فجأة من الخوف والتوتر الحاسة فيهم... فبسرعة هو نزل لمستواها حاسسها مش تمام من رخو إيدها ع إيدو: جودي مالك؟
جودي حاسة حالها مش تمام ومو قادرة تضلها مفتحة عيونها فبلعت ريقها بتعب ناطقة: بـطـنـي عـم يـضـغـط عـلـي...
تبسم عليها غصب وهو عم يشلحها أواعي الصلاة وهو عم يقلها: هدي وما تخافي...
جودي حاولت ما تخليه يقرب منها بس ما قدرت مع هوان جسمها فما حست عليه غير رافعها عن الأرض بين إيديه متحرك فيها لعند السرير مسطحها عليه وساحب الصحن يلي كانت تاكل فيه وهي عم تقرأ الرواية حاطو ع الكوميدينو المجانبتو وقعد جنبها ع طرف السرير سائلها: جودي قلبي بدك شي؟ حاسة بشي؟
فتحت عيونها وردت غمضتهم بتقل مش فاهمة هي مالها أو شاللي عم بصير فيها ومعها فتنهدت بصعوبة من وجع راسها وارتخاء جسمها مع خدران تمها ووجع جرح جبينها مو قادرة تلف ولا قادرة ترفع حالها رغم رغبتها لتمسك بإيدو ولا ليكون حواليها من خوفها لتكون لحالها وهو حس مالها شي ومقدر يلي عم بصير معها لإنو يلي شافتو مش قليل فقرب منها متمدد جنبها بدون ما يطفي الضو محاكيها: بدك تنامي؟
هي ما بدها تنام ولا بدها تحس بهالدروخة هاي... فتحاول بدها تلف لكنها عاجزة لتلف لو انش واحد وشو صار نفسها تبكي بس حتى البكى استكتر عليها فنامت غصب عنها وهي بين إيديه للي بلش يحس بشي غريب ناحيتها... شي صعب التعبير عنو ووصفو لكنو راقو وصار مناه يحاكيها ويحاورها لكن من وين وهي غفت بين إيديه... ورغم غفوتها ع إيديه ما قدر يمنع حالو ليهمسلها في إدنها القريبة منو:ما تقلقي يا وردتي ان شاء الله الله يقدرني لعوضك عن كلشي مريتي فيه وانسيكي كل يلي فات فما تخافي وتقلقي... وباسها ع خدها وضمها باحتواء كبير وهو عم يبتسم بغل لإنو كمل عليها أول ما تجوزها وهو مش مدرك إنو ربو رزقو بمرا بريئة ومش ملوثة من جواتها... لكن حرصو وخوفو منها ومن أهلها ما شاف هالنعمة وعرف قدرها بعد كل يلي سواه فيها غير من أيام بسيطة... لهيك هو لازم يكون معاها فهيم وحليم وما يفكر يخسرها لإنو بزمن الفتن قلة من البنات يلي ما تأثروا بالمغريات وهو محظوظ كتير لإنو تزوج بنت متلها من عيونها المغضوضة وتاريخها المالو دخل بالسوابق... هو صحيح شافلها صور ع تليفونها ولهلأ مو قادر يتخطاها لكنو عارف ومدرك هي كانت مغيبة ومش فاهمة شاللي بصير فيها ومعها فلهيك هو ساكت ومتغافل ولا لو كانت عيونها مفتحة ع برا لأبصر شو ساوى فيها من غيرتو عليها... 
فتنفس براحة شاكر ربو فيها على هالنعمة هادي بس رغم هالراحة الحاسس فيها ما قدر عقلو المسؤول عن الحرص عن أمان عيلتو ورعايتها ما يفكر فيها دامو مأجل نومو لبعد ما يرجع من صلاة الفجر من الجامع...وما لقى غير سارح بحال عمو كنعان الخايف من سكوتو لإنو مو ضامن شو هيساوي ببنت جاثم ومع جدو بس يدري عن زواجو من بنتهم وابنو جابر المقرب لإلو مغدور منهم... فتنهد ع حالة ووضع عمو يلي ما صدق يصل بنت جاثم يلي كان مخطط من أول يوم العيد ينسى كلشي صار منها لإلو مقابل تحمل منو وتجيبلو طفل صغير... من ورا ريحة جنرال وملمسو الخطفولو قلبو والاغروه ليجيب ولد متلو... فتيجي الدنيا بدون مقدمات تقلب حياتو رأسًا ع العقب وتصدمو باتصال واحد وبقعدة وحدة من سطام بس كرمال قصة تكشفلو قصة بطلان عقد زواجهم...
شو المعنى لما فكر لأول مرة بجدية يجيب ولد الحياة تنسد بوجهو... معقول لإنو استكتر هادي النعمة وتكبر عليها وعاملها بتسطيح اجى الزمن ليرد عليه ببدل الصاع صاعين... كلو من أهلها والغربة يلي نسوه سنة الحياة وخلوا عندو نفور وجفا وفتور اتجاه عيلتو والزواج والخلفة... وما وعي ع هالشي غير بصفعة من الحياة بصفقة من مرتو مع أهلها المخربين والفاسدين بالأرض عليه... هو لو إنو جاهل وما بفهم بدينو لقضى عليها بس كلام سطام يلي محتفظ فيه وبين وبين نفسو هون عليه الأمر... 
فضحك بمرار ع نفسو لإنو هو يلي هرب من سواد وجههم من قتل أخوه يدور الزمن ويلف عليه ويصير هو بدور ع المسوّد لوجه لعيلتو بغباؤو... فتنهد موقف السيارة لحظة ما وصل الكوخ وصف قبالو وهو مو قادر يدخل بس لا لازم يدخل ويقلها عن سواد وجهها والحفرة يلي وقعتو فيها... صحيح هو مدرك إنها عانت ووقعت معو بجهلها وغباءها وقلة فهمها... فما رح يكمّل عليها... 
أصلًا بشو هو بقدر يكمّل عليها بغير يحرمها الطلعة غير هيك ما بقدر حاول من قبل وكل محاولاتو باءت بالفشل فبلاش يحط نفسو بموقف بايخ ودور الضعيف ويعترف باللي بقدر عليه... الطلاق عزم وهو عم يسوق لعندها ما رح يطلقها رغم قصة بطلان زواجهم لإنو هو من الصعب عليه يدخل علاقة جديدة كرمال يرتبط ببنت من يلي من توبهم... وأصلًا لولاها هي داهية الوحيدة يلي قدرت تخليه يقرب منها رغم الفتن يلي كان رح يوقع معها من وراها فيها ولا عمرو ما قرب من البنات ولا فكر يتزوج منهم ويأسس عيلة... 
فهو هيحاول ينسى رغم صعوبة الشي... هو هيتغافل من شان ما يخسر دامو هيكمّل معها بقسوة ولا برحمة... بمحبة ولا بكره.... بسخط ولا برضى... باحترام أو بقلة تقدير... بسلام ولا بحرب... بوئام ولا نفور... فليه يشقى ويكدر... ليه يختار البعد والغربة والوحدة.... هي إلو ومش لغيرو... ومستحيل يخليها لغيرو لإنو ما بقدر يتخيّلها غريبة عليه وجنب وملك غيرو... 
هو ما بقدر يجفى ولّا يقسى بالمعنى الحرفي... القسوة يلي شافتها منو لإنو سلملها ولإنو جاهل وبعيد عن معشر البنات... لهيك هي ما جربت عمقو بالمشاعر ورقتو الفعلية يلي ما ببينها غير لناس قلة وبمواقف معينة ومن النادر لتبان... ورغم هالشي فكرة طفل يجيه منها فتّحت عليه ينبوع المشاعر ورحمة لإنو هو كم رح يمضي من عمرو؟ وكم مضى من عمرو؟ وهو مآجل ولا رافض ولا مبرر فكرة عدم رغبتو بالأطفال... ما في داعي يآجل ولا يرفض أكتر من هيك وصدق عبد العزيز لما قال أبوه ما رح يفكر يخسر واحد منهم من شان عيلة دهب ترضى لهيك رح يقلب الموقف عكسي عليهم... وكرمال يضمن نجاحو بحفظو عليها لازم بأسرع وقت تحمل منو بس بعد ما يجيب أبوها من خناقو ويخليه شاهد والكارثة كلو غصب بغصب أصلًا أبوها شو بدو بواحد أحسن منو لبنتو يلي ما رح ياخدها غير واحد حفرتلي متل عمها جاسر ولا تابع متل أبوها وأخوها... 
فنهى النقاش مع نفسو فاتح باب الكوخ بالمفتاح وبسرعة سكرو وراه بالمفتاح مكمل لعندها فاتح الباب بدون ما يدقو متل يلي رايح ع الحرب وبهت مكانو بس سمع صوت أنينها وشافها كيف عم تتلوى من الوجع فبسرعة قرّب منها متفصحها: بنت شو فيه؟ مالك عم تتلوي هيك؟
وفجأة تذكر قصة دورتها... فنطق مكمّل قبل ما تجاوبو وهي عم تعض ع شفتها رغم جرح تمها ووجع فكها: اجتك.. 
وبسرعة قام مدور بجيبة جاكيتو اللابسو واللي دايمًا فيه كم حبة مسكن من وراها هي يلي عودتو ع ضعف جسمها من الدورة ولا من عياها بس تزعل وتصيبها سخونة ولّا نزلة برد من ضعف مناعتها ولف حواليه مطالع إذا فيه مي بس ما لقي ربع كاسة مي... فنطق بعجلة وهو عم يوقف ع رجليه: شوي لاجيبلك مي... وهرول للمطبخ يلي ما بفصلو عنو غير سبعة متر وصدم بس لقاه مسكر وفجأة تذكر إنو وصى الخدامة حليمة تقفل الباب وراه... فتحرك لغرفة الخدامة داقق الباب كرمال تعجل بفتح الباب من خوفو عليها وصدمتو من قصة دورتها لإنو مو عارف شو هالصدفة يلي خلتها تيجيها لما فكر بدو يحاكيها بفكرة الحمل بدون ما يوجع راسها بقصة مشروعية زواجهم فتنهد من مطبات الحياة معو ومعها هي الموجعة كتيرة ومو عارفة كيف هتقلو عن الخايفة منو والراغبة فيه بنفس الوقت... ففيها هي تتحمل الوجع يلي تتوجعو بس ما فيها تقلو مالها وليه ما فيها تاخد حبة الدوا من تتوقها لفكرة تكون حامل ببيبي صغير ومن خوفها ليخيب ظنها منها لما يقلها ما بدو إياه... فضغطت ع حالها باللحظة يلي رجعلها بكاسة مية وهو عم يقرب منها وعم يقلها: خدي بسرعة وما تنسي تسمي! 
فردت غصب عنها بحدة من خوفها لتخسر الجنين يلي احتمال كبير عم يكبر جواتها يوم عن يوم: مـا بـدي!
شاللي ما بدها إياه الله يرحم إيام قبل لما كانت تموت وتصرخ إذا ما فيه مسكن... ولا ليكون كانت حضرتها تمثل عليه أو رافضة عناد فيه... وبلش دماغو يروح فيه شمال ويمين ويشك بكلشي عم تعملو معو وعندو من صدمتو منها... فنزّل الكاسة بحدة ع كوميدنتها محاكيها وهو عم يمد إيدو لدقنها ماسكها منو: مالك معندة تاخديه؟
إميرال مش عارفة شو تقلو غير إنها ميتة من وجع ضهرها وصدرها ورجليها... واستفزها بس قلها: إذا ما اخدتيها بالمنيح بخليكي تاخديها غصب...
بعدين معو ما يروح ويتركها أو يحتويها ويرحمها بس ما يقعد يساوي معها هيك ولا يحاكيها هيك... فسكرت جفونها وهي عم تتلوى من الوجع فتأوهت شادة ع الغطا وهي حاسة بهبات في جسمها وهي مو شايفتو يلي واقف مكانو وهو حاسس بشي غريب جواتو ناحيتها بس استشعرها بشكل مختلف وأعمق من قبل آديه هي ضعيفة وهشة.... آديه هي قوية وصلبة ومعتادة بنفسها رغم كسرها وذلها من أهلها... 
هو شو باقي يتهيألو لما حط في بالو ينتقم منها وهي كانت بيدق بإيديهم... 
سبحان الله لما الواحد بحط في بالو ينتقم كيف بتغير وبصير انسان تاني... وما بعرف كيف ضعف عليها بس شاف علامات الضرب المطبعة عليها وهي عم تتلوى من وجعها... صحيح قبل يوم الوقفة تشمت فيها وباللي صار معها بس هلأ انقهر وحس بضغينة كبيرة اتجاه أهلها الوحوش الظلام معها.... فقرب منها محاول يحتويها لكنها رفضت قربو لإنو عم يضغط ع جسمها المتصلب وطلبت منو من بين وهنها: مـا تـلـمـ ـسـنـي....
خير شو ما يلمسها... حساب بتحبو... فعنادة فيها رفض طلبها وسحبها لصدرو فبكت بصوت عالي متوجعة وهي عم تلومو: قـلـتـلك مـا تـقـرب!!!
ليه؟ شو فيه... فنطق منفعل وعاجز يفهمها لإنو بعرفها كانت بتحب تضلها راكية راسها ع صدرو ولا ع كتفو بس معقول كان هادا الشي كمان كذب مستحيل: مالك رافضة ألمسك... ولا شكلو القسوة ~~~
قاطعتو منفعلة وهي عم تحاول تبعد عنو: اسـكـت أنـا خـايـفـة أخـسـرو... وسندت جبينها ع صدرو متمسكة بقيمصو من خوفها من يلي رح يساويه معها إذا طلع حملها صح... لإنو قبل عدة شهور لما سفرّها ع مالطا معو يقضوا تلات أيام فيها كتعويض عن انشغالو عنها تلات أسابيع لفت عليه وهي عم تبعد عيونها عن جمال البحر مفقدتو وحاسة بتوتر وخوف لإنو أهلها عم يضغطوا عليها من شان تجيبوا لشامخة ويقتلوه هناك.... وهي المقهورة والمكسورة عليه مش قادرة تقلو تعال نسافر ع شامخة لو كم يوم إنتا تشوف أهلك وانا الف بالبلد وأصلا كيف فيها تقلو وهي بتخاف عليه من العيا شو تروح تسلمهم إياه... فبلعت ريقها كرهانة تمثيلها عليه فشردت بمخيلتها وباللي رح يصير بعيد عنو هو يلي نزّل كاسة النسكافية يلي عم يشرب منها وهو حاسس فيها عم تتفحصو فلف عليها سائلها وهو مستفز من برودها معو: شو يا أم راس يابس بقي (طلعي) يلي عندك بدل ما تضلك تتفقديني... إلا إذا كنتي مشتاقة لإلي ومو مصدقة إني قدامك تقلانة تحكي لإنو من أول ما وصلنا وجينا هون وإنتي يا ساكتة يا عم تبتسمي أو عم تردي بكلمة غصب فإذا مش مبسوطة بنرجع عادي... 
إميرال بلعت ريقها مو عارفة شو تقلو فبعدت عيونها عنو خجلانة من العار والكذب الحاسة فيهم وهي مو عارفة شو تقلو أو كيف تبرر تصرفاتها معاه اليوم وبدون تفكير ردت: كنعان أفرض مثلاً إني حملت ايش را~
تصلب مواجهها بقساوة وهو عم يقاطعها بنبرة مخيفة وكأنو سامعها عم تكفر مو عم تفترض: انا بخاف من الافتراض ليكون واقع! من الآخر إنتي حامل؟ 
ضحكت من كل قلبها ع ردة فعلو وهي عم ترد عليه بصدمة من انفعالو غير المتوقع يكون بمتل هيك رد: هههههههه حبيبي روق وروقنا انا بسأل بشكل عام يعني جد إنتا ما بدك ولاد وأنا فاهمة هادا الشي بس لنفترض صار بالغلط ممكن تخليـ~
رد مقاطعها بغل وهو عم يمسكها من إيدها باعتراض لإنها عم تفترض شي ما بقبلو كفكرة ولإنو حسها عم تقلو إنتا الرافض الخلفة هلأ بعد ما كانوا تنيناتهم: إميرال شو عم تخبصي مستحيل خليكي تنزليه في حالة لو حملتي مني ما رح أتنازل عنو لو ايش ما بصير لو ربنا مو راضيلو يعيش رح يموت لحالو لكن أنا مستحيل اخليكي تنزليه... أنا بالذات بهيك مواضيع ما بمزح ... ما تفكريني ببيع ديني ع هيك شي... وبلع ريقو ع فجأة مفقدها بعيونها بمعنى لتكوني حامل... 
فدافعت عن نفسها من فهمها لنظراتو الشاكة بحملها وبحقيقة افتراضها: حبيبي والله ماني حامل ... احلفلك بربنا يعني لتصدق ... 
كنعان رفض يصدقها فتوقفت منفعلة وهي عم تمسكو من دراعو لتقيمو معها: إذا مش مصدق تعال نروح ع أي مستشفى ولا لنشتري فحص حمل من الصيدليات لتصدق بعدين مالك ماخدين كل احتياطنا يلي عم نعملها بدك أحمل بالأخير..
كنعان مو عارف يهدا من سمة بدنو... كل هالسرحان من الصبح عشان هيك موضوع.. وتنفس براحة بس تذكر إنها خلصت من دورتها قبل ما يرجع بس لو في بنات بتجيهم وهما حوامل... فما رح يرتاح بالو غير لما تفحص وبالفعل اخدها ع المستشفى خاص من شان يتأكد من حملها بانصاص الليالي وشو هدي بالو بس تأكد إنها مش حامل لكن بالمقابل هي ما بتعرف ليه نفرت منو بعدها ممكن لإنها حستو استكثر عليها الحمل منو لإنها ما بتستحق تحمل منو وتجيبلو ولد منها...
هي صحيح مش متلو ولا متل البنت المتوقع منو ومن أهلو إنو رح يرتبط فيها ويخلف منها... بس بالمقابل ما تنسي يا إميرال جاثم عثمان دهب إنتي يلي قبلتي بهيك زواج... وبمتل هيك شرط... فليه هلأ استأتي... حساب ما بدك جمالك يخرب... ولا وجهة نظرك تغيرت بس بعد شو... فبكت ع صدرو وهي عم تعصر بمشاعرها وبس ردو للبيت المستأجرينو طالبة منو يرجعها ع سان مارينو... وما يحاكيها لكم يوم لحد ما تهدا... 
بس وين هلأ يتركها لحالها ولا يخليها حامل وأخوه تصاوب من أهلها كلو من عمها يلي حسبي الله عليه... فكملت بكلامها بالغصب معو للي مو فاهم عليها شو قصدها بـ( اسـكـت أنـا خـايـفـة أخـسـرو): مـا تـخـلـيـنـي أخـسـرو إذا صـار جـد... 
نصب ضهرو كأنو فاهم ع مش فاهم فمسكها من إيديها طالبها: شو عم تخبصي احكي شي مفهوم...
نطقت صادمتو تزامنًا مع صوت آدان الأول لآدان الفجر: احـتـمـال كـبـيـر كـون حـامـل...
نطق بدون تفكير بشي شالها فيه: كيف؟ مني؟ من متى؟
إميرال انفجرت بكى: كـان عـنـدي لـخـبـطـة هـرمـونـات ولـمـا لـمـسـتـنـي آخـر مـرة ~~ سكتت مش عارفة شو تحكي فخبت وجهها لإنها خايفة تطلع بالآخير مش حامل وتنزل عليها بكرا ولا الليلة... مش عارفة شو تصدق ولا بشو تفكر... تفكر فيه هو ولا بنفسها ولا بعيلتو ولا بشو هتكون نهاية علاقتهم يلي هو قرر يحافظ عليها بس مش بهالسرعة هاي... وتفكيرها هي وين مقارنة فيه للي مو قادر يستوعب كيف القدر خلاه يعيش هاللحظات هاي بهالسرعة الخاطفة... خاف يصدق... خاف يتأمل وما يكون تأملو بمكانو... فنطق وهو عاجز يعبر متل الانسان الطبيعي من صدمتو: رايح جيبلك فحوصات حمل... وخليكي متريحة مكانك لحد ماني راجع فاهمة... 
ما بدها تفهم لإنها خايفة من سكوتو وهدوءو وعدم انفعالو عليها... فبكت وهي عم تحس فيه عم يمسكها معدل قعدتها ومسطحها ع السرير بدون ما يقلق فيها وبرغبتها وبخوفها منو ومن يلي جاي وع اللي رح يكبر جواتها إذا كانت عنجد حامل... وغطاها بايسها ع راسها وهو مو عارف شو يقلها وفجأة نطق هامسلها: ادعي ربك تكوني حامل... 
ما قبلت تصدق يلي قالو وانفجرت بكى وهي حاسستو عم يبعد عنها لإنها مو قادرة تشوفو من عيونها الغرقانين بالدموع... وتأكد شكها لما اختفى صوتو وسمعت صوت محركات السيارات من برا وهي مرتعبة من يلي رح يسويه فيها... حاسستو عم يكذب عليها... مستحيل يكون بدو يلي ببطنها صحيح قلها من قبل ما رح يخليها تنزلو بس ممكن يغير كلامو... ممكن يئذيها... ممكن يحرمها منو ويطلقها لإنو قلها نهايتهم هي الطلاق... ليه هيك عم يخليها تحس... ليه هيك هي واقعة بين نيران بتلسع... ليه ما بتقدر تعيش فطرتها وطبيعتها متل باقي بنات جيلها... ليه ما بتقدر تحمل وتربي وتكون أم متل هالأمهات يلي حواليها.. ليه ما بتقدر تتخلص من هالقيود ومن هالتحكم... ليه ما بتقدر ترغب وتحقق رغباتها العميقة بعيدًا عن اللبس والطلعة والعناية بالشكل... ليه هي لما تفكر وتحس بعمق بتنوجع هيك... 
ليش؟؟؟ ومليون ليش قهرتها مو من ضعفها إلا من إدراكها هي شو بدها... من فهمها وشعورها كلشي بقدرو... من حرقة قلبها لإنو عادي بنت عمها حملت واخدت منهم وما مرت باللي مرت هي فيه... 
ما هي غيرة ولا هي حسد ولا هي عين بس تساؤل دابحها أبوها ليه استرخصها هيك هو وعمها جاسر وجدها في حين جودي بالغالي أعطوهم إياها وع العلن... بس هي كلو بالتستر وبالغصب... هي صح ما حد اهتم لرأيها بس هيها لو شو ما صار وضعها هيبقى بالسليم لإنها هي (إميرال) فاهمة عقلية رجال الخيّال مع تجربتها مع عمو كنعان...
بس هي شو... مختلفة عنها وجاي بالخفية وممثلة ع ابنهم... ليه الحياة وصلتها لهون... فطالعت حولها وهي مو عارفة وين تروح بحالها... وين تخبي نفسها... شو تساوي مع نفسها... تقتل نفسها... تحب نفسها... تمحيها... تعززها... تعاقبها وتقسى عليها... كلو منو ليه يفكر يكمل معها... ليه يسمح لنفسو يوقع مع وحدة متلها... ليه يقبل فيها كزوجة... ليه يسمح لنفسو بحمايتها من الزفت هداك... ليه ومليون ليه كآبتها... على عكسو هو يلي عبر الجامع يصلي مع بقية الرجال وهو من جواتو عم يدعي ربو تكون حامل... وإذا جد طلعت حامل إلا يوزع مصاري مو كنذر إلا كبشارة الفرحة.... 
فسلم من صلاتو وهو مو عارف كيف بدو يعبر عن فرحتو... فرد نزل راسو ساجد لربو شكر وبعدها تحرك لاففلها ع الصيدليات المفتوحة جايبلها كل أنواع فحوصات الحمل الموجودة بالبلد بدل ما ياخدها ع المستشفى متل ما سوى معها بمالطا من شان يتأكد من حدوث حملها ولا لا... كرمال هيك هو طوّل عليها لحد ما رجعلها بعد ساعتين من اللف بالسيارة وشرى مقومات وكلشي بلزم الحامل بأول حملها من فكرة حملها يلي خلتو يهسهس من الفرحة...
وهي الهزيلة بس سمعت صوت محرك السيارة واصلها ما بتعرف كيف رغم تقلصاتها ووجع جسمها قامت للحمام... وهي حاسة وجعها مش طبيعي مع انتفاخ بطنها والامساك الصايبها من عدة أيام... فبس سمعت صوت فتح باب الكوخ بكت بخوف راكية ضهرها ع الباب ما بدها تعرف شي... ما بدها غير الزمن يوقف بس كيف وهي ما معها لا عصاية سحرية ولا عندها القدرة لتوقف الزمن أو حتى لتقلبو لصالحها أو تمسح يلي صار من حياتها كرمال ما تحس بخطر أو بضعف وهوان قدامو ومعو... وشو تمنت لحظتها لو في حد معها يهون عليها يلي عم بتمر فيه... واللي عم تحس فيه لإنها مش جاهزة للي رح يصير... ولا مستعدة لتواجه لإنها عارفة هالحدث رح يغير حياتها بس أكيد مش للأحسن... 
وشتان بينها وبين بنت عمها جاسر السادجة يلي مو قادرة تصنف يلي عم بصير معها وين رح يروح فيها لإنها جاهلة بالتصنيف الواعي والمنطقي للي عم تمر فيه... لهيك بس صحاها بعد ما رجع الجامع كرمال تصلي الفجر حاضر حاولت تقوم بمساعدة منو من خوفو لترجعلها الدوخة يلي تكررت معها مرتين أقل من أربعة وعشرين ساعة.... وهي المسكينة سايرتو وهي مجاهدة نفسها لتتحاشى عيونو الموترتها واللي مناها تبعدها عنها بس كيف وهي خجلانة ومتوترة منو ومن قربو ومن كلامها معو... لإنها هي تعودت عليه غير هيك... 
لإنها هي شافتو غير عن هيك.... قبل كانت تخاف منو بس هلأ صارت تخجل منو... والخجل هادا عم يعصبها بدل ما يضعفها...
عم يضغطها بدل ما يخليها تنصاعلو... 
عم يخليها تفكر كتير بدل ما تسلم... فبعدت عنو بس ضمنها بوعيها وكملت للحمام لحالها بدون أي مساعدة منو وهي ممكن بأي لحظة تبكي لإنها خايفة منو وراغبة فيه بنفس الوقت فتقصدت تطول بالحمام كرمال بس تطلع يكون نايم بس يا خيبتها بس طلعت من الحمام ولقتو لوحشها صاحي فكملت متل الخنفسة ببطء لعند سجادتها مبلشة صلاتها ومطولة فيها رغم وجع عرقها يلي ردلها ع فجأة وسلمت من صلاتها رافضة تكمّل لعندو رغم نعسها ورغم رغبتها لتكون بين إيديه... بس مش قادرة تسلم حالها بوعي كامل منها لإنها حاسة لمساتو لإلها هلأ غير وهتفرق كتير عن قبل... فمو عارفة شو تساوي... فبس سمعتو عم يقلها: ما بدك تنامي؟
بهتت واصفرت... شو تنام؟ شو بخبّص هادا معها... هو ليه بسألها هيك سؤال معقول قصدو الشي غير النوم واللي هي خايفة منو وعم تفكر فيه... عجزت ترد... لكنها ما رح تبقى مكانها... فشلحت أواعيها الصلاة طاويتهم ومحاولة تأخر كلشي... محاولة تفكر شو تساوي وكيف فيها تهرب منو... فضحك عليها لإنو شايفها نعسانة وعم تقاتل حالها بانفعال وجهها... فقام وقف ساحبها لعندو بخفة ناهي الموضوع معها: ما تخافي ما رح يصير شي... 
الكارثة مش شو رح يصير... إلا لمساتو لإلها... ريحتو... الحرارة الحاسة فيها... صوتو... فكرة وجودو... ما بتعرف ليه هيك صارت تواقة لقربو بدون أي فاصل بينهم... فما بتعرف ليه بس صارت هيك قريبة منو كل شي غاب من عقلها وما بدها شي غير تكون بين إيديه... وهو لقطها ع السريع فاهم عليها لإنو هو راغب فيها... فمسح ع وجهها وهو متغاضي عن جرح شفتها وجبينها هامسلها: عادي يلي عم بصير فما تخجلي ومرات الاشي بزيد عند بعض الحوامل فما تقلقي... 
هي تبكي ولا تصرخ ولا تضرب حالها لإنها عم تتمسك فيه مطالبتو ما يبعد عنها... وهو ما رفض طلبها لإنو متبادل بينهم فدعى دعاء العلاقة مقرب منها ومنفصل عن العالم وراهم... لكنها هي مو قادرة تتقبل... مو قادرة تسلم وتلحق رغبتها معو... فحاول قد ما بقدر يهون عليها ويعطيها ثقتها لإنها بكتلو وشكتلو (هي مش حلوة وشكلها خرب وبدها ماكنة رياضة)
وهو مو فاهم من وين طلعتلو بهالأفكار... مرة بتقلو مش حلوة... مرة بتقلو وحش... مرة بتقلو ماكنة رياضة... بكرا أبصر شو... شكلو عدو هالبنت القعدة لحالها فلأ لازم يخلي الست سمية تعبي وقتها انشطة متنوعة لإنو ما فيه يطلعها برا البيت... فإنشالله لو بتعلمها لغة ولا بتفتحلها ورشة بالبيت المهم ما تنضرب فكريًا ولا تطلعلو بأفكار غريبة... فحاول يرضيها ويفهمها... بس كان جهد كبير عليه لحد ما استسلمت للمساتو يلي كانت متوقة لإلهم... وبس حس خلص طاقتو نفدت بعد عنها وهو حاسسها رح تبكي عاجز معها... فحب يتركها ويقوم يغتسل... لإنو مو منطقي يكون دايمًا مقيدها بوجودو...
صحيح هي ما لازم تبقى لحالها خوف ما تفكر كتير لإنها مش فاهمة هي بشو بتفكر ولا وين رح تروح بحالها... بس بنفس الوقت لازم تاخد مساحتها... فتركها وهو عم يتنهد من طريقو الطويل معها لإنو حاسسها عنيدة ومش فاهمة حالها وهالشي بلش يخوفو لإنو ممكن لقدام تلحق بعض الأفكار الغريبة من تفكيرها العشوائي ... فدعى ربو بسرو يسهلو طريقو معها ويبعد عنها الفتن والأفكار البتنهي زواجهم ووئامهم وطلع من الحمام بعد انتهى من اغتسالو وهو لابس روب الحمام ودهش بس ما لقالها آثر بالغرفة وين راحت هادي المجنونة... فأجى بدو ينزل بالروب لكنو تذكر وجود الست سمية بالبيت فلف لعند الخزانة بدو يغير أواعيه وبهت مكانو بس لمحها عم تبكي بالزواية وهي ضامة حالها بالبيجامة اللابستها من جديد... 
وهو العاقل يلي ما بعرف وين صار... ولعت معاه بس شافها هيك... هادي بدها تسبب لحالها الاكتئاب... لا إله إلا الله... امبارح بتقلو بدها تموت... وهلأ حاشرة حالها بهالأرنة بكيانة ومسلمة حالها لعالم الهلاك... فبسرعة نطق بدون تفكير وهو عم يمسكها من إيدها موقفها تواجهو وهو مش هامو إذا خافت منو ولا لأ: جودي مالك من متى هيك بتساوي بحالك... مش قلتلك رح عوضك ليه هيك عم تساوي بحالك وفيي.. 
جودي مناها تقلو إنها مش فاهمة عليه... ولا قادرة تستوعب شي من يلي عم بصير معها فتجاوزتو ضاممتو وبكيانة ع صدرو طالبة منو الأمان... فتنهد مو عارف شو يساوي فيها... هادا من ضعف عقيدتها هيك عم بتحس... فضمها وهو عارف وظيفتو من يوم وطالع يحاكيها بالعقيدة... فمسح ع ضهرها وهو عم يقلها: بسيطة يا عمري كلشي بنحل.. بدك تبكي أبكي...
فبعدت عنو ممسحة دموعها رادة: ما أنا عم ببكي... 
فتبسم غصب عنو مكمّل ع كلامها: يسعدلي إياها يلي عم بتبكي أنا... أنا بقول روحي اغتسلي وتعالي نقعد بالمكتب في بيننا حكي كتير... 
جودي طالعتو وهي محتارة... 
فنطق سائلها: مالك عم تطالعيني هيك؟
جودي لفت مفقدة حواليها بعدم أمان: صح رح تبقى هون لحد ماني مخلصة حمامي...
هز راسو مجاوبها: بتموني... فيلا روحي اغتسلي من شان نصلي صلاة الضحى ونكمل لتحت...
جودي تنهدت براحة وهي عم تتفحص عيونو وكأنها عم تطلب منو بغير قصد منها يحيطها بعيونو... وبس ضمنت بقاؤو بالغرفة تحركت متجاوزتو مكمّلة للحمام... بعد ما خلتو (تركتو) يلبس أواعيه ويبصم هالبنت ما بتعرف حالها لكنها بالمقابل ما بتقبل بشي ما بدها إياه لدرجة بتعند عشانو... وفجأة رق قلبو لما تذكر قصة ضرب أبوها لإلها وانفعل مع انفعالو السريع معها قبل شوي... وحس قلبو قهرو عليها لإنو لا أم لا عيلة لا أخوة لا خوات وفوقهم ما فيه بنات عم متل الخلق... وبجي أبوها الغشوم الظلوم بكمل عليها بضربو لإلها.... شو عمرها من شان يضربها... إذا ذنبها عندو إنها هي بريئة وعقلها صغير وقلبها طيب ببقى غلطان لإنو هو لو بفهم الله حق كان سعى يرضيها لإنها هي مدخل لمداخل الجنة...
ولّا الكارثة كمان مش بس ما في عندها أب حنون رحيم متل الخلق إلا كمان لا زوج متل الخلق من أول ما تزوجها.... فسخر من نفسو لإنو هو ما كان أحسن من أبوها وأهلها وكرمال هالشي هو ما لازم يكون بس أحسن إلا أفضل لإنو ما بتخيل أختو تمر ساعة باللي جودي مرت فيه واللي عم تمر فيه.... 
هو إيدو بتمنالها الكسر قبل ما يمد إيدو للسيطرة عليها ولا لكبتها... 
انغاظ لإنو هو شو بدو يعمل ليمسح آثار ضرب أبوها لإلها من جسمها ومخيلتها... هو شو بدو يعمل ليرحمها من وقع ذكرياتها... هو شو بدو يقول لربو ولإلها وللناس يلي شهدوا ع كتب كتابهم إنو قهرها وذلها وعاملها بقسوة... هو شو بدو يقول لأمو يلي تعبت عليه وربتو منيح من شان تشوفو بهيك نسخة ع كبر... هو شو بدو يقول لأختو جوري يلي عبرت عمر الزواج هيك هو الزواج والزوج من شان تخاف بدون تفكير... هو شو ساوى بحق نفسها وحق نفسو وحق الكل... تنهد تنهيدة طويلة ماشي بالغرفة مستغفر ربو ع ضلالتو... ع تخييب ظن أبوه فيه يلي سعى يربيه ع الدين صح ليكون قائد أو شخصية معتبرة بتاريخ المسلمين... فبأي وجه هيتذكر أبوه لما يقابلو بمخيلتو ولا بذكرياتو ويقولو "هادا يلي ربيتك عليه" "هادا يلي آمنتك عليه" "هادا يلي زرعتو فيك" "هادا يلي قدر يطلع منك معها لهالمسكينة اليتيمة... هادي هي أخلاقك... هادي مكارمك واحترامك لنفسك... هادي هي جزاة تربايتي لإلك... يا خيبتي فيك... يا شقاي وحرصي عليك يابا"وشو غصتو كلمة يابا وخلتو يشب شب من جواتو من حم الفكرة عليه نتيجة غفلتو باللي صار معها من قبل ما يرتبط فيها... وشو كان نفسو يصير شي يمسح يلي صار فيه...
شو صار نفسو لو كان بِعرف كلشي عنها كرمال ما يكون معها بهالوحشية وبهالقسوة يلي عاملها فيهم من أول ليلة كانوا فيها لحالهم وبقية الليالي يلي مرت عليهم بعدها...
شو صار لو راحت لحد غيـ~~
ما قدر يكمل من غيرتو لتكون لغيرو لحد من ولاد عمو لو ما أصر عليها لتكون من نصيبو هو يلي قدر يحميها من أبوها وشرورو معها... وهالاعتراف هادا ما بمحي ولا بغفر يلي عملو معها وفيها... وهون المفصل ونقطة الانطلاق الحقيقية معها لبنت قلبو بغض النظر هي على أي عيلة محسوبة... وبغض النظر عن أبوها القاتل لأبوه... لإنها هي بريئة من ذنوب أبوها يلي جبرتو يفكر ويفترض افتراضات خاطئة مع المعلومات المعروفة عن بنات عمها مقارنة بالشح وندرة المعلومات عنها هي لبنت قلبو... 
فتنهد بتقل عاجز فيه يزيل الغم المستولي ع قلبو... ولا حتى يخلّصو من ضميرو يلي عم يطالبو بتكبد يساوي شي هلأ ليحل كلشي بضغطة زر ولا بعصا سحرية ليتعدل كل يلي صار... 
بس كيف وشو الطريقة؟ ما بعرف... وعدم المعرفة في حين الرغبة موجودة فيه وعم تلح عليه يتحرك بسرعة ليعدل يلي صار خلتو يقسى ويصير يفكر بطريقة ذكورية جامحة وهادا الشي ما بدو إياه ولا برغب فيه هلأ ولا حتى بعدين من وعيو بعواقبو غير المحمودة لإلها وعليه... وهالشي خلاه ينقهر ويتنرفز من عدم تقبلو للوهن المستولي عليه والحاسس فيه بشكل متضخم... فتلفت حواليه مضغوط غير متحمل نفسو بهالتفكير العقيم وبهالمشاعرغير المستقرة فبسرعة توقف على رجليه متحرك بالغرفة بسخط ناشل نفسو فيه من عتمة أفكارو كابح دماغو غصب عن التفكير قبل ما يتأزم الوضع أكتر بوجدانو إلا بصوت تليفونو يلي رن ع فجأة دافعو يتحرك لعندو ويسحبو من جيبة بنطلونو الجينز يلي كان لابسو لما راح يصلي الفجر في الجامع كرمال يشوف مين متصل وهو ناسي العالم وراه من انشغالو بذنوبو معها للطاهرة والنقية يلي عندو... وجفل مكانو بس لمح الرقم المتصل عليه لإنو كيف سهي عن هالموضوع اليوم رغم إنو هو كان مخطط يرجعلو قبل ما ينام كرمال يسمع الخبر يلي بسر خاطرو... فبسرعة رد عليه ناطق بعجلة: بشر!
تبسّم صاحب الرقم بس سمع كلامو وهو عم يرد عليه بكل ثقة: والله أنا قلت شكلو الخيّال انشغل ولا نسي يرجعلي قلت اتصل أنا أبشرو البنـت أك~~~
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الثامن عشر

وشو غصتو كلمة يابا وخلتو يشب شب من جواتو من حم الفكرة عليه نتيجة غفلتو باللي صار معها من قبل ما يرتبط فيها... وشو كان نفسو يصير شي يمسح يلي صار فيه...
شو صار نفسو لو كان بِعرف كلشي عنها كرمال ما يكون معها بهالوحشية وبهالقسوة يلي عاملها فيهم من أول ليلة كانوا فيها لحالهم وبقية الليالي يلي مرت عليهم بعدها...
شو صار لو راحت لحد غيـ~~
ما قدر يكمل من غيرتو لتكون لغيرو لحد من ولاد عمو لو ما أصر عليها لتكون من نصيبو هو يلي قدر يحميها من أبوها وشرورو معها... وهالاعتراف هادا ما بمحي ولا بغفر يلي عملو معها وفيها... وهون المفصل ونقطة الانطلاق الحقيقية معها لبنت قلبو بغض النظر هي على أي عيلة محسوبة... وبغض النظر عن أبوها القاتل لأبوه... لإنها هي بريئة من ذنوب أبوها يلي جبرتو يفكر ويفترض افتراضات خاطئة مع المعلومات المعروفة عن بنات عمها مقارنة بالشح وندرة المعلومات عنها هي لبنت قلبو... 
فتنهد بتقل عاجز فيه يزيل الغم المستولي ع قلبو... ولا حتى يخلّصو من ضميرو يلي عم يطالبو بتكبد يساوي شي هلأ ليحل كلشي بضغطة زر ولا بعصا سحرية ليتعدل كل يلي صار... 
بس كيف وشو الطريقة؟ ما بعرف... وعدم المعرفة في حين الرغبة موجودة فيه وعم تلح عليه يتحرك بسرعة ليعدل يلي صار خلتو يقسى ويصير يفكر بطريقة ذكورية جامحة وهادا الشي ما بدو إياه ولا برغب فيه هلأ ولا حتى بعدين من وعيو بعواقبو غير المحمودة لإلها وعليه... وهالشي خلاه ينقهر ويتنرفز من عدم تقبلو للوهن المستولي عليه والحاسس فيه بشكل متضخم...  فتلفت حواليه مضغوط غير متحمل نفسو بهالتفكير العقيم وبهالمشاعرغير المستقرة فبسرعة توقف على رجليه متحرك بالغرفة بسخط ناشل نفسو فيه من عتمة أفكارو كابح دماغو غصب عن التفكير قبل ما يتأزم الوضع أكتر بوجدانو إلا بصوت تليفونو يلي رن ع فجأة دافعو يتحرك لعندو ويسحبو من جيبة بنطلونو الجينز يلي كان لابسو لما راح يصلي الفجر في الجامع كرمال يشوف مين متصل وهو ناسي العالم وراه من انشغالو بذنوبو معها للطاهرة والنقية يلي عندو... وجفل مكانو بس لمح الرقم المتصل عليه لإنو كيف سهي عن هالموضوع اليوم رغم إنو هو كان مخطط يرجعلو قبل ما ينام كرمال يسمع الخبر يلي بسر خاطرو... فبسرعة رد عليه ناطق بعجلة: بشر!
تبسّم صاحب الرقم بس سمع كلامو وهو عم يرد عليه بكل ثقة: والله أنا قلت شكلو الخيّال انشغل ولا نسي يرجعلي قلت اتصل أنا أبشرو البنـت أكلت الطعم ع تقيل...
عبد العزيز قعد ع طرف السرير وهو عم يتنهد من عقلو يلي صاير يخونو مع الهموم والضغوطات يلي عليه معلق: والله مو عارف شو بدي قولك يا لوذعي (اسم ولقب معناه ذكي الذهن حاضر البديهة) غير إنو الدنيا مشاغل وتلاهي... وكبت تنهيدتو قبل ما تطلع من حلقو مكمّل بصوت بالقوة قادر يتحكم في وضوحو.. المهم هلأ شطبّت ع كل يلي قلتو...
لوذعي بشرو بنبرة ثقة: وزيادة كمان وَلو بدها سؤال...  وكمّل بمزح مسمعو كلام... لو من حد غيرك كان اعتبرتها إهانة بس منك مقبولة فيا عزيزي هلأ ضل بدك شي منها ولا من غيرها قبل ما سكر...
عبد العزيز رد عليه بنبرة فيها برودة صدر وهو عم يبتسم ع كلامو يلي بخليه يبين أكبر من سنو رغم إنو ولد بعمر المراهقة: حاليّا لأ يا لوذعينا ويلا سكر والبشارة ماني نسيها...
الولد المراهق طلّع تعبير مش عاجبو: صء مو بيننا يا خيّال خيرك سابق ومعمر بفضل الله... فإذا استجد شي احنا جاهزين... فتنهد عبد العزيز وهو عم يسمع جوابو ناطق: تمام يا لوذعي بنتفاهم بعدين وخليني سكر... وسكر منو وهو مو عارف ينبسط من شان الخبر يلي وصلو بخصوص بنت قلبو يلي بلش يرجّعلها حقها من بنت عمها المكيودة خرابة البيوت يلي مناه من شعرها يشدها لولا رجولتو وايمانو يلي بمنعوه من هالشي يلي راغب فيه وبقوة... لكنهم بنفس الوقت ما بمنعوه يربيها ترباية غير شكل من خلال يخترق تليفونها وكل أجهزتها يلي بتملكها (بتمتلكها) ويهكرلها كل حساباتها على المواقع التواصل الاجتماعي سواء يلي باسمها ولا باسم وهمي قدروا يعرفوه بعد تعقبها من أكتر من أسبوع كرمال يحذفولها كلشي عاملتو  وحافظتو على المواقع الاجتماعي ولا على أجهزتها المشبوكة بالنت ويخلوا خلفية تليفونها ولابتوبها مكتوب فيها بنص عريض بلون أحمر(اتقِ الله يا اختاه)... أكيد هيك بدون شك رح تنهبل وتفقد عقلها على كلشي صارلها لإنو علاقاتها ووس*ختها والملفات المتحفظة فيهم لخرب بيوت الناس راحوا من بين إيديها بكل بساطة من جهلها بقصص التشديد على أمان أجهرتها وحساباتها... كرمال تعتبر منيح وتفكر مليون مرة قبل ما تقدم على أي شي بمس غيرها بكل غرور وأحقية لتطعن بالناس وتخريب بيوتهم... وازدرد ريقو متبسّم ببرود وهو عم يتخيل حضرتها نايمة بكل ثقة وانبساط وغفلة عن يلي صارلها بنقطة قوتها المعتمدة عليها بالسيطرة ع البنات ولا الشباب... وبس تصحى من لحالها لبالها ولا من اتصال من حدا من معارفها يلي بعرفها شخصيأ وفقد حساباتها رن عليها يشوف شو فيه منها وتقلب الدنيا قلب بس تشوف شو صار بكل تعبها... 
بس خرجها لإنو متل ما بقولوا يلي فيك ما يخطيك... لإنو ما فيه دخان بدون نار يا محترمة دهب... مفكرة حالها هالق*رة شاطرة بتصوير الناس كرمال تهددهم وتخرب بيوتهم... مفكرة حالها هالسفيهة إذا مرة ولا مرتين ولا عشرة زبطت معها يبقى دايمّا رح تزبط معها العمر كلو... بتبقى تحلم ودامو هو ما فيه يئذيها ولا فيه يلجأ للقانون ولا لعيلتها... فيه شي خفي ما بثبت إنو هو القاص منها بدهاء...
وكان هالحل ولا هو شكليّا لكن ضمنيّا ما اكتفى لإنو بدو الشعر بالشعر هالانتقام هادا من شان حركتها الندلة بحفظ صور مرتو مع هداك يلي مخليه يشب شب من الغيرة... أما بخصوص حركتها الوس*ة بشعرها ما رح يتزحزح عن فكرة بدو شعرها يشوفو مقصوص... وهادا مش بعيد وقت تنفيذو بس على الهداوة حتة حتة لإنو هو ما بدو يجلطها بعد يلي عملو فيها من نيتو ليأدبها مش ليجيب أخرتها على إيدو هو ناقصو بعد موت الجد وخطورة حالة كنان يكمّل عليها هي... هالشي مش غايتو فالله يبعد عنو خطايا الناس لإنو مش قدها... فبلع ريقو ضاغط على تليفونو بقوة كتصبيرة للي جاي وفجأة بس حس الشي يلي بين إيديه مش عم يساير (يجاري) أصابعو بالضغط... صحي على حالو هو وين وشو عم يساوي بحالو من تفكيرو بخرابة البيوت... وحرك راسو مدور عليها لبنت قلبو يلي ما طلعت لهلأ من الحمام بس فقد حسها حواليه... وشو تعجب لما ما شافها في الغرفة... هي راحت تغتسل ولا تتحمم ولا شو بالزبط... فتحرك لعند الحمام تزامنًا مع رنة تليفونو الحاملو بين أصابع إيدو اليمين فبسرعة رفعو يشوف مين متصل إلا كان جدو... فعجل حالو وهو عم يقرب من باب الحمام داقق عليها بقوة غير مقصودة كرمال يلحق يرد ع جدو يشوف شو فيه ليكون صار شي كايد مع عمو جابر في المستشفى ولا مع حدا تاني منهم... ونطق بصوت جداني مخيف مش مقصود منو: جودي بسرعة اطلعي والحقيني ع تحت....
إلا بصوت وقوع شي من جوا الحمام واصلو فخاف لتكون وقعت جوا فدق الباب بالقوة والتليفون لساتو عم يرن بين أصابع ايدو يلي عم يدق الباب فيها: جودي صار معك شي؟
جودي هي ما صار شي معها إلا لحظة ما دق عليها الباب بهالقوة الراعبها فيها وهو عم يكلمها بصوتو الخشن فردت عليه بصوت عالي بمعنى وقفت قلبي وهي عم ترفع كريم الجسم يلي وقع من بين إيدها الماسكة فيه من ورا دقتو المفاجئة لإلها: لأ..
فتنهد براحة مذكرها للمرة التانية: بتلحقيني ع تحت بس تخلصي... سامعة...
ما ردت عليه لإنها مستفزة منو كيف خوفها مخرب سرحانها ووتفقدها ببطنها الحاسستو منفوخ وعم يضغط عليها شوي... ناسية تكمّل دهنو ولولا صوتو والكريم يلي وقع منها من خوفها المفاجئ من ورا دقتو ع الباب يلي حسستها بمداهمة الشرطة بالمعنى الحرفي ولا لكان نست حالها بالحمام... وعلقت لنفسها بصوت شبه مفهوم لإلو من حرتها منو: خلصروح... (خلص روح)
وهو بس سمع صوتها فكرها يعني سمعت شو قلها فبسرعة وطلع مستعجل من غرفة نومهم لغرفة المكتب يشوف شو مالو جدو متصل عليه بعد ما طبق الباب وراه ليكلمو متل العادة بعيد ع سمع مرتو يلي طلعت من الحمام بروب الحمام كرمال تلبسلها شي بعد ما تركها لحالها في الغرفة... وهادا بالزبط المطلوب منو يتركها لحالها بكفيها خجلها وتوترها منو قبل شوي كان ناقصها يكمّل عليها هلأ بمقابلتو بوجهها كمان ساعة بعد الرعبة يلي سوالها إياها وهي عم تدهن بطنها....
ما يروح يشوف حياتو ويتركها تتنفس متل باقي الخلق كرمال ما تتوتر من قربو وجودو جنبها ولا حواليها خوف ما تضلها تحسب حساب لكلشي رح تسويه قدام عيونو... فتوقفت قبال خزانتها محتارة شو تلبس... وفجأة تذكرت الأواعي يلي بعتلها إياهم يلي بقولوا عنو زوجها ع وقفة عيد... فدورت عليهم ساحبتلها منهم فستان مصمم للحوامل بدون نفس ولبستو بملل مع غيارها وتحركت ممشطة شعرها يلي جف وهي واقفة عم تتأمل حالها بالحمام وتعطرت لابستلها طوق أسود بجي مع فستانها الخريفي الراقي الخمري البجي تلات أرباع من الإيدين وبصل طولو لتحت الركبة... وتنهدت معلقة بعدم رضا بس شافت بطنها المبين فيه بشكل طفيف (ضروري يبين فيه) ...
يا الله شو بتكره نفخة البطن... شو صار لو الحمل ما بحتاج البيبي يكبر فيه... أو مثلاً بطنها ما يكبر في الحمل... فتأفأفت طالعة من الغرفة بعد ما لبست جراب (جربان...شراب) برجليها وضربت كيس عيديتها المتروك عند الباب بدون ما تشوف شو فيه برجلها من الملل والبياخة الحاسة فيهم ونزلت بدها تاكل... مهي الدنيا خربانة معها خربانة... ولا فوقها حضرتها ناسية يلي قلها إياه الحقيني تحت من ورا رغبتها ليطلع من البيت... ومن انشغالها بقصة نفخة بطنها... وناسية فوقهم إنو الدنيا أعياد واحتمال يفضل يبقى بالبيت يتريحلو شوي من تعويدها إنو ما بجي للبيت غير للنوم فيه... فعبرت المطبخ تفش خلقها فيه دام الست سمية مش موجودة فيه وعيونها (عيون الست السمية) مش عم تطالعها باعتراض فصارت تحرك الكراسي بغل بتقصد وهي ما عندها علم بابن الخيّال يلي طلع من غرفة المكتب يشوف شو سبب هالازعاج يلي عم تسويه حضرتها ع بكرة الصبح بالمطبخ وبهت بس شافها عم تتنفتر مع حالها وهي عم تحاكي الهوى بمشاعر كره: يا الله بـس ~~
فعلق مازح معها وهو عم يتكتف بإيديه مخوفها للمرة التانية ع غفلة منها بلا قصد منو: شوعم تسوي ع هالصبح بهالكراسي في تار بينك وبينهم شي؟
ردت عليه بانفعال وهي عم تتخصر بإيدها اليمين وعم ترفع إيدها اليسار على قلبها بتأمين على نفسها: بسم الله هو إنتا هون بجد خوفتني!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله... هو وين بدو يكون يعني غير هون مهو قلها لللبيبة والنبيهة يلي عندو تلحقو تحت دليل إنو رح يبقى... فرد عليها مازح معها وهو عم يتفقدها شو لابسة: ع شو تخافي ورفع إيدو حاكك راسو عاجز يفهم هالهبلة يلي قدامو معلق... عندك خال ولا عم أهبل مورثك الهبل...
ما بتعرف ليه ضحكت متخيلة عندها خال ولا عم أهبل لإنها تذكرت عمها جاثم وكلام أبوها عنو غير يا الأهبل... يا الغبي... يا الفهيم... يا فلطحة وغيرها من الألقاب التنمرية لامزو وغامزو فيها... ولفت وجهها بعيد عنو حاكة رقبتها خجلانة تبين ضحكتها أكتر من هيك... ما يروح خلص... وفجأة نطق معجلها: يا هبلة الحقيني بتاكلي بعدين لإنو ما رح طوّل معك...
قلبها دق شو تلحقو... بسم الله هادا شو مالو.. ماخدلو حبة ولا شو... ما يستحي ع حالو... ما يرحمها ويتركها بحال سبيلها... إلا بصوتو المقاطع تفكيرها: بنت تعالي!
فلفت طالعة من المطبخ ماشية غصب وراه ناحية غرفة المكتب وهي عم تتحلطم ضروري تروح... ضروري يعني تسمع كلامو... ليه ما تفكر تتمرد عليه وتركض ع فوق فرفعت راسها تشوف وينو وهل رح ينتبه عليها إذا نفذت يلي ببالها... وريتها ما رفعت عيونها ولا حتى فكرت بهالاقتراح الغبي بس لمحت نظرتو الجدية لإلها بس لف يتأكد إذا لحقتو ولا لأ لإنو حاسسها بدها تتمرد على أمرو...  فنزّلت راسها بسرعة مكملة وراه متل قطة مطيعة وهي عم تجحرو لإنو حشرها وفاهم ما بدها تجاريه بس هو معند يضلو معها وحواليها.... وعبرت من باب غرفة المكتب ـ التاركو ابن الخيّال مفتوح من لما طلع يشوف شو عم تسوي بالمطبخ ـ وهي مش منتبهة ولا مفكرة شاللي بستناها بغرفة المكتب من ورا تفكيرها ضروري يعني تلحقو وتسايرو وفجأة بس سمعت صوت طبق الباب وراها بلشت تحس في شي مش مزبوط فجت رح تلف بدها تشوف عيونو لتتأكد من يلي حاسة فيه إلا بتعليقو معها عليها وهو عم يضربها بمزح ع راسها بخفة مخليها تتصلب مكانها: قويانة يا بنت... ونزّل إيدو ع ضهرها دافعها ومشجعها بذات الوقت لتتحرك كرمال تقعد ع المقعد المقابل لمقعد مكتبو لما شافها متل المصنمة... وهو عم يقول للبنت البعقل طفلة صغيرة جنب عقلو الكبير الموسوعة: ايوة شو عم بتستني لتقعدي يا حلوة ونشوف شو في عندك....
بقلها يا حلوة.. واقعدي... وكمان نشوف شو في عندك.... وشو عم تستني... يا حلوة فهمناها... بس شو عم بتستني لتقعدي؟! خير حدا قلو هي بدها تقعد معو أصلاً هي بدها فراقو خوف ما يكشفها ولا ليضلو يوترها ولا ليورطها باشياء ما بدها إياها تصير... وهادا مش مهم قد المهم هلأ... هو شو قصدو بـ (نشوف شو في عندك) معقول الست سمية رح تيجي تقعد معهم.... فبلعت ريقها قاعدة قدامو متل طالبة مؤدبة قدام استاذها وصارت تمسح ع فستانها أو تمسك بإيديها متل الطلاب العندهم حركة زايدة مستنية بست سمية تدخل عليهم.... وهي مش حاسة فيه يلي قعد قبالها ع كرسي المكتب بتقصد منو لإنها مش متعودة عليه يحاور فيها وهو قاعد جنبها... وطالعها مستني فيها تنطق يلي عندها... ولما حسها مش متلحلحة نطق مستعجلها ومختصر عليها الطريق لإنو مش فاهم يلي عم يدور ببالها وشو عم تستنى كرمال تتكلم: مش حابه تحكي؟
خير هي تحكي.... أصلّا متى سمعتها هادي منو ولا من إي رجال بحياتها... وقبل ما تسمعها هي عارفة لو حكت مين رح يهتم... فلفت وجهها رافضة تتفاعل حاسة بغصة من كلامو... فرد غيّر صيغة كلامو الموجه لإلها معها: شو كيف حاسة حالك هون..
بلعت غصتها مو عارفة شو تقول غير حابه قراءتها للروايات ولمتها مع جوري والست سمية هون بدون ما تقابل الباقي الغير المريحين لإلها... وهي مش حابه كرهها لإنو يتزوج عليها لإنها هي مش عارفة هي بدها إياه ولا لأ ومين أصلاً قلقان بهي شو حابه ولا راغبة... وفوقها مفكرين ياخدوا بنتها العم تغرم فيها يوم بعد يوم وهي عم تكبر جواتها..
معقول بعد يلي صار عم يفكر يسألها... ما حالها قدامو ومعو بغني عن السؤال... بس معقول هو بدو يسمعها؟  لا مستحيل... فلفت وجهها شاكة بهادا الشي وجت رح تشرق بس شافتو عم يطالعها بنظرات ثاقبة وبسرعة تداركت الموقف بعفوية منها بالعة ريقها خوف ما يقرب منها بس لمحتو بدو يجي لعندها رادة مجازيًا تما يخاف عليها ولا حتى يفكر يجي لعندها: أنا بخير... ولفت وجهها وهي عم تأشر ع برا الغرفة ناحية الشباك كرمال تشغلو عنها وتمنعو يقرب منها: الجو هادا كتير حلو... وكملت بدون ما تنتبه... كنت حب المدرسة بهيك جو واضلني  قاعدة على الكرسي الجنب الشباك سرحانة بورود المدرسة ورسمات الأميرات لبنات الروضة وارجع ع البيت روح احضرهم... وفجأة انتبهت ع حالها كأنها عم تطلع سر من أسرارها الممنوع حد يعرف عنهم... وبسرعة حاولت ترجع لقوقعتها وعزلتها عن التعبير وكشف ذاتها من تفكيرها إنو أكيد هلأ رح يعرف عنها إنها تافهة وعقلها صغير وما لازم تكون أم... وشو صار جاي ع بالها تبكي لإنو أكيد ربط كلامها بكلام أهلو إنها ما بتنفع تكون أم ولا زوجة... وجت رح تبكي لولا سؤالو الهادي الموجه لإلها شاغلها عن رغبتها بالبكى: أي أميرة كنتي تحبي؟
ما قدرت تصدق إنو عم يسألها فتيجي تطالعو تخاف تشوف عيونو فرفعت ايدها ع تمها مو عارفة ليه لسانها عم يخونها حابب يتكلم رغم إنو احتمال يورطها معو... ممكن من قوتو عليها وهو هيك قاعد قبالها متل المحققين ولا شخص إلو سلطة عليها للحصول على المعلومات يلي عندها بدون أي اعتراض... فبسرعة نطقت بس حست لحظات الصمت بالغرفة عم توترها من خوفها يصير شي غير مرغوب فيه بينهم: بحب كل الأميرات بس أكترهم بِل وسندريلا... وخوف ما يجي يسألها كمان سؤال كملت كلامها وهي مش مفكرة ممكن يكون مش حابب يسمع شو عندها مثلًا... بحب بِل لإنها طيبة متلي وبتشبهني بالشكل... بحب سندريلا لإنها معزولة متلي مالها حد بعالمها اللطيف الكبير~~
ما بعرف ليه بس سمع كلامها صار بدو يبكي... ممكن لإنو ما توقع هادا الكلام يجي منها... فما قدر يواجهها ولف كرسيه معطيها ضهرو... وتاركها تحكي براحتها وتعبر عن يلي عم بجول بخاطرها رغم إنو كان مخطط يعطيها من وقتو ربع ساعة من شان يناملو ساعة قبل ما يروح يقابل جدو... بس حس هو كان أناني بحكمو لإنو ولا مرة سمعها متل الخلق... فلأ هو هلأ مجبور يسمعها إذا مش بالرغبة بالغصب عنو كرمال يصلّح العلاقة معها ويعوضها عن يلي عملو فيها من قبل... فمسح ع وجهو مش عارف شو رح تقول كمان... وبلع ريقو مستني فيها تكمّل... لكنها ما نطقت بحرف غير عم تتنفس بغصب.. فأجى بدو يلف وقبل ما يلف نطقت رافضة تسمع منو كمان سؤال يوترها بزيادة لإنها مش عارفة تنسحب من الغرفة الخانقتها والمخليتها ما تكون ع طبيعتها الآلفتها مع حالها ومعو: كنت حب كمان ذات الجلد الحمار لإنها كانت تخبي حالها فيه وتحمي حالها من الأشرار... وكنت عصب من هانسل وغريتل واكرههم وما حب احضرهم لإنهم بعد ما أهلهم تخلوا عنهم وانتقموا من الشريرة الساحرة رجعولهم كرمال يشاركوهم كلشي اخدوه من بعد موت الشريرة... وانفجرت بكى مكملة... بـس هـمـا مـا بـسـتــاهـلـوا لـإنـو كـان لـازم يـكـمـلـوا بـدونـهـم لـإنـهـم تـخـلـوا عـنـهـم... ومسحت دموعها بس حست الكرسي رح يتحرك خايفة يكلمها رغم إنو كان عم يبكي وتحرك الكرسي فجأة مع انفعالو وهو عم يحاول يكتم صوتو لما حاول بدو يقلها ليه... وبلعت ريقها رادة... أنا بحب احضر الكرتون مش من شان قصتهم إلا من شان شوف لبسهم واتخيل حالي فيه... بس قصصهم بكرهها لإنهم بخلوني حس إني غبية وما بقدر سوي شي وكنت ضلني قول إذا هربت هيصير فيي متلهم... الهرب شي مش منيح ولا حتى إني ابقى مكاني شي منيح... بس ع أقلهم لما كون مكاني أضمن ما رح يصيرلي شي... وانفجرت بكى من كل قلبها بس تذكرت ماضيها المش بعيد عنها  بلمسات سامي وضرب أبوها وبنات عمها ومرت عمها لإلها وتنمرهم عليها... وشو صار نفسها تختفي من قدامو... وتفصل حالها عن جواتها لإنو فتّح عليها هادا الباب وخلاها تتواجه مع هالأفكار المقفلة عليها من رفضها لتداويها ولا لتعاينها من تعودها الأيام بتحل وبتهوّن كلشي... أما مواجهتها لهالأفكار شي مدمر ومهلك ومستنزف للطاقات وغير مرغوب فيه عندها هي... وشو صار نفسها تهرب هلأ لغرفتها لكن وين تهرب وهو موجود وشبه موجود مع صمتو ووجهو المديور للناحية التانية... ورغم شعورها بعدم الأمان منو بسرعة قامت بدها تهرب منو هو يلي ما فيه يتركها تهرب منو من خوفو لتبقى موجوعة لحالها... ومن خشيتو هالخوف يورّث لولادهم... لإنو إذا هالشي ما توقف هيستمر ع حسابها وحسابو وحساب ولادو.... وبسرعة قام يلحقها قبل ما تهرب من الغرفة وخطف سحبها لصدرو ضاممها من ضهرها غصب عنها وعن محاولاتها لتتنصل من بين إيديه المقيدتها من رفضها لاحتواءو... عمر عاشتو لحالها هلأ هو بدو يخفف عنها... مستحيل تخليه لكنو هو ما خلاها وجبرها لتلف عليه وتضمو من قلبها وهي عم تقلو للي ما عرف شو يقولها كرمال يخفف عنها ويبرد صدرها بكلام داعم لإلها ليهون عليها شعورها بالضعف والخزي من يلي مرت فيه: أنا بكره حالي.. أنا بكره حالي...
لأول مرة بحس الكلام مش قادر يطلع منو لو بحرف... من الصدمة الحاسس فيها... كان مفكرها غبية... لكنها طلعت مدعية الغباء وهي واعية... وهو استهان فيها... هو استهان بمشاعرها دامها بنت غبية عادي يجرح فيها ولا يعاقبها ولا يستتفه مثلّا تفكيرها.. رغم إنو سواء كانت غبية ولا مش غبية مالو حق يستتفه فيها فنطق بعد صراع مع عجزو في التعبير: إنتي أقوى منا كلنا...
ردو ما بعرف شو عمل فيها غير خضها وخلاها تحس مش قادرة توقف ع رجليها... فهو بسرعة مسكها قبل ما تنهار على طولها وقعّدها محل ما كانت قاعدة قبل شوي ورفع رجليها بحرص ع الكنبة بإيديه المتصلبين كرمال تتمدد وتحس بالراحة وهو عم يقلها بلسان تقيل متل تقل جسمو من صدمتو من يلي قالتو ومن اندهاشو من حكمو الظالم معها هي للنقية من سوء ظنونو: ما تضغطي ع حالك الضغط مش منيح عليكي مع الحمل...
فنطقت غصب عن رخى جسمها طالبة منو يرحمها من يلي قالو قبل شوي لما وصفها إنها أقوى منهم كلهم: ما تقلي هيك... ما تقلي هيك... وردت بكت... فمسح ع شعرها ناطق: طيب من عيوني.... بس المهم هلأ تهدي أعصابك... وتنهد بالع ريقو وهو مو قادر يسوي شي من الهدمان الحاسس فيه ولف حواليه مو عارف شو يسويلها كرمال يهون عليها وفجأة نطق محاكيها: جوعانة شي؟
هزت راسها عافأة (عايفة /عافية) الأكل بعد يلي صار معها... فنطق مسلكها من محاولتو اللحوحة ليوقف جنبها بعد ما كان يجي عليها وما يكون بصفها: طيب بتحبي قلك قصة غير عن كل القصص السمعتيها بحياتك...
ما بتعرف ليه ابتسمت وكيف قدرت تتبسم من بين دموعها ورخاوتها الحاسة فيها رادة عليه: طـ ـيـب...
فتنهد بالع ريقو قاعد جنبها ع طرف الكنبة وهو مش مصدق وعاجز يفهم كيف بتقدر مشاعرها بسرعة تتغير من الحزن للتفهم والتبسم وكأنو ما صار قبل ثواني بسيطة شي بستنزفها بلمح البصر وصحي ع حالو كيف عم يطالعها بس لمحها منتظرة فيه يبلش يقصلها القصة يلي بدو يقلها إياه وبلع ريقو مخبرها: كان يا مكان مالو مكان... فيه قصة صارت من وحي الخيال... بطلها رجال كبير وابنو الوحيد... وهالرجال هادا معروف عنو بالحكمة والعقلانية والكلام القليل... وفي يوم من الأيام وهو راجع من رعي الاغنام وصلو خبر يا فلان لحق ابنك وقع من ع الحصان وبقولوا أهل الضيعة رجلو انكسرت... والرجال الكبير ما صيّح ولا بكى مشي بهرولة ـ بعد ما دخل اغنامو الحظيرة ـ لمحل ما ابنو متروك عند حكيم الضيعة متطمن عليه باسئلة بسيطة ومكلمو عادي بصوت هادي وتفاعل رايق والناس مو معقول يعني هالرجال يكون هيك بارد ابنو وقع عن الحصان ورجلو المسكورة مجبورة وهو واقف هيك بكل برود وعم يكلم الحكيم بجمود... فعلق رجال كبير بالعمر ع كلامو~~
فجأة وهي مغضمة عيونها قاطعتو وهو بعز اندماجو بالقصة معترضة ع التكملة بدون ما تعرف شو اسم الرجال: شو اسم الرجال...
تبسم ع تفاعلها معاه مجاوب: مالو اسم بس كرمالك هنسميه ع صفتو آذى...
ما بتعرف ليه هالاسم فرّح قلبها وضحكت مكمللها باقي الحكاية: وهالآذى قلو: إيه شوهالبرود يلي عندك والله احنا خايفين عليه أكتر منك... فردلو بهدوء قاهرو فيه قدام الكل: ليه ازعل ع شي ماني عارف خيرو من شرو... بس كلشي بصير من تدابير رب العالمين لخير... وعدت الأيام وأهل الضيعة الجهّل بالدين والحياة مش فاهمين يلي قالوا وصار رد الرجال سيرة وحدوتة ع ألسنتهم ومرت الأيام بسرعة والرجال الحكيم اخد ابنو من بيت الحكمة... وعلق موضحلها قبل ما تسألو عن معنى بيت الحكمة من توقعو في بعض التفاصيل بتهمها أكتر من التكملة: يلي فيكي تقولي عنو زي مستشفى بس ع ابسط وأقل تطور فتبسمت برضا على يلي عم تسمعو وجت بدها تقلو يكمل بس حستو وقف.. فبعد عيونو عنها مكمّل قبل ما تطلب منو التكملة وهو عم يكبت شعورو بالحزن عليها لإنها مش عارفة أهلو وأهلها بشو عم يمروا ولا حتى بإيش مروا: المهم الرجال اخد ابنو من بيت الحكمة ع البيت بمساعدة صاحب ابنو وأهل الضيعة ما قصروا اجوا يطلوا على ابنو إلا بصوت قرع قوي من رجال الملك على الطبلات فبسرعة طلعوا يشوفوا شو فيه إلا كانوا جايين من شان ياخدوا الرجال يلي في هالضيعة والضيع التانية وسبحان الله الكل راح إلا الكبار يلي بالعمر وابنو يلي رجلو مكسورة... فنطق للرجال الاسمو آذى يلي شاف ولادو كلهم الخمسة راحوا يشاركوا في الحرب ضد الدولة التانية: تتذكر كلامي يا رجال لما قلتلك ليش ازعل ع شي مش فاهم خيرو من شرو... 
هون أذى انجن وانفعل وطالعو بحسد راجع لبيتو...
فابتسمت جودي منسحرة بتفاصيل الحكاية وصوتو الرايق وهو عم يخبرها القصة لكن متل ما بقولوا دوام الحال محال... لإنها غفت ع صوتو بدون ما تسمع الحكمة من القصة كرمال ما تزعل على يلي فاتها لإنو الله رح يعوضها الخير كلو وهي عندو...  فتنهد رافع إيدو على شعرها ماسح عليه وهو مو عارف كيف فيه يعوضها عن يلي مرت فيه عند أهلها وعندو... لإنو مش قادر يتخيل حجم الوجع المدفون جواتها... فباسها على جبينها الناعم بخفة خوف ما تصحى عليه لإنو بكفيها يلي فيها... وصفن من بين عتمة الغرفة في أول النهار بملامحها المدللة على عماه بظنونو بحق برائتها وعدم تلوثها بفتن الحياة زي ما صار مع بنات عمها... وشو هالشي زعلو من  محل لإنو ظلمها... وشو فرحو من محل تاني لإنو أصر عليها وهو مش عارف أي المشاكل هتصير بينهم في حالة لو كانت زوجة شريانة المشاكل شرى وبلا على الواحد... بس من محبة الله لإلو رزقو ببنت برية (خلوقة وما بتضر حد) ما بتيجي غير على حالها بدون ما تتعقد ولا تمرض نفسياً ولا حتى تحقد على الدنيا والناس لإنها جربت أشياء بتوجع كتير وغير منصفة بالنسبة لإلها... فحمد ربو على هالنعمة يلي لا تقدر بثمن... وقام يجيبلها غطا وهو عم يبتسم بفتور عليها وماسك حالو ليقرصها على خدها الناعم الملاكي... ورجعلها بهدوء مغطيها فيه... وسحب المصلية يصلي الضحى قبل ما يروح ليقابل جدو في المستشفى ويتطمن على عمو بعيونو يلي مشتاقة تشوفو راجعلهم بصحتو المتعودين عليها قبل ما ينغدر من عيلة دهب... وناجى ربو بسرو محاكيه باللي عجز يحكيه لأي حدا من البشر لإنو بآمن عجزو ما لازم يبان إلا لرب العالمين وسلم بعدها مقرب منها كرمال يحوطها من عيون أهلها وأهلو والناس وانسحب من غرفة مكتبو وهو عم يبتسم براحة كبيرة ما بتتقارن جنب مشاعرو المكدرة يلي كانت مطوقتو وحاشرتو بالزاوية مع نفسو اللوامة قبل ساعة... إلا انتبه ع صوت الحركة الجايتلو من المطبخ فعرف الست سمية عم تسوي فطور لإلها وللست النايمة بغرفة المكتب جوا... فتاحأح (تنحنح) عشان إذا الست سمية مش ساترة حالها ومش مغطية شعرها تدير بالها ونطق بصوت رجولي واضح فيه الهدوء: ست سمية جودي نايمة بغرفة المكتب فخليها نايمة وأول ما تصحى ولا عليكي أمر خليها تاكل منيح وتصلي وتاخد فيتاميناتها...
الست سمية الكانت لابسة حجابها (مغطية شعرها) بسرعة تركت السلطة يلي كانت تسوي فيها ومسحت إيديها فوراً في بشكير(فوط - منشفة) الصغير وهي عم تقلو: تمام وقطعت طريقها لباب المطبخ تسألو إذا فطر أو إذا بدو شي يسأل عنو: تمام... افطرت يا ابني ولا لسا؟
عبد العزيز نطق بعجلة: ما في عندي وقت للفطور المهم هلأ بدي اطلب منك تعملي برنامج لجودي مضغوط ومكثف بالتدرج يلي بناسب مستواها ما بدي إياها تفكر باشياء مالها داعي... وانتبهي ع شو بتقرأ ويا ريت كمان تعلميها هوايات زي الخياطة أو الرسم وهيك شي بأسرع وقت لإنك بتعرفي محشورة بين أربع حيطان وما عم تسوي شي غير تاكل وتشرب وقعدة معك او قراءة بهالروايات وهادا ما رح يطور منها بشكل متسلسل مطلوب... فأنا بدي إياكي تطوري منها وتشوفي كيف مستواها بالانجليزي وضيفي ألماني معو لإنو شي جديد عليها ورح يخليها تفكر فيه بشكل مختلف عن الإنجليزي... والروايات يلي نازلة عم تقرأ فيهم واللي خلصتهم حاولي تشوفي شو محتواهم وخبريني عنو...
الست سمية ابتسمت لإنو هادا يلي بتحبو تعلمها ومناها تسويه معها بس متل ما بقولوا التعليم مش بالغصب ودامو زوجها المسؤول عنها طلب أكيد ما رح ترفض وهتلاقي حل لترغبها فيه: تمام ان شاء الله اليوم بعمل الخطط والاقتراحات برسلك إياهم لتشوفهم عشان من بكرا نبلش...
عبد العزيز نطق بس شاف حماسها: عيونك بتقول من هلأ ناوية تبلشي معها...
فضحكوا تنيناتهم وبعد عنها وهو عم يسمعها عم تقلو: في شي أعظم من التعليم والتعلم وبستحق كل لحظة من وقتنا..
فرد عليها وهو عم يفتح الباب: صدقتي يا ست سمية.. ويلا السلام عليكم...
جاوبتو وهو عم يتحرك لبرا البيت ناحية السيارة: وعليكم السلام يا ابني بحفظ الرحمن.. وفجأة تذكرت وهي عم تدخل المطبخ وعم تفكر بشو رح تسوي بجودي يلي رح تصقل عقلها صقل وتخليه يلمع متل الليرة الدهب... لو حطتلو فطور ياخدو معاه لياكلو وهو عم يسوق... فجت بدها تلحقو كرمال تقلو يستنى لتحطلو فطور... لكنو كان محرك سيارتو وطالع من البوابة... فتنهدت ع غبائها ومتعلمة للمرة الجاي تكون حاسبة حساب لإلو... وليش هي يلي تحسب حساب... خلي مرتو هي يلي تهتم بهيك تفصيل من شان تكون سيدة قد حالها وتفكر بمهامها اتجاه زوجها في حالة لو ما كان عندها خدامة... ورجعت مكمّلة تجهيز بفطور الغني بالفتيامينات المتنوعة بالوقت يلي كان عبد العزيز مكمّل طريقو للمستشفى كرمال يتكلم مع جدو شو رح يساووا بحلالهم... وشو الإجراءات يلي خططهم (خططلها) من شان يرجعوا لفتح شركة العيلة وفروعها مع باقي محلاتهم... وهو ساهي فكريًا عن ردة فعل خرابة البيوت ع اللي سواه فيها بس صحت من نومها على الساعة تسعة وربع وهي مش عارفة ليش صاحية هلأ ابكر من دايمّا بدون ما تنكد وتحس بالنعس القاتل كرمال ما ترد لنومها... لإنو الحلو ابن الأشقر رد يكلمها... فرفعت حالها وهي عم تبتسم لامحة اختها انغام النايمة جنبها ع بطنها ومو سائلة بالعالم... وتوسعت ابتسامتها وعيونها لمعوا بحب ورضى ساحبة التليفون تطالع رقم ابن الأشقر المسجل بالقفص الدهبي للتأكد كم ساعة تكلموا مع بعض... وفجأة لمحت خلفية تليفونها متغيرة ومكتوب فيها اتقِ الله يا اختاه باللون الأحمر... قلبها وقف مستحيل هي تحط هيك خلفية... ولحظة وين اشعارات ورسايل الفيس والسناب والانستا وغيرهم من مواقع التواصل الاجتماعي يلي اجلت الرد عليهم... وبسرعة دخلت حساباتها لتشوف شو سبب هدوئهم المريب... وصدمة قاتلة بس اجالها تم الخروج منهم بمجرد ما دخلت الحسابات بأول لحظة... فردت كتبت الأيميل والرقم السري تحاول تفهم شو صار بحساباتها مش مفكرة إنو تم تهكيرهم وحذفهم نهائياً... وشو انصدمت بس طلعلها طلب ايميل تاني وتحاول عدة مرات وما تلاقي حالها غير داخلة ع ايميلات وهمية بس تحاول تدخل ايميلها وايميلاتها التانيات...
جنت هون وخطف قامت ع غرفة اختها صفاء النايمة داخلتها بدون ما تدق الباب لتتأكد من يلي صار... ودورت بعيونها ع لابتوبها يلي اخدتو منها صفاء بالليل كرمال تسهر عليه وركض بس لمحتو ع كوميدينو سرير أختها وخطف سحبتو مشغلتو إلا كان محطوط على حالة اسبات وما فيه غير شاحن تلاتة بالمية من كتر ما الست صفاء سهرانة عليه على المسلسلات التاركة صفحتهم على جوجل مفتوحة... فركض قامت تدور ع الشاحن حوالين اختها النايمة وبس لقتو واقع بين السرير والكوميدينو وهي عم تسب وتغلط على صفاء والساعة يلي اعطتها فيه اللابتوب.. وركض على ابريز الكهربا شاحنة اللابتوب وداخلة على حساباتها لكن كلهم مقفلين شحبت... فسكرت صفحة جوجل بدها تعيد تشغيلو مفكرة فيه خلل باللابتوب لإنو ضلو شغال من الليل وهي عم تضغط على أطرافها وصدمة تانية بس انتبهت ع خلفية اللابتوب (اتق الله يا اختاه) فبكت مصحية صفاء وهي عم تضربها ع كتفها من الرعبة وتهزها منو: صـفـاء قـومـي... مـن شان الـله... فـي شـي مـخيـف....
صفاء تأفأفت من ازعاج اختها ورفعت راسها صارخة عليها: خير يا زفت* لسا قبل شوي نمت شو بدك...
نغم ردت وهي عم تبكي: لـك حسـابـاتـي كـلهـم راحـوا صـارلـي عشـر دقـايـق عم حـاول رجعـهم... بعديـن شوفـي لابـتوبـي نفـس خلفيـة تليفونـي ورفعت تليفونها يلي جابتو معها كرمال إذا وصلها رمز الأمان من الفيس وغيرو... وذهلت صفاء شو هالخلفية الموجودة.. ولفت وجهها ع نغم جاحرتها: جاي ع الصبح تعملي في مقلب من هالمقالب الهبلة الطالعة ع السناب من كل عقلك ورفعت ضهرها مطالعتها بعيون مخيفة... وين حاطة التليفون ~
نغم انجنت وهي عم توقف على رجليها مقاطعتها بحرة: أي تـليفـون أي مقـلب... وصارت تضرب رجليها بالأرض ناطقة... من شـان اللـه يا صفـاء واللـه حساباتـي كلهـم راحـوا.. ونزلت ع ركبها بغل ع الأرض باكية بحرقة... إلا بفتحة الباب عليهم بقوة من أمهم غنج وهي تطالع شو فيه: شوفي على هالصبح إنتي وإياها صوتك وصلني وأنا قاعدة تحت شباك غرفتكم بالحديقة...
نغم بسرعة مسحت دموعها ما بدها أمها تقلل منها لإنها ما بتحب حركاتها الصايرة تعملهم بآخر فترة... وخلت صفاء ترد بحيرة وريبة بدل عنها لإنها مش فاهمة شو عم بصير: ما بعرف أنا متلك...
غنج ما بتعرف رغم إنو نغم بتشبهها بحركات الكيد ودهاء بس صايرة آخر فترة بتخبص وطالعة بممشى الغلط فمشيت لعندها محل مهي قاعدة على الأرض وهي معطيتها ضهرها دافعة كتفها بركبتها: بنت شو مخبصة على هالصبحيات...
نغم ما قدرت ترد لإنو قيمتها رح تنقل وهي مش ناقصها... غنج ردت ضربت كتفها بركبتها بشكل أحمى من قبل: بقلك ردي شو عاملة!
نغم مش عارفة وين تودي حالها ما بدها حدا يتشمت فيها... هي الداهية يلي بتعرف تعلم على الناس وعايشة حياتها على كيفها وبخططها يجي حد ما بتعرف مين هو يعلم عليها بدون ما يترك رسالة وراه غير اتقي الله يا أختاه... فكتمت عبرتها وخبت وجهها مش قادرة تقابل حد من الخزي الحاسة فيه... وهون غنج خافت يكون حد مصورها معاه وهي بوضع مشبوه من قبل وهلأ بس بطلت تطلع من البيت بلش يستفزها من شان تيجيلو لإنو صار بدو شي أكبر من يلي اعطتو إياه... أي نعم سمحتلهم لحد القبلة مع الرجال بس من شان يميزوهم اذا تزوجوا منهم رح يعرفوا كيف يرضوهم  بالعلاقة بس أكتر من هيك ممنوع بس شكلها بنتها استحلت الحرام كتير وصارت تحب ممشى الغلط بشكل مستميتة عليه... فرفعت إيدها ساحبتها من من شعرها بغل وهي عم تصرخ دام ما في حد من رجال البيت موجودين: شــو مــســويـــة اعــتــرفــي قــبــل مــا انــزل فــيــكــي والــلـه بـالكـعـب يــلــي لــابـســتـو بــرجــلـي ومــا أرحــم فــيــكــي...
نغم ردت بحرة وهي تحرك إيديها بضعف وهزيمة: واللـه مـا سويـت شـي... واللـه مـا سـويت...
غنج شدت على شعرها أكتر وهي عم تنزل لمستوى راسها بعدم تصديق معلقة: قلتيلي ولا شي عاملة وهيك عم تبكي وتضغطي على وجهك متل المنزلة راس أهلها... وضحكت بسخرية هو ضل راس لأبوكي مرفوع من وراكم انتو واخوكي الساقط يلي الله ياخدو ويريحني منو لهالنمرود.... وضغطت أكتر على شعرها وهي عم تلف مواجهتها بوجهها... خلصي بقيها للعملة يلي عاملتها من شان استر عليكي... فكرك انسالك عملتك ببنت عمك لما قصيتي شعرها... وضربتها كف على وجهها بغل... هيك سودتي وجهنا ولك جوزها اخدها ما فكرتي شو رح يقول عنا همجيين... فيه الخير يلي ما فتح تمو مع عمك جاسر ولا فضحنا قدام الخلايق... وشدت على شعرها منجنه من هبل بناتها وطالعتها بشكل مخوّف صفاء يلي مالها دخل باللي صار: جاوبي بسرعة قبل ما خليكي تنطقي بطريقتي....
نغم من بين بكاها نطقت وهي مش عارفة شو تقول لإمها: هو~~ وترجف شفتها لإنها خايفة تقولها... ولإنها عارفة إذا ما قالت رح تقلب البيت على راسها ومش بعيدة تزوجها واحد كبير ولا متزوج ولا حتى مطلق  كرمال تتخلص منها من بعد عملتها أول امبارح مع الشب يلي اجى سكران بآخر الليل بدو يحكي مع بنت دهب الحلوة المطنشة تليفوناتو وخلت أمها تطلب من الحراس يدخلوه كرمال تحل المشكلة مع الشب الوس* بعد ما ما حذرتهم ما يفتحوا تمهم بحرف لجاسر ولا لابنها مؤيد ومقابل هالشي رح تكرمهم آخر كرم بالمصاري هلأ... وبالطبع ما رح يفتحوا تمهم بحرف كرمال يرضوا هالجميلة يلي واقفة قدامهم وبنفس الوقت ما رح ياخدوا منها درهم واحد لإنها ممكن هيك توقعهم لقدام وتصير تقلهم قبلتو مرة رح تقبلوا كل مرة كرمال تتتستروا علينا وهما مش ناقصهم مشاكل مع جاسر ولا مؤيد... فتركوها على راحتها ع الشب الوس* لتحل المشكلة معو وهي عم تدعي ربها لا سلفها ولا ابنها يجوا هلأ خوف ما يمسكوها وينزلوا ببنتها وتروح عطية ولواحد ما بسوى شي بعيونهم كرمال تتربى... لهيك كانت عم تحاول تدور على كذبة تمشيها مع أمها كرمال ترحم حالها من جنونها... بس للأسف الشديد ما فيه كذبة رح تمشي على أمها الداهية الفاهمة كل دخلاتهم وطلعاتهم... فتكلمت قبل ما أمها تكمل عليها: واللـه مـا بعـرف غيـر نمـت وصحيـت ولقيـت كـل حساباتـي مسكريـن ومحطـوط خلفيـة اتقـي اللـه...
هون غنج جنت وبأسرع ما عندها ضربتها كف ونزلت فيها ضرب برجليها وإيديها: الــلـه يـف***ــك فـضـحـتـيـنـي خـزيـتـيـنـا... بـتـعـرفـي شـو بـتـحـكـي إنـتـي مـسـتـوعـبـة شـو عـم بـتـحـكـي... لـو إنـي أم جـاهلـة بـمـشّـي... ومسكتها من شعرها محركة راسها بغل وهي عم تسمع شهيقها: احـكـي مـع مـيـن مـخـبـصـة؟  بس عبس نغم بنتها ساكتة فرفعت إيدها شادة على دقنها بقوة وهي عم ترفعو لفوق... شـو عـامـلـة احـكي!!!
نغم رفعت إيديها بحماية وهي عم تقلها برجى: يمـا واللـه مـا بعـرف صدقينـي مـا عملـت شـي...
غنج اشتاظت من ردها المحسسها الناس جانية على بنتها ظلم وزور وبهتان... فركلتها ببوز الكعب ببطنها وهي عم تقلها من بين اسنانها مش هاممها صوت تأوهها: يـبـقـى انــا يـلـي بـعـرف صـبـرك عـلـي والـلـه إن مـا خـلـيـتـك تـصـيـري تـمـشـي زي مـا بـدي مـا بـكـون غـنـج أمـك... ولفت على صفاء القاعدة مكانها بدون ما تعلق بحرف من خوفها لإمها تنزل فيها بعد نغم... ومشيت لعندها وفجأة نزلت ساحبة تليفون بنتها نغم يلي وقع منها على الأرض من ضربها لإلها... وقربت منها (لصفاء) ساحبة اللاب توب وهي عم تقلها: وين تليفونك إنتي..
صفاء طالعت أمها بدفاع عن حالها وهي عم تأشر على نغم: مالي دخل هي لي خبصت مشـ~~
غنج بدون تفكير رفعت إيدها صافقتها كف بحرها حر وهي عم تذكرها بغل: هادا عشان تتعلمي ما توقفي اختك عن هبلها لما كون مش معكم... ومدت إيدها يلي ضربتها فيها كف... وين التليفون طوليه باحترامك قبل ما اضربك أكتر من يلي ضربتها إياه ل*****...
صفاء كان نفسها ما تعطيها التليفون بس عارفة والله أمها بتخرب الدنيا خرب فوق رووسهم إذا عاندوها... فسايرتها ساحبة التليفون من تحت مخدتها معطيتها إياه وهي من جواتها عم تدعي على نغم وعمايلها البايخة زيها... ولتروق أمها بتحاول تستلطفها كرمال ترجعو منها... 
فاخدتو غنج منها بدفاشة ولفت ناحية نغم مهددتها بصوت محرور: نت ما فيه... تليفون ما فيه... وطلعة ما فيه داعي قلك ما فيه لإنو خلقة مش عارفين نتحرك من يلي عمك ال**** ورطنا فيه تيجي إنتي تكملي علينا والله بدبحك قبل ما تنزلي اسمي بالأرض... وعيشي كمان جامعة ما فيه قاعدة عم تنزليلي كم مادة بكل فصل وغير يلي عم تسحبيهم من شان تضلك هاملة ودايرة على حل شعرك بدون ما تجيبيلي زوج يتزوجك... أبوكي بلش يسأل بناتو ليش ما حد بجي يطلبهم.. ضحكت بشماتة.. مهو مخلف تقيات الشباب نازلين سباق عليهم... بس دباركم عندي أولهم إنتي يا نغم وإنتي عارفة أنا قول وفعل... بس ليروق وضعنا إلا رح ارقص فيكي رقص ما رقصتو بحياتي وفهمك كفاية...
وطلعت من الغرفة طابقة الباب وراها بقوة مخلية صفاء تكمل على نغم مسبات: كلو منك يا *****  ***** شفتي شو سويتي فينا من هبلك يا **** قلتلك سيبك من ***** بس ~~~
نغم ردت عليها بحرة وهي مستمرة بالبكى من الصدمة المارة فيها ومش عارفة حتى بشو ترد من شعورها بعدم الأمان والتهديد من أمها وغير أمها الشخص المجهول الورطانة معو: ان*رسي ما انتي كنتي معاي ~~ 
إلا بصوت أمهم المقاطعهم من غرفة نغم لإنها كانت عم تصحي أنغام تاخد منها التليفون... فسكتوا خوف ما أمهم تيجي تكمّل عليهم لإنو مش بعيدة عنها تقتلهم من كتر مهي مش شايفة الفضا بسبب يلي صار مع الأخت نغم من ورا ابن الخيّال يلي كان عم يصف سيارتو في مصف السيارات وعم ينزل من سيارتو وهو عم يحاكي عاصي يلي ما فيه يصحى بدون ما يصبّح عليه ويشوف تخطيطو للشغل: ايه يا الحبيب استغربت صاحي من هلأ...
عاصي فرك راسو الضاغطو وهو عم يسوق بالسيارة: مش عارف انام بدون ما شوف جنرال ابني فقمت الصبح مريت ع بيت جدك شوفو للكيكة... وهيني طالع ع المستشفى كب بلاي ع حماي... إلا شفتك عم تصف سيارتك... وزمرلو وهو عم يدخل سيارتو جنب سيارتو... فقلت اتصل على ابن ضرغام ازعجو...
فضحك ابن ضرغام بصدمة: هههههه ونطق مكمّل بمزح... لسا ما اشتقت شوفك... وسكر الخط بس لمح عاصي عم ينزل من سيارتو رادد عليه: هادا يلي اجاك على هالصبح...
عبد العزيز ضيق عيونو مطالعو بتعجب: شو هادا يا رجال وراي وراي نسي أبوي يسجلك بالهوية معي...
عاصي قرب منو وهو عم يمد إيدو ليسلم عليه: مش غلط والله بعدين شو اعملك إذا الله بلاك بكرهي فيك...
عبد العزيز سلم عليه وهو عم يرد عليه: والله مو عارف شو قلك غير الله يعيني على كرهك وتعى قابلني إذا بفكر ها زوج ابنك الحلو بس تيجيني بنت بإذن الله هو ناقصني أنا وجعة راس... واجى بدو يترك إيدو وهو عارف عاصي رح يردلو رد من يلي بحبو قلبو لكن عاصي حشر إيدو بين اصابع إيدو وهو عم يطالعو بشك راددلو ع كلامو بشي غير متوقع: خلي ولادنا على جنب وتعى قلي يخي إنتا ومهد ليش هيك كنتوا الليلة عم تطالعوا بعض متل الداخلين تحدي...
عبد العزيز ضيّق عيونو مش بالع هالمهد ورد بكل وضوح: ما إلي معاه شي... بس هو ما بعرف محسسني بعدم الراحة لما بطالعني متل العارفني منيح وبيننا شي...
عاصي هز راسو منيح وضحك وهو عم يحرر إيد عبد العزيز يلي فهم إنو هو عارف شي فنطق فورًا بفضول: هات يلي عندك...
عاصي رد بدهاء: بس تعطيني يلي عندك (قصدو عن كنعان)...
عبد العزيز طالعو من طرف عيونو وهو عم يكمّل ناحية بوابة المستشفى وعم يقلو: العب يا أبو جنرال براحتك...
وعبر بوابة المستشفى متحرك لعند الاسانسير وهو عم يسمع صوت ضحك عاصي النكاية فيه وقام تخطاه بكل برود وضغط على نزول الاسانسير بدون ما يرد عليه بحرف... قام عبد العزيز جكر فيه دخل قبلو بس فتح الاسانسير... فعبر عاصي وراه وهو عم يحك راسو بشقاوة وعم يتفحص بعبد العزيز يلي عم يضغط ع رقم الطابق الموجود فيه عمو مخبرو ليه ما حب يقلو يلي بعرفو: هو بصراحة شي مفضل ما تعرفو بلاش تحرقو حرق المرة الجاية وما تنسى هو أصغر منك يعني لسا عروقو مش زيك... يعني لحمو طري متل ما بقولوا...
عبد العزيز ولا نفس... مش قادر يتحمل شي لإنو مش عارف ليه حاسس الشي يلي بعرفو عاصي إلو دخل بعيلة دهب ولا بنتهم يلي عندو... ففضل الاستغفار على ما يبتلي بدم عاصي المستفز على هالصبح لكنو ما قدر ما يرد لإنو عارفو رح يكمّل فيه استفزاز ع شي اتقل: منيح إذا لحمو طري من شان إنتا يا بابا الحنون وأبو قلب رهيف تاكل الضرب عنو...
وانفتح الانساسير طالع منو وهو عم يسمع ضحك عاصي وعم يردلو: هههههههههه ضرب الحبيب زبيب...
عبد العزيز كان رح يلف عليه يلكمو لكنو فتح الباب ع جدو العم (يلي عم) يتكلم مع جبر القاعد ع الكنبة المجانبة لإلو بكل هدوء... وجت فتحتو متل الداخل على حرب مخلية جدو يوقف كلامو مع جبر ليلف وجهو فجأة يشوف مين هيك دخل عليهم وبس لمح حفيدو مش ع بعضو نطق فورًا بحرص: خير مالك ليه هيك داخل؟
إلا بصوت عاصي الماسك حالو من ورا عبد العزيز: صباح الخير ~
الجد قاطعو وهو عم يبتسم رغم خوفو ع ابنو يلي الله اعلم متى رح يصحى من غيبتو: فهمنا مالو ابن ضرغام طوال ما عرق السوس معو...
وكلهم ضحكوا هون... وقعد عبد العزيز بالوقت يلي عاصي قعد جنبو فلف عبد العزيز جاحرو... وعاصي مثل إنو مش شايف كيف عم يطالعو وهو عم يكلم عمو: والله يا عمي عرفت إنك هون قلت ما فيني ما شوفك يا ضو عيني ووردتي...
الجد نطق وهو عم يطالعو: هات يلي عندك يا أبو ضو عيني ووردتك جيتك هادي وهالكلام اللطيف وراه قرص...
هون جبر ضحك في حين عبد العزيز علق منتهز الفرصة: شفت ما بجي منك مش الورد والريحة الزاكية إلا الشوك ونشفان الحلق...
الجد هون صار محامي دفاع عن زوج بنتو وأبو حفيدو: له ابن ضرغام هادي الشهادة مش مقبولة فيه للأمانة... بعدين تعالوا هون شوفيه إنتا وإياه والقاطع عمك جايين علي من الصبح...
عبد العزيز ضيق عيونو بشك باللي سمعو: ليه عمي كنعان كان هون؟
الجد تبسم وهو عم يطالعهم بشك رافض يجاوبهم الجواب الصح: ههه ليش وين بدو يكون...
عاصي طالع عبد العزيز والجد مش فاهم كلامهم... فنطق بكل صراحة: مش فاهم شو بتحكوا...
الجد اختصرها عليه: مالو مخك سميك يا ولد زوّجتك بنتي عشانك فلتة مش عشان يصير مخك سميك بعدين... وطالعهم بتفحص لافف على جبر القاعد بدون ما يعلق ولا بحرف كعادتو: بالله عليك عيونهم لحالها بتحكي النوم مش طابب عيونهم وهلأ بس يجي كنعان بنشوف شو~~
إلا بصوت فتح الباب هون جبر ما قدر يمسك حالو من الضحك بس شاف عيون عمو كنعان يلي عم تلمع بشكل غريب كيف عم تطالعهم بصدمة بس شاف عبد العزيز وعاصي فعلق الجد: شفت يا جبر صدق كلامي تلاتتهم كانوا مع بعض... ما ضل غير يجي أرسلان ولولا معرفتي ما بقعد معهم ولا لقلت راحت رجال الخيّال... (الجد لسا ما بعرف عن روحة أرسلان معهم ولا حتى بعرف عن كلام سطام معهم لكنو بعرف الليلة راحوا شافوه بس مين كان ومين حضر وشو صار ما بعرف بالزبط لإنو كلامهم بخصوص يلي قالوا سطام لازم يكون بقعدة خاصة مغلقة لحالهم فيها مش على التليفونات ولا قدام أي حدا من رجال العيلة)
فضحك جبر رادد بمزح مع الجد يلي صار يضربو على فخدتو بمزح لطيف لإنو هو وجبر جايين عليهم وهادي فرصة من دهب للجد معهم: هههههه انا معك يا جدي شكلهم متل المسوين شي...
كنعان طالعهم وهو ما عندو مراق ليخرب فرحتو من الفجريات من بعد ما رجع ع الكوخ كرمال بنت دهب يلي هربت منو للحمام ومقفلة الباب عليها لسبب مش قادر يفهمو لحظتها فدق الباب عليها كرمال تفتحو وتاخد منو الفحوصات والمقويات يلي جابلها إياهم كرمال تصير صحتها أحسن سواء حملت أو ما حملت... لكنها هي الخايفة منو والموجوعة من جسمها رفضت تطاوعو وكابرت على وجعها وقعدت بصعوبة على الأرض ورا الباب بحركة أمان لنفسها إنو ما رح يدخل عندها لكنو هو استمر يدق الباب وهو عم يهددها: إميرال افتحي الباب لأكسرو عليكي...
فبكت بصوت رافضة تسلم حالها للخطر الغير قادرة تتحمل عقباه... وهي عاجزة ترد عليه بشي يحل كل هالفوضى يلي بينهم... ما بدها يصير شي... توقف هون وخلص... بس وين يا حسرة... الحياة هي عبارة عن محطات من التغيرات والتطورات يلي ما فيه الانسان يتحكم فيها لكنو ممكن يتفاهم معها بتقبلها ومحاولتو ليحسّن منها إن قدر... لكنو أبداً ما فيه يتحكم فيها لإنها مش ملكو دامها مش من صنعو... ومعرفتها بهالشي حيّرها وجزئها لاشلاء بين الوجع والبرد والخوف والتفكير والتوتر والقلق والذهول خلال دقايق بسيطة...  وهالضعف هادا دفعها بعجز لتقوم على حيلها وتوقف على ركبها لتفتح الباب للوسط وتكشفلو عن وجهها كرمال تواجهو وما تضلها بالمشاعر العايمة فيها ونطقت قبل ما يكلمها بحرف واحد من بين فكها المرخي طالبة منو عهد لإلها وهي متقصدة ما تطالعو عشان ما تحس بضعفها للحاجة ليكون جنبها ويداويها بس تشوف عيونو يلي عم تطالعها من فوق لإنو أطول منها بكتير دامها واقفة على ركبها بدل رجليها: أحلف ما رح تضرني إذا طلعت حامل...
كنعان مش فاهم هادي شو عم يدور ببالها عشان تفكر إنو ممكن يضرها... هو لو بدو يضرها كان ضرها من أول ما تعرف عليها ولا حتى من أول ما رجعها من عند أهلها بعد يلي عملتو فيه فنطق مسايرها بأعجوبة من بين اسنانو: إنتي عارفة أنا ~~
قاطعتو بنبرة عدم تصديق لإنها ما بدها غير عهد منو باسم الله لتضمن حياتها مع ابنها الجاي على الطريق لإنها عارفة ابن شامخ الخيّال لما بحلف باسم الله ما بتنازل عنو لو شو ما صار لإنو بخاف ربو وبخشاه لدرجة إن عجز يوفي بالعهد بحاول يعوض بما يرضي الله... فهي لهيك بدها عهدو كرمال تضمن نفسها معو ومع أهلو قد ما بتقدر في المستقبل البعيد: ما بدي غير عهدك بالله ما تحرمني منو وتبعدني عنو إذا كنت حامل...
كنعان انجن هو بشو بفكر وهي بشو بتفكر... ومن الطبيعي تفكر هيك وهي عندها عيلة متل ال****... فرد بنبرة غليظة وهو مو عارف ليه سعادتو لتكون حامل تلاشت فورًا مع هالكلام: وعهد مني والله شاهد ما راح احرمك منو... ومدلها فحوصات الحمل كرمال تاخدهم منو... إلا بفتحتها الباب كاشفة عن نفسها وهي عم تسند حالها على أطار الباب كرمال توقف على رجليها... فأجى هو بدو يساعدها لكنها رفضت وجت رح تقع لكنها قبل ما يساعدها كانت ساندة نفسها وهي عم تسمعو عم يتمتم باحتقان مع نفسو... ومدت إيدها تطالعو وهي منزلة وجهها المحمر من البكى والوجع غير راغبة تطالع عيونو من الفوضى الحاسة فيها... ومن الخزي المسيطر عليها.... وهو جن وما عجبو تجاهلها إياه ولا تقبّل اخدها التعهد منو وكأنها ما بتعرفو... فقرب منها مغطيها بظلو ومعلق الكيس على إيدها وهو عم يقلها: ما بحب شوفك هيك هشة... ما بحب شوفك هيك عم تكسري حالك... أنا دخلتك حياتي بسبب صمودك وقوتك وعنادك وإنتي ما وراكي حدا ولما صار وراكي حدا رحتي بدك تكسري حالك... على الأقل حاولي قدري فرصي معك بانتهاز متل قبل... وبرري ووضحي لإنو ما تتوقعي مني خليكي عندي وإنتي متكتمة ع اللي صار معنا بسان مارينو... فقوي حالك من شان تضمني نفسك مع يلي جاي...
ولف مبعد عنها تاركها تفكر باللي قالو وهي عم تطالعو وهو عم يبعد عنها معطيها ضهرو... 
هي مش غبية بس مش حابه تكون ذكية لدرجة تنغر في ذكاها وتطلع فاهمة كلامو غلط... فجت بدها تستوقفو وتطالبو يأكدلها يلي عم تفكر فيه... بس ما قدرت تواجهو لطالما مش عارفة شو نتيجة الفحوصات يلي جابلها إياهم... فطبقت الباب وراها مستشعرة بحقيقة كلامو لما كانت لحالها برا ما كان في اقوى منها بس هلأ وين قوتها عنها... أصلًا إذا هلأ كانت قوية قدامو مش رح تكون غير جاحدة ووقحة بعيونو... 
حيّرها هالانسان... بالأول وثّق زواجهم بعدين خفف قيودو عليها وهلأ بقلها هالكلام بعدين معاه... ما يقلها من الأخير شو بدو... فسندت حالها على الباب مش متحملة حالها مع اللخبطة يلي دخلها فيها هو يلي كان عم يضغط على حالو لإنو ما بحب يشوفها هيك مكسورة بالفعل... هو شافها ضعيفة بحالة وحدة بس لما تمرض... بس بمحلات تانية من سابع المستحيلات يشوفها ضعيفة فيها.. لدرجة ممكن تقاتل يلي قبالها بدون ما تهتم هو مين... قوتو شو... منصبو شو... بس هلأ معو صارت تحسب حساب لإلو وتحسسو بالخيبة منو هو لإنو ما رح يقف معها هون... إذا هو متل الغبي تنازل عن قوانينو بالحياة بس كرمالها... يبقى شو حال هلأ... وهادا يلي قهرو لإنو ما زال ع نفس الطبع معها... هو رح يحميها من شرو قد ما بقدر... بس هي بالمقابل لازم ما تسلملو حالها هيك... هو ما بحب الضعف... هو ما بحب الهشاشة... بكرا لطلعت حامل وجابت هالولد ودخلها بيت العيلة وهي بهيك ضعف رح تدخْلو بازدواجية ما بترحم فيه مع حبو لخواتو ولإلها... ولكرهو للظلم والخنوع... لهيك ترد لنفسها وتتسيّد نفسها كعادتها كرمال تهون عليه المعارك يلي رح يدخلها كرمالها... فتنهد موقف عقلو عن التفكير لقدام باستباقية لأحداث وبافتراضيات ممكن ما تصير ويحرق حالو على الفاضي فيها طول ما هو مش عارف شو نتيجة فحوصات الحمل... فتوقف على رجليه متحرك لغرفتها بدو يستعجلها تخبرو بنتيجة الفحوصات الحمل يلي جابلها إياهم من شان يحط النقط على الحروف وما يعطي عالم الافتراضات دقايق زيادة من وقتو وفجأة توقف بعد ما دخل غرفتها رافض يضغطها لإنو بكفيها يلي فيها... فمسح على راسو متحرك بغرفتها رايح جاي مستني فيها تطلع... بس عبس بنت دهب طولت فأجى بدو يعجلها لكنو رد وقف نفسو وهو مناه يعرف شو عم تساوي لهلأ... سنة بدها لتعرف إنها حامل... هو من الطبيعي يفكر ويحس هيك من تلهفو ليعرف إذا هي حامل عنجد ولا لأ... بدون ما يعطي بال لردة فعلها هي مع نفسها إذا طلعت حامل ولا لأ... 
ففرك إيديه مستني فيها هي يلي انفجرت بكى من السعادة لمجرد ما عملت أربع فحوصات وكلهم أعطوها بشارة الحمل وهالشي خلاها تعجز توقف على رجليها وتحس برجفة لإنها طلعت حامل وفي طفل عم يكبر جواتها متل بنت عمها يلي كانت تحس حالها أقل منها.... فبكت من كل قلبها من بين رجفانها وهي عم تقعد على غطا التواليت لإنها حامل وهتصير أم... فشكرت ربها بسرها على هالمفاجئة الحلوة يلي رح تغيرلها كل حياتها... فمسحت دموعها بس تذكرت يلي عم يستناها برا قريب النص ساعة... فبسرعة عدلت فوضى الفحوصات وتحركت ناحية الباب فاتحتو وهي مش حاملة بإيدها إي جهاز فحص للحمل وعيونها عم تطالع ببعيد بالمستقبل القريب... وفي دموع غصب عم تنزل على وجهها من فرحتها والقوة الرهيبة الحاسة فيها لإنها بدها تكون أم غصب عن الكل لطالما هو حق من حقوقها... ورغم إنو حق من حقوقها شو الضمان إنها بتقدر تحافظ عليه...  بداية حصول الشي ولا وقوعو لا يعني بقاؤو...  لهيك ما رح تخجل لتظهر قوتها بعد العملة يلي عملتها فيه من شان مساعي أهلها... لإنها جد هي بس حبتو كلشي تغير عندها لدرجة رفضت تكون طوعهم... وهالشي ممكن بغفرلها إياه عندو ودامها هي طلعت حامل منو واخدت عهدو لازم تحاول بكل ما تملك من قوة لتحارب من شان يلي عم يكبر جواتها... فرفعت راسها حاسة فيه هو يلي عم يقطع المسافة لعندها بدو يتأكد من يلي حاسو... لكنها صدتو ناطقة بنبرة دفاع وهي عم تمسح دموعها: أنا حامل... وكملت مشددة ع حروفها وهي عم ترفع عيونها لتطالعو بعيونو يلي بتعشقهم بدون ما تتعمق فيهم ببرود كرمال تثبت حالها قدام معو: ما تقرب مني ... هيّك عرفت النتيجة خلص روح واتركني وجودك هون عم يتعبني... ما بدي شي غير تتركني حس بالهدوء والراحة وما فكر شو رح تسوي فينا... خليني عيش بكذبة بس تكون كذبة حلوة لو لفترة بسيطة...
كنعان لف حواليه مش عارف شو يعلق إعلانها حملها خلا عواطفو تتفجر جواتو لدرجة تخيل الشي كأنو واقع مش رح يصير إلا صار وصار ماضي كمان كأنو قبل ثواني بسيطة كان عم يحمل ابنو على إيديه وهو حاسس الفرحة مش واسعتو من سعادتو بابنو الأول يلي اجاه بعمر التلاتين... وشو قلبو رق عليها بزيادة مش كحبيبة إلا كأم ابنو الجاي بالطريق وقرب منها رافض يخرب فرحو بمعرفة حملها بتفكيرو بتجديد العقد وشو نهاية أخوه وعيلتو مع عيلة دهب... ومسكها من وجهها بايسها على جبينها وهو عاجز ينطق بحرف من فرحتو المش واسعتو وفجاة نطق بشي غير متوقع لإلها: الحمدلله يلي ربنا خلاني عيش لهيك لحظة... وباسها على جبينها للمرة التانية وهو عم يعاملها برقة لأول مرة بتحس فيها وبنبرة صوت جديدة عليها: لازم تديري بالك على صحتك وصحتو... ورد بايسها على وجهها بشكل متوزع مش حاسس في ذهولها من شعورو بأجنحة السعادة عم ترفرف فيه بعالم نشوة المشاعر لدرجة فاصلتو ليحس بكلشي حواليه ومانعتو يفكر هل قربو منها حلال ولا حرام...
وشو ردة فعلو خوفتها لتصدقو ويطلع بالأخير عم يطبق كلامها بخليني عايش بكذبة حلوة... فحاولت تبعدو رافضة التمثيلية الخايفة تصدقها وتكسر حالها فيها: عم تخوفني بعد عني...
ضحك مسايرها متل المتعاطي السعادة بأقصى جرعاتها من الدهشة من سرعة تجلي هدفو ليخليها ربو تحمل منو... فرجع لورا مأشر: ما تتحركي كتير رح خلي حليمة تحطك بعيونها وعلى كفوف الراحة...
هزت راسها ما بدها شي غير يروح من شان تستوعب هي شو بدها.. وما حل عنها إلا بعد ما تأكد حليمة حواليها... وبعدها طلع على المحلات يسد ديون الناس ويوزع مصاري على الأولاد الصغار يلي عم يلمحهم بالشوارع طالعين يلعبوا بفرودهم الخرز وبالفوتبول من شان فرحتهم بأجواء العيد... وبعدها اتصل على أبوه يشوف وينو من شان يقابلو وهو حاسس حالو مو محروم النوم إلا شبعان النوم... وما بدو شي هلأ غير يشوف أبوه لإنو رح يصير متلو ويحس بمتل ما كان يحس معاه وهو طفل صغير... لهيك بس وصل أبوه صدم بس شاف عاصي وعبد العزيز قاعدين مع أبوه يلي كان نفسو يكون بس محصور عليه ليطالعو بعيونو بدل ما يخبرو بلسانو عن حمل مرتو بالوقت الحالي من شان حالة جابر.. فتنهد مسكر الباب وراه وهو عم يعلق بكل صدق لإنهم خربوا عليه تخيلو ليكون مع أبوه لحالهم: لسا ما لحقت استفقدكم..
عاصي رد عليه بمعايرة: صحلك إنتا وابن اخوك...
كنعان تبسم بوجه أبوه وهو عم يقعد جنب عاصي رافض يعطيه أي محاولة ليخرب عليه فرحتو لو حتى بالمزح... ونطق: أيوة بشو كنتوا تحكوا..
عبد العزيز لف راسو مطالعهم كلهم وهو عم يسمع جدو عم يردلو (لعمو كنعان): لسا ما حكينا... ولف على عبد العزيز موجهلو الكلام... أيوة يا ابن ضرغام هات يلي عندك...
ابن ضرغام بلع ريقو وهو عم يرفع إيدو حاكك تحت أرنبة أنفو بتحفظ ونطق بالمختصر المفيد: أنا بقترح يا جدي بخصوص وضعنا الحالي نفتح المحلات والشركة وفروعها بالتدرج بعد ما نحط قناصين على اسطحة املاكنا بشكل مدروس وبميزانية محددة... وغير هيك بعد العيد بالزبط رح تجيني التقارير والاحصائيات التقريبية لكم رح نكسب ونخسر بمتل هيك ظرف وشو افضل شي نكمّل فيه وكم رح نخلي من الموظفين شاغرين عن العمل و وحتى يلي بشتغلوا عن بعد لحد قديه رح يفيدونا بشغلهم وبتعرف عدد الموظفين يلي حالياً عم يشتغلوا بالشركة لا يتقارن باللي قاعد بالبيت... بعدين موضوعنا مع عيلة دهب مفتوح لازم نعمل متل احتواء وتقييد لخطواتها المتوقعة وغير المتوقعة بس بنفس الوقت ما بدنا نشطح بالتوقعات وبِصِدق ما بتوقع عيلة دهب رح تهجم على املاكنا بعز النهار وخاصة إذا عمالنا وموظفيننا فيها يعني جاسر مجنون بس مش لدرجة يتصرف بعشوائية... بالنهاية ارباحنا مالها دخل بالتار يلي بيننا لكن إذا عيلة دهب حولت الصراع من الدم لارباحنا هون الموضوع غير وبفضل ننقل استثماراتنا لبرا أو نفتحها بأسماء ما بترتبط بأسماء الخيّال... وممكن شراكة بس يلي رح يدخل معنا شراكة شو شروطو واحنا شو شروطنا بعد ما خلينا اسمنا معروف بفضل الله بين الناس... لهيك الشي شوي ضبابي وبحس يعني لازم بأسرع وقت نرجع لفتح كل املاكنا لإنو حراس ومعنا لله الحمد...  وكمان ما تنسوا المشكلة معنا مش مع الناس فيعني ما في داعي نأخر الشي أكتر من هيك...
الجد هز راسو وهو عم يتعمق بكل كلمة قالها: مزبوط كلامك وانا معك باللي قلتو لإنو شغلتنا معهم إلها دخل بالدم مش باملاكنا وما بتوقع عيلة دهب يلي كلها على بعضها قردين وحارس هتودي حالها للتهلكة...
وفجأة إلا اندق الباب فكلهم اتطلعوا بالجد مين الجاي هلأ مستحيل يكون أرسلان لإنو أرسلان بدخل بدون ما يدق.. الجد هون تبسم بوجههم ناهي توقعهم: صحابي اجوا يشوفوني ويتطمنوا على ابني جابر فيلا من هون بلا مطرود...
هون جبر بس شافهم كيف عم يطالعوا الجد بصدمة كيف بطردهم انفجر ضحك وهو عم يقوم يفتح الباب مستقبل صحاب الجد... والجد بسرعة استغل حركة جبر مقرب من عبد العزيز خطف مخبرو هالخبر الصاعق وهو عم يطالعو مع عاصي وكنعان المركزين معو بالكلام: عمك جميل صار بدو يبات هون لاقيلك دبرة...
عبد العزيز بسرعة بعد عنو بس سمع صوت صحاب جدو: طيب خلونا احنا نتسهل... ولفوا تلاتتهم مسلمين على صحاب الجد شامخ وهما متل المخبوطين على وجههم لإنهم ما كانوا بدهم يطلعوا من هون بس الغرفة هيك هتصير ضياق فلهيك احترموا حالهم وانسحبوا من الغرفة رغم اصرارهم ليبقوا معهم ويكسبوا شوفة هالوجوه الطيبة لكنهم رفضوا باحترام وطلعوا مطالعين بعض وهما عم يبتسموا بتعجب.. فعلق عاصي وهو عم يمسح على راسو: عمي بايعها معنا الشغلة خالصة المهم هلأ على وين رح تروحوا...
عبد العزيز رد عليه وهو مذهول من جدو لهلأ: عندي كم شغلة اعملها وأكيد بدون دعوة جاي معاي.. ولف على عمو كنعان: وإنتا بدك تيجي معنا...
كنعان طالعهم بتفكير: على وين العزم انشالله...
عبد العزيز مد إيدو ضاغط عليه يمشي معهم: مش رايحين ننبسط احنا رايحين ندفع للناس من شان المشروع مدينة زاد يلي عم نشتغل عليه ودام الشغلة فيها شغل رح تيجي بلا تفكير مستر أدمان شغل...
كنعان تبسم بوجهو لإنو هادا المطلوب هلأ يشتغل كرمال يفرغ طاقاتو الجبارة فيه من السعاة الحاسس فيها من خبر حمل بنت دهب ومشي جنبهم ضاغط على زر الاسانسير كرمال يفتح وما لحق يضغط إلا هو فاتح فطلع فيه قبل منهم وبس دخلوه وراه تسكر الباب عليهم... رفع وجهو سائلهم: بالسيارة رح تفهموني شو قصتكم مع جميل... 
عاصي تكتف مطالع عبد العزيز يلي عم يحك حاجبو لإنو مش حابب ياخد ويعطي بهادا الموضوع...  ونطق وهو عم يسند حالو على مراية الاسانسير: ما فيه قصة بمعنى قصة بس بتعرف عمي جميل مالو مربط... شغلو أولًا ومش دايمًا حاضر بيننا فيعني إذا وصلو اتصال كرمال شغلو ركض يشوف شو فيه وملا بتلاقيه غير سفر (مسافر) على الأردن أوروبا وجدي يعني حاشرو حشر هادي الفترة بس متل ما إنتا شايف بس تفرغ من شغلو صار بدو يبات وينك من قبل... 
كنعان مسح على أنفو شاكك بشي بس تذكر شوفتو مع عمتو نداء في سفرتهم لإلمانيا والموضوع حيرو لإنو يعني اجى يشوف العمة بالسر بدون ما يقلو ولا حتى يفكر يشوفو فمفكرو يعني إذا راح يشوف معرض شخصية معروفة من سان مارينو مقرب من عمتو يبقى هو بعيد عنو وما رح يشوفو لكنو صار شي واضطر يرجع للفندق وصدمة بس شافو واقف مع ناس مخيفة معروفة بعالم الجريمة والمخدرات... فسحب حالو مراقب من بعيد وشاف أشياء صدمتو فيه لدرجة ما قدرت تخليه يضلو مكانو لإنو لو بقي مكانو لنزل فيه ضرب والاحترام على الآخر راح بينهم لكنو فضل يمثل الجهل معطيه فرصة من حالو لبالو ينردع وجت قصة أخوه وبنت دهب نسوه كلشي... فمسح على رقبتو متل المهموم وهو مش منتبه على عيون عبد العزيز وعاصي عليه... وتنهد على فجأة معقب على كلام عبد العزيز قبل ما يفتح الاسانسير: ليه هو وجابر في شي بينهم...
عبد العزيز ضيّق عيونو وكان رح يستوقفو لكن فتح باب الاسانسير وشوفتو لكم زاير سكّتوو... فمرقوا من بينهم وعيونهم عليهم من طولهم ولبس الكاجوال الرهيب عليهم وكملوا من تم ساكت لباب المستشفى وفجأة تكلم عبد العزيز مذكرهم: بسيارتي رح نروح... وحراسكم بتدبروا بسيارتكم... 
عاصي رد عليه وهو عم يمشي لناحية سيارة عبد العزيز المصفوفة بجنب سيارتو: ما بدها تفكير... 
فضغط عبد العزيز ع ريموت سيارتو وركبوا فيها متحركين بعد سيارات الحماية لبرا المستشفى ولف عبد العزيز وجهو لكنعان القاعد جنبو: عمي شاللي خلاك تفكر تسأل هيك شي؟
عاصي قرب منهم وهو حاطط حزامو الأمان من الفضول ليسمع يلي عند كنعان... بس كنعان ما رد على سؤال عبد العزيز إلا ردلو السؤال بالسؤال: ليه ما بدكم إياه يبات عندو إلا إذا خايفين منو عليه...
عاصي هون ضحك بمرار: ههه ابن شامخ بدك تنشف ريقنا يلي عندك طلعو وخلصنا... 
كنعان تكتف بتحفظ معلق: ما في عندي شي بس يعني في شي ناقص باللي عم تقولوه لو إني ما عايشتكم ولا ما بفكر زيكم كان بتقدروا تضحكوا علي بهالكلام... ولف مطالعهم بعيونو بمواجهه مكمّل... مفكرين إنتا وإياه عشاني غالب الوقت برا مشغول ما في داعي أعرف شي عن يلي بصير هون...
عبد العزيز ردلو بالمثل: على أساس حالك باللي متكتم عليه أحسن... أكيد تكتمت على يلي عندك لإنو إلو علاقة بعمتك... وما بدك تحكي عشانها لإنك عارف رأينا فيها...
عاصي انسم بدنو شو بكره هالعمة وسيرتها فبعد عنهم متكتف بمرار معلق: إلا ع ذكر سيرتها وينها ما نورت تتطمن على ابن أخوها ولا بس بتقلق على الكيف...
كنعان ما جاوبو فورًا من الضغط الحاسس فيه لإنو قاعد بعصر ذاكرتو بمواقف حصلت على نظرو ولا على سمعو وما فهمها كفاية غير هلأ فما بدو ينطق قبل ما يدرس كل شي ورد بشي مشفر بلغتهم القاعدين عم يحاكوه فيها:ما بتوقع يلي بعرفو غير عن يلي بتعرفوه... 
تبسم عبد العزيز مجاملة وهو حاسس بمرار من ذكر سيرة عمو معلق: بفضل ما نكمّل بالموضوع لإنو نقاش عقيم فبقول خلونا ناخدلنا شي ناكلوا ونشربوا لإنو على لحم بطني من بعد المشاوي يلي عملهم عدنان...
فنطق عاصي باعتراض: أنا ما تطلبلي شي لإني بدي نام... ورفع رجليه متمدد بالجيب... قارص كنعان بكلامو من كتر مهو مستفز من ذكر سيرة عمة كنعان واللي بتكون عمة مرتو: أخ كنعان هادي المرة باقي ولا ملحق عندها (قصدو ع برا عند عمتو نداء)...
كنعان ركى حالو على الشباك مش حابب يجاوبو فسلكو عبد العزيز يلي عم يسحب نظارتو الشمسية من على جنبو لابسها: أبو جنرال شكلك محضر حالك تنزل بين هالرووس وتقول يا قطاع الرووس... 
أبو جنرال رد مشتاط: سيب أبو جنرال بحالو لإنها واصلة معاه لفوق فخليني نام كف بلاي عن ابن شامخ واخت شامخ...
فضحك عبد العزيز وعاصي وهم عم يوقف على جانب كرمال يطلبوا أكل وشي يشربوه وهما بالطريق لإنو نهارهم طويل... وما صدقوا ياخدوا طلبهم ليتابعوا طريقهم ويلتقوا بمحاميينهم ومحاسبينهم والبياعين في عدة نقاط ليشتروا الأراضي المعنيين فيها... وبعدها تحركوا لمركز عاصي عارضين الأوراق يلي بتحتوي بأهم معلومات الشخصية للملاكين الأراضي المعنيين يشتروها من شان يعرفوا كم يضاعفوا سعر الأرض كرمال يضمنوا يشتروها بأسرع وقت وإذا في حالة ما بدهم مصاري  شو بقدروا يعرضوا عليهم أملاك بدالهم... وبعدها رجعوا ع بيت الجد يقعدوا شوي مع العيلة وشو كانت الرجعة ممقتة لإلهم من صوت الأولاد الصغار وصوت القرآن الشغال وأوامر وفاء للخدم بخصوص التنظيف والترتيب بشكل مبالغ فيه كرمال تفش خلقها فيهم من الضغط الحاسة فيه: تعالوا نظفوا هون...
-يا علا!
ـيا رولا...
-يا سونيا قيمي... حطي..
ـخلوا عيونكم على الأولاد...
وعاصي بس شاف الوضع ضجة أخد ابنو معاه ليشبع منو لكنو رفض بدو يبقى مع ولاد خالتو أمل وجنب ماما جوري يلي حس معها بمشاعر الأمومة المحروم منها من أمو البيولوجية... فاضطر يروح بدونو في حين كنعان تأمل مجد وجنرال ورقية بنظرات مسروقة تما حدا ينتبه عليه وهو عم يطالعهم كرمال يقدر يتخيل شو شخصية ابنو هتكون ولمين رح يطلع بالشبه والحركات... وفورًا بس ضاج من صوت خواتو والتلفزيون انسحب هو لينام بغرفتو يلي بالطابق التاني أما عبد العزيز تحرك لبيت أبوه  تارك أمو وأختو مع الخدم كرمال يجهزوا العشا لإنو رجالهم رح يجوا يتعشوا مع الجد فهو اختصرها على حالو لإنو خلص ما فيه حيل يضلوا صاحي فصلا المغرب والعشا جمعًا بعد ما آدن المغرب... ونام بالصالون رغم محاولات أمو بس لقتو نايم بالصالون ليقوم ليتريح لو مش بجناحو بغرفة الضيوف القريبة منو على الأقل... لكنو رفض مكمّل نومتو فغطتو قارئة عليه من الحسد والعين... وبعدها طلعت تقرألها قرأن تاركة جوري ببيت الجد تمارس أمومتها على الكيكة جنرال تحت ضغط عماتها... ولما اكتفت من الوضع وحست جدها والرجال قاموا يصلوا العشا جماعة سحبت جنرال معها يلي غفى على إيديها من التعب كرمال ينام جنبها بجناحها وانصدمت بس شافت عبد العزيز نايم بالصالون... وخافت يكون صاير شي بينو وبين جودي... فبسرعة طلعت على جناحها منزلة جنرال بنص سريرها مغطيتو منيح وسحبت تليفونها من جيبة جاكيتها اللابستو لإنها بلشت الدنيا تبرد بزيادة عندهم دامهم قربوا على موسم الخريف... وبسرعة بعتت للست سمية ( بقدر احكي مع جودي)  بس للأسف الست سمية ما ردت عليها لإنها كانت ناسية تليفونها جواة غرفتها وقاعدة برا في الحديقة عم بتعد بخططها التعليمية والمهاراتية ع التابلت بشكل علمي مدروس لمرت الخيّال يلي مش دارية شو عم يستناها بكرا من ورا مزاجها السيء بشكل لا يحتمل من صدمتها لطلوعها من قوقعتها الصارلها سنين مقفلة عليها ومانعة حتى نفسها تدخلها... ومن قرب ابن الخيّال منها وحنانو معها وهي بقمة الوعي للي عم يصير فيها... كرمال هيك كانت مش طايقة تشوف حد ولا تحاكي حد وفضلت  تقضي يومها تجاهل للست سمية وعبادة وأكل وقراءة بدون توقف تما تفكر باللي صار الصبح... 
بس النهار مرق وحل الليل والسواد اشتد برا والست سمية ردت للبيت لتنام بأسرع ما يكون من تعبها وهي قاعدة بتعد بخططها الأولية... وفجأة توقفت مكانها بس شافتها قاعدة بالصالون لحالها وهي عم تطالعها بنظرات مش مفهومة إلها من الضو الخافت الضويتو جنبها واللي حتى ما بنور غير عليها فنطقت سائلتها كرمال إذا بدها شي منها تساويه: بنتي بدك شي قبل ما ادخل غرفتي؟
جودي هزت راسها برفض لإنها حابه تكون لحالها فدخلت الست سمية غرفتها وهي عم تقلها: تمام وتصبحي على خير يا حلوتي...
جودي طنشت كلامها مرجعة نظرها للشباك تطالع برا بفتور وبدون تفكير...  
فطبقت الست سمية الباب وراها تاركة بنت قلبو لحالها بالصالون تطالع بفراغ من الصدمة الحاسة فيها وفجأة حست بفراغ لوجود ابن الخيّال... وانتبهت ع شي واحد غير شوقها ليكون حواليها إنو مُتَوقع بأي لحظة يجي فركض ع فوق بدها تغصب حالها على النوم بس كرمال ما يكمّل معها جلسة افتح قلبك يلي صارت معها الصبح... ناقصها تتعرى قدامو ويعرف عن أبوها وسواياه معها...  يلي يا ويلها إذا تكلمت عنها وأبوها دري ع هالشي...  فنامت وهي عم تفكر بأبوها وخوفها منو لدرجة صحت من نومها مفزوعة من صوت أبوها وهو عم يصرخ عليها وجاي ركض لعندها بدو يريبها بالضرب... وصارت تتلفت حواليها وهي عم تسمي على حالها بسرها وعم تنادي على عبد العزيز: عبد العزيز... عبد العزيز...
ومدت إيدها مش شايفة شي من طفى ضواو كل جناحها وعدم تشغيل ضو اباجورتها ومن تنزيل البرادي لمنع انارة الحديقة الخارجية لتنور شوي غرفتهم النوم... وبس ما سمعت صوتو أو حست بدفاه جنبها ادركت ابن الخيّال ما روّح ع البيت فركض قامت تضوي الضو وهي خايفة بدونو هو يلي خلاها ترد تكبوس بأبوها وتفكر فيه وهي صاحية بعد ما كانت تكوبس فيه وهي نايمة... وتحركت لعند الشباك بعد ما سحبت الرواية يلي جابتها من غرفة عبد العزيز يلي جابلها إياها هدية مع بقية الروايات بعد ما روحها من المستشفى من عدة أسابيع... وقعدت على الكرسي منتظرة فيه يجيها بعد ما فتحت البرادي... لكن الثواني والدقايق عدوا وصاروا ساعات وهي قاعدة متململة بين عين ع الشباك وعين عم تكمل بالرواية يلي ماسكتها بإيدها واللي محسستها إنها بتعرفها فسكرت الرواية قارئة العنوان كمان مرة (سارا كرو) وردت كملت شاكة عم تشوف اسم اميلي والآنسة منشن... معقول هادي الرواية بتشبه قصة سالي يلي كانت تحضرها على السبيستون... فقرأت فيها ناسية ابن الخيّال من كرهها للبنات الغيرانات من سارا اللبقة واللي زيها مالها أم في الرواية... وفجأة بكت من كل قلبها على حال سارا بس وصلها موت أبوها وافلاسو وشو تمنت لو عبد العزيز موجود كرمال تحط راسها على صدرو وتبكي من كل قلبها  من غصتها من أبو سارا لإنو ليش أبوها تركها في مدرسة الداخلية بعيدة عنو كتير إذا هو كان بحبها... 
ما هي بعمر صغير على مدرسة داخلية.. وبموتو وافلاسو كمّل عليها... ليه ما فكر فيها بشكل ابعد... ليه ما جابلها ماما تانية... فرمت الرواية محرورة ورفعت إيديها ماسحة على بطنها محاكية بنتها ساندي بعد ما مسحت دموعها بكلام عشوائي: ماما أنا زعلانة كتير... أبوكي ما روّح... أنا صح ما بدي إياه زي امبارح بس بدي إياه زي قبل...
وردت مقربة من الشباك منتظرة في حفيد شامخ يرجعلها... بس للأسف الشديد كان ابن الخيّال غاطط بالنوم على تقيل لكن في شي صحاه وخلاه يفقد قربها منو فصحى يدور عليها وبس حس إيدو نزلت بالهوى بعدها خبطت بالأرض بدل ما يمسكها ويحس فيها.. بسرعة رفع حالو منتبه هو وين نايم... فبسرعة سحب تليفونو يشوف الساعة كم إلا كان ضايل الفجر ربع ساعة... فركض على جناحو ليتوضى ويغير أواعيه كرمال يروح يصلي مع جدو يلي سنين تعود يروح معاه على الجامع... وما لحق يطلع من البيت إلا لقى جدو قاعد مع عمو كنعان وعمو جواد يلي كان مروح من ورديتو من المستشفى فتحرك لعندهم مصبّح عليهم: شو هاللمة الحلوة الله يحفظها يا رب ويديمها...
وسحب كرسي قاعد عليه وهو عم يسمع رد عمو جواد عليه بعد ما سمع رد جدو وعمو كنعان على كلامو (امين): يسعدلنا قلبك يا غالي... شو شايفك نايم هون بدل ما تكون عند عمك...
عبد العزيز تبسم بوجه عمو وهو عم يحك راسو لإنو جد باللي عملو أرسلان معاه العصر انقذو ورحمو فيه لما فكر يتصل عليه ليعرض عليه يبات بدالو وبخلي زميلو يداوم عنو الليلة من استنتاجو إنو مواصل من امبارح وما غمضتلو عين متل هو يلي نام منيح بعد سهرة امبارح بس سمع جدو بكلمو (لعبد العزيز) كرمال يطمن شو صار معهم بالشغل: أبو جواد (أرسلان) طلب مني عصريات امبارح يبات عندو وأنا ما رديتو خايب بتعرف معزة ابنك عندي...
العم جواد رد عليه وهو عم يضغط على كتفو لإنو قاعد قريب منو: الله يعزك...
عبد العزيز تبسم بوجهو وهو عم يلف عيونو لجدو: شو مش ناويين تصلوا بالجامع..
الجد رد عليه بهدوء: لأ رح نصلي جماعة مع رجال الحراسة والله حرام يتأخروا على صلاة الفجر ولا تروح عليهم هي وغيرها من الصلوات بس عشان يحموننا واحنا عم نصلي بالجوامع ونقعد قعدتنا مع الصحاب... فبنكسب أجر فيهم وفينا...
عبد العزيز هز راسو بتأييد: صدقت فيها يا جدي كلامك بمحلو... وعدل قعدتو مطالع عمو كنعان القاعد بكل اطمئنان عجيب بينهم وبدون ما ينطق بأي حرف من أول ما قعد قبالو... فتنهد متجلي بالجو الحلو قبال قصورهم واللي ما بشبه جو فيلة أهلو بالشمال... ورخى ضهرو على كرسيه مبسوط بلحظة الصمت بينهم... وصفن باللي صار معاه الصبح وهو غير مصدق إنو صار... كيف قدرت بنت قلبو تبوحلو باللي ما توقع يكون محبوس جواتها من سنين... هو وين باقي عن الرسوم المتحركة يلي كانت عم تحكي عنهم... بس يفضى بأقرب وقت بدو يروح يحضرهم كرمال يفهم هي عن شو كانت تحكي... وتبسم ع فجأة بس تذكر عجزو ليرد عليها متل أي زوج بس يشوف حزن مرتو: ما تخجلي من وجعك بحب تشاركيني فيه... ما تخاف ما رح احرجك ~~
فتبسم ناهي تفكيرو بهالردود يلي إذا سمعتهم منو رح يغمى عليها فبدل ما يكحلها يعميها... فاجى رح ينفجر من الضحك لكنو كبتها بس صحي على حالو ولقى جدو وعمامو عم يطالعوه منتظرين يفهموا شو سر هالابتسامة وهالضحك على هالصبح فنطق باعد الشكوك عنو بخصوص تفكيرو بمرتو: والله ما توقعتها منك يا جدي تطردنا بالمستشفى...
الجد هون ضحك غصب: ههههههه والله يا حبيبي إذا انتوا وصحابي تلاقيتوا القعدة بتطول بس عم نحكي عن الشغل يلي ما بخلص وأنا ما بدي إياهم يفكروا عنا بشكل مش سليم فخلينا بعاد عن الشبهة أحسن ونبين جامدين ومش بصدد نتكلم معهم عن الشغل وعنا حدا مخطر... صح الناس خير وبركة بس مش كل الناس واحد والصاحب مش دايمًا مضمون وما بتعرف الظروف مين بتغير وعشان ما نعيش بحسابات بنخلي يلي بقلقني للي ما بقلقني مش أشرف الخلق عليه السلام قال (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) ...
العم جواد علق بتأييد: صح كلامك يابا يلي قلتو زينة العقل... وبصراحة احنا مش حابين تكون العين مركزة علينا خلينا مبهمين أحسن مش في مثل مصري بقول محدش هيشيل همك... بس عايزين يعرفوه....
إلا برد كنعان الكاسر صمتو وهو عم يبتسم: شو هالمثل... واضح إنتا وأبوي متجلية معكم على الآخر الليلة...
الجد لف عليه مطالعو من طرف عيونو مازح معو: صابنا عين يلي من أول ما قعد معنا ما قال غير كم كلمة...
كنعان طالع عبد العزيز بمعنى فزعتك وهو عم يطلب منو: ابن ضرغام لمهم(ضبهم) عني...
عبد العزيز رد عليه وهو عم يطالعو بنظرات مش مفهومة لإلو: والله انا ما بدخل بين أبو وابنو... وأخ وأخوه... أيوة الله يسعدك حلها لحالك...
كنعان أجى بدو يرد إلا أدن الفجر فضحكوا على كنعان يلي هز راسو لابن ضرغام بمعنى بسيطة يا أبو لسان مردودة... فقاموا بعد ما انتهى الادان يصلوا السنة وطالبين من رجال الحراسة يجوا يصلوا معاهم جماعة علشان بس يخلصوا ياخدوا محل الرجال يلي برا كرمال هما كمان يصلوا جماعة حاضر وما يتأخروا على صلاتو... وهيك بعد ما صلوا السنة والفرض سلموا ليروحوا يفطروا ويشربولهم شي بعد ما قرؤوا القرأن وأذكار الصباح وصلوا الضحى... وشو حركة ولاد أمل عبت قصر الجد ضجة عشان يفطروا وهما قاعدين بحضن جدهم رافضين يروحوا لخالتهم سهر ولا لنسوان خوالهم كوثر وأمينة... إلا بجوري وهي داخلة عليهم وهي ماسكة بإيد جنرال من النعس بدها تحطو عند رولا ولا علا كرمال ترد تكمل نومتها... يعني شو هالحظ يلي عليها لا أمها ولا حتى الخدامات بالبيت وشو هالشي عصبها وخلاها تروح لبيت الجد وهي نفسها تنام لإنها طولت بالليل وهي سهرانة مع جنرال من شان يرجع ينام بس صحي من نومو خايف... وبس نام خافت تنام ويروح عليها الفجر... فاضطرت تسهر بالقوة عشان تصليه وبس نامت ساعة وشوي الأخ صحي لإنو بدو يقوم يلعب وياكل ولا فوق هالقهرة بتلاقي الست سمية لهلأ مش رادة عليها لبس تصحى رح تحاكيها صوت... وكلامها وغضبها على الست سمية من قلة النوم تبعثر بس شافت لمة العيلة على طاولة السفرة المتوسطة غرف القصر (غير عن غرفة القصر) وتبسمت ممررة عينها على عمامها وولاد عمتها أمل وأمها وعمتها سهر ومرتعمها كوثر وأخوها في حين القعدة خالية من عمتها وفاء ونداء لإنو فضلوا يكملوا نوم بعد صلاتهم للفجر وملحقين على الفطور في حين رنيم وجيهان فضلوا يروْحوا على بيتهم... 
فركض تحركت لعندهم مفقدة فطورهم وهي حاسة كأنها بحلم لإنو العيلة رجعت متل أيام زمان... وصبحت عليهم بصوت مش مصدق يلي عم تشوفو: الله يحفظ هاللمة الحلوة يا رب... صباحكم عامر بجو السكر...
هون الكل ضحك: ههههههههه... وفجأة الضحكة تلاشت لإنو كان عمها جابر يرد عليها ويقلها (السكر ما بدو غير الشاي فيلا على المطبخ سويلنا بريق شاي من تحت هالايدين الحلوين) فانسم بدنها على غباءها... وجت رح تروح إلا بصوت مرتعمها كوثر وهي عم تبلع غصتها ع اللي صار مع زوجها أبو ابنها الوحيد كرمال ما تحرج بنت سلفها يلي بتحبها من كل قلبها ع شي مش قصدها فيه: والله ما بتروحي بدون ما تسويلنا بريق شاي من تحت إيديكي الحلوين...
فبلعت جوري غصتها رادة: حاضر يا مرتعم... ولفت حالها رايحة للمطبخ وهي مش منتبهة على جنرال يلي بدل ما يقرب من جدو طالب حبو لحقها لإنو حاسسها مش تمام... وبكت وهي عم تسويلهم الشاي من كل قلبها لإنها مش قصدها تسم بدنهم وتخرب جوهم الحلو بعد ما نجحوا ينشغلوا لحظة عن حالة عمها المخيفة بس هي الغبية الخربت عليهم الجو يلي تعبوا وجاهدوا عشانو... وما صدقت غير تسوي الشاي وتحملوا لعندهم بعد ما صبتلهم بالكاسات وركض على فوق مدورة على أريام تقلها شو سوت... بس للأسف كانت الآنسة أريام نايمة فتمددت جنبها طالبة منها وهي عم تبكيلها: أريام ضميني!
وهون أريام صحت من نومها مفزوعة مفكرة خالها جابر صارلو شي لا قدر الله: مالك جورتي شوفيه.. خا~
فقاطعتها جوري بحرة من يلي عملتو تحت: غبية أنا... ورفعت إيديها بغصة... والله إني غبية... ولفت عليها طالبة حضنها... ما تسأليني ضميني وبس... بدي نام...
أريام ما عرفت شو تسوي لإنها مش متعودة عليها هيك تبكي قدامها فما حبت تضغط عليها دام الشي مالو دخل بخالها... وضمتها بدون ما تنطق بحرف... لإنها عارفة جوري إذا بدها تحكي رح تحكي بدون ما حدا يطلب منها... لهيك احترمت رغبتها رادة للنوم جنبها... في حين جودي المسكينة مين رح يبات جنبها بعد الكوابيس الصايرة عندها من بعد ما ردت تنام من بعد ما صلت الفجر دام جوزها المصون ما روّحلها تاني يوم لا عند الضهر ولا عند العصر ولا عند المغرب ولا حتى عند العشا ولا فوقهم كمان ما اتصل عليها... ومخلي الست سمية تدرسها لغة غربية عجيبة بحكولها اللغة الألمانية... فهي الليلة ما رح تنام إلا رح تستناه استني عشان تقلو: ليش سويت معاي هيك أنا ما بدي أدرس!!
بس السيد ما روّح لإنو كان مضطر الليلة يبات مع عمو جميل كرمال ما تصير بليلة ويقاتل أبوه عشان ما قبل يبات عندو لإنو بالنهاية هو أخوه وبحقلو غصب عن الكل ينام ولا يبات عندو... فرح يسلكوه فترة بعدها رح يلاقولهم دبارة تشغلو عن يلي بدور حواليه لسبب مش مفهوم.. 
وكمّلت مع حفيد شامخ بس اضطر يبات عدة ليالي متواصلة عند عمو بدون ما يروح على بيتو لإنو مش الكل متفرغ للسهر عند العم جابر وخاصة بعد ما جبر اضطر يرجع لدوام الجامعة وابحاثو ودراساتو وشغلو التاني يلي صارلو سنين عم يبني فيه فبلاش يخسرو بفترة بسيطة ما بتتقارن بسنين تعبو... 
وما وقفت الدنيا عند هالحد مع ابن ضرغام للأسف الشديد إلا جت عليه لإنو اضطر يشارك عمو جميل بكل ليلة رح يباتها عند أخوه في المستشفى لأنو الجد ما بتحمل يضلوا سهران وتعب عليه ينام بالنهار ويواصل بالليل... في حين عاصي مستحيل يتحمل جميل عدة ساعات متواصلة بدون ما ياكلو بلسانو ولا بعيونو... أما كنعان مش حابب يبقى معاه خوف ما يفتح تمو ويلمحلو إنو ريحتو بلشت تفيح ما يذوق على نفسو وبلاش يخلي الاحترام يروح بينهم وتصير بينهم مفاتشة مالها طعمة ما بتفيد قد ما بتخرب... فنفور عاصي وكنعان وتعب الجد ما بجي شي جنب المش دارين عن جميل متل أرسلان وجواد وجبر  فلهالاسباب هاي كان ابن أمينة افضلهم ليبات جنب جميل عند عمو... وهيك قضّى (مضّى) لياليه عند عمو بالمستشفى مراقبة مرات لجميل ولا شغل على اللابتوب وهالشي بالمقابل ما خلاه غالب الليالي يروح عند بنت قلبو البريئة المتينة (القوية) لإنو كرمال عيلتو لازم يضحي بروحتو لعندها والنوم جنبها للي قاعدة عم تستناه ع نار كرمال تقلو ما بدها تتعلم ولحتى تضمن ما يفكر يتزوج عليها ويضلو يقلها قصص من قصصو الحلوة المفتحة عينها ع العقيدة والعبادات الصحيحة كيف تأدى وعن حكم متنوعة بالحياة كل ما يردلها ع البيت بدون ما تنحرج منو من بعد قعدتها معاه بالمكتب  من ورا انشغالها عنها (لهالقعدة) بالتعليم اللغات واستيائها منها وانتظارها ليروحلها ع البيت كرمال تعترض وتطلب منو يقلها قصص حلوة متل الحكيم وابنو والمجنون والفهيم وغيرها من القصص يلي خلتها تنصتلو بكل اهتمام وتتعرف على العالم بشكل مختلف... وهالشي خلاها تضلها تفكر باللي عم تسمعو وتفكر فيه بينها وبين حالها إو بينها وبين الست سمية كرمال تفهم  كم كلمة قاللها إياها أو كم كلمة نسيت العبرة من وراهم فتستوقفها فجأة بدون مقدمات مطالبتها تفهمها وتجاوب على اسئلتها يلي ما فكرت بينها وبين حالها مرة وحدة إنو ممكن الست سمية ما بتعرف أو جاهلة بفكرة ولا بمعلومة ما :ست سمية فهميني شو يعني وجدان؟
-الضيعة شو بتفرق عن القرية ولا نفس بعض؟
-شو الفرق بين البيت والدار؟
-شو يعني إصرار وعزيمة مع بعض؟
وتكمّل عليها بطرح غيرها من هالاسئلة الشبيهة منها والبعيدة عنها يلي عم تخلي مدروكها وثروتها اللغوية تزيد وتتوسع وتتنوع... وهالتطور هادا لا يتقارن بصدمتها الفعلية لإلها لما الست سمية فتحت عيونها ع عالم جديد من الحياة واللي هو عالم الألوان والأقمشة والرسم واللوحات.. كرمال تعلمها فن الكولاج وفن الديكوباج بعد ما طلبت من عبد العزيز يجبلها العدة المطلوبة لتعلمها هادي الموهبة... وبعد ما اخدت الأذن كمان من أم عبد العزيز كرمال تاخد بعض اللوحات والتحف القديمة التالفة مع الوقت جواة المخزن أو المشعورة من مكان أو عدة أماكن كرمال جودي تتفنن بتخبية العيب الفيها وتطلع بتحفة فنية جديدة... وشو انبهرت الست سمية بابداعها بالرسم وتلوين الرسومات بالألوان والأقمشة وقضاها (قضائها-استمرارها-مواصلتها) وقت طويل عليها ونفورها من تعلم اللغة الألمانية يلي بلشت تعلمها إياها جنب الإنجليزي بطلب من ابن الخيّال كرمال يملوا وقتها وما تغرّب وتوصل الفضاء بتفكيرها بعالم اليقظة يلي ما بتفيد قد ما بتدمر...
وهي المسكينة يلي بتكره التعلم شو كانت تتحلطم من فكرة قرب وقت حصة اللغة الألمانية ولا الإنجليزية وتدورع مكان تخبي حالها فيه أولها نجحت بهالشي لكن عبد العزيز قام كل مفاتيح الغرف... وهيك ما صار فيها تتخبى وانجبرت متل الطالبة الشاطرة تلتزم بوقت حصصها وشو غلبت الست سمية وهي عم تقلها: مش فاهمة...
-عادي...
-مش حابه...
-مش ضروري احكي بس بحب اسمع...
-نسيت...
وشو تصير تبكي بس تنسى كلشي تحفظو... الكارثة بتكون مراجعة الكلمات مع عبد العزيز ومعلمها أشياء جديدة بالألماني متل الأمثلة المشهورة عندهم وشو قصتها كثقافة عامة متل مثال (Das letzte Hemd hat keine Taschen) واللي معناه القميص الأخير مالو جيبة وشو علاقاتو عند الألمان بالموت والحياة الاخرة... وهي هون تحتار ع شو تركز على جمال شرحو ومعلوماتو الرهيبة ولا على جمال لفظو والقصص يلي عندو... ولا على ريحتو ولا على عيونو ولا على مراجعة دروسها ولا على اسئلتها والكلام الكتير يلي نفسها تقولو بس مش عارفة كيف... 
ولا بعد تعبها وتفكيرها بكتير أشياء ومراجعتها لكلشي بتلصم بوقت الحصة لدرجة مين قال إنها هي جودي ولا حتى قال إنها بتتعلم ألماني ولا انجليزي... ريتها تكون شفافة ولا معها جلد الحمار لتخبي حالها فيه وتنقذ حالها من الموقف... بس كلشي مع الوقت بدا يخف مع حنية الست سمية معها وتفهمها لصعوباتها بالتعلم وقصر ذاكرتها فقط في التعلم بالطريقة التقليدية... وحاولت معها من خلال طرق جديدة متل القصص القصيرة ومقاطع الأفلام وشو هالطريقة جابت معها نتيجة... وصارت تفضل تضلها قاعدة ع التابلات بمراقبة الست سمية وهي تراجع معها... بس للأسف الشديد ترد تنسي  بعض الأشياء وتصير تبكي لعبد العزيز بس يرجع ع البيت مخبرتو عن نسيانها: أنا غبية...
-ما بفهم..
- بضلني أنسى...
- ما بدي ادرس..
- خلص ما بدي...
فيضمها مهون عليها وهو عم يمسح ع بطنها يلي بلش يكبر مطمن عليها وع البيبي ومحاول يعيد معها المراجعة وهو عم يقلها كرمال تطوّل بالها بالتعلم: ما تستعجلي اللغات بدها وقت... وإنتي عم تتقدمي... بعدين إنتي ما لازم تزعلي من شان الحلو يلي ببطنك...
وهي تنفعل ناطقة بشي بهمها بعيد عن بطنها والدراسة: متى رح روح عند الدكتورة بدي أعرف بشو حامل...
فيتهرب من الجواب: استني ليخف ضغط الشغل علي... المهم صليتي كل الصلوات واكلتي منيح واخدتي مقوياتك...
تتنهد بهدوء رادة: أه... وتلف عليه ع فجأة حابة تتأمل فيه من طرف عيونها من خجلها ليمسكها... فتركي راسها ع صدرو طالبة منو يقلها قصة كرمال يركز هو بقص القصة وما يتبع فيها ويحس عليها وهي عم تشم ريحتو ولا حتى وهي عم ترفع عيونها لفوق متأملة فيه كيف عم يبلع ريقو وهو عم يحرك دقنو الطولان بشكل خفيف... والكارثة قبل كانت تركز بشو بحكي بس هلأ صارت تسرح بشكلو وريحتو المشتهية تاكلها... والطامة الأكبر حضرتو هو ما بهنيها تضلها سارحة فيه لإنو بمسكها مسك اليد وهي تضطر تشرق... وهو هون بختبص مو عارف كيف بدو يبطل هالطبع يلي فيها... ممكن مرات يقسى عليها ويبهدلها بكلمتين تقال عليها متل:مهملة بحق حالك... أو.. انتبهي إنتي حامل...
هو بإيدها كرمال تمنع حالها عن الشرقة فتلف معطيتو ضهرها... بس المشكلة وين برغبتها فيه لتكون قريبة منو وباشتهائها لتاكل ريحتو العالقة بجسمو أو لتضلها تتأمل فيه لهالزورو يلي عندها... فهو بلش يفهمها وبنفس الوقت حاسس حالو جاهل فيها... فما حب يستعجل بحكمو عليها... وأصلًا ما فيه وقت ليفكر فيها من بعد ما مر شهر وعمو ما فاق من غيبتو والكارثة اكتر من مرة قلبو توقف وهو عندو وبسرعة الدكاترة بفضل الله بلحقوه بآخر  لحظات وهالشي صار فيلم رعب ع قلب عيلة الخيّال يلي صارت رجالها تبات جواة سياراتهم بموقف المستشفى لإنهم ما فيهم يكونوا كلهم عند العم جابر بالمستشفى استعدادًا لإي شي لإنو الدكاترة مش متفائلين خير في حالتو...
فهو لهالسبب شو خايف يموت عمو لإنو بحبو كتير وبعتبرو صديق وأخ مقرب لإلو وغير هيك للأسف الشديد ما في حد هيعوض مكانو لا بالعيلة ولا بالشركة والأهم من كل هالاشي هتقوم الدنيا ع تقيل بينهم وبين دهب وما رح يهدوا إلا ناهين القصة بموت رجال عيلتو أو عيلتها... لكن برد يهدى بس يتذكر يسأل ربو الخيرة في اللي بصير وإذا كان موتو خير لإلو ربنا يهون عليهم ويثبتهم ويخلي كلشي يصير لصالحهم ويردلهم حقهم تالت متلت... وهالمعتقد هادا شو بهدي حالو وبخليه يترك الخوف على فراق عمو ويتوكل ع ربو ويصليلو ويدعيلو بالخير والرحمة ويستغفرلو ويقرألو قرآن ويطلّع صدقة على روحو ويترك الاشي لرب العالمين والوقت... ولهيك صار يروحلها ع البيت ضهرو متصلب... وشو صدم منها بس اقترحت عليه مباغتة: خليني اعملك مساج...
رفع راسو وهو متمدد ع بطنو بشك وصدمة بنفس الوقت لإنها عم تقترح عليه شي مش قدو: ليش إنتي بتعرفي؟! 
وشو ردت عليه رد شلو من الصدمة: بتعلّم حط على اليوتيوب اتعلم...
هون ضحك عليها مسايرها ومشغلها اليوتيوب ومسلمها ضهرو وحالو كمان لإنو مش فاضي للحكي ومش قادر أصلًا يساوي شي من التعب والارهاق من نومتو وين مكان على كرسي ولا على كنبة المستشفى لما يبات عند عمو...  ولا نومو بسيارتو ولا بسيارة عاصي بس يسوق فيه ولا بالشركة ولا حتى بصالون أهلو بس يروح يزور أمو... ومن بعد هالتصرف النبيل منها والرائع لإلو سماها (معالجتو الطبيعية) ... صحيح هو بس يكون معاه شوية وقت بروح على قسم العلاج الطبيعي بالمستشفى مخلي المعالج هناك يعمللو ولما بكون فاضي يمر على مركز العلاج الطبيعي... لكن غالب الوقت صار يعتمد عليها كرمال يكسب شوية وقت معها وما يضيعو بالطريق رايح للمركز العلاج الطبيعي ولا يقعد في المستشفى لوقت كمان كرمال جلسة المساج... ورغم إنو يلي كانوا يعملولو المساج مهرة لكن إيدين بنت قلبو غير لإنو في شي بإيديها النحاف الرقاق بعالجوا قلبو وبخلوا جسمو يرخى ويهدا وما يحس بوجع ضهرو ورجليه لدرجة بغفى تحت إيديها بدون ما يحس وبنام وهو مرتاح البال... على عكسها هي يلي بلشت تحس تعب عليها مع الحمل وهي مش ناقصها يصير شي عليها من خوفها ع البيبي... لهيك بطل يعجبها هالشي لإنو إيديها صاروا يشدوا عليها هي من مساجها لعضلات جسمو القاسين المتصلبين... ولا فوق تعبها منو ونومها جنبو وهي موجوعة من إيديها وضهرها حضرتو بنام بدون ما يقلق فيها ولا حتى يفكر يضمها لصدرو يلي صار ينام عليه شو هالأنانية هاي.... بنام بدون ما يحاكيها حتى ولا يدرّسها ولا يقلها قصص عن الحياة والدين متل قبل... فتتحلفلو بينها وبين نفسها بوعيد سري بالتقل عليه...
ومتل ما بقولوا كلام الليل مدهون بمربى ولا زبدة مش فارق لطالما بس تشوفو صاحي ولا راجع ع البيت قلبها برفرف وبتصير تدور ع كلشي بحبو وبهديه وبريحو انشالله لو كان مساج لرجليه ولا تعملو كاسة قهوة ولا شاي ولا نسكافية ما في زيها من بعد ما علمتها الست سمية كيف تعملهم كرمال بس تكون هي نايمة تقوم هي بواجب زوجها بس يضلو شغال على اللابتوب بالليل... وترد بعد ما تحط كاسة المشروب قريب منو تقعد جنبو بالزبط تقرأ وهي عم تتحركش فيه وتمثل حالها مش قصدها... لإنها بدها إياه إلها هي وبس لدرجة ما ينشغل عنها ويبقى معها بكل تركيزو... يعني مو معقول يروح كل وقتها المستنيتو استني ليجي عندها يروح هباء منثورا... والمشكلة شرقتها خفت والأخ تطمن... بكاها وخف... ودوختها شوي صارت محددة وقتها خاصة لما تصحى من النوم أو لما تقوم فجأة أو لما تجوع ع تقيل... فيعني شو في شي بطلعلها بالسحبة ليرجعلها أهتمامو فيها بدون ما تقلو لإنها هي مش شاطرة بالتعبير وبتجيب العيد... وبتصير تتفتى تفتي وتدخل طز بمرحبا... 
ومن الطبيعي تفكر هيك لإنها ما بتعرف بشو عم يمر برا هو وعيلتو من ورا تخبيتو للي بصير معهم لإنو مو حابب يتعبها وهي جسمها يلي مع حملها الله أعلم إذا بقدر يتحمل هيك خبر ولا لأ... فبلاش من هالخطوة وخليها هون بهالعالم البسيط تقرأ وتكتب وتدرسلها لغة وتتفنلها بالكولاج والديكوباح أحسن ما تضر حملها ولا توجع راسها بشي مالها دخل فيه من ورا أبوها الغشوم يلي مناه يحكيها (يحاكيها) بخصوصو ويعرف منها هي بالنص الحرف كيف كان يعاملها رغم إنو شبه عارف وباصم مليون بالمية على عنفو معها خاصة بعد ما شاف الفيديو يلي بعتلو إياه عاصي يوم ما رجال أبوها طلعوها من بيت العيلة مسلمينها لأبوها ال**** يلي عم يستنى فيها برا وهما عم يجروها وعم يعاملوها بوحشية وأكيد هادا الشي صار إلا لإنو أبوها ال**** موصيهم يجيبوها بأي طريقة ممكنة... لهيك كابت غلو ومحرم سؤالو لإلها لإنو حاسسها مش جاهزة تتقبل هيك سؤال منو... فخليه مرتاح شوي من ذكر سيرتو بهالبيت البحس فيه براحة وهدوء... رغم إنو اسم أبوها وعيلتها معشعشين جواة راسو وكل خلية بجسمو لإنو مش فاهم أبوها ليه ساكت بعد يلي سواه في عمو أولاً... وتانيًا السؤال الذي يطرح نفسو مش قال بدو يتخلص من أخوه كنان... صحيح الحمدلله لهلأ ما تخلص منو... بس ولو ما لازم ياخد كلشي بتسليم... في شي ورا عدم قتلو... بس شو هو وليش الله أعلم... فمسح ع وجهو وهو متمدد جنبها على السرير وعم يشتغل ع اللابتوب وحاسس حالو مضغوط من هالتفكير المفرط... إلا بالمتطوعة والمعالجة يلي عندو مقربة منو وهي عم تقلو: أنا هلأ بخلي راسك يطيب...
تبسم مو عارف هي باقية تراقب فيه ولا باقية عم تقرأ بالرواية يلي معها... فترك شغلو ساحبها لحضنو محاكيها: الله يسلملي هالأصابع الحلوين الحنونين... وشد عليهم بتقدير بدو يبوسهم... فجت بسرعة بدها تسحبهم من خجلها منو... لكنو هو رفض ضاغط عليهم من حبو ليشوفها عم تحمّر من الخجل: خجلتي....
هي مش خجلت إلا كادت تتبخر من الخجل والحرارة الحاسة فيها من ورا هالتعليق يلي قالو... وقرب منها بايسها ع خدها وهو عم يقلها: صاير مهمل أنا معك...
مين قال الله بشهد مانك مهمل... فتيجي بدها تنفي كلامو رغم إنو فعلًا هو مشغول عنها ومهملها بالنسبة لإلها لكن هالاكم كلمة بتنسيها كلشي وبتعوضها... فنطقت منقذة حالها من لمسو لإلها لإنها عارفتو إذا لمسها هيروح يغتسل ويرجع ينام بدون ما يحاكيها وهي هادا آخر شي بدها إياه فنطقت وهي عم تبعد عنو: وين قصة اليوم؟
خلص فهم مش جاي ع بالها رغم إنها هي العكس لكن اولويتها هلأ تحاكيه ويضلو مواصل معها بدل الشغل ولا النوم معها لإنها هي الآولى... فهو ساير رغبتها وهو عم يطفي اللاب توب: بدون كان يا مكان~
قاطعتو فورًا: لأ فيه هي بتحلّي عندي كل القصة...
لف عليها مطالعها: بتتشرطي كمان...
فردت عليه برد صادمو: مش أنا يلي بسمع القصة كرمال اتعلم منها يبقى لازم تراعي رغبة المتلقي عشان يفهم...
انبسط ابن ضرغام البنت متطورة فبلع ريقو تارك اللاب توب ع جنبو على السرير وهو عم يركز معها بكل ما فيه: نعم شو قلتي عيدي كلامك...
جودي بس شافتو كيف عم يلف عليها بعيونو يلي عم تلمع متل الجواهر نسيت كلشي وتندمت ع اليوم يلي نطقت فيه ولا ردت ع كلامو مفكرة حالها فلطح بعرف يتكلم بهالأكم كلمة يلي تعلمهم... فرد كرر كلامو بشكل مختصر: عيدي شو قلتي...
نقت فيها مش قالت صارلها زمان ما بكت... هيها بكت هلأ ومتل الصغار كمان... فقرب منها وهو عم يضحك عليها: مش بقلك هبلة أنا مبسوط فيكي إنك صايرة تتكلمي بكلمات جديدة وتعبري عن شو بدك بسهولة...
فردت بسرعة منفعلة من بين دموعها: قول والله... وجت بدها تقوم ركض لتخبر الست سمية لكن دوختها من حركتها السريعة خربت عليها الجو... وهو مسكها قبل ما يصير فيها شي وساعدها تسند ضهرها ع المخدات وهو عم يحكيها: شو قلتلك أنا مش لازم تتحمسي لإنك بتجيبي آخرتك لا قدر الله...
ففتحت عيونها مطالعتو وهي جد حاسة راسها مفتول: كلو منك...
وقرب منها عاضضها من دانها بخفة: مني ولا من حماسك...
جودي متحلطمة لإنها ما قدرت تخبر الست سمية شو قلها... أًصلًا هي ضروري تتكلم معو بهالأكم كلمة... فنطقت مسايرتو: طيب مني المهم خبرني القصة يلي كنت رح تقلي إياها...
تنهد منها لإنها ما بتحلحل عن يلي بدها إياه من عنادتها وتيبس راسها... ونطق ملبي رغبتها وهو عم يطالعها بتشرط: طيب بس قصة وحدة وقصيرة لإنو علي شغل...
جكر رفعت إصبعينها محتجة فأجى بدو يعضهم فهي بسرعة سحبتهم ضاحكة عليه لإنها هي متجوزة من واحد طبيعي ولا كلب بحب يعض... فعلقلها وهو مبسوط ع ابتسامتها: تدوم وبسرعة سحب اللاب توب مشغلو وهو عم يقلها لإنو بدو يكمّل الشغل وينام مرتاح البال: كان يا مكان في أبو~
ردت قاطعتو وهي مقهورة لإنو رجع يشتغل على اللاب توب: ضروري تحكي عن الأب...
أيوة هون الفرصة الدهبية جتلو بطريقة غير متوقعة من شان يسأل عن الحاشرو جواتو من أسابيع: ليه متضايقة من القصة لإنها بلشت عن الأب... 
ما عجبها كلامو لإلها معها ولفت وجهها مسوية حالها مش سامعة شو قال لإنها مش حابه تجاوب سؤالو... بس وين هادي المرة حركتها يسلكلها ولا يمشيلها إياها لإنو عازم ما يراعي شعورها الليلة كرمال يحس بشي من مشاعرها مع أهلها وخاصةَ منهم أبوها...  وياخد انشالله لو كلمة منها المهم يحس فيها عم تطلع من صندوقها الأسود يلي بجواتها: مش أنا رح كون أبو للي عم يكبر جواتك... وقرب منها ماسح ع بطنها...
صح هو هيكون أب بس مش متل أبوها... بس يعني مش ضروري يذكّرها بحنية الأب وهي محرومة منها... مش ضروري يذكّرها باللي بتكوبس فيه رغم إنها بعيدة عنو ومحمية عند ابن الخيّال منو...
وإن كانت هي محمية عندو منو معناتو يحط ع الجرح ملح ويذكرها باللي جرى وهي مش حابه... فلهيك نطقت ناهية الموضوع معاه وهي عم تلف ضهرها وحاطة راسها على المخدة: ما بدي احكي... وغطت حالها مسترسلة بلسان تقيل معو... بدي نام...
طالعها من طرف عيونو فاهم إنها رجعت لقوقعتها يلي ما صدق من الله بعد انشغالها عن هديك القعدة يلي صارت بينهم في غرفة المكتب ما تبعدو عنها وترجعو لمسافة صفر... لكنو بسؤالو هادا رجعتو خطوتين لورا... فكبت تنهيدتو من تحفظها على حياتها الشخصية والعائلية جواتها... ومطول بالو معها لإنو عارف ما في شي بدوم والوقت والثقة رح يحلوا هالتحفظ يلي عندها... لهيك تركها على راحتها خوف ما يروح تعبو على علاقتهم على الفاضي معها ويرد من نقطة البداية... وبلع ريقو رادد لشغلو على اللاب توب بدون ما يقلها حرف واحد من شان ما يضغطها بدون قصد لإنها أكيد هي حساسة بزيادة... فيحتفظ بكلامو لنفسو ليضمن ليلتهم تمر بهدوء بالرغم من إنو فكرو بقي عندها هي للي كان مناها تهرب من هالفكرة لإلو بس خرّب عليها هالهروب من ورا سؤالو... ضروري يضلو يوقفلها ع الكلمة... ضروري ما يفوّت شي... فبوزت معصبة منو وكارهة قربو وكارهة أبوها البعيد عن عينها لكنو مشعشع بعقلها وكوابيسها... كيف فيها تتخلص منو... كيف فيها تنسى كلشي عملو فيها... كيف فيها تشوفو ولا حتى تسمع اسمو ولا تسمع اللقب يلي بقترن باللي بصير للذكر يس يجيه ولد ولا بنت بدون ما ترتعب... 
هي صحيح احتمال تنشغل بأي شي كرمال ما تضلها تفكر فيه بس هادا ممكن يكون مسكن لوقت محدد مش على طول الحياة لإنها هي رح تضل تتوجع منو لطالما ما سمعت منو اعتذار ولا حتى فكرت تكسر حاجز الخوف معو بينهم... فالخطوة هادي متى هتصير (حتصير)؟ وكيف هتصير؟ وهل معقول هالشي يصير هادا السؤال المهم والناهي لكل الأسئلة المتعلقة في حالتها هي كبنت دهب مع أبوها... في حين فيه سؤال أهم منو واللي هو كيف فيها لسا مش تضمن تبطل تخاف منو ولا تكوبس فيه... إلا تكون بعيدة عن آذيتو هي والعيلة الداخلة عليها والمحسوبة عليهم من ست شهور تقريبًا... لإنو المغضوب أبوها صارلو أسابيع عم يخطط ع شي تقيل للعيلة المقترنة منهم ورح تجيبلهم ولد ولا بنت بعد كم شهر... 
وهالشي بدلل للأسف الشديد إنها ما رح تخلص من مشاكلو ومكرو مع أهل بنتها ساندي... والكارثة والطامة هو صح عم يخطط بس مش أي تخطيط ولا أي طعنة... هو بحب يباغت ويشل مش هما مفكرين حالهم بقدروا يكسروه ببنتو ال**** ما فشروا....
مش هما معتقدين بترجيع ابنهم لإميرال بتبقى مرجلة ما *****... إلا يعلم عليهم وما يعرفوا ليلهم من نهارهم وفوقو كمان ما يعرفوا إنو يلي عم بصير معهم من ورا دهائو وعقلو المدبر للي رح يصير بدون ما يخبر حدا باستنثاء سامي الفاسد يلي لازم يدرى بكل صغيرة وكبيرة لإنو هو إيدو اليمين والداعم للخراب...
وسبحان الله هو وين وأخوه جاثم الكاره الليل والنوم من خوفو من أخوه ليغدر فيهم ويقتل كنان وين... ومن كرهو لبناتو ووجودهم عندو يعني كبرو وما حد دق بابو يطلب وحدة منهم والحق يقال مين رح يطلبهم وهما شكلهم وتصرفاتهم ما بدعموا حتى الواحد مش يفكر إلا حتى يتشجع يفكر فيهم... والكارثة خايف أخوه جاسر يكرر عملتو بتزويج بنت من بناتو يلي صاير ما يفهمهم كرمال يحقق مبتغاه...وشو خوفو ع بناتو ما بتقارن بخوفو من مؤيد الصاير يمشي مع عمو وغالبّا ما برجع ع البيت وإن رجع ما بكلمهم ولا حتى بعبرهم...
هو بكفيه أخوه يجي ابنو... شو صار لو عندو ابن متل ابن أخوه فهد البسمع الكلام وما بغضب أخوه ومرت أخوه.... شو صار بس لو عندو بنات بشبهو بنت أخوه... الحمدلله يلي إميرال راحت لعندهم لإنو هو مش قادر يحمي خواتها ليحميها هيه... صح عيب فيه ونقاصة منو... بس شو بدو يعمل هيك هو شخصيتو ضعيفة من أول ما وعى ع هالدنيا وإذا حتى حاول يتمرد ولا يتغير للأحسن أخوه جاسر ومرتو قاعدينلو بالمرصاد مهبطين فيه ومقللين منو ومن رجولتو... كرمال هيك هو ما فيه عندو غير شي واحد بقدر يعملو  واللي هو دعاء يلي رح يكثفوا لإميرال كرمال تضلها عندهم وتعيش حياة هنيئة تغيظ فيها أمها وجاسر الكارهينلها الخير لينتقم منهم بسعادتها... وبالشي يلي رح يعملو من ورا اخوه بكل خفية كرمال يدعم زواج بنتهم ليصير بما يرضي الله... غصب عن جاسر... هو ميت ميت وممكن بأي وقت ربنا ياخد أمانتو... لإنو خلص كبر وما ضل للعمر قد ما مضى... فعلى القليلة يموت ع شي حارر فيه أخوه جاسر... مش هو حرمهم أبوهم ورجّعهم لهالتار المالو داعي... فينحر منو ولا يفكر يقتلو ولا يخليه عايش مش فارقة معاه... المهم  عندو إنو ينتقم منو وبتم ساكت...  
وهالخطوة يلي رح يعملها كأب معها رح تصدمها هي يلي كانت عايشة تجربة الحمل الشاقة بين استفراغ ودوخة كتير ووحام ما برحم فيها مخليها تاكل كتير لدرجة لو شو ما أكلت ما بتشبع والكارثة نفسها تاكل الحديد والقماش والتراب... والمي نافرة منها وشو بتحب الحليب يلي شو كانت تكرهو... ووحامها كوم وتشنج ضهرها وفخادها كوم تاني لدرجة بتحس ما فيها توقف... ولو وقفت الخدامة حليمة معها غالب الوقت ولولاها بفضل الله ولا كان انهارت وحملها حتى ما ثبت للحظة... لإنو من وراها تعلمت تدعي ربها ليحفظلها ابنها ويتمملها حملها على خير...  ولإنها شجعتها لتلتزم بالصلاة من ورا تشغيلها القنوات الدينية على الراديو ولا على التلفزيون المش متطور كتير وتسرح ببعيد متذكرة سماعها هالكلام من قبل من تم كنعان بدون ما تعطيه بال ولا أهمية لكن بفضل الله والخدامة حليمة والقنوات يلي عم تحضرها والمعلومات يلي عم تسمعها صار هالكلام جاري التنفيذ وقلبها مطمئن رغم المخاوف يلي عم تحيط فيها من يقينها يلي تعلمتو مع أحدى المحطات الاذاعية لما كانوا يتكلموا عن قصة أم النبي موسى عليه السلام بس حطت ابنها في اليم وكيف ربنا رجعلها إياه رغم قوة فرعون وطغيانو وفسادو في هالأرض... وهالكلام هادا خلاها تضمن وتعي مصيرها مع رب العالمين معلق مش بالخلق... 
وكم استاءت من حالها في نفس الوقت لإنها أدركت شو كانت غبية لما كانت تلجأ للبس ولا الأكل ولا المسلسلات ولا الأفلام ولا مجلات الموضة ولا حتى منتديات الدردشة مع البنات والشباب تحت شعار (فلها) بدل ما تلجأ لربها ليهون عليها... 
هي من الطبيعي تروح لهيك باب لطالما لا مربي ولا موجه في البيت سائل... 
هي من الطبيعي تفكر هيك لطالما معارفها وصحبتها غالبهم من برا البلد لإنها متعرفة عليهم عن التشات بس كرمال تتكلم معهم عن الأغاني والتعري والتمرد البنت وروحتها ع البحر بالبكيني وتجربتهم بالقبلة الأولى ولا اللمسة الأولى مع أول حبيب... ولطالما هي موجودة بدائرة ذكر الله غايب فيها شو هتكون حياتها غير مرضية للشيطان قبل العبد لإنو هادا هو هدفو بهالدنيا... وهي من جهلها بالعقيدة وتربايتها ببيئة بتشوف الدين تشدد والانفتاح والليبرالية والرخاء والمتعة هي الحياة... من الطبيعي تروح لهيك باب لإنو ربنا شاء ما تنهدى... بس بتضل المقولة المشهورة دوام الحال شي محال وعرفت هي وين كانت ووين صارت... ولإجل تضمن عدم خسارتها وتطلع بأقل المخاسر مع ابنها الجاي على الطريق حاولت تلتزم بعباداتها رغم وحام حملها المتعب قدر الأمكان إلا إنها حاسة من جواتها كل يلي عم تعملو غير كافي لالله يرضي عنها بعد كل يلي عاشتو رغم كلام حليمة لإلها (الله غفور رحيم يا ست طول ما إنتي عم تحاولي تستغفريه وما تلجأي لحد غيرو عن قصد... وطول ما إنتي عم تحاولي تتمسكي فيه وتلجأيلو من خوفك لتنغري بالفتن والمغريات يلي حواليكي).... 
ورغم هالرد وغيرو من الردود التانية يلي سمعتهم من الخدامة حليمة إلا إنها مش قادرة تحس إنها فعلّا طاهرة من ذنوبها وكأنو خطاياها ما بتحتمل التغفير والمسامحة عليها بسرعة من حرتها للي عملتو بحق ابن الخيّال.... هي صحيح حبتو بس قهرتو بتمثيلها عليه سنين مش ساعة ولا أسبوع ولا شهر غير سائلة بسمعتو وسمعت أهلو من طيشها وعدم إدراكها حقيقة الأمور والحياة كيف بتمشي... وجهلها في الحياة لا يبرر غلطها الكبير مع ابن الخيّال وهادا يلي دابحها لإنها لو بتفهم كانت تصرفت بشكل غير... بس شاء الله وقدر وصار يلي صار لكن ذنوبها واغلاطها معو ومع ربها كيف رح  تنغفر وعدم المغفرة وتاخرها يعني تعرقل حياتها وهالتفكير المسدود من وسوسة الشيطان خلاها تنحبط وتحس بسواد الدنيا بعيونها غافلة عن يلي بعملو أبوها مع زوجها ابن شامخ الخيّال الواقف  في بيت جد سطام القديم على اعصابو مستني فيه لأبوها كرمال يخلصوت الهم والذنب المعلق برقبتو من ورا كذبة بنتو وتمثيلها عليه... وهو مش قادر يتحمل حالو ومن الطبيعي ما يتحمل حالو وين المنطق والرجولة لما تقابل عدوك على إنو وكيل البنت يلي رح ترتبط فيها... هو ما ضل من بنات العالم غير بنتهم لترتبط فيها... شاء الله يدبّس فيها ويوقع بطريق الحرام معها من ورا تكتمها على الحقيقة... فضغط على إيديه المدخلهم جوا جيبة بنطلونو وهو محرور ومو قادر ما ينحر... فهموه كيف فيه ما ينحر وأبوها يلي ما بخجل بتصل عليه امبارح بكل ثقة من رقم غريب بدون خوف وبعين وقحة وهو بعز اندماجو بالشغل مع عبد العزيز وعاصي بس كرمال يقلو: كنعان الخيّال معاي؟ وهو بس سمع نبرة الجدية بصوت أبوها المش سامعو من قبل رفع عيونو وهو عم يضيقهم محاول يتذكر إذا سامع هالصوت من قبل أو لإ مجاوبو بدون ما يعطي بال لعيون عبد العزيز وعاصي المركزين عليه: نعم بس مين حضرتك رقمك بلا صغرة مش مسجل عندي..
إلا برد أبوها المحترم والواثق من نفسو وهو عم يكلمو بابتسامة مغلولة من أخوه جاسر: أنا أبو إميرال... وسكت منتظر ردو هو يلي الدنيا دارت فيه وهو عم يسمع ردو من الخضة الحس فيها... هادا كيف بتصل عليه... كان نفسو يشتمو بس مسك أعصابو وفضل يكلمو بعيد عن سمع عبد العزيز وعاصي كرمال يحاكيه حكي يقل قيمتو فيه وبسرعة دخل إحدى غرف مركز عاصي وهو عم يطبق الباب ورا مجاوبو: عندك عين تتصل.. خير شو بدك؟
أبو إميرال فكرة انتقامو من أخوه هادي معطيتو جرعات من القوة لدرجة مش متخيل عاقبة كلامو إذا رفض طلبو: والله ما بدي غير الشي الحلال لبنتي...
كنعان هون ضحك مش بالقصد بقلة احترام: بنتك وبالحلال... كلمتين ما بتلبقلك خاصة إنتا... هلأ صار عندك بنت بدك إياها تمشي بالحلال وينك من قبل عنها باللي بعتوها تعملو عندي صباح الخير صح النومة يا دهب...
جاثم ما انهز بكلامو شعرة من غايتو المتشربة منو لينتقم من أخوه بتزويج بنتو زواج حلال وهو كيفو يوثقو ولا لأ: اعذرني أنا اتصلت عليك من شان قلك عقدك معها باطل لإنو وليها ما كان وقت كتب كتابك عليها وإنتا أكيد رجال بتهمك سيرة أبوك قدام الناس...
كنعان جن هادا شو نازل بخبص... مسح ع وجهو وشعرو مش قادر يتحمل كلمة تانية منو ناطق: جاثم متخيل شو عم تحكي... كنك عم تهدد فيي شي... لو بدي جدد عقد الزواج بجيبك من شعراتك... ما تقعد ترمي كلام مش قدو... قال بدك الخير والسترة لبنتك واضح بدي صدقك بسرعة بعدين من متى إنتا يلي بتتكلم وين جاسر ال***** عنك...
جاثم فهم إنو جاب العيد وصار مش عارف بشو يرد فجاوبو وهو عم يحاول ما يبين خوفو منو ومن أخوه جاسر: أنا ما حكيت هيك غير لإنو بدي اضمن الحلال لبنتي...
كنعان ضحك بمرار مكمّل: قلتلي بدك الحلال... طيب حضر حالك بكرا شوفك إنتا وشهودك... وبتيجولي على المكان يلي رح ابعتلك إياه فاهم... واصحك تتصل علي تاني مرة يا ابن دهب لا تفكر يعني زواجي من بنتك بعطيك عين قوة تكلمني... وسكر الخط بوجهو وهو مناه يسمعو ديباجة عن الأبوة واحترام البنت وعدم الترخيص والمتاجرة فيها... بس معقول يلي متلو رح يستوعب شو بسمع لدرجة ياخد بالنصيحة لا من سابع المستحيلات إلا إذا شاء ربنا ينهدي على إيديه....  وضحك باستحقار من يلي سمعو من أبوها معلق مع نفسو... قال بدو الخير لبنتو... بقصها لإيدو إذا ما كان شي نكاية بجاسر ما بدها تنين يفكروا فيها... وشو خصو نكاية في جاسر ولا غيرو المهم يتزوج بنتو بما يرضي الله ويتسجل اسمو بالهوية بشكل مشروع... لهالشي رح يقابلو كرمال ياخد غرضو منو في بيت جد سطام وعلى شهادة عدنان وسطام يلي أجوا معو ليكونوا شهود على كتب كتابو من بنت عيلة عدوة أهلو... ورفع إيدو ماسح على رقبتو بحرقة من فكرة تحقيرو لبنتو لإنو ما فكر يسأل ولا يستفسر إذا مسجل وموثق زواجو من بنتو رسميًا... وشو كان مناه يتف على عيلتها مجازيًا بس احترامًا لإلو كبتها لهالرغبة معلق بين اللحظة والتانية بسرو: يقطعها من عيلة...
-ما بفهموا بقيمة البنت...
-الله بلاها وبلاني معها فيهم... 
وفجأة إلا وصلو صوت سيارات قريبة منهم فعرف إنهم وصلوا ففتح عيونو مستني فيهم يعبروا من البوابة وبس شاف قدامو سيارة عثمان الجاي مع أخوه جاثم وحدا تالت ما بعرفو حجرهم من بعيد.. رفع إيدو معطي إشارة لرئيس الحراس يدخلهم ويخلي حراسهم برا... 
والله حلوة يدخّل حراسهم كان ناقص كمان يستقبلهم استقبال فخري بليق بأخلاقهم الناقصة... وفجأة وعي على عدنان الواقف جنبو وهو عم يعلق: مين هادا التالت الجاي معهم مبين عليه رجل عصابات... ولكزو بإيدو طالب منو: تلحلح يا أخي الأمور عم تنحل لليش مشنك... 
كنعان بهاللحظة هاي كان فيه مجال ينقض على عدنان لولا ما مسك حالو لإنو بدو هالقعدة تخلص وما يخون أخوه معهم بدقيقة بزيادة من وقتو ولا لكان علم عليه تعليم أكتر من هداك اليوم... إلا بصوت سطام وهو عم يتحرك بسرعة مشغلو فكريًا عن المستفز يلي جنبو: كنعان أبو وجدي (كاتب الكتاب) وصل...
كنعان تريّح هون وتنفس من قلبو لإنو ما في داعي يضلو معهم وقت طويل... وضلو مكانو موقف مكانو وهو عم يلمح أهلها عم ينزلوا من السيارة ومتحركين لعند الباب ومتقابلين بسطام يلي بس قلهم: السلام عليكم ماشي من جنبهم ليستقبل قريب أبو وجدي كاتب الكتاب... وما صدق كنعان يلمح أبو وجدي دخل بسيارتو علشان على السريع يتم كتب الكتب ويطير من هون بس قبل ما يؤدوا الدور يلي عليهم ويطير هو من هون لازم يخبروا القعدة المعمولة عشانها واللي بتكون بنت دهب المتمددة على سريرها بخنقة من ذنوبها وهي مش عارفة شو عم بصير عشانها لحد هاللحظة هاي وفجأة حست بطنها مغصها وقالونها دبح نازل فيها إلا بصوت دق حليمة الباب عليها وهي عم تقلها شي موترها بزيادة: يا ست في حد بدو يحكي معك...
حد؟ معقول؟ مين هالحد يلي بعرفها وبعرف رقم حليمة كرمال يتصل على تليفونها ليحاكيها هي... وعادي يعني حليمة تقبل بدون ما تحسب حساب لكنعان... لاه فيه شي مش مزبوط... فخافت من حليمة من ثقتها إنو كنعان مستحيل يخليها تحاكي أي حد فنطقت بصوت محذرها لتكون بتلعب بعداد عمرها معها عند ابن الخيّال: حليمة فاهمة شو عم تسوي معاي....
الخدامة حليمة ردت بجدية من نبرة كنعان المخيفة معها قبل ما يسكر معها من دقيقة وحدة بس على التليفون: والله ما بعرف بس البيك اتصل وقلي خبريها في حد بدو يحكي معها... 
إميرال بسرعة عدلت حالها وهو عم تمد إيدها بمعنى تجيبو لعندها... وبسرعة اخدتو منها إلا التليفون رن فبسرعة ردت بكل ثقة قوية بدها تشوف شوفيه وهي عم تقول: ألو مين معاي... وفجأة بطنها شد عليها وهي عم تسمع صوت رجال ما بحياتها سمعتو وهو عم يقلها بنبرة لطيفة وحنونة كتير معها: بنتي إميرال أنا المأذون على كتب كتابك طلبت اسمع موافقتك على الزواج من كنعان شامخ الخيّال بحضور وكيلك والشهود بمقدم ومؤخر متين ألف يورو (لإنو رح يودعهم بحسابها البنكي يلي بسان مارينو) ...
إميرال بكت مش عارفة شو تقول.. فرد المأذون نطق: إميرال بنتي سامعتيـ~
نطقت إميرال بسرعة وهي مش مصدقة ولا حتى واعية شو عم ترد: أه بقبل... 
فرد عليها المأذون: إذن على البركة الله...
وسكر الخط منها مخلي إميرال تنذهل كيف ربنا نطّقها بدون ما تقلو احلف وين كنعان هات اسمع صوتو لأتأكد... لإنها مش مصدقة إنو كنعان الخيّال جاب أبوها يلي ضحى فيها من قبل كرمال يجدد زواجها يلي عارفة إنو مش مشروع من قبل ما يصير بشكل بسيط بفضل كنعان يلي فهمها زواجهم فكيف هيتم بدون ما يكونلها ولي ولا وكيل قريب لإلها... وبلش قالونها من الخوف يضغط ويضغط أكتر من عجزها لتصدق فحاولت ترجع لكنعان بس كنعان عبس عم بسكر الخط بوجهها لإنو مركز مع كاتب الكتاب ومالو خلقها... وما صدق يوقع بعد ما أبوها وقع عنها ماخد ورقة كتب الكتاب ومخلي سطام يوصّل كاتب الكتاب لبرا وهو مش طايق حالو لإنو قاعد مع أبوها يلي كان مناه يطحنو هو وأخوه جاسر... لكن كرمال الأمور ما تكبر احترم حالو ومسك حالو ليضربو لكنو ما مسك لسانو ليسمّع فيه كلام بسم البدن قبل ما يمشي من قدامو مرور الكرام ع مسامع عدنان وعثمان والشب الجاي معهم: تهاني الحارة لبنتك يلي تخلصت منك لإنك ما عرفت تكونلها أبوها... 
ومشي من قدامو بكل برود... عكس النار يلي جواتو لعند سيارتو كرمال يبعد عن الهوى الملوث وهو مش طايق حالو ولا طايق يسمع صوت حد... وجاي على بالو يختلي مع حالو وربو بعد سواد الوجه يلي عملو للمرة التانية من ورا أبوه يلي يوم عن يوم عم يصحى بوجهو مبتسملو وهو من جواتو حاسس بالخزي والعار على تخبايتو عليه زواجو من بنت دهب الحامل منو هلأ... فشو حال أبوه هيكون بس يعرف قابل أبوها بعز وضع أخوه الحرج بس كرمال يجدد عقدو...  
وشو هالشعور خلاه يكره يشوف إميرال ولا حتى يسمع صوتها فطفى تليفونو مريّح راسو من كتر اتصالها عليه من تليفون حليمة... وما صدق بس أهلها تسهلو يسكروا وراهم البابين ليتسهل كل واحد منهم للمكان يلي لازم يروحلو... في حين إميرال ما فيها تتسهل لمكان ولا حتى تتحرك حركة وحدة من وجع بطنها يلي خلاها تبكي بحرة وهي عم تمسح ع بطنها من عجزها لتتحمل... لكنها جبرت حالها لتتكتم على وجعها رافضة حنان واحتواء حليمة لإلها من الخزي والعار الحاسة فيهم مع ابن الخيّال وبكت مفضفضة لحليمة بحرة: أنــا والـلـه مـا بـسـتـاهـلـو... أنـا والـلـه مـا بـسـتـاهـلـو...
فمسحت حليمة على شعرها وهي مش فاهمة مالها وعن قصدها... فسايرتها وهي عم تقلها: بدي قوم اعملك مشروب الاشواجندا كرمال اعصابك تروق وجسمك يسترخي...
إميرال ما بدها تشرب شي... ما بدها شي غير تموت... هي ما بتستاهلو هو يلي عم يتنازل عشانها... كلو منها... كلو منها ومن غباءها وجهلها... وصارت تدعي على حالها وعلى أهلها بالموت من العار الحاسة فيه...
وسبحان الله حالها مع الحمل وأهلها وين... وحال أمل اخت زوجها ومرت الشاهد على كتب كتابها وين مع حملها المتعب واللي مخليها تنفر من بيتها وزوجها وولادها ومالها خلق الكلام والصوت وراسها ضغط وبيت أبوها ضغط فمش طايقة حالها وكتير بتروح على المستشفى وبتتقاتل مع خواتها كرمال يروحوا على بيوتهم وما يجوا بس عبس...  والمضحك في وحامها وين... ما حد مسعد قلبها وبخفف عنها هالحمل يلي مو عارفة تحبو ولا لأ غير أبو إصبع يلي عم تضحكها بكلامها وتهون عليها خوفها لمفارقة أخوها جابر يلي كان يدللها... وهون أريام غارت ع جوري لإنو ما فيه كتير وقت يقضوه مع بعض لإنها هي منشغلة عنها بتقديم الامتحانات النصفية بنظام كتاب مفتوح من البيت نظرًا للظرف العم يمروا فيه... وبس تتفضى لإلها بتلاقيها مشغولة مع عمتها وهادا الشي بلش يعصبها من ورا كلام خالتها وفاء الكرهانة علاقة جوري بأختها أمل لدرجة فيها نفسها تنزل في أمل أختها لإنها مش ملاقية إلا هادي تقعد معها... كان ناقصها تجيب نسخة منها بالحامل فيه ما هما مش مخلصين معها ومنها كرمال تروح تجيب نسختها لا قدر الله... بس لو إنو أخوها مش عبد العزيز لوالله كيدتلها كيد ما حد بسلمها منو إلا بعد ما تضعف شخصيتها وتخلي كبريائها بالأرض... 
ومتل ما بقولوا ناس بهنا وناس بعزا... الأخت وفاء منشغلة بكرهها بجوري وتهويل الوضع بخصوص موت جابر وصب البنزين على نار أخوتها وأبوها كرمال ما يخلوا عيلة دهب إذا صار شي للغالي اخوها...
في حين الأخت نداء هاربة من فكرة موت أخوها من الواقع للدردشة مع مين هب ودب ع النت تحت مسمى وهمي... لا سائلة بابنها إذا أكل ولا شرب حليبو ولا محتاج غيار ولا حتى بدو يأخد حمام ولا محتاج ينام... وعادي عندها يبكي بالساعات لإنو في ماما جوري وعلا والخدامات عم يهتموا فيه ولا لكان الله عالم بحالتو... في حين وأمينة وسهر كل يوم الصبح بمروا مع كوثر على زوجها كرمال تتطمن عليه وتساعد مساعد الممرض في رعايتو وتنظيف جسمو... وتكمّل بعدها لتقرأ قران عليه وتخبرو شو صار معها بعد ما تركهم وتذكروا بسنينهم قبل... وبردوا وراها لبيوتهم وهما مهمومين على جابر وكوثر واللي جاي لينزلوا الغدا ويهتموا في بيت الجد وبعدها كل وحدة بتروح لعالمها ليردوا عند العشا يتجمعوا على رجعة الجد وبعدها فكتهم من الكل ليروحوا لغرفهم ويناموا بدون ما يحسوا بازعاج العالم حوالينهم...
وللأسف الشديد كان هادا هو حال عيلة الخّيال من بعد مكر عيلة دهب بابنهم...  
كان هادا تفاعلهم وشعورهم وحقيقتهم وتمثيلهم ودعمهم مع بعض...
كان هادا هو الواقع يلي انفرض عليهم وخلاهم يقووا أو يضعفوا من جواتهم مش لإنو صار إلا لإنهم هما هيك بس ما جت الفرصة ليتغربلوا بجد وينصقلوا غير بهالموقف هادا بمشيئة الله مو كرمال يكرهوا ولا يتنصلوا من المسؤولية بعضهم ولا حتى يحرضوا بعضهم متل ما العمة نداء والعمة وفاء عم يعملوا... إلا كرمال يتمسكوا ببعضهم ويكونوا يدية (ايد) وحدة باستعانتهم بالله متل ما الباقي عم يعمل وتكون العصا لمن عصى وحاول يخرب نسل العيلة ورابطتها... ورغم كل يلي عم بصير جواة عيلة الخيّال بقت بنت دهب واللي بتكون بنت قلب ابنهم لحد هاللحظة هاي مغيبة عنهم وعايشة بعالم الدراسة والفن والمهارات البيتية البسيطة وما في شي معكر عليها بفضل الله غير شي وهو كوابيسها بجاسر دهب يلي مش راضية تتركها بحالها... لدرجة صارت تكره تنام لحالها بغرفتها لما ما بكون حفيد شامخ الخيّال جاي عندها... وهالشي شو صار يخليها تكره نومتو برا البيت عند أمو متل ما هو مخبرها... وتتحلف بس يجي تقرصو وتبهدلو لكنها تنسى شو تقلو لتقلو مع الحمل وانشغالها باللي عم تتعلمو وباللي عم تسمعو... فما صدقت الليلة حضرتو يبات تبالاخر يسم بدنها بقصة بتبدا عن الأب لتنام وهي كارهة حالها وشايلة بقلبها عتب كبير جواتها لأبوها الما عمرو حسسها إنو هو أبوها أو على الأقل إنو شخص هي بتنتمي لإلو أو حتى ممكن يكون ملجأ لإلها بس تحس بالخوف والتهديد وعدم الأمان من أي حدا قريب منها ولا بعيد عنها لإنو هو أبوها يلي جت من صلبو... بس اتاريه بدل ما يكون معها اجى عليها وحسسها بكل خلية بجسمها إنو هو أخطر عليها من أي قريب بتعرفو ولا من أي بعيد ما بتعرفو... لهيك هي بتخشى عصبيتو وبتهاب ضربو وبترتعب من ذكر اسمو ولا وجودو حواليها.. وتيجي هلأ مع كل هالرهبة الحاسة فيها اتجاهو منو حتى بعدم وجودو لتتكلم عن الأبوة وتقلو عن أبوها من شان يحنطها ولا يوأدها وهي عايشة وحتى ممكن يطبق عليها أي فكرة من الأفكار المجنونة يلي كان يهددها فيها... فلأ تنام وتنسى وتبعد عن هالعالم العم بذكرها بأخطر وأكتر شخص بتخاف منو بس تنذكر كلمة أب... بس حتى بالنوم غالبّا ما بتقدر وما بتنام إلا النهار بس هلأ هي ضامنة ابن الخيّال ضلو جنبها عم يشتغل... فهي بأمان من خوفها من أبوها ومن ملاحقاتو لإلها بأحلامها... وشو خاب ظنها بس حست من كابوسها مرعوبة وعم ترج من الخوف وعرقانة عرق مش طبيعي وأواعيها ملزقين فيها تلزق من تعرقها وهو مش جنبها...  فبسرعة قامت تدور عليه لتطلب حضنو وفجأة حست بالدوخة من حركتها المفاجئة لكم ثانية يلي حستهم عمر مع خوفها ورغبتها لتكون بين إيديه فضعطت على بطنها الكبران دامها بأول شهرها الخامس وهي عم تتمسك بترويسة السرير وعم تنادي عليه بصوت تقيل خايف: عبد العزيز...
عبد العزيز...
بس وين يسمعها وهو قاعد بغرفة مكتبو ومسكر الباب عليه ومشغل المكيف على الدافي بصوتو المزعج... فأدركت مع عدم استجابتو على مناداتها لإلو منو إنو مش جنبها...فسايرت فقدان السيطرة ع جسمها بمهل ماشية ناحية الباب مدورة عليه  لتنال الأمن منو... وكمّلت طالعة من الجناح... نازلة الدرج وهي ساندة حالها ع الحيط خوف ما توقع وهي مستمرة عم تنادي عليه بلسانها التقيل مع انخفاض ضغطها مع الخوف... وما صدقت تصل آخر الدرج بس من شان تحس بالأمان وهي مش شايفة كلشي قدامها من شعورها بالخضة... وما صدقت تمد إيدها وتلاقي إيد باب غرفة المكتب لتفتح الباب كرمال تروح لحضنو...  وهو ما صدق يسمع صوت الباب عم ينفتح ليقلها بدون ما يطالعها وهو قاعد ع كرسي مكتبو الضخم عم يشتعل ع اللابتوب القدامو بدون ما يضوي ضو الغرفة: تعي...
هي بس سمعت كلمة تعي دابت وحست جسمها انتعش فسكرت الباب وراها كرمال الخصوصية وكملت لعندو من بين خض راسها وهي مبتسمة من كل قلبها لإنو بس قلها (تعي)... 
كلمة من تلات حروف أعطتها أمان وسلام بوقت قصير صعب تصديقو.... توقفت قريب من كرسيه بدون ما تنطق بحرف لإنها مش قادرة تنطق من كتر مهي كابتة ابتسامتها الخايفة تتحول لضحكة عالية تفضحها قدامو وتروح كرامتها معو... لكنو هو فاجئها بس لف عليها ساحبها لعندو مخليها بدها تطلّع الصوت المكتوم لصوت صريخ لكنها بلعت رهبتها وهي عم تقلو بصوتها التقيل: رعبتني...
تبسم عليها معلق وهو عم يقرب من خدها بدو يبوسها عليه: انا ما رعبتك إنتي بترعبي حالك لبالك... وباسها ع خدها البارد ماسح ع وجهها وهو عم يقلها بشك: ليش صحيتي بسرعة ما لحقت اتركك نايمة.. ورفع إيدو ماسح ع شعرها المرطب القصير شاكك إنها رجعت تكوبس: شكلك رجعتي تكوبسي؟
فهزت راسها مو قادرة تنطق بحرف من أمانها المو حابه تفارقو وسندت راسها ع صدرو فارضة حالها ع حضنو الممنوع حدا يشاركها فيه غيرها هي وبنتها الحامل فيها وسحبت إيدو ع بطنها محل ما عم تكبر بنتها ساندي جواتها مو مركزة باللي عم يقللها إياه من تركيزها ع مسحو ع شعرها: باينتو هادا الحلم مو ناوي يتركك... شكلك ما قرأتي قرءان قبل ما تنامي جنبي؟ 
تنهدت مو عاجبها تكلمو عن كابوسها ما خلص هي هديت لليش حضرتو برد يذكرها فنطقت وهي عم تحسو عم يمسح ع بطنها بخفة: حاسة حالي موجوعة هون بعدين أنا ضروري أتوجع طول فترة الحمل من البيبي العم يكبر زي ما قلتلي الست سمية... 
فجرك لسانو بدو يرد ع كلامها لكنها هي رافضة يهون عليها ولا يحاورها فيه ولا بأي موضوع تاني... بكفيها إنو ذكّرها بأبوها فهي مو حابه تتذكر هلأ أي شي يسم بدنها فتكلمت قبلو سابقتو: تعبانة وجسمي مكسر ومو عارفة انام لحالي..
ففهم مغزاها الواضح وضوح الشمس طالبتو ينام عندها فنطق جابر خاطرها: سلامتك من الوجع كلو بأجرو عند رب العالمين... بعدين ولا يهمك غالي والطلب رخيص ...مد إيدو طافي اللاب توب وهو عم يقلها: يلا قومي... ومد إيدو طافي المكيف بالريموت التاركو جنب اللابتوب...
وهي بس سمعت آخر كلمتين قالهم... همهمت متل القطة رافضة توقف ع حيلها... فعلق وهو عم ينزّل شاشة لابتوبو الأبل: واضح عليكي التعب ...فهزت راسها مكتفية بالرد البسيط وهي عم تتثاوب بنعومة وهي بحضنو ببجامتها الحمل المتكونة من بنطلون وسيع شتوي وبلوزة شتوية كوم مكتوب عليها l love you mam  جنب مجسم طفل عم يضحك... فعقب ع هدوءها: شاللي تعبك يا قلبي فجأة... 
قلبها حست فيه فراشات عم ترفرف فيه من كلمة قلبي... وما ركزت شو قلها... وبس سمعت صوت نفسو مع عتمة وصمت الغرفة توترت وحست بعدم أمان فنطقت بسرعة مداركة الموقف بأي شي بطلع منها بعفوية كرمال ما تحس بالصمت بينهم ويغوص جواتها بدون ما تدرك هالسبب: صح رح تحكيلي قصة اليوم...
رفع حاجبو حابب ينكش راسو عليها: بالله حدا قلك أنا راوي وحافظ كل قصص العالم وبألف من عندي... 
هي بس سمعت ردو بوزت ورفعت عيونها معترضة تزامنا مع تشغيل صهارة المكتب النورها هادي (خافت) كرمال يشوف تعابير وجهها الصاير مغرم فيهم... فضحك عليها من كل قلبو معلق بس شافها كيف عم تطالعو: هههههههههه اخ يما بس لما تسمعي شي مو عاجبك ... تعابير وجهك بتخليني أدوب...  وصار يدغدغها بانفو وهي تضحك بكل صدق بصوت لأول مرة بسمعو وبشوفو طالع منها: عبد العزيز خلص ههههههههههه خلص ههههههه... 
فنطق بسرعة من صوتها البلش يعلى: فضحيتنا وطي صوتك بلاش الست سمية تصحى قومي ع غرفتنا... طلع الواحد حرام يمزح معك... 
جودي جحرتو جحرة مش عاجبها وبعدت عنو بدها تقوم لكنو هو فاجئها بس رفعها حاملها بين إيديه وهو عم يطفي صهارة المكتب: ما في حدا أشطر وأسرع منك بالزعل... 
لفت راسها تقلانة عليه... شو بقلها فضحيتنا وحرام الواحد يمزح معك..  ليش خير يا طير هي شو عاملة... فركت راسها ع صدرو رافضة ترد عليه وسامعة صوت دقات قلبو وتنفسو وهو عم يطلع فيها من الغرفة ومسكر الباب وراه وعم يكمّل فيها بطلوع الدرج وهو عم يهمسلها بحركشة: لساتك زعلانة أنا بقول ازعلي ع شي مستاهل...
ردت بشي مغيرة فيه الموضوع: نزلني بدي امشي... 
ابتسم وين ينزلها للحلوة فعقب على كلامها: مش جاي ع بالي... ودخل فيها من الباب التاركتو مفتوح مجاوبها وهو عم يسكر الباب برجلو: ما في داعي نزلك كلها خطوتين وبتكوني بالسرير وما لحق ينهي جملتو إلا كان منزلها ع السرير ومكمّل دغدغة فيها من أكتر مكان بتحاص فيه... فحاولت تمنعو بس ما قدرت وانفجرت من الضحك: : هههههه خلص ... اخ بطني .... هههههه بـكـفـي مـو قـادرة اضـحـك بـطـنـي بـوجـعـنـي .... هههههههه...  ووقف دغدغتها بس حسها خلص مش قادرة تتحمل إلا بنطقها كلمة: وحش!
رفع حواجبو منصدم من ردها مأشر ع نفسو: خير أنا وحش بعد هالتدليع وهالتدليل...
هزت راسها داخلة جو المزح يلي من النادر لتدخلو رادة من بين ضحكتها الماسكتها غصب: هههههه اه واكبر وحش كمان! 
رفع حاجبو ماسح ع وجهو وهو ممثل الجدية مخبرها: بالله كمان! استني ورجيكي مين الوحش هلأ...
جودي بس شافت عيونو خافت منو وجت بدها تهرب منو بس وين يا مسكينة حدا قلك تقليلو وحش هيك بدون ما تحسبي حساب لمشاعرو... فمسكها مقرب منها بدو يعضها فبسرعة صرخت وهي عم تضحك: هههههههه خلص هههههه ما تعض انا الوحشة وإنتا الامير تريح هههههههههههههه خلص حبيبي بعد... 
جفل عند سماعو كلمة حبيبي منها... وحس بصدمة ما بعدها صدمة لدرجة نزلتو من عالم الضحك لسابع أرض... فبعد عنها حاسس حالو مدروخ لإنو مو مستعد يسمعها هلأ سواء عن جد ولا عن مزح لإنو كل طاقتو تبخرت... الحب وين وهو وين... ما تخيل يحب.. أو يتكلم بالحب... هو صحيح حافظ الشعر بس أكيد مو شعر الغزل والحب لإنو مش نوعو ولا توبو (ثوبو)... فتيجي هي تقلو هالكلمة هادي يلي ما بسمعها غير من عماتو وأختو جوري بالنادر... صفّر وحس حالو مو قادر يفكر حتى يحرك لسانو ولا ليفتح عيونو المو قادر يفتحها ع طول من الصدمة الزلزلت كيانو تزلزل منها هي يلي قربت منو وهي شاكة مالو شي ناطقة: عبد العزيز! رد علي حبيبي! مالك؟
عبد العزيز سـ~~~
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل التاسع عشر

عبد العزيز! رد علي حبيبي! مالك؟
عبد العزيز سامعها عم تنادي عليه بخوف وقلق لشي هو مش عارفو من تعب جسمو وتقلو المفاجئ المخليه ما يحس بإيدو وهو عم يرفعها كرمال يضمها لصدرو تَترحمو من منادتها وينام بدون مقاطعة منها ولا من غيرها.. رغم إنو لا هي ولا غيرها رح يقدروا يحرموه من النوم الغرق فيه بلا مقدمات وهو عم يسحبها لصدرو مو حاسس في حالو ولا في العالم اللي هما فيه ولا حتى فيها هي يلي حامت حواليه مفكرتو عم يمثّل عليها رغم إنو ولا مرة مثل عليها... فرفعت إيديها الرقاق ع وجهو بحنين رايقها تمثيلو معها لكن هالروقان تلاشى بس حستو مش عم يعبر لمسات إيديها ع وجهو... فردت تنادي عليه بشك ممزوج بخوف: عبدالعزيز!!! عبد العزيز رد علي.... 
للأسف الشديد ما فيه منو أي رد ع مناداتها لإلو... فبعّدت عنو بدها تقوم لعند الست سمية كرمال تيجي تشوفو معها مالو لكنها تراجعت قبل ما تنفذ يلي ببالها من خوفها عليه ليصيرلو شي فبكت جنبو عاجزة شو تسوي معو من جهلها بهالقصص هاي... فقربت منو ماسحة ع وجهو وضاربتو بخفة أكتر من مرة طالبة منو يحس فيها ويطمنها عنو: عبد العزيز... حبيبي رد علي!! إنتا سامعني!؟
لا رد.. لا تمتمة منو أو حتى ضحكة تهون خوفها عليه لكن الله تلطّف فيها لما شاء ابن الخيّال زوجها يرفع حاجب من حواجبو وينزل التاني متل يلي عم يتوجع من جواتو بدون ما يئن أو يطلّع صوت فتنهدت ماسحة ع وجهها مش عارفة شو تسوي معاه... الحمدلله إنو عايش عم يتنفس بس شكلو موجوع كتير ومخبي عليها... وهالفكرة هادي حسستها بالخوف من يلي عم بصير معو ومن آثارو عليها... فبسرعة طوقتو بإيديها ضاممتو لصدرها بفطرتها الحنونة وهي مش عارفة شو تقلو كرمال تخفف عنو وجعو أو حتى كرمال تقويه... 
معقول تحكيلو حكاية من يلي بحكيلها إياهم ولا تمسح عليه بحنية... ولا تصرخ بصوت عالي ع الست سمية... بس لو إنو صاحي شوي كان فتحلها تليفونو كرمال تبحث عنو (عن اعراض تعبو) أو تتصل ع الست سمية... ليه هي ما عندها تليفون ولا ايباد متل الست سمية لاه من بكرا طالبة منو يجيبلها تليفون كرمال تحاكيه وتطمن عليه... فتنهدت بعجز من الافكار المخلبطة الحاسة فيها من تأجج مشاعرها من فكرة ما في عندها تليفون تتصل ولا حتى تبحث منو كرمال تفهم شو مالو لتهون عليه... وقربت منو بايستو بوسة رقيقة ع جبينو ومنادية عليه: عـ~ لكنها كتمت بقية الحروف بصدرها محتارة تثق بصوتها الداخلي يلي بقلها رح يصحى ولا بعقلها يلي بقلها ما رح يصحى عليكي وما تغلبي حالك لإنو تعبان وبس محتاج ينام وممكن لإنو ما باكل منيح متلك لإنو عم بصير معو متل ما كان يصير معك... فزفرت من تفكيرها يلي حسسها بالغباء والتقصير بحقو لإنها هي ما بتهتم فيه متل ما هو عم يهتم فيها... وهالفكرة هادي حسستها بالرغبة لتخجل وتتوارى عن عيونو وقربو بس ما فيها من قلبها المنطوف عليه فردت ضمتو بايستو ع راسو بحرص كبير وهي عم تهمسلو: أنا مهملة كلو مني أنا الوحشة...
وردت شدت عليه أكتر رافضة تلاحق رغبتها بالمواراة وهي مش حاسة ولا فاهمة ابن الخيّال يلي مش قادر من ضغط راسو الرح ينفجر من ورا كلمتها يلي مالها داعي وجابتو جياب وخربت الإيقاع يلي ماشي فيه معها...
هو ما عندو مشكلة إنها تبلش تحبو ولّا تكون حبتو فعلًا... إلا عندو مشكلة بخارطة المفاهيم المتعلقة بالحب عندها... من ورا الصور يلي حفظتهم نغم الغدارة بتليفونها... وانحفروا حفر بذاكرتو يلي ما بتخونو بهيك قصص وبحفظهم بدقة متناهية... وهالنعمة عليه تحولت عليه لنقمة خلتو يحس بخلل...
ما بعرف ليه بس سمع منها هالكلمة المن خمس حروف انهار فورًا جسمانيًا وتعب نفسيًا لدرجة مش حاسس بحالو... لكن وين يضلو مش حاسس بحالو وحضرتها عم تتحرك جنبو لتضمو وتبوسو وتكلمو بدون ما ترحمو وتقلق برغبتو لينام تما يفكر بشي... ويرد تمام أول ما يصحى... مش هي هيك بتساوي مع نفسها لما تتعب... بس باينتو حضرتها استكترت عليه النوم ودارت بلمسات إيديها الرقاق وشفتها الناعمة البريئة على وجهو... مكلمتو بصوتها المخنوق الخايف رافضة تسيبو بحال سبيلو... فاضطر يقوم فجأة رافع حالو بالغصب ليسحبها لصدرو وهو عم يترجاها: بس نامي وارحميني...
وشد عليها كرمال ما تتحرك... بس كيف يشد على تمها من شان ما يضلو يتكلم وهي عم تقلو: فكرت صارلك شي... خفت عليـ~
ما خلاها تكمّل كلامها لإنو لزّق وجهها بصدرو لترحمو وينام بدون ما يفكر بشي... ويحذف يلي صار... بس محاولتها لتتحرر من إيديه وشعورها بالخنقة من شدو على راسها ليقربها من صدرو خلتو يحررها من شدو على راسها وبعّدها عنو مفقدها بحرص بس سمع صوت كحتها خايف لتكون انخنقت... ورفع حالو متنفس راحة بس تتطمن عليها إنو كلشي عندها تحت السيطرة معلق: أهلك خلوني اتجوزك لابتلى فيكي... 
جودي طالعتو مش فاهمة شو مالو هادا تحوّل... ما كان معها بضحك وما أحلاه وفجأة تحوّل مش طايقها وبسألها عن أهلها مالو شي... 
بسم الله عليه مالو... ماخد شي... ضاربتو عين قالبتو قلّب ولا شو بالزبط... فطالعتو من طرف عيونها بدون ما تنطق بحرف وبس شافت نظرة عيونو يلي ما بعمرها لمحتها بأي نظرة من نظراتو لإلها من قبل.... ما عرفت كيف رح تبلع ريقها وهي عم تتنفس فشرقت مخليتو بسرعة يقوم معدل قعدتها ليدق على ضهرها خوف ما تنخنق وهو عم يعاتبها: مش عارف شو بدنا نسوي بهالعادة السيئة يلي عندك... فهميني في حدا بنسى يتنفس... وين فكرك بروح بس فهميني... 
جودي ما بتعرف ليه مش عم تزعل من كلامو إلا بالعكس حضرتها طايرة من الفرحة كيف عم يحاكيها ولا كيف عم يهتم فيها... وفوقها حاسة بحب كبير للشرقة يلي خلتو يعبّرها... فركت راسها على صدرو عم تتبسم معلقة برضا: ما تعصب وخلينا ننام لإنو أنا ~~تثاوبت مكملة... بدي نام... 
ضحك بمرار البنت مبسوطة بعد يلي عملتو معو فهمسلها بنبرة ما فيها نتفة مزح: بنت شو بتهيألك إنتي... وأشر على دماغها... هادا شو عم يدور جواتو... حاسك عم تدوري حوالين شي... 
جودي صارت تطالع من طرف عيونها شمال يمين محاولة تفهم كلامو المحسسها كأنها مجرمة خطيرة ولا حدا مطلوب للأمن... فمش عارفة شو تقول من سرحانها بالجواب إلا بصوتو المرجّعها للواقع: هممم ما عندك رد!! لسانك راح!!
انفجرت ضحك... مش فاهمة شو مالو.... ولما حست عم ينزل راسو من وراها من فوق وهو قاعد وراها عم يحاصرها.... بسرعة هربت منو وهي منفجرة من الضحك... فتيجي بدها تقلو مالك ليش هيك بتسوي معاي وبتحاكيني... ما تقدر من انفجارها بالضحك... وهو بس شافها هيك عم تضحك... ضحك معها غصب عنو من جمال ضحكها وصوت ضحكتها... فحك راسو وهو عم يطردها: قومي من عندي نامي برا وارحميني من مخك الضارب بآخر الليل...
جودي هون رفعت حالها وهي عم تحط إيدها على بطنها يلي بلش يوجّعها مع الضحك محاولة توقف ضحكها وهي شاكة إنو بحكي جد... فطالعها بعيون يعني تسهلي شو عم تستني... ضحكها اختفى مش مصدقة وقربت منو بعيونها الجاهزة للبكى بأي لحظة: جد بدك إياني نام برا... وطالعتو منتظرة منو رد...
ما رد عليها بحرف بس اكتفى يطالعها فخافت منو باكية وهي بدها تقوم من عندو فسحبها لعندو مخبرها: ناقصنا زعلك... نامي بدون ولا أي كلمة فاهمة...
فنطقت باستياء منو وهي عم تعطيه ضهرها بدون ما تحس بصوت عالي: مفصوم...
هون ابن الخيّال انفجر من الضحك بدالها: هههههههه من وين بالله جايبتيلي هادي الكلمة...
جودي جفلت معقول علقت عليه بصوت مسموع مش بسرها... يا فضحيتها قدام الست سمية يلي فهمتها شو معنى هالكلمة كرمال تحطها بأحدى حواراتها القصيرة بالقصص المصورة البسيطة يلي عم تعملها كرمال تعبرعن الرسمة يلي فيها وجه حزن ووجه فرح بأحدى رسماتها وهي من الدهشة تكررها بينها وبين نفسها كل ما تقعد مع حالها ضاحكة بانفعال من سعادتها لمعرفة كلمة جديدة... بس باينتو السعادة يلي حست فيها هداك اليوم هتسم بدنها هلأ وهتخرب بيتها فيها معو لا قدر الله... فبوزت ساحبة الغطا لتغطي وجهها وهي مفكرة حالها اختفت متل ما بصير مع الأميرة ذات جلد الحمار بس تلبس العباية المصنوعة من جلد الحمار معلقة مع حالها بكلمات تعبيرية تارة ناقدة وتارة مهونة على نفسها: هبلة... ضروري تحكي... كلو من الست سمية... 
ما بدي اتعلم... 
انام أحسن... 
وما وعت على كلامها مع حالها غير إنها نايمة جنبو هو يلي ما قدر ينام زيها بكل راحة وبساطة من ورا الأفكار يلي ارتبطت بذهنو وسرح فيها بمجرد ما اعطتو ضهرها لتنام بدون ما يعطي بال لكلمة مفصوم لإنو في شي شاغل بالو ومصدّع راسو وحارق روحو... 
هي أكيد قالتها مزح بس هو ما في عندو مزح بهالكلام وهادا يلي زاد الطين بلة وخلا دماغو ما يقدر يتعامل معها ككلمة عادية بقدر يمر عليها مرور الكرام بدون توقف... وين يحب فيها ويعاملها كمحب مش كزوج وعمو مخطر والمشاكل يلي بينها وبين عيلتها ما خلصت... فما قدر يبقى جنبها... ولا قدر حتى يبقى مكانو بدون ما يتحرك من تفجر الدم بجسمو من حرارة النار الشابه فيه فسحب حالو بعيد عنها محررها من إيديه وعبر الحمام ليتحمم بمي باردة بلكي يطفي نارو المتأججة جواتو... 
هي من حقها تحب... هي من حقها تغلط كرمال تتعلم وتستغفر ربها.... ومالو حق عليها باللي سوتو قبل زواجها لطالما ما بمس حياتهم هلأ... واحتمال كبير حبها السابق ما يأثر على مسار حياتهم طول مهو مش عارف وجاهل عنو... بس للأسف الشديد من ورا خرابة البيت بنت عمها جاثم خلتو يشتاط مش عارف هي شو موديها لهيك باب وكم مرة عبرتو... 
والسؤال الأهم أبوها وينو عنها ما بغار على بنتو وسمعتو وعرضو... عادي بنتو تقابل الناس وخاصة الشباب بلبس مش مستور وفوقها قاعدة جنبو بعلمو ولا من ورا ضهرو... هادي هي ترباية المسلمين... هادا هو حفظهم لطاعة الله ووصايا الرسول ... 
لا لسا واللي يلي قعدت معو ولا مع غيرو كيف فيه يحذف صورتها من بالهم شي مالو حمل عليه ولا إلو قدرة عليه... فكرة إنها محفوظة بذهن حدا بتدبحو... فكرة إنها غافلة عن يلي عم تعملو عم تكويه... وينها بنت عمها ليدفنها... هادي يلي لازم تنوأد... نازلة بجر (بتجر) بنت عمها للتهلكة وبئس المصير من ممشاها البطال بالحكي مع الشباب والتمصرف على حسابهم... ما شاء الله على مفهومها للحياة والرجال وحسن الأخلاق المحرومة منو... 
ما قدر يتحمل التفكير بهالموضوع أكتر من هيك فمسح ع وجهو تحت المي الباردة يلي ما خففت نقطة من نارو فسحب حالو بعد ما وقف الدوش منشف جسمو ولابس روب الحمام مستعجل ليطلع من هون... وهو عم يكرر لنفسو (عفا الله عما سلف) للبرية يلي عندو... واللي كانت واقعة بين براثن الشياطين يلي عايشة بينهم تحت مسمى عيلة... 
فتنهد موقف قبال الخزانة بدون ما يطالعها هي النايمة والمغطية جسمها بالكامل.... معجّل حالو ليطلع من عندها خوف ما يكبّر معها بالكلام لإنو مش متحمل حالو... وسحب حالو طالع من الڤيلة بدون لا يتعطر ولا حتى ياخد ساعتو معاه لإنو تارك ساعات وعطور لإلو في السيارة لوقت الزنقات... وحرك سيارتو طالع من البيت مع سيارات الحماية وهو عم يسمع صوت أدان الفجر... فاضطر يحرك سيارتو لعند أقرب جامع لإلو بالطريق كرمال يصلي جماعة مع المصلين بعد ما توضى بمتوضأ الجامع.... 
وشو كانت صلاة الفجر شاغلتو عن النار المتأججة جواتو بجمال صوت المقيم الصلاة فيهم... واللي بمجرد ما اختفى بعد ما انتهوا من الصلاة راجع للواقع مستغفر ربو من الشر الحاسو عم يكبر جواتو من الغيرة العم تصلي فيه صلي فبسرعة قام وهو عم يقرأ اذكار بعد الصلاة مع أذكار الصباح متحرك لمكان زمان ما راحو ولزمو الوضع ليمر عليه ويفش غضبو فيه قبل ما يروح ع الشركة... لإنو ما في شي هلأ هيهون عليه جنونو المش قادر يسيطر عليه غير لعبة الكارتينج يلي بتخليه ينسى حالو هي والقفز من المرتفعات والمغامرات الخطرة البتخليه ينسى كلشي ويرد لعقلو وتسامحو مع الناس في حالة فقد السيطرة ع منطقو لإنو بغلطة وحدة وهو بقمة السرعة والجنون ممكن ينفنى وفكرة الفني (الفناء) ومفارقة الحياة بثواني معدودة بتخليه يسترخص كلشي وما يعطي الشي أكبر من حجمو ع حساب حياتو ونجاحو... فعبر من بوابة الحلبة مسلم على الحارس من بعيد ومؤشرلو بإيدو يشغل كلشي لإنو مالو خلق يحاكيه لا صوتيًا ولا تليفونيًا هيك عقلو جاي اليوم... 
وما فيه غير دقايق إلا تشغلت الضواو المركزة ع حلبة السيارات بالوقت يلي كان هو متحرك لعند أكتر سيارة بعشق يلعب فيها واللي لونها اسود ومكتوب عليه رقم عشرة... فركبها لابس الخوذة ومآمن ع حالو بحزام الأمان وحركها نازل لحالو متل المجنون في الحلبة وهو عم يتذكر طفولتو الممتعة مع صاحبو جوزيف المهووس بكرتون سابق ولاحق وبعشق مش اللعب بالسيارات إلا بسياقة السيارات الكارت وكان يزن عليه زن ليترك الدراسة ويجي يحضر معاه مسلسل سابق ولاحق ولا يجي يلعب معاه بالسيارة يلي أبوه جابلو إياها... وهو ابدّا ما بدو يترك الكتب بدو يجيبها الأول ويرفع راس أبوه... بس لما مات أبوه وحس الدنيا انسدت بوجهو وجوزيف اختفى وما فيه حد ينشلو من يلي فيه... جرّب شي ياما سمع عنو وما فكر بعمرو يجربو واللي هو لعبة الكارتينغ... وشو ادمن بعدها عليها وعلى كلشي مجنون بخليه يفجّر فيها اعصابو المجنونة... وهالإدمان ما صار عندو إلا بعد ما خصص حلبة لهيك لعبة بدون علم حدا من أهلو لإنو عارف جدو بطرقو رح يسكرها... فاستمر يلف ويلف وهو مصر ما يطلع من هون إلا وهو كابح كل مشاعرو المجنونة لإنها هي ما إلها... 
هي جاهلة ومش فاهمة شي... أصلًا لو كانت بتفهم معقول تلحق الهبلة بنت عمها... بعدين ممكن بنت عمها جبرتها تساوي هيك من شان حيّل من حيلها مع الشباب ولا البنات لتوقع بينهم مش كل شي بنشاف بالصور بتصدق... فخلص اهدى شي صار وخلّص... 
هو خلّص بس وينو جدها المرحوم عنها معقول ما حدا سائل... 
سد الموضوع ما قدر يعطي فيه أكتر من هيك... كل هادا عشان قالتلو حبيبي... كل هادا ساوت فيه... فما لقى حالو غير عم يضحك عليها كيف متطورة معاه بالحكي قال حبيبي ومفصوم بتقلو... الله يستر من يلي جاي... فاستمر باللفات وهو عم يحس بكل لفة إنو مشاعر الشر عم تكن وتهدا وتوقف عن اللعب لحالو مدخل الحراس يلعبوا معاه ليغيروا جو وهو عم يضحك وفجأة تلاشت الضحكة بس انتبه ع اشعة الشمس عم تطلع فبسرعة وقف اللعب قايم يصلي الضحى وبعدها رد لسيارتو مسلم ع الحارس ومحرك سيارتو ع الشركة وهو مش مفكر بمدامتو يلي صحتها الست سمية تصلي الفجر وردت نامت بعد ما صلت وهي مش معطية بال للي كان نايم جنبها من النعس والتقل الحاسة فيهم مع الحمل... لدرجة ناسية عن يلي صار معهم الليلة... وساهية عن رغبتها لتهتم فيه وبصحتو... وعن طلبها ليجيبلها تليفونها الجديد كرمال تبحث منو وتحاكيه لما تشتاق لتسمع صوتو ولا حتى لما بدها إياه يرد لعندها لإنو تأخر عليها والبيت صار مخيف عليها... 
بس وين فيها تقلو وتتطمن عليه وهي يلي فيها مكفيها مع هرمونات الحمل وتغييرات الجسم وهو مقدر وضعها ومو محتاج تقلق فيه هلأ إلا بس تقلق بصحتها وصحة البيبي يلي ببطنها وتبقى بعيد عن اخبار عيلتها وعيلتو المتعبة لإلها ويعطيها العافية هيك لدرجة بتكون ماخدة كل التقييمات والتقديرات العالية لإلها عندو... فتنهد مكمّل بالشغل الملان فوق راسو بالشركة وهو عم يضغط ع حالو كرمال ما يشت تفكيرو للموضوع البخليه يشب وبس رن منبهو قريب الوحدة بسرعة نهى الملف يلي بين إيديه وطلب السكرتير محاكية: عمر فيه هدول الملفات بتطلب منهم يعيدوا الشغل عليهم... وسحبهم معطيهم إياه مكمّل... واجتماعي مع مدراء الاقسام بدي إياك تخليه بكرا الصبح وتخبر المدراء قبل ما أصل بساعة وتبدل اجتماعي بهادا الوقت لبعد الظهر لإنو شغلتي مطولة مع مدراء الاقسام... ووقف ع رجليه ساحب مفاتيحو وتليفونو مخبرو: ما تنسى ترسلي مخطط الاسبوع لإنو ببالي شي بدي غيرو...
عمر هز راسو وهو عم يتبسم بسرو لإنو فاهم ابن الخيّال ماسك شي على بعض المدراء ورح يعصرهم فيه هما والبقية كرمال يغربلهم تغربل... ونطق بكل احترام: حاضر يا استاذ وان شاء الله مخططك الاسبوعي بكون واصلك قبل ما تصل سيارتك...
عبد العزيز هز راسو ماشي جنبو وهو عم يتذكر إذا فيه شي ببالو فاجى بدو يقلو شي لكنو أجلو لوقتو وطلعوا من الغرفة مسكرها بمفتاحو ومودع عمر 
ليكمّل شغلو على مشروع جديد بمقابلة المحامين والمهندسين بخصوص الأراضي في المنطقة المقابلة للأراضي يلي صارلهم فترة عم يشتروا فيها لينفذوا مشروع زاد... كرمال الخطط الجديدة يلي تم عرضها من كنعان واللي دخل معهم شريك بنسبة كبيرة... فوقف السيارة بعد ما اعطى إشارة للحراس يوقفوا لإنو ما بحب حدا يسوق فيه... ونزل من السيارة يتأمل في المنطقة ويشوف شو بقدر يضيف للمخطط يلي اقترحو عمو كنعان بخصوص القرية المائية يلي رح يعملوها... فنزل من سيارتو وهو بس حامل معاه تليفونو وتارك الباقي بالسيارة لحد ما يجوا المحامين... وسحب تليفونو مآجل تفقيدو لبرنامج الاسبوعي الوصلو من سكرتيرو من قريب ساعة... ورن متصل على عمو كنعان الما كان حاسس بتليفونو يلي عم يرن لإنو كان حاطط وضعية عدم ازعاج ومالو خلق حدا من رغبتو ليحكي مع بنت دهب ويفهم منها كلشي من الألف للياء... 
هو صح جدد العقد وقرر ما يطلقها وما يحرمها من ابنها بس هادا لا يعني الانبطاح وعدم الخوض في اللي صار بينهم قبل... لإنو حق من حقوقو يفهم كلشي من علامات الاستفهام يلي عم تدور حواليه وما عم تتركو بحالو من ورا الأفكار والصور والمواقف يلي عم تتردد بذاكرتو كرمال تذكرو هو كان شاكك فيها بس للأسف الشديد الحياة جت بصفها وبرأتها من ظنو فيها... 
منطق يا الله هادا الصار معو... هو كم مرة شاف في رجال حواليها بفترات متباعدة وما لقى جواب وحتى لما خلا حواليها رجال يحموها من الزفت لوكا يلي وقعّت حالها معو بلبسها وشكلها وجرأتها ولسانها الطويل والمكان يلي رايحة عليه... معتقد ممكن هو بعت وراها رجالو ليخوفوها بس طلع توقعو مش بمكانو بعد ما قابلو رجل لرجل ليحل الموضوع معاه وفهم منو هو مالو دخل باللي جاي ينهيه معو مخبرو:
‏Chiaramente c'è stato un fraintendimento.Te lo giuro, non c'è niente tra me e quella ragazza. Canaan Non ho le ragazze giuste per essere costretto a innamorarmi di me. Perché la famiglia e l'amore sono sacri per noi. Questa accusa è un insulto alla mia virilità.
Perché tu lo sappia, se voglio spaventarla o
‏minacciarla, non solo mandare i miei uomini dietro di lei a guardarla, ma mandarli a ucciderla o a sparare ai suoi effetti personali e a questo mondo, e tu lo sai, non sei nuovo qui e strano su di noi.
‏Trova il tuo nemico da qualche altra parte che qui. Se vuoi aiuto, sono pronto per qualsiasi servizio per il bene di tua zia e la nostra conoscenza di te.
(الظاهر في سوء فهم واقسملك إنو ما في شي بيني وبين هالبنت... بعدين كنعان أنا ما بلاحق البنات ليحبوني... العيلة والحب اشيئان مقدسان عنا... واتهامك لإلي مهين لرجولتي) 
(وليكون بمعلومك أنا لو بدي خوّفها أو هددها ما برسل رجالي بس مش ليلحقوها ليتطلعوا فيها إلا برسلهم إما ليقتلوها أو يطخوا ع ممتلكاتها وهادا هو عالمنا وإنتا مش جديد علينا وغريب عنا) 
(فروح دور على عدوك بمكان تاني غير هون... وإذا احتجت أي مساعدة احنا جاهزين للخدمة من شان عمتك ومعرفتنا فيك)
فالسؤال كان لحظتها بعد يلي سمعو... دام مش لوكا يلي عم يلاحقها مين يبقى... وكيف رجالو يلي جابهم عن طريق صديق عمتو خبوا عنو كلشي... وأصلًا ليه يخبوا عليه إذا موضوع فيه عيلة الدهب... بس ليكون متل ما قال عدنان عن عمتو... 
لنفترض متل ما قال بس ليش؟ وشو السبب؟ عمتو شو بدها تموتو ولا تلوي دراعو... ولنفترض هي بدها موتو لليش (ليش) تموتو وهي بتموت عليه وما بدها إياه يرجع عند أبوه وبتطلطل عليه كل كم يوم بدون سبب وبتهتم بشغلو لدرجة طلعتو بعدة دول بمعارفها بسرعة وخلتو يحقق أرباح فائقة ويصمم لبعض معارفها لدرجة إذا بدها تزور حد بتقلو صمملي لبسة بدي اخدها هدية... وفوق هيك شجعتو يصمم للأطفال وسهلتلو كتير إجراءات... هو ما بنكر فضلها بالسفر لبرا وصنع اسمو بكل سهولة رغم التحديات يلي واجهها من أبوه العارض دربو لإنو كان عارف حلم ابنو يكون ضابط ويدخل الكلية الشرطية وفجأة بعد موت أخوه تحول وصار بدو يتركهم ويهج لبرا قبل ما يخلّص على عيلة دهب يلي أهلو رفضو يردوا عليهم متنازلين عن حق أخوه ضرغام... 
فسافر لبرا مخلي أبوه يفكر شهر بالكتير وبرجع بس جت الأقدار عكس توقعاتو وبقى سنين مش سنة تحت مسمى وظيفي مالك شركة ملابس رجالية وداخل خط الهوت كوتور وريدي تو وير... وعروض هون وعروض هناك لقاءات هون ولقاءات هناك وكأنو اجنبي مش عربي بلون بشرتو المتغيرة مع كترة السفر والجو المختلف عنهم.... ومكمّل عليهم باكتفاؤو بعمتو المعتزلة عروض الأزياء بعد ما خلت اسمها ما بنتسى وصارت ايقونة الموضة في ميلانو وباريس ونيوريوك وموسكو ... 
مين بصدق شامخ الملتزم تكون أختو يلي من أم تانية عارضة مطلوبة وبتقدم عروض شبه عارية وممثلة بكم فيلم جنب أكبر الفنانين ومحققة ثروة طائلة ما بتاكلها النيران بمشيئة الله بما لا يرضي الله... 
هو تقبل كلشي بس فكرة تخرّب ابنو المتهور تما يرد على بلدو ما رح ينسالها إياها... 
وكنعان ما كان غبي عن يلي كان بصير بينو وبين أبوه من ورا دعم عمتو لإلو وهو عارف عمتو ما رح تخسر أخوها والأهل بتكتمها عن بنت دهب ودعمها لتقرب من ابنهم.... وهالشي رح يجننوا لإنو المنطق بقول شي والواقع بقول شي تاني... 
طيب إذا شكو برغبتها ليموت مفند لإنها مستحيل بعد يلي عملتلو إياه تساوي فيه هيك... يبقى شو حال شكو بلوي دراعو... ع شو بدها تلوي دراعو لنفترض تمام بس ليش؟ معقول عشان تقهر أبوه يلي بكون أخوها بس ع شو؟ هينجن ليعرف... 
بس قبل ما ينجن ويحرك علاقاتو... هو حلّو ومربط الفرس عندها هي فقبل ما يحاكي أبوه ليخبرو عن خوابيصو.... وقبل ما يحرك علاقاتو ليجيب كلشي لازم يحاكيها هي... فزاد سرعتو معجّل بطريقو لعند الكوخ الحابسها فيه وهو مش شايف شي قدامو غير الرجال يلي كانوا يحوموا حواليها بفترات متباعدة... وما صدق يلمح الكوخ من بعيد ليزيد سرعتو كرمال يصلها بسرعة وما صدق يصل قبال الدرج لبسرعة لفها بصوت مزعج مخلي إميرال الموجوعة والحاسة في شي هيصير تأكد كلامها... فبلعت ريقها مسمية ومنادية على حليمة كرمال تشوف شو فيه برا ومين هيك صف سيارتو برا: يا حليمة!!! 
إلا بصوت فتح الباب الخارجي بالمفتاح... عرفت ما فيه غيرو لمجنونها يلي اجى يطلّع كل يلي متكوم جواتها إذا مش بالطيب بالقوة... وهو مو عارف عن وجع بطنها من التوتر والعار الحاسة فيهم من بعد ما كلّمها كاتب الكتاب ورفض ابن شامخ الخيّال يكلّمها ولا حتى يعبر اتصالها لو برسالة قصيرة فحواها كلمة وحدة على الأقل بدل ما يسكر الخط في وجهها... فهي مش هبلة تفوّت هادي الجية عليها فجبرت حالها... جاية ع تعبها بدها تحاكيه وتعتذر منو... فدفعت حالها لتقوم غصب عن وجعها كرمال تسبقو وتمنع أي محاولة من تلاشيه لإلها... لكن هو المجنون يلي طبق باب الكوخ وراه داخل لعندها بشكل مباغت بطولو المهيب وشكلو المشتاط الخلوها تحس جيتو ما رح تعدي ع خير... فبلعت ريقها عاجزة توقف لحظة ما تقابلت عيونها بعيونو المفقدتها بدهشة... لإنو مين مصدّق بعد كل هالأيام يلي ما شافها فيها من بعد معرفتو بحملها يشوفها هيك بشكل ما بتقارن بأول مرة شافها فيها بحياتو وهو عم يطلع من بوابة الشركة كرمال يتسهل ويقابل كم رجال معرفة يقضي معهم وقت لكنها هي لفتتو من بعيد وهي عم تمشي بعفوية فلف وجهو مخافة الله لكن صورتها ما قدر يلف عيونو عنها وهو عم يطلع من بوابة الشركة الشفافة فاستغفر ربو عنها صادم فيها وهو مناه يخبصها لإنها طبت فيه من سرحانها يلي أبصر وين غارق ولإنها جرحت تمو وطلعت عربية... ما بقدر يتقبلها ع أي مسلمة عربية ولا أجنبية يشوفها بهيك شكل من غيرتو ع المسلمات... فعصب منها وهو مناه من شعرها يقلها استري حالك مكيفة ع حالك مقلدة الغرب المتمرد ع دينو كرمال يرضي شهواتو تحت شعار الحرية... رغم إنو الحريات طريقها مش من هون بس التنويريين أبرعوا بتزييف الحقيقة وخلوها هي الضالة المنشودة... وهي حضرتها مكفية ع حالها وعلى هالتفكير السا**... بس هلأ وين حضرتها تفكر تبين شبر من جسمها ولا شعرة من شعرها وهي مسجلة ع جسمو ومرتو رسميًا وع العلن بعد شوي هتصير...
تحلم تطلع عندو هيك لإنو ما فيها تطلع إلا بلبس مستور وشعر مغطى وممكن يخليها تغطي وجهها كمان لإنو جمالها الفتان لإلو... 
ما أحلاها وهي عندو تبينو لجمالها لأي حدا بحجة إنها عايشة لإلها مش لإلو ناسية آخرتها وربها ومفكرة بس بالمظاهر ومأطرة غيرة الرجال وحاصرتها بس بقرب الرجال لجسمها ولا من نظرات عيونهم المعجبة فيها باشتهاء... ورافضة ومعادية الغيرة الحقيقية المسماة عند المتحررين (التخلف... التملك... التشدد) رغم إنو الموضوع ابعد من هيك وحقيقتو مغايرة للسايد هلأ... فبلع ريقو وهو عاجبو شكلها يلي حسسو إنو متل البنات العاديات يلي باكلوا وبشربوا بدون ما يفكروا بالسعرات الحرارية وبخافوا الوزن يطلع ولا ينزل وبضحوا بجمال الشكل مقابل الراحة الجسدية والنفسية لو ليوم واحد لإنو الحياة مش بس جمال الشكل... وهالشي راقو لإنو حسها بنت طبيعية عادية... فطالعها بعيونها مواجهها وهو عم يشوفها عم ترجع لتقعد على طرف السرير: ما فكرتي باللي مديونيتلي فيه يا بنت دهب...
إميرال ضحكت بمرار لإنو هي رح تضل بنت دهب لو شو ما سوت ورقعّت سواد أهلها معهم رادة: قصدك اتشكرك عشان يلي صار امبارح ولا عشان ~~
قاطعها من الآخر: سيبي عنك الهبل... وفجأة لف معطيها ضهرو طالع من الغرفة فجت رح تلحقو لكنها منعت حالها بس سمعت صوت تحريك كرسي مبشرها إنو ما رح يحل عنها إلا لياخد يلي بدو إياه فردت مكانها بالعة ريقها وحاسة بجدية الشي وبسرعة لفت وجهها للحيطة بس لمحتو راجعلها بالكرسي وشو حست بالخنقة والحشرة بس طبق الباب وراه وقعد ع الكرسي مقابلها مكتف إيديه بكل ثقة بعكسها هي يلي مش قادرة تتحمل وجع معدتها وبرودو معها... وكمّل عليها طاحن فيها بس فاتحها بالموضوع الهاربة منو من العار والخزي الشاعرة فيهم لحد النخاع: من وين حابه تبدي من النهاية؟ ولا من البداية؟ ولا من علاقتك بعمتي؟
علاقتها بعمتو؟ خير؟ هي شو فيه بينها وبين عمتو... انفعلت رافعة حواجبها ناسية مشاعرها المخزية معو من سؤالو الغريب والمش مفهوم مغزاه... فلفت وجهها مقابلتو وهي عم ترفع حواجبها باستنكار مش مفهوم لا لإلو ولا لإلها: عمتك؟
كنعان ضحك بمرار لإنو حاسس حالو مش جاهز يسمع منها شي بخص عمتو رغم حاجتو ليعرف كلشي بدون ما يستعين بناس فقاطعها مختصر عليه وجعة الراس: نترك قصة عمتي على جنب هلأ... وتعالي نحكي من البداية إنتي ليه جيتي ع سان مارينو وكيف قدرتي تلاقيني بكتير مطارح لدرجة في مطارح كنت روحها بشكل مفاجئ ولاقيكي هناك... وليه قبلتي تساعدي أهلك بهيك شي؟ شو المربح يلي رح تاخديه مقابل إنك تجيبي راســ ~~وبلع غصتو متابع بحرة... ـي لإهلك... وهل هالمكافئة هاي جد بتشفي قلبك وبترضي طموحاتك الغبية... وطبق شفايفو مستني فيها هي ترد عليه رغم الاسئلة الكتيرة يلي مناه يحكيها مرة وحدة لكن لاه مش من أولها يكشف وراقو ويخليها تعرف كيف تتنصل من بعض الإجابات فكلشي بالتدرج بجي... 
وهو نفسو طويل وما رح يفوّت فوتة وهياخد منها كلشي بما إنها هي الوسيط بينو وبين أهلها وبتعرف غالب الأشياء يلي بتهمو أما الباقي يلي ما بتعرفو رح يفكر فيه لبعد ما ياخد كل يلي بدو إياه منها للي صفنت بعجائب الدنيا بكيف جمعتها بعلي يلي كان يشتغل عندو وبساعد أهلها وبرسلها أي مكان بعرف إنو رايح عليه... 
وبكيف جمعتها (عجائب الدنيا) معو هو بلقاءات غير مخططة لما تكون عاجزة من لفت انتباهو ولا من تبريد قلب عمها من تقربها منو... ورغم مرارة لقاءها برجال أهلها وعمها وأخوها إلا إنو كل يلي مرت فيه معو وجنبو كان إلو وقع جميل على قلبها وراضية فيه... باستثناء شي مش راضية عنو لإنو ما في شي بضاهي المرار المرت فيه كرمالو من قبل ما تقابلو وهو بفتح سيرة البداية مذكرها بحشرتها بغرفة جدها بين أمها وعمها جاسر وعيون الجد عثمان القاعد قبالها... وهي مش فاهمة شو سبب هالتجمع المغلق هادا معها محاولة تلاقي جواب من أول ما طلبوها تيجي... متوقعة يا أما عرفوا عن دردشاتها السرية وهبلها على النت ولا من شان مسوية شي غلط وهي مش حاسة بلبسها ولا بتصرفها قدام الناس برا البيت... 
بس الواقع كان غير وصادم بشكل كبير لإلها لإنهم بدهم إياها تكمّل باللي كانت تحسبو أهلها رافضينو... بدهم إياها تروح تغري رجال... كرمال تعيش برا وتجرب العيشة يلي كانت بالنسبة لجدها عيشة الحرام بس كرمال تجيب راس كنعان الخيّال يلي ما بحياتها سمعت عنو ولا حتى قلقت بعيلتو يلي بتعرف من نعومة أظفارها عن التار يلي بينهم... فشحب وجهها ببراءة بنت مستهجنة يلي عم تسمعو وشاكة إنو يلي عم تسمعو حلم ولا ضرب من جنون أمها المخبرتها بدون خجل (اخترناكي لإنك اجمل بناتنا~~~~ بتعرفي تتكلمي~~~ ملفتة ~~~~~~ الرجال هيموت عليكي~~~~ رح تعيشي حياة ال**** يلي نفسك فيها~~~~ شو؟:
فنطقت بصعوبة من عجزها لتصدق العم تسمعو: يما شـ ـو عم تحكي مـ ـش فاهمة؟
جاسر هون ضحك باستهزاء وهو عم يضربها ع راسها بنكران موصيها: بنت ما تسوقيها علينا إنك غشيمة ومش فاهمة علينا لإنو أمك فهمتك من الآخر إنو رح نسفرك برا تجيبي راس هالرجال هادا وشو رح ندلعك باللبس والحياة القارفتينا فيها... 
إميرال مش مصدقة... شو عم يقوللها... 
هي يلي بتفكر فيه شي واللي عم تسمعو شي.... هي بدها تعيش التحرر لحالها وع كيفها ووقت ما بدها مش بالفرض عليها... فحاولت بدها ترفض لكن عيون عمها ونظرات أمها لإلها وتحاشي جدها لإلها خلتها تدرك هما هلأ جايين معها بالترغيب بس إذا رفضت ما في شي رح يمنعهم ليستخدموا معها الترهيب ولا الضرب... فبلعت ريقها متمنية لو أبوها كان معها هون ممكن خفف عليها رعبة الجو يلي كانت حاسة فيه مخنوق وفيه طاقة شر... وما بتعرف مع قرب عمها منها وهو عم يقلها: خلصي! ناطقة عكس ما كانت رح تنطق وهي عم ترفع إيديها مخبية وجهها هايبة ضربو ولا قربو منها: زي ما بدكم...
وأي زي ما بدكم خلتها تنفصل عن حالها... وتقبل بدور قبلت فيه جبرًا لحدًا ما... لدرجة كل ما تحاول بدها تفكر تنسحب بس تشوف تعليمات أمها لتمثل الاغراء مع الرجال يلي لازم تجيبو وكيف فيها تسحرو وتجذبو لعندها من أول شهر... تصير بدها تبكي لإنها أمها عم تجبرها تتصرف متل العشيقات يلي كانت تقرأ عنهم بالانجليزي ولا كانت تحضرهم بالافلام والمسلسلات الامريكية والمكسيكية... فتبكي حاسة بخطر حقيقي عم تقدم عليه... لكن تاني يوم بس تطلع تلف بدول الاتحاد الاوروبي تتبضع وتشتري شو كانت تحلم فيه وتدخل مطارح كانت تقرأ وتسمع عنهم من التلفزيون والبنات والشباب يلي كانت تحكي معهم من برا... تغفل هي ليه هون مرات عن قصد ومرات بدون قصد لحد ما صار الوقت لتنطلق وتبلش الجد بعد ما مشّت أمها ظاهريًا على شو بدها مفكرة ابن الخيّال رح يعرف يطبل حالو معهم وهي تطلع من الشعرة من العجين يعني إذا نصيبو يموت على إيد أهلها مع السلامة لإنو هيك مقدرلو وإذا ما مات على إيد أهلها كمان مقدرلو ما يموت... فتلعبلها شوي وتاخد الموضوع مش لجيب راسو لأهلها لا لقدرتها تخليه مجنون فيها... بس الحياة لعبت فيها مش بس لعبت معها وخلت السحر يقلب على الساحر وتفكر بالقدر بشكل إنساني أكتر وموتو لا يعني موت ومقدر وبس إلا يعني موت ووجع لإلها هي وأهلو وكل حدا بحبو... فبلعت ريقها خجلانة وجت بدها تقلو... بس ما قدرت... فردت بلعت ريقها عاجزة تبدا معو بالندالة وقلة الاخلاق يلي جت تعملها معو... 
فسحب إيدو الشمال عن إيدو اليمين المتكتف فيها ليمسح ع راسو مستني فيها تلبش قبل ما يبلش معها بأسلوب غير... محذرها قبل ما يصير شي ما بتتحمل عواقبو الوخيمة بتستّرها ع اللي عندها: ما تفكري بعد يلي مريت فيه يا بنت دهب اعطيكي كل الوقت لتتمنني علي كرمال تخبريني شي من حقي اعرفو... ودفع الكرسي لورا بقوة ليوقف على رجليه مواصل: خلصي انطقي سوادة وجهك... مهي الدنيا قالبة فوقفت على يلي عملتيه...
إميرال بلعت ريقها مش قادرة تتحمل وقع كلماتو يلي حسستها متل سواط على روحها... لإنها ما كانت جاهزة تسمع منو هالكلام... رغم إنها عارفة هتسمع متل هيك كلام وأسوأ كمان بس المعرفة مع عدم الجهازية بتصهر الروح وبتخليه يذوب... فجت رح تنطق لكن حركتو بالغرفة وترتها لإنو كيف فيها تقلو كيف كانت تتفق مع أهلها عليه من لما كانت مقربة وخطيبة لإلو لحد ما صارت زوجة لإلو... عن إي قهر رح تقهرو.. عن أي وجع رح تكلمو... هي بس لو فيها عقل كان عملت يلي عملتو... فنطقت وهي منفجرة بكى: آســـفـــ 
~~
قاطعها وهو عم يقرب منها منجن من سكوتها: انا ما بدي آسفك هلأ لإنو ما بفيد ولا بقدملي شي... فبس بدي افهم كلشي ومسكها من دقنها متابع... بدك تنشفي ريقي لأسمع يلي بدي إياه منك...
إميرال هزت راسها برفض لتخبرو كلشي ورفعت إيديها ماسحة دموعها بعد ما بعّد انش عنها بشكلو وطاقتو المخيفة لإلها رادة غصب عنها لترحمو من القهر القهرتو فيه هي وأهلها: انا مستعدة اتحمل كلشي لإني أنا يلي سعيت ~~
كنعان ترك دقنها وشد عليها من إيدها ورافعها شوي لفوق رافض يلي عم يسمعو: هلأ صرتي بدك تتحملي كلشي.. ما شاء الله عنك خزاة العين... وعلا حدة صوتو... انا ما بدي اسمع هالكلام يلي ما رح يقدمني خطوة للي بدي إياه لإنو الذنب مش كلو عليكي إنتي... وخبريني كيف كنتي تتواصلي مع أهلك وهل الرجال يلي شفتهم كم مرة وراكي هما رجال أهلك... 
نزّلت راسها مش قادرة تجاوبو فضغط أكتر عليها معجلّها لتطلع يلي عندها: إميرال لا تخليني انجن واتوحش معك لاخد يلي بدي إياه... انطقي!!! 
خلصي!!! 
إميرال لفت مطالعتو بحرقة رادة باكية فيها: ليه بدك تعرف شي رح يخليك تكرهني... 
ضحك بازدراء من نفسو للحالة يلي وصل حالو فيها معقب: خايفة ع مشاعري ولا خايفة ع يلي رح يجي... 
إميرال دفعتو بعيد عنها بغيظ منفعلة: مش ضروري تعرف عن حقارتي مع أهلي بس صدقني والله مش كل مقابلة لإلنا كانت مخططة والله في مطارح رحتها فجأة أو اندعيت عليها وحتى جلسات التصوير يلي كنت قدمها ما كنت روحلها إلا كانت تيجيلي فما بعرف كيف ربنا دخلني هالعالم بهالسرعة هاي... 
كنعان هز راسو شمال يمين فاهم عمتو إلها إيد بالموضوع بدون ما هبلتو تعرف... فتنهد مش مكتفي باللي قالتو فبعد عنها متحرك بانفعال قبل ما يقتلها ع تحفظها باللي عندها معو معلق: طيب والمهم أهلك كيف كنتي تتواصلي معهم طول ما كنتي قريبة مني ولا مسافرة معاي....
إميرال ردت بغل: ما كنت خبرهم كانوا عيونهم وراي من بعد ما رفضت قلهم كلشي صح... لدرجة كم مرة انضربت وإنتا مسافر... فوصلت لحد كنت سكر تليفوني ولاقي بس أطلع معك ولا مع غيرك أو لما كون لحالي رجالهم حواليي يعملولي حركات تخليني أكره إني عايشة... وشو لحظتها أتمنى لو اتورط مع حدا من المافيا ولا رجال العصابات المنتشرين حواليي كرمال ريّح حالي من الحمل يلي علي وأنا ما كنت متخيلة ممكن يصير فيي متل باقي البنات يلي كنت شوفهم وما اشفق عليهم بالمسلسلات والروايات والأفلام.... وبكت مكملة بنبرة طالبة ثقتو فيها... وربي هالشي ما توقعتو يقربني منك ويخليك إنتا يلي تطلع قدامي وانا بعز تعبي وبعز اكتئابي... كنت عم حاول كرّهك فيي بس ما لقيت غير عم تقرب مني.... ووقفت على رجليها مقربة منو مواصلة: ما تفكر إنتا بس يلي عانيت أنا كمان عانيت لإني مش خاينة ولا بنت ساق** وحتى لما جهزت حالي لإلك كنت بدي إياك تكرهني بس ما قدرت اتحمل قرفك مني لإني ما كنت حابه اخسرك... انا معك صورة لكن من جواتي نار وبكى وصريخ وصراع.... تارة كمّل تارة اتراجع تارة أكره تارة غار... بس صدقني ما خنتك ولا مرة... وحتى حاولت ماطل مع اهلي وقلهم عنيد الرجال... راسو يابس... مش معروف نوع البنت يلي بدو إياها... شكلو شاذ... 
كنعان لف معطيها ضهرو مش قادر يتحمل يلي عم يسمعو حاسس بخنقة من تفسيرو وتحليلو للأمور بخصوصها لإنو طلع الواقع وين وهي وين فسألها بصعوبة: طيب وليه اللعبة انقلبت على أخوي بدل عني... ولف يواجهها وهو عم يقرّب منها بقطع المسافة القصيرة يلي بينهم: لإنك ما قبلتي تسلميني ولا من شان شي تاني إنتي بتعرفيه...
إميرال بلعت ريقها عاجزة تنطق لإنها هي فعلًا ما بتعرف إذا أخوه صار معاه هيك من ورا مماطلتها لتسلم راسو لأهلها ولا عشان شي تاني غير المخطط... فردت بلعت ريقها بس شافت نظراتو الثاقبة لإلها والمعاتبة لغبائها بدراسة الأمور وإدراك خطورتها لإنو من ورا سكوتها وتخباية القصص يلي عندها أخوه تضرر... فقربت منو وهي عم ترفع إيدها لتمسح ع وجهو هو الحاد معها مدافعة عن حالها: صدقني لو خبرتك ما رح ترحمني وممكن تعقّد الموضوع وتجرّس حالك مع اهلي وأهلك وتفضح حالك وتجيب الكلام العاطل لإلكم...
كنعان رفع إيدها عن وجهو رافض قربها مخبرها: إنتي غلطة ما فيه مفر منها... إن رجعتك ما رح اهنى وأن خليتك ما رح احترم حالي... وإن علقتك رح تضلها خطيتك برقبتي... ومسكها من كتافها بحرة... إنتي وحدة غبية لما فكرتي.. إنتي غبية لما فكرتي تقربي مني... ودفعها بعيد عنو مش قادر يلمحها من كتر مهو مشمئز منها وحاسسها ما بتستاهل يوقع عشانها كل هالوقعة... وبلع ريقو معلمها باللي عم يدور ببالو: لتخلفي رح يبين شو رح يصير فيكي عندي...
إميرال هون ارتعبت فبسرعة تمسكت في إيدو باكية من حرتها ع اللي عم يفكر فيه: إنتا حلفت باسم الله... بلاش يلي عم تفكر فيه يا كنعان... ونزلت ع رجليها بانصياع مكروه طالبة منو... ما تفكر تدبحني أكتر من أهلي... ما تفكر تكمّل علي بعد ما كل الطرق تسكرت بوجهي... وضغطت على إيدو من هشاشتها لتبقى واقفة على رجليها من ورا مسايرتها لإلو باللي بدو يسمعو: قلتلك بلاش تعرف لإنو الاحترام والتقدير يلي كان باقي لإلي عندك هيروح... وهيصير دون ولا شي بسوى عندك... 
كنعان ما همو يلي قالتو وبعّد إيديها عنو رافض اعتمادها عليه هي يلي كسرتو وجت هلأ بدها تعتمد عليه.. فوق حقو لقو... فتحرك بعيد عنها رافض يكلمها بحرف فبسرعة تمسكت برجلو قبل ما يروح لكنو دفعها بعيد عنو غيرمبالي برجاها وبكاها: كــنــعــان الـــلـه يــخــلــيـك مــا تــســاوي فــي هــيــك... مــا تــحــرمــنــي مـــن ابــنــي... بس كنعان ما عبرها ومشي بعيد عنها وهو عم يسمع منادتها ورجاها لإلو: كـــنـــعــان مــا تـــســاوي مـــعــاي هــيــك... مــا تــنــكــث بــعــهــدك...
لكن هالكلمات ما كان في إلها أثر عليه هو يلي قسّى قلبو وسكر عليه... أخوه احتمال يموت بأي لحظة من وراها هي المجنونة.... من وراها هي ال**** يلي نازل عم يكرمها اخر كرم بدل ما يقدملها المطلوب منو... قال بدو يجيب منها ولد... شو كره هالولد... شو كره يلي رح يخليه يعلّق فيها ويعلم على رجولتو معها... كرهها بشكل لا يصف.... بشكل كان نفسو يدبحها ويدبح حالو ويريّح عيلتو من عارو يلي جابو ع حالو وعليهم من غباؤو وشهامتو معها للي ما بتستاهل.... مش لو يموت يلي ببطنها أحسن ما تضلها هي عندو... بس لو... وهاللو ما عندو القدرة ليطبقها من الروح الحاملة فيها... فركب سيارتو متحرك مع سيارتين الحماية للمستشفى كرمال يرجّع أبوه ونسوان أخوانو وأختو سهر من عند أخوه جابر وهو مناه يسوي شي جنوني ليتخلص من العار الحاسس فيه من وراها هي الفقدت عقلها بكيانة على الأرض مش عارفة كيف هتواسي حالها ع خسارتها لرضى كنعان وللطفل يلي هيروح من بين إيديها بمجرد ما يخلق من شان مسايرة حالها برغبتها لتجيب راسو... 
وشو هالافكار وهالمشاعر خلتها تكره حالها والضعف الحاسة فيه وتتمنى لو يصير شي يخلّصها من الورطة يلي هي فيها بس من وين؟ وكيف؟ 
إذا بتبقى بتظن خير بكنعان يلي احتقرها كرمال يخليها عند ابنها بتبقى غبية فصرخت منادية على حليمة تيجي ترحمها من الوجع الحاسة فيه ولتيجي تفهمها ربها كيف رح يرجعلها كنعان والعهد يلي اخدتو منو في تالت يوم العيد... هي ما بكفيها الوجع يلي عم تتوجعو مع الحمل كرمال ربنا يغفرلها ذنوبها شو هالابتلاء التقيل عليها... شو هالابتلاء يلي هيموتها قبل ما يقويها... مستحيل تتحمل جفا كنعان وقسوتو عليها... هي يلي مقويها صبرو عليها وتساهلاتو معها... بس لما نفد صبرو وفقدت تساهلاتو معها... الحياة شحبت بعيونها وعيونو هو يلي ما بعرف كيف وصل المستشفى رانن على أبوه كرمال يخبرو بس رد عليه: هيني وصلت انزلو...
وسكر الخط رافض يسمع منو شي... من كرهو ليسمع أي صوت ولا ليحاكي أي حد قريب منو ولا بعيد عنو من حم فكرة أخوه نايم بدالو من ورا الغبية يلي عندو... من ورا السفيهة يلي تزوج منها... وهالشي شو خلا مناه يضرب ويسب وينجن ويصيّح... بس ما فيه لإنو واعي وبحسب حساب لكرامة أهلو يلي هدرها من وراهم وقدام أكتر ناس شامتين فيهم... فبلع ريقو كاتم حرتو وغيظو بس لمح أبوه طالع من بوابة المستشفى ووراه أختو سهر ونسوان اخوتو فبسرعة نزل من السيارة ياخد الشنطة التقيلة الحاطين فيها كل شي بحتاجوه وهما في المستشفى ونطق قبل ما يقرب منهم: الله يعطيكم العافية... فردوا عليه بشكل متقطع بتعب وهو عم يسحب الشنطة من إيد أبوه: الله يعافيك... ومشي وراهم وهو حاسس بكره لحالو للي صار بعيلتو من وراه ومش مركز مع أبوه يلي عم يقول: انشالله الطرق ما تكون أزمات عشان الحق أصل البيت اتحمم وروح صلي المغرب في الجامع مع الأهل والأصحاب... 
فعلقت أمينة وهي عم تفتح باب السيارة ع سمع كنعان يلي كان عم يفتح باب سيارتو كرمال يضغط على كبسة فتح البكاج (الصندوق الخلفي) كرمال يحط الشنطة ورا: انشالله يا عمي فترة وبتزول... ولف متحرك للصندوق مش مركز بالدقة بكلامها... وما نعود نرجع لهالمستشفى ويرجعلنا جابر مشافى ومعافى من أي مضرة ولا وجع يا رب... 
وسكر الصندوق راجع لكرسيه قبال الدركسيون طابق الباب وراه سامع صوت مرت أخوه جابر الكاتمة فيه حاجتها لتبكي وهي عم ترفع إيديها: آمين يا سميع الدعاء.. وقرّبت من الشباك حاطة الحزام وهي ماسكة دموعها صحيح ماسكة حالها ورضيانة بالمكتوب بس رغم هالشي مرات وخاصة لما تروح ع البيت وما تشوف جابر قاعد قبالها ولا نايم جنبها أو عم يصحيها كرمال تقوم تصلي الفجر لحد مهوعاملها فنجان قهوة كرم منو ليشربوه برا مع الجد... ولا لما تقوم من قيلولتها مفكرتو عم يقرأ ولا عم يشتغل ولا عم يبحث... تضعف وتكره هالضعف من فقدانها نمط حياة تعودت عليه من سنين وتعطل فجأة من ورا العملوه فيه وفيهم حارمين السلام والهنا عيلة دهب يلي حسبي الله عليهم وفيهم حرموها من زوجها رفيق دربها لا ليلة ولا ساعة إلا أكتر من شهر والله أعلم اذا ما رح يفارقها للأبد بدون ما تشوف عيونو الغاليين ع قلبها... فركت راسها ع الشباك غير متفاعلة بكلامهم وعقلها بالدعاء لزوجها جابر يلي الجد ما بعرف مالو قلبو نابضو عليه ومو مريحو من بعد ما صحتو أمينة قريب الفجريات كرمال يطلع ينام بغرفتو ليريّح جسمو ع سريرو لكنو هو صحي من نومو متمسك بإيدها طالبها بثبات عجيب: روحي يا بنتي وقفي مع مرت المرحوم جابر... 
فردت أمينة بس سمعت كلامو وهي حاسة قلبها ع وشك يوقف من سمعها (سماعها) هادا الكلام من حماها: بسم الله عمي ابننا ما مات... شكلك عم تحلم انفل ع يسارك وتعوذ من الشيطان وقوم ريّح جسمك قبل ما تروح ع الجامع....
الجد تنهد مش عارف شاللي تهيألو يقلها هيك فبعد عنها وهو حاسس في عودو المشدود الما فيه حياة... لإنو هادا جابر الغالي ع قلبو كيف خانو لسانو بالتفويل عليه بالموت... وحاكى حالو بهذيان بين التقبل ومحاولة النكران (صحيح الموت حق وممكن حتى جابر ابنك يموت قبلك ولا بعدك يا شامخ الخيّال لإنو الأعمار بيد الله لا بإيدك ولا بإيدو ولا بإيد عيلة دهب المكارين... فالله يختارلو الأفضل ويربط ع قلبنا ويعوضنا العوض الجميل يلي ينسينا هالوجعة القلب) فتنهد صاحي ع حالو وين ومطالع كنعان يلي عم يعلي صوت القرآن مهون ع قلب مرت اخوه واختو سهر يلي مش قادرة توقف دموعها وبالغصب لروحت من عندو (لأخوها جابر) لدرجة كانت معندة تبات عندو مع أخوها جميل لكن وين الجد يقبل... وأصلًا جميل الليلة مسافر لإنو طلعتلو سفرة شغل مفاجئة فلهيك سطام رح يكون مكانو وهيبات جبر معو لإنو صارلو كم يوم ما بات عند أبوه من ورا عياه وتعبو بشغلو بالجامعة كرمال يعوض طلابو يلي فات ويضمن يخلص المادة قبل ما يصير شي في ابوه لا قدر الله بدون ما يقصر ولا يهمل أي معلومة فيها مهمة لإنو هادا علم مش مزحة عندو وما عم ياخد راتبو ع شي فاضي لإنو محاسب عليه قدام رب العالمين.... لهيك كان يضحي برغبتو ليبقى عند أبوه كرمال تأدية رسالتو العظيمة ولله الحمد بعد يومين من شوقو ليبات عند أبوه صار دورو يبات... بس أكيد مش ليبات مع عمتو... خير عمتو تنام عند أبوه... خليها بالبيت تتريح وتخلي التعب عليه وعلى رجال العيلة من متى نسوان الخيّال بنعكوا (ينهلكوا\يتغلبوا) بهيك قصص.... ما ضل عليهم غير ينيمّوا نسوانهم برا حلوة هاي... والعمة سهر مش غشيمة عن هالكلام لكنها تجرأت تعناد وسمعت نفس الكلام... وع الفاضي معها من رغبتها لتضلها عندو لإنها حاسة أخوها هيفارقهم بأي لحظة من أحلامها إنها عم تعزّل البيت أو إنهم عم يفقدوا شي من بيتهم وعم يطبخوا لناس بعدد وفير وعلامات الزعل بادية ع وجههم... والكارثة حتى وفاء حلمت حلم معناتو فاجعة هتصيب عيلة الخيّال... وهما ناس بأمنوا بالأحلام كبشرات (كبشائر) وعلامات فلهيك الشي المش منيح ما بحكوه بس خلص وفاء نطقت في الحلم وفسرتو فيعني هالشي هيصير إلا إذا رب العالمين شاء غير هيك والله كريم... فما صدقت العمة سهر كنعان يصل فيهم بيت أبوها لإنها رافضة تروّح ع بيتها... ركض نزلت من السيارة مكملة ع غرفة الضيوف لتصلي فيها وتدعي لأخوها لإنها خايفة حد يرن عليهم ويقلهم البقاء لله جابر أعطاكم عمرو ويا لطيف بعدها شو هيصير فيهم... 
وشو حالها ما بشبه حال كوثر الحاسة الحياة فيها تقيلة ومو قادرة تمشي من تنفخ رجليها ووجعهم مع الزعل فاستئنذت لبيتها: أنا استسمحكم بدي أكمل اتريح ببيتي... 
فرد الجد عليها بنبرة حنونة: روحي يابا اذنك معك بس خليكي بالسيارة خلي كنعان يوصلك للبيت تعب عليكي تمشي...
فرفعت كوثر إيدها برفض: لا تسلم يا عم خليني امشي شوي حرك جسمي من الصبح وأنا بس قاعدة... 
الجد رد عليها بمسايرة: متل ما بتحبي... ولف بس لمح كوثر تحركت لبيتها مطالع أمينة يلي سكرت باب السيارة وراها معلق: الله يربط ع قلبنا... حملنا وحملها والله صعب... 
ردت أمينة وهي عم تتنهد: الله يهدي بالنا ويختارلنا الأفضل... ومدت إيدها فاتحة الباب تشوف شو الوضع وتتطمن ع أمل... وهي مش منتبهة ع الجد يلي لف بدو يشوف كنعان إذا بدو يروح مكان لكن صوت جوري العالي يلي وصلو بس فتحت أمينة الباب: جنرال! وقفو وخلاه يستعجل ليشوف حفيدو وضحك غصب عنو بس لمح حفيدتو أبو إصبع عم تركض ورا كيكتهم جنرال وعم تقلو: جنرال يما استنى تعال البسك الحفاية... وانفجر ضحك بس شاف حفيدو راكض لعندو وبسرعة نزل فاتحلو إيدو وهو عم يقلو: شو يابا ليش هيك عم تتعب عمتو الحلوة... 
جوري ردت وهي عم تدافع عن الولد يلي بتحسو صار ابنها من ورا اهمال أمو فيه: جدي الولد ما بتعبني وبعدين تعبو راحة.. المهم أنا جعت ورفضت أكل بدونكم... 
الجد تنهد مالو خلق للأكل لكنو ما حب يكسر بخاطرها: شوفي إذا بخلّص حمامي وفيه وقت ليأدن الأدان تدللي لأكل معك ومع أمك... 
جوري قربت منو حاضنتو بحب إلا بصوت عمتها وفاء الجاية بدون بنتها وجيهان بلبسها الأسود مخربة جوهم الرايق شوي: شو يابا يعطيكم ربي العافية كيف كان يومكم؟
الجد لف عليها مطالعها وبهت مكانو باستياء بس شاف شو لابسة فنهرها بنبرة غليظة فيها عتب كبير وحزن وعدم رضا عن يلي عم تساويه معهم: وفاء يابا شو لابسة شو عم تفولي ع أخوكي لا إله إلا الله اذكري ربك تفاءلوا بالخير تجدوه...
وفاء ردت ببرود مستفز للكل: والله يابا ما فوّلت بس مالي خلق للألوان... المهم يابا عجّل خلونا نلتم سوى وناكل والله مشتاقة لشوفة وجوهكم... 
الجد لف ع جوري معطيها جنرال وهو عم يرد عليها: طول ما إنتي مش مغيرة اللبس الغريب اللابستيه ماني قاعد معك ع طاولة والله غيمتني يابا الله يصلحك ويهديكي منيح ما شافتك مرت أخوكي... وبعد عنهم بدون ما يطالعهم ناطق وهو عم يضرب إيديه ببعضهم.. لا حول ولا قوة إلا بالله... 
شو هالبنات العنيدات الجايبهم... وحدة بدها تنام عند أخوها... ووحدة لابسة أسود بأسود مو راعية مشاعر يلي حواليها... ووحدة عايشة حياتها كأنها عزابية لا سائلة بابن ولا بزوج... ووحدة لاهية بوحامها... علينا العوض كل ما عم يكبروا عم يجنوا... ودخل غرفتو طابق الباب وراه وهو مو عارف بشو مقصر ليجوا بناتو هيك... شو فيها لو كانوا متل أمينة البتسر البال والخاطر وما بتوجع الراس... ع كلًا الحمدلله حالهم احسن من غيرهم... فعبر يتحمم ليرخي جسمو ويهدي بالو من لبس وفاء يلي كركب أمانو وسم بدنو ع حال بناتو يلي استلموا بعض بمجرد ما غاب عن عيونهم لإنهم مغتاظات من بعض مع الوضع يلي هما فيه... فعلقت أمل السمعت كلامو وطلعت من غرفتها لتسمّع وفاء كم كلمة لإنها قاهرتها من فترة من ورا حكيها ولبسها الحاسستو فتنة وصب بنزين ع النار: وفاء ارحمينا من حركاتك المالها داعي... وحسي فينا وفي مرت أخوكي ما إنتي شايفتها مش قادرة تتحمل حالها يلي فيها بكفيها...
وفاء سفهتها وهي عم تمشي من جنبها مجاوبة: ما ضل علينا غير هي... فهمنا إنها حامل يا الله...
هون نداء مالها خلقهم فطلعت تكمّل لعبتها ع البلياردو ودردشتها مع الشلة على عكس سهر يلي جت تسكتهم مش عارفة تدعي زي الخلق من وراهم فاضطرت تسلم من صلاتها راكضة لعندهم لتوقف الاشي قبل ما يكبر: بنات فضحتونا...
إلا بصوت جنرال مقلدها: فتتونا... 
هون جوري ماسكة حالها لتضحك ع مقاتلة عمتها وفاء وأمل مع بعضهم وانفجرت ضحك بايستو: يسعدلي قلبك يا فتتونا صايرلك لسان.. قول ماما جوري... 
جنرال قرب منها بايسها وضامهها بقوة وهو عم يوقف بحضنها لافتين انتباه الكل عليهم إلا بسؤال عمتها سهر بس فقدت حس بنتها مغيرة الموضوع قبل ما وفاء تستلم جوري عشان ضحكها مع جنرال وكأنو الحزن لازم يكون اربعة وعشرين ساعة ملزمين فيه بعيدًا عن التبسم والضحك: وين بنتي أريام ماني سامعتلها حس؟
ردت جوري وهي عم تحسس ع وجه جنرال بدها تغدر فيه ع فجأة كرمال تدغدغو: طلعت تدرس... 
فتنهدت سهر لافة ع خواتها المش طبيعيات طالبة منهم برجى: قوموا نساعد مرت أخوكم أمينة والخدامات من شان نلحق ننزل الأكل وناكل مع أبوي قبل ما يروح ع الجامع... 
فقامت وفاء رامية كلام لأمل: طبعًا إنتي ضلك قاعدة من شان صحتك بس لو تريحنا من حسك شوي.. 
إلا بصوت سهر قبل ما ترد أمل: بنات شو فيه والله خايفة أبوي ينزل ويسمّعنا كم كلمة ع كبرنا استروا وجهنا قدام رجالنا... ولفت ع أمل مكملة... وانتي يا أم الوحام ع غرفتك إذا مش مشتهية تاكلي... 
أمل تبسمت بوجهها رادة: لا ماني مشتهية بس مستنية بكنعان يجي بدي أقعد معاه..
سهر رفعت حاجبها: كنعان... ليه هو وينو ماني سامعة حسو.. 
أمل أشرت من الشباك: سيارتو مصفوفة قدامي بس ما بعرف إذا هو فيها ولا لأ لإنها مضللة... 
سهر بسرعة تحركت لبرا تشوف إذا موجود بسيارتو ولا لأ وبس وصلت السيارة مادة إيدها ساحبة الباب إلا لقتو مرجّع الكرسي لورا ونايم ع الكرسي وشو قلبها أنبها عليه أكيد مو عارف ينام بالبيت من ضجتهم فخجلت منو مسكرة الباب عليه ومشيت للمطبخ من خجلها تقلهم أخوكم من وجعة راسنا نايم بالسيارة... 
عاد أخوهم المهموم ما بعرف كيف بعد ما نزلوا من السيارة تقل ينزل وراهم من السيارة وسلم حالو للنوم من عجزو لينزل لينام في بيت أهلو لكن بفتح سهر الباب عليه صحي فحاول يرد ينام بعد ما وقف مكيف السيارة وترك شباكو مفتوح شوي... بس النومة ما تمت من ورا تليفونو يلي رد يرن بصوت بعد ما شال عدم الازعاج عنو... فتسائل مع نفسو... هو ليه نسي يطفي تليفونو من قبل ما ينام.. فرفعو بدو يقفلو لكن تراجع بس شاف اسم الرجال المسؤول عن حماية الكوخ يلي فيه إميرال ورد بسرعة: خير صار شي؟
الرجال رد عليه وهو عم يعطي الخدامة حليمة القلقة ضهرو: الخدامة عم تقول البنت لازم تروح ع المستشفى لإنها موجوعة كتير ومش قادرة تتحمل وجعها... 
كنعان بسرعة رفع ضهرو معدل كرسيه وهو عم يقولو: سكة الطريق وبكون عندكم... وسكر منو مشغل السيارة ومحركها لعندهم وهو مو فاهم من وين طلعتلو هلأ شغلة روحتها للمستشفى... ضروري يعني ياخدها على المستشفى... هو بدو يجرّس حالو قبل ما يخبر أبوه... ما ليش ما يطلب من سطام يبعت أمو وإذا كانت موجوعة ومش شغل تمثيل كرمال ترقق قلبو عليها رح ياخدها ع المستشفى... فكرها اللعب معاه سهل... من يوم طالع هتشوف منو الريق الناشف ما إلها عليه غير حقوقها ما عدا قربو منها هادا يلي كان ناقصو أخوه بين الحياة والموت من وراها هي وأهلها... فيروح حضرتو بلا خجل ورجولة ليلمسها ولا لينام جنبها ولا ليخاف عليها... 
هو أخوت شي ولا مضيّع عقلو عند عيلة دهب فرفع تليفونو بدو يتصل ع سطام كرمال يجيب أمو الدكتورة لتكشف عليها وتوقف حركاتها الغبية معو وفجأة انتبه ع اتصالات الفائتة الجايه من ابن أخوه ضرغام فسكر باعتلو رسالة (بحاكيك بس افضى) وبسرعة اتصل ع سطام وهو مش عارف رسالتو ما انتبه عليها ابن ضرغام الترك محامينو والسمسار يلي عم يشتغلوا معو متحرك لعند الرجال يلي لمحو حواليه من أول ما اجى كرمال يسألو عن شي ببالو فتوقف قبالو ناطق: على العوافي يا عم..
الرجال رفع راسو مضيّق عيونو الكبار بالعمر وهو قاعد على الصخرة الكبيرة وساند حالو ع عصاه يلي بستخدمها بهش الغنم بلبسو التراثي القديم... رادد عليه بجواب غير متوقع: من وين المحترم ابن المحترم..
عبد العزيز جاوبو وهو حاسس كأنو هالرجال بعرفو او هو شايفو من قبل بس وين مش عارف أو ممكن يكون مجرد تشّبه متل ما بصير مراتً معو: من شامخة..
الرجال تبسم: شامخة من ربها بس بناسها الله يعلم...
عبد العزيز تبسم مقرب منو وهو عم يقلو: بتسمحلي أقعد جنبك....
الرجال الكبير رد عليه: اكعد (اقعد)يا ابني وكلي (قلي) شاللي جابك هون دام مفشي بيوت أنا صح رجال نظري ع كدي (قدي) مع الكبر بس سمعي ولله الحمد من بعيد بجيبلي العلوم... وأنا مش فضولي بس خليني كلك (قلك) نصيحة أب لابنو... متشتريش... هون متعيشش... هون وتستثمرش هون...
عبد العزيز رفع حاجبو مستغرب الكلام يلي عم يسمعو واجى بدو يعلق ع كلامو إلا بالرجال مسترسل بعد ما بلع ريقو: اعتبرها يا بني من إرام والبحر الميت... لإنها الأراضي اتاخدت ظلم وبهتان وخاوة عن صاحبها... 
إلا علق عبد العزيز هون: قصدك عن المنكوب...
الرجال تبسم والدموع ع فجأة تملت بعيونو وهو عم يطالع ببعيد غير منتظر سؤال ولا جواب أو تعليق من الرجال يلي عم يكلمو لأول مرة: شوف يا ابني مش كلشي بنكال (بنقال) بتصدك (بتصدق) وهالديار مش مكدسه (مقدسة) للحكيكه (للحقيقة) تنكشف بعد سنين بس رح كلك (قلك) ونوّر بصيرتك... عيلة منكوب ال بتتكلم عنها ما اسمهاش منكوب إلا غوالبه ناس ملاك أراضي... شايف هالجبال يلي كدامك (قدامك) ملكهم كان بس كله بيوم وليله بقدرة رب العالمين راح مثل ما الوطن العربي راح... بالزبط تأمروا عليهم كم رجال من أصحاب النفوذ والسلطه البكونوا صحابهم وكالوا (وقالوا) وضع البلد بعد الاستكلال (الاستقلال) العوض ع الله والجيش نازل بهالناس كتل (قتل) ودبح والصحف والاذاعات ع وكتها (وقتها) ما رح يبثوا لحظتها إلا شو احنا بنكول (بنقول)... بس لما يكونوا صحاب الصحف والإذاعات ملاك لناس مرجوعهم أو هما أصلهم من الغوالبه مش محبذ دامهم ناس ما بخافوا حد ومثكفين (مثقفين) وعندهم علماء دين ومفكرين متبنبين فكرة الوحدة العربية وغير لسه المنضمين للأحزاب السياسية مثل الحزب الاشتراكي البعثي وغيرهم... والله سنه وهي الله الشاهد يا ابني خدها من حده شاف من بعيد الصار تفرك (تفرق) شملهم تكتلوا (تقتلوا) ولادهم اخدوا بناتهم بالحلال ولا بالحرام بدون ما يدفعوا فلس واحد وورثوا أملاكهم هجروهم عذبوهم بس لإنهم حاولوا يا ابني يغيروا البلد ولا ليكشفوا نوايا الملاك الغربيه (البشتروا من برا) وتوطيد التبعية الاستعمارية وعشان هالاشي البعض تنازل عن أراضيه برضاه وبين خاوه عليه وفوك (فوق) كل هذه (هذا) سموهم بعيلة منكوب... ولا عيلة حمار ولا عيلة جحش... ولا عيلة مفلس... تفننوا بتسميتهم الحكومه... وما بحتاج كلك (قلك) مين لإنه من شكلك وكلامك كاري (قارئ) في التاريخ...فيا ابني سيبك من هالوجعة هالراس لإنه اندعى ع يلي نهب أرضهم دعاوي بتخوف... 
عبد العزيز بلع ريقو غصب ناطق وهو عم يشوف المحامين عم يعطوه اشارة لإنهم بدهم يتسهلوا دام شغلهم خلص مع السمسار وهو مش عايزهم: زي شو يعني يا عم... وغمزهم بمعنى يتسهلو ودار وجهو للحج يلي لف وجهو عليه بدون ما يطالعو: الله يحرمهم خلفة البنات والولاد... شملهم يتشتت مثل ما شتتوا شمل عيلتهم... ويوزعهم مش ببلد إلا بملك الله وفي رجال سمعته بإذني... ورفع إيدو ع إدنو اليسار مأكد كلامو: والله الشاهد كال (قال) يجعلهم متل ما حرموني من ولادي وما خلولي إلا ولد واحد من العشرة ما يجيهم إلا ولد واحد... وضحك هالرجال مأشر ع حالو... وهالابن الظللو هيو كدامك... وشاف وسمع دعاوي الأهل وين صارت وشو سوت... فالمال الحرام ببكى (ببقى) حرام والملك الحرام ببكى (ببقى) حرام... ولإنه قلبك أبيض وابن أصل كلتلك (قلتلك) هالكلام لوجه الله... وخليني كوم (قوم) يا ابني اتسهل الجو بلش يبرد وباينتها هاذي آخر طلعه إلنا مع هالتيوس... وبأمان الله...
عبد العزيز ما قدر يرد عليه لو بحرف ولا حتى بهزة راس من وقع كلامو التقيل عليه والانكى السؤال يلي كان رح يسألو عنو نسيه من عقلو يلي ضيّعو ومن الطبيعي يضيْعو لإنو الناس يلي كان عم يتكلم عنهم قدامو وع سمعو... كانوا رجال العيلة جزء منهم والكارثة والطامة الكبرى جد جد أبوه وجد أبوه كانوا من فرقة الخيّال يلي ابرعت في السيطرة على الوضع بأشنع الطرق بوثقها التاريخ والكتب... وكان مناه يعرف كل هالأراضي المسجلة تحت اسم الجبابر يلي هما منها وتحت اسم عيلة الاجاويد وعيلة داري وعيلة جار الله يلي هما فخد من فخودهم وارثين كل هالأملاك وبعدة مطارح وهما ما كانوا فلاحين ولا حد انخلقوا هناك ولا حتى إلهم علاقة بهالمناطق هاي... ورغم إنهم ما كانوا معروفين كفلاحين إلا إنهم كانوا علامة بالفكر والنباهة والدهاء وإلهم مراتب بالجيش بس مالهم علاقة بالسياسة لكن كان إلهم معارف بشخصيات سياسية وذات سلطة ومش بعيدة كمان ما يكونلهم تأثير في حكم الدولة وهالكلام هادا ما رح يفيدوا إلا بخصوص أمرين... الأمر الأول واللي ياما فكر فيها من حيرتو فيه يعني عندهم كل هالأملاك وهالمال ع خلفة مش مرضية بالعدد لدرجة قرية صغيرة ما بسووا بعددهم يلي هما عليه... يعني عمو جابر ما خلّف غير ولد ورغم كل محاولاتهم ودفعهم للمصاري ما شاء ربنا إلا ولد واحد يجيهم وذات الشي عمو جواد يلي ما خلف غير أرسلان وزوجتو توفت وهو رفض الزواج من بعدها وترك غالب الوقت أرسلان يربى عند جدو وأمو أمينة ومرتعمو كوثر... وقراب أبوه ما خلّفوا حتى غير ولد أو حتى ماتوا بدون ما يخلّفوا سواء تزوجوا ولا ما تزوجوا... وولاد عم أبوه متل عاصي وبدران وزيدان وسطام أهاليهم ما خلفوا غيرهم... وما يبعد كتير أبوه نفسو ما خلّف غيرو وخمس مرات أمو حملها ما يكمل في بدايتو وجت أختو جوري بالزور فالحمدلله يلي جت بنت تنور حياتهم وتكونلهم باب من أبواب الجنة.... 
ورغم الصورة العامة الراسمها لنسل عيلة الخيّال في حد استنثاء عن هالقاعدة واللي هو جدو الوحيد يلي ربنا اعطاه بدل الولد خمسة وفوقهم أربع بنات... معقول هو ما يخلّف إلا ولد متل عمامو ولا بنت متل عمتو وفاء وعمتو سهى يلي فنت عمرها محاولة تخلّف وما جتها غير بنتها أريام الولدتها بالشهر السابع وكانوا حتى خايفين تموت لإنو صحتها بعد الولادة كانت لا تبشر إنها هتعيش شهر في هالدنيا لكن ربنا رحيم وخلاها تعيش قدام عيونهم لهاللحظة هاي ولا هيجيه ولد وبنت متل عمتو أمل الحامل بالتالت يلي الله أعلم إذا هيستمر وتكون تخطت أبوه بعدد الخلفة... 
هالسؤال هادا الزمن الوحيد يلي رح يجاوبو عليه بقدرة رب العالمين... أما بخصوص الأمر التاني هل ربنا حط هالرجال هادا في حياتو كرمال يبشرو باحتمالية المشاكل يلي هيمر فيها بهالمشروع الشغال عليه... واللي هو أصلا مارق فيها ومصنفها بين قوسين بالتحديات... ولا من شان يفهم هما ليه ما بخلفوا كتير وعندهم أملاك كتيرة غير منطقية... فتنهد أول ما شاف جامع قبالو ناسي قصة صلاة العصر فزمر للسيارات الحراسة كرمال يوقفو وينزل يصلي العصر ويختلي مع ربو بركن من أركانو كرمال يسألو اليسر والتسهيل والذرية الصالحة والأمن والأمان يلي ما بجي إلا من عندو مهما جاب رجال يحموه ومهما جمّع وعلية نفوذو ما في شي بعليه وبحميه غير الوهاب الرحيم يلي وهبو هالزوجة البرية يلي ما بتشبه أهلها....
بالفعل مين بصدق بنت الحفرتلي تكون برية... 
مين بصدق بنت محراك الشر مغفلة ومش واعية ع وس* الدنيا... وعقلها بريء وطاهر من الفتن يلي عم تشوفها وتسمعها... وبفضل الله وبفضلو وبفضل الست سمية وبفضل جهدها ع حالها صار هلأ عقلها مليان كلمات وأفعال بعدة لغات وأفكار جديدة وقصص كتير حلوة من وراه هو السخي معها كتير... صار أخيرًا فيها تاخد يوم حر من الدراسة... ورغم إنو يومها الحر إلا إنها ما قدرت وما تدرس لإنها سحبت تقرأ بقصة هايدي باللغة الالمانية وهي مش عارفة كل معناها لكنها كانت حابة تقرأ بالألماني بدون ما تتطلع ع الترجمة المقابلة للنص بالصفحة التانية لإنها معنية تقوي حالها بالقراءة فكل ما تحس مش قادرة تكمّل من سرعتها بالقراءة توقف تبلع ريقها وترفع راسها تشوف الست سمية ليش ما تنطق بحرف... وتحتار بس تشوفها عم تحضر بالأكل إذا تسألها ولا لأ لإنها مش حابه تعرف إنها قرأت شي غلط من كتر ما عدلتلها قبل شوي... فترد تكمّل من حبها لتسمع صوتها وهي عم تقرأ من اعجابها من تطورها بالقراءة والدراسة وبس تحس خلص راسها صدع تترك القصة وتروح تشتغل شوي ع التفنن بلوحاتها يلي رافضة تكشفها لعبد العزيز لإنو أكيد رح يشوفهم هبل وخاصة إذا شاف الصور والقطع يلي ملزقتها عليهم والكلام المضحك يلي عم تكتبو لعبد العزيز وهي عم ترسمو زي وجه زورو مش واضح كتير التفاصيل لإنو بشكل هلامي بترسم... 
والمشكلة كل ما تحاول بدها ترد تكمّل باللوحة يلي شغالة على تعديل الخرب يلي فيها تعجز تلاقي شي يحلي الخراب يلي في اللوحة من رغبتها لتطلع كل يلي بقلبها بكلمات جواة صندوق الحوار على الرسمة يلي بترسمها بشكل عشوائي... فتركت اللوحة ساحبة ورقة وقلم كاتبة بعدة غيمات <بتتطردني أنا>
<كلو من ريحتك وصوتك>
<انا مش فاهمة>
<وين جوري عني>
<بدي تليفوني جيبو>
<بدي روح واجي اليوم مليت هون>
<بدي تلفزيون وردت شطبت مكلمة حالها بصوت: بفكرني هبلة!
أنا ع كلامي معو بلبس جلد الحمار وما رح يضحك علي...
فضحكت على هالنجاح العظيم... وفجأة بس حست صوت ضحكها العالي عم يرجعلها مع هدوء البيت وتقفل الباب عليها ضغطت ع شفتها مانعة حالها من الضحك مكملة من شان ما تحس بالخوف من هدوء البيت المخيف مع بداية البرد وتعتم النهار بكير كاتبة بشكل عشوائي...
<بدي اكركرو (اغدغدو) بس يرجع>
<عيونو~~ 
ووقفت عندها شو مال عيونو وفجأة خجلت مخربشة ع كل ورقة.... وما بتعرف ليه مع هالخربشة انسم بدنها وبطل إلها خلق... فطلعت من الغرفة وهي جد بلشت تطق وينو هو عنها الدنيا عم تليل بكير صايرة وهو برا... ولا ما بفكر يحاكيها بالتليفون يتطمن عليها مش الليلة هي شرقت ما فكر مثلًا إنها ممكن ترجعلها الشرقة ولا الشهقة كمان مرة... فكمّلت ع المطبخ بدها تعجّل الست سمية لتنزل المقلوبة يلي صارلها أكتر من ربع ساعة ع النار كرمال تاكل يعني والله ما صارت كل هادا تستنى الغدا ومن الطبيعي تتأخر مهي جننتها من أول ما بلشت القراءة وهي بتعدللها لإنها مش مركزة من ورا عقلها السرحان باللي قام وما صحاها وحتى ما قلها كلمة أو اهتم هي بدها شي... والحمدلله يلي تركيزها رجع كرمال تقرأ صح وترحمها لتكمل الشغل... فقعدت مستنية بالأكل وهي عم تفكر بابن الخيّال وبتتوعد... 
بسيطة ليرجع بس ليرجع إلا اطلع عيونو.... وأقلو بدي تليفون وبدي تلفزيون وبدي ماكنة رياضة وبدي اطلع واروح واجي ويصير عندي عالم كبير متل بوليانا يلي قرأت عنها في الانجليزي من اسبوعين واللي حضرتها ياما هي وصغيرة... 
هو بس يجي لتجننو وتستلمو عتاب وطلبات... يعني ما يحس فيها هي صايرة تشتاقلو وهو ولا على بالو هي واللي ببطنها.... فتأفأفت معجلة الست سمية تنزل الأكل وكأنو الطبيخ ع كيفها ووقت ما بدها بستوي: ست سمية يلا أنا بدي آكُل... 
وكررت منادتها عدة مرات فاشة خلقها فيها: يلا يا ست سمية... يا ست سمية يلا... 
الست سمية ما قدرت تمسك حالها ولفت عليها وهي عم تحمل الصحون ضاحكة: ههههه بنت قومي من قدامي حرام اعطيكي يوم حر إنتي طاقاتك لازم تضلها شغالة... 
جودي ما همها معلقة بالإلماني: Du könntest Recht haben...
(ممكن يكون كلامك في منو)
الست سمية طالعتها وهي عم تتعجب منها لإنو امكانيتها بسيطة بس بتحاول بكل لحظة بتكون معها تتعلم أو تراجع معها يلي بتتعلمو... فردت عليها ممثلة الشك باللي سمعتو: was hast du gesagt...
(شو قلتي)
جودي ردت عليها بدون تركيز: بدي آكُل... وضغطت ع رجلها اليسار يلي راجعة تضغط عليها مكملتها بسؤال غريب: ست سمية لو أنا وإنتي بدلنا حياتنا شو رح تسوي؟
الست سمية من صدمتها من يلي سمعتو منها وقّعت صحن السلطة ع الارض وتكسر لعدة جزئيات... هادي شو تهيألها تسأل هيك سؤال فعلًا عبد العزيز صدق لما فكر يشغلها... فنطقت وهي زعلانة ع صحن السلطة يلي تعبت عليه وهي بتسويه رادة: انتي شو خطر ع بالك تسألي هيك سؤال... 
جودي ردت عليها ببرود وهي عم تقوم لناحية باب المطبخ المطل ع الحديقة: ولا شي... وسدت الباب وراها حاسة حالها معصبة منو لإنو امبارح طردها هي من الصبح محاولة ما تعطي بال للموضوع وتشغل حالها بأي شي بس هيها سوت كل شي لدرجة الاكتفاء وما عاد فيها تقدر تهرب من هالفكرة... 
فكرة إنو يطردها من الغرفة بتعصبها وبتخليها تكره حالها لإنو بذكّرها بالأيام المريرة لإنها ياما هي انطردت كتير من بيت عمها ولا من غرف البيت يلي ربت وكبرت فيه من أبوها الكاره شوفتها ومن مرتعمها يلي ما بتطيق تلمحها وبتفضل الناس بس يجوا يزوروا الجد بس يشوفوا بناتها... ومن بنات عمها يلي كانوا يستتفهوا تفكيرها والعالم الغبي العايشة فيه... وهالتصرف هادا شو كان يستفزها ويخليها تستنى يجي الصبح بس لتروح ع المدرسة وتكون بين صحباتها يلي بحبوا يلعبوا معها فيها (للمدرسة) بس للأسف من ورا اسم أبوها المقرون بالشر ووجعات الراس ما تدوم الصحبة بمجرد ما أهلهم يعرفوا إنها بنتو ولا فوق هيك يمنعوهم يكلموها وفي البعض منهم أهلهم نقلوهم لصف تاني وطلبوا من المعلمات يمنعوهم بالساحة وقت الفرصة يكلموا ولا يلعبوا مع بعض... بس الحمدلله رغم كل هالنفور وهالتجاهل ربنا فتحها بوجهها وجمعها بصديقتين وحدة قدها والتانية أكبر منها بسنتين... وجار أبوها فيها ونقلها من المدرسة الخاصة لمدرسة حكومية غير مختلطة من خوفو لتكبر ببيئة بتربي البنت ع المكانة والتفوق لإنو بالنسبة لإلو البنت للدعس والكبت خوف العار مو سائل برغبة بنتو بالنقل ولا لأ لإنو أفهم منها بمصلحتها... 
ورغم كرهها للي سواه أبوها معها بنقلها لمدرسة تانية كان في شي سري تساويه تحت عيون عمها كنان واللي هو التواصل مع هالصاحبتين يلي وحدة اعطتها رقمها والتانية اعطتها ايميلها فيما بعد لإنها رح تسافر تدرس برا بأوروبا... وشو هالتواصل القليل كان يحسسها هي عم تملك العالم وسعيدة فيها وخايفة عليه من تخربيو من أبوها فحرصت كل الحرص تكلمهم بس يكون بعيد اميال عنها لكن يا فرحة ما تمت وحدة منهم اختفت فجأة وبقت تتواصل مع التانية من ايميل عمها كنان لحد ما سهت عنها من ورا جبر أهلها لإلها على الزواج من المشغول عنها دايمًا...
سبحان الله كيف حياتها شغلتها وبدلت حالها ونستها تواصلها مع صاحبتها ايجاز يلي بقتلها من بين كل الصحبات... 
فتنهدت ع نمط حياتها يلي تغير من غرفة نومها ببيت جدها لجناحها ببيت أبو عبد العزيز وهي هي هلأ انتقلت للغرفة يلي بهالڤيلة بس بدون منفسها الوحيد القديم المعروف بتقفل الباب وحضر كرتون ع التلفزيون أو مراسلة صاحبتها ايجاز ولعبها بالألعاب يلي أبوها بكره يلمحهم بالبيت لإنها كبرت وصارت بعمر الزواج عندو... 
فيا الله حياتها وهي عند أهلها شو كانت الاشياء البسيطة ترضيها فيها متل لعبها أول مع إميرال بعدين اللعب والرسوم المتحركة والمراسلة مع صاحبتها ايجاز... بس هلأ هي ع ذمتو بشو ترضى وهي ما في عندها غير هالكتب وغير هيك ما فيه وفوقهم هي محشورة متل يلي بالحبس بس مع فارق واحد هي وقت ما بدها بتطلع ع الحديقة غير هيك ما فيه... هي ليه ما عاشت متلو ولا جربت زيو وحكت مع كتير ناس... وهو ليه أصلًا فكر يطردها وهي مالها غرفة غير البدو يطردها منها... 
هي وين تروح في حالها إذا بطل بدو إياها... كلمة منو خلتها تشوف العالم بعين أوسع من قبل... فتحاول تشغل حالها لإنو النوم صار محرم عليها من ورا كوابيسها بأبوها وهلأ القعدة هيك عم تخليها تشتاط من عجزها لتشغل حالها ع طول عنو وعن فكرة إذا تخلى عنها هيرجعها لأبوها المجنون يلي ما رحمها لما تركها عندهم... وهون شو حساسيتها تفاقمت وبطلت قادرة تضلها واقفة من حم الفكرة عليها مشاعريًا ونفسيًا... فنادت ع الست سمية تيجي تساعدها لتدخل جوا: سـت سـمـيـة وسكتت عاضة ع شفايفها من الوجع والتقل الحاسة فيهم~~~ 
إلا بالست سمية بسرعة كانت فاتحة الباب قبل ما تسمع كلمة منها من صوتها يلي حسسها فيها شي... وبسرعة حوطتها وهي عم تقلها: مالك يا بنتي شكلك من الجوع مش قادرة توقفي... 
جودي بكت وهي عم تتسند عليها بحرقة من التفكير يلي رجعها لفيلمها الرعب مع أبوها: جوو عـانـة كتير كتيرررر... بس بدي آكُل.. 
الست سمية ردت بحنية وهي عم تدخلها من الباب: يا عمري الأكل جِهز استني ليبرد أو كليه مع لبن كرمال يكون بارد لإنو السلطة متل ما إنتي شفتي ما فينا ناكلها لإنو صحنها انكسر وفهمك كفاية... وبلعت ريقها وهي عم تمسح ع ضهرها: خليني ساعدك تقعدي في الصالون عشان تكوني مرتاحة ورد اجبلك أكلك من شان تاكلي... 
فردت برفض: لأ بدي روح ع غرفتي وآكُل فيها... 
الست سمية هزت راسها بمسايرة ناطقة: متل ما بتحبي يا بنتي... 
وكمّلت معها ناحية الدرج مطلعتها لغرفتها ومساعدتها تتسطح وردت نازلة تجيبلها الأكل وهي مش حاسة فيها للي هتصارع عشان غرفتها... هادي إلها هي... جاي يحرمها إياها لأ ما فيه... الست سمية قالت الغرفة للاتنين وإن أحد الطرفين الزوج ولا الزوجة طلب يكون لحالو طبيعي بس إنو ينام كل واحد لحال كل ما يتضايق ولا يزعل العلاقة رح تجفا وتخرب وتصير باردة وتندثر مع الوقت... هو معقول تضايق منها... او هي زعلتو... فبكت بغصة هي مستحيل تزعلو.... هي ما بتسوي شي غلط بزعلو... مساج بتعملو... شي يشربو وهو بشتغل بتسويلو... صح أواعيه ما بتجهزهم لا هما ولا حمامو زي قبل... معقول زعل منها من شان هالشي... مستحيل... هي ما بتزعلو هو... فمسحت دموعها بسرعة بس سمعت صوت طلوع الست سمية ع الدرج وعدلت حالها رافضة تطالعها خوف ما تشوف حمار وجهها وهي عم تسمع كلامها اللطيف معها: هي أكلك وصل... وهلأ بتاكلي منيح عشانك إنتي والحلوة يلي ببطنك... ونزلت الصينية على رجليها وهي عم تذكرها... ما تنسي تسمي يا حلوتي...
جودي ابتسمت ع هادي الكلمة رادة وهي عم تسحب المعلقة: انشالله وتسلم ايديكي...
الست سمية من صوتها الهابط المخنوق فهمت فيها شي فما حبت تتقل عليها ناطقة: تمام خليني اتركك تاكلي وبعد نص ساعة بجي اخد الصينية... واذا بدك شي رح خلي الباب مفتوح... 
جودي هزت راسها بتسليك لإلها رافضة ترد من رغبتها لتضلها ساكتة وسمت بس طلعت الست سمية مبلشة بأكلها وهي مش قادرة تفكر بشي لدرجة كمّلت أكلها ببطء شديد رغم إنو كان نفسها تخلصو بسرعة بس خايفة تشرق باكلها لإنها بتصفن ببعيد وبس حست حالها اكتفت من الأكل مسحت إيديها في المحرمة الجافة الصغيرة يلي حطتها في صحن صغير فيه مية كرمال تنبل وتنظف إيديها منيح... وردت سحبت محرمة تانية مجففة إيديها وحملت الصينية تاركتها ع الكوميدينو جنبها وسلمت حالها للنوم مع نعسها مع تعتم غرفتها قبيل صلاة المغرب ومع التعب الحاسة فيه... 
وين تعبها وفتورها يتقارن بتعب بنت عمها ومرت عمو كنعان يلي خلاها تتعب...وكأنو رجال الخيّال حالفين ما يهنوا بنات دهب اليوم عندهم... وحدة هتنام من التعب والتانية هتنام من الوجع الجسدي والنفسي لإنها هي كانت عم تموت من الوجع وبالأخير جابلها ست كبيرة تعاينها صحيح ست محترمة ولبقة معها وتكلمت معها باشياء روتينية بتنسأل لكل حامل بس تروح ع المستشفى ولا أي مركز طبي... وهادي مش مشكلتها لكن مشكلتها إنو جابها بدون ما يسأل فيها ومشكك بصدق نيتها... 
هي بتاتًا ما كانت تمزح بوجعها من شان يتساهل معها.. هو بدو حملها متل ما كان يقول هداك اليوم ولا تغيرت وجهة نظرو واستكتر عليها حملها... هتموت من الغيظ... كنعان فرّط فيها وقهرها بهالحركة ودفنها وهي عايشة لما ما فكر يجي يطل عليها مع الدكتورة يلي جابلها إياها كرمال تقلها بنبرة باردة متل الجاي غصب عنو: ما فيكي شي يا حلوة كلو من الانتقاخ مع القولون الحساس يلي عندك فضلك ع النعنع وحاولي ما تعصبي وتضلك رايقة عشان ما يضطرب قولونك ويصير الوجع عندك لا يحتمل... وفجأة نبرة صوتها تغيرت بشكل غير مفهوم... وإنتي ست متزوجة وأكيد بتعرفي شو يعني الراحة للحامل... 
كانت رح تبكي وهي عم تسمع كلامها... يلي كانت تحسو زي طعنات بنبرة صوتها يلي حاولت تخفيها وبانت عند آخر كم كلمة حكتها متل الكارهتلها الخير... فجاوبتها فورًا بصوت شاحب بمعنى فاهمة عليكي تعاليكي علي (ترفعك معي وشوفة حالك علي): صحيح... وغلبتك معنا... 
فردت عليها الدكتورة وهي عم تسحب شنطتها الطبية: ما ساويت غير واجبي وبالشفاء العاجل بإذن الله...
وسحبت حالها بكل سرعة وكأنو في بينهم عدواة... وهي مانها دارية شو مالها ومفكرة معقول عيلتها مش مخلية حدا من شرها... فنفت هالشكوك رغم شعورها بعداء الدكتورة لإلها وكان شعورها وحدسها بمكانو لإنو كوثر بتكون أختها من أب تاني وما في بينهم هالعلاقات القوية بحكم السن والأبهات المختلفة وزواجها هي بعمر صغير وانشغالها بالخلفة والدراسة وبعدين شغلها بالمستشفى والعيادة الخاصة... ورغم هالفروقات في بينهم احترام ومكالمات قصيرة كواجبهم مع بعض لإنهم خوات مسؤولات قدام ربهم عن صلة رحم وغير هيك هي بتكون مرت أخو كنتها نداء... فهي حاولت تكون معها منيحة من شان كنعان بس ما قدرت بالآخر لإنو كنعان ما لقى غيرها ليتزوج ويجيب ولاد منها... شو هالسيط يلي جابو لعيلتو وشو هالاختيار الخاطيء يلي اختارو... فطلعت من الكوخ وهي كارهة حالها لإنها عالجت مرت كنعان يلي مخبيها عن أهلو... 
هو كان من الطبيعي تفكر هيك ومن الطبيعي تعاملها هيك لإنو مش الكل بقدر يتحكم بطريقة انفعالو قدام الشخص الكارهو او الباغضو أو المش مستلطف قربو... بس السؤال المهم هل إميرال مجبورة تتحمل ردة انفعالها... لأ فلسفيًا لكن فعليًا آه لإنها دخلّت حالها بورطة ما ضمنت عاقبتها لهيك هتتحمل مسؤولية كلشي وتيجي ع حالها متل هلأ وتكبت وجعها وترضى تكون هي الداعمة لحالها لإنو كنعان تخلى... لإنو كنعان قسي... لإنو كنعان فرّط فيها... لإنو كنعان نكث العهد... لإنو كنعان سابها.... فنامت وهي عم تبكي من وجع روحها قبل جسمها كرمال يلي ما قلق فيها وكمّل عند أخوه جابر بعد ما ضمن أم سطام ردت لبيتها سالمة وعارف هالهم يلي ببطنها لساتو عايش وما فيها غير العافية... فحاكى نفسو بقهر "قال علي هالحركات يا بنت دهب قبل ياما مثلتي علي بس هلأ وين تفكري تمثلي عندي كمان مرة لداري تمثيلك بالكوي".. 
بس بعد شو صار بدو يكويها بعد ما هي برعت بكويه باللي صار بأخوه يلي ماسك إيدو وهو عم يعتذرلو من جواتو مليون مرة وفجأة بس سمع صوت فتحة باب الجناح بسرعة عدل قعدتو لامح ابن أخوه ضرغام جاي لعندو... فتنهد كاتم غيظو ومراقب عبد العزيز العم يعقم إيديه بعد ما فتح الباب الشفاف التاني سائلو: وين عاصي والباقي؟ 
كنعان رد عليه: خليتو يروح يشوف ابنو أما أرسلان بلشت مناوبتو وجبر رح ياكلو شي... 
عبد العزيز تنهد وهو نفسو يكلم عمو ويقلو عن يلي سمعو بس عشان قعدة كنعان معو حس متل الدخيل عليهم... فاستئذن مأجل قعدتو لوقت تاني معو: طيب كنت جاي شوف إذا محتاجين شي... دام أموركم تمام يبقى خليني اتسهل وفجأة قرب من عمو ماسك بإيدو وهو عم يقلو ع سمع عمو كنعان: عمي جابر شد ع حالك وردلنا سالم كان بودي ضل عندك بس الدنيا مشاغل يا عمي وإنتا عارفني انا أبو الشغل ع قولتك... فبحفظ الرحمن... ولف وجهو ع عمو كنعان غامزو: بدك شي يا عم قبل ما اتسهل؟ 
كنعان هز راسو: لا سلامتك... 
فتحرك عبد العزيز غصب من عند عمو من رغبتو ليختلي فيه وبعد من عندو وهو حاسس بالرغبة ليبكي مش عارف ليش... وكأنو حاسس بشي هيصير... بس شو هالشي مش عارف... فرد لسيارتو محركها لعند مرتو وهو مغموم ومشتاق ينام جنبها... وما صدق يصل البيت كرمال يصف السيارة وينزل منها ليلحق يصلي المغرب يلي ادن وهو بالطريق وما بلحق يصليه بأي جامع من طريقو الطويل... فمر ع غرفة المكتب مصلي المغرب وهو مش سامع صوت الست سمية ولا صوت مرتو البرية فسلم من الصلاة مكمّل لغرفتهم وهو متوقع يلاقيها فيها ففتح الباب يلي سكرتو الست سمية عليها بعد ما اخدت صينية الأكل لترجعها ع المطبخ.... وكمّل لعندها وهو مو شايف شي من الغرفة المسكرة براديها ومو واصلهم ضو ولا نور من ضواو القعدة البرانية ولا من ضواو السور... وبس حس خبط بالسرير بخفة شلح يلي برجلو متمدد ع السرير جنبها مدور ع دفاها... وبس حس فيها قرب منها ضاممها وماسح ع بطنها يلي مناه ما يكون أخر بطن لإلها معو... فسمى عليه ودعى ربو يرزقو الذرية الصالحة العامرة في الأرض لتعوض عن سواد اجدادو مع الناس لإنو الحسنات بذهبن السيئات... وشد عليها حاسسها زي الخايفة من حرارة جسمها المفاجئة وشدها ع حالها وتحريك راسها كأنها رافضة يلي عم تشوفو وعم تسمعو... فشدت ع حالها أكتر مرتعبة من الصريخ والركض وصوت البكى يلي عم تسمعو في كابوسها خايفة تيجيها رصاصة طايشة من رجال أبوها... فحاولت تنفد بريشها بعيد عنهم إلا لمحت قدامها وجوه غريبة حواليها عم تنزف دم فخبت وجهها بين كفوف إيديها برعب بكيانة بخوف وبس سمعت صوت مشيهم لعندها صرخت: لــأ مـا تــقــربـو... هـو رـح يجـي يـاخـدنـي... هـو مـا تـخـلـى عـنـي... 
وصحت من نومها مفكرة حالها بالحلم من السواد يلي عم تشوفو قدامها ومن يلي عم يقيدها بإيديه... صارخة: لــأ... وجت بدها تدفعو إلا بصوتو وهو عم يشد عليها بايسها ع راسها ومسمي عليها: بِسْم الله عليكي! 
وبس سمعت صوتو شدت عليه بخوف وهي عم تلهث وعرقها بصب صب ع وجهها وغير جسمها الغرقان عرق فكرر تسميتو عليها مكلمها: بِسْم الله عليكي ... اش اش ما تخافي هيني جنبك... ورد باسها ع خدها محاول يهديها: إنتي بأمان هون ما تخافي اهدي ومسح ع وجهها بحنان هامسلها: بدك مية؟ 
هزت راسها ... فزاحها شوية بعيد عنو منور الأباجورة وساحب قنينة المية يلي الست سمية حارصة تضلها حواليها وين مكان من شان ما تنسى تشرب المي ولتنقذها بس تشرق لما تكون لحالها...وصبلها بالكاسة المش ملموسة من أول ما انحطت جنب القنينة وردلها فيها وهو عم يقلها بحرص: سمي بالأول وافتحي تمك.. فسمت رافعة إيديها يلي عم يرجفوا بغصب... فقرب الكاسة من تمها وهو عم يقلها: اشربي يا عمري ما صار شي مجرد حلم...
جودي شربت المي بعجلة وكأنو حدا وراها وهي عم تطلّع أصوات غريبة وبس اكتفت من الشرب بعدت تمها متنهدة فحرك إيدو مرجع الكاسة مكانها وهو عم يسألها: هديتي؟ هزت راسها وهي عم ترفع إيديها المرتجفة بدها ترد تمسك فيه معلقة: دددددم م م ووووويـــٰ ـــن مـــٰٰـ كـــــاااا ااان! بلع ريقو مقرب منها وهو عم يبوسها ع خدها ليهدي بالها... حرك حالو ساند جبينو ع جبينها مخبرها: هادا مجرد حلم وإنتي بإمكانك تمنعي حالك تحلميه.... 
هزت راسها نافية وصارت تبكي بصوت عالي فتأفأف... ما عاد فيه يضلو يتقبلها بكل حالاتها بكل وقت.... لإنو يلي فيه مكفيه وما بدو شي هلأ غير ينام مش يقالب فيها لإنو من امبارح مواصل... بس المشكلة فيها لعقلها الصغير يلي مرات بجلطو من جهلها بالعلاقات وبكتير أشياء بالحياة... وهو ما فيه يعلمها كلشي بالحياة بفترة قصيرة على الأقل هي تحاول تستوعب مع يلي بقولها إياه.... الرِجٓال ما فيه هو اللي يضلو يعطي دايماً... لازم الاتنين يعطوا... صحيح هي بتعملو مساج بتريحو فيه بس هادا ولا شي جنب يلي بسعالها (بسعى الها) فيه ولا حتى بتقارن باللي ناوي يسعالها (يسعى الها) فيه...
وهو صحيح قلها رح عوضك... بس العوض شي وسكوتو ع اتكالها عليه وضغطو شي تاني... فتحرك بعيد عنها بس إيديها الماسكين فيه عرقلوه فرفع إيديها باعدهم عنو لكنها رفضت وناظرتو بضعف طالبة منو: ما تروح وتتركني! 
هز راسو مطنشها من ضغط راسو الماكلو فإذا بقى عندها هتشوف جانب منو ما رح يعجبها فيتركها ويكظم غضبو معها احسن ما يضرها... وبسرعة رد بعد إيديها عنو للمرة التانية تاركها لحالها بالغرفة تكافح عالمها... ومكمل لتحت وهو عم يحاكي حالو هادي لازم تتعلم تداوي نفسها بنفسها في بعض الاحيان!
امتى رح تعي وتوعى ع اشياء لازم لحالها تستوعبها وتتعلمها بدون ما حدا يعلمها إياها ويقلها عنها.... وعبر الصالون المفتوح والمقابل لغرفة المكتب بدون ما يسمع حس للست سمية... وصار يتحرك فيها شمال ويمين مو قادر... مو قادر يطنشها ولا قادر حتى يراعيها هلأ.... هي متطلبة كتير .... فبلل شفايفو... مو معقول طول العمر تبقى هيك ... مرر إيدو ع شعرو.... حاير شو يعمل معها ... فتنفس بحيرة معلق... البنت هي هيك وما في شي طالع بإيدها.... صحيح هي بتتغير بسرعة....  وهالفكرة هاي خففت من استياؤو شوي... فغمض عيونو متذكر براءتها ونعومتها وهي عم تتقرب منو من شان تنام جنبو ولا ع صدرو ولا من شان تسمع منو قصة... فابتسم بمرار هون... متذكر كيف كانت عم بتتمسك فيه وكأنو هو حارسها.... فتعوذ من ابليس راجعلها بالوقت يلي هي تحركت فيه بضعف مكومة حالها ع بعضها بدون ما تغطي حالها من الحرارة الحاسة فيها هلأ ومن التعب النازل عليها شكلها رح تفلوز من ورا لبسها الخفيف من بعد ما تحممت تحت هوى المكيف البارد... وصارت تشهق من بين بكاها لإنو هو تركها بعد ما صار أقرب حد لقلبها وهمها الوحيد وشغلها الشاغل وساعية تصير احسن كرمالو... قام هو حضرتو خيّب ظنها وتركها لحالها... بس هو إلها ولازم يتحملها وتتنازل هي كرمال ترضيه من شان علاقتهم ما تخرب مع الوقت مش هيك الست سمية علمتها فجت رح تقوم بدها تلحقو كرمال تضمن ما يتخلى عنها ويرجعها لأبوها وكرمال ما يحرمها من بنتها وتصنمت مكانها مبتسمة بس لمحتو عابر الغرفة فقعدت ع ركبها وهي عم تمسح دموعها مستنية فيه يجي لعندها وهي عم تبتسم بتقل لإنو رجعلها وما تخلى عنها ع طول... وبس قرب منها جت رح تعطيه ضهرها من خجلها منو بس هو أحدق منها وسحبها لحضنو قاعد ع السرير وهو عم يقلها من بين مسحو بإيدو ع شعرها بحنية: حقك عليي اهدي يا قلبي خلص بكفي بكى! 
حركت راسها ع صدرو رادة باكية مش عارفة ليش... وهو هون حن عليها غصب مش عارف كيف قلبو طاوعو يقسى عليها ممكن من الكلام يلي سمعو... بس ولو ما لازم يطلّع حرتو عليها هي مرتو... ما يسيطر ع حالو... فبعّدها عنو محوطها من وجهها ماسح دموعها بأطراف أصابعو... وهو حاسس عيونها عم تدوبو فما لقى حالو غير بايسها وهي هون ما بتعرف ليه خافت من مشاعرو الضخمة عليها وحاولت تبعد حالها بعيد عنو لإنو مزاجها مش جاهز لعلاقة معو متل غالب أسابيعها يلي مضت... وهو حس عليها فحررها من شد إيديه عليها وحرك راسو وهو عم يقلها: متل ما بتحبي... 
واجى بدو يبعد عنها لكنها رفضت بتمسكها فيه ناطقة: آسفة أنا... 
تبسم ع ردها عاجز يرد عليها بحرف... وتركتو لاعبة بأصابعها سألتو: صح بطلت حلوة مع بطني الكبير... 
فتح عيونو مندهش ... من وين بتجيب الكلام... المدام لازم تسمعو شي مالو داعي فبلع ريقو ناطق بنبرة نكران ما بين العادي والحاد: من وين بتجيبي هالكلام... صحيح بطنك كبران بس زايدك حلا... وقرب منها مدخل إيدو من تحت الفستان ماسح عليه وهو عم يكمّل كلامو: انسيكي من هالتفكير والحمل لابقلك... 
فبلعت ريقها رافعة دقنها مطالعتو وهي حاسة حالها بدها إياه إلها وبس وما حد يشاركها فيه... فما لقت حالها غير مقربة منو طالبة قربو لكنو هو بعدها عنو بس تذكر قصة الصلاة من ثقتو نومتها العميقة كانت من قبل آدان المغرب: بسرعة قومي صلي المغرب ما ضل شي ع أدان العشا... فقامت مبعدة عنو وهي حاسة حالها متل المخضوضة من تنبيهو المفاجئ لإلها كرمال الصلاة يلي سهت عنها...
وينها عنها الست سمية ليه ما صحتها تصليها وأصلًا كيف فيها تصحيها وزوجها طلع عندها فتركت المهمة لإلو وكملت شغلها بالتحضير لدروس جديدة للاسبوعين الجايين بس وين بنت قلبو تفكر هيك فكملت للحمام كرمال تتوضى وهي حاسة عقلها مش معها وطلعت من الحمام لتصلي وصدمة لما ما لقتو في الغرفة فعجلت حالها لتصلي وهي متعجبة منو كيف بطلع من عندها بدون ما تحس... فصلت الفرض وكملت ع السنة وما لحقت تسلم من سنة المغرب إلا بصوت آدان العشا من بعيد جايها فقررت تقوم تصلي مش مستنية فيه للي بحب يصلي فيها جماعة لإنها فكرتو راح يصلي في الجامع... ودامها صلت وهو بدو وقت ليرجعلها حبت تلبس شي حلو تفاجئو فيه من ورا المقطع المترجم يلي كانت ست سمية عم تعلمها فيه وكان المقطع بتكلم عن الأصدقاء الرجال والزوج وشو الفرق بينهم وبنفس الوقت تحاورها عن نظرة الدين في حرمة مصاحبة الرجال للمرأة... فدامها هي فهمت وأدركت زوجها غير عن الباقي... والزوجة غير كمان عن باقي النساء القراب منو والبعاد عنو بحياتو... 
يبقى هما ليش مش هيك... وليش هي ما بتبين قدامو غير فلأ لازم تورجيه هي عم تكبر وعم تصير ست بيت ع قد ما بتقدر... ففتحت باب الخزانة مدورة ع شي تلبسو قدامو وشو كانت خطوة فتح باب الخزانة لا تتقارن بقصة شو تلبس قدامو لإنها ما بتفهم بهيك قصص... والكارثة نسيت مواقف جوري معها بمتل هيك لحظات لإنها ما كانت واعية باللي بصير معها بشكل كامل... لهيك حست يلي عم تعملو شي غريب ومخيف عليها وحمّر وجهها واحترت مش عارفة ليش هيك هي هبلة وما بتقدر تعمل شي... لكن لإصرارها ع اللي ببالها شجعها تسحب إي شي هي ما فكرت ولا مرة تلبسو قدامو ولا قدام غيرو فكان قميص نوم حريري لونو خمري وبجي حفر ع الكتاف وبنزل لتحت الركبة بشوي... فاخدتو معها وتمشت لعند التواليت تسوي شي حلو بحالها وما طلع معها إلا متل دايمًا بلاشر وروج رايق ومسكارا أما شعرها خلتو على طبيعتو لكنها اكتفت بحلق وسنسال من يلي ارسلتلها إياهم جوري بالسر من ورا أهلها من أسبوعين... واكتفت بخاتم زواجها منو كزينة... وسحبت العطر متعطرة بقوة منو وفجأة تذكرت قصة إنها ما تحممت فبسرعة دخلت الحمام لتغسل جسمها بعد ما شلحت السنسال... وطلعت من تحت دوش البانيو وهي حاسة حالها عم تتعب ع فجأة فبطأت حركتها وتوقفت قريب المغسلة ساحبة روب الحمام ومنشفة جسمها لتلبس غيارها وقميص النوم يلي سحبتو من الخزانة... وبس لبستو ما اهتمت كيف جاي عليها لإنو عقلها بشعرها المش عاجبها شكلو... فبللتو حاطة عليه كريم... مطبقة كلام جوري بقصة حاولي نوعي بتسريحة شعرك ويا ويلك مني إذا بتضللك تاركتلي شعرك متل بوكاهانتس... فهي حاولت تغير تسريحة شعرها باللي تعرفو برفع نص شعرها وطلعت تلبس السنسال وترد تتعطر بكترة وفجأة تذكرت قصة الترطيب... كلو عندها داخل ببعض... فتدهنت من أي كريم محطوط قبالها مش سائلة هو بأي ريحة وشو عجبها ريحتو الكانت حلوة قريبة من طعم البوظة الباردة الحامضة... وفجأة سمعت صوت محرك السيارة يعني باقي توقعها صح إنو راح يصلي في الجامع... فركض تخبت ورا الباب مستنية فيه يجي... بس يا حسرة ما تمت مضت دقيقة... دقيقتين... تلاتة...أربعة... عشرة مش جاي وشو حست ضهرها وقف وفجأة سمعت صوت السيارة كمان مرة بس كأنها هالمرة هاي رح تتحرك من هون... فبكت متحسفة ع تزبيط حالها لإلو وقررت بدها ترد تنام فتحركت لعند التواليت وهي عم تشلح الحلق يلي بإدنها وهي عم تقول: غبية.... غبية إنتي... هبلة... 
ورمت الحلق ع التواليت... وهي مناها تنزل فيه لإنو ما شاف جهدها من شان تفاجؤو... منطق هي تتعب ع حالها تبالآخر السي سيد يطلع من البيت بدون حتى ما يقلها كلمة... بسيطة لبس يرجع إلا تورجيه... وسبحان الله عند سيرة الرجعة ما لقتو غير فاتح الباب عليها وهي بس سمعت صوت فتحة الباب عيونها طلعوا من مكانهم مش مصدقة إنو هو باقي هون ورافضة تطالع انعكاس صورتو ع المراية كرمال تتأكد إذا هو ولا بتهيألها... وليه تشوف وهي عارفة الست سمية ما بتقرب من غرفتها طالما زوجها المحترم في البيت فيعني مليون بالمية هو.... وصارت تفكر وين بتقدر تتخبى من خجلها منو من الهبل العاملتو بحالها... 
بس للأسف ما فيه مجال لتهرب منو لإنو خلص شافها هو للي طبق الباب وراه وعيونو عليها محاول يخفي الغم من الخبر يلي سمعو قبل شوي وقلب كيانو... فتنهد محتار فيها... هادي ع شو عم تدور باللي عاملتو بحالها... فحب يلعب معها شوي بس ع عيار تقيل: بنت شو عاملة بحالك؟
ردت متل الغبية وهي عم تعدل بحالها رادة بشي مش متوقع منها من لخبطة مشاعرها بين السعادة والخجل والخوف والصدمة من جيتو لعندها بعد ما فكرتو طلع من البيت: عاملة إشي بشع بحالي... 
حك رقبتو ضاحك عليها لإنو فعلًا كلشي فيها حلو باستنثاء اللابستو لإنو مش مبين عليها مرا كبيرة وناضجة لهيك لبس... وهو صريح بهيك شي فعقب بدون تفكير من حبو للصراحة: هو مش بشع بس يعني مش لإلك البسي متل دايمًا أحلى عليكي... 
ابتسمت هون ع ردو لافة عليه وهو بس شافها لافة عليه ما تحمل يشوفها قدامو بشكلها الضايع مع قميص النوم اللابستو... فتحرك لعند الخزانة وهو ماسك ضحكتو لتنفجر وهو عم يقلها كرمال ما يكسر بخاطرها مع الحمل: هلأ رح اختارلك شي حلو عليكي... وبنظرة خاطفة سحبلها فستان أبيض قطني رايق وبجي حفر ع الكتاف وطولو لفوق الركبة ولف عليها مخبرها: الاشي الناعم والراقي أحلى شي عليكي وهادا بس تشلحيه كبيه... 
جودي رفعت دقنها تطالعو وهي عم تراجع بصوت هامس شو كان عم يحكيلها فضحك عليها قارصها بخدها: هه يلا روحي غيري... ولا لتكوني بدك تغيري قدامي...
جودي جحرتو جحرة ولا هي فانفجر ضحك بس شافها راحت تغير بالحمام... وهو ما معاه خبر إنها دعست على قميص النوم الخمري تدعس بعد ما شلحتو من حرتها الحاسة فيها من خجلها منو... وشهقت فجأة بس شافت المسكارا شو مسوية بخدها وهي متل الغبية مش فاطنة إنو البكى رح يشحبرلها المسكارا ع خدها فمسحتها بحرص وهون حست حالها ردت تعبت فلبست فستانها المورد بورود صغيرة بعجز محاولة تعجل حالها كرمال تطلع برا وتمدد ع سريرها جنبو هو يلي بحسسها بالأمان بس للأسف رغبتها لتعجل حالها بلبس اتعبتها فوق تعبها... وما صدقت تصدق تكافح تقل جسمها لتنزل الفستان على جسمها كرمال تضمن أمانها وسلامها عندو وجنبو... وبسرعة دفعت حالها غصب عنها لعند الباب الفاتحتو وهي عم تسند طولها ع الحيطة الإيدها عم تيجي عليها بشكل عشوائي منادية عليه بصوتها المدلل ع تعبها وهي شاكة باللي عم بصير معها حقيقة ولا خيال: عبد العزيز حاسة حالي مش قـاد~~
وما لحقت تنطق أول تلات حروف من كلمة قادرة إلا هو كان مقرب منها ناشلها لإنها مش قادرة توقف ع حالها... ونزلها ع السرير تتريح وهو عم يقلها: هيني هيني معك شو اللي خلاكي تتعبي... 
ما ردت عليه غير مدت إيدها مدورة ع إيدو ناطقة: راسي بلف حاسستو تقيل... وبكت طالبة منو... خليك عندي... 
فقرب منها متمدد جنبها وهو عم يشد ع إيدها: هيني جنبك ما تخافي تنفسي واسترخي وإن شاء الله دوختك بتروح... 
فعلقت وهي عم ترمي راسها ع صدرو مخبرتو بدون تفكير: أنا لازم روح وأجي ويصيرلي صحبات... أنا مش لازم روح ملاهي... بدي روح صالون بدي أطلع حلوة... 
تبسم ع طلباتها يلي كل مرة عم تفاجئو فيها وتطلعلو فيها بالسحبة: إن شاء الله بعدين إذا ع الصالون أنا بجيبلك الكوافيرات لعندك... ما تقلقي إنتي بس تريحي وكلشي مع الوقت بصير... 
فردت كملت وهي عم تمسح بإيدها التانية ع بطنها مكملة بكلامها: أنا بدي كون ماما لبنت... ولاد انا ما بحب... 
ما حب يرد ع كلامها لإنو فاهم عقلها مع الجنس الذكور مش متزن من المارة فيه فما حب يزيد عليها بكفيها يلي فيها وعارف بعد ولادتها مشاعرها هتكون غير بإذن الله فتركها تعبر عن أفكارها برغبتها بالتلفزيون وغفى قبل ما يسمع طلبها ليجيبلها تليفونها ويخليها تروح كل مكان... وبس لفت وجهها عليه مستغربة سكوتو دهشت من نومو بدون ما يسمع كلامها فجت رح تصحيه بس تراجعت عشان يضلو عندها فقربت راسها من راسو مبسوطة فيه وبريحتو يلي مناها تاكلها... وفجأة اشتهت حلو كان عمها كنان يجيبلها إياه فيه طعم الكراميل مع شي بتفتفت بالتم بس تكزم منو... فشو اسمو مش متذكرة لكنها عارفة بدها نفس الطعم الحلو يلي ناسية شو اسمو... فبسرعة قامت من جنبو تلحق حالها إذا فيه زيو بالتلاجة يلي ولا مرة فكرت تدوّر شو فيها بالزبط... ويا فرحة ما تمت بس شافت التلاجة خالية من هالحلو أو من أي طعم شبيه منو... فتنهدت بحرة مدورة ع أي شي حلو تاكلو بس تشف غلها فيه بس ما فيه وفجأة تذكرت علبة الشوكولاتة الدهن يلي من النادر لتفكر تاكل منها لكن بتخلي الست سمية تحط منها ع الحلو يلي مرات بتتسلى فيه بعملانو معها وبسرعة فتحت خزانة مواد الحلو إلا لقتها قدامها فسحبتها بعجلة ماكلة منها لحد ما حست بطلت حابه الطعم وردت لعندو لتناملها شوي ع صدرو الآمن بعد ما طفت الاباجورة تبعتو... بس يا فرحة ما اكتملت ردت رجلها اليسار توجّعها من أول وجديد فما سوت غير إنها طنشت الموضوع لإنها ربطت الحمل بالأوجاع وهي مستعدة تتحمل أي شي كرمال بنتها ساندي... فتجاهلت وجعها محاولة تنام قريب منو لدرجة انفاسها بتضرب برقبتو من محاولتها لتتمسك فيه مع وجعها... بس مش قادرة تتحمل وجعها أكتر من هيك فبكت مصحيتو بصوت بكاها الغريب عليه... فصحي من نومو شاكك باللي سامعو وبس دقق فيه لثواني قام متل المخبوط ع راسو مفكرها حلمانة فبسرعة مد إيدو ضاوي الاباجورة ولف عليها ماسح ع وجهها ناطق: شو فيه؟ بشو حلمانة؟
ضغطت ع شفايفها مش متحملة الوجع العم يضغط ع فخادها وضهرها بشكل مش قادرة تتحملو... فتتمسك فيه بدل ما تقلو مالها... لإنها هيك تبرمجت بس تتوجع تكتم وجعها وتكتفي بالبكى... بس وين تكتفي عندو فيه... فبسرعة قرب منها مفقدها وهو عم يسطحها ع السرير فبكت بصوت اعلى متأوهة... هون اختبص خاف لتكون واقعة وهو نايم وجتلو... فنطق مستفز من توجعها المش فاهم سببو: لك شو مالك؟ من وين موجوعة؟ 
ما ردت عليه غير راغبة تتخبى جواتو من الوجع بس وين وهو بدو يفهم مالها... فضمها ملبي رغبتها وفجأة انتبه كيف مادة رجلها اليسار بعيد عن جسمها فمد إيدو يمسكها وهو عم يقلها: شو مـ~
إلا صيّحت لإنها مش قادرة تتحمل ضغطة بسيطة... فشك بشي لإنو أمو كانت تعاني منو بعد ما وقعت بأخوه الكانت حامل فيه وتوفى وهو بالشهر السابع ببطنها... واستمر الشي يروح ويرجع ع حسب حركتها ونفسيتها... فبلا تفكير طلب منها: بعدي عني ونامي شوي ع بطنك... 
جودي ابدًا وين تنام وتسوي هادا الهبل يلي عم يطلبو منها وهي ميتة من الوجع... فشدت عليه كاتمة حرتها بالوجع... بس وين يتركها ع راحتها بدو يفهم مالها... فبسرعة جاب مخدة كرمال تسند حالها عليها... وبسرعة سطحها ع غالب بطنها بحرص فجت بدها تقوم لكنو حط إيدو ع كتفها وضهرها خوف ما تقوم وهو عم يقلها: استني بدي اعملك فحص... وقبل ما تنطق مسك رجلها اليسار بدو يرفعها صيّحت منحرة: آيـــي!!
عبد العزيز بسرعة بعد عنها منبهها: استني لاجيبلك زيت... 
جودي مش قادرة تستوعب شو قلها من الحرة الضاربة ع دماغها ومفتتة فيها وصاهرتها صهر... فضغطت ع حالها وهي عارفة هو راح بس رح يرجع... هو ما رح يتخلى عنها عندها ثقة هو راجعلها فغمضت عيونها كاتمة أكتر حرتها وفجأة حست بشي مغطيها بظلو فعرفت رجعلها ما بتعرف كيف سلمت حالها لإلو وتخدرت من الوجع فورًا بمجرد فكرة إنو هو حواليها وقريب منها وقلقان عليها... وطالعتو من بين الدموع المكتومة بعيونها شايفتو عم يقرأ ع الصحن يلي جايبو مذكرها بأول أيام رمضان بعد ما جابلها زيت مرقي كرمال وجع رجلها الصابها من وقعتها بالحمام من شان تتجهز لشوفة عماتو...
وشو قلبها دق بشكل مخليها تبكي رضى مش مصدقة في حدا عم يهتم فيها... ولا اراديًا مدت إيدها مطالبة بمسك أصابعو يلي حاملة صحن الزيت العم يقرأ عليه... فشد عليها بمعنى هيني جنبك... وفجأة نفث فيها بدو يترك إيدها كرمال يدهنلها ع رجلها وضهرها لكنها رفضت تتخلى عن مسكها بأصابعو وسلمتو جسمها ليدهنو وغفت وهي عم تمتم بشي من بين دموعها المنسابة باستسلام... فتنهد بس خلص تدهين رجلها وشوي من ضهرها وهو عم يقلها: اجر ومغفرة... الله يهون عليكي يا قلبي... ورفع راسو محاكيها: ان شاء الله وجعك هـيـ~~ 
وسكت بس لمحها نايمة بعمق فتبسم عليها مغطيها وماسح دموعها وإيدها ما زالت ماسكة بإيدو... فضحك عليها متعجب من تمسكها فيه فطالعها من ضو الاباجورة المضوي مفقدها وهو حاسس حالو ارتاح لإنها وقفت بكى ووجعها بطلت تحس فيه... بس السؤال هو عرق النسا صابها مع الحمل ولا من قبل وعند ذكر قبل انسم بدنو لإنو الضرب على الفخاد والرجلين وع نهاية الضهر بسببو أو حتى خبطة ولا وقعة ع الأرض أو ع شي قاسي... فتنهد مغتم ع حالها وهو عم يخطط يقوم يتوضى ويصلي قيام الليل دامو صحي من نومو وصعب يرد فورًا ينام وهادي هي مشكلتو إن صحي ما فيه يرد ينام... فسحب أصابعو من بين أصابع إيدها اليمين وقام داهن الزيت المقري فيه والباقي ع إيدو ع ضهرو من محل ما عم يوجعو ومسح إيدو بعدها بمحرمة جافة وكمل للحمام مخطط إذا الوجع ما خف لبس تصحى فورًا ع الدكتور رح ياخدها... هو زوج ولا عدو بتجبر فيها وما بسأل بوجعها وراحتها وسلامتها... فتنهد وهو عاجز ليظهر مشاعرو من الاتصال يلي اجاه من جدو بعد ما تركها تصلي المغرب خوف ما يروح عليها كرمال يخبرو هالخبر يلي بسم البدن بعد ما طلع من المستشفى مع ابنو كنعان وجواد واحفادو: عمك قبل شوي نقلوه للعناية الحرجة ومنعونا نبقى هناك...
وشو هالخبر هادا خلاه يحس بطاقتو تبخرت لدرجة مش قادر يسمع بقية كلام جدو وهو عم يوصيه: شد ع عودك لسا احنا بأول الطريق يا ابني... المهم تكلم مع جبر ومرتعمك احنا بنقدر يا ابني نصمد بس هما كيف... الله يصبرهم ع بلاهم يا ابني... فاجى بدو يرد عليه لكنو مش قادر ينطق بكلمة لإنو حاسس الكلام انحبس جواتو لإنو عمو جابر عندو شي كبير... فكيف بدو يواسي جبر بعد يلي سمعو... إذا هو بدو مين يواسيه قبل جبر... لكنو رد ع جدو بصوت تقيل غصب عنو: حاضر... 
وسكر منو ليواسي جبر ومرتعمو جابر بكلام طالع منو بلا تفكير: طهور ان شاء الله... الله يربط ع قلبكم... هادي هي الدنيا كلنا إلها بس المهم ما نفقد الأمل بالله البختارلنا الافضل... وهدوء مش عارف شو يقول أو حتى هما بشو يردوا عليه فنهى المكالمة بس سمع صوت عماتو.. تمام خليني اترككم ع راحتكم... بأمان الله...
مكالمة عادية لكنها كانت لإلو اشق مكالمة بالحياة... وما عرف كيف سكر منهم عاجز يبقى مكانو فتحرك لعند سيارتو محركها بدو يروح عند أمو لكن رد تراجع لإنو شو رح يسوي هناك غير يقعد ع اعصابو... فرجعلها وهو عاجز ومثقل بالهموم لكن هي شو ذنبها ليغمها معو وبس شافها شو عاملة حاول يعززها مكمّل معها لينسى البلا العم يثقل عليهم... بس هلأ هو بشو يكمّل من شان يشغل فكرو... لعبة الكارتينغ بحالة معينة لما يكون مشتاط ع تقيل لكن لما يحس بالعجز هو عارف مالو غير ربو... فما لقى حالو بدل ما يتوضى إلا ماسح ضهرو من الزيت يلي عليه وعبر يتحمم تحت الدش كرمال يجدد طاقتو قبل ما يصلي ويلقي بكل مخاوفو واوجاعو لإلو.... ويتخلص من وجع قلبو يلي عم ينشلع من مكانو... ومن الطبيعي ينشلع لإنو مش عارف عن مخطط أبوها محراك الشر القاعد ع راس الجبل هو وسامي الصايع والنسخة المصغرة عنو مطالعين مستشفى الخيّال المنتظرينو بأي لحظة ينفجر فيه كم طابق ع هوى الكمين المحضرينلهم إياه يصير بشكل طبيعي من ورا تماس كهربائي تزامن مع تسريب الغازات من اسطواناتها... 
وهالمخطط هادا ما تم تخطيطو إلا من شان يحرق قلب عيلة الخيّال ع فراق ابنهم جابر وع حرق سمعة المستشفى يلي ابنهم جواد كان إلو في إيد بتأسيسو لحد ما كبر بمساعدة من الدول المانحة الغربية ولا من الحكومة أو المؤسسات الخيرية ولا باستثمار بعض العيل فيه يلي إلهم تاريخ بالطب والأبحاث الطبية كرمال يكبر ويصير بهالمستوى العالي من الخدمات الطبية المقدمة... لإنو مين يصدق مستشفى بهيك مصداقية وأمانة وكفاءة ينهار جزء منو وبلا أي مقدمات هيك بيوم وليلة... 
كل هادا بس كرمال يفقد سمعتو كمستشفى محترم بين الناس... ولا لسا في احتمال ببرد القلب لكنو ببكي دم عند عيلة الخيّال إذا في حدا منهم ضل بالمستشفى لإنو معروف عنهم حب التعاطف مع بعضهم.. ويروح فطيسة بلا أي تأسف عليه مع ابنهم وسمعة المستشفى... في أحلى من هيك انتقام... يكون هو ورا كل يلي رح يصير بدون ما يبين قدامهم ع الساحة أو يهدد.. كل هادا بفضل دهاؤو ومكرو وخبثو المخلينو يحس هو مالك العالم فيه... لكنو سهي ما في شي بصير ورح يصير من وراه إلا بمشيئة من الله كرمال يستدرجو بينما للي تضرر منو واللي رح يتضرر هيكون عليه الضرر ابتلاء وأجر ومغفرة على عكسو هو يلي غضب الله عليه هيكون لإنو عم يعتدي ع الناس ويفشي الخراب بدل العمار ويسلب الأرواح يلي حرمها ربنا بغير حقها... وهالكلام عند الله كبير لكن عند أبوها محراك الشر مجرد كلام مالو داعي... فتنفس نفس طويل من مللو لانتظارو مكانو ليشوف الخراب يلي هيحل بالمستشفى كرمال يضمن سحق جابر وسمعة المستشفى الغالية ع قلب عيلة الخيّال يلي النوم عجز يقرب من عيون رجالها من خوفهم ع ابنهم الحاسين بيقين موتو... لهيك يلي ما كان فيه يبقى مكانو طلع ع راس الجبل يتنفس هوى طبيعي بعيد عن ضجة البيت والعالم متل كنعان الشاهد ع تعب أخوه المفاجئ من بعد ما تركو عبد العزيز بنص ساعة مخليه يزلزل المستشفى ليحلقو أخوه وهو رافض يطلع برا ومصر يضلو ماسك بإيد جابر وهما عم يحاولوا ينعشوا قلبو... لكنهم جبروه غصب عنو يطلع بمساعدة جبر يلي مش قادر يستوعب هو يقلق بأبوه ولا بعمو الاعصابو منهارة... وتعقد الوضع بس قرروا ينقلوه بعيد عن الجناح للعناية الحرجة ومانعين أي مرافق يدخل معو ولا حتى أي حدا يدخل يشوفو لإنو حالتو ما بتتحمل... بس وين كنعان يستوعب هادا الكلام إلا بدو يدخل معاه فاضطروا يستعينوا بالجد شامخ ليجي يلاقي حل لابنو المعند واللي فضل يضل بموقف سيارات المستشفى مع عاصي ولا يروّح معهم ع البيت فالجد تركو كمسايرة لإلو لإنو عارف ابنو شرو مش مضمون والوضع مش متحمل ووصى عاصي يبقى معو ويخلي عيونو عليه... وعاصي ما خيّب عمو لإنو هو هيك هيك رح يبقى لإنو عارف كنعان مجنون... فبقى معو لحد ما انخنق من قعدتو بموقف السيارات طالب (كنعان) منو: خلينا نروح نقعد ع راس الجبل متل ايام زمان.... 
عاصي رد عليه بتأييد: والله فكرتك جت بوقتها... عجل لهناك... فتحركوا تنيناتهم لراس الجبل لإنو واحد عاجز يبقى مكانو وما يسوي شي واللي هو عاصي في حين التاني واللي هو كنعان مش بس كان عاجز إلا كان خايف يفقد السيطرة ع حالو كليًا ويروح يكمّل عليها للمغضوبة يلي عندو لإنو من وراها هي إذا ما خاب ظنو أخوه مر بكل هادا... فلهيك حاول يمسك اعصابو ولسانو يلي مناه يسب ويغلط فيه من حرتو فكتم غيظو مستني هالليلة تمر ع خير فشتان بينهم وبين أرسلان يلي بدّل ورديتو مع زميل لإلو من ضعفو وتشتتو ليبقى بشغلو من قلقو على أبوه وجدو يلي روحوا معو وهما عاجزين ينطقوا ومن شدة حرصو عليهم ومن خوفو ليصيرلهم لا قدر الله شي كان معهم متل ظلهم وين ما قعدوا ولحد ما ناموا بالصالون... وهو عم يدعي ربو ويذكرو بسرو وعيونو كل شوي تفقدهم وتفقد الساعة مستني الوقت يمر كرمال يطلع يوم جديد ويعتادوا على هالخبر الموتر ولما حس مل من قعدتو مكانو سحب الريموت مشغلو بعد ما حرك الشاشة للناحية التانية من شان ما يزعجهم بضوو وكتم الصوت مبدل بين القنوات لحد ما غفى بدون ما يحس بالوقت يلي جبر فيه عجز ينام لإنو حاسس في شي كبير رح يصير فقام يصلي ويطلب اللطف من ربنا فيهم وبأبوه وباللحظة يلي نزل سجود فيها لربو وداعيه من كل قلبو وهو ببيت أبوه إلا بصوت مخيف في المنطقة المحيطة بالمستشفى وصريخ ناس: لحقوا بسرعة!!!
_المبنى من الناحية التانية عم ينهار يا عفو الله...
_بسرعة صوّر ونزل ع الفيس....
-خبروا الشرطة والاطفائية...
-كيف جهاز الاستشعار ما اشتغل~~~
كلام كتير واخبار ساخنة ع مواقع التواصل الاجتماعي وتليفونات رجال الخيّال عم ترج وترن فكان أول حد سحب التليفون التاركو بجيبتو هو الجد يلي قام متل المستعد لأي شي ورادد بدون ما يشوف مين يلي اتصل من خوفو ليسمع خبر موت جابر فنطق: ألـ~
إلا بصوت صديق مقرب لإلو مقاطعو: وينك يا رجال شاللي وصلني... الدنيا مطبولة ع مواقع التواصل الاجتماعي وحتى ع التلفزيون... 
الجد بهت مش عارف شو صار لكنو فورًا حس شي إلو دخل بعيلة دهب فمسح ع وجهو وهو حاسس بينو وبين الجلطة شعرة فنطق بصوت مهيب مصحي فيه ابنو جواد وحفيدو أرسلان: أبو أحمد مالك يا رجال احكي حكي مفهوم... 
أبو أحمد قاطعو: احكي حكي مفهوم شو مالك يا رجال يلي صار بالمستشفـى والله ابني المحطة صحتو من نص نومو كرمال يغطي خبر المستشفى... بقولوا فيه اضرار كبيرة...
الجد هون راسو انفتل عاجز ينطق من هول الفكرة يلي انرسمت بخيالو... فمد إيدو طالب بصوت تقيل: مي... مي!!
أرسلان وأبوه بسرعة قاموا يصبولو مي... لكنو فجأة وقف مسكر الخط بوجه صاحبو أبو احمد ناطق حكي مش مفهوم لابنو وحفيدو: ابني بسرعة ع المستشفى... 
أرسلان بسرعة وقف بوجه جدو محاول يفهم شو فيه وهو مطنش رنة تليفونو هو وأبوه كرمال الجد: جدي شو فيه وين رح تروح؟
الجد نطق وهو عم يبعدو عن طريقو: المستشفى صار فيه شي...
أرسلان بسرعة هون انتفض مكانو وسحب تليفونو يلي عم يرن من جيبتو يشوف شو فيه إلا لمح اسم زميل لإلو بالشغل مش مداوم اليوم فرد عليه سائلو: مهيب فهمني شو فيه!
مهيب رد عليه بصوت فرحان: لك خفت يكون صايرلك شي عشان بدلت معاي بالوردية... 
أرسلان ما قدر يكمّل كلامو مع زميلو من التقل النزل عليه بس شاف أبوه رح ينجن وهو عم ينزل التليفون راكض ورا جدو فاضطر أرسلان يسكر منو ليلحقهم ويسوق فيهم ويشوف شو صار بالمستشفى... وهو عاجز ياخد كلمة منهم ليفهم شو فيهم متل الخلق لإنو أبوه مش مركز معو من الاتصالات يلي يتصلها ع زمايلو وموظفين المستشفى الإداريين كرمال يتطمن عليهم ويفهم منهم... ولإنو جدو مشغول بتشغيل علاقاتو في السيطرة على الخبر وعدم بث اشاعات غير صحيحة خوف ما تصير بلبلة في المنطقة... ولإنو هو خايف يرد ع تليفونو ويساوي فيهم حادث من تركيز بالسواقة بالليل ومن محاولاتو ليلاحق كلام جدو وأبوه كرمال يفهم شوفيه بالزبط...
وفجأة إلا الجد بنطق بنبرة وترت أرسلان: ابن ضرغام وينو... بسرعة اتصل عليه... 
فنطق أرسلان بخوف: جدي عبد العزيز مالو؟ 
الجد ليس هنا من عقلو يلي مع حفيدو يلي دايمًا بكون متصدر بهيك مواقف لكنو هلأ حسو مختفي فاتصل عليه بس للأسف الشديد ما لقى منو رد... فاتصل ع عاصي يشوف حفيدو إذا بالانحاء ولا لأ وصدم بس عرف منو: لأ يا عم والله حتى علي ما برد... وهون الجد جن شو حفيدو ما يرد إلا ينزل بساحلو إذا ما رد عليه بس يتصل عليه هلأ ولا بعدين...
وعاد حفيدو ما بعرف كيف تحمم وصلى قيام الليل إلا النوم تسلط عليه فتحرك لعندها بتقل كرمال ينام جنبها والكارثة تليفونو يلي بضلو يرن حضرتو نازل كتم فيه... 
سبحان الله بأهم احداث للعيلة بكون يا نايم يا منشغل بشي مهم أما باللي بخص الشغل متبع أول بأول شو هالحالة هادي يلي بتخليه يكون بموقف مش لطيف قدام رجال عيلتو يلي مش حاسس فيهم وهو مرتاح البال لإنو تخلص من حنة التليفون إلا ع صوت زمور السيارات يلي مش داري إنها من رجال الحراسة كرمال ينزلهم مع رنة تليفونو من أول وجديد ومع رنة منبهو بخصوص صلاة الفجر... فبسرعة قام وهو متعجب يلي نايمة جنبو كيف مكملة نومتها بهالحنة هاي وسحب تليفونو رادد ع جدو الكسر التليفون عليه من الرن وهو باصم عمو يا سلم أو صحي من غيبوبتو: آه جدي! وعجل حالو ليقوم يغير أواعيه النوم لأي بنطلون وبلوزة بتيجي إيدو عليهم وهو عم يسمع رد جدو يلي نزل فيه بهادل: ماشاءالله نايم بالعسل والدنيا مطبولة وبدك سنة لترد أنا افهم هادا التليفون ليش معك... ما سمعت شو صار... وبلع ريقو من غصتو من حفيدو الغايب عن يلي صار وهو عم يقلو من الآخر بدون ما يشرحلو شي: بسرعة تعال ع المستشفى وشوف يلي رح ارسلك إياه ع الواتس... 
وسكر الخط بوجهو... مش مفهّم شي لحفيدو الخيّال الصاحي ع عمى وجهو... فبسرعة نزل التليفون مغير أواعيه وبعجلة حمل التليفون ومفتاح سيارتو وطلع ركض إلا الست سمية قبالو ع الدرج بدها تعجلو ليقوم يلحق يلي بصير بالعيلة بطلب من عاصي.. فتجاوزها بعجلة مش مفكر فيها ولا بجيتها الواضحة ليش وركض لسيارتو محركها بالمفتاح وبسرعة طلع من البوابة الخاصة بطلوع السيارات بعد ما فتحها بالريموت يلي معو... وبأسرع ما عندو مع سيارات الحماية للمستشفى وهو عم يفتح يلي ارسلو إياه جدو ودهش من شكل المستشفى كيف الاطفاء عم تطفي النار الشابة فيه والشرطة عم تطوق المنطقة وبعض الطوابق الاخيرة في مبنى من ابنية المستشفى منهارة ومكملة ع الباقي والنار مكملة ع الشجر الصنوبر والسرو المحيطة بالمحمية المجانبة للمستشفى ومنظر شو كان مهول مع الناس العم تركض وتطلب المساعدة وصريخ من عدة أماكن... فبسرعة طلع من الفيديو رانن على عاصي يلي رد عليه وهو عم يصف سيارتو بعيد عن المستشفى جنب سيارة كنعان كرمال يقدموا المساعدة ويفقدوا ع ابنهم المخطر إذا تضطر لا قدر الله باللي صار: شاكك باللي ببالي...
عبد العزيز جاوبو باللي بدور ببالو وهو عم يسمع آدان الفجر الأول: مش شاكك إلا متأكد... بس كيف رح نجيب الشي ببالي كم شي كنت متبعلو من لما كنت بالمستشفى... لهيك عم خطط ع كم شي... بس الدور عمي هلأ... مش قادر استوعب الحال يلي وصلنا لإلو وإنتا عارف إذا مات لا قدر الله رغم احتمال حدوثو الرد لازم بسرعة ينرد لجاسر... 
عاصي تنهد بس لمح سيارة أرسلان وسيارات رجال خوات مرتو وأخوه جميل رد بسرعة: بس يهدا الوضع ونطّمن ع جابر بنشوف شو رح يصير ويلا خليني سكر منك لإنهم الرجال وصلوا... وسكر الخط بوجه الخيّال يلي متأكد يلي صار في إلو يد من عيلة دهب... هو مش غبي بقصة أجهزة استشعار الخطر يلي فوراً بترن لما تحس فيه شي خطير هيصير ولنفترض فيه ضغط كهربا مش لحالها لازم تطفي... طيب وين تفعيل خدمة اطفاء الحرايق يلي إذا وصلها ريحة دخان بتتفعل لتفادي حدوث اي شي خطير... 
بس هي الشي الخطير صار وخدمة اطفاء الحرايق ما تفعلت... هو بآمن كلشي ببدا باشياء بسيطة مقدور السيطرة عليها لكن بالتهاون او بالتغافل عنها بتكبر هالاشياء البسيطة وبصير صعب السيطرة عليها فورًا بدون أي أضرار... فتنهد من هالحالة يلي وصلوها... 
مستحيل هالاشي يصير هيك... لإنو بعرف إدارة المستشفى صارمة بالتعامل بقصص أمان المستشفى قبل أمنو الخارجي... 
فيلي صار في المستشفى الخيّال الليلة شي ع عيار عالي بمس أمنو وأمانو... وهالشي الصار ما بنسكت عنو... 
وهون التفكير راح فيه شمال يمين شاكك بشركة التصليحات يلي بلشت في التشييك ع الأبنية بعد ما صار في خلل في منظومة الكهربا عندهم من اسبوعين... وإذا ما كانت الشركة نفسها ممكن عامل عندهم اشتروا ذمتو... كيف بنجاب مش صعب وممكن مش سهل بنفس الوقت لإنو أكيد بكونوا متفقين معو من قبل متل ما سوا مع القناص يلي استأجروه... فأحسن حل يخترقوا التليفونات والحسابات ويراقبوا تحركات ملاك الشركة وعمالها لو ع حسابهم من تم سكيتي لإنو لو كشفوا شكهم بعيلة دهب أكيد هيقولوا بعض الناس يلي رح تستهجن كلامهم: صرتوا مهووسين بعيلة دهب لدرجة ترموها بكل شي بعدين إن بعض الظن إثم وهات خلص معهم..
بس لا كلشي بالسكيتي بصير... فهون هو رح يدخّل محامين خاصين ويشغّل رجال مش معروفين عم يشتغلوا بشركة عاصي كرمال يصل للي ببالو... وهادا التفكير شي وتفكيرو بفكرة موت عمو شي تاني... لإنو هادا بعز ع قلبو ومش حابب يفكر بموتو فيظن خير رغم إنو ما فيه شي يبشر بالخير بالوقت الحالي إلا إنو بذات الوقت متيقن ما في شي بحصل إلا لخير... 
وما صدق يصف سيارتو بعيد لإنو ما فيه يصف قدام من تطويق الشرطة للمنطقة ونزل من سيارتو إلا بصوت شرطي رافض يدخلو وهون هو انجن... شو يرفض ما يرفض إلا بصاج أخو سطام الجاي ينوب عن أخوه المشغول بشغلو مع عيلة الخيّال لمحو بدو يقاتل الشرطي فبسرعة تدخل مدخلو هو يلي بهت وتقشعر بدنو من المنظر الشايفو قدامو لإنو لا يقارن باللي شافو ع التليفون... وشو حس لحظتها جسمو تصلب وعجز يمشي فيه خطوة تانية لإنو متأكد عمو بين الأنقاض الواقعة فوق بعضها أو بين يلي جاي ع الأرض... 
ما تخيل المبنى يلي شافو بالفيديو يكون مصور المبنى من الناحية التانية لدرجة ما انتبه إنو نفس المبنى يلي فيه طابق الاجنحة الخاصة وطابق العناية المركزية فبسرعة تحرك ناحية رجال عيلتو مدور ع عمو وهو مش مركز باللي بصير حواليه بين سيارات الاسعافات الجاية تنقل بقية المرضى في الاقسام غير المتضررة لمستشفيات تانية وبين يلي بوزع الاقنعة خوف التسمم وبين بسعف المتضرر وبنشل الجثث حالة لا يرثى لها بعد... 
كم ذنب وكم روح يا ابن عثمان دهب رح تحملهم برقبتك....مفكر الدنيا سايبة تساوي شو بدك... إن الله يمهل ولا يهمل كلام مؤلم لكل حد بخاف وبخشى عقاب ربو وغضبو... وبالطبع جاسر ما رح يتألم ولا يتأثر بهالكلام لإنو قلبو قافل ولاهي بالحقد والغل والانتقام والتجبر والعنجهة الحاسس فيها بعد ما نفذ يلي ببالو ورادد مع سامي للبيت ليتابع الاخبار من على التلفزيون كرمال ينبسط أكتر ويسرح بمخططاتو الجاية يلي قاطعو عنها تعليق سامي المزهزة معو من يلي شامو وشاربو بدون ما يحس بأي ذرة ندامة من يلي ساعد فيه محراك الشر: انبسط يا عم هيّك~~
جاسر لف عليه جاحرو باستياء لإنو قطع سرحانو بمخططاتو بكلام مالو داعي: اوعك تحكي شي بالبيت مش تكون متل يلي ما شافوهم وهما بسرقوا شافوهم وهما بقسموا... 
إلا بصوت ركض جاثم الجاي لعندهم وهو عم ينادي ع أخوه: جـاسـر!
جــاســر!
ومستمر ينادي من الرعبة الحاسس فيها من ورا الاتصال يلي وصلو من أخوه عثمان كرمال يحضروا حالهم لمواجهة الخيّال لحالهم إذا رح يدعم أخوه جاسر ع اللي رح يصير في حالة طلع جابر ميت بالانفجار يلي صار بالمستشفى لكنو هو بدل ما يقلو ما يفكر كيف ينقذ حالو من يلي جاي سكر منو مدور ع جاسر كرمال يقلو بصوت مذعور من يلي سمعو من أخوه عثمان العرب: جاسر لحق وصلني خبر مستشفى الخيّال صار فيه انفجار احتمال جابر راح فيها...
جاسر كتم صوت التلفزيون مطالعو وهو عم يستخف فيه: بالله قول بالله ع أساس يعني مش عارف بعدين ليش لحق مش احنا لما قررنا نقتل كنا خايفين ليعيش مش ليموت... وكمّل باستهزاء عليه... روح روح كمّل نومتك واترك وجعة الراس لإلي... وفجأة لف عليه سائلو... وينو ابنك مؤيد مختفي وصاير هاليومين ما المحو معنا... 
جاثم جمد هادا بقلو ابن الخيّال احتمال يكون ميت بجي يسألو عن المغضوب ابنو يلي كان مسفح لعندهم وفحط بسيارتو مبشرهم بجيتو وبصوتو وهو عم يركض لعندهم: عـمـي!!! يــابــا لـحـقـووووا....
جاسر هون ضحك معلق باستتفاه: ههههههه لحق ابنو هلأ...
إلا بصوت مؤيد العابر الممر الصغير بهرولة داخل لعندهم ع الصالون وهو عم يقول بوجهو اللونو مخطوف: عمي شو هالخبر المنشور هادا... والله مانها قصة... 
جاسر تنهد ببرود: واحنا مالنا مش لازم نقول اللهم يزيدهم كمان وكمان... 
مؤيد هون انفعل: بس عمي في ناس مش منهم الله يتلطف فيهم...
جاسر جن بس سمع كلامو وعلق بصوت مشمأز: من متى بتعرف الرحمة يا ابن جاثم فكر هلأ ترحم ع أبوك من يلي رح يجيكم... 
مؤيد هون انزعج إلا بصوت غنج يلي ما بتطيق جاسر من لما كبرت ووعيت ع اسم جاسر دهب محراك الشر وهي واقفة قدام بناتها الخايفات من يلي رح يصير يعني ما كفاهم يلي صار معهم من ورا اختهم نغم يجي موت ابن الخيّال يكمّل عليهم والله مش حياة: والله ناس بتقتل وناس بتتحمل...
جاسر ضحك وهو عم يوقف ع رجليه هاينها: ما شاء الله محترمة وبتفهمي بالأصول عشان تيجي تتكلمي بدل وقبل ابنك وزوجك ... تخبي من قدامي... ولف ع ابنها مؤيد يلي مناه يقص لسان أمو... وهو عم يسمع كلام عمو جاسر المش وقتو هلأ من شان طوالة لسان أمو المالها داعي: والله ما حدا هيحمل هالمشكلة غيرنا احنا التلاتة و~
إلا بمقاطعة سامي: وأنـ~
اخرسو جاسر فورًا: انخرس وكمّل كلامو مقرب من جاثم بانفعال وهو عم يشد ع قبة بلوزة بجامتو النوم: فيعني إنتا رح تحملها معاي وحتى لو فكرت تتبرا ما حد رح يقبل بتبرأتك هلأ لإنو وينك من قبل ما كنت برا الموضوع ولما صار الجد وشفت الموت قبالك قررت تنسحب وهون يا طويل العمر ليش خليكم لقم سهلة وصائغة في تمامهم سلامة خيرك وروحك جرعة زايدة... مادة سامة ولا خنق حتى الموت وبتروحوا فطيسة... فكرمال هيك ما توجعوا راسي وخلوني ألعب براحتي وبساحتي أما إنتا شو بقول بتنفذو بالحرف الواحد...
هون مؤيد كان رح يشتم لإنهم أصلاً من أول ما كبروا وهما بس بنفذوا شو بطلب... ولا هادا شكلو ولا شي من يلي جاي... وبهاللحظة هادي بالذات شو كره جدو يلي مات وأبوه المالو شخصية وعمو كنان يلي بالمستشفى وما حد داري عنو شي وحتى عمو عثمان العرب يلي تخلى عنهم...
وشو كرهو هو وأمو لأهلو هيكون مقارنة جنب كره نسوان الخيّال لإلهم خاصة بعد ما صحوا ع وجه الفجر ع خبر مرعب من نداء يلي ما حدا فاهم من وين وصلها الخبر رغم خطوطهم وخطوط الخدامات ونت البيت المقطوع عندهم وعند بيت أبو عبد العزيز وبيت أبو جابر مفكرين في عمود واقع أو في مشكلة بالخطوط من الشركة نفسها مش مفكرين إنو من رجالهم يلي خافوا من البلبلة يلي هتصير إذا سمعوا أي شي مالو آخر ويصير قيل وقال ووين هادا يصير عند رجال الخيّال يلي ما بحبوا نسوانهم يطلعوا بهيك وجه... فتطمنوا ع حريمهم يلي ما رح يصلهم أي خبر من برا بهالحركة هاي لكن سبحان الله أم جنرال الوحيدة يلي وصلها الخبر بطريقة ما... ما حد فيهم فكر فيها لإنو الخبر يلي جابتو بخصوص المستشفى مش منطقي فعلقت بس تذكرت القنوات الاخبارية ع التلفزيون يلي من سنين ما بشغلوه ببيوتهم ناطقة بحرة من ثقتها من خبرها وبث القنوات عنو: تعالوا شوفوا!
وشغلت التلفزيون مفكرتو هيفتح ع قناة الاخبار يلي الجد ما بدير عنها واضطرت تدور عليها وهي عم تسمع تأفأف وفاء: فايقة ورايقة لتصدق هيك خــ~
إلا بصوت المذيع مقاطع حسها من تحت القناع الحاطو خوف التسمم من الغاز المنتشر من ورا الانانيب الغاز والمواد القابلة للاشتعال يلي انفجرت مع يلي صار وأجأجت الوضع: مستشفى الخيّال كما ترى الآن زميلي سائد 
فنطقت سهر وهي عم تبكي بس شافت أبوها حاطط مانع الغاز ع أنفو: هي أبوي لحقوا... 
كلهم تجمعوا قبال الشاشة بدهم يشوفوا شو بدو يصير من بنات الجد لحتى حفيداتو وحفيدو جنرال يلي صحي بدو ياكل... إلا باغماء كوثر بس سمعت المذيع عم يعدد الاقسام المتضررة في الانفجار يلي حصل: من بينهم قسم الاعصاب وقسم العناية الحرجة... فبسرعة لفوا عليها وهما عم ينادوا ع علا تجبلهم مي... وهون جوري صفنت فيهم عاجزة تعمل شي في حين أريام شكت بشي بخص عمها فما قدرت تصرخ ولا تبكي ففقدت السيطرة مأشرة ع التلفزيون وهي عم تنطق من بين فكها التقيل: ماما معقول عمو مات... ماما... وصرخت ع فجأة طالبة منهم: خــدونـي عــنـد عـمـي... وتكرر بطلبها... 
خــدونـي عــنـد عـمـي!
خــدونـي عــنـد عـمـي!
سهر هون بالقوة لتركت كوثر مع الخدامات وأمينة كرمال تهديها وتهون عليها... وين تفقد بنتها بعد أخوها هي مستعدة تفنى عمرها كرمالها بس مش مستعدة تشوفها تفنى قبلها... فبكت ع حالهم عاجزة تهدي حالها ولا اختها وفاء يلي بسرعة تحركت وهي عم تقلهم: يلي بدها تروح معاي تجهز حالها.... 
الكارثة وين بدها تطلع ورجال الحراسة معهم أمر ما يدخلوا ولا يطلعوا حد من نسوانهم ولا من معارفهم.... وغير هيك مين بدو يسترجي منهم يتمرد ع كلام رجالهم غير وفاء فتحركت أمينة محلفتها أيْمان: يا وفاء احلفك بالله تهدي والله رجالنا مش حمل عنادك هلأ... 
وفاء طالعتها بعند ممزوج بكبر يعني مين هي تستهين فيها وتطلب منها تهدا... فتجاوزتها مكملة لبرا ويا شماتة الأعداء بس انردت خايبة من رجال الحراسة المقفلين الباب وتاركينها تحاكي حالها وشو لحظتها دعت ع عيلة دهب واللي بقرب عيلة دهب... وقعدت تبكي بعجز من الوضع يلي حطوا فيه رجالهم اللاهين عن صلاة الفجر من انشغالهم بنشل الجثث المحروقة ومتفحمة من النار... وبين يلي محروقة ومش متفحمة كفاية.... ورغم المناظر يلي عم يشوفوها مسكوا دموعهم يلي مرات غصب عنهم تخونهم وهما ينشلوا الأطفال الخدج... وهالشعور كان ولا شي جنب شعور ابن الخيّال يلي كان عم يساعد الرجال ليرفعوا شب من بين الحجار الكبيرة وما لحقوا يرفعوه إلا تقشعر بدنو بس لمح وجه عمو ولا إراديّا حس عندو طاقات بتهد الجبال فصار يدفع بالجثث بدو يضم عمو لو شو ما كانت حالتو وهو مش مصدق شكلو... وبكى بحرقة.... بكى بقهر... وشد عليه وهو متمني يحطو جواة قلبو ويحفظو بصحتو وجمالو وهيبتو ومحبتو... ليه الناس العزيزين عليه هيك بروحوا بطريقة ما بتخليه يغفل عنهم ويكونوا متل غيرهم... وشو تمنى وقتها ينزل في ساحة دهب وما يخلي فيهم روح وحدة عايشة بس وين يا حسرة الحياة والحقيقة ومخافة الله بتمنع جنونو وتجاوزو للخطوط الحمرا فرفع راسو بس لمح جدو كيف انهار بس لمح ابنو بين إيديه وبعّد عبد العزيز عنو بدو يضمو... 
بدو يشبع منو قبل ما يغسلوه ويدفنوه إن شاء الله لو قطع ولا شبه جسم ولا جسم كامل إلا يدفنو ع السنة... وياخدلو بحقو...
وشو كان حال الجد مش مختلف عن حال أرسلان وابنو جواد يلي حاسس بصدمة دمار المستشفى وموت أخوه وشكلو ولا عن حال كنعان يلي مش قادر يتحمل ومناه يطلّع روح دهب حتى مع بنتهم الحامل بابنو... ومنادي ع جابر من بين دموعو: جابر يا أخوي رد علي... لك رد!!!
بس وين يرد وهو حالو حال يلي تضرروا من يلي صار مفارقين هالحياة... فقرب عاصي منو محاول يهون عليه وهو مناه هلأ يبعت رجالو ما يخلوا شي سليم لعيلة دهب قبل ما ياخدوا تارهم منو بس كيف والأمور ما بتنحل هيك... إذا حالهم هيك وهما ما اجوا من صلبو متل ابنو جبر يلي انفجر بكى وحرقة ع أبوه...
وشو حالهم ما بشبه بأي حال من الأحوال بحال جميل وبدران وزيدان يلي مش قادرين يقربوا من الصدمة...
لحظات وساعات وليالي وأيام عسيرة مليانة دموع... قهر... غصة... حرمان... غياب... شوق... رحيل... كلام... مواساة.. دموع... آهات... قلق... صدمة... جنون... تخبط... ضحك باهت... كبت غيظ... 
مشاعر بمر فيها كل انسان بيفقد كل عزيز ع قلبو... بس شو الحال هالانسان هيكون لما يفقد حد غالي ع قلبو وعليه الأخد بحقو وبحق كل ضحايا انفجار المستشفى وفوق كل هادا عليه يتّبع تحقيقات الحدث الشنيع يلي صار بالمستشفى... وكأنو حملو ووجعو ما بكفيه... وسبحان الله لما كانوا يقولوا كترة الضربات والضغوطات المتلاحقة مرات بتقوي بدل ما تقتل... وهادا بالزبط يلي صار مع رجال الخيّال يلي اشتد عودهم وكظموا غيظهم ومسكوا لسانهم لينطقوا بكلمة وحدة إلها دخل برد حقهم من عيلة دهب قدام الناس بالعزا... وفوق تحفظهم وكتم غيظهم كانوا طوعًا وكرهاً يتناوبوا وما يناموا كرمال يزوروا كل حدا فقد عزيز وغالي عليه في هالحدث الباطل يلي الناس بدها تعرف شو وراه غير إنو توقع صارت نتيجة عطل بالكهربا والمباحث عم تاخد إجراءاتها في هادا الموضوع كرمال كل شخص ياخد حقو واللي عليه المسؤولية يحملها... لإنو الهزيمة لازم شخص واحد يحملها... فمين هيكون الضحية الوحيدة للتهمة هادي رب العالمين وحدو عالم فيها قبل ما تصلها الاجراءات الحكومية يلي بتختلف عن إجراءات عيلة الخيّال المتحفظين فيها ورافضين يردوا لو بحرف واحد ع كبار البلد لإنهم بدهم يعطوا القصة وقتها كرمال يطلعوا بجواب شافي وبعدها يشنوا هجومهم الكاسح ع عيلة دهب يلي حالتهم ما جد عليها شي جديد لكن وصلهم بلاغ من كبار البلد... كبير الخيّال قال بآخر ليلة من الاسبوع التالت رح تعرفوا شو ردوا... فضحك جاسر مستهين فيهم وفي كبيرهم وبكل حدا بدافع عنهم واخد الموضوع بعباطة من تخطيطاتو المدمرة لإلهم وكأنو يلي سواه ما كان مدمر كفاية بالنسبة لإلو معهم بحقو... ومن الطبيعي يفكر هيك من تروي عيلة الخيّال معو... من هدوءهم وتكتمهم معو... 
لا سائل بحال بنتو يلي ساترها ابنهم يلي ما صدق هالتلات أيام الضاغطة لتنتهي كرمال بس ينام منيح ويلاقيلو وقت ليزور بنت قلبو يلي ما لمحها ولا حتى سمع صوتها لو مرة من ورا انشغالو بمواساة الناس ووقوفو بالعزا جنب جبر وجدو وعمامو بدون ما يبخل عليهم بشي لدرجة نسي النوم وإن نام ممكن ينام مع عاصي وكنعان رفيقين دربو لتعزية الناس لما يبدلوا في السواقة.... 
فدام هلأ انتهى العزا فيه ينام ع سريرو متل الخلق... فكمّل لبيت أبوه بعد ما روحت الناس تارك جمعة العيلة المالو خلقها من تقل الحكي ع لسانو ومن انتفاخ رجليه من كتر الوقفة والسياقة واهمالو للأكل يلي ما دخل تمو من الصبح من نفسو المسدودة والمقضيها ع المي والقهوة... فعبر بيت أهلو لامح أمو يلي ما حكاها طول هالتلات أيام غير (بدكم شي) (كل شي تمام عندكم) ويسكر بدون ما يقلها دعيلنا يا حجة ولا ديري بالك ع حالك... ما في وقت يفكر يقلها هيك حكي أصلًا من كترة الشغل والمهام يلي عليه.... فقرب منها ودهش مكانو بس شاف أختو جوري نايمة ع رجلها... فرق قلبو ع اختو يلي ما كلمها من رفضها لتحاكيه ولا لتحاكي غيرو من لما وصلهم خبر موت عمها ومقفلة الباب ع حالها رافضة تحاكي حد فهو تركها ع راحتها لإنو مش حملها هلأ مع الضغط يلي عليه... فقرب منهم وهو عم يأشر لأمو ما تفتح تمها وبايسها ع راسها قبل ما يقلها: الله يقوينا يا يما... وقرب من جوري محاكيها وهو عم يمسح ع راسها: شو يابا بدك تضلك نايمة هون ولا بدك احملك لفوق..
جوري ردت عليه وهي عم تمسك دموعها: ما بدي شي وبكت بحرقة... عبد العزيز ما قدر يشوف دموعها فسحبها من حضن أمو لحضنو وهو عم يقعد ع الأرض مهون عليها: هادي هي حالة الدنيا... كلنا إلها ما حد بدوم إلا وجه الحي القيوم... 
جوري ردت بحرقة: هو مات مالو دخل بشي وأنا مالي دخل انحرم واتوجع هيك ع موتو... وبعدت عن صدرو مطالعتو: ولا حتى إلي اكره حدا أنا حبيتو منهم... 
عبد العزيز فهم قصدها ع مرتو يلي هي منهم فتنهد مخبرها: سيبي المشاعر لرب العالمين والوقت... ما في حد بغير يلي بالقلوب إلا رب العالمين... فاتركي مقتو لوقتو وترحمي ع عمك وما تسخطي ع اللي عم بصير دامك بتآمني بالقدر خيرو وشرو... ولازم تقوي حالك من شان جدي ومرتعمي كوثر يلي الله يصبرها... بعدين ما بدنا نتعب أمل الحلوة سمعت بعتيها هدول الأيام... 
جوري لا إراديّا تبسمت بمرار رادة غصب: ما بدي تجيب نسخة مني... بدي كون أنا الأصل وما في مني تقليد...
عبد العزيز شدها من شعرها بمزح: منك ومن تفكيرك بعيد المدى... بس ما تقلقي لو في تقليد بضل النخب للأصل بعدين هيك بتتكلمي عن بنت ولا ابن عمتك يبقى شو حال ابني..
جوري بعدت عنو معترضة ع كلامو وهي عم تمسح دموعها: لو سمحت عدل كلامك قول هي مش هو وما تخرب الجهاز يلي اشتغلت فيه مع امي وعماتي بحجة إنو لعمتو أمل لإنو فهمك كفاية ليش...
عبد العزيز هون انفجر ضحك مشتاق لشوفة بطن جودي قبل جودي نفسها... فرد عليها وهو عم يرفع راسو ع أمو الساكتة إلا لمحها عم تطالعهم وعم تبتسم بسرها فنطق محاكيها: وانتي يما مش ناوية تكملي جهاز ابني...
أمينة ردت داعمة جوري يلي كانت بدها تقاطعو ع كلمة ولد: احنا بدنا بنت بلاش تزّعل مرتك والبنت يلي قبالك... وأشرتلها بعيونها تطلع فوق ع غرفتها لإنها بدها تتكلم مع عبد العزيز بخصوص مرتو... فهي فهمت لحالها وخوف ما تنحرج بعدت عنهم معلقة: انا بدي روح وانتا فاهم ليش...
عبد العزيز ضحك هون غصب من حبو لصراحة أبو إصبع: ماشي يا أبو بتفهم...
جوري ردت بحرقة: وريتني ما بفهم... بدي كون تيسة...وطلعت الدرج غصب تاركة عبد العزيز يضحك عليها وبس ضمن إنها اختفت من قدامو لف ع أمو: أه يا أم عبد العزيز ادخلي ع الزبدة من الآخر... 
أم عبد العزيز تنهدت قبل ما تقلو: آه يا ابني والله ما بنام من تفكيري بحال مرتك عنا شو هيكون وما استرجيت افتح تمي بحرف خوف ما الدنيا تولع مع وجعنا ع الغالي جابر...
عبد العزيز علق بكل صراحة: حالها نفس حالها... فما توجعي راسك يما فينا وديري بالك ع صحتك وما تفكري بشي قبل أوانو وتقلقي حالك... واستسمحيني بدي اطلع انام بدك شي مني يا غالية...
أم عبد العزيز ردت عليه وهي عم تتكتف: لا يما ما بدي شي غير سلامتك تسهل يما الله يدلك ع فعل الخير وين ما كان...
عبد العزيز تبسم في وجهها فاهم قصدها وقرب منها ماسح ع حجابها اللابستو وبايسها ع راسها وهو عم يقلها: الله يحفظلنا إياكي يما... وتصبحي على خير...
ردت عليه وهو عم يبعد عنها ناحية الدرج: وإنتا من أهل الخير...
فتنهد ع حالهم بوجع مكمّل ع جناحو وهو شو متمني يلاقي بنت قلبو فيه وشو هالتمني تحول لشوق كبير لإلها لريحتها ولصوتها ولبلادتها ولعنادتها ولبنتها يلي عم تكبر جواتها... فعبر من الباب غصب طابق الباب وراه ومتحرك بدون ما يضوي أي ضو لعند السرير وهو عم يحاول ينفي رغبتو ليروح عندها كرمال ما يفتّح عيون عماتو عليها... فرمى حالو عليه ولا إراديًا مد إيدو مدور عليها ليضمها ولا ليسحبها لصدرو... فتكتف شالح يلي برجلو ومسلم حالو للنوم وهو مناه يضمها ويحط إيدو ع بطنها الكبران... فحاول يكبت رغبتو ليكون عندها وهو عم يتقلب شمال يمين ع السرير من عجزو لينام رغم تعبو... وما لقى حالو غير غافي مع شدو ع اعصابو وتقلبو بالسرير إلا ع اتصال عاصي يلي رن عليه ع فجأة فرد مجاوبو بحرة: خير لسا ما لحقت!
عاصي رد عليه وهو عم يطالع ابنو المقعدو بحضنو: بس انطم وتعال اودعك أنا وابني الكيكة ع قولة أختك...
عبد العزيز تنهد منو ومن ازعاجو مجاوبو: ماشي... فسكر منو لابس 
الكندرة الجلد يلي شلحها وطلع من جناحو لعيون ابنو ليشوفو قبل ما يروّح... إلا لمح ضو الصالون مطفي ففهم أمو يا طلعت تنام أو كملت لبيت جدو فكمّل لعند الباب طالع من القصر وشو فرح بس لمح جنرال وحس حنيتو تضاعفت لمرتو ولبنتو ولا لابنو يلي عم يكبر جواتها لمجرد ما شاف ضحكتو الحلوة فقرب من سيارة عاصي مطالعو: شو ما بتعرف تروح بدون ما تشوف رقعة وجهي.. لازم تختم بشوفتي يعني...
عاصي رد عليه وهو مبين عليه الهم من كترة التفكير والجهد يلي بذلو معاه: عن لسانك بس... بعدين يا الحبيب كنت رفيق دربي ليلتين وتلات تيام ما بدك شوفك الليلة التالتة كمان الله أكبر... الحق علي لإني خليت ابني الحلو يودعك... 
عبد العزيز طالع ابنو جنرال القاعد بحضنو محاكيه: يسعدلي قلبك...
عاصي معقول يشوفو مبسوط وما يسم بدنو عشان يبتسم هو: شو شايفك متخلي عن حضن المدام!
عبد العزيز رفع دقنو جاحرو: أبو جنرال خلي الليلة تمضي علينا صحاب واحباب... بعدين وينها عمتي عنك؟
عاصي انسم بدنو عند ذكر سيرتها بس حاول يكبت حقيقة مشاعرو قدامو مجاوبو: قلت بروح جيبها بس بعد ما سلم وكب بلايي عليك... المهم ما تنسى بكرا لازم نلتقي عشان نشوف بعض السجلات... 
عبد العزيز تنهد ع تقيل رادد عليه وهو حاسس في حد جاي لعندهم فلف وجهو مفقد إلا شاف أرسلان وعمو كنعان فرد وجهو لعاصي: ماشي... ورد لف مطالع أرسلان مكلمو: شو يا ابن العم...
أرسلان طالعهم وهو حاسس حالو كبران بعمرو من حزنو ع موت عمو وزمايلو بالشغل ومن استياؤو ع اللي صار بمكان شغلو ومصدر رزقو الوحيد يلي توقف حتى اشعارًا آخر لحد ما يسيطروا ع الوضع ويعيدوا بناء يلي انهار بعد ما ينتهوا من اكتشاف سبب الحريق والانفجار ويضمنوا المنطقة ما عادت فيها غازات سامة منشورة بالجو وينهوا القصة بتحميلها إما لإدارة المستشفى أو لحد تاني مجهول الهوية لحد اللحظة هاي دامهم ضامنين عدم تسكير المستشفى: وين متحرك إنتا وإياه الليلة في سهرة... 
عاصي يا فرحة قلبو هادا الحكي الصح... هادا المكان يلي لازم يروح عليه بعد التعب يلي تعبو... لإنو مش قادر يتحمل فكرة يروح ع بيتو الكئيب والبارد مع مرتو يلي ما بتحب تسمع صوتو ولا حتى تلمحو بالبيت... فنطق بصوت مرتاح: قول وين وأنا حاضر... 
عبد العزيز ضحك عليه بس شاف عيونو وفتح الباب عليه معلق: هات ابنك وروح جدد شبابك... 
كنعان طالعو وهو عم يقرصو: بطلنا نعجبك يا قلب جودي.... 
عاصي هون هز اكتاف: وشهد شاهد من أهلو... شفت مش بس أنا يلي مستغرب نومك هون... بعدين هادا من يوم ما تزوج ساقها جد علينا وكأنو ما حد تزوج غيرو... 
عبد العزيز طالعهم بعيونو الضيقة ونطق محاكي أرسلان خص نص من بينهم: وإنتا أرسلان حابب تعلق وتكمّل علي... ذامين ذامين....
أرسلان بلع ريقو رادد بجدية: بيني وبينك عندك مرا وباقي عنا شو بدك تعطي عماتك عين ياكلوها.. أهلها هنخلص عليهم هنخلص عليهم بإذن الله... بس يعني بلاش تقوي عينهم عليها ولف وجهو لعاصي وعمو كنعان موجهلهم الكلام... وخاصة مرتك يا عاصي وأختك وفاء يا عم...
كنعان تكتف هازز دقنو: والله سكت دهرًا ونطق دهبًا مش كفرًا وين باقي عنا... اسكت يا أرسلان لا تخليني افتح تمي واخسر هيبتي...
عبد العزيز هون عيونو لمعوا من اعجابو الكبير بتفكير أرسلان يعني هو بهمو رضا عماتو بس جودي مرتو بالنهاية وأم ابنو يلي جاي بالطريق فهو لازم يعدل وينصف... تلات تيام ما شافها ولا سمع صوتها وفوق هيك كان إذا محتاج شي من البيت يبعت حد يجيبلو إياه بعد ما يوصي الست سمية عليه لعيون عماتو وأهلو... بس بالنهاية يلي حرم حالو من شوفتها طوعًا وكرهًا هي مسؤولة منو من عدة جوانب شاءوا ولا أبوا عماتو يفهموا...فتنهد برضى من الكلام يلي سمعو من أرسلان وعمو كنعان رادد بكل صدق: والله أرسلان كلامك اجى ع الوجع... 
أرسلان مد إيديه ضاحك لجنرال وهو عم يقلو: تعال لعند عمو الحلو... ولف ع عاصي وهو عم يدوب من طراوة ابنو وجمالو مخبرو: عاصي ابنك عامل دعاية وإعلان للخلفة... بس احملو بصير قول وين ابني عني...
عاصي رفع كتافو بثقة: المنيح يلي فلحت بشي منيح بهالحياة وجبت شي مشجع للزواج والانجاب...
عبد العزيز حب يقصفو متل ما بعمل فيه دايمًا: عاصي قال ابنك مش إنتا... إنتا يلي بشوفك بقول ضلني عزابي أحسن لإنو مبين عليك حر طليق صايع ضايع ديار ولافف المنطقة شبر شبر وعامللي شلل.... 
عاصي لف جاحرو إلا برد كنعان الصريح: بدك تلومو أنا من إيدي هاي إذا مبسوط مع عمتك..
آرسلان انضغط منهم: انتا وإياه وإياه قلنا سهرة مش افتح قلبك ووجع راسي بكفيني يلي فيي وربي... فجحروه تلاتتهم فكمّل ضاحك عليهم ناطق الكلام الكاتمو بصدرو.... والله إذا مش متريح مع عمتي بجيبلك بنت بتسر البال والخاطر بتهنيك بحياتك وخلي قلب عمتي ينحرق وتصير تقول مكان ما بتكون فيه روحة زوجي ها لسا مش وين هو بكون موجود... ما بكون فيه...
هون كلهم انفجروا ضحك ع كلام أرسلان... وضرب كنعان ع ضهرو: عندو كيد قاهر بالنسوان... 
عاصي طالعو بمزح معلق: ابن جواد وينها هادي البنت يلي عم تحكي عنها... دلني عليها الله يسلمك خليني أقهر قلب عمتك... 
أرسلان رد بثقة: ليش تروح لوجعة الراس من أولها هو الشرع ما حرم بس يعني لسا... بس مش هون... بتجيني حضرتك بموعد لأنو بدي هلأ أنا اقعد معكم وأعرض عليكم قصة لازم تحلوها معاي... 
عبد العزيز هون اشتد عودو لإنو هون هو بحب يكون حل المشاكل ومسح ع دقنو ناطق: وين القعدة رح تكون... 
أرسلان رد: في الديوان الرجال عم يستنى فينا لحالو هناك...
عاصي هون لف لعبد العزيز مخبرو: شفت مش بس طلعت انا هيك في هادا الأخ كمان...
كنعان طالعهم تلاتتهم مأشر عليهم: انتو معروفين من إنتو وصغار في هالشي المشاكل دوارة بتدوروا عليها بس هادا الأزعر شكلو ع كبر انحرف ودخل دخلتكم... 
أرسلان حنى راسو بفخر: شهادة افتخر فيها... المهم يلا بلاش نتأخر ع الرجال... وطالع عاصي متابع بكلامو... كيف بدكم نرجع للديوان مشي... أنا بقول خلونا نطلع بسيارة عاصي... 
فأشر عاصي براسو يعني يلا... فبسرعة طلعوا معاه ومع الأزعر الهادي جنرال ابنو وحرك عاصي السيارة فيهم لحد الديوان مكان ما الرجال عم يستناهم وصفها قبال الديوان نازلين من السيارة ومكملين لعند الرجال كرمال يعرفوا شو مشكلتو وهما مش منتبهين ع عيون بدران المراقبتهم بتربص وهما راجعين للديوان من فضولو ليعرف شو في عندهم بالديوان مع الرجال يلي ما عمرو شافو... فسرها بينو وبين نفسو رافض يلفت انتباه جميل وزيدان باللي شافو وحاسس فيه... فاستنى شوي مأخر ترويحتو لحد ما تخلص قعدتهم بس القعدة طالت... فقرر يسحب حالو مع مرتو الغل ساكنها ومع بناتو الباردات يلي مالهم دخل بالعزا.. فنطق مستئذن من الجد: أنا يا عم استسمحني بدي اتسهل ع بيتي... 
فنطق الجد شامخ وهو عم يطالع ببعيد بنهاية رجال الخيّال: تسهل يا ابني... 
فنطق زيدان كرمال يروّح معو لإنو مالو داعي يبقى هون بدونو: واحنا كمان يا عم لازم نرجع لبيتنا خلينا نستئذن منك... 
الجد هز راسو مطالعهم: إذنكم معكم دربكم خضرا ان شاء لله في أمان الله...
فسلموا عليه هما ونسوانهم وبناتهم طالعين من البيت تاركينو مع جميل يلي انسحب وراهم مسكر باب البيت وراه تارك أبوه يتنهد لإنو بقي لحالو بالصالون بعد ما تسهلوا رجال بناتو... فمسح ع إيديه وهو عم يفكر يحط حد لبناتو وتصرفاتهم البايخة شو هالعزا يلي تاركينو ع بنتو سهر ومرت ابنو امينة وبنات الدبش يلي بكونوا خوات كوثر يلي وضعها منهار... صبرهم عليه إلا يداويهم إذا رجالهم تاركينهم ع حال شعرهم هو ما بقبل بهيك شي... أكلوا وجهو ع كبر... قال الواحد بكبر وبعقل إلا بناتو خرفوا... فاستغفر ربو بدو يقوم يشوف بنتو أمل أكيد ما حد فكر يتفقدها قبل ما يروح... لكنو حس ما فيه يقوم من التعب يلي تعبو بهالتلات تيام... فمدد حالو ع الكنبة الطويلة جنبو وسلم حالو للنوم بدون تفكير ولا هز... وشو هالشكل أثر في جواد ابنو يلي كان عم يصلي تهجد ويدعي لأخوه بالرحمة وطلع يفقد البيت كعادتو إذا في ضو حد ناسيه ولا أكل مكشوف فعبر الصالون بدو يطفي ضوو إلا دهش بس لمح أبوه نايم هيك فبسرعة راح يدورلو ع غطا ومخدة ينام عليهم كرمال يرتاح بنومتو عُمُر تعب عليهم عشان بالآخر ع كبرو ما حد يسأل فيه... الله يسامحكم يا خواتي... مش منتبهين عليه... وتحرك لغرفتو القديمة لينام فيها من خوفو ع أبوه ومن قهرتو ليبقى لحالو بشقتو ياكل حالو ع تعب سنينو يلي راح هباء منثورا... 
قال درس الطب من شان ينقذ أهلو لصار فيهم شي لا قدر الله وتأخر الاسعاف عليهم ولا كان طريق المستشفى بعيد عنهم... من حرصو تما يصير فيهم متل ما صار مع عم عاصي وفيق يلي مات بعز شبابو لإنو ما حدا عرف كيف يوقف النزيف ولا  حتى يسعفو اسعاف بسيط من الرصاصة يلي اجتو من رجال دهب من لما كان بعمر خمس سنين... 
صحيح هو كان صغير لحظتها البعض ممكن يقول بنسى لكنو هو ابدًا ما نسي هالموقف يلي خلاه يصير بدي يكون دكتور حاضر لكلشي... فدرس الطب وكبر حلمو لينقذ كل الناس... وسعى بتنفيذ حلمو بتأسيس مستشفى بسيط بمساعدة من أبوه وجدو والمعارف وجمع دعم من هون وهناك وغير التسهيلات والدعم يلي من الحكومة... تبالآخر يصير فيه هيك وفوقو أخوه يموت فيه... شو هالفاجعة... شو هالحرقة القلب... فبكى غصب من قهرو ع أخوه يلي ما مات من رصاص دهب إلا مات بالمستشفى يلي أسسو هو... وشو كره المستشفى يلي تعب عليه لإنو بمشيئة الله حرمو (المستشفى) زمايلو وأخوه المقرب لقلبو... فتنهد مستغفر ربو ع سخطو وسألو المغفرة والثبات ع هالبلا التقيل عليه... وع قلب مرت أخوه كوثر يلي صار بيتها رعبها لإنو وين مكان زوجها شاركها في لحظات فيه... فما قدرت تبات فيه الليلة لحالها من بعد ما روحت سهر وخواتها وبنات عمها من عندها فسحبت تليفونها متصلة ع أم العزيز وطالبة منها بس ردت عليها فورًا: أمينة طلبتك تيجي تبيتي عندي...
فردت عليها أمينة بتآخي: تكرمي دقايق وبكون عندك... وسكرت الخط منها طالعة من غرفتها وهي مكافحة تعبها كرمال أم جبر يلي كانت لها نعم الصاحب والسلفة.... ومشيت لعندها وهي عم تدعي ربها يقويها لتصل بيتها إلا بصوت زمور سيارة عبد العزيز يلي ترك الشلة لحالهم بس لمح أمو من شباك الديوان عم تمشي لبيت مرتعمو كوثر وركض ركب سيارتو الكان تاركها من قبل ما يروّح لبيت أهلو متحرك لعند أمو يلي توقفت مكانها متبسمة بوجهو لإنو الله بعتلها إياه نشلة وبسرعة وقف السيارة جنبها محاكيها بمزح: ع وين يا حجة بانصاص الليالي رايحة؟ 
أم عبد العزيز ردت عليه بتقل مازحة معو: والله بدي روح ع آخر محل بالحارة إذا بتتفضل علينا بدي اشتري حليب للولاد الصغار يلي عندي من شان يناموا بكير... 
انفجر عبد العزيز ع رد أمو القاصف لإلو: ههههههههه حاضر يما إنتي شو ما تقولي ع راسي من فوق... ووقف السيارة قبال بيت مرتعمو مخبرها: سلميلي عليها يما... 
أمو ردت عليه وهي عم تنزل من السيارة: تمام المرة الجاي خلي سيارتك أعلى من هيك... 
عبد العزيز تنهد لإنو سهي ينزل ليساعد أمو السدت الباب وراها.... لتنزل من الجيب العالي.... ونطق مخبرها وهو عم يفتح شباكو كرمال تسمعو: من عيوني شو ما بدك أنا حاضر... 
أمو ردت عليه وهي عم تمشي لعند الباب: ما بدي شي غير تكون مرتاح... ودقت الباب ع أم جبر يلي فتحتلها وهي عم تستقبلها بأحلى ابتسامة رغم الحزن الباين بعيونها ووجهها... فردتلها الابتسامة وهي عم تكمل معها للصالون ليتكلموا شوي لحد ما يناموا لكن النوم جافاهم والحكي جر الحكي متذكرين أيام زمان ومواقفهم الحلوة وكيف الزمن جمعهم أرامل... إلا بنزول جبر لعندهم معلق: كنكم نستوني من حظي من القهوة... 
فبسرعة أمينة قامت بدها تجبلو كاسة لكنو نطق مانعها: أنا هلأ بجيبلي ~
إلا بصوت البرق الممزوج مع المطر قاطع كلامو... 
فنطقت كوثر وهي عم تقوم: جبر يما بسرعة روح سكر الشبابيك حرام نصحي الخدامة بعد كل التعب يلي تعبتو من شان تفقد الشبابيك مفتوحة ولا مسكرة... 
جبر رد عليها وهو يهرول ناحية الغرف: حاضر يما... واختفى من قدام عيونهم بالوقت القامت فيه كوثر تشغل صوبة الحطب المصممة جواة الحيط باللحظة يلي ام عبد العزيز راحت فيها تجيب فنجان لجبر إلا شافت الشلة يلي كانت بالديوان عم يطلعوا مودعين رجال غريب عليهم... فبسرعة تحركت بس سمعت صوت جبر: يما تطمني الشبابيك كلها مسكرة... بعدي أنا بشغلها... لسا البرد يما ما بلش ومن هلأ صوبة... 
إلا وصلها صوت كوثر الضربت ابنها ع كتفو بنهر ممازح: جاي تعلمني ع الحياة... شغل بدون صوت... 
فبسرعة حركت حالها رادة لمكانها كرمال تصب القهوة بفنجان جبر متونسين بذكريات أيام زمان بجوهم الدافي يلي ما بتقارن بجو الشلة يلي تفرقت تحت زخات المطر بعد ما الرجال الكانوا قاعدين معو تسهل فبسرعة خوف ما يبتلوا بالمي عاصي ركّب معاه كنعان وأرسلان يلي علق ع الجو وهو عم يطبق باب السيارة وراه: سبحان الله رغم إنو عم تشتي زخ ولله الحمد إلا إنو الجو فيه دفى...
فرد عاصي ع كلامو بمزح وهو عم يلمح عبد العزيز الواقف جنب سيارتو بدون ما يركب فيها من حبو ليتبلبل شوية بمية الشتى من ايمانو بقيمتها الروحية: يسلملي شاعريتك هلأ... ووقف السيارة قبال باب بيت الجد كرمال ينزلو بسرعة بدون ما يتغرقوا بمية الشتى إلا بتعليق كنعان الكان قاعد جنبو: مش قد شاعريتك بتوصليك لإلنا لعند الباب...
ونزل السيارة مخلي أرسلان ينفجر من الضحك وهو عم يرفع إصبعو السبابة والدباغة ومنزل باقي اصابعو ع شكل سلاح بمعنى طخك بردو... وبسرعة كمّلوا لجوا البيت تاركين عاصي يضحك عليهم لإنو حالهم عجيب واحد بحاول يسعد نفسو بأي طريقة والتاني بحب يفسد سعادة يلي قبالو بأي طريقة بدون ما يحس... ورفع إيدو مودع عبد العزيز يلي ركب سيارتو مودعو بهزة راسو وسفح بعدها مع ابنو يلي غفي ع إيدو وهو قاعد بالديوان للبيت وهو مو سائل بمرتو نايمة ولا قاعدة... ماكلة ولا شاربة... المهم ابنو معاه ويعطيه العافية... فشو حالو ما بشبه ولا شعرة بحالة عبد العزيز يلي حرك سيارتو مسرع لعند مرتو بنت دهب يلي هتنجن من زوجها يلي مش سائل فيها.... تلات أيام ما ورجاها خلقتو ولا حتى سمّعها صوتو رغم إنهم في نفس البلد وبشمو من نفس الهوى والدنيا بعصر السرعة يعني بقدر بأي وقت يكون عندها...
بس حضرتو ليش يغلب حالو... بس شاطر يكلم الست سمية... شو قهرها بهالتصرف... بالله هي شو دورها هون رجل كرسي... طاولة مالها داعي... مكيف ع حالو باعتلها تبعت مساج طبيعي (المعالجة الطبيعية) من شان وجعها...
شكتلو هي بدها معالجة طبيعية... بدل ما يبعت هالمعالجة يجي هو والله أشطر منها وبخلي وجعها بالزيت يلي بقرأ عليه يطيب... جد إنو ما بفهم... قاهرها بقلة فهمو... وخوف ما تنجن منو ومن قهرها ما خلت شي ما سوتو دراسة درست لانفجرت وشغل اشتغلت بالكولاج والديكوباج ولف بالبيت ولفت... وأكل أكلت لملّت معدتها وتوجعت مع حموضتها وهو ما عندو علم... وشو فكرة إنو يكون مهملها خلتها يا تحتر من الخنقة يا تحتر من العصبية يا تحتر من وجع جنابها ولا من وجع رجليها.... ولا تحتر من شوفة الست سمية الشاطر بس يتواصل معها رغم إنها هي لا مرتو ولا حتى المسؤولة عنو فيبقى ليش بحاكيها هي بدل عنها... 
رح تنفجر وتفقع وتنجن لإنو عم يحسسها إنها مش مرتو... قال رفضت تطلب تحاكيه من شان تشوف إذا رح يحاكيها بس هي اليوم التالت خلص ودخلو ع اليوم الرابع وحضرتو مش سائل... فقامت تشغل حالها خوف ما تكسر الدنيا فوق راس الست سمية النايمة بالعسل... 
فسحبت رواية بدها تقرأها بس لا الروايات بتخليها تحن بزيادة فرمتها بعيد عنها وقامت تدور ع شي تعملو بالبيت وفجأة تذكرت في اشياء لفتتها في مخزن أم عبد العزيز الصغير واللي مليان تفاصيل انتيكة وما فيه مجال إلا للمشي فيه لكم خطوة من كتر مهو معبى اشياء ثمينة وحلوة فطالعت حواليها خوف ما الست سمية تخرّب الموال يلي ببالها وبخطوات سريعة كملت جنب غرفة المكتب ونزلت درجتين فاتحة الباب وهي عم تبتسم حاسة حالها متل ماري بالمسلسل الكرتوني الحديقة السرية... فضوّت الضو مفقدة فيه وهي مبسوطة ع ريحة العتيقة الخانقتها لحدًا ما مع صوت المطر... وطالعت حواليها مدورة ع الصندوق الملكي كرمال تشوف شو فيه لكن في صندوق تاني لفتها فبسرعة رفعت حالها ع رووس أصابعها ساحبة الصندوق بدون ما تفكر بحقلها ولا ما بحقلها من الفضول والمتعة يلي أكلت قلبها... وبهتت بس لمحتو مسكر بقفل المفتاح... فقربتو منها لتشم ريحتو وشو ريحتو الخانقة خنقتها ودروختها فجت بدها تسند حالها قبل ما توقع ع شي من التحف والاغراض المخزنة إلا الصندوق وقع منها وانكسر من الحفة وكاشفلها عن وراق جواتو... لكن ما همها شو فيه جواتو من التقل والدوخة والخنقة الحاسة فيهم فتمسكت في قطع الأثاث يلي وراها مساندة حالها لحد ما تخف الدوخة المفاجئة لإلها من ورا الريحة الكريهة فنادت ع الست سمية: ست سمية... ست سمية... ست سمية..
بس الست سمية من وين رح تسمعها إذا كانت نايمة ولا حتى قاعدة في غرفتها... فما لقت حالها غير قاعدة وهي حاسة حالها رح تنخنق من هالريحة... فبلعت ريقها مهوية ع حالها ومحاولة تركز وتشد ع حالها لتنشل روحها من هالمكان الخانق وما لحقت توقف إلا وهي شبه واقعة قريب الصندوق... فبكت بدها حد ينشلها من يلي هي فيه... بس ما فيه حد ينشلها وما لقت حالها غير مغمى عليها... وسبحان الله في نفس اللحظة الست سمية كانت حاسة في شي مش مطمن بالها عم بصير بالبيت فقامت تفقد الشبابيك إذا في منهم شي مفتوح وتطمن ع طالبتها المجدة معها وبهتت بس لمحت ضو المخزن عاكس من بعيد ومنور الحيطة من صفار الضو المضوي فبسرعة تحركت لعند المخزن كرمال تطفي ضوو وبهتت بس لمحت طالبتها الفارة عم تنادي عليها وهي مدروخة وعاجزة تنشل حالها من المكان الضيق العالقة فيه... 
فبسرعة قربت منها ضاربتها ع خدها بخفة كرمال تصحصح وهي عم تسألها: بنتي جودي مالك؟ جودي بنتي حاسة فيي... وبسرعة لفت تدور ع تليفونها... هو وقتو تليفونها ما يكون معها بروب النوم... فبسرعة طلعت ركض من عندها متحركة لغرفتها جايبة تليفونها مع زجاجة عطر وكمّلت ع المطبخ جايبة قنينة مي باردة وهي عم تتصل ع عبد العزيز يلي رد عليها فورًا لإنو عارف الست سمية ما رح تتصل عليه قريب الوحدة الصبح إلا لشي كايد أو مهم: أيوة ست سمية خير في شي متصلة علي بهيك وقت... 
الست سمية نزلت الدرج مقربة من جوري وهو عم ترشقها مي باردة: بنتي جودي لقيتها مغمى عليها في المخزن وعم تهمهم ومش سامعتني فاتصلت شوفك قريب منا ولا لأ دامك خبرتني ما سكر الباب لإنك جاي... وحولت كلامها لجودي... بنتي سامعتيني حاسة فيي... 
جودي حاسة فيها بس مش قادرة ترد عليها من لسانها التقيل وجسمها الاتقل... فاضطرت الست سمية ترشقها مية وهي عم تحط التليفون ع المايكروفون لتسمع ردو: خمس دقايق ورح كون عندكم... 
وجودي بس سمعت صوتو من هون بكت من كل قلبها من هون... وهو بس سمع صوت بكاها قلبو وجعو عليها وتمنى لو بامكانو يطير لعندها... فزاد سرعة سيارتو بس وصل الشارع المدخل لڤيلتو وسفح ضامن ما في حدا هيكون قدامو ولا جاي تقاطع لعندو وفورًا فتحولو الحراس الباب وصف سيارتو مشحط بصوت عالي ونزل منها طابق الباب بعجلة وقفل السيارة بالمفتاح يلي معاه وركض للبيت داقق الباب للست سمية تفتحلو إياه لإنها نست تفتح الباب من جوا رغم إنو وصاها من قبل... فبسرعة ركضت الست سمية تفتحلو الباب قبل ما يتبلبل بمية الشتا فنطق وهو عم يطالع حواليه مدور عليها: وينها هي لهلأ بالمخزن....
ردت عليه وهي عم تعجلو: آه...
وهو بس سمع ردها فورًا ركض لعندها وهو مش عارف شو بتهيألها تروح ع المخزن... وبس شاف حالها كيف استاء من وضعها وبأسرع ما عندو رفعها بين إيديه ناشلها من المخزن الخانق وطالع فيها للصالون سائل الست سمية يلي كانت عم تطفي ضواو المخزن وراهم كرمال تلحقهم لتتطمن عليها: ست سمية هي شو باقية تسوي بهيك وقت بالمخزن؟
الست سمية شو تقلو يعني... هي مسؤولة عنها كل لحظة... فجاوبتو بكل بساطة: والله ما عندي فكرة يا ابني!
عبد العزيز حرك راسو بتعجب منها وهو عم ينزلها ع الكنب طالب من الست سمية: ست سمية ما عليكي أمر افتحي الشباك هادي مبين عليها زي المخنوقة... 
الست سمية بسرعة نفذت طلبو بالوقت يلي هو قعد جنبها لاطمها ع خدها بشكل مستمر وهو عم يحاكي جودي: جودي سامعتيني ردي علي إذا سامعتيني... 
جودي سامعتو بس بدها وقت لترد تمام... فحاولت ترفع إيدها لتمسك فيه بس محاولتها باءت بالفشل لإنو هو مش حاسس فيها ولا منتبه عليها... فبكت منادية عليه وهي عم تحرك راسها شمال يمين من التقل الحاسة فيه فرد عليها: هيني جنبك يا عمري حاسة فيي... بدك اخدك ع المستشفى هلأ... 
جودي سمعت سيرة المستشفى بكت وصارت بدها تقوم رادة: لأ مستشفى... لإنها بدها تبقى معو... وبس حست براسها ع صدرو المبلل بقطرات بسيطة من مية الشتا ع جاكيتو طلبت منو بتقل: انشلني ع فوق... وغمضت عيونها ضايجة من مكانها هون هي بس بدها تكون بين إيديه وتاركة راسها ع صدرو... 
فأخد كلامها ع محمل الجد مخبر الست سمية: ست سمية يعطيكي العافية معها أنا رح كمل معها فما تقلقي عليها... وبسرعة حملها لفوق وهو عم يسمع ردها: تمام يا ابني... وتحركت مسكرة الباب وراه والشبابيك بالوقت يلي هو كمّل فيها لغرفتهم وهو عم يقلها: بدك تاكلي... 
لأ وين تاكل هلأ.. هي بس بدها تنام جنبو وتحاكيه من هون للصبح فردت عليه بشي بس قربت من غرفتهم النوم بدون خجل بصوتها التقيل واللي ما بسمعو غير القريب منها كتير: إنتا إلي أنا وبس... 
بهت شو دخل كلامها هلأ بالأكل... باينتها هي مدروخة ع تقيل... فعبر فيها الغرفة منزلها ع السرير ومنور الاباجورة من هون استلمتو بطلباتها من هون: تلفزيون... تليفون... روح مشاوير...
أهلًا هادا يلي كان ضايل هلأ... فلف عليها محاكيها بعد ما شلح جاكيتو الجلد الأسود المبلل شوي من المطر: أنا بقول ارحميني وخليني نام... 
ابتسمت ع ذكر النوم متمسكة فيه مذكرتو بجملة ع أساس هو قاعد بعقلها وفاهم بشو بتفكر: بس عندي...
ضحك لا حول ولا قوة إلا بالله مالها... شو بس عندها... وفجأة عاد شو قال وفهم بلشت تفقد قربو... فضمها لصدرو مجاوبها: بفكر... 
وشو انجنت هون ورفعت رجلها مقيدتو فيها وهون انفجر ضحك عليها لإنها عم تعاملو متل الصغار رغم عياها ودروختها... فقرر يمزح معها شوي ويعطيها ضهرو لكنها رفضت بتثبيت راسها ع صدرو... فقرب منها هامسلها: مالك ميتة ع قربي... شوي ورح تدخلي فيي متل روحي شو السيرة... 
جودي ردت عليه بدون تفكير مع التقل والغيرة الحاسة فيهم: زوجي!! 
اهتز جسمو من كتمو حس ضحكتو يلي ما قدر يكبتها أكتر من هيك فانفجر من الضحك عليها بصوت مخليها تشب من ضحكو الجاي ع حساب حرقة صدرها... فلفت معطيتو ضهرها وصار هو يتحركش فيها ليرضيها... بالوقت يلي غيرها بالطقاق لا أهلها سائلين فيها ولا حتى زوجها الحامل منو سائل فيها ولا باللي ببطنها يكتر الله خيرو إنو بعتلها دكتورة تكشف عليها قبل تلات ايام... واستحى بعدها يقلق فيها ولا حتى يتصل ع الأقل ع حليمة ليسأل عنها متل ما كان قبل يسوي... وهالشي خلاها تشتاط وتنفر يا من الأكل... يا تنهلع ع الأكل... فهلأ هي اكلت لانفجرت وحاسة لولا كاسة النعنع عليها لكان ماتت من انتفاخ بطنها... فردت لغرفتها كرمال تتدفى مع البرد الحاسة فيه وشو قعدتها بغرفتها مع صوت المطر خلتها تشتاق لكنعان ولحظاتهم برا بفصل الخريف والشتا وهما عم يتمشوا ولا عم ياكلوا باحد المحلات برا بالهوى البارد يلي بتموت فيه كرمال يحزن عليها بالعمدًا ويعطيها جاكيتو يلي بتموت بريحة العطر الراشو عليه... ولا كرمال تقرب منو بحجة إنها برادنة وقربو هيدفيها وهو ينجن منها من حركاتها لإنها مش مرتو لسا... وشتان بينو وبينها هي يلي مش فارقة عندها الحدود والحلال والحرام يلي ما تربت عليهم زي ما لازم... ويا فرحة قلبها بس صارت مرتو وصار فيها مش بس تكون معاه برا البيت إلا جوا البيت وبنفس الغرفة مكشوفة عليه ومعايشتو ساعاتو وأيامو وهي مسحورة ومدهوشة من كرم الحياة معها لإنها خلتو يصير زوجها وبتقدر تنام وتصحى جنبو... ورغم انسحارها بلحظاتها معو كانت عارفة هالسحر اخرتو يختفي وترد يا لكابوس دموي في حالة لو قدر الله ومات أو لكابوس عيلتها المريب... 
بس سبحان الله هيها هي لا بكابوسها الدموي ولا بكابوس عيلتها... إلا بكابوس مخيف أكتر منهم تنيناتهم لإنها هيها جنب الخايفة عليه لكنها بدل ما تخاف عليه صارت تخاف من افعالو عليه وعليها من بعد يلي قلها إياه ودفعها مجبرة تعيش بهاجس وقلق من تفكيرها هي وين هتروح بحالها مش مكانيًا إلا عاطفيًا ومستقبليًا... 
هي بدات فيه وما فيها تنتهي بعيد عنو... 
فوين تفكيرها هي وتفكيرو هو يلي ما قدر ينام وهي ع ذمتو فكرة إنو أخوه مات من وراه ووراها هتدبحو... هو لولا العيب كان من أول لحظة شاف أخوه فيها اجالها بس لا لازم يوقف مع أبوه وأخوتو وابن أخوه ودام العزا خلّص والكل رجع لحياتو عداه هو يلي كره الحياة من ورا المغضوبة يلي عندو...
هي بدها تجلطو وهو حي... 
هو غبي ومليون غبي لما تهاون وتعاطف معها... هو **** لما قربها منو بدل ما ياخد حقو منها... حط راسو وراس أهلو بالتراب... يا الله مع كل لحظة عم تمر عليه من بعد مواجهتو معها عم تخليه يصير مهووس بفكرة قتلها هي واللي ببطنها... بس دامو ما جن ع الآخر ومخافة الله مسيطرة عليه ولا كان ما فكر لحظة بتطبيق هالفكرة المخيفة... 
ولا يعني عدم تطبيقو للفكرة يبقى رح يرحمها منو من غلو وحقدو عليها... قتلت القتيل ومشيت بجنازتو ومفكرة يخليها مرتاحة وين؟ عندو هو... تبقى تحلم ع شي ع قدها لإنو حالف إلا يطحنها بس يشوفها ...
قال كان بدو يكرمها وهي عندو ما فشرت مليون مرة... لإنها ما بتستحق إلا الدبح... قاعدة عم تضحك عليه متفقة مع أهلها... وفوق هيك بتقلو قبل تلات تيام بدون خجل آسفة وبدها تحمل ذنب أهلها... دامها بدها تحمل وزر أهلها تتلقى... فزاد سرعتو بدو يصلها بأسرع ما يمكن وهو مناه ياكلها هلأ... وما صدق مصاديق الله يصل الكوخ ليصف سيارتو وينزل الدرج متل الوحش المفترس وبسرعة فتح الكوخ بالمفتاح مش سائل فيها هي نايمة ولا صاحية... وعبر الكوخ مكمل لغرفتها فاتح الباب عليها بشكلو المخيف وطاقتو الحارقة... وهي المسكينة بس شافتو كيف داخل عليها مهددها بصوت يلي ما بحياتها سمعتو بعد ما طبق الباب وسكرو بالمفتاح المعلقو مع بقية المفاتيح وراه: مش بدك تعرفي قصة تارنا زمان هلأ رح قلك كيف... 
وقرب منها وهي هون جت رح تقوم لكنو من شعرها سحبها وهي عم تترجاه: كنعان الله يخليك!!
كنعان وين تأثر فيه بهالكلام هو حالف إلا يقلب حياتها جحيم... يعني هيقلبها جحيم... فرد عليها بغل وهو عم يقرب وجهو من وجهها: قال سلمت ع أبوكي من شان خلي زواجي منك بما يرضي الله وكنت مستاء لإنو نسي الشيخ يسألك عن شروطك قبل عقد النكاح... 
إميرال غمضت عيونها مش قادرة تجاوبو من شكلو المخوفها واللي محسسها إذا تكلمت عقابها هيزيد من جنونو خارج السيطرة واللي ممكن يقتلها فيه دام ما فيه حدا يحميها منو... 
فنطق وهو عم يطالعها بكره: مش دبحتي حالك علي... ع شو؟؟؟ 
فرماها ع السرير جابر حالو وجابرها عليه: مش بدك إياني... هيني... ويمسح ع وجهها... وهي مش قادرة تتحملو ولا قادرة تتحمل وجعها من الحمل يلي ما بتقارن بوجع روحها من يلي عم بسويه فيها... فنطقت برجى طالبتو من بين دموعها: ما تساوي فيي هيك يا كنعان... 
كنعان لا حياة لمن تنادي... هو رح يورجيها الجحيم... الله لا يخليه إذا رح تضلها عايشة عندو وشوكتها مرفوعة وهي حامل منو... إلا يذلها وهادا الحامل فيه إلا يخليها تنهد كرمال تخسرو... تخسى تجيب منو ولد هي وأهلها وبعدها إلا يحبسها لحد ما تعفأ روحها وتقول الله حق لإنو من ورا رخاصتها هو وصل لهون... من ورا **** أخوه صار فيه هيك...  من وراها هي دفن أخوه بجثتو شبه المفحمة يلي ما استرجى حدا من بناتهم يشوفوه... وبكوا بصوت بقطع قلبهم عشانها هي... فكرهها عليه غير سائل فيها ولا بمشاعرها باللي عم يساويه فيها لإنها هي قبلت تكون بيدق بأيد أهلها... لأنها هي كانت فتنة ورغبت تكون متل يلي عم تحضرهم... لإنها هي ما عرفت تختار صح... ولإنها هي ما لجأت لربها وطلبت رحمتو قبل ما تصل المواصيل لحد هون... 
الصحوة المتأخرة مرات بتكون متل الموت المبكر لا طعم إلها ولا حياة... وللأسف كل هادا صار من ورا عمها محراك الشر يلي عايش حياتو وهو مش فارق عندو لا وضع بنتو ولا وضع بنت أخوه لإنو حلمو أكبر من ما الناس عم تفكر وأهم من التافهتين يلي عندهم واللي شاء ربنا يرفع شوكة وحدة فيهم بالوقت يلي انكسرت فيها التانية... فسبحان معز الناس ومذلهم... فسبحان يلي بهب الناس طرق لتصير وتكون... فسبحان يلي بنصر المظلوم ولو بعد حين... لإنو ما في شي بصير إلا بإذن رب العالمين فلا تكبر ولا تتكبر يا جاسر دهب لإنو نهايتك بين إيدين رب العالمين عسيرة... فاحلم قد ما بدك وساوي شو ما بتقدر لكن ما تنسى تعد عدادك لتواجه رب الناس في الدنيا والآخرة إن قدرت وما بتقدر إلا إذا شاء رب العالمين... 
وبعيدًا عن جاسر دهب يلي شرو ما كفى عيلة الخيّال كرمال يجيهم شر الست الجميلة الراكبة في سيارة مرسيدس موديل السنة وهي عم تتصل من رقم محلي ع ابن أخوها المطنش اتصالاتها سواءً الكانت من رقمها المعروف ولا من ارقامها غير المعروفة... 
مفكر حالو بقدر يكابر معها ببقى بحلم... صحيح هي بتعزو بس لا يعني المعزة عندها يعنّد معها لإنو هو مش قدها... ولا قد كيدها وشرها... فخليها كرمال محبتها لإلو تحاول معو كآخر مرة قبل ما يشوف منها وجهها التاني يلي ما بتخاف تكشفو ع العلن قدامو وقدام أهلها والعالم كلو... وهي قول وفعل... يسأل الناس يلي جربوا يلووا دراعها وهيعرف هي شر ع الأرض بعد ما كانت جنة خاطفة بجمالها ونعيمها لإلهم والحب يلي كانت تكنلهم إياه بقلبها بتشلعو وبتعبي محلو الكره والشر... فإذا هو حابب يشوف شرها يتلقى أول ضربة مش فيه إلا بابن اخوه ضرغام لإنو هو مستعد يضحي بحالو كرمال أهلو ومستعد يتحمل أي شي كرمالهم بس أكيد ما رح يتحمل وجع القراب ع قلبو من وراه هو... 
مش لكل شي تمن وتمن ابن شامخ الخيّال هيكون آذيتها للحواليه و دامها هي متيقنة من هالشي يبقى هتبرع بهالآذية كرمال يرجع تحت إيدها بغض النظر عن كسرها لإلو دامها ضامنة الزمن بجبر وبنسي يلي صار.... فابتسمت بمرار منزلة التليفون وهي عم تطالع ببعيد كم صارلها مش داخلة شامخة سنين طويلة... من ورا ابن أخوها يلي فضحها... بس وين هلأ يفضحها هو ولا غيرو... أصلًا مين بفكر يستحطي حيطها غير المغفل... وأكيد أخوها شامخ مش حابب يعيد غلطتو معها... لإنو أدرك هي شو عندها نفوذ وعلاقات وأموال ما بتقارنوا بورثتو الكبيرة يلي ورثها جنب الثروة يلي سواها... فتنهدت مرجعة ضهرها لورا... هي هلأ جاية تتسلى وتعرض وراق قوتها لتحصل ع اللي بدها إياه متل ما بقولوا عصفورين بحجر بس هي ما بدها عصفورين هي جاي تصيد عصافير كتير... فضحكت آمرة الشوفير يلي عم يسوق فيها وعارف مسبقًا أهم العناوين يلي هتروح عليها من الملف يلي وصلو من سكرتيرها المعتمدة عليه بشامخة لتنفيذ خططها واللي مش واضحة قدامو إلا ملامح: حرك ع بيتي يلي ع الجبل...
الشوفير بدون ما ينطق بحرف لإنو عارف الأوامر بتنص ممنوع يحاكيها لو بحرف إلا إذا طلبت... فحرك مغير الطريق من الشقة يلي بتملكها بإحدى عقارتها لطريق بيتها يلي ع الجبل تاركها تسرح ببعيد بانتصارها الساحق وبثقتها بقوتها بطحن أي راس بحب يخوض معها حرب ولا حتى بفكر يتجاهلها... فميلت رقبتها ع راسية الكرسي الفخم القاعدة عليه مبتسمة بتخطيط آذيتها لابن ضرغام... الماخدلي بنت دهب الغبية... وخايفلي عليها... خليه يخاف لإنو أخيرًا لقينا ورقة قوة نستخدمها ضدو وقت الحاجة الباينتو مش بعيد... لنكسر ابن شامخ...
وكأنو ابن الخيّال كان هادا يلي ناقصو ويلو موت عمو وويلو قصة مرتو مع عيلتو وويلو قصة المستشفى وويلو قصة حلالهم وخيرهم وويلو ردو على عيلتها يلي قرب... 
هو شو بدو يتلقى ليتلقى شر القريب ولا شر البعيد كرمال يأمن على عيلتو وبنت قلبو الحابسها بهالفيلا الصغيرة والمنفية عن العالم والناس كرمال تنجو من آذية الناس يلي ما بحياتها آذتهم لو بشعرة... 
كرمال يحميها من شر أبوها وكل حدا بتمنالها المضرة... 
لكن معقول يضل حابسها هون كرمال يضمن أمانها وسلامتها من آذى الناس...  ولا يلي عم يعملو معها هو أكبر آذية لإلها بحرمانها الروحة والجية وتواصلها مع الناس…
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل العشرون

هو شو بدو يتلقى ليتلقى شر القريب ولا شر البعيد كرمال يأمن على عيلتو وبنت قلبو الحابسها بهالفيلا الصغيرة والمنفية عن العالم والناس كرمال تنجو من آذية الناس يلي ما بحياتها آذتهم لو بشعرة... 
كرمال يحميها من شر أبوها وكل حدا بتمنالها المضرة... 
لكن معقول يضل حابسها هون كرمال يضمن أمانها وسلامتها من آذى الناس...  ولا يلي عم يعملو معها هو أكبر آذية لإلها بحرمانها الروحة والجية وتواصلها مع الناس... 
كان فيه ممكن يفكر بهالشي لكن وين وهو بوقت عصيب وبفرض عليه واقع جديد بغيّر كل المعادلة بخصوصو هو وعيلتو وبخصوصها هي وعيلتها... فالمهم هلأ مش حالتها النفسية وهي هون...  إلا كيف فيهم يحلوا مشكلة المستشفى تزامنًا مع ردهم لعيلة دهب بدون ما تكبر المشاكل وتأثر ع كلشي بنوه وتعبوا عليه لحظة ما يستردوا حق عمو جابر المعشعش بذاكرتو وعاجز يصدق رغم كل الضغوطات يلي هما فيها إنو مش عايش معهم أو حتى فيه يكذّب حقيقة موتو وفراقو بعيد عنهم... ففرك وجهو مش قادر يبقى مكانو من طول الليل وصوت المطر البجبر النفس تفكر كتير... 
تفكر بكلشي منيح ولا عاطل من فشلو لينام نوم عميق... من فشلو لينشل حالو من يقظتو الدافعتو يهرب من أفكارو وذكرياتو بوعيو لأفكارو وذكرياتو المحفورة بلا وعيو... فتقلّب محاول يبعدها عنو لكنها هي مصرة تدور عليه براسها المغروم بالنوم ع صدرو... فتنهد بتوتر ع حالو مع صوت عقارب الساعة... تك تك المش عم يرحمو مع مضي الوقت الماخد من عمرو ولحظاتو المتصلة بلحظات ومواقف عاشهم مع شخص كان بعنيلو هو وجدو وأهلو العالم كلو... ومع غياب هالشخص جزء من عالمو فقدو ودفعو يدور عليه ليأكد وجودو بصوت أو صورة لساتهم موجودين بتليفونو الما ما فيه يقرب منو من تقل الفكرة عليه... وبذاكرتو الحافظة حركاتو ونبرة صوتو العم يسمعها هلأ كأنو عمو عم يكلموا هلأ مش من سنين بعيدة ولا من شهور قريبة: يابا قوم... شد حالك... يا ويلك مني إذا بتعّب أمك... 
:تعال يا غالي هي مفتاح سيارتك هدية مني... 
:عقلك هادا بخوّف بس لما تكون مع ناس مالهم مبادئ...
:حافظ ع صلاتك بوقتها وحصّن حالك..... العمر بخلّص والشغل ما بخلّص فاضمن يلي هيبقى معك لآخرتك... 
:يلا بكرا هتتجوز ونشوفك أبو...
:الله يرحم لما كنت قلك بكرا بتتجوز لإنك هلأ تزوجت وهيجيك ولد بس من هلأ بقلك إذا اجاك ولد ما تسميه ع اسمي... بكفي عيلتنا واحد اسمو جابر... جيب محمد ولا علي ولا عمر وليش تروح بعيد هي اسم أبوك...
:يابا مش ملاحظ إنو إنتا مقصر مع ربك وحق أختك بقصة حجابها!؟
:خف شوي مع جدك!!
:حصنت حالك اليوم؟
:الشركة بأمانتك يا جوهرتنا!
: عبد العزيز اسمع هالكلام وحطو حلقة بإدنك وإياك تنساه... أبوك صح انقتل وهادا بقدر من ربنا مش لإنو جاسر قرر يقتلو هو بكلا الحالتين ميت لكن كيف هيموت هون شي تاني... فإياك تغضب جدك وتخسرنا كلنا بحركة مجنونة لترد حقو نهينا الموضوع وخلّصنا... وإنتا عارف يلي برد يغدر بعد اتفاق الصلح إلو عذاب أليم عند رب العالمين... فلا تخسر ربك وآخرتك لإنك مش راضي... دام الكبار اتفقوا بتمشي وراهم لو مش عاجبك... فاهم! 
: وسلامًا على لون الحزن بِعيناك... كلشي بمر يابا ما تقلق... وكلنا إلها مش محمود درويش قال.. الموت لا يعني لنا شيئًا يكون ولا نكون... ولا كمان قال الموت لا يوجع الموتى الموت يوجع الاحياء... ورغم صحة هالكلام ما لازم الحزن ينسينا ندعو للمرحوم الله يرحمو لإنو ما عاد شي هيفيدو غير صدقة جارية ولا العلم بنتفع فيه وولد الصالح بدعيلو... فادعي لأبوك ~~~
ما قدر يبقى بين هالكلام الحافظو بكل هالدقة بذاكرتو لإنو بكفيه موت أبوه ع إيديهم ويجوا هلأ يكملوا ع عمو يلي بعاملو معاملة اب وصديق وأخ وسند وعزوة... فبسرعة سحب نفسو قبل ما الوجع يثقل كاهلو ويفني شبابو من هالثقب الأسود المعتم... دافع حالو يقوم يصلي ركعتين لربو تهون عليه حمل الأيام الجاية وتبعد عنو وساوس الشيطان وغلو من خوفو ليتصرف تصرف ينفس فيه غضبو هلأ لكنو يولع الدنيا بعدين... وتفاجئ لما ما قدر يقوم من تشنج جسمو الارهقو بوقفتو مع أهلو وقصة المستشفى... فتنهد ماسح ع وجهو وهو حاسس بوجع بحلقو غريب... شكلو هيفلوز ولا هيرشح الليلة... فتنهد كمان مرة وهو عم يشجّع نفسو ليجي ع حالو ويقوم يصلي بس ما قدر يقوم ولا حتى قدر يبعدها عنو... فرجّع راسو ع المخدة من الهلكان الحاسس فيه بعد ما عمل اللازم عليه وزيادة كمان... لكن هلأ هو شو بدو يسوي غير يفكر بالشغل يلي كان عمو عم يشتغلو وفوقو بدو يلاقي حل ليدمج مرتو فيه مع عيلتو لإنو ظلم بحقها يخليها بس هون بعيدة عن العالم كرمال عيلتو وأبوها... بدون ما يقلق ويهتم فيها كإنسانة إلها حق تروح وتيجي وتقابل الناس وتتعرف عليهم... هي صحيح خام ومش فاهمة شي بالعالم ومانها متطلبة وبترضى بالأقل من القليل وما بتوجّع الراس والأهم من كل هادا بريئة مالها دخل بالكيد والمكر أو حتى بحركات النسوان وخربان البيوت... فبلع ريقو رادد متنهد وهو حاسس حالو بحاجتها بعيد عن كلشي... ما في حدا بهون عليه بعد ايمانو بربو غيرها هي وأمو... فلف حالو مقابلها وهو عم يرفع إيدو ماسح على شعرها ووجهها وهو خايف يجور فيها ولا يظلمها بس تشتد الأمور بينهم وبين عيلتها لإنو ما فيه يضمن الأيام... فدعى ربو من كل قلبو بسرو: اللهم إني أعوذ بك من بكاء يرهقنا وهم يفجعنا ويقهرنا... اللهم اجبر خاطرنا واشرح صدرونا.. اللهم إننا نستغفرك من كل الذنوب والخطايا... فيا لله لا تكسر لنا قلبًا ولا تصعب علينا أمرًا ولا تحرمنا من تعلقت الروح به واحفظ لنا يا الله احبتنا وسترك لنا وعافيتنا وكل من أراد الخير لـ~
إلا بصوتها الهامس المفاجئ مقاطعو ع غفلة منو وهي عم تنادي عليه: عـبـد الـعزيـز!
عبد العزيز بسرعة نهى دعاءو بسر: ~لنا اللهم آمين... وقطع المسافة بينهم مفكرها متفاعلة مع لمساتو... مقرب منها وهو ناسي احتمالية اصابتو بالرشح والانفلونزا واللي ممكن يعديها فيه معرض حملها للخطر في حال لو كان مصاب بواحد منهم (الرشح والانفلونزا)...وما لحق يقرّب منها إلا ع صياحها الباكي... فبسرعة بعد عنها مضوي الأباجورة وهو عم يسمعها عم تهمهم: عـبـد الـعـزيـز!!
:عـبـد الـعـزيـز!
عبد العزيز بسرعة لفلها مبلي نداءها بالوقت يلي قربت هي منو متمسكة فيه بقوة بجسمها المعرق من الكابوس الكوبست فيه طالبة منو بصوتها الباكي: ما تـروح وتتركني!
شو السيرة هادي مالها... هو وين رايح فنطق ماسح ع شعرها وهو عم يسمع صوت البرق والرعد: وين بدي روح بهالوقت إنتي التانية؟ 
جودي هزت راسها نافية كلامو ومدخلة حالها بقوة جواتو وجت رح توقعو ع الأرض لولا ما ثبت حالو براسية السرير مجاوبها: شو مالك يا قلبي ع مهلك علي رح توقعيني... ومسح ع ضهرها مهديها.. كنك رجعتي تكوبسي؟
جودي هزت راسها وهي عم تبعد عنو ممسحة دموعها ومطالعتو بعيونها النعسانة والفيهم لمعة بكى: اه بس هالمرة فيك...
عبد العزيز رفع إيدو حاكك راسو وساند حالو ع راسية السرير: مش لاقية غير فيي تكوبسي ليش بالله شايفتيني وحش!!
جودي ما ركزت بكل يلي قالتو من مخها المسكر من الكابوس يلي شافتو فيه فرمت راسها ع صدرو رادة بشي غير متوقع: أنا زعلانة منك... وقربت منو مغطيتو معها وضامة حالها لإلو بمعنى هو إلها هي بس... فتبسم ع تصرفاتها معاه ناطق وهو عم يضمها لصدرو ومنشغل عن وجعو ع فراق عمو بالحكي معها: ليش بالله... هو أنا سويتلك شي...
جودي رفعت عيونها باعتراض بدون ما تواجهو من سرحانها بردو هو ساولها شي... اه سوالها كتير ليش حضرتو ما بحكي معها ولا حتى بتصل عليها... وبس بتكلم مع الست سمية... وبعدت بأفكارها وعتابها لإلو بسرها مش حاسة فيه وهو عم يطوقها بإيديه الطويلة المشدودة إلا لما جت بدها تجاوبو... فرفعت دقنها تطالعو مش فاهمة ليش هيك مقيّدها وذهلت من نظرات عيونو لإلها يلي بتذكرها بجيفرز "جيفرس" حبيب جودي آبوت بس يطالعها بنظرات اعجاب... فجت رح تبعد عنو وتهرب منو بس ما أعطاها مجال لإنو قرب منها وهو عم يقلها: فقدتك كتير... ونزل راسو بايسها ع خدها وهي هون ضاعت وما عرفت شو تسوي متل عادتها ودابت ع الآخر وهو عم يهمسلها بإدنها: ما حسيتي بحركة بنتك؟
هي مش عارفة إذا هي حاسة أو لا بس مرات بتحس بشي خفيف بس أكيد مش حركة طفل بشري... فجت بدها ترد لكنو هو باسها قبل ما ترد عليه وبكت مش فاهمة يلي عم بصير معها كابوسها فيه مش مشجعها تقرب منو لهالدرجة هاي... 
هي هلأ بس محتاجة تحس معو بالأمان والألفة بس مش علاقة متل هيك... فانخنقت حاسة حالها كأنها أول ليلة بينهم لما جبرها ع العلاقة معو... فبسرعة دفعتو بعيد عنها بكيانة ومفصولة عنو هو يلي عم يطالع حواليه مش فاهم شو مالها... ليه كل ما بدو يقرب منها تدوخ أو بتبكي وبتدفعو بعيد عنها متل هلأ رغم إنو هي بتكون لحدًا ما متفاعلة معو وما رفضتو كلاميّا... فأجى بدو ينطق بس ما قدر من انفجارها بالبكى وتأهبها لتدفشو بعيد عنها فنطق وهو عم يمسح ع وجهو وشعر راسو عاجز يفهمها هلأ: مالك خايفة مني؟ 
تيجي بدها تنطق بس مش قادرة من انفجارها بالبكى ومع إصرارها لترد جت بدها تشرق فبسرعة قرب منها داقق ع ضهرها وهو عم يقلها بجهد جهيد منو: اهدي ما صار شي... تنفسي!
تنفسي! 
ما في شي بصير غصب عنك... 
وهي بس سمعت آخر شي قالو حست الدنيا ضاقت فيها لإنها ما بدها قربو هلأ... فحاولت تتنفس كرمال تقلو يروح من عندها... لإنها خايفة منو... بس لسانها مش مساعدها من حم الشرقة عليها فبسرعة دفشت حالها بعيد عنو لآخر السرير فهو فهم عليها ما بدها إياه جنبها فبسرعة سحب جاكيتو الجلد يلي شلحو قبل ما ينام مجاوبها: كان ضايل علي مزاجك هلأ! وتحرك لعند باب غرفتهم النوم فاتحو بدو يطلع بعيد عنها لإنو هو فعلّا محتاجها كم صارلو مش لامسها وهي مش منتبهة ع شي... صحيح إنها مرات عم تحاول... بس كل محاولاتها من يوم ما انتقلوا هون ع الشمال عم تبوء بالفشل باستثناء مرة وحدة... رغم إنو قبل وهما عند بيت أهلو ما كانت تقول شي... معقول هي كانت من خوفها مسلمة أو ماخدة الشي فرض عليها لإنها ما فيها ترفض ولا هو مخوّفها من هالموضوع ولا هرمونات حمل لا أكتر ولا أقل... 
كيفها دامها ما بدها هو مش جابرها ع شي فجأة إلا بصوتها البكيان وهو عم يطلع من الباب موقفو: وين رايح تاركني لحالي!
يا الله هادي شو بدها منو غير تجننو... هو بفهم العلاقة مع مرتو يا جنبي يا بعيد عني أما العلاقة يلي ع الكيف ما بحبها بس هو شو بدو يعمل مع مزاجية الحامل (حملها)... فطبق الباب محاكيها: شو بدك مني؟ بعدين شو كنتي تسوي تحت بالمخزن لما جيت ولقيتك مغمى عليكي؟
جودي هون انفجرت بكى لإنها أخدت كلامو كأنو بحاسبها أو مستاء من تصرفاتها الطفولية... فمسح ع وجهو ضاحك عليها ومفسر بكاها إنها رافضة يبعد عنها فتحرك لعندها بالوقت يلي هي رجعت لورا مدافعة عن حالها: واللـه مـا سويـت اشـي بـس كنـت بدور ع شـي عجبنـي... 
عبد العزيز تنهد بعجز منها ومن حاجتو لإلها المسيطرة عليه تسيطر لدرجة مش قادر يفكر بشكل منطقي متل دايمًا فتوقف مكانو منبهها: تاني مرة بتخلي الست سمية هي يلي تطولك مش ناقصك يصير شي ع بنتك... فاهمة... 
هزت راسها وهي لساتها مغمضة عيونها من عارها من يلي عملتو بالمخزن وهو بس شافها هيك ما فيه يمنع حالو ما يقرب منها ويبوسها ع تمها فقطع المسافة يلي بينهم مخليها تخاف من ظلو وقبل ما تبعد عنو نزل راسو بايسها ففتحت عيونها بصدمة منو عاجزة ترد ولا حتى تنطق بكلمة وبعد عنها متل ما قرب منها طالع من الغرفة وتاركها بحالة عجز تام عن الحركة والفهم... بالوقت يلي كمّل هو غصب عن الوجع الحاسس فيه لغرفة المكتب كرمال يسويلو شي يشغلو عنها زي العبادة أو الاستغفار أو حتى شغل عليه يشتغلو بس ما قدر إلا يرمي حالو ع كنبة غرفة المكتب الحاسس فيه ببرودة عجيبة فجبر حالو بالقوة يقوم يدور ع ريموت المكيف كرمال ما يحس بالبرد وينام بأسرع وقت ممكن من قوة الوجع الجابرو يرتمي مكانو وما يقلق ببنت قلبو والعالم كلو بدون خيار أو رغبة منو هو للي ما بشبه عمو كنعان الرافض ينام ويسلم أمرو لله رغم الوجع الحاسس فيه بروحو وقلبو من النار العم تجأجج جواتو براكين من خداع بنت دهب وأهلها معو... ومن لعب عمتو يلي عاش معها من سنين طويلة كاشف ميزاها وعيوبها يلي ما فكر بيوم من الأيام من ثقتو فيها من حبها وتمسكها فيه إنها رح تضرو... رغم إنو الحياة اثبتت بأشد الطرق الموجِعة لإلنا إنو يلي بضر معارفو وحبايبو بلا رحمة هيضرك إنتا كمان بلا رحمة مهما وصل بدرجة حبو لإلك معك... 
وهو ما كان ولا رح يكون استنثاء من هالقاعدة... وثقتو فيها بتغافلو عن شرها شو كلفتو كتير... وحسستو بقلة الرجولة من وراها هي وبنت دهب السلمها قلبو وداست عليه بدعم منها (لعمتو) بطرقها الخفية بدون ما تحسب حساب لأيامهم مع بعض ولا حتى تفكر بحبو الكبير لإلها وللعشرة بينهم... 
فمعقول بعد يلي مر فيه من ورا بنت دهب وعمتو يرد يرجعلهم ولا حتى يفكر يحسبلهم حساب ببقوا عم يحلموا بشي مش مقدر لإلهم لإنو ما عاد في شي بربطهم فيه غير رابطة الدم بمشيئة الله... لكن رابطة المحبة والمعزة ما عادت جواتو من بعد يلي سووه فيه حارمينو من أخوه جابر البكونلو كل الحب والاحترام والتقدير...  لهيك ما رح يرحمها للبنت جاثم يلي عم يقهرها هلأ بلمسو الغصب عنها متجاهل رجاها وبكاها وطلبها منو وهي عم تقلو: كـــنـعــان مــا تـقــهـرنـــي هــيــك!
خــاف ربــك فـــي!!
مــا تــخــلــيـ ـنـي أكــرهـــك!!
مين هي كرمال تحبو ولا تكرهو... 
مين هي كرمال تساوي فيه هيك... 
مين هي كرمال تخليه يمر بكل هادا...
مين هي كرمال يحاول يحميها ولا يعزز منها بعد يلي ساوتو فيه... 
مين هي كرمال يطهّرها من سواد ذنوبها بعد كسرها لإلو... فبعد عنها راحمها من لمساتو المجزأة لروحها وساحبها فورًا من إيدها تواجهو بلا مخافة فيها وهو مش هامو شكل جرزايتها الشتوية بعد ما ممزعها كرمال يقلها من الغل والقهر المو قادر يطفيهم حتى باللي عم يحاول يمارسو عليها: فكرك بشو بقدر أكسرك بعد يلي عملتيه فيي... أنا بشو بقدر خلّص حالي منك بعد ما مات أخوي... وصيّح عليها بصوت مهيب وهو عم يهزها من إيدها: جاوبينـي شـو سـاوي فيكـي... مـش بـدك تعيشـي معـاي وتجيبـي منـي ولـد... تفضلـي! فمسكها من إيدها ساحبها عن السرير وهو مش حاسس فيها للي مفصولة عنو من صدمتها باللي عم تعيشو هلأ ع إيديه هو يلي كانت تعتبرو أقرب شخص لروحها وقلبها مستبعدة يعاملها هيك من قوة وصدق مشاعرها الفنتها عشانو هو يلي ما بستحق جزء من يلي عملتو إياه كرمال حبها لإلو... فحاولت تسحب إيدها منو مكافحة وجعها الروحي والجسدي والنفسي... رافضة تنصاعيلو لإنو إذا ابن شامخ الخيّال مفكر هي محبوسة عندو وحامل بابنو وفي بينهم مشاكل يبقى بقدر يكسرها ويقهرها بهالشكل ببقى غلطان... فضغطت ع إيدو ع أمل تنشل حالها منو وهي مو قادرة تنطق بحرف على عكس ابن الخيّال العم يحاكيها بغل: بدك تِنصْلي حالك من الواجب يلي عليكي... كأنهم أهلك ما ربوكي ع واجباتك اتجاه بيت حماكي... يبقى خليني علمك أنا كيف توجبي معهم...
حمى مين وواجب شو يلي عم يقلها عنو وهي بهيك حالة... فضغطت ع حالها من وجع رحمها الشديد... متعجبة من هالدنيا يلي مش مكفيها وجعها النفسي والجسدي وجاية تكملها عليها ومعها بوجع رحمها العم بكبر فيه ابنها فكتمت وجعها من شدة توجيع أبوه لإلها وهو عم يجرها وراه من إيديها فصرخت بصوت منخفض محاولة تكتمو قبل ما يفضحها وهي عم تحاول توقف على حيلها: آه!!! وانفجرت بكى من الوجع المخليها مش قادرة توقف ع حيلها...
بس هو يلي بلا ضمير ولا حتى احساس معها كمّل عليها بجرها هي يلي نزّلت من مستوى ركبها بقوة ع الأرض بكيانة بحرقة ع الروح يلي عم تكبر ببطنها من خوفها لتفقدها رغم يلي عم تعانيه مع الوحش العم يشد فيها لتلاحقو بجرو لإلها بدون أي رادع أو خوف من ربو وهو عم بقلها باستنقاص قاتل لإلها: هلأ صرتي بدك تفكري بنفسك متل البنات المحترمات... ضحك باشمئزاز منها مخليها تستاء من نفسها وهي عم تتمسك بالكرسي محاولة تحرك لسانها لتترجاه لكنها مش قادرة من أنين وجعها الجسدي والروحي يلي حست فيه من ورا قسوة قلبو وتفرطو بمشاعرها فشدت ضاغطة ع جسمها وموجعتو فوق وجعو كرمال تثبت حالها فيه لكنو هو كمّل دافع فيها بقوة مخليها فيها تسحب الكرسي معها لدرجة وقع قبلها وهو مستمر بجرها خابطة فيه من محاولة جرو لإلها فحست روحها طلعت منها بهالخبطة مفصولة عن كلشي حواليها من فتلان راسها وارتخاء جسمها مش شاعرة فيه يلي بهت بس حس برخو إيدها يلي عم يشد عليها وبسرعة حاول يضغط عليها ليكمّل بجرها وراه لكن تقل جسمها شككو صارلها شي فبسرعة ترك إيدها ضاوي الضو وصدم بس شاف شكلها وخاف من شحوب وجهها والدموع المغرقتو ... فبسرعة قرّب منها محاول يصحي فيها وهو متحاشي يناديها باسمها من كرهو لإلو: ردي علي... سامعتيني... حاسة في؟
ترد عليه ولا تسمعو ولا حتى تحس فيه من وين وهي عم تتوجع كل هالوجع في رحمها وعاجزة تحرك حالها وهو هون اختبص وجن عليها بلا أي تأسف فبسرعة شلح جاكيتو ساترها فيه ورفعها بين إيديه بالوقت يلي وصلو صوت فتح باب الخدامة حليمة يلي صحت ع صوت وقع الكرسي وترددت تطلع فورًا لإنها سمعت صوت كنعان وخافت تزعجو لكن دام أدن ادان الفجر.... فيها تطلع بحجة إنها بدها تتوضى وبهتت مكانها بس شافتو حامل الست إميرال الباين عليها مش بوعيها: خير شو فيها الست!
كنعان لف وجهو عليها جاحرها وهو عم يقلها: مبكرة لتطلعي! بسرعة افتحي الباب...
الخدامة حليمة جت بدها تركض لعند الباب لكنو هو نطق بلغة ما بتعرفها بعصبية من قلة استيعابها وهو بمتل هيك حالة حرجة:!Sparisci dalla mia vista (غوري عن وجهي)...  وبسرعة فتح الباب طالع فيها للي عم تئن بصمت ركض ع الدرج وهو عم يدعي ربو ما يتزحلق ع الدرج يلي غرقان مي وصيّح ع الرجال ليجوا يفتحوا باب سيارتو: ***** بسـرعـة افتحـولـي البـاب!!
رجال الحراسة يلي اجوا معاه وبقوا بسيارتهم لإنو الدنيا برا عم تمطر بسرعة شغلوا السيارات في حين نزل منهم رجالين كرمال يشوفوا فيه... وتفاجؤو من البنت يلي حاملها فبسرعة واحد منهم تحرك فاتحلو الباب الوراني لكنو هو شتمو: ***** جنيت... وبسرعة سحب الباب المقابل لكرسي الشوفير بنفسو ونزلها حاططلها الحزام ومرجعلها الكرسي لورا وهي عم تمتم بكلمات مش مفهومة... فرد عليها بقسوة من قلقو عليها وهو عم يمسح عن وجهها مية الشتى: نص ساعة بالكتير وهنكون واصلين... 
وبسرعة صيّح عليهم وهو عم يتغرق بالمي وعم يركض لناحية مقعد السواقة: ارجعـوا لسياراتكـم والحقونـي ع أقـرب مستشفـى!  وفتح الباب ركب السيارة المسكر بابها وراه بعجلة وبأسرع ما عندو حرك السيارة يلي تركها شغالة من قبل ومتل المجنون ساق فيها لأقرب مستشفى وهو عم يسمع صوت بكاها وتمتمتها ماسح ع وجهو مش عارف شو يقلها... وبصيغة شو يكلمها بعد يلي سواه فيها... بصيغة أبو ابنها يلي هيكون سبب بتنزيلو!
ولا كزوج حاول يجبرها عليه!
ولا كمحب فرط بحبها لإلو!
ولا كحامي اعتدي عليها مش مخلي احترام بينهم ولا حتى محافظ على شي بشفعلو لإلو عندها بعد يلي عملو فيها... فيجي بدو يقلها شي ليهون قهرها والذل يلي عيّشها إياه خلال وقت قصير بس ما قدر فمد إيدو بدو يمسك إيدها لكنها رفضت تتمسك فيها وهو هون انقهر وغصب عنها مسك إيدها مش سائل بمحاولة صدها لإلو رغم الوجع والانقباضات العم تحس فيها... فعصّب منها محاكيها وهو عم يلف وجهو عليها وعلى الطريق: يلي بتوجع ما بعنّد وبزيد وجعو...
إميرال هون انفجرت بكى لإنو عم يستفزها فوق وجعها... قتل القتيل وبمشي بجنازتو... ما يحل عنها... ويتركها بحال سبيلها بس هو وين يتركها بحال سبيلها مصر يمسك بإيدها... والطامة هي كارهتو من بعد ما جرها هيك لدجة ممكن تسامحو على اكراهها عليه بس ما رح تسامحو ع جرها بهالعنف وبهالشكل المذل لكرامتها وكبريائها هيك... فحاولت ما تخليه يمسك بإيدها لكنو هو غصب عنها مسك فيها جكر بسفاهتها معو... وهي هون انفجرت فيه من بين بكاها ووجعها: وقــف الــسـيـارة!
وهو بس سمع طلبها وصريخها قال جنت البنت... جكر زاد السرعة سابق سيارات الحماية ناحية المستشفى وبلا مقدمات السيارة صارت تزحلق معو ع الطريق... فبسرعة ترك إيدها محاول يسيطر ع السكان السيارة وهو عم يخفف السرعة... بس للأسف الشديد سيطرتو باءت بالفشل والسيارة انفتلت عن الطريق ولفت بالعكس صادمة من جانبها وبوزها القريب من كنعان بالشجرة الضخمة يلي لولاها كان راحوا فيها وهما مش مستوعبين شو عم بصير من قوة الخبطة وانتفاخ مخدة الحماية وقت الصدمات والحوادث لتحميهم وتنفسها خلال ثواني معدودة تاركة كنعان يحس بمهدان عجيب من خبطة كتفو بإطار السيارة فمد إيدو وهو عم يتأوه من حم خبطتو مدور على إيدها ليتطمن عليها من عجزو ليلف رقبتو صوبها... لكن عجز يصل إيدها فنطق وهو عم يحاول يلف رقبتو عليها: إميرال سامعتيني!! 
وتأوه بصمت من عجزو ليلف رقبتو المتشنجة من قوة خبطتو بالسيارة... وضغط ع حالو بدو يقرب منها ليحس فيها من خوفو ليكون صار عليها شي إلا بصوتها يلي هوّن عليه خوفها عليها: آسفة! 
تنفس براحة لإنو سمع صوتها وهو مش مركز باللي قالتو من قوة صوت البرق... فغمض عيونو متطمن إنها بخير وسكن مكانو لحظة محاول يستوعب شاللي عم بصير معو بالوقت يلي هي فتحت باب السيارة متطمنة عليه إنو بخير وركض برجليها الحافيين هاربة منو وهي عم تمنع جاكيتو يبعد عنها ومكابرة ع وجعها المتعجبة منو كيف تخدّر... فحاولت تبعد عنو قدر الإمكان وهي عقلها بس فيه وبسيارات الحماية اللمحتهم من بعيد شو عم تقرّب من سيارتو فبكت بخوف مش عارفة وين تروح بحالها وبجسمها المخدر بهالمكان المخيف... فتركض مبعدة وهي عم تمسح دموعها المخلوطة بمية الشتا عن وجهها محاولة توضح الرؤية قدامها وهي عم تشجع نفسها كرمال تهدى (ما تخافي إميرال الله ما بترك حدا... مريتي بأصعب من هيك... بسرعة انفدي بريشك قبل ما يكمّل عليكي هو وأهلو) فكمّلت ركض برجليها المخدرين من برودة الجو والمطر وهي ميقنة الوجع والمستقبل المجهول عندها أهون منو هو يلي حاول يقوم يلحقها بس حس بهوى عم يدخل عليه من بابها يلي تركتو مفتوح... بس ما قدر شكلو كتفو انخلع من مكانو والكارثة ما فيه يفتح بابو لإنو خابط بالشجرة وإذا ميل حالو ليطلع من عند كرسها عندو خبطة قوية بركتبو... 
فكيف فيه يلف من عندها ليطلع كرمال يلحقها... وينهم سيارات الحماية عنو؟ وين تليفونو الملعون يلي قفلو من كم ساعة؟ 
جن صار مناه يخْبط راسو بالسكان السيارة... إلا بصوت سيارات الحماية وتوقفها بجنبو وهون هو صرخ: الحقوها بسرعة!
رجال الحماية يلي بالسيارتين مش سامعين كلامو من قوة المطر وشو انقهر بس شافهم متجمعين حواليه... ومش سامعين أوامرو: ولكم بسرعة الحقوها قبل ما تبعد ويصيرلها شي...
المسؤول عن الرجال يلي معو نطق برفض: يا بيك لازم نكمّل معك ع المستشفى وبنخلي مجموعة تانية تلحقها...
ابن الخيّال جن لحظتها من الكلام يلي ما عجبو وصار لأول مرة بدو يبكي من قهرو عليها هادي وين رايحة ما بتعرف فيه هون ضباع وكلاب ضآلة ومنطقة مقطوعة... يا ويلها منو إذا ضيّعت تعبو وراحت عند أهلها فشتمهم: ****** بسرعة بعدوا السيارة بدي روح دوّر عليها...
ووين يدوّر عليها وهو الله أعلم بحالتو... فانسحب عنهم رئيسهم متصل ع القائد الكبير المسؤول عليهم كلهم كرمال يلاقيلهم حل مع هالعنيد هادا بتدخيل عاصي ع الخط وكان من حسن حظهم قائدهم سهران مع عاصي كرمال يراجعوا معلومات مهمة بخصوص الأماكن يلي بمروا عليهم رجال دهب والخاصة منهم عثمان العرب المتصالح معهم من بعد عزا أبوه كرمال يكونوا ع دراية بكلشي بعيلة دهب... فقاطع كلامو مخبر عاصي: غريبة أبو الحبيب متصل علي بهالوقت... 
عاصي نفث سيجارو مخبرو: حاكيه شوف شو بدو بلكي يكون بدو شي مهم...
فأجى بدو يرد عليه لكنو الوقت ما اسعفو لإنو توقف الاتصال فرجعلو إلا أجاه مشغول الخط بالوقت يلي رن فيه تليفون عاصي.. فرفع عاصي حاجبو باستغراب مراجع أبو الحبيب مناوب مع مين الليلة دام هو بطّل مسؤول ع حمايتو فبسرعة ضرب جبينو بس تذكر إنو مع كنعان ورد عليه بنبرة قلق: خير شوفـ~~
أبو الحبيب قاطعو بعجلة: لحق يا أستاذ ابن حماك صار معاه حادث والبنت يلي معاه هربت وعم يطلب منا نلحقها وهو معنا وحالتو ما بتسمح!
عاصي دروخ من نص كلامو... شو بنت هربت منو ما هربت منو... شو هالكلام... راسو انفلت يا كبرها عند ربك يا كنعان شو مورطك مع بنات بهالوقت... فنطق مش مهتم بالحادث يلي صار معو قد ما مناه يعرف شو وقعتو مع هالبنت: أبو الحبيب شو بتخبّص شو قصة البنت يلي عم تحكي عنها؟! 
إلا بصريخ كنعان الواصلو كرمال يلحقوها وهو عم يسب عليهم بصوت هالي: يــا ##### و#### الــحـقــوها قٰـبل مــا اقـتلـكم...
هون عاصي حس القصة شي كايد... فبسرعة قال للقائد الكبير: قوم بسرعة... خبر الرجال ينزلوا معهم جيرمان شيبرد كرمال نستخدمهم عند الحاجة... ورجع يكمّل مع أبو الحبيب ياخد منو بقية التفاصيل وين الحادث الصار وكيف صار وهالتفاصيل يلي بتخليه يفهم شو يتصرف: وين الحدث صار كبير ولا بنحلها بسرعة وهل في حدا غيرو تضرر ووينكم لما البنت هربت منكم؟
أبو الحبيب رد بعجلة من شتم كنعان وتغرقهم بمية المطر: احنا بطريق جبل الليل والسيارة ما بنظن رح تساعدنا لنتحرك فيها فبنحتاج جرار لإلها وما بنعرف مدى ضرر ابن حماك لكنو مش قادر يحرك كتفو ورجليه ممكن يكون ماكلو رضوض فيها ولا كسور... 
عاصي بلع ريقو بدو الجواب الأهم ناطق: والبنت!
أبو الحبيب رد عليه: أنا والله ما بعرف شي عنها بس قال الحقوني ع المستشفى.. وللأسف المنطقة مقطوعة وما فيها أي كاميرا إنو تسهل علينا نعرف مكانها بس كمان سهل نمسكها لإنو ما فيه بيوت هون... بس الدور إذا لقيناها سليمة مع هالجو والضباب والكلاب المنتشرة هون... 
عاصي مسح ع وجهو وهو عم يطلع بسرعة من باب بيتو تارك ابنو لحالو للخدامة الباقية بالبيت ونطق وهو عم يطلع بالسيارة جنب قائد الأعلى: تمام احنا هينا جايين... وبنحلها بس نصل المهم إنتا بتروح تفقّد حواليك وبتخلي بقية الرجال تحميه لحد ما واصل الجرار مع بقية الرجال... وحسابكم معاي بعدين لإنو ما لحقتوا البنت قبل ما تهرب... وسكر الخط مضووج من السمعو... فشد ع فكو معصب أكيد عدنان وعبد العزيز عارفين عن الموضوع ومكتمين عليه... فبسرعة رجع لتليفونو متصل ع عبد العزيز... لكن ما فيه أي رد... فمنع حالو يسب لإنو دايماً اخر الناس وقت مشاكل العيلة ببيّن... فاتصل ع عدنان يلي سافر من وقت ما صارت قصة انفجار المستشفى مع سفرجل إيدو اليمين كرمال يلاحقوا العامل المسؤول على صيانة المستشفى واللي اختفى بليلة انفجار المستشفى... لكن كمان ما فيه أي رد... ففجأة لف ع القائد الأعلى محاكيه بنبرة صوت حادة: طلال مخبي عني شي؟!
طلال وين يروح بوجهو منو هو عارف وأبو العريف ومقبرة الأسرار فشد ع شفتو كاتم نفسو فرد عاصي كرر سؤالو بنبرة مخيفة بمعنى يا بتحكي يا بتفقد مكانك عندي: طلال برد بعيد وبكرر لأخر مرة مخبي شي عني!؟
طلال تنفس بصعوبة مش عارف شو يقلو ومن وين يبدا فنطق قبل ما عاصي يقلبها فوق راسو: من الأخر يا أخ عاصي آه بعرف بس ما بقدر قلك بدون ما إنتا تسأل أو تطلب منا نتتبع أخبارو مش بس حمايتو...
عاصي بلع ريقو وهو عم يحرّك إيدو ومكمل بالسيجار يلي صارلو فترة حاملو بإيدو ونسيه مع الهم يلي سمعو: اعطيني الصافي قبل ما اقلبها قلب فوق راسكم...
طلال رد عليه بصعوبة لإنو عارف تقل كلامو: بصراحة البنت ما بنعرف بنت مين لكن فجأة الرجال يلي معاه شافوها نازلة من سيارة رجال عرفوا بعدين بكون ابن الدبش و~~
عاصي شد عليه بالكلام كرمال ما يتشتت عن موضوع البنت بالعمدًا: وين راحت؟
طلال حس حرارتو ارتفعت ماسك لسانو ليكمّل فنطق قبل ما يرد يسألو خوف ما ينجن عليه: البنت بالكوج يلي بجبل الليل... وكمّل فاهم شو بدو يعرف... وما طلعت منو غير هلأ...
عاصي فرك جبينو عاجز يتحمّل كبر الكلام يلي عم يسمعو... من تفكيرو بحماه يعني هو يتلقاها بابنو يلي مات ولا بابنو يلي شكلو مش مصلي ع النبي وبورط حالو بورطات هو بغني عنها ماشي تزوج برا بس هلأ هو بشو وارط هون... فبسرعة سحب تليفونو متصل ع عدنان فوق العشر مرات... وبعتلو تسجيلات صوتية: أبو سلاح إذا ما بترد علي لاعتبرك معاون علينا مش معنا...
رد خلصني....
ويرد يتصل واخيرّا وصلو صوت أبو سلاح باللحظة يلي وصلوا سيارة كنعان: ألو!
عاصي بسرعة أشر لطلال ينزل يشوف الرجال لحد مهو مخلّص مع أبو سلاح فنزل طلال تاركو يسب ع أبو سلاح براحتو: يا #### و### و##### هات الصافي البنت يلي مع كنعان بنت مين وشو بتعرف عنها؟
أبو سلاح طبق الباب وراه مستغرب سؤال عاصي: خير ليش بتسأل؟
عاصي هينجن فنطق بصريخ: البنت هربت يا أخوي قلي خلّصني البنت بتكون بنت مين دامك جبتها لعند الكوخ لإلو... لتكون بنت ****~~
أبو سلاحو قاطعو بنص كلامو: لا يخي البنت بتكون مرتو والزبدة بتكون بنت دهب... بس كيف هربت منو وكل هالرجال حوالين الكوخ؟
عاصي هون جن بس سمع بنت مين وشو بتكون لكنعان وشاللي هامم ابن الدبش ليعرفو كيف هربت مع هالحماية المكثفة... وشو حس طلع عندو الضغط ونزل السكر عندو مبطّل يشوف قدامو فنطق بصعوبة رافض يصدق كلامو: عيد كلامك... حاسس حالي صرت ***** وسمعي ع قدي!
أبو سلاح تحرك لعند التلاجة يشربلو شي يهون عليه هالخبر الصادم يلي وصلو هلأ: بتكون بنت دهب وخاصة جاثم...
عاصي هون سكر الخط بوجهو ونزل بس لمح الجرار عم يرفع السيارة وصدمة بس ما لقاه فلف مصيّح الرجال: ويـنـو؟ 
ما حد استرجى يرد عليه غير طلال: راح يدور عليها مع الرجال... 
عاصي هون سبسب: ******* قلي ابو الحبيب موجوع وابصر مال رجليه إلا أنزل فيه... وقرب من الرجال خابطهم ع صدورهم: مش قلتلكم عينكم عليه.. 
ما حد استرجى يرد بكلمة... فصيّح بصوت اعلى وهو حاسس نقط بسيطة عم تنزل عليه من المطر يلي خف مع تشقق الصبح: بسرعـة بدكـم تعـرفوا ويـن صـار هـو  والـ#### يلـي معـو... 
طلال اجى بدو يهوّن عليه لكنو كتم حسو قبل ما يكلمو وهو عم يقلو: كلكم كنتوا معاه ع الخطأ وساكتين... وأشرلو يلحقو ع السيارة... وبسرعة طلع محل طلال بدو يسوق قبل ما يحرك إيديه ويساوي شي مجنون هيندم عليه بعدين برجالو وبطلال يلي نفذ كلامو طالع بسيارتو راكب جنبو وهو عم يكلم الرجال يلي تحركوا بكنعان ليدوروا ع البنت: وين صرتوا؟ 
فنطق مكرر الكلام يلي عم يسمعو من أبو الحبيب: هيهم في نهاية السهل... 
عاصي هز راسو ومد إيدو بمعنى يعطيه التليفون وهو متحاشي يطالعو... طلال اعطاه التليفون وهو عم يحط الحزام ومركز مع عاصي شو عم يقلو:  فهمني شاللي خلاك تاخدو معكم وانتو عارفين ممكن يكون ماكلو ضربة ومع أخدكم معكم وتطليعو برا السيارة يتفاقم الوضع قادرين تتحملوا المسؤولية... ع كلًا ما بدي جواب احنا قراب منكم ليعدي هالحدث ع خير لكل حادث حديث وسكر الخط لامح سيارة كنعان من بعيد  فزمرلهم ليوقفوا... بس عبس فبسرعة عجّل سيارتو كرمال تسبقهم ويوقفها قبل ما تكمّل طريقها... وهون أبو الحبيب يلي بسوق السيارة الفيها كنعان اضطر يوقفها خوف ما يصدم بسيارة عاصي العم ينزل منها مباشرة وهو يطالع كنعان بنظرات لوم كبير ممزوج بغضب واستياء... فتنهد كنعان بس شاف نظراتو لإلو لإنو مش وقت عاصي هلأ لكن الظروف جت عليه فحاول ينزل كرمال يواجهو لكن عاصي عجل حالو ليصلو ويفتح باب السيارة عليه ناطق بنبرة صديق غير ودود معو: لازم تروح تصوّر جسمك من شان نطمن عليك ورجالي مستمرين بالبحث عنها بدالك...
كنعان تنهد برفض: أبدّا ما رح أتصور إلا بعد ما شوفها بعيوني عندي...
عاصي تكتف مش قادر يطيق سيرتها لإنو قلة بنات كرمال يوْرط معها فبلع كلامو ناطق: بقلك روح تصوّر وكمّل عند أبوك إنتا عارف اليوم رابع يوم ع وفاة أخوك جابر وإنتا عارف أبوك شو بعزو وأكيد محتاج يحس فيكم حواليه لإنكم سندو... ومش بعيدة يجوا صحابو يمروا عليه للمواساة وينك إنتا عنهم بالقعدة... معك وقت تعدل نفسك بعد ما تكشف حالك وتوقف مع أبوك واترك الباقي علي... وصدقني ما بجيك غير يلي بسرك...
كنعان يا الله شو كره ضعفو والظروف يلي هما فيها... وشو كره هروبها منو ووضعها لإلو بهيك زاوية مخجلة... فهز راسو بإنصياع من رغبتو ما يخيّب ظن أبوه وأهلو فيه.... وبنبرة باردة عكس النار يلي جواتو رد عليه: تمام بس ما بدي كمّل ع المستشفى بدي كمّل ع الكوخ عدّل حالي وبعدها ع بيت أهلي...
عاصي هز راسو بمسايرة: تمام بس بآخر الليل بتجهّز حالك نروح نفحص...
كنعان رد عليه بلوي دراع: في حالة لو لقيتوها... 
عاصي طالعو باستخفاف لإنو أكيد هيلاقوها بإذن الله دامها مانها متفقة مع حد فتنهد بلا نفس مجاوبو: ماشي... وطبق الباب عليه ضارب بإيدو ع السيارة مخبّر الشوفير ابو الحبيب: حرك!
وبعّد عن سيارة كنعان مخبّر الرجال: خلونا نكمّل... وبسرعة رجع لسيارتو مستغلين توقف المطر كرمال ينزلوا بالتركتون الأراضي ليدوروا بأراضي الجبل مع الكلاب الجيرمان شيبرد بعد ما جابوا قطعة عليها ريحة إميرال من الكوخ الكانت محبوسة فيه بمساعدة الخدامة حليمة يلي زعلت كتير ع حال الست إميرال بعد ما سمعت كم كلمة بالغلط من رجال عاصي "إذا ما لقيناها لنروح فيها" مؤولة فكرة هروبها منهم... فشو دعتلها الله يهدي بالها ويبعد عنها كل شر... وقعدت قبال الشباك بعد ما رتبت فوضى الكوخ منتظرة صوت سيارة ولا خبر يصلها مطمنها عن إميرال فركض قامت لعند الباب بس سمعت صوت سيارات جاية لهون... وبهتت بس شافت كنعان جاي لحالو بدون إميرال فبسرعة سحبت حالها مخبية حالها بغرفتها من خوفها من هالمجنون....
وشو ساوت معاه هالمعروف لما ما لمح رقعة وجهها قدامو بس عبر الكوخ لإنو مالو خلق يقابل حد من قهرو الحاسس فيه من ورا بنت جاثم يلي هربت وهي بمتل هيك وضع... المشكلة عارف إنها ما كانت تمثّل بوجعها... بس كيف جت ع حالها تهرب مخاطرة بحياتها وحملها يلي مش بعيدة مع ركضها وخبطة السيارة ما تم... مجنونة هي توقّع حالها بشي مش قدو... فتنهد مكمّل لغرفتهم وهو مكابر ع وجع رجليه وضاغط ع كتفو المخلوع وبهت مكانو ضاغط ع وجعو بس شافها (لغرفتهم) مرتبة ومالها دخل باللي صار فيها قبل كم ساعة قريبة... فتكتم تأوهو من قوة ضغطو ع كتفو كرمال ياخدلو دش أبو كم دقيقة بس يزيل تلبط جسمو مع أواعيه ومية الشتى البللتو وشو تندم بس فكر ياخدلو دوش لإنو عاجز يحرك كتفو متل الخلق ليشلح أواعيه...  فاضطر يمزع بلوزتو بمشقة كبيرة وبوجع كاتمو كتم بالقوة وما صدق يحس بالمي عم تنزل ع جسمو بس لتخفف عليه ملمس جلدو ووقف المي واجى الوقت الأصعب تنشيف الجسم ولبس الأواعي يلي كان مخليهم بهالكوخ بس يجي يصيّف هون مرات كل كم سنة... وشو تغلب وتوجع بهالمهمة المضنية بين يرفع رجليه ولا يحرك كتفو وما صدق يلبس كل أواعيه ليحرك لبيت أبوه وهو من جواتو عم يشتم بنت دهب واليوم يلي فكر يطلعها فيه للمستشفى... لإنو هو غبي لما فكر يكون معها إنساني من غدرها فيه...
ما كفاها خداعها معو تقوم تكمّل عليه بهروب منو... فتنفس بغل رافض يكمّل ع البيت بدون ما يمر ع صيدلية ياخدلو مقوم خلع الكتف ومسكنات عيارها تقيل ليخفف من وجعو وبسرعة قبل ما يرد لبيت أهلو لبس المقومة برفض من مساعدة أي رجال من رجال الحماية وأخد المسكن ليهوّن ع حالو وجع جسمو كرمال يروق ويفكر منيح كيف يربيها للماكرة لبس يوقف مع أبوه بعدها إلا يقلب حياتها قلب ويجيبها تعيش عند أهلو عشان تقول الله حق... 
ما ريحتو فاحت واللي صار صار والغريب بالموضوع أبوه لهلأ ما اتصل عليه... معقول عاصي ولا عيونو الخفية ما خبروه... فتنهد من الحالة يلي هو فيها مصبّر حالو تصبّر ع جنونو... وفجأة بلش يحس جسمو تقيل وبدو ينام... فما عرف كيف مسك حالو عن النوم من رغبتو ليتطمن ع أبوه ويجس نبضو اذا بعرف شي ومخبي عنو ولا شو بالزبط... بس يا فرحة ما تمت ولا هي فرصة جت ع صحن من دهب لإنو ما لقى حدا حواليه بالبيت المسيطر عليه هدوء فبسرعة عجّل حالو لغرفتو بدو ينام من كترة النعس الهب عليه ع فجأة ومش عارف ليش بس مش مستعبد حبة الدوا يلي اخدها ما يكون فيها منوم وما لحق يمدد حالو ع سريرو بغرفتو النوم إلا هو نايم ع طول بدون ما يشغّل المكيف ويا دوب لحق يغطي حالو لنص جسمو وهو عم يضغط ع جسمو وهو نايم من حرتو ع بنت دهب ومن وجع جسمو.... وما بعرف بعدها شو صار فيه ولا ببنت دهب من حبة المسكن يلي جت رحمة من الله فيه... ومتل ما غفي بسرعة صحي بسرعة بلا أي مقدمات ع أوجاع جسمو المتنوعة وع صوت حركة بالبيت فغصب عنو قام من مكانو يشوف شو فيه وهو مش منتبه ع تورم وجهو من عند الدقن من قوة خبطتو وقت ما صار الحديث بالشباك المضاد للكسر والرصاص... وفتح باب غرفتو نازل لتحت محل ما فيه أصوات كتيرة  وهو مطنّش وجع ركبتو وبهت مكانو بس شاف الكل متجمهر بالصالون حوالين أبوه المتمدد ع الكنبة ومغطينو منيح بلحاف شتوي تقيل ومشغلين صوبة الحطب بدل المكيف من رغبة أبوه المفلوز ع تقيل... فبسرعة نطق وهو عم يطالع الجميع المش حاسين فيه من منحلة كلامهم وصوت التلفزيون والولاد الصغار: مالو أبوي!
فلفت عليه أول وحدة من بين الكل أمل أختو يلي تبسمتلو بوجهو رادة عليه وهي مبين عليها التعب والهالات السودا من الحزن ع أخوها الغالي والعطوف ع الكل: واخيرًا صحيت لنشوفك و~ 
فقاطعتها بنبرة جلفة وفاء أختو يلي جت فورًا مع بنتها وبنت جوزها بس عرفت إنو أبوها مفلوز: ملفوز يا والي عليه بتلاقيه انعدى من يلي اجوا يعزونا...
فتنهد ماسح وجهو لافت انتباه وفاء يلي فورًا قامت تشوف وجهو لافتة الكل عليهم: كنعان شو مال وجهك ليش هيك شكلو مبقّع؟
كنعان رد بكل دهاء وهو عم يحرك حالو لورا وهو مش فاهم شو قصدها لكنو حاسس بالتورم من عند دقنو اليمين بقوة من عجزو لياخد نفس طبيعي بدون ما يلسعو من الوجع: متحسس من شي أكلتو... ولف حواليه مطالع أخوه جواد سألو: وين ابنك الدكتور؟
جواد رد عليه: هيو بالمطبخ راح يسوي شي لجدو ليشربو...
كنعان هز راسو وهو عم يطالع خواتو القاعدات ما بسووا شي عكس أمينة وسهر يلي عم يحيكوا بأواعي الشتوية للبيبيهات... في حين جوري وأريام مالهم حس ولا وجود... فتحرك للمطبخ مدور ع أرسلان كرمال يقلو شو يساوي دامو هو دكتور بلاها لروحة المستشفى الما بطيقها... إلا بصوت سيارة جاية لعندهم فقرّب من الشباك يشوف مين وبسرعة تحرك بس شاف وجه عاصي مأجل روحتو لأرسلان لبس يخلص من موضوعو مع عاصي يلي شاك فيه مليون بالمية إنو ما لاقها... إلا بصوت أمينة وهي عم تنادي عليه موقفو: كنعان!
كنعان وقف يشوف شو مالها قبل ما يفتح الباب: نعم فيه شي يا مرت أخوي؟
أمينة هزت راسها: ابني اتصلت عليه أكتر من مرة ما برد بتعرف كيف رح أصلو؟
كنعان هز راسو بنفي: والله ما بعرف غير إنو روّح عند مرتو... بس هلأ بخلي عاصي يكلم المرافقة لمرتو وبطمنك...
أمينة ابتسمت راحة: الله يريّح قلبك متل ما ريّحت قلبي... المهم ما تنسى ولا عليك أمر يا ابن حماي ترسلي رقم المرافقة ع التليفون... ويلا خليني روح رد جوا قبل ما يفقدوني... ومتل ما جت فجأة ردت فجأة تاركتو يطلع من البيت مواجه أبو جنرال يلي جاوبو بدون ما يطالعو: لسا ما لقيناها وبنتحاكى بعدين لإنو مش بحاجة نلفت انتباه حد إنو فيه شي... وتجاوزو عابر بيت الجد كرمال يصحي حماه النايم وين يضل ينام وهو قاعد حواليه... لكن قبل ما يصحيه لازم يعرف وين المغضوب أبو ضرغام لهلأ ما برد ع تليفونو كان واثق هيلاقيه هون بس دامو مش هون ممكن عند بنت المغضوبين فسحب تليفونو متصل عليه بس عبس ما فيه أي رد منو ولا من الست سمية ع ساعة الضهرية شكلو هيحاكي رجال الحماية المسؤولين عنو لبس يطلع من هون... أكيد حضرتو قاعد بالعسل ومش سائل بجدو ولا بعيلتو... فلف وجهو متقصّد ما يقلق بغياب كنعان من انشغالو بحالة مرتو الغريبة عليه... لإنو امبارح تركها كان مالها شي بس هلأ حاسسها عم تمر بشي ماكلة همو...  فلف وجهو بعيد عنها مقرب من حماه وهو بقول لجواد: حضرة الدكتور اصحك تقلي ما صحي وردتنا و~
إلا بمقاطعة الجد لإلو بتعب: ليش يقلك ما صوتك لحالو يا ابو دخان بصحي...
فضحك الكل عدا مرتو نداء يلي سحبت حالها بعيد عنهم تاركة عاصي مناه يلحقها بس ما بحب هالحركات هاي برا بيتو لإنو ما فيه ياخد راحتو معها بالكلام فبس يطلع من هون رح يحاكيها تليفون قبل ما يتصل ع رجال ابن ضرغام ليطلعوه من جو العسل...
عاد هو وين يقعد بالعسل وهو حالو مش أحسن من حال الجد إلا أسوأ منو... 
مفلوز ع تقيل وما حدا حاسس عليه بغرفة المكتب... ومكتفي بجاكيتو الجلد يلي معطيه برودة رغم المكيف المشغل... وغير وجع الراس الرهيب الحاسس فيه ومش قادر يتحملو... والطامة تليفونو واقع منو ع الأرض ومش قادر يقوم يجيبو ولا حتى يمد حالو ليسحبو... 
فوينها بنت قلبو عنو؟ 
ووينها الست سمية مش فاقدة حسو؟ 
صار بدو أي حدا يجيبلو عصير ليمون ولا يعطيه مسكن ولا حبة زنك تهون عليه عياه... 
هو عليه مليان شغل اليوم وما حدا من يلي معو بهالبيت مقدّر لو نقطة من مليون هالشي... فضغط ع جبينو مش متحمل وجع راسو وعاجز يتقلب ولا يحرك حالو من تقل عظمو وفتلان راسو فسلم أمرو لله وهو غصب عنو ينام ويصحى.... 
ويصحى وينام وهو حاسس الوقت عم يمضي وما حدا حس عليه ولا هو صار يحس بنفسو لكن شاء ربنا يرحمو ويهوّن عليه وجعو بس صحّى بنت 
قلبو من نومها وهي جاي ع بالها تقرأ وتاكل كتير لتفش خلقها من بعد يلي صار... فبسرعة قامت عن السرير مش سائلة بتفرشي اسنانها ولا حتى كم الساعة هلأ وهل الظهر أدن ولا لأ.. وأصلًا لو أدن كان الست سمية جت تصحيها كرمال تصلي... وكمان أحسن ما جت هي ما بدها تشوفها من غيرتها منها... ففتحت باب الغرفة متل الفارة ماشية ع رووس أصابعها لإنها مش حابه تحاكي الست سمية... وبشويش فتحت باب غرفة المكتب... وعبرت فورًا مسكرة الباب وراها للحفة بس بدون طبقو...  وبسرعة لفت حالها ناحية رف المكتب والخاصة منهم رف الروايات يلي رتبتلها إياه الست سمية... فمرت من عند قدام الكنبة المعطية ضهرها للباب وعيونها مش شايفة شي غير رف كتب الروايات إلا بإيد بتمسك بمعصمها فجت رح تصرخ من الرعبة لكن رحمة من الله فيها لمحت ابن الخيّال يلي بكون ابو بنتها متمدد ع الكنبة قبل ما تصرخ فبسرعة سحبت إيدها من إيدو وهي عم تقلو: خوفتني!
عبد العزيز نطق بتعب: روحي نادي ع الست سمية...
جودي وين تروح تنادي ع الست سمية وهي عندو وهو مسؤول منها هي دامها بتكون مرتو وأم بنتو يلي عم تكبر ببطنها... فقربت منو بهمس خوف ما تمسكهم الست سمية وتلبي أوامرو: شو بدك منها؟
عبد العزيز ضحك ببهتان شو هالسؤال الغبي هي مش شايفة حالو ولا سامعة صوت الخافت التعبان... ونطق بدون تفكير: عيّان...
جودي بس سمعت ردو بسرعة قربت منو وهي عم تحط إيدها ع راسو ناطقة بخوف: حبيبي إنتا حرارتك نار... وقرّبت منو بايستو ع جبينو ومخليتو يبتسم عليها... لإنها عم تعاملو متل طفل صغير... فنطق وهو عم يحاول يبعدها عنو: انتي حامل خطر عليكي تعيي... بسرعة روحي ناديلي الست سمية!
جودي ردت باعتراض: لا ست سمية أنا مرتك وأنا لازم أهتم فيك...
عبد العزيز مش قادر وهي معندة هي تهتم فيه... يا صبر أيوب بس... فنطق مسايرها لحد ما تدرك هي ما رح تسويلو شي: انا بدي دوا فلونزا مع ليمون وبندورة معصورين مع سن توم... تمام...
جودي هزت راسها: تمام...
وبسرعة قامت تركض مخليتو ينطق غصب عنو ليوصيها: شوي شوي ع حالك إنتي حامل...
مين قال هي حامل ولازم تدير بالها ع حالها... هالكلام هادا مش مزبوط لإنو هي هلأ لازم تثبت جدارتها إنو هو مسؤول منها هي مش من الست سمية.. فبسرعة صارت تتحرك بالوقت يلي اندق باب الفيلا بقوة بس هي ما همها رغم إنها سامعة لإنها بدها تضمن تسوي يلي قلها عنو... وتقلب هون وهناك تدوّر ع ليمون ولا ع حبة بندورة ولا ع عصارة ولا ع حبة توم... والكارثة ريحة التوم خلت معدتها تلع بس تكمّل غصب... وبس جت بدها تعصر إلا بصوت الست سمية الموجه لإلها: بنتي جودي وين زوجك؟ سيارتو هون!
جودي ردت عليها ببرود عكس النار يلي جواتها: سر... ولفت عليها قارفة تعصر من ريحة التوم... لكن ترد تتراجع... بالوقت يلي ردت فيه الست سمية تسألها: يعني هو هون؟
جودي ردت عليها بنفس الجواب: سر!
الست سمية انجلطت فجت بدها تروح إلا بصوت جودي وهي عم تركض: لا لا.. سويلو عصير بليمون والبندورة مع سن تومة وأنا رح أهتم فيه وهو بغرفة المكتب..
الست سمية خافت عليه وبسرعة تجاوزت جودي داخلة لعندو وهون جودي بكت بحرقة لإنها خرّبت عليها مهمتها... وانقهرت بس شافت الست سمية عم تحاكيه وتهتم فيه في حين هي ع الرف عاجزة تعملو شي فبس شافت الست سمية عم تهرول لتجيبلو حبة مسكن ولا كاسة العصير يلي طلبها منها... تنقهر فبسرعة ركضت لعندو بعد ما طلعت من الغرفة منفجرة بكى ع صدرو رافضة تبعد عنو... وهو هون فكر بكاها لإنو عيان... فمسح ع ضهرها وهو مناه تبعد عنو فنادى ع الست سمية بتعب: ست سمية! 
:يا ست سمية!
لحظتها جودي انفعلت رافعة راسها ورادة عليه باعتراض من بين دموعها: لا ست سمية! لا ست سمية! بس أنا! بس أنا.... وتخصرت بجدية غريبة عليه مخبرتو بنبرة تحذيرية: بدي روح سويلك كمادات مية... إنتا مسؤول مني أنا وبس...
وطلعت من غرفة المكتب بتقل وبعيونها المش شايفة قدامها غير اهتمام ست سمية فيه... فعبرت المطبخ سافهتها ومتحركة مدورة ع مي باردة وتلج حاططتهم بجاط بلاستيك وبسرعة متل السراقة أخدت الكاسة يلي عملتها الست سمية وهي مش قادرة تتحمل ريحتها وبالعافية وصلتها لعندو وركض راحت تستفرغ مش قادرة تتحمل لا شكل الكاسة ولا ريحتها ولا فكرة إنو هو شربها... ورجعت لعندو وهي خاوية لإنها جوعانة ومش حاسة بجوعها وابتسمت وهي مادة شفايفها لعند إدنها من حرتها منو النازل بس ينادي ع ست سمية... فبلعت ريقها مقوية حالها لحظة ما لمحت أي أثر لست سمية بغرفة المكتب... وتقدمت منو وهي عم ترفع إيديها ع شعرها القصير مرجعتو ورا إدنيها ناطقة وهي عم تقرب من مكانو ومطالعتو من فوقو للي مش فاهم شو مالها طلعت ع فجأة بعد ما اعطتو كاسة العصير... صحيح هو بدو إياها تبقى بعيد عنو خوف ما تعي بس ليش هيك ركضت ما بعرف: من يوم وطالع ما في حدا لازم يهتم فيك غيري... وأشرت ع حالها بغضب مفاجئ غريب عليه مكملة... أنا وبس... يعني مش ست سمية! 
عبد العزيز مسح ع وجهو... هو عيان وهي نازلة بتقلو هالكلام فغمض عيون مش حابب يشوفها بهيك شكل البعيد كل البعد عن براءتها يلي بعشقها فيها... ونطق سائلها ببرود مستفزها كرمال يفهم شو عندها وشو بدور ببالها: ومين يلي قرر؟ 
جودي سبلت بعيونها رادة بنبرة باردة نفس برودو: أنا قررت! 
عبد العزيز هون فتّح عيونو معلق وهو عم يسحب الغطا الغطتو فيه الست سمية قبل ما تيجي مدامتو بهالمزاج الغريب عليه: متقدمة يا بنت صايرة تقرري وتجزمي... بعدين شو مالك ع الست سمية هيك بتحكي اسمها لتكون غيرانة منها و~
سكت بس شاف وجهها أحمر بحقن وعم تتنفس بصعوبة... فبلعت ريقها قبل ما يقلها منتبهة ع تنفسها وعاجزة ترد على كلامو يلي توقف بنصو... فنطق محاول يقويها لتعبّر عن جواتها بما إنو متسلي مع عياه باكتشاف جانب جديد فيها: وين لسان فارتنا راح!!
الفارة جودي فوراً تلبكت بس سمعتو عم يحاكيها متل جدها وبنادي عليها فارتنا... فجت رح تضحك لكن لا تورجيه إنها جدية فنطقت متعلثمة: اه آ~~ وطار الكلام من عقلها...
فنطق بالع ريقو يلي بوجعو: آه مالك إنتي؟ 
جودي بللت شفايفها رادة زامة فيهم حايرة كيف تقلو ولا تعبّرلو عن الحرقة اللي حست فيها من اعتمادو ع الست سمية بكلشي بهالبيت: ما مالي شي ونطقت مغيرة الموضوع بكل اندفاعها من كرهها للكلام عن غيرتها من الست سمية... بعدين أنا مقهورة لإني بضل بالبيت بس مع الست سمية! 
عبد العزيز تنهد من حالها ورد مسح ع وجهو خلص مصفر مش قادر يتكلم أكتر من هيك... ففرك زوايا عيونو بانزعاج مجاوبها: بصراحة حالياً صعب أطلعك من هون لأخلص كم شغلة بعدها بفكر إذا رح نرجع ع دار أهلي ولا هنبقى هون... ولف عيونو الزايغين عليها مع وجع راسو منتظر ردها للبوزت باعدة عنو راجعة للكرسي بعدم رضى لإنها هتبقى هون مع الست سمية لفترة كمان وطالعتو باستياء مجاوبتو: طيب بس رح نروح مكان لحالنا... وشددت ع آخر كلمة قالتها...
عبد العزيز هز راسو كتسليكة لإلها ومبشرها بشي رح تنبسط عليه بعدين:اوووفت (اووف) خلص رح أجيبلك لشي يوم جوري وأريام يقعدوا عندك منيح؟ 
جودي وقفت ع رجليها بحماس رادة: يا الله شو بحبك... خلص هيك منيح ومنيح كتير...
ابن الخيّال هون جفل من كلامها وانبساطها يلي مش فاهم شو سببو... وأكيد ما رح يفهم سببو لإنو مش واعي ع عالم مدامتو يلي مبعد كتير بالأفكار وغرقان بعالم السيدات... فكرة إنها تستقبل حد وتعاملهم كامرأة متزوجة بالاستقبال والتأنق... الله تسوي متل ما بتشوف بمقاطع الافلام الكلاسيكية العم تحضّرها إياها الست سمية وقت الاستماع للغة الانجليزية والألمانية... فردت مكانها متخيلة شو بدها تسوي بس يجوا عندها وشو رح تلبس وكيف لازم تقعد وغفت مع تفكيرها بعالم السيدات الكلاسيكي السرحت فيه بعيد عن ابن الخيّال يلي بس شاف حالو تحسن شوي طلع لغرفتو مغيّر أواعيه ومكمّل لبيت جدو يتطمن عليه رغم إنو هو بدو مين يتطمن عليه...  وما توقع بس وصل بيت جدو يرد ينام ع الكنبة التانية المجانبة لجدو يلي تونس فيه مع مرضو على عكس مرتو يلي صحت من نومها شوبانة من الغطا يلي حطتو عليها الست سمية ومن مكيّف الغرفة الهواه سخن... فبسرعة قامت تهون عليها حرارة الغرفة وتصنمت مكانها بس انتبهت إنها ما شافتو ع الكنبة معقول هو طلع فبسرعة طلعت تدور عليه وشحبت بس ما لقتلو أثر بكل البيت بِدل ع وجودو... فعصبت رافضة تحاكي الست سمية يلي نبهتها: بنتي الأكل جاهز ما تنسي تصلي العصر وتقضي الظهر إذا نمتي بدون ما تصليه كرمال تيجي تاكلي ونبلش دراسة...
أي دراسة أي أكل أي بطيخ الشام بتحكي عنو وحضرة السي سيد ابن الخيّال طلع بدون ما يودّعها... فتحركت متجاهلتها راجعة لغرفتها لتتوضى وتقضي الظهر وتصلي العصر وهي فايجة فردت نزلت تحت لتاكل غصب عنها رغم جوعها الما بدها ترضيه.... فتجاهلت الست سمية ماكلة بدون ما تحاكيها وبس خلصت أكلها كلو ردت لغرفة المكتب بدون ما تتشكرها أو تتبسم بوجهها وسحبتلها أي الرواية بتقع بإيدها مكمّلة لغرفتها بدون ما تقلق بست سمية يلي ما حبت تلاحقها وتوجّع راسها مع مزاجية الحامل ففضلت تتركها ع راحتها وتروح تقرألها شي بسليها ولا تتواصل مع ناسها واحبابها واصحابها أحسن ما تضغط بنت قلبو يلي هي اصلًا مضغوطة من حالها لبالها من حرتها منها ومن ابن الخيّال الحاططها ع الرف فتقرأ الرواية الواقعة بين إيدها أفضل ما تضل قاعدة بس تاكل في حالها... فطالعت اسم الرواية يلي بين إيديها بعنوان أليس ببلاد العجائب... يا كرهها لهالأليس ولهالقصة... ففتحت أول صفحة تقرأ وهي مجبورة...
اليوم كلشي عندها بالاجبار لدرجة تبكي غصب عنها... ومن كتر ما هي ضاغطة حالها معدتها بلشت تاكل فيها لحد ما استفرغت كل يلي ببطنها من حرقتها من يلي كان عيان وطلع بدون ما يعبّرها ولا يقلها متى هيرجع... عم بتصرف معها متل أبوها... لا بقلق فيها ولا بسأل عليها ولا بتصل عليها وكلشي ع الخدم ولا ولما بدو شي بالغصب لازم تسويه وبغيب قد ما بدو عن البيت... هي ما بدها تعيش هيك... هي ما بدها حد متل أبوها... ما كان حضرتو السي سيد معها منيح ليش حوّل... معقول هو ما بدو إياها وع الكيف عايش معها ولا كيف... هتموت وتعرف ليش تاركها هون في حين هو عايش حياتو مش سائل فيها هي... 
ومن الطبيعي تفكر هيك دامو مانو مخبرها شي... من خوفو ع حملها بس لمتى؟ هي ممكن مع عدم معرفتها للي عم بصير يعقّد الوضع بينهم ويوقعوا بمشاكل تانية هو بغنى عنها معها... والطامة إن قلها هيوقع بمشاكل هو بغنى عنها كمان من إدراكو لعدم قدرتها لتستوعب كل يلي عم بصير ومن خوفو تقسى وتتغير وما تعود بريئة متل قبل.... 
أصلًا هو شو بدو يقلها لو قرر يخبّرها البقية بحياتك جدك مات وعمك مخطر وأبوكي كان سبب بموت عمي وعمك ترك عيلتك وتبرا منها ولا يقلها الخبر الأصعب احنا لازم نقتل أبوكي وأي حدا بدو يضرنا.. ولا يخبرها أبوكي طلب هدر دمك... 
ما فيه خبر أهون من خبر كلهم علقم وسم ع الروح... لإنو عارف خلص ما جدها مات وعمها مخطر وأبوها ع الحالتين رح ينقتل وإن درت كارثة ما رح تهدا ورح تكره الكل وأولهم هو ويرد معها من تحت الصفر بس لو خبى عنها لحد ما الوضع متم ممكن أهون فكرياً لكن لحظتها لأ... هي ع الحالتين ما رح ترتاح.... بس ع الأقل في شي بحتم الأمر قدرتو ليتحمل تغيرها ووجعة راسها ولا ما فيه... 
هو بالفعل مناه يقلها بس هو محتاج مكان يروحو وهو ضامن ما حد بضلو يذكرو باللي عم بمر فيه لو بنظرة... وما فيه هالحد غيرها هي منفسو ومنآه الوحيد عن العالم فما بدو يقضي ع منفسو ومنآه المتبقيلو من بعد عمو المرحوم.... لهيك تركها من بعد انبساطها مش قادر يبقى مكانو مش
لإنو بس بدو يتطمّن ع جدو إلا لإنو بدو ينأى بعيد عنها وعن فرحتها يلي هتروح وتتلاشى بمجرد ما يجيبلها جوري وأريام لعندها كرمال يآزروها باليوم يلي هترد فيه لبيت أهلو كرمال تعتذر لمرتعمو... 
الكارثة هي مالها دخل بعمايل أبوها كلاميًا لكن فعليًا هون المشاعر بتدخل والموضوع بتعقّد وبتصير شغلة اعتذارها واجبة كجبر الخواطر والنكبة عارفها ما رح تتحمّل تعتذر لمرتعمو جابر ع العلن وهالشي ممكن ما تسامحو عليه وحتى يسوي شرخ بينهم... فشو حس حالو جاني وظالم معها لإنو اسعدها لحظة لكنو بالمقابل هيكسرها عمر غصب عنو من عمايل ابوها... الآباء يزرعون والابناء يحصدون... وهالفكرة هاي قهرتو من حبو ليعزها ويدللها فشو أكل بحالو لدرجة ردت حرارتو ارتفعت مع حزنو ع عمو وع زعلو عليها.... ورد تِعب تَعب قوي لدرجة ما قام من المكان يلي نام فيه ببيت جدو من قهرو ع مرتو فكريًا وهو ما عندو فكرة كبيرة كيف هالأسبوع عدا عليه بين إهتمام أمو وعماتو وجوري وأرسلان وجدو يلي طاب قبلو فيه (مع الاهتمام)... في حين كنعان وعاصي ما كانوا أحسن منو لإنهم متلو كانوا مفلوزين بس فلوزتهم أهون من عبد العزيز  يلي كانوا يستفزوه من حاجتهم ليكون معهم بالمشكلة الغاطسين فيها مع بنت دهب يلي هلأ مش عارفين وين أراضيها: مصدق حالك عيّان! 
:فضحتنا من أولها نخيت كل هادا عشان بعيد عن يلي احم احم...
:لك من متى هيك بتتغنوج (بتتغنج) علينا!
:يخي طيب بدي حد استفزو متلك... لإنو فش حد مستحملني غيرك... 
: لك عديت ابني وابني عدا الكل...
: ابن ضرغام في شغل بستناك...
بس ابن ضرغام عبس ما قام لدرجة جابلو دكتور يعاينو بالبيت ويعطيه خافض حرارة كرمال حرارتو تخف... 
فوصاهم الدكتور بعد ما أعطاه خافض الحرارة يسوولو كدمات مي وإذا تطوّر وضعو ينقلوه ع المستشفى... وسبحان الله عند ذكر سيرة المستشفى الأخ صح وحالو صار أحسن بس راسو مش متحمل ضجة البيت بين ركض هادا وعطس هادا وهديك وصوت طفل هناك صوت طفل هون... وصوت وفاء الحاد وهي عم تنادي الخدامات وهي كل شوي تعطس: اتشوه علا يلا بسرعة جيبوا الأكل... 
:علا تعالي إنتي والبنات قيموا الأكل!
: تعالوا ودوا الأكل لأمل!
: رتبوا البيت وجهزوا الديون صحاب أبوي جايين (تشوه)!
:رجالنا جايين نزلوا الأكل!
:عيونكم ع الولاد! 
وشو صوت عمتو وفاء الصارم ما بشبه صوت أمو وهي عم تقرأ عليه قرآن وحط بصل جواة الجربان الملبستو إياه هي وأبو إصبع أختو جوري يلي تضلها تقلو وهي عم تغيرلو الكمدات المي الباردة ولا الطبقات المغطينو فيهم من فوقو وتحتو وتعرقوا معو من حم جسمو وسخونتو: أنا عارفة زعلان ع جابرنا بس أنا هيني طلعت أقوى منك... بعدين قوم حاكي حلوتك لتطمنها عليكي بكفيك حارمها صوتك كم يوم أصلًا بقصها لإيد إذا بتعرف إنك مريض ولا حتى إنك بتحكيها تليفون متل عادتك... بعدين عاجبك هيك ريحتك... ومخلينا نمرض معك... 
وما تحل عنو إلا لما يجوا رجال عماتها وجبر ابن عمها كرمال يتطمنوا عليه وع الجد... وترد لعندو بس ينسحبوا من عندو من حاجتها لعطفو وحنيتو عليها فتعطف عليه من حاجتها ليعطف عليها بس يصح ويرد لعافيتو... فتبكي بحرة من عياه التقيل هي مش قادرة تتحمل خبر موت عمها ليجي أخوها يمرض هيك وهو جدها... أي إذا جدها الكبير بالعمر واللي الله يطول بعمرو راق قبلو رغم كحتو القوية لكن أخوها سحب...  وشو بكاها بالليل جنب راسو بعد ما الكل يروحوا لفراشهم خلاه بفضل الله وفضلها يكافح معاناتو وكحتو القوية يلي ما كانت تخليه مرتاح حتى وهو نايم... ويقوم تاني يوم عند الضحى منسحب من بيت جدو مع تليفونو لبيت أهلو ماخدلو شور سريع ومجهز حالو بسرعة وهو بكح من كل قلبو وخطف نزل بدو يلحق الشركة إلا بصوت أمو: بسم الله الرحمن الرحيم شو جابك هون كيف صحيت... تعال تعال قيس حرارتك! .. ع وين رايح بعدين هيك خطيفة؟
عبد العزيز اجى بدو يرد لكن كحتو سبقتو: كح كح كح... 
أم عبد العزيز قربت منو داقة ع ضهرو: الله الله... مش شايف حالك تعبان مكيفلي ع حالك بدك تطلع... 
عبد العزيز رد وهو عم يرفع إيدو ع دقنو: يما كم يوم صارلو متجمد مكاني فبدي لف العالم بساعة... وشد ع حالو بدو يلحق يشتغل... لازم خلّص يلي علي... 
أم عبد العزيز تخصرت مش عاجبها كلامو: لك مش شايف حالك وحرارتك وين... بلا شغل بلا هم... 
عبد العزيز ابدًا قعدة ما فيه فردلها بسرعة: يما برضاكي علي ما تزيدها علي... القعدة مش إلي.... أنا حدا بحب اتحرك (بحب يتحرك)... وصوتو مع انفعالو خف لدرجة مش كل كلامو واضح...
فعلقت أم عبد العزيز بانفعال من خوفها عليه: اه قلتلي بدك تشتغل وإنتا بهالصوت انشالله رايح تشتغلي بالشركة بالإشارة ولا بالكتابة... روح روح بلاش تحرق اعصابك ونكون بشي ونصير بشي تاني... 
عبد العزيز بسرعة باس راسها وركض بعت رسالة للرجال المسؤول عن حمايتو يجهزوا حالهم ليطلعوا فيه ع الشركة وما صدق يسمع صوت الزمور ليخلص من تواصي أمو: اشرب بابونج يما وزهورات لو مش مستعجل كان عملتلك بالسخانة ~~
وتحرك لعندهم وأمو مكملة: ما تنسى تاكل... كل منيح يما~~~
وفورًا ركب السيارة جنب الشوفير بحماس... أيوة هون الحياة.. هون الشي الصح إنو يتحرك يشتغل ما يدخل البيت إلا بعد ما يخلّص يلي عليه... راسو صدّع مع القعدة بالبيت هو بكفيه مرضو بس صوت صريخ ولاد الصغار وبكا أختو وعماتو ع حالهم ولا جدالاتهم المفاجئة... الشغل بكل تعبو ما استنزفو هيك... فالحمدلله ع كل حال أيام وعدت والله لا يعديها... وما صدق يصل الشركة  ليتحرك بشوق للمكتب ويشتغل يلي عليه بس مقهور مش قادر ينطق بحرف من صوتو ومن تليفونو الما وقف رن من عماتو وأمو وجدو وعمامو يعاتبوه ع عملتو... فطلبلو من سكرتيرو عمر يعملو مشروبات سخنة مع مص سكر فضي باستمرار لحد ما الوضع خف... وصوتو شوي تحسن بس مش لدرجة التكلم لكن كحتو يلي دبحتو مع حرارة جسمو فكان يكابر ع نمتو لكن إلا ما يناملو شوي ويرد يكمّل شغلو رافض يروح ع البيت بدو ينجز عشان يتفضى لضجة المستشفى بالبلد واللي تقصدو أهلو ما يخبروه عنها بس هو أول ع آخر رح يعرف... فبس ينضغط من شغل الشركة ياخد استراحة يتابع قصة ضجة المستشفى بالبلد واللقاء والمظاهرات كرمال يعرفوا شو صار فيها وليه لهلأ ما فيه شخص بحمل القضية... فكان يسمع تصريحات بعض أهالي الضحايا وهو متأكد مدفوعلهم ليساووا هالبلبلة لإنو هو وكنعان وعاصي مروا عليهم مع الطاقم الممثل من المستشفى مع المحاميين كرمال يآزروهم ويخلصوا الموضوع معهم ودي لكنهم هلأ صعدوا الوضع فاستوقفو تصريح أم لأحدى الضحايا الراحوا مع عمو بقصة انفجار المستشفى: ابـنـي وحـيـدي راح يـا ويـلـي عـلـيـه... قـال راح يـسوي عـملـية ليـقـيـم مـرارتـو.... وتبكي من كل قلبها مش قادرة تكمّل فتخبي وجهها رادة ناطقة بشكل متقطع... هـيـو راح... راح لـعـنـد ربـو و~~~ 
ما قدر يتحمّل كلامها البصل لجوا القلب فسكر التليفون مغصوص بدنو... لإنو كلامها مزبوط يعني ابنها دخل المستشفى ع أمل يرجع بصحة وعافية اتاريه بمشيئة رب العالمين طلع مفقود من هالحياة والسبب انفجار المستشفى المريب فرد يكمّل شغلو يلي مخطط ينجزو اليوم من شان يقالب بقصة ضجة أهالي الضحايا والرأي العام كرمال يفهم شاللي خلاها تصل لهالحدة هاي وهو مستغرب أبو جنرال لهلأ ما حاكاه ومن الطبيعي ما يحاكيه من كتر ما بطارد بقصة اختفاء مرت كنعان الوقورة... المش عارفين كيف اختفت بهالسرعة هاي بعيد عن عيونهم دام سياراتهم لفوا كل شبر بالمنطقة ونزلوا الكلاب تدور عليها عدة مرات بدون كلل وملل ع أمل يلاقوا طرف خط يوصلهم للوقورة مدام كنعان الخيّال لكن كل محاولتهم تنتهي بفشل ذريع من توقف الكلاب بنفس المكان الخلا الما فيه لا بيت ولا حد ونيس ولا حتى ممشى طريق يدل إنو في حد أخدها فيؤمرهم عاصي من شد انهلاكهم: استراحة محارب... 
ويردوا بعد الاستراحة يلفوا بالمنطقة لكن ما فيه أي تقدم لهيك لجأووا لقصاص أثر ليعرفوا وين راحت... فلاحقوا خطوات الرجلين ملاقين خطى رجليها الحافية بكم مكان وبعديها ما فيه أي أثر غير لرجالين طويلة أو بصمة لبساطير رجال عاصي ولرجلين كلابهم جيرمان شيبرد... 
فدام ما لقوا غير توقف رجليها بهالمكان هون يبقى آخر شي كانت هون لإنو مستحيل آثار رجليها تندمل بهالسرعة هاي دام المطر خف وما فيه سيول... والأهم من كل هادا ما فيه إلها خطوات رجوع تدل إنها رجعت من محل ما جت او غيّرت مسار هروبها... فحاولوا يراقبوا لبعيد ويشوفوا وين فيه كاميرات وشو السيارات يلي مرت وما لقوا غير كم شاحنة ساعتها مرت من هيك.... فتفقدوا أمر هالشواحن المارة من هناك بس ما لقى عاصي ورجالو أي ثغرة فعلق قصاص الأثر واللي بكون ابن عم عدنان: البنت عند رجالك يا عاصي... حلك ومربطك عندهم...
فضحك عاصي من ثقتو برجالو راددلو: موفق وحد ربك يا رجل رجالي ما بسترجوا يعملوها...
موفق رد عليه وهو عم يرجع لسيارتو: إنتا حر تصدق كلامي ولا لأ... وأنا أكتر من هيك ما فيني اعملك... 
وبالفعل موفق شو بإيدو يعملو غير يعطيه يلي عندو وفق المعطيات يلي بين إيديه.... لكن هو كيف بدو يصدق فكرة حد من رجالو يخونو بكل هالبساطة هاي... وهو مدلعهم آخر دلع بالخدمات والراتب يلي بدفعلهم إياه خوف الخيانة... 
هينجن إذا طلع كلام موفق ابن عم عدنان مزبوط.... فمسح ع وجهو وهو قاعد بمركز الحراسة ماسح ع وجهو... وضايج من سواد وجهو مع ابن حماه يلي وعدو هيرجعلو إياه بيوم هروبها وهي مر أسبوع وهو ما لقاها بجبل العين ولا حتى قدر يعرف وين ممكن تكون متخبية... فمسح ع وجهو منادي ع طلال القاعد بالغرفة يلي بجانبو عم براجع ببعض الفيديوهات المعطيه إياهم كرمال يفهم هالرجال يلي بالفيديوهات بكون مين بمساعدة كم رجال منهم: طـلـال!!!
طلال بس سمع صوتو من شباك غرفتو بدل ما يطلبو من خطو عرف عاصي مش تمام فبسرعة عجّل لعندو وقبل ما يعبر غرفة مكتبو قلو: فوت وسكر الباب وراك... وبسرعة سحب تليفونو (عاصي) مقفلو من شان يعرف يحكي بدون ما حد يقاطعو برنة التليفون ولا برسالة من حدة الموقف يلي هو فيه... ومن عجزو ليستوعب كبر تهمة موفق لرجالو الكانوا وقت القصة مع كنعان يلي هينجن أكتر منو من اختفاءها يلي عم يطول وهو مش عارف وينها... 
هي لو كانت عند أهلها كان عمها محراك الشر بات البتة... فدامها هي مش عند أهلها هتكون وين... 
إذا المستشفيات ومراكز الشرطة ومؤسسات التمكين ورعاية المرأة فقّدوها ع أمل لو يلاقوا إلها أثر بس عبس... 
هينجن من خوفو لتوقع بين مجموعة شباب عاطلة ولا مجموعة عصابة هناك بس ما فيه خبر ولله الحمد بأكد هالتخمين الشنيع لإنو ما فيه هيك جماعة بهالمكان... فمسح ع وجهو عاجز يفهم وين اختفت...
هو ما لقى غير يعمل حادث يخلع فيه كتفو ويفلوز غير بهيك وضع... اللهم لا اعتراض ع حكمك بس الوضع يلي هو فيه مش هين ومهين لرجولتو العاجزة تصل لبنت دهب الهربانة منو لمكان مجهول هي نفسها ما بتعرف كيف وصلتو أو من وين طلعلها من بين هالسواد وهالكمية المطر الغزيرة والزاخة زخ ع راسها وجسمها جابرتها تفقد وعيها من قوتها مع برودة الجو الماشية فيه بأواعيها المش مقيتها برودة الجو وقوة المطر.... وما بتعرف بعدها كيف صحت وهي ع إيدين قوية... وردت فقدت الإحساس رغم وعيها الجزئي بالأصوات العم تسمعها من حواليها مجبرة من سخونة جسمها الغيبّتها عن العالم واللي عم بصير فيه من رغبتها لتتنصل من ابن الخيّال القهرها باللي سواه فيها ومعها... وكأنو بهروبها منو فادت حالها وحلت كل مشاكلها يلي تفاقمت فوق تفاقمها مع هالجنون يلي عملتو وهي مقتنعة اقتناع تام حل لا مفر منو من جرأتها وتمردها ع اللي بصير فيها دامها ادركت هي بكل الحالات مقيّدة... فقيد أهون من قيد... وقيد الهروب كان حل مناسب لإلها بهالوضع يلي هي فيه وسبحان الله تفكير بنت جاثم وين وبنت عمها جاسر يلي عانت الويل وين... لإنها ما فكرت تهرب رغم كل يلي مرت  فيه سواءً كان عند أبوها ولا حتى عند ابن الخيّال يلي اختفى عن عيونها من قبل أسبوع ومن بعدها بكل ثقة منو ما مر ع البيت يوم واحد بلا سبب ومبرر منطقي لإلها هي يلي صارت تشتاقلو أكتر من قبل وتفش خلقها بالدراسة رغم مقاطعتها للست سمية بالكلام وترد بعد الدراسة لعزلتها مقضية وقتها فيها بين القراءة والأكل والصلاة وتفريغ مشاعرها بالرسومات يلي عم تعملها... وهي عاجزة تفهم ليش لهلأ ما مر ولا طلب يحاكيها صوت... والطامة طلبت تحاكيه لكن الست سمية ترد عليها باقتضاب: مريض... 
شو هالمرض يلي بخطفو منها هيك... مستحيل يكون مريض هو مالو شي تاني فتبكي بغصة من فضولها لتعرف هلأ شو عم يساوي... عاد لو عرفت كانت تندمت ع كل دمعة بكتها وهي عم تستنى فيه يرجعلها لإنو كان مشغول بالفوضى يلي عملها أبوها فيهم وبأرواح الناس يلي بعض أهلهم رفضوا التعويض من رغبتهم بسجن الفاعل بأقرب وقت فكان عم يحاول يفهم وين المولد لهالضجة هاي من شان يعرف متل ما طلعت فجأة يخمدها فجأة لكن الصدمة الضجة انخمدت بدون ما يساوي شي فمسح ع وجهو عاجز يفهم شاللي عم بصير من ورا تليفونو السري النسيه في ڤيلة أهلو مجبر من ورا عياه الما خلاه يشوف الفضا قدامو... لهيك هلأ لازم يخلص هالبين إيديه وبأسرع ما عندو يرجع ع فيلة أهلو يجيبو كرمال يفهم راسو من رجلو 
ويقدم حلول منطقية لجدو للي كان عارف مين ورا يلي صار لإنو ما في غيرها يلي بتحرك كلشي وهي قاعدة مكانها... الست "ديدي" يلي تركتلو رسالة بدون مقدمات (جاي اليوم عليكم)... وهيو قاعد بين بناتو بدون ما يقلهم حرف واحد عن الرسالة يلي وصلتو من عمتهم "ديدي" من العلاقة المقطوعة بينهم من قواة عينها... لكنو بالوقت نفسو خبّر الحراس بخصوص جيتها كرمال يدخلوها فورًا يشوف شو بدها دامها هي بدها تشوفو... فسحب فنجان قهوتو يشرب منو وهو عم يسمع ضحك الكل: ههههههه يابا والله إنك كنت جبار معنا!!! 
أمينة ردت بكل ثقة: والله ما حد حنن قلبو علينا غير حفيداتو وأولهم أبو إصبع... 
وفاء علقت بمسايرة من غيظها من برودة بنتها مع جدها وخوالها وخالاتها: اه والله من قوتها حبها بالغصب بتاخدو... 
فردوا ضحكوا هون حتى بدعم من كوثر يلي عم تحاول تهون غيظ قلبها لإنها ما فيها تعيش بكره وسخط ع الدنيا من ادراكها الموت حق وهو بكل الحالات هيموت وبالنهاية أهل زوحها هيبردوا حقها فتخمد نار غيظها وترد شوي لطبيعتها الفاقدة جزء كبير منها من ارتباطها بفقيدها العزيز ع قلبها وقلب عيلتو...  فوقفت ضحكتها بعفوية ماخدة راحتها فيها دام ما فيه غير محارمها دامها بفترة العدة الما بتطلع من بيتها غير لضرورة وجت هون مجبرة لتساوي لأريام وتّاب من قوة بردها مع دورتها الشهرية وعدم قدرة أمينة لتعملها إياه من وجع مفاصل إيديها... ولما جت بدها ترد لبيتها استوقفها الجد لتشرب معهم فنجان قهوة قبل ما تفارقهم لازمة بيتها فبقت معهم شوي مشاركتهم جوهم المنوع بالمواضيع مكملة عن وفاء بقية الكلام الكانت عم تقولو بكل عفوية: حتى تيجي عند زوجـ ـي ~~ وانقطع صوتها فوراً بشكل مباغت من شعورها إنها نطقت شي غلط بحقها وبحق الكل فحاولت بدها تسحب لسانها لكن سبق السيف الأعزل والكلمة طلعت فاختبصت مش عارفة شو تساوي إلا بصوت سيارة جاي مسرعة فالتف الكل يشوف مين اجى وبهت البعض العارفها بس شاف من الشباك هالست المتأنقة كيف عم تنزل من سيارتها... فنطقت وفاء بغصة من شكل عمتها نداء: يابا لحق الملعونة اجت! الله لا جاب الغلا... 
الجد شامخ زمجر ع كلام بنتو وفاء المالو داعي: بنت تأدبي!  ولف عليهم منبههم: ما حد يلحقني لبرا... وتحرك بكل برود ما بأكد ولا بدلل لو جزء بالمية إنو يلي طالع يحاكيها بتكون أختو من أبوه لكن من أم تانية وقبل ما يفتح الباب فتحتو هي بكل جرأة مكلمتو بدون خجل: البقية بحياتك...
رد عليها بنبرة متعالية: البقاء لله... واشر ع مكتبو بدون ما يسلم عليها مخبّرها.. تفضلي معاي للمكتب...
العمة نداء لحقتو بأواعيها السود وستايلها البدلل عليها إنها مرأة حاكمة العالم مش بس الدولة... وعبرت وراه غرفة المكتب متجاهلة عيون بناتو ونسوان ولادو... وقعدت ع الكرسي قبل الجد المخليتو بكل تقصد يسكر الباب وراهم ورفعت رجل فوق رجل مطالعتو وهو عم تبشرو: ما تقلق ع موضوع المستشفى حليتو كلو وتع قابلني إذا في حد بسترجي يفتح تمو فيه..
الجد طالعها بنظرات مأكد ع شهامتها ونخوتها معو رغم إنو عارف العكس ونطق بدون مجاملات معطيها يلي عندو: بالله بكون ممنون إذا سموك حبت تقلي شو بدها... وقعد قبالها ع الكرسي متكتف بهدوء دابحها فيه: مفكرة إني ما بعرف إنو صارلك سبعة أيام وتمن ليالي يا ديدي (اسم شهرتها بالعالم كلو)... بدك قلك وين رحتي ووين جيتي ومين استقبلك تقي الدين ملك البلد كلها... ولا قلك بأي بيت ساكنة فيه... خير شو بدك قلتلك جية هون ما فيكي تيجي بس ما شاء الله قوة عينك متل عادتك بتقتلي القتيل وبتمشي بجنازتو...
العمة نداء ضحكت بكيد معلقة: ههههههه ماخلصت حكمك يا أخوي... لو شو ما صار الدم عمرو ما بصير مي... بعدين مش مستاهلة تراقبني لتعرف وين بروح وين بجي... سلامة راسك كلها رفعة تليفون واسألني فيها مش أحسن من فت المصاري علي وزعو ع الفقارى والمحتاجين وطلاب العلم أكرم وأبرك... 
الجد رد عليها بتريقة: والله سلامة راسك هالحكي احكيه لإلك بعدين إذا الدم ما بصير مي متل ما عم تقولي وينك من قبل يا أختي ما شفتك مدبحة حالك علي وع ولادي من ساعة الحزة... من الآخر برد كرر شو بدك منا؟
العمة نداء ردت بلا خجل: بدي شوف ولاد أخوي متل ما إنتا شايف كبرت بالعمـ~
الجد قاطعها فورًا فاهملها: نداء مش علي هالكلام شو بدك... كان مناه يقلها كنعان بس عارفها إذا كان معها صريح ومباشر ع الآخر بشو بدها بتحمي الضرب واللعب معهم وهو مش ناقصو...فسكت منتظرها هي ترد عليه وهو عم يكح...
فطالعتو بنت أبوه بلا خوف أو تردد بشكلو التعبان مع الكحة ع فجأة مخبّرتو: والله ما جيت خوف الفضيحة لإلكم لإنك بتعرف شو عندك شمّات بدهم ذلة عليك وأنا اصيلة وبتعرف بقطع راس مش لسان يلي بجيب سيرتو ع لساننا...  نكره بعض ولا نحب بعض شغلتنا مش شغل الناس بالقيل والقال... فقلت شوي لتهدا الأوضاع بمر عندكم وبوقف جنبكم لإنو وجعنا واحد...
الجد طالعها بنظرات عجزت تفهمها ومد إيدو ناحية الباب مؤشرلها بكل صراحة وهو ما زال قاعد مكانو: تفضلي هيهم قدامك...  ماني مانعك... وكتم بقية كلامو كرمال هو يصيد فيها بدل ما تصيد فيه... فتبسمت بوجهو معدلة حالها لتوقف بهندامها مبتسمة بجبروت رهيب وهي عم تقلو: إنتا قول وأنا فعل... ولفت حالها طالعة من المكتب تفقد القصر وزوار القصر بدون ما تقلق بنظرات كرههم ولا حتى استنكارهم أو تعجبهم في ستايلها وكلامها ووقفتها يلي ما بتدلل إنها من بنات الخيّال المعروفات بالشموخ وعزة النفس المش موجودة عندها....  فتركولها القعدة بحجة الصلاة ولا الأكل تاركين العمة نداء مع بنت أخوها نداء الصغيرة معلقة: أبوكي من كتر ما بموت فيي سماكي ع اسمي بتصدقي... 
نداء طالعتها بنظرات غريبة ما غابت عن عيون الجد الكان عم يراقب حركاتها بدو يستنبط هي ليش جاي... وفجاة انسحب بس رن تليفونو تارك نداء الكبيرة مع نداء الصغيرة لحالهم بالقعدة يلي تقصدت تبقى فيها كرمال تجيب كنعان لعند رجليها محل  ما هي قاعدة ببيت أهلو.... فكروا بقدر يتحاشى مقابلتها يتحمل لسعات نارها... فتطالع حواليها وهي عم تحاكي بنت أخوها المجبرة ع مسايرتها وهي منتظرة فيه للي اجى فورًا بس اتصلت عليه اختو وفاء مخبرتو: عارضتنا المشرفة وصلت تعال قابلها مش مجبرين فيها احنا يلي فينا بكفينا موت وعيا وفنا ضل يجينا من وراها... وسكرت الخط منو مش منتظرة فيه يجاوبها حرف واحد... أصلًا ولو استنت فيه ينطق حرف بكون بحلمها لإنو هو كان رح يسكر بوجهها ويجي ع ملا وجهو متل ما سوى هلأ من عجلتو ليشوف عمتو الما ردت ع اتصالاتو بأي عين جت تشوفو وما بعرف كيف عبر البوابة الفاتحينلو إياها الحراس ليدعم بالسيارة الجديدة يلي معو لبيت أبوه كرمال يشوفها للشرانية يلي رفعت دقنها وحركت رجليها المالين بكل التسيّد ع الكنبة القاعدة عليها وهي عم تسمع خطوات ركضو وفتحو باب بيت أبوه بقوة مكمّل للصالون البابو مطبوق منو دفة وحدة خوف ما الولاد يقربوا من صوبة الحطب فلفت وجهها بس سمعت صوت انفاسو اللاهثة من عجلتو ليقابلها وقبل ما تنطق بحرف طالعها بنظرات كره طالب من نداء أختو: ممكن تتركينا لحالنا! 
نداء ما صدقت ع الله يجيها اعفاء منها فبسرعة انسحبت من الصالون ساحبة الدفة التانية وراها... تاركة أخوها يتحرك لعند عمتو الجبارة وهو مانو مبعد عيونو عنها معلق ع جيتها: اهلًا نورت البلد انشالله دربك خضرة عنا... 
العمة نداء تبسمت بخبث رادة: بحسب والله... 
كنعان وقف قبالها بالزبط وهو عم يدخل إيديه جواة جيبة بنطلونو الجينز واللي من النادر ليلبسو بحياتو ورد عليها بنبرة كابت فيها وجع كتفو مع الركض والضغط ع جسمو من معرفتو إنها هي هون: ع حسب مين بالله... بعدين ما إنتي عارفة يا طويلة العمر لو بدك تعزي كان عزيتي من قبل أو يعني كان استنيتي كم سنة مش بكون أحسن ولا ليموت لا قدر منا حد تاني مش بكون منطق (منطقي) أكتر... 
نداء وقفت ع رجليها محاكيتو بتلذذ معلن انتصارها: صار لازم روح دامك شفتني... وطالعتو بنظرة ناويلو ع شي... وحركت حالها بدها تنسحب من القعدة لكنو هو مسكها من إيدها قبل ما تمشي كمان خطوة بعيد عنو مذكّرها: كان لازم تبرري مش تتصلي وأصلًا لو شو ما بررتي مـ~~
العمة نداء قاطعتو بجدية: إنتا عارف ما رح تقدر تئذيك عيوني عليها وع اللي بعتها... 
كنعان انفعل هون ساحبها لتقابلو: مين سمحلك تتصرفي عني وبدالي... عاجبك هيك وين وصلنا... عاجبك هيك يلي صار بجابر أخوي... دامك عارفة وساكتة إنتي مش أحسن من عيلة دهب معنا... 
العمة نداء جاوبتو ببرود محيرو: سيبك من العباطة جاي تقارني فيهم... فشروا كل عيلة دهب واحد ورا التاني... ورفعت إصبعها مأشرة ع دماغو... بعدين فكر باللي هون بمنطق... جابر ما ماتت من وراك... ليكون مفكر عيلة دهب بس بدها راسك... ضحكت باستخفاف فيه... وحركت إصبعها السبابة الممنكر بلون أحمر قرمزي بنفي... لا يا حبيبي... لإنها هي بدها راس أبوك وانتو معو... فيعني سواء إنتا سبقتو ولا هو سبقك مالو دخل ع مين الذنب... ذنبك إنكم من عيلة الخيّال... 
كنعان اجى بدو يرد ع كلامها إلا بدخول الجد فبعد عن عمتو يلي كمّلت طريقها بكل جرأة مخبرة أخوها بكل وقاحة: انشالله الجايات بيننا... ومشيت بلا أي التفاتة أو اهتمام لأخوها... ومتل ما دخلت قصر الجد بلا إذن طلعت بلا إذن... وفوقها عفست حالو تاركة كنعان ياكل بحالو بعد ما انسحب وراها طالع من البيت دام أبوه ما سألو شي أو طلب منو يوضحلو شي من اعتقادو إنو أبوه عارف بس عن علاقتو المنيحة مع عمتو...  
في حين الجد الله أعلم إذا بعرف وساكت أو ما عندو علم بالفعل باللي بينهم... ورغم هالشي هو عندو علم وتصور كبير بشرها عليهم من الماضي القديم والأليم يلي جمعهم.... فالسؤال المهم هي مين بدها تئذي وكيف وليش؟ 
هل لتوجعو متل قبل ولا لتكسرهم كلهم لتمسك هي العيلة من حبها للسيطرة أو لشي تاني بعيد عن البال... فسحب تليفونو متصل ع حفيدو عبد العزيز يلي معتمد عليه في كتير قصص سرية بينهم... بس للأسف كعادتو هالفترة ما برد بسرعة ع التليفون من انشغالو باللي متكوم عليه بالشركة وقصص التانية يلي بتهمهم... فتنهد ساحب حالو طالع من البيت يلي ما فيه حس حدا وكأنو ما عندو بنات ولا احفاد ولا حتى كناين لإلو بهالبيت من توزعهم في الغرف يلي فوق... وتحرك وهو عم يكح للمكان اللازم يروحو للضرورة...  وهو مش منتبهة ع عيون أمينة يلي نزلت من غرفة بنات حماها الكبيرة في بيتو لحظة ما سمعت صوت تحريك سيارة كنعان كرمال تشوف شو وضع حماها الما قدرت تلحقو لإنو كان عم يركب بالسيارة... فتنهدت من وجع الأيام الجاية وكأنو يلي مروا فيه ما كفاهم فجت هالديدي تكمّل عليهم... فمسحت ع وجهها بعجز وهي مش عارفة وين تلاقيها... من ابنها يلي دايمًا مشغول والحمل عليه ولا من عدم استقرار دار حماها ولا من ردهم الجاي ع عيلة دهب ولا من رفض بنات حماها لكنتها يلي مش عارفة كيف بدها تصلها لإنو ما حد اعطاها رقم الست سمية يلي مش عارفة إنو مع بنتها جوري القاعدة جنب أريام العيانة  لاهية بالحياكة وهي من جواتها عم تكابر ع شوقها لبنت دهب الرافضة تحاكيها من حيرتها للي بتعملو خيانة بحق عماتها وعمها ولا غباء مالو داعي... لدرجة رافضة ترد ع رسايل الست سمية ولا حتى ترجعلها بعد ما رنت عليها عدة مرات كرمال تخلي جودي تحاكي أخوها لإنو مش منطق تدخل عاصي بينهم... فتكابر ع مشاعرها قبل ما تكابر ع اتصال الست سمية من ظنها العمر قدامهم ومعها فرص كتير تحاكيها فيهم بعدين...
أما تحاكيها هلأ مستحيل لسا ما مر 11 يوم ع دفن عمها كرمال تروح بلا حشمة لعيلتها وعمها المغدور تحاكيها... فتشغل بالها عن مرت أخوها الما بتشبهها بالتفكير مش لإنها جاهلة باللي بصير إلا لإنها هي عايشة ع سجيتها بلا أي اعتبار لأي شي بحرمها من يلي بتحبهم... وهالشي مئذيها كتير هلأ من كتير ما حنتلها كتير هي وجدها عثمان وعمها كنان من صوت المطر والوحدة البتحس فيها عند ما تنام سواء بالليل ولا بالنهار بسبب ابن الخيّال الغايب عنها وتاركها تهرب من وجع لوجع... 
والمشكلة القارهتها فوق حنيتها لجدها مشتهية من الصبح زيتون أسود من يلي بجيبو جدها... فأمرت الست سمية بالنص الحرفي: بدي زيتون اسود هلأ متل يلي كان يجيبو جدي!
والست سمية المسكينة تيجي تسألها كلمة ما تقبل تسمعها لإنها بتتحرك يا راجعة لغرفتها او لغرفة المكتب... لإنها مش حابه تاخد دروس اليوم... 
وليه تدرس وفي كم شي شاغل بالها من امبارح وبرد يروح ويرجع ع بالها... واللي هي الصورة يلي لقتها بالمخزن يلي ما حرمت تنزلو من الزهق رغم إنو ريحتو مع الرطوبة مش كتير مشجعة لإلها لكن فكرة إنو تدور فيه بشفعلو عندها... فانتهزت لحظتها قيلولة الست سمية وع رووس أصابعها المدفيتهم بجراب خفيف يقيها البرد لإنها مش حمل جرابات شتوية تقيلة مع الحمل البخليها تشوب بعز البرد... وفورًا كمّلت لغرفة المخزن إلا بصوت حركة جاييتها من الصالون فبسرعة سكرت الباب عليها لدرجة حست فيها بخنقة المكان... فصارت تحاول تلف ولا تتنفس بكل قوتها لحد ما يروح صوت الحركة وفجأة لفتها الصندوق يلي وقعتو هاداك اليوم يلي داخت فيه وبسرعة سحبتو ناسية قصت ضيق نفسها وسحبت بعض الأرواق يلي طالعين منو إلا بتوقع صورة صورية منهم ... فردت الأوراق القديمة كتير للصندوق مرجعتو محلو من انشغالها بالصورة الصورية يلي وقعت منو باهتة بتفاصيلها القديمة يلي بتذكرها بالصور يلي كانت تشوفهم في مخزن مزرعة جدها الكبير لما كانت تهرب من عصبية أبوها لما ما يكون جدها في البيت... وخوف ما تضلها خايفة من أبوها كل هالوقت كانت تنبّش بالمهجور فيه متونسة ببقايا ذكريات أمها يلي مالها غير صورة وحدة بألبوم العيلة المرمي في المخزن يلي لقت فيه صور كتير لهادي الست الحلوة يلي حاملة صورتها هلأ وبسرعة أخدت الصورة معها ناسية قصة خوفها من معرفة الست سمية للي كانت تعملو بدون ما تطفي الضو ولا تسكر الباب من سرحانها بصورة الست يلي بتشبه أمها بشكل كبير وما بتعرفها هي مين بتكون رغم فضولها من هي وصغيرة لتعرف بس ما كان فيها تسأل من خوفها من إنو أبوها يسمعها بالصدفة عم تسأل هيك سؤال ويعرف مخبأها يلي صار ملاذ ممتع دام ما في حد يلعب معها وعمها كنان لاهي بدراستو وبنات عمها مش طايقينها وسامي بضلو يئذيها... ونست مع الوقت قصتها من انشغالها أكتر بالدراسة والكرتون وصاحبتها ايجاز...  فكيف الزمن عدا لرد تشوف صورة هالست الحست فيها معها انجاز وحدث عظيم وع عيار تقيل بالنسبة لإلها لإنو هي كم صارلها مش عاملة شي خفي ما حد انتبه عليه متل هاللحظة... فسحبت ريموت المكيف منزلة درجاتو ع البارد لإنها مشوبة وحرانة من الحمل يلي عم يسببلها فوجة حم مش طبيعية... فهوت ع حالها مطالعة بالغرفة بلا تركيز وبلا أي مقدمات حست بفراغ الغرفة بدونو وبوحشة المكان بلاه... فرفعت دقنها سائلة حالها (وينو لهلأ ما اجا... معقول كل هادا بشتغل... معقول هو هالقد مريض ليش ما اجى عندي أعتني فيه مش معبية عينو متل الست سمية)... فكظمت غيظها مستفزة من هالفكرة وحاسة حالها هتولع نار فوق النار الحاسة فيها فدفعت حالها ع السرير بحرة مغطية حالها وباكية تحتو من كل قلبها من برودو معها وغيابو عنها...
وما حست ع حالها غير إلا راسها بوجعها والغرفة حم... فرفعت راسها متعجبة من حم الغرفة وهي ما عندها فكرة إنها غاطة بالنوم لتلات ساعات مش لتلات دقايق... فبسرعة قامت قارفة حالها وهي متعجبة من رفع حرارة المكيف بهالسرعة هاي... فتحركت لعند الحمام متخلصة من الأواعي يلي عليها وفوراً تحت الدوش ع المي البارد وكأنو برودة الجو مش كافيتها...  
فتنهدت بغل بس حست برودة المي مش مخففة من حدة مزاجها السيء فوقفت المي محاكية حالها: شو هالمي يلي ما بتبرد القلب... 
وطلعت من تحت الدوش بعجلة فجت رح توقع من تعجلها ونعومة البلاط يلي مرات بتسهى عنو إنو بزحلق كتير خاصةً إذا رجليها رطبيين ولا مبللين مي... فبسرعة مسكت بالمغسلة منقذة حالها من الوقعة بآخر لحظة... مبهدلة نفسها بعصبية: ااااااخ غبية أنا وما بفهم... وسحبت الروب لابستو وطالعة من الحمام متل البركان مش سائلة بأواعيها يلي بقوا ع الأرض.... من مزاجها المش طبيعي واللي ملاحظة عليه كل ساعة والتانية شكل وبسرعة بتتنرفز متل الصغار... فمسحت ع راسها باستياء.... عم تغلى غلي من داخلها... غبية كيف نسيت تطفي المكيف فبسرعة تحركت لعند الريموت موقفتو وفاتحة شبابيك الغرفة وتحركت بلا تفكير لعند الخزانة طايلتلها غيار صيفي مالو دخل بالجو وبسرعة شلحت الروب مغيرة أواعيها وطالعة تدور ع الست سمية تفش غلها فيها فنزلت الدرج مدورة بعيونها عليها بس ما لمحتها فيهم... فصرخت منادية عليها: سـت سـمـيـة! 
: يــا سـت سـمـيـة! 
الست سمية بسرعة خلصت وضوها منتظرة ادان المغرب يأدن كرمال تصليه بأول وقتو... وفورًا طلعتلها من الحمام ركض وهي عم تنشف إيديها تشوف مالها هيك عم تنادي عليها: نعم يا بنتي فيه شي؟! 
جودي تنفست بقهر رادة: جوعانة! 
الست سمية ابتسمت ع ردة فعلها الغريبة عليها فهزت راسها بتفهم من إدراكها نفسية الحامل كيف بتكون وبنبرة ودودة ردت: من عيوني يا بنتي إنتي أقعدي وتمددي إذا صليتي العصر.. 
جودي هزت راسها بانفعال اذا الضهر سهت عنو لإنو حضرتها ما خبرتها فردت لجناحها تتوضى لتقضي الضهر يلي غالبًا بتسهى عنو بآخر فترة ولتصلي العصر... ونزلت للصالون ومن الصالون للمطبخ ومن المطبخ للحديقة وهي متجاهلة نصايح الست سمية: بنتي فوتي بلاش تعيي!
:بنتي البسي شالي التاركتو بالصالون خوف البرد!
عبس هي شو تلبس ولا تفوت... الدنيا حم جوا... عكس برا يلي بتحس بالانتعاش من الهوى يلي عم يلعب لعب فيها ونقط المطر يلي عم تنزل عليها من غصون شجر من بعد ما توقفت الدنيا تشتي فطالعت بطنها المبين مع تمسك الفستان بجسمها ومسحت عليه إلا بصوت الست سمية المفاجئ لإلها: يا بنتي ادخلي كلي مو منيح الوقفة لإلك بهالبرد وإنتي قبل شوي متحممة... 
فلفت جاحرة الست سمية وهي عم تعبر من باب المطبخ المطل ع الحديقة وقعدت تاكل وهي مش متحملة شي... وما صدقت تعجّل حالها بالأكل لتنسحب لغرفتها بعيد عنها للي بتزعجها ع أمل تهدى وتكن بس عبس من الأفكار والتساؤلات التفتحت عليها... 
ليش هي هون لحالها؟
وين جدها عنها؟
وين عمها كنان عنها؟
وين راحوا بعيد عن حياتها؟ 
ليش جوري وأريام ما بجوا عندها؟
ليش هي بس هون؟
ليش ما يرجعوا عند جناحو هناك؟ هي صح هون بتنزل وبتطلع ع كيفها مش متل هناك بس بالمقابل ما في حدا عندها غير الست سمية وفوقها يلي مسجلة ع كينتو ما بتشوفو إلا كل كم يوم.. يوم ولا ليلة... 
ليش هو ما بحس فيها؟ 
وليش هي قاعدة بلا تليفون وبس مقضيتها قراءة ودراسة وأكل ونوم وصلاة وسرحان... هي أصلًا شو بدها... بدها إياه هو بس... ولا بدها الكل معو... ولا بدها تروح وتيجي وتطلع من الحبس البيتي يلي هي فيه... فبكت من عدم قدرتها لتفهم حالها واللخبطة يلي هي فيها.... ومن عجزها تفسر شو مالها وليش هي هيك عم تفكر أو عم تحس... 
وليش ما تضلها غبية...
خلص هي بدها سبيستون وتحضر صاحب الظل الطويل ولا الآنسة صفاء ولا المقاتل النبيل ولا الحديقة السرية المهم ما تفهم أو تحس وتتوجع هيك... هي ما خلقت للوجع... هي ما خلقت لتكون هون... هي بدها جدها... جدها وبس... فكومت حالها ع بعض بخوف من أفكارها ومشاعرها ووحشة الروح والمكان يلي هي فيه... محاولة تلاقي الأمان بضم حالها واحتواؤها لكن ما لقت شي ولا حتى حست بالأمان أو حتى الحب يلي بخليها تهدا وتطمئن من عدم معرفتها للي مخبيه عنها ابن الخيّال اللاهي بالشغل لدرجة مش فاضي يرد ع حد لإنو بدو يضمن يخلي حلالهم بمأمن عن يلي رح يسواه ومين رح يدخل معهم شريك وهمي كرمال ما ينضر وتحت أي غطاء هيكون... وما صدق يخلّص آخر اجتماع طلعلو فجأة مع صاحب جدو ليشيك ع تليفونو يلي ما وقف ون ورن... فمد إيدو ساحبو إلا باتصال عاصي عليه... فرد عليه فورًا يشوف شوفيه: آه عاصي شـ~~
عاصي قاطعو بحرقة: تتذكر لما كنا بالمستشفى وقلتلي بالحرف الواحد (من الآخر بدون ما قلك شي من شان ما تفضحنا هون هادي القصة بالذات ما تتدخل فيها ولّا رح أفرمك فرم) وأنا قلتلك رجالي وراها... 
عبد العزيز تذكر هداك اليوم لإنو كان فيه متنرفز من كلام رجال العيلة بطلبهم منو يتزوج ع مرتو فمسح ع وجهو سائلو: وينك إنتا هلأ؟ 
عاصي رد عليه وهو مسفح بالسواقة: جايلك ع الشركة قبل ما أسب مسبات لأبو موزة لإنو البنت مش قادرين نصلها... هادي عملة بتعملوها فيي إنتا وعمك احنا داخلين بالحيط من عداك إنتا يا خيّال كاشف كلشي وقاعد... بس أفهم كيف قدرت تتحمل فكرة زواجو من بنت دهب وينك ما تحركت إنتا وعمتك المغضوبة سمعت قال جاية ع البلد ولا زيدك من وقاحتها مش بيت إلا عمارة... اجت تواسي حماي يلي هو بكون جدك... 
عبد العزيز غصب عنو ضحك شو بحب كلامو بس يعصب... مجاوبو كرمال يهدي بالو لإنو هو بالغصب ليقدر يهدي بالو بعد ما خبرو إيدو اليمين أشرف وجماعتو برسايل مشفرة ما انتبه عليهم إلا لما وصلتو رسالة جديدة منهم بتنص (بيت الجد فيه... بدك نضل هون خبرني)... وهالرسالة هاي هو فاهم منها الشق التاني إذا بدو يضلهم يتواصلو معو ع هادا الرقم بس الشق الأول بتاتاً ما فهمو فدخل الرسالة بدو يرد عليه إلا لمح رسايل تانية جايتو منهم (والمكتومة منو بالعمدًا من أهميتهم لحد يقرأهم في حالة لو كان التليفون بإيد حد غيرو) بتخبرو عن هروب بنت دهب وجية نداء وغيرها من هالقصص فنطق مجاوبو بصوتو المتحسن شوي مع يلي شربو ومصو: خبرني جدي! المهم خدها مني طلّع إيدك من موضوع كنعان وبلاش تنضر... 
عاصي رفع حاجبو مشتاط من يلي عم يسمعو معلق: نعم نعم... أنا إذا ما لقيتها للبنت هنجن... إنتا مش مستوعب إذا وصلت أهلها ~~~
عبد العزيز قاطعو بكل برود: ما رح تصلهم... 
عاصي هون انفلج مجاوبو: يخي إنتا أخبارك من وين بتجيبها والله لأنزل فيك ضرب إذا ما قلتلي وينها للبنت... مخلينا نتعب ونشقى ونفت مصاري ع شي عارفو إنتا... واحنا متل قطيع الخرفان بندور بنفس الدائرة يلي مناي ارسمها ع وجهك... 
عبد العزيز انفجر ضحك: هههههه تعال فداك وجهي وعمري... وكح مخلي عاصي ينجلط منو ويسكر الخط بوجهو... فتنهد مكانو محتار بقصة عمو كنعان ومرتو يلي مش عارف مكانها ولا حتى بفكر يعرفو لإنو عارف كلشي تحت مراقبة نداء ومدام نداء ما بتحب حتى يدخل ساحة سيطرتها ولعبها... فهو مخطط ع البال المستريح هياخدها منها بس يضمنها عندها... فتنهد من تياسة عمو بممشاه مع عمتو... لإنو جاب الدب لكرمو.... في حين بنت دهب نوعاً ما متعاطف معها من قبل وهالتعاطف زاد من لما قرب من بنت قلبو وخلاه يدرك مش بالضرورة فرخ البط عوام وممكن إذا مرت عمو دخلت العيلة بنت قلبو تتنفس وتكمّل حياتها عادي لإنو صاروا تنتين مش وحدة بعيلة الخيّال... وهالشي هيقويهم ليتحملوا التحديات يلي هيمروا فيها وهما عندهم كرمال يحافظوا ع بقاءهم في بيت الخيّال... 
وهالشي مجرد فكرة الله أعلم إذا هتصير واقع دام العارضة الشهيرة ديدي تدخلت... فتنهد من حال مرت كنعان العجيب يلي الله أعلم كيف وضعها مع هيك جو... فمسح ع راسو من ورا مشتاق يمر لعند قطعة قلبو... أمانو ومسكنو من شان يشوفها لو من بعيد لحد ما يطيب... فشتتت ذهنو مكمّل تفقد برسايل تليفونو بالوقت يلي رن تليفونو من رقم غريب حافظو فبسرعة رد عليه: ها بشر!
رد عليه الرجال بنبرة ما بتسر: ما في أي شي بدلنا إنها بتعرف أو حتى حركت رجالها لتجيبها... 
فزفر عبد العزيز عاجز يستوعب كلامو هو متأكد في شي عملتو عمة أبوه بس هما ما ركزوا فيه لدرجة يستوعبو معناه... فمسح ع وجهو معقب ع كلامو بصوتو المنخفض: تمام خلي عيونك مترصدة ترصد عليهم أكيد هتجيبها... 
وسكر الخط كاحح بقوة ومفكر ليش ما تدخلت من أول ما هربت البنت... وليه ما بينت بأي مكان من يلي مراقبينلها إياه... في شي... وفي شي كبير مستحيل تأخر تحركها كل هالقد ببلاش... وجيتها ع بيت جدي مش لله تعالى ورغبةً بمرضاتو... فوقف ع رجليه محاول يصل لحل لكن عبس ورغم هالشي هو واثق البنت هتبين بس هي وين هلأ... أكيد بالمنطقة نفسها بس ليه عاصي ما قدر يلاقها هو وفريق المحققين الخاصيين يلي عندو... فتنهد صاحي ع صوت رسالة واصلتو من عاصي مخبرو فيها (مش جاي ع بالي شوفك) فتبسم عليه ساحب جاكيتو الشتوي التقيل معو مفكر جت منو عشان يروّح بكير لبنت قلبو.. فسحب حالو من مكتبو بعد ما فصل كلشي مشغل بالكهربا وقفلو بالمفتاح... مكمّل طريقو لعند السيارات العم تستناه بمصف السيارات وهو عم يفكر بغباء عمو يلي خلاها تهرب منو بهيك وقت... بس متل ما بقولوا رب ضارة نافعة... وممكن ما تكون نافعة غير لإلهم أو لعمتهم ديدي بس مش لإلها هي المغيبة عن يلي بصير عن العالم ولا عارفة هي وين من العالم من وجع راسها ونزلة البرد يلي أكلتها من ركضها تحت المطر وارتفاع حرارتها.... بس الحمدلله هي اليوم أهون شوي عن قبل والحمام ما تذكرتو إلا بالندرة والاستفراغ حليفها بعد ما تاكل... والبكى والهمهة اصدقاء اوفياء إلها... فحاولت تفتّح عيونها بعد ما حست بنت صاحب البيت البسيط تركتها لحالها متسطحة ع الأرض... 
الله يرحم إميرال القديمة يلي لو بقت عليها لنعتتهم بالفقر والتخلف والجهل لكنها اليوم هي خجلانة منهم ومن كرمهم معها لإنهم ساعدوها وآووها بدون ما يعرفوا أصلها وفصلها... فغمضت عيونها وهي مش قادرة تصدق طيبة هالرجال الكبير بالعمر لما جاوب بنتو المعترضة لما قالتلو وهي عم تحاول تشربها مي (مش معكول (معقول) بنت العالم تبكى (تبقى) عنه والله بصريش يابه ووجعة راس إلنه كان سبتها لمركز الشرطة أو ع الكليلة (القليلة) تروح المستشفى مش اريحلنه ليعبروا علينه هالرجال الفتشوا البيوت القريبة منه بكلابهم البتخوف): يا بنتي بلاش نجور ببنت الناس ما بتعرفيش ممكن تكون مظلومه عند الناس... لتروك (لتروق) هي أدرى بحالها مني ومنكِ... فبلا وجعة راس وكومي جيبلها شي يطب بطنها وهي اللي ببطنها يا دايتنا.... بعدين يابه ممكن تكون خير كبير إلنه... ودام ربك عاميهم عنها وهيه عنه ما تيجي تكمليها عليها... 
فتبكي من قلبها بس تتذكر كلام هالرجال يلي مش عارفة كم يوم صارلها ببيتو... 
مين بصدق هادا الرجال يلي أكبر من أبوها وجدها يقول عنها هيك ولا حتى يوقف معها وقفة أهل وحبايب بدون ما يعرفها... والغاصصها غصة إنو متأمل خير كبير فيها... في حين أبوها وخاصة عمها جاسر قبل جدها متأمل فيها تكون متل بنات الليل لتحقق انتقامو من عيلة الخيّال... هي ليه ما انولدت عند هالرجال وكانت متل بنتو... شو فايدة المال والسفرة والتموض ومواكبة العالم وراحة البال والاحترام والتقدير والرحمة والعطف محرومة منهم... ففتحت عيونها بحسرة ودموعها بصمت عم ينزلوا ... من عجزها لتحدد ما بعد الهروب لإنو لا معها بطاقة ولا حتى مصاري ولا ملك تئوي حالها فيه ولا علاقات تستعين فيها وقت الحاجة... هي إذا يلي جت منهم باعوها بالرخيص واللي حملتو منو اجى عليها فمين بقيلها غير ربها... فاستمرارها ببكاها بصمت ع حالها المش عارفة وين آخرتو قتل ولا دبح ولا شو بالزبط فتنهدت داعية ربها ( يا رب رحمتـ~
إلا بصوت سيارات مسرعة تزامناً مع صوت كلاب... فارتعبت خايفة شكلهم لقوها إلا بصوت صريخ البنت يلي كنت ترعاها بأيام عياها: بعـدوا عن ابـوي!!! كـِلاب بعـدوا!!! 
فبكت بحرة لإنو مكانها انكشف فحاولت تجبر حالها تقوم لترحم هالناس الرحيمين معها من وقت ما صحت وهي بمسكنهم البسيط.... بس جبرها لحالها باء بالفشل من ضغط راسها عليها... فردت راسها لمكانو ع المخدة آنة بوجع ع كل حياتها يلي مضت واللي هتمضي منتظرة فيهم يجوا ياخدوها لكن الرجال الكبير وقف بوجههم رادعهم: اتقوا حرمة البيوت... 
رد عليه رجّال من بين الخمس رِجال الضخمين وهو عم يمسكوا من كتفو مهددو: بعد من قدامنا... وإلا~~ 
الرجال الكبير بالعمر رفض يبعد من قدامو رادو: وإلا شو! 
فقربت منو بنتو بكيانة طالبة منو: يابه بلاش!
ابوها دفعها تعبر جوا كرمال تتركوا معهم وتسكر الباب عليها وع البنت الجاين ياخدوها لكن الرجال دفعو هو وبنتو قبل ما يصير يلي ببالو مختصرين وجعة الراس وعابرين جوا فدعى الرجال عليهم وهو عم يحاول يوقّف ع حيلو ليوقفهم عند حدهم: شو بدكم بالبنت... حسبنا الله فيكم... 
ما حد عبروا لا هو ولا دعاؤو مدورين عليها بتفتّح الأبواب باللحظة يلي وصلها صوت البنت وهي عم تصرخ عليهم: اتركـوا أبـوي الله ينتقـم منكـم!
فتضايقت بنت جاثم المريضة عليهم منفجرة بكى بصوت ع أمل يرحموها ويجوا ياخدوها من هون وهي مش قادرة تصدق كنعان باعت يجيبوها بدونو هو يلي بغار عليها وع عرضو وشرفو بس شكلو الحقد عمى قلبو ... الله يرحم أيام زمان لما مرة دخل الشقة عليها وهما بفترة الخطوبة موقف قبالها بطولو البسحرها... ومناظرها بنظرة مخيفة وهو ببدلتو الرسمية الرمادية مع قميص ازرق سماوي محاكيها وهو عم يمسح ع وجهو: مشالله عليكي مكيفة وإنتي قاعدة معو! 
إميرال حركت راسها بدلع مجاوبتو بكل بساطة: طبعاً مكيفة بعدين هادا حبيب صاحبتي جولي؟ 
كنعان رفع عيونو باستخفاف محرك راسو بحقن رادد : حبيب صاحبتك وماخدة عليه ع الآخر تقولي إخوان ولا عشرة عمر!؟
إميرال قربت منو وهي عم ترفع إيدها ع كتفو بشقتها المتواضعة: تعال هون إنتا كيف عرفت إني قعدت معو؟ ليكون بتراقبني!؟ 
كنعان هز راسو مبعدها عنو ودافش حالو ليقعد ع الكنبة باستياء: اه براقبك ليكون في عندك اعتراض يعني؟ 
إميرال حركت راسها بعدم اعتراض... ساهية عن علاقتها بأهلها وشو طبيعة علاقتها معو من انبساطها من يلي عم تسمعو منو هلأ ولاحقتو قاعدة جنبو راددتلو: ولا نص اعتراض اعمل اللي بريحك المهم إنك معاي.... 
هز راسو مقرب من خدها ماسح عليه وع منابت شعرها القريبة من وجهها مخبّرها: ع أساس يعني بكلامك رح ارضى قعدة معو ما فيه... نقطة وخلصنا بعدين اليوم أنا مسافر لكم يوم و~
إميرال قاطعتو فورًا مش قلقانة بحبيب جولي واعتراضو من صدمتها بخبر سفرو لكم يوم: ليش؟  أنا بقول مش ضروري تسافر!!!
كنعان رفع حاجبو باعتراض و مَسح ع شعرها مستفزها: ما في مجال لازم أسافر... بعدين كلو  كم يوم اللي رح اسافرهم... فقربت منو مطالعتو بعيونو برجا وهي عم تحاول تبعد إيدو عن وجهها عشان تعرف تركز بكلامها معو: طيب خدني معك والله ما بجننك!!
كنعان ابتسم بمرار عليها كيف عم تضغط ع حالها مجاوبها: لا خليكي هون بخاف عليكي من عيون اللي معاي... 
إميرال مدت بوزها بتفكير وهي عم تحرك عدسة عينها في حركة دائرية رادة: خايف علي من نظراتهم... ما في وين مكان بروحو عيون الرجال وراي فإنو شي عادي... 
كنعان بعد عنها مالل من زنها: مكيفة حضرتك ع عيونهم يلي وراكي ما شاء الله ما بتعرفي تجلطيني إلا شوي... وقبل ما ترد بحرف عليه وقف مكمّل كلامي... الناس يلي بالشارع شي واللي بقابلهم شي تاني لإنو ما بهمهم هي حبيبة مين ولا مرت مين همهم شو بطمحو وبرغبو يلاقوه قدام عيونهم ومعهم... فخليكي هون اريحلك... ويا ويلك إذا بتقابلي حدا وبتطلعي بلبس مالو داعي ومسوية شعرك متل هلأ والحركات التانية يلي بتعمليها ومالها داعي بلاها فاهمة... فضربت إيديها بالكنبة بحرة فضحك عليها ناهي الموضوع بقرصتو لإلها ع خدها.... متل ما عم يقرصها هلأ بروحها من جبرها ع لمسات رجال ما عادت تسمح تقرب منها لكن هو باللي عملو فيها ببعت هالرجال لياخدوها قهرها قهر فوق قهرها الحاسة فيه... فبكت رافضة لمسات الرجال يلي قربو منها لياخدوها معهم وهما عم يكلموا بعض: خبر المدام نداء إنو البنت بين إيدينا صارت! 
وهي بس سمعت نداء من هون راسها انفتل فيها مدروخة... ومفصولة عن يلي عم بصير حواليها من ورا تهديد الرجال الكبير بالعمر بكل وقاحة: افتحوا تمكم بحرف وهتشوفوا منا شي ما بعجبكم... 
وتحركوا  طالعين لسياراتهم ماخدين البنت "العم تتصارع أطراف عيلة الخيّال لتمسكها" معهم... بعد ما خلوا البيت كان آويها شبه معفوس من مشيهم ع بساط البيت والمفارش ببساطيرهم الدفشة... تاركين بنت الرجال الكبير بالعمر تنفجر بكى من حقارتهم بالتصرف... فرفع أبوها إيديه بغل: بشكيكم عند القاسط... حسبي الله ونعم وكيل فيكم ربي ينصرها عليكم مهما كان عددكم ومددكم... ولف ع بنتو ضاممها ومدمع ع البنت يلي راحت وع الذكريات المريرة يلي رجعولو إياها من أيام زمان مواسيها رغم إنو بدو مين يواسيه: يابه تبكيش الضعيف بالبشر عند ربو عزيز وغالي... كولي لا حول ولا قوة إلا بالله... أفوض أمري لله... وادعيلها للمسكينة الواكعة بين هالوحوش البشرية... 
البنت مسحت دموعها بقهر: كوم يابه خلينه نسوي البيت أحسنلنه من الكعده (القعدة)... وهالانذال الله ينتكم (ينتقم) منهم أشد انتكام (انتقام)...  وسحبت حالها تفش خلقها بترتيب البيت... وهي مش عارفة شو رح يصير فيها للبنت المسكينة يلي جت لباب بيتهم هي واللي ببطنها يلي كانت تضلها تسأل عنو: ابني ما مات!  
:ابني ما مات... 
وهي كداية اضطرت تفحصها وهي عم تغيرلها أواعيها الممزعة منصدمة من حملها ومن محافظتها ع الحمل... فتنهدت متذكرة حملها يلي بقي رغم كل يلي مرت فيه... فدعتلها الله يبعد عنها حرقة قلب خسارة الضنى يلي مش عارفة إذا هو ابن حلال ولا لأ لكن الخاتم يلي بإيدها هوّن عليها سوء ظنها... لإنو مش ناقصهم يؤوا بنت هربانة من شان قصة حملها لكن أواعيها الممزعة بتدلل ع شي تاني غير هالاحتمال فسكّت كل ظنونها هي وأبوها البخاف من هيك قصص من كبرها عند ربو... فكابرت ع دموعها مقهورة من الحامل منو وينو عنها وعن ابنها يلي بكون ابنو... وينو للي مسؤول عن رعيتو عنهم تاركهم لهالوحوش البشرية تنهشهم هيك بكل مزلة بحقهم (لمرتو وابن الحامل فيه) وحقو هو للي قاعد بالكوخ وهو مجلوط  من يلي صار ومن يلي فكرو... 
هو ليه حمّل بنت دهب وعمتو وزر يلي صار فعلًا عيلة دهب ما رح ترضى إلا ليصفوهم تصفي... بس هو متل الغبي رفض يشوف الحقيقة من حرتو وكرهو للدور يلي حطوه فيه عمتو وبنت دهب الحامل منو واللي عاملها بكل وحشية جاررها من السرير بدون أي رادع او مخافة الله فيه وفيها وفي اللي ببطنها من ورا تزيين الشيطان هالأفكار ولعبو ع الوتر الحساس بينهم... فدام الأمر وصل هون متورط فيه...  هو شو لازم يعمل... وهون السؤال المفصلي... بالنهاية هي مرتو وحامل بابنو حب ولا كره هو وأهلو... لهيك لازم بأسرع وقت يلاقي حل نهائي للي بصير... حل يعوض عن كسرو لإلها... مين بصدق تخاطر بروحها وروح يلي ببطنها كرمال تهرب منو هو الغبي يلي طلّع كل سواد روحو عليها لهالمسكينة يلي مالها دخل ولا حتى ذنب باللي صار غير إنها حبتو... 
يا ويلك من الله يا كنعان إذا صار فيها شي أو وصلت أهلها ولا إيد عمتك نداء طبت فيها... 
هي أكيد عمتو وصلتها وجيتها اليوم عندهم كانت بمعنى أنا بقدر فوت وأطلع ع كيفي لشي انتا عم تدور عليه... فمسح ع وجهو محاكي نفسو بصمت "نداء شكلها حابة أنا العب معها... تتلقى مفكرة إنها هي يلي بتعرف نقاط ضعفي... أنا كمان بعرف نقاط ضعفها وإذا استلزم الأمر علي وعليها وعلي جاسر الكلب يلي كان بخططلو ع تم سكيتي وعلى أخوها مؤيد يلي باقي الوسيط بينهم" فكلشي بوقتو حلو وبالطريقة يلي بتعجبو وبتفش غلو من تم سكيتي متل ما سووا معو العين بالعين... السن بالسن والبادي اظلم... لكن بظلمو لبنت دهب يلي الله أعلم بحالها شو هيكون بقدر يمحيه إذا دخلها بيت أهلو دام ريحتو فاحت وموضوعو باخ وقلة أدب منو لهلأ مخبي عن أبوه يلي شبه متأكد إنو عارف لكنو ساكت لسببٍ ما هو جاهل فيه... ورغم تيقينو من هالشي مستمر بخداع أبوه بلا خجل... مش بكفي ظلمو بحق حالو وبحق بنت دهب يلي تورطت فيه وهو تورط فيها... مش بكفي قرارات عبثية وتصرفات مجنونة كادت تروح بروحو وبروح بنت دهب واللي ببطنها... فتنهد مطالع الساعة لقاها شارفت تصير تمنية المسا... فسحب تليفونو متصل ع عاصي يلي رد عليه من أول رنة لإنو مشتاط ومناه ياكلو وياكل نداء وعبد العزيز الشاطر يعرف كلشي بدون ما يخبرو: اه كنعان!
نطق كنعان سائلو وهو مليون بالمية متأكد من أجوبتو ع سؤالو لكنو حب يعطي عاصي فرصة آخر عمل بعملو إياه بهادا الموضوع: لقيتها ولا لا؟
عاصي رفع حواجبو بنفي وهو عم يجاوبو ببرود: لا لكن رجالي ما زالوا عم يدوروا عليها وما تنسى معاي آخر وقت للليل ... 
تنهد كنعان ناهي الموضوع معو: خلص وقفوا تدوير عليها...
عاصي ضحك بدون نفس رادد: ليش ليكون لقيتها وخبيت عنا ولا ليكون خدمات عمتك اغنت عنا...
كنعان رد عليه بدون تفكير لإنو مالو خلق للمقاتلة: لا هادا ولا هادا... 
عاصي خلص تركو ع راحتو دام المنكوبة عمتو ديدي تدخلت: براحتك اخ كنعان... خليني سكر منك يبقى لخبر رجالي... وبتفرج يا رجل.. وسكر منو بشكل ما كان متخيلو كنعان شامخ الخيّال الحاسس بظلمة ما بعدها ظلمة...وبغربة روح ووطن ما عمرو عاشها بهالشكل.. ولا حتى عارف يطلع منها من تأنيب ضميرو باللي سواه مع الكل فقام ياخدلو دش ويصلي لربو ركعتين تكفر عن كل ذنوبو ويستغفرو دام قلبو صار غليظ مليان بمشاعر الحقد والكره يلي ما رباه عليهم أبوه يلي عم يجزيه بشكل غير منصف... من معايشتو لأهل الغرب وابتعادو عنو استسهل كتير أمور كان ما رح يعملها لو ما هاجر وعاش برا... 
معقول البعيد عن القلب ببقى بعيد عن العين ولا العكس!
معقول يلي بصون بستحق الخيانة!
معقول يلي بربي وبتعب وبشقى بستحق الهجر والنكران والتخلي!
معقول يلي بضحي براحتو ورغبتو كرمالنا بستحق التنازل عنو...
وسبحان الله شو حالو بفرق عن حال ابن أخوه ضرغام يلي ما هج من البلد متلو تارك أهلو وعيلتو رغم رفضو القاطع لعدم ردهم ع عيلة دهب بحجة الأمر صار كسد رد... 
والأرجل من هيك إنو ارتبط ببنتهم ع العلن بدون أي مشاكل متل عمو من اخلاصو التام لجدو وعمامو وأمو وأختو الما ببدي العالم عليهم... من إدراكو هو بدونهم ما بسوى شي دامهم هما أساس المكانة يلي هو فيها... لهيك ما بفكر بيوم وليلة يصف فورًا مع بنت دهب بوجه أهلو لكن هيحاول يعدل ويجي شوي عليها كرمال أهلو... 
هو بالفعل ما فيه يرفع بنت دهب ع أهلو بالنهاية أهلها قتالين وهو عليه يكرمها بس مش ع حساب أهلو الكافيين شرهم عن أهلها الابتلت فيهم... والطامة الحارقتو أبوها هالمريض كيف بكل هالسهولة بفكر يهدر دمها... 
هالشي هادا مش قادر يستوعبو لإنو هو ربي ببيت عيلة بتعز البنت وبتكرمها آخر كرم ع عكس أبوها المختل والنفسو الآمرة بالسوء بكل بساطة بتخليه يتخلص منها بدون أي خوف... أو اكتراث لصورة بنتو ببيت حماها كيف هتكون مع هالقرار... 
يا الله هالكلام شو بخليه يدوي عليها ويحسها متل أختو جوري يلي كبرت بلا أبوو واضطر هو من زعلو عليها لإنها كانت طفلة بعمر الشهور يكونلها ابوها واخوها وصديقها وكلشي إلها لدرجة صارت هي منفس من منافسو وسجن لعذابو لإنو بحزن عليها كيف هتكبر بدون ما تكون بحضن أبوه... 
بس هيها كبرت ومانها حاسة بشي وحتى بعدت عنو من يوم ما بلغت وصارلها شلل وعالمها الخاص... 
في حين بنت قلبو وضعها أصعب لإنو أبوها هيموت مقتول يا مدبوح وفوقها هو متخلي عنها... لهيك زعل عليها من كل قلبو قبل أسبوع لإنها مضطرة تعتذر ع فعايل أبوها المتبري منها وفوقها كمان هادر دمها... فتنهد وهو بطريقو لعندها بآسى مخليه ينام من تقفل عقلو بالتفكير أكتر من هيك فيها للي سلمت من صلاة  المغرب يلي تأخرت عليها وهي بوجهها المتنفخ من كترة البكا... فشلحت أواعيها الصلاة وهي حاسة حالها صافية ع الست سمية من كل قلبها وطالعة من قوقعتها الكانت فيها من أيام... مالة من القراءة والأكل وكلشي كانت تعملو من قبل.... فتدورلها ع شي جديد تعملو أحسنلها من القعدة هون بجسمها التعبان... فسحبت حالها بجسمها الهمدان وكأنها ع بداية نزلة برد من وجع زورها وشد راسها عليها وضعف عظمها غير وجع عرق النسا يلي رجعها اليوم من كتر ما نامت بوضعيات مش مريحة جنب زعلها... فمرت من جنب غرفة المكتب يلي حنت تشوفو فيها... وبلا تفكير مدت إيدها فاتحة الباب عابرة الغرفة وطابقة الباب وراها وهي مكتفية من كل مشاعر الحزن والكآبة والاستياء والتخبط... فمدت إيدها ضاوية الضو ومتحركة لعند كرسي طاولة المكتب قاعدة عليه وهي حاسة نفسها تبوح بكل مشاعرها بس مش عارفة كيف فمدت إيديها مفتشة بجوارير (أدراج) الطاولة بعشوائية إلا لفتها دفتر وراقو بيض ايه فور فسحبتو بلا تفكير منزلتو ع سطح الطاولة وهي عم تدور بعيونها ع أي قلم بتيجي عينها عليه وفوراً سحبت قلم من علبة الأقلام المتروكة ع الطاولة... مقربة من الدفتر محتارة شو تكتب فيه... فتنهدت مقربة بوز قلم الحبر بوجه الورقة... كاتبة يلي عم بتمليه عليها سجيتها: ما بعرف قديش إليّ هيك عم بحس بهالشعور الحلو كل ما أشوفو راجع ع البيت.... كتير بكون جاي ع بالي اتصل عليه أو اسمع صوتو.... بستفقدو كتير أنا.... صايرة انانية فيه ما بدي إياه يروح ويبعد عني... أنا قبلانة فيه... قبلانة أضلني مسجونة هون أربعة وعشرين ساعة بس هو يكون معاي... صح كنت في البداية أخاف منو لإنو كان نفس أبوي... بس مع الوقت كنت أحس في شي جنبو فاقدتو عند أبوي الأمان.... هو بهون (أخف/ أقل) عن أبوي بتصرفاتو... بعرف كتير إني هبلة وهادا الاشي دابحني... معقول أنا مو هبلة بس ما بستوعب كلشي بسرعة... هادا الاشي صابني ع كبر... صحيح هو حنون وطيب معاي وما بجرحني من بعد اتفاقنا هداك... لكن ما بعرف كيف قلبي بينبض بقوة أول ما اشوفو قبالي وقريب مني... بكون نفسي أخدو لإلي واضمو وابعدو عن أي حدا... ومو عارفة إذا هو حب أو عشق أو تملك.... لما كنت احكي مع مهد كنت أقضي اغلب وقتي معو بدون ما نتكلم أو حتى يفهمني أي شي ما بفهمو ويطنش هالإشي عادي... وحتى طلعاتنا كانت قليلة وكلامنا لما نشوف بعض كان قليل كنا نسكت أكتر ما نحكي في بداية علاقتنا لكن بعدين لا.... صار العكس وكان الفضل لنغم بنت عمي يلي ساعدتني أني اقابلو كتير لما يرجع من السفر... واتصور معو وتخليني أتكلم معو بجرأة أكتر...
وحقيقة قـلبي كان ما ينبض هيك... ما كنت أحس باللي عم بحس فيه هلأ... كان يغيب عني أسابيع بس ما كنت استفقدو متل عبد العزيز....
عبد العزيز عندي شي مميز... خلاني أفهم بعض المواضيع ... فتّح عيني ع بعض الاشياء... ما بتخيل حالي أعيش بدونو... ما بتخيّل إنو بيوم من الأيام هيهجرني ويتزوج غيري متل ما خبرتني جوري ... 
هو كلشي لإلي... مو قادرة أحدد اللي عم بحس فيه مقابلو.... نسيت كل اللي صار قبل... لاني عايشة بحياة ما كنت متخيّلتها أو فكرت فيها.... 
اخدت نفس طويل بس سمعت صوت سيارة جاية ما حبت تأمل حالها يكون هو راجعلها للبيت فطمنت حالها إنو مش هو بس سمعت صوت فتح الباب من الست سمية يلي هرولت لتفتح الباب... مؤؤلة فتحها للباب كرمال تاخد شي وصت الحراس يلي مش عارفة شو ضرورتهم هون ليجيبلهم شو بدهم... 
فتنهدت من حالها ورغبتها ليكون فعلًا راجعلها ع البيت... فحاولت تشغل حالها بالكتابة وهي عم تصم دانها التانية المقابلة للباب رافضة تصدق أو تسمع شي بنفي خيبتها... خلص ما بدها تتأمل خير أو شر... يعدي اليوم هيك ويعطيه العافية معها لإنو هي بكفيها يلي فيها... فحاولت تكمّل كتابة لكن عجزت من شعورها الكلام داخل عقلها توقف وما عاد فيها تكتب أكتر من هيك... إلا بصوت ادان العشا جايها من بعيد فرمت القلم ع الطاولة وهي عم ترجّع الكرسي لورا بهدوء لتوقف ع حيلها ....كرمال تلحق تصلي صلاة العشا وتقعد شوي تدرسلها مع الست سمية... فطفت ضو الغرفة وهي حاسة بتقل عم يزيد عليها فحطت إيدها ع بطنها طالعة من غرفة المكتب وطابقة الباب وراها... وهي مناها تحاكي شي مع بنتها يلي عاجزة تكلمها متل قبل... فسندت حالها ع حيطان الدرج طالعة لجناحها البابو مفتوح عابرة منو ومسكرتو وراها وما حست إلا نفسها تقعد وراه تبكي بتعب من حالها... فقعدت وراه بكيانة وشاكية همها لربها بسرها لإنو والله مو حال تبقى هيك.... شو هالحياة اللي عايشتها ... ما بتشوفو الا لما تصحى قبلو بالصبح او لما يرجع من الشغل وغير هيك ما بتشوفو... وحتى حكي ما بحكي معها متل قبل صاير... بس والله هادي مو حالة ولا حياة بتنطاق... فجأة حست في حدا بالغرفة من صوت الحركة الجايتها من الحمام فرفعت عيونها إلا لمحتو طالع من باب الحمام وهو عم يمسح بوجهو... عيونها طلعوا من مكانهم مذهولة منو ففتحت تمها ناسية تتنفس وجت رح تشرق فبسرعة تداركت الموقف وهي عم تمسح دموعها بس شافتو عم يمشي لعندها وهو مضيق عيونو سائلها: ليش كنتي عم بتبكي؟ سمعت صوتك من الحمام... 
ناظرتو وأسفل عيونها في لون زهري وأنفها محمّر وحالتها حالة... معقول هي كانت تبكي بصوت وهي مو حاسة بلعت ريقها ومنزلة إيدها ع بطنها منذهلة ومو قادرة تصدق انو قبالها فنطقت محاولة تدارك الموقف ومش مركزة بنبرة صوتو التعبانة من كترة الكح: امتن اجيت؟ 
استاء ع نبرة صوتها الباكية فتنى (فثنى) رجليه نازل لمستواها مقابلها وهو عم يقرفص ع رووس أصابع رجليه... ورافع إيدو ع وجهها ماسح بقية أثر الدموع متجاهل سؤالها ومعلق ع بكاها برقة عجيبة وهو ناسي إنو بقربو منها وهو مش متشافي تماماً هيعديها: ليكون بتبكي هيك بدون سبب مع الحمل! 
هزت راسها نافية ودموعها نزلوا ع خدها مرة تانية لإنها خايفة تقرب منو كمان وتتعلق فيه زيادة ويختفي بعيد عنها... فرمت حالها ع صدرو بايحة بكل بساطة عن مشاعرها وهي عم تتمسك في بلوزتو: اشتقتلك!  تبسم عليها وهو عم يحوّطها بإيديه مازح معها: معقول من شان هيك عم تبكي؟ 
حركت راسها مؤيدة سؤالو فبعدها عنو مناظرها: طيب هيّك شفتيني يبقى لشو مكملة البكى؟! 
هزت راسها رافضة تتكلم ... أكيد ما رح يفهمها... هيو ما رد عليها وقلها وأنا كمان اشتقتلك فرفعت إيديها ماسحة دموعها مجاوبتو بفتور قاتل روحها: أنسى! وسكتت متنفسة بضيق رافضة تكون بين إيديه فتمسكت بدراعو.. هي لازم تقوم وتبعد عنو لكنو هو رفض مناظر عيونها بتعجب سائلها: ايش اللي أنسى؟ 
زمت شفايفها ما بدها تحكي من القهر الحاسة فيه...  أكيد بس تقلو مالها رح يسكتّها متل العادة بأي كلمة متل ما صار بينهم بآخر لقاء لما كان مريض وغيرو من اللقاءات التانية... فانقهرت من حالها لإنو هي بتشوفو كلشي في حين هو بشوفها ما بتسوي شي بعيونو... فطالعتو بعتاب ممزوج بحب وشوق وهي مكافحة دموعها لينزلوا لكن عيونها انملوا دموع ناطقة عكس يلي بقلبها: ما في شي مهم... وغيرت الموضوع وعيونها صار لونهم عسلي ناري: غريبة جاي بكير ع البيت! 
ابتسامتو كبرت وبعّد عنها وهو عاجز يفهمها هلأ منيح فوقف ع رجليه مازح معها: ع فكرة انا بروّح زي دايماً والساعة يا حلوة بعد شوي هتصير تسعة... مو شايفة الدنيا معتْمة... 
حركت راسها مقهورة منو لإنو عم يستغبيها... فردت بسخرية متلو: أصلًا الشتوية دايماً معتمة بكير (قصدها بتعتم بكير)...  وسندت حالها ع الباب لتوقف ع رجليها رافضة يجي يساعدها... مكملة كلامها... بعدين صاير تمر كتير ع البيت...
عبد العزيز صدم من ردها فسحب سحاب بلوزتو يلي كان لابسها تحت البالطو يلي شحلو بس وصل الغرفة القالبتها بنت دهب فريزة.... لافف حالو عليها مواجهها وهي عم تمشي لعند سريرهم: كأني حاسس في نبرتك استهزاء! 
طنشتو قاعدة ع السرير ومعدلة المخدة ورا ضهرها لتريّح جسمها يلي بلش يزيد تعب... وسحبت الغطا رافضة ترد عليه لو بحرف من خوفها لتبكي متل الهُبل من كتر الغيظ اللي جواها قدامو.. 
فرد سكر سحاب بلوزتو تاركها مع نكدها لحالها متحرك لعند الباب محاكيها: انا هيني رايح اشتغل بغرفة المكتب فبس تروقي خبريني كرمال نتحاكى... وكمّل طريقو ع المكتب وهي عم يكح تاركها لحالها تنفجر من البكى... وفجأة متل المجنونة قامت تركض بس تذكرت يلي باحتو ع الدفتر الورق خايفة ليكون قارئو... فشو هي تعترف بحبها لإلو قبل منو... فبسرعة نزلت الدرج لتلحق حركتها الغبية يلي عملتها بمسرح الجريمة بغرفة مكتبو قبل ما يمسك الدفتر المدلل ع حبها... ومع عجلتها لتمنع يلي ببالها يصير كادت رح توقع لكن ما همها المهم ما يقرؤو وبلا أي مقدمات فتحت الباب الشبه مسكر...
وصدمة بس لقتو واقف قريب الطاولة وماسك دفتر الورق وعم يقرأ فيه~~~
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الحادي والعشرون

شو هي تعترف بحبها لإلو قبل منو... فبسرعة نزلت الدرج لتلحق حركتها الغبية يلي عملتها بمسرح الجريمة بغرفة مكتبو قبل ما يمسك الدفتر المدلل ع حبها... ومع عجلتها لتمنع يلي ببالها يصير كادت رح توقع لكن ما همها المهم ما يقرؤو وبلا أي مقدمات فتحت الباب الشبه مسكر...
وصدمة بس لقتو واقف قريب الطاولة وماسك دفتر الورق وعم يقرأ فيه ففتحت تمها بالعة ريقها بصعوبة ومحركة إيدها ع قلبها مش مصدقة إنو عم يقرأ كلامها المالو داعي... ولا حتى عارفة شو تسوي ولا شو تقول من الخبصة الحاسة فيها... لكنها عارفة يلي عم بصير غلط فشو تمنت لو الأرض تنشق وتبلعها أو تشرق كرمال ترطب الجو وما تطالع وجهو يلي عم يتحرك من على الدفتر ناحيتها بملامح خالية من أي تعبير رغم نَفَسو الحابسو جواتو بالقوة... وحرّك إيدو مادلها دفتر الورق محاكيها بكلام ما بمس الفوضى العايمة جواتو من يلي قرؤو ع الدفتر التاركتو وراها بلا أي سترة أو تحفظ ع مشاعرها وأسرارها وأفكارها الداخلية المالها داعي يعرف عنها كلها وخاصة وهو بهيك وضع... ناطق بصوت مخنوق محاول يسيطر ع لسانو خوف ما تطلع منو كلمة مش بمحلها من الحنق الحاسس فيه: مالك هيك خايفة؟ ما في شي بخوّف!
مالك هيك خايفة؟ 
وما في شي بخوّف؟! 
هادا يلي طلع منو... طب والكلام يلي كتبتو وتعبت عشانو مش هامو... ولا حتى معطيه بال... من كل عقلو بحاكيها... فضغطت ع أسنانها مقربة منو ماخدة الدفتر بقوة... راددتلو بلا تفكير من كلامو يلي نزل عليها متل المي الباردة مجمد حرارة جسمها وروحها: مزبوط كلامك ما في شي بنخاف عليه (بدل ما تقلو ما في شي بخوّف)... ورفعت عيونها مطالعتو بعتاب غير منطوق ودارت حالها معطيتو ضهرها طالعة من الغرفة بتقل غصب عنها من مكابرتها معو للي ما عبر مشاعرها ورد عليها بكل هالجفا وكأنو الكلام المكتوب ما بمسو أو حتى هيقدملو شي... فطلعت الدرج بتقل واستياء مطالعة جناحهم يلي صار من هالليلة جناحو هو... مش هي معو... وتحركت لأي غرفة من يلي بهالبيت تختلي فيها أحسن ما تختلي مع أبو قلب حجر من كتر ما هي حاسة حالها رح تنجن من فكرة إنو ما عبّر كلامها فدخلت أول غرفة فتحتها للنوم واللي كانت تنام فيها جوري مسكرة الباب وراها بغل وهي عم ترمي الدفتر الورق بانفعال مدعسة عليه برجلها اليمين متجاوزة وجع عرق النسا برجلها اليسار بعتمة الغرفة المش مفكرة تضوي ضوها... وتكلمت بغل فاشة خلقها فيه: شو متوقعة يا جودي يحبك ويعيْشك في عالم وردي ... وشكلو هو متحملك من شان يلي ببطنك المركز كل اهتمامو عليه... 
:صحيح هو عاملني برقة و اهتمام... لكن أنا كان مطلعني برا الموضوع وكأني مو موجودة من الأساس... فركت حالها ع الحيطة مساعدة نفسها مع الحمل وأوجاعو لتقعد ع الأرض قريب الباب منفجرة بكى لكن تكابر ما رح تبكي لإنها بكت كتير من وراه... 
حضرتو مفكرها هبلة وما بتعرف تحب وكلامها ما بتّاخد عليه ببقى غلطان... من الليلة هتسوي معاه متل ما بعاملها تدخل الغرفة وقت ما بدها وما تنام عندو أسبوع متل ما عمل معها في الأيام يلي فاتوا... وفوقهم هتكلمو ببرود متل ما بكلمها ببرود من شان يحس فيها وبمشاعرها يلي حطمهم بكل بساطة بدون ما يفكر يثمّن حبها وكلامها يلي ما كان جاهزلو هلأ... 
عمو صارلو مدفون 12 يوم والدنيا مقلوبة قلب بقصة المستشفى وهي حضرتها قاعدة بتشبهو بأبوها المش طايق سيرتو والأنكى من هيك عم تتكلم عن علاقتها بحبيبها السابق مهد... 
مهد يلي باصم إنو ابن الأشقر الكان بطالعو بكل مرة بقابلو فيها بنظرات ماخد شي إلو... وهو ما فهم معنى هالنظرات إلا هلأ... 
فهي شو ساوت فيه بكلامها غير اضرب كف وعدل طقية... وبين تكسر وتجبر فيه... لكن شو هالجبر يلي رح يكون باعترافها بحبها لإلو دام حضرتها ببقية الكلام الكاتبتو كادت تجلطو فيه... فمسح ع وجهو عاجز يستوعب كلامها يلي قرؤو... 
قال بتحس عندو بالأمان بعد ما كانت تخاف منو متل أبوها يلي ما بشبهو بشي... ينبسط عشان ترك أثر واجب عليه يتركو ولا يكره حالو ع اللي عملو معها بتخويفها منو وتشبيهها لإلو بأبوها قتال القتلة واللي بشعرة ما بجي جنبو... 
هو شو بدو باعترافها إنو بهون عن أبوها دامها صنفتو قريب منو...
رمى حالو ع الكنبة الجلد جالطتو جلط بكلامها ومخليه عيارات جسمو تخرج عن السيطرة ويكح محرور من هالهبلة يلي لسا  قبلانة تضل محبوسة عندو 24 ساعة معو... من حلاوة حبسو العارفة إنو مش مخلوقة لإلو ولكنها من حبها رح تتغاضى... حدا قلها ما عندو ضمير ولا فاقد حس المسؤولية كرمال يرضى عليها هالعيشة... هو انجبر يخبي عنها كرمال يحميها نفسيًا وجسديًا... بس صدقت لما اعترفت إنها هبلة ومجنونة لما تكلمت عن المش طايق يتذكر اسمو... 
ما هو عارف عندها حبيب بس مالو داعي تعرّفو ع اسمو... قلبو هون نار وشرار... فكرة إنو مهد الأشقر باقي يروح ويجي معها ويحاكيها ع كيفو لدرجة يفكر إنو عندو الحق هيك يطالعو بأحقية إنو هو أحق منو لإلها هتدبحو دبح.... 
مسح ع وجهو ورقبتو محتر فوق حرارتو... محتاج شي يحذف الكلام الحافظو وصورة ظهر مهد المحفوظة بتليفونها النبش فيه يوم غدر أهلها بعمو...
محتاج شي يفنّد ظنو بأرسلان ابن عمو جواد إنو عارف عن علاقة مرتو بصاحبو المقرب منو و~~~ 
خلص ما قدر يتحمل يدخل بتفريعات المواضيع فوقف حالو متحرك بالغرفة عاجز يبقى مكانو من حرارة جسمو... فتحرك لعند مكتبو بدو يشتغل... بدو يهدّي بالو... فما خلا شي ما قرأ عنو ولا سواه وهو قاعد ع الجهاز كرمال ينفصل عن يلي صار من نقلو من موضوع لموضوع لحد ما حس راسو صدّع من كتر ما قرأ في مواضيع مشتتة بين السياسة والجغرافيا الطبيعية والاقتصاد... فسحب تليفونو الفاتح مش بالقصد ع الأخبار المحلية الكان قاعد عليهم قبل خمس ساعات وما طلع منهم من عدم استخدامو التليفون من بعدها... مركز مع صوت المذيع الجذاب: وكشف تقرير الأدلة الجنائية النهائى أن سبب اندلاع الحريق هو ماس كهربائى، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة داخل غرفة الاجتماعات المغلقة بمبنى المستشفى ~~
راسو دار مش مركز ببقية الكلام فحاول يتبّع باللي عم يسمعو: وكان تقرير الحماية المدنية الذى تسلمه المستشار عليم فخر مدير النيابة، ينص على وجود بعض المخلفات القابلة للاشتعال تركها عمال النظافة بعد قيامهم في تنظيف قسم مرضى السرطان المدعوم من قبل الحكومة... إلى جانب تعطل أجهزة إنذار المبكر للحرائق... 
ما قدر يكمّل معو بالكلام من تقل راسو فسكر التليفون لافف ع جهازو (اللاب توب) طافيه وساحب حالو من غرفة المكتب وهو عم يخطط يغير أواعيه ويفرشي اسنانو قبل ما ينام معها ع السرير بعيد عنها كرمال ما يعييها... فطلع الدرج وهو موقف دماغو عن التفكير باللي قرأو وكاحح من كل قلبو مع البرد الحاسس فيه بالبيت وهو عم يعبر غرفتهم المتروك بابها مفتوح وما في شي مضوي فيها غير ضو غرفة الحمام يلي تركو مضوي بلا قصد... لكنو نسي مفكرها هي فيه... فطبق الباب وراه متحرك لعند الخزانة ساحبلو بيجامة دافية كرمال يغير اللابسو وهو مستغرب برودة الغرفة... فبسرعة شلح أواعيه العملية.... وحاطهم ع الكرسي المجانب لخزانة الأواعي وبسرعة لبس البيجامة ليدور ع ريموت المكيف كرمال يرفعو ومباشرة سحبو من على الكوميدينة رافع حرارتو ومسلم حالو للسرير الما قدر يفكر بشي غيرو من النعس الحاسس فيه لاغي فكرة تفرشي اسنانو... وفورًا مدد حالو ساحب مخدة فاصلة بينهم كرمال ما تقرب منو  وغفى مكانو لحظتها وحضرتها ما ردت لعندو لإنها هي مكابرة بنومتها عندو بالغرفة يلي ع إيدو اليسار من الناحية المقاطعة للدرج كرمال يفكر فيها ويفهمها... بس للأسف هيْ الساعة صارت قريب التلاتة الفجر وحضرتو ما شرّف لعندها... 
فنامت غصب عنها وهي قاعدة ع السرير منتظرة فيه يعبر عليها من الباب يلي فتحو بقوة بعد ما صلى صلاة الفجر مستغرب غيابها بالغرفة وجنبو ع السرير... وبسرعة دخل لعندها مستغرب حركتها المالها داعي ومندهش من نومتها هون بهالجو البارد فقرب منها محركها من كتفها وهو عم ينادي عليها بصوتو المستاء بتعب: جـودي! ويكح مش سامع همهمتها الصوتها يا دوبو مسموع مع قوة كحو... فرد هزها من كتفها بس حس كحتو خفت: جودي قومي صلي الفجر!! 
جودي سامعة بس مش قادرة ترد فاضطر يرفع إيدو ع وجهها كرمال يصحيها وبسرعة سحبها بس ردتلو صحوتو خوف ما يعديها لكن سخونة وجهها خلتو بسرعة يرد إيدو ع وجهها ليتأكد من سخونة جسمها وفورًا بعد الغطا عنها حاملها معاه لغرفة نومهم وهو عم يحاكيها بغل: شاللي جابك هون؟
وبسرعة دفع باب غرفتهم المفتوح لنصو عابر فيها لعند السرير المنزلها عليه وبأسرع ما عندو تحرك لعند الحمام مو عارف شو يعمل معها دامو عداها غير إنو يعمللها مغطس بمي دافية دام ما فيه يعطيها ادوية خوفاً عليها وع الجنين يلي ببطنها... فسد فتحة البانيو وبعجلة فتح الحنفية ع المي الدافية وهو عم يكح من كل قلبو: كح كح كح... 
وبسرعة تحرك لعندها وهو عم يناديها: جودي سامعتيني!! 
جودي تهمهم بضعف من تقل جسمها وفتلان راسها... قلبو أكلو عليها لإنو كيف ما كان صارم وحازم بتعاملو معها فباسها ع راسها باعتذار وبسرعة رفعها بين إيديه وهو عم يقلها بحرة من تأنيب ضميرو: حقك علي يا قلبي! حقك علي!
جودي هون بكت رغم عنها من اعتذارو الكان مناها تسمعو قبل هلأ بساعات معدودة من حبها ليرضيها بلحظتها لكنو هو شو ساوي غير إنو اجى عليها بلا أي عاطفة مقسّيها غصب عنها لإنها هي ما بتعرف تقسى أو تجفا... فبكاها كان لوم وعتاب للي عم يساويه بحقها بالفترة الأخيرة بدون أي تعبير لإلها... وهو بس شافها هيك ما قدر يتحمل شكلها وهي عم تبكي بصمت فكلمها فورًا محاول يواسيها: هلأ بتصيري أحسن شدي ع حالك يا قلبي... كوني قوية... 
أي قوية أي شد بحكي عنو وهو قهرها من جواتها... فنطقت غصب طالبة يرحمها من يلي عم يحكيه: عبدالـ ـعزيز أنا جو عانة وعيـ ـانة.... 
عبد العزيز رد عليها وهو عم ينزلها في البانيو بدون أي مقدمات راعبها بملمس المي ع جسمها لدرجة تمسكت فيه بخوف مش عارفة هي وين وشو عم بصير فيها... فنطق وهو يحاول ينزلها جوا المغطس بالكامل لكنها رفضت مغرقتو معها بالمي فتكلم بنبرة حنونة محاول يهون عليها: ما تخافي عملتلك مغطس لحرارتك تخف... اهدي اهدي... 
فرخت إيديها من قلة حيلها لتضلها شادة عليه محررتو من شدها عليه... فحرك إيديه بدو يخلصها من الفستان اللابستو لكنها نطقت من بين أسنانها برفض: ما بدي! ما بدي! 
فتنهد منها ومن مزاجها... وبعد عنها  تاركها ع راحتها مش ناقصو يكونوا بشي ويصيروا بشي تاني مع تعبها: زي ما بدك... وبسرعة تحرك طالع لبرا الحمام يجيبلها لبس خفيف وبارد كرمال تلبسهم بعد المغطس يلي عمللها إياه إلا بصوت مناداتها عليه: عبد العزيز! 
عبد الـ ـعزيز! 
وين رحت تاركني؟
فرد عليها ساحب اي شي بدون تفكير: هيني!
وبسرعة ركض لعندها وهو عم يقلها: شو فيه موجوعة شي؟
جودي بكت بحرة ناطقة من بين دموعها: مـا تـتـركـنـي!
تنهد منها هو بشو وهي بشو... وين حضرتو بدو يروح يتركها وهي بهيك حالة... فقطع المسافة بينهم محاكيها: اهدي ماني تاركك... المهم هلأ استرخي...  ومد إيدو ماسح ع جبينها وشعرها المعرّق من سخونة جسمها مسترسل بكلامو معها... انشالله ساعات وبتخف... وهي مع مسحو ع شعرها رخت راسها ع البانيو مش مستوعبة مالها وقربو منها... ومستسلمة للنوم مش حاسة فيه للي تحرك لعند المطبخ وهو عم ينادي ع الست سمية الكانت عم تجهزلها شي تاكلو دام ابن الخيّال وبنت قلبو ما رح يفطروا بكير: ست سمية؟ 
ست سمية ردت عليه وهي عم تسكر غطا علبة اللبنة: هيني هون بالمطبخ!!
عبد العزيز عبر غرفة المطبخ بخطوات كبيرة مواجهها: بعينك الله تعملي شوربة لجودي واعطيني بصل مقطع شرايح كبيرة... 
الست سمية رفعت حاجبها مستغربة طلبو: مالها بنتي جودي؟ ليكون مريضة؟!
عبد العزيز تنهد ماسح ع وجهو حاسس بأواعيه المبلولة من مية المغطس: اه حرارتها مرتفعة الله يستر ما كون عديتها.... 
الست سمية مسحت ع وجهها من هول الفكرة معلقة: يا ويلي عليها... البنت كلها ع بعضها ما بتتحمل شي... وبسرعة تحركت مكمّلة كلامها وهي عم تفتح الجوارير الداخلية للخضرة: هلأ بشرحلك (بقطعلك) البصل...  وبسرعة سحبت أي سكينة جت بوجهها موضحة: هي الله يصلحها امبارح طلعت ع الحديقة بعد ما تحممت وهي مصيفة ونامت كمان بدون ما تتعشى متل الخلق! 
وبسرعة تحركت بدها تعطيه البصل لكنو هو بسرعة سحبهم من عجلتو ليرجع لعند بنت قلبو المهملة والمستهترة بحالها مذكّرها: أنا بحاكيها بهالخصوص المهم تعجلي بالشوربة مع كاسة عصير يحسن مزاجها...  وتحرك بعيد عنها وهو عم يسمعها عم ترد عليه: انشالله ربع ساعة بالكتير وبكونوا جاهزين .. 
وطلع الدرج متعجب منها حامل وبتصيّف من هلأ... هو صح الحامل بتفيج من الحم ع فجأة بس مش مبرر تصيّف هيك مش سائلة بحملها... إذا حضرتو مشغول عنها وعن حملها حضرتها تقوم تستهتر هيك... فعجّل بمشيو لغرفتهم منزل البصل ع الكوميدينو وبسرعة تحرك داخل الحمام لعندها كرمال يشوف شو حالها مع المغطس وتنهد بس لمحها نايمة فقرب منها بدو يشلحها أواعيها إلا هي مفتحة عيونها بتعب من تقل جسمها المخدر مع العيا.. فنطق محاكيها بلوم زوج خايف على مرتو الحامل: ليش هيك حضرتك مهملة بحالك سمعت من الست سمية إنو كنتي مستهينة بحالك ولبسك امبارح...
جودي بس سمعت سيرة الست سمية فتّحت عيونها بغيظ مخليها ما تطيق حالها وتنفر منو معها كارهة قربو... وطالبة منو رغم تعبها وتقل لسانها: روح مـ ـا مـالـ ـي شـ ـي...  وخـ ـلـص رو ُح! 
عبد العزيز ما فهم مالها وشو لازمة هالحكي هلأ فطوّل بالو مسايرها: خليني ساعدك بتغيير أواعيكي... 
فصدتو فوراً رافضة اقتراحو: روح!
وين يروح  يتركها وهي هيك... مهو وقت سداجتها هلأ... هادا الكان ضايل عليه... فرد عليها وهو غصب عنها عم يشلحها أواعيها: جودي ما تخليني افقد أعصابي! 
جودي جكر بحالها وفيه حاولت تعنّد فيه ومعو ع أمل تمنع إيديه ليشلحوها الفستان لكنو هو جكر فيها مزّع كلشي لابستو وبسرعة لف جايبلها الروب إلا بصوت تأفأفها بكل جرأة ع مسمعو من ورا ضهرو بلا أي احترام لإلو... فبسرعة رجعلها بعيونو المستاءة منها محذرها بجدية: ست جودي مو إذا بعاملك منيح وبصبر عليكي معناتو تعاملني هيك فاهمة! 
جودي ردت بغيظ منو:أنا متنرفزة ومو قادرة استحمل حالي فخلص روح!
روح كل شوي روح... 
ارتفع ضغطو ودمو غلي... هتقتلو بنفسية الحامل المتذبذبة المتقلبة بين اللحظة والتانية يلي متخيلها غير عن هيك... فتنهد راميلها الروب جنبها ع مغسلة الحمام القريبة منها وسحب حالو من الحمام بدون ما ينطق بأي كلمة بلكى توعى بقرصة معنوية منو إنها مش لازم تلاحق مزاجها المالو داعي... فتحرك بالغرفة رايح جاي مش عارف شو يسوي معها عنيدة متل التيس... مخ ما فيه... فشد ع إيدو حضرتو بشو وهي بشو وقت مزاجها هلأ... العيان بستسلم للعيى إلا هي نازلة تقاتل... خلي مقاتلتها وطول لسانها تنفعها و ~ 
إلا بصوتها العم ينادي عليه مقاطع استياؤو منها: عبـد العزيـز تعـال ويـن روحـت وتركتنـي! 
تنهد منها ماسح ع وجهو بس سمع صوت بكاها... هتجننو فبسرعة عبر الحمام يشوف شو بدها منو... وفقد عقلو بس لمحها مقربة رجليها من بطنها و مخبية وجهها بكفوف إيديها رداد بغل: أنا ما تركتك... ويلا قومي خليني ساعدك يا أم لسان طويل لتنشفي جسمك... 
جودي ردت بحرة وهي عم تلف عليه بوجهها المحمر من البكى: امبلى تركتني وما بدي تنشفني أنا مش صغيرة ولا أم لسان طويل! 
عبد العزيز طنش ردها لإنو مالو خلق لنفسيتها هو تعبان وراسو مدوور ومكفيه يلي فيه فبسرعة سحبها غصب عنها من المغطس مغرق كل أواعيه وبحركة سريعة سحب الروب موصيها: حركي حالك ولا قولي لا يا ويلك مني فاهمة... 
وبخفة نزلها وهو عم يسندها عليه مغطيها بالروب لبنت قلبو العم تطالعو بذبول مش مجاريها فيه وبسرعة سحب الأواعي الجابلها إياهم بدو يلبسها إياهم بعجلة وهو عم يقلها: ما تفكري ترفضي لإنو ما فيكي حيل...
هي بالفعل ما فيها حيل وخلص استنزفت من تصديها لإلو فرخت حالها عليه مبوزة والدموع عم تنزل من عيونها باكية بحرقة ومكررة: أنا مـو قـادرة! 
أنا مـو قـادرة! 
تنفس بقهر مبعدها شوي عنو ليدخل الفستان من راسها بدون ما يلبسها شي تاني غيرو من تعبها وضيق خلقو مع صغر الحمام وبصعوبة حملها بين إيديه من تعبو وهو مش محاكيها بحرف واحد من معرفتو كلمة منو وكلمة منها هتولع بينهم فيسكت أحسن لإلو ولإلها وهو عم يكمّل فيها لبرا غرفة الحمام وهي بس عم تبكي بصمت لإنها  مش قادرة... فنزلها ع السرير مغطيها منيح وبسرعة بعد عنها جايبلها جربان (جراب/شراب) مدخل فيهم شرايح البصل... وملبسها إياهم  بدون ما تعترض ولا ترد بكلمة وحدة... وبعد عنها طابق الباب وراه وشالح أواعيه المبلولين مية ولابسلو بجامة تقيلة وهو مستغرب وينها الست سمية لهلأ ما جت باللي وصاها عليه... فبسرعة طلع من الغرفة طابق الباب وراه بدون ما يبررلها هو وين رايح مش معبر ظنها الساء بحقو بس فكرتو هيتركها كمان مرة فكوّمت حالها ع بعض بقهر منو وهي منفجرة بكى منو هو للي رجعلها بعد كم دقيقة بصينية الشوربة المحطوط فيها معلقة وكاسة مي وكاسة عصير مع كم حبة فيتامينات... طالب منها: عدلي حالك تحتى تاكلي! 
فبلعت ريقها بس سمعت صوتو ممسحة دموعها مكابرة ع ضعفها معو... ورادة عليه بنبرة واطية بدون ما تواجهو للي عم ينزّل الصينية ع رجليها: إنتا ليش بتعاملني هيك؟ 
عبد العزيز قعد جنبها ساحب المعلقة من ع الصينية ومدخلها بصحن الشوربة وهو عم يقلها: أسألي حالك...  وأبقى انتبهي ع أسلوبك معاي! 
جودي زمت شفايفها وهي عم تمسح دموعها يلي عم ترد تنزل غصب عنها من تذبذب مشاعرها مجاوبتو ببراءة: بس~ بس أنا ما بعرف ليش هيك بعمل بين كل فترة والتانية بتغير بدون سبب! 
عبد العزيز تنهد بنكد مالو خلق شي هلأ وحاسس جسمو حم فبسرعة شلح بلوزة بجامتو وفانيلتو التاركهم جنبو مكتفي بصدرو العاري... وبسرعة رد يطعميها وهو مو مركز بصوت تليفونو يلي عم يرن ولا فيها هي للي خجلت منو ومجاريتو بشرب الشوربة يلي بس خلصت منها بسرعة سحبت كاسة العصير الحستها تقيلة عليها بدها تشرب منها لتشغل حالها عنو لكنو هو سحبها عنها مساعدها تشرب منها ولما اجى بدو يبعدها عشان تاخد نفس رفعت إيدها ع الكاسة مكملة عليها فتركلها الكاسة تحملها لحالها وهو مناه يقلها ع مهلك بس مالو خلق يسمع مراددة منها... فتركها ع راحتها للتيسة يلي نزلت كاسة العصير لتسحب حبوب الفيتامينات مع كاسة المي وتبلعهم ورا بعض وبس لمحها خلصت كاسة المي سحبها من إيدها خطف مع الصينية يلي ع رجليها آمرها بحزم وهو عم يحطها ع الكوميدينة عند راسها: هلأ فيكي تنامي! وبسرعة دفعها لجوا السرير متمدد جنبها ومغطي حالو... دامو عمل يلي عليه وهلأ فيه ينام لإنو ما فيه يروح ع الشركةوهو باذل كل جهدو يلي كان بقيلو عليها... وما لحق يغمض عيونو إلا بصوت شهيقها...
كابر ليلف عليها لإنو مش ناقصو يسمع كلام مالو داعي بكفيه يلي قرؤو امبارح تحتى تكمّل عليه بعياها يلي مش بعيدة انعدت منو... فتنفس بهدوء عكس النار الشابة جواتو من لسانها الطويل يلي مالو داعي... عجيبة هالبنت... وما لحق يتعجب منها إلا براسها جنب راسو وهي عم تشد ع كتفو طالبة منو: الله يخليك ~~
ما قدر يكابر ويقسى عليها أكتر من هيك فدار حالو ساحبها لعندو ... وهي ما صدقت عملتو لتخبي وجهها برقبتو وتنطق من بين انفاسها بتقل ع أمل يحن عليها وما يجافيها هيك: أنـا آسـفـة.... 
خلص مش قادر ياخد ويعطي معها بدو يلحق ينام فشد عليها باحتواءو بايسها ع راسها وماسح ع ضهرها طالب منها: خلص نامي! 
وشو هالكلمة هدتها فتنفست وهي عم ترجوه وإيديها شادة عليه خوف ما يروح بعيد عنها وهي محتاجيتو: ما تتركني! 
لا حول ولا قوة إلا بالله هو وين رايح... مهو هيّو جنبها... فحرك إيدو لعند بطنها ماسح عليه وهو عم يقلها بلسانو التقيل: هيني مش رايـ ـح!!
وغط بالنوم غصب عنو وعنها للي ما عرفت كيف غمضوا عيونها ع صدرو من كتر ما بكت جنبو وشدت ع أعصابها يلي رخت ع الآخر وما عادت قادرة تواجه شي ولا تقابل بأي شي... ونامت بعمق بدون ما تحلم ولا تكوبس بحد ... فشو كانت نومة ما فيه أحلى منها... 
فشو كانت نومة ما تخيلت هتنامها بعيد عنو للي قلها هيو جنبها... وبالأخير طلع مش جنبها لإنها صحت من نومها ع صوت كحتها القوية المكررة مستفقدة صلابة صدرو تحت راسها... فرفعت راسها تدور عليه وصدمة بس ما لقتو بالغرفة... فبسرعة قامت تدور عليه وهي حاسة حالها أحسن من قبل نوعاً ما وحرارتها أخف من قبل وجفلت بس حست حالها ضاغطة ع شي سائل فتذكرت حطلها شي برجليها قبل ما تنام فبسرعة قامتو تفقد شو فيه وقلبت معدتها وركض ع الحمام الما كان بشبه حالو مع المغطس العمللها إياه الصبح.. لتستفرغ من ريحة البصل القاتلة لإلها وشو حست روحها طلعت مع الاستفراغ لإنها مش حابه تستفرغ... وفجأة بهتت لما فقدت حسو وتذكرت هي ليش قامت من على السرير وبسرعة نزّلت السيفون ماسحة تمها ومغسلة وجهها ورجليها المحررتهم من الجربان الريحتو قاتلة من هرسها للبصل مع ركضها للحمام... وبعجلة بعدها كمّلت لتحت تفقد بغرفة المكتب وبالصالون لكن ما فيه أي أثر... عصبت... هتورجيه... رد لعادتو القديمة... رد يختفي من حياتها بدون أي إحساس لهالعديم الإحساس... إلا تورجيه... فلفت راجعة لغرفتها متجاهلة حركة الست سمية بالمطبخ لإنها مش طايقتها من تخبيرها إياه عن استهتارها... 
هي حرة شو تلبس إلا تخفف لبسها جكر فيها وفيه للي مش سائل فيها... واحد كذاب... هتنجن منو كيف هيك بتركها وبروح بدون ما يودعها... يا الله شو بستفزها بهالطبع... شو بخليها تكره حالها... بس لا من يوم وطالع هتكون سيدة إلها كلمة... مش هيك الست سمية فهّمتها بإحدى الدروس المش فاهمة ليش بتدرسها إياه... عن المرأة ومكانتها عند الغرب والعرب والمسلمين خاصة... وما علق لحظتها بدماغها غير قوة المرأة وإصرارها ع شو بدها فاهمة الكلام ع هواها مش ع هوى الكلام التكلمت عنو الست سمية واللي ما لحق يدخل من الدان الأولى إلا هو طالع من الدان التانية لإنها سارحة بربط يلي بتسمعو باللي لافت انتباهها... فهزت راسها بغل... خلص هي عازمة تقهرو متل ما قهرها... لا فيه كلام ولا فيه تعبير ولا فيه قرب... هتقاطعو فعلًا والدراسة هتدرس جكر فيه... مش هي مرأة ذات كيان واستقلالية... هتورجيه إنها ما رح تبكي عليه... فكحت: كح كح... نازلة لعند الست سمية بدها تدرس... لكنها تراجعت بس انتبهت جسمها مالو شي وبس لمحت جسمها كيف مبين من تحت الفستان فورًا ع غرفتها كارهة عبد العزيز زيادة بدل ما تمتنلو لإنو لبسها إياه وبسرعة لبستلها أي شي بتيجي إيدها عليه... بس الأواعي مش داخلين فيها متل الخلق فاضطرت تدور ع أي شي بجي عليها وما لقت غير بلوزة حمرا وبنطلون نهدي ما بجي مع لون البلوزة اللابستها لكن انجبرت تلبسو لإنو بجي عليها فنزلت متأفأة لعند الست سمية محل ما كانت قاعدة بالمطبخ مخبرتها بدون لا احم ولا دستور: ست سمية بدي أواعي أنا... 
الست سمية لفت عليها متعجبة منها كيف بتجي فجأة وبتختفي فجأة بآخر فترة رادة: حاضر يا بنتي... المهم ما تتحركي كتير مش ناقصك تعب... وأكيد حضرتك جوعانة لهيك عم أعملك أكل ما فيه أطيب مـ~~
جودي قاطعتها بإعتراض: ما بدي آكل... بدي أدرس... بدي آكل الكتب... بدي احضر افلام... 
الست سمية انبسطت ع تفاعلها رادة: من عيوني اليوم عليكي تحضري فيلم هايدي فبتقعدي تسمعي وتقرأ وانتي عم تاكلي... بدنا البيبي يلي ببطنك يكبر...
جودي ع ذكر البيبي رفعت إيدها ماسحة عليه وهي حاسة فيه بشي غريب ببطنها بس ما همها ناطقة: طيب يلا عجلي بس... وتحركت لعند الطاولة ساحبة كرسي قاعدة عليه محاكيتها بكلام أفكارو داخلة فيه ببعض ومتناقضة ببعض لدرجة ما كان فيها الست سمية مجال تجاوب ولا تلحق تفكر: ست سمية أنا لازمني ألوان!
: حاضـ~~
:بدي لوحات جديدة وافكار حلوة... بدي خيّط لازم أنا أعرف خيّط...
تيجي بدها ترد بحرف.. لكنها ترد تكمّل... بدي غير الأواعي بدي أدرس كتير... بعدين أنا ما بدي أدرس انجليزي مش حلو ما بحبو مزعج... وألماني حلو كتير ممتع لفظو غريب... لازم نروح ألمانيا... تخيلي...
الست سمية جت بدها تقاطعها لكن بنت قلبو استرسلت: يلا عجلي بدي احضر... وين التابلت احضر الفيلم... مش قادرة استني... أنا بعرف وين بدون ما تحكي بغرفتك... وقامت فورًا تجيبو ركض فصيّحت عليها الست سمية: ع مهلك إنتي حامل...
بس لا سبيل... ففتحت باب غرفة الست سمية حاملة التابلت وركض لعندها طالبة تفتحلها إياه: ست سمية بسرعة حطي كلمة السر من شان احضر...
الست سمية بسرعة تركت تقطيع السلطة العم تسوي فيها وهي عم تقلها: حاضر... وأخدت التابلت مدخلة كلمة السر ومعطيتها إياه وموصيتها بحرص: بتعرفي تتهجي اسم هايدي بالألماني لهيك بتبحثي عنو بالألماني ماشي... واصحك تتعبي حالك بالحركة والركض فاهمة! 
جودي هزت راسها وتحركت رادة لمحلها تحضر عليه بلهفة وحماس كبير إلا بتذكير الست سمية المفاجئ لإلها: صليتي الظهر...
جودي لفت عليها مندهشة... لإنو لا ظهر ولا فجر صلت... فبدون ما تجاوبها قامت تصلي وتقضي الفجر وما لحقت تصل باب غرفتها إلا أدن العصر... فتحلطمت من تأخرها ع  الصلاة وهي عم تفتح باب غرفتها داخلة الحمام... وبهتت بس شافت شكل شعرها المش مرتب... فبسرعة عدلت شعرها وتوضت للصلاة وطلعت تصلي كل يلي عليها وهي قاعدة ع الكرسي وعم تكح كل شوي... فنزلت تحت تحضر فيلم هايدي وهي عم تاكلها من الأكل الشهي العاملتو لإلها الست سمية... وعم تعلق تارة مش عاجبها تصرفات عمتها الأنانية... أو طايرة فرحة من تصرف الجد مع هايدي... وكل ما تنبسط توقف شوي تاخد نفس لتاكلها من كم حبة من الزيتون الاسود المغرمة فيه من كتر ما جدها كان ياكلو... وترد تكمّل والوقت عم يمضي بدون ما تفكر فيه للي طلع من الشركة وهو عم يطالع حواليه والهوى البارد جزئيًا عم يلاطم وجهو وصوت الريح (هوه) معطي الجو لمحة مخيفة مع عتمة فصل الخريف...  فتحرك لعند سيارة الحماية طالع فيها وهو حاسس حالو مهدود... ما توقع يبقى يشتغل لهالوقت من بعد ما مر عند أهلو يتطمن عليهم... لإنو ما فيه الليلة يمر عندهم من خوفو ع مرتو العيانة... واللي وصالها ع قشر الرمان معو كرمال تشربو وتخف كحتها خوف ما يصيرلها شي وتولد بكير (ولادة مبكرة)... فتنفس بغصب من أنفو وهو عم يطبق الباب وراه مخلي الشوفير يحرك فيه لڤيلة أهلو وهو عم يتتاوب (يتثاوب) من إرهاق جسمو بشغلو ومعها هي للي استنزفتو نفسيًا باللي كتبتو وجت مرضتها من الله لتهون الوضع بينهم... إلا اجى لسانها الطولان مخرب كلشي ومكمّل عليه... بس شاطرة كيف قدرت تخليه يحن عليها وهو مشتاط مش بس معصب منها لما حطت راسها جنبو شادة ع كتفو... كاشفة نقطة ضعفو بتمسك الواحد فيه هيك بحاجة... لإنو هو ما فيه يتخيّل أختو عم تعاني هيك مع زوجها... رغم إنو ما عمرو حط أختو محلها لإنو كانت بعيونو بنت جاسر بس من يوم ما صارت معشعشة بقلبو ما بقدر يفرط فيها... 
ما بقدر يتخلى عن حنيتو معها... صحيح ممكن يقسى متل الصبح معها لكن أكتر من هيك لحد هاليوم ما بقدر ولا حتى فيه لإنها تجاوزت كل الحدود يلي بينهم من يوم ما رجعّها من أهلها وأبوها هدر دمها وما بقيلها حد غيرو هو وأهلو بعد ربنا... لهيك ما فيه يقسـ~~ إلا برنة تليفونو التاركو بجيبتو مقاطع أفكارو فسحبو بتقل يشوف مين وبهت بس لمح الاسم المتصل عليه رادد: أهلين أبو إصبع!
أبو إصبع الأخت جوري ردت وهي عم تبتسم غصب عنها لإنها مش قادرة تكابر أكتر من هيك ع مشاعرها ع جودي من حزنها عليها وعليهم يعني لا هي ولا هيه إلهم ذنب باللي صار ففيها تحكي بجناحها وهي مسكرة الباب عليها بالمفتاح: عزوز حبيبي اشتقتلك... وبلا مقدمات دخلت ع الموضوع... بسرعة قلي وصلت البيت اشتقت احكي مع جودي لإنو الست سمية ما عم ترد بس اتصلت عليها قبل شوي! 
عبد العزيز جاوبها وهو عم يبتسم بلا مقدمات من تخيلو ردة فعل بنت قلبو بس تعرف إنو جوري بدها تحاكيها: ممكن الست سمية مشغولة بشي أو عم تدرسها... بس تطمني إن شاء الله لوصلت بخليها تحكي معك بعدين تعالي هون الواحد بقول كيفك؟ مش خبط لزق اشتقتلك!
جوري انفجرت ضحك رادة بمزح تقيل: هههههه اسمع يا حبيبي أخبارك عارفتها أكيد مروّح من الشغل فما فيه داعي أعرف  شي عارفتو بعدين الصبح روّحت من عنا قبل ما شوفك مش سأل فيي... الزبدة والمهم وعلت صوتها مكمّلة... جودي اشتقتلها ~~~
عبد العزيز بعد سماعة التليفون عن إدنو مقاطعها: خلص فهمنا اشتقتيلها بس وطي صوتك صحيتي الجيران... وانشالله بس أصل بخليكي تحكي معها تهني يختي! 
جوري انفجرت ضحك: هههههـ~~ 
واختفت ضحكتها بس سمعت صوت أمها عم تنادي عليها (جوري يما تعالي بدنا نلحق ننزّل العشا وناكل مع جدك) فنطقت مستعجلة وهي عم تمشي لعند الباب: ماشي يلا طير...
وسكرت الخط في وجهو تاركتو يتعجب منها لإنها بكل ثقة بتسكر الخط بوجهو وبتقلو طير... فهز راسو بتحلف... بسيطة كان بخليها تحكي معها... وترك راسو ع شباك السيارة كرمال يناملو شوي لإنو مش قادر يصحصح... وهو عم يبتسم ع حالو لإنو عارف ما رح يوفي بكلامو وهيخليها تحكي معها... من حبو لو يبسطها بشي بسيط دامو ما فيه ياخدها ويطلعها من الوضع يلي هما فيه... واللي مش جاي ع بالو يسم بدنو فيه هلأ بالتفكير... فقفل الموضوع غاطط بالنوم يلي ما لحق يدخل فيه ع تقيل إلا ع صوت السواق وهو عم يخبرو: يا بيك وصلنا! 
عبد العزيز ما ركز باللي قالو ففتح عينو اليمين نص فتحة وشادد ع عينو التانية رادد: همم مالك! وبسرعة رفع راسو مستوعب إنو وصل فتثاوب وهو عم يقيم الحزام شاكرو: يعطيك العافية... وفتح الباب وهو عم يسمع رد السواق عليه: الله يعافيك ويديمك!
ونزل من السيارة طابق الباب وراه حاسس ببرد مش طبيعي رغم إنو لابس أواعي تقيلة وجاكيت جوخ... فمشي بخطوات مستعجلة لعند باب الڤيلة الفاتحو بعجلة وحاسو أبرد من برا فعبر بسرعة مسكر الباب وراه تارك السواق يحرك السيارة معاه لبرا كرمال يكون جاهز عند الطلب... 
وكمّل طريقو لعند غرفتهم النوم بدو يتطمن عليها وبهت بس حس ببرودة الغرفة فضوى ضوْها مدور عليها ودهش بس ما لاقها بالغرفة... فبسرعة نزل الدرج وهو مستغرب برودة البيت... فقلّب بعيونو وين فيه ضو طالع لو من تحت الباب إلا هو لمح ضو غرفة المطبخ فتحرك لعندو لكن ما فيه إلها أثر فبسرعة طفاه متحرك لغرفة المكتب المبين ضوو  مش مضوي وبهت بس لقاها قاعدة ع العتمة عم تحضر شي... فضوى الضو إلا بصوتها المش مكترث لجيتو طالب منو: لو سمحت طفي الضو واتركني احضر لحالي... 
عبد العزيز رفع حاجبو من متى حضرتها بتحكي معاه بهيك اسلوب رسمي وفوقها بتطلب تكون لحالها هو حقها بس مش هيك وهما ما فيه بينهم هالقصص هاي بهادا الوقت... فركى حالو ع الباب محاكيها: خير انشالله ليش بدك تبقى بالعتمة واتركك لحالك تعبانة شي!! 
جودي ردت بانفعال وهي محاولة ما تبيّنلو بكاها: اه تعبانة... وانهارت بكى متفاعلة مع الفيلم... بدي روح شوف جدي خايفة ليموت وأنا بعيدة عنو... 
أهلاً أهلاً هادا يلي كان ضايلو يسمعو هلأ من كلامها النزل عليه متل السواط مدروخو شو بدها تشوف جدها قبل ما يموت... من وين اجى ع بالها هالكلام هادا... عجز يبقى واقف فتحرك لعند الكنبة بدو يقعد عليها... رجليه مش حاملينو من الكلام يلي سمعو... آخر شي توقعو هلأ يسمع هالشي... من وين هادي بتخطر هالأفكار ع بالها فجأة... هالبنت طلعت صندوق مفاجآت بس مش أي صندوق مفاجآت لإنها من الصندوق المفاجآت العيارهم تقيل... ففرك جبينو سامعها وهي عم تقلو: جدي أنا تركتو لحالو وهو ما بحب ياكل غير معاي... بدي روح عندو آكل زيتون أسود... وقربت منو باكية... أنا هديك (هاداك) اليوم بكيت ما بدي روح (قصدها ليلة لما خبرها إنها هتروح عند أهلها)... بس أنا هلأ بدي أبكي إذا ما رحت...
شو هالمصيبة هاي هلأ يلي نزلت عليه... من وين يجيبلها جدها ووين ياخدها عندو... ووين يقلها عن خبر موتو هلأ... الأحسن يتركها ويروح ينام... ويفكر شو يقلها لبس يصحى لإنو من حقها تعرف بس مش وهي حامل وكمان عيانة وما بتتحمل شي لإنو خبر وفاة جدها هيجر كتير كلام وأحداث هتكشفلها استحالة روحتها عندو ولا عند أهلها من رغبة أبوها لقتلها وعن مخططهم لقتلو وهالقصص المالها آخر فبسرعة توقف ع رجليه مخبرها: بنحكي بعدين بهالموضوع...
جودي هون انفجرت بكى ناطقة بغيظ: ليـش هيـك إنتـا بتحـب تقهرنـي ومـا تعبـر شـو بحكـي... وكلشـي لبعديـن!
اجى بدو يلف ليرد عليها لكن كابر هو ما بحب يكذب عليها ولا يخدعها ولا حتى بحب يتلاعب بمشاعرها بدعمو لإلها لو ع شي مزيف... فالأحسن يتركها تحكي شو بدها ولا إنو يقرب منها ع كذب ووهم زائف... وتحرك طالع من الباب مش عارف إنو بهالحركة تركها تقسى وتاخد ع خاطرها منو ع تقيل لإنو هي من حقها تشوف جدها...  
ولإنو من حقها تروح وتطلع... 
ولإنو من حقها تساوي شو بدها برا البيت... فعصبت منو مخربة كلشي بيجي قريب ولا تحت إيديها... هو حر بس هي مش حرة... رح تورجيه... فبسرعة قامت لاحقتو لغرفتهم بدون ما تلمح وجه الست سمية يلي ما طلعت من غرفتها لاحترامها لخصوصيتهم... وعبرت عليه الغرفة بقوة وهو عم يغير أواعيه رادة من بين دموعها بحرة ممزوجة بغصة من انفجار مشاعرها الصارلها فترة عم تداري فيها من وراه: أنـا من حقـي شـوف جدي وكل حدا بدي إيـاه... أنـا من حقـي اطلع من هـون... أنا كنت مستعدة اتحمل كلشـي بس وإنتـا معـاي... بس انتـا تـاركني انطق... وجت رح تشرق لكنها بلعت ريقها مكمّلة وهي عم تمسح دموعها: بس إنتـا مش معـاي إلا علـي... وقربت منو منغلة مواجهتو وهي عم تمسك بدراعو كرمال يعبرها... عبرنـي! 
رد علـي! 
شـو بدك منـي؟ 
لـيش حـابسني هـون!!! ولفت حواليها بدها تكسر... وردت وهي مش عارفة شو تساوي: أنـا ~~~ أنـا مـا بـدي حـس هـيـك... مـا تـيـجـ ~~ وشهقت كارهة حالها وهي بهيك نسخة (حالة)... فنزلت ع رجليها منفجرة بكى بصوت عالي من عجزها تنطق بحرف واحد من خنقتها والضيقة المحسسها فيه للي مش فاهم شو مالها هيك منفعلة فأجى بدو يقرب منها ليهون عليها لكنها نطقت بشي ما فهمو: أنـا مش هـايـدي... أنـا مش هـايـدي...
مين هادي هايدي يلي عم تحكي عنها... وشو قصتها كرمال تذكرها هلأ وهي بمتل هيك وضع ما قدر عقلو الموسوعة بفضل الله يسعفو يفهم مقصد كلامها لكن عيشتو معها خلتو يبصم شي واحد هي من حقها تنجن لإنو صارلها قريب الشهرين مش طالعة من هون فتحرك لعندها مصبر حالو ع انفعالها وهو عم يطالع ضهرها المعطيتو إياه من رفضها لتقابلو ولا لتواجهو وهي بهيك حالة وتخطاها موقف قبالها وهو عم يثني رجليه منزل حالو لمستواها جابر خاطرها: بعرف أنا ضاغطك بقعدتك هون بس هادا من خوفي عليكي... 
إي خوف بحكي عنو... كعادتو بدو بس يخليها كيف حابب ع مزاجو فهزت راسها برفض من بين تغميضها عيونها رافضة كلامو المطيب خاطرها من إدراكها إنو هيرد يكسرها كسر أصعب من يلي قبلو... فنطقت مانعتو يكمّل كلامو معها: إنتا مش خايف علي أنا ما بهمك متل أبوي... ورمت حالها ع صدرو منفجرة بكى وبكفة إيدها اليمين عم تخبّط بخفة ع صدرو من قهرها: ما بدي صدق كلامك... ما بدي عيش هيك... رجعني لقبل... رجعني من محل ما جيت من محل ما يكون فيه حد... أنا قلبي بوجعني... بوجعني كتير... وبكت بصمت متمسكة بصدرو يلي بحسسها بالسند والأمان معاكس لصاحبو العم يقهرها ويضعفها من قسوتو وبرودو معها... رغم إنو هو مش بارد إلا بركان عم يعوم من جواتو بتشبيهها لإلو بشكل مستمر بأبوها يلي ما بشابهو بشي... فبلع ريقو متحر من كلامها لكن ما فيه يجي عليها ويأكد كلامها لكنو بنفس الوقت صار وقت توعى وتفهم تبعيات كلشي لو بشكل بسيط فنطق حاطط النقاط على بعض الحروف معها كرمال يورجيها براءتو من التهمة الموجهتلو إياها بشكل مفرط: لو إنتي ما بتهميني كان ما خليتك هون وتركتك ببيت أهلك لما كانت الدنيا قايمة عندكم... ما فكرتي من بعد ما جبتك من مزرعة أهلك مخاطر بحياتي وبحياة يلي ببطنك ليش هيك سويت؟ ما فكرتي ليش هيك صار طول شعرك؟ ما فكرتي أنا ليش خليتك هون من بعد هداك اليوم وكلشي فرق بيننا؟
جودي رفضت تسمع بقية كلامو مبعدة عنو وحاطة إيديها ع إدنيها ما بدها تتذكر هاداك اليوم بكفي المخاوف والكوابيس يلي رافقتها... بكفي إنها تغاضت عن قصة شعرها وعاشت معو كأمر مسلم ومحتوم... بكفي آخر قتلة  تعترضتلها من أبوها ليجي يكمّل عليها بهالكلام فنطقت محاولة تسكتو ويحرمها من يلي قالو واللي رح يقولو هلأ: إنتـا مش متلـو أنا بهمـك... بس مـا تحكي شـي... مـا تخلـينـي فكر بشـي... مـا تخـلينـي أفهم يلـي بصـير لإنـو فـوق طـاقـتي... وبـوجّع قلبـي...
عبد العزيز قعد ع الارض قبالها ممسح دموعها ومحاكيها وهو حاسسها منهارة نفسيًا وجسديًا: من الطيبعي قلبك وقلبي يوجعنا... ونزل إيدو لحد دقنها رافع وجهها منو لتواجهو وهو عم يحاكيها... لازم تفهمي الحياة ما بتيجي كيف بنرغب... ولو قد ما بكيتي واعترضتي الحياة هتكمّل كيف مقدرلها فإذا بدك تبكي أبكي مش لإنك معترضة عليها إلا لإنك موجوعة وهالوجع ما بخف ممكن عندكم إلا إذا بكيتوا... وحرك أصابع إيديه ماسح دموعها الحارة المستمرة بالنزول ع خدها وهو حاسس بغصة بعيونها العم تطالعو بشكل بكسر خاطرو فسحبها لصدرو محاول يهون عليها وجعها المش قليل... عارفها بريئة وعقلها ما بحْمل ولا بتحمّل هيك شي... فشو حالها هلأ غير إنها عايمة بشي ما بتتحملو... فنطقت من بين دموعها بشي صادمو: بـس لـيـش خـلـيـتـنـي روح هـناك؟ ولـيـش جـبـتـنـي هـون؟ وبعدت عن صدرو مطالعتو بحرة... ولـيـش بـدك تـتـجـوز غـيـري؟ ولـيـش كـان كـل هالـرصـاص؟
عبد العزيز بلع ريقو مطالع حواليه مفكر بشو بدو يرد... اسئلتها يلي سمعها مالو خلق يجاوبها عليهم لكنو من حقها... بكفيه يكمّل معها ع غفلتها البلشت تصحى منها وتسأل هالاسئلة المدللة لإلو إنها ع استعدادية نوعاً ما تستقبل بعض الأمور الصارت وهي مش دارية عنها من تقفيل دماغها وقلة نضجو... فبلع ريقو مطالعها وهو عم يقلها بصوت قاسي: لإنو أهلك غدروا بعمي يلي مات جديد باليوم يلي كنتي عندهم... وبلع غصتو ع موت عمو مكمّل... ولهيك عيلتي بدهم إياني آخد عليكي ضرة بس أنا ما بدي... أتوقع هيك بطّل عندك اسئلة تانية... 
وين يبطّل عندها اسئلة بعد يلي قلها إياه... وين تهدى وتروق بعد ما عقلها ربط هروبها معو من عند بيت أهلها خلا أبوها يحبر عليها ويحوشلها قتلة ولا هي... وين فيها تسكن وتطمئن بعد ما تخيّلت أهل زوجها هيزوجوه متل ما كان جدها يهدد مرت عمها جاثم إذا ما تأدبت معهم... وين فيها تستريح نفسيًا وعقليًا بعد يلي قلها إياه فعلقت بلوعة بتشابه لوعة روحها الخارت من يلي سمعتو وفهمتو وحللتو: يعني أنا صرت منبوذة زي أول... يعني أنا مالي مكان زي أول... وحست راسها دار فيها مش قادرة تسمع ولا تحس بشي... فكرة إنها هترد متل أول وهي واعية شو عم بصير معها عم تقتلها وتصهر روحها... 
فكرة إنها ممكن تكون منبوذة داخل هالفيلة عم تكويها كوي... فطلبت منو وهي عم تحاول تسيطر ع الدوخة وفتلان الراس العم تحس فيه: بدي جدي وعمي كنان... بدي جدي وعمي كنان... وتبكي رافضة قربو ومتحمية بحالها... ما بدها إياه ما بدها حد... بدها جدها وصدرو الحنون البحميها من أبوها... بدها عمها كنان وضحكاتو معها... ما بدها يلي عم يقرب منها هلأ لإنو بعد كل فرحة عم يحطمها ويشقق روحها لأجزاء شاطرها فيها... فحاولت تدفعو رافضة قربو أو أي مساعدة منو... 
ما يتركها ويروح... 
كلو منو ما بعرف يحتوي غضبها منو ويرضيها بكلمة... وشاطر بدل ما يجبرها يكسرها ويكمّل عليها... وفجأة من انفعالها وشدها ع حالها ومحاولة دفعها لإلو بعيد عنها... فقدت الوعي مفصولة عنو وعن العالم يلي فيه... وعايمة بيقظتها وذكرياتها وأفكارها مع أبوها اللئيم ومع جدها الحنون وهو عم يقلها: يابا دفي حالك برد عليكي... دفي منيح حالك بقلك... بخاف عليكي تعيي... فبكت راجفة من قشعريرتها وهي متمسكة فيه وعم تعطس مش فاهمة شاللي عم بصير معها ونطقت من بين فكها العم يرجف مش عارفة يلي عم تعيشو حقيقة أو وهم من الخيّال: أنـ ـا بـ ـدي جـ ـدي خـايـ ـفـ ـة يـُ ـمـوت وأنـّ ـا مـ ـش جـٰ ـنـ ـبـو... بـ ـدي جـ ـدي!!! وتبكي متل الصغار منهارة...
وهو هون ما تحمل فدمع عليها محاول يحتويها ع أمل تسكت وترحمو من كلامها الغير متوقع والمش مجهز حالو لسماعو... لكن أملو تخيّب وراح بين الرجلين مع يلي عم تخبرو إياه عن جدها وعنف أبوها معو وعن نبذها بالعيلة مش كرمال يرحمها إلا لإنو وجعها صار فوق الحِمل يلي بتقدر عليه... ولإنو أبوها بكل الحالات كارهها... فتدلو (فعل يدلو) باللي عندها ما رح تخسر قد ما خسرت من قبل... ولا حتى رح تستفيد شي... لكن بكفي تِطلّع الخايفة تطلعو دامو كلشي بان... وهي مش حاسة بوجع المسجلة ع كنيتو... ولا حتى قادرة تفكر بفاجعتو ولا بأوجاعو وهمومو دام همها فاق تحملها كاشفة الما عمرها فكرت إنو هيطلع منها برغبة ولا حتى تقرب من سيرتو... وهي عم تتذكر كلام مرتعمها جاثم لإلها وعنها قدام بناتها (جت العبيطة بصراحة أبوها معاه حق مش بس يضربها إلا يكسّرها من غباءها وقلة فهمها) 
(اصحك تبيني قدام الضيوف مش ناقصنا فضايح) 
(مناي تدخلي بدون ما توقعي إشي... عميا شي شوفي قدامك) 
(إلا خبّر أبوكي عن تكسرك للقزاز وخليه يعوضني) 
فتتخبى هاربة لأي مكان بس بدون فايدة من معرفتو كل مكان بتتخبى فيه مع الوقت ماكلة منو ضرب وتدعّس وتخبط برجليه والحيطان... وهي خايفة تصرخ من الوجع لإنها عارفة الصريخ زيادة ضرب والطامة مرات بكون عم بصيّح عليها لتصرخ... فيطلب منها بغل: ***** كل يلي بضربك إياه ومنخرسة و*****.... حمارة شي... ويكمّل بضربها المرات ما بكتمل ع تدخل جدها أو عمها كنان الاجوا ع صوت أبوها وصريخو موقفينو عن ضربها التارك على جسمها كدمات مفرحة مرت عمها غنج وبناتها التلاتة باستنثاء إميرال الماكنت بتحب تشوفها هيك وتحاول تدافع عنها رادة ع كلام أمها فما تلاقي منها غير رادة عليها بالتهديد أو بضربها بأي شي بجي تحت إيد أمها... فشو تنبسط برد إميرال الغابت عنها وما عادت تعرف شي عنها... مخبرتو عن رغبتها: بدي شوفها...  وتسترسل بكلامها عن جدها الما كان حدا  يسترجي يقرب منو غيرها هي بأي وقت بدها صبح ولا ليل راغبة بحضنو الما كانت تكتفي منو من تدخلات أبوها ونهرو لإلها...  فتنفجر بكى راغبة بصدر جدها وهي عم تدخل راسها بصدر ابن الخيّال المش عارف شو يقلها ليهون عليها وهو محتاج مين يهون عليه... ممكن يتحمل الظلم عليه بس عليها ولا ع أهلو وبنات الناس بستثقلها من كبر حجمها عليه... فيبلع ريقو مناه يقلها مناي اجمعك بجدك المات بس مش قادر... فيرد كل ما بدو يُرد عليها يبلع ريقو عاجز ينطق من حشرجة حلقو من تجيش مشاعرو عليها مستصعب الإهانة والاضطهاد المارة فيه وهي هشة بدون أم أو سند بحياتها... فما قدر غير يضمها لصدرو بقوة وهو مناه يعمل المستحيل ليردلها عمها البين الحياة والموت ويقربها من بنت عمها جاثم البعيدة عنها مسافيًا والقريبة منها مشاعرياً من الخدر المحسسها بالتسليم  لدرجة مش قادرة تتحمل تسأل سؤال يعل قلبها فوق علتو أو تقوم من السرير الكبير المتسطحة عليه بهالغرفة الحجمها الكبير والديكور الجامع فيها بين البساطة والفخامة باللون الذهبي والأبيض والرمادي... 
فتحاول تيجي ع حالها لو بجزء بسيط كرمال لو تعدل من قعدتها تعجز من راسها المدروخ المو مساعدها تفكر بكلام الرجال عن يلي اسمها نداء... لهيك ما رح تيجي ع حالها وتكمّل ع جلطها دام ابنها لهلأ وبفضل الله ما خسرتو ومش حابة تخسرو... فتنام وترتاح لحد ما تسترجع قوتها وثباتها بعدها هتفهم هي وين ومين هادي نداء يلي عم يتكلموا عنها فإذا كانت يلي كان كنعان يتهمها إنها متفقة معها.... هيطلع شكو صح أكيد ع حساب براءتها لكن لو طلعت هي بين إيدين كنعان هي هيك ضيّعت براءتها قدامو ومعو...
فما تفكر وتستريح ولساعة تشوفو بفرجها الله....  ومالها داعي تقلق حالها وتفكر زيادة وتتعب نفسها بموعد هالساعة هاي معها هتكون قريبة ولا بعيدة بشكل ما بشبه فيه بنت عمها جاسر الما عادت منتظرة هالساعة هاي متل قبل... إلا صارت تتحاشاها متقصدة عدم شوفو ما بدها تلمحو!
ما بدها تحس بشي مش لطيف فوق يلي حاسة فيه!
ما بدها تسمع شي يضعفها ويخضها من جواتها متل ما صار معها من لما ذكرها باللي صار وتبعياتو... هو مالو ذنب غير إنو ذكّرها وخلاها توعى أكتر رغم حاجتها تما توعى... وكان تمن هالشي عندها محاشاتو والصمت عنو معو بدون ما تحسب حساب لأثر تصرفاتها معو عليه وهو عم يمر بأيام تقيلة برا البيت من ضغطو مع أهلو كرمال يضمنو وين يصيبو جاسر وكيف بضمنو بهادا اليوم بالذات... فيرد ع البيت عاجز يطالع بعيونها وهما رايحين ع قتل أبوها بدون علمها... فيتغافل عن يلي عم تعملو تجنب للتصادم المباشر معها وع امل يطبق عليهم مقولة أبعد شوية تزيد محبة... لإنو حاسس من قربو منها عم يزيد الطين بلة من كلامها ومطالبها المستحيلة عندو... فيختصرها معها بلاش يطلع كل يلي عندو لإنو بالنهاية الإنسان خطاء وبزل فبلاش هالمزلة هلأ هي فيها يلي بكفيها وهو نفس الشي... فيتركها تداري حالها وتراجع نفسها بعيد عنو لإنو هو ما فيه يكون المتحكم فيها بكل شي.... ولا بدو يكون متملكها أو متحكم فيها طول الوقت....  فتفكيرو وين وتصرفاتو المبينة حادة معها بمكان تاني وين من شعورها بالغيظ منو من برودو وهدوءو معها... فتحاول قدامو تقسّي حالها عليه لكن ترد تضعف وتتكلم معو كلمة قدامو: زهق.. مش حلوة هالرواية... أوووف.. 
او تُعبر (تدخل) عليه وهو بالمكتب تاخدلها رواية وتتقصد القعدة كم دقيقة بدون ما تكلمو... لكنو هو يحاول يحاكيها كرمال يثبتلها إنو مش نافر منها متلها أو ماخد ع خاطرو منها: إذا شوْبانة بوطّي المكيف... 
ما ترد لكن تهوي ع حالها وتنسحب من الغرفة وتصير تقالب بالست سمية رافضة تتعلم وبس بدها تاكل زيتون وتشم ريحة غريبة متل الفحم والكلور والتربة وهي متشبعة مي وريحة الزفتة... والآمر رافضة تعبر غرفة نومهم ونقلتلها أواعي وغيارات خاصة  لإلها لغرفة النوم الكانت تنام فيها جوري بس جت تنام عندهم...  وتقصدت السهر كرمال تصلي الفجر وما يجي يصحيها لتصليه... لكن هو إلا ما يدخل عليها كرمال يصحيها بدون ما يحترم رغبتها تما يدخل عندها: جودي قومي وقت الصلاة! 
وهالشي قهرها وخلاها تصعّد بصراعها معو بتجاهلها لإلو بتقفيل باب غرفتها وبس يجي ع البيت تتعمد تكون حواليه بس يتحرك وهي متجاهلة عيونو... وتتقصد تطلع بأواعيها الصيفية رغم برودة الجو برا ع الحديقة سامعة تعليقو الصارم: إذا طالعة برا البسي منيح! 
شو تلبس فوق يلي لابستو مستحيل فخليه يحكي شو بدو مطبقة يلي ببالها... فعدالها المرة الأولى ومتحديها بالمرة التانية بتسكير الباب المطل ع برا من ناحية المطبخ خوف ما تعي بكفيها عطسها ورشحها... لكن للأسف ما عاد يفيد تسكير الباب لإنو عييت ع تقيل تلات تيام والكحة مرافقة دربها بالوقت يلي هو شفي منها من استمرارو ع شرب منقوع الرمان وورق الجواف الرفضت تشربهم من لعة معدتها فتركها ع راحتها غايب غالب الأيام من ترويحتو بعد الشغل لبيت العيلة كرمال يفطر معهم دامهم صايمين من رغبتهم ليعوضوا أيام تسعة ذو الحجة الخربهم عليهم جاسر اللي هيكون قتلو إذا شاء الله بيوم عيدهم الاضحى بالليلة العاشرة واللي هتكون الليلة الواحد وعشرين من يوم موت جابر... 
فما تبقى غير يومين ع ردهم عليه... فاليوم هو يوم عطلة رسمية عند الكل دام اليوم هو يوم الجمعة فالكل رح يجتمع ببيت العيلة ومعهم بنت قلبو بنت دهب كرمال تاخد برضى مرت عمو وتدخل بيت العيلة كوحدة منهم دامها حامل بابنهم فتقصد هالنهار يلبس ويزبّط حالو منتظر فيها وهو قاعد بالصالون عم يقرأ بالجريدة من الجرايد القديمة يلي الست سمية طلبتهم كرمال تشتغل فيهم جودي بالديكوباج... لكن عَبس حضرتها ما تكرمت عليه ونزلت لإنها نايمة ع تقيل وما صحت إلا ع تقل راس من كتر ما بتاكل بحالها مع العيى والكحة فما حبت تقوم من فراشها مع تقلها مع الحمل والحركة الحاسة فيها بضهرها... فبلعت ريقها وهي عم تمسح ع بطنها حاسة بجوع مهوّل من كتر ما أكلت بحالها من العصبية... فقامت وهي عم تسند حالها وساحبة الروب الشتوي لتلبسو رغم تشوبها من الجو من رغبتها لتخفي كبر بطنها المش حابة حد يشوفو... وطلعت من الغرفة وهي عم تربط زنار روبها الزهري بعد ما لبستو ع خصرها بخفة مش عارفة شاللي بستناها... فحطت إيدها ورا ضهرها والتانية ع بطنها نازلة الدرج وهي عم تطالع ببعيد ومش لامحة أثر ولا صوت للست سمية ولا للي منرفزها ع طول فشوبت بس نزلت كل الدرج شالحة الروب بكل ثقة دام ما في حدا حواليها وكمّلت ع المطبخ وهي عم تكح مفقدة شو فيه كرمال تاكلها شي لكن ما في شي عجبها فطلعت للصالون وهي مناها تشوفو من شوقها لإلو فلفت حالها مقابل باب غرفة الست سمية منادية عليها كفشة خلق وهي عم تشلح روبها راميتو ع ضهر الكنبة: ست سمية يا ست سمية!!! 
إلا بصوتو هو يلي كان عم ينزل الدرج بعد ما طلع يجيب تليفونو يلي نسيه من تفكيرو بكتير أشياء: صباح الخير!
بهتت بس شافتو وبسرعة لفت ساحبة الروب لتخبي بطنها الخجلانة منو بالوقت يلي طلعت الست سمية من غرفتها رادة: نعم بنتي فيه شي!!
ما ركزت مع الست سمية من شوقها لتحط راسها ع صدرو فشدت ع روبها الماسكتو بإيدها ومخبية فيه بطنها رافضة تطالعو ولا تشوفو لإنها مش قادرة تبقى جنبو من جاذبيتو الخانقتها من قوتها فخافت تضعف قدامو... فمشيت بسرعة من جنبو وهي داعية ربها ما يمسكها من إيدها ويخرب عليها محاولتها تما تضعف... وما عرفت كيف مرقت من جنبو متجاوزتو ومكملة لغرفتها الجديدة وهي محاولة ما تبكي إلا بتهيج أنفها مع محاولة كبت الدموع وعطسها عدة مرات ورا بعض فتحركت لعند المحارم الناعمة المحطوطة ع الكوميدينة ساحبتلها منها كم وحدة ماسحة أنفها فيهم ومسطحة حالها ع السرير وساندة ضهرها ع المخدات العدلتهم وراها من دوخة راسها مع الانفلونزا وحروقة عيونها... فغمضت عيونها مش قادرة تساوي شي ولا تفكر بشي من انهيار جسمها مع العيا والجوع فغفت بدون أي تفكير أو رغبة منها وهي مش دارية شاللي بستناها من ابن الخيّال يلي حب يساويلها معروف كرمال ما تضعف أو تنهار قدام يلي جاييلها... فصحت فجأة ع صوت محرك سيارة قريب من شباك غرفتها متوقعة حضرتو طلع لترد تكمّل نومتها بحقن عليه رغم إنو بالحقيقة ما كان طالع إلا كان جاييلها ضيوف مشتاقينلها شوق مش طبيعي لإلها وللعالم لإنو اخيرًا الست جوري صحتلها طلعة برا البيت من بعد ما مات عمها كرمال تسوق وتتهبلها شوي لإنو الأيام الجاية ممكن لا قدر الله تنحرم من كتير أشياء من محاولتهم لرد حق عمها... فنزلت من السيارة وهي عم تحاول تجتهد لتنبسط بكلشي إلو داعي ومالو داعي واتطلعت بأريام محاكيتها: أكيد جوجو رح تنصدم بس تعرف إنو جينا عندها!
اريام هزت راسها بكشرة والتعب مبين عليها وحالتها يرثى لها مقارنة بحالة جوري المتحمسة والسعادة الباينة عليها: بتعرفي حلو الواحد يطلع من البيت لكن وهو مو صيام و بهالبرد!
جوري ضحكت من كل قلبها رادة برد مستفزها: ههههه إنتي أكلتيها لكن أنا الحمدلله اجتني متل قبل ... وبسرعة تحركت لعند باب الڤيلة فاتحتو بدون ما تدق الباب لإنها عارفة عزوزها عم يستناهم وتبسمت بوجهو بس لمحتو قاعد عم يقرأ بكتاب ومش معبر جيتهم المتأخرة عليهم رغم إنو وصاها من السبعة الصبح تطلع من شان تصل بكير وما توقع بأزمات طرقات الناس وهما رايحين لصلاة الجمعة... كرمال تقضي أطول وقت ممكن مع بنت قلبو بس شو عملت غير العكس... فدخلت مطالعة حواليه مدورة ع مدامتو وهي عم تقلو بدون أي تسلم بالإيدين: صباحو يا حلو وينها الحلوة مش شايفتها؟
عبد العزيز رفع عيونو عن الكتاب مطالعها بهدوء وهو مفقد لبسها المحتشم بالفستان الشتوي العسلي مع حجابها الأبيض الغامق معلق: كان آخرتي جيتك كمان! ولف وجهو ع أريام مش مدقق فيها لكن لفتو فيها تعبها فنطق سألها فورًا: مالك يا بنت مو بهالدنيا ؟
اريام ناظرتو ورفعت إيديها بنعس: أكيد ما رح كون بهالدنيا لإنو كنت مواصلة بالدراسة يلي علي وجت أختك كمّلت علي وأنا صايمة وفجأة انتبهت مالها بتحكي كل هادا فنطقت بسرعة مغيرة الموصوع...وينها مرتك الحلوة بدي اشوفها وأنام مسطلة... واسترسلت بكلامها وهي مطالعة جوري من طرف عيونها.... بالله عليك يا عبد العزيز في حدا بجي الصبح عند الناس...
جوري ردت عليها وهي عم تتخصر بمزح: اه يختي أنا بعدين أبصر مين يا قلبي كان يزن عليي إنو جوري امتى بدنا نزورها ...
أريام جحرتها بكره مصطنع معلقة: خلص يا حبي لإلك وإنتي ساكتة ولفت وجهها بسرعة لعبد العزيز سائلتو بعجلة: المهم عزوز وينها جودي؟
عبد العزيز رد وهو عم يكمّل قراءتو وحاسس راسو صدع من كلامهم المالو داعي ع الصبح: فوق بغرفة جوري نايمة! وما لحق ينهي كلامو الا هما طالعين فابتسم عليهم معلق بسرو (بداخلو/ مع نفسو).... هدول البنتين فيهم إهمال حلو... بطنشوا كلشي مهم وبركزوا بالمش مهم ورامين كلشي وراهم.... فتنهد شاغل حالو بالتفكير وهو عم يقرأ المكتوب بدون تفكير فيه من حاجتو ما يعطي الموضوع كل جهدو بالتفكير الزايد عن حدو... تارك المهملات يتقاتلوا مين تفتح الباب أول ع جودي: أنا سبقتك يا صايمة وبسرعة فتحت الباب معلقة... ههههه يما كيف شايفتك متل الموميا...
أريام طنشت كلامها عابرة وراها الغرفة ومكمّلة مباشرة لعند السرير وهي عم تقلها: العتب ع اللي بفهم وإنتي الحمدلله ما في عندك فهم.... وقعدت ع السرير قريب من جودي وهي عم تسمع أبو إصبع عم يرد عليها وهي عم ترفع كتفها بفخر وعم تطبق الباب وراها لياخدوا راحتهم بالحكي وعزوز ما يسمع هبلهم: تركت الفهم لأصحابو يا موميا... وبمجرد ما طبقت الباب بسرعة شلحت حجابها منادية ع جودي: جودي... وتركت حجابها ع الكرسي مقربة منها وهي عم تتفقد بوجهها الشاحب الباين عليه تعبان من الهالات الحمرا تحت عيونها ومن أنفها المورد من الانفلوزا وشوي مجروح من كتر ما بتمسحو وغير شفايفها الجافة المقشبرة... وابتسمت بس لمحت بطنها كبران متحمسة لفكرة قروب موعد ولادتها وجية الصغنونة الحامل فيها لتلبس شو عم يجهزولها... فخففت رجتها بمنادتها وهي عم تقطع باقي المسافة يلي بينهم سامعة رد أريام وهي عم تتمدد جنب جوري: أنا بدي انام بس اصحى رح أعوض كلشي معكم تمام...
جوري هزتلها راسها كتسليكة وقعدت جنب جودي ماسحة ع شعرها المقصوص والمش منتبهة عليه أريام من قلة تركيزها مع النعس ونطقت بصوت هادي بس مبين فيه انبساطها وحماسها للحياة: جودي حبيبتي اصحي احنا جينا!!
جوجو!!
جوجو حركت راسها متمتمة بكلام مش مفهوم وفيه شي واضح منو اللي هو دلع عزوز... فضحكت أريام مع جوري ع طريقة تمتمتها البريئة... وقطعت ضحكها لتعلق عليها وهي مكافحة نَعسْها لتنام قبل ما تقول يلي عندها: هههههه البنّت شكلها هلوست....
جوري دارت طرف وجهها عليها جاحرتها: أنا بقول نامي أحسنلك...
أريام طلّعت لسانها متجقمة عليها... فجوري رفعت إيدها بدها تسحبها من شعرها فحست جودي ع حركتها حواليها فبسرعة فتحت عيونها متل المخضوضة بس سمعت صوت ضحك أريام... فجت بدها ترفع راسها تتأكد من يلي شافتو بس راسها فتل فيها من سرعة حركتها وحست راسها مش قادرة تحملو فبسرعة رجعتو ع المخدة سامعة صوت جوري المش مركزة معها فيه: جودي خلص دلع قومي!
جودي وين تتدلع وهي فيها يلي مكفيها... فبلعت ريقها محاولة تصحصح بتفتيح عيونها وتغميضهم وبعد كم ثانية حستهم عمر قدرت تشوف بوضوح كلشي قدامها فنطقت بنبرة هادية باينة فيها الفرحة من جيتهم المفاجئة لإلها: امتى اجيتي؟
جوري ابتسمت بسعادة بس شافتها كيف عم تتطالعها رادة: يما شو إنك باردة كم صارلك مش شايفتيني وهادا يلي طلع منك... قومي يا بطوطتنا نسلم عليكي تصدقي إني اشتقتلك... 
جودي ابتسمت رغم كل المرار اللي عم بتحس فيه وشدت ع فرشة السرير مساندة حالها لترفع ضهرها أكتر ع المخدة... ومدت إيديها من قلة حيلها لتقرب منها... فجحرتها جوري بإعتراض وبسرعة قربت منها لتضمها من كل قلبها باللحظة يلي نطقت فيها أريام العم تراقب فيهم من بين تتاوبها (تثاوبها): شو هالحب أنا ما بقدر وينو عزوز ليشوفكم نازلين تحضّن(تحضنوا) ببعضكم!
جودي بلعت ريقها وقلبها نبض بسرعة عند ذكر سيرتو لدرجة حست إنو رح يطلع من مكانو... مش متبعة مع جوري يلي ردت ع كلام أريام: أنا بقول انتمي (انطمي) بالتاء اريحلك وإنتي من غيرتك عم تحكي! 
أريام أعطتها ضهرها ورفعت إيدها مطنشتها معقبة: اصحكم تحكوا بمواضيع مهمة واحم احم يعني بس اصحى من نومي بنحكي عن كلشي مهم ...
جوري جت بدها تغيظها لكن جودي مسكت إيدها ومنعتها: ماشي!
أريام غمضت عيونها بنعس رادة بتقصد لتستفز فيه جوري النازلة فيها حرق أعصاب: هيّ الناس اللي بتفهم مو متل بعض ناس!
جوري من طرف عينها طالعتها وهي عم تجاوبها: حابه تنامي شكلك برا..
أريام ما ردت عليها خلص جسمها بدا يرتخي ع الآخر مع النعس... فتركتها لجودي العم تتفحصها بشوق طفلة مخبرتها: اشتقتلك كتير...
جوري رجعت شعرها الطويل لورا معدلة قعدتها ورافعة رجليها ع السرير متربعة بثقة مازحة معها فيها: في حد ما بشتاق لأبو إصبع... وكمّلت بجدية بعدها... والله وأنا كمان كنت اضلني أزن ع عزوز يخليني احكي معك بس هو متل اللي بديش أقول ايش ما خلانا ولا مرة نحكي مع بعضنا هالعدو...
جودي استهزئت ع حالها بمرار ... أصلًا هو ما بحب يعمل إلا الإشي يلي برضيه... 
فاسترسلت جوري بكلامها: مو أشكال المهم إنو هلأ شفنا بعض ... أيوة شو عملتي بهالڤيلة تصدقي إني بكره اجي عليها بحسها نحس وعفشها مصمم بطريقة درامية....
جودي هزت راسها بتأييد: حسيت هيك لكن ما بعرف نفسيتي بترتاح بهيك أجواء وألوان ...
جوري ابتسمت ع كلامها وتكتفت برضى: تطور يا بنت صايرة تقولي وتعبري عن رأيك وغمزتها بخبث وهي عم بتعض شفتها السفلية: مين ورا هالتغير!
جودي ابتسمت ابتسامة صغيرة رادة بكل ثقة:  مين غيرو!
جوري ضحكت من كل قلبها: هههههههههههه والله إنك هبلة لهلأ ما بتقولي جوزي .... اسمو جوزي .. أو دلعيه عزوز ..
جودي مدت إيدها ضاربتها ع كتفها بخجل رادة: ع قولتك انتمي بالتاء بدك تدلعيه دلعيه لحالك...
جوري وقفت ضحك مبوزة بتغلي: صايرة عنيفة يا بنت أنا هلأ بصير أخاف منك .... إلا تعالي هون ليش نايمة بغرفتي ليكون متقاتلة معو ولا عشانك خايفة عليه يعيى ويضلو عنا؟
جودي هزت راسها بسرعة نافية: لا مش متزاعلة معو...
جوري تفحصت عيونها بشك: مو علي هالكلام جودي أنا بعرفك...
جودي زمت شفايفها بقهر ما بدها تحكي أي كلمة بخصهم معها ولا مع غيرها: خلص انسي وما تسأليني...
جوري حركت راسها وهي عم تأشرلها ع عيونها بمسايرة لإنو جاية تنبسط معها قد ما بتقدر مو لتتكدر بمشاكلها مع أخوها: من عيوني ... طيب ايش رح نعمل هلأ؟ وطالعت بطنها بانبساط... وقربت منو حاطة إيدها عليه (ع بطنها) بشكل مفاجئ لجودي وهي عم تسألها... ما تحركت صغنونتا ببطنك؟
جودي رفعت كتفها بعدم معرفة... فعلقت جوري بكل صراحة وهي عم تبعد إيدها عن بطنها: ما لقيت غير اسألك بتلاقيها متحركة وإنتي مش حاسة أو مفكرتيها شي مش ملائم المعدة... هبلة وعارفتك... المهم نسيت خبرك حمل عمتي أمل نكدي ومتعب مش متلك... عشان تعرفي بنتنا ما بتغلبك...
جودي طالعتها بعدم اهتمام باللي بتقولو من تفكيرها بابن الخيّال المضوجها فطلبت منها كرمال تغير جو: خلينا ننزل نفطر لإني جوعانة...
جوري هزت راسها بقبول مجاوبتها: اصلًا هادا الإشي الصح نسويه هلأ لإني جوعانة وطلعت بدون ما أفطر لإنو الكل عنا صايم ما عداي أنا فعشان ما انفضح قدام زوجك إنها جاييتني بناكل بأي غرفة وبنسكر الباب ورانا فاهمة...
جودي ضيّقت عيونها مش فاهمة عليها شو بتحكي فسألت بفضول طبيعي: صيام شو وليش أنا ما عندي خبر كان صمت معك...
جوري هون انفجرت ضحك ضاربة كفوف إيديها ببعض... وفجأة انقلب مزاجها وتحول ضحكها لكدر ناطقة وهي عم تغير الموضوع: عم نصوم كشي رمزي للعيلة.. بعدين إنتي حامل ومفلوزة فبلاش تصومي لإنو مش ناقصك.. وطالعت حواليها تدور ع شي تعملو كرمال تشتت تفكير جودي عن الموضوع المش عارفة عنو شي... فتذكرت ع فجأة الست سمية فنطقت فورًا وهي عم تطالعها: صح وينها الست سمية؟ بدي روح سلم عليها وشوفك كيف معها... وبسرعة تحركت هاربة من عندها لإنها مش قادرة تفاتحها بموضوع اعتذارها من مرتعمها وع العلن... فطلعت من الغرفة دافعة جودي تقوم وراها لتحت تشوف شو فيه لكن انتبهت ع شو لابسة وكيف شكلها تحطم حلمها الكلاسيكي باستقبال الضيوف ببيتها... فبسرعة دخلت غرفة نومها تتحمم وتلبس أجمل شي عندها قدامهم وهي مغيبة عن يلي بستناها هي وعيلتها من تخباية ابن الخيّال عنها من خوفو عليها...
وشو خوفو وحمايتو لنفسيتها ما بتقارن بحماية عمو كنعان مع بنت عمها جاثم يلي الله أعلم بحالتها مع تعبها مع الحمل ورفض معدتها للأكل وارتخاء عظمها مع قلة الأكل والشرب واعتماد جسمها ع أبرة الكيلو الحطتلها إياه الممرضة الجت مع دكتورة الحمل لتفحصها بالجهاز المتنقل بفحص الحوامل قبل اسبوع ... متعجبة من حرص عيلة الخيّال ليجيبوا هالجهاز هون عندها ويتركوه كرمال تكمّل الدكتورة بالتتبع مع حملها الما خبرتها عنو شي غير إنو "حملك مستقر وبخير"
وشو هالرد ريّح قلبها ومضحكها بنفس الوقت لإنها طلعت بتشبه أمها الكانت بتساوي المستحيلات كرمال حملها فيهم ما يستمر لشهر تسعة وتولدهم ولادة مبكرة من خوفها ليخرب شكلها وزوجها ياخد عليها غيرها... بس يا الروعة كل محاولاتها تبوء بالفشل لإنو حملها بستمر بدون نزف أو حتى تتعرض حياتها هي والبيبي الحامل فيه للخطر من ورا حركاتها المجنونة... فتمتن لأمها لإنها ورثت عنها هالطبع...  
فمن ضمانها إنو حملها هيتم من يقينها من يلي صار مع أمها روحها ردتلها وصارت تحضرلها شوي ع التلفزيون أو تقرألها شي من الكتب المحطوطة خصوصي عشانها عن الموضة والفن... او تقوم تقرب من الشباك تطالع حواليها الطلة الحلوة رافضة تطلع من الباب من كرهها لتواجه أشخاص او اعتراضات وأوامر مالها داعي... فتنهدت مساعدة حالها وهي عم تجر وراها عمود ساند كيس المغدي المحقون بوريدها كرمال تقوم لعند شباك الوقفت قبالو هلأ وهي حاسة بسوافان معدتها من الجو يلي هي فيه...  متعجبة من حالها من رغبتها لتستفرغ من ريحة برودة الجو وشكلو... معقول الحمل بسوي فيها هيك رغم حبها وعشقها للشتا والخريف... فتنهدت من قلبان معدتها رادة لسريرها تتتنعم بدفى لحافها يلي بحياتها ما تغطت بشي متلو بحسسها بالدفى والرضى والمتعة وحب النوم والاسترخاء رغم يلي عم تمر فيه... فتثاوبت ماسحة ع بطنها بحب محاكيتو: حبيب الماما إنتا مصر تضلك تتعبني... مش أشكال المهم إنو احنا سوى وما تخلينا عن بعض... ممنوع نتخلى عن بعض احنا عزوة بعض... فلازم نكون لبعض مش متل ما أمي عملت معاي... فاهم ماما... وبلا مقدمات برمت شفايفها العم يرجفوا من محاولتها لكبتها لتبكي... لإنو وينها امها عنها... معقول متخلية عنها بكل هالبساطة... ومش سائلة فيها لا هي ولا خواتها... 
مستحيل لو شاء ربنا وتكرم معها بالولاد ما رح تربيهم ع التفكك والمصلحة... إلا تربيهم ع السند والمحبة والاحترام والعزوة والدعم والعطف ع بعض مش متل ما أمهم ربتهم بس ع المظهر ولفت الانتباه يلي ما فادوها بجر ابن الخيّال الما بعجبو هيك حركات ولا حتى بقرب حد منو بهيك اطباع لكن شاءت الأقدار تجمعهم مع بعض برغبة منو ليقرب منها كرمال حمايتها مش لينهشها ولا يتسلا معها متل ما عيلتها ساوت فيها... 
هو بالفعل حد مش عاطل أو ظالم معها طول ما كان اسمها بعيد عن اسم عيلة دهب وعمايلها... وحتى لما عرف ما ظلمها لكن شاللي خلاه يتحول لوحش مخيف وهو بسحب فيها... ممكن تغفرلو كلشي إلا جرها وهي موجوعة!
ممكن تنسى كلشي إلا هالزلة يلي كسرتها وخلتها تتمرد لإنو من حقها تعيش وتحترم مش تنجر بلا رحمة هيك لأي سبب من الأسباب... 
اصلًا كيف قلبو قواه يساوي فيها هيك هي أم ابنو وكشفت حالها عليه وحبتو من قلبها وصانت اسمو وروحو وكانت مضحية بحالها كرمالو وعايشة بقلق تبالأخر يجزيها هيك بنكرو لكل يلي عملتو... واضح الغل والكره لعيلتها عموا قلبو ونسوه رضى ربو ورحمتو معها وحولوه لشخص ما بشبه العاشرتو والحبتو ودارت حواليه كم سنة...  فتنهدت ماسحة دموعها من معرفتها رغم يلي صار هي ما زالت بتحبو بس بحب كامتنان ع اللي سوالها إياه لإنو كان يضلو يقلها النساء عند الغضب يكفرن العشير... بس هي ما كفرت عشرتو ولا نكرتها... 
إلا هو يلي طلّع كل حقدو الدفين ع أهلها عليها من حرتو ع موت أخوه الكان مفكرها هي وراه... لكن جية عمتو قلبت كلشي فوق راسو مذكرتو بخطيتو الكبيرة بعيون عيلة دهب بس لإنو بكون ابن شامخ الخيّال.... يلي هو بلا قصد منو من الشهامة والرجولة الرباه عليهم هيكسر ضهرو فيهم بزواجو من بنت دهب العارف والباصم إنها بين إيدين عمتو نداء وبمكان بخطر ع البال كرمال تجيبو لعندها بس هو ما رح يروحلها عليه إلا يخليها تستنى فيه استني لحد ما هي تجيبها  لعندو أو ع الأقل تحسبلو حساب...  فهي تلعب كيف بدها وهو رح يلعب كيف بدو... وبالأخير ببين مين رح ينتصر... فتنهد ماسح ع وجهو وطالع من غرفتو بعد ما فقد ايميلو وأرسل الرسومات الكان شغال عليها رغم وجع كتفو المخلوع لمدير شركتو يلي تراجع بأخر لحظة عن بيعها مستفيد من شهر إشاعة بيع شركتو والحرص ع التكتم بالموضوع بحجة عدم اتمام المفاوضات بشكل مرضي للطرفين مع المحاولة المكررة من المشتري للحصول عليها... فبلع ريقو وهو عم ينزل الدرج مطالع ساعة إيدو متفحص كم الوقت المتبقي للآدان المغرب فكانت الساعة قريب تنتين الظهر فلسا متبقي أربع ساعات ونص فكمّل بنزولو الدرج وهو عم يسمع صوت خواتو ومرت أخوه ضرغام المجتمعات بالصالون فتنهد مالو خلق ليقابل حد لكنو مجبر تحرك لعندهم ناطق: السلام عليكم!
ردت عليه بس يلي سمعت صوتو: وعليكم السلام ورحمة الله و بركاتو ... ويردوا يكملوا الكلام مع بعض عن الحمل والتجهيز فطالع حواليه متعجب من شكل الصالون ألعاب ع الأرض وولاد امل عم يركضوا وهما عم يصرخوا ع بعض وغير كلام خواتو المتعجب منهم كيف متفاهمات مع بعض اليوم... فتحرك لعند الديوان يشوف الرجال دامهم مش بالبيت أكيد هيكونوا بالديوان فعجل بمشيو متحاشي برودة الجو اللاسعة كتفو المخلوع  ومتنهد من راسو يلي انضغط من منحلتهم الفاتحينها بالصالون... وما صدق يصل الديوان محل ما أهلو قاعدين ليفتح الباب ويلمح ابو جنرال المقعّد ابنو اللزلوز بحضنو وعم يحضرو ع تليفونو بصوت واطي... فتحرك لعندو وهو متعجب ما فيه حد غيرو بالديوان وقعد جنبو ماسح ع شعر ابنو جنرال وهو محاكي عاصي بمعزة: وين الباقي ومالك مش ع بعضك... 
عاصي رد عليه بجمود: راحوا ع صاحب أبوك لياخدوا بخاطرو ع موت ابنو...  وبلع ريقو مكمّل... بعدين بتسألني مالي مش ع بعض أكيد مش ع بعضي وكيف بدي كون ع بعضي ومرتك مش عندك لك والله ما بنام الليل من خوفي ع عمي... لك لو من البداية وافقت ع الصلح واخدت بنتهم إنتا بحجة عمر بنت جاسر صغير وأخدت بنت الزفت مش أحسنلك... 
كنعان ولعت معو رادد: ليش حد قلك لو بعرف إنها بنت دهب كان قربت منها... 
عاصي لف وجهو عليه مطالعو بصدمة معلق: شو! 
كنعان زفر بغل محاكيه بجدية: حدث العاقل بما لا يعقل فان صدق فلا عقل له... بجد يعني يا عاصي مفكرني هالقد خفيف عقل وبجيب الكلام العاطل لأبوي وللعيلة بس جد ما كنت أعرف هي بنتهم و~
عاصي راسو ضاج مقاطعو: ما تسملي بدني يا كنعان فكرة إنك متجوز منهم غاميتني شو حال إنك مش عارف بتخلي العقل الباقيلي عندي يروح وينزل فيهم بالرشاشات... بجد الله يعينك حملك مش قليل ويلك ابوك ويلك هما... بس السؤال كيف تزوجتها وأبوها عايش و~ وصفر ع فجأة مولعة معو... اوجهت عليك ما تقلي ~~~ ما قدر يكمل فنطق وهو عم يبلع ريقو بغل طالب منو: شوفيلي إياه أبو ضرغام وينو... خليه يجي وأنزل بساحلو لإنو كان عارف وساكت...
كنعان طالعو بعدم تصديق: احلف بربك....
عاصي جحرو وهو عم يجاوبو بجلافة: مهو وقت المزح بالله عليك هو أنا بمزح واحنا بهيك وضع... اتصل اتصل أقلب عاليه واطيه... هو وعمتك واحد والله يلي بخلف ما مات... اتصل خلصني... 
كنعان مش قادر يحرك إيدو من الصدمة يلي تلقاها من وين ابن أخوه بعرف عن زواجو من أول ما صار وقال هو مفكرو من بعد زواجو من بنت دهب دري...  فغصب عنو سحب تليفونو متصل عليه للي عم يطالع مرتو التقصدت تقعد جنبو وهي مزبطة حالها بالفستان الزهري الحمل الشتوي البصل طولو لفوق الركبة وساترة رجليها بكالوت (كالون) أسود وقاسمة شعرها الجاي بين الكيرلي والمموج من نهايتو ورافعتو عن الناحية التاتية وحاطة بكلة صغيرة ع الجنب معطيتها جمال مع الحُمرة النهدية ع زهري بارد والمسكارا الرافعة رموشها... فكتم صوت تليفونو متبع معها ومع ريحتها المكترة منها... فمد إيدو مقربها منو دام المهملات الآنسة جوري والآنسة أريام لاهين ع تليفوناتهم منتهز الفرصة كرمال يضغطها وتكن وتبطّل معاه اسلوب الصمت العقابي العم تعاملو فيه... فجت رح تبعد عنو لكنها تراجعت لإنو مو ضروري أي حدا يعرف انهم متزاعلين أو بينهم شي... فلا ارادياً باسها ع خدها القريب منو ماسح ع شعرها مسحور فيها وبشكلها بالحمل... فجبرت حالها من تكهربها من قربو وجرأتو قدام أهلو (جوري وأريام) تطالعو بنظرات يستحي شوي لكنو هو طنشها ماسح ع شعرها وهو مقرب من دانها بدو يهمسلها لكن تليفونو رد رن فاضطر يرد يشوف شو فيه عمو مصر يضل يرن عليه... وهو ما زال محوطها بإيدو ورافض يبعدها عنو...وهون جودي مش متحملة تصرفاتو فجت رح تبعد بس تراجعت لحظة ما لمحت أريام مركزة معهم... فانجبرت تبقى وهي متوترة جنبو ومش منتبهة ع أريام القربت من جوري غازيتها بكوعها وهي عم تقلها: هش شوفي هالعصافير الحب يلي قدامك... 
جوري ناظرتها بعدم اكتراث لإنها بدها تشوف كيف البنت هتطلع بالاخير بعد كل التغير العملوها إياه: شو بتخبصي بالحكي... 
أريام غمزتها عليهم... فلفت جوري متأملة فيهم بالوقت يلي أريام قربت منها هامستلها: صورتهم فيديو وهما مش دارين من شان نفاجئ فيه جوجو...
جوري انفجرت ضحك عليها: ههههه يقطع شرك متربصتيلهم تربص زي الرصد... بس بتصدقي لايقين لبعض وجوجو صايرة تعرف تبين حالها بدون لمساتنا... 
أريام فجأة جت رح تنفجر ضحك معلقة: تتذكري أول ما رحت احمملها شعرها بعد ما وقعت بالحمام...
جوري رفعت إيدها حاطتتها ع تمها كاتمة ضحكتها وبسرعة همستلها: والله من يوم ما جت عملتلي هالهبلة تغيير جو بحياتي... 
أريام هزت راسها بتأييد معقبة: صح المهم عن شو حكيتو وأنا نايمة وهل خبرتيها عن ضرورة اعتذارها من مرتعمي كوثر أو ع الاقل مهدتي...
جوري قربت منها هامستلها: ما قدرت لك قالت بدنا نفطر واختفت وما نزلت إلا قبل شوي لتاكل والمشكلة الاخ قاعد ومتبع لكلشي فما عرفت آكل وانا ميتة جوع فالحمدلله يلي طلع ع الخطبة من شان آكل.. وهيني آكلت وخلصت وهي مش سائلة فيني وملزقة بزوجها من بعد ما صلت الظهر...
أريام دفعتها من كتفها بمزح: بدك هاي تقلق بتلاقيها سارحة أبصر وين بعالمها المناي افهمو... والله من يوم ما اخدنا مدخل لعلم النفس وأنا بدي ادخل بالكل...
جوري جحرتها باستتفاه: وصيري مريضة وتعي قابليني مين يعالجك... بكفينا جبر بالو مطفي تيجي إنتي... وفجأة بعدت عنها مواجهتها وهي عم تصقف مفصولة عن أخوها وبنت قلبو من حماسها بالحكي مع أريام: لقيتها سمعت مرتعمي كوثر بدها تزوج ابنها بصراحة ما فيه أحسن منك لإلو...
أريام جحرتها بكره مفاجئ رادة: بتعرفي إنك وحدة نكدة قردة تحملك بعيد عني إلهي ع هيك اقتراح يا أم زكي ولا أم توفيق... خليني أدمج الفيديو ع أغنية سولو (منفردة بدون موسيقى) عليهم بالحلال... لفي وجهك عني... قال تزوجني لجبر... 
جوري كتمت ضحكتها بعد ما سمت بدنها ورجعت مرجعة راسها ع إيد الكنبة مكمّلة حضر ومش متبعة مع جوجو الحطت إيدها ع بطنها بدها تقوم من جنبو لإنها مش قادرة تتحمل قربو دامها مش رضيانة عليه وخايفة دقات قلبها العم تسبق بعضها تكشفها... لكن ترد تتراجع لتقوم من جنبو للي يرد يقرب منها بدون خجل وهو عم يكلم حد بالتليفون بشكل مشفر...  فبسرعة لفت عليه كرمال تجحرو غصب عنها بلكي ينردع ويبعد عنها شوي ذوقاً وبهتت بخضة بس لف عليها لحظتها بعيونو الفيهم نظرة غريبة  وهو عم يسكر التليفون مخبرها: اليوم رح تطلعي من البيت لبيت أهلي دام بدك تبطلي بهالحبس!
اليوم...  طلعة...  حبس... كلمات دخلوا ببعضهم ع لسانو كهربوها تكهرب وخوفوها... هي وين تطلع من هون وهي بهالبطن... فطالعتو بقهر وهي عم بتزم بشفايفها .... خلص راجعت تفكيرها ... مو ضروري تطلع لبرا... هون أحسن وأبرك من برا... 
بعدين وين حضرتو بكل ثقة بقلها هتروح لبيت أهلو بعد ما ذكّرها باللي صار ومخبرها بموت عمو... 
فبأي وجه هتروح عندهم هي صح ذاكرتها قصيرة لكنها ما بتنسى اي شي بسببلها العار والخزي والخوف... فتمسكت بإيدو بدون قصد راجيتو بعيونها المحسستو بضعفها... لكنو رفض يسايرها لإنو الهروب من المواجهة مش حل... فلازم تواجه كرمال حياتها تسلك معو وعند أهلو... لإنو البيبي الجاي ع الطريق وين يخليه يربي بعيد عن عيون أهلو فواصل بكلامو قبل ما تعترضلو: ما في أي مجال للرفض أو للاعتراض مش حضرتك لابسة وكل اللي ضل عليكي تلبسي شي تستري فيه شعرك وجسمك...
جودي بعد يلي سمعتو شو تمنت بهاللحظة هاي تخنقو ع قسوتو معها متل مهو عم يخنقها بكلامو وبابتسامتو الباردة العم يستفزها فيها لأقصى حد ممكن تستحملو هلأ... فوقفت ع رجليها وهي ماسكة حالها لترمي كلام كبير بدفعها التمن غالي عندو معو رادة: بنات انا طالعة غيّر! 
فردوا عليها وهما مشغولات بالتليفون: تمام!
تمام عندهم بس مش عندها فشو تمنت تبكي... هي ما بدها تطلع من البيت وتشوف أي حد باستثناء جوري و أريام... بس هو الله يصلحو بكل تصرف عم يتصرفو كأنو عم يطعنها سكاكين في مشاعرها فرفعت إيدها ماسحة وجهها بعجز عابرة غرفتها مدورتلها ع شي تحطو عليها بس ما لقت شي تخبي فيه نفخة بطنها...
أي إذا الفستان اللابستو مشوبة منو لكنها لبستو مجبرة من شان هندامها قدامهم والكارثة اضطرت تلبس معو كالوت (كالون) محسسها ومسببلها الحكة... بس من شان صورتها قدامهم كلشي بهون.. بس إنو تطلع برا البيت وهي مش ملاقية شي يبينها حلوة ثقتها انهزت في حالها.... فالتفت تطالع شكلها بمراية التواليت وعصبت... يا الله بطنها مو قادرة تتقبلو... فقعدت ع طرف السرير مستحية تنزل معلقة ع بطنها "والله كبير ومو حلو بحقي يشوفوني هيك" والدمعة كادت تنزل ع خدها لكنها تماسكت بآخر لحظة متمنية لو ترجع متل قبل نحيفة فوقفت ع رجليها مقررة تقلو ما فيه شي بسترها فيه... فما في داعي تطلع... فطالعت حواليها بتفكير وفجأة لمحت جاكيتو فبسرعة سحبتو معها كرمال ترضيه وتثبتلو نيتها الطيبة بالموضوع ع أمل يتركها هون... وبهتت بس لمحتو قبالها عم يطلع الدرج فاحتارت شو تساوي من تلبكها بس شافتو كيف عم يطالعها بإعتراض ناطق: ليش مش لابسة؟ وسحب جاكيتو منها... 
ردت عليه وهي عم تطالعو بلا تركيز من تفكيرها كيف تصيغ الكلمات بشكل مقنع لإلو: ما عندي شي ألبسو يسترني فيه... 
عبد العزيز تنهد منها... أكيد فيه أواعي عريضة بتقدر تستر حالها فيهم بس هي هبلة ومش مديرة بهيك قصص فسحبها من معصمها لجوا الغرفة مخبرها: أنا بقلك كيف تستري حالك.. وتركها بنص الغرفة مكمّل لعند الخزانة مدور ع شي بجي معها لو كتسليكة قدام أهلو... بس ما فيه كلهم فساتين مش شغل طلعة... فلف عليها محاكيها: بالله ليش ما فكرتي من قبل تطلبي أواعي طلعة؟ 
جودي تخصرت رادة عليه بغصة: من كتر الطلعات يلي بطلعها بدي انتبه... 
جفل من ردها رادد: صح كلامك بس مش كنتي بدك تطلعي ولا إنتي ما بتفكري أبعد من انفك لو بشوي... 
جودي وين تسكتلو ع هالكلام تراها معصبة منو وبدها ليحة تطلّع يلي جواتها لإنو قد ما عم تحاول تقص لسانها مش عم يزبط معها فردت بدون خوف: ليش هو إنتا والست سمية سمحتولي فكر بشي!؟
عبد العزيز رفع حواجبو مندهش من يلي عم يسمعو وهو عم يقلها بحيرة: ليش إنتي طلبت شي ما عبرناه... ولا قصرنا معك... 
فطالعتو باستياء مخبرتو: ليش هو إنتا بتسمحلي احكي بشي ما برضيك أنا ساكتة بس مش عميا وغبية لدرجة ما أفهم لو شوي... 
عبد العزيز تحرك بدو يقرب منها لكنها هي تراجعت لورا بقوة ممزوجة بخوف فعلق بكل بساطة كرمال ينهي قصة المراددة بينهم وهو عم يقرب منها ساحبها من إيدها معلمها المواجهة المباشرة بدون تصادم: ايش قصدك!
ايش قصدها؟  شو ايش قصدها ما كلامها واضح وضوح الشمس بالنسبة لإلها فحركت راسها بطفولية مرجعة شعرها لورا مواجهتو: إنتا أدرى!
حنى حالو مقرب وجهو من مستوى وجهها محذرها: بنصحك لما تعصبي ما تحاكيني هيك عشان ما تصير بيننا حرب وقصلك لسانك الطولان....
شو يقصلها لسانها وحرب تصير بينهم... اصلًا ما في داعي طول مهو مش محاول يعبرها متل الخلق فردت بدون تفكير: ليش عم تقلي هيك لسانك طولان زي كأني كفرت لما قلت يلي عندي وأصلًا إنتا كمان بتحكي كلام تقيل عليي لكن ما بجي أحكيلك هيك... دام حالي مش عاجبك ما توصلني لهون وتخليني صير هيك وبتنحل القصة ورجاءً ما تغصبني ع شي... روح عند أهلك ما بدي روح... 
بهت فيها... ما توقع تصل لهيك مرحلة... تقوى عليه هو... رغم انو هو اللي قواها وخلاها هيك... فقرّب من إدنها هامسلها من رفضو ليشوف وجهها البحسسو بتعريها من براءتها: في بعض الأشخاص ما بستاهلو الاهتمام او حتى الواحد يرفع منهم لإنهم أول ما بطلعوا بتغيروا ع الناس يلي كانوا وراهم يساندوهم لهيك الواحد ما لازم يدفع حد ويخليه ع جهلو وهبلو...
جفلت من كلامو الما توقعتو هيك رح يكون... رادة عليه بشي ناسفلو كل صبرو معها وعليها: إنتا شفت الجانب اللي بريحك... وفِيني أعمل متلك وقلك في ناس كان من البداية مو لازم نسكتلهم لإنهم اذونا كتير...
بعد عنها شادد ع إيديه وفكو بقهر ... مين بصدق بنت قلبو تقلو هيك كل الدلال المعطيها إياه وهي نازلة فيه اسفين كأنو ما بريدلها كل الخير... فبسرعة تحرك لعند الباب بدو يطبقو فتحركت بخوف من ردة فعلو بدها تهرب لكنو هو بسرعة طبق الباب وسحبها لعندو كاتم حسها بإيدو اليمين مهددها: بنت ما تخليني أتحول لواحد تاني بحياتك ما توقعتي تشوفيه اختصريني أريحلك وأريح لإلي وصدقيني إذا حابه العكس هيسببلك مشاكل احنا بغنى عنا... 
جكر فيه ومن حدتو معها هزت راسها برفض رغم إنها خافت منو بس لإمتى رح تضلها تسكت وهو يزيد في تعذيبها نفسيا... 
فاستغفر ربو دافعها بعيد عنو محاكيها بنبرة ما فيها لوي دراع معو: البسي شي ع شعرك مع جاكيت لو مفتوح وبسرعة انزلي لإنو ما في حد لا هون ولا عند أهلي هيلمحك غير النسوان فاهمة... وفكرة ما رح تروحي الغيها من بالك فاهمة يا أم لسان طويل... اقصريها عشان ما تتوجعي بالمعنى الحرفي لإنو شايفك من قلة الوجع عندي صرتي تتبطري ع النعمة... 
وتحرك بدو يطلع لكن ردها المالو داعي منعو: صدقني مو خايفة لإني تعودت ع كلشي منك لكن أنا متشوقة أعرف معقول في أشياء لسا ما جربتها منك أو من غيرك... وما لحقت تخلص كلامها ما حستو الا عم يشدها من شعرها لكنو تراجع مسيطر ع حالو ومنزل إيدو ع كتفها محاكيها: مخافة الله فيكي وفي اللي ببطنك ولا لكان ما رحمتك... ولف بعيد عنها تاركها قبل ما يساوي شي معها يتندم عليه بعدين مع أم لسان طويل يلي سندت حالها ع الباب السكرتو وراه وهي حاطة إيدها ع قلبها المرتعب...  منصدمة من قواة عينها وطول لسانها وقدرتها لترد ردود قوية... 
كم كان يقول أبوها عنها لسانها طويل رغم كلامها القليل... معقول كلامو صح وهي مش دارية... فمسحت ع وجهها من غباءها ولسانها التاركتو يغرد تغريدات ع سمعو مالها داعي... صح هي مش عاجبها تصرفاتو وكلامو بس ما كان لازم ترد هيك معو وتدخّل حالها بمتاهة مالها داعي... فنزلت إيدها ع بطنها الزاد من توترها من الحركة الحاسستها فيه... وبسرعة تحركت لعند خزانتها تلبسلها شي تستر حالها فيه قبل ما يرجعلها بشكلو المخيف معها مش ناقصها يجي عليها متل هداك اليوم لما جبرها تروح عند أهلها... وبعجلة سحبت أي جاكيت بيجي تحت إيدها وركض نزلت ع ست سمية تسترها بأي لفة تغطي فيها شعرها ولبست جزمة بتيجي للبيت وبرا للبيت كشي عملي بس مش كشي رسمي وبسرعة كمّلت لعند الباب وهي حاسة بتعب من حركتها السريعة مع خوفها منو... فسندت حالها ع الحيطة مستغربة صمت البيت وعدم وجود أريام وجوري فشدت ع أسنانها بتوتر مكملة لبرا وهي مناها تتمسك بإيد الست سمية المتمسكة بإيد الباب منتظرة فيها تطلع لتسكر الباب... فبلعت ريقها مطالعتها بنظرة حب وحاجة لحنية فبادلتها الست سمية بالابتسامة وهي عم تقلها: يلا جوجو عجلي بلاش تأخريهم... ورح اشتقالك يا حلوتنا لإنو البيت بدونك ما بسوى شي...
جودي بس سمعت كلامها جت رح تدمع من الخوف لكنها كابرت ع دموعها رادة: وأنا كمان... وبسرعة قربت منها ضاممتها وبعدت عنها خطف طالعة لعندو للي قاعد بستناها بالسيارة فكحت مكملة لعند المقعد المجانبو... وركبت جنبو وهي مستمرة بالكح فقرب منها مسكرلها الباب من محلو وحاططلها الحزام وبسرعة حرك السيارة وهو عم يفتح البوابة بالريموت يلي معو سامح لسيارة أريام تطلع قبليه لتكمّل مع سيارات الحماية وبسرعة هو حرك سيارتو المظللة كل شبابيكها وراهم وهي يا تكح يا تعطس من ريحة السيارة المحسستها... فطالعت حواليها مدورة ع محارم تمسح أنفها فيها إلا هو فجأة فاتح الفاصل يلي بينهم معطيها محارم.. فاخدتو منو خجلانة ما تشكرو فنطقت باستحياء منو:مشكور... وسحبت وحدة منهم ممسحة فيها أنفها إلا الكحة ردتلها من حم السيارة ما حضرتو مبرد وهي مشوبة... وشو كترة الكحة اتعبت ضهرها فلفت إيدها ورا ضهرها ضاغطة عليه ع أمل يبطّل يوجعها... فالتهت بوجعها الكابتو مع الحركة الحاسستها ببطنها وعم تضغط ع ضهرها أكتر ففاجت (احترت) ع فجأة بدها تفتح الشباك لكن الشباك ما بفتح فلفت عليه مطالعتو باللحظة يلي جاوبها بدون ما يطالعها: ما فيكي تفتحيه... وطفى المكيف مراعي هرموناتها مع الحمل... 
بس منطق وين تحس بالهوى المنعش وهي مخنوقة ومتحسسة فبلعت ريقها الحاسستو رح يضْيق أكتر فاضطر يفتحلها الشباك الوراني كحل مقبول لكن ما ارضاها فاضطر يسرع فيها لحد ما وصلوا حي أهلو الشوفتو ارعبتها... 
كيف سهت هي وين رايحة... فضغطت ع حالها مصبرة حالها رغم الخوف الحاسة فيه... وشو هالخوف تفاقم عندها بس وصلوا البوابة وكملوا منها لجوا فانخضت خض مش طبيعي وهي جنبو وعم تشوفو عم يقرب من بيت أهلو موقف قبال الباب معجلها: بسرعة انزلي واستري حالك بشي تاني واللون يلي ع تمك واللي ع رموشك بتمسحيه فاهمة...
جودي بدون أي كلمة أو إشارة فتحت الباب بدها تنزل لكنو هو سحبها قبل ما تنزل منذرها: سمعتي شو قلتلك!
اكيد سمعت وفهمت... فطالعت فيه يرحمها... هي فيها يلي مكيفها... فتركها تنزل بسرعة لبيت أهلو لكنها ترددت فزمرلها بسرعة تدخل... فاضطرت تدخل لجوا وهي عم تتنفس بصعوبة... كيف فيها تدخل وتقابل أمو بعد يلي قلها إياه عن أهلها... فرجل تقدمها من خوفها منو ورجل ترجعها من خوفها من أمو وأهلو... فجت بدها تبكي لكنها سمعت صوت حد عم يتكلم... فبسرعة مسحت دموعها لامحة عمتو نداء متحركة لعند المطبخ وبهتت بس لمحت البنت يلي لفتها شكلها المغري بعزومة العيلة الوحيدة يلي حضرتها مع أهلو وعيلتو وغارت منها بشكل مش طبيعي... فتقدمت لقدام وهي متمنية يصيرلها شي تحتى ترجع ع بيتها... إلا بصوت كحتها وهي متخطية هالبنت الجذابة مش مفكرة فيها هي شو عم تسوي هون هي وعمتو اللمحتها متحركة لعند المطبخ لإنو مش شغلها... إلا برد البنت الجذابة الست جيجي: انشالله من هالحال و أردى!
بهتت بنت دهب من دعاؤها... أكيد كلامها موجه لإلها مش لغيرها فدارت وجهها لإلها وهي عم تمسح ع ضهرها الواجعها ومخليها تنفعل فوق انفعالها: عفوا كأني سمعت عم بتقوليلي إشي!
جيهان لفت عليها بقرف والتليفون ما زال ع إدنها مأشرة بإصبعها السبابة الممنكر بِلون أبيض على نفسها: أنا احكي مع وحدة ... ولفت إصبعها مأشرة عليها بشمئزاز: متلك اوه ما وصلت لهيك مستوى!
جودي ناظرتها مو فاهمة هادي من وين اجتلها وهي فيها اللي مكفيها ومش ناقصها فردت برد كانت تسمعو من جوري كتير وهي عم تكمّل طريقها: جد ناس مريضة!
بنت بدران سمعت هالكلام من هون انقهرت من هون لإنو طلعلها لبنت دهب لسان وفوق حقو لقو... أهلها قتالين ورامين بنتهم المهدور دمها عليهم ما فشرت تعيش بينهم مرفوعة الضهر ومنسوبة القامة... فبسرعة ترميلها اي شي يسم بدنها ع طول: ربنا يكفينا شر المصدي لما تلمعوا الأيام والمعفن لما يحط برفان فكرك ما بنعرف كيف كنتي عند أهلك مهيونة وجيتي عنا اكرمناكي بس ع كلٍ خليني بشرك إنو عزوز هيكون من نصيبي وكملت بكلامها كرمال ما تبين حالها إذا نقلت كلامها إنو هي مستقتلة عليه... أو من نصيب بنت من بنات العيلة!
ما همها كلامها عن أهلها وعنها من قوة بقية الكلام عليها...
عزوز هيكون من نصيبها ولا من نصيب غيرها من متى هالكلام إن شاء الله... حساب قلها ما بدو يتزوج عليها فتصنمت بجمود قبل ما تطلع الدرج من جملتها النزلت عليها متل البرق هازة كيانها فيه... ومخلية ثقتها تصفّر... يعني طبيعي ابن الخيّال ما يقلق فيها من جمالها العادي وبطنها الكبير فما عرفت بشو ترد غير بهالأكم كلمة: الله يهنيكم يا رب!
وبعدت عنها طالعة الدرج وهي من جواها رح تموت من القهر... ومش طايقة تشوف أي حدا قدامها وبسرعة تحركت لجناحها الشهد ع كتير أشياء كانت ترعبها متل الترتيب الغصب عنها ولمسها بعد ما يغريها واخضاعها لإلو... ففتحت الباب هاربة من كلشي للجناح الكان يحتويها في فترة من فترات حياتها وهي عم تكح كح من كل قلبها... فطبقت الباب وراها وهي حاسة بالوحدة والنبوذ فطالعت حواليها متذكرة اليوم الحست حالها عم تموت فيه من الوجع واجى حضرتو كمّل عليها بكلامو عنها وعن أهلها مع أمو بعد ما طلعت بدها فزعة حد لينشلها من هالوجع: أنا بموت ولا استرخصها متل ما اَهلها استرخـ ~~ 
ولو ما كمّل كلمتو ما خلص الفكرة وصلت لعندها مش بالشكل يلي قصدو من تأويلها كلامو على إنو مزعوج لا أكتر ولا أقل... بس هلأ أولتو صح من الضيق والخنقة السببلها إياهم من تذكرها حقيقة وجودها معو لما أبوها وجدها قرروا يزوجوها إياه غصب عنها ومخلينها بدون ما تقعد معاه قعدة وحدة من قبل تروح معو بالسيارة وهي عم تبكي من قلبها...
منطق يا الله عمرها عدى (مضى)وهي روحاتها وجياتها مقرونة بكم شخص من أهلها وعيلتها تبالأخر تروح مع حد مجبورة عليه بدون أي استعداد أو جهازية لتقعد معو ولا حتى لتسلمو حالها بالكامل.... 
خنقتها زادت ودفعتها تتحرك ناحية السرير... قاعدة ع طرفو متذكرة كيف كان يؤمرها وهي مرعوبة منو بس دخل فيها بالسيارة لمزرعة جدو: انزلي!! 
ما تنسي تجيبي شنطايتك معك...
وما توقف هون إلا كارهها عليه ومش مصدق إنها بريئة من آذيتها لرجليها... فتمددت ع السرير بكيانة...
كارهة جدها الكانت ميتة ع شوفتو... وعيلتها يلي جت منها واسترخصتها هيك... فضمت حالها مش عارفة وين تروح بحالها دام لا أهل بدهم إياها ولا زوج بحبها... قال مستنية فيه يعترفلها عن حبو متل مهد الكانت معاه بعلاقة بكل ثقة... لكنو هو اشتد عليها... طبيعي يشتد طول ما بحب هالحلوة... فسحبت الغطا مخبية حالها وبطنها المش حابه تلمحو بكفيها الحركة الحاسستها فيه هلأ كمان تضلها تشوفو لا كتير عليها... فشدت 
ع غطاها كاحة من عمق قلبها من كرامتها المهيونة قدامو للي عرف عن مشاعرها وهو بحب غيرها... ريتها لو بقت هبلة وما بتفهم مش أحسنلها... هيْ الأول تركها فجأة وغاب عنها والتاني طلع بحب غيرها وهيتزوج عليها فبكت محاكية حالها بغصة: يــا الـــلــــه لــيــش هـــــيـــــك حــظــي!!
ما قدرت تتحمل حالها هيك حزينة ومقهورة لإنها ما بتحب هالنسخة منها... فبسرعة قامت عن السرير مطنشة اوجاعها وموقفة قبال المراية مفقدها بطنها بآسى وماسحة عليه شاعرة ببنتها العم تكبر جواتها وعم تتحرك بشكل غريب عليها... محيرها هاي حركتها ولا شو بالزبط وتعمقت فيها مقررة ما تكرهها رغم الإشياء اللي عم تعملها فيها متل النسيان والتشتت والدوخة والإمساك ولوعة النفس... فمسحت دموعها كاحة وهي عازمة ما تكون قاسية على بنتها متل أبوها... ودارت حالها وهي حاسة بضعف... زعلانة ع حالها وع الحالة اللي وصلتها معو للي قاعد بديوان أهلو من بعد ما صلى العصر وهو حامل جنرال بحضنو ومش طايق حالو من أم لسان طويل الصادمتو بردودها غير المتوقعة... فبلع ريقو مطالع كنعان وعاصي المش تمام رغم مسايرتو جدو وعمامو ورجال عماتو بالكلام... فقرب منهم ناطق: مالكم يا رجال لا من تمكم ولا من كمكم!؟
كنعان التفت عليه مناظرو بعيون هتاكلو: بعد العزيمة بتعرف مالنا...
عبد العزيز رفع حاجبو ناطق: خير فيه شي؟
رد كنعان عليه نفس الرد: بعد العزيمة بنحكي... 
فهزلو راسو تاركو ع راحتو مش حابب يوجع راسو بالتفكير ولف وجهو ع الكيكة البحضنو مطالعو بحب وهو عم يحاكيه: لك إنتا شو بتجنن حبيب قلبي... وقرّب منو مدغدغو وهو مناه يجيه ولد متلو بالصحة وخفة الدم إلا برجة تليفونو بجيبتو فبسرعة سحبو يشوف شو وصلو إلا كانت رسالة واصلتو من أبو إصبع سائلتو فيها (عبدالعزيز وينكم؟ شو لهلأ ما وصلتوا أي احنا طلعنا قبلكم بكم دقيقة ورحنا ع بيت أريام نجيب كم غيار لإلها ووصلنا قبلكم شو السيرة)....
بهت مش فاهم قصدها فطالع ساعة التليفون الكانت أربعة وخمس دقايق.... مش معقول الهم شي ساعة وربع واصلين... فتنهد من غباءها أكيد حضرتها ما كمّلت ع بيت جدو... شو عقلها هالبنت ما أصعبو ... فوقف ع حيلو تارك أهلو يكملوا حكيهم ومتحرك لبيت أهلو وجنرال ع إيدو محمول وهو مستغرب صمتو متل الزعلان ومكسور خاطرو... فكلمو وهو معجل حالو لبيت أهلو: لليش الحلو هيك اليوم مكشر... لك لسا ما كبرت وهيك عابس... اضحك يلا... 
مين يلي يضحك جنرال المكشر مستحيل... فدغدغو محاول يخفف من عصبيتو عليها بالتسلاية معو محاكيه:تعال نشوف الهبلة وينها وشو عم تعمل؟ فسرّع بمشيو وصوت الهوى مخيف والشجر حواليه عم تتحرك وحس إيديه جفوا من شدة البرودة وجفاف الجو فضم جنرال لصدرو خايف ينلفح وما صدق يصل بيت أهلو ليعبر منو مكمّل ع الدرج بهرولة وفورًا كمّل دغري ع جناحو الضامنها مليون بالمية فيه... ففتح الباب منادي عليها بحدة بس ما لمحها نايمة ع السرير المعفوس شرشفو فخاف يكون مالها شي: جـودي ويـنـك؟
إلا بصوت كحتها ردع خوفو فتنهد مرتاح البال ومكمّل لمكان مصدر صوتها وهو مناه يقص رقبتها ع هبلها... وتبخر عقلو أول ما شافها مغيرة أواعيها وتسريحة شعرها فتفقدها بالاڤرهول التنورة الزهري البارد اللابستو مع بلوزة بيضة... وتعبانة المدام ع سحب شعرها بساحب الشعر المخليتو نازل ع وجهها المككيجتو مكياج خفيف... فهز راسو رافع حاجبو متعجب منها ناس بهنا وناس بعزا: انشالله رايحة تقعدي مع اهلي يلي تأخرتي عليهم بهيك شكل وباللي ع وجهك...
جودي ردت عليه بتمتمة من تمها المطبوق بعدم اكتراث دامو ما بحبها وقلبو مع غيرها ووقفت قبال خزانة الاحدية... بدها تختارلها شي تلبسو... مو منطق تعبرو... يلي باعك بيعو وما تسأل عنو... فسند حالو مطوّل بالو عليها آمرها: أنا بقول غيري يلي لابستيه وامسحي يلي ع وجهك... 
جودي انفعلت بس سمعت كلامو لإنها كم صارلها عم تدور ع شي يعجبها عليها وبيين بطنها المقررة تفتخر فيه من اليوم وطالع ولفت مواجهتو: ليش ليكون محرم علي!
عبد العزيز بسرعة لف لورا منزل جنرال بغرفة نومهم ودار حالو مقابلها بجدية مخيفة معها: مش محرم عليكي بس إذا ناسية ذكرك عمي ما مر ع دفنو غير 20 يوم وانتي بدك تروحي هيك... كنك ناسية غدر أهلك فيه... 
جودي ارتفع ضغطها مجاوبة بدون تفكير: يبقى ليش جبتني هون تتذلني!
عبد العزيز مسح ع وجهو مصبر حالو عليها... ولف حالو معطيها ضهرو من حاجتو ليسيطر ع انفعالو معها للي نطقت جكر فيه: استنى علي كم دقيقة لانقي (لاختار) شي ألبسو برجليي من عند جوري... تحركت بدها تطلع من الغرفة لكنو هو مسكها من إيدها دافعها بعيد عن الباب وخابط ضهرها برف الخزانة من رخو إيدها وهو منبهها بنبرتو الساخطة من يلي عم تعملو معو: جودي وحياة الله إذا ما بتدخلي لسانك جوا حلقك وتقصري شرك عني رح تشوفي شي ما بريحك...
ضغطت ع أسنانها موجوعة من ضهرها الحستو انقسم قسمين بطبو بحفة الرف رادة بعناد ممزوج ببراءة فيها بالفطرة: أنا ما قلت شي تحتى تعصب مني....
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بعدين معها... بعدين مع لسانها المالو داعي يتحرك ويغرد بهالكلام المش وقتو هلأ... فبلع ريقو محاكيها بصوت مخنوق عاجز معها تفهم بالطيب: يا بنت الناس لا تخليني اطلع من عقلي معك بكلامك الكبير ع الطلعة والنزلة... صدقيني لا يعني تعديلي (تمريقي) لإلك يعطيكي عين تقوي علي فاهمة... ولا مش فاهمة... وحرك راسو بانفعال... أكيد مش فاهمة... بس بتفهمي بشو بدك... وبعّدها من قدامو مفقد بأواعيها كرمال تلبس أي شي غير يلي لابستو منذرها باللي جاي: من يوم طالع هأرجع معك بالاجبار دام الطيبة هتوصلنا لوجعة الراس... 
قلبها طلع من مكانو من شكلو البرعب واللي مذكرها بأول شهر بينهم بعيونو واستبدادو معها فزمت شفتها السفلية مغمصة عيونها بوجع من ضهرها ومن يلي حاسة فيه وردت بنبرة ما بتتدلل ع وجعها وخوفها منو للي ماخدة ع خاطرها منو لإنو بحب غيرها وهيتزوجها عليها: بعد عني وعيش حياتك تحتى ما تسمع صوتي وتتريح مني....
بهت مكانو مَاسح ع رقبتو ... مصرة انها تندبح قبل أبوها ع إيدو الليلة لا حول ولا قوة إلا بالله... فأمرها بغل وهو متقصد ما يطالعها ومستمر بتفقدو بأواعيها: انكتمي! وبسرعة سحب أواعيها موقعهم ع الأرض موصيها: بتلبسي اي شي غير هالألوان المفرحة... وسحبها من معصمها تطالعو بعيونها الجامدات لتنردع منو: وربي إذا شفتك رايحة باللي ع وجهك وباللي لابستيه وما اعتذرتي من مرتعمي وأهلي عن يلي عملو أبوكي كجبر خواطر إلا أقلب الدنيا ع راسك وخليكي تعرفي وين مكانتك عنا وقت المسايرة والغناج والدلع ولى (فات وقتو) يا مرت عبد العزيز... خليني شوف هلأ لسانك إذا بنطق بحرف يا بنت دهب...
ودفع إيدها متخلي عنها وعن دعمو لإلها... خلص لحد هون وبس قال ممكن كم يوم وبتخف بس لا عم تزيد عناد ووقاحة هادا يلي كان ناقصو... فتنفس بغل بالع ريقو وسحب حالو مبعد عنها لعند جنرال الكان عم يراقبهم من تم ساكت بالع فيهم فحملو مذكرها وهو عارف كلامو جاب أكلو فورًا: بتروحي ع دار جدي بس تخلصي مسح يلي ع وجعك وتغيير أواعيكي لتاخدي بخاطر أهلي دام عندك لسان وبتعرفي تحكي فيه كيف بدك... وتحرك بعيد عنها مخليلها الجناح بالكامل لتساوي شو آمرها فيه مش مفكر بحالها وبشكلها وهي عم تبكي غصب عنها لإنو هو نفس أبوها بكلشي... ما بحس وما بدو يسمع شي ما برضيه... كلشي إذا ما اجى بالمسايرة بجي بالقهر والغصب... فمسحت دموعها رافضة تستسلم وتضعف لساتها بأول الطريق مع بنتها الما رح تسمح لحالها تتضعف عشانها... فنزّلت من مستواها موجوعة من ضهرها ومدورة ع شي تلبسو فسحبت افرهول أسود عشان ترضيه وترضي اهلو المالها ذنب بموت ابنهم... وسحبت بلوزة سودة دام هو ما بدو ألوان مفرحة ولبستهم مكملة مسح اللي ع وجهها وهي كل شوي تبكي وتكح طالعة روحها... منطق تاخد بخاطر أهلو ليس هي بتعرف بهيك شي... هي هبلة وبتجاوب بدون ما تفكر لدرجة بتوقع حالها بشي مش قدو... 
ليش مرات الخوف بخليها تتمرد بدل ما تنردع؟!
ليش الخوف بخليها تكره الضعف الهي فيه وتطلب شي أحسن؟!
ليش ما تنسى إنها خايفة وتعيش عادي... بس لا دام صار يلي صار وما فيه خط رجعة وهي خسرانة سواء برضاه أو بزعلو طول ما هو مش إلها لحالها بالنهاية وعليها تتحمل دام أهلها استرخصوها متل ما قال هداك اليوم التوجعت فيه... فتساوي شو بدو بس كيف بدها وع طريقتها... فسحبت جاكيت شتوي تقيل كان محطوط من ضمن جهازها رغم إنها كانت شريتو ع ذوق مرتعمها ريم من قبل تجهيز نسوان عمامها وعماتها لإلها... ولبستو منصدمة إنو ما بسكر عليها فاضطرت تلبسو فوق عباية سودا وسحبت اللفة الاخدتها من الست سمية مغطية شعرها التاركتو منفول وطلعت من جناحها بدون ما تطفي الضواو مكملة لتحت وهي مالها خلق تسم بدنها باللي صار... فنزلت الدرج وهي حاسة مع نزلة الدرج عم تقوى وعيونها عم تقسى وبهتت مكانها بس سمعت صوت تليفون برن... فبسرعة تحركت تشوف من وين عم برن... فانتبهت عليه واقع بين الكنب... فتحركت لعندو مقعّدة حالها ع طرف الكنبة لإنو ما فيه تنّزل حالها بالعكس من بطنها يلي قدامها ومن ضهرها العم يوجعها وهيزداد وجع إذا ما لقيت شي تسند حالها عليه بس تنزّل حالها ع الأرض... ومدت إيدها لبين الكنب ساحبتو لترد ع اللي بتصل لإنو أكيد صاحب التليفون الناسيه هون عم يدور عليه: ألو!
ما فيه رد...
فردت كررت: ألو هي التليفون هون... 
لكن يلي اتصل سكر الخط بوجهها فاضطرت تقوم متعجبة من صاحب التليفون يعني بتصل وما بحكي... فحملتو معها تعطيه للخدم أول ما تشوفيهم... وكملت طريقها لعند باب المطبخ مستغربة غلاف التليفون الغريب شكلو... وتنهدت بس وصلت الباب فاتحتو ومواجهة الهوى البارد... فبسرعة طلعت طابقة الباب وراها ومسرعة حالها لبيت جدو وهي حاسة الهوى عم يدفعها وموجعها بضهرها فضغطت ع نفسها معجلة بحالها وهي عم تخبي إيديها جواة جاكيتها لتصل بيت الجد الما صدقت تصلو بشق الأنفس وبسرعة فتحت الباب هاربة من البرد ومغمورة بهوى بيت الجد المشغل فيه كل المكيفات فطبقت الباب وراها سامعة أصوات أهلو الخايفة تكمّل لعندهم لإنها داخلة عليها كبنت غريم مش كمرت ابنهم... فقوت حالها متشجعة إلا رق قلبها بس لمحت قدامها رقية بنت أمل الطفلة الصغيرة عم تلعب لحالها ع الأرض المفروشة دام أخوها الاكبر منها دخل ينام فتحركت لعندها ناسية العالم وراها من جمال عيونها الكبار الوساع السواد والمحيطين برموش كثيفة وخدها محمر طبيعي وشفايفها صغار ووجهها ع شكل حبة الفراولة ولابسة فستان قصير شتوي كم أخضر ع زيتي مخمل مع كالوت (كالون) اوف وايت وعم تزحف ع الأرض حوالينها بكل وداعة ما بتشبهها لما كانت اليوم عم تلعب مع أخوها مجد وهو عم يركض وراها مخليها تنفعل بصراخ.... 
وما قدرت تشوف هالوداعة و تمنع حالها ما تنزل لمستواها كرمال تبوسها ع خدها وتلعب معها متخيلة حالها مع بنتها يلي ببطنها كيف هتكون فجت رح تدمع دموع فرح لكنها كابرت ع حالها ومقربة منها مطبقة يلي نفسها فيه لتبوسها وتحملها لكنها تراجعت بس تذكرت انفعالو يوم عزيمة أهلو لما جت رح تحمل جنرال من خوفو ع اللي ببطنها... فقرصتها ع خدها محاولة تلعب معها إلا ع صوت جوري الحذر مباغتها: بكير ع الجية وفوق حقو لقو قاعدتيلي مع هالبنت... لك قومي بسرعة اشلحي عبايتك ومنديلك لتسلمي ع الأهل...
جودي تنهدت مالها خلقهم من حبها لتكون مع هالبنت فمدت إيدها كرمال جوري تساعدها لتقف فبسرعة وقفتها مساعدتها تشلح جاكيتها وعبايتها وبهتت بس شافت اللابستو معلقة: لك جنيتي هيك لابسة قدام عماتي والله لياكلوكي... 
جودي ردت عليها بغل: أخوكي هيك بدو... 
جوري بسرعة سحبت أواعيها معها وهي عم تردلها بسخط هامس: اخ منك ومنو المهم اسبقيني ع جوا وخليني روح علقهم... من هلأ بذكرك ما تكوني قريبة مني قدامهم من أولها خلينا باردات مع بعض فاهمة... 
جودي ما تحملت طلبها فجت رح ترد عليها لكن جوري كانت مبعدة عنها تاركتها لحالها واقفة مكانها مصدومة من طلبها الدخلها بصراع وجودي مع أهلو...  إذا ما كانت جوري قريبة منها مين يبقى هيكون قريب منها بينهم غيرها هي للي فضلت تبعد عنها نابزتها احترامًا لإلهم في حين داعسة ع مشاعرها هي (لجودي)... فضغطت ع إيديها معصبة من كل قلبها وحاسة حالها هتنهار فجت بدها تلف إلا لمحت بوجهها الست جيجي العم تبتسم بوجهها بخبث محاكيتها وهي عم تطبق باب الصالون وراها بمعنى مكانك مش هون... ومشت من قدامها مطالعتها من ساسها لراسها معلقة: هادا لبس بندخل فيه علينا انتي جاي تتشمتي ولا جاي تزيدي الاوجاع مآسي...
جودي مش قادرة تبقى ساكتة هي فيها المكيفها فنطقت شي مش مخططتيلو بالألماني: ‏ sich unerwünscht in ein Gespräch einmischen (مدخلة حالها في شي مالها علاقة فيه)
وتجاوزتها فاتحة الباب وهي مناها تلف تكمّل عليها وعلى الكل لإنها غريبة ووحيدة ومنبوذة هون وبهتت بس شافت الكل لف عليها ع فجأة والمنحلة الكانوا عملينها اختفت... فبلعت ريقها الحاشرها من عيونهم العم تطالعها بتفقد من يلي لابستو وبتعجب من قواة عينها فضغطت ع إيديها متمنية
تهرب منهم لصدرو للي كاسرها بتركها هون لحالها بعيد عنو رغم قربو منها وهو عم يعبر بيت جدو من باب المطبخ كرمال يعطي جنرال للخدم يحطوه بغرفة من الغرف دامو نايم ويشوف مرتو كيف أمورها مع أهلو لكنو تفاجئ بشوفة عمة أبوه العم العم تفقد الأكل كيف معمول ومحطوط بالصحون للرجال فاضطر يسلم عليها احتراماً لوجودها ببيتهم (بيت جدو) ولتمشية يلي ببالو: السلام عليكم!
بسرعة العمة نداء لفت عليه منتبهة ع جيتو وزمت شفايفها بإعجاب بالدهاء المخبيتلو إياه: أوه واخيرًا التقينا يا ابن ضرغام... بلد صغيرة وما قدرنا نشوف بعض...
ابن ضرغام طالع علا العم تعدل شكل الأكل وفق طلب العمة نداء... طالب منها: علا ولا عليكي أمر خديه مني وحطيه بغرفة من الغرفة وما تخلي حد يجي هون...
علا هزت راسها ماخدة منو جنرال بدون ما تنطق بحرف من كرهها للست الواقفة جنبها وبسرعة طلعت مسكرة الباب وراها وموصية الخدامات الكانوا ببيت كوثر ليجهزوا الأكل عندها للستات دامها هي في فترة العدة وما بجوز تيجي عشان هيك مناسبة تاكل ببيت الجد الكانوا عم يجهزوا فيه أكل الرجال الكان شبه جاهز (ما حد يدخل المطبخ وبدون ليش) وبسرعة نزلت تليفونها مكملة ع أقرب غرفة لإلها منزلة جنرال ع السرير وهي عم تتنفس من هالست المتطلبة والما بعجبها عجب وبدها تغير كلشي ع كيفها... فتنهدت قلقانة ع عبد العزيز المطالع عمة أبوه العم تسألو: كيفها بنت جاسر معك؟
ابتسم من جواه ... عارفها ما في من ورا هالهدوء إلا شي وشي مو هيّن فرد ببرود: مسلكة حالها!
العمة نداء رفعت حاجبها بعدم رضا معقبة ع كلامو: ليكون ناوي تخليها ع ذمتك؟
صاروخ نزل عليه... لا لا هادي ناوية ع شي فتكتف مواجهها: ليش عم تسأليني هيك سؤال من قهرك ع أهلك ولا من كرهك لعيلة دهب؟
العمة نداء سندت حالها ع شايش المطبخ بأواعيها الفخمة الكلها رمادي برمادي وحاطة شي بسسط ع وجهها ورافعة شعرها حذوة فرس معطيها هالة القوة والسيطرة رادة: اولًا ما تجاوب سؤال بسؤال ... تانياً بنات العيلة شو ناقصهم تحتى تبقى مع وحدة من عيلة ما بتستاهل الا القتل...
عبد العزيز عصب من كلامها لدرجة لا تطاق فنطق بشي محسسها إنها عم تمس شي ممنوع المساس فيه: ليكون بعلمك اولاً أنا حر بشو اجاوب تانياً هادي حياتي وأنا اللي بقرر أبقى معها أو لا!
ضحكت ببرود مجاوبتو بنظرات لا تبشر بخير وبلسان مبطن: بنشوف يا عبد العزيز! 
عبد العزيز طالعها بنظرات عدم خوف محذرها: اصحك تقربي مني وخط أحمر حياتي ولا تفكري... و إذا فكرتي إنك قدرتي تتدخلي في حياة عمي كنعان وهو ما بعرف يبقى إنك رح تقدري تتدخلي في حياتي وده بعدك...
وسعت العمة نداء ابتسامتها رادة بنبرة فيها لعبنة: والله كنت متأكدة إنك 
هتكون متل أبوك وتكون إيد أخوي شامخ... ومش بعيدة تكون إنتا يلي بتحكم العيلة من ورا لورا... بس تعال نحكيها بيننا معقول دامك بتعرف كتير أشياء ما قدرت تعرف إنو أبو مرتك ورا آخر شي صار...
عبد العزيز فتّح عيونو مو مستوعب آخر شي قاتلو من شكو باللي آولو: وشاللي اثبتلك إنو هو وراه؟
ضحكت ساحبة الكرسي بدون ما تنطق بحرف كرمال تنشف ريقو وقعدت ع الكرسي رافعة رجل فوق رجل معطيتو يلي عندها:هووووهوووو عندي إثباتات كتيرة بدك فيديو ولا تسجيلات صوت اختار الله يخليك الشي البتعّب أكتر... 
عبد العزيز بلع تنهيدتو طالب الزبدة منها وهو عم يحس بهزة تليفونو بجيبتو: طيب والآخرة لوين بدك تصلي باللي عندك؟ وليه ساكتة وليه عم تحكي هالكلام لإلي وجدي سلامة راسو عايش بيننا..
العمة نداء ما عجبها كلامو مميلة شفتها بامتعاض مالة الكلام العم تسمعو: تفكير جدك بالتعامل مع دهب ما بعجبني... لإنو كان لازم خلّص عليهم من زمان... بتعرف لو كان أبوي عايش كان دعس ع رووس دهب واحد ورا التاني وهادي الخايفلي عليها عندك كان ما خلقت واضطريت تاخدها... شو حلاتها بنتنا جيهان ولا أريام كرمال تاخد هالهبلـ~~
قاطعها فورًا باعتراض: لحظة لحظة... انتي شاللي قاهرك بزواجي من بنت جاسر ليه ما انقهرتي من زواج كنعان من بنتهم شو المعنى بنت جاسر بالزبط يلي اعترضتي عليها... إذا فكرك عم تهدديني بشكل مبطن كرمال أمشي تحت إيدك يا بنت الخيّال استسمحيني ما بقيم هالراس غير يلي خلقو... وشو ما عملتي وخططتي كلو بصير تفاقيد من فضل ربنا... فإذا بدك تكسري رجاءً ما ترحمي... 
ضحكت بصوت عالي: هههههههه كيفك بس أنا صريحة وبنصحك تتعاون معاي لإنو أنا بفكر متل جورج بوش يلي مش معاي علي وكيفك تختار بس مش كيفك تعترض... 
عبد العزيز انخنق وهو قاعد معها بالمطبخ وحس خلص ما فيه يبقى أكتر من هيك... ففتح الباب معطيها ضهرو مش حابب يعبرها لو بحرف... لإنو مشتاط منها ومن شرها... يجعلها تفكر تطب بجودي إلا يحرقها حرق لو ع البطيء... ويا ويلها منو... هو ما صدق يحميها من شر أبوها تيجي أخت جدو المصونة هلأ تكمّل عليها هادا يلي كان ناقصو... فنطقت موقفتو مكانو قبل ما يتحرك بعيد عنها راجع لعند الرجال: يا بائع الصبرِ لا تشفق على الشاري فدرهم الصبر يسوى ألف دينار...في الحب وفي الحرب يقتل الابرياء دائماً... وطول ما الكلام ببلاش هنسمع صوت اللي ما يسواش...
عبد العزيز لف مطالعها منصعق من كلامها المحسسو إنها قادرة تسوي المستحيل يستوي بحقو... فتبسم بوجهها منذهل من قواة عينها مجاوبها بدون تفكير: سهرت أعين ونامت عيون... في أمور تكون أو لا تكون...إن رباً كفاك بالأمس ما كان... سيكفيك بالغد ما يكون... ساوي شاللي بطلع بإيدك وبوصيكي ما تقصري يا بنت ضرغام... ولف متجاهلها وهو عارف دواها مقولة احمد الشوقي دع كل طاغيةٍ للزمان فإن الزمان يقيم الصعر... وهو هيجي مع الزمن بمشيئة الله لو فكرت تئذي حد من أهلو ولا حتى تقرب من بنت قلبو الما عرفت كيف نطقت السلام عليكم... من قوة نظرات عماتو التلاتة نداء وأمل ووفاء عليها... لدرجة مش عارفة شو تساوي وكادت رح تبكي قدامهم هربانة لجناحها بعيد عنهم لكن وين يا كسفة دام عمتو سهر آمرتها: ادخلي يا كنتنا تعالي سلمي علينا...
ما بتعرف كيف تحركت مطبقة كلامهم وهي حاسة رجل عم تقدمها ورجل عم تاخرها وهي عم تسلم عليهم  كلهم وبايسة إيد الستات الكبار بالعمر رغم رفض بعضهم متل عماتو الكانوا عم يجحروها بعيون كره مخيفة ع جرأتها واللون اللابستو... فتجاوزتهم شبه فاهمة مالهم وهي مكملة لعند جوري ضاربة توصيتها بالحيط كرمال ما تقرب منها وقعدت جنبها مخنوقة من المكان يلي فيه فلفت ع جوري هامستلها قبل ما تقوم من جنبها: جوري تعالي معاي بدي أرجع ع البيت أنا ما بقدر أتحمل أبقى هون أكتر من هيك عيلتك أكلتني!
جوري ناظرتها وهي ماسكة في التليفون: وين بدك تروحي واصلاً ما ضل إلا عشر دقايق ع الأدان بعدين لسا مرتعمي كوثر ما رحنا عندها عشان في ضيوف اجوها من شوي فاستحملي شوية لنروح عندها وبعدها كل حدا فينا بقدر يعمل اللي بدو إياه...
جودي بعدت عنها منقهرة منها ومن جفاها قدام أهلها... فشبكت إيديها متوترة مش عارفة شو تساوي أو وين لازم تروح فما قدرت تتحمل وحست حالها رح تشرق من العبرة والخنقة الحاسة فيها والجو الشوب القاعدة فيه فبسرعة سحبت حالها مخلية الكل يلحقها بعيونهم متعجبين هادي كيف عم تتحرك بالبيت بكل ثقة باللون الغراب اللابستو... وبدون تفكير كملت لبرا بيت الجد مخنوقة ومش عارفة وين تروح بحالها وبرغبتها لتكون بعيد عنهم...  فتنهدت لافة ع فجأة حاسة في شي عم يجبرها تلف وبهتتو بس لمحتو جاي لعندها المعذب قلبها... فضعفت قدامو طالبة ينشلها متل ما كان قبل بساوي معها ناسية قلبو العم يدق لغيرها... من قوة قلبها المتلهف لنصرتو لكنو خيبها لما نطق محاكيها: وين طالعة بشعرك؟ بسرعة ع جوا...
جاي بس عشان هالشي ولا اراديًا جت رح تبكي لإنها هي ما بدها تدخل... ما بدها تحس بالنبوذ عندهم جوا وهي جنبهم... فكابرت ع دمعتها رافضة تجاوبو بحرف وردت لبيت الجد مكملة للغرفة المرة دخلّتها جوري عليها لتنام فيها بأول شهر إلها عندهم... وطبقت الباب وراها منفجرة بكى لإنها خايفة تتوجع لحالها... هي ممكن تتحمل كتير أشياء إلا العذاب النفسي بالصمت العقابي واللمز والغمز... فتقدمت من السرير لافتها الكائن اللذيذ الغرقان بالنوم ع السرير فمسحت دموعها مقربة منو مخطوفة بلطافتو وهو نايم وكيف عم يضم شفايفو فما لقت حالها غير متمددة جنبو متجاهلة كل أوجاعها مآسورة في نعومة شعرو وملمس بشرتو الماسحة عليها وهي مسحورة بجمالو البريء.. فبلعت ريقها شامة بريحتو البريئة الكان نفسها تاكلها أكل مع الهدوء اللي هي فيه واللي اختفى خطف من الضجة الجاييتها من أهلو من برا الغرفة وهما عم يكلموا بعض: بلا خلونا نروح ع بيت كوثر من شان نلحق نصل قبل ما يأدن الادان... 
:الحكي اخدنا... بعدين وينها كنتك يا أمينة مش شايفينها حوالينا... 
أمينة هزت راسها بمسايرة: بتلاقيها دخلت غرفة من الغرف تريّح جسمها مع الحمل... اسبقوني وهيني لاحقتكم...
جودي هون مش فاهمة إنو الكلام عليها رغم إنو واضح وضوح الشمس لكن قلبها حسها عم يحكوا عنها... فبعدت عن جنرال مقربة من الباب مستنية فيهم يروحوا كرمال تطلع تاكلها شي دام الجوع وصل اوجو عندها ومش قادرة تتحمل... فبس تطمنت ما فيه صوت حد فتحت الباب وبهت بس لمحت ست غريبة واقفة قدامها وهي عم تدخن دخان طويل ورفيع رفع ما بحياتها شافتو... فبلعت ريقها مترددة تطلع ولا لأ من عيونها ع الست العم تطالعها بنظرات احتقار معلنة باللي بدور جواتها بنبرة متعالية بلا خجل: اهلًا ببنت جاسر المجوبنة (الخايفة)... شو سمعت جاي تاخدي بخاطر أهل زوجك عشان ترجعي تسكني معهم... 
جودي لفت مطالعة حواليها مش فاهمة هادي مع مين عم تحكي معقول معها اصلًا في غيرها هون بتكون بنت جاسر... فضحكت عليها نداء أخت جدو مكملة بكلامها بدون خجل: كمان بهيمة ما بتفهمي... يلا استري حالك وخليني شوف كيف رح تاخدي بخاطرهم...  وسحبت نفث من دخانها مطالعة أمينة يلي طلعت وهي متلبكة وعينها ع التليفون قلقانة ع كنتها الهبلة يلي مو وقت اختفاءها هلأ فترسل لابنها بلكي يقلها وينها من شان تاخدها معها ع بيت كوثر لتفطر معهم وتاخد بخاطرها....  لكن في شي آخر ارسال رسالتها لابنها وجبرها تطالع قدامها لامحة كنتها واقفة قبال العمة نداء بوجهها المخطوف لونو فتحركت بسرعة رغم وجع مفاصلها ناطقة بعتب: وينك يا بنتي كنت عم دور عليكي بسرعة خدي البسي عبايتك ومنديلك خليت الخدامة تجيبهم من شان نخلّص بسرعة... 
جودي مش فاهمة شو مال حماتها ومن وين طلعتلها هلأ عقلها مع الست المخيفة يلي قبالها فاضطرت أمينة تلكزها بكوعها مرجعتها للواقع: بنتي بسرعة البسي... 
فانفجرت العمة نداء ضحك متحركة للصالون لتقعد فيه لحالها تاركة أمينة تعجل كنتها بلبس عبايتها وحط الشالة بعشوائية ع راسها وهي عم تقلها: بس نصل بيت كوثر بتقولي السلام عليكم وبتروحي لعند مرتعمك كوثر بتسلمي عليها وبتبوسي إيدها وبتقوليلها بالنص الحرفي: البقاء لله وحقك علينا يا مرتعمي...  وشو ما ردت وقالت ما بتردي بحرف فاهمة... 
جودي هزت راسها غصب عنها وهي مرعوبة من يلي عم تسمعو وخايفة تقلها عيدي... بس ما قدرت لإنها سحبتها من إيدها معجلتها بالهوى البارد لتمشي لبيت كوثر المقارب لبيت الجد وهي عم تكررلها: ما تنسي تبوسي إيدها وتحكيلها شو قلتلك وما تجاوبي بحرف لو شو ما سمعتي فاهمة... 
جودي نفسها تقلها ما فهمت ولا بدي أفهم... فجت رح تسحب إيدها منها لكن حماتها رفضت شادة عليها جسدياً وكلاميًا: ما فيه مفر من يلي عليكي فأعمليه هلأ عشان ترتاحي بعدين... 
شاللي تعملو هلأ وترتاح بعدين لا مستحيل فجت رح تهرب رافضة تدخل مع صوت الأدان المغرب... وصارت تبكي رافضة تعبر... هي ما قتلت زوجها كرمال تعتذر فرفعت اكتافها عاجزة ترفض كلاميًا... فاحتارت أم عبد العزيز شو تساوي معها مع هالجو البارد... فمسحت ع وجهها مستغفرة ربنا محاكيتها: استغفر الله العظيم... بنتي امسحي دموعك وتذكري يلي ما بحسب ما بسلم إنتي هتصيري أم قريبًا فما فيكي تبقي لحالك بعيدة عن أهلك وأهل زوجك من شان يلي عم بصير... فحاولي اكسبي طرف من الطرفين من شان تضمني مستقبلك في حالة لو لا قدر الله الوضع زاد سوء... فاضمني ع الأقل لو إشي بسيط يسندك بدل ما يكمّل عليكي لهيك ساوي يلي قلتلك عليه من شان يكونلك ظهر وسند وعزوة لإلك ولولادك... فاهمة! 
لا مش فاهمة ولا رح تفهم... بدها بس ترد للڤيلة يلي بالشمال فشهقت باكية وجابرة أم عبد العزيز تتصل ع بكرها عبد العزيز كرمال يجي يلاقي حل لمرتو فما لحقت ترن عليه إلا بصوتو الواصلها وهو عم يبعد عن الرجال كرمال يشوف شوفيه امو اتصلت عليه: اه يما خير فيه شي؟ 
أم عبد العزيز لفت حواليها مطالعة بدون تركيز: اه مرتك ما بدها تدخل ع بيت مرتعمك كوثر فتعال لاقي حل معها إنتا أفهم مني لإلها وماخدين ع بعضك فبخاف أقسى عليها وإنتا بتعرف مش حمل... 
عبد العزيز اشتاط طالع من الديوان مطالعهم بعيونو يلي هتاكل جودي فأشر لأمو عن بعد عشرة متر تدخل وتتركهم مع بعض... فدخلت تاركتو يهرول لعند بنت قلبو وهو مناه يشد عليها ليشتد عودها وترحمو من هالتصرفات... فعلًا ما فيه ورد بدون شوك فقرب منها ماسكها من دراعها كرمال تواجهو: خير ليش ما بدك تدخلي؟!
جودي تحاول بدها تقلو حرف لكن ترد تبكي عاجزة تتحمل المطلوب منها والعليها تعملو... فشد ع إيدها معجلها: امسحي دموعك وما فيه رجعة ع البيت بدون ما تاخدي بخاطر مرتعمي والباقي معها فاهمة... 
جودي هزت راسها برفض... جن منفعل من عنادها فبسرعة رفع راسها ماسح دموعها رغم استمرارهم بالنزل منذرها: ما فيه مفر هتساوي المطلوب عليكي يعني هتساويه فاهمة... هادا أقلة شي عليكي تعمليه مع اهلي... وترك وجهها ماسكها من إيدها ومحركها وراها لبيت مرتعمو عابر منو بدون ما يطالع حد ونادى ع عمتو وفاء الكبيرة وأمو وهو متجاهل محاولتها لتتنصل منو ومن قبضة إيدو الخانقة إيدها: السلام عليكم يما... عمتي وفاء تعالوا هون!
إلا بصوت كوثر مرتعمو المعترض:  ما في داعي يروحولك ولا بنت دهب تيجي عنا... خليها مكانها واعتذارها وأخدها بالخواطر ما رح هيغير شي يا عبد العزيز... يلي مات ما برجع... وهي صح ما ساوت شي بس بكفي إنها منهم وفيهم سواء أنكرنا ولا لأ لإنو مرجوعها دهب فلا بدي اعتذارها ولا قربها مني... خلينا زي ما كنا... 
فتنهد عبد العزيز ع تعند مرتعمو كوثر رادد بمحاولة مد جسر بينهم: كلامك ع راسي يا مرتعم بس ع الأقل لتسلك الحياة بيننا إنتي عارفة ربيت ببيتكم كمان فأنتي متل أمي وعمي المرحوم متل أبوي وبهمني رضاكي عن مرتي لإنو بعنيلي كتير... 
مرتعمو كوثر بكت مش متحملة طالبة منو برجا: واللي يسلمك يا عبد العزيز خدها بعيد عن بيتي... زوجي ما مر ع دفنو كم أسبوع وأجي بلا حشمة دخل بنت قاتلو... فما تكسرني باللي عم تسويه... 
عبد العزيز تنهد بزعل عليها ناطق: تكرمي! 
وبسرعة لف حالو ساحب معاه مرتو العم تبكي وهي رافضة تتمسك بإيدو من وجع الحاسستو بقلبها من يلي ساوه معها بتكره حد ما يتقبلها أو يطردها من بيتو من كرهها للي كانت تساويه معها مرتعمها غنج... واللي بغض النظر بالموضوع هي ما بدها وراحت مجبرة ومو متقبلة الفكرة تحتى تمر بالرفض... كلو منو هو للي خلاها تمر باللي بتكره تمر فيه... فنزلت ع الأرض عاجزة تمشي بعز الهوى البارد مش فارق عندها البرد العم ينخر عظمها من أواعيها الما بتقيها برودة الجو شاهقة من قلبها ورافعة راسها للسما منحرة منهم كلهم... هي ما بدها تكون معو ولا مع غيرو... هي بس بدها تجبر الكسر الحسسوها فيه بكل ذرة منو وهي بقمة صحوتها الما بتشبه الغفلة الكانت عايشة فيها بينهم من قبل... 
وهو بس شاف حالها هيك تكهرب مقرب منها مش متقبل حد يلمح مرتو هيك شادد عليها بالكلام: جودي مش هون بتبكي... وشد عليها ليرفعها تقوم حاررها بمكان وجعها بضهرها... فحاولت تدفعو وهي كاتمة صوت شهيقها قدامو ورافضة تشوفو بعيونها المسكرتهم... ما بدها إياه...  ما بدها إياه... ما يروح ويتركها الوجع الحطها فيها قتلها فيه ع أعين الجميع... وين تروح بحالها بعد يلي مرت فيه هلأ عاجزة تفهم ليش هالقد صعب ودها لدرجة بستسهلوا كسرها ع ودهم معها وجبرها رغم إنها ما بتتقل (بتثقل) عليهم...
معقول هي فيها المشكلة ولا شو بالزبط... 
لأ ليش تلوم بحالها هي مش حد سيء بس هما الفيهم خلل... هما المتطلبين وبحبوا يحملوا أوزارهم لغيرهم فنطقت قبل ما يحاول يقرب منها: مـ ـا بـ ـدي عـ ـزوتـ ـكـ ـم مـ ـا بـ ـدي شـ ـي مـ ـنـ كـ ـم غـ ـيـ ـر مـ ـا تـ ـحـ ـمـ ـلـ ـونـ ـي ذنـ ـب مـ ـالـ ـي فـ ـيـ ـه.... 
عبد العزيز سلكها لإنو ما بدو يكمّل عليها بعد يلي مرت فيه معو ومع أهلو الفضلهم عليها.... ونطق محاول يهون عليها حم الموقف عليها وهو مش متبع ع عيون عمة أبوه عليهم من شباك صالون جدو وهي عم تدخن بسيجارها الطويل: ما تحطي ببالك وتتعبي حالك لإنو مش منيح ع بنتك الحامل فيها...  وخلينا نكمّل كلامنا ببيت أهلي مش هون... 
شو يكملوا كلامهم ببيت أهلو....  هلأ هي لازم تحكي يعني هلأ مش تستنى ليصلوا بيت أهلو... همو بس عيلتو وأهلو وهي بالطقاق فنطقت منفجرة من يلي قالو: أنـ ـا صـ ـغـ ـيـ رة ع هــ يـ ـك شـ ـي... أنـ ـا مـ ـالـ ـي ذنـ ـب انـ ـهـ ـان... كـ ـيـ ـف قـ ـلـ ـبـ ـك قـواك عٰـ ـلـ ـي!
فمسح ع وجهو مخنوق ومطالع حواليه لحد يشوفهم هيك وبس ضمن ما فيه حد خطف مسكها من إيدها وهي لساتها مسترسلة بكلامها العم يطلع من عقلها اللا واعي بسرعة بديهية مخيفة بصعوبة لفظية: لـ ـيـ ـش هـ ـيـ ـك تـ ـسـ ـاوي فـ ـيـ ـي يـ ـا عـ ـبـ ـد الـ ـعـ ـزيــ ـز؟ لـ ـيـ ـش تـ ـخـ ـلـ ـيـ ـنـ ـي أصـ ـل لـ ـهـ ـون... وبلعت ريقها التقيلة مكملة...  عـ ـم تـ ـخـ ـل ـيـ ـنـ ـي حـ ـس بــ ـحـ ـرق قـٰ ـلـ ـبـ ـي ورو حـ ـي... لـ ـيـ ـش هـ ـيـ ـك جـ ـيـ ـت عـ ـلـ ـي... وحاولت تسحب إيدها منو لكنو غصب عنها شدها وبسرعة رفعها بين إيديه متحرك فيها لبيت أهلو وهي عم تبكي بحرقة معبرة عن غصتها:
بـ ـكـ ـره حـ ـالـ ـي لـ ـمـ ـا كـ ـون بـ ـهـ ـيـ ـك خـ ـانـ ـة مـ ـنـ ـبـ ـوذة ومـ ـحـّ ـمـ ـلـ ـة ذنـ ـب وخـ ـطـ ـيـ ـة مـ ـا عـ ـمـ ـلـ ـتـ ـهـ ـا عـ ـم تـ ـخـ ـلـ ـيـ ـنـ ـي حـ ـس عـ ـم مـ ـوت وأنـ ـا عـ ـا يـ ـشـ ـة خـ ـلـ ـيـ ـتـ ـنـ ـي عـ ـيـ ـش شـ ـي عـ ـم بـ ـتـ ـجـ ـا هـ ـلـ ـو؟!
ما عبّرها بحرف مخليها تنفجر بكى وهو عم يلهث من عجلتو لحملو إياه لبيت اهلو بالهوى البارد وما صدق يصل بيت أهلو لينزلها توقف على رجليها وبسرعة لف للباب طابقو وراه محاكيها بدون خوف: هادا الوجع كنتي هتمري اضعافو من ورا أبوكي فما هو ذنبنا إنو أبوكي اختارك لتجاسروا معنا... بدك تزعلي ازعلي مش لإنو زعلك ما بهمني بس لإنو لازم تدركي الحياة مش جنة ع الأرض وطبيعي تتوجعي هو إنتي شو شفتي لتحكي كل هادا... 
جودي طالعتو بضعف من يلي عم تسمعو رادة وهي عم تحاول تخلي كلامها موزون باللفظ: تساويـنا بالخـسارة بس ما تـ ـساوينا بالوجع... انبسطت هلأ وبنبرة واطية منهارة كملت... هيك شفيـ~
ما قدر يتحمل كلامها فبسرعة قرب منها كتم نفسها محذرها: ما آذيتك أنا عم حاول عززك بيينا فلا أبوكي مساعد ولا إنتي جاي بصفي... وزفر بوجهها ناطق... أنا جيت ع حالي كتير كرمال كمّل حياتي معك ورح كمّل وما تفكري رح اسمحلك تهدمي كلشي عملتو... بالي طويل بكلشي... فاصحك تصدقي كذبة إني جاي عليكي لإنو لو جاي عليكي كان رميتك بعيد عني وعن أهلي مش جايبك لهون... فيلي كسرك أبوكي مش أنا وما تفكري طول عمري رح سلكك بكلامك المش مزبوط بحقي... فاهمة!! وبسرعة سحب محرمة من جيبة بنطلونو ممسحلها أنفها وهي عم تطالعو بنظرات عتاب ولوم كبير ونطقت بشي فقّدو عقلو وهي  عم تحرك إيدها لورا لمكان وجع ضهرها الحاسستو مع تحرك ابنتها برحمها عم يزيد وجع: قلتلك ~~وأنت بوجع لافتو...  فتفقدها منتبه ع إيدها الورا ضهرها سألها: مالك؟؟ 
نطقت بدون تفكير وبلسان أخف من قبل وهي عم تتمسك بدراعو محاولة تهون ع حالها الوجع: تذكر اليوم لما سحبتني ناحية الخزانة ~~ وكتمت حسها حاسة الكحة الغابت عنها شوي وحاولت تكتمها قد ما بتقدر قبل شوي ما نفع معها الكتم أكتر من هيك فكحت وهي عم تتمسك فيه بإيديها التنتين وهو عم يمسح ع ضهرها مجاوبها بكل صراحة: ما تلوميني ع اللي عملتو معك.... لانو لسانك صاير طويل....
رفعت راسها مواجهتو وهي حاسة روحها طلعت مع الكحة وعيونها عم تدمع من قوتها بس هلأ رح تدمع من كلامو الدبحها فيه فطالعتو بعيونها الباكية رادة خطف: لإني قلت الحق!
رفع حاجبو مضيق عيونو بحيرة من الدائرة المفرغة الواقع معها فيها راددلها: عن إي حق بتقوليه لازم تشكري الله إني معيشك هيك! إلا حس في إيدها اللي عم بتشد عليه وهي عم تجاوبو بنبرة هادية: فعلًا لازم اشكر الله معاك حق بس أنا ما بدي عيش هيك لهيك قلتلك اتركني اليوم بس إنتا رافض... صدقني إنك تتركني ~
شد ع اسنانو مقاطعها يعني لازم تعيد هالكلمة كمان مرة: ع أساس إنو هيك خلص حلينا المشكلة يعني إذا هجرتك.... هزت راسها ومسحت الدموع اللي بللوا وجهها مخبرتو: اه بتكون إنتا متريح هيك... 
ما قدر يتحمل كلامها فغمض عيونو مطول بالو عليها ورد فتحهم معطيها الصافي يلي عندو:  اللي بدك إياه رح يصير لكن بأحلامك ...ورجاءً ما تنسي اي شي منيح عملتو معك  وتكبيه بأول مطب بيننا ناكرة كل اللي عملتو معك... 
شدت ع حالها محاولة تسند نفسها رغم مالها حيل توقف ع رجليها مقربة منو وهي مستمرة بالبكى: لا ما بنسى ولا رح أنسى لكن إنتا ما تضلك تعاملني هيك بطريقة جامدة... والله عم بحاول ما اخسرك بحاول ما أعمل شي يضايقك لكن ما بعرف إنتا مو راضي تتقبلني!
رفع حاجبو بتعجب من كلامها مذكّرها: واللي عملتيه آخر فترة معي شو هو...
برمت شفايفها بخجل من مصارحتها معو من شان عدم تفاعلو باللي كتبتو وعامت بمشاعرها ناسية كيف ترد عليه... فبلعت ريقها ناطقة بدون تفكير: ردني من محل ما جبتني... 
عبد العزيز هز راسو بتأييد: أحسن إشي لإلك من شان تردي للبيت وتفكري إنو برجعتك للبيت ما في شي انحل... دامك ناسية إنتي بنت مين ومرت مين ووين لازم نروح مع بعض... ولف وجهو عنها مكمّل... واستنيني لروح جيب سيارتي وراجع اخدك... فاهمة!! 
هادا الشاطرين فيه الخياليين ع كلشي "فاهمة" فهزت راسها مبعدة عنو لأي زاوية تخبي حالها فيها بعيد عن عيونو المش حاسة فيهم معاه بأمان... هي خافت من أبوها كرمال إذا ما رضتو وهلأ صارت تخاف منو إذا ما عرفت ترضيه لترد لأبوها... هي مش خايفة تموت هلأ الموت ما بوجع قد وجع النفس... فدورت حواليها بدها تصلي المغرب والعصر الراحوا عليها لإنو ما حد ذكرها... 
بدها تصلي كرمال تشكي همها لربها دام خلقو ما عم يسمعلوها وشاطرين بس يشدوا عليها كرمال تكون كيف بدهم مش كيف هي حابه تكون... فبكت بقلبها مش حاسة فيه للي عم ياكل بحالو كرمال يضمن يوصلها للڤيلة أهلو قبل ما يروح يحاكي أبوها ويبلغوه ردهم معو وجهاً لوجه شو هيكون... فبسرعة ضغط ع ريموت السيارة فاتح الباب وطالع فيها معطيها وقت بسيط لتحمى وبسرعة تحرك لعندها مزمرلها لتطلع بس حضرتها ما طلعت... فاضطر ينزل من السيارة وهو مفلوج من تمردها ع الكلام ففتح باب بيت اهلو منادي عليها: جودي وينك شو قلتلـ~
إلا بصوت كحتها المقاطعو فتحرك لعند مصدر الصوت لامحها عم تدعي ربها وشو شكلها وهي قاعدة ع الارض بعد ما صلت ع الكرسي قشعر بدنو ومذكرو بمقولة سمعها مرة "الوجع دائماً أنيق لا يختار سوى القلوب الطيبة" لإنو ببساطة ابتلاء من رب العالمين لكن للي كان سبب هالوجع الله هيبكيه قهراً...  فتحرك لغرفة المكتب المعاه مفتاحو فاتحو وعابر يصلي المغرب الذكرتو يصليه وهو مش معبر تليفونو العم يرن من عاصي وأرسلان وسطام وكنعان ليعرفوا وينو كرمال يجي ويشاركهم الكلام يلي هيصير قبل ما يردوا ع جاسر دهب... لكن عبس... فسلم طالع من غرفة المكتب المسكرها وراه ونطق وهو مالو خلق ينطق بحرف باللي صار لكنو حب يحكيلها شي مرطب الجو بينهم: تقبل الله ويلا خلينا نمشي... ومشي سابقها لبرا وهو مش عم يفكر بشي وبس لمحها تأخرت اجى بدو ينزل لكنو لمحها عم تطلع من باب أهلو وهي حاملة مجموعة محارم مبررينلو سبب تأخرها فبلع ريقو مستني فيها تطلع بالسيارة وبس لمحها طلعت عجلها بتسكيرلها الحزام بعد ما طبق الباب عليها كعادتووبسرعة حرك مع سيارات الحماية للشمال من شان يلحق أمورو مع رجال عيلتو المشغولين بالكلام عن يلي رح يصير معهم من بكرا وطالع كرمال يكونوا جاهزين من كل الجوانب ليردوا حقهم وحق مرت ابنهم القاعدة عم تقرأ قرآن هي وأمينة وبنات حماها وبناتهم ع أمل الله يتلطف فيهم ويوفق رجالهم باللي عازمين عليه مع عيلة دهب المشتتة فوق تشتتها بعد موت الجد وغياب كنان عنهم وتبري (تبرئة) عثمان العرب منهم وتجبّر جاسر في جاثم وخوف نغم المناها تعرف مين سوى فيها هيك فيها وانشغال أنغام ع المسلسلات والنت وخايفة الطلعة هي وأمها على عكس صفاء يلي بتطلع مع سامي دام مؤيد مش سائل فيهم وبغيب كتير عن البيت ناسين أختهم إميرال الوضعها مش أحسن منهم لكنها تاركة مقت المشاكل لوقتها سارحة بطفولتها الجميلة هي وصغيرة مع جودي البريئة مشتهية تكون معها ومع براءتها وقلبها الطيب الما عمرو جرحها لو بكلمة... 
ومتمنية تطالع عيونها الكانوا رغم وجعهم يحسسوها بالأمان لإنها ما بتحبر أو بتعرف تغار أو تحسد أو حتى تحقد ولا تكره... وشو رغبت مع هالصحوة لو تروح لعندها تعتذرلها لإنها بدّت كلشي عنها وعن ألعابها... فبكت دموع ندم وحسرة لإنها ضيّعت أيام كانت بإمكانها تكون أجمل معها... 
لكن يا حسرة ع الصحوة البتجي بعد غفلة طويلة من الزمن دام لفات الفوت ما بفيد الصوت إلا إذا شاء رب العالمين...  فخبت حالها بالغطا حانة ترد طفلة بعيد عن وحشة كنعان والمستقبل المش مبشر بخير لا لإلها ولا لبنت عمها جاسر الراكبة جنبو بالسيارة وحاسة حالها تقيلة بعد ما استنزفت طاقتها معو بالصد والرد فتنهدت بتعب لافتو فيه فنطق وهو عم يمد إيدو ليضم إيدها: ما تحملي بقلبك مع الوقت بتعرفي كيف تتعاملي مع المشاكل... 
هي ما عاد فيها تحمل... قلبها ما بتحمل يحمل جواتو لوقت طويل لإنو بستنزفها متل ما صار معها هلأ... فكتمت غصتها بحلقها منتظرة فيه يوصلها للبيت... في حين هو شغّل شي يرطب فيه الجو إلا كان فيه صوت رجال رخيم عم يقول ع محطة عشوائية طلعت قدامو ع الراديو: يا بائع الصبر لا تشفق على الشاري... 
فعلى الصوت شوي مركز معو لإنو عمة أبوه حكتلو إياه ناسي بقية الابيات رغم إنو متأكد سمعو من قبل: فدرهم الصبر يسوى ألف دينار
لا شيء كالصبر يشفي جرح صاحبه
ولا حوى مثله حانوت عطارِ
هذا الذي تخمِدُ الأحزان جُرعتُهُ
كباردِ الماء يُطفي حِدةَ النارِ
ويحفظُ القلبَ باقي في سلامته
حتى يبدل إعسارٌ بإيسارِ
إن السلامةٌ كنزٌ كلُّ خردلةٍ
منه تقوّمُ من مالٍ بقنطارِ
فتنهد من يلي سمعو من تأملو بعمق الكلمات الرسخت بذاكرتو الحفيظة ودهش بس انتبه ع حالو واصل شارع ڤيلة أهلو فعجل فيها وهو مش حاسس بإيدها المازلت بإيدو... فلف عليها مستغرب سكوتها وبهت بس لمحها نايمة... فزفر على حالو معها وعبر من البوابة الفتحوها الحراس وهو عم يحاول يركز بالسواقة من معلق مذيع المحطة باعجابو بالشعر: الله الله على هالكلام مش بقولوا الصبر مفتاح الفرج مشاركة مميزة يا أخي بياع الصبر... أنا بقول خلونا نشوف مين المشارك التاني شكلو اليوم الحظ معنا من هالمشاركات المؤثرة... فوطى الصوت صافف السيارة قبال باب البيت وهو عم يترك إيدها هاززها من كتفها بخفة رغم إنو نفسو يبوسها ع جبينها لكنو مش ناقصو صدها ولسانها الطويل: بنت صحصحي هينا وصلنا... 
جودي تمتمت مش حاسة بحالها ولا قادرة تركز معو... فهزها بشكل أقوى إلا هي صحت منقوزة من حركتو معها فسمي عليها فورًا: بسم الله عليكي شو سريعة بالنقزة المهم يلا انزلي هينا وصلنا... 
فطالعت حواليها مش مركزة معو وبلعت ريقها بس لمحت باب البيت... فجت رح تلف إلا ببوستو المفاجئة ع خدها وهو عم يعترفلها: الزعل ما خلق لإلك ومش حلو عليكي... ففكيها يا حلوتنا... وقرصها ع خدها محاول يخفف عليها وجعها لإنو هيروح ويتركها لحالها تواجه أوجاعها لكم ساعة كرمال المهمة العليه مع عيلتو... فطالعتو بسرحان مش مجمعة بشو مرت اليوم من الهمدان الحاسة فيه...  فتبسم حانن عليها ما فيه يضلو شاد عليها فغمزها معبرلها عن اعجابو بشكلها اليوم: كان شكلك اليوم لابقلك بالزهري والأبيض المرة الجاي حلو شوفيك فيهم هيك... 
جودي مش معو عقلها مصاب بحالة امساك فكري وصفر إدراكي باللي عم بصير معها... وهو حس مالها شي ففك حزامو نازل من على كرسيه لافف نص لف حوالين السيارة لعندها وبسرعة فتح الباب عليها محاكيها: كنك تعبانة يا قلبي؟!
جودي هزت راسها رامية حالها عليه مش قادرة تساوي شي جسمها مرهق وصفر طاقة فيه فسلمتو حالها بالكامل من تم ساكت... فاضطر يحملها متعجب من حالها وبسرعة تحرك لعند الباب داقق ع الست سمية يلي قامت بهرولة بس وصلها صوت تخبطو ع الباب كرمال مش بس تفتحلو الباب إلا لتستقبل طفلتها الصغيرة وبهتت بس فتحت الباب وشافتها كيف همدانة ع إيدين ابن الخيّال العبر فورًا بس فتحتلو الباب وهو موصيها قبل ما تنطق بحرف: ست سمية بعينك الله خليكي عندها لحد ماني راجع... 
الست سمية هزت راسها بتلبية وهي عم تسكر الباب وراهم: حاضر بس شكلها تعبت ببيت أهلك... الخايفة منو صار هي ما بتتحمل... 
فنطقت جودي بصوت تقيل: بدي زيتون! 
وهون ضحكوا عليها لإنهم ماكلين همها وهي ماكلة هم الزيتون مع الوحام فبسرعة نزلها بالصالون مفرفح قلبو لإنو سمع صوتها وقعّدها ع الكنبة سامع رد الست سمية عليها: لك أحلى زيتون فيكي يا بلد هتاكلي هلأ إنتي بس اطلبي كم جودي عنا... 
جودي مع تعبها ردت بدون تفكير: ولا وحدة! 
عبد العزيز قرصها ع خدها معلق: تقلانة علـ~
إلا برجة تليفونو مذكرو باللي سهي عنو لكم دقيقة فبسرعة قطع كلامو رادد ع عمو كنعان الرانن عليه: اه عمي! 
كنعان رد عليه بغل وهو عم يطلع بسيارة عاصي: وينك يخي رايح ع بيتك مع مرتك ناسي إنو بعد شوي لازم نلحق نصل القعدة البكون فيها المغضوب جاسر دهب... 
عبد العزيز رد بعجلة وهو عم يبعد عن جودي بدون ما يقلها كلمة من عجلتو ليلحقهم: لا ما نسيت بنتلاقى بنص الطريق عند دوار الفرسان...  وسكر الخط بوجهو مذكّر الست سمية باللي اتفقو معها وهو عم يدخل البيت... ست سمية هيني رايح فخلي عينك عليها... وبسرعة طلع من الباب المسكرو خبط وراه من عجلتو وكمّل لسيارتو بتعجب...  وين عقلو باقي... مش طبيعي بس يكون معها وجنبها بنسى العالم... فشد ع حالو محاول يصلهم قبل ما يتأخر عليهم إلا بإتصال جدو المولعة معو من رد كوثر وعمايل بناتو بآخر فترة فرد عليه بعجلة خوف ما يكون صاير شي: آه جــ~
الجد قاطعو بصوت مخيف: مرتك الليلة بترجعها ع البيت فاهم بعدين مين كوثر عشان تكابر وتعنّد... هادا الحكي مش عندي المش عاجبو يطق راسو بالحيط وعماتك والله لأقص خبرهم داعمينلي كوثر وأمك البقول عنها فهيمة شادة مشان لسلفتها لا انا ما فيه عندي هالكلام... وحضرتك ليش سكتت والله لو جيت وخبرتني لقصيت لسانهم... مرتك ما بعيبها شي يشكروا ربهم مالها لسان... والله وهي والله وبلع ريقو مكمّل بحروقة... إذا الليلة ما رجعتها يا عبد العزيز لاعتبرها تحدي وكسر كلمة لإلي وإنتا عارف أنا زعلي كايد...
عبد العزيز ابتسم ع انفعال جدو رادد بروقان: أبو ضرغام روق وروقنا وإنتا عارف مش حِمل أكسر كلمتك الله يخليك فوق راسنا وأصلًا رجّعتها كرمال اضغط عليهم بس إنتا سبقتني... 
الجد أبو ضرغام مسح ع وجهو وهو عم يقعد ع كرسي مكتبو رادد عليه: عماتك كبر شانهم وشايفات حالهم مش بس ع الناس إلا علينا لإنهم مش عندي والله بكسر رقبتهم كسر هما ورجالهم التاركينهم ع راحتهم... بنت المغضوب منا وفينا وحامل بابنا وما طبت فينا نيجي نقهرها ونظلمها من شان أبوها هادا ظلم والله ما بحب الظلم ولا أنا بحبو ولا بريدو حتى لبنتو شو عشان نفسنا نخسر رحمة ربنا... ممكن رحمتنا فيها تكفينا شر أهلها والعالم كلو والله يفتحها بوجهنا بس عماتك فش فهم وحتى أمك يلي مش سائلة بكنتها تقول عين وصابتهم... والله ما بفش غلي غير ابو إصبع لما تجرأت قدام عماتك رايحة لعند مرتك... بحب الحقانيين... المهم خلّص يلي عليك مع أبوها دامك نسيبو وبعدها بتجيبها لعندي كحل عيني فيها بصدر البيت قدام عماتك المعيد تربايتهم... ويلا سكر خليني أشوف شغلهم معاي... 
وسكر الخط تارك بكر بكرو يتعجب منو... جدو من متى هيك بحاكيه بكل هالانفعال... بس يلا جت منو بوقتها...  سبحان الله التساهيل كيف بتيجي من ربنا بشكل ببرد القلب... فتنهد منتبه ع تليفونو يلي رد يرج بين إيديه فرد فوراً بس لمح عاصي متصل عليه: بدي كم دقيقة وبصلكم... 
عاصي رد عليه بحرة: يا قواة عينك لك لا فطرت ولا قعدت معنا متل الخلق هو إنتا محسوب ع الرجال ولا مع النسوان بجمعة العيلة بس أفهم...
عبد العزيز حاسس حالو لابس درع ضد الصدمات من الكلام يلي سمعو من جدو فردلو بانبساط فالجو فيه: واضح مش طايق حالك شكلك شفتها... 
عاصي رد وهو عم يلف وجهو ع كنعان القاعد مستمتع جنبو: صحني ما شوفها... ويما بس شوفها شو بسرسك بدني تقول التار بيني وبينها مش مع جاسر دهب لهالست ديدي جت بثقة تقعد معنا وهي بتدخن... منيح ما فلجتها.. 
عبد العزيز انفجر ضحك مجاوبو: منيح يلي راحت لعندكم بدون عرض عضلات لإنو أبشرك هددتني بالنص الحرفي بس شافتني و~
عاصي قاطعو وهو عم يلمح كنعان معدل قعدتو بفضول: وسكتت... يا الله برودة دمك بس أفهم من وين جايبها... مسح ع وجهو بحرة... ولف فاتح الشباك سامع رد عبد العزيز عليه وهو عم يزمرلو: أنا وراكم...  حد قلك متمسح شي... المدام ديدي مش عاجبها إنو المدام ع ذمتي لهلأ... 
عاصي صفقّ بإيديه منفعل وهو عم يسوق: ع قولة عادل الإمام احيه احيه احيه... نسينا نسألها للأميرة إليزابيث ولا كونداليزا رايس... واضح هادي لسا عم تعاملنا بالاستقبال الأولي واللي هي تحية الإنذار... ولف ع كنعان المش فاتح تمو بكلمة مستفزو: هو إنتا كيف باقي معاشرها برا... تيس حماي مخلف... والله لو مخلف تيس ابركلو منك...
عبد العزيز انفجر ضحك ع عاصي المذكرو بجدو: ههههههههه كنعان خليه بالنار الجواتو... وتجاوزهم مقرب من باب القعدة المخططين يقابلو جاسر دهب فيها سامع رد كنعان: واللهلو  شو ما بتحكي مش رادك بكلمة... وإذا فيه عندك كمان هل من مزيد... 
عاصي خلص وصلت معاه فسكت مقرب من سيارة عبد العزيز صاففها جنبو بالزبط لدرجة مسكر عليه الطلوع وهو عم يقلو: جكر صفيتها جنبك كبة بلا عليك وع كنعان أبو كتف مخلوع... 
فضحكوا عليه مخلينو شوي يذوق ع دمو ويصف متل الخلق ويسكر الخط بوجه عبد العزيز النازل قبل كنعان المخبي شي عنهم... وتحرك (عاصي) لعند عبد العزيز مطالعو وهو عم يطبق باب سيارتو موصيه: بهادي القعدة كل البتيتة يلي عندك هتطلعها ما فيه هروب وأشباه معلومات... 
عبد العزيز تبسم بوجهو: ما عندي مانع بس بدك تتحمل... 
عاصي مشي من جنبو خابطو بكتفو: احلف بس تراني المنيح يلي متحملك... وضحك معو مش قادر يضلو شادد عليه وطلع درج القعدة معهم عابرين من الباب الكاشف عن إضاءة كلاسيكية ومدافئ ع الحطب ودق ع العود مطالعين صاحب المحل المقرب من عاصي وقاعد عم يأرجل وهو مترقب شو رح يصير معهم مع جاسر دهب دامهم ما رح يستخدموا العنف والاسلحة الممنوعين بقعدتو... وقعدوا ع طاولة جاسر المستديرة المحجوزة دائمًا باسمو كعرض عضلات... وفوراً لف عاصي المعطي ضهرو لصاحب المحل قاعد ناحية عبد العزيز وهو مفاتحو بزبدة الموضوع: يلا طلّع كل يلي عندك كيف باقي عارف عن قصة كنعان وليش كنت ساكت من الأساس وشاللي عرفك نداء إنها بالموضوع؟
عبد العزيز بلع ريقو مجاوبو بدون أي مقدمات: القصة وما فيها تتذكروا ابن صفي ابن المحاميد... هزوا راسهم مستنيين فيه يكمّل... اتصل علي متعجب عمي كنعان شو ممشيه مع بنت دهب يلي أخوه كان طالبها بعد مشاكل كتيرة مع أبوه عشان يوافق عليها لدرجة حتى وهي مسافرة رد طلبها بدون يأس... 
كنعان غار من يلي سمعو فمسح ع وجهو من تأكدو من فكرة أبوه مليون بالمية عارف عن قصتو مع بنت دهب فنطق بصعوبة: لازم نطلب شي نرطّب فيه حلقنا... 
عاصي جحرو بتعجب: طول عمرك مرطب حلقك هلأ بدي إياه ينشف ع ردي (سوء) حظك يا مخيوب الرجا... ولف مكمّل مع عبد العزيز المبتسم ع كلامو... طيب فهمنا كيف عرفت مع مين ورطان بس كيف عرفت إنو البغيضة ديدي بالموضوع... 
عبد العزيز بلع ريقو ناطق بكل شفافية: بعت حد يفحص بالموضوع وعرفت وراها رجال أهلها ورجال نداء العينهم وراها وين ما بتروح لدرجة إنها سهلت قعدتها وعدم تعرضها لأي خطر وأن تعرضت بسرعة تحلها...  
عاصي طالع فيه بذهول: وعادي تقبلت الأمر... أنا كيف متناسب منكم... وين باقي عقلي لما اخدت عمتك... 
كنعان ردلو الصاع صاعين: محل ما كان عقلي لما أخدت بنت دهب... 
عاصي رفع حاجبو باعتراض: وحد ربك لإنو انا ما وصلتش يلي وصلتو..  المهم نرجع لزبدة الموضوع نداء شو بدها... هي بدها تكسر عيلة دهب ببنتهم... ولا بدها تنزّل راسنا... ولا شو بالزبط هادي مجنونة وأي شي مش طبيعي عندها طبيعي... بس يعني لاحسبها كمنطق بعقلها هي ما رح تنزّل راسنا هيك بسهولة لدرجة تخلي أهلها ياخدوها منا بس هي من قبل بكل بساطة خلتهم ياخدو~
عبد العزيز قاطعو مفنّد كلامو: مين قلك هي خلتهم ياخدوها بسهولة أصلًا طخوا على رجال أهلها وهما عم يهربوها ولولا الرجال يلي باعتو واللي معو كان ما جت هون إلا بكفنها... 
كنعان بهت من وين هالكلام فنطق بصعوبة: متأكد! 
عبد العزيز اجى بدو يرد عليه إلا بصوت عاصي مستفز منو: متأكد لا والله عم بلعب معك... يعني بعد كل يلي عملتو عمتك مصر تكذّب... يا صبر أيوب بس... حبيبي في مثل بقول ما تلعب مع الكلب وتقول عضني... 
عبد العزيز تكتف مكمّل باللي عندو: الزبدة يعني هي بتكسر أهلها وتحقق منفعة معنا لمراد ما بنعرفوا بس المهم هلأ نحكي بآخر شي صار فكرك يا كنعان مرتك كيف وصلت لعمتك؟ 
عاصي هون كتم نفسو مستني رد كنعان الصادم: عن طريق مرت عاصي... 
عاصي بهت مطالعهم: وحدوا ربكم ليش شو رح تستفيد من تسليمها أنا لو ما بحب تصرفاتها المش تمام معاي ومع جنرال بس مش منطق صدّق هالكلام...
كنعان لف وجهو ع عاصي بتأكيد: نظرات عمتي لمرتك بتدلل ماسكة عليها شي... ودام رجالك رفضوا يساعدوا بالتحقيق لإنو وراه مرتك وعارفين بكلا الحالتين هينفصلوا...  
عاصي مسح تحت أنفو من هول الشي العم يتخيلو فبلع ريقو محاول يهون ع حالو وهو متحاشي نظرات عبد العزيز التحركت فورًا بس سمع صوت تليفونو عم يرن واثق جاسر دهب وصل فناظر فورًا صوب الباب ولمعوا عيونو بنظرات عداء لجاسر دهب اللامحو من قزاز المحل... فلفوا كلهم يشوفوا عبد العزيز بشو بالع وبس لمحوا الباب عم ينفتح كاشف عن جاسر دهب محراك الشر وإيدو الشمال سامي الفاسد الماشي وراه... انغمت وجوههم... فتبسم جاسر بوجههم متحرك لعندهم بمشيتو المتكبرة وبعيونو المركزة ع نسيبو المتجوز بنتو ونطق بس قرب منهم: شو هالمناسبة السعيدة كرمال تقعدوا ع طاولتي.... ووقف ورا عاصي العم يطالعو بنظرات مخيفة مكمّل كلامو بكل وقاحة: لتكونوا حابين تخسروا كمان حد منكم سلامة خيركم شكلكم تعودتوا متل البهايم ع الطس... بس بجد كسرتو خاطري ع موت ابنكم جابر البقية في حياتك (تقصد ما يقول في حياتكم كتحقير للبقية) والله تضايقت ع خبر موتو.. وضحك مخلي عاصي يسيطر ع إيديه والسلاح الحاطو ع خصرو من ورا... في حين كنعان كان ساكت لإنو بحب يرد من ورا لورا فما كان فيه غير عبد العزيز يلي تبسم بوجهو بشكل صادم لإلو معلق: والله الخير عامر دام راسنا مرفوع وحقنا هيرجع من بكرا ودامنا جماعة ما بنحب الغدر جينا نساوي بأصلنا ونعطيك ليلة ويوم تودع يلي بتحبهم وتترك وصية وراك... 
جاسر رمش باستخفاف بتهديدو مجاوبو بنبرة مش ماخد كلامو ع محمل الجد: والله هادي ما هي شهامة ونشامة لإنو يلي بدو يدعس ما بزمر بس ع الأمانة مبكرين لتردوا حقكم كان استنيتوا كمان سنة ولا ليجوا احفادكم... ولف ع سامي محاكيه: سامي فكرك الخيّال قد كلامو ولا بس مجرد كلام وعرم... ولف مواصل كلامو مع رجال الخيّال المسيطرين ع حالهم لإنو الموعد الرد مش هلأ: بعدين يا حبيبي ما كتير تفرح مع بنتي معك ليلة بس تشبع منها لإنو بعدها إذا هتشم ريحتها خير وبركة ورضى من ربك!
عبد العزيز رجع الكرسي لورا مواجهو: والله إذا هي بنتك هي مرتي وبالمشمش إذا بتشم ريحتها أو تشوفها ولا حتى تفكر تقرب منها... بعدين مر من أيام بؤسنا أيام... ومر من أيام سعدنا أيام والموعد القيامة والسجن هنالك جهنم والحاكم لا يحتاج لبينة فراجع حالك لإنو أجلك بمشيئة الله قرّب... 
جاسر هز راسو بشيطنة: بنشوف بكرا مين مفارق ومين مش مفارق ومواصل خلينا ندق الحديد وهو حامي يا ابن ضرغام! وخبر جدك الأبوابو من قزاز ما بضرب بيوت الناس بالحجار...  وما يسوي حالو فهيم وهو مبلم... 
كنعان هون انفعل مرجع كرسيه لورا مجاوبو: إن الكريم إذا تمكن من أذى 
جاءته أخلاقُ الكرامِ فأقلعا وترى اللئيم إذا تمكنَ من أذىً يطغى فلا يُبقي لصلحٍ موضعا... والمشكلة باللي مفكر حالو بفهم وهو بهيم وديوث... وسحب رصاصة من إحدى رصاصاتهم الغدروا فيها ابنهم جابر من جيبتو تاركها ع الطاولة مكمّل: موعدنا بكرا! 
ولف وجهو ع عاصي وعبد العزيز ليمشوا بعيد عن الطاولة التاركينها لجاسر دهب الدار حالو عليهم وهو عم يمسح وجهو بسخرية معلق: بنشوف يا رجال الخيّال... الموعد بكرا... 
رجال الخيّال ما عبروه بكلمة وضلهم مكمّلين طريقهم لعند الباب وهما مناهم ما يخلوه عايش بس الموعد مش هلأ إلا بكرا فيصبروا ليلة ويوم... وطلعوا من القعدة ع تعليق عاصي المضحك: سيب اللي يتكلم يتكلم عشان الرد على العبيط بيعمله صيت وبذكرني بمثل سمعتو مرة من حد طول ما البرص ما شفش الشبشب هيفضل فاكر نفسه تمساح.... 
عبد العزيز ضحك ع كلامو مطالع رجال دهب الواقفة برا وعم تطالع رجالهم الواقفين حواليهم معلق: يا خفة دمك... ولف وجهو ع كنعان العم يتصل ع أبوه كرمال يقلو المهمة تمت بس للأسف الجد ما رد عليهم... فطالعهم طالب من ابن اخوه المغدور: ابن ضرغام روح جيب مرتك واحنا خلينا نكمّل لعند أبوي... 
ابن ضرغام هزلو راسو بتأييد: تمام ويلا السلام عليكم... وبعد عنهم لعند جيبو وهو عم يسمع ردهم عليه: وعليكم السلام... وركب بسيارتو تارك عاصي يتحرك لعند سيارتو في حين كنعان بقي مكانو مستمر بالرن ع أبوه المش فاضيلو ليسمع رنة تليفونو ولا حتى ليرد عليه لأنو نازل بخواتو تبهدل من حرتو من بناتو الرباهم ع صغرهم احسن ترباية وع كبرهم تمردوا: والله يا وفاء إذا بشوفك مطولة لسانك هون ولا هناك بأيٍ موضوعٍ كان لأقص لسانك ولا أعبر بيتك ولا بيتي تعبريه وما بجي عندك إلا بالأعياد رحمة الله فيكي... ولف ع أمل منجلط منها... وإنتي الليلة بتروحي ع بيت جوزك وحامك وفهمنا بس ولادك يوم هون وكم يوم عند حماتك وبناتها وخير يا طير كل هالمال يلي معك مش عارفة تجيبي مربية إذا زوجك مشغول لا يعني تديري بيتك بسوء هادي أمانة مش هبل... بعد ما خلفتي اتنين انهبلتي... أمل هزت راسها بانصياع وهي عم تبكي مش عاجبها أبوها ببهدل فيها فجت بدها ترد لكن وفاء لكزتها تسكت فنطق الجد بإعتراض: جربي انطقي إلا انزل بساحلك الأرض... ولف ع نداء المش فاتحة تمها وعقلها بعيد عنهم منبهها: وإنتي يلي متجوزة وعايشتيلي حياة العزابية لا جوز ولا ابن ولا بيت وبس أكل وصنعة وقلة مرعى والتليفون بإيدك هادا هو عشمي فيكم... قلت اختكم سهر البتفهم اتريها طلعت مين بدو يفهمها ولف مدور عليها مصيح بس ما لمحها معهم بالقعدة: ســهـر يـا سـهـر!!! 
العمة سهر كانت واقفة ورا الباب خايفة تعبر هي وأمو أمينة خوف ما ينالهم من الحب جانب فدفعتها أمينة تدخل خوف ما ينجلط من العصبية فدفعت الباب معها مش بالقصد ناطقة وهي مناها تنزل بجوري وأريام الواقفات ع الدرج متسمعات ع بهدلة الجد لإلهم لإنو خرجهم: نعم يابا!!
الجد رد بانفعال: قول الله ينعم عليكي ويهديكي هيك تاركة خواتك يا فيهمة... والله من بكرا إذا بلمحكم ببيتي لأقص رجولكم ومرة كل أسبوعين وع احفادكم مرة كل أسبوع لحالهم بجوا رفعتوا ضغطي لا بتسدوا بعزا ولا بفرح... ولف مسترسل... وينها الست أمينة تاركة كنتها بدون ما تسأل فيها هادي هي العيلة عندكم لا حد بسأل بحد ولا حد بقلق بحد... وضرب إيديه بانفعال... البنت داخلة بيتنا ولقدام ابننا ع إيدها دام حقنا من أبوها رح يرجع ما فيه تسميع كلام ولا معايرة وع زواج ابننا بإيدو بختار يتزوج ولا لأ دام حقنا من أبوها هيرجع واللي بتعترض منكم من ورا لورا وبتساوي حركات مالها داعي إلا لأقص لسانها قص من لغلوغو... هادا الناقص عيلة الخيّال تصير حريمها تمسكها... هالله هالله... يلا من قدامي ع بيوتكم... واللي مش قد بيتها إلا قوّي عين زوجها لياخد عليها وحدة تسر البال والخاطر عشان تتعلموا تكونوا بنات سنعات... 
ومسح ع وجهو بالع ريقو قدام بناتو يلي ولا وحدة فيهم استرجت ترد بكلمة وبسرعة لفوا وهما عم يجحروا بعض... متهمين بعضهم بغزات كلو منك... فجت أمو أمينة بدها تفسخ ع بيتها لكن الجد لمحها منادي عليها: أمينة تعالي باحترامك وسكري الباب وراكي...
جوري هون كان نفسها تنزل ركض لتسمع كلام جدها مع أمها بس ما قدرت لإنو عماتها صاروا بهمس يقاتلوا بعض فبسرعة طلعت هي وأريام ع غرفة جدهم هاربين من مقاتلتهم وفش غلهم فيهم ومسكرات الباب وراهم بالمفتاح فتنفست جوري براحة مكمّلة لعند سرير جدها وهي عم تخبرها: لك ريوم والله جدي عملها ما توقعت... 
أريام مش قادرة تمسك ضحكتها يلي انفجرت ع راحتها بس ضمنت ما فيه حد سامعها: ههههههه ونطقت غصب عنها من خوفها لترد تضحك... كلو كوم وخبطة أمي بالباب كوم تاني... بس جد معاه حق جدي والله أنا زعلت ع جودي كتير وخفت قرب منها عشان عماتي وتجاهلتها مجبرة وحسيت بدل ما كون دكتورة نفسيانية من هلأ صرت وحدة نفسية... بس حلفت إلا أعدل عملتي معها واعمللها مونتاج باللي صورتو ع اغنية منفردة (بس صوت بدون موسيقى) لاليسا خد بالك عليا عشان حسسها إني معها... 
جوري قلبها أكلها ع جودي لإنو هي كانت معها كتير جلفة فجت رح تدمع متأثرة بكلامها راددتلها: بتعرفي بحب كابر ع مشاعري يا الله منك... انشالله بس تيجي إلا حبها ع راسها ولا خشمها ع قولة الخليجين وعوضها عن لأمنتي (قسوتي) معها... وبسرعة سحبت تليفونها رانة على الست سمية كرمال تحاكي جودي وتعتذر منها بس للأسف كل محاولاتها باءت بالفشل من ورا الست سمية الما عبرت اتصالها وكتمت صوت تليفونها لإنها كانت عم تحاول تحاكي جودي القاعدة عم تطالع بفراغ ع أمل تهون عليها: بنتي جودي مش جاي ع بالك تاكلي شي ولا تحضري شي؟! 
جودي تتهدت بتقل من كتر ما شافت أشياء وسمعت أشياء منو للي فتّح عليها ماضيها الكانت منتبهة عليه بشكل بسيط لكنو بكلامو الحاد معها والقاسي عليها فتّح عيونها متل المكبر ع كلشي بخصها وبخص أهلها وبخصو هو وأهلو... ونطقت وهي عيونها حمر من كتر ما بكت اليوم: ست سمية ليش ما فيني عيش ببساطة طول ماني ضارة حد... وصارت تلعب بأصابعها محاولة تشد حالها خافية الوجع والعبرة الحاسة فيهم مكمّلة من بين دموعها العم تنزل بسخونة (بحرارة) ع خدودها الشاحبة: أنا حبيتو بس حاسة بخوف قرب وأخسر واتوجع... كلشي بتحملو إلا الوجع وكون حد مش مهم عند يلي بحبهم... وقربت من رجليها منزلة راسها عليهم طالبة حنانها....
فتنهدت الست سمية وهي عم تقرب من شعرها ماسحة عليه ورادة عليها بصوت متعاطف معها لإنها هي مالها ذنب بعمايل أبوها: بتعرفي يا بنتي الألمان عندهم مقولة In der Liebe und im Krieg ist alles erlaubt في الحب وفي الحرب كلشي بجوز وهما من وجعهم على ابنهم عم يقسوا عليكي.. بس متل ما بقولوا هنالك صباح لكل ليلة مؤلمة فما تقلقي... بعدين يا بنتي علمي حالك تطمئني رغم تحديات الحياة يلي ما بحياتك تعتبريها عراقل (عراقيل) ومشاكل ومحبطات... الحياة عمر هتعيشي فيه شو مكتوبلك فلا تكدري خاطرك طالما في رب عالمين سميع بصير وفيه نهاية مرضية لإلك عندو... ومعليه نبكي ونزعل لإنو هادا بدل ع طيب قلبنا بس مش ع ضعفنا.. فأبكي قد ما بدك لكن بعدها قومي وقولي يا جبل ما بهزك ريح وشغلي عقلك بما يتماشى مع رضى ربك... وما يهمك بعدها غير يلي بدك تكوني معهم ويكونوا معك وهما بقلبهم حاملينلك كل الود بغض النظر عن لسانهم وقسوتهم... دوري ع دواخل الناس قبل خوارجهم يا بنتي وما تلحق الكماليات بالعلاقات لإنها شي مستحيل... ماشي!
جودي تبسمت وهي عم تمسح دموعها رافعة نفسها عن حضنها مطالعتها بشكر من كلامها الكانت منصتلو بدقة من صوتها الحنون  معها والداعم لإلها... مخبرتها: ست سمية كلامك ريحني كتير لإني حسيت حالي حد طيب وكتير قوي ومش خسران ربو... وقربت منها ضاممتها بحماس دافعة الست سمية تضحك عليها وهي عم تنبهها: لك بطنك ع مهلك راحت فيها بنتنا الصغيرة...
جودي بعدت عنها ماسحة عليها وهي عم تقلها: ست سمية صرت حس فيها بس مش ع الأكيد..
الست سمية ما قدرت تمسك حالها ع طريقة كلامها فانفجرت ضحك: هههههه وقربت منها ضاربتها ع كتفها بمزح معلقتلها: كيف مش ع الأكيد أكيد تحركت دامك بشهرك الخامس ولا داخلة ع السادس... المهم تعالي اسويلك شي تشربيه كتوديعة دام احتمال ترجعي ع بيت زوجك بأي وقت... 
جودي عبست بزعل من تقل الفكرة عليها: ليش هيك... بس أنا بدي تكوني  معاي بعدين كيف رح أدرس؟ 
الست سمية طالعتها بإعجاب من تشعب تفكيرها بشكل منطقي معلمتها: خلي سمة البدن لبعدين يلا قومي نشربلنا شي ونضحكلنا شوي... 
جودي هزت راسها  بقبول وتحركت قبلها وهي عم تمسك بإيدها حاسة بالدعم يلي ما بعمرها حستو رادة: ست سمية كتير بحبك أنا كتير كتير... 
الست سمية ابتسمت بوجهها مطالعتها وهي عم تشوفها بعيون الطفل يلي كبر ع إيدها معلمتو كل المواد لإنو ما كان يرضى يدرس غير معها... وكلشي بالحياة كان يرغبو كان يحصل عليه باستثناء بنت دهب يلي راحت من إيدو وشاءت الأقدار عاصي يلي ربتو قبل مهد يطلب فزعتها وتقابل البنت الوحيدة الحبها ابنها الروحي  مهد الأشقر فنزلت معها الدرج وهي عم تنهرها: بنت وين بتركضي ع مهلك... ع مهلك ع بنتك وعلي شايفتيني صبية ولا مراهقة اركض هيك...  يا خزيتنا جوزك يشوفنا هيك...
جودي ردت بكل ثقة: ما رح يجي لإنو ما رح يرجع الليلة... 
إلا بشهقة الست سمية بس تذكرت تليفونها فبسرعة نطقت ناشلة إيدها منها: ييي نسيت تليفوني بغرفتك استني روح جيبو واستنيني بغرفة المطبخ... ولفت حالها مش منتظرة تسمع ردها رادة للغرفة ساحبة تليفونها من على السرير وبهتت بس لمحت رسالتين واصلينها من عبد العزيز...
(ست سمية خلي جودي تجهز حالها لإنو بدي رجعها ع بيت أهلي فصعب تضلك لحالك بالبيت لهيك حضري حالك نروّحك معنا ع بيتك)
(وإذا حابة حد غيرنا يروحك تكرمي المهم تباتي ببيتك آمنة بالحفظ والصون) 
تبسمت عليه رادة فورًا "أنا بقول يا ابني روّحوا إنتو قبلي لإنو بدي لم كل أغراضي الكتيرة وبعدها بخلي حد من أهلي يروحوني وبسلم المفتاح للحراس بعد ما خلص" وارسلتها نازلة فورًا بعجلة بدها تلحق تشبع من بنت قلبو قبل ما تفارقها... وهي منقهرة من ابن ضرغام لإنو حطها خبط لزق بهيك خبر... فنادت ع جودي  بالوقت يلي قرأ ابن ضرغام رسالتها... وهو مسفح بالسواقة لإنو بدو يضمن الليلة مرتو تكون بعقر بيتو عشان يحميها من شر أبوها وأخت جدو قبل ما كلشي يطلع من تحت إيدو... فرد عليها من بين سواقتو "تكرمي" وطلع من رسالتها متصل ع عاصي يلي رفض يكلمو هلأ دام كنعان لساتو معاه فكتم صوت التليفون مكمّل بسواقتو لبيت حماه كرمال يجيب مرتو وابنو وينزّل كنعان السارح بكلام جاسر دهب عن أبوه وهو عم يحاكي ابن زوج بنتو اخوه ضرغام (وخبر جدك الأبوابو من قزاز ما بضرب بيوت الناس بالحجار...  وما يسوي حالو فهيم وهو مبلم) شو قصدو بالأبوابو من قزاز... ليش أبوي بشو غلطان عشان يقول عنو هيك... فمسح ع وجهو منتبه ع عيون عاصي المركزة عليه... فنطق محلحل الوضع بينهم: شو؟
عاصي رد عليه بحدة: شو شو والله اعصابي اليوم لازم اتكرم ع قد ما مسكتها... أنا عقلي فتلني من كتر ما بفكر عمتك شو ماسكة ع مرتي... مرتي بشو غلطانة واضطرت تساوي شو بدها وليش رجالي سكتوا هل هما عارفين شو عاملة وسكتوا وخافوا يعترفوا إنها هي ورا يلي صار خوف ما يتضرروا لإنهم سكتوا عن غلط مرتو ومضحيين بمحل عرق جبينهم... وضرب إيدو بالدركسيون... لك كنعان خايف اقتلها الليلة قبل جاسر ال****... رح انجلط إذا جايبة سيرتنا بالعاطل... 
كنعان رد عليه ببرود رغم النار الحاسس فيها: ما ترحمها إذا غلطانة وبصراحة الغلط غلطك لإنك تاركها ع حريتها وساكتلها عن تقصيرها معك ومع ابنك... 
عاصي علق بانفعال: ليش هو انا تعب برا بيتي وجوا بيتي والله الله ما قالها انا سكتت عشان لساني طويل وبخاف اغلط وتاخدها لوية دراع قدام أبوك الما بحب بناتو ينهانوا عند رجالهم... وأنا رجال ما بحب حد يتدخل بمشاكلي وما بحب أحرج عمي من حبي واحترامي الكبير لإلو اجي أكسرو ببنتو والله بخاف عليه من الهوى الطاير اجي قلو من أول زواجنا ما بدي بنتك والناس تشمت فيه بنتك معيوبة.... ولا قلو هلأ واحنا ماكلينها... لك هادا الجالطني انا بفكر باسم العيلة واحترامها وأختك عبس... لك حاولت كم مرة معها بسرعة تقول طلق... بتعرف أنا ليش ساكت بس عشان ابني جنرال... ما بدي إياه يربى برا بيتي فبقول بصبر كمان ممكن الله يحنن قلبها علي بس بتعرف مش قادر بعد يلي سمعتو منكم... وماني راحمها بدي طلّع عيونها إذا ما عرفت بشو غلطانة... 
كنعان نطق مهديه: ابو جنرال أجلها شوي خلينا نخلص مع دهب بعدين اتفاهم معها بطريقتك...
عاصي مسح ع وجهو المغموم مجاوبو: هادا يلي دابحني فوق دبحتي بدي اسكت كمان وأدوس ع رجولتي يلي يبارك فيها اختك دعست عليها ومش بعيدة هانت أبو أبوها كمان معها... بس متل ما بقولوا رب ضارة نافعة تخليني مشيها ع خط المستقيم وأمسكها من إيدها يلي بتوجعها وامنعها من صاحباتها الهاملات وجمعاتها المالها داعي هي هلأ غصب عنها ما كانت تقدر تروحهم بس لقدام انا رح امنعها... 
كنعان هز راسو بتأييد: حقك وما حد بحقلو يفتح تمو بكلمة لإنك ساترها وساترنا معها... بس المهم هلأ قربنا نصل فبلاش تحسسهم إنو فيه شي... 
عاصي بلع ريقو مستغفر ربو علنًا: استغفر الله العظيم وأتوب إليه ع هيك يوم... ودعم (كمل/ واصل) بسيارتو عابر من بوابة حي الخيّال مكمّل لبيت الجد... وهو متعجب ما فيه ولا أي سيارة غير للجد وجبر وكنعان... فنطق بتعجب: معقول رجالنا روحوا...
كنعان جاوبو وهو مبسوط: اه أبوي خبرني وإنتا مشغول بالحكي بالطريق مع طلال إنو وفاء وأمل وسهر روحوا بعد ما أكلوا بهدلة... 
عاصي رد بغل: طيب ومرتي ليش ما اتبهدلت معهم يفشلي غلي ع الحارك...
كنعان انفجر ضحك رغم الهم اللي هو فيه: ههههههههههههه ما تخاف أكيد تبهدلت... 
عاصي وقف السيارة بتفحيط: لك إذا هيك بدي انزل بوس راسو ورجلو... وما لحق يخلص كلامو إلا هو فاكك حزامو نازل من سيارتو بدو يطبق كلامو وما لحق يفتح باب بيت عمو شامخ إلا لمح مرتو لابسة وحاملة ابنو النايم ع إيديها وجاية لعندو فنطق بصدمة: وين رايحة؟
نداء ردت بنبرة محبطة: معك ع البيت...
عاصي تبسم ابتسامة عجزت تفهمها فطالع حواليه متعجب من طفي ضواو غالب الغرف... سائلها: وين حماي؟
نداء ردت وهي عم تتجاوزو لعند الباب مقابلة كنعان العم يفتح الباب ع الكامل بوجهها: طلع يناملو شوي قبل ما يقوم يصلي قيام الليل.. 
عاصي رد بتبريدة صدر كتصبيرة للي جاي: نومة الهنا إلهي... ع الأمانة حقو يعطيه العافية... ولف وراها مطالع كنعان وهو عم يقلو بتشفير: بوس راسو عني وقلو ما قصرت يا وردتنا... ويلا تصبح ع خير...
كنعان خبطو ع كتفو بقوة: تكرم والمهم آخر الضربة لبعدين... 
نداء هون حست في شي مش مزبوط محسسها بالخوف... فلفت مطالعتهم وارتعبت بس شافتهم عم يطالعوها فتحاشت عيونهم متحركة بجنرال للسيارة كرمال تقعدو بالكوتة (مقعدو) تبعتو ورا مقعدها وجت رح تسكر عليه بالمقعد... بس ما قدرت من رج إيديها من الخوف الحاسة فيه واللي تفاقم بس حست عاصي واقف وراها ومبعدها ليسكر الحزام عليه ولف بعيد عنها لمقعدو وهو عم يقلها: اركبي!
فتحركت بسرعة مسكرة الباب ع جنرال ولفت فاتحة بابها وراكبة جنبو وهي مش مسترجية تفتح تمها بحرف عكس تمردها عليه متل دايماً... وشو قلبها دق بس شافتو حرك السيارة لبيتها وصارت تدعي ربنا يتلطف فيها من رعبتها لتصل البيت خوف ما يصير شي مش حاببتو... لكن الحمدلله وصلت وما صار شي من يلي خافت منو... فبسرعة حملت ابنها لغرفتهم رغم إنو من هو وصغير بنام مفصول عنهم... لكنها الليلة من كترة الخوف جبرت حالها تنيمو عندها كرمال تدرء شر عاصي عنها لإنها عارفة نقطة ضعفو ابنو... وبسرعة غطتو متحركة لعند غرفة الغيار مختارتلها أي بجامة تلبسها وبدون ما تغسل وجهها ولا تفرشي اسنانها بسرعة رمت حالها جنب ابنهم كرمال تنام أو تصطنع النوم.... وهي ماسكة دمعتها لتنزل خوف ما عاصي يسألها ويحس مالها شي... 
والحقيقة هو كان رح يسألها من قبل ما يعرف يلي عرفو... لكن بعد ما عرف صار نافر من قربها والحكي معها لإنها غشتو وغدرتو من ورا ضهرو... فتجاهل غرفتهم متمدد بغرفة الصالون مفكر كيف بدو يوقعها بشر أعمالها ليلوي دراعها ويلحق الموضوع قبل ما يكبر... وتصير عمتها تلعب فيها متل اللعبة زي ما ساوت بأخوها كنعان الدخل غرفتو مستهجن هدوء بيتهم الكان مشتهية من أيام سارح بحال أبوه وببنت دهب يلي كانت رح تموت ع إيدين عمتو نداء الكان مآمنها ضمنيًا عليها وهي عندها... لكن دام هي من قبل جت عليها فمو بعيدة تيجي عليها هلأ وتحرمو إياها هي واللي ببطنها... فالليلة لازم يحرك حجر ع رقعة الشطرنج كرمال يجيب إميرال لبين إيديه بطرقو... فسحب تليفونو باعت رسالة لعبد العزيز: عجل بجيبة مرتك لعنا قبل 12 بالليل تمام...
وبسرعة سحب تليفونو متصل لينفذ يلي ببالو وهو مش عارف عبد العزيز ما شاف رسالتو لإنو عم يطبق باب السيارة متعجب حضرة بنت قلبو ليش ما طلعت رغم إنو كان عم يزمرلها لتطلع... ومتنرفز من الست سمية عنها لإنو وينها عن بنت قلبو كرمال تقلها تطلع بسرعة زوجها وصل... وعن تليفونها يلي عم يرن عليه... فبسرعة طلع الدرجات فاتح الباب التاركتو الست سمية مفتوح وبهت بس لمح جودي كيف ضامة الست سمية وهي عم تبكي من كل قلبها فنطق وهو عم يحك راسو: احم احم شكلي غلط هون...
جودي بس سمعت صوتو بسرعة بعدت عنها ماسحة دموعها وكاحة من حروقة روحها من وداعها العميق للست سمية يلي دمعت غصب عنها من تجيّش مشاعر جودي قدامها... ونطقت غصب: لا جيت بالوقت المناسب...
فتنهد مطالع مرتو معجلها: إذن يبقى لازم نروح وتبسم بوجه الست سمية باحترام وتقدير كبير لكلشي عملتلهم إياه مسترسل بالكلام... دخولك ع حياتنا يا ست سمية ضافلنا ذكريات ولحظات كتير قيمة... الله يحفظك ورح نبقى ع تواصل كرمال تطوريها كمان وكمان...
جودي رفعت راسها متأملة فيه كيف عم يكلم الست سمية بشكل ما بحياتها تخيلتو... فتحركت لعندو ناوية تبدي معاه صفحة جديدة لكن قبل ما تبدا لازم تاخد منو جواب يشفي غليلها... وهو قلبو دق بس حس فيها وهو عم يسمع رد الست سمية عليه: أكيد رح نبقى ما بهونلي اترك جوجتي... ويا ويلك مني إذا بتزعلها...
جودي ابتسمت بفخر بسندها بالست سمية وقربت منو متمسكة بإيدو وهي عم تقلو بجرأة: سمعت!
عبد العزيز هز راسو راددلها: مش بس سمعت إلا بصمت... ويلا ست سمية تصبحي ع خير...
الست سمية ردت عليه وهي عم تشوفهم عم يعطوها ضهرهم: وإنتو من أهل الخير دربكم خضرة إن شاء الله...
وتحركت وراهم لتسكر الباب لامحة جودي مقربة من عبد العزيز عم تحكيه بشي فطبقت الباب وراهم مبسوطة ع الانجاز الساوتو مع جودي وبسرعة تحركت تلملم أغراضها في حين تاركة أغراض جودي للخدامات بس يجوا ينظفوا البيت الصار مخيف بدونهم للي كانوا عم يتكلموا بالسيارة من رفض بنت قلبو لتروح معو بدون ما تاخد جواب منو ينهي مخاوفها فيه وهي عم تقلو خبط لزق بكل شجاعة من حقنة التشجيع الأخدتها من الست سمية: إنتا مرتبط في وحدة تانية؟ 
في وحدة تانية شو هالكلام... من وين هادي بتفكر فجأة ضيق عيونو متذكر رسالة جيهان لإلو يلي وصلتو وهو عم يكلم عمة أبوها نداء وما تذكر يقرأها إلا لما بعت الرسايل للست سمية (شو هالجوزة المحترمة اللي عندك مشالله الأخلاق بتنقط منها تنقيط)... وربط إنو في شي صاير بينهم فنطق بسرعة: شكلها جيهان قالتلك شي؟!
هي بس سمعت اسمها ما قدرت تتحمل فلفت وجهها عنو تاركتو يبتسم عليها وهو عم يقرب من وجهها أكتر هامسلها:  هبلتي أرمي كلشي سمعتيه منها وما تهتمي.... 
جودي نطقت وهي مش قادرة تطالعو من غيرتها منها عليه: يعني هي وإنتا ما بتحبوا بعض! وكحت كحة خفيفة مخليتو ينفجر من الضحك عليها: هههههههه... وقرب منها قارصها ومبرد قلبها باللي مخبرها إياه: لا ما في تريحتي!
هي مش بس تريحت إلا قلبها رفرف من السعادة فتنفست ماخدة نفس طويل سامعتو وهو عم يحرك السيارة مكمّل كلامو: المهم ندخل بزبدة الموضوع يا حلوتي... تبسمت مستمتعة بمدحو لإلها... ببيت أهلي هتكوني مكرمة بس أهم شي ما تردي وما حد بتوقع هيسمعك كلمة من الليلة وتليفونك رح يرجعلك و~~
جودي ارتعبت مقاطعتو وهو عم يطلع من باب الڤيلة البقي مفتوح من لما دخل منو: عبد العزيز عم تخوفني باللي عم تقولو... 
عبد العزيز مسح ع وجهو بانفعال من خوفها: جودي من كل عقلك عم بتخافي من الشي يلي من حقك تعيشيه... ما تحسسسيني إنك بهالڤيلة كنتي عايشة... بصراحة هادي مش عيشة إنك تبقي هون ومفصولة عن العالم ... وسكت بس لمحها هازة راسها برفض باكية فتبسم عليها محاول ما يرد ينفعل معها دامها متل السمنة معو: هلأ بتبكي بس بعد ما تردي رح تقولي ريتني ما بكيت.... بعدين ما بدك تجهزي لبنتك... وحرك إيدو لبطنها ماسح عليه وهو حاسس بحركة خفيفة شاكك باللي عم يحس.... فلف عليها لامحها عم تمسح دموعها: شكلها عم تتحركـ ولف وجهو عنها مدوور ع فجأة من قوة الضو الجاي بعيونو~~~
رواية سجين الانتقام - غرام

الفصل الثاني والعشرون والفاصلة للجزء الأول

وحرك إيدو لبطنها ماسح عليه وهو حاسس بحركة خفيفة شاكك باللي عم يحسو... فلف عليها لامحها عم تمسح دموعها: شكلها عم تتحركـ ولف وجهو عنها مدوور ع فجأة من قوة الضو الجاي بعيونو تزامنًا مع صوت تزمير سيارة الحماية الكانت قدامو... فبسرعة حرك إيدو ع الدركسيون محرك سيارتو للمسلك التاني للجاي وهو مش عارف شاللي صار معو من قوة الضو التجاوزو سامع صوت اصطدام سيارات ببعضهم... وفوراً وقف السيارة وهو عم يلف راسو واثق صار شي كايد بسيارة الحماية الكانت وراه وبهت بس شاف حال سيارة رجالهم المتضررة من خبطتها بالشاحنة الما بعرف كيف طلعتلو من خط التقاطع اليمين ع فجأة هي وضوها العميه (العماه) من دخلتها ع خطو وبسرعة فك حزامو وهو عم يقلها للي ماتت من الرعبة من صوت خبط الشاحنة بسيارة حمايتهم: ما تنزلي من السيارة فاهمة!!! 
وبسرعة نزل من السيارة طابق الباب وراه قبل ما يسمع أي رد منها... وركض مع رجال سيارة الحماية الكانت قدامو عن بعد كم متر يشوفوا شو صار مع رجالهم... وهما عم يطلبوا اللطف من ربهم: الله يسترهم! 
:يا لطف الله فيهم! 
وجفلوا مكانهم بس شافوا وضع السيارة كيف متدمر من قوة خبطتها بالشاحنة الوقعت ع الشجر المرتفعين عن مستوى مسلك السيارات من عدم سيطرة الشوفير عليها... فمسحوا ع وجههم منذهلين من بوز السيارة الرايح وتضرر تابلو السيارة الضاغط ع رجلين رجالهم العم تئن من الوجع... فبسرعة عبد العزيز نطق وهو عم يمسح ع وجهو من هوْل المنظر: بسرعة اتصلوا ع الإسعاف و~~ صمت مفقّد جيبو بدو يتصل ع عاصي لكن تليفونو مش معو فبسرعة رجع لسيارتو مدور وين تارك تليفونو وهو عم يسمع سؤالها: عبد العزيز شو صار؟ حاسة حالي خايفة!
عبد العزيز سحب تليفونو بعجلة وهو عم يلهث من عجلتو رادد عليها: ما تخافي واجى بدو يلف حالو وهو عم يسمع صوت ماتور جاي مسرع من المسلك المجانبو إلا بصوت صريخها المفاجئ لإلو شالو عن الحركة: عــبـد الـعـزيـز!!! 
عبد العزيز اجى بدو يلف عليها إلا بصوت رصاص موجه ناحيتهم... وهو هون اختبص مطالع حواليه من وين مصدر الصوت وبسرعة طلع راكب بسيارتو بس لمح رجال راكب ورا صاحب الماتور عم يطلق النار عليهم وع سيارتهم المصفحة.... وبأسرع ما عندو حرك السيارة عكس السير وهو فاتح الباب كرمال يصدموا فيه وما يحققوا مبتغاهم بالنيل منهم... وهو عم يؤمرها بصريخ خوف ما تشوف شو رح يصير: نزلي راسك بسرعة! 
وسحب المسدس يلي طول ما هو برا البيت معاه ع خصرو... مجهز حالو لأي شي... إلا بصوت إطلاق رصاص من وراهم باللحظة اللف فيها سيارتو ومطير الرجال الراكبين ع الماتور ودافعهم بعيد عن سيارتو وقبل ما يدير راسو إلا بشي حار صادم فيه ومخترق جسمو بين منطقة الكتف والرقبة... ففتّح عيونو ع آخرهم مش مستوعب شاللي صار معاه شالل إيدو اليسار هيك ومفقدو السيطرة ع الدركسيون لدرجة ما بعرف كيف الله ألهمو يوقف السيارة... وهو عم يسمع صوت بكاها من صوت إطلاق النار المصوب ناحيتهم وناحية رجال الحماية فنطق مهوّن عليها بنبرة تقيلة: ما تبكي يا عمري ما رح يصيرلك شي طول أنا عايش...  وضغط ع حالو رافض يمسك بإيدها المصرة تمسك بإيدو.... محاول يحرك حالو ليسكر الباب عليه ويسوق لو كم متر ليأمن عليها بعيد عن هالطلق الناري وهو عم يسمع رجاها من بين دموعها: عبـد الـ ـعزيز ما تتـرك إيـ ـدي الـله يـ ـخلـيك!! فتنهد شادد ع حالو محاول يسكر الباب بإيدو المتصاوبة لكن ما قدر يمسك الباب ولا قدر ليرد عليها من الدوخة الفتلت براسو ومن ارتخاء جسمو من قلة الأكل وشرب مي الما حس عليهم غير هلأ ... وما وعي ع حالو وهو عم يحاول يسحب الباب غير واقع بقوة  ع زفتة الطريق وهو عم يكتم وجعو من حم الخبطة ع كتفو المعترض لطلق ناري... فأجى ع وجعو محاول يقوم ليساوي واجبو معها بحمايتو لإلها لكنو ما حس إلا بشي خابطو ع راسو مخليه يفقد نص وعيو حركيًا وبصريًا أما سمعيًا كان واعي وبقوة لصريخها وهي عم تحاول تقرب منو: عـبـد الـعـزيـز!!!! 
لــأ!!!
لـــأ!!!!
عــبـد العـزيـز... 
لــا عـبـدالـعـزيز!!
وتصرخ أكتر بشكل صالب روحو... بدون كلل أو ملل رافضة جرها بعيد عنو من خوفها عليه بدل ما تخاف ع نفسها وهما عم يسحبوها بوحشية ناحية السيارة المش هاممها لمين هي ولوين رح تروح فيها لإنها بدها تطمن ع ابن الخيّال القررت تسامحو ع كلشي كرمال بنتها الجاية ع الطريق وكرمالها هي لإنها اكتفت من الضعف والهوان والمذلة لكن بجرهها بعيد عنو حرموها فرصتها.... فصرخت بعجز من بين شهيقها: عــب ـــدالـ ـعَـ ـزيـز حـٰ ـبــيـ ــبـي مـ ـا تـ ـتـ ـخـ ـل ـ ى عــ نـ ـا... 
عــب ـــدالـ ـعَـ ـزيـز ~~~
وغاب صوتها المش مصدق إنو سامعو من اختفاءو مع تسكير الباب عليها ليتحركوا فيها بعيد عنو غصب عنو للي عم ينزف دم وهو مش حاسس فيه ولا بالمطر العم ينزل عليه ولا باللي رح يجيه من صوت عمو جابر وهو عم يكلمو باليوم الانقتل فيه أبوه وكأنو هالكلام ما سمعوا من 18 سنة إلا عم يسمعوا هلأ بلا وعيو: دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ 
وعام بعالم بعيد بعد السما عن الأرض مع بعدها عنو أمتار تاركينلو روحو تزهق رغم عدم فناها... لإنو الموت مش إنك بس تندفن تحت التراب... مرات الموت إنك تفقد شي غصب عنك رغم إنو محلل إلك ومش محرم عليك... 
الموت إنك تنكسر وإنتا بقمة قوتك وثقتك بنفسك وتيجي نفسك الواثق منها كل الثقة تكسرك... 
الموت إنك تحسن الظن بشر عدوك مع احبابك وتلاقيه طعنك بأبشع مما ظانن... 
الموت إنك تسمح لهالأوجاع تقع من سوء توقعك... لحظتها هتدرك إنك دبحت روحك ورجولتك الفيك... وما عاد في شي بحييها لو شو ما عملت لطالما ما عوضت يلي فقدتو وزيادة... فمعقول وصية العمة نداء لإلو يا بائع الصبر لا تشفق على الشاري فدرهم الصبري يسوى ألف دينار... صادقة لإنو الصبر هيكون عدوو بدل ما يكون رفيقو... ولا لتكون وصية أبوها لإلو أصدق منها دامو صدق بوصيتو كرمال يشبع منها لآخر مرة.... لإنوهو لا شم ريحتها ولا شبع منها ولا حتى حتى اكتفى من قربها الما ثمنّو وهو عندو بلا قصد من انشغالو مع عيلتو وحلالهم.... فما دامو ما ثمنو وهو قربو...  شو رح يعمل بس يدرك إنها هي هتفارقو ممكن مش ليوم ولا لأسبوع إلا لشهور وشهور... 
هو شو بدو يعمل لما يصحى ع وجع أشد من وجع جسمو من فقدو إياها ورغبتو ليتطمن عليها... لدرجة لما صحي من بعد انتهاء مفعول بنج عمليتو  سأل جدو -القاعد جنبو عم يقرأ قرآن- عنها وهو متجاوز وجعو: وين مرتي؟ 
الجد بلع ريقو مش عارف شو يقلو من الغل الحاسس فيه غير إنها: بأمان!
عبد العزيز ما صدّق جدو فبسرعة دفع حالو بدو يقوم لكنو لقى حالو مقيد... فصار بدو يكسر القيود العليه زايد جرحو وكسر دراعو وكتفو سوء... وهو عم يصيّح: جدي ما تكسرني! 
جدي ما تكسرني!
الجد ما قدر يمسك دموعو بس شاف حالتو المخيفة والمكسورة هيك... فبسرعة لف عنو رانن الجرس كرمال يجيوا يعطوه أي شي ليهدوه بالنوم.... من خوفو ليقلب الدنيا فوق راسهم... فخليه يكنلو شوي هون وهما يساووا العليهم يساووه بترجيع مرتو غصب عن عيلة دهب البدعوا فيهم بإطلاق النار عليهم صابين مؤيد بدراعو وجاسر دهب بجنبو وكتفو وماخدين بناتهم ع التحقيقات كرمال يضغطوا ع جاسر الهارب يدلوا بمكانها العاجزين يلاقوه رغم إنهم مراقبين خطوطهم ع أمل يلاقوا لو حبل خيط بسيط غير بقع الدم وأرقام لوحات الماتورات والسيارات المزيفة الكانت موجودة بساحة الجريمة واللي لقطتهم كاميرات المراقبة بشكل عشوائي محير فيه الشرطة... لإنو بقية الكاميرات المخصصة لرصد الشوارع الهربّوا منها بنت دهب مش حافظة لإلهم إي اثبات بوصّلهم لمرت ابنهم الما نفع معاه المخدر من الغل العم ياكل فيه جايبلو الأعصاب والشقيقة ومؤخر خروجو من المستشفى من تعقد حالتو مع فقدان السيطرة الهو فيها  وتحويلو لوحش كاسر من تجبر أهلو فيه وتقييد حركتو خوف ما يساوي شي بحالو ولا بغيرو من كتر ما عم ياكل بحالو من قدرة عيلة دهب لتلويلهم دراعهم للمرة التالتة من بعد قتل أبوه وغدرهم بعمو جابر... فهيطق إذا ما قام وردها لعندو...وهينجلط إذا ترك اعداؤو ينتصروا عليه قبل بداية المعركة الأولى بينهم بساحة الحرب... وهيجلد حالو إذا ما سكّت لسان الظانين فيها ظن السوء باتهامها بالتخطيط مع أهلها... لهيك هيجي ع نفسو ويقوم يدور عليها ويقص كل لسان قال عنها متفقة مع أهلها لإنها شافت الويل عند أبوها وما هربت منو فمعقول تهرب منو هو... مجنون يحكي وعاقل يصدق ودامو هو عاقل وفاهم قاعدة الغاية تبرر الوسيلة...  ما رح يتهاون مع أعداؤو الخاف الله فيهم وهما ما خافوه فيه... ويصف بصف عمو كنعان ويدعم دخول مرتو ع بيت العيلة ليكسر فيها عماتو القالوا عنها متفقة مع أهلها... ويلف حوالين نداء ليعرف وين مكانها الصار مع مضي الوقت بكل خطوة عم يسعيلها إياها فيه ببحثو عنها يدرك بعادها عنو عم يقتلو لدرجة حاسس قلبو لو هي رجعتلو هيحبها حب ما حبو لحد قبلها ولا بعدها... لكن بعد شو؟
بعد ما راحت من بين إيديه وهي حامل ببنتو ومالها غيرو ومأمنتو على صونها ونصرتها وهي ضعيفة... ورافضة طلعتها معو ونمط الحياة البدو إياها تعيشو... 
عن أي حب بدو يعطيها إياه وهي فقدت شي منها... فمش مزبوط إنك توعى متأخر أحسن من ما توعى بالمرة... 
مش مزبوط إنو فيه لكل شي فرصة... 
مش مزبوط إنو كلشي قابل للاصلاح بعد الكسر... 
مش مزبوط إنك بتقدر دايمًا تعوض... 
مش مزبوط إنك تظن خير وإنتا مش سائل بوجع القبالك دامك طفيتو من ثقتك بحالك... 
المزبوط إنك تنتهز الفرص لحظتها وتعطي المجبور تعطيه مش اللي متوقع منك تقدمو من يلي حواليك... العمر ضيق... اليوم إنتا ع الأرض بكرا هتكون تحت الأرض... فلا الوقت ولا الفرص لحظتها بتفيد دامك هتكون بين إيدين ربك إنتا ولا بنت قلبك... لهيك ما تتوقع باللي جاي... فكر باللي إنتا فيه.... لإنو ما حد بضمن الزمن... ولا حد بضمن العمر... دام الكون مش بإيدنا... 
فلا الصحوة فادتو ولا الغفلة الكان عايش فيها قبل الصحوة هوّنت عليه... لإنو عجلة الزمن جت عليه بأشد الطرق وجعاً وهو مش مستعدلها... ولإنو انضرب بأشد النقاط ضعفًا الكان ساهي عنها وهو جدو الكان متيقن من نصرتهم لحقهم ع مرأ العيون وبما يقول العرف عندهم... لكن يلي صار مهزلة بحقهم وبحق اسمهم... وكرمال ما يضمن اختفاء مرت ابنو كنعان الكان عارف عنها وما تكلم بخصوصها خوف ما يخسر شي خسرو من قبل مع أحد ولادو ويكرر الغلط والذنب نفسو... قرر وهو عم يحاكي عاصي 
الخبرو (لحق يا عمي لحق... ابننا الخيّال تصاوب هو ورجالنا ومرتو مش مبينة)... اللي رد عليه بلا قصد من قوة الخبر عليه: ابو جنرال وحد ربك شو عم تقول!!
أبو جنرال جاوبو وهو عم ياكل بحالو من خوفو ع رفيق ضربو وصديقو الصدوق: لا إله إلا الله عمي ما تيجي علي بسرعة تعالوا ع مستشفى شمس عم نستناكم وسكر الخط بوجهو مكمّل شغلو مع الشرطة.... ومخلي الجد يركض بالبيت منادي ع ابنو كنعان الكان واصلو الخبر هلأ شو صار مع ابنهم ومرتو ومبين عليه من جواتو نار عم تشتعل: كنعان!!! يا كنعان! 
كنعان لف مواجه أبوه وهو مش قادر يقلو نعم يابا... وبهت بس سمع أبوه عم يؤمرو بدون أية مقدمات: مرتك هتجيبها وكلامي معك بس جيت ع المستشفى بأول يوم من رجعتك للبلد قلتلك لمات أخوك ما فيه رجعة وهتبقى معنا ومتجوز أي وحدة بدك إياها فكان قصدي ع بنتهم يلي هتجيبها لهون وأنا بعرف كيف داوي دهب... 
وبهت مطالع أبوه الما لحق ينهي كلامو إلا بصوت سيارة مسرعة مقاطع جوهم ومخليهم يلفوا يشوفوا مين هالمجنون العم يسوق هيك بانصاص الليالي إلا كانت عمتو نداء الوقفت سيارتها تحت زخات المطر وهي عم تصرخ بصوت مخيف مش محترمة فيه بيت أخوها: كـنـعـان!!! 
كنعان بسرعة ركض لبرا يشوف شوفيه ناسي المطب العملو بعمتو كرمال تجيبلو بنت دهب لعندو قبل ساعتين وبهت بس لمحها كيف عم تسحب إميرال من سيارتها وهو عم يقلها: جنيتي!!!
العمة نداء ردت عليه وهي عم تلفلو وجهها  صافقتو كف حامي ع خدو قدام عيون أبوه والخدامات القاموا يشوفوا شوفيه: زبالتك اللي بديتها علي بكل ندالة... هيها... ودفعتو بحرة مكملة... تساوينا بالضر... فتفضل خدها قبل ما أنزل فيها بالرصاص قدام أبوك!!
كنعان جحرها وهو عم يتبلل بمية الشتا سائلها بصوت قاسي رخيم: شو قصدك تساوينا!!!
العمة نداء حركت إيدها لعند إيدو المحطوطة ع كتفها دافعتها بعيد عنها بغل
وهو عم تقلو: إنتا وفهمك... ويلا خد زبالتك ال***** قبل ما اقتلها هي والتوأم الحامل فيهم... 
كنعان تنفس بتقل وهو عم يقرب من إميرال المش قادرة تتحرك ومغطية أنفها من ريحة المطر خوف ما تستفرغ لكن بقربو منها ومن خوفها منو ما لقت إلا معدتها ماعت ودفعتها تستفرغ يلي ببطنها عليه وع الارض... فشتمتها نداء بقرف مصيحة: ####### خد الع**** بسرعة!!! 
كنعان انفعل ساحبها بسرعة من سيارتها وحاملها ع إيديه بكل خفة من وزنها الخفيف وهو عم يقلها: الحرب بيننا سجال فما بنصحك تكملي... 
العمة نداء رفعت حاجبها مطالعتو باستتفاه منذرتو: فكرك أنا خوض الحرب سهل معاي... أنا ما بهنى إلا لأكسرك بطرقي... واللي قبلك خير دليل... وقربت منو طابقة الباب الكان مفتوح ناحية بنت جاثم مكمّلة معو بتهديد لإلو: دامك ما توجعت لتتعلم هاعرف كيف علمك... وبيننا الأيام يا ابن أخوي...
ولفت حالها متحركة لعند سيارتها وهو مش مجاوبها لإنو ما بحب يجاوب باللسان إلا بالفعل فتركها تفارقو هي وسيارتها الفارهة وبسرعة تحرك ببنت جاثم التغرقت معو بالمطر لبيت أبوه الوافق ع دخولها العيلة...  وهو مش هامو كيف هتكون أيامها عندهم سعيدة ولا تعيسة دامها دخلت العيلة وهتجيبلو توأم ولاد... وهيسميهم غصب عنها ع اسم أخوه جابر وأخوه ضرغام... ويكبّرهم ع الشهامة والشرف مش متل ما أهلها ما بربوا ولادهم وبناتهم الهي منهم ع قلة الأخلاق والشرف... بدون ما يسأل بأمهم الهتشوف الرفض والنكر والنبذ من خواتو سواء بالنظرات أو بالتلميح من تحت لتحت -لما ما يكونوا رجال الخيّال بالبيت- مش سائلات بنفسيتها المدمرة وصحتها المعدومة لا هما ولا رجال الخيّال اللاهين بقصة رد حقهم واسترجاع مرت ابنهم التحول لحد قاسي مقضيه شغل وسفر ورياضات خطرة وعمرة وحج وتطليع أموال والتواصل مع محققين دوليين ع أمل يلاقوا مكان لإلها يدلهم وين هي دام فيه خطوط دولية عم تتصل ع عبد العزيز من غرف بعض الفنادق المصرية والتونسية واليونانية والألمانية والنمساوية كرمال يقطع الابحار والمحيطات من شان يفقّد هي وين كانت وكيف كانت عايشة ويحتفظ باللي تاركينلو إياه بغرفة الفنادق متل خصل شعر ع مشبك شعر ولا فرشاية شعر وملابس بيبي وهو عم يبكي بقهر عليهم من عجزو ليصلهم... ومن عجزو ليكسر العدو العم يقهر فيه من جهلو بالمحاربة معو... لكنو بكفيه يعرف مين هو دام ما فيه غيرها للعارضة ديدي البتملك هالنفوذ المتمددة الكان مستهين فيها معو.... لهيك هيستعد ويتصيدلها الذلات كرمال يكسر قامتها لكن كيف ومتى دام الشهور الطويلة عقبتها شهور أطول... وبنت قلبو مش بين إيديه لا هي ولا ابنو البقيلو من آثارو المتروكة بعدة دول.... فرغم مرور الشهور والقهر والضعف الحاسس فيهم هو متيقن إنها هتردولو متل ما ردت هايدي لجدها... ومتل ما الأميرة بيل ردت للوحش...  فينعزل عن أمو وأختو وعاصي وجدو المقهورين ع حالتو وعم يطالعوه بحزن كبير وكسرة خاطر ويطالع صفحات الجرايد المنشور فيها خبر زواجهم وتهنئة معارفهم ع زواج الصلحة الصار بينهم وبين عيلة دهب كرمال لما تخونو ذاكرتو من قوة الشوق ناكرة إنها دخلت حياتو بيوم من الأيام تكن وترحمو... فيضغط ع إيديه العم ترج من حدة أعصابو سائلها وكأنها قدامو: جودي وينك؟ 
ويبكي غصب بكاء قهر وعجز وغل لإنو ساوى  كل يلي بقدر عليه ومش عم يلاقيها... فيطمر راسو بإيديه وهو من جواتو عم ينادي عليها... 
بس لا النداء ولا البكا ولا بذل المجهود عم يجيب نتيجة... يبقى شاللي بجيب نتيجة كرمال يضمن تكون معو.... غير الصبر... لإنو الصبر حيلة لمن لا حيلة له... بس معقول الصبر بفيد القلبو المصهور من غياب الحبيب ولوعة الانتظار... 
الأيام وحدها بمشيئة رب العالمين عالمة الجواب... 
فيا أيام مري وخلي المجهول مكشوف... والبعيد قريب... والغايب موجود... والشر خير... والضيق فرج... والبؤس فرح... والدمعة ضحكة... والخوف قوة... والهزيمة انتصار... والوحدة لمة... لإنو رجال الخيال ما عادت تحْمل... ولإنو العمر بمر والأماني ناقصة والبخت مفارق... والدمع مرافق... 
نقطة. 
نقطتين..
تلاتة... 
صمت حل علينا وموقفنا بعتبة عيلة الخيّال التسكر بابهم بوجهنا من الضيق الخانقهم والطعنات العم تتسابق عليهم... واحنا ثابتين مكاننا واثقين ما بعد الضيق إلا الفرج... وما فيه ليل معتم مالو نهار مشرق... فاليوم احنا معهم بليلهم المعتم لكن بكرا بمشيئة الله هنكون معهم بنهارهم المشرق... 
فكونوا بالقرب كرمال نشاركهم إشراقاتهم وكشف المستور ونزع الوهم من بينهم بالجزء التاني... 
مع كامل حبي وتقديري 
فاطمة بنت الوليد
تم الجزء الأول ولله الحمد ب29/9/2022 
وابتدأ ب23/8/2021
فالرواية اخدت معاي بالزبط سنة وشهر وخمس ايام وليلة شغل وبحث وتأمل وتنقيح... فشكرًا كتير لإسراء وآية وهدى ومرح ورغودة بنت قلبي وبنت نابلس يلي انضمت إلنا جديد وبنت اليمن حبيبة القلب منال وحنين الفلسطينية طالبة الأي تي واثير صندوق المفاجآت الداعمة الأولى لإلي وهانية وخديجة حبايب قلبي وبنت الاردن بانا المعاي من بداية طريقي وأميرة بنت الجزائر المعاي من ايام براءتها تذوّب وولاء السورية💓... شكرًا كتير لإنكم كنتوا لإلي الوقود والبسمة ع وجهي... 
شكرًا لكل قارئة علقت او صوتت... 
شكرًا للقراء القدامى العم بدعي الله انجمع فيهم... 
بحبكم كتير الله يحفظكم وان شاء الله بنلتقي قريبًا بالجزء الثاني بعد ما خلص لمساتي النهائية ع الجزء الأول... 
وصحيح في تفاصيل بسيطة تقصدت ما اذكرها بالنهاية كرمال نبلش فيها الجزء التاني يلي رح انشرو لحال ع صفحتي هون بعنوان سجير الانتقام بإذن الله💓



تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -