بداية

رواية سلاسل من خيوط العنكبوت -12

رواية سلاسل من خيوط العنكبوت - غرام

رواية سلاسل من خيوط العنكبوت -12

لأني ما عندي أحد أروح له .. ما عندي لقمة آكلها إلا في السجن .. ما عندي فرشة أنام فوقها إلا بالسجن .. ما عندي سقف أنام تحته إلا بالسجن ..تربيت بالسجون والملاجيء وكله بسببك .. صرت مجرم .. .. سكران أربع وعشرين ساعة .. ألاحق البنات هنا وهناك .. تعرف ليش .. كله بسببك .. ذنبي معلق في رقبتك .وسماح وعفو لك .. لو تجيب لي كل النجوم الي في السماء وتبوس رجولي ما راح تحصله ..
زادت دموع أبو سالم .. دموع الأسى الحزن .. القهر والندم والحسرة
بس ما تفيد بعد ايش ..
بعد ما سرق ضحكة الكثير .. وسرق فرحتهم
سرق .. منهم .. السرور .. الفرح .. الإبتسامة السعادة
بدل مشاعرهم وأحاسيسهم .. بالكره والإحتقار الحزن والأسى .الدموع والآهات والصراخ .
ما عرف أحد إلا ودمره ..
أخوه وزوجته وعيال أخوه .غرام والأهم زوجته وبناته وولده الوحيد .. الي ضيعه بتهوره وعدم حرصه ودلعه المفرط له
مثل الأعمى .. كان يتحرك ..
أعمى البصر .. و البصيرة
أعمى ***
أعمى المشاعر والأحاسيس
أعمى .. القلب والعقل ..
.أعمى
الدين و الأخلاق
لو نزف الحين بدل الدموع دم ما راح تفيده لأن ضيع أرواح الكثيرين .. وضيع حياتهم وذكرياتهم ..
هدم حبهم وبنى لهم قلاع وقصور من الخوف والرعب
قلاع من الكره والحقد والغضب
وقلاع وقصور من التعاسة


سعد : دموعك ما راح تنفعك .. أنا قلبي ينبض بكرهك .. كل دقة من دقاته .. تنادي باسمك .. كنت اتمنى الموت كل لحظة .. بس بعدها صرت اتذكر .. لو أنا مت .. كيف راح احقق انتقامي منك
كيف اشوف الدموع الي على وجهك .. كيف أخليك تنذل وتنهان وتتعذب
أبو سالم : مو كافيك الي حصل لي .. هذا مو انتقام كافي مني .. حاول تسامحني حاول تكون أحسن مني
سعد : أنا أحسن منك بس مستحيل اسامحك .. العرس الأسبوع الجاي .. لا تنسى تشرفنا بوجودك
قام يخرج ..
ناداه وصوته مخنوق من الدموع : خليها ترجع لبيتها تروح على بيت زوجها من بيت أبوها .. أنا حرمتها من كل شيء .. ما ابيها تنحرم من هذا الحق بعد أبي أختها تذوق الفرحة الي انحرمت منها ..
كمل طريقه وما التفت له .. ولا عبره بكلمة .
أصلا زواجه من ريماس راح يكون قدام الناس بس .. راح يرجع لها كرامتها الي سلبها منها ..


******** *****
دقت الباب .. ودخلت ..
أحمد : مجودي بعدك صاحية
مجد : صدق الي سمعته .. راح تتزوج سجود ..
أحمد ونظراته محمولة بهموم الدنيا : ايوة ..
مجد باستنكار .. : كيف .. وزوجتك الي ماتت ما كملت شهرين .. الي حتى ما سوينا لها عزى أو حتى قبرها فينه ما ندري ..
أحمد مو ناقصه أي أحد يقلب عليه مواجعه .. : كل الي تقولينه عارفه .. بس كيف تبيني أقول لا .. سمعة أبوك بتنهز ومستقبلك راح يضيع ومستقبل نجد وعيالها .. أنا ممكن أضيع نفسي بس ما راح اضيع أهلي معي ..
مجد عارفة أنه معه حق .. لو رفض الزواج من سجود .. راح يفرق العايلة .. وبتصير بينهم مشاكل ما تنعد .. بس سجود ما تنفع زوجة .. لو كان واحدة غير سجود كان ممكن ما تحس بكل القهر الي حاسة فيه .. اعتراضها مو بسبب المشاكل الي بينها وبين سجود بس .. لأن أحمد على ظهره هموم الدنيا كلها ويحتاج لواحدة عاقلة حضنها دافيء تنسيه .. وتغمره بحبها وحنانها عشان يقدر ينسى لما .. بس سجود راح تزيد همه هموم ما راح تخفف عنه ..
أحمد : ما قلتي لي وش أخبارك مع عمار لحد الحين تتخانقون ..
مجد وملامح وجهها انكست هم وحزن : مو مهم .. المهم أنت الحين
أحمد : من وجهك .. كأن بينكم مشاكل .. أنا أخوك الوحيد .. احكي لي ممكن أساعدك ولو عمار غلطان الحين أروح أأدبه لك ..
مجد : أنا وعمار ما ننفع مع بعض ..
أحمد .. : ليش .. عمار يبيك وشاريك .. بعدين ما اعتقد أن في كل هالدنيا في أحسن من عمار شخص آمنه عليك وأنا مرتاح ..
مجد دموعها نزلت من عيونها : بس .. هو ما يبيني ..
أحمد وهو يبتسم : صدق أنك مجنونة وهبلة الحين ما تعرفين إذا عمار يبيك ولا لا .. انتظري الحين بسأله لك ..
مجد : لااا .. تكفى
ما عبرها وأخذ جواله ..
دق عليه
كلها رنتين ورد عليه ..
أحمد حط جواله على الإسبيكر ..
عمار : وش تبي .. الحين .. أبي أنام ..
أحمد : أبي اتطمن عليك ..
عمار : صدق مالت عليك .. الحين قبل ساعة بس كنا مع بعض .. عندي دوام بكرة الصبح ..
أحمد يبي يثقل دمه عليه شويه زيادة : أبي أسولف معك مو جايني نوم ..
عمار : آآآف .. تصبح على خير
أحمد : لا .. لا .. لا تقفل .. أبي اتكلم معك عن مجد ..
عمار : ليش وش قالت لك عني .. هذي الحين ..
أحمد : تقول أنك مزعلها .. وبدافع حق الأخوة الي بينا أبي أسمع الموضوع من طرفك قبل ما أجي وأكسر سنانك ..
عمار .. : ممكن نتكلم بكرة .. الموضوع طويل يبغى له قعدة طويله ..
أحمد : طيب .. بكرة بس أبي أسألك سؤال واحد .. أنت مقتنع أنك تبي تتزوج مجد وتحبها وتعزها .. ايوة ولا .. لا ..
عمار : أكيد ايوة .. بس ..
أحمد : لا بس ولا شيء .. شفتي يا مجد سمعتيه بنفسك .. يبيك ويحبك ..
عمار : معك الحين هي
أحمد : ايوة وسامعه كل كلمة من كلامك .. الأخت كانت تبكي وتشكي لي منك .. تقول أنك ما تبيها .. وما تبي تتزوجها ..
عمار : لأنها غبية ..
أحمد : قلت لها نفس الشيء ..
مجد ماتت من الإحراج .. وخرجت راحت لغرفتها ..
أحمد : العروس ركضت لغرفتها من الإحراج ..
عمار وهو نفسه يشوف خدودها الي تلتهب .. اشتاق لها واشتاق لسماع صوتها ..
.. ..
نجد : وش فيك .. ليش تبكين ..
مجد : ولا شيء .. اتركيني في حالي ..
نجد دخلت عند أحمد .. انتظرته حتى خلص من مكالمته ..
نجد : وش فيها أختك .. تبكي ..
أحمد : غبية ما عليك فيها .. دلوعة شوي .. عايشة في أفلام الأبيض والأسود ..
نجد : الي كنت تتكلم معه .. عمار ..
أحمد : ايوة ..
نجد : حاول تصالحهم مع بعض زواجهم قرب وكل واحد ما يطيق يسمع صوت الثاني ..
أحمد : بالعكس يوم يصيرون في بيت واحد راح يتفاهمون .. أختك شوي مدلعة وما تعرف وش تبي .. بس بعد تتزوج راح تعقل .. المهم أنتي الحين .. مبروك ..
نجد : الله يبارك فيك ..
أحمد : أحسن شيء سويتيه في حياتك أنك راح ترجعين لخالد .. عشانك قبل ما يكون عشان عيالك ..
نجد : اتركنا مني .. صدق الي قالته أمي بتتزوج سجود
أحمد باستغراب : ليش كلكم مو مصدقين .. سجود شينة وتخوف لهالدرجة ..
نجد عارفة أخوها يتظاهر بأنه بارد ومرتاح مع أنه يغلي من داخل .. : مو قادر تنسى لما .. كنت تحبها يا أحمد ..
أحمد بحيرة : ما أدري ..
نجد : طيب ليش عايش في كل هالعذاب ..
أحمد : لأني قسيت عليها .. وحرمتها من أختها .. عاقبتها بذنب اهمال غيرها لها ..
نجد : حاول تبدأ حياتك .. لما .. عمرك ما حبيتها وبعدين لوأنت عاملتها بسوء فلأنها سوت أشياء خلت كل الناس ما يحبونها كانت تستمتع وهي تشوف كره الناس لها كانت تبعد الكل عنها كانت تحب تعيش وحيدة .. ابدأ حياتك من جديد
أحمد : ما أقدر . . غلطة واحدة كلفتني الكثير .. غلطت أنا ودفعت هي الثمن .. بغبائي اصريت اتزوجها .. لو ما اتزوجتها ما كان انحرمت من أختها وما كانت حست بكل العذاب الي حسته بسبب موتها .. ما كانت خسرت عقلها ولا كانت راح تضيع وتموت بعيدة عن أهلها .. امكن ما كانت ماتت .. أنا السبب .. أنا
نجد : أحمد وحد ربك .. أنت كذا تكفر بربك .. تكفر بالقضاء والقدر .. حرام الي تقوله .. كل شيء مقدر ومكتوب .. زواجك منها مقدره رب العالمين وكل شيء حصل للما مقدره رب العالمين ..
أحمد : استغفر الله بس ..
نجد الحين الساعة 12 ونص .. نام أحسن لك .. وحاول تبدأ حياتك .. لما .. الله يرحمها لو ظليت تفكر فيها ما راح تكسب شيء .. يله تصبح على خير
خرجت وراحت لغرفتها ..


.


.. .. ..
ظلت مجد في غرفتها تبكي دق جوالها ..
شافت رقمه .. فكرت في البداية ما ترد .. بس
.. ردت .. بس سكتت وما قالت شيء ..
عمار : مشتاق لك ..
..سكتت .. تبي تسمع صوته .. اشتاقت له ..
عمار : أحبك ..
سكتت .. فرحة .. وفي نفس الوقت مو مصدقة
عمار : لا تخلي قلبك أسود .. خليني اسمع صوتك ..
مجد : نعم ..
عمار : ما تبين تردين على الي قلته
مجد باستهبال ودلع : ليش أنت قلت شيء ..
عمار بابتسامة مرسومة على ثغره : لا .. بس قلت أحبك ..
مجد : ما سمعتك ..
عمار بصوت أعلى : أحبك .. ولو ما رديتيها لي هالمرة راح اسكر الخط ..
مجد سكتت وهي حاسة أن خدودها تلتهب بسبب الدم الي اندفع لخدودها من الخجل: وأنا بعد ..
عمار زادت ابتسامته : وأنتي ايش ..
مجد : الي قلته
عمار : ليش أنا وش قلت ..
مجد : قلت أنك تحبني ..
عمار : طيب وأنتي
مجد بدون تفكير : وأنا بعد أحبك ..
عمار وهو يتنهد : وأخيرا .. ما بغيتي تقولينها ..
مجد : تصبح على خير ..
عمار : أبي أشوفك .. الحين
مجد : مجنون .. ما أقدر ..
عمار : أنا تحت .. عند شباك غرفتك . اشتقت لملامحك ..
ما صدقت أنه عند الشباك .. قامت من السرير .. وقفت قدام الشباك .. أبعدت عنه الستارة البيضاء الي تغطيه ..
.. شافته من خلال زجاج الشباك .. واقف قدامها .. ببجامة النوم ..
ابتسم ولوح بيده وهو يناظرها : أحبك ..
مجد : وأنا بعد أحبك
عمار : افتحي القزاز .. أبي املي عيوني بشوفتك ..
فتحت الشباك : والحين .. مليت عيونك
عمار : اعتقد أني لو ظليت عمري كله اناظرك ما راح اشبع من شوفتك
مجد .. حاسة أن خدودها شابة نار من كلامه .. : خلاص يله روح نام .. تصبح على خير ..
عمار وهو قادر يشوف خدودها كيف صارت حمراء .. : راح أموت وأنا انتظر اليوم الي نكون فيه في بيت واحد . ..
مجد بدلع : خلاص .. تصبح على خير .. بقفل .. باي ..
عمار : انتظري ..
مجد .. قفلت بسرعة .. وقفلت الشباك .. ورمت نفسها على السرير .. يحبها .. ايوة يحبها .. مسكت جوالها وباسته .. قالت بهمس تكلم نفسها .. أحبك والله أحبك .. أحبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــك
نفسها تصرخ بأعلى صوت وتقول له أحبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـك
******** ******** *******


سلمى وهي تحاول تأكل أمها .. : يمه بس ملعقة واحدة ..
أم لما ناظرتها بحب وإعجاب .. مو مصدقة الي قدامها بنتها ..
دخلت أم فيصل .. : كيف أمك اليوم .. عساها بخير ..
سلمى : الحمدلله ..
أم فيصل وباين عليها الضيق : يا بنتي لا تعبي نفسك روحي ارتلحي على سريرك .. أمك نخدمها بعيونا .. بس انتي ارتاحي ..
سلمى : أنا مو تعبانة .. والله مرتاحة انحرمت من أمي وانحرمت من خدمتها أبي أعوض الي فاتني ..
أم فيصل : الدكتور قال لك لا تتعبي وفيصل حاطيك أمانة في رقبتي قبل ما يخرج يوصيني عليك . .. لو عرف أنك تقومين وتطبخين وتتحركين من فوق سريرك راح يزعل مني ..
سلمى حاسة أنها مخنوقة في فرق بين الإهتمام والسجن لدرجة تحس أنها مو قادرة تتنفس .. فيصل وأمه ومنار ومعهم سمر مزودينها ..
سلمى : والله مليت يا يمه ..
أم فيصل : هذا لمصلحتك .. أمك بحطها بين رموشي .. روحي نامي شوية
ناظرت لأمها الي حتى هي من نظراتها كانت تقول لها تروح ترتاح ..
خرجت ودخلت غرفتها ..
جلست على الصوفا الي باللون الأحمر بطفش .. مو عارفة وش تسوي محل ما تروح تلقى أحد فوق راسها .. روحي نامي روحي ارتاحي
دقت الخدامة الباب
سلمى : ادخلي
دخلت الخدامة وفي يدها التلفون ..
سلمى باستغراب : فيصل
الخدامة : في واحدة تبي كلم أنتي ماما ..
أخذت منها سماعة التلفون .. ممكن تكون نجلاء .. : آلو ..
جاها صوت أنثوي ساحر : سلمى ..
سلمى باستغراب : نعم .. مين معي
سجود لو ما راح تقدر تحصل على فيصل راح تخرب عليه حياته وسعادته : مو لازم تعرفين .. : أبي اتكلم معك شوي عن فيصل
سلمى : فيصل .. ليش من فين تعرفين فيصل
سجود : هه .. ليش ما قال لك شيء عني .. مو قال لك أنه يحبني ويموت علي ولولا الي في بطنك كان رماك في الشارع من زمان ..
سلمى وهي تغالب دموعها والغضب الي حاسة به : فيصل يحبني ومستحيل يحب واحدة غيري ..
سجود : ههههه .. عادي لا تصدقين .. كنت اظن أن عندك كرامة لكن للأسف نسيت أن واحدة من دون أصل أو فصل راح تكون صاحبة كرامة .. اتهني فيه بااي حبيبتي .. سلمي لي عليه
رمت سماعة التلفون على الأرض وصارت تبكي بكل قوتها كيف فيصل يقدر يحب واحدة ثانية معقول لحد الحين ما ترك البنات الي كان يعرفهم ..
دقت منار الباب ودخلت وهي حاملة كاس حليب في يدها .. خافت وهي تشوف حالتها من البكا والدموع الي مالية وجهها
قالت بخوف وهي تحط كاس الحليب على الطاولة : سلمى وش فيك .. تعبانة ..
سلمى : لا ما فيني شيء .. اطلعي ما أبي اكلم حد .. آسفة بس ..
منار : لو تعبانة بتصل على فيصل يجي يوديك للطبيب إذا فيك شيء ..
مسحت دموعها : لا ما فيني شيء بس صداع بسيط .. الحين بروح لوحده..
منار : متأكدة ..
سلمى : ايوة ..
خرجت وتركتها بس ما اقتنعت بكلامها امكن حاسة بشيء وما تبي تقلقها تتصل على فيصل يكون أحسن ..
أخذت جوالها واتصلت على فيصل : فيصل تعال بسرعة البيت .. سلمى ما ادري وش فيها
فيصل وصوته يرتجف من الخوف : وش فيها تعبانة
منار : ما أدري بس تبكي وما تبي تقول لي وش يوجعها
سكر الخط بسرعة وخرج من مكتبه وباله مشغول بسلمى وميت من الخوف عليها ..
رجعت منار لغرفة سلمى .. الي كانت على حالها .. جالسة على الصوفا وتبكي
منار : ما تبين تقولين لي وش يوجعك ..
سلمى وما عندها أخلاق حتى عشان تتكلم : قلت لك ما فيني شيء ..
منار : تقولين لي ولا أروح أنادي ماما ..
سلمى : لا لا .. والله ما فيني شيء .. راسي بس يوجعني شوي . ..
منار : خوفتيني عليك .. ومن خوفي اتصلت على فيصل
سلمى : ليش .. قلت لك ما فيني شيء
منار : مو مصدقة كل هالدموع الي على وجهك وتقولين ما في شيء ..
كلها ربع ساعة
وسمعوا صوت فيصل تحت
منار : هذا هو وصل .. اتفاهمي معه الحين
كله دقيقة وفيصل عند الباب ..
ركض لعندها بخوف .. : وش يوجعك .. وين حاسة بألم
ناظرته وناظرت الخوف الي في عيونه .. يا ترى هالخوف عليها ولا على الي في بطنها ..
منار : اسألها ليش كانت تبكي ..
فيصل : صدق كنتي تبكين .. لو فيك شيء خليني أوديك الطبيب
سلمى : أختك مكبرة الموضوع بس صداع ولحاله بروح
منار : كذابة .. كانت تبكي ومو بكا بسبب صداع
فيصل طلب من منار تخرج امكن ما تبي تقول شيء قدامها
خرجت منار وتركتهم
ناظرها فيصل وعينه في عينها : الحين قولي لي وش فيك ..
سلمى ما قدرت تناظره .. حاسة أنها ما تبي تشوفه كيف قادر يتكلم معها ويمثل أنه يحبها .. : قلت لك راسي يوجعني ..
فيصل : لا .. القصة أكبر من صداع .. فيك شيء وما تبين تقولين لي ..
سلمى : آآف .. خلاص مليت قلت لك ما فيني شيء
فيصل وهو يحاول يطول باله عليها الدكتور قال له أن الحامل تكون أعصابها شوي تعبانة وتعصب لأقل سبب .. ونفسيتها تكون تعبانة : متأكدة
سلمى بنفاذ صبر وهي معطيته ظهرها : ايوة متأكدة
جا من وراها وحملها بين ذراعيه
سلمى : نزلني ..
فيصل : ما راح انزلك .. قولي لي في الأول ليش كنتي تبكين ..
سلمى : نزلني ..
فيصل : لا ..
سلمى وهي تحاول تنفك منه بس محاولاتها مو جايبة أي نتيجة : فكني أحسن لك
فيصل : يعني وش بتسوين
سلمى : بصيح ..
فيصل : عادي .. زوجتي ما أحد بيقدر يسألني ..
سلمى ما قدرت تقول شيء .. بس دموعها صارت تجري مثل السيل على خدودها ..
فيصل .. نزلها على السرير خايف لا يكون وجعها أو سوى فيها شيء : آسف
سلمى : ابعد عني ..
فيصل : آآف لا تخليني خايف عليك .. قولي لي ليش تبكين .. بوديك للدكتور غصب عنك ..
سلمى : أنت ما تحبني يا فيصل .. خوفك كله مركز على الطفل الي في بطني
فيصل وهو يضحك : الحين صدق أنك مو عاقلة الحين تغارين من محمد من الحين ..
استفزتها ضحكته .. مو ماخذها أبدا على محمل الجد ..
كمل كلامه : خلاص ولا يهمك .. ولا تخافين ما راح أحب محمد أكثر منك .. أنتي الأولى وراح تظلين الأولى يا أم محمد
سلمى بغيرة : ايوة بدلالة أنك تحب واحدة ثانية ..
فيصل : شكك انجنيتي أنا أحب واحدة ثانية .. ليش بلقى واحدة مثلك إذا لفيت الدنيا كلها ..
سلمى : حبيبتك اتصلت علي وقالت لي كل شيء .. يعني مكشوفة ما في داعي تكذب ..
فيصل حاول يمسك اعصابه ( أكيد .. ما في غيرها .. سجود ) : الحين تصدقين أي واحدة تتصل تبي تخرب علي وعليك ..
سلمى : قالتي لي أنك تحبها ..
فيصل .. مسح الدموع من على خدودها .. وحضن وجهها بكفيه .. : الي شايفته في عيوني .. حب ولا مو حب
ناظرت عيونه .. يحبها هو ما يكذب عليها .. هي تثق فيه وحياتها من دونه ولا شيء .. غرقت عيونها بالدموع
جلس جنبها وضمها لصدره أحبك
سلمى : وأنا بعد أحبك يا أبو محمد
ابتسم .. وهو يسمعها تنطقها .. أبو محمد .. حاس أنه راح يعد الثواني ثانية ثانية وهو ينتظر محمد
سلمى : حبيبي .. ارجع على شغلك .. أنا بخير ما فيني شيء ..
فيصل : لا .. اليوم كله أبي أقضيه مع محمد وأمه ..
سلمى : سامع يا محمد .. اليوم بابا راح يتغدى معنا ..
فيصل : وش رايك اليوم نتغدى برة .. لنا وقت ما خرجنا مع بعض لوحدنا ..
سلمى : أنا نفسي اطبخ لك .. أبيك تاكل من ايدي ..
فيصل .. مسك يدها وباسها بدفء وحب .. : أبيك ترتاحين .. أنتي حبيبتي أبيك تظلين ملكة الكل يخدمك وما أبيك تتعبين نفسك في أي شيء ..
سلمى : بس ..
فيصل : لا تزعليني منك .. اوعديني ..
سلمى : لكن ..
فيصل وعينه في عينها : مافي لكن أو بس .. اوعديني ترتاحين وما تتعبين نفسك ...
سلمى من دون ما تقتنع : أوعدك
فيصل : يله حياتي نخرج أي مكان ..
سلمى : يله .. ثواني .. أغير ملابسي ونطلع
******** ******** *********


الجزء الثاني
{2}
أصوات الدق الخليجي .. تتصادم مع جدران القاعة الفرحان موجود .. والي جاي بس تقضية وقت موجود
ندى : ريماس .. مبرووك
ريماس وطالعة حورية بالفستان الأبيض .. والطرحة البيضاء مو فرحانة بس لازم .. مظاهر قدام الناس ما تدري على
ايش ندى تبارك لها وهي عارفة البير وغطاه
ندى : حاولي .. انسي شوي هذي ليلتك .. حتى لو مو زواج زواج .. بس اتمتعي بالفستان وفرحة الناس الي حاضرين هنا ..
مثلي أنك عروس .. سهلة ما تبغى لها شيء ..
ريماس ما تقدر تكذب على نفسها مثل ما تكذب على الناس .. يكفي أن الإبتسامة الي تظهر على شفايفها بالقوة مظهرتها ..
ندى : آآآآف .. خلاص ابتسمي .. العريس شكه شاريك .. وشكله ندمان على الي سواه ولا ما كان صلح غلطه واتزوجك .. مع
أنه
سكتت ما تبي تجرح أختها
ريماس : مع أنه أخذ الي يبغاه .. اصحي وفوقي سعد أخذ الي يبغاه .. ما دريتي أن أبوي اتنازل له عن كل ما يملك عشان
يتزوجني
ندى بصدمة : أبوي .. مستحيل .. أبوي يموت على الفلوس .. ولا نسيتي أنه ذبح غرام بسبب هالفلوس
ريماس وخيال غرام يطوف في ذاكرتها بألم وعذاب : الله يرحمها .. نفسي أشوف ولدها عبودي .. أحضنه لصدري .. اشم
ريحة أختي فيه .. كان يشبهها أكثر من شبهه لزياد .. الحين أكيد كبر ..
سكتوا وهم يشوفون الباب ينفتح .. بنات خوالهم دخلوا يباركون لهم
ميساء : مبرووك حياتي .. والله فرحنا لك .. بس ليش ما علمتونا من بدري .. ما تعلمونا الا قبل العرس باسبوعين ..
ندى ما تحب ميساء ولا تحب أي واحدة من بنات خوالها .. مغرورات ومتكبرات ودايم شايفات حالهم
لجين : فستانك حلو .. يا ترى من وين شاريته ..
ميساء : يعني من وين أكيد من واحد من الأسواق الخايسة الي هنا تحسبينه مثل فستان زواجك الي جبتيه من سويسرا
ايناس من كل قلبها : مبرووك يا ريماس فرحت لك
ريماس : مبروك لك سمعت أنك انخطبتي
احمرت خدودها هي الوحيدة المختلفة من بنات خالها مع أنها أخت ميساء بس فعلا الله خلق وفرق هذي وين وهذيك وين ما
يلتقون حتى بالحلم .. : الله يبارك فيك .. الملكة بعد اسبوع .. كان نفسي تحضرينها بس أكيد ما راح تقدرين وأنتي دوبك
عروس
لجين : فعلا .. اتذكرت وين راح يكون شهر العسل ..
ريماس وهي تبتسم : ما راح نسوي شهر عسل .. سعد عنده شغل كثير وما راح يقدر يسافر
ميساء : شغل ولا معدوم وما عنده شيء ..
ندى : ومين قال أنه معدوم .. الي عنده يشتريك به ويشتري كل قبيلتك به
ميساء : تقصدين فلوس أبوك الي دفعها له عشان يتستر على فضيحة بنته ..
ندى ما حست بنفسها إلا وهي ترفع يدها تصفقها كف بكل قوة تملكها : ما اسمح لك تتكلمين عن أختي كذا أختي أشرف منك
يالخايسة
ميساء : تخسى الا هي تكون أشرف مني .. صدق أنه رجال بدون شرف .. أصلا لو كان رجال ما كان بيقبل يدوس أرض
انداست قبله ويشرب من كاس رجال غيره
ريماس ما قدرت تغالب دموعها .. أكيد كل الناس الي هنا يعرفون القصة ويتغامزون ويضحكون .. قصتها راح تصير علك
عند الناس قصة يتسلون بها ويضحكون ..
ايناس : حرام عليك يا ميساء .. جاية تباركين ولا جاية تخربين فرحتها
ميساء : أي فرحة مصدقه هالتمثيلية والفستان الأبيض .. تشوفين لو مو بعد شهر أو شهرين تطلقوا .. يكونون غطوا على
الفضيحة وخلاص
ريماس : خلاص .. اطلعي برة ..
ميساء : راح اطلع .. يله يا بنات ..
خرجوا بس ايناس ظلت معهم ..
ايناس : لا تهتمي بكلامها هي طول عمرها تغار منك ..
ندى : والله لو مو خايفة من الفضايح كان مسحت بها الأرض .. الخايسة الحيوانة
نست أن ايناس أختها مو من الذوق تقول عنها كذا قدامها
ريماس غالبت دموعها هي جابت كذا لنفسها ولازم تتحمل
سمعت صوت دق على الباب
ندى : ادخل ..
دخلت خالتها الوحيدة منى
ضمتها لصدرها .. وباركت لها
ندى : تعبتي معنا يا خالتي وما قصرتي ..
منى : عيب يا بنتي .. أنتوا بناتي وأنا في مقام أمكم الله يرحمها .. ولا ما تعتبروني أمكم ..
ريماس : أكيد أنتي أمنا ..مو في مقامها
ندى : أكيد .. يا يمه ..
منى تحب ندى أكثر شيء تشبهها وهي في أيام شبابها تشبهها أكثر من شبه بناتها لها وتتمنى تخطبها لولدها الوحيد رائد ..
ايناس : عمتي المصورة بعد ما وصلت ..
منى : اتصلت عليها الحين .. أكيد الحين بتكون وصلت .. بروح أشوفها ..
ريماس : أي مصورة
منى : كيف يعني أي مصورة .. تبين تتزوجين من دون ما يكون عندك صور تذكرك بزواجك ..
ندى : بخرج أنا .. أبي أشوف الناس الي برة .. من يوم جينا وحنا هنا ما خرجت أبي أشم شوية أكسجين
ايناس : خذيني معك
ريماس : بتتركوني
ندى : معك خالتك منى يعني في ايدي أمينة وبعدي بتجي المصورة وبيجي المعرس وبيطردونا برة .. نخرج بكرامتنا يكون
أحسن ..
...
ايناس : فساتين بنات الرازي تاخذ العقل شايفة مجد وش لابسة والغبية سجود
ندى : ايوة شايفتهم .. بس غريبة مو ملاحظة الحمارة الي تسحبها معها لكل مكان .. خلود مو معها في الغالب تكون معها مثل
ظلها ..
ايناس : غريبة ما شفتها .. بس ايوة يقولون انخطبت ..
ندى : مين .. سجود ..
ايناس : لولد عمها .. الي كان في غيبوبة ..
ندى : مو هو نفسه الي كان متزوج لما .. الله يرحمها ..
ايناس : ايوة .. هو .. الحين هذا المسكين ينتحر أحسن له .. من لما لسجود .. هذا شكله أمه دعت عليه في ليلة القدر ..
ندى : هههههههه والله معك حق .. من شوك لنار .. هذي مو أي دعوة .. الأولى سببت له غيبوبة الثانية بتوديه القبر ..
ايناس : ههههههههه.. مسكين الله يكون في عونه .. اسمع أنه ملك جمال والله حسافة ما يستاهل .. مهبل بكل بنات جامعتنا ..
ندى : تعالي نسلم على منار .. شايفة الي واقفة جنبها أول مرة أشوفها .. شوفي فستانها .. أكيد مو من هنا ..
ايناس : صادقة .. شوفي اللون العشبي كيف طالع يجنن عليها .. تعالي نروح نسلم عليها ونتعرف عليها ..
..
منار : كيفك يا ندى .. والله مشتاقة لك .. لك وحشة يا بنت .. وأنتي ايناس .. مبروك الخطبة ..
ندى بلقافة وطول لسان : أصلا من قال أننا جايين عشانك .. جايين نتعرف على الحلوة الي معك .
ابتسمت سلمى باحراج .. كل الناس يسألون ويناظرونها بنظرات غريبة .. حتى حست أن فيها عيب أو شيء ..
منار : هذي سلمى حرم الأستاذ فيصل أخوي حبيبي ..
ندى وهي تحاول تتذكر فين شافت الملامح هذي قبل كذا .. بس ذاكرتها مو راضية تسعفها : أنتي زوجة فيصل .. ما شاءاله
تبارك الله .. بس حرام عليك ليش جيتي بتخربين على أختي فرحتها ..
ايناس وهي تغمز لها عشان تنطم ..
ندى : آف لا تغمزين .. قصدي أن أختي راح تتعقد من نفسها وهي تشوف كل هالجمال أكيد راح تسرق منها الأضواء ..
سلمى بخجل : شكرا لك .. هذا من ذوقك بس
ايناس : ليش أول مرة تعرفين أنك تاخذين العقل أتحدى تكون هنا في واحدة بجمالك ..
منار : البنت راح يكبر راسها .. كل ما تروح مكان لازم ينقال لها نفس الكلام ما راح ألومها إذا كبر راسها وشافت نفسها على
فيصل ..
سلمى : زودتوها يا بنات .. يكفي مجاملات ..
منار : الحمدلله أنها متواضعة ولا كان فيصل راح فيها ..
ندى وهي تناظر سجود الي تضحك مع بعض البنات : مو مثل البعض .. الواحدة تمشي كأنها ملكة جمال العالم
منار شافت نظراتها المتجهة لسجود : تعالوا يا بنات نروح نبارك لها .. سمعت أنها انخطبت ..
ندى : روحوا لوحدكم .. بصراحة ما أحب أتعرض لها ولغرورها ..
منار سحبت سلمى من يدها وراحوا لسجود
البنات كانوا متجمعات عندها .. تجنن وهي لابسة الفستان الذهبي الي عاري الأكمام .. ومع شعرها الكستنائي الي مرتاح على
ظهرها كأنها حورية من الحوريات الي ما يظهرون إلا في الخيال
منار .. لبست تنورة لحد أخر ركبها باللون الأسود .. وبلوزة بيضاء سادة من الحرير وعليها عقد من الولوء الأسود .. طويل
ينتهي مع نهاية البلوزة .. وشعرها رافعته أعلى راسها عشان تكون ملامحها بارزة ..
بمكياج خفيف .. وبسيط مناسب لعمرها ..


سجود .. سلمت على منار بحرارة بس اكتفت بالسلام بأطراف اصابعها مع سلمى
منار : مبروك..
سجود تدعي السعادة ما راح تشمت أي أحد فيها .. : الله يبارك فيك ..
سلمى : مبروك ..


يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -