بداية

رواية عهد الطفولة -14

رواية عهد الطفولة - غرام

رواية عهد الطفولة -14

بسرعة أخرج هاتفه ليضغط أزراره بحركة متتابعة و يطلب الاسعاف
أما منال فقد ازدد رعبها حين سمعته يطلب الاسعاف
كانت تنتظر خارج غرفة الفحص
اللتي نقل إليها مروان بسرعة
رأت سعيد و هو يقف متوترا بعد أن تحدث مع الطبيب
سألته
" هل سيكون مروان بخير "
لم يجبها
بل اكتفا بنظرة حائرة إليها
لم تفهم مغزاها
قالت مذعورة
" هل مروان بخير "
لكنه لم يجبها أيضا
و قفت لتهزه من ذراعيه المعقودتين على صدرة
" هل أصابه مكروه "
صرخ بها
" ألا ترين بأنني أنتظر معك ؟"
خرت قربه على الكرسي
مروان سيكون بخير
بإذن الله هو بخير
حاولت تهدأت نفسها حتى تسمع شيئا عنه
إلا أن قدوم خالد مرعوبا بهذه الطريقه زاد ذعرها
اتجه نحو سعيد سائلا
" كيف حاله ؟"
أجابه
" الطبيب يفحصة "
و جه خالد نظره إلى الباب المغلق
" كنت تعلم بالأمر "
هذه المرة سأله سعيد ناظرا إليه بجدية
أحست منال بأن هناك شيء ما يخفيانه عنها
" أي أمر ؟"
سألت و قد توقفت دموعها
أجابها خالد و هو يشيح بوجهه عنها
كي لا تلاحظ توتره من سؤالها
" لقد مر بوعكة صحية من قبل "
لم يزد بل اكتفى بذلك
أما منال فلم يطمأن بالها
بل اتجهت للغرفة قائلا
" لن أنتظر سأطمأن عليه بنفسي "
إلا أن سعيد منعها
" أمجنونة أنت ... لن يسمح الطبيب بذلك "
قالت مصرة
" لا لست مجنونة ... لكن بالتأكيد سأجن إن لم أطمأن عليه "
خروج الطبيب منع مواصلة جدالهما
نظرت إليه منال بلهفة لمعرفة حال مروان
" كيف حاله يا دكتور؟"
سأله خالد و هو يتقدم منه
التفت الطبيب لسعيد قائلا
" يمكنك أخذها لتطمأن عليه "
فهم سعيد قصد الطبيب و دخل هو و منال لرؤيت مروان
دخلا الغرفة ليجداه مستلق ينظر إليهما
أسرعت منال نحوه
" هل أنت بخير ؟"
ابتسم لها مروان و هو يعتدل في جلسته
" بالتأكيد بخير ... و سأعود فورا الي المنزل "
تهلل و جه منال
" حقا ؟"
أمأ مجيبا وهو يقول
" نعم منال لا داعي للقلق"
منال أطرقت رأسها و قالت بعدم ارتياح
" لكن خالد يقول غير ذلك "
هتف مروان متسائلا
" و مالذي قاله خالد ؟"
رفعت منال رأسها مجفلة من ردت فعله
" قال بأنك مررت بوعكة صحية "
من أجابه هو سعيد قاصدا طمأنته بأنها
لم تعرف بالأمر بعد
تنهد مروان مرتاحا ثم عاد ليقول و هو يترجل من السرير
" هيا بنا "
" إلى أين ؟"
سألت منال
رد عليها و الابتسامة على شفتيه
" إلى المنزل طبعا "
تقدم سعيد منه
" الطبيب لم يسمح لك بعد بذلك "
حدجه مروان بنظرة
" ولم لا يسمح لست أعاني شيئا "
" بالفعل لا تعاني شيئا .... يمكنك الخروج "
كان ذلك الطبيب يدخل برفقة خالد
" حمدلله ... لكن ما سبب اغمائة و الحمى دكتور "
سألته منال مستغربة
أجابها الطبيب
" لا تقلقي عليه يحدث ذلك حينما يكون جسد الشخص ضعيفا فلا يقاوم المرض"
قال مروان ممازحا
" لا بأس علي الآن فزوجتي ستعتني بي جيدا "
" و الآن هلا تركتموني و حدي مع المريض "
طلب منهم الطبيب مغادرة الغرفة ليتسنى له الحديث مع مروان بأريحية
جلسو بانتظاره ليعودوا للمنزل بعد أن يخرج
*********************************
عند المدخل وقف خالد يتحدث إلى مروان بعد أن دخل سعيد و منال
" مروان يجب أن تعتني بنفسك جيدا "
قال القلق و الخوف على صحة صديقه واضحين في نبرة صوته
ربت مروان بابتسامة على كتف خالد
" لاعليك سأكون بخير "
التفت خالد مستديرا
لكنه قال قبل ان يذهب
" إنتبه لنفسك و لهذه المسكينة "
عقد مروان حاجبيه
كل ما بتمناه هو أن لا تعلم منال عن وضعه الصحي
على الأقل حتى يطمأن على صحته
تنهد و استدار قاصدا المنزل
فاجأه منظر سعيد الذي يجلس في غرفة الجلوس بانتظارة
و ما أن دخل مروان حتى وقف متجها نحوه هائجا
أمسك به من ياقته قائلا
" مالذي تنوي فعله يا هذا "
انتزع مروان يديه ليبعدهما عنه ثم قال منبها اياه
" لاداعي للفت الانتباهها سعيد "
سأله
" ماذا هناك ؟"
أجابه سعيد و عدم التصديق في صوته
" ماذا هناك ... بهذه البساطة "
تابع و هو يوجه نظرات الاتهام لمروان
" و هذه المسكينة مالذي سيحدث لها لو علمت بالأمر "
أحس مروان بالضيق من سؤالة
أشاح بوجهه عنه
" فالتعلم لقد انتهى الأمر و أنا بصحة جيدة الآن "
أمسكه سعيد من كتفه ليديره إليه
" ماذا لو عاد الورم ... مالذي ستفعله حينها ..."
أحس مروان و كأن ماء بارد سكب عليه
تابع سعيد
" ماذا لو قضى عليك ... هل ستتركها هكذا كي تموت هي حزنا عليك "
أحس به يعصر قلبه بهذا الكلام
" كفى ... لن يحدث أي شيء من هذا القبيل "
" لن يحدث ... بل حدث "
كان صوته متألما على حال مروان و على أخته أكثر
تلفت حوله و كأنه يتأكد أن ما من أحد يسمعه
ليقول بصوت لا يصل إلا لمسامع مروان
"تريد أن تقنعني بأن الطبيب لم يخبرك.... أخبرني بأنه يشتبه بعودة الورم "
خطا مروان خطوات سريعة مبتعدا عنه
" يشتبه .... لكن لم يثبت شيء حتى الآن "
لحق به سعيد و قف قباله ناظرا إليه برجاء
أحس مروان بضربات قلبه تتسارع
خشية سماع ما سيقوله له
" مروان أنت رجل و تستطيع أن تتحمل هذه المحنه أما هي ..."
صمت ناظرا إلى باب المطبخ و كأنه ينظر إليها
" فقد عانت الكثير و لن تتحمل المزيد و خصوصا ...."
عاد لينظر إليه
" فقد أعز إنسان على قلبها "
غصة كبير أحي بها مروان في حلقة
لم يستطع ان يرد على كلامه
" لو أنك فقط تركتا تتزوج خالد "
أحس بسكين تخترق قلبه و تمر برأتيه
فلا يسعه التنفس
لم يستطع الرد عليه
أي عذرا سيعطيه إياه فكلامه صحيح 100%
فقد كان أنانيا لا يفكر إلا بنفسه
حالو الدفاع عن نفسه قائلا بسخرية
" أتريد مني الآن أن أطلقها و أزوجها لخالد "
حدجه سعيد بنظرة تتقد غضبا
" لا ... بل أن تقنعها أن تتركك هي بنفسها "
ماذا!!
مالذي يقولة ؟
" ماذا تقصد ؟ "
أجابه و هو يقترب منه
" تفهم قصدي جيدا .... كما جعلتها تحبك اجعلها تكرهك ... ساعتها ستتركك هي بنفسها"
" ماذا هل جننت ؟"
سأل مذهولا
رد عليه سعيد
" لا لم أجن هذا هو الحل الوحيد "
ثم استدار مغادرا
لكنه توقف ليقول دون أن يدير ظهره
" حكم ضميرك مروان "
ثم خرج


(الجزء التاسع عشر ....... يطلب المستحيل)

" هل غادر ؟"
التفت إلى منال التي تنظر إلى الباب بخيبة أمل و هي تحمل في يديها صينة الشاي
ابتسم لها مروان
" نعم للأسف "
ثم قال ممازحا و هو يطرد تلك الأفكار من رأسه
" لا بأس سنتناوله أنا و أنت "
ثم تقدم منها ليتناول عنها الصينية و يضعها على الطاولة
ثم يجلس و يسكب لها و له
" ألست متعبا ؟"
إلتفت إليها ليرا الاهتمام و القلق في عينيها
قال بأمانه
" قليلا ؟"
قالت و في صوتها نبرة غريبه
" أخي سمح لي بالبقاء حتى تتحسن "
رد عليها مداعبا
" هل هذا لا يسعدك "
رفعت نظرها إليه رافضة ما يقول
لكنها صدمت بالمكر فيهما
توردت و جنتيها فضربته على كتفه بخفة
حدقت به فترة تتأمله باهتمام
" ماذا ؟"
سأل مستغربا منها
مدت يدها لجبينه
أزاحها عنه بلطف ليحتفض بيدها في كفه
" أنا بخير منال "
قالت له قلقة
" أخشى أن تعود "
أحس بألم لرؤيتها قلقة هكذا
أمسك بفنجان الشاي ليضعه في يدها قائلا
" ألن تشربي سيبرد الشاي "
ابتسمت لمحاولته تغير الموضوع
و كذلك فعلت هي
" أريده بالليمون "
ناولها الوعاء الذي يحوي قطع الليمون و هو يقهقه على طريقتها
قالت له و هي تنظر إلى ساعة الحائط
" اذهب و استرح هناك ساعة كاملة عن أذان الظهر "
و ضع فنجانه الذي أفرغة
" ماذا أبهذه السرعة مللت رفقتي "
حدجته بنظرة بأن توقف عن هذه التفهات
قال لها و هو يستدير خلف مقعدها
" لا بأس ... أنت على حق "
ثم داعب رأسها بيده ليتشعث شعرها
كأنها طفلة
دخل غرفته و ألقى بنفسه على السرير
منال
هل يا ترا كلام أخيك صحيح ؟
و أنا أناني أظلمك معي ؟
ترا هل يمكن أتكرهينني يا منال ؟
و لكن كيف سيتحمل هو ذلك
أهون عليه أن يموت مرضا على أن تكرهه
و لكن أهون عليه أن تكرهه على أن تحزن و تتألم
يا إلاهي
هل علي أن أصغي لكلام سعيد
أم أتجاهله و أعيش حياتي مع منال
على الأقل ما تبقى منها إن كتبت لي أن لا أعيش أكثر
رباه
ساعدني
هي عاشت و قاست الكثير
فهل يجب عليها أن تتألم أكثر
هل أتسبب لها بالمعاناة أكثر
ماذا لو أنها تزوجت خالد الآن
لعاشت معه مرتاحة
بنت أسرتها و استقرت
هي كانت تخطط لذلك لو لا ماحدث
كانت ستتزوجه لتعيش حياة جديدة بعيدا عني
ترا هل ستفعل ذلك لو حدث لي شيء ؟
هل ستنساني و تعيش حياتها
و إن طلقتها
مالذي سيحدث لها
هل ستعود لخالد و تبدأ معه من جديد؟
و ما الذي يمنعها من ذلك ؟
أي امرأة ستفعل هذا
ستبحث عن سعادتها
لكن إن طلقتها
مالذي سيحدث لي
لن أستطيع العيش من دونها
ضرب بكفه السرير يائسا
لينقلب على جنبه الأيمن
ألا يحق له أن يعيش بسعادة معها
و لو لأيام معدودة
لكن
لو تضاعف عليه المرض
و علمت هي بالأمر
بالتأكيد لن تتركه يصار ع المرض و حده
فهو يعلم تماما أنها تحبه
و ستتعذب هي الآخرى معه
زفر بضيق
من القرار الذي يصل إليه
طرد الأفكرا العقيمة من رأسه
و أسدل جفنيه المرهقين لينام
********************************
طرقات خفيفة على الباب أيقظته
" ادخلي "
قال ذلك منتظرا و جه منال يطل عليه من خلف الباب
" آسفة .... و لكنه و قت الصلاة "
وقفت عند الباب مبتسمة له
تأملها مفكرا
هل يعقل بأنه قادر على أن يتركها تبتعد عنه من جديد
مالخطأ في أن يبقيا معا إلى الأبد ؟
مالخطأ بان يهنئا معا ؟
الطبيب لم يثبت تطور حالته
إنما هو يشتيه
أيعقل أن يتركها لمجرد شك ؟
" مابك ؟!"
سألته و هي تنتبه لشروده
التوت شفتاه مبتسما لها و هو يربت على طرف السرير يدعوها للجلوس
تقدمت منه و نفذت طلبه
قالت له
" هل هناك أمر ما ؟"
مط يديه بكسل قائلا
" و هل أحتاج لأمر كي أتحدث مع زوجتي "
التوا فمه بمكر و هو يرا الخجل في و جنتيها و هي تطرق رأسها
" منال ؟"
رفعت رأسها له و هي تلحظ الجدية في صوته
" ما رأيك بما قاله أخوك ؟"
لا يدري لم طرح عليها السؤال
و هو يعلم بأن هذا الأمر لم يعد قائما بعد أن علم سعيد بحالته الصحية
و أنه يرغب بأن يترك أخته و شأنها
لكنه عله يستشف ردت فعل منال حيال الموضوع
و يسهل عليه اتخاذ القرار
تعلم تماما أي كلام يقصد
لذا أجابت بكل ثقة
" رأيي هو من رأيك "
رد عليها بعدم رضا
" لا منال ... يجب عليك أن تقتنعي بما دريدين فعله و اتخاذ قرارك بنفسك "
صمتت تحاول أن تفهم ما يريده هو
" لا أريد أن تتأثري بي في اتخاذ قرار يخصك و عائلتك "
امسكت بكفه
و قالت بيء من الخجل و هي تمرر أناملها في راحته
"كل ما أطلبه هو أن أعيش معك للأبد فـ..... "
سكتت لأن الحياء يمنعها من أن تكمل
" ماذا منال ؟"
استحثها أن تتابع
" أنت كل شيء بالنسبة لي و لن أستطيع العيش من دونك "
قالتها دفعة و احده و قد رفعت رأسها
رئا صدق ما تقول في عينيها
أحس بوجع سحيــــــــــق في قلبه
و بحبه يزيد لهذه الفتاة التي أمامه
و في نفس الوقت أحس بالشفقت عليهما معا
" هل ما أطلبه مستحيل؟"
سألت و دمعة تنحدر على و جنتها بألم
مما زاد ألمه
أحاط بذراعه كتفيها
ليضمها إليه قائلا بحرقة
" لا ليس مستحيلا منال "
و لكن في لحظة
قد يكون مستحيلا
قالت و قد انسكب فيض دموعها
" لا أريد أن أبتعد عنك مرة أخرى ... أريد أن أعيش بهدوء و سلام
لم عليهم أن لا يفهموا ذلك "
كان يصغي إليها دون أن يقول شيئا
فهو يشعر بنفس الشعو ر
لكن ما باليد حيلة منال
أبعده عنه ليقو لمطمئنا إياها
" سنفعل ما يطلبه و ننهي كل شيء ... لا داعي للقلق"
مسحت دموعها
" آسفة لم أقصد ... لكنني لم أستطع أن أتمالك نفسي "
ابتسم لها و هو يرتب شعرها خلف أذنها
" و أنا أحاول أن أتمالك نفسي "
ذهلت إلى ما يلمح فاشتعلت خجلا
أما هو
تسللت يده إلى خلف عنقها ليدفع بها نحوه
ليعانقها و كأنه يعدها بأنه لن يتركها أبدا
و بأنه سيفعل المستحيل كي يبقيا معا
حتى يفرقهم الله
لأنهما روحان
ارتبطتا معا منذ الأزل
و محال على أي شيء أن يفرقهما
غير قضاء الله
فهو الذي جمعهما
و هو الذي يفرقهما
ضمها إليه بقوة مأكدا و عده لنفسه
" لن أتركك مهما حدث"
أحس بها استرخت و كأنها اطمأنت إليه
ابتعدت عنه قائلة
" قد تفوتك الصلاة "
طرق جبينها بسبابته قائلا
" تعرفين كيف تخلصين نفسك "
و قفت تخطو متجهة نحو الباب
" و ما دخلي "
خرجت لتغلق الباب خلفها
أما هو فقد ابتسم للقرار الذي اتخذه
الطبيب لم يأكد شيئا بعد
و بإذن الله لن يعود ذلك الورم اللعين
فلاداعي لأن يتخذ أي خطوة الآن
فالينعم بالهدوء إلى حين إذ


(الجزء العشرون ... سكينة)

أغلق الخط عن سعيد و تنهد مرتاح بعد ان أعلمه عن القرار الذي اتخذه
أرخى رأسه على الكرسي و هو ينظر إلى منال عبر الباب و هي تتحرك في الحديقة
ترتب الافطار
أطلت عليه منادية اياه
تحرك من مكانه سعيدا بها
كانت تقف تسكب القهوة
تقدم منها ليطوقها مسندا ذقنه على رأسها
أحست بأنه يريد أن يقول شيئا
" ما الأمر ؟"
لم يجبها بل بقي على و ضعه فترة
دارت بين ذراعية لتواجهه
مرسلة السؤال بعينيها هذه المرة
ابتسم لها و هو ينظر إليها مفكرا
" كنت أتسائل أين يمكننا قضاء شهر العسل "
أمالت رأسها مستغربه
" و لكنـ..."
يعلم ما ستقول لذا قاطعها
" لقد أنهيت كل شيئ مع سعيد "
ظلت تحدق مستغربة به
" حقا؟"
داعب ذقنه بابهامه كما الطفلة
" حقا .. لقد انتهى كل شيء الآن "
عادت تسأل متأكدة
"و لم يعارض أبدا ؟"
أجابها
" منال لقد أنهيت كل شيء معه و هو تنازل عن اقتراحه ، دفعت له ضعف المبلغ الذي طلبه لكنه رفضه أيضا ... أنت الآن زوجتي و هو راض بهذا الأمر"
أرخت جبينها على صدره و كأن ثقلا قد ألقي عنها
" يعني لن يبعدني أحد عنك "
"أبدا "
قالها ماكدا لنفسه أكثر
عادت لترفع رأسها مبتسمه
" هيا الآن قبل ان تبرد القهوة "
كانت محاولة جميلة منها لتجديد الجو
بادلها الابتسام و هم بالجلوس لتناول الافطار
قالت و هي تتناول قطعة خبز مدهونة بالمربى
" أتعلم مبا أفكر ؟"
" ماذا ؟"
قالت بحماس
" بـ منال "
قهقه ضاحكا عليها و على جوابها الغير متوقع ليقول
" و لم تفكرين بها "
مدت يدها لتأخذ البيضة منه و تقشرها له
" لا أعلم فقط خطرت في بالي "
ثم رفعت نظرها عن البيضة لتقول بحماس
" إنها طفلة جميلة و ذكية لقد أحببتها كثيرا "
ناولته البيضه
ليأخذها و هو يقول
" و أنا أحبها كثيرا"
" مرون لم هي متعلقة بك هكذا؟"
ضحك على سؤالها
" ماذا هل تغارين ؟"
أطرقت رأسها خجلا
" أتريد الحقيقة لقد فعلت في بادئ الأمر "
ثم قالت تعيد دفت الحديث
" لم تجبني "
تراجع للوراء
" قولي ما سر تعلقي بها ؟"
" و لماذا؟"
تأملها مبتسما
" سر تعلقي بها هو أنت "
سألت مستغربة
" و ما دخلي أنا ؟"
أجابها
" ألم تلاحظي تشابه الأسماء ... أنا من سميتها "
تابع و هو يرا تفاجئها
" حين و لدت كنت بعيدا عنكم و كنت أشتاق لك كثيرا
و لدها هو صديقي و كنا معا حين وصله خبر ولادتها
و من فرحته طلب مني أن أسميها ..فكانت أرى منال كما كنت أراك حين كنتي طفلة
تعلقت بها كثيرا و صرت أقضي معها الأوقات و أطلب من والدها اصطحابه معه حين نلتقي"
صمت و هو يرا تفاجأها و اندهاشها
ثم عاد ليقول مبتسما لها
" لكن بالتأكيد لم تنسني اياك "
" مروان "
شهقت مذهولة
ألهذه الدرجة يحبها
سالت دمعة من عينها
لكنه قال متداركا الوضع
" لا زلت أذكر كيف ظننتها ابنتي "
شهقت لتذكرها الأمر
قالت محتجة و جنتيها تشتعلان إحراج
" و أنت لم تنفي الموضوع "

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -