بداية

رواية عهد الطفولة -16 البارت الاخير

رواية عهد الطفولة - غرام

رواية عهد الطفولة -16

لا تصدق أبدا بأن هذا الانسان الذي أمهامها يعاني من مرض مميت
عضت على شفتها السفلى مانعة نفسها من البكاء أمامه
" ماذا ؟ هل ستضلين واقفة هكذا ؟"
كان يسألها و نبرة مرحة في صوته
غطت فمها بيدها تمنع شهقاتها من الخروج بعد أن يأست من دموعها
التي أبت إلا السقوط
ربت على السرير قربه يدعها للجلوس
تقدمت نحوه و نفذت طلبه
أمسك بيدها
" منال؟"
رفعت بصرها إليه
لتلتقي بعينه المنهكاتان و تنهار باكية في حضنه
" سامحني"
مسح على شعرها
" منال لم اسامحك هذا قضاء الله "
هزت رأسها نافية
" لم أدرك بأنك مريض لهذه الدرجة "
رفع و جهها إليه
" ذلك لأني أخفيت عنك الموضوع "
تابع و هو يرا الألم في عينيها
" لأني لم أرد أن أراك حزينة هكذا "
كان يعاني بصمت لأجلها
يا إلاهي
أهو إنسان أم ملاك
أمسكت بيده تقبلها
ضمها إليه
" لا أريدك أن تحزني منال فبإذن الله سأشفى و نعود لمتابعة حياتنا "
بقيا فترة ليست بالقصيرة على هذا الوضع
إلى أن أبعدها عنه قائلا و هو يضع يده مكان الألم
"يبدو بأن مفعول المسكن بدأ بالتلاشي "
أحست بالذعر
" هل أنادي الطبيب "
أومأ مجيبا
لتسرع هي الأخرى تبحث عن الممرضات
لتدخل إحداهن بعد لحظات قليلة
و تحقن مروان بابرة لم تكن الأولى و على ما يبدو ليست الأخيرة لهذا اليوم
و ما أن فعلت حتى أسدل جفنيه في نوم عميق
" هل سيكون بخير ؟"
سألت منال قلقة
أجابتها المررضة
" سينام لفترة "
لتخرج بعدها تاركة منال وحدها مع مروان في الغرفة
سحبت منال كرسي قرب السرير
لتجلس عليه ممسكة بيد مروان
متأملة راحتها
يارب
لهذه اليد فضل كبير عليها
فلطالما كفكفت دمعها
مسحت على شعرها
ضمتها مشعرة إياها بالأمان
فاحمه يالله و اشفه
فأنت وحدك من تقدر على شفائه
فهي لا تستطيع العيش من دونه
نظرت إلى وجهه الساكن
الذي بهت لونه
كان يبتسم لها دائما
و يضحك معها كثيرا
يا إلاهي لا تجعله يعاني
فهو عبدك فلا ملجأ له سواك
بحركة سريعة مسحت دمعتها
هي لن تبكي
و لم تبكي؟
فكما قل لها سيشفى و يعودان لمتابعة حياتهما
حياتهما اللتي ما آن لها أن تبدأ
مسحت على شعرة
فهو يفي بوعوده لها دائما
ابتسمت له
" أليس كذالك؟ "
وقفت مفكرة
يجب أن تذهب لطبيب و تسأله عن حالته
و ما أن خرجت حتى التقت بأخواتها و زوجة أبيها
" هل هو بخير ؟"
سألت الأم
ابتسمت منال و هي ترا القلق باد عليهن
" إنه نائم الآن "
سألت ندى
" هل تحدثت إيه ؟"
" نعم "
" وكيف هي حالته "
أجابتها
" لا تقلقي هو بخير "
ثم اتجهت نحو غرفة الطبيب
" إلى أين ؟"
سألتها أمل
ردت عليها
" إلى الطبيب أريد أن أستفسر أكثر عن حالة مروان "
" أتريدين أن آتي معك "
عادت منال لتلتفت نحوهن
" لا لاداعي ... "
أردفت
" كما أنه لا داعي لبقائكن هنا "
" لكن يابنتي .."
همت الأم بالاعتراض إلا أن منال قاطعتها
لتقول مبتسمة لتطمئنهن
" سأكون بخير .. شكرا لكن "
ثم أكملت طريقها نحو الطبيب
طرقت الباب لتدخل بعد إجابته
" كيف تشعرين الآن؟ "
بادر الطبيب بسؤالها
" الحمدلله "
أجابته و هي تجلس قبالة
أردفت
" أريد أن أستفسر عن الإجرائات التي ستتخذونها لأجل علاج مروان "
تنهد الطبيب و هو يبحث عن ملف مروان من بين الملفات الملقات على مكتبه
قلبه بحركة سريعة
ثم أعاده مكانه
" زوجك محظوظ يا سيدتي "
سألت منال
" محظوظ ؟ و كيف ذلك "
أجابها الطبيب بابتسامة
" يمكننا استئصال الكلية و التخلص من الورم بشكل نهائي "
إذا مروان لن يموت
الحمد لك يا رب
عادت لتسأل الطبيب
" هلا شرحت لي أكثر يا دكتور"
أومأ لها
" بكل سرور ... الخلايا السرطانية لم تنتشر في جسم مروان مما يسهل عملية العلاج
تتركز الخلايا في كلية واحدة فقط ... حيث يمكننا استئصال هذه الكلية و يعيش بشكل طبيعي على كلية واحده "
سألت
" وهل هذا ممكن ؟"
" بالطبع هناك الكثير من الأشخاص من تم استئصال كليتهم لأسباب مختلفه و يعيشون بشكل طبيعي دون أن يعانوا من شيء ما .. لكن ؟"
لكن ؟
انتابها الذعر من هذه الكلمة
" ماذا ؟"
" هناك دائما الخوف من أن لا يتقبل الجسم العيش على كلية واحدة و كما أننا لا نستطيع أن نضمن عودة الخلايا السرطانية في باقي أجزاء الجسم "
لكنه سرعان ما عاد ليبتسم و هو يقول لها
" لكن يبقى هذا مجرد احتمال ما علينا الآن هو التركيز على استئصال هذه الكلية "
انتفض قلب منال قلقة على مروان من هذه العملة
" و متى ستجرون العملية يا دكتور ؟"
أجابها بجدية توضح أهمية الإسراع في ذلك
" غدا إن شاء الله مادام المريض مستعد لذلك "
همهمت
" بإذن الله "
خرجت من عند الطبيب
اذا هناك أمل
مروان لن يموت
ستتم معالجته و سيشفى بإذن الله
حمدا لك يا رب
عرفت دموعها مرة أخرى طريقها
لكنها مسحتها
و عادت لتخبر الآخرين بماقاله الطبيب
انتهي البارت


( الجزء الثاني و العشرين .... ألم و أمل )

دخلت الغرفة على مروان
و تقدمت بكل هدوء
تتأمله و هو ينام هربا عن ذلك الألم اللعين الذي يتربص به
جلست قربه
لتعود و تتناول يده
تريد أن تحس بوجوده قربها فهي تحتاج إليه
حتى و لو كان هو من يحتاج إليها
فهي لا تستمد قوتها إلا منه
بعد ساعات غفت فيها قربه
استفاق مروان
ليشد على يدها
نظرت إليه تبتسم له
" الطبيب قال بأنه قادر على معالجتك ... سيجرون لك عملية غدا و ستشفى "
رد عليها
" بإذن الله "
ثم عاد يغلق عينيه بألم
" هل لا زلت تتألم "
عاد لينظر إليها
" نوعا ما "
همت واقفة تسأله
" أتحتاج شيئا ؟"
ابتسم لها مطمئنا
" كوب ماء لو سمحتي "
سكبت له الماء و ناولته إياه بعد أن اعتدل جالسا بإعياء
ارتشف منه ثم ناوله إياها مبتسما
إلا أنها ما أن رأت ابتسامته حتى ارتعشت يدها الممسكة بالكوب
لم تعد قادرة على تمالك نفسها
أمسك بيدها
حاولت أن تبادله الابتسام و تتظاهر بالقوة أمامه
تكلم قائلا
" منال لا أريدك أن تخافي علي ... فلن يصيبنا إلا ماكتبه الله لنا "
لم تستطع أن تتكلم لكنها اكتفت بأن تهز رأسها
عاد ليستلقي و هو يغمض عينيه منهكا من الألم الذي يجتاحه
إلا أنه لايزال يمسك بيدها
همس
" ابقي قربي"
عضت شفتها السفلى تمنع شهقة باكية
هو يتألم و يتعذب
يطلب منها البقاء قربه
مالذي عساها أن تفعله كي تخفف عنه
جلست
و مدت يدها الأخرى تمسح على رأسه
بينما لا تزال الأولى في يده و لو خفت قبضته
أخذت تتلو بعض من آيات الله
و تتوسل إليه داعية بأن يخفف عنه و يشفيه
فتح عينيه و كأنه يتأكد بأنها قربه
شدت علي يده تأكد له وجودها معه
*********************************
بعد إجراء فوحوصات كانت سريعة أدخل موران غرفة العلمليات
فالوضع كما و ضح الطبيب لا يحتمل التأجيل يوم واحد
فلا يمكن المقامرة في وقت كهذا
كانت تضم يديها في حجرها عل ذلك يخفف من ارتعاشهما
و تهز ركبتها قلقة غير قادرة على تمالك نفسها
تزفر بين لحظة و أخرى
تحاول بأن ترتب كلماتها في دعاء الى الله
إلى جانبها كانت زوجة أبيها ترفع يديها متضرعة
أمل تمسك بمصحف صغير ترتل آياته
أما ندى فكانت تطوق منال علها تخفف من قلقها الذي يكاد يفقدها صوابها
سعيد، و زياد يجلسان في محاولة للمحافظة على هدوئهما
أما خالد فقد كان يقطع المكان جيئة و ذهابا
فجأة
" لا أستطيع التحمل أكثر "
صرخ خالد و هو يضرب بيده على الجدار
قفز الجميع واقفا بهلع
تقدم منه زياد
" مالأمر يا خالد اصبر قليلا"
أجابه خالد و دمعة خائفة على صديقه تنحدر رغما عنه
" ألا ترا لقد مرت ساعة كاملة لا بد أن مكروها أصابه "
و ما أن أنها جملته
حتى عقبه هتاف منال التي انهارت
" لا ... مستحيل أن يصيبه مكروه "
كانت ترتعش و دموعها قد بللت وجهها
إلتفتت إلى زوجة أبيها
" عمتي هو و عدني .... فلن يسمح بأن يصيبه مكروه "
احتضنتها زوجة أبيها
قال خالد الذي بدأ ييأس
" الله و حده من يسمح أو لا يسمح بذلك "
نهره زياد و هو يلاحظ انهيار منال
زاد ارتعاش منال و على صوت بكائها
حاولت الأم تهدأتها و كذالك ندى
أما أمل فاتجهت نحو خالد مسددة له صفعة قوية
" و تسمي نفسك رجلا "
نظر إيها بحنق
ثم ترك المكان نافذ الصبر
بعد نصف ساعة أعلن عن إنتهاء العملية بنجاح
لكن لم يسمحوا لأحد برؤيته
سألت منال محتجة
" لم؟ أنا زوجته و لا يمكنك منعي أرجوك "
قال سعيد للطبيب و الذي يرا سوء حالة أخته التي قد تفقد عقلها قريبا
" دكتور دعها تدخل هي فقط "
قال الطبيب و هو يخط شيئا في نقرير مروان
" لا ليس الآن حتى تستقر الأمور و ننتهي من الترتيبات الازمة تسطيع رؤيته بعدها "
قالت منال
" هل هو بخير "
نظر إليها الطبيب بضيق فلم يعد قادرا على التركيز في عملة
" لقد أجريت العملية بنجاح لكن يجب أن ننتظره حتى يستيقظ "
"هل تقصد بأنه قد تحدث مضاعفات ؟"
سألته منال غير آبهة بضيقه
أجابها و عينيه على مجموعة أوراق
" هناك دائما إحتمال كهذا "
تحدث سعيد متداركا الأمر و هو يسحب منال خارج الغرفة
" لكن هذا لا يعني أن يتعرض مروان لمضاعافات سيكون بيخر اطمأني "
نظرت إليه تتأكد من كلامه و كأن ماسيقوله هو الخبر اليقين
تابع مؤكدا
" نعم ...فحالته لم تكن بذلك السوء "
و ضعت رأسها على صدر أخيها
" سعيد.....شكرا لك "
حينها أحس سعيد بألم جعل قلبه يتقلص
على أخته الصغيرة فقد عانت و تألمت أكثر من أي مخلوق على وجه هذه الأرض
ماذا لو أصاب مروان مكروه ما
مالذي سيحدث لها ؟
أي فكرة شنيعة هي اللتي عرضها على مروان
لكان حتما قد تسبب في موتها
كالقاتل الذي يحكم على ضحيته بالموت قتلا
ضمها إليه بشدة
و كأنه بذلك يعتذر عن تلك الفكرة اللتي لا علم لها بها
قفزت الإثنان فجأة
على استنفار الممرضين و الأطباء
و صوت طنين الأجهزة يدوي في الأرجاء
" مروان !"

( الجزء الثالث و العشرين ........ الحياة )

فتحت الباب على مهل مصدرا صوتا معاتبا
" الآن حتى ذكرتني "
كانت هذه الكلمات اللتي أرسلها صوت باب الغرفة لمنال
التي تقف على عتبته تحدق بالظلمة
و رائحة الغبار تملأ أنفها
" آسفة ... فلم أكن أجرأ..."
قطعت جملتها
فلطالما دخلت هذه الغرفة و كانت الحياة تدب فيها
لم تستطع رؤيتها خالية من الحياة كصاحبها تماما
أخذت نفسا عميقا لكن حزينا
و دفعت بقدمها لتخطو أول خطوة تدخل بها هذه الغرفة اللتي هجرتها منذ زمن
وقفت في منتصفها
تتأمل تفاصلها
كل شيء يذكرها .. لكن عليها دائما أن تتذكر
فالنسيان بمثابة النكران
تحركت تجاه السرير المرتب الذي لم يمس
منذ أن رحل صاحبه عن هذه الحياة
و ما أن جلست حتى تطاير الغبار
تألمت لذلك
كيف سمحت لنفسها بأن تهمل هذه الذكرى
غطت وجهها بكفيها
لتتلاحق الأصوات و تتبعها الصور
لم ترفضها بل سمحت لها بعبور الذاكرة
و الاستقرار أمامها
علها تعتذر لها عن نكرانها
أحست بشخص يجلس قربها على السرير
و يد تستقر على كتفها
ليهمس صاحبها
" أنت هنا ...الجميع في انتظارك "
إلتفت إليه بعينين تترقرق من بين هذه الظلمة
" كيف سمحت لنفسي بنسيانها "
ابتسم لها مروان مزيحا خصلات شعرها خلف أذنها
" من قال ذلك ... ها أنت تذكرينها "
" لكن .."
قاطعها
" منال لا تكوني شديدة على نفسك هكذا .. أنت تحبينها و لم تنسيها ليس من الضروري أن تكون حزينة كي تقنعي نفسك بأنك لم تنسيها ... هذه الحياة منال "
نظرت إلى المكان
" إنظر كيف استحالت هذه الغرفة بعد رحيلها
أحس بها تعاتبني مروان .... لقد أهملتها "
بكت
" كيف لي أن أترك شيئ يخصها يقضي عليه الزمن"
ضمها إليه
يال رقة هذه المخلوقة
"..... و الزمن كفيل بأن تصلحي ما أفسده
لا تقسي على نفسك عزيزتي "
بادلته النظرات لفترة تفكر في ما قاله
لتبتسم بعدها
" شكرا لك "
مال للوراء قليلا متأملا إياها
" أتعلمين رغم هذا الظلام الذي يعم الغرفة
إلا أنك تبدين جميله جدا و كأنك جنية الخرفات "
ابتسمت بخجل على هذا التشبيه
تابع و هو يرفع حاجبه متظاهر بالضيق
" غير أنني أخشى أن يفسد الغبار المتراكم فستانك "
قفزت شاهقة
" لا تقل ذلك ؟"
أخذت تحرك تنورته تتأكد من سلامته
قهقه عالية
" و كيف سترينه و أنت لم تضيئي الغرفة "
نظرت إليه لحظة لتنفجر بعدها ضاحكة
" منال !"
قال و عينيه تعانقان عينيها
" كم أتمنى أن لا تفارق الضحكة وجهك "
أطرقت رأسها خجلة
" و أنا كذلك "
تقدم منها ليرفع و جهها إليه
" بدأت أفكر بالهرب بك بعيدا فلن أستطيع أن أنتظر حتى ينتهي الحفل"
ضربته على كتفه
" ألم تكتفي بالمرة الأولى؟ فقد هربت بي.. بل اختطفتني "
التوت شفتيه بمكر هامسا لها
" و هذا ما يشجعني أكثر على تكرارها "
بادلته نفس الابتسامة
" و هل تجرأ "
رفع حاجبه متحديا
" و لم لا أجرأ ؟"
قالت و قد أعجبها الأمر
" قد يقتلك أخي حينها "
" إن كان لأجلك فاليفعل "
عضت شفتها السفلى لتقول بعدها
"مجنون "
أراح جبينه على جبينها
" بحبك "
تابع
" ماذا هل نفعل ؟"
اتسعت عيناها
" أنت جاد ؟"
أومأ مجيبا
أجابته بالمثل
و عينها تبرقان حماسا
" عروسه أين أنتي؟ "
قفزا الإثنان يلتفتان لصاحبة الصوت
كانت منال الصغيرة
تقف بأزها حلتها مستعدة لمراسم الزفاف
تقدم منها موران ليقبلها و يهمس بشيء في أذناها
ابتسمت الصغيرة و إنطلقت عائدة
" مالذي قلته لها ؟"
سألت منال مستفهمه
" لا شيئ "
أجابها ليمسك بيدها واتجها نحو الباب
تاكد بمن عدم وجود أحد
لينطلقا بعدها نحو السيارة
و ما أن همت منال بفتح الباب
" منال؟"
حتى ناداها أحدهم
إلتفت إلى صاحبة الصوت
التي ما أن رأتها منال حتى شهقت باسمها متفاجئة
" ريـــــم!"
انطلقت ريم لحضن منال
" سامحيني"
طوقتها منال مبتسمة و شيء من حزن اختلط مع ملامحها
فرغما عنها هاجمتها الذكرى
" ماكنت سأسامحك لو لم تأتي يوم زفافي "
نظرت إليها ريم و الدموع تفيض من عينيها
" ألف مبروك يا صديقتي "
شكرتها منال و لحقت بموران في السيارة
التي انطلقت من فورها
حينها خرج الجميع يحدقون بالسيارة المنطلقة بلا حول و لا قوة
لينفجروا ضاحكين بعدها
هتف خالد بالجميع
" لن ندع هذان الاثنان بافساد الأمر علينا دعونا نكمل حفلتنا "
هتف الجميع بعده مؤيدا
و ما أن دخلوا
استوقف شخص خالد
وقفت أمل باستحياء مطرقة الرأس لتقول
" آسفة على مافعلت في المشفى "
صحيح أنها كانت تغطي و جهها عنه
إلا أنه استطاع أن يعرف مدى أسفها
هز رأسه نافيا
" لا عليك كنت أحتاج إلى ذلك كي أستعيد عقلي "




(النهاية ..... )


" مروان بالله عليك أخشى أن يراني أحد هكذا "
أخرج مروان رأسه من صندوق السيارة و هو يمسك بشال كبير في يده
أخرجه من الحقيبة المعدة مسبقا
" لاعليك فلا يوجد أحد في مثل هذا الوقت "
لف الشال الكبير على رأسها غطى كتفيها العاريتين
" و هذا سيقيك من برد المساء"
" دعني أبدل الفستان "
قالت راجية
إلا أنه أمسك بيدها متجاهلا كلامها
و سارا حتى و صلا أمام البحر
ابتسمت له منال و هي تثبت الشال عليها
" كم أنت عنيد ؟"
جلسا على الرمال يحدقان في البحر و مصغيان إلى صوت الموج
و كأنه يعزف سنفونية عنواناها المساء
استلق مروان في حجرها
مررت أصابعها في شعره
" مروان؟.... "
أجابها مهمها
كان يغمض عينيه
" لم جلبتني إلى هنا "
أجابها
" كي أعيد الأحداث للوراء ... إلى هذه النقطة بالتحديد ثم ناتبع و كأن شيء لم يحدث"
تصلبت بيدها لما قاله
يا إلاهي كيف يفكر هذا الإنسان
و تلام على حبه ؟
أمسك بيدها يقبلها
" أريدك أن تنسي تلك الأيام منال و ..."
توقف حين رئا دموعها
اعتدل جالسا
" لم تبكين "
أجابته تمسح دموعها
" أنا لا أبكي .... بل هذا من فرط سعادتي بك "
قال مغيرا الموضوع
" لو لم تضعي مساحيق تجميل لكان ذلك أفضل"
سألته بعدم رضا
" و لم لا؟ ألا يعجبك؟ "
قرص خدها مداعبا
" بلى لكنك أفسدته بالدموع "
ابتسمت خجلة من تصرفها ثم دفنت و جهها في كتفه
" لا الآن حان دور ملابسي للتسخ "
ضربته على كتفه بأن يكف عن ذلك
أحاطها بذراعيه هامسا
" تعلمين بأنني طوع أوامرك أميرتي "
راقبا شروق و الشمس
الذي بعث في نفسيهما الحماس لبدأ حياة جديدة
" ماذا لن تسألينني إلى أين سنذهب ؟"
سألها و هو يساعدها على الوقوف
هزت رأسها نافية
" أنا طوع أمرك "
*************************
ما أن دخلا الغرفة حتى اكتشفت منال بأنها هي نفسها الغرفة التي حجزها مسبقا
إلتفتت إليه
" لقد رتبت لهذا مسبقا أليس كذلك ؟"
هز كتفيه متظاهرا بالبرائة
" قد تكون مصادفة "
ردت عليه و هي تشير للحقائب
" و هذه مصادفة أيضا ؟"
حك ظهره مغيرا الموضوع
يبدو أن رمال الشاطئ هاجمت ظهري
ضحكت منال عليه و قالت مجارية إياه
" اذهب و استحم "
ابتسم لها
" سأفعل لكن إياك أن تنام هذه المرة "
طغت الحمرة و جهها لكنها قالت لتغطيها
" لا أعلم فقد أبقيتني مستيقظة طوال الليل "
خلع قميصة و دخل الحمام قائلا
" لا بأس سأعرف كيف أتصرف معك "
حين خرج و جدها تقف على الشرفة تراقب من خلف زجاجها
و قد استبدلت فستانها الأبيض
بقميص طويل من الحرير زهري اللون و تركت شعرها منسدلا على كتفيها
أحاطها مسندا ثقنه على كتفها
" مالذي تفكرين به ؟"
إلا أنها لم تجب
أدارها لتواجهه ليسألها قلقا
" منال مالأمر ؟"
هزت رأسها بلا شيء
أمسك بذقنها لتواجه عينيه
" بم تفكرين؟"
لم تجد خيار آخر
قالت
" ماذا لو حدث شيء ..."
فهم ما تقصد ابتسم لها
" لن يحدث شيء ..... بإذن الله "
بقيت تحدق بعينيه فترة مفكرة
لتقفت بعدها على أطراف أصابعها مطوقة عنقه
ترفع نفسها إليه هامسة
" سأبقى إلى جانبك دائما "
" لن أتركك أبدا ... "
كان هذا عهدا أبديا بين عاشقين عانا الكثير و مستعدان لمواجهة الكثير الكثير
لأجل أن يبقيا معا
تمـــــــــــت

تجميع ورد الجوري

تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -