بداية

رواية يوميات طبيب في الوادي -2

رواية يوميات طبيب في الوادي - غرام

رواية يوميات طبيب في الوادي -2 

الوصول إليه حتى صوتى بدأ بالضعف وحاولت أن أنبه الطارق على الباب أن يكسر الباب وبدا لي أنه سمعني وسمعت هرج ومرج على باب سكنى وتم كسر الباب بمعرفة الممرضات والعاملة وكان الليل قد قرب على الإنتصاف وما أن رأوني على حالتي هذه إلا وكادوا يصرخوا ولكني أشرت لهم أن يرفعوني على السرير ويحضروا لي محلول ملح وتركيبه في وريدي وحدث ماطلبته ودخلت في شبه غيبوبه ولم أفق منهاإلا قرب الفجر وقد بدأت حالتي تتحسن قليلا لكني غير قادر علي النهوض من سريري وتناولت بعض المضادات الحيوية التى تنفع في هذه الحالة ولفت نظري أن احدى الممرضتين هي من بقت معي طوال الليل تخدمنى وتراعيني وهى نفس الممرضة التى كنت أصحبها عند حنان وشعرت أنها تتعامل معي بشكل فيه حنية حتى أني لاحظت الدموع في عينيها ولكنها حاولت أن تخفيها عني فهي فتاة رقيقة بها شئ من الجمال حيث أنها من مدينة المنصورة ومعروف عن بنات المنصورة جمالهن وحسنهن وظلت معي حتى أشرقت الشمس وأحسست أنها متعبه فطلبت منها أن تذهب لسكنها وتستريح وتأخذ هذا اليوم أجازة ولكنها رفضت أن تتركني وبعد أن عاد لي عقلي بدأت أتساءل هل أحد وضع لي السم في الأكل هل أبلغ النيابه أم أن هذا عارضا نتيجة تلوث الطعام ودارت الأسئلة بتفكيري ولكن خشيت ان أتهم أحدا دون دليل فتكون عداوة لا أعرف إلي أين ستأخذني وقررت أن أسكت علي الموضوع وأخبرت العاملين أنى في أجازة مرضية وأن يخبروا المرضي أني مريض وأنتشر الخبر في البلد كلها بسرعة البرق وبدأ توافد بعض من تربطني بهم علاقات طيبه وكنت قدمت لهم خدمات وأستمر حالي علي هذا الوضع وأنا راقد في سريري لاتستطيع قدماي علي حمل جسدي وبدا على شكلي الهزال من كثرة مافقدت من سوائل وأمتناعى عن الأكل وقبل المغرب بقليل جاءت الممرضة وأخبرتنى أن هناك من يريد أن يزورني فسألتها في تعجب فلم يحدث طوال اليوم أن اخبرتني أن أحدا يطلب الزيارة وكانوا يأتوا لي مباشرة فسألتها من الذي يريد الإذن بالزيارة فتبسمت بسمة خبيثة وقالت أتحب أن تعرف فشعرت بإستفزاز من كلامها وقلت لها أخبريني من؟ فقالت إنها حنان ومعها صديقة لها ولم أصدق ماقالته ولكن وجدت في لحظات فتاتين يغطيان وجههما ويدخلان وما أن رأيتهما حتى تأكد لي أنها حنان فقلبي قد عرفها ورائحة العطر أعرفها وأقتربت مني ورفعت غطاء وجهها ووجدت في عيونها دموع محتبسة خلف جفونها لكنها أبدا لم تفقد بسمتها وكأنها تداري بها دمعتها وسألتني ماذا حدث لي وكيف حدث وعندما سمعت ما حدث أنهمرت الدموع من عينيها وطلبت مني بهمسات أن أعتني بنفسي وقالت لو كنت أستطيع ماتركتك ولكني قاطعتها وقلت لها يكفيني مجازفتك بالحضور ولو أعلم أن ماحدث لي سيجعلني أراكي لفعلتها بنفسي فتبسمت وأمسكت يدي على إستحياء وطلبت مني أن أسمح لها أن تذهب وشكرتها وأنا أتمنى ألا تمشي وتتركني ولكن الليل قد دخل ويجب أن تعود لبيتها وما أن خرجت حنان وصديقتها توجهت بنظري تجاه الممرضه والتى حضرت اللقاء كله وشاهدت مادار بينى وبين حنان وجدت دموعا بعينيها والحزن يغطى وجهها وبدأت أتساءل ماذا بها وما سبب بكاؤها ؟

هذا ماسنعرفه في الجزء القادم

الجزء السادس

مر يومان وأنا في سريري أكاد أن أتماثل للشفاء وفكرت فيما حدث هل كان بفعل فاعل أم أن ألأمر حادث عارض نتيجة تلوث الطعام وتوصل تفكيري أنه ليس معقولا أن يضعوا لي السم في الطعام ولاحظت غياب تلك الممرضة التى سهرت وأعتنت بي وأستدعيت الممرضة الأخرى وسألتها أين ناديه فأخبرتني أنها ذهبت للمدينه منذ ساعتين وطلبت ألا نخبرك وأنفعلت عليها فكيف تخرج من الوحدة دون إذن مني وثارت ثائرتي فهاتان الممرضتان مسؤليتي ويجب أن أحافظ عيهما وأخبرتها أن تأتيني ناديه فور وصولها وبينما لم أكمل كلامي حتى وجدت نادية واقفة أمامي وبيدها لفافه كبيرة بدا أنها هديه ولم أتمالك نفسي وصرخت فيها كيف تخرجين بدون إذن مني ومن سمح لك بهذا قابلت نادية صراخي فيها وإنفعالي بدموع إنهمرت بسرعه وأسرعت وأختفت من أمامي بعد أن تركت ماكانت تحمله في يدها علي الطاولة بجانبي وفكرت لما فعلت معها هذا؟ ولما عاملتها بهذه القسوة ؟ أتستحق مني أن أعنفها هكذا وهي من وقفت بجانبي في مرضي حزنت وأحسست بالندم ورق قلبي لحالها وفسرت تصرفي هذا على أني لا أريد أن تتعلق بي ومضى باقي اليوم ولم تحضر أو تسأل عني وسألت زميلتها عنها فأخبرتني أنها تجلس في غرفتها ولاتريد أن تتكلم مع أحد وزاد ندمي وأحسست أني ربما ظلمتها وهى لم تفعل هذا إلا من أجلي ومضى الليل ولم تسأل وأصبح قلبي مشغول بحنان وعقلي يفكر في هذه المسكينه ناديه فيبدو أنها قد وقعت في الحب وعندما جاء الصباح نزلت للعيادة ومعى همومي بين ضلوعي هم بسبب العاملين بالوحدة وهم ناديه وما سيحدث معها وهم اكبر هو كيف سأرى حنان وقد أشتقت لهاوبدأت بالعاملين وجمعتهم وأخبرتهم أني سألغي الكشوفات الخارجية نهائي وسأكتفي بعملي داخل الوحدة وكنت أعلم أن هذا أكبر عقاب لهم فلن يكون لهم اية مبالغ إضافية وكان رد فعلهم هو التساؤل لماذا أفعل هذا معهم ؟ مالجرم الذي أرتكبوه ؟ ولم أفصح عما بداخلي وسكت ولم أريحهم بأي جواب ووجدت نادية تقف بالقرب من باب العيادة تختلس النظرات من بعيد وعلى وجهها الحزن وناديت عليها وطلبت منها أن تأخذ ما تركته في سكني ولكنها أخبرتني وتكاد دموعها تتساقط على خديها أن ما أحضرته هو هدية لي وهذا سبب نزولها دون إذن وتبسمت لها محاولة مني أن أخفف عنها حزنها وشكرتها على حسن صنيعها معي وطلبت منها ألا تكررها مرة أخرى مهما كان السبب وعادت إبتسامتها لوجهها مرة أخري وأكملت الكشف علي المرضى وصرفت لهم العلاج وصعدت إلي سكني وقبل أن أبدل ملابسي وجدت أحد العاملين يقف على الباب يطلب الدخول وسألته لماذا جاء وأخبرني أنهم يريدونى أن أعود عن قراري حيث أن مرتباتهم لاتكفيهم ويعتمدون على هذا الدخل من الكشوفات الخارجيه وطمأنته أنني لا أريد أن أضيق عليهم ولكن عليهم أن يلتزموا بتعليمات الوزارة في كل الأمور ووعدني أنهم جميعا سينفذون ما أطلبه منهم وأنتهت مشكلتي وهمى الأول وتناولت طعامي وإرتحت قليلا وبعد العصر جلست أمام سكني ووجهت نظري الي النيل والأرض الخضراء التي تحيطه من الجانبين وأشجار النخيل

تتتنشر علي مساحات واسعه في مشهد خلاب وتذكرت في هذه اللحظات من قال الخضرة والماء والوجه الحسن وهنا قفزت صورة حنان وأمتدت بإتساع خيالي وتلقفتها وتأملت حسنها ورقتها وعذوبة صوتها وتحسست يدي لعلي أجد أثر يدها علي يدي وبدا وكأني أتنفس من عطرها وأحدث نفسي هذه أولي خطواتي في الحب وأسألها متي سأراكي وماذا أفعل في ظل هذه الظروف الصعبة وظللت علي هذا الخيال بين الرؤى والأحلام تطوف بخيالي حتى أفقت من خيالي علي
سؤال من ناديه هل أريد شيئا وقد لاحظت أنها بكامل زينتها وأسدلت شعرها الأشقر علي صدرها وأنتابني الخوف والقلق علي نفسي من غواية الشيطان فطلبت منها أن تنزل وحين أحتاج شيئا سأنادي عليها وأحست نادية بالضيق ولكنها إستجابت علي الفور ونزلت وتركتني أفكر ماذا أفعل أمام هذه الفتاة وقد تأكد لدي الإحساس بأنها أحبتني فعلا وما أصعب علي نفسي أن أقسو عليها فأنا أعاني من نفس معاناتها أحببت حنان دون أن أدري ونادية أحبتني دون أن تخطط لهذا هذه هي لعبة القدر فمن منا يعرف متى يغزو الحب قلبه ويعود ويأخذني الشوق مرة أخري لحنان وفكرت لما لا أقوم بزيارة مدرستها التي تعمل بها وهذا لن يكون غريبا فهذا جزء من عملي زيارة المدارس في نطاق القرية ومتابعة الحالة الصحية للتلاميذ وأستحسنت الفكرة وبدت لي بوادر إنفراجه لحالة البعد التى بيني وبين حنان وألقيت بنفسي علي سريري وتأملت كيف سيكون اللقاء ووقع المفاجأة عليها حين تراني ونظرت على الطاولة التي بجواري ورأيت هدية ناديه وأمسكت بها وفتحتها وإذا بي أندهش فهي عبارة عن عروسه جميلة تحمل في يدها قلب وكأنها تقدمه لأحد تعجبت فالهديه غالية الثمن وقد تكون كلفتها مرتب شهر فأي حب مجنون هذا الذي يفعله بنا وأصبحت في حيرة من أمر هذه الفتاة المسكينه كيف أتصرف معها ؟هذا ما سأخبركم به في الجزء السابع

الجزء السابع

أستيقظت من نومي مع أذان الفجر كعادتي وتوضأت وصليت وسحبت كرسي وجلست خارج السكن أتأمل مشهد النيل الرائع والمراكب تسير علي صفحته والصيادون ينتشرون جماعات فوق مراكبهم يلقون بشباكهم متوكلين علي الله سعيا علي الرزق والشمس مازالت تخترق السماء على إستحياء وتلقي بأشعتها على المياه لتشكل نجمات ذهبية على سطح الماء وكأنه فستان عروس ممتد على صفحة النيل مرصع بالماس والذهب وبينما أنا سابح بخيالي في جمال و روعة المشهد أمامي فإذا بي أنتبه ليد أنثى تحمل صينيه عليها كوب من الشاي وقطع من الكيك ورفعت عيني فوجدت ناديه أمامي وهي تلقي بإبتسامتها على وجهي ومددت لأمسك بكوب الشاي ولامست يدي يدها ربما بقصد منها لا أعرف وأحمر وجهها ولمعت عيناها والصمت يسود المكان إلا مما قرأته في عينياها من حبها لي وغيرتها من حنان ولكي أزيل عن وجهها الخجل وأبعد عن نفسي وساوس الصدر طلبت منها أن تستعد لنذهب الى إحدى المدارس لمتابعة التلاميذ ولاحظت في عينيها إستنكار وتعجب من هذا الطلب فهي ذكية وأستطاعت أن تفهم سبب الزيارة وبخبث مني قلت لها يمكنك ان تبقي وتأتي زميلتك معي

بدلا منك لأني أتعبتك كثيرا لم تتركني أكمل كلامي وبعفويه شديدة قالت لا أنا أريد أن أكون معك في كل تحركاتك قالتها وأسرعت تنزل الدرج بسرعه وكأني قد حددت لها موعد غرامي ستقابلني فيه

وبعد أن أنتهيت من الكشف علي المرضى وقبل أذان الظهر توجهت ومعي ناديه الي المدرسة التي أعرف أن حنان تعمل بها وهي تبعد عن الوحدة ربع ساعه مشيا على الأقدام وأنا أفكر كيف ستكون المفاجأة على حنان فأنا أفكر في حنان وعيني تلمح ناديه وهي تمشي بجواري ترتدي زى التمريض وتحمل شنطة الكشف ورغم هذا بدت بجمالها الطبيعي ووجهها عليه علامات السعاده وصلنا المدرسه وما أن شاهدنا عامل المدرسه فأسرع وأخبر مدير المدرسة ليكون في أنتظارنا ورحب بي ودخلنا مكتبه وبعد تقديم واجب التحية طلبت منه أن يرسل لي تلاميذ كل فصل مع مدرسه أو مدرسته فقط وهكذا توالى الكشف على التلاميذ وفجأة جاءت حنان ومعها تلاميذ فصلها وحين رأتني بدت الدهشه علي وجهها وسرعتم ما إختفت علامات الدهشه لتحل محلها إبتسامتها التي تخترق وجداني وأحسست براحه في نفسي وسحبت لها كرسي لتجلس قريبة مني وتوجهت بنظري تجاه ناديه وطلبت منها أن تسجل حرارة كل طفل علي الإستمارة الصحيه وتعجبت ناديه وكأنها تريد أن تقول لماذا هذا الفصل بالذات وكانت أيضا الإجابه لديها وتنبهت إلي حنان وهي تطالع في وجهي وقالت لي

دكتور بتفكر كويس

عرفت تتغلب على الظروف
فقلت لها وأنا أبتسم لها
حنان حقيقي لازم نشوف حل ما عدت قادر علي هذا الوضع أحتاج إليك وفي لحظه خاطفة اقتربت مني وسألتني
هل هذا حب ؟
وغلفت سؤالها بإبتسامة تدل على أنها لا تسأل بل تعرف الإجابه فهمست لها بكلمة بحبك
وأحمر وجهها وأنتابتها لحظة خجل وأدارت بوجهها عني تداري خجلها وأتحول بعيني تجاه ناديه فإذا بوجهها علامات الغيظ والغيرة وتكتمها في نفسها وبين دقيقه وأخري تحاول أن تسألنى سؤال عن طفل ما وكأنها لاتريد أن أتكلم مع حنان أو أن أنتبه لها وبعد أن قامت ناديه بتسجيل حرارة الأطفال قمت أنا بمعاينة كل طفل منهم ظاهريا وأخبرت الأطفال بأني سوف أحضر الإسبوع القادم في نفس الموعد وهذا ليس موجها للأطفال بل لمن يهمه الأمر وفهمت حنان الرسالة وودعتني وتشابكت يدي بيدها كأنه عناق بيننا وأنتهى عملي بالمدرسه وعدت الي الوحدة مع ناديه وهى تحاول أن تتكلم عن حنان ولكني حاولت ألا أرد حتى لا تتمادي أو أجرحها بكلمة فأنا أعرف أنها تحبني .
ومرت الأيام وأنا ألاحظ تقرب نادية مني ومحاولاتها المستمرة للفت نظري لها فكثيرا ما كنت أجدها تطلع سكني وفي أثناء وجودى بالعيادة وتقوم بتوضيب حاجياتي وغسل ملابسي وإعداد الطعاموحاولت أكثر من مرة أن أمنعها ولكن كانت دائما ترجوني أن أتركها تفعل هذا فهو يسعدها وكنت حريصا ألا أصعد للسكن وهى موجودة فيه خوفا من وساوس الشيطان ومن نفسي .
وفي يوم من الأيام كنت خارج الوحدة في زيارة وديه لأحد الأشخاص في القرية وعدت في وقت متأخروما أن صعدت الدرج حتى أحسست بوجود حركة داخل مسكني وتعجبت من يكون في مسكني في هذا الوقت المتأخر ونظرت من فتحة الشباك فكانت مفاجأة
فهل ياتري من سيكون بالسكن ؟

هذا ماسنعرفه في الجزء الثامن

الجزء الثامن

عدت متأخرا من إحدى الزيارات في القريه وعند صعودي الدرج في مسكني بالوحده سمعت حركة بالشقه فتعجبت والوقت متأخر والسكون يخيم علي الأجواء ونقيق الضفادع وصرصور النهر يخترقان السكون ويعلنان عن الليل وعتمته إلا من شعاع ضوء من غرفتي ينير مسكني ونظرت من فتحة الشباك فوجدت المفاجأة إنها ناديه تجلس على كرسي بجوار نافذة أخري تطالع النيل وشارده بفكرها ولم تشعر بخطى قدماي وطرقت الباب وأنا بداخلي خوف من تواجدها في هذا الوقت المتأخر من الليل ودخلت وما أن رأتني حتى أنتفضت واقفه وكأنها تريد أن تقترب مني ولكني بادرتها بسؤال حتى أوقف أي تصرف منها وسألتها لماذا تجلسين في سكنى وأين زميلتك والعاملة ؟ فأجابتني أنها لم تستطع النوم وهما قد نامتا ورغبت أن أتكلم معك وأنتظرتك حتى تعود من الخارج . كنت استمع لها وأحاول أن أسيطر على شيطاني فالموقف ليس سهلا فهي فتاة جميلة تحبني وأنا شاب ولي رغباتي والأمر مهيأ وولكني كنت أستدعي إيماني وأفكر في العاقبه وسألتها ماذا تريدي أن تتكلمي فيه ألا كان من الممكن أن تأجليه حتى الصباح فقالت بدلال وعيونها تلمع بالحب والنشوة أنها لاتستطيع أن تتكلم معي على إنفراد أثناء النهارولن تكون هناك فرصة كي أتكلم معك بحريه دون أن يتصنت علي كلامي أحد فطلبت منها أن تنزل إلي سكنها وسألحق بها ونجلس وتتكلم كما تشاء وشعرت ناديه أني أتهرب منها وأني أخشاها وأخشي فتنتها وأستجابت لطلبي بعد أن قالت بهمس ناعم مثير سامحني ليس بيدي أنت تعرف معنى الحب وكانت هذه هي المرة الأولى التي تقولها وتذكر أمامي كلمة الحب وشعرت بإرتباك ولكني تداركت الموقف وقلت لها نعم أحب الناس جميعا وبدون حبهم لا أستطيع العيش وتبسمت ناديه وكأنها فهمت ما أعنيه ونزلنا إلى سكن التمريض وجلسنا بالصالة وزميلتها والعاملة نائمتان بغرفة النوم وسألتني ناديه هل تناولت طعام العشاء فأخبرتها ليس بعد فقامت بإحضار العشاء والشاي وجلست أمامي وأخبرتني أنها كانت تنتظر ولم تتناول عشاءها حتي أعود وبدأنا في تناول العشاء معا وأحتسينا الشاي وأقتربت مني قليلا وقالت دكتور أنا أعرف أنك تحب حنان وأنك مغرم بها فماذا تفعل لو هي كانت لاتحبك ؟ فهمت مغزى سؤالها وعرفت أنها ذكيه تريد أن تضعني في مكانها ولكني أخبرتها أن حنان تحبني وظلت تجادلني وتفترض الإفتراضات ولكنى كنت حريص على ألا أعطيها الأمل وبداخلي إحساس بالشفقه عليها وعلى مشاعرها وأحسست أن الأمر قد يخرج عن سيطرتي فإعتذرت لها وأخبرتها أني يجب أن أذهب للنوم حيث أني أشعر بالتعب وكان هذا تهربا من أسئلتها فتركتها وصعدت إلي مسكني أعيش وحدتي وأستدعي حنان إلى مخيلتي علها تطفئ ما أشعلته ناديه بداخلي من مشاعر الرجوله وأخذت دشا باردا يطفي نارا كادت أشعلتها ناديه بإنوثتها ثم ألقيت بجسدي على فراشي أحتضن وسادتي وأدفن رأسي بالأخري كي أطرد شيطاني من نفسي وكان لابد من حل لهذه المشكلة وأنا أنتظر يوم ذهابي إلي المدرسة حسب أتفاقي مع حنان التي أصبحت صورتها لاتفارق خيالي إلا في وجود ناديه فهي تلهيني عن التفكير في حنان بطريقتها كأنثي تحب وتحاول جاهدة أن تشدني إليها
وفي الصباح أكملت عملي بالوحدة وجلست مع العاملين بالوحدة نستأنس بالحديث وسمعت منهم أن هناك جنيه تظهر في الليل وتخرج من مياه النيل إلى الطريق وأن الجميع يعرف قصة هذه الجنيه وما تصيب به من تقترب منه كنت أسمع كلامهم بإستهزاء وسخريه لمثل هذه الخرافات وأنبرى واحد منهم ليتحداني أن أستطيع أن أمشي في هذا الطريق وحدي في جوف الليل وبجنون مني وكتسلية وعدم قناعتي بهذه الأمور قبلت التحدي وأعلنت أني سوف أذهب إلي المدينه وأسهر فيها حتى منتصف الليل وأعود من هذا الطريق وحدي ونرى مايحدث وعندما سمعت ناديه هذا الحديث وما عزمت عليه شهقت شهقة لفتت نظر الجميع وقالت بعفويه لا يادكتور أرجوك لا تفعلها هم يؤكدون والكل يعلم بوجود هذه الجنيه ولكني إستمعت لكلامها وأنا أشعر بالسعاده أنها تخاف علي وتعلنها صراحه وأصررت على موقفي وطلبت من العمال أن ينتظرونى بالوحدة بعد منتصف الليل ليتحققوا من رجوعي وعودتي سليما وفعلا وفي المساء ودعت من كانوا بالوحدة وأنا أرى دموع تحتبس بعين ناديه وخرجت وتوكلت على الله وقضيت الوقت في سينما بالمدينه وتناولت طعامي بأحد المطاعم وبدأت رحلة عودتي بعد أن قاربت الساعه علي الثانية عشر وأخذت طريقي إلى القريه وكان الطريق مظلما وما أن انتصف الطريق حتى بدأت ضربات قلبي تزداد ويتملكني شعور بالخوف من وحشة الطريق وسكون الليل وكأني اسير بين القبور وكلما سمعت حفيف الأشجار تنتابني رجفه في جسدي وبدأت في قراءة القرآن بصوت عالي وأية الكرسي أرددها كي تطمئن نفسي ولكن الخوف كان ومازال في قلبي وبينما أنا على هذه الحال فإذا بطيف يخرج من بين أشجار النخيل المنتشرة على النيل وأستعذت بالله والطيف يقترب مني ولكني لم أستطع أن أتبين ملامحه أهي جنيه حقا أم ماذا يكون في هذا الليل ؟ تزلزلت أركاني وأهتز وجداني ولحظات كأنها العمر كله وأسمع صوت أجش يقول لي قف من أنت ؟ تبينت من الصوت أنه رجل وكان قد إقترب أكثر فوجدته يحمل بيده بندقيه مصوبا ماسورتها تجاهي وأخبرته أنني طبيب الوحده فغير علي الفور إتجاه البندقيه وبدأ بيني وبينه حوار وسار معي على الطريق ونصحني ألا أخرج مرة أخرى في هذا الطريق وفي وقت متأخرمثل هذا وأن هناك تار بين عائلته وعائلة أخرى بالقريه والكل متربص ببعضه وعرفت منه سبب التار وقصته التي لم تنتهي رغم مرور السنين فهي كانت بسبب طفلين تعاركا وأنطلقت أم أحد الطفلين لزوجها في الغيط وأثارته وأستلهمت رجولته لينقض على الطفل الآخر ويضربه بحجر ليسقط الطفل علي الفور ويموت بعدها وتوالت اعمال القتل بين العائلتين وتعجبت بيني وبين نفسي من هؤلاء الناس أين عقولهم ؟ أين دينهم ؟ ولكن الرجل سار معي بكرم منه حتى أوصلني إلى مكان قريب من الوحدة وشكرته على فعلته وتركني لأدخل الوحدة ويستقبلني بعض العاملين فيها وهم متعجبون لشجاعتي وهم لا يعرفون كيف كانت حالتي ومدى الخوف الذي كنت أشعر به وهنأتني ناديه بلهفه على عودتي سالما وجلسنا في حديقة الوحدة أنا وناديه وزميلتها والعاملة وأحد العاملين نتسامر ونحتسي الشاي وكأني عائد من غزوة حققت فيها إنتصارات كبرى هكذا كان شعورهم وهكذا كانت سذاجتهم وأنتشر الخبر في القرية كلها كعادة أهل القرى وكلما جاءني مريض أو مريضة أو مر أحد بالوحدة دخل يهنئني بالسلامة وهكذا أكتسبت نظرة جديدة في عيون أهل القرية ولكن ماكان يشغل بالي في الحقيقه طوال الوقت كيف ستراني حنان بعد هذه الصورة التي أرتسمت بخيال الناس عني وهل هي تعتقد كما يعتقدون أني بطل عائد من غزوة أم أن الأمر مختلف لديها ؟
هذا ماسنعرفه في الجزء التاسع
بإذن الله

الجزء التاسع

كنت متشوقا أن اعرف ماستقوله عني حنان بعد أن عرفت بتجربتي مع الجنيه وجاء موعد زيارتي لمدرستها وصورتها تداعب خيالي فقد أشتقت لها ولبسمتها التي تميزها عن سائر الفتيات اللاتي رأيتهن في حياتي وحاولت أن أثني ناديه عن رغبتها في مرافقتي إلى المدرسة لكنها أصرت أن تستمر معي في كل زياراتي الخارجيه وكان هذا هو عملها الأساسي الذي كلفتها به منذ إستلامي للعمل بالوحدة ولم أكن أرغب في إيذاء مشاعرها أمام العاملين بالوحدة وهكذا وافقت على أن تصاحبني الي المدرسة وتوجهنا اليها وجاء ت حنان وعلى وجهها لهفة وشوق وجلست على الجانب الأخر من المكتب في مواجهتي وطلبت من ناديه أن تقوم بعملها وألا تشغلني إلا إذا كان هناك ضرورة وبدأت التحدث الى حنان وأخبرتها أنني لم أعد قادرا على تحمل هذا البعد وليس معقولا أن أراها كل أسبوع مرة فهذا لايكفيني وأشعر أني محتاج للإنفراد بها بعيدا عن عيون من يعرفوننا ويراقبون كل حركاتنا وتصرفاتنا وتبسمت لي وأخبرتني أنها تشعر بنفس شعوري ولكن ماذا تفعل ظروف الحياة هنا في القريه تختلف عن المدينه ولامتني علي مغامرتي وجنوني ومجازفتي بهذا الفعل وبينما نحن نتكلم فإذا بناديه تتابع حديثي مع حنان وعلي وجهها الغيرة والألم وبين الحين والأخر تحاول أن تقطع حديثنا بتعليق أو طلب ومضى الوقت سريعا وأخبرتني حنان أنها ستسافر الي القاهرة لزيارة عمتها في الأسبوع القادم وكانت فرحتي بهذا الخبر كبيرة ووعدتها أني سوف ألقاها بالقاهرة وسوف أطلب أجازة من العمل وأنصرفت حنان وعدنا إلي الوحدة ولم أكن أصدق ماسمعت من حنان وتخيلت كيف سنكون معا وحدنا بالقاهرة لابد أن أستغل كل دقيقة معها ليكبر حبنا ونروى عطش شوقنا وعشت الساعات أحلم بهذا اللقاء وأنا أسبح بخيالي وأنا أمسك بيدها ونتجول ونسيح في المدينه الكبيرة ونعيش أروع لحظات حبنا وكانت حنان وعدتني أن ترسل لي موعد القطار الذي ستستقله متوجهه الي القاهرة وفعلا عندما عرفت الموعد تقدمت بطلب أجازة من عملي لمدة أسبوع ليحضر طبيب أخر ليحل محلي في العمل .
وما أن عرفت ناديه بطلب أجازتي حتى إنهارت وإنزوت في غرفتها لاتكلم أحدا أوحتي تتناول طعامها وكأنها أعلنت الإضراب عن الطعام وبينما أنا كعادتي أجلس بعد العصرأمام سكني إذا بها تقف أمامي وهى تقدم لي ورقه فسألتها ماهذه فردت هذا طلب نقلي من العمل بالوحده هنا لم أعد أستطيع تحمل كل هذا إما أن تلغي طلب أجازتك أو تقبل طلب نقلي وتوافق عليه وحين أنتهت من كلامها مزقت الطلب وألقيت به من الشرفه وأخبرتها برفضي لطلبها وأن أجازتى لن تطول مجرد أسبوع أستريح فيه وأزور أهلي ولكنها قاطعتني وقالت أنها تعرف أن حنان ستسافر القاهرة وأن ........ولكني لم أدعها تكمل كلامها فقد إنفعلت عليها ونهرتها كيف لها أن تقول هذا وكيف تتدخل في أموري بهذا الشكل وأنهمرت دموعها وأسرعت تنزل الدرج وهي تحاول أن تمسح وجهها من الدموع حتى لايعرف أحد ماحدث وهكذا لا أعرف لماذا لم أوافق علي طلب نقلها أهو إحساس بحاجتي لها وأنانيه مني أم أني أميل لها ؟ لا أعرف ربما لا أريد أن أكسر بخاطرها لو أني قبلت طلب نقلها بسرعه وبهذه البساطه فهذا سيكون فيه إهانة لكرامتها ومرت الأيام وأنا منتظر بلهفة موعد سفري لقد بقى عليه يومان ولابد لي أن أستعد وأرسم تفاصيل كل لحظة سأقضيها مع حنان في القاهرة والأحلام تتسع والخيال يزداد بهجه وروعه .
مر اليومان وجاء موعد سفري وفي الصباح توجهت إلى محطة القطار بعد أن ودعت جميع العاملين وودعت ناديه وطمأنتها أني سوف أعود بعد الأجازة ونتكلم في كل شئ وكانت تخفي دموعها خلف جفونها حتى لاينفضح أمرها .
أمام القطار وقفت أترقب وصول حنان بلهفة وشوق والدقائق تمر سريعا ويقترب موعد قيام القطار ولم تظهر حنان .
ماذا حدث هل ستأتي أم أن هناك ما غير موعد سفرها
هذا ماسنعرفه في الجزء العاشر بإذن الله

الجزء العاشر

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -