بداية

رواية بين الامل والالم اسطورة -11

رواية بين الامل والالم - غرام

رواية بين الامل والالم اسطورة -11

شادن : لما جيتو باركت لماما وبابا وطارق وبعدين جيت دقيت وما فتحتي ورحت ورجعت لما جات شهد تبي تبارك لك لكن لا حياة لمن تنادي ولما نامو أهلي كلهم رجعت ودقيت لما فتحتي قسم بالله قلت البنت ماتت كل هذا دق وما صحيتي ..ثم تكلمت بحماس وفرح شديد وهي تقترب من أمل لتحضنها .. إلا ما قلت لك مبروووووووووك مبرووووووووووك يا عمري ..وحضنتها بقوه وهي تقول .. إلحين صرتي مرت أخوي وبنت عمي ..وصرخت بحماس .. ياهوووو مين قدي .
ضحكت عليها أمل وعلى خفت دمها حتى أدمعت عيناها من الضحك : هههههههههههههههههههه الله يقطع شرك كل هذي فرحه ..وأكملت بجدية مصطنعة .. الله يبارك فيك وبس أهجدي راح تصحين الناس من صراخك .
شادن بفرح : والله لو موب الحين الليل والناس نيام كان زغردت من فرحتي .
أمل ابتسمت لها بحب : الله يبسطك أكثر وأكثر إن شاء الله .
عم الصمت للحظات ثم قفزت شادن وجلست بالقرب من أمل وهي تقول : أمول ليش ما تبين حفله كبيره فالاستراحة والله بنتونس .
أمل بحزن : شادن أنتي أكثر وحده تعرفين إني لساتني ما نسيت ولدي كيف أفرح وهو لسه ماله إلا أقل من أسبوعين أنا ما أحد عليه لا والله لكني نفسي مكسورة من موته ..ونزلت دمعتين ومسحتها بسرعة ..
تأثرت شادن من كلامها وقالت بحزن : آسفة أمل ما فكرنا بالشيء هذا خلاص على رايك تكون بالبيت بس ..ابتسمت وتكلمت بحماس.. من بكره تخرجين معنا أنا وشهد للسوق عشان تتجهزين للحفلة ها إيش قلتي ؟؟
هزت أمل رأسها بنفي وأكملت : لا ما أبي شيء من السوق ولا أبي أروح والحفلة بسيطة يعني ماله لزوم التشري .
شادن باعتراض : لا يا عمري تروحين وأنتي ما تشوفين الطريق والحفلة راح تتجهزين لها وبعدين تروحين لزوجك بجلابيات بيت وتنانير وبلايز بس لا ما حزرتي .
اعترضت أمل هي الأخرى : ليش إيش فيها ملابسي وبعدين أنا ما ألبس إلا كذا ..
قاطعتها شادن : لا والله هذي الملابس عند الناس لكن زوجك لا , زوجك تلبسين له بناطيل وبديات وتنورات قصيرة وشورتات وبجايم و تعرفين الباقي .
شهقت أمل بفزع واعترضت : لاااا ما أقدر ألبس كذا ..وتخيلت شكلها وهي تلبس الملابس التي وصفتها شادن وأحمر وجهها وأكملت بنفي .. لا مستحيل ألبس كذا ما تخيل شكلي ألبسها وأنا عمري ما لبستها .
شهقت شادن بذهول : لا جد أمول ما قد لبستي مثل هذي الملابس أبد ..هزت أمل رأسها بإيجاب وأكملت شادن بتساؤل مخلوط بدهشة .. ليش طيب ؟
أمل بجديه : يعني بالله متى ألبسها أول عمري فبيت أبوي وطبعاً ما يجوز ألبس هالملابس قدام أبوي وبعدين ..قالت بمراره ..بيت سعود كنت وحدي من البيت للمدرسة سعود ما أشوفه أبد ولما رحت للمشغل ما يصير ألبس قصير أو بنطلون قدام الحريم وإنتي تعرفين إن عورة المرأة من المرأة مثل عورة المرأة من محارمها يعني إذا لبست قصير تظهر عورتي وهذا إللي ما أبيه .
شادن بذهول واستغراب تساءلت : طيب أنا ألبس بجايم وقصير قدام أبوي وأخوي يعني إللي أسوي ما يجوز ؟؟
أمل بهدوء : لا ما يجوز وهذا اللي كنت أبي أفهمك من البداية أنك ما تلبسين هالملابس قدامهم أتذكر مره حضرت داعية لمدرستنا وقالت قصة أثرت فالكثيرين ..تنهدت واستغفرت ثم أكملت .. تخيلي قالت إن بنت يمكن عمرها خمسطعش أو سطعش فسجن الأحداث سألوها عن سبب تواجدها فيه قالت أن أخوانها كلهم اغتصبوها ولما سألوها عن السبب قالت لهم إنها دايما تلبس قدامهم البـــنـــــطــــــلـــــون << والله قصة حقيقية قالتها لنا داعية .
شهقت شادن بعنف ووضعت يدها على فمها من التأثر وقالت بحزن : ياااا الله لهالدرجة وصل الانحطاط يا رب ارحمنا .
أمل بجديه : وأكثر والحين صاروا البنات ما يبالون يلبسون قدام أخوانهم القصير و الشورت نسيوا أو تناسوا إن اللي يشوفوهم بشر من لحم ودم حتى لو كانوا أخوانهم .
شادن بهدوء وامتنان : مشكووووره أمل إنك نبهتيني لهاشيء وأنا صراحة من قبل ما كنت أبالي .
أمل : العفو حبيبتي أنا كنت أتضايق من لباسك لكن أسكت وقلت لازم يجي يوم وأنبهك .
صمت الطرفان لمدة بسيطة وغرقت كلاً منهما في التفكير .
تكلمت شادن بمكر : أها إذا قدام الإخوان ما يجوز يعني ما عندك حجة تلبسين عند زوجك هذي الملابس .
احمر وجه أمل وردت بخجل : لا تحاولين ما راح أروح معكم .
شادن بإصرار : لا لازم تروحين .
أمل بعناد وتهز رأسها بنفي : لا لا .
شادن بيأس : خلاص أروح أنا وشهد وبكذا مالك عذر أبد .
هزت أمل رأسها بإيجاب : براحتكم سوو إللي تبونه .
***************
في اليوم التالي
(الأربعاء)
سهرتا الفتاتان في الليلة الماضية ونامتا بعد صلاة الفجر ولم تستيقظا إلا قبل صلاة الظهر بقليل وقد أنبتهما أم طارق على تأخرهما وقالت لابد من العمل بسرعة لإنجاز أعمال الحفلة التي ستقام وكذلك الذهاب للتسوق فأخبرتها شادن برفض أمل للذهاب فحاولت معها أم طارق ولكنها أصرت على الرفض فأوكلت مهمة التسوق على شادن وشهد وقامت هي بالإشراف على ترتيبات الحفل ودعوة الحضور وغيرها من أعمال أما أمل فخضعت لإصرار شهد بأن تجلس تحت يدي خبيرة تجميل لعمل أقنعة لبشرتها وشعرها .
**
وفي المساء ..
عادت الفتاتان محملتان بالكثير من الأكياس وحملتاها إلى غرفة النوم التي أهداها أبو طارق لولده بمناسبة زواجه وبعد ترتيبها نزلتا إلى جناح الضيوف حيث أمل التي كانت تحت يدي خبيرة الحناء وجلستا حتى يتم دورهما .
********
في اليوم التالي (الخميس)
يــــوم الحــــــــــــفلة ..
في الصباح ..
جلست أمل مبكراً فلم تنم في الليلة الماضية إلا قليلاً فكلما غفت زارتها الكوابيس والأحلام المزعجة ثم تصحوا فزعة ففضلت ألا تنام فجلست في الصالة تشاهد التلفاز حتى سمعت أحدهم يطرق الباب فنهضت لتفتحه فوجدت أم طارق وهي تحمل صينية بها شطائر وكوبان من الحليب .
رحبت بها أمل بحب : هلا والله حياك يمه ..ومدت يدها لتحمل الصينية عنها.. هاتي يمه أشيل عنك .
رفضت أم طارق وأكملت سيرها : لا أنا بشيلها أنتي عروس نخدمك موب تخدمين ..ونظرت لها بابتسامة محبة ..
خجلت أمل منها وسارت وجلست مقابلة لها وردت لها الابتسامة بصمت .
جلستا تفطران بصمت لدقائق إلى أن قطعت أم طارق الهدوء بسؤال صعب ومحرج للغاية على أمل فقالت بتساؤل : أمل ما أدري أحسك موب موافقة برغبتك على الزواج يا بنتي ؟؟ إذا شيء فخاطرك قوليه أنا مثل أمك ؟؟
تلعثمت أمل بخجل خالطه الكثير من الحزن : لـ لا لا يمه أنا موافقة برغبتي بس ..صمتت وحدثت نفسها "ليتك تدرين إني أنا عرضت على طارق يتزوجني لو كان ما قلتي هالكلام" وتكلمت بعد ثواني .. بس أنا خايفة شوي ومتوترة .
أم طارق بحيرة : لا بس أحس فيك شيء ..وأكملت وهي تتفحصها بنظره الأم الحريصة .. طلعي إللي بقلبك حبيبتي ما يصير تكتمين .
أمل بحزن : لا يمه والله ما فيني شيء بس تجربة زواجي الأولى أثرت فيني عشان كذا أنا خايفة شوي لا تقلقين أنا بخير .
تنهدت أم طارق براحه : الله يريحك والله كنت خايفه يكون فيك شيء ..وأكملت بجديه .. بعدين طارق طيب وحنون موب عشانه ولدي امدحه لا والله بس أنا أشوف كيف تعامله مع الناس و إن شاء الله ما تنظامين معه .
حدثت أمل نفسها "بلاك ما سمعتي كلامه إللي مثل السم " وردت بمجاملة : إن شاء الله يمه .
نظرت أم طارق لساعتها وتكلمت بعجلة : يلااا حبيبتي صارت الساعة إحدعش بروح أصلي الضحى واصحي البنات عشان الكوافيره راح تجي الساعة وحدة الظهر .
هزت أمل رأسها بإيجاب وهي تنظر لأم طارق التي خرجت من باب الجناح فنهضت هي الأخرى لتصلي الضحى وتستحم حتى تستعد لحضور الكوافيره وهي تسير ناحية غرفة النوم تذكرت ما حصل الليلة السابقة وابتسمت
((عندما عادت شادن وشهد من السوق جلستا وهما تلهثان من التعب تمددت كل واحدة منهما على مقعد فضحكت أمل على شكليهما بصوت منخفض وهي تضع يدها على فمها حتى لا ترتفع ضحكتها انتبهت لها شادن فرفعت حاجبها الأيسر بسخرية وقالت بغيض : إضحكي إشعليك احنا تعبنا من الطرد فالأسواق وأنتي مرتااااااااااااحه .
انتبهت شهد لهما وضحكت على كلام شادن أما أمل فردت عليها بجدية مصطنعة وهي تكتم ضحكتها : والله أنا ما جبرتك وقلت يا شادن روحي اشتري لي أنا قلت لك ما أبي شيء لكن إنتي عاندتي .
شادن بقهر : لا والله تبين تلبسين عند أخوي جلابيات بيت ..ونظرت إلى شهد وأكملت بسخرية .. سمعتي يا شهد مرت أخوك المصون ماتبي تشتري شيء .
ضحكت شهد بخفة : خلاص شادن أكلتي البنت شوفي وجهها كيف صار ..ونظرتا إلى أمل التي تحول لون وجهها على الأحمر من الخجل والغضب معاً فانفجرتا ضاحكتين ..
أما أمل فضحكت معهما قليلاً ثم صمتت .
وعندما توقفتا شادن وشهد عن الضحك قالت شادن بحماس بعد أن استوت في جلستها : فاتك أمول ما شفتي الفستان صراحة شي روعة ..وقالت بتكبر مصطنع .. طبعاًً ذوق شادن والأجر على الله ..ولم تشعر إلا بمخدة صغيرة على وجهها فأبعدتها وهي متفاجأة ونظرت إلى الفتاتين الغارقتان بالضحك و نقلت بصرها بينهما وعلمت أن مصدرها أختها فنهضت على حين غرة منها وهي تحمل ذات المخدة وانهالت بالضرب على أختها التي كانت تبعدها وهي تضحك والأخرى كذلك وهي تقول ..ههههههههه ليش ترمينها علي هاااا ؟؟
تكلمت شهد بعد أن أبعدت المخدة عنها وهي تتنفس بسرعة من الضحك :
والله محــ ... ــد قال لك تكـــ...ـــذِّبي وتــــ...جحـــ...ـــدين .. تعــــ....ــبي .
ضحكت شادن بحرج وقالت بمرح : أبي أتفشخر شوي عند أمل .
أمل بابتسامة : الناس يتفشخرون بشي صدق موب بالكذب وكمان كذب عيني عينك ..وتساءلت بجدية .. عسى موب عاري ؟؟ ترا إذا كان عاري مستحيل ألبسه .
هزت شادن رأسها بنفي وأكملت بهدوء : لا موب عاري وأصلاً بعد كلام أمس حرمت إني ألبس عاري .
تنهدت أمل براحة وابتسمت بمحبه : أهـ ريحتيني المهم جيبه أبي أشوفه واتطمن .
شهد بابتسامة هادئة : لا خليه مفاجأة بكره .
أمل باعتراض : لا لازم أشوفه .
شادن بحدة مصطنعة : لا قلنا مفاجأة يعني مفاجأة ومافيه كلام بعدها .
أمل بعناد : عناد فيك أبي أشوفه .
شادن بعناد أكبر : لااااا ..
قطعت حوارهما خبيرة الحناء بحنق : لو سمحتم أبي هدوء .
صمتت الفتاتان وهما مبتسمتان بحرج .
بعد لحظات لم تستطع شادن الصمود في مكانها وجلست بالقرب من أمل وقالت بحماس ولكن بصوت منخفض : أمول مرره روعه الحنا .
’,كان شكله كهذه الصورة ’,

ابتسمت لها أمل وردت هي الأخرى بصوت منخفض : تصدقين أول مرة أتحنى .
شادن بدهشة : لا والله صدق ليش .
أمل بهدوء : ما ادري دايما نفسي أتحنى لكن أرجع وأقول أتحنى لمين وأنا كنت أغلب حياتي مشتته .
شادن ابتسمت بمواساة وردت : إن شاء الله ما تكون آخر مره .
ردت أمل بابتسامة هي الأخرى : إن شاء الله ..وتساءلت .. إشتريتي لك فــ..
وقاطعت حديثهما الخبيرة للمرة الثانية بغضب خفيف : وبعدييييييييين .
إبتسمت أمل هذه المرة بحرج ))
ابتسمت أمل لهذه الذكرى التي تعد من اللحظات الجميلة المعدودة في حياتها.
لبست جلال الصلاة ووقفت على السجادة ورفعت يديها وقالت : الله أكبر .
**************
*********

بعد صلاة العصر

أتت إليها شادن واصطحبتها إلى جناح آخر في المنزل وكان في الجهة الخارجية مروراً بالحديقة وعندما دخلت شادن وأمل فغرت الأخيرة فاها من كبر المكان وكثرة المعدات وأجهزة التجميل وتلفتت وهي تنظر لأركان الصالة التي أشبة بصالون مجهز بكافة الأدوات التجميلية فقالت بدهشة : ما شاء الله لا قوة إلا بالله مره يجنن هذا المكان ..وتساءلت.. ليش سويتوه ؟
شادن بهدوء : هذا المكان له سالفة ..ونظرت لها أمل تستحثها على الكلام وأكملت .. هذا الله يسلمك بابا سمع من واحد من أصدقائه أن بنته راحت مشغل وبعد مدة اتصل عليها معصب وقال لها تخرج بسرعة وهي استغربت الأمر فالبداية لكنها دفعت الفلوس بسرعة وخرجت لأبوها ولما جلست سألها أبوها شفتي أحد دخل قبل شوي قالت لا كنت فغرفت القص وهي فركن المشغل سألته وهي مستغربة ليش ؟؟ قال لها وهو معصب شفت وحده خرجت عند الباب الظاهر من عاملات المشغل ونادت رجال واقف عند سيارة ودخلته معها , شهقت البنت بخوف وحطت يدها على فمها وبكت وقالت والله ما شفته يبه والله , قالها أبوها مصدقك بس من اليوم ورايح ما فيه مشاغل أبد , قالت بنته إن شاء الله .. ومن بعدها أبوي سوى هالمشغل لنا وكمان فيه كوافيره لكنها الحين مسافرة ونادينا وحده غيرها حتيجي بعد شوي مع عاملاتها .<< القصة خيالية ولكن لا تخلو من الواقع *_-
أمل بهدوء : أهاااا بس تصدقين موب كل المشاغل كذا أنا المشغل اللي كنت فيه كلهم محترمين ولا مرة شفت عليهم شيء غلط .
شادن : أصابع يدك موب سوى .
وقطع حديثهم دخول شهد مع الكوافيرات اللاتي لم يلبثن إلا وبدأن بتوزيع أدوات المكياج وغيرها فسألت الخبير : مين فيكو العروسه ؟؟
شادن بمرح وهي تشير إلى أمل : الحلوه هذي ؟؟
الخبيرة (لارا)ذات الجنسية اللبنانية بهدوء : ما شا الله ما شا الله يخزي العين شو مهضومة وبصراحة بتبيني زغيري كتير (زغيري = صغيره) .
خجلت أمل ولم ترد وردت شادن بمرح : دا من زوئك .
لارا : وهلا بدي أعمل لك شوية أئنعه (أقنعه)على وجك(وجهك)وأما أنتوا ..تشير لشادن وشهد .. هيدولا العاملتين ..تشير إلى عاملتين حضرتا بصحبتها .. هما بيعملولكم o.k .
شهد : طيب لكن نبدأ بعد المغرب .
لارا : ما فيه مشكله ..وأمسكت بأمل وقادتها إلى ركن من الصالة لتبدأ في عمل أقنعة لوجهها ..
***
الساعة الثامنة والنصف مساءً ..
أنهت أمل صلاة العشاء وجلست لتكمل أذكار الصلاة ثم وقفة وخلعت الجلال بحذر حتى لا تفك لفافات شعرها , رتبت السجادة و الجلال في الركن وسارة باتجاه المرآة ونظرت لشكلها في المرآة وهي مستغربة من تغير شكلها فهذه أول مرة تضع مكياج بهذا الحد وهي أصلاً لا تستخدمه كثيراً رغم إتقانها له فكثيراً ما كانت تضعه لليلى وحتى أسماء فقد تعلمته من مراقبة عمل العاملات في المشغل , دققت في شكله الناعم بطريقة متقنة جمعت اللون الفيروزي المدموج بلون الزهر بلمسة خفيفة من اللون الأسود في زاوية العين الخارجية واكتحلت باللون التركوازي الثقيل الذي أظهر جمال عينيها الناعستين و رسمت حواجبها بطريقة مميزة وأضفت اللمسة من الإضاءة بريقاً تحت حاجبيها وأكست خديها عدت ضربات من البلاشر الوردي الذي أكسبها براءة لا مثيل لها و انتهاءً بأحمر الشفاه الزهري الذي أضفى جمال أخاذ عليها .
التفتت إلى لارا الواقفة بقربها والتي تستحثها على الاستعجال لتنهي عمل شعرها ووضع الإكسسوار الخاص به .
**
بعد ما يقارب الساعة ..
وقفت أمل أمام المرآة وهي تنظر بشكلها المختلف بفستانها الأبيض الناعم والذي رسم على جسمها بطريقة رائعة مع ذيل متوسط الطول وكان بهذا الشكل ..




ومررت بصرها على طقم الألماس الفخم الذي أهدتها إياه أم طارق والذي أكتمل جماله بالتاج المصاحب له والذي زين شعرها بطريقة جماليه كما في الصورة ..






وأخيراً مررت يدها على شعرها المسرح بطريقة ناعمة والذي أظهرت مدى جمال شعرها الكستنائي بلمعته الجذابة , تشبه هذه التسريحة ولكن أطول بسبب شعرها الطويل ..






سمعت شهقة فالتفتت إلى مصدرها ورأت شادن التي قالت بإعجاب شديد : ما شاء الله لا إله إلا الله , يااااااااااي أمول شكلك رووووعه ..نظرت لها بمكر وأكملت .. لا أخوي اليوم بيروح وطي مع هالجمال .
خجلت أمل و ظهر احمرار وجهها الذي لم تخفيه طبقات المكياج وردت بخجل : والله حلو شكلي ؟؟
شادن بهيام مصطنع : موب حلو وبس إلا جنان يا شيخه أروح قشطه أنا على هالحلاوه ..وأكملت بمرح.. يا أختي أعطينا شوي من جمالك .
ضحكت أمل : ههههههههههههه ..وأكملت بابتسامة .. والله حتى إنتي تجننين لا تقللين من نفسك .
شادن بذات المرح : لا ما أوصل لك ولا تحاولين .
(كانت شادن تلبس فستان سهره ناعم باللون البصلي من الساتان وتضع على أكتافها شالاً بنفس اللون من الشيفون الناعم وقد ربطته بطريقة رائعة وشكل الفستان هكذا






أما مكياجها كان بنفس اللون مع درجاته حتى ينتهي باللون العودي وأكتحلت بالأسود العربي وبلاشر بذات اللون وكذلك أحمر الشفاه وأصبحت رائعة بحق )
أمل بابتسامة : خلاص كفاية راسي كبر أخاف ما أقدر أشيله .
ضحكت شادن وردت بمرح : هههههههههه لا لا خلاص بطلنا أخف ينكسر راسك وبعدها مين يفكنا من طارق ..ثم هتفت بصوت عالٍ .. يووووووه الله يرجك نسيتيني أعطيك المسكه ..ومدت لها بها..
نظرت أمل إلى المسكه التي بين يدي شادن بإعجاب ومدت يدها وأمسكتها وسرحت وهي تتلمس بتلات الورد الوردي الذي أغراها منظره وكانت بهذا الشكل ..




انتبهت لشادن إللي تكلمها : أمول وين رحتي أنا أكلمك .
أمل بشرود : ها هلا عمري ..وانتبهت لها وأكملت تبرر.. سوري حبيبتي بس جذبني شكل الورد ونسيت نفسي ..وضحكت بإحراج ..هههههههههه ..وأكملت.. إيوه عمري إيش كنتي تقولي .
شادن بابتسامة : شكلك تحبي الورد ..هزت أمل رأسها موافقة وأكملت شادن .. كنت أقول ماما تقول إذا خلصتي امشي نروح جناح الضيوف .
نهضت أمل وهي تقول : أنا مخلصه يلا مشينا .
شادن : يلا .
وسارتا بصمت حتى قالت أمل بحذر : شادن ما تعرفين عزموا أبوي وزوجته ولا لا .
هزت شادن رأسها بالإيجاب وأكملت : إيوه كلمه بابا وكمان ماما كلمت زوجته ..وتساءلت .. ليش تسألين .
خفق قلب أمل بخوف فوجود سلمى يهددها بالخطر وردت بهدوء قدر ما تستطيع : لا بس أسأل .
ووصلتا في هذه اللحظة إلى الجناح وجلست أمل على إحدى المقاعد .
قالت شادن وهي مغادرة الجناح : أمل حصني نفسك .
أمل : أنا قلت أذكار المساء خلاص .
شادن بإصرار : لا حصني كمان زيادة ..هزت أمل رأسها إيجاباً وهي مبتسمة وأكملت شادن .. أنا راح أنادي ماما وأجيب المصورة اللي تنتظر ..وخرجت ولكنها توقفت عندما نادتها أمل وقفلت عائدة إليها وهي تسألها.. إيش تبين ؟؟
أمل بجديه : شادن أنتوا واثقين من المصورة يعني ..
قاطعتها شادن بهدوء : أيوه أكيد واثقين وبعدين هذي تبع المشغل اللي عندنا يعني الصور ما تخرج من البيت .
تنهدت أمل براحه : أهـ الله يريحك طمنتيني خلا ص روحي .
خرجت شادن بصمت أما أمل قرأت الأذكار من جديد وحصنت نفسها ثم غاصت في أفكارها وهي واضعة يدها على قلبها و تقول لنفسها "إيش فيك يا قلبي متلبس البرود وما خفت ولا نبضت إلا من وجود سلمى لها الدرجة ما يأثر فيك إني اليوم بكون مع رجال لوحدي " عندما وصلت لهذا الحد من التفكير هاجت نبضات قلبها حتى أحست أنه من عنفها سيخرج من ضلوعها فضغطت على مكانه بقوة فدخلت أم طارق في هذه اللحظة وفجعت من شكل أمل التي تضع يدها على قلبها وسألتها بلهفة الأم : أمل بنتي إيش فيه قلبك؟؟
رفعت أمل رأسها على سؤالها وطمأنتها بابتسامة هادئة ومتوترة بعض الشيء وأكملت بهدوء : لا يمه ما فيني شيء بس خايفه شوي .
هدأت أم طارق وابتسمت براحة وحب : الحمد لله إن ما فيك شيء والخوف يا عمري شيء طبيعي .
هزت أمل رأسها بصمت وهي مبتسمة ولكن قلبها مازال في هيجانه .
فدخلت في هذه اللحظة المصورة والتي بدأت عملها بنشاط وهمه فتركتهم أم طارق التي استأذنت بهدوء وغادرت .
******

في مجلس الرجال ..

كان الكثير من الرجال ولكنه هو تفرد بالرجولة الطاغية ببشته الأسود وغترته البيضاء الناصعة وثوبه الأبيض وجزمته السوداء اللامعة (كرمتم) و رائحة العودة التي ميزته كان يجلس في صدر المجلس وعن يمينه والده وعن شماله عمه أبو أمل والذي يجلس بجواره صديقه المقرب عبد الرحمن كان ينظر للرجال الذين كانوا منهم من يتحدث إلى جاره في المقعد ومنهم من هو صامت ويتطلع إلى الناس ومنهم من يتحدث إلى مجموعة من الناس ثم ألقى نظرة على والده الذي يتحدث مع الذي بجواره أما أبو أمل فكان مستمتع بالحديث مع صديقه أما هو فكان يشعر بالملل والضيق يجثم على قلبه ولكنه تماسك وأظهر الابتسام والفرحة التي هي أبعد عنه في هذه الليلة انتبه لوالده الذي رن جهازه المحمول ورد على المكالمة باقتضاب ثم أقفله وأعاده إلى جيبه وكلم طارق بهدوء : الحين بنقوم الناس للعشا وأنت أدخل عشان تتصور مع زوجتك .
ظهر الضيق على طارق ليس من التصوير ولكن من كلمة زوجتك وقال باستياء ظاهر : وإيش له داعي التصوير ؟؟
أبو طارق بهدوء وجديه : ياولدي لا تكسر فرحة أمك وقوم الله يرضى عليك.
طارق باقتناع وطاعة طيب ما يصير إلا اللي يرضيكم , بس أنت قوم الناس على العشاء عشان أروح .
أبو طارق برضا : الله يرضى عليك دنيا وآخره ويوفقك ..ثم نهض من مقعده وقال بصوت جهوري سمعه كل الجالسون وانتبهوا له .. يالله يا جماعة الخير أقلطوا حياكم على العشاء .. ثم تقدمهم ووقف الرجال واحد تلو الآخر وانسلوا خارجين من المجلس ولم يتبقى إلا طارق وأبو أمل وعبد الرحمن ..
تكلم أبو أمل بجديه : طارق ما أوصيك على أمل لا تظيمها ولا تقهرها تراها يتيمة والله يقول "فأما اليتم فلا تقهر" وأنا والله واثق من شهامتك وأنك قد المسؤولية ولا ما كان وافقت عليك .
هز طارق رأسه بإيجاب ورد باحترام : أمل فعيوني يا عم إن شاء الله .
نهض أبو أمل وهو يقول براحه ظهرت في صوته : ريحتني الله يريحك دنيا وآخره ..ثم خرج من المجلس ولم يتبقى إلا عبد الرحمن الذي تقدم وجلس مكان أبو أمل ..
عبد الرحمن بخفة دمه المعهودة وهو يبتسم : ها أخبار النفسية عساها تمام؟؟
طارق بهم : أي تمام يا شيخ إلا زفت .
عبد الرحمن بذات الخفة : أفااا وأنا أبو عمر ..وسأله بغباء مصطنع .. ليش؟؟
طارق بنرفزة وقد نهض من مقعده : أقول عبد الرحمن فكني من غبائك كنك ما تدري عن شيء ..وتنهد بهم وألم سكن صدره وأكمل وهو يهم بالمغادرة .. آآهـ الله يعين بس خلاص روح تعش وأنا بدخل عند الهم .
عبد الرحمن بجديه قلما تظهر عليه : طارق سمعت أبوها إيش قال وما يحتاج أزيد لا تحمل البنت ذنب غيرها وصراحة الغلطة غلطتك ليه توافق من البداية ؟؟
طارق بهدوء : خلاص اللي فات مات و إن شاء الله ربي يقدرني أني أتعايش معها بهدوء .
عبد الرحمن وقد وقف بمحاذاة طارق وقال بهدوء : مدام كذا أقول لك ألف مبروك ..وتقدم وصافحه وتبادلا الأحضان وأكمل بمرح ..منك المال ومنها العيال ويلا ضف وجهك ولا أشوفك إلا بعد أسبوع .
شهق طارق بمرح : أما أسبوع كثيير مررره لكن يمكن تشوفني بكره ..وضحك وغادر فلحقته كلمات عبد الرحمن الذي هتف بصوت عالي وهو يقول .. (والله إن شفتك بكره لا تلوم إلا نفسك ) ولم يسمع الباقي ووقف أما الباب وهو يضحك عليه وفي هذه اللحظة فتحت شادن الباب حتى تستقبله ووجدته يضحك فهتفت بمرح : الله كل هذي فرحة الله يديمها عليك ..وأكملت بمكر.. شكل دخول أمل لحياتك بيغير أشياء كثير وأولها هالضحكة إللي اشتقنا لها .
اختفت ضحكته تدريجيا حتى تحولت لضيق وقال بحده : أقول شوفي لي طريق وبعدين اتركي اللقافه عنك سامعة .
شكت شادن في أمره ولكنها قالت بهدوء : الطريق قدامك ما أحد فيه أمش .
أزاحها طارق بهدوء عن طريقة ودخل ..
*********
عند أمل ..
بعد أن أنهت المصورة عملها أخبرتها أنها ستعود لتلتقط لها بعض الصور مع زوجها وخرجت قبل أي كلمة من أمل المصدومة من هذا الأمر وحسمت في قرارة نفسها أنها لن تسمح لهذا الأمر بالحدوث ..
وما إن خرجت المصورة حتى دخلت شهد التي سلمت بهدوئها المعتاد وردت عليها أمل ثم قالت بفرح غامر : مبروووك أمل ألف ألف مبروك .
أمل بابتسامة : الله يبارك فيك وعقبال ما تفرحين بريناد وإياد .
شهد : أمل ما شاء الله شكلك روعه .
أمل بامتنان : تسلمين من ذوقك , أنتي والله تجننين ما شاء الله .
(كانت شهد ترتدي فستان فخم جداً باللون الوردي مرسوم بدقة على جسمها وكان بهذا الشكل ..




أما مكياجها فكان مزيج بين اللونين الوردي والبني بطريقة مميزة والبلاشر الوردي وكذلك أحمر الشفاه فأصبحت كأنها أميره)
شهد بابتسامة : تسلمين بس ما أجي شيء عندك , الله يعين أخوي اليوم لا يروح فيها ..قالت الجملة الأخيرة بمكر..
تلون وجه أمل بالأحمر من كلام شهد التي تذكرت وقالت : يووووه نسيتيني إيش كنت بقول قومي يلا عشان تطلعين فوق .
أمل باستغراب سألتها : ليش أطلع فوق ؟؟
شهد بهدوء وهي تمسك يد أمل لتوقفها : عشان نزفك وإنتي تنزلين من الدرج .
أمل بذعر : لا لا شهد أخاف ..وتخيلت كيف تنزل من الدرج والناس تنظر لها وقالت بخوف .. لا شهد تخيلي أطيح ولا شيء يووووه بعدين إيش أسوي بنفسي .
ضحكت شهد على إنفعالاتها وردت بهدوء : لا يا عمري إن شاء الله ما تطيحين بس إنتي خليك واثقة من نفسك كلها دقيقتين وإنتي جالسه على الكوشة .
أمل بانصياع : أمري لله بس أبي أحد ينزل معي .
شهد بهدوء وهي تمسك بيدها وتخرج معها من الجناح إلى المصعد : إن شاء الله ما نتركك .
وركبتا المصعد إلى الدور الثاني وأجلستها شهد على كنبة قريبة من الدرج وأحضرت لها البخور والعطر ثم ذهبت ونادت شذى التي لبست فستان باللون الأبيض وله من الخلف أجنحة كالفراشة فأصبحت وكأنها فراشة بحق و تحمل بين يدها شمعة بشكل فراشة كبيرة بيضاء و محددة بالكريستال الزهري ..
أوقفتها شهد على بداية الدرج وهي تكلم شادن وتخبرها بأن كل شيء على أتم الاستعداد ثم أقفلت الخط وأمسكت بيد أمل وأوقفتها خلف شذى وهمست لها شهد : لا تخافي يا عمري خليك واثقة من نفسك واقري الأذكار طول ما أنتي تمشين وابتسمي طيب .
هزت أمل رأسها بالإيجاب وهي في قمة الارتباك وابتسمت بتوتر وقالت : طيب .
ثم بدأت الزفة بالآهات والزغاريد التي على وقعها سارت شذى متقدمة أمل على السلم الطويل المنتصف الصالة ثم بدأت الكلمات وسارت أمل ..
أميرة الورد ليه والورد مفتونك
*** ليه بحياته يحاول يشبه ألوانك
كم من فراشة تمنى تلمس غصونك
*** والورد يا ما تمنى يعيش بأغصانك
إذا ابتسمتي يذوب السكر بلونك
*** ويزور شهد الحياه اقلوب خلانك
والليل يغفي ويصحى بس فعيونك
*** والصبح خدك ونور الشمس عنوانك
يا غنوة الحب ليه دايم يغنولك
*** كل القلوب بغلاه صاغتها ألحانك
وأنا بودي أكون السعد في كونك
*** وأكون غنوه تغنى بس على شانك
** زفة أميرة الورد بصوت / محمد السلمان (د : مبدع)
جلست أمل على الكوشة الصغيرة والفخمة المعدة لها وقلبها مازال يخفق بخوف وتوتر من اللحظات التي عاشتها على السلم وهي تنزل وما أن استوت جالسة حتى جاءت شادن وحضنتها بقوه وحب وهي تهمس : مبروووووووك حياتي مبروك .
وردت أمل بهمس : الله يبارك فيك عقبالك .
ابتعدت شادن واقتربت أم طارق التي حضنتها هي الأخرى وبكت الأولى وتبعتها الأخرى ثم ضحكتا بعد أن توقفتا عن البكاء فقالت لها أم طارق بحب وحنان ممزوجة بفرحة غامرة : مبروك ألف مبروك يا يمه .
وابتعدت هي الأخرى واقتربت شهد وحضنتها وباركت لها بحب وابتعدت وتوافدت المهنئات حتى تعبت من تكرار كلمة ( الله يبارك فيك ) .
في زاوية من الصالة المزدانة بجميع ألوان الفرح كان هناك مع كل هذه الأضواء والبهجة قلب مظلم ظلله الحقد وأعمى بصيرته الكره المتجذر في أعماق أعماقه ..
كانت سلمى تحدث نفسها "والله إني أشوف سارة موب بنتها إيش الشبه هذا كأنها ما ماتت لكن والله ما أخليك بحالك راح أخليك خاتم باصبعي زي أبوك وإذا ما سويتها ما أكون أنا سلمى "
نهضت ومشت تجاه أمل الجالسة بهدوء على الكوشة ووقفت أمامها وما إن انتبهت لها أمل حتى ملأ الرعب قلبها من نظرة الحقد المتأججة في عينيها اقتربت منها كأنها تقبلها وهمست بأذنها : تهني شوي وشوفي إيش يصير بعدها .
تملك الخوف من أمل ولكنها نفضت الخوف وتملكتها قوة للرد عليها و همست لها بما شعرت به : وأنا أقولك حسبي الله ونعم الوكيل وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وراح يكفيني الله ما أهمني بمشيئته سبحانه .
انتفضت سلمى من التأثر ولكنها صمتت وآثرت الانسحاب وهي تكابر أي تأثر حدث لها وسارت لمقعدها وجلست بهدوء .
أما أمل فجلست تكرر ’, حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم,’ حتى يزول ما أهمها من ضيق وكدر بسبب كلام سلمى .
بعد مدة ليست بالقصيرة رفعت أم طارق بصوتها وقالت : تفضلوا حياكم الله على العشاء .
وانفضت الصالة من النساء وبقيت فقط أم طارق و شادن وشهد اللاتي أتين لها وأوقفنها وهمست سائلة : وين ؟
قالت شادن بمرح : ولا مكان بس راح تروحين جناحك .
ارتجف قلبها وحاولت ألا تظهر ذلك ولكن فلتت رجفتها وظهرت جلياً في يديها فشعرت بها أم طارق وقالت تهدئها : لا تخافين حبيبتي راح نطلع معك.
هزت أمل رأسها إيجاباً وأوكلت إليهم مهمة نقلها فهي أصبحت في أيديهن كالدمية ظاهرياً فلم يظهر عليها إلا الجمود أما في أعماقها فثارت وهاجت براكين من المشاعر قد تدمر كل شيء إن ظهرت ولكن بحكم صعوبة الحياة التي عاشتها استطاعت أن تخفيها وتظهر الجمود المخيف .
ولم تشعر إلا وهي تجلس على كنبة وثيرة وبمكان أنيق ولكنها تراه ملغم بالأشواك التي تحاصرها من كل مكان كالوردة تماماً جميلة فواحة جذابة ولكنها شرسة توخز كل اقترب منها وهي ترى هذا المكان مثلها جميل أنيق منظم كل شيء فيه ينطق فخامة ولكنه ينهاها ويحذرها من الاقتراب وإلا أظهر أشواكه ولكنـــ هي دخلت إليه ولها أن تتحمل عقابه كالذي يريد أن يقطف الوردة عليه أن يتحمل وخز أشواكها ..
سمعت وقع أقدام ثقيلة ترقع بصوت رتيب على الأرضية الرخامية دلالة على تناسق الخطوات التي يخطو بها وتوقفت الخطوات وعصفت رائحة قوية ورجولية قريب منها ورفعت رأسها ونظرت تجاه الشخص القادم
فالتقت عينين ..... وارتجف قلبين .
***
وضعت حقيبتي
تنفست بعمق
هواء أوطاني ليس ككل هواء
هواء أوطاني عطر ينتشر في الأجواء
تنقلت ببصري على المكان واللامكان
أتفقده هل هو بخير
أم أصابه العلل
تجولت فيه
فرأيت الطرقات تكتظ بغير أهلها
اصطنعت اللامبالاة
دخلت شارع
ثم شارع أخر
ثم حارة
ثم منزل
فتعجبت لم هذا التغير المخيف
أيعقل أن أهلها غادروها
ولكنها بلدهم وربما يعودون لها
دخلت منزلي
فكان فيه إجابة تساؤلاتي
وفك رموز حيرتي
إنني لا أرى الأمل
فصرخت بصوت عالٍ
أيها الأمـــــــــــــــل
يا أملــــــــي
أين أنت
اظهر أنا أحتاجك
لا أستطيع أن أعيش دون وجودك
فصرخت مرة أخرى أستجديه للظهور
يا أملي ارجع لـــــــــــي
لقد ( استوطن الألــــــــــــم أوطاني )
فانهرت وأنا أنتحب من مرارة القهر
فهتفت سأعيدك حتماً سأعيدك لأوطــــــــــاني
*****************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الثاني عشر ـــــــــــــــــــــة
******************************

&< ~^((الجزء الثالث عشر))^~ >&

~[( أنتظر الأمــــل يطرق بابي )]~
رفعت رأسها ونظرت تجاه الشخص القادم
فالتقت عينين ..... وارتجف قلبين .
القلب الأول خفق من الخوف والتوتر الذي ظهر متمثلاً في رجفة قوية سرت في أنحاء جسد صاحبه .
أما القلب الآخر فـــ لا تعليـــــــــق فلم يظهر إلا الجمود والبرود على صاحبه.
ولكنــــــ
فلتت من عينيه نظرة إعجاب للجمال الماثلة أمامه >>> وجه شبه مستدير وغمازتين واضحتين على خديها الموردين وقد أضفت براءة لا مثيل لها ,عينين ناعستين وواسعة تبحر بمن يراها لعالم آخر أنف دقيق وطويل تحته فم صغير ممتلئ وقد لون بلون الزهر الندي وشعر كشرائط حريرية ملتوية بلون الكستناء الرائع فأصبحت كلوحة جميلة بهية الألوان من صنع الخالق المنان ,جمال جمع بين براءة الطفولة و فتنة الأنوثة في كاريزما خاصة بها.
سمعت وهي مطأطئة صوت تبريكات أمه وأخواته له وهي تعيش بين الخوف والحزن ويعزف قلبها نغمات من نبضه المتزايد في كل لحظة .
سمعت وقع الأقدام تتقدم من جديد و لكن معها تزيد قوة رائحة العود والبخور حتى أحست أن الرائحة سكنت في أنفها أغمضت عينيها تم فتحتها بسرعة ورأت الحذاء الجلدي الفخم أمامها بالضبط فخافت وارتجفت بتوتر شدت قبضتها بقوة حتى لا تظهر رعشة يديها للعيان ولكن عندما اقترب منها وقبل رأسها لم تتمالك نفسها فاهتزت كورقة خريف في مهب الريح وهاجمتها رغبة عارمة بالاستفراغ ولكنها قاومت وأطبقت شفتيها بقوة وأحست بصداع قوي وكذلك دوار وظهر ذلك جلياً عليها فأصح وجهها أصفر وعينيها نصف مغمضتين .
ابتعد طارق من أمامها وجلس بجوارها فرأتها أم طارق بهذه الحالة قالت بفزع : أمل يمه فيك شيء وجهك أصفر .

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -