بداية

رواية انا الضحية وانا الجلاد -16

رواية انا الضحية وانا الجلاد - غرام

رواية انا الضحية وانا الجلاد -16

مشاري.. تبي أشغل لك رشاشات الحديقة تغسل البلا اللي على راسك؟
ولا وش رايك إغفص راسك بالنافورة... ولا الحل الأخير...
طب بالمسبح اللي عند الرجال...ترى الماء البارد منعش ومهدي للأعصاب...
مشاري: أيا الجلب... تتريق علي..رح لابارك الله فيك...نادي أمي...
تركي: إيه ...صح ترى امك ماتبيك...نجلاء هي اللي قالت لي أمه تبيه..
أكيد إنها تبيك تجي عشان تعطيك حمام إجباري...
بس أنا مالي دخل....
*********
"في غرفة عذبة"
عذبة_بعصبية_: أفنان... الحين يحسبن أنا اللي وزيت ناصر....
ياربيه... ياربيه..._وتضرب وجهها وتبكي_
أفنان_وهي تمسك بيديها وتبعد هما عن وجهها_:
حرام عليك... لا تضربين وجهك ولا تنوحين... أنتي ماتدرين...
الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب) (أخرجه البخاري)
وتبرى من الصالقة والحالقة والشاقة...
والصالقة اللي ترفع صوتها عند المصيبة...
عذوب حبيبتي أنت مؤمنة ...حرام عليك والله حرام...
عذبة: ياربيه والله ما إنتبهت...الله يغفر لي
أفنان...فيصل... ومشاري..
أفنان: طيب...
عذبة: يوم شفت فيصل ذكرت أبوي...حسيت بوه شي من ريحة ابوي ناصر...
بس بنفس الوقت تذكرت اللي سواه بي...
فنو..إذا فيصل اللي مربيه جدي واللي يعد من عياله سوا بي كذا..
الباقين وش بيسوون بي...خايفة يا أفنان..ما أقدر أشوف وجهه...
ما أقدر...راح اللي كنت أتحمل وأتظاهر قدامه...
خلاص...أحس إني إنتهيت..إنتهيت..إنتهيت
أفنان: ماتدرين... يمكن لمن تتزوجينه يتغير...
يعني اللي سواه قبل عشان بياخذك بس...وخلاص الحين ضمنك...
والرجل إذا أحد أخذ منه حبيبته ممكن يقتل...وكيف لو كانت بنت عمه..
عذبة_تصر أسنانها_: والله لو على جثتي ما أخذته...
أفنان: طيب بتقولين لا...
عذبة: مادري... مادري...بس
أفنان:وش بتسوين...
عذبة: حاليا ... ولاشي...ولاشي...أفنان...شفت مشاري...
أفنان: جد والله؟!!
عذبة: أفنان... شفت الإستحقار...كان يناظرن ولا كأنه يشوف إسرائيلي قدامه...
والله نظرته تقتل...آآآآآآآآآآآآآآه ...تمنيت أصرخ وأقول أنا بريئة...
أنا ما خنتك...أنا مظلومة زيي زيك... وهذا المجرم...
تمنيت وتمنيت بس ماكثر ماتمنيت...وماقدرت أسوي شي...
***********
"في مطبخ بيت الجد"
فيصل يقف عند باب المطبخ الخارجي ويتحدث مع نجود..
فيصل: نجود...مابغى أحد يجي...سنه أدق على جوالتكم...
وأرسل لكم من هالشغاللات... وينكم؟
نجود: إيه شنسوي...والله المعزين متقاضبين...أحد طالع وأحد داخل...
فيصل: وعذيب؟ شصار عليه؟
أفنان: الله يكون بعونه...من دخلت منك وهي مسكرة على عمره باب غرفته...
فيصل_يتمتم_: لهدرجة مفتونة...حيوانة...للحين تحبه... بس أنا بعرفه بقيمته..
نجود: فيصل شتقول؟
فيصل: ولاشي... بس عذبة طلعناه من المستشفى على ضمانتي...
ماتتحمل تجلس للعزاء...البنت محتاجة علاج مكثف..
.والدكتورة أكدت إنه لازم تدخل خلال أقل من 48 ساعة...
قولي له تجهز شنطته وتمشي معنا للمستشفى...
نجود: مسشتفى!!...أنت ماتعرف عذبة مستحيل توافق...
فيصل: لازم تدخل... الوضع ما يسمح أخليه هنا...
نجود: عم...أنت ماتبيه تشوف مشاري ...صح؟
فيصل_يتلعثم_: لـ..لأ..مو ...إسمعي أنتي قولي له وبس...
نجود:إسمع...كلم أمي نورة..أنا ماتقتنع بكلامي...
فيصل: وين ...مب انتي صديقته...
نجود: إيه قبل طلاقه...بس اللحين...الوضع إختلف...
والله وكأني أنا اللي طلقته من زوجه...
الله يسامحه...مادري ... يمكن الوضع حساس شوي...
بس والله مافرحت عليه بطلاقه...وكأن أختي اللي تطلقت ...
أنا شسويت...شسويت...ودي أفهم...
فيصل:............إسمعي يا نجيدة...أحيانا ناخذ مواقف من ناس
نعتقد يقين إن مالهم ذنب...
بس قربهم من المتسبب تخلينا نتحسس من أي كلمة أو نظرة منهم...
نجود: بس حنا ما تسببنا له بشي!! يعني أنت ولا أبوي اللي مطلقينه!!
فيصل: هه..لا..بس..إسمعين
يمكن هي حست إننا كلنا فرحنا بطلاقة...وعشان كذا...
هي مو قادرة تفضفض لتس..عشاننا...بس صدقين...عذبة مازالت تحبتس...
وتحب سعود... وتحبن...وتحبنا كلنا...
نجود: ................سعود...سعود...وأنا بعد .........
فيصل: يالله روحي قولي لعذيب...
_ويتمتم وهو يراقب نجود وهي تدخل _:
إيه والله يا أنا بخليه بذا عند هالدربيه...الله ياخذه ...ويفكنا منه...
هين يا عذيب إن ما كرهتس بوه ما أصير فيصل...
بتعرفين من اللي يستاهل الغلا...
*********

"بعد إسبوع"

عذبة تخرج من المستشفى, مها والجدة ونجلاء ونورة وناصر مبتهجين جداً,
البيت أضيئت كل مصابيحه, والبخور يعم المنزل..
دخلت عذبة تحمل نجود حقيبتها, وإرتمت نجلاء بحضنها وهي تصرخ:
نور البيت ....نور كل الحي...والله البيت ماتنفع بعدتس...
ناصر: نور البيت... والدنا كله نورت...الدنيا مب ذينه بعدث...
تلتفت نجلاء وتقول بغضب: هيه أنت لاتقلد!!
ناصر:إنقلعي...وع عليث..أنا ما أقلد يا ثينه...
عذبة: أفا يا نويصر...أنت رجل ما تقول هالكلام...
شلونتس يمه...ووين ليلى؟
الجدة: بخير يا بنيتي...ليلى نيمه...إلا أنتي وشلونتس؟عساتس طيبة؟
عذبة: أنا بخير ... بس وش قلتي تجين تجلسين عندنا...
الجدة: والله يا بنيتي ماللعجيز إلا بيته...وبعدين هذا بيت ناصر...
وناصر طلقن...وماخبرت المرة ترجع لبيت واحدن طلقة..
مها: والله يمه حرام عليتس...هم محتاجينتس...خلي العناد عنتس...
الجدة: إسمعن كلمتي ما تنكسر......خلاص...
نجلاء: خلاص...أنتم ما تيأسون...مابه فايدة...الله يخلي لنا أخيتنا...
يازود عجوز يانقص عجوز...
الجدة: أها...قص يقص لسانتس...
_يضحكون جميعاً_
تلتفت نجود على عذبة قائلة:
عذبة ترا بكرا آخر يوم لتقديم أوراقك حقت التحويل...
أفنان كلمت علي وقالت لازم تروحين بكرا لم الجامعة أفنان تنتظرتس هناك...
عذبة: يووووووووووووووووووووه مالي خلق...
نورة: نروح أنا ونجلاء بدالتس....؟
مها: لا...ترا بيطردونتس يا عذبة مدى الحياة مب قابلينتس...
نورة: حرام عليتس....والله يخلونه دختورة دايركتري...
عذبة: دايركتلي....
نجلاء: أها .... بدينا من الحين بالتصحيح...ياشيخة ماقبلوتس...
نجود: لا إن شاء الله بيقبولنها...
*******
"في الجامعة"
في منتصف الدوام, ترتمي عذبة على كرسي في الساحة الجانبية في الدور الأول
من المبنى الرئيسي, فيما ذهبت أفنان للكفتيريا لشراء القهوة,
أخذت عذبة تتأمل الفتيات..
أتت أفنان ووضعت كوب القهوة أمام عذبة همست عذبة:
الحمدلله... قبلون بسرعة...
أفنان: مب عادة...ههههههه...ربي يسر لك...
_أخذت عذبة ترشف من القهوة ثم رفعت رأسها ونظرت لأفنان قائلة_:
فنو...تسمعين اللي أسمع...!!!
أفنان: إيه ...هذي البوابة تدخل على قاعة المؤتمرات والمحاضرات...
اليوم أظن فيه محاضرة عن سرطان الثدي...يقولون بتجي دكتورة...
صرخت عذبة:
أعرف هالصوت!!
مو كنه صوت.....
إلا هي ... والله هي....
أفنان_وهي تحاول أن تمسك بيدي عذبة_: من هي ...
_رمت عذبة كوب القهوة, وهرولت نحو باب القاعة...ولحقتها أفنان_
*******
"في قاعة المؤتمرات"
القاعة تتمدد بشكل مخروطي, كبيرة جداً, والهدوء يعمها, الدكتورة تلقي المحاضرة,
والجميع منتصون, كان الحضور كبيراً, ولكن روعة أسلوب الدكتورة,
وأهمية الموضوع خلقت جو هائل من الهدوء...
وبينما الدكتورة تشير إلى إحدى الصور اللتي عرضت وإذ بفتاة تقف في أعلى الدرج, وتصرخ:
ماما أمينــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــة!!!
أمي ماتت...أبوي إختفى...سعود مات...جدي مااااااااااااااااااااااااااات...
وأنا ضعــــــــــــــــــــــــت....
_وقفت الدكتورة وظهر صوتها مرتجفاً وقالت وهي تتجه نحوعذبة_:
عـــــــــــــــذبة!!
_تردد صوت الدكتورة بواسطة الميكرفونات ليختلط بصوت عذبة اللتي تصرخ_:
لا....مو عذبة ....مو عذبة أنا عذاااااااااااااااااااااااااااااب
عذاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اب...
_في هذه الأثناء ركضت الدكتورة أمينة نحو عذبة وهي تصرخ:
ماتقولي ديالي فرح ماتت...
ماتقولي فرح ماتت...
لا..نشدتك بربنا...لا...
ماتقولي ولدي سعود مات!!
إرتمت عذبة في أحضان الدكتورة أمينة, وإنخرطتا في بكاء مرير...
ضمت الدكتورة عذبة وهي تبكي وتسألها:
كيف...كيف ...ماقولت بشوفها ؟
كيف ماتت ...كيف ماتت...
ياربيـــــــــــــــــــه...
عذبة: أأمي ...أمي ماتت وهي كانت تتمنى تشوفك يمه...
أمي تعبت تدور عليك...
ليه جيتي متأخرة...ليه؟
ليه جيتي الحين...ليه...؟
وضمت الدكتورة عذبة بقوة حتى كتمت صوتها, وصارت تبكي بصوت يشبه حنين الناقة, فيما وقفت أفنان بالقرب منهن وهي تضع يدها على فمها وتبكي...
_تجمعن موظفات الأمن وحاولن إبعادهما عن بعض, ولكن لم يستطعن,
فاضطررن لجرهن خارج القاعة وهن ممسكات ببعضهن ويبكين_
***********
"في الحديقة"
الهدوء يطبق بقوة على البيتين المتجاورين, ونورة ونجلاء يجلسن على الأرجوحة,
الجو بارد, و بخار الكابتشينو يغري بشربه قبل ان يصبغه المكان ببرودته,
والضباب يلف المكان, تنهدت نورة قائلة:
نجلاء مالي خلق أروح للمدرسة...
خنغيب...والله ماودي...مالي خلق...أحد يموت عمه يروح بعد إسبوع...مايصير...
نجلاء: آآآآآآآآآآآآآه...أبوي ناصر الله يرحمه جنيته لو أقول له بغيب...
نوير... والله فقدته... كل شي يذكرن له...
تعبت..كل مكان أسمع صوته..
ريحة العود لمن تفوح...أشوفه قدامي شايل المبخرة للرجال..
ولا يدور عذبة يبي يبخره...
ضحكته...حتى هواشه..
واللي تعبن أكثر عذبة...
عمري ما شفته بهالضعف..
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
وبدأت تغني...بصوت رائع ومؤثر...
الأماكن كلها مشتاقة لك
والعيون اللي انرسم فيها خيالك
والحنين سرى بروحي وجالك
ما هو بس أنا حبيبي
الأماكن كلها مشتاقة لك
كل شيء حولي يذكرني بشي
حتى صوتي وضحكتي
لك فيها شي
لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب
شوف حالي من تطري علي
المشاعر في غيابك
ذاب فيها ألف صوت
والليالي من عذابك

عذبت فيني السكوت
وصرت خايف لا تجيني
لحظة يذبل فيها قلبي
وكل اوراقي تموت
آه لو تدري حبيبي
كيف ايامي بدونك
تسرق العمر وتفوت
الأمان وين الامان
وأنا قلبي من رحلت
ماعرف طعم الأمان
وليه كل ما جيت أسأل هالمكان
اسمع الماضي يقول

ما هو بس انا حبيبي
الأماكن كلها مشتاقة لك
الاماكن اللي مريت انت فيها
عايشة بروحي وابيها
بس لكن ما لقيتك
جيت قبل العطر يبرد
قبل حتى يذوب في صمتي الكلام
واحتريتك
كنت اظن الريح جابت عطرك
يسلم علي
كنت أظن الشوق جابك
تجلس بـ جنبي شوي
كنت وكنت أظن وخاب ظني
ما بقى بالعمر شي واحتريتك
ما هو بس انا حبيبي
الأماكن كلها مشتاقة لك
_تمسك عذبة بكتفي نجلاء وتضع رأسها على كتفها وهي تبكي بحرقة_
نورة: بسم الله ....منين طلعتي...عفريت أنتي؟!!!
نجلاء_متفاجأة_: عذبة!! من متى وانتي تسمعينن؟
والله ماقصدت أصيحتس...مادريت إنتس هنا...
يووووووووووه...
_تقف عذبة وهي تمسح دموعها بطرف شرشفها, وتقول بصوت حازم:
إسمعي يا نجلاء...المكان مليان عمال...والعيال طايحين بدقة جديدة...ينامون بذا
_وتؤشر للخيمة_ليش طالعتن بلا جلال... ويالله بعد نص ساعة المدرسة...
نورة: مب دارسين....مالنا خلق...
عذبة: نوير!!! مب بكيفتس...بتدرسين ولا أكلم مجيد...
نورة: مجيد مو الأول يدرس هو!!
عذبة: إسمعي نورة حبيبتي...الحين المدرسة أهم من كلش...
والشهادة يمكن يجي يوم وتحتاجينها...
نورة:أدرّس بمدرسة أهلية...كرف وحالة والنهاية راتب ما يجيب لي ولا
بدلة...والله النظارة اللي علي ما يجيب قيمته...
وتقولين أحتاجه؟!
نجلاء: أقول نورة...بلا فسق...ألف وخمس ميه تفك زنقات...
ويمكن يوم تحتاجين الألف وخمس ميه ...إحمدي ربتس مير ولا تطنزين...
عذبة: نجلاء...لافض فوك...يالله انا بروح داخل أبرتاح شوي...
وأبقوم أشوف عن........_وضعت عذبة يدها على فمها ثم أشاحت وهي تقول_
بغيت أقول بشوف عن أبوي...
نورة: نجلاء وش يدريتس إنه بألف وخمس مية؟
نجلاء: وخمس وثمانين...صح؟
نورة_بإندهاش_: إي والله... شكلتس أنتي العفريت مب أختس؟!!
نجلاء : كنت معتس...نسيتي قبل إسبوعين شارينه؟
_يخرج تركي من الخيمة وهو ينادي:
ياولد!! ياولد!!
نجلاء: يمه ...إصبر شوي... هاتي _وسحبت غصن شجرة وتغطت به مع نورة_
تركي:هيه...صوتك حلو....
أقول ... لا يسمعونك الشباب...ترا مب أزين لك يسمعك العامل...
نجلاء: بسم الله انت منين طلعت وإلى أين مغادر؟
وليش جالسن تتسمع؟ وليش توك تطلع؟
تركي: أح...بالهداوة خلين أجاوب على سوال وهاتي الثاني...
طلعت من الخيمة... وبروح للبيت ألبس وأفطر وأروح للجامعة...
وجالس أتسمع ببساطة لأنه عجبن صوتك...
وتوي أطلع لأني يوم جيت اطلع سمعت عذبة ...
فخفت على رقبتي... بتقعد تقول ليش جيت للبنات ... وليش سويت...
يمه...تخرع...ما أقول إلا الله يعين فتفت...
نورة: أقول ولد عمي إرجع نم... اليوم بنسوي إضراب جماعي عن المدارس...
تركي: هيه لو سمحتي انا مو بمدرسة...
أنا بجامعة الملك سعود...تخصص طب...
وتبين اغيب...لا حبيبتي..قصدي بنت عمي...
ماعندي نيه أتشوت خارج الجامعة...
سلام
_ويخرج وهو يحك رأسة ويغلق ازارير قميصة_
نجلاء: مادري كيف ماشي بالطب...
نورة: أفا عليك... شاطر...بس مب بين...خلف الله علي...
نجلاء: نورة... ليش أمس تهاوشت عذبة وأبوتس وعمانتس؟
نورة: أنتي ماتدرين....أبوي يقول لازم تجون تعيشون معنا بالبيت...
وعذيب عيت... يمه...طلعت وحدة ثانية... أنا هجيت...خفت يجين طراق ولا بوقس..
نجلاء: فيها ضرب؟
نورة: لا...بغت توصل بس تدخل فيصل... وصرخ على عذبة وهجدت...
ياحليلة ماخافت من أي احد إلا فيصل...ههههه...
نجلاء: وبعدين ولا هجيتي...مالحقتي على الباقي؟
نورة: أفا عليتس... انا هجيت لكن حطيت إذني...وقفت ورا الشجرة اللي جنب الدرج
وسمعت إفري ثنق...ههههه...
نجلاء: ماشاء الله أنتي مشروع سيدة ناجح..مايفوتس شي...إيه وش صار؟
نورة: ماتتخيلين... أبوي وعمي سعد وجدتي... شيء ...
بس عذبة عيت كلش... ويقول له أبوي..ماحنب مخلين بناتنا بدون رجال بالبيت..
وردت بطرف خشمه.. مب بناتك...ذولي خواتي... واللي بيطلعهن من بيت أبوهن
أطلع روحه..وتعالت الأصوات... وجاء فيصل... وقال...خلاص!!
فكري بخواتس... وتذكري إنتس مسؤولة عنهن .. وأي شي بيصير لهن تتحملين كل المسؤولية..عذبة هنا أسكتت...وعم صمت رهيب... وتوقع الجميع انه بتوافق...
نجلاء: إيه وبعدين ...تكفين بلا تمثيل ....بسرعة إنجزي...
نورة: بعدين عذبة وقفت وقالت.................
أقول مب كن العيال بدو يقومون...إسمعي سلمان العصل...
يابغضي له لامن قام يحن ...إسمعي...
نجلاء: وش علي منه...كملي...
نورة: لا....بالمدرسة...محد يسمع...أحسن...
*****

"في غرفة ليلى"

ليلى تتحدث بالهاتف, وتتكئ على الباب المطل على الشرفة, ينفتح الباب بعنف وتدخل نجلاء ...تغلق ليلى السماعة بسرعة وتلتفت نحو نجلاء قائلة:
خير...وين إحنا...؟
بحظيرة؟ ولا بسجن...أنتي ماتعرفين تتأدبين... ولا لازم الواحد يقفل الباب بالمفتاح؟!!
نجلاء:ههههههههههه...إحنا ببيتنا...ههههه...إحنا...وش معنا إحنا...قولي حنا...
ما أدري كيف تطلع من لسانستس...ههههههههههههههه
أقول هيه وش كبر راستس... منذ مبطي وأنا أنام معتس بالغرفة...
ما إفترقنا إلا يوم جينا السعودية...
ليلى: أحلى شي سووه...وش تبغين...؟
نجلاء: ههههههههههه....أنا ودي أجيب سريري بذيا ... وننام جميع...
وشولوه الكهارب...خسارة على الفاضي... يالله بقول للشغالات يجيبونه...
ليلى: خير...خير...أنا ما أبغى ...تدخلين من هنا أنا بطلع سريري من هنا...
من زينك...مزعجة وتشخرين بالليل...
نجلاء: أنا أشخر بالليل..أحسن من اللي يشخر بالنهار...
وبعدين انا ودي ادري انتي وش غيرتس...دايم غرفتس كانت مفتوحة...
وأربع وعشرين ساعة نحوس تحت انا وياتس... والحين حتى لا شفتس ودي أسلم عليتس بمصافحة... أشوف عماني اكثر منتس...
ليلى: إيه ...أكيد بتشوفين عماني...مو مجيد مصطر بالبيت أربع وعشرين ساعة...
نجلاء: مجيد!!! إي والله رهيب لامن عصب...
مير جهزتي اغراضتس للقصيم...
ليلى: وع...مابي أروح...ليش ننحرم من عماني ونروح لخوال أبوي...
مو حالة...يوووووووووووه...مابي أروح..
نجلاء: روحي قولي لعذبة....بس تدرين عذبة تقول بنرجع بعد العيد ونحضر آخر المخيم...
ليلى: طيب ليه مانصبر ونروح مع عماني وبلاش القصيم...
نجلاء: عذبة ماتبي تشوفهم يهدون الجدار اللي بيننا...وبين بيت عمي...
والله مو عدل اللي يصير...حرام يقهرون عذبة...
ليلى: وش بتسوين يعني...يا بتروحين تسكنين عند أم عبدالعزيز...
وعيالها ياولد..ياولد... وتتركين غرفتك...
ولا بيهدون الجدار...
إيه لو كان أبوي حي ماطحنا لهم...
نجلاء: ولو كان سعود فيه ما طحنا لهم...
بس إحمدي ربتس إن عذبة فيه ولا كان علوم....
ليلى: نجلاء حبيبتي أقنعي عذبة...مانبي نروح للقصيم...
والله ما ودنا...
نجلاء: لا تقولين ما ودنا.. كلنا ودنا ...أنا ونصور... وعذبة ومها... وماما عذبة..
وبعدين تعالي ...ليش ماتبين تروحين؟
وناااااااااااااسة... وأنفسن سمحة...وتعيشين حياة هادية...
ليلى: وبقر.. وخروفات... ودجاجات... وبطات...وطين...
وريحة خياس...ما أطيق الرجعية اللي هناك...
ليلى: رجعية!!!! رجع عليتس دركتر قولي آمين!!
نعبوا بليستس البقر والخروفات على ما قلتي بالمزرعة...
وهم الحين نقلوا لبيوت داخل الديرة.. والمزرعة مابه إلا العمال...
ليول ...قولي آمين ...جعلي أشوفتس ساكنتن بمزرعة بالديرة يارب...
ليلى:إنقلعي بس....
_وتضع يديها على خصرها_ يووووووووووه ...ماأبغى أروح من الآخر...
نجلاء: قولي لعذبة...
ليلى: أختك هذي صايرة ما تنتحاكى...
قلت لها وقالت "رجلتس على رجلي, يانروح كلنا..يانقعد كلنا"
صراحة مليت من سيطرتها....
نجلاء: لاتنسين إنه ضحت بكل شي عشان خشتس هالمايلة...
ولو ماسيطرت عليتس بتضيعين...وكلامه صحيح...
خايفة عليتس...يختي قدري ..نفسيته هاليومين عدااااام
راعيه شوي....
ليلى: مو هاليومين... من رحنا للخبر...وموت جدي كمل الباقي...
يختي الحين له شهر ميت وبتستمر كذا...حالة!!
نجلاء: أقول قومي نطلع أم عبدالعزيز وأم تركي وعذبة جالسين بالحديقة...
ليلى: روحي الحين بلحقك...
*******
"في صالة بيت أبناء العم"
تدخل عذبة وهي تحمل ملف أزرق داكن, وتجلس بآخر قطعة من الكنب الذي إمتلئ بأبناء عمها الذكور وأبنائهم, تنهدت ثم قالت:
طيب... والحين وش إستقريتوا عليه...؟
سعد: انا اقول ندخل مناقصة مشروع الوزارة ...أقل كلفة... وأكثر ربح...
أبو عبدالعزيز: إيه صدق أخيي... وش نبي بالمشروع الخيري...
وحنا الحين بنحصل نصف ربحه بالوزارة اللي ما يكلفنا ولا ربع ميزانية المشروع الخيري...ولا يافيصل...
فيصل: بس عمي كان يبي مشروع الإسكان الخيري ومتحمس له...
عذبة: صحيح... وبعدين مشروع الإسكان بيفتحنا على اماكن حنا ما وصلناه...
ومشروع ضخم ومؤثر بيؤثر بشكل هائل على سمعة الشركة...
وخصوصا في مناطق بالمملكة تشهد نهضة عمرانية وحنا ما سبق وإشتغلنا به..
فمشروع الإسكان يضمن لنا ثلاثة بواحد...أجر.. ودعاية.. وخبرة..وممكن بعدين يوكل لنا أعمال أضخم منه...على مستوى المملكة والخليج...
سعد: بس ياهانم يحتاج لطاقة هائلة.. وجهد وإدارة...ومعدات وتعب...
والقيمة اللي بنحصلها ماتسوى كل هالتعب... وخصوصاً إنتس مثل ماتقولين
ما نأخذ إلا أقل ربح...فكري ...وإحسبيها... الوزارة المبلغ اللي بنطلع فيه أكبر بكثير من الإسكان...إنطق يا فيصل...
فيصل: مادري... الراي رايكم...
أبو عبدالعزيز: الوزارة احسن واريح...خلاص يا سعد بنقدم لمناقصة الوزارة وبنكسبه بإذن الله...
فيصل: خلاص...بس..
عذبة: الراي مو رايكم... الراي رايي أنا!!
أجل ليش جايبينن ... ولا شاوروهن وأعصوهن...لا...
أنا لي 75 % من الشركة... وانا اللي أقرر قبلكم...
أبو عبدالعزيز: هـــــــــــــــــــــــو!!
مب عيب عليتس تتكلمين معي بالطريقة ذي!!
ومن متي يا عذيب تمشين كلامتس على الروس الكبار...هاه...
كلمتي ماتنكسر... والإسكان ما حنب ماخذينه...
سعد: إيه هذا اللي يبيه ناصر من قسم حلاله بين هالبزران!!
عذبة: ناصر ياسيدي عمك...فاهم عمك... ولولا الله ثم تعب ناصر كان انت الحين ولد فراش سابق في بلدية الديرة.. ولا نسيتوا ...هاه...
قال ناصر قال...وبعدين أنا ما قللت أدبي..أنا دافعت عن حقي وحق خواتي..وأخوي..
ورايي بيمشي غصبن عنكم كلكم... هذا راي أبوي ناصر قبل لايكون رايي...
سعد: مب على كيفتس...أنتي بزر...وبعذر مشاريوه اللي طلقتس!!
طويلة لسااااااااااااااااااااااان وقليلة أدب!!
فيصل: بس يا سعد!!! هي اللي طلقته مو هو طلقه...
وبعدين إعرف مع من تتكلم...هذي بنت عمك..وخطيبة أخوك...
إذا عمك وأخوه ماتوا ...زوجه ما مات...
عذبة... بناخذ الإسكان الخيري... ورايتس هو الصح... وحقتس ما يضيع...
وإسمع يا بو عبدالعزيز..من حق البنات يقررون وش بيسون بفلوسهم...
ماتدري...يمكن يجي يوم وتصير نجود مكان عذبة...
عذبة..خلاص روحي الحين ولا يصير خاطرتس إلا طيب...
وإذا أبو عبدالعزيز مو موافق انا ومجيد نتزهل الشغل كله...
أبو عبد العزيز: لا... مايصير اخلي حلال عمي يضيع مع هالبزارين...
خلاص بنقدم للمشروع الخيري... وأنا بأستلم الشغل...من ..إلى...
_وقفت وهمت بالخروج وعند باب الفناء لحقها فيصل ثم همس:
عذبوه........!!
لسانتس هذا بطلعه وأقصه...فاهمه!!
لاتطولينه على أخواني...وترا يوم أهاوشهم مب لسواد عيونتس ...
ولا عجبن كلامتس... بس عشان عمي ...فلا تختبرين غلاتس عندي مرة ثانية...
عذبة: سخيف_ورفعت صوتها_اللي بيوقف بوجهي بأدبه..لا انت ولا اخوانك هامينن...
_وخرجت_
***********
"في غرفة عذبة"
دخلت عذبة غرفتها, وضربت الباب بقوة وصرخت:
كـــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــ ـــــــــــــــب!!
لا...
كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاب!!
كلهم كلاب... والله لأذبحهم بيدي ذي...والله...
أنا مو لعبة مو لعبة...
وأنت يافيصل...راس البلاء...والله لأسود عيشتك...حقير...سافل..
_وجلست على كرسي بجانب التسريحة,
وهي تتنفس بصعوبة, وتزمجر وتشتم,
نظرت ليدها, صغيرة ولينه, نظرت لوجهها بالمرآة,
ثم ضحكت بسخرية:
هه..عذيب...بتأدبينهم؟
من أنتي... نظرة من فيصل تشلتس...هه..
شوفي وجهتس...كلش فيه صغير إلا عيونتس...
يمكن عشان تناظرين نفستس زين..هه
بتأدبينهم!!!
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه...وينك يايبه وينك جدعتن بين هالوحوش...
لا...
صح أنا صغيرة...ضعيفة...بس بقواهم..بقواهم...
إيه..الله يجعل سره بأضعف خلقه...
إيه..ربي خلق بي ضعفي وأكيد حط فيه قوتي...
وحط فيه عقلي وعزيمتي...
إيه يا عذبة أنتي صغيرة ...بس رأيتس بيمشي على الكل...
وعلى الرجال ...على خشم فيصل..
مادام ماعندتس رجل بيدافع عنتس...أنتي دافعي عن نفستس...
إيه.. لازم تحمين نفستس من فيصل...المحسوب عليتس..
زوجتس..و ولد عمتس .... الرجل اللي مامثله..
زين يافيصل خلك كذا قدام الناس...
بس قدامي لا...لا...لا
_ثم إنحنت وأخرجت الدفتر المخصص لمذكراتها والتي تدونها لوالدها وكتبت_


أبتاه..أنقذ إبنتك...
أبتاه كم أنا تائهه...في محيط المصاعب العائلية..
أبتي العزيز...
\هاهي الأقنعة تتساقط...والأصوات الناعقة بدأت تنعق...
أبتاه...
رحل جدي..
ورحل معه الأمان...
رحل ورماني لرحمة فيصل...
أبي ...
ربما يضن البعض منهم اني مجنونة..
تكالبت عليها المصائب حتى أفقدتها عقلها عند آخر مصيبة تحل بها...
آخر مصيبة..(كم اتمنى ذلك وأرجوه من الله)

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -