رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -18

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد - غرام

رواية ظل أسود للكاتبة أنـاهيـد -18

بطريقة راقيةَ جداً وأنثوية..
الأرضية المكسيهّ بـ الورود ذات اللون الخمري مع منظر الشموع اللي تحمل اللون الاوف وايت اللي تقريباً شبة ذابت كان منظرهم سوياً مُلفت لا يستطيع اي انسان تجاوزه بسهولة! فكيف بِرجل عاشق هائم مُنجرف وراء قلبه ومشاعره بشدةّ!
رفعت الريموت بين يدينها وهي ترفع من الموسيقى السيمفونية اللي تعبر عن هويتها الداخلية اخذت كاس العصير الأنيق بهدوء!
أستلقيت مرة ثانية على الكنبة واللحن الموسيقي يتردد على مسامعها ابتسمت بعذوبة بالغة وبانت أنيابها من خلف إبتسامتها وهي تلمّح ظله قريب منها..
ساند كتفه اليسار على جدار الصاله اللي كانت تعبر عن ذوق صاحبها الكلاسيكي المُعاصر ابتسم وهو يستشعر عذوبة ابتسامتها اللي زادت ملامحها سّحر ولذةّ : اخاف اقول مساء الورد واظلمتس! انتي احلى منه هو يذبل بس انتي ، تنهد بهيام ، انتي حلاتس يزيد كل يوم!
ميلت نظراتها على الكاس اللي بين يدينها : تقدر تقول مساء السكر ترا ما يذبل!
يحس بحاله من السُكر كل ما كان معاها بنفس المكان أردف بأبتسامة هائمهّ : حتى السّكر يذبل!
رفعت الكاس لثغرها بـ رِقه حتى أنها مِن شدة رقتهْا يكاد الكاس ان يجرح ثغرها: يذوب ما يذبل!
جَلس على الكرسي اللي بجوارها وناظرها بتأمّل: طيب وشنسوي اللحين..وشنقول!
مِيلت راسها بـ إتجاهه وهي تناظر له لثواني: انا اللي بقولك.. أردفت بنبره مَليئه بـ العِتاب ..ترا مانسيت انك جلست عندها ساعه كاملة وهذي الساعه اللي راحت كانت لي انا!
ناظرها بأبتسامة عميقة خرجت من ثنايا قلبهّ وهو مُستمتع بعتابها : بس الساعه اللي راحت انا ما كنت عندها انا طلعت من ساعه اصلاً كنت بجيب شي!
ناظرته بفضول وأستكشاف وش اللي خلاه يتأخر وأجاب عليها من نظرة عيونها..
اخذ من الطاولة اللي بجواره كيس أنيق من Dior حطه قدامهّا جَلَس يتأملها وهي تاخذ الكيس لحضنها وتفتحه بفضول..
ناظرته بأندهاش بعد ما شافت الهدية اللي داخل : مستحيل تكون صدفه!
ابتسم إبتسامة عذبه : هي مو صدفه ابداً كلمت ليلى وسألتها وش بخاطر حبيبتي قالت خاطرها بشنطة (..) من ديور من زمان وانا طلبتها من الموقع من كم يوم واليوم وصلت!
اتسعت ابتسامتها بفرح وأندهاش : بس الشنطه غاليه! بـ ١٥ ألف ..
سند أستلقى على الكنبه وهو يحط رجل على رجل ويناظرها بتأمل : الغالي يرخص لتس المهم اشوف ابتسامتس!
قامت من الكنبه اللي جالسه عليها وجلست بجواره وهي تحضنه بشدةْ حست فيه لمن أرخى يده اليسار عن ظهرها بعدت عنه شافته ماسك الجوال بيده ويناظر للرقم بأستعراب تغيرت ملامحها للغضب:شتبي هذي!
ناظرها بحيره : مدري بروح اشوفها وجايتس
ناظرته بصدمه وهي تمسك يده بغيره وتشد عليها برفض:مع نفسها ما راح ترد عليها انا اعرف هالحركات ماتبيك تجلس معاي!
ناظرها بأستغراب: بس هالحركات مو حركاتها ذي اول مره تسويها..
تكلمّت بقهر شديد سيطر على قلبها وبدأ يزعزع السكينة في روحها وكأنه عاصفة من الرياح اقتلعت غصن شجره شامخه: يعني ايش بتروح ترد عليها منجدك انت! والله العظيم ما تسويها مو بكيفك!
طبق فكه السفلي على العلوي وسحب يده من يدها بشويش: مجبور دقايق بس..التمسي لي العذر انتي تدرين اني متزوج!
ناظرته بغيض وهي تشوفه يختفي من قدامها ناظرت للشنطه اللي على الطاولة بحقد جلست تضرب رجولها بالأرض بغضب وقهر..
مرت دقيقه كامله وهي كأنها جالسه على نار جالسه تاكل من لحمها ودمها من بعد هالدقيقة سمعت صوت الباب يتقفل!
وقفت بغضب شديد خذت الشنطه ورمتها على الارض وهي تبكي بقهر : تسحب علي يا حقير وتروح للكلبه هذيك كذا بهالبساطة كأني جدار ولا طاولة حتى ما قال لي كلمه قبل يطلع!
قاطعت موجة الغضب اللي تعتريها العاملة اللي مدت لها كوب قهوه مُفضله عند أماني: هذا وقت القهوه تفضلي!
ناظرت العامله لثواني بنظرات حاده وخذت الفنجال وكبته على الارض بطريقة مُستفزه : شربتها اللحين؟
العاملة ناظرتها بأندهاش : حرام هذي نعمه بعدين الله يحرمنا منها
ناظرتها بحِده وهي تنفضها مع بلوزتها : النعمه هذي ما دفعتي فيها ريال واحد لو امسك كل شي وارميه على الارض ما تتكلمين بكلمه وحده يلا انقلعي انقلعي..
العاملة هزت راسها وناظرتها بأنكسار وراحت للمطبخ وهي تبكي بقهر وضعف تعودت على تجبر وتعالي أماني وأسلوبها المُستفز القذر خاصة اذا كان سند عند الجازي تطلع كل القهر والغيره اللي فيها على العاملة وتعاملها أسوء معاملة وكأنها مو إنسانه ابداً..
كانت تراقب خطواته من خلف الستاره اللي على الشباك شافته وهو ينزل من سيارته ودخل الفندق خذت جوالها من على الكنب بسرعه وشغلت أغنيه لـ أم كلثوم ( وغلبني الشوق .. غلبني ) حطت جوالها على الطاولة المرتفعة عن الارض بمساحة شبه عالية فتحت شعرها ووقفت قدام الدولاب حق الملابس وهي ماسكه في يدها جاكيت له وجالسة تتمايل بدلع مع أنغام الأغنية بطريقة فاتنة جداً كان شكلها اقل ما يُقال عنه انه عـذاب هَـلاك وقف ورا باب الغرفة ما كان يبي يدخل عليها يبيها تنتهي من وصلة الرقص اللي عذبت فيها قلبه لعن كبريائه مليون لعنه كيف قدر يقاوم كل هالأنوثة والدلع اللي فيها عذبته عذبته ومستمره انها تعذبه بدون رحمه .. وشتبي اكثر من كذا ! تبيه يتنازل عن كبريائه اللي هو من أهم سماته ! ما كان يكفيها شي ابد إلا انه يحط كبريائه خلف ظهره ويجيها ويطلبها عشان يتمتع فيها يتمتع في جمالها ودلالها وأنوثتها ..
ناظرت لعيونه بفجعه مُتصنعه وهي تحط يدها على صدرها بأندهاش : انت هنا !
ناظرت لجوالها وهي تقفل الأغنية وتكبح ضحكتها في داخلها على ملامحه اللي إنقلبت فجأه وكأنه معصب راحت لعنده وخذت الشنطة من يده بهدوء..
سياف بأستغباء : انتي كنتي ترقصين مدري!
المها ابتسمت ببراءة وكأنها مو متعمدة كل اللي صار ولا تدري عن شي ناظرته بأستغباء مُماثل له : اي حبيبي كنت ارقص انت من متى وانت هنا ما انتبهت لك؟
حك شنبه بفهاوه : تو من التفتي لي كنت توني جاي ما شفتس وانتي ترقصين بس سمعت صوت الأغنية عند الباب وخمنتت هالشي!
ابتسمت وهي تحط الشنطة في مكانها زاد الغضب في داخله وهو يشوف كبريائها يصطدم مع كبريائه تبيه يطلب منها اللي يبيه بوضوح عشان هي تتفضل وترقص له نفس ما رقصت من شوي جر تنهيدة طويلة وهو يناظر لعيونها وهي تتكلم بطريقة استفزته فيها جداً وهذا اللي تبيه!
ابتسمت بتهكم : وانت تقول اني كنت ارقص ها كيف ما شفتني اللحين؟
سياف ابتسم بلهفة : مدري يمكن ما انتبهت اشوف طيب ارقصي اللحين
ابتسمت بسخرية : اخاف ارقص لك وما تشوفني شالفايدة هاه ؟ يلا حبيبي غير ملابسك البس شي مُريح وتعال ارتاح هنا شوي بسوي لك مشروب يهدي أعصابك
انقلبت ملامحه بغضب وبدأ يوضح عليه هالشي بشكل صريح ماتحمل رفضها لطلبه كان يعز عليه انه يطلب احد كيف تقابل الطلب برفض وتتكلم بهالبرود كله واضح انه بيعاني معاها كثيير : مابي اجلس هنا بروح انام تعبان
ما كانت تبي تخليها بخاطره بس هو لازم يبعد عنه المكابرة لازم ابتسمت بـ لامبالاة : تمام حبيبي اللي تشوفه
خذت جوالها وانسدحت على الكنبه وسوت انها مو منتبهة لـ نظراته خلفها اللي اكلتها زفر بضيق ودخل الغرفة قفل الباب بغضب ..

المغرب..

ريم طلعت من غرفتها بعد ما صلت صلاة المغرب وجلست بجنب ملاذ : اسمعوني ويكند وكلنا فاضين فـ الله لا يهينكم كل وحده تصرف زوجها نبي نطلع ونوسع صدورنا
جمان بتأييد : تم بس مين اللي بياخذنا
ريم : بنروح على سيارة الشيخه ملاذ ونروح لمكان كذا هدوء واستقرار طمأنينة
ملاذ ابتسمت : اصبري لازم اول اعطي سعود خبر عاد اليوم طالعه الصبح لو دريت خذيتس معاي بس خفت عمي يرفض
ريم : وانتي ما تنثبرين وينتس طالعه فيه
ملاذ : طلعت انا وصديقاتي ويسألون عنتس قلت ما تقدر تجي ما بعد صارت حره للحين أسيره
ريم بقهر : بيجيتس يوم يا كلبه
ملاذ ضحكت وتذكرت شي : نسيت اقولكم ترا بنطلع من بيتنا نهاية الشهر هذا خلاص
ريم بصدمه : امانه وين بتروحون
ملاذ : بـ حارة .... بعيده شوي بس اهم شي بالمنطقة وقريبه من شغل سعود ، خذت جوالها ، دقيقه بوريكم البيت يا بنات بخاطري وربي ويالله اقنعت سعود فييه يقولي غالي بالحيل
ريم : اشوف وريني
ملاذ عطت ريم واميره يشوفون البيت وكانت بعيونهم نظرات اعجاب ..
اميره بهدوء : ماشاءالله حلو الله يعطيكم خيره ويكفيكم شره
ريم ابتسمت : يهبل يهبل وربي ويستاهل كل ريال ينحط فيه ماشاءالله بس مو كأنه كبير عليكم توكم متزوجين وانتي حامل كيف بتلحقين على الشغل والروحه والجيه
ملاذ : وتحسبينها راحت عن بالي قريب ان شاءالله بتجينا عامله
ريم : عسى الله يهنيكم يارب
مَر الحديث على مسامعها بغصه كبيره ما كان حسد ابد كان مجرد احساس انها ما عندها شي واحد من اللي عند ملاذ كل الرفاهيه اللي قاعده تعيشها اول بحياتها مع أبوها واللحين مع سعود وحملها كل شي كان غصه في صدرها قامت من الجلسه وهي تتعذر ان سيف يبيها ومحدِ ابد لاحظ عليها شي لانها صار عندها خبره بأخفاء مشاعرها وتمنعها من انها تبين على ملامحها..
همس بأرتياح وهو يناظر لها: الف الحمدلله يارب
ناظرته بتعب وحيلها مهدود : حلفتك بالله تقولي الصدق ولدي وشصار فيه ولددددي وشصار فييييه!
سند مسك معصم يدها بضيق : اهدي وارتاحي الوليد بخير الدكتور طمني عليه الحمدلله الجمجمه مافيها كسور ولا شي الطيحه ماهي قويه لكن بتعوره شوي وهو طيب ماعليه وبيدخلونه بالتنويم اللحين
تكلمّت بـ لهجه مُبعثره وهي تبكي وترجف : لا تكذب لا تكذب علي
سند وقف وهو يحضن أكتافها بحزن : ما اكذب وليه اكذب اللحين بيشوفون العلامات الحيويه وبيودونه للتنويم ، همس بتعب ، اجلسي انتي تعبانه تعالي هنا
الجازي برفض قاطع: ما بجلس وولدي كذا ابي اشوفه انا بعرف اذا هو بخير ولا لا
سند تنهد بضيق : بخير والله بخير تعالي اجلسي .. ليه ما قلتي لـ اهلتس يجون عندتس
تنهدت بتعب : مابي اخوفهم مع ذا الليل بكره بقولهم ان شاءالله
دخلت الشقه بهدوء وهي تخفي تنهيدة تطعنها في جوف صدرها ولا توقف كل ما جلست معاها تعبت اكثر واكثر طاحت عيونها عليه شافته يناظر لجواله بتركيز مو منتبه لشي حوله جلست بجنبه على السرير وهي تناظر لعيونه نظرات حائرة : تدري سعود وملاذ بيطلعون من بيتهم
ناظر لها بأستغراب : ليش بينقلون بيتهم مافيه شي زين ماشاءالله
رفعت رجولها على السرير وسندت راسها على المخده تكلمت وهي مغمضه عيونها وكأنها تداري شعورها بهاللحظة وتمنعه من انه يوضح من نظرات عيونها : لان سعود اشترى لها بيت جديد
سيف ناظرها بجمود : الله يجعله منزل مبارك ان شاءالله
رفعت جسمها وجلست مقابل سيف وهي تناظر لعيونه بغصه واضحه من صوتها وملامحها : انت لو تشوف البيت والله العظيم تحس انك عايش في جنه البيت كبير كبير واسع والجلسات الخارجيه والمداخل والتصميم وكل شي ياخذ العقل
سيف بهدوء : الله يهنيهم ان شاءالله
تكلمت بحسره : تدري ان سعود جايب لها عامله فوق ذا كله
رفع عيونه وناظرها بنظرات ثاقبه : وشتبين توصلين له يا اميره
تكلمت بعبره : ليش ما عندي الاشياء اللي عند ملاذ هي وش احسن مني فيه عشان تعيش هالحياه وانا عايشه هنا بشقه صغيره و ما عندي ولا شي ولا شي كل شي عندها مو عندي
سيف قبل يدينها وهو يقربها منه ويحضن كفوفها : اميره ياعين ابوي انتي والله لو ميزانيتي تسمح اني لا اشتري لتس قصر ما احد اشتراه بالسعوديه كلها واجيب لتس بدل العامله اربعين عامله واشتري لتس بدل السياره عشرين سياره لكن انتي تدرين بكل شي تدرين بالبير وغطاه انا ماني ذاخر فلوسي عنتس وهالشقه على قدنا واحنا للحين معاريس حتى عيال ما عندنا
سحبت كفوفها منه وناظرت لعيونه بغضب : وانا مستحيل اعيش هنا ابي تشتري لي بيت..
سيف ناظرها بأستغراب : انتي تدرين عن اوضاعي وسعود اخوي الله يوفقه وظيفته زينه ماشاءالله انا راتبي كله ربع راتبه عسى الله يبارك له
ناظرته بضيق وتكلمت بغبنه : مابي احس اني اقل من احد فوق ذا كله خالتي اليوم تكلم بالجوال وتقول كل حريم عيالي حوامل الا اميره وهي متزوجه قبلهم
ابتسم وهو يتكلم بحنيه وهداوه : انتي زايدة عن بنات ادم كلهم من يقول ان انتي اقل من احد؟وموضوع العيال لا تلوميني فيه انتي اللي تبعديني عنتس دايم هذا شرطتس ولا نسيتي
اميره ناظرته بغصه وسكتت شافت ريم ترسلها تقولها بتطلعين معانا لكن هي ردت عليها وتعذرت منها ان عندها شغل وماتقدر تترك سيف وتطلع ولا جينا للصدق هي ما طلعت عشان ما تبي تقهر نفسها مو اكثر ما طال تفكيرها اكثر لمن حست فيه يحضنها ويخبي وجهه داخل شعرها وهو يتنعم بقربها منه ما فكرت انها تبعد عنه بالعكس كانت محتاجه منه هالمبادره (:
دخل البيت وقفل الباب بهدوء شاف الانوار كلها مطفيهّ والبيت هدوء راح للغرفه شافها واقفه قدام الدولاب وبيدها بجامه حرير همس بشوق : مساء الخـير
ما استغرب منها هالتجاهل ذا لانه تعود عليه بكل مره يزعلها تتجاهلهّ كأنه مو موجود نزل الشماغ على الأريكة وجَلَس على السرير : أماني! ليه كل هالصد اسمعي مني وشصار طيب! ولدي الوليد طاح على راسه واغمى عليه وحطوه بالعنايه حتى يتطمنون ان ماعنده كسور وابشرتس طلع من العنايه واللحين هو طيب وبخير وماعنده كسور بس للحين بالمستشفى!
خذت ملابسها وراحت للحمام تتروش متجاهله كل الكلام اللي قاله ما انتبه الا لصوت الباب اللي تقفل ببرود وكأن مافيه احد بالغرفه الا هي!
تمدد على السرير بأرهاق ينتظرها تطلع من الحمام يكرم القارىء جَلَس يتأمل صورها الموزعه بشكل مُتقن في أنحاء الغرفه بـ إبتسامه .. صورتها وهي راكبه على ظهر الفرس داخل الإسطبل اللي يملكه والدها من الخيول العربية الاصيلة .. صورتها وهي منسدحة وسط الثلوج المتطايرة على جبينها وخدها وخشمها .. صورتها وبيدها كاميرا تصوير وسط جبال الالب الشاهقة في سويسرا ..
بعد نصف ساعه تقريباً..
خرجت من الحمام بدون ما تحط عينها في عينه عدل جلسته وهو يناظر لها بتركيز ، جلست قدام تسريحتها الكبيرة اللي تعبر عن ذوقها الراقي بشدةّ..جلست تجفف شعرها الطويل من الماء وهو يتأمل كل شي بصمت..
همس بصوت قصير نوعاً ماً : المفروض تعذريني بعد ما سمعتي مني كل شي!
قامت من الكرسي وانسدحت على سريرها بعد ما حطت كريم على يدينها ورقبتها ووجها وتعطرت بالعطر اللي متعوده تتعطر منه قبل تنام..
اخذ نفس عميق وهو يسحب العطر إلى رئته ويتلذذ بالرائحه اللي استقرت داخل صدره : حبيبتي!
حّست ان التجاهل والصـد مو من صالحها طرا على بالها طيف انتقام تبي تعذب الجازي زيادهّ لان اللي صار لها اليوم بالنسبه لها ولا شي: بسامحك بس بشرط!
تنهد براحه وهو يناظرها بأبتسامه عذبهِ : وش الشرط!
ناظرت له لدقايق بنظرات غريبة وتكّلمت بجفاء : تجلس عندي يومين تعويض عن اليوم !
ناظرها بصدمه من الطلب اللي قالته : كيف يعني بجلس عندتس ثلاث ايام!
حَست بغضب يتدفق وسط روحها : لا تحسب اليوم لأني ما شفتك فيه ابد بكره وبعد بكره تكون عندي ولا كل واحد يروح بحال سبيله!
ناظرها بضيق : اماني ولدي تعبان وانتي تدرين لو امه احتاجت شي مالها غيري!
ناظرته ببرود : ما يهمني انت من خذيتني وانت تدري اني اغار مو مثل زوجتك الأولى واليوم استفزيت غيرتي وتحمل اللي بيجيك!
بلع ريقه بصدمه من كلامها كان فعلاً بين نارين نار زعلها وهو متأكد انها مو مثل الجازي المسالمه اللي ترضى بسرعه ونار ولده اللي قلبه يحرقه عليه : طيب انا موافق بس ولدي اشوفه!
رفعت اصابع يدها بوجهه ببرود وملامح تضج باللامبالاة: تروح بكره نص ساعه بس..
هز راسه بالنفي : ما تمدي والله..لازم اسال عنه واشوفه تكفين يا بنت حمد قدري ظروفي شوي!
همست بحِده : حدك ساعه ونص بسس!
تنهد براحه فضيعه وهو يخبي وجهه في مخدته كأنه طفل حائر مسلوبه منه جميع حقوقه وآرائه! كان فعلاً ضعيف قدامها ضعيف لدرجه محد يتخيلها وكأنه مو سند العصبي الصارم ذو الطباع الحاده ! الحب نسف كل القوه اللي فيه وجعلهّ رهين أمام مشاعره اللي يحملها لها..
الساعة الثامنة مساءًا ..
ام سهم جلست بعد الترحيب من ام سياف واميره اللي جت وهم جالسين مع بعض وما كان فيه احد غيرهم..
ام سياف ناظرت لـ اميره بأبتسامه : اميره حطي الحلا عند خالتس
اميره قامت وهي تحط لخالتها من الحلا : ابشري
ام سياف ابتسمت : ها وش هالموضوع اللي بتكلميني فيه ترا ابد ما من غريب هذي بنيتي اميره بحسبة بناتي
اميره اكتفت بـ ابتسامه وهي تشرب فنجال قهوه مع ام سهم وام سياف ..
ام سهم تكلمت بـ ابتسامه تشرح الصدر : يابعد روحي انتي وهي عسى الله يحفظكم والله كنت بكلمتس بالجوال بس قلت خليني اجي اسلم عليكم وبخاطري قعدة معتس وعندي موضوع بكلمتس به بعد
ام سياف بأبتسامه : ابرك الساعات بيتس ومحلتس يا ام سهم سمي يالغاليه وش هو الموضوع
ام سهم لمعت عيونها بـأبتسامه وفرحه واضحه عليها : جايه بخطب بنيتس ريم لـ محمد ولدي وان شاءالله انتس ما بترديني خايبه..

البارت الثلاثون

ام سياف بسعاده : والله ان نسبكم ينشرى بماء العين يا ام سهم ما ينعاف والله انا موافقه لكن لازم ابوها واخوانها يوافقون والبنت بعد لها راي والله يكتب الخير
ام سهم ابتسمت براحه : الله يكتب لهم التوفيق والخير ..
قامت من عندهم وهي تسحب رجولها بالغصب دقايق مرت وهي تمشي على الدرج بدون وعي منها ولا انتباه كانت خطواتها ثقيلة ثقيلة لدرجه انها تحس انها تحمل على ظهرها جبل أرهق خطواتها وثقل من حركتها بشكل كبير استندت على سـور الدرج بأنهاك حتى يساعدها على الوقفه ويمنعها من انها تطيح رغم انها طايحه اصلاً طايحة في هاوية عميقة وروحها غرقانة من شدة الظلام اللي ينهش صدرها ويحيط فيها من وين ما لدت وجهها ..
دخلت الشقه اخيراً جلست على الكنبه سمع صوت الباب طلع من الغرفه وهو يناظر لها بأستغراب شديد من هيئتها اللي جلبت له الشك انها مو بخير ابداً وان فيه كارثة صايره لا محالة ..!
مّشى بتوتر وراح لها وهو يجلس بجنبها أنتبه لنظراتها الضائعة وجلستها الهزيلة ويدينها المرمية على الكنبة بدون أدنى حيل تثبت فيه روحها كانت نظراتها غريبه غريبه عجز يفسرها تحدق بالفراغ بدون اي شعور !
رفع عيونه بأندهاش وهو يناظرها بخوف : اميره بسم الله عليتس وشفيتس تناظرين كذا؟ تعبانه!
قرب منها اكثر وهو يحاوط كتفها بيده اليسار ويحاول يفهم نظراتها اللي انفجع منها لـ ابعد حد وكأنها سامعه مصيبه : اميره فيه احد صاير له شي تكلمي! عمي اخوانتس احد من اهلتس وشفيتس ساكته كذا !
هز كتوفها بقوه وبدأ هنا صدق يسيطر عليه الخوف ويخرج عن هدوئه وهو يشوف شكلها اللي ما يطمن ابد ويأكد له كل مخاوفه صرخ بدون وعي منه وهو يبيها تهدي عقله وتطمنه من الافكار اللي تنهش روحه بهاللحظة : امييييره رددددي انا اكلللمتتس رديييي على سؤالليييي لا تخوفيني!
اظلمّت الدنيا بعيونها اللي يتسسلل منها الدمع بغزاره وكأنه منحبس فيها من سنين طويلة وتم إطلاق سراحه اليوم ، اهه يا مرارة الشعور اللي تحس فيه واهه يا صعب مواجهة هالشعور بالذات ، جاء اليوم اللي سعّت بكل جوارحها انه ما يجي جاء وبدت ترفرف خسارتها قدام عيونها نذرت قلبها لـ محمد لكن شائت الاقدار ان قلبه يكون لغيرها !
وقفت وكأنها ملسوعة مَشت قدام عيونه بأستعجال وهي تضرب نفسها : لا لا لا كذب كذب يكذبون انا ادري انهم يكذبون والله العظيم يكذبون والله العظيم انا ادري
طاحت على الارض بعد ما خارت كل قواها وانهارت دفعة وحدة حَست بشي يشبه الانفجار في جوف صدرها يفجر قلبها جلست تصارخ بقلب مكسور : لاااا والله لا لا والله لا يكذبون كذب كذب انا متأكدة انا متأكدة..
ارتطم رأسها على الارضيه بعنف وهي تصارخ وتضرب نفسها وسط نظراته المصدومه بدون وعي منها بالشي اللي قاعده تسويه جاء لها بأستعجال وهو يرفعها من الارض ويصرخ فيها بصدمه : من اللي يكذبب تكلمي وش صااااير!
رفعها غصب وهي تلقي عليه كل الشتائم اللي حافظتها ما اهتم لذا كله كل اللي يهمه وش اللي قلب حالها كذا وش اللي غيرها قبل نص ساعه نزلت من عنده وهي مبتسمه واللحين منهاره !
ما تبي تناظر لعيونه ما تبي كل ما شافت عيونه بكت أكثر هو اللي حرمها من محمد بسببه هي خسرت محمد وهالشي ضاعف حقدها عليه لدرجه كبيره ..
كانت تبكي وبخاطرها تبكي اكثر لين توصل لـ مخرج من ضيق صدرها يخليها تقدر تتنفس بأنتظام تقدر تتكلم طبيعي غير انها تصارخ اخذها وجلسها على السرير بضيق ونزل تحت ..
من انتبهت انه طلع من الشقه بكبرها سمحت لنفسها تبكي وتنهار اكثر تتكلم براحه اكثر سمحت للكلمات المسمومة تطلع من صدرها ما تبي احد يعاتبها على دموعها على تصرفاتها تبي يتركونها تعزي نفسها فيه يتركونها تبكي على أطلال ذكرياته الباقية في قلبها يتركونها تبكي سنينها اللي نست كيف تعيشها وهي تنتظر جيته وتبدأها معه يتركونها بس!
هي بترجع بترجع لهم بس فيه جرح ينزف داخل روحها تبي توقفه فيه ذخيرة من الدموع ما بعد خلصت ولازم تفرغها فيه تسع وتسعين لعنه في صدرها تبي تطلقها من بين ضلوعها فيه فيض من الشتائم قاعدة تنحّر روحها وتبي تتخلص منها ..!
اتركوها تبكي اتركوها اتركوها دام هذا اقصى شي تقدر تسويه لنفسها هي ما عاد عندها حريه بشي سوى دموعها اتركوها تبكي بعد ما هدمتوا حلمها اتركوها تبكي عزوتها تبكي اهلها تبكي حبيبها تبكي محمد اتركوها .
نزل لـ امه بأستعجال وبين كل خطوه والثانية أمتار كثيرة راح لها سمعها تسولف مع ام سهم ..
سيف يحاول يسيطر على طبقة صوته وقف ورا الباب بحيث انه ما يشوفها: السلام عليكم وشحالتس يا ام سهم
ام سهم بحنيه : هلا يولدي الله يعافيك بخير ونعمه انت وشخبارك يايمه عساك طيب
سيف بتوتر : بخير الحمدلله حياتس الله في محلتس يا ام سهم
ام سهم بأبتسامه : الله يطول بعمرك بيت عامر بوجودكم فيه عسى الله لا يخلي الارض منكم يالطيبين
سيف : الله يطول بعمرتس .. ماعليتس امر يا يمه تعالي ابيتس شوي ..
ام سياف ناظرت لـ ام سهم : عن اذنتس .. ام سهم هزت راسها ومشت ام سياف ناظرت لـ سيف بأستغراب : وشفيك ؟
سيف بخوف : يمه صاير شي ؟ احد به شي
ام سياف نشف الدم بعروقها وهي تناظر له بفجعة : بسم الله وشصاير وش انت سامع ؟؟
تكلم بغصة : مدري مدري يمه اميره مو بخير ابددد يمه تكفين تعالي معاي تعالي شوفيها مدري وشصابها فجأه تكفين تعالي
طلعت من غرفتها بملل .. تعبت وهي تمثل تحس انه صار ما يصدقها من كثر التمثيل خايفة يجي يوم ويواجها ويقولها انتي كذابه وهي تدري هو وشكثر يكره الكذب!
طلعت تتمشى في البيت كان ساكن جداً وهدوء مافيه ازعاج ابتسم قلبها وهي تشوف قطرات المطر على الشباك وتسمع صوت المطر مع صوت الرعد مع منظر البرق اللي يضوي السماء بالليل كان شي يستحق الوقوف والتأمل ..
اختفت ابتسامتها وهي تشوفهم واقفين بالحوش تحت المظلة وتسمع اصوات ضحكاتهم رجعت خطوتين للخلف وقفت ورا الباب تحاول تسمع شي من كلامهم!
جات على بالها فكره : نلعب
سهم ناظرها بحماس : نلعب ليه ما نلعب!
وقفت قدامه وهي تضحك : نلعب غميمه انا اتخبى وانت تدورني وش رايك؟ ترا كنا نلعب انا وملاذ وابوي لحد قبل تاخذني يعني عادي
ضحك سهم : بسيطة ذي يا بنت الحلال بلقاتس بسرعه تشوفين الحوش كيف فاضي انا اقول ماله داعي تتخبين
تكلمت بتحدي : لا ماعليك بتخبى بمكان حتى الجني الازرق ما بيلقى لي اثر بس ممنوع الغش اهم شي
سهم نزل المظلة وهو يروح يمّ الجدار عشان تتخبى براحتها : روحي يلا
نوره : بروح بس تعد من واحد لين عشره وبشويش اعرف حركاتك
سهم : اعد هاه اعد وجارنا بيته بجنب بيتنا واليوم متقهوي عنده العصر وش تبينه يقول عني ! والله لا تروح كل هيبتي عشان لعبة
ضحكت : ما درا عنك نايم اللحين يلا تكفى
سهم ما حب يخليها بخاطرها :يلا روحي وترا بعد بصوت قصير عاد سمعتي ولا ما سمعتي
مشت نوره : ماعليك ماعليك بسمع يلا ..
دخلت داخل البيت اقرب مكان فكرت فيه تحت الستاره الطويلة اللي يمّ الشباك لان هو سيده بيروح للمطبخ او بالغرفه اذا ما لقاها بالحوش وفعلاً مرت عليهم اربع دقايق وهو يدورها وهي كاتمه ضحكتها في داخلها ما تبي تنفضخ وخاصة انها ما تقدر تتحكم في ضحكتها ابداً حَست فيه قريب من الكنب ويدور وهنا خافت صدق وفعلاً شافها سحب يدها وهو يناظرها بانتصار : تعالي تعالي
نوره حطت يدها على يده : غش وربي غش اتركني
سهم سحبها وهو يطلعها بسرعه : مو على كيفتس تلعبين بقوانين اللعبة انتي وراستس ترا كنا نلعبها انا وابوي ومحمد
نوره ضحكت : يشيخ تطقطق انت ! طيب خلاص فزت شكلك اول مره تفوز
سهم : انا فايز من ثلاث سنين
طلعت من ورا الباب وهي تصفق بيدينها وتبتسم : الله الله وش هالرومانسية اللي عليكم ماشاءالله صراحه واو
سهم ناظرها بصدمه : عروب !
عروب ضحكت بغبنه : ايه عروب زين انك تذكر اسمي للحين خلك معاها اشبعوا من بعض انت ما راح تتغير ابداً ظالم ظالم وبتبقى ظالم طول عمرك انا تاركني في غرفتي ورايح تركض معاها هنا وشوضعكم انتم !
سهم بعصبيه : اليوم مو يومتس وشعليتس مني ؟
عروب بغضب : انا ولا يوم لي علمني بس متى صار لي يوم واحد حتى وانت معاي بالك عندها وتفكيرك عندها تعبت منك تعبت
نوره سحبت نفسها من بينهم ما تبي تكبر السالفه تبي تروح لغرفتها وهم يتفاهمون بروحهم ..
لكن انصدمت من عروب اللي سحبتها مع يدها بقوه وهي تكلمها بقهر : مسويه فيها الطيبه والبريئه وانتي راس الافعى يا حيوانه وشتبين مني انتي وشتبين تكلمي وشسويت لتس !
سهم مسك عروب وهو يبعدها عن نوره اللي ما تحب المشاكل اصلاً ولا متعوده عليها عكس عروب اللي كل يوم تفتعل مشكله من ولا شي وكلها دافعها كان الغيره من حب سهم لـ نوره رغم انه ما يتعمد يستفز غيرة عروب : قسم بالله ما عدلتي نفستس اني لا اوديتس للملحق تعيشين فيه بروحتس وتصارخين هناك على راحتس محدٍ داري عنتس لو تموتين
عروب فقدت اعصابها من كلامه : بتطردني للملحق عشان حرمتك العقيم يا حقييير ما تبي احد يخرب اجوائكم الرومانسيه الفاضيه ا...
ما كملت كلامها وهي تحس بحرارة أصابعة على خدها ناظرته بحقد وهي تناظر لـ نوره بقهر وتتكلم من بين أسنانها : ارتحتي اللحين الله لا يوفقتس يشيخه الله لا يوفقتس
نوره راحت لغرفتها وهي مصدومه من الموقف اللي صار قدام عيونها جلست على السرير وهي للحين تحت تأثير الصدمه ..
سهم جاء لغرفتها بأستعجال ناظرها بغبنه : نوره ليكون زعلتي منها ذي سفيه قسم بالله ما ينرد عليها الصوت
نوره ناظرته بأستغراب : لا والله ما زعلت بس ليش تضربها مهما كان هي حامل وتوها صغيره ما تعرف
سهم ارتاح مبدئياً انها ما بكت لانه ضعيف جداً قدام دموعها ولا يتحملها بالمره : انتي ما سمعتي وشقالت صوتها واصل اخر الحاره .. همس بقهر .. ذي ما تستحي والله
نوره ابتسمت : ماعليه صغيره يا سهم بكره تكبر وتتغير ان شاءالله
سهم ناظرها بتوتر يبي يتطمن انها ما زعلت ويرتاح : انتي زعلتي من كلامها
نوره انجرحت منها كثير بس ما تقدر تقول هالشي لـ سهم ما تبي تزيد عليه خاصة انه هالايام منضغط من دوامه ومن عروب اللي كل يوم طالعه بسالفه حضنت يدينه بين يدينها : ما زعلت منها والله والموضوع بكبره ما يزعلني لأنه ابتلاء وانا راضيه فيه
سهم جلس بجنبها وهو يحضنها ويحس بتأنيب ضمير قوي يدري انها تكابر على حزنها وان الكلمه اثرت عليها : جعلها فدا لتس والله
ام سياف تركت كل شي وراها وراحت مع سيف لـ شقتهم وانصدمت لمن شافت شكل اميره المنهاره بالحيل ..
ام سياف جلست على الكنبه وهي تمسح على ظهر اميره اللي كانت تصارخ مو بس تبكي : اميره يايمه بسم الله عليتس وشفيتس وشصاير تكلمي يابنيتي بسم الله عليتس
ما ناظرت لها ولا حتى اهتمت لوجودها كل اللي ببالها محمد وابوها ابوها اهه يا ابوها ..
ام سياف ناظرت لـ سيف بذهول : بكلم ام سند يمكن صاير شي والبنت منهاره ما تقدر تتكلم وتقول لنا
اميره صارخت عليها بحقد بدون ما تحس بنفسها : مو صاير شي اطلعوا برا اطلعوا اطلعوا مابي اشوف احد اطلعوا كلكم برا
سيف ناظرها بصدمه ام سياف مسكت يده ما تبيه يهاوشها وهي بـ هالحالة خاصة انها اول مره تشوفها بـ ذا الوضع : تعال معي تعال يلا
ام سياف مسكت يدين سيف بمؤازرة وهي تشد عليها تحاول تعطيه شوي من قوتها حتى يقدر يحتوي اميره ويفهم منها كل شي : ابوي انت لا تهاوشها يا يمه اجلس معاها وشوف وشفيها انا بجلس مع الحرمه مابيها تحس بشي لا تهاوشها يا ولدي يمكن فيها شي ..
طلعت من عنده ونزلت تحت لـ ام سهم وقلبها مشغول مع اميره اللي ما يدرون وش صابها فجأه ..
دخلت المطبخ وهي حاطه على راسها جلال ابتسمت وهي تشوف خالتها ام سند قربت منها : خاله وشتسوين مع ذا الليل
ام سند اللي واضح عليها التعب ابتسمت لها : ولا شي يا بنيتي فيصل اخوياه بالمجلس ويبي قهوه وشاهي والبنت نايمه في دارها
ميساء : افا يا خاله وانا وين رحت ليش ما قلتي لي اسوي لهم والله فاضيه ما عندي شي
ام سند مسكت يدها : ما تقصرين يا بنيتي ما انتي مكلفه بهم هذول شباب ما يتجمعون الا نص الليل وانتي وراتس رجال ومسؤوليه
ميساء : مهما كان يا خالتي انتي تشوفيني فاضيه اتصلي علي وبجي اسويها عطيني عنتس بس
ام سند عطتها اللي بين يدينها وراحت تجلس بالصاله قدام التلفزيون انتبهت لـ الباب اللي انفتح قرب من عندها وهو يحب راسها : الله يمسيتس بـ الخير وشلونتس يـمه
ام سند بأبتسامة : بخير الحمدلله علامك ابطيت !
فهد تكلم بأنهاك : بلشت مع ذا العيال ما خلوني الا الصبح يبي يجي
ام سند : ما يصير يا ولدي انت رجال معرس اللحين السهر لـ اخر الليل مابه سنع وحرمتك حامل لو تعبت ولا احتاجتك وشلون بتجيها ما تجيها الا هي طايحه
فهد : ماعليها خلاف ان شاءالله الهنوف وينها فيه
ام سند بهدوء : نايمه
فهد ناظرها بأستغراب : اللي بالمطبخ من اجل وشذا الصوت !
ام سند : حرمتك تشتغل
أسَود وجهه من الغضب ناظر المطبخ :تشتغل والولد بالمجلس!، قام بدون ما يسمع كلام امه ناظرها بنظرات ناريه حست قلبها بيوقف من الرعب ، وش جايبتس هنا ؟
ميساء بصدمه : شفت خالتي تشتغل وهي تعبانه من رجولها ورحت اساعدها بس
فهد سحب اللي بيدها وهو يحطه على الطاولة بغضب : امشي قدامي بسرعه امشي لا اكسر ذا المطبخ على راستس
ميساء ناظرت له بصدمه ومشت من قدامه راحت لـغرفتهم وقبل يمشي خطوة سمع صوت امه اللي تناديه ..
ام سند ناظرت له بغضب : تعال ابيك بسرعه
فهد بعصبيه : يمه تكفين
ام سند بحدِه : تعال ابيك
فهد جلس بجنبها وهو يفكر بـ ميساء لو شافها احد : سمي
ام سند بتفهم : الحرمه لا شديت عليها تكرهك لو انك تسوى عيونها مافيه احد اللحين مثل حرمتك اللحين الوحده لا اعرست قالت لزوجها انا مالي دخل بـ اهلك ما راحت تقضي لزوم امه وبعض حاجاتها ترفض تقول ماهي مسؤوليتي حرمتك يا فهد اصيله لا تضيعها لا تغلط غلطة سند ضيع من يدينه مرته اللي تنوزن بالذهب
فهد تنهد بضيق وقام من عند امه راح لداره شافها منسدحه ومتغطيه وتبكي زادت عصبيته يوم شافها تبكي يكره احد يبكي قدامه يكره يحس بتأنيب ضمير مسح جبينه بتوتر وشبسوي يعني ! انا من متى عندي خبره بالبنات اصلاً !
هو متعود على انهم يعاملونه على انه جلف ما عنده احساس عصبي وعلى هالاساس عايش ما يدري ليه يحس انه مجبور يبرر لها ويعتذر رغم انه قبل دقيقه بالضبط كان يبي يدفنها ..
ما يدري شيسوي صدق كان محتار حمد ربه انه ما تكلم كان يبي يهاوشها يبي يطفي شوي من النار اللي احرقت صدره بس وضعها ما يساعد تكلم بعجله : اسمعيني يا بنت الناس
تنهد بضيق من كلمته وش اللي بنت الناس حتى اعتذار مثل الخلق ما اعرف اعتذر ! بلع ريقه وهو يشوفها للحين على وضعها : اعذريني بس انتي تستاهلين وش موديتس للمطبخ !
حس بتأنيب ضمير همس بصوت قصير .. ما راح اتعدل انا كنت احسب كل البنات مثل اميره اصفقها وتجيني تضحك والله البلشه صدز..
هنا تأكد انه ما يعرف يتعامل مع الجنس اللطيف ابد مسكها مع يدها : قومي معي
جلست تبكي وهي تحاول تسحب يدها من يده: بعد عني ما ابي اروح معك لمكان
فهد هنا زاد غضبه مسكها من يدينها وهو كل اللي يبيه انها تقوم وبس : قومي معاي للسطح يلا بنجلس هناك نسولف على راحتنا الجوفوق يهبل
ميساء زاد بكاها وهو تورط اكثر : من قال ابي اسولف معاك اتركني فهد
فهد جلس بجنبها وهو يتنهد بندم : المفروض تدرين اني ما اعرف اتصرف بذا المواقف شسوي ما تحملت وانا اتخيل ان ممكن احد شافتس لو ما جيت قدري وضعي شوي
ميساء مسحت دموعها وهي للحين فيها بكيه جلست وهي تمسح على يدها وترفعها له : عورتني
حس بتأنيب ضمير ناظرها وهو يبتسم : جعلني الكسر من فوق لتحت ما افهم انا ما افهم مدري كيف أذيت وردتي حقتس علي امشي معاي
ميساء ناظرت له بفضول : وين
فهد ابتسم من قلبه : بنروح فوق يلا بسوي لتس شاهي ما بتذوقين مثله طول عمرتس
ميساء ناظرته بزعل : انت تهاوشني بسبب شاهي وتراضيني اللحين بشاهي
فهد ضحك : امشي بس
دخلت لدورة المياة ( يكرم القارئ ) ما تبي تنهار قدامه اكثر من كذا ما تبي تكشف نفسها قفلت الباب وراها مَشت كم خطوه لين وقفت قدام المرايه وهي تناظر لنفسها بألم كان الحزن ماخذ من وجهها نصيب كبير عيونها اللي كأنها مكحلتها بـ دم وجهها الشاحب نظراتها الميتة وكأنها ما تملك اي شعور !
ملامحها عبارة عن خريف !
من يقول ان الخريف محصور على كونه فصل تتساقط فيه أوراق الشجر!
الخريف أنسان كابد وهو يحاول يصنع لنفسه حياه من ولا شي كابد وهو يشوف أمنياته تتحطم قدام عيونه أمنية ورا الثانية كابد وهو يحاول يبعد الظلام والوحشة عن صدره كابد وهو يحاول يوقف على رجوله من جديد لكنه طاح طاح بهدوء ما احد التفت لـ طيحته!
كان ثابت رغم كل شي يعصف فيه كان قوي لدرجة انه واقف رغم ان كل شي داخله انهدم وعلى هالاساس والمبدأ الناس تعدوا حزنه وظنوه بخير !
واتركوه .. اتركوه يواجه كل هالمعارك بروحه بس لانه انسان عزيز وبـعز إنكساره ما طلب يد تشد عليه ما طلب غصن يستند عليه ما طلب ماء يسقي فيه عطش روحه الميته ما طلب الا انهم يتركونه ويبقى عزيز .. عزيز لين يموت ولا ينزل هامته لمخلوق !
طلعت من دورة المياة بهدوء دخلت تحت اللحاف وهي تحاول تختفي ما تبي تشوف الحياة تبي تبقى بالظلام وبس حست بيده اللي يمسح فيها على كتفها وكأنه يطمنها انه معاها ..
اهه لو تدري يا سيف ان هالدموع لـ انسان غيرك أنسان يوم حبته جاهدت انها تكرمه واكرمته اكرمته لدرجة انها اعطته كل شي تملكه وجَلست اليوم تصارع المعاناة والأسى والبرد والخوف بروحها ..
همس بحنيهّ وهو متضايق عليها جداً : نامي وارتاحي انا ماراح اسمح لـ الحزن ياخذ حبيبتي مني
همست بصوت مبحوح من كثر ما بكت وصارخت : اخذني اخذني
همس بغبنه : ما يطول ياخذتس وانا حي علميني وش بخاطرتس وانا اسويه لتس اللحين مستعد ادفع ثمن ضحكتس من سنين عمري..
اميره شدت اللحاف على وجهها وهي تغرق في نوبة بكاء صامتة : مابي شي ابنام بس
تسلل لقلبه الضيق من ضيقها حتى الضيق مُعدي : نامي وارتاحي الله يجعل هالحزن بروحي..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات