بداية

رواية بين الامل والالم اسطورة -22

رواية بين الامل والالم - غرام

رواية بين الامل والالم اسطورة -22

قالت شادن اللتي لم تشعر أمل بحضورها : إللي ما خذ عقلك هههههه أكييييد أخوي صح .
وضحكن عليها أكثر وهي تأخذ المخدات الصغيرة وترميها عليهن وهي تشعر بالخجل منهن .
إنقضت مراسم العقد ثم الحفل البسيط وبعد ذهاب الضيوف دخل والد أمل بهيبته وهو يلبس البشت الأسود وتزين
لحيته شعرات بيضاء زادته وقاراً وهيبة , تقدم للمجلس الذي تجلس به ريم بفستانها الفيروزي المخصر على
جسدها الصغير والتي بدت فيه رائعة وقف أمامها وحياها ثم مد يده لها وهي بدورها مدت يدها وصافحها ثم قبل
جبينها ثم جلس جوارها وهو يبتسم لإبنته التي تبدو في غاية الفرح وبعد مضي دقائق ألبسها طقم ناعم من الذهب
وجلسا قليلا ثم قال لها بأن تستعد ليغادرا لمنزلهم الذي أعيد ترميمه وصباغته وتأثيثه بمساعدة أمل وعندما ركبا
السيارة أنطلقت بهما السيارة ولم تمضي سوى دقائق حتى رن هاتفها وإذا به طارق يستحثها هي وأمه على
الخروج حتى يغادروا .
******
عند العريسان ..
بعد أن دخلا لمنزلهما أدخلها للصالة وجلست ثم جلس بجوارها وهو يبتسم بطيبة لها وهي بدورها أحست بمودة
ناحيته تقدم منها ووضع يده على رأسها ودعا "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها
وشر ما جبلتها عليه" ثم قال لها آمراً بلطف : قومي غيري عشان نصلي .
هزت رأسها بإيجاب وهي خجلى من لطفه ونهضت وغيرت لباسها وخففت من مكياجها الناعم وخرجت إليه وهي
تحمل جلال الصلاة وهو بدوره فرش سجادتين لهما , بعد أن صليا إستأذنته بأنها ستتصل على والدتها لتطمأن
على إبنيها وعندما أنتهت من مكالمتها جلست مقابلة له تفصل بينهما طاولة عليها عشاء خفيف وبعد لحظات من
الصمت قال أبو أمل بلطف : ريم ..رفعت رأسها لتنتبه لكلامه وأكمل.. إن شاء الله ما تندمين إنك وافقتي علي وبإذن
الله راح أكون الأب لعيالك وكل إللي أبيه منك الإحترام والمودة وبإذن الله ما راح أقصر بشيء عليك ..وأكمل يسألها
.. إيش تبيني أسويه لك ؟؟ نبي نتفق من بداية حياتنا عشان بإذن الله ما نختلف .
قالت ريم بهدوء يشوبه الخجل : سلامتك ما أبي إلا تكون لعيالي الأب وأنا بإذن الله ما راح أقصر ناحيتك بشيء .
إبتسم لها وبدأ يأكل بعد أن أمرها بلطف وود أن تأكل .
******
في ذات الوقت ...
عندما صعدت أمل للجناح وقد سبقت طارق الذي كان يتحدث مع والدته جلست على كنب الصالة لترتاح قليلاً فهي
بعد المجهود الذي بذلته رغم قلته في حفلة زواج والدها إلا أنها مرهقة وذلك ربما بسبب إستيقاضها المبكر ,
أغمضت عينيها وهي تفكر أنها ستذهب بعد الراحة لتغير فستانها الناعم ذو اللون التفاحي الفاتح والذي أظهرها
في الحفل بإطلالة رائعة مع مكياجها الذي دمج به اللون التفاحي باللون الفوشي بطريقة رائعة وقد رفعت شعرها
كاشينون ناعمة بلفافات رقيقة أبرزت طول عنقها الدقيق , لم تشعر بنفسها وهي تغفوا إلا عندما أحست بحركة
قريبة منها وأنفاس حارة تلفح وجهها ففتحت عينيها ورأت عينيه أمامها تتألق بلمعان غريب ورائع وهو يبتسم
نصف إبتسامة تبدوا ساخرة أو باردة ولكنها تشعرها بالحرارة من أثرها وارتفاع في نبضات قلبها , طالت النظرات
بينهما وهم صامتون وأخيراً نطق بصوت أجش : أحد قال لك أنك اليوم مثل البدر يوم التمام .
تلونت خديها بالحمرة وهي تطرف بحياء وصمتت فأكمل هو بعد لحظات قائلا بهدوء بااارد وهو يبتعد : يلا ننام .
إستغربت تغيره , في لحظة يبدوا لها كالعاشق المتيم بها ولحظة أخرى ينقلب تماما , نهضت وتبعته بذات الصمت
الذي لازمها منذ دخول جناحهما .
******
في صباح اليوم التالي ..
أيقضها طارق لتستعد وتذهب معه للمستشفى وعندما نهضت سارت باتجاه الحمام "كُرمتم" ونظرت لعينيها في
المرآه فهي في الليلة السابقة وهي تزيل المكياج من وجهها دخل المنظف لعينها اليمنى من شدة إرتباكها من
نظرات طارق المسلطة عليها , احمرت عينها وعندما إستيقضت للفجر كانت مغلقة وملتهبة فأصر طارق على
إصطحابها لطبيب عيون فوافقت بعد إلحاح منه وهي الآن تستعد لذلك ..
نزلا من السيارة ودلفا المستشفى وسارا باتجاه قسم العيون واخذ لها موعد عند طبيب العيون وجلست في
استراحة النساء حتى وقت حضور الدكتور التي قيل أنه في جولته الصباحية على مرضاه وبعد مدة أتى الطبيب
دخلت عنده وكشف عليها ثم صرف لها الدواء اللازم بعد أن علم بحملها وعند خروجها سارت برفقة طارق قليلاً
واستوقفها ما رأت وومض عقلها بذكريات قريبة ولكنها تبدوا بعيدة ((عندما خرجت من المشغل مشت قليلا باتجاه
الشارع العام مرت بجانبها سيارة فخمة عرفت صاحبها و رأت أن السيارة عادت متوجهة إليها وابتعدت عن طرف
الرصيف وما هي إلا لحظات حتى أوقف سيارته بمحاذاتها وأنزل زجاج السيارة ..
: أمل تعالي إركبي .
تفاجأت بأنه عرفها وردت عليه بصوت قوي : بأي صفه أركب معك .
أعجب بردها وكبرت في عينه : اعتبريني تاكسي واركبي .
أمل باعتراض : ومن قال لك إني باركب تاكسي , يلا توكل , الله يستر عليك .. أسرعت
في مشيها وهو مازال يلاحقها .. تأففت منه ووقفت ..
أمل بعصبية : نعم مالك نيه تبعد عني ياخي استح على شيبتك عيالك قدهم كبري وأنت
تلاحقني ما تخاف ربي يردها لبناتك .
صدم من قولها فهو ليس بذلك الكبر أما أبنائه ليسو كبار مثلها : أنا ما في نيتي أي شر
وأنتي أكيد عمرك فوق العشرين يعني يناسب أتزوجك وبعدين عيالي أكبر واحد عمره تسعطش سنه .
ذهلت أمل من عرضه من جهة ومن كلامه من جهة أخرى وتكلمت بضعف: إبعد عني الله يخليك
إيش تبي بمطلقه ومعاها ولد ولساتها مادخلت الثمن طعش وأهلها ما يبونها .. وإبتعدت عنه ))
إنتبهت ليد طارق التي تشد عيها وصوته وهو يهمس لها بين أسنانه بغضب : أمل ليش تطالعين فالرجال ؟
نظرت له أمل بغضب لتشكيكة مرة أخرى بها وقالت بغضب مكتوم : ما كنت أناظر بأحد بس كنت سرحانه ..تسائلت
بحنق .. حتى السرحان حرام ؟؟ ..وهي كانت صادقة بكلمتها أنها لم تنظر له إلا لمحة وعرفته ثم سرحت وكأنها لا
ترى أمامها شيء ..
نظر لها بغضب ودفعها بخفة وهو يقول ببرود : روحي إجلسي لما أصرف الدواء وراح أدق على السايق يجي لك.
هزت رأسها بإيجاب وذهبت للإستراحة والتي وجدت بها عدة من النساء بعد أن كانت فارغة عرفت إحداهن
وجلست بجوارها بعد أن ألقت عليهن التحية وبعد صمت بسيط قالت أمل بهدوء : كيفك العنود ؟
إلتفتت العنود باتجاه أمل التي مازالت محتفظة بغطائها على وجهها وقالت بتساؤل : مين إنتي بس لحظة ..وكأنها
تذكرت صاحبة الصوت وقالت بعبرات مخنوقة .. إنتي أمل صح ؟؟
ردت أمل بهدوء يشوبه الحنين : إيه أنا أمل ..وفتحت غطاء وجهها ونظرت لها ولكن العنود لم يتغير من وضعها
شيء بل بكت بحرقة وألم وهي تقول لها ..
العنود ببكاء : أمل الله يخليك سامحيني أمل ..وأخذت تبحث عن يدي أمل حتى وجدتها وأمسكتها بيديها وقالت
برجاء .. أمل الله يسعدك سامحيني ..وشهقت عدت شهقات متتالية وأكملت .. ربي عاقبني على ظلمي لك وإبتلاني
آآآآهـ يا أمل دورت عليك عشان أستسمح منك ماحصلتك ..ورفعت يديها لتقبلها فسحبتها أمل وعيناها تدمع وكأنها
ضربت على رأسها بمطرقة حديدية من شدة الصدمة وهي تصرخ بداخلها "العنود عميت يااا الله"..
قالت أمل بتأثر وهي تحتضنها : خلاص العنود لا تتعبين نفسك أنا مسامحتك وأصلاً عمري ما زعلت عليك أو
دعيت عليك والله يشهد عليّ .
زاد بكاء المرأة وهي تقول بتأثر بالغ : تغلبين الكل بطيبة قلبك يا أمل الله يحفظك ويخليك للي يحبونك .
مسحت أمل عينيها وقالت وهي تحاول التماسك من الصدمة التي أصابتها : تسلمين ..ومدت لها بمنديل ومسحت
الأخرى عينيها وهدأت قليلاً ثم قالت أمل تسألها .. العنود إيش صار لعيونك ؟؟
تنهدت الأخرى بهم وقالت تحكي : آآآآآهــ يا أمل سالفتي غريبة , من مدة صرت أحس عيوني بدا يضعف نظرها
وبديت أحس بصداع قوي رحت لدكاترة كثير وكل واحد يعطيني تشخيص غير إستغربت كانت عيني طيبة إيش إلي
قلب حالها ما عرفت إيش إللي صار إلا لما جيت هنا كشف علي هذا الدكتور وبعد أشعة وتحاليل إكتشف إن
الأعصاب حولين العين أتلفها نمص الحواجب وعرفت لحظتها إنها عقوبة من ربي أنا لما كنت أحف حواجبي أدري
إنه حرام وأسمع نصايحك و أصم أذني ناحيتها وإلحين ندمت إني ما سمعت كلامك لكن إذا فات الفوت ما ينفع
الصوت .
ردت أمل وهي متأثرة بقصتها قائلة : أذكري الله ..تمتمت الأخرى بــ لا إبه إلا الله محمد رسول الله , وأكملت أمل
تدعو لها .. أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك , وما إبتلاك ربي إلا ليطهرك من ذنبك عشان كذا أصبر
وأحتسبي .
العنود بهدوء : آآآمين , إن شاء الله ربي يصبرني على ما أبتلاني ..صمتت لحظة وقالت تغير الموضوع ..بنات
المشغل كلهم إشتاقوا لك .
ابتسمت أمل لها بحب : حتى أنا اشتقت لهم ودايم توصلني أخبارهم مع ليلى .
العنود متفاجأه : ليلى تكلمك ؟؟
أمل بهدوء : إيه يمكن ما كانت تقولك عشان ما تضايقك .
العنود ردت : لا بالعس كنت راح أفرح وأنا من زمان أبيك بس ما كنت أقول لهم .
أمل : أها طــيـــ ..توقفت عندما سمعت طارق يناديها حتى تأتي فنهضت وهي تستأذن من العنود وخرجت له ..
وعندما عادت وهي تحمل كيس به أدويتها جلست بجوار العنود مرة أخرى فقالت العنود تسألها : مين إللي ناداك؟؟
ردت أمل بخجل : طارق زوجي .
قالت الأخرى متفاجأة بفرح : صدق مبروووك ألف مبرووك يا عمري ..وأكملت تسألها .. من متى تزوجتي ؟؟
ردت أمل بذات الخجل : لنا مدة وإحنا متزوجين ..وأكملت بعد صمت .. وأنا إلحين حامل وداخلة الشهر الرابع .
العنود بفرح : ما شاء الله ربي يتمم لك ويرزقك بره يارب .
ردت أمل : آآآمين .
وإفترقتا عندما حضرت سيارة أمل بعد أن تبادلتا الأرقام .
******

في المساء

عندما دخل طارق الجناح كانت أمل ترتبه قبل أن تذهب للنوم فجلس أمام التلفاز بالصالة وناداها وامرها بالجلوس
فأطاعته وجلست وعم الصمت للحظات ثم قالت تستحثة : طارق فيه شيء بروح أنا مشغولة .
نظر لها للحظة ثم قال بهدوء يشوبه توتر ظهر بطريقة شده على يديه : ممكن تفسرين لي إللي حصل اليوم ؟؟
أخفضت أمل رأسها تفكر ثم رفعته وهي تقول بثقة : ما صار شيء ..وقالت بتملق.. إنت شفت شيء صار؟؟
نظر لها بنظره حارقة كادت تحرقها فتكلمت قائلة بنبرة متماسكة بعد أن أثارت نظرته الرعب في قلبها : كل
الموضوع إني شفت رجال وتذكرت موقف حصلي وأتذكر قلته لك .
طارق باستغراب سألها : أي موقف ومين هو الرجال ؟؟
أمل بهدوء : الرجال زوج صاحبة المشغل أما الموقف لما لحقني يوم طردتني زوجته من المشغل .
هز طارق رأسه بإيجاب ونظر لها بنظرة مبهمة أثارت الكثير فيها وقالت بحزم متجاهلة مشاعرها : أظنك عرفت
موقفي منه ومن كل الرجال وما كان له داعي نظرة الشك هذي وأبيك تعرف إني موب أنا إللي أخون زوجي مهما
حصل ..ونهضت وهي لم تعطه مجال للرد ودخلت غرفة النوم وأغلقت الباب خلفها ..
******
مرت ثلاثة أسابيع إنشغلت بها أمل وشادن وكذلك نهى بالإختبارات وقد بذلت كل واحدة ما بوسعها .
منذ أربعة أيام أنهت نهى إختباراتها أما أمل وشادن هذا اليوم هو آخر يوم بالإختبارات .
عادتا من المدرسة بعد وداع مثقل بالدموع مع زميلاتهن ودخلتا وهما تجرا أرجلهما جراً وأعينهما مثقلة بالنوم
بعد تعب ثلاثة أسابع فدخلت كل منهما جناحها وتمددت بلباس المدرسة وغطتا في نوم عمييييق .
***
في المساء
عادت شادن لمنزل زوجها بعد أن استأذنته لأسبوعين لتذاكر بمنزل والدها فوافق على طلبها أما أمل أستعدت
وذهبت لمنزل والدها الذي إشتاقت له فهي لم تكن تراه هذه المدة بل كانت تتواصل معه عن طريق الهاتف .
***
دخلت لمنزل والدها وهي تحمل سلال الحلوى الفاخرة فهذه أول زيارة لمنزل والدها بعد زواجه , ابتسمت بفرح
عندما سمعت صوت والدها يلعب مع الصغار عندما فتحت لها ريم التي رحبت بها بحفاوة وجزل وأدخلتها على
والدها الذي تفاجأ بها وهب واقفاً يرحب بها ويحتصنها بفرح أما هي فقد تفاجأت كثيراً يبدوا والدها سعيداً وبصحة
جيدة حتى أنه يظهر أنه أكتسب عدة كيلوا جرامات أكسبته المزيد من الهيبة , عندما جلس الجميع حول طاولة
القهوة فرح الأطفال بالحلوى والهدايا التي أحضرتها لهما وقبلنها فقال لهما والدها : عمّار , لمار ..رفعوا رأسهم
له منتبهين فأكمل بمرح .. مين هذي ؟؟
قالا الصغار معاً : هذي خاله أمل .
ضحك أبو أمل وقال نافياً : لا يا حلوين هذي أمل أختكم لأنها بنتي وأنا بابا إبراهيم طيب ياحلوين .
رد الأطفال بفرح : طيب ..قالت لمار تسأل ببراءة ..أختي أمل إنتي ماما جابتك مثلنا ؟؟
ضحك الجميع على برائتها وقالت أمل ترد عليها بحب : لا حبيبتي أنا أمي راحت بعيييد لكن بابتنا واحد فهمتي
حبيبتي .
إبتسمت الصغيرة ببراءة لا مثيل لها قالت : فهمت .
قالت ريم بأمر : يلا كفاية حلاوة كل واحد يروح ينضف أسنانه ويجي .
هز الطفلان رأسيهما بطاعة ونهضا يلبيان أمر أمهما .
وأكملت ريم تسأل أمل بحب : ها أموله كيف الحمل معك ؟؟
ردت أمل بخجل : الحمد لله ماشي الحال موعدي يوم السبت يعني بعد ثلاثة أيام .
ريم بهدوء ومحبة : الله يوفقك وييسر لك .
فقالت أمل وهي تنظر لوالدها وريم معاً : آآآميين وعقبالكم إن شاء الله .
********
مر اليومين التاليين بهدوء وأتى يوم السبت وبعد صلاة العصر إستعدت أمل للذهاب مع طارق لموعدها عند طبيبة
النساء وعندما دخلت عندها وبعد كشوفات روتينية كالضغط ونسبة الدم طلبت منها الدكتورة أن تستلقي لتعمل لها
الأشعة التلفزيونية (السونار) وعندما تمددت كشفت الدكتورة بمساعدت الممرضة عن بطنها وبعدها وضعت الجل
ثم بدأت بتمرير الجهاز إقترب طارق ليرى الشاشة ويتكلم مع الدكتورة بلهجة رسمية لم تخفي فرحته التي إنتقلت
إلى أمل عندما إستمعت لنبض الجنين فدمعت عينها من الفرحة إقترب طارق منها وقال يهمس بخوف إلتمسته من
نبرة صوته وهو يقول : أمل إيش فيك تعبانه ولا شيء ؟؟
إلتقطت أمل يده التي كانت موضوعة على السرير قربها وضمتها بين يديها ثم قالت هامسة له وعينيها تلمع
بدموع كأنها النجوم : طارق سمعت هذا صوت نبض قلبه سمعت ..تنهدت بفرح وسعادة وأكملت بذات الهمس ..
الحمد لله إللي عوضني بعد إبراهيم الحمد لله ما كنت أتصور إني بعد الضياع والشتات إللي عشته راح تستقر
حياتي .. نظرت له بإمتنان وقالت .. شكراً طارق رغم كل شيء صار بينا شكراً ..وقالت لنفسها "أحبك" وودت لو
تصرخ بها وهي لم تعلم أن عينيا نطقتها قبل شفاتها وربما فهمها طارق ووعاها , تأكدت من ذهاب الدكتورة
والممرضة قبلت يده التي مازالت ممسكة بها ثم أنزلتها بهدوء ونهضت بذات الهدوء وطارق مازال متجمد في
مكانه ..
********
في الأيام التالية كانت بين أمل وطارق مودة ظاهرة وكان كل يوم يذهبان معاً إما لمطعم أو منتزه وأكثرها البحر
فقضوا أوقات ممتعة قربت بينهما كثيراً حتى أتى يوم الأربعاء وهو اليوم المحدد لإظهار النتائج ..
لم تنم أمل جيداً ليلاً وبقيت مسيقظة وهي متوترة حتى أن طارق أنبها على ذلك وأخبرها أنه يضر بصحتها وصحة
الجنين فأخبرته أنها قلقة من النتيجة فطمأنها أنها قدمت جيداً وليس عليها أن تخاف ..
وعند الساعة الثامنة والنصف إستقلت السيارة السائق وزوجته وذهبت باتجاه بيت شادن حتى يذهبا معاً لاستلام
النتيجة ..
بعد لحظات قلقة ومترقبه في السيارة خرجن منها ودخلا للمدرسة واتجها لمكان تسليم النتائج وما هي إلا لحظات
حتى تعالت هتافات شادن و ضمت أمل بشدة والتي كانت هي أيضاً فرحة بنتيجتها ونتيجة شادن المشرفة ..
عادا للمنزل وقد ذهبت معها شادن لتفرح أهلها بعد أن بشرت زوجها عن طريق الهاتف أما أمل فلم تتجرأ أن تكلمه
رغم التقارب الكبير بينهما في الفترة الماضية إلا أن هناك حاجز بينهما يأبى أن يهد , أرسلت له رسالة كتبت بها
"طارق أبشرك جبت نسبة حلوه ما بقولها لك إلا لما أشوفك ؛-)" .
عندما وصلن للمنزل أخبرا الجميع بنسبتهما ثم جلسن يتحدثن بفرح ظاهر وماهي إلا لحظات حتى سمعن صوت
إنطلاق رسالة من جوال أمل غمزت لها شادن بمكر : أكيد رسالة من عند الحبيب يهني .
إحمر وجه أمل خجلاً وأشارت لشادن بتهديد حتى لا تنتبه لها أم طارق ولكنها رأتها فانطلقت الضحكات على
وجهها المنحرج فنهضت هاربة وبررت لهن : عن إذنكم عندي شغلة بالجناح ..وذهبت قبل أن تسمع ردهن ولكن
سمعت صوت شادن تقول بصوت عالي تبعها .. (معك شغلة ولا تبين تشوفين رسالة الحبيب)
توعدتها بنفسها قائلة "والله لوريك ياشادن زفت طييب " وفتحت الرسالة وهي متلهفة لرده الذي كان "ألف
مبروك أمولتي وتستاهلين أحلى هدية تجهزي الليلة عشان أوريك هديتي لك على النسبة اللي ما أعرفها ؛-( بعد
العصر تكونين جاهزة ولابسه عبايتك لا تنسين " هتفت أمل بفرحة وهي تكاد تقفز : قال لي أمولتي أنا أمولته
أحبك أحبـــــــــــــــــــك مووووت يا طاااارق ..وهبطت همتها قليلاً وهي تهمس لنفسها .."بس ياليت تحبني
ياطارق مثل ما أحبك" ..صمتت لحظة وقالت تحدث نفسها "أقوم أجهز لباسي وأنام لي شوي قبل الظهر".
حضرت لباسها ولوازمه ثم تمددت على سريرها وهي تفكر في طارق حتى غلبها النعاس ونااامت .
*******
*******

في العصر..

جلست في الصالة السفلية مع أم طارق وهي ترتدي عباءتها ولفت الحجاب على رأسها ولم يظهر منها سوى
وجهها المزين بمكياج ناعم باللون الزهري فأكسب وجهها نعومة وبراءة , أخذت تتحدث مع أم طارق بأحاديث
مختلفة وعقلها يدور بفكرة واحدة أو بالأحرى بشخص واحد وهو طارق وهي تستغرب عدم حضوره وقت الغداء
وتعذره بعمل طارئ أتاه وفي منتصف الأحاديث إنطلق صوت رنين هاتف أمل وإرتفع نبضها عندما علمت من
صاحب الإتصال فقط من صوت النغمة المخصصة له رفعته وهي خجلى من نظرات أم طارق المحبة والمتسائلة
فقالت لها أمل وهي ترفع السماعة : هذا طارق الظاهر جاء ..وفتحت الإتصال وردت على تحيته ثم قوله لها
باستعجال أن تخرج فقالت وهي تنهض .. طيب إلحين جايه .
قالت أم طارق : خلاص رايحين ؟
ردت أمل وهي تربط نقابها : إيه طارق برا ينتظرني .
فقالت الأخرى بحب تدعوا لهما : الله ييسر دربكم ويحفظكم .
همست أمل بــ"آآمين" وقالت مودعة : مع السلامة يمه.
ردت الأخرى : مع السلامة ..وأضافت.. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
خرجت أمل من المنزل وهي مستبشرة بدعوة أم طارق لهما وكذلك فرحه بلقاء طارق .
دخلت السيارة بهدوء وألقت التحية على طارق ورد عليها بذات هدوئها وفور إغلاقها للباب إنطلقت السيارة
مضت الدقائق الأولى بصمت قطعه طارق سأل بحماس : يلا قولي نسبتك ؟؟ ..وأضاف .. شوفي أنا مقابلك ..
وابتسم لها..
خجلت من إبتسامته ولكنها تجرأت قليلاً قائلة بفرح : نسبتي 99.58 .
رد عليها طارق بحماس وهو فرح لأجلها : ألــــــف مبرووووك والله تستاهلين أحلى هدية عليها وعقبال السنة
الجاية تجيبي نسبة مثلها وأحسن كمان .
ردت أمل بخجل : الله يبارك فيك ومشكووور وما تقصر .
صمت الطرفان للحظة وسألها طارق بعدها : أمول شادن كم نسبتها ؟؟
ردت عليه بحماس : يلا توقع .
قال بتفكير : أممممم ما أدري بس أضن إما 96 أو 97 .
فقالت له له بذات الحماس : صح نسبتها 96.90 ..وسألته بعد صمت لحظة .. لسا مطولين ؟
فرد عليها مستفهماً : تعبتي ؟
ردت : لا بس الطريق طال .
قال طارق بتجهم مصطنع : أفا مليتي مني .
قالت تنفي بفزع : لا لا والله موب قصدي كذا .
أنفجر ضاحكا وهو يقول : إيش فيك خفتي ترا أمزح معك بس ..وأوقف السيارة بعد مدة بسيطة أمام البحر ويحاذيه
مبنى رائع التصميم وقال لها .. يلا أنزلي وصلنا .
ترجلا من السيارة وسار ثم تبعته باتجاه المبنى وعندما دخلا وأغلق طارق الباب قال لها أن تخلع عباءتها فخلعتها
ونظرت للمكان مبهورة من جمالة وروعة تنسيقة رتبت عباءتها ووضعتها جانباً وسارت في المكان تستكشفه أمام
نظرا طارق المبهوره من جمالها بلباس الحمل الزهري والذي أبرز بطنها الصغير بنعومة وجمال إلتفتت له فرحة
وهي تقول بحماس : المكان يجنن مرره .
رد عليها بغموض : ولسا ما شفتي شيء .
قالت بفرحة : فيه أحلى من كذا ؟؟
هز رأسه إيجاباً بذات الغموض وتقدم منها وأمسك يدها وجرها معه لغرفة في الركن وقفا أمام الباب وقال لها :
الهدية ورا الباب إن شاء الله تعجبك .. ثم قال لها أمراً بلطف.. يلا أفتحي الباب .
ترددت لحظة وهي تنظر له ثم تشجعت وفتحت الباب ووقفت مذهـــــــــــولة ..
كانت الغرفة جميــــــــــلة جداً ومنمقة بطريقة رائعة تجمع بين الورود الحمراء والزهرية تلفها أقمشة من الشيفون
الزهري وتلتف حولها شرائط حريرية حمراء ولا يضيئ الغرفة سوى الشموع فكست المكان جو من الشاعرية
الحالمة ويتوسطها طاولة بها قالب من الحلوى بشكل قلب وعلب مرصوصة حوله بتناسق بها هدايا مختلفة واحدة
عقد ماسي رائع وزوجان من حلق الأذن وساعة ذهبية مذهله وعلبة صغيرة بها خاتم ناعم تقدمت وهي مذهولة
ومأخوذة من الجمال حولها وتوقفت أمام قالب الحلوى المغطى بالشوكلا والمكسرات ويتوسطه قلب أحمر كتب
عليه بالشوكلا البيضاء "ألف مبروووك (أمولتي) وعقبال الدكتوراه" خالجها في تلك اللحظات شعور يفوق الخيال
غامت عينيها بالدموع والتفتت لطارق الذي وقف بجوارها وقالت وهي فرحة وبصوت مخنوق من الدموع وهي
تشير بيديها للغرفة : طارق كل هذا سويته عشاني أنا ..وهي تشير بسبابتها إلى صدرها..
نظر لها بعينين تلمعان وإبتسامة رقيقة : أنتي تستاهلين كل هذا وأكثر بعد .
نزلت الدموع المتجمدة وقالت بحب : لا هذا كثير كثثثثير علي .
تقدم منها أكثر ومسح الدموع برقة وقال وهو ينظر لعينيها : لا موب كثير وبعد ما أبي هالعيون الحلوة تدمع ما
أبي أشوف إلا ضحكتك وبس .
تمعنت في عينيه وهمست "أحبك" فلتت منها بلا شعور فهي ما يختلج صدرها منذ شهور ولا تعلم هل سمع أم لا
بسبب تجمده أمامها كالتمثال فقالت له تنبهه : طارق .
إنتبه لها وقال بلهفه ظهرت جلية على صوته : إيش قلتي ؟؟
قالت أمل بغرابة : إيش قلت !! ما قلت شيء .
قال طارق بذات اللهفة : بلى قلتي أنك تحبيني ..وأكمل راجياً .. قوليها أمل من جديد .
قالت أمل بحب وهي تهمس وخديها يحترقان من الخجل : أحبــــــك .
إقترب منها كثيراً وأمسك بيديها ونظر بعينيها بنظراته المتأججه بلمعان مذهل وهمس بصوت أجش وبذوبان: إذا
إنتي تحبيني أنا ..صمت لحظة وهي تترقب لما سيقول ..أنا أعشقك أموووووت عليك أهووووس بك وأهييييييييم
بعيونك إللي ذبحتني ونظرتك البريئة اللي صرت مجنونها ..صمت وأجلسها ومازال ممسك بيديها وهي جاء دورها
لتتجمد وأكمل بذات الذوبان والحب المتدفق من نظرة عينيه .. من أول يوم شفتك , شفت لحظتها طفلة تترجى
ينقذونها وجنينها كنت مار لحظتها وسمعت الصراخ المكتوم والترجي للحارس إنكسر قلبي عليها قلت لهم
يدخلونها وما أهتميت بأي مشاكل راح تواجهني أهم شيء إني أنقذ هذي الطفلة ولما سمعت دعوتك حسيتها طالعة
من قلبك أمنت عليها وطلبت من الدكتورة تهتم فيها ما أدري إيش السبب بس حسيت تجاهها بالمسؤلية حتى عند
الخروج سهلت الموضوع وبعد ما راحت تركت صداها بقلبي رغم إني كنت هذيك الفترة مازلت مجروح من سالفة
زوجتي وبعد سنتين لما جابوها بالنقالة وولدها ميت حزنت عليها وخفت منها ..صمت عندما نظرات الإستغراب
من أمل فقال يرد على نظراتها .. لا تستغربين إيه خفت منك على مشاعري الحية لك وإللي ما ماتت لسى , كنت
أحاول أبرر لنفسي وأقول أخاف أمي تتعلق فيها وما تتركها وأنا إللي كنت خايف إني أتعلق بك ولما جيتي لمكتبي
كنت أتصرف بطريقة عشان تنفرك وتبعدك عنا ولما طلبتي طلباتك حسيت بحزن على طلبك إنك تشوفين ولدك
وإنقهرت من طلبك للتحليل موب منك لا والله إللي يشوفك يوم تجين تولدين ويشوف إحتشامك وكمان إللي يسمع
صوتك القوي لما تتكلمين مع الرجال يشك بنفسه ولا يشك فيك , أنا إنقهرت عليك وأكثر قهري كان من زوجك إللي
ما اعترف بولده وما حافظ عليك وزاد قهري لأنك قدمتي كل إللي عندك عشان هالتحليل و بكل لحظة يزيد إعجابي
بك لكن بالمقابل أزيد من تحقيري لك عشان أبعد عنك وتبعدي عني ولما شفتي ولدك حسيت بحزن عليك وأنتي
تتكلمين معه ..توقف ومسح دمعتين سقطتا من عينيها وأكمل بلطف .. إيش قلت أنا ما أبي دموع ..ردت بابتسامة
وأكمل بدورة .. كنت أرمي كلمات جارحة أستغرب أنا نفسي منها عمري ماكلمت أحد بهالطريقة ليش أنتي بالذات
ولما سكنتي عندنا أهلي تعلقوا فيك حتى الصغار وأنا كنت أقول لنفسي هذا كله كذب وخداع وأنا متأكد إني أزيف
الحقيقة وبعدها لما بلغتي على سعود وشفته قدامي كان ودي أكسر راسه على نكرانه العلني وثقته لدرجة تشكك
أي أحد إلا أنا ما شكيت فيك لحظة ولما إتفقتي معي عشان الخطة وإني أتزوجك فهذي اللحظة إنرسمت قدام عيوني
صورة زوجتي الأولى وهي تتفق مع ولد عمها ضدي عشان تعطيني المخدر حسيت بلحظتها كل الإعجاب تحول
لكره وقررت إني أتزوجك عشان أربيك وتثاقلت المهمة هذي وحسيتها صعبه بالحيييل كل ما أتذكر إنك أمل إللي
ماشفت مثلها بالاحترام لكن ترجع همتي وفكرت تربيتك لما أتذكر خطتك وخداعك وزاد قهري أكثر لما قلت لك أبي
عيال ورفضتي قررت إني ماراح أتركك تنفذي كلامك بس تهديدي وكرهي كله رااح لما شفت كتلة البراءة والجمال
إللي جالسة قدامي حسيت بالإعجاب كله رجع لك وحدك لكن مادام غير لحظات ونفرتي مني وصرتي تستفرغين
خفت عليك لحظتها لكن نفورك مني بعدني عنك قلت الظاهر البنت أجبرت نفسها على الزواج مني وهي ما تبيني
وأنا كمان ما راح ألتفت لها وإللي ما يبيني مرة ما أبيه ألف مرة لكن ما ساعدتيني أنفذ كلامي كل يوم أشوفك أجمل
أسمع ضحكتك وبحتك فكلامك تلتمسها أذني وأنتبه لها وبعد هذا , كل ما أشوفك أجمل أجرحك أكثر, وفماليزيا لما
تكلمتي عن ولد جيرانك حسيت بغيرة راح تحرقني هذا وهو ميت كيف لوكان حي وصرتي قريبة مني وحسيت أني
ما أقدر أبعد أكثر عنك خلاص صرت ذايب لين صارت سالفة الأصنصير فهذي اللحظة الغيرة إللي بقلبي طلعت
وحرقتك شفت فيك وفاء تصرفت بطريقة عنيفة لدرجة حسيت أن الخوف إللي خف منك رجع من أول وجديد ندمت
على حركتي إللي سويتها وخليتك تبعدين عني أميااال , صرت أتجاهلك عشان ما أشوف نظرة الخوف إللي تشوه
عيونك وتجرح قلبي وفرمضان لما حصلتك بغرفتي حسيت بشوق لك حاولت أتقرب منك لكن خوفك منعني بعدت
ولما حصلت الملابس إللي جهزتيها مبخرة ومرتبه جذبتني ريحة العطر شميته وفرحت لأنك سويتي لي هذا لكن
إنفجرت الغيرة لما تذكرت إنك يمكن كنتي تسوين لسعود كذا ..
قاطعته أمل بحب : لا والله ما عمري سويتها لأحد سعود سنه ونص كنت عنده فالنادر أشوفه .
تنهد بهزل وحب : آآآهـ ريحتيني ..وأكمل بحب .. تذكرين لما رحنا بأبوك للشيخ ..هزت رأسها بإيجاب فأكمل .. لما
رجعت ودقيت على الباب وكان مقفول وما تردين كنت راح أنجن من خوفي عليك ولما فتحتي وشفت عيونك
الحمراء كرهت الحواجز وخوفك اللي بعدني عنك لحظتها تمنيت أضمك وأهديك لكني سويت العكس وجلست أهزئك
وبعدها هربت منك وعليك ولما رحتي لبيت أبوك وقلتي إنك راح تجلسين عنده فترة علاجه كبرتي بعيني كثيييير
واشتقت لك أكثثثر ولما قابلتك بعد أسبوع حسيت إش كثر كنت أحبك وكان ودي آخذك معي وأبعدك عن كل الناس

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -