بداية

رواية بين الامل والالم اسطورة -4

رواية بين الامل والالم - غرام

رواية بين الامل والالم اسطورة -4

رأت سعود وقد كان ثملاً يترنح ويضحك وقف أمامها
مباشرة ثم أمسكا بقميصها وأصبح يتحدث بصوت خامل من أثر المسكر ..
سعود : اللاااااه عندي هنا كيكه حلوووووووووه مين إنتي ها .
حاولت أن تفلت من يده ولكنه كان ممسكاً بها
بإحكام بل أمسك بيده الأخرى ذراعها وشد بقوة .
أمل بخوف وبهمس : بعد عني .
اقترب منها سعود وقرب أذنه من فمها : إيش تقولين يا حلوه ..
أبعدت رأسها كردة فعل عندما اقترب منها ووضعت
يدها على أنفها من رائحته النتنة وصرخت : أقولك
ابعععععد عني .. وحاولت أن تحرر يدها منه ولكن
هيهات مع بُنيت سعود الضخمة مقارنة بضآلة أمل
وضعفها كفتاه .. وبكت .. الله يخليك ابعدددددد ..
سعود بخبث : أووووه الحلو يبكي ليش حرام
هاذي العيون تبكي .. واقترب أكثر وحاول شدها
إليه فنفرت منه بشدة فغضب منها وصرخ بها ..
اثبتي مكانك مانيب ماكلك ..
ولكنها استمرت في الهرب والنفور وصورته
وسلمى عندما كانا على سرير والدها تتجسد
أمامها فصرخت بصوت عالي عندما رأته يمزق ثيابها ..
وأسدل الظلم ستار أسود على مشهد تجسد
فيه الألم يمثل بحرفية على مسرح الحياة واختبأ
الأمل بعيداً عن الأنظار في أحد زوايا المسرح بعد
أن وُهن وأصابه العجز ولم يقوى على الحراك ..
********
بعد ثلاثة أشهر ...
في العصر
تقدمت إلى الهاتف وضغطت على الأرقام
وسمعت عبر الأثير صوت نهى المرحب : هلا والله.
أمل بابتسامة : السلام عليكم .. أخبارك نهو ..
نهى : عليكم السلام .. الحمد لله بخير أخبارك إنتي .
أمل وهي تتلفت تخاف أن ترى سعود وتتكلم
بسرعة : الحمد لله ,أخبار أمك و سهى ولودي.
نهى : الحمد لله كلهم بخير أسمعك مستعجلة إيش فيك ..
أمل : لا ما فيه شيء بس أخاف يجي سعود في
أي لحظة ..أمم نهى ..ترددت .. ولا أقول خلاص خلاص .
نهى بجدية : أمل إيش فيك أذاك سعود مره ثانية ..
امل بسرعة : لا لا بس ..
قاطعتها نهى : قولي أنا تحت أمرك باللي تبغين ..
أمل : مشكورة حبيبتي بس أنا من شهرين أحس
بتعب وخمول وأنام كثير ما أعرف إيش صار لي ..
نهى بذعر :أوووه أمل لا يكون حامل .
أمل والخوف استقر في قلبها : لااااا الله يخليك لا
تتقولي يمكن فيني مرض ولا شي .. وبكت ..
خايفه نهى مررررره خايفه .
بكت نهى : خلاص أمول راح أسأل أمي بس لحظة ..
وبعد لحظات سمعت صوت معلمتها الحبيبة التي
شملتها بحنانها , صوتها المحبب الذي يملأ النفس هدوءً : السلام عليكم
أمل بهدوء وبحة صوتها زادت من البكاء : عليكم السلام .
أم نهى : أخبارك أمل .
أمل : الحمد لله .
أم نهى : إيش فيك حبيبتي من متى تعبانه .
بكت أمل : يمكن من شهرين وأنا أحس نفس
تعبانه وأنام كثير وكرهت الأكل وبس أستفرغ .
أم نهى بتفهم : أمممممم أهدي حبيتي أنا أرسل
لك مع السواق والشغالة اختبار الحمل المنزلي .
استمرت أمل تنشج بحرقة تكلمت بين شهقاتها :
بس ..وشهقت.. بس هو كان ســ..ــكــ..ــران يوم كــ .. وانفجرت تبكي ..
إنصدمت أم نهى وأخفت صدمتها : وكلي أمرك لله حبيبتي والله ما بيضيعك .
أمل : إن شاء الله .. مع السلامه
أم نهى : مع السلامة .
وبعد نصف ساعة وصلت السيارة وأتت الشغالة
بكيس صغير مدت لها به وغادرت ..
صعدت لغرفتها وقرأت التعليمات ثم جربته وكانت النتيجة ..
/\
/\
/\
خطان كاملان ..عندما رأت النتيجة بكت ودخلت
غرفتها وغرقت في دموعها التي لا يمسحها سوى وسادتها ..
في صباح اليوم التالي ..
خرجت بعد صلاة الفجر وجلست في الصالة تنتظر
خروج سعود لدوامه فانتظرت وطال الانتظار حتى
وصلت الساعة التاسعة إلا ربع وخرج من غرفته
وقد لبس وتهندم وقف أمامها ..
سعود بسخرية : مين إنتي .. أوووه أمل غريبة أول مره أشوفك من سنه ونص .
خافت أمل من كلمته فحدثت نفسها "يا ربي
أخاف ينكر أنه" أغمضت عينيها من ألم تلك
الذكرى وفتحت عينيها على صوت حاد يسألها ..
سعود بحدة : خير جايه عندي تستعرضين ولا
إيش تكلمي إيش عندك مستعجل .
حركت أمل رأسها نفياً على كلامه وتكلمت بتردد :
إجلس أبي أقول لك شيء.
جلس وهو ينظر لساعته حتى يبعد نظره عنها
وقد لاحظت توتره وتعجبت وهي لا تعلم أن سبب
توتره هي بشكلها البريء في جلابيتها الوردية ..
سعود : طيب بس بسرعة .
ازدردت أمل ريقها بخوف : أممم .. ونظر لها يحثها
على الكلام ولكنها لما رأت نظراته سكتت .
سعود باستهزاء : مطوله .
..على بغضها لسعود إلا أنه زاد بغضه أضعاف في قلبها من سخريته بها ..
أخفضت أمل عينيها وتكلمت : أحم أحم , قبل
ثلاث شهور جيت الساعة ثلاثة سكــ...ـــران ووو
سعود وقد غضب : وبعديـــن بتحكين قصة حياتك , إيوه إيش صار ..
غرقت عينا أمل بالدموع : يعني ما تذكر إيش صار ..
سعود بإنكار واستغراب: إيش صار يعني ..
بكت أمل : حاول تتذكر إيش صار ..
سعود يتذكر : عادي كل يوم أجي كذا إيش الجديد .
نشجت بصوت عالي وانهمرت دموعها :الله يخليك تذكر لازم ..لازم .
سعود وقد سأم : وبعدين من ذا البكا تكلمي زين
ولا بروح .. هم بالنهوض فاستوقفته عندما فجرت الكلمة

..((أنا حــــامل)) ..
أدار رأسه لها وقد لمعت عيناه من الغضب وكادت
تطلق شراراً : إيش حـــــامل ومن مين حامل إن
شاء الله وأنا هذي أول مره أشوفك من يوم جبتك من بيت أبوك ..
صرخت فيه أمل : حراااااام لا تظلمني .
تقدم منها سعود وامسكها من كتفيها وهزها
بعنف : تكلمي من أبو اللي فبطنك .. صرخ .. من أبــــــــــــــــــــــووووه
أتفجرت تبكي بحرقة المظلوم : أنـــــــــــــــــــت أبوه .
سعود بغضب هآآآدر : كـــــــذابه .
وأمسكها من يديها وأخرجها من الباب وغاب
لحظات وعاد ورمى عباءتها وجرها إلى الباب
الخارجي وقذفها خارجا أمام الناس الذين
تجمهروا ورفسها على ظهرها حتى صرخت من الألم وصرخ بها .
سعود بصراخ : روحي دوري على أبو إلي في
بطنك موب تبليني أنا بوه وأنتـــــــــــــي




((طااااااااااااالق طااااااااااااالق طاااااااااااااااالق))


صفق الجمهور وتعالت الهتافات بعد أن أسدل
الستار على المسرح في نهاية الذكريات وقد
تفوق الألم على أقرانه في تجسيد هذه الذكريات
وفي الختام أعلن الأمل بصوت المهزوم أمام
الجمهور أن الــ ((ذكريات جسدها الألم))
******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الرابع ـــــــــــــــــــــة


******************************
لا حول ولا قوة إلا بالله ( كنز من كنوز الجنة )


سبحان الله وبحمده

&< ~^((الجزء الخامس))^~ >&

~[(وانطفأت شعلة الأمل)]~
مسحت دمعاتها المتساقطة والتي بللت خديها بيدين مرتجفة وفتحت العجوز ذراعيها وألقت نفسها وانتحبت بشدة .. أخذت العجوز تمسح على ظهرها بيد واليد الأخرى تمسح ما تساقط منها من عبرات وقد أحزنها وضيق صدرها ما ألم بهذه الفتاه من ضيق وهي في عمر الزهور ..
المرأة العجوز تهدئها : خلاص يا بنتي ربي بياخذ حقتس من كل ظالم .. يا بنيتي أصبري والله بيعوضك .
أمل وقد بُح صوتها وتوهج وجهها الأبيض الصافي بحمرة من البكاء وقد تورمت عيناها : بس المشكلة يا خالتي أن أبوي طردني ولا صدقني ..
المرأة العجوز : خلاص اللي فات مات يلا حبيبتي أختي تنتظرني تأخرت عليها وأنتي روحي بيتتس ..
كتمت أمل ألمها فقد آلمت المرأة وحملتها همها بما فيه الكفاية حدثت نفسها "أي بيت أروح له بيتي الشارع الله يصبرني "
أمل بابتسامة باهته : مشكوره خالتي و جزاك الله كل خير .. وسألتها ..إنتي تسكنين عند أختك .
المرأة العجوز بحزن : إيه يا بنيتي .
أمل باستغراب واستفهام : ليش ؟ .. ما عندك عيال يا خاله .
المرأة العجوز وقد دمعت عيناها : عندي لكن كل واحد فمكان ..وأكملت توضح .. ولدي الكبير سالم مهاجر ولا أعرف له أرض من سماء من عشرين سنه وبنتي الثانية سلمى متزوجة ولا تسأل عني أبد من سبعطش سنه والثالثة أحن وحده علي ماتت من سنه الله يرحمها .
حزنت أمل بشدة على حالها وخمنت أنها أم (زوجة والدها ) وكتمت ما عرفت ونهضت حتى تصرف الموضوع : الله يعينك يا خاله .. يلا أوصلك للباب..فقد لاحظت أنها ضعيفة النظر من تلمسها للجدار, ساعدتها أمل في النهوض وودعتها عند الباب وغادرت العجوز ووقفت تنظر لها حتى غابت عن نظرها وتعجبت أن تكون والدة سلمى وعمة سعود لها قلب من أطيب القلوب وهما يحملان قلوب لا تعرف إلا الحقد والكره ..
******************
خرجت من المسجد بعد أن جاء الحارس ليقفل الأبواب وحملت طفلها و حقيبتها وأخذت تمشي بالطرقات ولا تعلم أين تذهب ومازالت تمشي حتى خفت حركت الناس في الشوارع تلفتت تبحث عن محل للتموينات الغذائية فوجدت في طرف الشارع واحداً ولكنه به عدد من الرجال فوقفة قريب من تنتظر أن يقل الزحام فخرج طفل يبدو في التاسعة من عمره نادته وأدار رأسه جهتها :تناديني أنا .. وهو يشير بسبابته إلى صدره .
هزت رأسها إيجاباً : إيوه تعال ..
تقدم منها الولد ووقف أمامها وذهلت .. كان يشبه صديقتها نهى كثيرا ..وحدثت نفسها "سبحان الله بعد السنين هذي شفته لا زم أسأل عن أسمه".
أمل : اسمك يا بطل .
الولد : وليد ..
ابتسمت بعد أن تأكدت من هويته : أممم ممكن تشتري لي , تشوف كيف الرجال كثيرين ما أقدر أدخل .
وليد برجولة رغم صغر سنه : هاتي فلوسك ولا يهمك إيش تبغي .. ونظر إلى إبراهيم الذي يراقبهم بصمت وابتسم له وليد وأشار له بطفولة .. هذا ولدك ..
ضحكت أمل على تقلبه مرة رجل ومرة طفل ومدت له بالمال : إيوه ولدي واسمه إبراهيم .. خذ جيب لي خبز وجبن وعصير وحليب ومويه وكراسه وقلم ..
أخذ وليد المال وهز رأسه إيجاباً ودخل ليشتري ..
أما أمل فرؤية وليد هيجت ذكرياتها و أشعلت الشوق إلى صديقتها الغالية نهى ..
**************
قبل عامين ...
كانت ممدة على السرير في غرفتها الخاصة في منزل نهى وتضحك على نهى وإخوتها الذين ينظرون إلى الطفل وكأنه مخلوق فضائي ويبتسمون لأي حركة يصدرها أدارت رأسها إلى أم نهى الجالسة بمحاذاتها ..
أمل مبتسمة : خالتي جيبي لهم نونو يتسلو فيه ذبحو ولدي من كثر ما يطالعوه .
ضحكت أم نهى : هههههههههه لا خلاص راحت علينا كبرنا إن شاء الله نهى تتزوج وتملا البيت عيال .
صرخت نهى : لااااااا أمي نبي واحد صغنون زي هيمو .
فزع الطفل وبكى من صراخ نهى التي أُحرجت عندما نهرتها أمها قائلة :بنت جننتي الولد حسبي الله على إبليسك .
ضحكت نهى بإحراج : هههههههه خليه البكاء يوسع الصدر .
أمل بغيض مصطنع : لا والله وأنا أروح فيها .
نهى بحماس : أمي لا تضيعين الموضوع , نبي نونو الله يخليك .
سهى بنفس الحماس : جد ماما نبي بيبي صغنون فبيتنا .
أم نهى بتصريف : إن شاء الله , يصير خير ..
ضحكت أمل بخفة من تصريف أم نهى للموضوع وأدارت رأسها ونظرت إلى وليد الذي كان ينظر لإبراهيم بعينين تلمعان من البراءة وسألته : ها ولودي أعجبك هيمو .
هز وليد رأسه بحماس : مررررره يجنن .
إبتسمت له أمل : إنت اللي تجنن يا عمري .
*****
الساعة 12.30 بعد منتصف الليل ..
بعد أن انصرف الجميع ولم يتبقى عند أمل سوى نهى و سهى ..
جلسن الفتيات يتسامرن ويضحكن ..
سهى : تصدقون بنات أن زميلاتي يقولون يتجمعون ويشغلون أغاني ويتعلمون الرقص .. وأكملت بحماس .. حتى وحدة تقولي حافظه كلمات كل الأغاني الجديدة ..
عجبت أمل من حال هؤلاء الفتيات الصغيرات والمستوى الذي وصل إليه :بس سهى حبيبتي تدرين إن الأغاني حرام نسمعها ..
سهى : إيوه أدري أنا قلت لهم بس هم قالوا عادي ماما وبابا يسمعون وأنا أسوي مثلهم .
زال عجب أمل وحل مكانه الحزن والمرارة : إذا كان الكبار كذا كيف بيكون الصغار يعني .. الله يصلحهم عيالهم أمانه ليش ما يحافظون عليها ..
نهى بجديه : ولا المشكلة اللي حاطين برامج للأطفال يغنون فيها حبني وأحبك وهم ما يعرفون معناها لا والمشكلة أهاليهم يحفظونهم الأغاني ..
أمل : لا حول ولا قوة إلا بالله .. كيف بينصر الله الأمة وحالها كذا .و التفتت إلى سهى المنصتة للحديث .. سهى حبيبتي إذا وحده قالت لك أسمع أغاني قولي لها تقدر تولع عود كبريت وتدخله أذنها .. حتقدر تصبر على الألم ما أضن هذا وهي نار الدنيا لكن في الآخرة يصب الله الرصاص المذاب في أذن اللي يسمع أغاني ..
سهى بفزع : ياربييي الحمد لله إني ما أسمع أغاني إن شاء الله أقول لهم ..
نهى : خلاص سهى روحي نامي يالله .
ردت سهى باعتراض : لا والله وإنتي حضرتك تسهرين لوحدك مع أمل وأنا أنخمد ..
نهى بغيض : روحي نامي أحسن لك أمل تبي ترتاح وأنا بنام عندها ..
سهى : لاوالله وأنام بروحي فالغرفة .
نهى بغضب : سهىآآآ وبعدين البنت بترتاح .
سهى نهضت بخوف : خلااص بروح ..وكلمت أمل ..بكره أربعاء بنام عندك..ورجعت تكلم نهى .. نهى بكره بتداومين ..
نهى : لااا ..وريني عرض أكتافك .. وصرخت .. يلااااااااا ..
ضحكت أمل حتى أدمعت عيناها على شكل سهى الفزع ونهى الغاضب : ههههههههههههههه والله أنكم تحفه ..وأكملت بجديه .. روحي نامي عشان تداومين ثاني ثانوي تراكمي لا تضيعين درجاتك ..
نهى بلامبالاة : عااادي كلمت أمي وأبوي ووافقوا ..وأكملت بحماس .. يلاااا قولي كل شي من طقطق للسلام عليكم ..
رجعت أمل إلى أحزانها وتنهدت وحكت لنهى كل ما حصل لها خلال ستة أشهر ..
نهى : طيب كلمتي أبوك يجيب أوراقك للمستشفى عشان يطلعونك ..
أمل : كلمته ورفض قال أنا ما عندي بنت ودقيت على رقم سعود لكن رد علي وهو سكران إنتظرت كم ساعة ورد علي وطلبت منه يجيب على الأقل صوره من عقد الزواج رفض وقلت له طيب صك الطلاق قال لي ما طلعه من المحكمة ترجيته يجي يطلعني على الأقل وقفل الخط فوجهي ..
بكت أمل وحضنتها نهى حتى هدأت ..
نهى باستغراب : طيب كيف طلعوك ؟ وتدرين أنه ممنوع يطلعونك بدون أوراق ثبوتيه .
أمل : أدري بس كذا جو عندي و قالوا لي إطلعي وأنا قبلها قلت لهم طلعوني رفضوا ..
نهى : شي غريب .. وأكملت بحماس ..يمكن اللي دخلك هو نفسه إلي خرجك.
أمل : يمكن ..
وأكملوا سهرتهم وناموا في أماكنهم ..
جلست ثلاثة أسابيع عند عائلة نهى وهي مرتاحة ومرحب بها .. إلى أن أتى ذلك اليوم ..
جاءت جدة نهى في زيارة لهم ومكثت النهار بطوله عندهم وعندما خرجوا إلى الحديقة في المساء رأت الملحق مضاء المصابيح فدخلت عند أمل التي كانت ترضع ابنها .. تفاجأت أمل بالعجوز التي دخلت عليها .. وكذلك العجوز تعجبت من الفتاة الجالسة أمامها و سألتها باستغراب : مين إنتي ؟
تلعثمت أمل ولم تعرف كيف ترد عليها حتى أنقذها دخول نهى
ردت نهى بحذر :هذي صديقتي جات عندي زيارة .
الجدة :أها طيب من بنته ..
خافتا أمل ونهى ولم يردان .
تكلمت الجدة بحدة : قولي مين أبوك ؟
ردت أمل بخوف وصوت متقطع : بنت إبـ..ــراهـ..يــم الــ........ .
ضربت العجوز على صدرها بقوة وغضب وصرخت : كييييف تدخلون هذي الفــ.... بيتكم بيت ولدي ما يدخله هذي الأشكال ..
تجمع الكل عند أمل التي تبكي وتنتحب ..
أم نهى : تعوذي من إبليس يا عمتي البنت مظلومة ..
قاطعتها الجدة : مظلومة ولا مي مظلومة ما تقعد في بيت ولدي ساعة ثانية.
وخرجت الجدة مسرعة ولحقت بها أم نهى بعد أن طلبت من أمل أن تتمهل ولا تخرج الآن ..
نهضت أمل مسرعة وأخذت حقيبتها الصغيرة ووضعت بها ما لديها هي وطفلها من ملابس معدودة ولبست عباءتها ولفت صغيرها وخرجت مسرعة من المنزل على صوت الرجاء من نهى وسهى بأن تتريث ولكن لا تقبل الذل أكثر من ذلك ..
*********
انتبهت لليد الصغيرة الممدودة بكيس به ما طلبت ..
أمل بامتنان : مشكووور وليد .
وليد بتقليده المتقن للكبار : لا شكر على واجب .. مع السلامة ..
أمل بسرعة : لااا وليد إنتظر بعطيك شي لأختك نهى ..
وليد بتعجب : إنتي تعرفين نهى أختي ..
أمل بحنين : إيوه أعرفها أنا صديقتها تذكرني أنا أمل ..
وليد بفرح : والله إنتي أمل وين رحتي دورنالك فكل مكان ما لقيناك حتى نهى تعبت مررره ..
حزنت على نهى وحنت كثيراً لتلك الأيام : بالله طيب إنتظر بعطيك شيء لها ..أوكي .
وليد بإصرار : لا لا أنتي تعالي معايه نهى بتفرح فيك ..
أمل : لا حبيبي ما أقدر لكن أعطها هذي الورقة .. وكتبت بعض الكلمات وطوتها وسلمتها إياه وودعته ..
أمل : مع السلامة و سلم على أمك وأخواتك .
وليد : إن شاء الله . مع السلامة .
تتبعته بنظرها حتى دخل أحد البيوت القريبة ودققت جيداً في المنزل فعرفته ودارت مولية ظهرها للمنزل وسارت بها قدماها إلى اللامكان ...
***********************
دخل وليد إلى المنزل وجرى بسرعة إلى نهى ووقف يلهث أمامها وهي مستغربة تصرفه ..
نهى : خير إيش فيك كأن حد طاردك بعصا ..
وليد ومازال يلهث من الجري : أ مــ..ل ..ازدرد لعابه وأكمل .. أمل شفتها..
وقفت مذهوله من قول أخيها وأمسكت يده بشده : قول وييين شفتاها .. بسرعه ..
وليد : الحين شفتها عند السوبرماركت وأعطتني هذي..
ومد لها بورقة فتحتها بسرعة وقرأت محتواها وجلست وقد تساقطت عبراتها و بعد لحظات مسحت وجهها ونهضت قائلة قوم نجيبها ..
وليد : أنا قلت لها تعالي هي رفضت ..
نهى بإصرار :لا لازم تجي موب كيفها ..وأرتدت عباءتها بعجلة وأمسكت بيد أخيها وجرت باتجاه الباب الخارجي وتوقفت عندما نادتها أمها وأدارت رأسها : نعم أمي .
أم نهى : وين رايحة هذا الوقت ..
نهى بحماس : وليد الحين شاف أمل عند السوبر ماركت برمج أجيبها..
توجهت نظرات أم نهى المستفسرة إلى وليد فهز رأسه موافقا وأكمل
وليد : إيوه شفتها حتى معاها ولد أسمه إبراهيم وقالت لي أممم إيوه قالت سلم لي على أمك وأخواتك .. تلفت بعفويه وبراءة يبحث عن سهى ..وين سهى بقول لها أمل تسلم عليها .
جرته نهى من يده : مطول أمش ندور عليها ..وخرجا ..
أم نهى بخوف : لا حول ولا قوة إلا بالله ..يا رب تلقاها الله يستر ما تتعب زي المرة اللي فاتت
.....: منهي إلي تتعب .
أم نهى : أختك نهى الحين جاء وليد يقول شاف أمل وخرجو يدورونها .
سهى بفرحة : بالله ليه ما علموني أدور لها معهم .. يارب يلقونها ..
لم تستغرب أم نهى تعلق أبنائها بأمل فهي تعلم أن أمل ذات قلب مخموم لا يحمل إلا الحب الذي لم تحصل عليه أبداً ..
بعد نصف ساعة عادت نهى بصحبة وليد وهما صامتان جلسا ولم تمضي سوى ثوانٍ حتى انفجرت في بكاء مرير لفقدها أمل مرة أخرى ولا تعلم متى ستلتقيها .. استمرت تبكي حتى شعرت بضيق شديد كتم أنفاسها أصبحت كأنها تتنفس من ثقب إبره .. أسرعت والدتها بإحضار الماء بينما هرولت سهى وأتت بالدواء .. وبعد لحظات عصيبة مرت بها الأسرة ساعدتها أمها وسهى في إدخالها لغرفة نومها ووضعتاها على السرير بعد أن خلعتا عنها العباءة ..طلبت منهم إطفاء النور وتركها وحيده فلبيتا طلبها ..وسالت دموعها ورفعت جسمها وتساندت على طرف السرير وأصبحت نصف ممددة وأخرجت الورقة وأضاءت الأباجورة وقرأت الورقة مرة أخرى ودموعها تنساب على خديها ..
وكان محتوى الرسالة <<<<< ((نهى : مالك دخل بالرسالة ..
أنا : لييش القراء يمكن يبون يعرفون إيش كتبت لك
نهى : خلاص عشان القراء بقولها أنا .
أنا : لا إنتي تعبانه وأنا بقولها عنك .
نهى : أقول طسي ما أحد يقراها غيري
أنا : خلاص على راحتك بعدين موب تقولين تعبانه وما تقدرين تكملين .
نهى : مانيب قايله يلا تقلعي بقراها
أنا : طيييييب ما بقابلك بأمل عشان بعدين تعرفين تسبين هع هع هع <<< فيس شرير
نهى : لا حرااام خلاص أقريها أنتي <<< فيس حزين
أنا: خلاص حنيت عليك إقريها هذي المرة بس ما فيه غيرها ok
نهى : ok <<< فيس خايف ))>>> حوار بين الكاتبة ونهى
*************************
في صباح اليوم التالي ..
غفت أمل بعد صلاة الفجر بإرهاق بعد سهر ليلتين متواصلتين فقد كانت الليلة الماضية تبحث عن مكان تؤوي إليه وطفلها حتى وجدت منزل بعيييد عن أعين الناس قد هجره ساكنوه وأصبح مخيف لدرجة أن الأشباح تخاف منه ولكن لا مناص منه فلا يوجد مكان غيره تذهب له بالرغم من توفر المال لديها إلا أنها لا تستطيع أن تستأجر شقة أو فندق بسبب عدم توفر أوراق هويتهما .. سمت بالله واستعاذت به من الشيطان الرجيم وتقدمت وهي تتمتم بما تحفظه من أذكار وهي خائفة وكذلك ابنها تدور عينيه من الخوف وهو متمسك بأمه التي لا تقل عن خوفه بل تزيد أضعاف ..ودلفت إلى الداخل فلم تجد أثاثاً في الصالة وتقدمت فوجدت غرفة في اليمين يضيء فيها القمر من خلال النافذة دخلت إليها فلم تجد بها سوى صوفا طويلة ولكنها مكتسية بالغبار..أنزلت ولدها و تلفتت تبحث عن قماش لتزيل الغبار عن المقعد فلم تجد وأخرجت من حقيبتها إحدى ملابسها ونفضت الغبار وانتشر مخلفاً سحابة من الأتربة في الغرفة فانتابتها نوبة من العطس ..
إبراهيم : ماما عنوني أح .
أمل : طيب حبيبي خلــ آآآآآتتششششووووــصت ..الحمد لله .
وضعت ابنها بعد أن تأكدت من نظافة المقعد .. وتمددت هي بجانبه ..
إبراهيم : ماما حايف ..
أمل تهدئه وهي أحق بمن يهدئها : لا تخاف حبيبي الله معنا بس قول بسم الله .. بهذه الكلمات التي قالتها هدّأت ابنها وكذلك هدأت هي الأخرى ..
إبراهيم : بسم الله ..
ظلت تتقلب طول الليل لم يغمض لها جفن من الخوف واستمرت تردد الأذكار وسورة الإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي حتى سمعت صوت أذان الفجر من بعييد واطمأنت نفسها حاولت النهوض ولكنها وجدت طفلها متمسك بها بقوة أزاحت يديه الصغيرتين عنها ووقفت ثم مشت باتجاه حقيبتها وأخرجت قارورة من الماء توضأت بها واستقبلت القبلة وكبرت ..
بعد أن أكملت صلاتها تمددت بجانب ابنها لتكمل أذكارها فغفت من شدة الإرهاق ..
شعرت بيد تتحسس خدها ضنت للحظة أنها يد طفلها ولكن كانت اليد خشنة وكبيرة عندما وصل تفكيرها لهذه النقطة فتحت عينيها بفزع ووجدت أمامها رجل آسيوي من الجنسية الهندية ينظر لها بوقاحة وابتسامة خبيثة تعلوا شفاهه أبعدت يده بعنف وأنزلت غطائها بحركة عفوية نابعة من فطرتها الصافية وانتصبت واقفة وابتعدت عنه وقد حملت طفلها بين يديها وضمته لها بقوة حتى أحست بأنة ألم صدرت منه ..
الرجل بعربية مكسرة : ليس غطي إنت هلوووووووو
تقدم إليها بخطوة وتراجعت هي بالمقابل خطوة إلى الوراء واستمر هو في التقدم وهي في التراجع حتى اصطدمت بالجدار فبلغ هذه اللحظة الخوف أقصاه وأصبحت ترتجف من الخوف ورفعت سبابتها باتجاهه متسلحة بقوة وهمية : أبعددد أحسن لك ولا ترى بـ..... ..تلاشت تهديداتها عندما تذكرت أنها ليس لديها سند تؤول إليه في ضعفها إلا الله ..
أمسك الرجل إصبعها الممدود :ليس خوف من أنا , أنا ما في ياكل أنت , أنا يئتي أنت فلوس كتير يلاااا هبيبي تئالي ..
جرت يدها وبكت من الخوف والذل فالطريقة التي كلمها بها كأنها رخيصة أو بنت ليل ..
أمل ببكاء : رووووح عني أنت ما تخاف الله ..
الرجل وقد بدأ بالغضب : لا مافي روه ..
حاولت الهرب منه ولكنه أستمر في التحرش بها وحاول فتح غطائها ولكنها تبعد يده كلما امتدت إليها.. تلفتت تبحث عن مخرج فانتبهت أن الباب خلفه ..أحست به يحاول انتزاع طفلها فزادت من احتضانها له حتى سمعت يبكي بخوف , حاولت التملص حتى استطاعت ذلك ووقفت خلفه ودفعته للجدار واصطدم رأسه به وسمعت تألمه فمرت بحقيبتها وحملتها بسرعة وهربت خارج المنزل وهي تهتف وتبكي بصوت عالي : الحمد لله ..الحمد لله .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..
مشت بسرعة تجري تارة وتهرول أخرى حتى وصلت إلى الطريق وقفت مطمئنة بعد رؤيتها للناس يمشون في الطرقات مشت بهدوء لمدة طويلة بعض الشيء ورأت مطعم به قسم للعوائل تقدمت منه ودخلت وجلست في إحدى الجلسات المغلقة أراحت ظهرها وقدميها بعد السير الطويل وأجلست طفلها وطلبت لهما فطور وفطرا وجلسا يتحدثان ..
أمل : ها هيمو تبي آيسكريم .
قفز إبراهيم فرحا: أستليم أستليم .
ضحكت أمل على حركاته وطلبت لهما المثلجات , اختارت هي بالتوفي وهو بالفانيليا .. تقدم منها طفلها وتعلق برقبتها وقبلها بقوة على خدها ثم مرة أخرى على الخد الآخر ..
إبراهيم : ماما أبببك كتييييل .
استغربت تصرفه فهذه المرة الأولى التي يقبلها هكذا ولكنها ضحكة : هههههه وأنا أموووووت فيك ..
إبراهيم : لااااا أنا كتييييييييل مللللللله
أمل تقلده بضحكة مكتومة : لاااا أنا كتيييييييل مللللللله
قطع حوارهما النادل وهو ينادي لإدخال الطلبات والفاتورة .. دفعت المبلغ المطلوب .. وبعد أن ذهب النادل استمتعا هي وطفلها بطعم المثلجات وهما يضحكان وعند خروجهما ..
إبراهيم : ماما توله .
أمل : تبي كورتك .
أشار لولد في مثل عمره يحمل كرة فأخرجت الكرة من الحقيبة ومدتها له وأشار لها وهو واقف أمامها بأن تخفض رأسها ..
إبراهيم : ماما تئالي .
أمل : طيب حبيبي .. وأنزلت رأسها فقبلها بقوة مماثلة القبل السابقة وخرج يجري فخرجت تلحقه و هي تشعر بضيق شديد ونبضات قلبها سريعة وكأنها في سباق للمارثون .. خرجت فوجدته على الرصيف ينتظرها وهو يلعب بكرته فأمسكت بيده وقطعا الشارع الخالي تقريباً من السيارات فالساعة الآن تقارب العاشرة النصف وأغلب الناس في أعمالهم .. مشيا ببطء فسقطت الكرة من يد إبراهيم وهما في منتصف الطريق والكرة في المتبقي منه جر يده منها وجرى خلف كرته وبأقل من جزء من الثانية تقدمت سيارة مسرعة منه وصدمته وطاااار جسمه الصغير أمام نظرات أمه المذهولة وارتطم جسده بالطريق بالقرب منها فأسرعت إليه وحملته بين يديها وهو مسجى في دمائه التي أحالت لباسه الأبيض إلى اللون الأحمر القاني ..
فصرخت : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
*********

خيم الليل

وغرق الطريق في ظلام دامس
أضيئت شمعة
ولكن شعلتها لم تهزم الظلام وانسحبت بهدوء
وأضيئت أخرى
وأخرى
وأخرى
فوقعوا جميعاً صرعى أمام جبروت الظلام
فأصبح الطريق مليء بالضحايا
حتى أطل الأمل من بين الجموع
أنار شعلته
فسطعت حتى أردت الظلام صريعاً
وانتشر النور وكأنه الفجر الوليد
وفجأة
ظهرت الرياح بين جيوش الظلام
فعصفت بشراسة
((وانطفأت شعلة الأمل ))
و ساد الظلام من جديد
******************************
نهايــــــــــــــــ الجزء الخامس ـــــــــــــــــــــة
******************************
سبحان الله العظيم
أستغفر الله
&< ~^((الجزء السادس))^~ >&
~[(دموع الألم)]~
فتحت عينيها ونظرت للغرفة حولها ورأت السرير ذو الأغطية البيضاء فعلمت
أنها في المستشفى دققت النظر جيداً فيه فأيقنت من رؤيتها لهذا المستشفى
من قبل وحدثت نفسها "ياربي متى شفته أنا متأكدة لكن متى ما أدري ..وتذكرت
ابنها إبراهيم .. إيوه يوم ولدت بإبراهيم طيب الحين هو وينه وأنا متى تعبت ما
أذكر شيء إلا ".. مرت الأحداث في عقلها كومضة ضوء وتذكرت كل ما جرى..
سقطت الكرة من يد إبراهيم وهما في منتصف الطريق وهي في المتبقي منه جر
يده منها وجرى خلف كرته وبأقل من جزء من الثانية تقدمت سيارة مسرعة منه
وصدمته وطاااار جسمه الصغير أمام نظرات أمه المذهولة وارتطم جسده بالطريق
بالقرب منها فأسرعت إليه وحملته بين يديها وهو مسجى في دمائه التي أحالت
لباسه الأبيض إلى اللون الأحمر القاني ..
فصرخت : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
هزته أمل بخفه واستمرت تهزه وتنادي عليه : إبراهيم حبيبي قوم يلا حبيبي لا تخلي
ماما لوحدها .. مسحت عن وجهه الأبيض الدم وهي تحدثه .. يلا قوم شوف ما ببكي
عليك عشانك بتقوم يلاااا ..
توقف صاحب السيارة للحظات وعندما شاهد منظر الطفل وهو بين يدي أمه فر كالجبناء
ولم يساعد أماً مكلومة بفقد ولدها
توقفت سيارة فخمة بالقرب منها و خرجت امرأة في منتصف الأربعين من عمرها
من السيارة وتقدمت من أمل التي تجلس بصمت وهي تنظر لولدها الذي حجبت
الدماء ملامحه ..
المرأة : لا حول ولا قوة إلا بالله , يا بنتي نزلي الولد عشان الإسعاف حيوصل الحين .
هزت أمل رأسها نفيا وهي ملتزمة الصمت ..
اقتربت منها المرأة وجلست بقربها ورأت شكل الطفل وأيقنت أنه قد فارق الحياة
فحدثتها بهدوء : يا بنتي قولي إنا لله وإنا إليه راجعون الرسول يقول (( إنما الصبر
عن الصدمة الأولى )) والله يعوضك إن شاء الله ..
نطقت أمل ببحة : إنا لله وإنا إليه راجعون ..وتفجرت دموع أمل كالأنهار وهي
تشد احتضان جسد طفلها .. وبعد دقائق حضر الإسعاف وبعد محاولات أخذوا الطفل
منها وكأنهم انتزعوا منها روحها وغابت في عوالم اللاوعي ..

***

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -