بداية

رواية جروح من عبق الماضي -18

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -18

نجود : طيب ماما .. أهم شيء ترجعين قبل المغرب .. تعرفيني أخاف أجلس لحالي في البيت ..
سويرة : خلاص نجود قلت لك كلها ساعتين بالكثير وراجعه .. سكري على عمرك .. وترى خوفك ماله داعي
نجود : خلاص ماما روحي .. عشان ما تتأخري اكثر عن كذا
نهضت نجود وهي تحس بتعب غريب .. ربما لأنها لم تنم جيدا.. توجهت نحو المطبخ .. ووجدت بانتظارها الكثير من الصحون .. بدأت تأخذ الواحد تلو الاخر ولم يتبقى لها سوى القليل ثم سمعت طرقات خفيفة تصدر من الباب الخارجي
وضعت غطاء على رأسها .. وبقايا الصابون لا يزال في يديها .. لم يكن لديها الوقت الكافي لغسلها
فتحت الباب وهبت عليها نسمة هواء جعلت بعض من شعيراتها الشقراء تخرج من تحت الغطاء .. حاولت أن تدخل خصلاتها تحت غطاء شعرها بحركة سريعة .. وانطبعت بعض بقع الصابون على وجهها .. كان رائد مستمتع برؤيتها .. خصوصا وبقع الصابون التي غطت وجهها كانت تضفي على وجهها ملامح البراءة والطفولة ..
استطاعت جود أن تبعد تلك الخصلات عن وجهها ورفعت رأسها وأصابتها الدهشة بمجرد ان رأت رائد .. كانت متلهفة لرؤيته .. وها هو الأن يقف أمامها .. لم تعرف كيف تتصرف واكتفت فقط بالنظر إلية بتمعن ..
البال ما غيرك من الخلق مشغله
والشوق موجع وإنت ما فيك حيله
مشتاق لك قلبي وإذا ودك اسأله
وشـ لك بـ تطويل الكلام وقليله
من قال لك عذب وليفك وبهدله
عز الله إنه ما كسب بي جميله
بعيد لا احتجتك / قريبٍ ولا اوصله
كنك تعلمني وداعك وأجي له !!!!
أما رائد هو الأخر كان ينظر إليها بتمعن .. لم يعرف سبب البرود الذي سرى بجسده .. والقشعريرة التي سيطرت عليه كان يتمنى أن لا تنتهي تلك النظرات التي جمعته مع نجود .. ابتسم ابتسامه عجزت نجود عن تفسيرها وسرح بها
قولوا لها بالحيل طاويني الشوووق..
شوق العيون الي تمنى لقاها,,
عندي لها يا ناس مكانة فوق..
محبوبتي يا ناس
"يســعـــد مســــاها"
رهيفة الإحساس بالحب والذوق..
فيها مشاعر صادقة من وفاها..!
فينا الوفا والصدق للحب
"مخلـــوق"..
تميزت به يوم ...
ربي عطـــــاها,
نجود أحست بنظرات رائد الغريبة ثم طأطأت برأسها خجلا ..
رائد شعر بالخجل وتمتم بصوت منخفض : كيفك نجود
نجود وهي تحاول ان تتحاشى النظر إلى عينيه تمتمت بصوت شبه مسموع : من الله بخير
رائد بمجرد ان تفوهت نجود بهذه الكلمات شعر وكأن هناك شيء ما وخزه في قلبه فتمتم سريعا : نجود عسى ما شر
نجود أحست أنها زلت في كلامها فقاطعته سريعا : رائد وش بغيت .. يا ليت لو تختصر
رائد كان يعرف جيدا بأنها ستتهرب كعادتها فتمتم بابتسامه : تفضلي هذي الأوراق اللي طلبتيها من ميس
نجود كانت أنظارها مركزة على الأرض .. مدت يدها لتأخذ الأوراق ومن دون قصد منها لامست أطراف أصابعها أصابع رائد .. شعرت وكأن قشعريرة سرت بجسدها .. وكأن الحياه دبت بروحها الميته مجددا
رائد هو الأخر أحس بالحرارة تسري بجسده .. أحس بنعومة يديها .. ونظرات الخجل التي صدرت منها .
$$الحـــب$$
ما هو ان الحبيب يعيش محبوبه
((معه))
ويشاهده طول النهار
((ويسمعه))
$$الحب$$
ان اللي يحب يضحي بعمره
ويتمنى ...
ويبحث عن سعادة من يحب ..
حتى ولو عيا القدر باللي يحبه
((يجمعه))


نجود سحبت الأوراق بطريقة سريعة .. ثم تراجعت خطوتين للوراء وتمتمت بخجل : شكرا رائد ..!! تعبتك
رائد بحب : تعبك راحه .. وما سوينا شيء يستحق الشكر
نجود وهي لا تزال مرتبكه مما حدث : طيب رائد سلم على ميس ..
رائد ابتسم ابتسامة عريضة واشر على أنفه ثم ولى ذاهبا ..
نجود أستغربت من تلك الحركة الغريبة التي أصدرها رائد .. وضعت يدها على أنفها وتحسستها جيدا ووجدت بعض من الصابون يغطيها .. اتسعت عيناها وتحول لون خديها إلى اللون الأحمر .. دخلت بسرعة وأغلقت الباب بقوة .. واسندت ظهرها على الباب لتستوعب ما حدث ..
رائد كان ينظر إليها من بعيد .. ابتسم من تصرفها .. وارتاح قلبه قليلا بعد ان أطمئن عليها


/::\
توجهت ليان إلى غرفة عمتها ريما .. كانت عيناها ذابلتين وكأنها بكت النهار بأكمله .. وجهها كآن شاحبا ..
لاحظت ريما التغيرات التي طرأت على ليان وهذا ما أخافاها واتسعت عيناها وكأنها تحاول معرفة ما يحدث
ليان جلست بجانب عمتها وهي تتأمل ما حولها ..استرسلت بدمعة على خدها وتمتمت بهدوء : عمتي راح يزوجوني امجد !! أمجد اللي ولا مره حسيت أنه في يوم راح يصير زوجي .. أمجد انسان متهور .. أبوي يعتقد أنه يحبني .. ما يدري أنه وده ينتقم مني .. يمكن لأني أول وحده اقول له لا .. هو يباني بالغصب .. هو يبا يملكني عشان يتحكم فيني
سكتت لولهه ثم تمتمت بألم .. عمتي بصراحه محد فاهمني غيرك .. أنا أحب انسان وهو يحبني .. بس المشكلة أنه مطلق وعنده بنت عمرها 6 سنين .. أنا عارفة ابوي ما راح يوافق .. بس ايش أسوي حبيته غصبا علي .. حبه لراما واهتمامه فيها خلاني أنا أتمسك فيه أكثر .. أنا أعرف أنه هيثم كثير حنون .. بس الكلام اللي سمعته منه اليوم خلاني في نظر نفسي صغيرة .. خايفه اضحي بكل شيء عشانة واندم .. خايفه يغدر فيني .. بس هيثم ما يسويها
بمجرد أن تمتمت ليان بهذه الكلمات شهقت ريما شهقة أفزعت ليان
ليان والخوف يتملكها : عمتي إيش فيك
ريما شعرت للحظة أنها عاجزة عن التنفس .. حاولت النطق ولم تستطع وكلها لحظات حتى أغمي عليها
ليان وهي تهزها بقوة : عمتي ريما إيش فيك .. عمتي ريما
توجهت ليان إلى والدها وأخبرته بما يحدث .. أتصل ابا بندر بالطبيب المشرف على حالتها وحضر مسرعا ..
ام بندر والخوف يتملكها : يمه ليان إنتي قلتي لها شيء زعلها
ليان وعيناها تغرغران من الدموع : وش بقول يعني يمه ..!! بس فضفضت لها شوي باللي بخاطري
ابا بندر بغضب : وش نوع الفضفضة .............!! لا يكون جيتي تشكليها عن زواجك بأمجد !!
ليان بتردد يشوبه بعض التوتر : إيه قلت لها أنه أمجد خطبني .!! وأنا ما ودي أتزوج واحد ضعيف الشخصية نفسه
ابو بندر والعصبية تتملكه : إنتي أنهبلتي ..!! وش له تخبريها ... ما لقيتي تفضفضي إلا لريما
ليان بثقة : وش فيها عمتي ريما .. مو من حقها تسمع وتشارك وتبدي رايها بالأمور .. ليش يبه تبا تعزلها عن العالم
ابو بندر قاطعها بغضب : لا هـ المواضيع ممنوع ريما تسمع أو تعرف عنها أي شيء
ليان قاطعته بألم : طيب ليش ؟!! وش السر اللي مخبيينه عني .!! ومخلي حالة عمتي ريما كذا
ام بندر بصوت منخفض : ليان أسكتي شوي ..
ابو بندر قاطعها بغضب : سمعي يا ليان وحطيها في بالك .. إذا كابرتي ورفضتي تتزوجين من أمجد .. راح يصير لك نفس اللي صار فيها فاهمه ؟!!
ليان وهي غير مصدقة لما تراه عينيها تمتمت والذهول يتملكها : إيش قصدك بابا ؟!!
ابو بندر : سمعي زواجك على امجد راح يكون في اقرب ما يكون .. وعمتك ريما ما تكلميها فمواضيع نفس هذي فاهمه !! تمتم بهذه الكلمات وولى خارجا ............
ليان وهي تبكي بحرقة : يمه ممكن أفهم إيش اللي صاير !! ليش حاسة أنه هـالبيت كلة اسرار .. متى راح يكون لي الحق عشان أعرفها .. متى راح أعرف السر اللي خلى أخوي يبتعد عنا .. وش اللي خلى حالة عمتي ريما كذا
ام بندر بحزن : يمه ليان لا تسوي بنفسك كذا .. صدقيني راح يجي يوم وتكتشفين كل هذا بنفسك
ليان وهي تضرب خديها بيديها بقوة : بس يمه أنا تعبت .. صار عمري 25 سنه وللحين مو حاسة باستقلاليتي .. أغلب قرارتي أبوي هو اللي يتخذها عني .. ليش يبا يمشيني على كيفه .. يمه أنا لي الحق حالي حالكم أنا ما عدت ليان الصغيرة .. يمه أنا كبرت كبرت .. ليش مو راضيين تفهموني .. خلوني ولو مره أخذ قرار اكون مقتنعه فيه .. يمه أنتوا كذا قاعدين تمسحون شخصيتي .. حاسة نفسي ضعيفة .. وإذا راح تزوجوني أمجد راح أنتهي .. أنتهي
أم ليان وهي تحتضن طفلتها وتمتمت بحزن : آآآآآآآآآآآآآآآه يا بنيتي ابوك ما ينلام .. اللي صار فيه كان قاسي
ليان وهي تحتضن والدتها بقوة وتمتمت بألم : يمه فهموني أيش اللي صار ..!! يمكن راح أرتاح لا عرفت
أم ليان وهي تمسح على شعرها بحب : راح يجي يوم وتكتشفين كل شيء بنفسك .. لا تستعجلين


/::\
ابا بندر والخوف يتملكه : هاه دكتور بشر
الدكتور بحزن : أعتقد أنها سمعت شيء أحتمال كبير يكون ذكرها بالماضي ..!!
ابو بندر قاطعه بغضب: الماضي الماضي الماضي ...........!! متى راح نرتاح بس من هـ الكابوس ؟!!
الدكتور : بو بندر المفروض تساعدوها .. أختك ما راح تتخلص من مشكلتها إلا إذا واجهتها
ابو بندر : كيف تبانا نساعدها إذا هي رافضه تساعد نفسها .. وبعدين كيف تواجه شيء منتهي من زمان
الدكتور قاطعه سريعا : لو كان منتهي نفس ما أنت متوقع .. كانت حالة ريما ابدا مو كذا ؟!!
ابو بندر : طيب كيف راح نقدر نخليها تواجه هـ الشيء
الدكتور : ليان قامت بأول خطوة صح .. ما أعرف طبيعة اللي صار بس حالة ريما تأكد ان الصورة بدت تتضح لها !
ابو بندر : ما علية دكتور .. تقدر تروح الحين .. ودي أقعد لحالي ......!!
الدكتور : طيب بو بندر اللي يريحك ..!! أهم شيء تحط كلامي في بالك .. عن إذنك


/::\
خرجت سويرة إلى مكان مجهول .. كانت تمسك في يديها ورقة صغيره .. مدون بها عنوان .. ظلت تبحث عنه حتى وجدته .. كان مكانا عاما يكتظ بالكثير من الناس .. قلبت عينيها يمنه ويسرى حتى رأته وتوجهت نحوه ..
سليمان بمجرد أن رآها أبتسم ابتسامة صفراء وتوجه نحوها وتمتم بخبث : أنا قلت اسبوع مو يوم ؟!!
سويرة قاطعته بجدية : لا ما فيني أصبر لحد اسبوع .. أنته اليوم لازم تتنازل عن المزرعة وتكتبها بأسمي
سليمان بتعجب : إيش ..!! تتحسبيني غبي ..!! ودك تاخذي المزرعة وبعدها ما تزوجيني بنتك
سويرة : لا يا سليمان أعتبر نجود صارت زوجتك .. أنا ما في شيء يهمني كثر المزرعة
سليمان بجدية وحنكة : سمعيني يا مرة تبغين المزرعة تعطيني نجود ..نكتب عقد الزواج وفي نفس الوقت عقد التنازل
سويرة والقهر يتأكلها : يعني ما عندك حل غير هذا ؟!!
سليمان قاطعها بثقة : ولا راح يكون ..!! لا بغيتي المزرعة لازم تضحي باشياء كثيرة .. وانا ما طلبت غير نجود
سويرة وهي تفرك أصابعها تمتمت بتوتر : طيب يا سليمان طيب .. تمتمت بهذه الكلمات وولت ذاهبه
سليمان ابتسم ابتسامة انتصار : ودك تضحكين علي يا سويرة .. لكن لا !! بعدك ما عرفتي سليمان زين
سويرة والغضب يتملكها : تعدمن عليه الشروط على شان يحط شرط زي هذا .. طيب يا سليمان حسبالك نجود تهمني .. انا كل اللي أبغية منها بس تخدمني وتسهر على راحتي .. لكن مو مشكلة عشان المزرعة كل شيء يمون


/::\


سلطنــــــــــــة عمـــان

/::\
أمتطت ألكسندر وظلت تجوب واحات تلك المزرعة الواسعة التي تحيط بمنزلهم .. وكل تفكيرها بأياد وزوجته .. كان ترفض هذه الحقيقة .. دون أن تشعر بدأت دموعها تنهمر .. شعرت برغبة كبيرة للصراخ .. توقفت قليلا ثم ترجلت من ألكسندر وتوجهت أمام بركة ماء صغيره .. وقفت هناك وظلت تتأمل تلك الاسماك وهي تذهب يمنه ويسرى وكأنها تجهل ماذا سيكون مصيرها .. خرجت دمعه من عينيها .. كم تمنت أن تخرج ما في جعبتها من ضيق .. تمنت لو كانت والدتها بقربها .. كانت مدركة أن والدها كان مستعدا أن يكون لها الأب والأم والأخ .. ولكن هناك أمور هي مدركة تماما لا ينفع مشاركتها مع الأباء .. جلست بجانب البركه وضمت راسها إلى قدميها .. وظلت تبكي بحرقة
أحس ألكسندر بها .. وكأنه كان يقراء مشاعر الحزن التي تملكتها .. فمسح على راسها بحب
احست جود به ثم احتضنت راسه وظلت تبكي بحرقة .. وتمتمت بألم : ألكسندر صدقني أنا ما أحبة .. أصلا أنا مو مضايقة .. بس ما أعرف ليش في نار شابة بصدري .. ما أدري ليش تضايقت لما عرفت أنه متزوج .. ألكسندر خايفة
أكون حبيته عن جد .. أنا ما ودي أحب .. ألحب راح يخليني ضعيفة وأنا ما ودي اكون ضعيفة .. ما ودي أتنازل عن اشياء احبها بس عشان ارضية .. انا رافضة مبدا الحب والزواج اساسا .. بس أياد قلب حياتي رأسا على عقب .. خلاني تائهة وسرحانه .. أحس نفسي ضايعة الكسندر .. علمني ايش اسوي .. محتاجه احد ينصحني ..
محتاجة لأحد يقول أني ما حبيته .. وكل المشاعر اللي حاسة فيها هي مجرد مشاعر عابرة وراح تنتهي .. ساعدني ألكسندر .. ساعدني .. ما ودي بابا يشوفني على هـ الحال .. اكيد راح يتعب ويضايق وانا ما ودي أضايقه
ظلت جود تحكي كل ما يجول بخاطرها لقرابة ساعتين وألكسندر يسمع .. كانت تحكي لفترة قصيرة ثم تسكت لفترة أطول منها .. كانت تعيش في حالة تخبط عجزت هي عن فهمها وتفسيرها


/::\


أما تركي كان منهمكا في عملة .. ولكنه كان يسترق النظرات خلسة لأماني بين فترة واخرى .. كان يرى فيها حبيبته العنود .. وكأن روحها تلبست اماني حتى تصبح شبيهتها إلى هذا الحد .. كان يحب النظر إليها مطولا .. كيف لا !! وهو مشتاق لنظرة واحده تجمعه مع حبيبته العنود مجددا .. مع انه كان يدرك تماما أن هذا مستحيل
وأماني هي الأخرى كانت سعيدة لأنها بدأت تحصد نتائج تقليدها للعنود .. كان طموحها مال تركي وليس تركي نفسه
اماني أحست بان نظرات تركي بدأت تزداد .. فأخذت نفس عميق وقررت التوجه نحوه
بمجرد أن رأى تركي أماني تقترب منه توتر .. رائحة عطرها شبيهه تماما بعطر العنود .. كل شيء فيها كان يذكره بحبيبته التي أصبحت مجرد ذكرى .. ولكن كبرياء تركي منعاه من ان ينقاد خلف تلك المشاعر
أماني بغنج : خير استاذ تركي بغيت شيء
تركي بثقة : لا ما بغيت شيء .. بس كنت أشوف إذا قادرة تمشي الشغل ولا لا
أماني وهي تقترب منه قليلا : وشو اللي شفته
تركي والتوتر يسري بجسده : ما شفت إلا كل خير .. تقدري ترجعي على مكتبك
أماني بجدية مكسوة ببعض الغرور : أدري أنه شغلي في السليم .. أنا ما تعودت أخيب الثقة اللي تحطها الناس فيني ..
تركي في كل مره يجد شيئا يشده أكثر لها .. ظل يتأملها بتعجب .. وكانه أصبح يجهل من يقف أمامه
أماني بابتسامة ساحرة : عن إذنك استاذ تركي .. ولا بغيت شيء أنده علي ..!!
تركي وهو يشعر وكأن جسده بداء يعرق تمتم سريعا : طيب ..!!
أماني بمجرد أن أدارت بظهرها ابتسمت ابتسامة نصر .. لأنها استطاعت ان ترى تركي الشديد والمتعصب .. شخص ضعيف غير قادر على التركيز أو حتى التفوه باي كلمة .. شعرت أنه لم يتبقى سوى القليل حتى تنال منه
/::\


إياد ظل يفكر سبب تغير جود المفاجئ .. لما قست عليه هكذا بمجرد ان عرض خدماته .. أمسك بقلمة وحاول أن يكمل ما بدأة وهو يجاهد نفسه ان يبعد جود من تفكيره .. ولكنه كان قلقا عليها .. كان يريد ان يطمئن على حال يدها ..
تذكر بأنه قام بالأتصال من هاتفها على رقمة بعد حادثة السيارة التي تسببت بها جود
أمسك هاتفه وأخذ يقلب الارقام .. هو لم يتعود على مسح السجل من هاتفه .. وجد رقما غريبا ومميزا وتوقع ان يكون هو .. ضغط عليه للمرة الاولى ولكن في اخر لحظة يقطع الاتصال .. حاول مره ومرتين وثلاث وفي كل مره كان عاجزا .. شعر وكأنه سيخون قوانين الجامعة .. رمى بهاتفه بعيدا .. وشد شعرة إلى الوراء وتمتم بغضب : بس يا جود كافي .!! إطلعي من راسي خلاص .. من أنتي عشان إياد يشغل باله عليك ويحاتيك هـ الكثر .. انتي بنت عادية حالك حال غيرك .. ما في شيء يميزك عن الثانيات .. عشان كذا ارحميني وخليني في حالي ....
ظل اياد يعيش صراع بينه وبين نفسه .. تقريبا نفس الصراع الذي كانت تعيشه جود ..ولكن كلاهما لم يخرج بأي نتيجة
/::\


في منزل ابا سعد كان الجميع مجتمع على طاولة العشاء عدا نور..التي كانت تشعر بالتعب وقررت أخذ قسط من الراحه
ميساء بسخرية وهي تتمتم بصوت منخفض : إلا وينها ست الحسن والدلال
لمياء بتوتر : ميساء وطي صوتك لا يسمعك سعد ..!! أكيد راح يزعل
ميساء : وانا قلت شيء غلط .. وحده مغرورة وشايفة نفسها
لمياء : ميساء أوووووووووووووشششش ما يصير
ام سعد : وش فيها أم اللسان
ميساء وهي تتظاهر بالصدمة والذهول : يمه لا يكون تقصديني
بو سعد وهو يضحك : هههههههههههه فيه أحد غيرك
ميساء : خلاص ما ودي اكل .. بروح غرفتي
لمياء وهي تأخذ الصحون من امامها : خلاص عيل حصتك أنا بأكلها ..
ميساء وهي تضربها على يديها بقوة : يا غبية تبيني أموت جوع ولا أيش السالفه
بو سعد : هههه توك تقولين ما ودك !!
ميساء : يا ربي وانتوا واقفين ع الوحدة .. ترى ببطل أمزح معكم مره ثانية
أم سعد : ههههه الله يكملك بعقلك يا بنيتي ؟!!
ميساء والذهول يسيطر عليها : يمه يعني أنا غبية ؟!!
لمياء تقاطعها وعلى وجهها ملامح الجدية : ومن قال كذا ..!!
أم سعد : ولا تزعلين الله يكملنا بعقلنا كلنا .. ترى نعمة العقل نعمة كبير يا بنيتي وهذي دعوة زينه ما هوب شينه
لمياء وهي تنهض من كرسيها وتذهب لتطبع قبلة على رأس والدتها : ربي لا يحرمني منك يأ أغلى ام
لمياء كانت تسترق النظر إلى سعد بين فترة واخرى .. كان تائها مشغول الفكر والبال .. وكأن هناك ما يضايقه
فتمتمت والخوف يتملكها : سعد يا أخوي عسى ما شر ؟!!
سعد وهو يضغط على يده بقوة : لحد متى بتم اسير حبك .!! كل ما أقول جاء الفرج تطلعين بمشكلة ثانية .. صرت مو قادر أفهمك يا نور .. أوقات أحسك تحبيني واوقات أحس أنك تجامليني بس عشان ما أزعل
أم سعد : يمه وش فيه ولدي متنح كذا
لمياء وهي تضغط على رجل سعد : يمه ما عليك منه..أكيد يفكر لا جاب بكرة أطفال كيف راح يتصرف معهم صح سعد
سعد بتوتر وهي غير مستوعب ما يحدث : ايه يمه صح كلام لمياء
ميساء بابتسامة عريضة : يمه لو تبيني أحلف لك لين باكر ترى سعد قال إيه وهو مو فاهم شيء ابدا ابدا ابدا
لمياء رمقتها بنظرة .. جعلت ابتسامة ميساء تتلاشى سريعا
بوسعد : يمه سعد هالكم يوم ما عاجبني حالك .. فضفض يا ولدي وش اللي مكدر خاطرك
سعد : ولا تشغل بالك يبه .. بس موضوع الاطفال يشغل بالي كثير .. خايف العلاج هـ المرة ما ينجح .!!
أم سعد : لا تقول كذا يا وليدي .. خل ثقتك بالله كبيرة ..
سعد بتعب والم : الله يسهل يمه .. ويقدم أللي فيه الخيــر ..


/::\


نور أغلقت باب غرفتها وأخذت الشريحة التي تخفيها في أحدى حقائبها وتوجهت نحو دورة المياه ..
بمجرد ان رأى رقم نور شعر بالسعادة وتمتم بشوق ولهفة : نووووووووووور حبيبتي !.
نور بغنج : هلا حبيبي كيفك .. اشتقت لك كثيييير .. متى يمرن هـ الأسبوعين واشوفك
....: لا حبيبتي خذيت أجازه وكله أسبوع بالكثير وأكون عندك
.. نور تقاطعه بسعادة : من صدقك حبيبي ..!!
....: ايه من صدقي .. أأأأه يا نور ما تعرفين شكثر مشتاق لك .. ودي أشوفك الليلة لو الظروف تسمح
نور بسعادة غامره : حبيبي الاسبوع راح يمضي بسرعه .. أهم شيء نشوف بعض ونعوض ايام الحرمان
...: طيب حبيبتي وموضوع زوجك ..!! كيف راح نحلة
نور بابتسامة : أنا نور يا عمري .. ويوم أبا الشي اسويه ولا يهمني أحد .. تطمن يا الغالي ..
.... : آآآه يا عمري جد جد مشتاق لك
نور : هههههه فديت اللي يشتاقون والله
...: نوور حبيبتي لما تعرفت عليك عن طريق التشات تمنيت أختطفك وأتزوجك على طول
نور بغضب : أأووووووووف ردينا يا .....................
...: سامحيني يا عمري بس هذي الحقيقة
نور تقاطعه بثقة : لا مو هذي الحقيقة أنا وانته تعرفنا على بعض في حديقة كلها زهور فاهم
...: فديت الزهور يا عمري انتي .. طيب ولا تزعلين
نور : بخليك الحين .. زوجي راح يجي في أي لحظة .. تصبح على خير
أغلقت الهاتف بسرعة .. كانت تشعر بالضيق كلما تذكرت أنها حبت شابا عن طريق الشات .. كانت تنتقد الفتيات اللواتي يتعرفن بهذه الطريقة .. وما زالت حتى اليوم مصرة على رائيها .. هكذا هي نور تؤمن ببعض من المبادئ ولكن تتصرف عكسها .. فهي ترفض دور الزوجة الخائنة .. ولكنها الأن تتقن الدور جيدا .. فتحت صنبور الماء وقررت أن تأخذ حماما ساخنا لتبعد عن رأسها كل هذه الافكار التي أصبحت ترهقها ..


/:::\


:
بعد الأنتهاء من العشاء دخلت لمياء إلى غرفتها .. لأول مره شعرت بالأشتياق لها .. ربما لأن في أدراج أحد دواليبها ما يذكرها بماضِ كانت تحن له كثيرا .. توجهت نحو سريرها ومدت يدها إلى درج قريب وتناولت البوم الصور
البوم جعلته رفيقا لها طوال تلك السنين .. لا تغفى لها عين إلا إذا أحست بقربة .. كان من بين الصفحات شخصا عزيزا عليها .. فتحت أول صفحة من صفحات الألبوم والثانية والثالثة وظلت تفتح كل مرة صفحة وتحن لتلك الذكريات .. ذكريات طفولتها في منزل خالتها .. وفجأة استوقفتها أحدى الصفحات ثم أبتسمت .. وسرحت بفكرها لبعيد
وعادت للوراء لسنوات طويلة .. سنوات ما زالت تحن لها إلى اليوم .. كانت وقتها تبلغ الرابعة من عمرها
كانت تلعب مع مهند الذي كان يبغ وقتها الثانية عشر من عمره .. مهند المعروف بشقاوته وعناده .. لمياء رغم رقتها إلا أنها كانت تكره ان يبدي عليها الأوامر .. وتضطر أحياانا إلى البكاء لتحقق ما تريد .. وهذه صفه يعرفها افراد العائلة عن تلك الرقيقة لمياء .. وبسبب فارق العمر لم يكن أمامها سوى وسيلة واحده لتتغلب على مهند وهو البكاء
مهند وهو يشدها من شعرها ويتمتم بغضب : ما راح اخليك تلونين فكراسة الرسم حقتي فاهمه يا صغيره ..
لمياء بحزن : مهند بس شوي .. بلون بس شيء واحد وكثير راح يعجبك ..
مهند : لا ما ابي ما ابي ما ابي ..!! عندك كراسة رسم ولوني فيها على كيفك .. مب فاضي للبزران انا
لمياء وعيناها تغرغر من الدموع : مهند حرام بس صفحه وحده .. بس وحده
مهند لم يعيرها أي أهتمام واخذ كراسة الرسم وتوجه نحو غرفته بشموخ .. ولكن قبل ان يصل صراخ لمياء أوقفه
أم سعد شعرت بالخوف على ابنتها وتوجهت نحوها راكضة : لمياء وش فيك يمه ؟!!
لمياء : ماما مهند خذ الكراسة مني وما خلاني اللون
توجهت أم سعد نحو مهند وأخذت الكراسة من بين يدية وتمتمت بحنية : مهند خلها تلون .. ورقة وحده ما راح تضرك
مهند وهو يصرخ : ما ابي .. هذي كراسة الرسم حقتي .. خليها تلون في كراستها .. وبعدين بنتك بزر ما تعرف تلون
أم سعد وهي تهز برأسها : يمه منك يا طول لسانك ..!! أنا أموت واعرف أنته من طالع عليه ..
مهند والغضب يكسو ملامحه : إذا أختربت كراستي راح تاخذين لي غيرها
أم سعد : لمياء لوني بسرعه .. ورجعيله كراسته .. راح يوترنا بطولة لسانه ..
لمياء بابتسامة نصر : طيب ماما
بدأت لمياء بتلوين أحدى الصفحات ومهند كان ينظر إليها بحقد وعيناها لم تتوقف عن البكاء
جاء ابا مهند وكان يحمل بين يدية كميرا .. رأى أن المشهد رائعا .. لمياء كانت تلون وترتسم بين شفتيها ابتسامه ساحرة وخلفها مباشرة يقف مهند والغضب يتملكه ويكسوا بعض ملامحه الانكسار ..
ضمت لمياء ألبوم الصور إلى صدرها ودمعت عينيها .. وسرعان ما ابتسمت بعد أن تذكرت أنها سرقت البوم الصور عن خالتها .. التي ظلت تبحث اسبوعا كاملا عنه ولم تجده .. هزأت برأسها لم تتوقع أن تتصرف يوما من الايام هكذا
ولكن هكذا هي ايام الطفولة شبيه قليلا بأيام المراهقة من حيث حب التملك والأستكشاف
دخلت ميساء وذهلت مما ترى .. كانت الدموع لا تزال على خد لمياء التي سرحت بفكرها للماضي البعيد ..
ميساء وهي تجلس بقربها : أأأأأأي يا الحلوه .......!! وش فيك مسنتره عيونك كذا
لمياء وهي تغلق ألبوم الصور بسرعة وتعيده لمكانه : ولا شيء .. كنت أفكر وخلاص
ميساء وهي تغمز لها بإحدى عينيها : لا يكون تفكرين بمهند
لمياء بغضب : ميساء وش هــ الكلام ..!!
ميساء : أوووووف خلاص امزح .. المهم ما راح أخرب عليك بس حبيت أتطمن عليك واقولك تصبحي على خير
لمياء بابتسامه وهي تحتضن شقيقتها : وانتي من اهلة الغالية .. وتذكري شيء واحد
ميساء بحركات الأستعباط التي اصبح الكل يعرفها عنها : واللي هي
لمياء : من تدخل فيما لا يعنيه لاقى مالا يرضيه ..
ميساء : كنت عارفه أنك راح تقولي مثل من امثالك اللي ابدا مو حلوه وتزعجني .. يلا قلبي وجهك
لمياء ابتسمت من تصرفات ميساء الطفولية .. والتي تضفي جو المرح على سكان البيت .. تذكرت تلك الورقة التي أعطتها جود .. أخرجتها واخرجت صورة جود أيضا ..وفتحت تلك الورقة الصغيرة وظلت تقراء ما فيها وهي تمسك باليد الأخرى صورة جود .. حاولت الدمج بين تلك الشخصية .. وبين صورة جود .. علها تستطيع ان تصل إلى نتيجة


الممــــــــــلكة العربيـــة السعـــودية


يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -