بداية

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -10

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة - غرام

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -10

المركز بالتدرب معك
فقال خالد وما شرطيك
فقال مازن الكتاب الذي تحمله أريدك أن تحفظ كل البرامج الذي يحتويه
فهز خالد برأسه وقال والثاني
فقال مازن أن تكتب في الدقيقة خمسين كلمة
فأراد خالد أن ينصرف
فقال مازن يجب أن أتخذ القرار على هذا الخطاب بعد أسبوع من الآن والقرار بيدك أنت لا بيدي
عرف خالد ما يقصده مازن وهو أن المهلة التي له ليست سوى اسبوع ليأتي وهو قد حفظ الكتاب ويستطيع كتابة خمسين كلمة في الدقيقة
فذهب خالد في تمام الساعة الرابعة لستيف وبعد أن أدى تمارينه أخبر ستيف بما حصل بينه وبين مازن
وطلب أن يمنحه أسبوع اجازة لكي يفضي نفسه للدراسة توقع خالد أن ستيف سيوافق لكن ستيف ظل صامتا
فظن خالد أنها علامة الموافقة
فأراد أن ينصرف لكن ستيف قال غدا آراك في نفس هذا الوقت
فألتفت خالد له وقال لكن
فقال ستيف أن لم تحضر غدا فأبحث عن مدرب آخر
فأصبح خالد بين نارين
فاصبحت الثانية في حياة خالد تساوي الكثير فهو كلما شاهد شخص يلعب ويحاول تضييع وقته بما لا فائدة فيه يتحسر ويتمنى أن لو يشتري ذاك الوقت منه
وبدأ ستيف يزيد على خالد التمارين وبعدها يذهب لمازن ليفهمه بعض ما أشكل عليه فهمه
ثم يقضي باقي الوقت على لوحة المفاتيح يتدرب على سرعة الكتابة
وبعد مرور اسبوع جاء الإمتحان الذي سيحدد بقاء ستيف أو رحيلة
وكان على خالد النجاح وبالفعل بدأ مازن يمتحن خالد وأظهر خالد قدراته التعجيزية في فهم البرامج وتطبيقاتها
ثم أعطاه ورقة فيها خمسين كلمة وضغط الساعة لتبدأ الحساب
وبذل خالد جهده ليتجاوز هذا الإختبار الصعب
وبالفعل مع آخر ثانية ضغط خالد آخر حرف أراد كتابته
فنظر مازن لما كتبه خالد وبدأ يتفقد الكلمات هل هي ناقصة أو خاطئة فلم يجد أي نقص أو خطأ
بل وجد إضافة كتبها خالد
يقول فيها أعرف أنك تريد أن تعرف السر في نجاحي فبالإصرار والصبر أنتصر
أبتسم مازن وبدأ يضغط على على الحروف في لوحة المفاتيح ليكتب فيها أنت المعجزة البطل
ثم كتب أيضا ربحت الرهان وعلي الإلتزام بالميثاق فستيف في هذا المركز باق
أبتهج خالد وأزداد أشتياق في أن يتعلم كل فنون القتال
بل انا من يشكركما فأنتم دوما تحفزوني بحروفكم وردودكم التي تمثل عندي وشاح شرف دوما ارتديه
ومن اجلكما سأنزل حلقتان ومع اسفي على قصرهاذو العيون 38
وبالفعل وفى مازن بوعده وفرغ ستيف لتدريب شباب المركز الطامحين تعلم فنون القتال
فأنضم أكثر من عشرين شاب من شباب المركز
ولكن العدد بدأ يتلاشى مع مرور الأيام حتى بقي ثمانية شبان كان من ضمنهم خالد
ومرت سنتان وستيف يدرب هؤلاء الشباب ولكن ولما أصبح ستيف يقيم جولات صراع بينه وبين المتدربين معه ليرى هل أحسنوا تطبيق ما تعلموه منه وكان صارما حين يضرب يضرب بصرامة حتى يصبح الشاب متيقن أنه أن لم يحسن الدفاع عن نفسه سوف يشعر بأوجاع الضربة
حتى جاءت جولة كان ستيف طرفها والطرف الأخر خالد
وبدأ القتال بينهم
كان خالد يملك قلب جريء لا يعرف خوف وكذلك كان ستيف بل كان لا يحمل شفقة في قلبه أثناء التدريب
وبدأ قتال عنيف بينهم إلى أن سالت الدماء من وجهيهما
كانت حيوية خالد ونشاطة نقطة قوة وكانت خبرة ستيف نقطة قوة أكبر
وبالفعل وبخبرة ستيف استطاع أن يسقط خالد على الأرض بلا حراك
حمل ستيف خالد وأخذه معه ولما شاهد السبعة الشباب هذا المنظر عزم ستة الإنسحاب من التدريب فمن المؤكد أنه سيأتي دورهم وقد يضرب ستيف أنوفهم أو يكسر لهم ضروسهم فإذا خالد أفضلهم وأقواهم وأصلبهم خرج من هذا النزال مغشيا عليه
وبالفعل وفي اليوم التالي لم يحضر للتدريب سوى خالد وشاب أسمه حسام بدأ خالد يحاول يتعذر للشباب من أجل أن لا تصيب نفسيات ستيف الخذلان فقاطعه ستيف قائلا لا تظن أني حزين عليهم بل سعيد بإنسحابهم فأنا لا أحب الجبناء
والآن جاء دورك ياحسام وبدأ النزال بينهم ولكن لم يصمد حسام طويلا حتى وقع على الأرض مستسلما للأمر الواقع بأن السيطرة والسلطة للأقوياء والخضوع للضعفاء
فهز ستيف رأسه وقال منذ الآن سنبدأ التدريبات القاسية
وبالفعل بدأت جرعة التمرين تزيد بل وساعاته تزيد
وفي أحد الأيام أمر ستيف كل من خالد وحسام بأخذ وضع معين والبقاء ثابتين حتى يأمرهم بالتوقف وبالفعل طبقا الأوامر وبعد مرور ساعة بدأ آذان المغرب فأشار خالد بيده أنه يريد الإنصراف لكي يصلي لكن ستيف رفض فعصى خالد الأوامر وذهب فغضب ستيف وقال لا تأتي إلى هنا بينما حسام ظل واقفا
انتهى خالد من الصلاة فعاد وستيف واقف ينظر لحسام فأتجه له خالد ثم قال لم آتي لأعتذر فعصياني لك من أجل طاعة ربي حق لي يجب عليك أن تحترمه كما أحترم ما تؤمن به مع عدم ايماني به
نظر ستيف لعيون خالد الصغيرة وقال صدقت بقولك
ثم اعتذر من حسام وسمح له بالإنصراف فلما انصرف حسام
قال ستيف أنت نجحت في الامتحان الذي رسب فيه زميلك حسام فمتعلم الفنون القتالية ليس عليه فقط تقوية جسده بل عليه أيضا أن يقوي شخصيته ويؤمن بحقه بالدفاع عن أفكاره ومعتقداته
فأنت أعظم فتى قابلته يا خالد لكن عندي لك سؤال أريدك أن تجاوبني بصدق


ذو العيون 39
فقال ستيف منذ سنتان ونصف وأنا أدربك ومع ذلك لم تدعني إلى الإسلام
مع أن أكثر من أقابلهم هنا يدعوني للدخول للإسلام ويهدوني كتب تعرفني على الإسلام
فقال خالد سأجيبك على سؤالك بسؤال تعطيك الجواب
لماذا لما دعوك هؤلاء الذي ذكرتهم لم تدخل الإسلام
سكت ستيف ولم يجب
فقال خالد أنا أجيبك لأن أفعالهم تخالف أقوالهم
فهز ستيف رأسه وكأنه يقول نعم
فقال خالد أنا منذ سنتان وأنا أدعوك للإسلام وليست دعوتي لك بلساني بل بأفعالي
فأنا أعاملك بتعاليم الإسلام
حينها قال ستيف علمني كيف الدخول للإسلام
فقال خالد دعنا نذهب للدكتور عاصم فهو أعلم مني بالدين
وبالفعل أعلن ستيف اسلامه وبعد أن كبر الحاضرين أمسك عاصم بيد خالد وقال أريدك فلا تغادر
فلما غادر الجميع وبقي خالد وعاصم فقال عاصم كيف أستطعت أن تقنع ستيف قال خالد لم أقنعه بل هداه الله
فأبتسم عاصم وقال أريدك أن تقنع مازن بأن يتزوج
اندهش خالد وقال أليس مازن متزوج
فقال عاصم إلا تعرف ذلك فأنت الآن عرفت فأرني كيف تقنعه على الزواج
فجاء خالد لمكتب مازن ووجده يكتب في كشكول خاص به يكتب فيها أبيات كان قد ألفها
فقال مازن أتحب أن تتعلم الشعر يا خالد
فقال خالد ابدا لا أحب أن أتعلمه
فقال مازن لماذا
فقال خالد اعتقد وهذه وجهة نظري أن من كان يكتب الشعر شجاعا فسوف يكتب بشعره أبيات تدل على غروره بشجاعته
ومن كان يكتب الشعر كريما فسيكتب بشعره أبيات يتمنن على الناس بعطاياه
وأن كان فقيرا فسيكتب بشعره أبيات تعرف أنه يتسول ومن مال الله يسأل
وأن كان ضعيفا فسيكتب بشعره أهاته وأحزانه
نظر مازن لخالد وتبسم وقال أنت تظلم الشعر وتقسو على الشعراء
إن الشعر حفظ للعرب تاريخ سجله الشعراء في أبياتهم ومع ذلك يعتبر هذا وجهة نظر تخصك ولكن أن تغيرت نظرتك وأردت أن تتعلم الشعر فأنا على أتم الإستعداد أن أعلمك
فبدأ خالد يحاول أن يعرف هل العائق في زواج مازن هو المال
فقال ممازحا المال هو المارد الذي يحقق الأحلام
نظر مازن لخالد وقال أتعرف أن في رصيدي الآن اكثر من خمسة مليون نقدا من غير المباني التي أمتلكها والمحلات التجارية التي اديرها
وصدقني يا خالد لو خيروني أن أتخلى عن كل هذه الأموال مقابل أن يكونا لي أبوان ميتان كل الناس تعرف أنهما ابواي لضحيت بذلك المال مقابل ذلك
فسكت خالد قليلا ثم قال لما لا تتزوج
نظر مازن لخالد نظرة حادة وقال أخبرني الصدق هل طلب منك عاصم أن تقنعني أن أتزوج فقال خالد نعم
فقال مازن أن سألك عاصم عن ذلك فقل له هل تزوجه أختك


دوما استنشق التحفيز واشعر بأقصى الرضا عند رؤية ردودكم التي فاقت الوصف
ذو العيون40
وبالفعل جاء اليوم الثاني قابل عاصم خالد وسأله عن ماذا جرى سكت خالد ولم يتكلم
فقال عاصم ألم تفاتح مازن عن موضوع الزواج
فقال خالد بلى فاتحته
فقال عاصم فماذا قال
قال خالد قال لي أن اسألك هذا السؤال هل تزوجه أختك
تغيرت ملامح عاصم وبقي صامتا ينظر لخالد ثم مضى في طريقه دون أن يرد جوابا
تعجب خالد من ردة فعل عاصم وذهب إلى مازن الذي وجده في مكتبه يقرأ كتاب وكان كتاب يحتوي على دواوين شعراء في العصر الماضي
سلم خالد ثم جلس وملامح وجه تثير فضول المعرفة بالسؤال ما به
فوضع مازن الكتاب على مكتبة وقال هل قابلت عاصم
فقال خالد نعم
فهل سألته فهز خالد رأسه بنعم
فقال مازن من المؤكد أن ملامحه تغيرت
فأندهش خالد وقال وكيف عرفت
ابتسم مازن وقال من السؤال الذي سألته له
فأنت بهذا السؤال أهنته
تعجب خالد وقال وكيف أهنته
فقال مازن ألم أقل لك أنهم يعتبروننا لسنا مثلهم
فكونك طلبت منه أن يزوج أخته بشخص لقيط عاش محروم من أمه ومحروم من أن يحمل هوية أبوه جريمة في حقه وفي حق عائلته
فهو لما طلب منك أن تقنعني بالزواج كان يريد أن يخطب لي فتاة في الملجأ عرفها عن طريق أخته التي تعمل هناك أنها فتاة صالحة ومهذبة
فأراد أن يكون وسيط خير مع أن أخته التي تعمل هناك تجاوز عمرها الثلاثة والثلاثين
قال خالد وما شأنك بأخته فهو يريد لك الخير وقد أراد أن يخطب لك فتاة صالحة
ابتسم مازن وقال وهل تريدني أتزوجها
قال خالد ولما لا
قال مازن لا تظن أني ارفض الفتاة لا بالعكس أنا رفضت الزواج كله
حتى لو وافق عاصم أن يزوجني أخته أنا لن أوافق
وأنما فعلت ذلك ليبعد عني ويترك إلحاحه علي بالزواج
فقال خالد ولماذا لا تريد أن تتزوج
قال مازن لسببين الأول إن جاء لي أبناء وسألوني من أعمامنا بل من جدنا ومن أخوالنا ماذا تريد أن أقول لهم هل أقول لهم أن أباهم وأمهم لقيطان ليسا لهما أهل
وقل أني استطعت أن أنسيهم ذلك وأجعلهم يكتفون بأسرتهم الصغيرة
ماذا سأصنع إتجاه السبب الثاني
فقال خالد وما السبب الثاني
قال مازن المجتمع
قال خالد وما شأن المجتمع
ابتسم مازن وقال أن مجتمعنا يا خالد قاسي جدا وأرجو الله أن ينجيك من قسوته
فما ظنك بهذا المجتمع أنه سيعامل أبنائي كأبناؤهم بل سيعاملوهم كما عاملوني
ولولا الله ورحمته لصرت مجرما بسبب هذا المجتمع
فلهذا يا خالد لا أريد أن يصير لي أبناء يعانون مما عانيته
رأى خالد الدموع تفيض من عينا مازن فأراد أن يغير هذا الموضوع الذي سبب الكأبة لمازن فخطر على باله طلب يعتقد أنه سيفرح مازن


اشكرك اختي على هذا الثناء
أنا قررت قرار أتمنى أن أوفق فيه وسبب هذا القرار هو من باب العرفان لكم ولمنحي جزء من أوقاتكم مع أن هناك صحف ومنتديات بالملايين ومع ذلك دعمتموني بمتابعتكم وحفزتموني بردودكم ولأن الكثير منكم طلب مني إنزال أكثر من حلقة معللين إن ذلك سيساعدهم أن لا ينسون الأحداث التي مضت
فنزولا عند رغباتكم سوف أنزل كل يوم أربع حلق راجي من الله أن أكون قد أرضيتكم وأعتذر ممن طلب أن أنزل القصة كاملة لأني أعتقد أن ذلك سيفسد القصة وتجعل القاري يمل فأتمنى قبول عذري

ذو العيون 41

فقال خالد أريدك أن تعلمني الشعر شعر مازن بفرح شديد فهو يعتقد بل يجزم أن خالد سيتفوق على المتنبي فهو يرى أن خالد معجزة تمشي على الأرض
فأول ما بدأه معه أعطاه كتاب فيه المعلقات التي أشتهرت في الجاهلية وطلب منه أن يحفظه
ثم بدأ يكتب في ورقة بيضاء خطة ليلتزم خالد فيها فيسهل عليه تعلم الشعر
خرج خالد من عند مازن وهو يشعر بأنه أدخل نفسه في شيء لا رغبة له في تعلمه
وفي العصر ذهب للتدريب وبدأ خالد يتدرب كالمعتاد لكن ستيف لاحظ أن خالد ليس بكامل تركيزه فسأله ما بك لكن خالد اعتذر وأنه يشعر بإرهاق
وقبل نهاية التدريب جمع ستيف كل من خالد وحسام وقال لهما بعد سنتان ونصف من التدريب أستطيع أقول أنكما الآن صرتما تجيدان الفنون القتالية
ولكن من آراد منكم أن يصبح محترفا للفنون القتالية فعليه أن يعدني أولا بتحمل عناء التدريبات القادمة فستكون مكثفة جدا وصعبة وقاسية
شعر حسام أنه لن يطيق ذلك فأعلن أنه يكتفي بما وصل له
فنظر ستيف لخالد وسأله وأنت ماذا تقول
فقال خالد أريد أن أكون أقوى رجل على هذه الأرض
أبتسم ستيف وقال إذا استعد فالجد بدأ الآن
وبالفعل بدأ ستيف يزيد التمارين على خالد ويكثفها عليه
وكان ستيف قبل أن يبدأ بتدريب خالد يطلب منه أن يحفظه آية واحدة قبل التمرين
وبالفعل كان خالد يفعل ذلك والسرور يرقص داخل قلبه
وكان خالد إذا انتهى من التدريب يذهب لغرفته ويحفظ ما يستطيع حفظه من ابيات المعلقات ويسمعها عند مازن
ومع كل هذه الظروف كان خالد في دراسته متفوق وكان بالصف الثالث المتوسط
وكان مازن دائما يقول لخالد إياك أن تفكر في معدلك كل ما عليك فعله هو بذل جهدك والنتائج تكون بمشيئة الله
وبعد مضي سنة أصبح خالد حافظ لأكثر من ألف بيت بل ويعرف بحور الشعر وأيضا يميز هل هذه القصيدة موزونة ولها مضمون وهل الأبيات مترابطة
حيث أصبح قادر أن يبين ما تمتاز به هذه القصيدة وأيضا يوضح عيوبها
فطلب مازن من خالد أن يكتب له قصيدة
فمكث خالد طول ليله ولما جاء اليوم التالي سأله مازن ماذا كتبت
فأجاب خالد لا شيء
فبدأ مازن يحاول أن يساعد خالد في كتابة قصيدته ويعدد له أغراض الشعر وأعطاه شهر كامل من أجل أن يكتب قصيدة
لكن خالد كان إهتمامه مركز على التدريب وحسب
وكان ستيف منذهل من سرعة تطبيق خالد للحركات
فلما أنتهى الشهر الذي حدده مازن لخالد حمل خالد ورقة وأخذها لمازن
فلما رأى مازن الورقة في يد خالد اعتقد أنه أنجز ما كلفه به
فلما فتح الورقة أندهش

ذو العيون 42

بالفعل أندهش مازن ولم يكن أندهاشة عبارة عن إعجاب بأبيات خالد بل أندهش مما كتبه خالد حيث كتب بخط كبير أعتذر لك وأقدم أسفي ولكنك تطلب مني شيء لست أمتلكه
ابتسم مازن وقال لا عليك قد أكون فشلت في أن أعلمك أن تقول الشعر لكن قد تأتي ظروف تعلمك قول الشعر
رجع خالد للتدريب ووصل إلى مراحل متقدمة وبعد مرور سنتان من التدريبات الشاقة
طلب ستيف من خالد أن يتجهز لقتال لا هوادة فيه
وبالفعل بدأ ستيف يهاجم لكن خالد أخذ وضعية المدافع كان يرد ضربات ستيف
ثم أخذ خالد وضع الإستعداد لتلقي الضربة على بطنة
فغضب ستيف لأنه شعر أن خالد بدأ يرتخي معه
فقال ستيف جنيت على نفسك فضربه بكل قوته على بطنه فسقط ستيف على الأرض من شدة الضربة وخالد واقف في مكانه لم يهتز أنذهل ستيف وقال لست بشرا لست بشرا
مد خالد يده لستيف ورفعه فلما وقف ستيف قال صرت الآن يا خالد التلميذ الذي تفوق على معلمه
ثم قال ستيف أنت الآن أصبحت مقاتل محترف ولا أملك المزيد لاعلمك ولكن لدي نصيحة لك أن لا تستخدم قوتك ضد ضعيف ولا تعين على شر وثق تماما أنك كلما ابعدت نفسك عن الغضب فستكون أنت المنتصر
ثم قال أنا وبعد ثلاثة أيام سوف أسافر لبلادي
فقال خالد لماذا ترحل أبق معنا
فقال ستيف أنت تعلم أني في السنتان الماضية كنت أتعلم شعائر الإسلام
وأنا مشتاق جدا لدعوة أمي للدخول في هذا الدين وسأبذل جهدي لأقنعها
وغدا سأسافر للرياض فأحببت أن أودعك مع أمل أن أراك
فتقدم خالد نحو ستيف وأمسك برأسه وقبله وقال لن أنساك ما حييت
رجع خالد لغرفته وهو يحس بالضيق فمدربه الذي علمه سيسافر وعليه أن يتدبر أمر نفسه فهو الآن مدرب نفسه
كان خالد بالصف الثاني ثانوي وكانت إمتحانات الفصل الأول على الأبواب
وتذكر وعده لمازن بأن يبذل جهده
وبالفعل بذل خالد جهده واجتاز امتحانات الدور الأول بأمتياز
مما بث السرور في نفس مازن الذي كان يخطط لمستقبل خالد
ومرت الشهور لينجح خالد من الصف الثاني بمعدل 100%نسبة لم تكن في حسبان مازن فلقد حقق خالد أحلام مازن المستحيلة
ولكن بدأ أمر يشغل مازن وهو أن عمر خالد أصبح ثمان عشر سنة وأحتمال تحويلة للسجن واردة فعين مازن محامين من أجل أن ينهي المشكلة وبالفعل توجه أحد المحامين سرا لعبدالرزاق ليحل معه القضية
وكان مازن قد تفاهم مع المحامي بأن يخبر عبدالرزاق أنه بإمكانه أن يحصل على مليون ريال وأيضا وعد بأن خالد لن يأتي للقرية
فوافق عبدالرزاق وتم التنازل عن قضيته
وكل هذه الأمور تحدث وخالد لا يعلم ولكن هناك أحداث لم يخطط لها مازن سوف تحدث مفاجأة في حياة خالد


ذو العيون 43

حيث تم إرسال أوراق الإفراج عن خالد التي وضعها مازن في درج مكتبه وأقفل عليها
لكي يستمر خالد في تفوقه في الصف الثالث ثانوي ولكن صداع شديد داهم مازن جعله يسقط على الأرض من شدة الألم
أخذه عاصم للمستشفى لعمل الفحوصات وكان ذلك يتطلب تنويمه وأيضا طلب أن يكون معه مرافق فقال عاصم معاتبا صديقه مازن لو اطعتني وأنا أحثك على الزواج لكن أبنك معك
فأبتسم مازن وقال لي أبن أذهب وأحضره
فقال عاصم أتقصد خالد قال مازن نعم
فقال عاصم كيف أخرجه من المركز فأخبره بالقصة كاملة ودله على الأوراق وطلب منه أن لا يخبر خالد بذلك
وبالفعل أصبح خالد مرافق لمازن وبدأت لحظات نتائج الفحوصات تقترب
وكانت المفاجأة الكبرى التي ستغير حياة خالد حيث أثبتت الفحوصات أن مازن مصاب بورم خبيث في الرأس
الشيء الذي أدهش خالد أن مازن تقبل الخبر بشيء من الفرح
فأمسك بيده وقال أتفرح بالموت فتبسم مازن وقال لا أحد يفرح بالموت ولكني عفت هذه الحياة وأن كنت سأحزن فسأحزن لأني قد أفارقك
فصرخ خالد وقال فال الله ولا فالك
فسأل خالد الطبيب هل من علاج فأشار له الطبيب بالسفر لألمانيا
وبالفعل أصر خالد على مازن بالسفر إلى ألمانيا ومع دموع خالد الساخنة لم يستطع مازن أن يتمالك نفسه وبدأ يبكي بكاء شديد ويقول سأذهب من أجلك بالفعل وصلا إلى ألمانيا واعيدت الفحوصات ولكن النتائج بقيت كما كانت عليه والعلاج أمر مستحيل إلا أن يشاء الله
أمسك مازن بيد خالد وقال دعنا نعود للوطن فأنا أفضل أن أموت في أرض التوحيد فما كان من خالد إلا أن بكى بكاء يبين مدى حبه لمازن
رجعا إلى أرض الوطن وأخذ مازن يلف بخالد ليريه ممتلكاته
فذهب به إلى محلاته التجارية ومبانيه العقارية المؤجرة
ثم أخذه لقصره أندهش خالد من روعة القصر ولكن ما ادهشه أن مازن قال هيا سنذهب نرتاح في البيت فخرج من القصر
فسأله خالد ألست تسكن هنا قال مازن سكنت هنا اسبوع واحد شعرت بعدها بضيق شديد لم استطع أن أكمل العيش فيه
ثم سكنت في ملحق في أحد عمائري التي أمتلكها مكونة من غرفتان ودورة مياه فقط شعرت فيها بالسعادة كلما قابلت الناس الساكنين فيها وأشعر بسعادة أكثر كلما سمعت أصواتهم
وصلا إلى الغرفة وأرتاحا فيها
لكن مازن بعد ساعتان من النوم استيقظ وبدأ يصرخ


ذو العيون 44

قام خالد على صراخ مازن وهو يمسك على رأسه فعرف أن الصداع يسبب له ألم شديد فأخذه للمستشفى
وبعد ساعات هدأ الألم ولكن مازن شعر بقرب الرحيل
فنظر على يمينه
فوجد خالد جالس بجواره فناداه فأقترب خالد منه
ثم طلب أن يمد يده ويمسك بها يده
وفعل خالد ذلك فقال مازن عاهدني فقال خالد على ماذا فقال مازن عاهدني فلم يشأ خالد أن يتعب مازن بالسؤال عن ما يعاهده عليه
فقال خالد أعاهدك فقال مازن عاهدني على أن لا تذهب لقريتك بعد موتي لا تذهب لها أبدا
سكت خالد ولم يجب فقال مازن هل تعاهدني على ذلك
شعر خالد بحرص مازن عليه وخوفه كذلك
فقال أعاهدك أن أنسى القرية وليس فقط لا أذهب لها
شعر مازن بشيء من السرور
فقال أنا قمت بتحويل كل ممتلكاتي النقدية والعينية بإسمك
فأنا متأكد أنها ستساعدك أن تشق طريقك لمستقبل زاهر
ثم شعر مازن بالنعاس ودخل في غفوة وخالد يتأمل وجه مازن ويشعر بمدى الأذى الذي وجده من هذا المجتمع بسبب ذنب ليس له ذنب فيه فكونه لقيطة جعله في نظر المجتمع مذنب
وبعد مضي ثلاث أيام أزداد الألم على مازن حتى لفظ أخر أنفاسه وكل ذلك وعينا خالد الصغيرة تنظر
شعر خالد بشعور الغربة بعد أن تأكد أن من كان له الأب والاخ والصديق قد رحل من هذه الدنيا
وبعد أن دفن مازن جاء عاصم إلى خالد ليقدم له ورق الإفراج لم يشعر خالد بفرحة حيال ذلك فهو في أشد حيرة إلى أين يذهب
فهو وعد مازن أن لا يذهب للقرية
وبقي أسبوع في غرفة مازن التي أصبحت له وهو يفكر ما يفعل وأيضا بقي خيال مازن يطارده
فقرر خالد قرار قد يغير حياته


بل الشكر لك على متابعتك وردودك الدائمة


ذو العيون 45

حيث قرر خالد أن يبيع كل ممتلكات مازن وأيضا يسحب جميع مدخراته النقدية ثم تصدق بها بنية مازن ولم يبقي معه هللة واحدة من أموال مازن
ثم عزم أن يخالف عهده مع مازن ويذهب لقريته فلقد داعبه الشوق والحنان
ولكن هناك متغيرات كثيرة حدثت في القرية
حيث أصبح عبدالرزاق وبعد أن أصبح أكثر من في القرية أمتلاك للأموال بدأ يحاول أن يكون شيخ القبيله ويريد أن تكون له بعد وفاة الشيخ معيض وليس ذلك وحسب بل ولده نمر صار يصول ويجول في القرية دون أن يتجرأ أحد أن يردعه
بل أنه في ذات مرة وجد سلمان وعيسى يمشيان على أقدامهم فركب نمر خيله وبدأ يركض بالخيل بأقوى سرعته وكان يريد أن يمر من بينهم ليدخل الرعب في قلوبهم وبالفعل فعل ذلك
فشتمه سلمان فرجع نمر وقال أعد ما قلته فأعاد سلمان فنشب شجار بينهم
وكان نمر دائما يحمل معه حبل فمن وقف في طريقه ضربه ثم بالحبل قيده ليذله ويكون عبرة لغيره
وبالفعل استطاع نمر أن يتغلب على سلمان وعيسى بل ويقيدهم ويتركهم مقيدين في الشارع
عرف الشيخ معيض والسيف بما جرى فغضبا وذهبا لعبدالرزاق ليوقف ابنه عند حده لكن عبدالرزاق بدأ يلف بالكلام ويختلق الأعذار لإبنه ويقول هذا طيش الشباب
وكان أهل القرية يسمعون نمر يصرخ وهو فوق خيله يدور على بيت أم جابر يقول أين أنت ياذو العيون القذرة لأمرغ أنفك بالتراب
فوقفت أم جابر ذات يوم وردت عليه وقالت أن جاء ذو العيون الصغيرة فسيلحقك بعمك وابنه
فغضب نمر وقال لو لم تكوني عجوز خرفاء لضربتك وقيدتك
ولكن أنا أعرف كيف استرد كرامتي فذهب لإبنها حسن وضربه ثم قيده
فعلم عبدالرزاق فذهب لحسن واعتذر منه وفك قيده وأخذه لبيته ثم نادى أبنه نمر وطلب أن يعتذر من حسن وأخبره أن حسن لا شأن له بأمه وأخيه جابر وولده الغير شرعي
لكن نمر رفض أن يعتذر وغادر المكان وعبدالرزاق يتبسم ويقول شباب عنيدين
ولكن الأحداث ستتغير فهناك ضيف ثقيل الظل سيحل على عبدالرزاق وأبنه نمر
حيث بدأ خالد يتوجه إلى قريته
وكان سليمان وعيسى يمشيان كعادتهم وعلى نفس المنوال حين يراهم نمر يحاول مضايقتهم لأنهما كان صديقا ذو العيون الصغيرة
وبالفعل بدأ يركض بخيله ويمر من بينهما ولكن هذه المرة


ذو العيون 46

ظل سليمان وعيسى صامتان لا يريدان الاشتباك مع نمر
فشعر نمر أن كل من في القرية يرضخون له
وبدأ نمر يشعر أنه الرجل الأول في القرية وبدأ يستعرض في القرية فروسيته وبدأ يجري بالخيل إلى أن وصل حدود القرية
فإذا به يرى شخص يمشي ويظهر من ملابسه أنه ليس من أهل القرية وكان يحمل على ظهره حقيبة صغيرة فأقترب منه نمر ليعرف وجهته وما الذي يريده
فلما أقترب به سمعه يقول كيف حالك يا نمر
استغرب نمر واندهش وبدأ يدقق النظر في وجه الرجل فإذا به يعرفه عن طريق عيناه الصغيرتان فقال أنت ذو العيون الصغيرة
فقال بل أنا خالد
فقال نمر وهل تجرؤ أن تأتي للقرية وأنت مطلوب فيها
فقال خالد دعنا ننسى الماضي ثم مد يده وقال ودعنا نفتح صفحة جديدة
أبتسم نمر بسخرية وبدأ يستهزيء بكلام خالد ثم نزل وأخذ حبله وخالد واقف ينتظر ما الذي يريد أن يفعله نمر
فقال نمر سأجرك بهذا الحبل لوسط القرية ثم أقتلك هناك أمام أنظار الناس
وأمام أنظار جدتك القذرة التي لا تمل من أخافتي بك
فسوف أريها من هو نمر
فقال خالد قبل أن تقيدني وتجرني بحصانك أريد أن أعرف ماذا تقول جدتي بالحرف الواحد
فضحك نمر وقال تقول أنه إذا جاء ذو العيون الصغيرة سيمرغ كرامتي بالتراب
فقال خالد وأن أبن جدتي لاحقق لها طلبها
ثم أمسك نمر وابرحه ضرب بعد أن أطاح به على الأرض
ثم حمله على حصانه وهو لا يستطيع حراك وجعل وجه لمؤخرة الحصان وربطه بحبله على ذلك الوضع ثم ضرب الحصان
فأنطلق الحصان يركض ونمر على ظهر مقيد بشكل مخزي
فوصل الحصان للقرية وشاهد سليمان وعيسى المنظر
وبدأ سليمان يقول لا أحد يستطيع أن يفعل بنمر هذا إلا رجل واحد
فصرخ عيسى ذو العيون الصغيرة رجع وأنتفضت القرية للخبر
فخرج الشيخ معيض يجري ومعه السيف
وصل الحصان إلى بيت عبدالرزاق
وعبدالرزاق واقف هو وأبنه مشبب فشاهدا نمر على هذا الحال فوق الحصان
فقال عبدالرزاق مالذي حدث له فقال مشبب أن لم يخب حدسي فإن ذو العيون الصغيرة عاد للقرية

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -