رواية الليالي الطويله -10
سلموا عليهم وجلسوا لكن في طرف المكان ولم يشاركوا في الحديث ..الا حين يُسألون وكانتردود مناير مختصرة جداً على اسئلة فاطمة لها ...شبتخصصين؟ واسئلة اخرى سخيفة بعكس
مريم التي كانت ترد بلطافه. فرحت مناير حين نهض الجد من مقعده معلناً عودتهم للشقة.
بعد يومين
كان موعد وصول لولوه مع زوجها واولادها ومناير كانت فرحه جداً بوصولهم وهي تفكر(الحين
بتحلّو لندن,الحين الوناسه) منذ ان وصلوا وهي تمضي اغلب الوقت مع العنود والجوهره في
شقتهم او في شقتها وطبعاً روت لهم كل ماجرى في غيابهم حتى موقفها مع اللص ومع يوسف
وضحكوا عليها كثيراً وغضبت منهم وتوعدتهم بالويل من مقالب ستدبرها لهم .
وفي يوم ذهبت مناير مع بنات عمتها لولوه وامهم ومريم الى Selfridges وكالعاده تفرقوا
في الطوابق وهي بقيت مع الجوهرة بالطابق الاول حيث ازياء الشابات وقسم الاحذيه وتركتها
تجرب حذاء وذهبت الى زاوية الطابق وكانت تتأمل قميص ابيض اللون به شرائط ساتان سوداء
على الصدر وتقارنه مع قميص ملون حديث الطراز وإذا بصوت يقول لها : (القميص الابيض
بيطلع احلى عليج ). التفتت نحو مصدر الصوت وإذا بيوسف يمسك قميص نسائي ويعاينه ولا
يبدو عليه انه لاحظ وجودها اصلاً , تركت القميصان وقالت بحده بغير ان تلتفت : ( محد خذا
رايك ) وتحركت من مكانها وجلست على الكرسي تنتظر الجوهرة لتشتري الحذاء ... واحست
ان نظراته تتبعها , رفعت عيناها وتلاقت اعينهما في نظرات تحدي غريبة حتى قاطعتهما
الجوهرة ليذهبوا للطابق الثاني كان يتبعها بنظراته عرفت بذلك عندما صعدت على السلم
الكهربائي ونظرت للاسفل لتشاهده يبتسم لها رفعت ذقنها والتفت الى الجانب الاخر وغاصت
وسط المتجر.
لحقت مناير بعمتها لولوه في المطعم الذي يقع في اخر طابق بجانب قسم الشراشف والفوط
وهو على شكل بوفيه منوع. وقفت عند السلطات واخذت صحن حمص ثم اخذت صحن برياني
من الشيف الهندي الواقف في زاوية المطعم ثم اضافت قطع بطاطس مكعبه مقلية وعلبة
مشروبات غازية بطعم البرتقال وكأس فيه قطع من الثلج, ثم وقفت خلفهم في طابور طويل
لتحاسب عند المحاسبة قبل ان يخرجوا ليبحثوا عن طاولة مناسبة لهم ليتناولوا غدائهم. لمحت
عرب كثيرون وهي تمشي وعندما جلسوا شاهدت يوسف جالس مع اخته على طاوله غير بعيدة
ولمحته وهو ينظر لهم ثم ينشغل بغداءه .فكرت مناير( مسوي نفسه مؤدب يعني عشان مع
اخته ,,,مالت )كانت لازالت حامقة على يوسف .
عندما اوشكوا على الانتهاء من غدائهم جائتهم امنه تخبرهم بأنها ستكمل التسوق معهم لأن
اخيها سيذهب لمحل Hamleys ليلحق بفيصل الذي يريد ان يشتري لمشاعل وبنات عمته
حمده العاب,ترك عندها جميع اكياسها فساعدوها بحملها وغادروا المطعم ليكملوا
تسوقهم.وعندما عادوا للشقة اخذت امنه اكياس المشتريات التي تخصها وشكرتهم وصعدت
للشقة واكملوا طريقهم وعندما وصلوا لشقة مناير اعطوها اكياسها وصعدوا هم ايضاً لشقتهم
على ان يلتقوا بعد ساعتين عند جدهم.
استلقت مناير على سريرها لترتاح , ثم فرغت الاكياس كلها لتقيس الملابس . بعد أن قاست
لمحت كيس صغير فيه ورق ملفوف وفتحته ووجدت القميص الابيض ذو الشرائط السوداء
فشهقت وقالت: (هذيه شجايبه هنيه!!!! انا ماشريته ...) وجدت فاتورة صغيرة ملصقة على
الورق ومكتوب عليها اسمها .( اكيد هو شراه لي.....استخف وقعد ....شيحسبني!!! والله
لاراويه...والله لاقهره...معليه ) واخذت تتوعد وتتوعد.
بعد كم يوم
كان ظهر يوم الجمعة وعندما عادوا من المسجد كان معهم يوسف دعاه ابو محمد على الغداء
وعندما عرفت مناير ابتسمت ونادت سوبا واعطتها القميص وامرتها بارتداءه وقبل ان تضع
الغداء لجدها وضيوفه . و طبعاً انتظرت .....يوسف لمح الخادمه ولكنه لم ينظر لها الا حين
احضرت زجاجات الماء . كانت اللقمة في فمه نظر اليها وعرف القميص فغص بها لأنه فهم
المقلب وكان سيختنق بالطعام .اعطاه فيصل كاس ماء وهو يقول: ( صحه.. صحه...ماشفت
خير تاكل جذيه..شوي شوي...محد بيخلص الاكل عنك ) ابتسم يوسف واكمل طعامه وهو
يفكر ماقواها ...بس عجبتني .....والله انها اخت رجَال ).
في المساء وعندما عادوا من الحديقة وفي شقة الجد جاءهم فيصل وخالد كانوا يتفرجون على
التلفاز . انضما لهم وصبت لهم مناير الشاي بالحليب ابتسم فيصل وقال لخالد بصوت مسموع :
شفت المطعم الايطالي Pizza Express اللي في Edjware road يمدحون اكله .
رد خالد: So !!
كانت مناير تتابع الحوار بكل اهتمام وهي تظن انه انما اتى على ذكره امامها فلأنه سيصحبها.
فيصل: شرايك نروح بكرة مع الربع .
خالد: صار.
انتابتها حالة احباط عند تحول مجرى الحديث الى غير ماتشتهي .
فيصل وهو ينظر الى مناير: والا اقولك ...في ناس انا كنت مواعدهم بعشيهم يوم كنا في
الدوحة.
مناير: ايييه ....مواعدني انا .
فيصل: ها تروحين؟؟
مناير: ايييييييه طبعاً.
فيصل: اوكي عيل ..قولي حق بنات عمتي لولوه وانا بقول حق الشباب .
نور: وانا ؟؟ مب عاديني من الشباب!!!!
خالد: افا ياعمتي انتي قبلنا كلنا .
فيصل: ومشمش بعد.
ابتسمت مناير لأقصى حد ولم تتنظر بل صعدت لشقة عمتها لولوه لأخبار الجوهرة والعنود .
في الوقت المتفق عليه كانوا جاهزين وتوجهوا للمطعم وطول الطريق كان فيصل اما يمسك يد
مشاعل وان تعبت حملها ثم وضعها على كتفيه وامسكت بشعره وهو يصرخ: مجعتي شعري
يامشموش ترى بنزلج يالدبه.
نور: اذكر الله عليها...وبعدين لاتصرخ عليها ترى بتصيح.
فيصل: كيفي انا اللي شايلها وطالعة روحي ومعور كتوفي من هالدبه مش انتي.
نور : اذكر الله اقولك....تدري ...نزلها ...نزلها ولا تحن.
لم يرد عليها فيصل واخذ يهز مشاعل ليخيفها وهي تصرخ ثم تضحك ..وهكذا حتى وصلوا.
في مدخل المطعم كانت هناك دراجة نارية وضعت كواجهه للمطعم لم تفهم مناير سبب وضعها ,
وداخل المطعم كانت الصور معلقة على الجدران والطاولات شبه مملوءه ,واعطى فيصل اسمه
للجرسون لأنه قد حجز مسبقاً .اخذهم الجرسون الى طاولة كبيرة واجلسهم ثم وزع قوائم الطعام
وعاد بعد قليل ليأخذ الطلبات. استمتعوا بالعشاء مع طرائف سعود وخالد ومقالبهم في الطلبة في
امريكا,عادوا للشقة في وقت متأخر.
في اليوم التالي
قرر الجد ان يمروا على احمد ابن سعود ومحمد ايضاً في فرنسا وذلك بعد ان يذهبوا لألمانيا
كما خططوا في الدوحة سترافقه زوجته وفيصل طبعاً وسعود وعائلته اما الباقي فسيبقون في
لندن ونور سيأتي زوجها سلطان قريباً لينظم لهم ولولوه ستذهب معهم الى باريس فقط وذلك
مع زوجها واولادها. سيمكثون في المانيا اسبوع ثم يغادرون الى باريس ويقضوا فيها اسبوع
ايضاً ثم يعودون الى لندن.
اعلم فيصل صاحبه بكل تفاصيل الرحلة وقال: بتقعد بروحك ياحلو..
يوسف: معاي رب العالمين والرضيعه نسيتها؟
فيصل: ونعم بالله ..لكن احنا مب حولك تحتاج شي والا شيات ...
يوسف: اصلاً احنا بنكون في باريس في نفس الوقت بروح مع الرضيعه بقطارالEuro Star
فيصل: زين والله ...عشان تدلينا هناك ....انت الخبير.
يوسف يشير لأنفه: على هالخشم والله . انتَ تؤمر يا جميل .
فيصل: تسلم ياحبيبي ..ما امرش عليك عَدو يا ضنايا ( قالها باللهجة المصرية)
يوسف: واللهِ انتو حتوحشونا .هضيع من غيركو .
فيصل: ما تشوفش وحش ياحبيبي .. ماتخافش كولها يومين وتعدي .
كان الحوار بينهما بوجود خالد الذي كان يتحدث بالهاتف بهمس وهو مبتسم وكأنه في عالماً
اخر.
فيصل مشيراً على خالد :طاع هذا ..... خللللللود غربلك الله... انت ماشبعت من الهذره!!!!!.
اشار له خالد بغضب ان يسكت .
ولكن فيصل قال : خالد احنا بنروح ...وانت حاسب عنا .( ونهض ولحقه يوسف فارتبك خالد
واقفل الخط بسرعه وهو يناديهم)
خالد: صبرو شوي الله ياخذكم خسبقتوني.
فيصل: عسى ...عيل قاعد ويانا وترضع التلفون من قعدنا ما تستحي على وجهك.
خالد: شتبغي مني انت...؟
فيصل: ابغي ريال....والا اقولك ابغي 20 جنية حق الحساب ..اليوم عليك.
اخرج خالد النقود ورماها على الطاولة وغادر معهم. عندما عاد للشقة كان الوقت متأخر فلم
يجد احد مستيقظ .
في مدينة النور والنار ( باريس )
فيما بعد ويوسف مستلقي على سريره كان يفكر في البعاد الذي سيفرق بينهم ( احس انها
بتوحشني من الحين ...لازم بكره الصبح اشوف حجه عشان اشوفها مثل ذاك اليوم ) استغرق
في افكاره حتى غلبه النوم . استيقظ باكراً وتناول الفطور مع اخته وسألها عن مشوارهم لهذا
اليوم فاجابت : Harvy nicoles ويمكن نتغدا هناك ...العصابه كلها بتروح.
جهز يوسف نفسه ولحقهم الى هناك بعد ساعتين ..كان يصعد الدرج الكهربائي عندما وصل
الدور الثالث لمحها هناك في المقهى الذي يحاذي الدرج .كانت جالسة مع بنات وتتحدث
وتضحك كانت مليئة بالحيوية وحجابها الحريري زادها جمالاً كالعاده . اختار طاولة صغيرة في
اخر المقهى وهو منزل رأسه حتى لا يلمحه احد وجلس وطلب قهوة وأخذ يراقب مناير والتي
لم تحس بأي شيء.تحين الفرصة حتى شاهدها لوحدها تمشي مسرعة بأتجاة الدرج الكهربائي
فلحقها وما ان اصبح وراءها حتى قال : الهدية لا تهدى ولا ترد .
فزعت مناير والقت نظرة سريعة على صاحب الصوت وعندما رأته لوت شفتيها وقالت: انا ما
اهديتها انا عطيتها الخدامة وبعدين انت من عشان تهديني؟ .
وصلوا للطابق العلوي قبل ان يجد الفرصه ليرد مما اغضبه فغادر
المحل بخفي حنين كمايقال.قرر ان يعود مشياً على الاقدام ,كان
وهو يمشي في الشارع يردد اغنية محمد عبدو الذي غناها
للشاعر المبدع بدر بن عبدالمحسن
ماللهوى عندي عذر ابعتذر..عن كل شئ
الا الهوى..ماللهوى عندي عذر
أبعتذر..عن كل شئ الا الجراح..ما للجراح الا الصبر
ان ضايقك اني على بابك أمر في ليلة ألم..و اني على دربك مشيت
عمري و أنــا ...قلبي القدم
أبعتذر..أبعتذر..كلي ندم عن كل شئ.. الا الهوى ..ما للهوى عندي عذر
اتصدقي..ما اخترت انا احبك ...ما احد يحب اللي يبي
سكنتي جروحي غصب...يا حبي المر..العذب
ليت الهوى و انتي..كذب...كان اعتذر لك عن هواي
محمد حجز في فنادق لنفس السلسلة في فرنسا منها اللذي سكنوا فيه في مقاطعة النورماندي
وهو Hostellerie Le Closكان صغيراً لأنه في الاصل كان منزل لأحد الاقطاعيين استولى
عليه الالمان في الحرب العالمية ودمروه وتم شراءة من قبل شقيقتان فرنسيتان ورممتاه وتمت
اضافة الحمامات وبعض الاجنحه وغرفة اجتماعات في الحديقة فكبر حجمه . كان يقع على
اطراف قرية Verneuil Sur Avre والتي اعجب بها محمد فور وصوله فاهلها كانوا لطفاء
معهم وبما انها في الريف فهي هادئة ومطاعمها قليلة ولكنها عائلية 100% وكل مطعم مختص
بأطباق ما .
كانا يمشيان في القرية ويتحدثان .
ليلى: الحمدلله انها غير عن كنت ,ذبحتني من المشي هناك.
محمد: المشي هناك كان اهم شي في المنطقة ما شفتي كم كان مع المرشد؟ بعدين هناك في
تلال وهضاب يعني طلعه ونزله لازم بنتعب كله قاعدين ورا المكتب ومانتحرك.
اختار محمد مطعم ايطالي صغير يقع بالقرب من الكاتدرائية الاثرية التي في وسط القرية ,
وعندما دخلوا رحبت بهم فتاة شقراء واجلستهم على طاولة صغيرة واخذت طلباتهم بابتسامه
مما اراحهم . كان اهل الريف يختلفون عن اهل المدن بشكل كبير ليست لديهم السرعة في كل
نواحي الحياة, بل بالعكس كانوا يتذوقونها ببطء. حتى المقاهي كانت صغيرة وقهوتها لذيذه.
في اليوم التالي
ذهبا لأستكشاف الكاتدرائية وكان ظهيرة يوم احد وعندما دخلا تفاجأت ليلى بخلوها من المصلين
كانت من القرن الـ18 وبها كراسي خشبية للصلاة, وعند المذبح كانت تماثيل المسيح ومريم
العذراء مطلية بالذهب . شاهدوا الشموع مشتعلة و بجانبها صندوق النذور ليضع المصلين
النقود فيه قبل ان يشعلوا الشموع, حصيلة النقود تذهب لمساعدة الكنيسة والقساوسة . قال
محمد بصوت عالٍ رن في المكان صداه ( الحمدلله على نعمة الاسلام , لا اله الا الله ومحمد
رسول الله )
بالنسبة لعائلة ابو محمد
كانت رحلتهم داخلية لمطار ميونخ واستغرقت مدة ساعتين تقريباً ووصلوا في اقل من نصف
ساعة الى فندق Vier Jahreszeiten Kempinski München دخلوا للبهو وجلسوا
هناك .وذهب فيصل وعمه سعود لمتابعة دخولهم للغرف كان ديكور البهو كلاسيكي ذا جدران
خشبية . حجزوا للجد جناح بغرفة جلوس منفصلة بها تلفاز ضخم وقنوات عربية وطاولة طعام
اما غرفة النوم فهي صغيرة نوعاً ما وبها سرير مزدوج , اما سعود وزوجته فحجز لهم غرفة
وفيصل مع خالد في غرفة ومريم مع مناير في غرفة متصلة بغرفة ابويهم بباب. جميع الغرف
والاجنحه كان اثاثاها حديث .كان عمر الفندق مئه وخمسون عام وقريب من جميع الاماكن
السياحية مثل دار الاوبرا ومحلات التسوق المشهوره والمسارح والسينما .
في اول يوم اجرّوا سيارة مع سائق عربي ليشاهدوا المدينة كلها مروا على الملعب الكبير
Allianz Arena ونهر Isar وحدائق Englischerالتي قرروا ان يزوروها ثم تناولوا
العشاء في مطعم صغير مطبخه عالمي .في عصر اليوم التالي كان الجد يجلس في مقهى لطيف
في ساحة صغيرة بالقرب من الفندق مع زوجته وابنه سعود الى ان تنتهي لطيفة من التسوق
مع بناتها ليذهبوا الى ضفاف النهر . خالد وفيصل ذهبا لمصنع سيارات BMW والتي تعد
ميونخ مقر لها أخذوا فكرة عن الموديلات الجديدة واختار ليوسف سيارة من الفئة السابعة
تحوي مواصفات خاصة وإذا اعجبته وسدد ثمنها سترسل للدوحة قبل نهاية السنة اي بعد اربعة
شهور , اخذا الكتيبات الخاصة بها ليعطيها ليوسف عندما يصلون باريس.
بعد ان عادت زوجته وبناته قال لهم سعود: بكرة ان شاء الله بنروح جنوب يقول الدريول ان
المنطقة هناك مافي مثلها , جهزوا عمركم وبَسكم تسوق.
في الصباح
استقلوا السيارة وتوجهوا لجنوب بافاريا مروا بنهر الدانوب الذي يخترق المدينة وشاهدوا
الطبيعة الخلابة التي تشتهر بها المدينة والمنازل البيضاء على ضفاف النهر التي تشبه في
تصميمها طراز هوسمان الفرنسي في المعمار الباريسي ذا السقوف الرمادية .كانت الحقول
تنتشر على طول الطريق , والقلاع القديمة المتناثره على الجبال تحيطها الغابات واحداها كانت
في وسط النهر وعلى جزيرة صغيرة.توقفوا على اطراف غابة كبيرة بساحة عشبية بها طاولات
خشبية مع كراسي , اختاروا احداها وجلسوا ووضعوا الاشياء التي اشتروها من سوبرماركت
قريب , ليتصبروا عليها حتى موعد الغداء.
قال الجد: منور ...صدقج يابنتي. الربيع اللي هنيه ما مثله ربيع .
مناير: عيل شلون عيل !!! اعجبك انا اعرف حبيبي شيحب.( وضمت جدها لها )
كانت جبال الالب شامخة من بعيد ورؤوسها البيضاء المكسوة بالثلج والمراعي الخضراء في
الوادي , مزيج من الالوان في منتهى الجمال . كان الجو رائعاً والسماء ملبده بالغيوم الخفيفة
ولم تكن هناك تحذيرات بهطول الامطار, ذهبت مناير مع مريم للتنزه كانت تحمل مسجلها
المحمول وتستمع لأغاني عبدالمجيد عبدالله .
فيما بعد ذهبوا للغداء في مطعم القرية القريبة أخبرهم صاحبه أن حدود النمسا قريبة فاقترح
فيصل بصوت عالي : شرايك يبه ؟( ونظر لجده) نشل عليه ونروح فينا مادامها قريبه ؟
الجد : لا يا فالح . اعشق الراحة ...كلها كم يوم ونروح باريس .
مر عليهم رجل ذا عضلات مفتوله فنظر فيصل لخالد وقال: شوف هذا لايفوتك ؟
ضحك خالد وقال : ضعفه تضعفه شبِلي عضلاته مايقدر حتى يسكر ايديه!!!
ابتسم سعود وقال لهم : شفتو هالرجال؟ ( اشار للرجل ذو العضلات) مره ...يوم كنت ادرس في
مصر ,كنت راجع الشقة الا ربعي يقولون لي ان جاهم واحد مثل هذا بس افريقي بلييييه ودخل
عندهم وقعد يسولف معاهم وعقب طلب منهم 100 جنيه , والجنية قبل كان مرتفع ومع انهم
كانو اثنين لكنهم خافوا وعطوه اللي يبغي .وعقب كم يوم كان عندنا جَمعة وربعنا كلهم كانو
عندنا وطق الباب وعرفوه قمت قلتلهم دَخلوه ولا تتدخلون فلّي بسويه ,ودخل الرجال....وعقب
ماقعد التفَت انا على اللي حذاي وقعدت اتكلم بصوت عالي عن الكراتية اللي انا شاطر فيها وعن
الحزام الاسود اللي خذته واني من زمان ابغي اتدرب وماحصلت حد اتدرب معاه واني العب مع
ناس ضخام واكسرهم واني واني .... وقعدت اخرّط وربعي مبطلين عيونهم وكل هذا
بالانجليزي.
فيصل: قوم عنهم بعد كانوا يتكلمون انجليزي ايام الغوص!!!
سعود: ابوك اللي من ايام الغوص اما انا الا من سناينك ( كبرك).
ضحك الجميع ثم اكمل : المهم التفت على الاخ المعضّل وسألته : شرايك تلعب معاي كراتيه
شوي؟ جان يتوهق الاخ ويوقف ويرفض ويشل عليه وهو عند الباب جان اسمعه يقول حق
ريفيجي : ابغي 100 ...(جان اطل عليه واقول له) : انت للحين هنيه !!!يله امش نلعب شوي.
وفي ثانية اختفى.ضحك الكل عليه.
مناير: يبه ...انت من متى تعرف كارتيه؟
سعود: ولا اعرف ولا شي بس اقرا عنها .واستخدمت معلوماتي وهو صَدق....( نظر الى
ساعته ) يله ....لازم نرجع الحين قبل لاتَظلم الدنيا علينا .
الجد: المراح ...المراح ( يله نروح ).
استقلوا السيارة عائدين للفندق بعد ان استمتعوا بالرحلة .
في اليوم التالي وبعد الغداء ذهبوا لحدائق Englischer تفاجؤا بحجمها الكبير ولجمالها فقد
كانت تدعى جوهرة ميونخ وهي من اقدم الحدائق ذات الطراز الانجليزي .وهناك بحيرة بها
مراكب للتجديف وشلال , وايضاً بيت الشاي الياباني حيث يتم عمل مراسم تقديم الشاي كل
عطلة نهاية اسبوع .
جرت الايام الباقية على نفس المنوال حتى استقلوا الطائرة الى مطار شارل ديجول باريس , كان
حجزهم في فندق ماريوت في جادة الشانزليزية الشهير. الفندق بحد ذاته لم يكن كبيراً ولكن
موقعه كان ممتاز والموظفين لطفاء , البهو كان كبيراً وذا سقفاً مرتفعاً على عكس مدخله
الصغير. صعدوا الى غرفهم واصغرهم كانت من نصيب مريم ومناير ولكنها تطل على الشارع ,
ماعدا الجد الذي استقر في جناح طبعاً.
وصلت لولوه وزوجها واولادها الفندق واستقروا ونزلت مريم مع مناير للتنزه في شارع
الشانزليزية كان المكان المفضل لديهم .... مشوا في الشارع الى مجمع Claridge حيث
البوتيكات الفخمة المليئة باغلى الماركات الفرنسية والايطالية من ملبوسات واحذيه
وشنط,استقبلهم البائع الاسمر والذي يمشي ويتحدث ويضحك كالنساء وعرض عليهم احدث
الازياء فاشترت مريم بعض القمصان منه واكملوا التجول ثم عبروا الشارع الى مقهى لا دوري
يتبع ,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك