بداية

رواية بشروه أني أبرحل -33

رواية بشروه أني أبرحل - غرام

رواية بشروه أني أبرحل -33

فيصل: لاني بتغدى عندك..ولاتكثري بالاسئله...سوي اللي ينقالك عليه تشيل مها الصحون وتحطهم بغرفتها على القاع .. يجلس فيصل ويطلب من مها انها تبطل الشباك
مها: الجو
فيصل: وش فيه الجو؟
مها: الجو بارد .. ومااقدر افتح الدرايش
فيصل: احسن انا ابغى البرد عشان يطفي النار اللي بصدري و..صدرك
تبطل مها الشباك في استسلام وغير اقتناع وتقعد على حافة السريرتراقب زوجها ياكل غداه ..
فيصل: مها تعالي اكلي معي
مها:.
فيصل : مها تعالي اكلي معي.."في الاونه الاخيره صار يردد الكلام مرتين عليها لان تركيزها صار ضعيف"
مها وهي تفيق من شرودها: ها... لا مابي ..انا شبعانه ..اكل انت بروحك
فيصل: وانا مااكل الا لما تجين تاكلين معي
مها تستغرب من حنيته في هاليوم قربت تاكل معاه وهي في خوف وريبه من تصرفاته ...
كان يشوفها وهي تاكل كالطير الجائع في ليالي الصقيع البارده يبحث عن مأوى به...
مد ايده لها وفي ايده لقمة عيش .. ومها تطالعه بنظرات غريبه
فيصل: ممكن تاكلين هاللقمه من ايدي
تفكر مها بالمطلوب منها..
فيصل يبتسم: مها افتحي فمك انكسرت يدي
تقوم مها من السفره وهي منصدمه ومااخذت اللقمه من ايد زوجها ...
انقهر فيصل من حركتها وحس بالاهانه وطلع من غرفتها وراح لسلوى اللي لقاها صحت من غفوتها وهي زعلانه عليه لانه تركها لحالها ..
الكويت...بيت ام ساره
جراح: ساره حرام عليج صارلي ثلاث ايام اكلمج وماتردين علي ارحمي بحالي...لاتذكريني بأيام قبل
ساره: اللي سويته انت صح والا غلط؟
جراح: غلطت..وانا اعتذر منج ..وابيج تسامحيني
ساره: اسمع جراح انا بسامحك بس لانك صرت صريح معاي واعترفت بالسبب الرئيسي اللي جابك للجامعه وانا ماالوم شكوك..بس اتمنى انك تحكم فيها
جراح مستانس: خلاص توبه والله توبه مااراقبج مره ثانيه
ساره: نشوف..
جراح: يعني رضيتي علي ؟؟
ساره تبتسم: ماادري...
جراح: شلون ماتدرين؟
ساره: افكر
جراح بإصرار: ساره
ساره بدلع: شتبي؟؟
جراح بحب: احـــــــــبج
ساره: قويه
ويرجع جراح البيت وساره براسه ومخه وكيانه وقلبه ومشاعره وعواطفه وجوانحه وحواسه واعضائه وبكل مافيه ... ساره الحب الاول والاخير ...
يدخل البيت وهو مستانس و يغني ..
ختام: ها... رضت عليك ست الحبايب؟
جراح مبتسم: اكيد ... ساره تحبني وماتقدر تزعل
ختام: باين والدليل ذلتك ثلاثة ايام
جراح: واللي يرحم والديج لاتقلبين موازيني ... ترى اهي زعلت علي بسبتج
ختام: ياجراح ياخوي...ساره الحين بتأمن انك مراح تراقبها لانك انقرصت وهي تبتدي تلعب بذيلها من وراك
جراح يروح لغرفته:لالالالا انا مستحيل اصدقج نهائيا انتي بتهدمين كل اللي بنيته انتي اكيد غيرانه منها ..
ختام باستغراب : شتقصد بغيرانه منها ؟؟
جراح : غيرانه لاني احبها .. وانتي ما لقيتي احد يحبج للحين!!
ختام بألم : لا ياخوي يالغالي ياتاج راسي ... انا موغيرانه منها انا حارصه عليك
تسمع ختام صفقة باب جراح معلنا عن نهاية الحديث..
يدخل غرفته ويلقي نفسه على السرير وهو يفكر ويتخيل ويبتسم..مره يتذكرها وهي زعلانه ويبوز حلجه في حركه تمثيليه مقاربه لحركتها ويتذكرها وهي تدلع عليه فيطير فرحا .. ويتذكر نهاية لقائهم فيبتسم ابتسامه عريضه... يدخل ايده تحت الفراش ويطلع الصوره اللي صورها قبل 8سنين..ويقارن بين ساره القديمه وبين ساره الجديده.. ساره القديمه كان شعرها اسود طويل ووجهها دائري ابيض وعيونها "فوق الوصف" وساره الجديده بدت وكأنها اكثر نحافه ذات شعر قصير مصبوغ بإحدى الصبغات الحديثه... لكنها تظل ساره... ساره الحلوه واللي حبها بكل جوارحه ..... ساره الحلوه ... اللي لايمكن انه يكرهها ... يرد الصوره مكانها ولأنه يخاف عليها من يديه... وضع يديه تحت رأسه وهو يعيد الذكرى الجميله...لكن كلام اخته عكر صفو مزاجه... صار يفكر بإخته بعدين بساره...بعدين ساره بعدين اخته....بعدين طفى الانوار ونام

:::::::::::::::::::::::

الجزء التاسع والعشرين

:::::::::::::::::::::::::::
(((وين انت ؟؟ وين انت ؟؟
ياللي عفتني بلا حبيب !!
وين انت ؟؟ وين انت ؟؟
انا من بعدك غريب
الناس فرحانه وتغني
وانا فضحتني دمعتي
وغير انت ما القى حبيب
وين انت ؟؟ وين انت ؟؟)))
::::::::::::::::::::::::::
جراح يدخل على ختام بغرفتها : السلام
ختام : وعليك السلام
جراح : انا آسف ختام على اللي صار البارحه
ختام : الله يسامح الجميع انشاءالله
جراح: يعني مسامحتني على الكلام اللي قلته
ختام : عادي هذا شعور بقلبك وطبيعي انك تعبر عنه بس يكون بعلمك ان انا ماتهمني التوافه هذي.. مو عشان نصحتك تفسر نصيحتي على كيفك .. انا صحيح لحد ألحين ماتزوجت ويمكن طافني قطار الزواج لكن كون واثق ان النصيب عند رب العالمين . وبما ان الله خلقني ماراح ينساني ..جراح: خلاص انسي اللي قلته
ختام : مو بالسهوله انسى كلمة جرح انقالت لي .. بس هذا مايعني اني ما سامحتك .. مسامحتك يا جراح
جراح : انا آسف مرة ثانية
ويطلع جراح من غرفة ختام وهو متندم على الكلمة اللي جرح فيها ختام
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الخميس الصبح :
درعا: بس انتي لازم تروحين الطبيب
سلوى: خير انشالله..اذا حسيت بتعب مره ثانيه بروح...تطمني ياخالتي
درعا: ما في قومي البسي عباتج وخليني اوديج ألحين ..
سلوى: وييييي ياخالتي ماله داعي تتعبين معي ..
درعا : اقول قومي وعن الدلع الزايد .. انا بروح البس عباتي وبروح اقول حق راجو يشغل السيارة
يالله قومي بسرعة
سلوى :خلاص ...بروح اقول لسوما تاخذ ضاحي وتخليه عندها
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عامر: خلاص يامنيره...ابشرك اني لقيت وظيفه لك
منيره: صدق ياعامر..
عامر: ايه ..وروحي الحين لوظيفتك تنتظرك تحت
منيره بفرح: وين؟؟؟
عامر: انزلي من الدرج وروحي يمين تلقين غرفه بابها خشب.. ادخليها وتلقين وحده جنوب اسيويه اسمها سرياتي وهي مساعدتك ..اشتغلي معها بأمانه.. وعينتك مديره عليها...
منيره :................
عامر: بذمتك في احلى من هالوظيفه؟
منيره: مالت عليك وعلى وظيفتك اللي زي وجهك
وتطلع منيره من الغرفه وهي معصبه بينما يضحك عامر بصوت مرتفع ...
:::::::::::::::::::::::::::::::::
يدخل فيصل البيت ......
فيصل: يــــــــمه ...يمـــــــــــه
سوما : ماما روح
فيصل: وين راحت هالعجيز؟؟؟
سوما: روح مع ماما سلوى حق طبيب
فيصل: ليه؟
سوما: انا مافيه معلوم
فيصل: طيب وضاحي وينه؟
سوما: فيه نايم داخل غرفه..
فيصل: خلاص روحي ..
يدخل فيصل لغرفة مها...يلقاها نايمه ويصحيها :
مها: شتبي انت بعد؟
فيصل بعصبيه: شنو شتبي؟؟؟ استحي على وجهك...اصغر عيالك انا؟؟؟
مها وهي تجلس: يالله صباح خير
فيصل: سلوى شفيها ؟؟
مها على عيونها النوم: شدراني؟
فيصل: ومنو اللي يدري ؟؟؟
مها: اذا ردت اسألها ..
فيصل: طيب قومي حطيلي فطور...ماتفطرت
مها: روح قول لسوما
فيصل: وانتي وش وظيفتك؟
مها: خوش والله ..تطقون الواحد وتهينونه وتعايرونه وتذلونه...وتبون فطور بعد....ياعمي طييييير
وتنام مها على الصوب الثاني وتترك فيصل يستوعب جملتها الاخيره......
يعصب عليها فيصل وبنفس الوقت ينصدم من هالاسلوب الجديد....
فيصل بعصبيه: مـــــــــــــها ...تكلمي معي بإحترام .. بعدين وش هالهرج الجديد؟؟
مها:.............
زادت عصبية فيصل وهجم عليها...يشد شعرها .. ويسب ويشتم
مها تضغط على اعصابها وآلامها وكأنها متعوده على هالحكرات التلقائيه من فيصل: فيصل ارجوك اترك شعري
فيصل بصوت عالي وهو لايزال يشد شعرها: موقبل ما تتركين طولت اللسان..
مها بألم: خلاص..بترك طولت اللسان..والحين هدني
يتركها فيصيل ويشيل عن ايده بقايا من شعرها ...
فيصل بإشمئزاز: مره ثانيه لما اطلب منك الحاجه..تنفذينها بسرعه .. ولاتفرعنين وتسوين روحك قويه
مها بنظرات قلقه: انشالله
فيصل: والحين تقلعي صلحيلي الفطور
مها بنفس القلق: انشالله
فيصل بعصبيه: يـــــــــــــــلا
راحت مها للمطبخ تسوي لزوجها القاسي فطور.. وبينما هي تحورف بالمطبخ سمعت صوت سلوى ودرعا توهم راجعين من الطبيب...
فيصل: بدري...وش رايكم تتغدون في الطبيب؟؟؟
ام فيصل: اولا: السلام عليكم ...وثانيا: سلوى مريضه ولازم تحمدلها بالسلامه.
فيصل:ها؟؟ وش صار معك ؟؟
سلوى: ابد...اخذو تحليلات وقالو بكره تطلع النتيجه وانا والله خايفه ..
فيصل: خلاص بكره وانا راجع من الدوام بجيب التحاليل
ام فيصل: وانت للحين مااخذت اجازه؟؟
فيصل: لا والله مسئوولنا جديد.. وصاير نحيس على وشو ماادري
سلوى بتعب: انا بروح ارقد..الله يخليك ياخالتي حطي عينك على ضاحي
درعا: من عيوني...بس انتي روحي وارتاحي
وعقب ماراحت سلوى:
فيصل بهمس: يمه...سلوى مدري وش فيها؟؟
ام فيصل: مافيها الا الخير انشالله
فيصل: احساسي يقول ان فيها مرض موهين
ام فيصل: تفاؤلوا بالخير تجدوه
فيصل: يايمه ..سلوى صارلها ثلاث شهور وهي تشكي من كليتها اليمنى والله العالم وش فيها؟
ام فيصل : كليتها؟؟
فيصل: الظاهر ان الوجع من الكليه
ام فيصل : الله كريم انشالله ...الا هالهبله وش تسوي في المطبخ ؟؟
فيصل: قلتلها تسويلي فطور
ام فيصل وهي تروح دارها : ياكرهي لها
:::::::::::::::::::
من الصبح وجراح يفكر بساره واللي ماعنده غيرها يشغل تفكيره..وتذكر كلام ختام ان ساره ممكن تأمن على ان جراح مايراقبها مره ثانيه وتلعب بذيلها...كان يفكر ان ساره ممكن تكون مثل ماقالت اخته..وقرر من جديد انه يراقبها من قريب بس بحذر اكثر ... وفعلا راح ..
صارت الساعه وحده الظهر والحين عندها ساعه اف لي الساعه ثنتين مشت بتعب وكتبها الثقيله بين ايدينها مرت على شله من الشباب واحد منهم نط بوجهها وهو يتغزل فيها ومن هالكلام :
الشاب1 : ياحلوه..عطينا ويه يبا
الشاب2: شدعوه ..القمر زعلان ؟؟
الشاب3: اللي اعرفه ان اسمج ساره بس اللي مااعرفه رقم مبايلج ...
طالعتهم ساره بنظره عصبيه وكملت طريقها بدون لا تلتفت عليهم لانها عارفه اذا هي ردت عليهم ممكن انهم يتمادون ..لحقوها هالشله وكان صوتهم عالي شوي ..
واحد منهم قال : مو انتي ساره مرة سالم اللي دخل عليج الشباب يلعبون فيج
والثاني : والله وطلعتي بنت ليل
والثالث : مالنا بالطيب نصيب
في هاللحظه بس وقفت كان كلامهم مثل السهام الموجه لقلبها..وفي هاللحظه بس اندفع جراح من وكره وطلع من مكان مراقبته القريب وبدون سابق انذار اخذ يلكم هذا ويرفس هذا ويلعن ابو خامس هذا بس على قولتهم الكثره تغلب الشجاعه...تجمععوا عليه هالاربعه وطقوه كطريقه للدفاع عن نفسهم ...تدخلت ساره تحاول انها توقف هالنزاع بعد صدمه قصيره منها ..بس ساره البنت الضعيفه مابيدها شي...تدخلوا بعض الشباب ووقفوا النزاع ... راحت الشله وهي تباهى بقوتها بينما جراح طايح على الارض...ساره كانت تراقبه من مكان قريب رفع راسه شوي شوي وهو يمسح قطرات الدم اللي انسابت من راسه على عيونه بسبب جرح بسيط شاف ساره تطالعه بنظرات غامضه .. هزت راسها بأسف ورجعت البيت حتى محاضراتها ماكملتها ...
وفي السياره كانت الافكار تتضارب براسها مابين غضب وبين حزن وبين استهزاء واحتقار وشعور بعدم الثقه وان جراح كان كاذب بوعوده ..
دخلت البيت كان فاضي .. امها كانت نايمه القايله والخادمه بروحها تشتغل .. صعدت لغرفتها وهي كئيبه .. قعدت على السرير وهي تقول لنفسها : معقوله جراح بيتم يراقبني جذي؟؟؟ ولي متى ؟؟
حتى هو دخل البيت حزين ومكتئب لقى امل منسدحه وتقلب في هالقنوات ..
امل بدون اهتمام : شفيك ؟؟
جراح : مافيني شي....وين ختام ؟؟
امل : بغرفتها توها راجعه من دوامها والظاهر ان الناظره شاخلتها اليوم
يروح جراح لغرفة ختام اللي وقفته عند الباب خمس دقايق لانها كانت تبدل ملابسها..
ختام تفتح الباب: هلا جراح تفضل...شفيه راسك ؟؟
يقصلها جراح القصه كامله بكل تفاصيلها ..
جراح بيأس : والحين شسوي ؟؟
ختام : خلاص ياجراح .. لما تنعدم الثقه الحياة تصير مستحيله
جراح: بس انا احبها ... والله العظيم احبها امووووووت عليها
ختام : حبك لها بيجي اليوم اللي ينتهي فيه ..صدقني
جراح: انا الصراحه بديت اقتنع بكلامج.. لأن ساره صارت تعاندني بأمور كثيره ..وحياتها بالجامعه مو عاجبتني والاختلاط اللي هي فيه يذبحني ولما اعلق على لبسها تعصب وتزعل
ختام: ترى انت تقدر تعيش من دونها
جراح بحزن : صعب
ختام: انا عارفه مشاعرك ... بس ساره ياجراح .. ساره غير
جراح: وحبي لها وين ادفنه؟؟ أي ارض اللي تحمله ؟؟
ختام: ارض الله واسعه... وانت تحملت الموت اكثر من مره عشانها ... انساها وفكر بنفسك
جراح بعد تفكير طويل : انساها؟؟؟
ختام: ايه نعم انساها .. وبعدين تذكر انها مستحيل ترضى عليك عقب اللي صار اليوم
جراح : بس..
ختام: قو عزيمتك وصمم على نسيانها وانشالله الله بيساعدك
جراح وهو يوقف وقال بعزم : انا مراح انساها .. لكن بتناساها
ختام: يعني خلاص .. ماراح تزوجها
جراح يطالع ختام بنظره حزينه : ساره كانت بالنسبه لي حلم صعب اطوله .. وبتم طول العمر حلم صعب اطوله
يطلع من غرفة ختام ويروح غرفته ويقفل الباب عليه لاول مره من دخل السجن تنزل دموعه على عيونه هالمره نزلت عشان ساره .. عشان حبه اللي مات ... عشان فراقه لها... وهو يقول لنفسه : ليش يصير فيني جذي...شنو ذنبي؟؟ حبيتها سنين طويله ولما صرت قريب منها ضاعت من ايدي .. ليش احبها ليش ؟؟؟
مسح دموعه وطلع من صورتها .. تأمل الصور ساعه تذكر شكثر كانت بريئه .. تذكر غلطتها مع سالم وزواجها منه .. تذكر خالد والثاني اللي معاه..تذكر حريتها ولبسها.. تذكر كل احلامه اللي تبخرت عشانها تذكر السجن وويلاته والشباب اللي تهاوش معاهم اليوم..حقد على الصوره عفسها بين ايدينه بقوه وحقد .. و... و...وشقق الصوره على قطع صغيره لأول مره من ثمان سنين .. يمد ايده اليسرى على الصوره .. كان يظن ان ايدينه الثنتين لو مسكت الصوره ممكن تأذيها ... عقب ماقطعها قطع صغيره .. جمعهم على الطاوله الحديديه وحرقهم بالولاعه ... سحب زقاره وولعها بعد ماتعلم تدخينها بالسجن وصار يدخن بألم ..وندم .. وحزن ... ودمعة فراق
::::::::::::::::::::::
ام ساره : هذا يدل على حرصه عليج
ساره: جراح خان ثقتي فيه .. وخان الوعد اللي كان بينا
ام ساره : والحين؟؟
ساره: الحين شنو؟
ام ساره: شنو بتسوين؟؟
ساره: مراح اسوي شي
ام ساره : بتداومين باجر؟
ساره: اكييد ..لاتظنين ان حياتي بتتوقف عشانه
ام ساره : زين وعلاقتج معاه ؟؟
ساره: والله اذا برر موقفه بعذر مقنع برضى عليه
ام ساره: ماتلاحظين ان ردة فعلج تغيرت ؟؟
ساره: ادري..انا تعودت على حركات جراح..وبعدين يمه حرام ازيد عليه
ام ساره عسى الله يصلحج
:::::::::::::::::::
فيصل بأسى : مثل ماتوقعت
سلوى : خوفتني وش النتيجه ؟؟
فيصل يهز راسه : كليتك .. عاطله .. مريضه ..
سلوى وهي تقعد من الصدمه : يعني...يعني فيني كلى ؟؟؟
فيصل : حالتك متأزمه .. ولازم نفتحلك ملف غسيل كلى
سلوى تبكي : لاتقول يافيصل
فيصل : العلاج لازم يتم بسرعه .. جهزي حالك من بكره نعرضك على طبيب ثاني ونشوف
تدخل درعا وتعرف المرض من فيصل ..
درعا بجانب سلوى : ماعليك انشالله بتطيبين.. ياكثر مااسمع عن حريم فيهن الكلا وتعافن
سلوى تمسح دموعها : بس بعدني صغيره
فيصل: المرض مايعرف الصغير ولا الكبير
درعا: تعوذي من ابليس .. ماتدرين لو ان الاطبا ماعندهم سالفه
حطت ايدها على فمها وهي تغرق في نوبة بكاء مرير على حالتها الصحيه المتدهوره...
درعا : بس ياسلوى .. احمدي ربك انه كلى موغيره
سلوى: وشغير الكلى ياخالتي؟؟
درعا : لاحول ولاقوة الا بالله .. طيب وشتسوين لازم تقنعين بواقعك واللي الله كتبه لك..وترى لكل داء دواء
فيصل : المهم انا طالع الحين بغيتوا شي ؟
سلوى برجاء: ويـــــن رايح ؟؟
فيصل بإنزعاج: أي مكان بعيد عن الصياح ..
درعا: فيصل . . . لاتطلع توك راجع من الدوام
فيصل بعصبيه : لا بطلع ومحد له شغل فيني
يطلع فيصل وهو في حالة ضيق وعصبيه ...
وبعد ماطلع :
سلوى بحزن : وشفيه ذا؟
درعا: والله مدري ؟؟ احس انه متغير كثير
سلوى: متغير...الا قولي معتفسه حياته كلها
درعا بمكر : تهقين بسبة مها؟؟
سلوى: لالا مااظن .. هو بعد مايشوفها نهائيا
درعا : طيب انتي قومي بدلي ملابسك .. على مااروح انا واسويلك لقمه تاكلينها
سلوى : لاتتعبين نفسك ياخالتي . ماني مشتهيه اكل
درعا : خلاص.. قومي ارتاحي
سلوى : انشالله
تروح سلوى لشقتها وهي حزينه وكئيبه.. مها سمعت بكل اللي صار وتبعت سلوى لشقتها
مها تضرب على الباب
سلوى تفتح الباب وتطالع مها بإستغراب : مها؟؟؟
مها : سلوى ... سلامتج
من قالت مها هالكلمه على طول راحت لتحت قبل تسمع جواب سلوى ...
سلوى سكرت الباب وهي مستغربه .. وتفكر بموقف مها .. حست بالذنب شوي .. بس تفكيرها بحالتها كان اقوى من الشعور بالاحساس بالذنب تجاه مها .....
::::::::::::::::::::
الكويت ..... 25/12/
::::::::::::::::::::::::
ام ساره : عبي هالدفايه قاز ... متنا من البرد
ساره : مليانه قاز .... بس البرد هالسنه قوي
خمس دقايق صمت بعدها ضرب هادي على الباب..
ام ساره : قومي شوفي من عند الباب
ساره : حاضر
تفتح ساره الباب وتنصدم بأم جراح اللي واقفه على الباب .. زيارته بهالوقت غريبه ...
ساره : حياج الله خالتي
ام جراح : هلا بساره..هلا ببنيتي
ساره : هلافيج..تفضلي
تقوم ام ساره وتسلم على ام جراح وتدخل ساره المطبخ تجيب شي للضيفه الغير متوقعه ..
ولما دخلت عليهم ساره من جديد :
ام جراح : تعالي ياساره يمي ..
تقعد ساره يم خالتها ويبدأ الحديث ..:
ام جراح : ساره اشرايج بالموقف اللي صار بجراح ؟
ساره :..........
ام جراح : تكلمي يابنتي
ساره : جراح كان غلطان
ام جراح : وطول ماهو معاج بيظل يغلط عشانج
ساره ترفع عيونها مستغربه : انا مادفعته للغلط
ام جراح : انا عارفه .. بس جراح مايصلحلج
انصدمت ساره من هالكلمه " مايصلحلي... ليش ؟؟ انا شناقصني"
ام ساره : شهالكلام ياام جراح؟؟ شلون يعني مايصلحلها ؟؟؟
ام جراح : والله اني مستحيه بس اذا ماقلتها ..بتسمعونها من غيري
ام ساره : ماتكلمين ياام جراح ...شصاير ؟؟
ام جراح : كلن يروح بطريق ..
ام ساره : يعني...
ام جراح : خلاص جراح ..مايبي ساره
ساره وهي واقفه بشموخ : يعني انا اللي ميته عليه.. الجبان
ام جراح وهي توقف مع ساره : الحين صار جبان يوم انه ماتزوجج؟؟
ساره : جبان لأنه ماواجهني.. لأنه ماقالي بعظمة لسانه انه مايبيني.. جبان لأنه اعترف بحبه وعجز يعترف بكرهه
ام جراح : هو مايكرهج... بس حس انج مو ممكن انج تكونين سعيده معاه
راحت ساره لغرفتها وطلعت ام جراح بعد ماقالت قرار ولدها وصدمة الناس فيه ..
قفلت على نفسها الباب وقعدت على سريرها بين مصدقه للخبر ومكذبه له .. سمعت صوت امها يدق على الباب .. ماردت عليها .. كل اللي كان يدور فبالها ..:" ان جراح مايبيج .. كرهج. خلاص انسيه "
نزلت دموعها غصب عنها .. ولأول مره تحس ان دموعها حاره ومحرقه...بعد ماحبته وتعلقت فيه .. يكرهها لعنت حظها ووقتها .. .. كانت الصدمه بالنسبه لها كبيره حيل .. مومعقوله جراح اللي حبها من كل قلبه واللي كان مستعد للموت عشانها.. بسهوله يبيعها.. وليش؟؟ .. شنو ذنبها .. شسوت عشان يبيعها..؟؟.. هو الغلطان ..
تمددت على سريرها بتعب .. وسمحت لدموعها انها تنطلق بكل حريه على خدودها .. استلقت على الصوب الثاني وهي تحاول تعيد الذكرى براسها .. تذكرت لما كانت في بداية فترة المراهقه وشلون كانت تصد جراح بعنف وبقسوه..حاولت تكر مشاعرها صوبه .. واكتشفت انها كانت تحتقره .. وهو كان يموت على التراب اللي تمشي عليه .. استلقت على صوبها الثاني وهي تستعرض جانب ثاني من حياتها .. جانب مر كئيب متعب .. تذكرت سالم..وشلون كان حنون وحبوب معاها في البدايه .. وعقب ماتمكن منها تحول لذئب مفترس متوحش.. حطمها ودمرها وقضى على مستقبلها .. وعقب سالم طلع لها خالد .. وصار العن من سالم .. عانت منه الكثير الكثير.. وفي لحظه انتهى الكابوس اللي عاشته.. وطلع جراح بحياتها من جديد.. دافع عنها رغم عيوبها واخطائها الكبيره اللي لايمكن احد يسوي اللي سواه جراح عشانها .. انسجن وعاشت معاه وانسجمت.. عرفت شخصيته عدل وحبته مع انها كرهت بعض الجوانب اللي فيه ومن اهمها الضعف اللي حاولت قد ماتقدر انها تغيره .. وبعد...عقب كل هذا ... وبلحظة ضعف ..يفارقها .. وبدون توضيح الاسباب ..
دفنت راسها بالمخده وردت تبجي من جديد.. بألم وصدمه .. وحسره وندم ...
::::::::::::::::::::

في المملكه .. الساعه 11 مساء:

سلوى عند خالتها بالصاله مع ولدها ضاحي اللي صار عمره خمس سنين واللي كان نايم يمها ..
سلوى بحزن : خلاص ياخالتي.. المرض فيني اكيد
درعا : خلاص يابنتي ..قضاء الله وقدره ..هذا المكتوب لك
سلوى : جلسات غسيل الكلى تبدي من الاسبوع الجاي
درعا : الله كريم
سلوى تبكي: سمعت انها عذاب ياخالتي
درعا : لازم تحملين .. وانشالله بتطيبين وترجعين احسن من اول
سلوى وهي تناظر ولدها وهو نايم : الله يخليك ياخالتي اذا صار فيني شي..ترى ضاحي امانه برقبتك
درعا: لاتقولين هالكلام ياسلوى كفانا الشر ... لاحول ولاقوة الا بالله ..تعوذي من ابليس..
سلوى تمسح دموعها : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
درعا : الا اقول سلوى... ماشفتي مها
سلوى بدون اهتمام : لا ماشفتها
درعا : حتى انا .. وين تهقينها تروح ؟
سلوى وهي توقف : وين بعد ؟؟.. اكيد فالبيت
خذت ولدها معاها وراحت لشقتها ..
دخلت الشقه وحطت ضاحي بسريره .. شافت فيصل كان مستغرق بالنوم ولاهو حاس باللي حوله .. تذكرت مها وحست بتأنيب ضمير فظيع.. حاسبت نفسها : ليه سوت اللي سوته ؟؟ .. في هاللحظه كرهت نفسها وحست انها مذنبه ... وذنبها عظيم .. طردت الاتهامات من راسها وراحت توضت وصلت ركعتين .. دعت فيهم ان الله يعينها على مرضها ويغفر لها ويرحمها ويتوب عليها ... عقبها مسكت القرآن وقعدت تقرى فيه لي اذان الفجر ... ولما اذن صلت ورجعت تنام ... عقب ماقعدت فيصل للصلاة
:::::::::::::::::::::::
في الكويت وفي ظهر اليوم الثاني من سمعت ساره الخبر المؤلم .. تضرب عليها امها الباب :
ام ساره : ساره فجي الباب ولاتسوين في روحج جذي .. خلاص اللي صار صار وانتي لازم تنسين
ساره : يمه الله يخليج خليني لحالي
ام ساره : مايصير اخليج جذي .. بدون اكل ولاشرب
ساره : مو جوعانه
ام ساره : انزين فجي بكلمج
ساره : يمه الله يخليج .. خليني مالي خلق اتكلم بهالموضوع
ام ساره : انا الحين بخليج .. بس تأكدي ان لي قعده طويله معاج
ماردت عليها ساره وتمت تفكر وتفكر وتفكر .. لما مل منها التفكير وصارت تذكر وتذكر وتذكر.. لما خلصت ذكرياتها.. حست بقلبها يعورها .. حست بألم يسري بعروقها .. وحست بالنيران تحرق جوفها .. فأطفأتها بوابل من الدموع المنهمره كالسيل العارم........
وبعد مده من الوقت حست انها محتاجه تكلم ومحتاجه تسمع وتقتنع ..فتحت الباب وراحت لأمها اللي كانت قاعده بالصاله واول ماشافت الام بنتها متجهه صوبها قامت من مكانها بحركه سريعه .. حطت ايدها على ظهر بنتها واللي بدورها انزعجت وقعدة على الكرسي وهي زعلانه ومطنقره ..
قعدت امها على الكرسي اللي يمها : ها يابنتي شنو مشتهيه اسويلج تاكلينه؟
ساره بضيق : مابي شي
ام ساره : مايصير لازم تاكلين
ساره بنفاذ صبر : يـــمــــــه
ام ساره : خلاص خلاص لاتاكلين شي
اخذت الريموت اللي كان على الطاوله وصارت تقلب في القنوات ولما ملت رجعت الريموت مكانه والتفت على امها اللي كانت منزله راسها بحزن ..
ساره : شفتي اللي سواه جراح
رفعت راسها : يمه الزواج قسمه ونصيب
ساره : ليش سوى جذي؟
ام ساره : هذا المكتوب
ساره: بس لابد من وجود دافع يخليه يسوي اللي سواه
ام ساره : يمكن فكر عدل ..ولقى ان انتي مراح ترتاحين معاه
ساره : ليش ماتقولين انه هو اللي مراح يرتاح معاي واني مااصلحله ؟
ام ساره : نفس المعنى يابنتي
ساره بعد تفكير : لايمه المعنى يختلف
ام ساره : ساره ... اللي صار صار .. والكلام الحين ماينفع ... المطلوب منج انج تنسين جراح وتعيشين دنيا جديده
تقاطعها ساره : كم مره مكتوب علي اني اعيش دنيا جديده؟
ام ساره : ميخالف يابنتي هذي الحياه .. واحنا لازم نسايرها
سكتت ساره وهي تفكر بهالحياة اللي كل مالها وتغير للأسوأ...
أسايرها تعاندني..اعاندها ولا اقوى..اضحكها وانا ابكي...وهي ترسم لي البلوه ..دنيا ..دنيا

وفي بيت جراح :
كان قاعد بغرفته ويفكر .. وده لو يتراجع بقراره..بس خلاص ..طاح الفاس بالراس .. حس انه غلطان وندم .. ووسط تفكيراته وتخيلات دخلت عليه ختام :
ختام : جراح شلونك اليوم ؟
جراح : موزين
ختام : عشانها؟
جراح : في غيرها ؟
ختام : تقول عنك جبان
جراح : صح .. معاها حق .. انا جبان وخواف بعد
ختام : لاتحقر نفسك
جراح : انا حقير ومن زمان
ختام : جراح.. خلاص .. انسى ياأخي.. ليش عايش على الذكرى اللي مراح تزيدك الا الم وقهر
جراح : والله العظيم لو بيدي انسى جان نسيتها من يوم عرفتها
ختام وبعصبيه : خلاص جراح..خلك رجال..ولاتضعف عشان بنت
جراح: مو أي بنت
ختام : الكلام معاك ضايع وبتم طول عمرك ضايع
تدخل امل عليهم :
امل : ختاموو امي تبيج بسرعه
ختام وهي تمسك امل مع ايدها بشده: اختج اللي اكبر منج تنادينها ختام فاهمه
امل تتظاهر بالامبالاة : ماتفرق.. يلا روحي بسرعه
وتطلع ختام من الغرفه .. وتقعد امل عند جراح :
امل : اقول جراحو
يطالعها جراح بنظره غاضبه : شتبين؟
امل : شتقرق ختامو على راسك؟
جراح: مالج خص
امل : انزين شهالساعه الحلوه ؟
طالع جراح الساعه وحس بألم بقلبه .. تذكر الموقف اللي صارله مع هالساعه.. وتذكر انها من اغلى احبابه ..
امل وهي تصرخ : منوووووووووووووووووين؟
جراح بعصبيه : اطلعي برى ومالج شغل منوين
امل وهي طالعه : شفيهم هذيلا .. كل واحد ألعن من الثاني .. حشا جباريت
ولما طلعت امل .. رجع يطالع الساعه .. وخطرت على باله فكره ..
::::::::::::::::::::::::
اليوم هو اول يوم لجلسات غسيل الكلى عند سلوى ..
جربت الموت اليوم.. الم فضيع .. طلعت من غرفة الغسيل يدزونها على كرسي متحرك .. وفيصل كان ينتظرها على احد الكراسي ..
فيصل وهو يوقف : خلصتي
اومأت براسها بالإيجاب لأنها ماتقدر تكلم ...
وفي البيت تستقبلها درعا وامها " ام سلوى " .... ومها كانت واقفه من بعيد تطالعهم ..
درعا : الحمدلله على سلامتك يابنتي
سلوى تطالع امها : يمه الله يخليك صعديني لغرفتي
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -