بداية

رواية بعد الغياب -103

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -103

مزنة قامت بتروح وهي تقول بتوتر: دانة تكفين.. ما أبي أسمع شيء بأروح.. سالفة وانتهت وش تبين بها ترجعينها؟؟
دانة بحزم أكبر: والله ماتقومين.. والله إن قد تقعدين وتسمعين... الكلام اللي هو حملني أمانة مهوب لعبة..
ودام تقولين سالفة وانتهت... اسمعيني واعتبرينها عقب سالفة وانتهت..
مزنة رجعت وقعدت غصبا عنها تنفيذا لحلف دانة عليها
ودانة نقلت لها كلام محمد بالحرف بالواحد بدون زيادة أو نقصان..
ومع كل جملة جديدة كانت دانة تقولها كان وجه مزنة يتغير أكثر وأكثر...
دانة خلصت كلامها.. ومزنة ظلت ساكتة ووجهها غائم..
مزنة قالت بنبرة غامضة ماينعرف شنو الانفعال اللي يمور تحتها: بما أنش خلصتي نقل امانتش.. تسمحين لي أروح؟؟
دانة وهي حاسة بحزن إنها اضطرت تجرح مزنة بهذي الطريقة القاسية: تفضلي روحي.. بس بنرجع نتكلم..
مزنة قامت وقفت وهي تصد بوجهها عشان ماتحط عينها في عين دانة: يصير خير..
مزنة انسحبت..
ودانة حاسة بحزن عميق يغزو مشاعرها النبيلة... لأنها تعرف عزة نفس مزنة.. وإنها ما يبكيها إلا شيء كبير.. وهي عارفة إنها ماطلبت إنها تختلي بنفسها إلا لأنها تبي تبكي..
دانة دقت على سعود.. سعود خلاص صار مرايتها ومايريح روحها إلا انسكاب احاسيسها ونبض مشاعرها بين حناياه
-هلا والله حبيبتي
- هلا حبيبي.. أشلونك ياقلبي؟؟
- وش فيش ياقلبي؟؟ (سعود خلاص مو محتاج إنها تصرح عشان يفهم تأرجح نبرات صوتها ويحس بها قبل تعبر)
- متضايقة شوي حبيبي؟؟ (نبرة حزن صافية)
- أفا .. دندونتي تتضايق وأنا موجود (سعود بحنان فياض)
دانة حكت له باختصار اللي صار بس طلبت طبعا أنه يظل سر بينهم...
سعود بعتب: وليش ماقلتي لي قبل على سالفة إن محمد كان يرفع عينه في مزنة؟؟
دانة بخجل: استحيت.. وبعدين كنت عارفة إنك ماراح تعديها لمحمد وبتلاغيه..
سعود بحزم: لأنه يستاهل من يلاغيه.. مهما كان عيب عليه يرفع عينه في أي مره فكيف ببنت عمه وفي بيته...
دانة بعذوبة: حبيبي مو كل الناس عندهم قدرة على السيطرة على مشاعرهم مثلك.. وانا أمنتك ماتقول لمحمد شيء
كفاية اللي هو حاسس فيه..
سعود بتساءل متأثر: والحل؟؟
دانة بهدوء: مالنا دخل يا سعود.. هذا شيء خاص بالاثنين.. كل واحد منهم خلص حقه من الثاني.. ومشاعرهم حق لهم..


قبل امتحانات منتصف الفصل بأيام...
التوتر يتصاعد..
بنات الجامعة كلهم يعانون توتر الامتحانات نوف وحصة ومنيرة وفاطمة ومها
أكثرهم توتر مها اللي عرسها عقب الاختبارت على طول
خلصت تجهيز كل شيء
باقي الصالونات اللي هي حجزت جلساتهم قبل العرس بيومين وبس..
بنات الثانوية العامة الجازي وغالية هلكوا نفسهم في المذاكرة
مزنة من بعد كلام محمد اللي وصلها انكسر شي في نفسها ماتدري شنهو..

دانة تروح لشغلها في الصحة المدرسية.. وسعود تقبل شغلها برضى تام..

الشباب كلهم الحال كماهو عليه لهم كلهم بدون تغيير


اليوم يصادف مرور ذكرى سنة على زواج عبدالله وجواهر
ولكن الحظ صدف إن عبدالله اضطر يسافر من أسبوع
في رحلة عمل بتستغرق 3 أسابيع بيمر فيها على عدد من فروع البنك في عدة دول..
الساعة 12 نص الليل
رن موبايل جواهر اللي كانت توها بدلت لماجد ورضعته ونيمته في سريره..
قبل ماتشوف الاسم.. ابتسمت كانت عارفة من اللي ممكن يتصل عليها ذا الحزة..
شالت الموبايل وتمددت على السرير وهي تقول بعذوبة: هلا حبيبي..
عبدالله بوله: هلا والله بقلبي.. هلا والله بنبضي.. هلا والله بأنفاسي
جواهر بحب: وش سويت من عقب صلاة العشاء اخر مرة كلمتك لين الحين؟؟...
عبدالله بعيارة: شغل غيرة ذا والا مخابرات؟؟
جواهر بابتسامة: اعتبره مثل ماتبي..
عبدالله: ابد.. تعشيت أنا ومدير الفرع ورؤوساء الادارات.. وتوني راجع الفندق..
جواهر برقة: ورؤوساء الادرات كلهم رجّال؟؟
عبدالله يضحك: حلو السؤال ومتعوب عليه.. لا فيهم حرمتين..
جواهر ضحكت: حرمت عليهم عيشتهم.. وأكيد قعدوا يخزونك كعادة النسوان كل ماشافوك..
عبدالله بعمق رجولي متسع: فديت الضحكة اللي تسطلني وفديت اللي يغار علي.. واللي عيوني ماتشوف غيره.. أنا فدوة عيونه.. وفدوة خدوده.. وفدوة شفايفه..
وعقبال ميه سنة أقضيها وأنا جنبه أرتشف من روحه وحنانه وقلبه..
مثل اليوم قبل سنة كان تاريخ ميلادي الجديد
أنا قبلج ولا شيء وعقبج ولا شيء..
أنتي اللي تكمليني.. وأنتي اللي تحييني.. وأنتي اللي تموتيني
أحبج جواهر.. ولأخر يوم في عمري أحبج
ما أحتاج يوم عشان أتذكر حبج.. لأنه حبج هو كل أيامي.. حبج في شراييني ومع أنفاسي..
جواهر كانت تتنهد بعمق وهي تسمع حروف عبدالله المنثالة من بين شفايفه بصوته الموجع في عذوبته وبهائه ورجولته
وكمل بمرح: وخفي علي من التنهدات تعرفيني ما استحمل.. تلاقيني بكرة مخلي الشغل يضرب في بعضه وراجع لج..
جواهر بوله: الله لا يحرمني منك حبيبي. أنا في كل صلاة أشكر ربي اللي أرسلك لي.. أنا ماعرفت طعم الحياة إلا معك.. أنت أعظم نعمة الله أنعم بها علي..
عبدالله بهيام: بعد روحي والله.. قولي لي وش تبين هدية أجيب لج معي؟؟
جواهر بحنان: أبي أشوفك قدامي في أسرع وقت وبس..
عبدالله بعذوبة: وغيره؟؟
جواهر بهمس: ولا شيء..
عبدالله بعمق وبهمس مشابه: أنتي همستي.. أجل خلاص أنا رحت وطي..

#أنفاس_قطر#

بعد الغياب/ الجزء المئة وثمانية وعشرون
#أنفاس_قطر#

يوم زواج مها..
البنات كلهم نجحوا...
وبنات الثانوية جابوا نسب ممتازة..

منيرة عند مها من الليلة اللي قبلها.. فاطمة زارتها.. بس طبعا ماتقدر تبات وتخلي أمها.. ولا تقدر تحضر العرس طبعا وامها في الحداد..
لكنها كانت مع مها باتصلاتها ومشاعرها..
دانة راحت دوامها.. على أساس إنها تستاذن بدري وترجع..
سعود كان في مكان حفل الرجّال يشرف على ترتيب العمال للحفل..
خالد ومحمد مع متعب في الفندق..
والبنات كلهم عند مها في البيت على أساس يروحون الظهر كلهم للقاعة..
رن موبايل سعود.. شاف الاسم: هلا والله بقلبي..
صوت غير صوت دانة تنحنح على الطرف الثاني: صباح الخير يا أبو سعيد...
سعود طاح قلبه في رجوله.. الصوت هذا يحمل ذكرى من أسوأ ذكريات حياته (تسقيط دانة).. رد برعب: أم تركي.. دانة وش فيها..؟؟
تهاني تبتسم : مافيها إلا العافية.. بس أنا اللي حلفت مايبشرك إلا أنا.. عقب ماخرعتك المرة اللي فاتت...
دانة حامل.. بس تراها تعبانة شوي.. من لما جات وهي ترجع.. تعال خذها..
سعود حس بالفرحة الصافية تخترقه (اللهم لك الحمد والشكر.. اللهم لك الحمد والشكر) بفرحة هادرة: والله يابشارتش إن قد تجيش يا أم تركي.. قولي لدانة أني جايها الحين...

خلال نص ساعة كان سعود يوقف قدام الصحة المدرسية
أرسل مسج لدانة "أنا واقف برا"
كان يبي يسمع صوتها لما يشوفها..
أول ماركبت دانة قالت له بصوت متعب لكن مطرز بالفرحة العميقة: السلام عليكم حبيبي..

كان رد سعود إنه مسك كفها وطبع عليها قبلة عميقة جدا..
دانة تلفتت بحرج لا يكون حد يشوفهم.. مو عوايد سعود يعبر عن مشاعره علني..
لكن فرحة سعود اليوم غير.. تجاوزت كل شيء.. كل شيء..
رفع رأسه عن كفها وهو يحضن كفها بين ايديه بحنان وقوة ويقول بفرحة وحنان مختلفين: مبروك ياقلبي.. الله يتم عليش ويقومش بالسلامة يارب..
دانة بعذوبة: مبروك لنا كلنا.. الحمدلله اللي عوضنا...
سعود بعمق ونبرة الفرح الخاصة: يا الله.. لو مهما أقول لش أني فرحان والله ما أقدر أعبر...الله لا يحرمني منش يامصدر سعادتي أنتي
دانة برقة وحب هادر: ولا يحرمني منك...
وعقب كملت بهدوء: تراني قدمت على إجازة سنة بدون راتب اليوم..
سعود بهدوء رغم سعادته الكبيرة بالخبر: بس أنا ماطلبت منش شيء.. وشغلش قراراته أنتي اللي تحددينها..
دانة بعذوبة: والقرار أنا اللي خذته.. أنا عقب تسقيطي المرة اللي فاتت مرعوبة... خلاص أنا صار لي تقريبا سنة في الصحة المدرسية.. وثبتت أقدامي عدل عندهم..
بأرجع لما يكون عمر البيبي تقريبا 4 شهور.. وأمك وأمي بيحطون بالهم عليه..


الليلة
عرس مها ومتعب..
وعبدالله بيرجع من السفر الليلة لكن في الليل متأخر..

دانة رجعت للبيت
نزلها سعود ورجع لموقع الحفل يرتبه..
على أساس يرجع العصر ويتحمم ويلبس
دانة دخلت لغرفة مها
لقت خواتها ومها والجازي قاعدين يتخانقون
ومنيرة تضحك عليهم...
دانة ابتسمت وهم ألتفتوا لما شافوها دخلت
قالت بمرح وعذوبة وهي تأشر على بطنها: الله يعين ولدي اللي أنتو خالاته وعماته
البنات توسعت عيونهم من الدهشة والفرحة
ونطوا واقفين يحضنون الدانة.. والجازي ومزنة يبكون: صحيح يادانة صحيح.. أخيرا بيصير عندنا بيبي صغير؟!!
دانة بابتسامة صافية: يعني بألف عليكم..
دانة قعدت معهم شوي وعقبه استاذنت وقالت بارهاق: أنا تعبانة شوي بأصلي الظهر وأنام..
وخلاص الكوافيرة قلت لها تجيني هنا
وبأجيكم على المغرب
فأنتوا روحوا لا تنطروني
سعود بيجيبني أو خالد..
بعد صلاة الظهر
أم سعود مع أختها أم متعب في القاعة
يشرفون على الترتيب..
اتصلت أم خالد في أم سعود تبي ترسل لهم أغراض
أم سعود قالت لها ترسلها للبيت.. لأن البنات هناك مابعد جاو..وهم بيجبونها معهم..
خالد كان توه راجع من الفندق من عند متعب مر صلى الظهر.. والحين يبي يرقد شوي لين العصر..
مسكته أمه.. وعطته الأغراض يوديها بيت عمه..
لأن السواق راح يجيب أغراض البنات وصوه عليها
خالد طفشان وتعبان.. بس مايقدر ماينفذ القرارات العسكرية
خالد وصل.. وقعد يضرب هرن السيارة بطفش يبي الشغالات يطلعون عليه يأخذون السلات والصواني..
بس الشغالات كلهم مع أم سعود في القاعة
فماحد طلع عليه.. لما طولوا عليه وهو يبي يروح..نزل سلات الشيكولت وبدأ يصفهم عند باب الصالة الخارجية..
وقتها البنات فوق سمعوا هرن سيارة خالد
بس كل وحدة منهم كانت مشغولة بشيء
الوحيدة الفاضية كانت الجازي
لبست عبايتها ونقابها ونزلت بعفوية تشوف من..
وخالد ينزل أخر سلة ويحطها على الأرض
رفع عينه اللي انصدمت في طرف العبايه السوداء
ارتعش قلبه بعنف
ودقات قلبه الشفاف تتعالى
(يارب ماتكون هي.. يارب ماتكون هي
لو كانت هي بيعتفس حالي
وأنا تعبان وابي أنام)
بس دعواته ما استجيبت
وعينه ترتفع وهو يوقف لحد ماوصلت للعيون المبتسمة الظاهرة من فتحات النقاب
خالد تراجع بعنف..
والجازي تقول بمرح: بسم الله عليك شايف جني.. صحيح كشتي محترقة.. بس مهوب لدرجة أني اروع يعني.. حطمتني صراحة..
خالد بخجل وهو ينزل عينه (شكلها ولا عمرها بتنسى): هلا يابنت سعيد...
الجازي بعفويتها: الله يرضى عليك وش بنت سعيد ذي.. تحسسني أني كبر جدتي.. بدل ما تستخدم كلمتين استخدم كلمة وحدة وقول الجازي..
خالد يبي يقول الجازي.. حس حنجرته ناشفة والكلمة ماترضى تطلع..
بس الجازي كملت بعذوبة: مشكور تعبت روحك.. خلاص أنا بأدخلهم داخل..
خالد انتفض: لا والله ماتشيلينهم وانا واقف.. خلاص.. وخري وأنا باشيلهم..
خالد دخل السلات وحدة وحدة لعند الباب من داخل.. وهو يحاول مايرفع عينه في الجازي اللي وقفت على جنب..
قال لها وهو يدخل الأغراض بنبرة احترام: مبروك النجاح والنسبة اللي جبتيها.. عقبال أخر السنة إن شاء الله
الجازي بمرح وبراءة: مبروك بلوشي مايصير.. لازم معها هديتي
خالد اللي خلص تدخيل الأغراض.. وقف وشد قامته وهو يقول بعمق وصدق: عيوني لش (وهو يقصد فعلا الكلمة اللي طلعت من أقصى أعماق قلبه)
الجازي خذتها على ظاهرها وردت بأدب رقيق: تسلم عيونك.. ومشكور تعبناك معنا الله لا يهينك
خالد (آه ياقلبي) ورد بأدب وهو يطلع: مع السلامة..
قعد في سيارته دقايق وهو يحاول يتماسك
وتيار الجازي العنيف يجتاحه بعذوبة وشفافية وعمق
(يعني لازم كل ما أشوفها أعتفس
الله يصبرني بس ذا الأربع شهور اللي بتجي
لين تطلع نتيجة الثانوية بس
والله ثم والله ما أنتظر دقيقة وحدة عقبها)
تنهد بعمق وهو يحرك سيارته
يرجع لمتعب في الفندق
بعد ماطار النعاس
وطار قلبه وتفكيره معهم..
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -