بداية

رواية بعد الغياب -44

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -44

قررت تلعب على الحبل الاخير..
" عبدالله استلم كم مسج من المسجات اللي جاتني"
بس بعد عبدالله مارد عليها..
حست قلبها مات بكل معنى الكلمة (معقول لهالدرجة أنا بدون قيمة عنده؟!!)
لكن قبل ما تنهار الانهيار الأخير..
قررت تقوم بمحاولة أخيرة
خذت نفس عميق: نوف دقي على أبوج..
نوف اللي دقت مارد عليها أبوها، فقررت تتصل على حارس الشاليه
اللي قال لها أنه راح جاب لعبدالله بنادول نايت.. وإنه نايم الحين..
جواهر اللي قلبها رجع يتنفس من جديد والحياة تدب فيه.. ارتعبت (يا ويلي.. ليتني ما أرسلت له المسجات اللي جاتني.. الحين وش بيفكني منه؟)
دانة من لما طلع سعود من عندها..
أصبحت مثل جسد بدون روح..
حاسة بقلق خرافي..بل رعب قاتل..
طول اليوم وهو تدور في البيت.. موبايل سعود مقفول
وتتصل من أمس على موبايل خالد اللي مغلق هو بعد..
أصبحت متأكدة إن الشباب صار عليهم شيء كايد
والرعب عندها ارتفعت وتيرته لأقصى حد...
وهي صارت مثل حارس للبيت.. كل شوي تطل على البنات وأم سعود..
مها من لما راحت الجامعة لحد مارجعت وهي كل شوي تتصل عليها..
والجازي ما أرتاحت لحد مارجعت من المدرسة..
مها تقول لها بعيارة: يعني عشان سعود في الزام.. تخنقيننا كذا.. وإلا هذا من تأثير الشوق له.. تحطين الحرة فينا
سعود متمدد تعبان على سرير جنب سرير محمد اللي كان مخدر.. رايح في النوم
سعود طلب من الدكاترة والممرضين أنهم يساعدونه يمسك محمد بالغضب.. ويبنجونه عشان يشوفون وضعه الصحي..
محمد كان مصمم بجنون أنه مايخلي حد يقرب منه لحد مايصحا سالم ويتطمن عليه..
بعد ما تطمن على خالد وجبر..
وكان ينط على رجله المكسورة.. قدام غرفة العناية اللي سالم مرقد فيها..
سعود جاه من وراه وكتفه.. سعود كان أطول من محمد وأعرض وبنيته أقوى..
في الوقت اللي محمد أصلا كان منتهي ونازف كثير.. فماقدر يقاوم كثير..
رغم أنه كان يصيح بألم ووجيعة وقهر: تكفى يا سعود..تكفى خلني.. تكفى خلني لحد ما أتطمن على سالم أول..
سعود أصر ما ينقل لمحمد دم غير دمه هو.. فسحبو دم كثير من سعود.. لحد مابدأ سعود يفقد وعيه..
الحين سعود وضعه أحسن شوي
بس بعده مرهق لأبعد حد.. كان يبي يتصل بدانة يطمنها ويتطمن عليها وعلى أمه وخواته..
بس كان مو قادر يقوم من التعب..
والموبايل فاصل شحنه.. ومايدري من وين يشحنه..
كان سعود يطالع محمد بحنان..
يبي يتأكد للمرة الألف انه حي وبخير..
محمد كان في جسمه إصابات مختلفة من شظايا زجاج السيارة اللي تحطم من قوة ارتطامهم بالشاحنة اللي كانت واقفة في نص الطريق بس محمد ما أنتبه لها.. عدا عن كسر مضاعف في رجله اليسار..
قد ماكان سعود فرحان لسلامة محمد وخالد وحتى جبر..
كان حزين بذات العمق على وضع سالم الخطير..
سعود كان يحس ناحية سالم بمودة خاصة..
لأنه كان يحس وبعمق أخوي إنساني كبير بأحاسيس سالم اللي تيتم من كل ناحية..
ومع كذا ماخلى الحياة تهزمه.. لكنه حاول يهزمها..
لكن الحياة الحين طلعت لسانها لسالم..
وقالت له: نجيت أول مرة من الحريق مع هلك؟؟ ياترى بتنجى الحين؟؟

جواهر ونوف في فيلاجيو..
نوف بتوتر: يمه أخاف أبوي يرجع البيت ما يلاقينا.. وانا أبي أدرس.. خلينا نروح..
جواهر بحب: يا حبيبتي بس أروح للعرض الخيري.. أتبرع هناك.. واعطيهم تبرعات القسم.. ونشجع راشد شوي..
نوف بطفش: ومن راشد بعد؟؟
جواهر بنبرة احترام ودية: هذا ولد والله العظيم انه يمثل نموذح مثالي للشباب.. الله يحفظه.. أعرفه من يومه صغير.. هله جيران بيت خالي..
وصلت جواهر لمكان التبرع..
وشافت راشد واقف يوزع البورشورات..
جواهر اتجهت ناحيته: السلام عليكم..
راشد اللي عرف صوتها، قال وعينه في الأرض: هلا والله بأم عبدالعزيز.. الحمدلله على سلامة عيالج.. عبدالعزيز قال لي.. وقلت له يوصل لج سلامي..
جواهر بود راقي: وهو بلغني.. وهذا أنا وبنتي جايين اليوم نسلمكم تبرعات باسم قسمي في الجامعة..
راشد رفع رأسه باحترام وود، وشاف البنت اللي ملامحها طفولية جنب جواهر ولابسة عباية مسكرة وشيلتها مثبتتها عدل على رأسها : ياحليلها بنتج..الله يخليها لج.. زين تسترينها كذا من وهي صغيرة..
ووجه كلامها لنوف: أي صف يالشاطرة؟؟
نوف ضحكت وقالت بعيارة محترمة: صف أولى جامعة يا عمي..
راشد تمنى الأرض تنشق وتبلعه من الاحراج
وجواهر عصبت على نوف لابعد حد..
بس كتمت عصبيتها.. وقالت لراشد: تفضل.. واسمح لي أهنيك على تفانيكم في خدمة قضايا الأمة.. الله يكثر من أمثالك..
راشد خذ الفلوس وهو موقادر يرفع عينه من الأرض: مشكورة يا أم عبدالعزيز والله يكثر من أمثالك بعد..
ثم انسحبت وهي تشد نوف من يدها
نوف بتوتر: يمه وش فيج علي؟؟
لما وصلوا السيارة، جواهر بحزم: عقب اليوم ما تطلعين من البيت إلا لابسة النقاب اللي عطيتج.. حجتج المتكررة أنج صغيرة خلاص ما أبي أسمعها..
نوف برجاء: يمه فديتج توني على النقاب..
جواهر بحزم أكبر: أنا قلت كلمتي وخلاص .. إلا لو تبين تسمعينها من أبوج بعد..
نعنبو.. الولد استحى وانتي ما استحيتي..
نوف باستسلام: خلاص يمه خلاص اللي تبينه..
جواهر .. انتظرت اتصال من عبدالله
طول فترة المساء لحد ماجات الساعة وحدة بالليل
بدون مايتصل
جواهر بحزن وتوتر: خلاص .. أكيد ماراح يتصل الليلة ولا يجي..
وتمددت جواهر بنفس وضعيتها البارحة..
على غترة عبدالله.. وفي مكانه..
وهي تحس إن ريحة عطره الدافئة اللي معبية غترته تهدي شوي من وجيب قلبها المضطرب.. وتسكن أعصابها المنهارة
عبدالله صحا من النوم تقريبا على الساعة 12 ونصف..
قبل مايسوي أي شيء
توضأ وصلى صلواته الفايته.. وهو يلعن الشيطان.. وهو عاتب جدا على نفسه..
(ماذي بحالة يا عبدالله .. عمرك مامرت عليك ذا الحالة.. تفوتك كم صلاة ورا بعض من سبة النوم)
عقب سوى له كأس شاي عشان يصحصح.. وخذ التلفون يبي يتصل بماجد.. يفضفض شوي ويسولف..
فوجئ بالاتصالات..
لكن انصرع واحترق وانذبح من المسجات..
عبدالله حس أنه ولع.. احترق.. انتهى من الغضب..
حس بالنار تجتاحه من أطراف أصابعه لأخر أطراف شعره.. وهو يتخيل مجرد تخيل (مجرد تخيل) إن جواهر قرت ذا المسجات.. فكيف وهي قرتها حقيقة
(لا وهذي بعضها.. عجل الباقي أشلون..)
بدون تفكير .. وحتى بدون مايبدل ملابسه الرياضية.. ركب سيارته وهو راكبه الف عفريت..
الساعة 2 ونصف صباحا..
جواهر نايمة بغرفتها..
عبدالله وصل للبيت
مايعرف أصلا أشلون وصل
لأنه ماكان يشوف الطريق من الغضب والحرة والعصبية اللي كانت معميته..
أشلون قطع الطريق من الخور لبيته في الدوحة في 40 دقيقة.. مايعرف..
كم رادار قطع.. مايعرف..
أشلون ربي ستر عليه طول الطريق.. مايعرف
رأسه فيه هدف واحد بس
مثل علامة استفهام ضخمة تلتهم أفكاره.. ثم تعيد نسفها
هدف واحد بس

جواهر

#أنفاس_قطر# بعد الغياب/ الجزء السابع والخمسون
#أنفاس_قطر#
جواهر كانت مستغرقة في النوم
تحتضن تحت رأسها مخدة عبدالله المغلفة بغترته...
عبدالله المجنون الثائر الغاضب المحترق غيرة وغضب
يقتحم الغرفة بصوت مدوي وهو يصفق الباب بعنف وراه وهو يغلقه..
جواهر فزعت من الصوت
وكانت على وشك أنها تفتح عينها في نفس اللحظة اللي حست بملمس أصابع نارية تمسك عضدها العاري بعنف..
وتنتزعها من فراشها بقسوة
وصوته العميق الغاضب الثائر يصرخ بعمق وحشي: عطيني موبايلج بسرعة..
عبدالله ما انتبه لمكان نوم جواهر المتغير ومخدتها الحمراء المخططة.. لأن الغضب كان معميه..
في الوقت اللي جواهر كانت تحس بحرج شديد ومو قادرة تحط عينها بعينه..
وهي تدعو ربها وتتمنى أن عبدالله ما ينتبه هي أشلون كانت نايمة..
لكن دعواتها ما اُستجيبت.. وعبدالله انتبه..
ومع انتباهته المفاجئة: فلت يدها كأنما لسعته نار محرقة.. وتراجع بحدة..
وهو يشوف إن جواهر كانت نايمه على مخدته وغترته..
حس بألم حاد شديد العذوبة والجمال يغزو مشاعره.. يخترق قلبه كرمح سعادة مسنون.. ينسف مشاعره الثائرة في فضاءات من البهجة المتلاحقة
في الوقت اللي جواهر كانت تتمنى الأرض تنشق وتبلعها..
كانت تفرك إيديها بتوتر حاد قاتل.. وخجل أكثر حدة وقسوة..
وهي تشعر بنفسها كطفل قُبض عليه بالجرم المشهود.. طفل على وشك البكاء خجلا وألما عجز قلبه الصغير عن احتماله..
هل سبق لك أن مررت بلحظة شعرت فيها أنه لفرط تدفق مشاعرك وانفعالك.. تفضل أن تعتصم بالصمت
حتى لا تخونك مشاعرك وكلماتك وانفعالك؟؟
لأن كلمات الدنيا كلها بكل اللغات وكل القواميس لن تكفي للتعبير حتى عن جزء بسيط مما تشعر به..
هكذا كان عبدالله وجواهر..
جواهر لبست روبها وقررت تطلع من الغرفة..
عبدالله كان واقف في نفس مكانه كتمثال عظيم سُلبت منه الحياة ولكن لم تُسلب منه العظمة..
بصوت شديد العمق: جواهر وين بتروحين؟؟
جواهر وهي معطية ظهرها لعبدالله مو قادرة تطالعه من خجلها، بصوت خافت: عبدالله أنا محرجة بمافيه الكفاية.. خليني أطلع لا تحرجني زيادة..
جواهر طلعت..
في الوقت اللي عبدالله رجع يجلس على السرير مكان ماكانت جواهر نايمة، وهو يمسح مكانها بوجع حنون..
ومشاعر كثيفة تجتاحه بعنف.. مشاعر هو عاجز عن احتمالها أو تخيلها أو استيعابها..
مشاعر تهديه لاول مرة الفرحة بعد طول حرمان.. وهو من تعودت روحه على الحرمان الموجع

أذان الفجر أذن
عبدالله بعده قاعد في غرفته على نفس جلسته..
جواهر مارجعت..
والمشاعر العاتية تغتال عبدالله وتجرفه في دوامات عنيفة من الانفعالات العميقه..
عبدالله راح لغرفة عزوز يصحيه للصلاة..
ومر على نوف اللي كانت بتجن من الفرحة لشوفته..
ومالقى جواهر في غرفة أي واحد منهم..!!!
عبدالله وعزوز رجعوا من الصلاة.. كل واحد منهم راح لغرفته..
عبدالله كان يتمنى بوجع قاتل أنه يشوف جواهر
وفعلا لقاها في الغرفة تصلي..
في الوقت اللي جواهر كانت جات للغرفة عشان سجادتها وثوب صلاتها
وكانت تبي تصلي وتطلع قبل يجي عبدالله..
لأنها ماتبي تواجهه وهي متوترة من الاحراج بهذه الطريقة..
وهي حاسة بتيار مشاعر قوي يضغط عليها لدرجة الانهيار.. ولّده بعنف وشدة عاتية عودة عبدالله اللي أضناها الشوق له
جواهر سلمت من صلاتها.. وهي بتموت من الحرج أن عبدالله وصل قبل هي تطلع..
شالت سجادتها وثوب الصلاة معاها وجات تبي تطلع..
عبدالله مسك يدها بحزم حنون: جواهر وين بتروحين؟؟
جواهر وعينها في الأرض: بأروح لغرفة الضيوف الكبيرة بأنام هناك..
عبدالله بعمق آسر: وممكن أعرف السبب؟؟
جواهر بحرج: أنت عارف السبب..
عبدالله شد جواهر من يدها: تعالي.. خلينا نتكلم شوي..
جواهر غصبا عنها لقت نفسها تنجر لجلسة التلفزيون..
وعبدالله يجلسها بالقوة على الكنبة..
في الوقت اللي هو جلس على الكرسي اللي مقابلها
وقال بصوت عميق جدا: لهالدرجة تشوفين مشاعرج تجاهي شيء مخجل ومحرج لدرجة أنج تتهربين من مجرد النظر في عيني..؟؟؟
طالعيني جواهر..
جواهر اللي ماحبت عبدالله يحسها ضعيفة لذا الدرجة، رفعت عينها بتردد
لتغرق نظراتها الخجولة التائهة في نظرات عبدالله العميقة الوالهة..
عبدالله بذات العمق: أنا مازلت أنتظر جواب لسؤالي..
جواهر بصوت خافت: ماعندي جواب..
عبدالله برقة حازمة: ماعندج جواب الحين.. أو ماعندج جواب بالمرة؟؟
جواهر بخجل هادئ: عبدالله أنت أذكى من أنك تنتظر جواب على شيء أنت شفته بعينك..
عبدالله حس بإنفعالات حادة مثل بركان يلقي عبر فوهات روحه حمما متزايدة من السعادة الصافية اللي غمرت أحاسيسه المرهقة..
أحس كأنه كان مثل مسافر مبحر في لجة عميقة لا تنتهي من المحيطات المتصلة ...
مسافر وحيد على مركبه الموحش في رحلة مضنية استغرقت سنوات وسنوات
طالت رحلته القاسية بدون أن يلقى ميناء يرسو عليه..
فإذا به يفاجئ بأجمل موانئ الدنيا يبزغ فجأة أمام عينيه ويفتح ذراعيه له.. بعد أن
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -