بداية

رواية بعد الغياب -54

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -54

منيرة خلاص حطت أعصابها في ثلاجة... وقررت انها ماتزعل نهائي من أي شي يقوله.. وتكون مستعدة لأي كلام مهما كان قاسي وجارح..
ومن ناحية ثانية.. قررت أنها ما تعامله كرجل عاجز يحتاج للمساعدة والشفقة.. لكن تعامله كند.. حتى تمحي من رأسه فكرة الشفقة (حتى وإن كانت هي السبب الحقيقي اللي خلاها تسوي ذا كله)
منيرة قالت بابتسامة: توني دريت أنك قرادة.. لأني ما أرضى حد يحبني غيرك..
سالم قرب ينفجر منها (هذا وإحنا أول يوم) سالم ما تعود يكون لئيم أو قاسي.. بس منيرة حدته على هالتصرفات الغير نابعة من شخصيته الهادية اللطيفة: أنتي يا بنت الناس تبين تجلطيني.. ريقي نشف والله العظيم..
قالها وهو يمد يده يدور زجاجة الماي اللي جنبه..
منيرة قربتها منه بدون مايحس..
عشان يلاقيها بنفسه بدون مايحس إنها هي اللي عطتها إياها..
شرب شوي وعقب قال: علي متى بيجي؟؟
منيرة بعيارة: أفا حبيبي مل من قعدتي..
سالم بعصبية: كلمة حبيبي ذي ما أبي أسمعها على لسانس
منيرة : والله أنا أقول اللي على كيفي.. أنت بعد تبي تتدخل حتى رجّالي حبيبي أشلون أناديه..
سالم في نفسه (اللهم طولك ياروح)

على العشاء في بيت عبدالله..
عبدالله بمرح هادئ: هدوء.. إعلان هام
الوجوه الثلاثة على المائدة ركزت نظرها على وجه عبدالله بترقب: أنا بكرة مسافر رحلة عمل.. 3 أيام وراجع إن شاء الله..
الخبر اعتيادي جدا... بالنسبة لعبدالعزيز ونوف اللي قالوا بمودة واحترام: تروح وترجع بالسلامة إن شاء الله
لكن جواهر شعرت بالتوتر: يعني ماقلت لي قبل.. وبالنسبة للموضوع اللي أنت قلت لي أنك بتخلصه خلال هذا الأسبوع.. أيش راح يصير عليه؟؟
عبدالله بثقة: مثل ماوعدتج..
العيال مهوب فاهمين حكي الألغاز هذا... وجواهر تصاعد توترها...
بعد أقل من نص ساعة.. في غرفة عبدالله وجواهر
جواهر بتوتر وقلق عارم: عبدالله شنو سالفة هالسفرة؟؟ وعبدالعزيز نسيته؟؟ أنت مو عدتني أنه إن شاء الله راجع هالأسبوع..
عبدالله بثقة: وأنا عند كلامي..
جواهر بتوتر: أشلون وانت مسافر؟؟
عبدالله بهدوء: حبيبتي أنتي عارفة أكيد أنه الوضع في العراق صار أحسن بكثير.. والأمن وضعه أحسن.. حتى الحين فيه شركات كثيرة صارت تسوي بيزنس هناك..
جواهر بنفس التوتر: عبدالله أنا متابعة الأخبار.. واعرف هذا كله.. بس أنت ليش تقوله لي..
عبدالله بثقة مغلفة بالحنان: يعني موب لازم أنه أي حد بيسافر العراق لازم أنه بيصير له شيء.... عبدالعزيز كان حالة شاذة وليس قاعدة..
جواهر بذكائها.. ما أحتاجت أكثر من كذا..
عشان تحس بألم مبرح
يخترقها مثل رمح أخترق صدرها بوحشية
لينفذ من كامل جسدها ساحبا معه روحها المفجوعة وأنفاسها المستهلكة ليقذف بهما إلى بعد سرمدي لا ملامح له
عبدالله أنت مسافر العراق؟؟؟

في بيت أبو فهد..
أم فهد وبنتها موزة اللي توها واصلة من برا قاعدين في مجلس الحريم...
موزة بحزن: يمه نورة أشلونها اليوم؟؟
أم فهد بحزن أكبر: على حالها..
موزة بألم: يعني لا تكلمت ولا كلت.. ولا حتى بكت..
أم فهد بصوت متغرغر بالدموع: ياحي بنتي... ما كنها بنورة نفسها.. كنها وحدة ثانية ما أعرفها..
نورة اللي كان ضحكها طول اليوم تارس البيت.. الحين حتى الحرف مايطلع من ثمها..
طول اليوم قاعدة في غرفتها.. بس تصلي الفرض وتقرأ قرآن.. ثم ترجع تجلس مثلها مثل الكرسي اللي هي قاعدة عليه..
لاترد على أحد.. ولا تكلم أحد..
موزة تصبر امها بيأس: لا تخافين عليها يمه.. إن شاء الله عبدالعزيز يرجع.. وترجع نورة الأولية.. هذا من صدمتها بس..
أمها بحزن: يا خوفي عبدالعزيز ما يرجع.. والبنية تستخف..

عبدالله حاضن جواهر اللي بكت بانهيار موجع مفجع على صدره.. ويقول لها بحنان: حبيبتي أنتي البكاء عندج هواية..؟؟
جواهر بين شهقاتها: وش أسوي إذا أغلى الناس على قلبي مايهون عليهم إلا يذبحوني.. حرام عليك عبدالله تسوي فيني كذا..
عبدالله وهو يشدد من أحتضانه لجواهر ويطبع قبلة حانية على شعرها: حبيبتي 3 ايام بس وأرجع أنا وعبدالعزيز..
جواهر برعب: ياخوفي أنه ماحد منكم يرجع..
عبدالله بحنان: إن شاء الله بنرجع كلنا.. حبيبتي أنا أبيج قوية عشان نوف وعبدالعزيز.. ما أبيهم يحسون بشيء..
واللي صبرت على عذاب 17 سنة.. ماتقدر على 3 أيام..
جواهر بحزن حاد جارح: ماعاد القلب نفس القلب يا عبدالله.. ولا قوة التحمل نفسها..
وجود عيالي في حياتي.. ووجودك جنبي بقوتك وحبك..
أعفاني من التسلح بالقوة اللي ادعيتها طول حياتي..
عبدالله بحب: اعرف انج ماينخاف عليج يأم عزوز.. ومعدنج الذهب هو اللي بيحكمج في النهاية..
أبي أسافر وأنا مرتاح بالي عليكم..
جواهر وهي تتنهد: خل بالك يرتاح وتطمن علينا ولا تشيل هم..بس أنت أوعدني ترجع حبيبي.. كله بيد الله بس أوعدني لو مهما صار أنك ترجع لي..
عبدالله بحب وهو يحضنها أكثر وأكثر: أوعدج ياقلب عبدالله..

جبر قلقه متزايد على محمد هذي الأيام..
محمد أنقلب 180 درجة.. كأنه محمد ثاني.. وبعد خبر عمى سالم.. نفسيته أصبحت في الحضيض..
جبر يتصل في موبايله.. موبايله مسكر على طول..
راح يزور سالم يتطمن عليه
ويشوف محمد اللي كان على طول معسكر عنده.. مالقى عنده إلا علي (عقب مارجعت منيرة للبيت)..
سلّم وقعد شوي وتطمن على نفسية سالم اللي كان مؤمن حقيقي ومتقبل قضاء الله وقدره.. الشيء اللي ريح جبر من ناحية سالم..
(بس محمد متى بيرتاح بالي من ناحيته؟؟)
رجع يتصل على موبايله لقاه مسكر
عقب أتصل على خالد اللي قال له أن محمد مسكر على روحه في غرفته.. ومقاطع العالم..
جبر بقلق: زين أنا بكره باروح له في بيته.. تجي معاي؟؟
خالد بود: إن شاء الله.. نتقابل في مجلسهم بكرة

في الليل متأخر.. دانة نايمة
وسعود وصل من شغله.. بعد ما أستأذن.. لأنه حس أنه بينفجر مو قادر يكمل..
كان بيموت بيموت شوق ..يبي يشوف دانة.. من أمس ماشافها ولا سمع صوتها..
وطالع من عندها وهي زعلانة عليه.. الشيء اللي خلاه كأنه قاعد على مقلاة من التوتر والحزن..
وخصوصا أنه هو نفسه حاس بزعل عليها.. من ناحية
عشان شغلها..
والناحية الأخرى هي الأهم الأهم الاهم.. واللي لو أنها انحلت.. كان انحل كل موضوع حتى شغل دانة...
يسمع منها كلمة وحدة تأكد له إن في داخلها نفس مشاعره المتوهجة الملتهبة .. لأن إحساسه إنها يمكن ماتبادله مشاعره بدأ يأكل من روحه وأعصابه وتماسكه النفسي شيئا فشيئا
أشلون أراضيها الحين؟؟
وأشلون أرضى عليها؟؟
دخل سعود على دانة بشويش..اللي كانت نايمة باستغراق كبير
كالعادة هي آسرته الأبدية.. كل مرة يشوفها كأنها أول مرة
لهفة وشوق ووجع..
قرب منها بحنان يبي يتمعن في ملامحها..
شاف الشيء اللي خلاه يحس كأن روحه ماتت.. انذبحت.. كأنه طُعن في أعمق أعماق روحه بسكين مسمومة..
دمعة
دمعة مازالت تسكن محجر عينها..
(تبكين حتى وأنتي نايمة ياقلبي!!!
وش سويت فيش يادانة؟؟
وش سويت؟؟)
سعود مسك دانة من عضودها وهي نايمة، قعدها بقوة..
وحضنها بقوة أكبر ويديه حولها بحنان ورقة مذهلة.. وهو يقول سامحيني حبيبتي.. سامحيني
دانة تفاجأت إنها تصحى من النوم تلاقي وجهها مدفون في صدر سعود اللي بعده ببدلته العسكرية..
شهقت بعنف.. فرح ووجع وحب وامل ولهفة..
وحاوطت رقبته بكل قوة.. وهي تقول: أخيرا جيت.. قلبي ذاب وأنا أنتظرك..
كل مرة أموت من شوقي في انتظارك..
بس هالمرة أنتظاري كان غير غير.. موجع وحاد وقاسي ومتلهف..
سعود بحب وهو يبعدها شوي ويطالع في وجهها بهيام..:
بسم الله على قلبك يا قلبي.. وليش يعني هالمرة انتظارش غير؟؟
دانة بحب كبير : عشان عندي خبر لك
غـــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــر ...

#أنفاس_قطر#
الحين بعد ماخلصتوا جزء اليوم واستمتعتم فيه
أسمحوا لي أستاذنكم في أسبوع إجازة
أنا كنت موظفة نشيطة ومثابرة وكل يوم مداومة من الصبح
بنطلع نخيم أسبوع
ومنها أنتم ترتاحون مني
ومن شد الأعصاب
ومنها الطالبات الشاطرات يدرسون امتحاناتهم
أراكم بعد أسبوع على خير
نلتقي إن شاء الله
يوم السبت 7/2/2009
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه بعد الغياب/ الجزء التاسع والستون
#أنفاس_قطر#
سعود بحب وهو يبعدها شوي ويطالع في وجهها بهيام..:
بسم الله على قلبك يا قلبي.. وليش يعني هالمرة انتظارش غير؟؟
دانة بحب كبير : عشان عندي خبر لك
غـــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــر ...
سعود بتساءل: خير إن شاء الله...
دانة رجعت شوي ورا وهي تتسند على رأس السرير بنصف تمدد وتقول بحنان: تعال سعود حط أذنك هنا..
وأشرت على بطنها..
سعود اللي مابعد استوعب تمام، لكنه حس..
قرب منها بالراحة وحط أذنه على بطنها وهو يقول وقلبه بدأ يرقع: وش فيه حبيبتي؟؟
دانة باستغراب مصطنع عذب: ما سمعت حد يقول بابا؟؟
سعود حس أنه عاجز عن مجرد التنفس من شدة الانفعال والفرحة المحلقة ..
حس كأن كل الأكسجين اللي في العالم أخترق مسامات جسده لأبعد مدى من اتساع السعادة التي شعر بها..
(دانة حامل.. ولدي أنا ينمو في أحشائها.. ثمرة حبي لها)
سعود ماعرف وش يسوي..
أو أيش يقول..
أو كيف يعبر عن فرحته..
كانت فرحته أكبر من تعبير..
شال دانة اللي تفاجأت بخفة.. وصار يدور بها في الغرفة وهو يصرخ بفرح مجنون: بأصير أب.. بأصير أب..
ودانة تصرخ بخوف: سعود تكفى نزلني.. نزلني.. يمه... خلاص.. حرام عليك..
بس هو ظل يدور بها لحد ماحس انه ممكن يتماسك ويتكلم
فنزلها بالراحة على السرير عشان يحضنها بقوة بعنف بحنان، بحب لا نهائي
ويقول لها: أنا أحبش... واحبش.. وأحبش..
ولاخر يوم في عمري أحبش.. الله لا يحرمني منش ولا من عيالنا..
ومن الحين أقول لش.. ياويلهم عيالش لو سووا مثل عيال ذا الأيام وقالوا (بابا)
بأقطع العقال على ظهورهم
خلهم يصطلبون ويقولون يبه.. وإلا أبو سعيد.. عادي تمشي الحال..
دانة تطالعه بحب كبير وتطبع قبلة رقيقة على خده
وعقب تترك يدها ترتاح على خده وهي تقول: حرام عليك من الحين بتشتغل لهم شغل تخويف..
سعود بحنان وهو يشيل يدها من خده ويطبع في باطنها قبلة عميقة جدا: فديتهم.. هم بس خلهم يجون.. وانتي لا تتدخلين بيننا..
دانة برقة: خلاص طلعت من بينكم..

عبدالله صحى بدري شوي.. عشان عنده كم شغلة لازم يسويها...
قبل موعد ملكة ماجد الساعة 10 ونص..
وقبل موعد طيارته اللي راح تكون الساعة 4 العصر..
كان يتحرك في الغرفة بشويش عشان مايصحي جواهر.. بس جواهر صحت.. وقعدت على حيلها..
وكانت تراقب عبدالله.. اللي كان قدامه أوراق يرتبها ويفرزها
كانت دموع جواهر الصامتة تنساب على خدها..
وهي تراقب عبدالله بحب مؤلم.. وألم محب..
بتفتقده..
ماتقدر تقول غير إنها بتفتقده بوجع حاد منغرز في صدرها وروحها ووجدانها..
وستفتقد كل شيء فيه..كل شيء
حركته.. كلامه.. حضوره..صمته.. حتى مجرد أنفاسه وهو نايم جنبها..
عبدالله رفع عينه شاف جواهر جالسة.. اجتاحته مشاعر فياضة.. عميقة..رائعة ومؤلمة
وخيط متصل بين نظراتهم يتصل بإحكام..
والصمت يستحكم بينهم..
لأن مشاعرهم أصبحت أكبر وأعمق وأنضج من كل كلام وتعبير..
استمر الصمت واتصال النظرات الحانية المستعرة متصل لعدة دقائق..
قبل أن يقطعها عبدالله بوقفته بقامته المديدة وتوجهه ناحية جواهر بخطوات واثقة..
عبدالله وصلها وجلس جنبها
قال لها بحنان مصفى: نفسي احضنج.. بس أرجوج لا تبكين..
جواهر رمت نفسها بحضنه..
وعبدالله حضنها بقوة.. بحنان.. برقة.. بعذوبة..
حضن مختلف لظرف مختلف..
عبدالله يهمس لجواهر: حبيبتي أوعديني..
جواهر ودموعها الصامتة مستمرة بالانهمار: بشنو حبيبي؟؟
عبدالله بحنان: أنه لو أنتي تحبيني فعلا.. ماعاد تبكين..
ولا تسمحين لذا الدموع الغالية إنها تنزل مرة ثانية..
خلاص حبيبتي أنتي جاج من الدموع ماكفاج..
تكفين أوعديني أنه ماعاد تبكين لو مهما صار..
الحزن بالقلب..
عمر الدموع ماكانت هي اللي بتخفف الحزن..
أوعديني تكون هذي أخر مرة تبكين..
أنا أبيج قوية عشاني..
جواهر وهي تمسح دموعها بكفوفها في حركة عذبة تشبه حركات الأطفال وتقول بثقة: أوعدك عبدالله.. اوعدك..
أنا عشانك مستعدة أضحي بروحي وأبيع عيوني..
فكيف بشوي دموع..؟!!
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -