رواية بعد الغياب -62

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -62

دانة بهدوء: مزنة على فكرة أنا أبلغش بقراري ما أخذ رأيش..
وإلا يعني عشان تخرجتي من الجامعة.. صار لش حق تطولين لسانش على أختش الكبيرة..
مزنة بعصبية: يابرودش.. والله لو يدري سعود باللي أنتي ناوية تسوينه أنه يقصبش مثل الذبيحة..
جواهر طلبت من نوف تروح تجيب لها كأس شاي من تحت
عشان تشغلها لحد ماتخلص التدقيق في الأغراض اللي لقتها بين أغراض عبدالعزيز
وفاجأتها..
نوف نزلت..
جواهر قررت أولا تتصل براشد قبل تنسى..
راشد كان يبي بس يتطمن على أخبار عبدالعزيز
جواهر ماقالت له شيء لكنها طمنته.. وقالت له قريب بتسمع أخبار بتسرك جدا..
بعدها رجعت للأغراض اللي كانت خبتهم..
وطلعتهم..

الليل أتى..
والليلة ليلة مختلفة.. تحمل صدىً لمشاعر مختلفة متباينة
الليلة الثانية لجواهر وعبدالله وكلاهما يعاني الشوق القاتل
الليلة الأولى لعبدالعزيز بعد الحرية من الأسر..
الليلة الأولى لسعود خارج قطر حيث أنفاس دانة تعبق
الليلة الأولى لدانة وإحساس الفقد الموجع
الليلة الأولى لشهر عسل لذيذ لماجد ودلال
الليلة الأولى لسالم ومنيرة في حياتهما الجديدة
الليلة الأولى والثانية لقلوب رجالية شابة أذابها التلامس الأول مع الوجود الأنثوي الناعم..
الأولى لراشد والثانية لخالد..
في الوقت الذي لم يكن لمشاعرها أي صدى مشابه لدى الطرف الآخر: نوف والجازي
اللتان تجاوزتا الموقفين ببساطة.. واعتبرتاه موقفا عابرا..
بينما اعتبره الشابان موقفا حادا ترك أثره الحاد في قلوب لم تعرف الحب بعد
(راشد وخالد كلاهما في الثانية والعشرين..
راشد كان الفصل المنصرم أخر فصل له في الجامعة وينهي إجراءات تخرجه
خالد بعد أن ينهي امتحاناته المتاخرة.. يكون تبقى عليه الفصل القادم ومادة واحدة في فصل الصيف ويتخرج
كلاهما يتمتعان بمستوى طيب خلال دراستهما الجامعية
راشد تخرج بتقدير جيد جدا
وخالد يتوقع أن يتخرج بجيد جدا أو جيد مرتفع
خلافا لمحمد الذي أطال في الجامعة وسيتخرج إن شاء الله بتقدير جيد
وهو يرفع أكف الشكر لله سبحانه الذي نجاه من الجامعة)


الليلة أيضا ليلة اكتشاف جواهر النسبي لسر عبدالعزيز الصغير ..
بعد أن أنهت جواهر اتصالها براشد.. عادت للأغراض المخبأة في ظرف تحت ملابس عبدالعزيز..
كانت مجموعة من الصور لطلاب مدرسة عبدالعزيز..
الصور تبدو كما لو كانت في تجمع طلابي ما..
ويبدو أن عبدالعزيز هو من كان يصور لأنه لا يظهر في أي صورة
حتى الآن الموضوع اعتيادي..
فما الذي أثار قلق جواهر بشأن هذه الصور؟؟
#أنفاس_قطر#

بعد الغياب/ الجزء الحادي والثمانون..
#أنفاس_قطر#
بعد أن أنهت جواهر اتصالها براشد.. عادت للأغراض المخبأة في ظرف تحت ملابس عبدالعزيز..
كانت مجموعة من الصور لطلاب مدرسة عبدالعزيز..
الصور تبدو كما لو كانت في تجمع طلابي ما..
ويبدو أن عبدالعزيز هو من كان يصور لأنه لا يظهر في أي صورة
حتى الآن الموضوع اعتيادي..
فما الذي أثار قلق جواهر بشأن هذه الصور؟؟
ما أثار قلقها الوجه اللي كان حاضر في غالبية الصور
وفي أحيان كثيرة كانت الصورة مركزة على هذا الوجه بالذات
وكأن البقية مجرد ظل لهذا الوجه..
عدا عن صور أخرى ألتقطت لهذا الشخص في ذات المناسبة وهو لاهي بالحديث مع باقي الطلاب أو الأكل أو حتى الصمت والسرحان..
كان هذا الشخص
هو
ديمة

في حوار جواهر الأخير مع عبدالعزيز حول هذا الموضوع مارسّاها على بر..
قال لها: لو أنا أحمل مشاعر لديمة.. تاكدي إنها بتظل حبيسة صدري وماراح تطلع بأي شكل من الأشكال..
الصور هذي الحين تثبت مشاعر عبدالعزيز الخاصة ناحية ديمة..
جواهر عندها ثقة في عبدالعزيز.. وماتبي تعامله كطفل
ومادام هو وعدها أنه يحافظ على حدود العلاقة بينه وبين ديمة..
فهي ماتبي تتصرف لحد ماتشوف إنه أخل بهذا الوعد..
لأن جواهر بمنطقيتها وعقلانيتها.. تعرف أن المشاعر لا يمكن التحكم فيها..
لكن التصرفات بلى.. يمكن التحكم فيها
وهي ماتقدر تحاكم عبدالعزيز على مشاعره دامها بقلبه.. لكن لو تطورت المشاعر لتصرف.. هنا تكون المحاسبة
عشان كذا جواهر قررت ترجع الصور لمكانها
وماتقول لعبدالعزيز شيء.. لأنه لحد الحين ماكذب عليها في شيء.. هو ما أنكر أنه يحبها لكنه وعد الاحتفاظ بمشاعره لنفسه..
لكن جواهر من ناحية ثانية قررت إنها تشدد رقابتها عليه بدون مايحس..


البنات كلهم راحوا لبيوتهم..
ومنيرة رجعت لسالم..
كان سالم نايم..
منيرة كانت حزينة أنه نام بدون مايتعشأ..
كانت تبي تصحيه بس خافت يعصب عليها..
وماعرفت أن نوم سالم رحمها من مخططه الشرير لتخويفها
عشان يجبرها على الرجعة لأهلها..
منيرة مادرت وين تنام..
كانت بتموت من التعب وعينها ورأسها بينفجرون من الألم..
كلت حبتين بروفين ولبست بيجامتها وقررت تفرش لها فراش تحت قريب من سالم.. عشان لو صحا في الليل تحس فيه..
ونامت على طول من شدة التعب


ماجد ودلال راجعين من برا..
دلال دخلت للحمام تبدل...
في الوقت اللي ماجد أتصل على نجلاء.. لأنه لقاها متصلة عليه كم مرة.. وتلفونه كان على الصامت..
أول ماردت نجلاء.. كانت كلمتها الأولى بعيارة: نعنبو دارك نسيت أختك.. عشرين اتصال ماترد علي..
ماجد بنفس عيارتها: وأختي ليش ماتستحي على وجهها.. دقت مرة مرتين عشر.. ماحد رد عليها
المفروض تحترم نفسها وتلقط وجهها وتعرف إنها وحدة أذوة وغير مرغوب فيها...
نجلاء: عدال يامجود.. عدال.. لنا الله.. بس خلك من البربرة.. مبسوط؟؟ مرتاح؟؟
ماجد بعمق: طاير من الوناسة..
نجلاء بسعادة: الله يونسك بالعافية.. أنا أصلا كنت أقول أمي داعية لك اللي طيحك حظك في دلال..
ماجد بغموض: ولو تعرفين.. كان دريتي إنها دعت لي من قلب..
نجلاء بفضول: أعرف شنو؟؟
ماجد بنفس الغموض: بأقول لج بعدين.. الحين أقلبي وجهج ولاعاد تدقين علي ولا أشوفج توطوطين عند مرتي
نجلاء بعيارة: عدال يابو مرة أنت.. صدق روحه ولد أمس..
ماجد باستعجال: إيه ترا احنا مسافرين خلال ذا اليومين..
نجلاء بفضول: وين؟؟
ماجد بمرح: موب شغلج.. بيجيج العلم بعدين..
ماجد سلم جواز دلال عشان يتجدد.. وبيستلمه بكرة الصبح.. وبيسافرون متى ماخلصت الفيزا..
مع إنهاء ماجد لمكالمته كانت دلال تطلع بشكلها ولبسها الناعم المثير والملفت..
وماجد تشتعل كل خلاياه من أجل هذه المخلوقة ولها..


سعود في بيروت..
يقف على المطل على صخرة الروشة..
الطقس شبه متجمد..
وقلبه الملتهب بالمشاعر يعاني تجاهلا صنعه له خياله..
كان يحس بالبرد يلفه.. وذكرى دانة الباردة كما يصفها تغتال مشاعره
(دانة الباردة!!) (ليتك تعلم ياسعود.. ليتك تعلم)
كان يلبس بنطلون جينز بيج.. بلوفر صوف هاي نك مخطط باللونين البيج والبني..
وجاكيت كشميري طويل بني محروق.. مع قفازات جلد بنية..
وطاقية صوفية بيج يرتسم على منتصفها شعار لماركة معروفة جدا..
كان شديد الأناقة كفطرة.. ولكنه في مشاعره المضطربة الضائعة لم يكن يهتم لكل هذا..
كما لم يهتم لعشرات المحاولات للفت انتباهه من بعض عابرات الروشة البريئات والمحترفات..
بيروت كانت محطة وصول..
وغدا سيذهب ليسلم أوراق تطوعه لقائد الفيلق القطري المشارك في قوة اليونيفيل في جنوب لبنان..
عل الانشغال والبعد.. يبعدان تفكيره المرهق عن دانة..
وعل قلبه المتعب يجد فسحة من الراحة..

جواهر كانت مستغرقة في النوم بعد أن مر عليها يومين بدون نوم.. الوقت قبل صلاة الفجر بشوي..
رن موبايلها.. صحت على صوت الرنين
طالعت باستغراب الوقت: من اللي بيتصل هو الوقت؟؟
عقب ابتسمت بشفافية وهي تشوف الاسم المتراقص على الشاشة
ردت وهي على نفس وضعيتها النائمة: هلا حبيبي..
عبدالله بصوت خافت عميق: ياويل قلبي.. أنا عقب هالصوت النعسان اللي نحرني.. شكلي جايكم مشي.. مارح أنطر الطيارة..
جواهر بنفس صوتها النعسان المثير: عبدالله بسك عيارة..
عبدالله بصدق مرح موجع: جواهر تكفين قومي صحصحي.. أشربي لج شيء..
والله العظيم ذبحتيني بصوتج..
جواهر بعذوبة: أنت من جدك عبدالله وإلا شايف دمك خفيف؟؟
عبدالله بعمق: حرام عليج قلبي يامجرمة..
قومي اقعدي على حيلج.. واشربي شيء..
يودي البحة اللي جننتني.. وعفستني.. وضربتني بشوط كهرباء
جواهر قامت قعدت.. وشربت شوي ماي.. وعقب قالت برقة: كذا زين يا العيار؟؟
عبدالله بهيام: بعد يجنن ويطير العقل.. لكن ماعليه ممكن استحمله..
كل شيء ممكن أستحمله إلا بحة صوتج وأنتي نعسانة هذي تذبحني من الوريد للوريد..
وعقب كمل برقة: أزعجتج ياقلبي وصحيتج من النوم.. سامحيني بس والله خلاص مافيني صبر..
الطاقة اللي جمعتها من أخر مكالمة خلصت.. لازم أسوي إعادة شحن..
جواهر برقة: صدق عيار.. وأنت ليش مانمت؟؟
عبدالله بعيارة: وأخوج وشخيره خلاني أنام.. الله يعين بنت خالج عليه..
جواهر باستنكار رقيق: حرام عليك.. عاد في هذي ماصدقت.. عبدالعزيز أهدأ واحد حتى وهو نايم.. لا يتحرك ولا يشخر ........
عبدالله قاطعها بعيارة: ولا يتحرش ولا يتحركش.. مثل بعض ناس..
جواهر تنهدت بحب: فديتهم اللي يتحرشون ويتحركشون.. مكانهم خالي وخالي جدا والله العظيم..
عبدالله خطر بباله سؤال: جواهر أنتي وين نايمة الحين؟؟
جواهر بخجل وهي عارفة قصده من السؤال: أمتنع عن الأجابة..
عبدالله بصوت واطي عميق: ولو قلت عشان خاطري..حبيبتي
جواهر بعذوبة: بأقول أنت عارف وين..
عبدالله بانفعال دافئ عذب: في مكاني.. صح؟؟ نفس يوم لقيتج نايمة في أحلى يوم في حياتي
جواهر بخفوت رقيق: صح..
عبدالله بنبرته الرجولية الخاصة الشديدة العمق: والله العظيم ذبحتيني.. ذبحتيني
مافيني أحبج أكثر من كذا..
وكل شيء فيج يطالبني بعنف بزيادة الحب.. زيادة العشق.. زيادة الغرام..
قلبي ماعاد يتحمل روعتج.. وعذوبتج.. ورقتج.. وجمالج..
أنتي ماتعرفين التوسط في أي شيء..
كل شيء فيج بلغ مداه الأقصى.. الأقصى
جواهر حست قلبها بيوقف من عذوبة كلمات عبدالله وانفعاله ونبرة صوته الآسرة وهو يقولها: بسك عبدالله.. صوت أنفاسك بروحها يصهر قلبي.. فكيف بكلامك؟!!
عبدالله بوله: الله يجيب موعد الطيارة على خير..
جواهر بوله أكبر: وأنا ناطرتك..حبيبي
#أنفاس_قطر#

بعد الغياب/ الجزء الثاني والثمانون
#أنفاس_قطر#
سالم صحا بدري.. لأنه نام بدري.. وصحا لما سمع صوت آذان الفجر في المسجد الملاصق لبيته..
سالم نزل بالراحة وهو يحاول يركز مخه على مكان الحمام
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات