رواية تعبت اشكي -63
الفصل الثاني والأخير
مرت ايام العزاء بطيئه على الكل
وام حنين مسكت العده والحريم يتوافدون عليها من كل مكان..وهي صابره وحسابه أجرها عند اللي عيونه ماتنام..
عمر طلع من المستشفى بعد ليلتين وكره عمره على اللي صار له وحس نفسه غبي لأته ماعرف مين يصاحب..!!
وكل مايتذكر أيش صار له..!! ومين تعرض له..!!
يحس نفسه وصخ ..والود وده يموت ويفتك من هالأحساس الميت..
ويم درى أنه لولا الله ثم ناصر صديقه ..كان هو في حاله مايعلم فيها الا الله سبحانه...
لكن الحمد لله..ناصر بلغ بالوقت المناسب والشرطه هجمت على المكان ..
بس بعد أيش..!!
بعد مانولد أحساس القرف والأهانه عنده..
وماتوقع أبدا ابدا.. انا في اشخاص يفعلون هالعمل الخبيث
اللي لايرضي الله ولارسوله..
وهذا الشيء قانونا وشرعا صاحبه مجرم وملعون الا ذا تاب عند ربه..
والحمد لله أحمد ووكل اللي موجود بالمزرعه خذوا جزائهم واكثر بعد
لكن اللي يعور القلب أن اغلب الأولاد بعمر الزهور..
ناس مايتعدون 18 سنه..
منهم قاصدين هالشي والأغلبيه جرتهم المتعه
العنود هي الوحيده اللي متماسكه بينهم وحاسبه أجرها عند ربها ..وكل لهم مستغربين منها ومن قوتها
اللي جات فجأه...أبدا ابدا ماتوقعوا هالصبر وألأراده القويه عند العنود..
لكن بتلاقيها من وين..والا من وين..!!
البيت كله فوق راسها..وهي محتاره في أمرها وقلبها يتقطع كل ماتشوف أنه كل شي ينهدم يوم عن يوم..
لكن لحد الآن متماسكه بوظيفنها اللي ماتركتها..
أما سمر ..ماتدري عن شي...البنت تكسر الخاطر..
وكل اللي يشوفها يتحسر عليها..
اذا شافت أهلها صاحوا..صاحت معهم...وهي في بالها ليش أهلها يصيحون...!!
لكن اللي عرفته منهم ..
أنه أبوها اللي ماشبعت منه..ولاعرفته اساسا..
مــــات ومستحييل يرجع..
معقوله تتأثر ..!!
توها صغيره..!!
ماحست بطعم الأبوه..!!
ولالمست حنانه..!!
معقوله تتأثر..!!
أما الوحيده اللي ماتحس بطعم الحياه بالبيت...
أكيد عرفتوها...!!
حنين...!!
حنين من اول مادرت بالخبر...وهي حابسه نفسها بالغرفه..
واللي يبي يعزيها يجيها لحد غرفتها..
ماااات كل أحساس عندها..!!
لاتاكل ولا تشرب ولاتذوق طعم النوم..
جالسه بالظلمه وسرحاانه..
مايدرون وش تفكر فيه..!!
ودمعه ..وحده ماذرفتها لحد اليوم..
تحس نفسها ماتقدر تسوي شي..
تبي تعبر..
تبي تقول...وتتكلم..
.وتعزي نفسها...
تبي تصرخ ..وتقول لاااااااا
بس ماتقدر...
الكل يصيح...وهي دموعها جفت...
الكل يصرخ من الم القلب..وهي تحس أن قلبها ماات..
الكل ينام ويرتاح..وهي عيونها ماذاقت الراحه...
وكل ماتتذكر كلام خالها يوم جاء وعزاها وهو يقول لها أيش قال ابوها...!!
تموت الف مره...والسكاكين اللي في قلبها تقطعها أكثر وأكثر..
أبوها ذكرها قبل مايموت...
أبوها مانساها...
ابوها وصى عليها هي بالذات..
أبوها يحبها..!!قال يحبها...
أبوها يبي قربها.......ويطلب رضاها..
أبوها مااااااااااات وهي ماااتت بعده...
ماسكه دمعتها..وحرقتها...
مو قت دمووع اللحين..
وحاطه ايدها على خدها..
تنتظر نظره..
تنتظر كلمه..
تنتظر معنى..
تنتظر أحساس
..ييريح قلبها الضايع بين زحمة الهموم..
ملقت الا تشتكيبنت خالها..
يمكن تفرج كربتها..
وبعديين...!!لين متى..!!
ريم شنوا..
العنود بكآبه وتناظر الفراغ اللي حولها مر شهر..وأحنا ضايعين..!!
ريم اللي يسهلها أن شاء الله و راح الكثير ومابقى الا القليل..
العنود وتنهدت أي قليل ياريم..!!أي قليل اللي تتكلمبن عنه...!!
امي السكر مرتفع عليها..وماتدري شالحل عشان نطلع من جو الكآبه..
وعمر...عمر مايدري عنا..اللي فيه كافيه..
وحنين..الله العالم بحال حنين...
زوجها كذه مره جاء عشان يكلمها وهي ماتسمع شي..
ولا كأن أحنا نكلمها..
وبا لأخير نستسلم...ونقوله حنين تعبانه...ويروح مثل كل مره يجي فيها...!!
تخيلي ياريم ماشافها الا يوم العزاء عشان يعزيها ..وهي بس ردت عليه ..وبعدها مانطقت بحرف..
وبعده اذا جاء يحاول يكلمها..بس هي ماتحس فيه..تظل سرحاانه وتفكر بشي ثاني..
وأحنا ماندري وش تفكر فيه..!!
ريم اللي جاء لــ حنين مو هيين وبعدين هي تلقت صدمه ورى صدمه يعني يكفي صدمة عمر...وبعدين ابوك ..وغير اللي ماندري عنه..أنتي تعرفين حنين بحر مكنون..
العنود الله يهديها..ليتها تتكلم..أو حتى تعبر..المهم نسمعها..نحس أنها عايشه مابيننا..
ريم وأنتي..!!
العنود أنا..
ريم أنتي وينك من هذا كله..!!
العنود أنا..أنا ضايعه ياريم...ضايعه بينهم..مدري أوقف مع مين والا مين..
الكل تخلى عني وماأهتم الا بنفسه...
بس انا والله عذرتهم..حاسه بجروحهم..
حاسه بألمهم..
بس كل واحد له وقت وينفجر..
وأنا احس أني بنفجر...
كل شي فوق راسي..
حسيت بالمسؤليه وأنا صغيره..
حسيت أني لازم أكون اقوى..لأن الكل فجأه أنهار .وبقيت لوحدي
حسيت انه غصبن عني لازم اتماسك..!!
مدري من وين جاتني القوه هالشهر اللي مضى...
بس حسيت اني لازم اكون جامده..
لازم ماأنهزم من أول صدمه...
مدري...!!
مدري شقول...!!
يمكن لأن اللي صار فرض علي أني اكون كذه..
وحاولت ..وقدرت..
أو يمكن لأني مش حاااسه أني أبوي مات
أو لأني أصلا ماحسيت فيه..
كنت متضايقه منه وزعلانه...
زعلانه ليه ابوي يتصرف معانا بهالوحشيه..وأحنا عياله..!!
يمكن كرهته...
حقدت عليه...
بس صدقيني..
وارتجفـــــت شفايفها وهي تنطق ...
كنت..كنت احبــــــ ــــــه..
كان عندي مشاعر بداخلي تقول أني أحبه..
أحب أبوي..وابتسمت
كنت أتمنى يتغير ويصير مثل أي أب ..
مش مهم يكون مثالي..
المهم على الأقل نحس فيه...
نحس أنه عندنا سند نستند عليه..
نحس بوجوده وقت ألأزمه...
وقت مانحتاجه..
بـــس ...
أنا ماطلبت الكثيير..
كنت اتمنى أني أحس فيه...
أحس فيه..
لكن رااااح...
رااااح
وأنا حتى وجوده...
ماحسيت فيه...
الله يرحمك يايبه..
الله يرحمك...
غمضت عيوني بشده..
على أمل أني أنسى اللي صار...
لكن حتى وانا مغمض..
الحدث أعيشه
وكأنه صار اليوم وبهالوقت..
عشت عذاب نفسي مابعده عذاب..
وأنا أتذكر اللي كل شي..
حاولت أنسى..
أبتعد
أقاوم
ألهي نفسي باي شيء...
لكن مافي أمل أني أنسى ..
أحس أني أتألم وانا اتذكر,,
أحس أني أحترق
غيض
وقهر
تذكرت العزيمه...الشباب..أحمد..الشيشه..الزقاير..الظحك..لي ن اخر شي...
مابعد الظحك..
عطوني شاي...
في البدايه مابقيته...
لأني كنت شاك ..
كان لونه غريب...
كثير غريب
مايل للسواد..
بس مع اقناع أحمد شربته...
وبعد الشرب اللي صار بصعوبه...
حسيت الكون دار فيني...
الدنيا صارت تدور ...
ماعدت أميز شي...
بس اللي عرفته..
أني بعد مافتحت عيوني
لقيت شباب مجتمعين حولي
في غرفه منفصله
وكان معهم أحمد...وكذا واحد عرفته....
تقريبا عشره أو أكثر حتى..
وكلهم يظحكون...
ويتكلمون بنفس الوقت
ويوم شفت اللي شفته
صرخت بصوت عالي..
وانهرت..
واغمى علي...
بس هذا اللي اذكره...
مافيني أتحمل أكثر...
يكفي اللي شفته..
وبعدها ماحسيت بنفسي الا بالمستشفى وجنبي أهلي..
والظابط يحقق معي...
وانا ساكت...
والدموع متجمعه في عيوني...
حاول الظابط يكلمني..
يستدرجني بالكلام..
بس الموقف كان أكبر مني...
خلاص..
أحس مالي طاقه...
ماقدرت اقول شي...
أكتفيت بدموع الم وقهر
وبعدها
حسيت نفسي وصخ..
صرت مش طايق روحي
كرهت نفسي بمعنى أصح...
وماصرت أتحمل من أي شخص كلمه..أوحتى نصيحه...
ويوم دريت بالخبر اللي زلزل كياني..
أنهرت أكثر واكثر..
,,
وتعبت نفسيا..
وصار اقوى من التعب الجسدي..
أيام مرت علينا صعبه..
نحاول نتماسك الأمور...
لكنها تفلت من ايدينا..
وكله بسبب ..
الذكرى الأليمه اللي نتذكرها..
يكفي موتة ابوي..
اللي نحرمنا منه حتى في اخر أيامه...
من كان يتوقع هالشي يصير لنا..!؟
والله لاجاء على البال ولا على الخاطر...
واللحين...
أحس أني خسرت كل شيء..
خسرت أب ماعرفته...
خسرت صداقه كنت اعتبرها وفيه..
لكنها هزتني وقلبت كياني...
هذا اذا ماذبحتني...
مشكله اذا كنت تعتبر الوفي خاين
والصديق عدوا..
أنا اللحين جالس أرثي حالي..
لكن حتى وانا أرثي حالي..
أذكر الحادث المؤلم..
اللي طعن قلبي..
فتحت عيوني بصعوبه وظغطت على راسي وانا ابي أنسى اللي صار...
لأني تعبت...تعبت من التفكيير..
اللي ماله نهايه..
وجاني صوت قريب لي..
صوت حنون..
صوت مالي غيره في الدنيا..
صوت بعيش له وبظل اعيش...
صوت القلب الحنون..
صوت امي...
مسكتها من ايدها وجلستها جنبي...
وانا أتصنع الأبتسامه
عمر هلا يمه..حياك..
ام حنين وبعدين ياولدي....لين متى بتظل حابس روحك..
عمر معليش يمه...سامحيني.
أم حنين طيب ليه جالس لوحدك..تعال اجلس معنا
عمر عادي يمه..أنا بس كنت افكر وبجيكم...
أم حنين وشنوا اللي تفكر فيه...!!
أبتسمت بألم وقلت
عمر في حالنا...
أم حنين وشفيه حالنا ياولدي....الحمد لله احنا أحسن من غيرنا...واللي الله كاتبه بيصير..
لاتفكر كثير..فكر بدراستك بس...
يالله يايمه..وحتى وانتي حزينه..تبعثين ألأمل في قلوبنا..
عظيمه..ياأمي أنتي عظيمه...
عمر يمه..
أم حنين نعم..
عمر الله يخليك لنا..ولايحرمنا منك..
أم حنين وأنتوا بعد الله لا يحرمني منكم...عمر...حبيبي..لاتعب نفسك وحاول تنسى اللي صار...عشاني يمه..انسى..
حب عمر يد أمه وأشر على عيونه
عمر من عيوني يمه..بحاول أنسى..
أم حنين طيب يالله تعال اجلس معنا..بنت خالك بره...
عمر منوا..ريم...
أم حنين أيه...
عمر أن شاء الله..شوي واجيكم...
ظلت ريم مع بيت العنود..وكانت تتمنى تشوف عمر...
أيام مضت وهي ماشافته..
المره الوحيده اللي شافته فيها قبل اسبوعين...
وبعدها لمحته مره وهو طالع للمجلس عند الرجال..
تحس أنها من زمان ماشافته..
ولهانه عليه..
وخايفه اكثر..
تبيه يرجع مثل اول..
تبيه يتغير..
وينسى اللي مضى...
تبي تشوف ابتسامته..
بس شكل هالشي مستبعد هالوقت...
ويوم زهقت ...
دقت على لافي وأستأذنت منهم..
لأن الوقت تأخر وهي من العصر موجوده...
في السياره
بصوت ملهوف شخبارها...!!
ريم الحمدلله..تسلم عليك..
لافي الله يسلمها..ماتتوقعين قد أيش وحشتني...والشوق ذابحني...
ريم الله يصبرك ويصبرها..هي بحاله صعبه ومتضايقه ومش قادره تتنفس ..كل المسؤليات فوق راسها..
لافي ياعمري يالعنود ليتني أخفف عنها شوي..أو حتى اواسيها..لكن ماباليد حيله..بنتظر لمن الله يفرجها...
ريم أن شاء الله..
سكرت منه السماعه بعد ماقطع اخر امل عندي...
مدري حسيت أنها المكالمه الأخيره..
كل شي خلاني أستنتج هالفكره...
وهذا شي مو جديد على شخصيته..
طبعه أناني وبيظل أناني..قصر الزمن ولا طول..
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك