بارت من

رواية بعد الغياب -65

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -65

في ذات الوقت اللي حزن بعمق على اختفاء عبدالله..
عبدالعزيز أستاذن عقب يسلم على أم فهد..
عبدالعزيز يعتبر أم فهد مثل أمه خصوصا عقب ملكته على نوره وحرمة أم فهد عليه..
طلال وصله داخل لعند أم فهد وجواهر اللي كانوا قاعدين بروحهم في الصالة..
وطلع ينط السلالم لغرفة نورة عشان يبشرها..
لقى نورة على نفس جلستها المعتادة : سرحانة وصامتة.. ويدها في حضنها
جاء طلال وقعد قدامها على ركبه.. وحط يده على يديها
وعيونه في عيونها وهي يقولها بحب عميق وفرحة أعمق:
نوارتي.. نوارتي.. عطيني البشارة
لكن نورة ماردت عليه..
طلال بعيارة: ولو قلت لج أن حبيب القلب عزوز أبو تمبة قاعد تحت عند أمج.. تقعدين ساكتة كذا بعد..
نورة أنتزعت ايديها من تحت أيدين طلال وحطتها فوقهم وهي تمسك إيديه بقوة: وهي تقول بانفعال حاد: من جدك؟؟ من جدك؟؟ عبدالعزيز رجع!! عبدالعزيز رجع!!
طلال بانفعال ودمعته في عينه: والله العظيم أنه تحت عند أمي..
نورة نطت وطلعت برا وهي تركض.. وطلال يركض وراها يصيح: يالمجنونة وين بتروحين؟؟
ارجعي يالخبلة لا تفضحينا!!
#انفاس_قطر#
.

بعد الغياب/ الجزء الخامس والثمانون..
#أنفاس_قطر#
نورة نطت وطلعت برا وهي تركض.. وطلال يركض وراها يصيح: يالمجنونة وين بتروحين؟؟
ارجعي يالخبلة لا تفضحينا!!
وقتها كان عبدالعزيز على وشك أنه يطلع وكانت جواهر واقفة جنبه بعبايتها ونقابها هي وأم فهد
ويسمعون صوت طلال الغاضب يتعالى.. جايهم من فوق بوضوح.. ومخلوق محلق ينزل السلم بسرعة هائلة كأن أقدامه لا تلمس الارض من السرعة...
ماحد من الموجودين أنتبه لشيء لحد ماصارت نورة عندهم وترمي نفسها بعنف على صدر عبدالعزيز وهي تبكي بهستيرية...
عبدالعزيز أنفجع من المره اللي رمت نفسها عليه..
حاول يخلص نفسه... بس ماقدر ونورة لاصقة فيه مثل الكلاليب..
طلال كان يبي يشدها من شعرها لولا إن جواهر أشرت له يتركها..
جواهر ميلت على أذن عبدالعزيز وقالت له بهمس: أحضنها ياعبدالعزيز..
نورة في غيابك كانت بتستخف.. وهذي أول مرة تبكي من غيابك.. كانت كاتمة كل هالدموع لرجعتك.. أحضنها
وقتها عبدالعزيز كان قلبه يذوب من بكاها الهستيري على صدره.. لكن إيديه كانت مثبته بجنوبه من إحساسه بالخجل والحرج..
لما قالت له جواهر (أحضنها) تحررت مشاعره العذبة.. وحضن نورة برقة..
الحركة اللي خلت نورة تبكي بهستيرية أكبر..
نورة لما خلصت طاقة البكاء المخزنة عندها.. رجع لها عقلها
وشافت نفسها في حضن عبدالعزيز..
حست إنها بتموت من الخجل والحرج والفشيلة.. ووجهها يقلب لونه لأحمر دموي..
فلتت عبدالعزيز بخجل قاتل
ورجعت تركض لفوق بنفس السرعة اللي نزلت فيها.. في الوقت اللي كان طلال يبي يطلع وراها..
لولا إن جواهر اللي كانت دايما أختهم الكبيرة حلفت على طلال مايقول لها شيء: طلال يا أخوي.. نورة مرت عبدالعزيز.. وهي ماسوت شيء حرام.. وإحنا كلنا كنا موجودين.. والله العظيم ماتقول لها شيء
كفاية إحساسها بالحرج.. أنا حاسة فيها..
طلال رجع يطلع مع عبدالعزيز اللي كان ميت من الحرج وراحوا للمجلس عند أبو فهد..
في الوقت اللي ام فهد تقول لروحها: (زين يانوير دواج عندي ياقليلة الحيا.. جواهر حلفت على طلال هوب علي)
لما وصلوا الشباب للمجلس..
عبدالعزيز قعد جنب خاله..
وقال له باحترام: يبه طال عمرك في الطاعة.. أنت عارف الظرف اللي احنا فيه.. واختفاء ابو عبدالعزيز اللي ماندري وش صار عليه..
أنا أدري أنه مالي وجه أأجل عرسي.. بس أنت شايف الظروف.. مانقدر نسوي عرس.. وعبدالله ماندري حي وإلا ميت
أبو فهد بنبرته الواثقة المتزنة: اسمعني يا أبوك
أنت صار لك متملك نورة أكثر من سنة ونص
موعد العرس الأول تكنسل يوم توفت أختي الله يغفر لها
والموعد الثاني إن شاء الله نكنسله عشان غيبة عبدالله.. الله يرجعه لنا بالسلامة
لكن ماراح نحدد موعد ثالث لأن نورة الليلة بتروح لبيتك
ماطال مسخ يا أبوك.. ونورة مرتك أول وتالي "
عبدالعزيز أنصدم.. في الوقت اللي طلال ارتاح قلبه
خصوصا عقب المشهد اللي هو شافه قبل شوي..
عبدالعزيز بتردد: بس يبه.. نورة مالها ذنب إنها تنحرم من أنه يسوى لها عرس مثلها مثل كل البنات..
أبو فهد بقوة: خلاص يا أبوك أنا قلت كلمتي.. وإلا أنت تبي تكسر كلمتي..
طلال باحترام: ماعاش من يكسر كلمتك.. عبدالعزيز موافق يبه.. ونورة أنا باروح أبلغها الحين
عقب ميل طلال على أذن عبدالعزيز وهو يقول بعيارة: وش عرسه اللي تبي تنطره.. والبنية توها ناطة في حضنك قبل دقايق..
عبدالعزيز من بين أسنانه بصوت واطي: تحشم ياطلول هذي أختك..
طلال بنفس العيارة: أختي بس خبلة.. والله أن قد تجننك بخبالها..

أبوفهد حلف أنهم ماحد منهم يسوي شيء
نورة تروح لبيت عبدالعزيز بعد المغرب.. بدون عشاء او غيره
احتراما لغياب عبدالله.. والظرف اللي جواهر تمر فيه..
نورة انفجعت لما عرفت بقرار أبوها
مو لأنها رافضة
لكن لأنها مالها وجه تحط عينها في عين عبدالعزيز عقب عملتها السوداء اليوم
لكن موزة قررت أنه على الأقل من حق نورة أنها تلبس فستانها الابيض اللي كان جاهز عند المصمم وتصور فيه
عشان تحتفظ بالصور وتحس إنها عروس بالفعل
وفعلا موزة قامت بشغل سريع.. حجزت كوشة صغيرة ناعمة.. وحجزت التصوير..
كنسلت كل الحجوزات السابقة اللي للموعد اللي كان بعد حوالي أسبوع ونص..
وضاعت طبعا كل العرابين.. لكن مهما كان العربون يظل مبلغ صغير..
وجات وتركت بناتها عند أمها
وخذت نورة للصالون عشان تلحق تخلص كل شغلها قبل المغرب..
في الوقت اللي حصة خذت ملابس نورة وأغراضها هي وأم فهد عشان يرتبونها في غرفة عبدالعزيز..
وخصوصا أن نورة كانت مجهزة كل أغراضها من قبل خطف عبدالعزيز..
بينما جواهر رجعت لبيتها
اللي أصبح يمثل لها ألم حاد قاسي مضني بذكرى عبدالله في كل زاوية من زواياه..
رجعت عشان تاخذ نوف وتطلع وياها للسوق.. تشتري أغراض كثيرة محتاجها بيت عبدالعزيز..


في بيت سالم..
منيرة قالت لسارة أنها تكلمت..
عشان سارة تقدر ترجع لبيت أبوها.. وخصوصا إن الدراسة باقي عليها يومين بس..
وأكيد إنها تبي تتجهز للجامعة وخصوصا أنه فصل التخرج عند سارة..
سالم صار أهدأ.. صار يتقبل مساعدتها له..
لكنه مازال جاف معها في التعامل..
رغم أن قلبه كان يذوب وينصهر كل مامسكت يده.. أو قربت جنبه..
أصبح يفتقد وجودها بعنف حتى لو غابت دقايق عنه..
(الله يصبرني إذا راحت الجامعة بس)
لكنه ماكان يدري إن منيرة طلبت من مها إنها تقدم لها انسحاب عن الفصل الحالي..
لأنها ماتقدر تترك سالم.. وهو مابعد تعود على حياته الجديدة
والتعامل مع وضعه الجديد


بعد المغرب
في بيت عبدالعزيز
حدث استعصى على التسمية
ليس حفل زواج.. ولا عشاء.. ولا احتفال
ولا أي شيء معروف أو له شبيه
عروس ترتدي فستان أبيض وتبدو كالأميرة..
تحيط بها قلوب ومشاعر مرتبكة..
حصة وموزة ونوف ارتدوا فساتينهم اللي كانوا جهزوها للمناسبة
عشان يصورون مع نورة..
لكن جواهر ماقدرت تلبس أو تحط مكياج وقلبها ينزف على عبدالله.. لكنها في النهاية لبست طقم أنيق.. وحطت مكياج بسيط
عشان ماتخنق فرحة نورة..
نوف كانت مستغربة من قرار خال أمها أنه نورة تروح لبيت عبدالعزيز اللي توه وصل أمس من السفر
رغم أن عرسهم خلاص ماعليه إلا أسبوع ونصف..
عجزت وهي تدور احتمالات..
وأمها ماساعدتها...رغم أنها سألتها عدة مرات.. كانت ترد عليها رد غامض: بأقول لج بعدين..
ماحد يدري باختفاء عبدالله الا ابو فهد وعياله اللي ماقالوا لأحد بعد..
ولا حتى برروا للحريم سبب قرار أبو فهد أنه نورة تروح لبيت عبدالعزيز اليوم..
نورة الليلة كانت فعلا مثل الأميرة.. بفستانها على الطريقة الفيكتورية.. اللي حرصت أنه يكون مستور لأخر حد عشان ماينتقدها عبدالعزيز في شيء من أولها
الأكمام الطويلة كانت دانتيل ماسك.. الصدر دانتيل والرقبة دانتيل عالي على طريقة القرن الثامن عشر مع بروش دائري في منتصفها..
الفستان كان بدون جيبون منفوخ.. كان حرير منساب بقصة ناعمة من الأسفل مع جيبون خفيف بس..
الطرحة دانتيل خفيف طويلة تنحط على الرأس بطريقة الشيلة.. والشعر مرفوع في شينيون ناعم مرتب بدون أي خصل نازلة..
كانت طلة نورة الكلاسيكية الراقية الفخمة ماتناسب مطلقا شخصيتها المنطلقة.. لكنها كانت تناسب جدا ملامح وجهها الرقيقة..
بعد ماخلصوا البنات تصوير مع نورة قرروا ينسحبون لبيت أبو فهد بعد صلاة العشاء على طول..
موزة خذت المصورات معها لأنها عارفة أن عبدالعزيز يرفض التصوير..
في الوقت اللي بقت جواهر وبنتها عشان يسلمون على عبدالعزيز..
وصل عبدالعزيز من صلاة العشاء
كان مرتبك.. بل بيموت من الارتباك..
توه واصل أمس.. ومهموم من غياب عبدالله
يتفاجأ بنورة في بيته!!!!
دخل وسلم بارتباك وهو منزل عينه..
جواهر حضنته بحنان وهي تقول: مبروك ياقلبي.. وليش منزل رأسك كذا؟؟.. نورة مرتك
نوف باست رأسه باحترام وهي تقول: مبروك ياخالي.. ولو انه هذا أغرب عرس في التاريخ..
عبدالعزيز بتوتر: الله يبارك فيكم كلكم..
جواهر سلمت على نورة اللي كانت بتموت من الخجل من دخلة عبدالعزيز عليهم..
وعقب رجعت لعبدالعزيز وحضنته مرة ثانية وهي تقول بحنان: أنا باروح الحين... وصيت زبيدة عليكم وأنا بأرجع لكم بكرة الصبح
(زبيدة خدامة هندية عجوز عند جواهر وأمها من سنين.. كانت ترتب وتطبخ وتغسل لعبدالعزيز وقت مايكون برا البيت.. وكانت تنام في بيت أبو فهد من عقب ماراحت جواهر)
جواهر طلعت
والمعاريس الأغرب يلفهم صمت الخجل العذب اللي كان عبدالعزيز أول من قطعه وهو يقول برقة متحسرة: أنا أسف يانورة.. أنا أسف اللي خربت فرحتج.. وماسويت لج عرس مثل كل البنات...
نورة بخجل بالغ: لا تعتذر عبدالعزيز أرجوك..
وهي تفرك إيديها بتوتر وعينها في الأرض
عبدالعزيز بلطف: وش هالخجل كله؟؟ اللي يشوفج الحين مايشوف اقتحامج الصاروخي اليوم الصبح..
نورة وجهها ولع من الحيا: تكفى عزوز لا تذكرني..
عبدالعزيز ضحك: شنو عزوز هذي؟؟ حتى جواهر ماتقولها لي..
نورة بخجل أكبر (لحول.. هذا وش فيه واقف لي على الوحدة؟) : خلاص عبدالعزيز تكفى..
عبدالعزيز قرب منها وشبك ذراعه في ذراعها الحركة اللي خلت نورة ترتعش بعنف..
عبدالعزيز ضحك مرة ثانية: يابنت الحلال وأشفيج تخرعتي كذا.. والله ما أكلج.. أبي أطلعج فوق..
وعقب كمل برقة وهو يطلع فيها فوق: بس تدرين عمري ماتخيلت أنج صرتي حلوة كذا!!!
#أنفاس_قطر#

بعد الغياب/ الجزء السادس والثمانون
#أنفاس_قطر#
جواهر في غرفتها بعد مارجعت من بيت أخوها عبدالعزيز
نادت عيالها..
كانت مقررة تقول لهم عن اختفاء أبوهم..
فكرت في كلام كثير.. كثير.. ومقدمات أكثر
لكن الحين وهي تشوف وجوههم العذبة قدامها
متعلقة في وجهها بترقب متخوف..
حست كل الكلمات تتبخر..
حاولت استعادة تماسكها.. عشانهم.. وعشان عبدالله اللي وعدته إنها تكون قوية..
أول من تكلم كان عبدالعزيز اللي قال بهدوء وثقة: يمه.. أنتي قلتي أنج تبغينا في موضوع مهم.. شنو هالموضوع؟؟ احنا قاعدين ننطرج..
جواهر بهدوء وحنان: أنا عمري كذبت عليكم في شيء؟؟؟
نوف وعزوز مع بعض باستنكار: حاشاج..
جواهر بنفس النبرة الهادئة الحنونة: يعني لو قلت لكم أنه أبوكم مهما طال غيابه بيرجع.. تصدقوني؟؟
نوف بتوتر: يمه أبوي مسافر في شغل..
صحيح تأخر يوم زيادة عن الـ3 أيام اللي هو قال.. بس ما أعتقد أنه بيطول أكثر كذا بعد..
جواهر برقة: ماجاوبتم على سؤالي..
عزوز بهدوء: أكيد يمه نصدقج..
جواهر بحنان وهي تلتفت على نوف: وانتي يانوف.. ماتصدقين أمج؟؟
نوف بتوتر: حاشاج يمه.. أكيد أصدقج..
جواهر بهدوء: وأنا أقول لكم واأكد لكم أن أبوكم بيرجع..
عزوز والقلق بدأ يلتهم تفكيره بعنف: يرجع من وين يمه؟؟
جواهر بتخوف غلفته بأكبر قدر من الهدوء ولهجة المساندة: أبوكم مفقود في العراق..


مضى أسبوع على الأحداث الأخيرة...
عيال عبدالله بعد خبر اختفاء أبوهم.. أصيبوا بحالة حزن حادة..
عبدالعزيز ساعدته قوة شخصيته وهدوءه على التوازن.. وخصوصا مع إحساسه المتزايد بالمسئولية
وأنه هو رجل البيت في غياب أبوه..
دفن حزنه في صدره من أجل نوف على وجه الخصوص..
نوف أصيبت بانهيار عصبي حاد.. وبقيت في المستشفى لمدة يومين.. بدأت بالتماسك وهي عاجزة عن تخيل حياة بدون وجود والدها
كان الحزن في قلبها الصغير الغض أكبر من احتمالها..
لكن حنان أمها اللامحدود كان يدعمها ويطمن قلبها.. وخصوصا إن جواهر كانت
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات