بداية

رواية بعد الغياب -86

رواية بعد الغياب - غرام

رواية بعد الغياب -86

أول ماارتاحت على سريرها قالت لنوف بحنان: يمه نوف من بكرة تداومين..
نوف بخيبة أمل: بس يمه..
جواهر بحنان: يا ماما خلاص مايصير.. غبتي 3 أيام قبل الجمعة والسبت..يعني 5 أيام قاعدة عندي.. بكرة الأحد تروحين تداومين بدون نقاش..
نوف بحنان: بس مايصير يمه تقعدين بروحج وأنتي نفاس.
جواهر تحضنها: حبيبتي الصبح بتجي عندي أم فهد وإلا موزة وإلا نورة.. لين تجين.. لا تحاتيني..
صوت رجالي يقاطعهم بمرح: خيانة.. خيانة.. تطلعين بدون ماتقولين لي..
نوف نطت وباست خشم أبوها: زين أنك جيت.. اقعد مع أمي.. ما أبي أخليها بروحها..
أبي أروح اخذ شاور وابدل..
نوف طلعت.. وعبدالله جلس جنب جواهر.. باس جبينها وهو يقول: الحمدلله على رجعتج بيتج بالسلامة..
جواهر بعذوبة: قول الحمدلله على رجعتك أنت لي..
عبدالله وقف وهو يلف ناحية سرير ماجد: وينه الشيطان الصغير.. اشتقت له.. اليوم في البنك كل شوي تتخايل لي خدوده اللي أبي أكلهم..
جواهر حاولت تلف: خلني أشيله أعطيه لك..
عبدالله وقفها بحركة من يده: لا تتحركين حبيبتي أنتي تعبانة.. وبعدين نسيتي أنا خبرة قديمـــــ
الكلمة ماتت على لسان عبدالله.. وهي تعيد له الذكرى القاسية المرة اللي يحاول ينساها..
الذكرى اللي تعمقت قساوتها بعد تجربته في العراق.. التجربة اللي أثبتت له مرارة الحياة بعيد عن الأحبة.. (وأشلون وأنا حرمتها من عيالها 17سنة!!)
عبدالله اللي كان على وشك إنه يشيل ماجد.. تركه وراح جلس على كرسي في الزاوية..
جواهر حست بوحشة موجعة تستولي على قلبها وهي تشوف عبدالله جالس بعيد ومعتصم بصمت مر.. منكس رأسه ويفكر..
اخترق سكون عبدالله صوتها العذب وهو يناديه..رد عليها بهدوء: هلا حبيبتي.. تبين شيء؟؟
جواهر برقة: تعال عبدالله أجلس جنبي.. أبي أقول لك شيء..
عبدالله قرب وجلس جنب جواهر على السرير
جواهر حطت رأسها على كتفه.. وعبدالله حضنها بيد وحدة برقة خوفا أنه يألمها بأي صورة
جواهر مسكت كفه الحرة بيديها الثنتين بحنان بالغ
وقالت له بحزم رقيق: عبدالله أنا وأنت شفنا اللي كفانا في حياتنا..
عبدالله قاطعها بحزن: بس اللي شفتيه أنتي كان أكثر أكثر بكثير..
جواهر بعذوبة وهي ترفع يده لشفايفها وتطبع عليهم قبلات دافئة شفافة: وأنا أشوف أن اللي أنت شفته أكثر بكثير..
واحنا يعني ياعبدالله بنقيس أحزاننا نشوف مين الأكثر..
تكفى عبدالله خلاص.. احنا شفنا ماكفانا.. ماراح أسمح لك تحس بالذنب.. أو تخلي شيء يوقف بيني وبينك..
ماراح اسمح لك تعيش في أوهام ممكن تخرب علينا حياتنا
أنا من لما بديت معك حياتنا الجديدة.. وأنا رميت كل شيء ورا ظهري
أنا وأنت وعيالنا وبس.. مانبي حزن.. ولا هموم تكفى.. أوعدني عبدالله أوعدني..
عبدالله بثقة حنونة وهو يرفع وجهها ناحيته ويقرب وجهه منها: إن شاء الله حبيبتي.. أوعدج ياقلبي
جواهر حطت أصابعها على شفايف عبدالله تمنعه من إكمال اللي في باله وقالت بمرح عذب: أنا مكتفية بالوعد..
عبدالله بعمق: بس أنا موب مكتفي..
جواهر وهي تبعد شوي عنه: الركادة زينة..
عبدالله بمرح: أنتي وحركات العجايز والنفاس.. ماني بمأكلج كلها بوسة وحدة بس..
جواهر بخجل: عيب عليك عبدالله... روح يالله توكل على الله

في نفس اليوم الساعة 9 بالليل
سعود وصل للبيت..
لقى أمه جالسة تتفرج على التلفزيون..
سلم ثم سأل عن البنات
أمه بتخوف: برا..
سعود بغضب: برا وين لذي الحزة؟؟
أم سعود تحاول تهديه: قريب يأمك.. في فيلاجيو وأكيد على وصول..
سعود طلع معصب وركب سيارته..دق رقم على السواق: سيد علي أنت وينك؟؟
.....................
زين ارجع البيت أنا بأجيب البنات خلاص..
اتصل على مها وقال لها تطلع عليه من عند باب كارفور..
مها قلبها رقع وهي تشوف الساعة: يمه بيذبحنا!!
التفت على الجازي ودانة اللي رماها حظها اليوم انها هي اللي تكون مرافقتهم: يالله سعود برا ومعصب.. يقول اطلعوا.. وخلا سيد علي يرجع للبيت...
دانة بارتباك غلفته بهدوء: أنتو روحوا بأكلم خالد يجيني..
مها بتوتر وهي مو حابة تحرج دانة وتجبرها تركب مع سعود: كلميه أول.. خل نشوف وين مكانه
دانة دقت الرقم: هلا خالد وينك؟؟
...................
عزبة أبو جبر في الشمال..زين أنا في فيلاجيو.. تقدر تجيني الحين..
..................
عادي أنتظرك ساعة مهوب مشكلة..
دانة بهدوء:خلاص روحوا خالد جايني..
الجازي بعصبية: أنتي مجنونة.. تبين نخليش ورانا الساعة الحين 9 وثلث.. والمجمع محلاته تسكر 10..
وبعدين احنا اللي جايبينش وانتي ماكان لش حاجة جاية عشاننا..
دانة بنفس الهدوء: كارفور والمطاعم فاتحين للساعة 12.. روحو أنا بأقعد في المصلى لين يجيني خالد..
الجازي ومها حاولوا فيها لحد ماتعبوا وهي معندة..
وسعود جننهم اتصالات عشان يطلعون عليه..
البنات طلعوا لسعود..
ركبوا.. مها قدام والجازي ورا.. وهم باين عليهم الارتباك والقلق..
سعود بعصبية: وش فيكم؟؟ بعد متأخرين لذا الحزة.. وعادكم مسوين روحكم زعلانين..
الجازي بلعت ريقها وقالت بصوت واطي: الدانة داخل ومارضت تطلع معنا.. وحنا نحاتيها..
سعود ألتفت عليها بحدة : وشو؟؟
مها بتوتر: تقول بتتنى خالد.. وخالد في الشمال.. والمجمع محلاته بتسكر عقب نص ساعة..
سعود دق موبايله وقال بلهجته الآمرة: هلا خالد... لا تجي خلاص.. دانة بتطلع مع خواتي وبنوصلها للبيت..
................
أكيد طبعا.. أنت تبي لك ساعة لين توصل بيكون المجمع سكر..
..................
ماعليك منها.. خلك مع ربعك وإزهلها..

سعود دق على دانة وهو يحرك سيارته عشان يأخذ لفة ويرجع..
دانة اللي شافت اسم سعود.. رقع قلبها بعنف حاد.. بس ماردت عليه..
ماعاد قدرت ترجع تلفونها للشنطة وهي ترتعش بعنف..
رن مرة ثانية.. وثالثة.. ولاردت..
رنة مسج:
" ردي أحسن لش"
دانة دخلت لمحل نكست أقرب محل للباب الخارجي.. ووقفت في زاوية..
رن الموبايل..
خذت دانة نفس عميق وردت بصوت مرتعش: ألو..
سعود حس بطعنة عذبة حادة موجعة في عمق قلبه وهو يسمع صوتها لأول مرة بعد طلاقهم..
"يالله وش كثر اشتاق لصوتها ولانسكاب رنينه في أذنه..!!"
تماسك سعود ورد بصوته الواثق: هلا
عشان يرجع لها نفس الطعنة وبنفس القوة..بنفس العذوبة والوجع
دانة حست إنها مو قادرة توقف وهي تسمع صوته.. دورت كرسي قريب مالقت.. تسندت على الطوفة وهي تقول: سم سعود..
سعود بنفس هدوءه: سم الله عدوش.. اطلعي أنا أتناش برا..
دانة بحرج: لا خلاص.. مشكور.. خالد جايني..
سعود بثقة: أنا كلمت خالد وقلت له لا يجي وانش بتروحين معنا..
دانة اللي استفزها تصرفه وخلاه تتماسك أكثر: مالك حق ياسعود تتصرف من رأسك..
سعود بهدوء: من غير كثرة كلام.. اطلعي يادانة قدام أعصب.. وإلا والله العظيم لانزل بنفسي واسحبش قدام العالم..
دانة اللي عارفة سعود إذا عصب وش ممكن يسوي قالت بقهر: زين زين طالعة..
نزلت شيلتها أكثر على عيونها الباينة من خلال فتحات النقاب الضيقة.. وطلعت..
شافت سيارة سعود الفيكسار الذهبية واقفة قدامها مباشرة
مارفعت عينها وهي تحط يدها على القفل تبي تفتح الباب الخلفي..
عشان تتفاجأ بيد قوية تمسك معصمها قبل تفتح الباب
يد عرفتها بقلبها قبل عينها
انبعثت كهرباء لاسعة بدأت من معصمها وانتشرت لكامل يدها لتعبر عبر سلسلة ظهرها بعنف..
وصوته الغاضب كموج بحر هائج يغرق أذنها: دانة وين بتروحين..؟؟
دانة رفعت عينها عشان تغرق في بحر النظرة الحادة الغاضبة المرعوبة..
كانت ثانية وحدة من الزمن.. لكن بالنسبة للاثنين كانت عمر كامل.. وكأن الدنيا بكبرها خلت من كل شيء
عدا شخصين اثنين يحتضنهم المشهد
هو
و
هي
العين في العين
والمعصم في اليد
والقلب يثور كطوفان هادر على وشك إغراق الأرض والحنايا والأضلاع..
دانة كانت أول المتماسكين وهي تقول بارتباك وخجل وهي تحاول تخلص يدها منه بدون فايدة
كان مطبق على معصمها بكل قوته: وين باروح بعد.. بأركب..
سعود ألتفت على سواق السيارة اللي كانت دانة بتركبها وهو يقول بنبرة احترام: سامحنا يالأخو.. نفس سيارتي القديمة والاهل تلخبطوا..
سعود قال كلمته وسحب دانة من يدها لسيارة ورا السيارة الذهبية
دانة من بين أسنانها: سعود فكني مالك حق تمسك يدي..
سعود ماكان سامعها.. من لما شافها تتوجه للسيارة اللي قدامه وكانت بتركبها ..نط من سيارته وترك الباب مفتوح عشان يوقفها.. من دقيقتها وهو حاسس بصداع مؤلم وكأنه ضُرب على رأسه فعلا من خوفه وغيرته عليها..
ظل يسحبها من يدها لحد ما وقفها قدام باب سيارته الخلفي وفتح لها الباب وركبت وهي مستغربة
(وش عرفني يعني أنه اشترى مرسيدس فورويل سوداء..؟!!)
دانة ركبت جنب الجازي..
وسعود رجع لمكانه وحرك..
الدانة كانت ماسكة معصمها مكان يده بالضبط
كأن مسكته تركت في يدها حريق ماكن
الجو في السيارة كان ساكن جدا.. عاصف جدا
وكأنه يدور بينهم شرارات كهربائية مشتعلة..
الكل ساكت..
حتى مها اللي تعودت تقلب كل شيء لمزح
كان ريقها ناشف والكلام جمد في بلعومها
الكل كان حاسس بالتيار الكاسح العابر بعنف بين المقعدين الأمامي والخلفي
دانة ماصدقت توصل لبيتها
عشان تنزل بصمت..
قبل ماتوصل غرفتها
رنة مسج
#أنفاس_قطر#

بعد الغياب/ الجزء المئة وأحد عشر
#أنفاس_قطر#
دانة ماصدقت توصل لبيتها
عشان تنزل بصمت..
قبل ماتوصل غرفتها
رنة مسج
"آسف
والله العظيم آسف
على كل شيء ضايقتك فيه
جديد كان وإلا قديم"
دانة تنهدت بحزن غمر كل مشاعرها وأغرق روحها المثقلة.. وهي تحط الموبايل على التسريحة
وتخلع عبايتها

حوالي الساعة 10 ونص في بيت عائشة
ثاني راجع من برا..
عائشة كانت تقرأ في تقارير طبية في يدها..
ثاني قعد جنبها عقب ماسلم
عائشة وعينها على التقارير: آمر..
ثاني بابتسامة: وأنتي وش عرفج أني أبي شيء
عائشة ترفع رأسها وتحط عينها في عينه: ثاني خلص علي.. أنا مربيتك
وعقب كملت بخبث: فاطمة صح؟؟
ثاني بدهشة: يمه منج..
عائشة تضحك: صار لك كم يوم وانت مو على بعضك.. وكل ماتجي تبي تكلمني تغير رأيك وتقوم
وأنا فاهمتك من أولها بس قلت خلك تتأدب شوي..
ثاني ابتسم: زين والزبدة؟؟
عائشة تبتسم: الزبدة أني سألت جواهر عنها.. ومدحتها وايد.. فأنا خذت رقم موبايل البنية
متى ما انت عزمت.. اتصلت فيها وخذت رقم أبوها
ثاني بتصميم: اشرايج تتصلين الحين..
عائشة بمرح: اللي مافينا صبر.. يمكن الوقت موب مناسب
وعقب كملت بهدوء: وممكن أعرف وش اللي غير رأيك؟؟
كنت كل ماكلمتك عن الزواج قلت موب الحين..
ثاني بهدوء: على قولت المصريين (هوا أكل وبحلئة) يعني أنتي وش لج باللي غير رأيي.. المهم رأيي..
عائشة بمودة: يمه منك.. بتاكلني... زين قشرني أول.. لا تأكلني بقشورك
ثاني بثقة ومرح: أنتي أصلا ماتنبلعين مقشرة وإلا بقشرج..
خلصيني ودقي عليها الحين وجيبي لي رقم أبوها ..
ثاني رجل القرارات السريعة
البنية عجبته من ذاك اليوم
فليش التاخير؟؟
اطرق الحديد وهو ساخن..
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -