بداية

رواية مذكرات نوف -13

رواية مذكرات نوف - غرام

رواية مذكرات نوف -13

تنهدت خالتي أم مساعد :
_ والله ما أدري هالدراسة وش راح تفيدكم فيه ... ما لكم إلا بيوتكم وعيالكم يا يمه ...
_ الله كريم يا خالتي ...
الساعة 11 رجعنا البيت ... وأمل تليقفت وقالت إنها تبي تنام عندنا ... علشان تسولف مع سلوى سوالف خاصة ... عمي وسامي كانوا جالسين في الصالة ... ناظرت سامي وضحكت ... 5 مكالمات لم يرد عليها في جوالي منه ... سوا لي بيده "أنا أوريك" :
_ أقول يا سامي ... أبو خالد عازمنا على سحور الليلة ... قم يا ولدي نسري له ... علشان ما نتأخر عليه ...
_ هاه ... (وناظرني) ... إن شاء الله يبه تبشر ...
وقام سامي ... شكله يموت من الضحك ... مر من جنبي ... ودف كتفي بكتفه ... يعني ما يشوف ... ههههه ... بل أمل راح تأكلنا بعيونها .
صعدت غرفتي وقعدت أكلم جراح ... يسولف لي عن معاناة الفطور اللي يتكون منه هو وأبوي بس ... وليييييه ... حالة أبوي وجراح صعبة ... ما يصير يظلون كذا ... كنت غرقانة بالتفكير ... لما حسيت شي عض رقبتي حيل :
_ آآآآآآي ... سامي ...
جد عورني ... متعودة على سامي مفترس بس مو كذا :
_ هذي علشان حركات الاستهبال ...
كنت للحين أفرك مكان العضة ... آآي ... مرررة توجع :
_ سامي بايخ ... جد توجع ...
_ تعالي أشوف ...
جلس وراي وسحبني :
_ وخر ما أبي ...
سحبني قوة علشان يشوف :
_ أقول تعالي بس عن الدلع ... وين حتى ما لها أثر ...
_ ايه هين ... والله بكرا راح تقلب حمرا حيل ...
وطق الباب :
_ لحظة ...
وقام سامي :
_ قوة سامي ...
انحرج سامي :
_ هــ ... هلا أمل ...
أمل ... وش تبي ؟... فزيت بسرعة ووقفت بينها وبين سامي :
_ هلا أمل ...
_ هلا نوف ... آسف أزعجتكم ...
تو الناس يا شيخة ... يعني مسوية نفسها مؤدبة :
_ لا عادي ...
_ والله الموضوع ضروري ... وحدة صاحبتي اتصلت علي ... وتبي اسم الموانع اللي تأكلينها ...
موانع !!... شلون تفتح الموضوع قدام سامي ... صج اللي اختشوا ماتوا ... أنا اللي اسمي زوجته استحيت ... بس ما عليه ... أمل أتوقع منها كل شي :
_ لحظة أمل أكتب لك اسمهم ...
دخلت وطلعت عطيتها ورقة مكتوب عليها نوع الموانع اللي أكلها ... ناظرت سامي أبيه يدخل ... شكله الاخ يبي يسمع الموضوع :
_ بس خليها تسأل الدكتور ... يمكن ما تناسبها ...
_ إن شاء الله أقول لها يعطيك العافية ...
وراحت ... غريبة ... وش عندها صايرة مؤدبة ... دخلت وكان سامي لسا واقف ... سكرت الباب ورحت للتسريحة أشوف رقبتي :
_ آآآآووو ... تصدق سامو راح يبقى لها أثر ...
جلست على السرير ... خلاص حرااام كافي عذبت سامي اليوم ... من جد صار لنا أسبوع ما شفنا بعض ... وحشني موووت :
_ سامي !!
سامي كان لسا واقف في مكانه وسرحان ... جاء بهدوء وجلس جنبي :
_ تأكلين موانع حمل ؟
_ هههههههههههه ... تدري عاد خالتي تقول ما راح ينفعكم غير عيالكم يا يمه ... أحس نفسي صرت عجوز ...
صرخ فيني حيل :
_ نووووووووووووووووووووف أسأل انا ... تأكلينهم ؟
وجه قلبت ألوانه ... وجسمه كله كان يرجف :
_ سامي شفيك ؟
وما حسيت إلا بالكف حامي على وجهي ... آآآآآآآآآآآآآآآي ... أول كف أخذه في حياتي ... وش هاليد اللي عليك يا سامي ... أحس رأسي انفصل عن رقبتي :
_ وينهم ... (ومسك شعري حيل) ... وووووووووووووينهم ؟
خلاص أحس إني مت رعبة منه ... ودموعي اخنقتني مو راضية توقف ... وخدي ذبحني من الوجع :
_ بـ ... بـ ... بالدرج ...
فتح الدرج ... أخذهم وراح للحمام ... وسمعت صوت السيفون ... وطلع وأخذ شماغه :
_ بكرا من الصبح تروحين معاي لدكتورة تطلع هالزفت اللي أكلتيه من جسمك ...
وطلع من البيت كله ... حسيت إني راح أموت ... بكرا ... ليش ظل بكرا بينا يا سامي .
الساعة صارت 8 ... والحمد الله سامي للحين ما جاء ... وأنا للحين دموعي ما نشفت ... قمت غسلت وجهي وأخذت عباتي ونزلت للمطبخ :
_ قوة خالتي ...
_ هلا يمه ... (انتبهت لشكلي) ... شفيك ؟
_ لا خالتي ما فيني شي ... بس أبي أخذ السواق وأروح بيت أهلي ...
_ خير إن شاء الله ...
_ خير بس جراح كلمني ويبيني ضروري ...
واضح أنها ما صدقتني ... بس تبي تخليني على راحتي :
_ على راحتك يا يمه ... روحي الله معاك ...
ومسافة الطريق وكنت في بيت أبوي ... في غرفتي ... أبوي بالشركة ... وجراح نايم ... سوزان حست فيني ... بس حياتها مع أبوي علمتها ما تتدخل بشي ... كنت ضامة مخدتي وأبكي بقهر ... يمكن غلطت ... بس الموضوع ما كان يستاهل كل اللي سواه ... حسبي الله عليك يا أمل ... أكيد كانت تدري أن سامي ما راح يرضى ... بس ليش ؟... ليش يا سامي :
يا غـــــــالي ليه تطعني وأنا اللي لدنيتك شفقــــــان !!
آآآآآآفا وشلون تتركهـــــا عيوني تنام زعلانــــــــة !!
تخيل ما قدر يمسح دموعي معطف النسيـــــــــــان !!
تطيح الدمعة من عيني على ذكراك عتبـــــــــــانة !!

المذكرة السادسه عشر

الساعة 2 العصر ... وجراح للحين ما صحى ... وأبوي سمعت صوت باب جناحه ينفتح قبل ساعة ... وأنا للحين ما نمت ... كل ذرة فيني مو راضية تصدق ... كل جزء في جسمي يرتجف كل ما عادت ذاكرتي الموقف اللي صار:
_ قـــوة !!
باس رأسي وقعد قبالي :
_ هلا يبه ...
ونزلت رأسي ... مو متحملة أشوف أبوي ... أبوي بالذات ... والله مو متحملة :
_ متهاوشة مع سامي ؟
وبكيت ... أكثر واحد يفهمني أبوي ... يا ربي ... وش هالوضع اللي انحطيت فيه ... عمري ما حبيت أحسس أبوي بالذنب ... حتى في بداية حياتي مع سامي ... تحملت كل شي ... بس علشان ما أشوف نظرة تأنيب النفس اللي أشوفها في عيون أبوي الحين:
_ ما راح أسألك ليش تهاوشتوا ... هذا خليه بينك وبينه ... لا أنا ولا غيري لازم يدري فيه ... بس اللي لازم أعرفه جيتي هنا زعل ولا علشان ترتاحين نفسيا ...
وضميت أبوي وقعدت أصيح أكثر :
_ يبه ... يبه ... سامي ضربني ...
وضمني أبوي أكثر ... أحسه أنقهر أكثر مني ... أبوي أكره شي بحياته العنف والطق ... دائما علمنا أنا النقاش أساس الرقي في التعامل مهما كانت طبيعة الخلافات ... بس للأسف هالشي ما لقيته عند سامي ... رغم الشهايد العالية ... والحياة اللي ظاهرها راقي ... للحين كثير من شبابنا متحجرين ... واليد عندهم الحل النهائي لكل مشكلة .
_ وليش ضربك ؟
الساعة 4 صحى جراح من النوم ... وعلى طول جاء غرفتي ... مو فاهم السالفة ... بس لما شاف حالتي ... شكله بدأ يستوعب :
_ جراح قلت لك خلاص ... مو ضاربني ...
_ وخدك ليش وارم ... بلى ضاربك ...
وسكت عنه ... جراح بسرعة يفور وبعصب إذا كان في شي يمسني أو يمس أبوي ... مسكت يده وجلسته قبالي :
_ تعال اجلس ... جراح يا قلبي خلاص ... والله أنا تعبانة ومو رايقة أتكلم بالموضوع الحين ... بس اللي أعرفه إني أنا اللي بديت الغلط معاه ...
_ حتى ولو ... ومهما سويتي ... ما توصل للضرب ... ليش على باله ما عندك أهل ...
_ إلا تعال وش أخبار رائد ؟... من زمان ما سولفت لي عنه ...
_ تبين تضيعين السالفة ...
_ جراح خلاص قلت لك أنا اللي غلطانة ...
رمى يدي ... وطلع :
_ بسيطة أنا أوريه شلون يتسلط عليك هالرخمة ...
يا ربي ... كنت في ضيقة نفسي ... صرت شايلة هم ضيقة أبوي وجراح ... وبعدين يا سامي ؟!... وش الحل الحين ... يا رب ... ساعدني يا رب .
وجلسنا على الفطور ... أبوي صمته يذبحني ... وجراح كان يرتجف من العصبية ... بس وجود أبوي مخليه ساكت ... وأنا ... احساس وحدة مقهورة من سامي ومن نفسها ... ليش يا سامي ؟... الوضع بينا يوصل لهالمواصيل ... وهذا وأنا نوف ... اللي تحملت منك اللي ما أحد يتحمله ... أنا اللي كنت تقول إنك تعزني معزة ما تعزها حتى لأمك وأبوك ... أنا اللي كنت تقول لي حياتي من دونك يا نوف مستحيل تستمر ... عزاه يا سامي ... عزاه لقلبي ... وعزاه للأيام الحلوة اللي عشناها مع بعض :
خليتنا بغياب روحك مساكين !!
عيني وقلبي والأمل والأماني !!
كن الثواني في غيابك سكاكين !!
ليتك تذوق شلون طعم الثواني !!
القلب ما هو قلب والعين مو عين !!
حتى مكاني ما أحسه مكاني !!
شفني على جال السهر أنطرك لين !!
حسيت بأن الجال يصفق عشاني !!
قل لي دخيلك بس أبلقاه من وين !!
من غيبتك ألقاه أو من زماني !!
وش بيننا غير العتب وأسود البين !!
وشي (ن) لعب في حسبتي واحتواني !!
وتجيني العبرة وأغص بغيابك !!
حتى عدوي من غيابك بكاني !!
كنت نايمة ... صحيت على صوت الجوال :
_ هلا سلوى ...
_ هلا نوف ... شفيكم ؟
استوعبت إني في بيت أهلي ... وتذكرت كل اللي صار ... لو تشوف يا سامي ... لو تشوف حالتي ... حتى قلبي مو راضي يصدق إني زعلانة عليك :
_ أنتم اللي شفيكم ؟
_ سامي من اليوم معصب ... وانتي مو في البيت ... وأمي تهاوشت مع سامي ... وش صاير ؟
_ مو صاير شي لا تحطين في بالك ...
_ طيب متى ترجعين البيت ؟
_ قريب إن شاء الله ... تعبانة ... أرتاح في بيت أبوي وبعدين أرجع ...
_ على راحتك ... يعني ما في شي تقولينه لي ؟
_ دير بالك على سامي على ما أرجع ... وسلمي على ديمة وخالتي ...
_ يوصل ... يا الله باي ...
وبس سكرت الجوال ... اتصل أبوي :
_ هلا يبه ...
_ تعالي تحت ... سامي هنا ...
_ إن شاء الله ...
أوففف ... ليش جاء ؟... مو قادرة أتحمل أشوفه ... آآآآآآآخ يا ربي ... ليش قلبي يوجعني كذا ... بس لازم أواجهه ... المواجهه هي علاج المشاكل كذا علمني أبوي .
نزلت الصالة ... كان جالس مع أبوي ... وبس شافني ... عطاني نظرة ذبحتني ... يعني ترى أنا للحين معصب :
_ السلام عليكم ...
وجلست جنب أبوي ... ناظرني وناظر سامي :
_ وش اللي صار ؟
وللحين سامي على نفس الأسلوب ... أنا اللي صح وانتي اللي غلط :
_ كلمي أبوك ... قولي له وش اللي صار ...
_ اللي صار ما يستاهل اللي أنت سويته ...
_ اللي أنا سويته أقل شي يسويه أي رجال ينحط في موقفي ...
_ أنت دايما تكبر المواضيع ... وتثور وتعصب قبل لا تفهم ...
_ لا يا شيخه ... ليش اللي صار له تفسير ثاني وما فهمته أنا ...
صرخ أبوي :
_ سامي ... أظن أنا اتصلت عليك وطلبت تجي علشان تحلون الموضوع مو تكملون الهوشة ...
سكتنا أنا وسامي :
_ أنا ما أبي أتدخل بالموضوع ... خلوه بينكم ... تفاهموا وحلوه وصفوا قلوبكم على بعض ... وبعد هذا كله لي حساب معاك يا سامي ... الكف اللي أخذته نوف ما يعدي عندي بالسهل ...
وقف سامي بعد ما وقف أبوي :
_ هي اللي استفزتني يا أبو جراح ... وأنت ما ترضاها لمرجلتي أسكت ...
_ مهما كان اللي سوته ... بنتي أمانة عندك ... إذا غلطت تجي تحاسبني أنا قبل لا تمد يدك عليها ... هذي كبيرة بحقي وبحق بنتي يا سامي ...
ودخل جراح ... وعصب لما شاف سامي :
_ وش تبي جاي أنت ؟
صرخ أبوي :
_ جــــــــــــــــــــــــــــراح !!
_ يبه ليش تدخله بيتنا ... عاجبك اللي سواه ...
_ جـــــــراح ... وبعــــدين ...
وسكت جراح ... أبوي من جد عصب عليه :
_ سامي ... البيت ما فيه أحد ... اجلس مع نوف وتفاهموا ... مو حلو الأمور توصل بينكم للي وصلتله ... أنا رايح الشركة ... (التفت لي) ... إذا تبين شي اتصلي علي ... يا الله يا جراح ...
سحب جراح من يده ... وطلع ... يا ربي شلون أتكلم مع سامي الحين ... وجود أبوي كان معطيني شجاعة ... قرب وجلس جنبي :
_ عاجبك اللي صار ؟
وسكت مو قادرة أتكلم معاه ... ولا حتى أناظر فيه ... عصب زيادة :
_ أكلمك أنا ؟!
جد قهرني ... يعني فوق كل اللي سواه وجالس يعصب علي :
_ ليش أنت خليت أحد يقدر يتكلم ... كل شي عندك أبي وسوي ولا تسوين لا تروحين ... وبالأخير ضرب ... حتى لغة تفاهم ما عندك !!
_ اللي سويتيه يا نوف له تفسير واحد ... إنك شايفتني طرطور ... تسوين اللي تبين وتقررين اللي تبين ... بدون حتى ما تعتبرين رأيي ...
_ أنا قلت ما أبي عيال لما أخلص دراسة ... ما كان قصدي شي ...
استهزاء فيني :
_ لا محشومة ... ومن قال إن قصدك شي ... يا مــــدام هالموضوع يخصني أنا وياك ... يعني ما يصير تأخذين فيه قرار لحالك ...
يا ربي من دموعي ... من شفته وهي مو راضية توقف :
_ سامي أنت ليش مو راضي تفهم ... أنا اللي راح أحمل ... وأنا اللي راح أولد ... وأنا اللي أربي ... والحين أنا مو مستعدة لكل هالشي ...
_ ما عليه ننطر وش ورانا ... سنة ... ثلاث ... عشر إذا تبين ...
وقلبتها مناحة ... أنا أتكلم من جد ... وهو جالس يتهزء ... والله عذبتني يا سامي ... رفع وجهي بإيدينه :
_ الحين أبي أعرف الصياح هذا ليش ؟
وليش ... ويسأل ليش بعد ؟ :
_ وجعتك صح ؟
توه ينتبه لخدي وارم ... شكله حس بالذنب ... يا ليتك تشوف اللي بالقلب يا سامي علشان تكره نفسك أكثر ... مسح عليه :
_ مرة ثانية لا تجبريني على هالشي ...
وقفت ... ومسحت دموعي :
_ ما في مرة ثانية يا سامي ... طلقني ...
وقف وضحك :
_ هههههههههه ... يا عيني ... بدينا حركات البزارين ...
وما رديت عليه :
_ نوف ... أسبوع وترجعين البيت ... غير هالكلام ما عندي ...
وطلع ... يا ربي ... حتى ما كلف نفسه يراضيني ... صح غلطت ... صح كان لازم أقوله ... بس الموضوع ما يسوى كل اللي سواه ... الله يسامحك يا سامي :
ما ترحم اللي مات قبل انتحاره !!
أجرم بنفسه وانت في قلبه أجرمت !!
أثر التجارة والمحبة شطارة !!
وأنا من أنصار الهوى ما تعلمت !!
يفز لك جسم (ن) براه انتظاره !!
ويقوم لك قلبي وأنا ما بعد قمت !!
وكذا سامي ... عدا يوم ويومين ولا سأل فيني ... ما كنت أدري وش كثر سامي مهم بحياتي ... غير هالمرة ... ما شفته ولا سمعت صوته يومين بس ... وأحس حالي راح أموت ... قضيت أيامي بقراءة القرآن ... زارتني مريم ... وكثفت اهتمامي بأبوي وجراح ... اللي من تزوجت ومن دون قصد صاروا في المرتبة الثانية بحياتي ... سبحان الله البنت لما تتزوج تنقلب كل أولوياتها .
كنت جالسة على السرير ... يذبحني التفكير مثل كل ليلة قبل لا أنام ... يا ترى سامي يتغطى عدل ؟... هو دايم يتكشف وهو نايم ... يشوف كوابيس ؟... يشيل المناشف اللي دايما يرميها على الأرض وهي مبللة ؟... يخلي أحد ينظف ويرتب جناحنا ؟ ... يا ربي يا سامي ... ليه أحبك كذا ؟... ليش قلبي يوجعني عليك ؟... ليش حتى نفسي تعاتبني وتزعل معاك ... قررت أرسل له مسج :
لا حسيت فيني علمني ...
وتذكر هذي الكلمة ...
" يا كيف نامت عيونك وأنت ظالمني وأنا عيوني تعاف النوم لو تزعل ؟! "
ودقايق ورد علي :
لو هموم المفارق مثل كل الهموم !!
ما تشوفين عيني بالدموع اسبحت !!
ولو تحن المشاكل عقب حب الخشوم !!
كان حبيت خشم المشكلة و "استحت" !! >> عديل الروح
يا قلبي يا سامي ... حتى هو يعاني ... وحاس بالمشكلة اللي طحنا فيها ... ليش ؟... ليش يا زمن ؟... ليش كل هالعذاب :
أنا أعتذر أو أنت تعتذر !!
المهـــــــــم !!
من طاوع دموعه ... !!
وسامـــــــح !!
ودقايق ... >>> عديل الروح يتصل بك :
_ هلا ...
واخنقتني العبرة ... يا ربي ليش ما أقدر أتكلم إذا أبي ؟:
_ هلا فيك ... شلونك ؟
وانفجرت خلاص :
_ تعبانة يا سامي ... جد والله تعبانة ... ليش صار فينا كل اللي صار ليش ؟
_ تحاسبيني ؟
_ ما أحاسب أحد ... بس مقهورة ... مقهورة يا سامي ...
_ نوف ... حبيبتي ... اللي صار صار ... واثنينا غلطانين ...
_ أمل اللي غلطانة ... كانت متعمدة تقول الموضوع قدامك لأنها كانت تدري برأيك ...
_ أمل ولا غير أمل ... أنا وياك اللي أساساتنا كانت ضعيفة ... المفروض نكون صريحين مع بعض في كل شي ... وما نخلي غيرنا يتوقع ويختار تصرفاتنا ...
آآآآآآآآآآآآآآآه ... أحس إني ارتحت ... من سمعت صوت سامي ارتحت ... مسحت دموعي :
_ سامي أنا آسف ... بس والله ما كنت أدري أن موضوع العيال مهم عندك لهدرجة ...
_ نوووف ... أنا عمري 34 ... يعني مو صغير ... اللي كبري عيالهم متزوجين ...
_ يعني كنت أنانية ؟
_ اووووو ... مرررررة ... هههههههه ... على بالك كلنا بزارين مثلك ...
_ الحين أنا بزر ؟
_ ههههههههه ... أموااااااااااااااااااه ... (وباسني على الجوال) ... أموووت فيك ... وحشتيني ....
_ شلون شغلك ؟
_ تمام ... وبكرا عندي صفقة مهمة ...
_ بالتوفيق يا رب ...
_ أجمعين ... إلا أقول وش أخبار جراح ؟... للحين زعلان مني ؟
_ ويكرهك موووت ...
_ ههههههههه ... والله أخوك هذا صدق مبزرة ...
_ علشانه يدافع عني ؟
_ علشانه خايف عليك مني ...
_ إنت ينخاف منك ... قليلة الكف اللي أخذته ...
_ تصدقين لو أقولك هالكف كأنه جاء فيني قبل لا يجي فيك ... وش أقول بس الله يلعن إبليس ...
_ سامي ... الساعة 4 وانت للحين ما نمت ...؟
_ من طلعتي من البيت وأنا مو قادر أنام ... تعرفين طبايعي انتي ...
_ طبايعك ولا دلعك ؟!
_ اللي هو ... شغلك عاد ... من عندك غيري ...
_ طيب نام الحين ...
_ سولفي علي لما أنام ...
_ سامي !... إذا سولفت ما راح تنام ...
_ وش رأيك أجي أخذك الحين ...
_ لا ... الهجر أسبوع يعني أسبوع ...
_ وش هجره ؟... خلاص طاح الحطب ...
_ ولو ... مو متى ما بغيت رضيت ومتى ما بغيت زعلت ... بنات الناس مو لعبة يا ماما ...
_ آفااااا ... وش هالكلام الكبير ...
_ والله هذا اللي عندنا ... غيره ما في ...
_ نوفتي ... حبيبتي ... باقي خمس أيام ... تعرفين يعني شنو خمس أيام ...
_ شلون كنت راح تقدر عليهم وأنت زعلان ... بصراحة انا للحين ما ارتحت نفسيا ...
_ طيب تعالي أنا أعرف وشلون أريحك ...
_ لا ... انتي تزيد حالتي سوءا ...
_ بعــــد !... سوءا ... الله يسامحك يا نوف ...
_ ويسامح الجميع ... تصبح على خير ...
وقفلت الجوال قبل لا يرد علي ... ودقايق :
قلت : المطر ... قالت : من اليوم ديمة !!
ما به رعد لا برق ما غير هتان !!
عشق جمع ما بين : قاع وغيمة !!
سيل على صدر الثرى حلو الأمزان !!
همس النديم اللي يعاتب نديمه !!
صوت المطر كنه تعاتيب خلان !!
تبسمت لأجل الليالي القديمة !!
وقالت : تذكر ... قلت : يا بنت نسيان !!
نقض الجروح اللي تشافت ظليمة !!
ما عاد به وصل ولا عاد هجران !!
ما للرجا في بعض الأحوال قيمة !!
وما للعمى صبح ولو بات سهران !!
لا شك وينك يا القلوب السليمة !!
اللي تجازي عن خطا الخل غفران !!
كل (ن) خصيم وذاق لوعة خصيمه !!
واللي خصيم الوقت : يا بنت خسران !! >> عديل الروح
اليوم اللي بعده ... كنت صاحية من الصبح ... وأحوس في المطبخ ... والساعة 10 دخلت علي خالتي أم مساعد ... جلسنا في الصالة :
_ هلا خالتي ... شلونك وشلون عمي ؟
_ كلنا بخير ... ويسلمون عليك عمك والبنات ...
_ الله يسلمهم يا رب ...
_ انتي اللي شلونك ؟
_ الحمد الله ...
_ يستاهل الحمد ... تعالي يمه ... تعالي اجلسي جنبي ... عاد ناس صيام لا تقولين تبين تضيفيني ولا شي ...
وجلست جنبها ... هالمرة هذي أقدرها موووت :
_ شوفي يا بنيتي ... لو أمك اللي يرحمها عايشة كان شكيتك لأمك ... انتي صغيرة وما تنلامين ... وهالسوالف ما احد يوعي البنت عليها غير أمها ...
_ خالتي انا ...
حطت يدها على يدي :
_ اسمعيني يا نوف ... سامي كذا مرة كان يقول لي انه متضايق من سالفة تأخر الحمل عندك ... بس ما كان يبي يفتح معاك الموضوع علشان ما تتضايقين ...
وأكيد خالتي قالت لأم فيصل ... وكذا عرفت أملوه اللعينة وسوت اللي سوته :
_ والرجال يا بنتي يتزوج لشيئين ... علشان يعف نفسه عن الحرام ... وعلشان يشوف ذريته ... ولا تصدقين كلام الكتب والجرايد وخرابيط الدراسة ... البنت إن راحت وإن ردت ما لها إلا زوجها وعيالها ...
_ معاك حق يا خالتي ...
_ انتي ما لك عذر يوم إنك تصرفين من رأسك غير إنك غشيمة ... بس سامي يوم سوا اللي سواه وزعل عليك كل رجال بمكانه كان راح يسوي مثله ... الرجال أكرهه ما عليه إن حرمته تعصاه وتشوفه مو كفو لا لفعل ولا لشور ...
يا الله ... كلام خالتي كله صح ... عمري ما سمعت مثل هالكلام ... صج دائما كلام الأمهات يكون مبني على قاعدة صلبة من التجربة والحياة الصعبة :
_ للحين زعلانة على سامي ...؟
_ لا ... مثل ما قلتي أنا اللي بديت بالغلط ... ويا خالتي صدقيني لو كنت دارية أن سامي راح يتضايق ما سويت اللي سويته ...
_ الله يهدي سركم يا يمه ... ما دامك راضية أجل وش له القعدة في بيت أبوك ... قومي جيبي عباتك خلينا نمشي ... وراي الفطور وسامي صج رأسي وحلف علي ما أرجع من غيرك ...
_ هههههه ... إن شاء الله دقايق ...
وصعدت فوق ... كلمت أبوي على الجوال واستأذنت منه ... أخذت عباتي ورجعت مع خالتي البيت ... سلمت على عمي ... مهند ... سلوى ... ديمة ... يا الله كلهم وحشوني ... وكلهم ما حبوا يجيبون طاري للي صار ... أحسن لانه موضوع خلاص قررت أنساه نهائيا .
كنت في جناحي ... المناشف المبللة على الأرض ... والسرير معفوس ... والدولاب ما أدري وشلون صاير ... يعني بالضبط مثل ما توقعت :
_ هـــــــــلا ...
وضمني على طول ... يا الله يا سامي وش كثر وحشتني ؟!... أوففف ... بدت دموعي وظيفتها المعتادة ... وخرني عن صدره وطالع في عيوني :
_ تو ما نور البيت يا الغالية ...
دفيته بشويش :
_ يا الشين مرة ثانية لا تزعلني ...
رفع اصبعه لفمه :
_ توبة ... والله العظيم ... تــــوبة ... أنا أزعل حبيبة قلبي ...
بعدت عنه وقمت أرمي عباتي :
_ صاير تتعامل بالواسطات ؟!
_ وش نسوي ... مشكلة الحلوين ما يرضون فينا ... قلنا يمكن يرضون بالواسطة ... والحمد الله رضوا ...
ضحكت منه ... ودخلت الحمام ... رحت المغسلة علشان أغسل يدي ... لحق وراي :
_ شتبي ؟
_ فرحان فيك ...
_ طيب ... أغسل وأطلع ...
قرب ووقف جنبي :
_ وليش ما تغسلين قدامي صرتي تستحين يعني ...
_ سامي !
_ يوووووه ... مطولة سالفتك ...
فتح المغسلة ... حط صابون على يدي ... وخربط خرابيط ... غسلهم وخلص ... قفل الماي ... وجاب المنشفة ... وقعد ينشفهم :
_ شفتي شلون خلصنا بسرعة ...
حذف المغسلة ... رفع ايديني وباسهم ... سحبتهم منه :
_ طيب ... وش رأيك تنزل عند أبوك واخوانك ؟
_ هههههههههههه ... مو قادرة تقاومين الشوق ... أجل وش تقولين علي ؟... يا زين رمضان بس ... الله يديم علينا الصبر ...
باس خدي ... ونزل ... فيني ضحكة قوية ... يا الله يا سامي ... أكثر واحد يبكيني ... وأكثر واحد يضحكني :
شوف يديني ترتجف بين أياديك !!
تخاف تتركها مع الشوق ثاني !!
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -