بداية

رواية بين طيات الورق -13

رواية بين طيات الورق - غرام

رواية بين طيات الورق -13

بكيت مثل الطفله أداري دمعتي بيدي... أمسحها وتنذرف بدلها دموع... أنتحبت وأنا أزيد تشبث بحضنه... أحاول أستوعب كل جمله... كل كلمة... وكل حرف قاله... أرتوي بكل بطء من معاني كلامه... ومن تعابير ملامحه...
ومن بين بكاي همس: أدري كلامي ما يوفي حق هالمشاعر إلي بقلبي... لكن أوعدك... أوعدك أكون لك سند... أكون لك مصدر سعادة... الخنساء؟!...
سمعته يقول: يلاااا يالخنساء... أمسحي هالدموع وناظريني...
رفضت أنفذ أمره... ومسكت فيه أكثر...
رجع يهمس: يلاااا أرفعي عيونك...
هزيت راسي بلا... وغصب بعدني عنه ورفع وجهي... غمضت عيوني... من الخجل إلي بسببه أرتعشت...
ضحك وهو يقول: ما دريت إنك خجولة هالكثر...
سمعته يتنهد بعد فترة ويقول: ها ما عندك كلام تقولينه؟! أشوف الركادة نزلت عليك مرة وحدة...
فتحت عيني بسرعة وناظرته... ورجع يضحك بكل حيويه لأني إنحرجت من نظراته... وفهمت إنه يبيني أناظره...
حاولت أبعد عنه لكن هو مسكني يقول: الخنساء.. ما عندك كلام تقولينه؟
رفعت وجهي وبعدت شوي وأنا أأشر بكل خجل: لا ما عندي...
رفع حاجب وقال: أكيد؟!!
هزيت راسي... ورجع يقول: أكيد... أكيد؟؟!
هزيت راسي مأكدة ورجعت وراي... عض على شفايفه ومشى للأوراق ولملمها... فاجأني لما ضرب بالأوراق على الكومدينة...
أشرت برجفة: شو فيك؟!
ناظرني بنص عين ورد: ما تدرين؟! مقهووور...
فتحت عيوني على وسعها وأشرت: من شو؟!
تمدد وقال: منك يا زوجتي...
وشال الفرش وتغطى وهمس يقول وهو يتثاوب: بكرة بروح عند عمتي وبنتها...
ورفع راسه وناظرني يقول: صحيح لا تنسين تقوميني لصلاة الفجر...
ورجع يتغطى... كنت متسمرة بمكاني... لااااااااا... شو عمتي ونشوى؟!... بقهر مشيت له... وجلست على حافة السرير... هزيت كتفه... لا...لا... هذا يتمازح معي... توه يقول يحبني شو يبي بعمته وبنتها الظل؟!
تنحنح وهو يقول: شو فيك؟!

لفيت وجهه بعصبية وأنا أجبره يناظر إشاراتي: شو تبي بعمتي وبنتها؟!
رجع يغمض عينه يقول: إنتي أدرى...
هزيته وأشرت: شو تبي فيهم؟!
فتح عينه وقال بدون مبالاة: أدري فعمتي وبنتهاجاهزين يسمعوني إلي أبيه...
ناظرته بعصبية وكمل يقول وهو يحط عينه بعيني: أوكي... إنتي شو رايك فواحد زوجته تبخل عليه بكلمتين حلويين...؟!
تجرعت ريقي وابتسم بشر وهو يلاحظ وجهي المتوتر...
كمل يقول:وخاصة بنتها نشوى... ما شاء الله عليها ترص الكلام بكل بساطة...
فتحت عيوني مدهوشة وبكل قهر ضربت صدره... تأوه ورجعت أضربه...
وأشرت: لااااااا والله... هذا إنت إلي فالح فيه... نشوى... نشوى... نشوى...
كان يكبت ضحكاته... أغتظت وأنا احس بدموعي جاهزة على جفوني...
أشرت بعصبية ويدي ترجف: يا ويلك... يا ويلك بس تطب رجولك بيت عمتي من دوني...
ما قدر يكبت أكثر وأنفجر يضحك... مسكني وهو يقول: يا حلوك وأنتي معصبة...
سكتنا لحظات ورجع يهمس بشجون: ليش تبخلينها علي؟! ليش تحرميني من هالكلمة؟! قوليها يالخنساء حتى أتذوق معانيها... قوليها حتى أنعم بأحاسيسها... قوليها...
بعدت عنه شوي وأشرت: وليش تبيني أقولها؟! هذا ما خبرك شو هي حكايته؟!
وأشرت على قلبي... رفعت راسي وابتسمت ... ودمعه ما قدرت أوقفها سالت بتمرد على خدي: هذا يا وليد حكايته معقدة... حكايته إنه تمرد وعصى تعقلي... تمرد وطيحني بمشاعر غريبة... مشاعر أبد فيوم ما أختبرتها مع أحد...
ومرت علينا لحظات السكون كانت أعظم من الكلام... كلام العيون كان أرقى كلام... وحركت شفايفي... حركتها بكل بطء وبدون أي صوت إلا تأوهي... وتعلقت عيونه بشفايفي يفك رموز هالكلمات ومعانيها...
نزلت راسي بكل خجل ودفنته بحضنه... أردد بشفايفي الكلمات إلي أنطبعت دوم بقلبي وبفكري... أرددها ولسان حالي يصرخ فيه...
.

.
{{... حاولت أداري حرقة الشوق فيني...
..وأسكت عن أحساسي ولا قول مشتاق
لكن "شوقك" دايمآ يحتويني!!
ويفرض علي أبوح بكل الأشواق...
... لو بك شوق ولهفة حنيني,,
أنا بخفوقي
(نار)
ما عاد تنطاااق...
ما عاد تنطااااااااق...}}
"مـ ـنـ ـقـ ـو ل"...
الساعة 4 العصر...
طلب مني وليد أجلس مع جدتي بالبيت لأنه هو بيجيب عمي من المستشفى... كانوا هدى ولجين أول الواصلين... وبعدها جُلند وطلال... جلسنا متجمعين بالصالة ننتظر وصول وليد وعمي سيف مع عمي خالد...
أرتمى جُلند على الكنب وتأوه يقول: أخخخ نعسااان...
لف طلال له: ليش؟! أنت ما نمت الصباح والظهر؟!
جُلند: لا ما جاني نوم... وأمس لأن المكان مستشفى وغريب علي ما نمت إلا بعد صلاة الفجر... وبعد نوم متقطع...
قالت هدى: أوكي قوم وروح غرفة الضيوف ريح لحد ما يوصلون...
هز راسه بلا: بنتظرهم...
وصلح جلسته لما دخلت لجين... مشت شوي وتخبت جنب جدتي وهدى...
ولاحظت وقتها نظرات جُلند إلي ما فاتتني وهي تلاحق لجين... وجلست لجين بكل هدوء وبدون صوت غير عن عادتها...
جلسنا دقايق وسمعنا صوت الباب ينفتح... دخل عمي سيف وهو يسند عمي خالد... إلتمينا عليهم وإحنا نتحمدله بالسلامة...بالبداية باس راس جدتي وهو يطمنها وهي تدعي له بالعافية...
تقول وعيونها تلمع: سلامتك من المرض والطيحات يا ولدي... هذي سوات قلة الأكل... الله يهديك بس... الله يهديك... ما تشوف شر يا ولدي... اليوم أنا والشغالات محضريلك الأكل الزيين...
همس لها عمي وهو يضحك: يمه... هالطيحة مو من قلة الأكل و...
قاطعته وهي تهدد: لا وليد خبرني عن وش الأكل إلي زين لك ومو زين؟! وأنا بنفسي إلي بطبخه...
باسها عمي على راسها وهو يقول: الله يخليك لي يا يمه...
وجا دوري بعد جدتي... حضنت عمي وأنا أبكي... ريحته من ريحة أبوي... ووجوده بلسم بحياتنا أنا ووليد وجدتي...
قالي بإبتسامة شاحبة: كيفك يا بنتي؟!
أشرت: بخير... بخير... وأنت؟! وجهك شاحب...
ابتسم: أنا الحمدلله بخير وعافية ألم بسيط وبيروح...
سمعت لجين تقول وهي تنقر على كتفي: الخنساء كفاية أتركي خالي شوي...
ولما انسحبت أرتمت لجين عليه تبكي... ضحك عمي عليها وهي تشاهق...
هدهدها وهو يهمس: يلللاا يا لجين... وقفي بكى... ههههه كل هالبكى لي أنا؟!
همست وهي تشاهق: أيوه... أيوه... إذا صار لك شيء أنا بموت... أنا من لي غير خالي خالد؟!
ضحكنا عليها ودمعت عينا بنفس الوقت...
قال عمي سيف يضحك: وأنا يا لجينووووه مو مالي عينك؟!
مسحت لجين دموعها وهي تقول: أنت مالي عيون زوجتك بس خالي خالد ما يملي غير عيوني أنا...
رجعنا نضحك عليها بنفس الوقت دخل وليد ومعاه عمتي وبنتها نشوى...
قال: السلام عليكم...

اختفت إبتسامتي لما شفت ست الحسن والدلال... الإبتسامة شاقة وجهها من ذي الأذن لذي الأذن وهي تتمخطر جنب وليد... سلمت على عمي بدون مبالاة... سبحان الله غير هالإنسانة... جلست جنب أمها وهي تتدلع...
قالت وعيونها تتسمر على وليد: سلامتك يا خالي ما تشوف شر...
قال عمي يبتسم بضعف: الله يسلمك... الشر ما يجيك...
جلس وليد جنب جُلند وبدوا يتهامسون وأنا ركزت على الأخت نشوى وعمتي...
قالت عمتي: إيه والله قلبنا قفز من مكانه لما سمعنا إنك طحت عليهم...
ابتسم عمي مرة وهو يقول: الحمد لله ما فيني إلا العافية... كان ألم بسيط وراح...
قالت عمتي بصوت خفيف وهي تناظرني: ترى شو بيجي من هالإنسانة غير النكد؟!
ابتسمت لها فوجهها وعمي سيف يصرخ عليها: سلمممى خلك من هالكلام... وإلا...
قاطعته وهي تتأفأف: أووووف... ما قدرنا نقول حاجه غير قفز بوجهي... شو أنت محاميها؟!
عمي سيف بعصبية: إيوه... مو عاجبك؟!
إرتجفت بقهر وخاصة إنها تفشلت قدام أولادها... وشالت عمرها وقامت طالعة تكلم على قولتها بالموبايل...
همست لي هدى: أخخخخ عرف سيف كيف يأدبها...
لكن أنا ما كنت منتبه لها كل تركيزي على الأخت إلي عيونها بطيح وهي تناظر وليد... لا إلا هذي... كان نفسي أقوم وأمرر أظافري على وجهها بكل برود ولذة... بس جلست شوي وقمت فجأة بعد ما طفح الكيل... كان وليد جالس وعلى يمينه جلند بكنبة لثلاث... وسع لي وهو يناظرني جايه لعنده...
جلست ساكنه لحد ما جات عمتي وجلست... وبعدها تحركت وأنا أنقر على ركبة وليد... لف لي وناظرني متساءل...
أشرت بدلع: وليد... مو وقته نبشر أهلنا؟!
ابتسم جلند وهو يناظرنا: هااااا... بشو تبشرونا؟!
قفزت هدى بالنص وهي تبتسم إبتسامة حلوه: إييييه والله صح تذكرت...
ناظرها جلند يقول: وأنت تدرين بالبشارة؟!
هزت راسها بحماس... قال طلال وهو يضحك: خلاص... خلاص عرفت... ما يبيلها تفكير...
قالت جدتي وهي شوي وتقفز: أنا عرفت وش هو... أكيييد حامل...
ضحكت بخجل وخاصة إن الكل ناظرني... شفت البسمة والفرحة ترتسم على عيونهم وشفايفهم إلا ثنتين أصطملوا وسكتوا...
قال وليد يضحك بحلاوة: أيوووه يا جدتي... بيشرفنا طفل صغيرون أخيراً بهالبيت بعد 30 سنة...
هزت جدتي راسها وعيونها تلمع: إيه والله ياولدي... إشتقت لطفل يحبي ويتراكض بهالبيت...
ضحكت وأنا شوي وأبكي ... ووقفت بنفس الوقت إلي وقف فيه وليد ورحنا لجدتي وحضناها وهي تبكي...
قال وليد: يمه... وأخيراً تحققت منيتك... تبكين؟!

مسحت دموعها بطرف شيلتها وهي تقول: إيه والله أمنيتي أشوف ولادك قبل لا أفارق هالدنيا...
قال وليد: بعد عمر طويل يا يمه...
وأنتقلت لعمي خالد وهو يقول بكل فرحة: ليش ما خبرتوني بهالبشارة؟!
قال وليد: ههههه... وحدة وحدة يا أبوي...
شفت عمتي وبنتها يتهامسن وهن بعدهن مصدومات... وأبتسمت بكل برود وتريقة...
ما إهتميت وجاتني لجين وهي تقول: مبرووووووووووووك... إذا جات بنت سميها لجين... أوكي؟!
ضحكت وأنا أهز راسي بلا وأشرت: لا حبيبتي تبيني أسميها عليك وبتجي رجه مثلك؟!... لا بنتي إبيها هادية...
ضحكت وهي تقول بغرور: يحصلها تكون مثلي... لا يا حبييتي ما بخليك... غصباً بتسمونها علي...
هزيت راسي بلا... وضحكت وهي تهمس: بنشووووف يالخنساء... والله بحش راس جدتي تسميها علي...
ضحكت عليها وسكنت مرة وحدة خجل وانا أتلقى الإبتسامات والتبريكات من عمي سيف وطلال وجلند...
طلال: إية ولله وكبرنا... أقول الخنساء... إذا جا ولد سميه علي...
قال وليد: هالي ناقص؟!
ضحكنا عليهم... قال طلال: أخخخخ... تحطيم من البداية يا ولد الخال؟!
قال وليد يضحك: أكيد... وشو أنا مجنون أسمي ولدي بأسمك... عز الله عيل بيركد هالبيت إذا طلع عليك... أبيه على أسم أبوي... خالد بن وليد... مو أسم كشخة؟!
قال عمي سيف يجرب: فكر بولدك إذا تزوج وخلف بيسميه وليد... والسلسلة متابعة... وليد بن خالد بن وليد بن خالد...كذا ما بنخلص...
قال جُلند يضحك: لا بصراحة حلو كذا... أما إذا جات بنت فسمها...
قاطعه عمي خالد يقول بإبتسامة: سميها سارة... على إسم أمك الله يرحمها...
سكتنا مرة وحدة لما شفنا نظرة وإبتسامة الحزن على عمي...
أشرت بكل حلاوة وأنا أبوس يد عمي: ما يصير خاطرك إلا طيب يا عمي... أسم سارة حلووو وعجبني...
ابتسم عمي خالد... ولمعت إبتسامة فرح على عيونه...
رجعت أناظر عمتي وبنتها... أبتسمت وأشرت: مو مباركين لي يا عمه؟!
ناظرتني بشر وهمست: على شو يا حسرة؟! على خرسـ...
سكتها وليد بكل قوة حتى إنه فاجأني: عمتي...
سكتت عمتي بحرة أما أنا تساءلت شو كانت تبي تقول بس ما أهتميت... ورجعت أمسك يد وليد بكل تملك قدام عيون نشوى...
.
.
.
((يتبع))
الأربعاء...
19-12- 2007...
صرخ وليد: الخنساااااااااااااااء... وينك؟! يلااا تأخرنا...
جيت أمشي وبيدي المبخرة... نزلتها على الطاولة...
وقال: يلااا تأخرناعلى صلاة العيد...
أشرت: أوووف أنت ما فيك صبر؟!
وجلست على الكنب من التعب... من الفجر وأنا أحوم بالبيت... من المطبخ للمجالس... ومن المصعد للجناح... جلس وليد جنبي...
همس بحلاوة: شو فيك؟! تحسي بآلآم الـولادة...
ابتسمت وأنا أضربه على يده...
أشرت: تتمسخر حضرتك ؟! بعدني بالشهر الثاني...
قال يضحك: إيوه والله... الموعد بعيد... السنة الجاية...
ضحكت وأشرت على المبخرة: هالمبخرة وصلت بعد صراخك... وإلحين جالس تتمسخر علي؟!
ضمني وهو يبوس راسي وقال: كوني جاهزة على الساعة 7... بجي بعد صلاة العيد... عمي سيف مهددني من أمس إذا ما جيبته قبل 8 بياكل لحم المشاكيك لوحده...
ضحكت وأنا أأشر: وهددتني هدى تقول إذا ما جيناها لحم الشوا من نصيب بيتهم...
قفز وليد يقول: هالي ناقص بعد... إلا لحم الشوا...
وشافني أبتسم وهو يتبخر بالعود...
همس: شو إلي يبسمك؟!
أشرت: تدري؟! تذكرت العيد إلي فات... كنت أتمنى بغباء كلمة عيدمبارك منك...
قرب وباس جبيني وقال: وهذي عن إلي راحت... عيدك مبارك وسعيد ووليد...
ضحكت بكل حلاوة... وضحاتي ترن بالصالة الواسعة... ووقتها شفت نظراته تتركز على ضحكاتي...
همس: الله لا يحرمني من هالضحكات...
رديت عليه وأنا أبوس خده... حياتنا إلي مرت خلال هالشهرين كانت بلسم لجروحنا السابقة... وليد بكل عفويته قدر يزرع الثقة والحب الكبير بقلبي... وأنا أقل ما أقدر أسمي مشاعري... بنشوة الفرح... الحمدلله... أتمنى ما يصير لنا أي حاجة تنكد علينا... أتمنى حياتنا تسمو بالإحترام والحنان... ورغم كل تفاؤلي أبقى أحس بقلق بعض الأحيان... كبت قلقي عن وليد وحاولت إني ما ابين له هالشعور وبكذا مرت أحلى أيامنا حتى إن جدتي وعمي خالد وكل أهلي حسوا بهالشيء...

بعدها تجمعنا فبيت عمي سيف... هذا لأن عمي سيف عنده ورا الحوش "تنور الشوا" (حفرة مبطنة بإسمنت"الجديدة" بس بالأصل تكون مبطنة بالطين"القديمة والتراثية")...
كانوا الرجال يقصون اللحم وأنا وهدى نمسك لهم اللحم ونسولف من صوب...
سمعنا صوت شهقة: لاااااااااا والله بادييين عنا؟!
كانت لجين واقفة ويدها على خصرها... وطلال وراها... بعدها أخوها عن طريقه... وجلس على الحصير...
قال: يا بنت أهجعي (أركدي)... قومي جيبي الحلوى من داخل... بتحصلي كرتون بالمطبخ طلعي وحدة وجيبيها...
راحت لجين وقالت هدى مستغربة: أوه..أوه... أوه... ما شاء الله... وعارف وين مكانها...
قال طلال وهو يختار سكين له: إيه والله يا زوجة خالي ما في أحلى من الحلوى... عشقي الحلوى وبس بالعيد... وبعدين وين بتكون غير بالمطبخ؟! صحيح وين جلند؟!
قالت هدى: مدري عنه... أتوقع بالمطبخ يدور على سكين تناسبه...
جلسنا دقايق وبعدها قالت هدى: أشوف لجين ما جات... قومي الله لا يهينك يا الخنساء... بتحصليها بالدولاب على اليسار...
قمت ومشيت للمطبخ... ووقفت عند الباب لما سمعت صوت جلند ولجين.. يوووه وأنا ما أتنصت إلا لهالإثنين؟! قمت برجع لكن مدري شو إلي غير راي فجاة ودخلت... شافوني جاية فسكت جلند وباين إنه معصب... رمى كوب بكل قوة من العصبية بالمغسلة... حتى إنا سمعنا صوت الكوب تكسر وطلع هو طيران بدون ما يهتم... كانت لجين ترجف وتشهق بخفيف... والكحل بدا يخط على خدودها مجرى... ما حبيت أسألها شو صار؟! ولا شو فيها؟! لأني متأكدة إنها ما بتتكلم...
رحت للدولاب وسحبت الكرتون وطلعت الحلوى... أخذت وحده وأعطيتها لجين... ناظرتني لجين لحظتين كأنها تيقظت فجأة من النوم... تركت الحلوى وراحت للمغسلة وشالت الكوب ورمته بالزبالة (تكرمون)... ونظفت المكان وصلحت الكحل... وأخذت نفس طويل...
شالت الحلو بيدها وهي تقول: والله... لخليه... يعرف... منو هي لجين...
ابتسمت وأنا أمشي وراها... مدري رغم الأسرار إلي بين هالشخصين إلا إني أحبهم مثل أخوتي وأتمنى لهم الخير... أتمنى يتركوا العناد ويناظروا وين الحقيقة بكل هالمعمعة إلي عايشين فيها...

رجعت لأهلي وجلست جنب وليد وهو يقطع اللحم...
أبتسم وهو يقول: يلااا الخنساء سولفي لي... غثني هالطلال بسوالفه...
رفع طلال سكينه وهو يقول بشهقة: يا ويلك يا وليدمني... السكين بيدي... حاسب...
أشرت بخوف: طلال بعد هالسكين عن زوجي...
ضحك طلال وهو يقول: شو تبيله؟! خلني أريحك منه...
شهقت وأنا أضرب صدري: شو تقول أنت؟!
ناظرني وليد بحب وهو يقول: تخافين علي؟!
أشرت بخجل: أكيد... إذا ما خفت عليك أخاف على من؟!
قالت هدى: يوووووه... يا حلوين ترى في ناس هنا...
قال وليد متأفأف: وهالناس ما عندها غير تغث غيرها...
ضحك عمي خالد وقال: الله يخليكم لبعض يا ولدي... بس حاسب وأنت تقطع اللحم وشوي وتقطع يدك معه...
ناظرت وليد واللحم وأصابعه بخوف... ومسكت اللحم معاه وهو يقطعه...
قالي يهمس: خلك منهم... يالللا سولفي لي وأتركي هاللحم من يدك...
هزيت راسي لا... وتركت اللحم وأشرت: لا ... إذا أشرت لك بتناظرني وبتقطع يدك وأنت ما همك...
قال يهمس: فداك يدي وكلي...
ضحك جلندوهو يسمع سوالفنا: خف... خف عالبنت يا وليد...
ضحك علينا ونزلت راسي خجل ورفضت أترك اللحم...
رد وليد: وأنت لو سمحت عينك عاللحم...

وبعد الغدا إلي كان هم بعد لحم... جلسوا الرجال يحزمون الخسفة (ههه أدري أسم غريب بس هي مصنوعة من خوص النخيل ويمكن يكون لها مسميات ثانية بس مدري عنها) وقبل كذا يغمسون قطع اللحم الكبيرة بخليط الثوم والبهارات... ويلفونها بورق الموز ويحشون الخسفة باللحم الملفوف بورق الموز وكذا بشكل متابع... حتى حزموها ورموها بالتنور إلي كانوا مشعلين فيه النار ... وغطوها بخشبة ثقيلة... طبعاً النار راح تنطفي أول مايرمى عليها الخسفة... وبسبب الحرارة راح ينطبخ اللحم... ولأن هالتنور صغير ولخسفة وحدة فاللحم يستغرق طبخه تقريباً يوم أو أقل... بس عالعموم لما كنت بالعامرات كنا أنا وجدي بالأعياد نعمل الخسفة مع جيرانا... ونرميها بالتنور الكبير إلي لأهل القرية كاملة... ونطلعها فجر يوم ثالث العيد... وكذا تجرى العادة عند بقية البلدان...
أشرت لوليد: متى بطلعون اللحم من التنور؟!
قال وليد وهو يمشي معي لغرفة الضيوف إلي كانت لنا: يقول عمي سيف ما يحتاج لها وقت كثير...
أشرت وأنا أدخل الغرفة: وبكرة ما شاء الله المشاكيك؟!
رد: لا بنسويها العكس... من حبي للشوا خليت عمي نعمله اليوم وبكره ناكله... والمشاكيك ثالث يوم...
ضحكت وأشرت: أمممم يعني أنت إلي عكست القاعدة؟!
تمدد يقول: إيوه... أحلى شيء لما تكسري القاعدة... أخخخ خلاص تعبت...
ولاحظني جالسة على الكنب بكل شرود... سأل: ما ودك ترتاحين؟! أحيدك تموتين بالنوم من يوم حملتي؟!
ضحكت شوي وأنا أسحب نفسي من جو الشرود وقلت: لا... قبل لا نتغدى ريحت... أنا بطلع لهدى أساعدها أقاربنا بيجيوا اليوم الليل...
كنت بقوم لكن هو قفز وجاني جلس جنبي سأل: شو فيك؟!
ما قدرت أكبت وأشرت برجفة: أشتقت لخواني الصغار...
حسيت بيده أنحطت على راسي ومسح على شعري...
وهمس: وهالي مخليك شاردة كذا؟!
تنهدت وأشرت: أريد أشوفهم... هاليوم عيد وماشفتهم... هذا... هذا غير إنهم قريب بتاخذهم أرملة أبوي لصحار...
ونزلت دمعه وأنا أكمل: صعب علي أشوف بيت أبوي إلي بجهده وعمره بناه ينباع لشخص غريب...صعب وقتها أشوف أخواني إذا أشتقت لهم... صعب نسافر ميات الأميال من مسقط لصحار...
قال وليد: أفأ الخنساء وأنا وين رحت؟!
أشرت: أنت موجود جبني وهذا إلي يهمني... بس...
همس: لا تبسبسين ولا أي شيء... صحيح ما أقدر أعارض أرملة عمي بقرارها... لكن أقدر... أقدر آخذك لصحار متى أشتقتي لخوانك...
بكيت بسبب حنانه الكبير إلي يغمرني فيه وليد... أحمد ربي وأشكره على إني سامحت وليد ووافقت نبدا صفحة جديدة... على إنا فتحنا هالصفحة وحاولنا قدر مانقدر نمليها بسعادتنا... أبد مو ندمانه على إني حطيت ثقتي
بوليد... الثقة إلي بالبداية زرعها بنفسي... وإلي ساعدتني علشان أثق فيه...
مسح وليد دمعتي وقال: يلااا أمسحي دمعاتك لأني محضر لك مفاجأة...
ناظرته وأنا أمسح دمعة متمردة: شو هالمفاجأة؟!
ابتسم وقال: أمممم أقولك بوقتها أحسن... يلااا تعالي إرتاحي لك دقايق قبل لاتنزلين لهدى...
الأحد...
3-2-2008...
الساعة 5 العصر...
قمت من السرير بكل ثقل... وبكل ثقل تسحبت للحمام... أخذت لي دش ولبست لبسة فضفاضه... وطلعت للمصعد... رحت لجدتي وعمي خالد ووليد إلي كانوا بالصالة...
رفع وليد أنظار من الورق إلي ملا الطاولة والكنبة وأنا أقرب منهم...
قال يغايض: أووووه الخنساء... شو إلي قومك بهالوقت؟! ما كان يحتاج تقومين أبداً...
جلست جنبه وأنا أأشر: وليد ما فيني خلق لمزاحك...
قال: أشوف المزاج متعكر... شو فيك؟!
تثاوبت ورجعت أأشر: ودي أنام...
ناظرني محتار: والله إنك غريبة... على كثر النوم إلي تناميه مو مكفنك...
قال عمي خالد: وأنت شو حارقك؟! خلها تنام براحتها...
همس لي وليد: ناقصني وجودها معي...
أشرت بحب وانا أتثاوب: تسلم...
ضحك وهو يضرب خدي بكل لطف: بسك يالنوامة... صحصحي معاي شوي...
سمعنا جدتي جايه تقول: وليد... خذ التلفون هذا وأتصل على نورة أبغي أكلمها...
قال وليد: حاضر يا يمه...
جلست جدتي وقالت تكمل بالوقت إلي وليد يطلب الرقم: وش تبي تسافر؟! تشيل الأطفال معها آخر الدنيا... لا وتبي تبيع البيت... (تنهدت)... لا حول ولاقوة إلا بالله عليه العظيم... إلي راسه يابس يابس...
قال وليد: يا يمه نورة عالخط...
أخذت جدتي الموبايل وجلست تعاتب نورة وتدعيلها وتنصحها من صوب... وتهددها من صوب ثاني... يعني بإختصار كلامها كان حلبة صراع...
أشرت لوليد بعد ما تذكرت أخواني: متى بيسافروا أخواني؟!
قال وليد وهو يعطيني كل إهتمامي: مو مسافرين خلال هالشهر... الاولاد دراستهم هنا بهالوقت... أتوقع بتسافر على شهر 5 أو 6...
أشرت برجفة: يعني مازال الوقت بعيد؟!
ابتسم: ومازلت أحاول بأرملة أبوك تترك سالفة بيع البيت...

أشرت بحزن وأنا خلاص ما عدت أقدر أسوي أي شيء: ما بيدنا أي حاجة نعملها يا وليد... خلاص هذا هو نصيبنا...
ابتسم لي وليد وهو يلف يده على كتفي: وأنا بعدني متفائل...
أشرت: بشو؟
تنهد وقال: بأشياء كثيرة...
ما عرفت وقتها شو كان وليد يريد... بس تأكدت إني أقدر أوثق فيه...
طفى عمي التلفزيون وقال يناظرنا: وليد... ما خبرت الخنساء عن الموضوع؟!
ناظرت عمي ووليد وأشرت: شو يخبرني؟!
ابتسم وليد: عن التركة إلي توزعت... والورث إلي جاك من عند أبوك...
أشرت بحزن: ما أبي أي ورث يا عمي... أعطوه لخواني الصغار... مستقبلهم ما أحد يدري عنه... وهم محتاجين أكثر مني...
زاد وليد شد على كتفي وقال: أصيلة يا الخنساء... ما في منك أثنين... بس هالورث من نصيبك...
أشرت بدون مبالاة: وشو ورثت؟!
قال وليد: مو كثير... أرضين ولك حق بالبيت وطبعاً أموال موصاية لك...
أشرت: هذا كثير...
وكمل عمي خالد لما فاجأني: هذا مو كثير... في شيء ما ذكره وليد؟!
ناظرت وليد إلي أبتسم بتردد... وأشرت: شو؟!
قال عمي خالد بابتسامة: شركة أبوك إلي تركها كان كاتبها بإسمك قبل لا يموت بشهر...
صدمني كلامه وقفت بربكة وأشرت: وليش؟!
قالت جدتي إلي كانت معنا من البداية: وش ليش يا بنتي؟! هذا نصيبك... وهذا إلي تركه أبوك لك...
أشرت برجفة: لكن الشركة هذي المفروض تكون لأخواني...
قال وليد بكل هدوء: إلا هي لك... وإنتي إلحين الآمر والناهي فيها...
أشرت: وأرملة أبوي؟!
قال وليد: وشو فيها؟!
أشرت: شو كان ردة فعلها؟!

ضحك وليد شوي وقال: مذكر غير إنها قالت إنك ساحرة... صدق هالخرابيط ما إنشالت من راسها... إنتي لا تهتمي...
أشرت وأنا أهز راس بالرفض: كيف ما أهتم؟! وهذا حق أخواني وأنا...
قاطعني وليد: هذا حقك...
أشرت بلااا ورجعت أقول: أرجوووك وليد... خلني أكلم أرملة أبوي... خلني أتفاهم معها أكيد هي مو فاهمة حاجة...
عبس وليد: وشو تتفاهمين معها؟!
أشرت: أتفاهم معها عن الورث... أنا لازم ألاقيها...
مسكني وليد وجلسني يقول: خلك عاقلة وأفهمي إلي أقوله... هذي الشركة مكتوبة بإسمك قبل وفاة أبوك يعني هي ملكك إنتي مو لزوجة أبوك أو إخوانك...
أشرت مو مصدقة: لكن.. .لكن كذا أبوي ما أنصفنا... وأخواني...
قال عمي خالد: أبوك كان يدري شو كان يعمل... وهذي هي وصيته ورجاويه...
أرتعشت فجلستي وانا ما أسمع أي كلمة منهم بعد هالكلام... لكن كيف كذا؟! أخواني محتاجين أكثر مني... أنا متزوجة وأبوي هو إلي زوجني من وليد بدون موافقتي... وهو يدري إني بيكون لي دخل من زوجي... لكنه كتب الشركة بإسمي... وأخواني؟!.. أكيد أرملة أبوي تنازعت على هالشيء... أكيد... أنا لازم ألاقيها وأتفاهم معها... حتى ولو وليد مو راضي... أخاف خواني لما يكبروا يحقدون علي... يقولون إني أخذت حقهم وهو لهم...
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -