بداية

رواية طاريك ينفض القلب -19

رواية طاريك ينفض القلب - غرام

رواية طاريك ينفض القلب -19

تبعته جواهر الى داخل مطعم Le Cinq دخلت من البوابة ذات الحديد المشغول
الى القاعة الانيقة المزينة باللونين الرمادي والذهبي.... لاحظت الطاولات
المربعة شديدة الترتيب وتتوسط الغرفة قبة دائرية معلقة فيها ثريا ضخمة...
قادها حسين الى طاولة كبيرة في أخر الغرفة ووجدت اعضاء الوفد عليها مع
ثلاث رجال لاتعرفهم قدمها حسين لأكبرهم سناً والذي كان جالساً بجانب امرأة
في الاربعينات أبتسمت ما أن سمعت أسمها ...
حياها السفير ودعاها للجلوس بجانب زوجته التي رحبت بها بكل لطافة: هلا
والله بريحة قطر..حياج ...
جلست جواهر بجانبها وهي ترد لها ترحيبها : بالمهلي ...الله يحيج ويبقيج....
حرم السفير: اسمي روضه ...شحالج جواهر ؟؟ ان شاءالله مرتاحه هنيه؟
جواهر: الحمدلله...
روضه وهي تمسكها من ذراعها : المؤتمر كان على مستوى توقعاتج؟
جواهر: اكثر....استفدنا منه بأكثر من طريقة ...بالنسبة لي على الأقل...
روضه: ملل انج بروحج وسط هالرياييل؟؟؟ أنا استانست يوم قال لي زوجي انج
من ضمن الوفد...احب اشوف بنات قطريات ناجحات ...
جواهر: حتى انا استانست لما دريت أنج بتكونين معانا اليوم...
روضه : مرتاحه في شغلج؟
جواهر : وايد ...مافيه روتين ...كل يوم غير عن اللي قبله...
أخذهم الحديث لدقائق حتى حضر الوكيل مع سيف يرافقهم حسين حتى الطاولة..
سلموا ثم جلسوا ...شرح لهم السفير اختياره لهذا المطعم بالذات بأنه حاصل
على 3 نجمات من 3 وهو اعلى رقم يمنح لمطعم او فندق في

Michelin Guide
وفي أقل من ثلاث سنوات منذ أفتتاحه وهذا بحد ذاته يعتبر انجاز له لأن هذا
الدليل السنوي يعتبر مرجع للفنادق والمطاعم الفاخرة في اوروبا وامريكا...
القى سيف نظرة سريعة على المدعوين حتى وصل لجواهر التي كانت ترتدي
بدلة سوداء مع قميص وردي وشيله وردية أيضاً ...لاحظ أن عبدالعزيز لم يرفع
عينيه من عليها ....كان يجلس في طرف المائدة...شارك أحيانا مع السفير
والوكيل في حديثهم....جاءهم النادل بالمقبلات ...كانت عباره سلطة جمبري
بالمايونيز والجوز.. تناولتها جواهر وقد نست الوقت والمكان والرفقة مع
احاديث روضه المسلية..ثم معكرونه بالصلصة البيضا والمشروم الابيض...
والطبق الرئيسي كان لوبستر مدخن ومشوي مع الكستناء ....كانت الحوارات
جانبية بين الحضور ... بدا على الجميع الاستمتاع بالغداء ...أحست جواهر
بالتخمة عندما رأت طبق الحلو أمامها ..كانت هناك قطعة صغيرة من البسكويت
المحلى وفوقه تين وعنب بري...لكنها تشجعت عندما سمعت روضة تصر على

أن لا تفّوتها فقد أشتهر المطعم بحلوياته اللذيذة..
عندما فرغوا من الغداء أستأذنت روضة زوجها في أن تشرب الشاي مع جواهر
في البهو الخارجي وانحنت على جواهر وقالت لها: شرايج نخليهم ونروح
نشرب شاي بروحنا وناخذ راحتنا...
وافقت جواهر ووقفت لتغادر معها وتوجهوا الى جلسة ذهبية خلفها باب زجاجي
كبير مفتوح على الحديقة الداخلية جلسوا فيها وطلبت روضة من الجرسون جلب
الشاي لهم مع صحن صغير من الحلويات....وأخذت تكمل حديثها مع جواهر..
روضه: قعدنا في طوكيو 5 سنين ...حبيتها بس ماقدرت ارتاح فيها...تشبه
نيويورك كل شي فيها يصير بسرعه...كل الناس مشغولين محد يفتكر فالثاني..
مجتمع مادي بحت فيه صراع واضح من اجل البقاء...
جواهر: تصورينها كأنها غابة....مع كل اللي راح لها حبها...اخوي راح لها

مرتين ويمدحها بشكل...
روضة: اللي يروحون لها سياحة غير عن اللي يعيشون فيها...
جواهر: شكنتي تسوين مع مدارس عيالج وانتي كل كم سنة في بلد...
روضة: كنا ندخلهم المدرسة الامريكية ...لها افرع في كل بلد....درسوا نفس
الشي كلهم...ومهما انتقلنا ماتتغير عليهم مدرستهم...
جواهر: هذا ذكاء منكم....الله يخليهم لكم..
وبعد دقائق احضر الجرسون الشاي ومعه الحلويات...
روضة تصب الشاي لجواهر ثم تقدمه لها وتحمل طبق الحلو...
جواهر: لا لا تكفين...بموت من كثر الأكل...
روضة : عشان خاطري بس مع الشاي ...عشان ماكل بروحي...
جواهر بخجل تضع الطبق على الطاولة وتمسك بكوب الشاي وترشف منه ..
كانت تضع رجلاً على رجل وهي تحمل الكوب وتميل بجسمها الى روضة لتكمل

لها قصة حياتها....
بعد حوالي عشرين دقيقة ردت روضة على أتصال هاتفي من زوجها يطلب منها
الحضور له ...استأذنت من جواهر وذهبت له .....وقفت جواهر بدورها وأخذت
تَجول في المكان...أخذتها رجلها الى الحديقة مرت بين الطاولات والشجيرات
الصغيرة المنسقة ثم عادت الى حيث كانت ....وقفت بجانب النافذة الطويلة
وأكملت تأملها للمشهد الذي أمامها ....ضمت يديها لصدرها وسرحت في ملكوت
الله.... لم تسمعه لأول وهله ....ضايقة هذا وأحس أنها تتعمد ذلك ....تتعمد
عدم سماعه...فأعاد كلامه بنبرة أعلى : قاعده بروحج؟؟
جفلت جواهر لسماعها كلامه بشكل مفاجيء مما خالف نظريته بأنها تتجاهله..
جواهر: نعم؟؟؟

عبدالعزيز : وين حرم السفير عنج؟
جواهر: راحت شوي وبترجع...
عبدالعزيز: عاجبج الفندق؟
جواهر: حلو...
عبدالعزيز: أنا يعجبني الماريوت أكثر ...ونيس ..وفي الشانز..وكل شي حذاه ..
قضيت فيه اوقات حلوة اول ما فتح...وقبل لا يخربونه العرب...
لم ترد جواهر واكتفت بالصمت ....فأكمل : أنا درست القانون هنيه في
باريس..في جامعة السوربون....لما قررت اتخصص فيه سألت عن احسن
جامعة تدرسه وطلعت السوربون...خريج القانون منها يكون مثل شيخ

القانونيين....
لم تعلق أيضاً ..ولكنها هزت رأسها علامة الفهم....
سألها: أنتي وين درستي عيل؟
جواهر وهي ترى روضة قادمة : لندن...
كان سيكمل حديثة عندما لاحظ روضة قريبة فسكت وسلم عليها ثم تركهم
وذهب..
جلست معها دقائق قبل أن تعتذر جواهر لأرتباطها بموعد وشكرت روضة
وزوجها ثم أتصلت في السائق وطلبت منه الذهاب لفندقها... وصلت في دقائق
فالمسافة بين الفندقين ليست كبيرة اتفقت معه على الانتظار عند فندق الرتز بعد
ساعة ونصف.. صلت وبدلت ثيابها...أرتدت قميص ابيض طويل يصل لركبتها
مع بنطلون جينز مع شيلة بيضاء وحذاء جلدي ابيض اسكادا مناسب للمشي
وحقيبتها الجينز الصغيرة وغادرت الفندق أتصلت في أمها وهي تمشي في
الطريق وقبل أن تعرج على ساحة الفاندوم ...لم يكن لديها الكثير من الوقت
للتسوق .. دارت حول الساحة ومرت على Dior ثم Chaumet ودخلت
Chanel ابتسمت عندما فتح لها البواب الباب بعد أن القى نظرة متفحصة
عليها...تعودت على ذلك في مدينة الاناقة....أخذت جولة في داخله ونظرت الى
قطع ولكن لم يعجبها شيء.. خرجت وتخطت أكثر من محل حتى وصلت بولغاري
ودخلت ....أعجبتها سلسلة فأشترتها...وخرجت ومشت الى Carter ودخلته..
لمحها بول مدير الفرع الفرنسي الأفريقي الأصل فأسرع يستقبلها....رحب بها
كثيراً ...وأخذها للداخل وأجلسها ....
بول : Long time no see ?
من زمان ماشفناج ؟
جواهر: How are you Paul ??And how is your family?
يتبع ,,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -