بداية

رواية ضلالات الحب -5

رواية ضلالات الحب - غرام

رواية ضلالات الحب -5

التفتت حولها بحيرة، لتخفي وجهها ربما، أم لتهرب من نظراته، لم تجد أمامها إلا "أحمد"، كان حاملاً علبة كبيرة مغلفة بجلادة خضراء لامعة لم يخفها الكيس.
- ما هذا؟
- إنها لعبة. (ردّ ببراءة).
- أعلم، من أين لك؟ كيف دفعت ثمنها؟! (سألته بعصبية وتوتر).
"- خالد" اشتراها لي.
والتفتت إلى حيثُ أشار، كان لا يزال يرقبها، وقد ارتسمت ابتسامة عذبة جديدة على شفتيه. شعرت بالغيظ أكثر، لم تجد شيئاً تُفرغ غضبها فيه سوى أٌذني "أحمد" المسكين، شدتها بقوة وهو يصيح:
- أخ، أخ، اتركيني، إنها تؤلمني.
- كم مرة قلتُ لك ألا تأخذ شيئاً من الغرباء، كم مرة قلتُ لك ذلك..هاا؟؟!
- أعتقد أنّ بعد كلِّ ما حدث بيننا لم نعد غرباء..أو بإمكاني أن أقول أصبحنا في مستوى التعارف!!!
"ماذا يقول هذا المعتوه؟! ماذا حدث بيننا وأي تعارُف؟!!!".
- كم أنت وقح.
- وكم تبدين جميلة وأنتِ غاضبة والشرار يقدح من عينيك الناعستين.
وكأن الغضب الذي كان يعتريها نحوه قد تبخر كله وتخدرت حواسها، أخفضت رأسها وقد عمّ الاحمرار جميع وجهها، وضعت يداً خجولة على خدها، وهي تسبل عينيها، وبقيت واقفة لكأنها تنتظر مديحاً آخر منه.
وسمعت ضحكته قوية تهزُّ المكان، رفعت رأسها الذي أصبح لونه قانياً كالدم، كان يضحك بمرح دون أن يفوته شكلها الخجول، "أصلاً عيناي ليستا بناعستين، ربما كان أحولاً!!!!"
حركت رأسها ناحية "أحمد" أمسكت ذراعه وهي تخاطبه بهمس:
- تعال لندفع ونخرج منه.
- انتظري. (ناداها "خالد("
وقفت في مكانها دون أن تلتفت نحوه، لازالت مطرقة:
- انتبهي لنفسك. (قالها بحنان وحرارة فاجئته هو نفسه).
!!!!!!!!!!!-
ودت أن تلتفت، ترى وجهه، تنظر لعينيه، أكان يسخرُ منها؟؟ لكنها أكملت طريقها دون أن ترد أو تتأكد من ظنها، سارت وتركته خلفها يفكر فيها وطيفها يبتعد عنه شيئاً فشيئاً..

(10)
- أكل هذا الوقت من أجل علبة سجائر؟!
.............-
- اسألك يا صاح!!!!
- هااا، أتكلمني؟!
- بل أكلم الهندية الواقفة هناك!!
والتفت "خالد" إلى حيثما أشار "فيصل"، لكنه لم يرى أحداً. ضرب "فيصل" يده كفاً بكف وهو يحوقل ويستغفر.
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- ماذا جرى لعقلك، أجننت؟!!
- أنا من جننت أم أنت!!! أخاطبك منذُ مدة وأنت كان يا مكان..
تنهد "خالد" دون أن يجيب، أشعل سجارته وهو ينفث دخانها متلذذاً.
- لا، أنت لستَ طبيعياً بالمرة، مالذي غيرك فجأة هكذا؟!
- هي... قالها بصوتٍ حالم.
- من؟!
- فتاة...
- حسبتها ولداً..أتصدق؟!
- كفاك سخرية وأنت تبدو كالأحمق بشاربك الذي يشبه شارب "غواار"!!
تلمس شاربه بخيلاء وهو يضحك:
- أنت تغار من شاربي ليس إلا اعترف، ثم إن له جاذبية مغناطيسية للنساء، أتصدق إحداهن ألفت به قصيدة، لقد دونتها لي بنت ال.... في ورقة لكنني أضعتها!!!
- ههههههههه.
- لا تتهرب من الموضوع، وحدثني عن..... هيَ!!
- ماذا تريدني أن أقول؟ (سأل بجدية واهتمام.(
- أهي جميلة؟
- اممم، لا بأس بها.
- من النوع الذي نعرفه، أم من الصنف الممنوع؟
- من الصنف الآخر، فالنوع الأول ممل لا يستهويني وأنت تعرف ذلك.
- أتحبها؟
- كلا. (رد بسرعة.(
- وماذا تريدُ منها؟
- لاشئ.
- لاشئ؟! (تساءل "فيصل" باستغراب).
- هي صغيرة و محترمة إذا كان عقلك المريض يفكر بشئٍ ما!!

ضحك "فيصل" ملء فمه وهو يمسح عيناه بيد ويده الأخرى ممسكة بالمقود بعناية:
- وما دمت تدافع عنها كملاك برئ هكذا لمَ لا تتزوجها، ما دامت تعجبك؟!
صمت "خالد"، تابع سحب الدخان وهي تتلاشى في الهواء، تندمج معه في اتحاد أبدي لا لون له!!!
- لا تناسبني، إنها من أسرة متواضعة، والدها سائق تاكسي..أتصدق؟! وسمعت أنّ لها أخ مدمن مخدرات، باختصار عائلة سيئة السمعة!!!
- أهاا، سرعان ما حركت أجهزة مخابراتك.
ابتسم "خالد" ابتسامةً باهتة، ألقى بعقب السجائر من النافذة وأشعل له أخرى.
- امممم، اذن سنستبعد احتمال الزواج منها لأنهُ أصلاً لا يناسبك!! وسنذهب للاحتمال الآخر، خذها مني نصيحة الفقر يُبيح لك كل الطرق، يفتح كل الأبواب الممنوعة حتى أشدها صعوبة..صدقني!!!
تذكر وجهها البريء، تكسوه حمرة الخجل، تبدو كطفلة صغيرة تحتاج من يحميها، ويربت على كتفيها بحنان، دموعها دائماً جاهزة عند الطلب دون إنذار!!! كلا، إنها ليست مثلهم، صغيرة ولكن يصعب خداعها، " ربما أنت من لا تودُّ خداعها!! إذن ماذا تريدُ منها؟؟"
الجزء [3] من قصة ضلالات الحب

- أرجوك، ابعد أفكارك المريضة عني، وخذها مني نصيحة ياااا "أبو العريف" تعالج في الطب النفسي لأن تفكيرك منحرفٌ مثلك.
عاد "فيصل" ليضحك من جديد وبقوة، ابتسم "خالد" وسرعان ما انتقلت عدوى الضحك إليه، "يا لهذا "الفيصل" مهما شتمته فإنه يضحك، بل حياته كلها ضحك ومرح، سئ الأخلاق لكنهُ صافِ القلب ولا يحملُ الضغينةَ أبداً ولهذا أحبه".
زاد "فيصل" من سرعة السيارة، و"خالد" يشعل له اللفافة الثالثة وقد شرد في حديث صديقه..
- "معقول...اممممم"!!!!!!

(11)
جلست "مريم" على سريرها، تدون اسمها على الدفتر بخطٍ دقيق، تأملت حروفه المنقوشة وهي ساهمة تفكر فيه، في كلماته التي ترن في أذنيها..."انتبهي لنفسك!!!!"
التفتت إلى "ليلى"، كانت جالسة على الحاسوب......
- ليلى.
- نعم. (ردت دون أن تبعد ناظريها عن الشاشة).
- أتعتقدين أني...أني جميلة؟ (سألت بترددٍ خجول).
التفتت إليها باستغراب وقد تفاجأت بالسؤال:
- أنتِ أختي وبالطبع أراكِ جميلة.
- أقصد لو لم تكوني أختي ماذا سيكون رأيكِ بي؟!
- ولم كل هذه الأسئلة؟
- أرجوكِ أجيبي بصدق.
- جميلة و....
- ولكن عرجاء....(أكملت فجأة بحزن).
- ماذا تقولين؟!
- هذه هي الحقيقة. (أكدت وهي ترسم خطوطاً في دفترها الجديد دون شعور.(
قامت "ليلى" من كرسيها، وجلست بالقرب من "مريم":
- كنتُ قد نسيته، لكنّ أحدهم ذكرني به اليوم وهو مشكور.
- عمّا تتحدثين؟!
- عن عرجي...من يريدُ عرجاء..من يريد!!! (رددت بألم وهي تضغط بقوة على القلم الرصاص).
- أنتِ جميلة وصغيرة ومتعلمة، من الأعمى الذي لا يريدك.
- أقول لكِ أنا عرجاء، ألا تفهمين، يريدونها كاملة كالدمية لا نقص فيها، حين تمشي لا تقدّم رجلاً عن الأخرى، وحين تركض لاتتعثر كعجوزِ شمطاء.
- لا يوجد شئ كامل في الدنيا إلا الله.
نهضت "ليلى" من على فراش أختها وأخذت تجول في الغرفة الضيقة وهي تشبك يديدها، سكتت لدقائق، أخذت نفساً عميقاً ثم أردفت:
- خذيني مثالاً، هذا أنا أمامكِ جميلة كما تقولين ومتعلمة وأمشي بشكلٍ سليم كما تتمنين، ولازلتُ كالبيت الواقف، يقفون أمامه ليتفرجوا لكنّ أحدهم لم يتجرأ أن يدخل إليه.
التفتت إليها، إلى الحزن الذي يرزء في عينيها التي أحاطت بهما خطوط دقيقة ابتدأت في الظهور، كلٌّ لديه هم، ومن رأى هموم غيره هان عليه همّه:
- سيأتي ذلك اليوم الذي سنفرحُ فيه بكِ أنا متأكدة.
- متى سيأتي، عندما أدخل في الثلاثين من عمري؟! أرجوكِ كوني واقعية، كما هم يريدونها تمشي سليمة يريدونها كذلك صغيرة..صغيرة في عمر الزهور.....
وانكسر القلم "لكنّ الزهور عمرها قصير"...
صمتت "مريم" ولم تعلق على حديث أختها، كانت الأخيرة قد خرجت مسرعةً ربما إلى الحمام!!
أغلقت "مريم" دفترها واستلقت على فراشها وهي تفكر فيما حدث لها اليوم، كانت عبارة "انتبهي لنفسك" تطنُّ في أذنيها بوقعٍ غريب ومتكرر، غطت نفسها جيداً فالجو بارد، بارد والشتاء قاسٍ لا يرحم، ومع هذا أحست بحرارة تدبُّ في قلبها شيئاً فشيئاً لتمنحها الدفىء في ليالٍ تبدو طويلة وقاسية جداً..
"ولكن هل تنام؟؟!!"
- إلى متى؟؟
- لقد وعدني "خالد" بأنهُ سيخبر والدي بذلك..
- دائماً خالد خالد خالد..سأتزوجك أنت أم خالد؟!
- لكنكِ تعرفين الظروف و....
وضعت يديها على أذنيها وهي تتأفف:
- أعرف، أعرف أرجوك لا تكرر قصتك المعهودة، لقد مللتها و....مللتك.
نظر لها بإنكسار وقد غشا الحزنُ عينيه:
- مللتِ مني!!
تطلعت إليه ببرود وقسوة:
- مللتُ من جبنك..من خوفك الدائم من أخيك..أنا أريدُ أن أتزوج برجل أتفهم، برجل وليس بنعامة!!!!
صُعق بمكانه، وقد تلاشت كلُّ الألوانِ من وجهه:
- "فرح" ماذا تقولين؟!
- أقولُ الحقيقة.. (وهي ترمقهُ بإشمئزاز.(
- أتقولين هذا بعد كل ما فعلتهُ من أجلك، بعد كل العذاب والهوان الذي تحملته لتكوني لي.
- هيه، لاتبالغ، أنا لستُ لك وربما أعيد النظر في هذا الأمر من جديد.
- أنتِ تمزحين، أليس كذلك؟!! (قالها بترجي وهو يكاد يركع)..
- بل جادة كل الجد.... وابتعدت عنه، طيفها يبتعد عنه، وعودها لايكادُ يبين.
- "فرح" أرجوكِ لا تقولي هكذا، إنتِ تقتليني..أرجوكِ عودي..لا تقوليها، عودي إلي، أتوسل إليكِ.
لكنها كانت قد غادرت إلى البعيد.
- فرررررررررررررررررح...
فزّ من فراشه وقد تصبب العرق على جبينه..
- "كان حلماً، بل كابوساً..أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم"... أسند رأسه بيديه وقد خانته عيناه، دمعت!!! كانت دموع قهر، غيظ، دموع ذليلة....
- أأبكي أنا!!!! تعجب من نفسه....رجل وأبكي؟!
غادر فراشه، وبالرغم من قراره الإقلاع عن التدخين إلا أنهُ أشعل واحدة بعصبية، أغلق المدفأة ، كان الحر يطوقه، يكادُ يخنقه، فتح نافذة غرفته، تسلل الهواء البارد إلى جوفه، هدأت ضربات قلبه المجنونة وجفّ عرق جبينه، تمتم:
- لابد أن أفعل شيئاً، لابد أن أفعل، يكفي كل هذا الذل...يكفي......
- مريم، مريم استيقظي.
- هااا، ماذا تريدين؟
- نسيتي، الجامعة ستبدأ اليوم.
- الجامعة!! (فزت من فراشها مذعورة) كم الساعة الآن؟!
ابتسمت لها "ليلى" بإطمئنان:
- لا تخافي الساعة الآن السادسة صباحاً.
زفرت "مريم"، محاضرتها الأولى تبدأ الساعة الثامنة صباحاً..ذهبت إلى الحمام لتغتسل، ارتدت ملابسها، ثم سحبت عباءتها وحجابها من الشماعة على عجل..نظرت إلى وجهها في المرآة، عيناها حمراوتان من قلة النوم..
ذهبت إلى الصالة ولحقتها "ليلى" ليتناولا وجبة الإفطار، سكبت لنفسها كوب شاي، كم تعشق كوب الشاي بالحليب في الصباح، لذتها الوحيدة أن تشربه مع والدتها المرحومة بدون إزعاج، دون وجود طرف ثالث، هي فقط وأمها وأكواب الشاي التي تدفأهم، لحظات كانت تشعرها بالأمان والسعادة..الأمان كلمة تبدو غريبة بعض الشئ؟!!!
- ليلى، أين والدي؟
- لقد خرج ليوصل "أحمد" لمدرسته.
- خرج؟!كيف؟! ومن سيأخذني للجامعة اليوم؟!
نظرت لها ليلى بإمتعاض:
- اذهبي في الباص.
- أنا لا أعلم في أيّ محطة يقف، ومتى..لا أدري، أنا في الحقيقة خائفة..
تطلعت لها باهتمام:
- لمَ أنتِ خائفة؟
هزت رأسها بضيق:
- لاأدري، من كل شئ، من الجامعة، من الفتيات، يُخيل لي أنّ الإماراتيات مغرورات وأنا لا أعرف أحداً هنا. "السمووحة منكن"
- ماذا ستفعلين بغرورهن!! لا تهتمي، ركزي بدراستك وبنفسك فقط.
- طيب، سأتصل لوالدي، لا أريد أن أتأخر منذ اليوم الأول.
- لو كانت سيارة (البي أم) مُلكي لأوصلتكِ فيها، لكنها أمانة..(وابتسمت بشرود.(
وفي تلك اللحظة، أطلّ أبوها بوجهه المتعب:
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام والرحمة.
- هاا، أنتِ جاهزة؟
- أجل، جاهزة.
لم تتكلم معه طوال الطريق إلا ببضع كلمات، كانت تحترم والدها، علاقتهما تبدو رسمية بعض الشئ، علاقة بين أب وابنته لم تتجاوز المثل السائد:
"إذا كبر ابنك خاويه".
أخذت تتطلع إلى الشوارع من خلال النافذة، تُراقب الناس والسيارات والمحلات، وصلوا إلى الجامعة، وعاودها الخوف من جديد.
- ها قد وصلنا، بالتوفيق إن شاء الله.
- مع السلامة.

وصلت، كانت الجامعة مليئة بالفتيات، كلهن يتنافسن في الأناقة والجمال، ملابس ومكياج مبالغ فيه بشكلٍ كبير..
أحست بنفسها ضائعة في هذا المكان، تائهة كورقة مجعدة ترتجف كورقة الجدول الذي تحمله بيدها، تطلعت للوجوه لعلها ترى وجهاً مألوفاً، وجهاً يدخل الطمأنينة في قلبها، يُشعرها بأنها قريبة من وطنها، لكن لا أحد، عادت لتتطلع إلى جدولها من جديد، رموزه غامضة كحياتها ربما..
وفي الجانب الآخر كانت "أمل" واقفة مع صديقاتها يثرثرن وهنّ سعيدات بلقائهن المتجدد كل عام، كانت تشعر بأنها اليوم فراشة لا تقدر أن تكبح جماح جناحيها لتطير، وجهها يفضح أشواقها يكسوه رونقاً ولمعاناً، فاليوم ستراه كما تعودت منذُ عامين، ستتعطل بينهما لغة الكلام، ويبقى حديث العيون السيد بينهما، أبلغ من كل الكلمات التي قيلت بين المحبين..
التفتت إلى حيثُ تقف "مريم" أخذت تفتشُ في ذهنها عن هذا الوجه...
- أين رأيتهُ يا ربي؟!
ولكأنّ "مريم" حست بتلك العيون المحدقة بها، فرفعت عينيها لا شعورياً نحو الهدف، ابتسمت "أمل" في وجهها بإرتباك ثم لفّت وجهها، لكنها عادت لتنظر إليها مرة أخرى وقد اتسعت عيناها دهشة:
- أجل، عرفتها، إنها هي..
استأذنت من صديقاتها وهي تقترب من "مريم" بخطى خجلة، "مريم" عرفتها منذُ الوهلة الأولى، المسافة التي تفصل بينهما خطوتان.
- أتذكريني؟
هزت رأسها بالإيجاب "وكيف أنساكِ ألستِ أخته!!!"
- لم يكن موقفاً لطيفاً للتعارف، أليس كذلك؟
- لا عليكِ، لقد نسيته..."أفعلاً نسيته؟؟".
- امم، لابد أنكِ سنة أولى صح؟
- وكيف عرفتي؟
"- المكتوب مبين من عنوانه."
ضحكت "مريم" بأريحية..
- اعطني جدولك.
تناولته وهي تقرأ بصوتٍ مرتفعٍ بعض الشئ:
- أنتِ تخصص علم نفس، مثلي ممتاز، اممم ستكونين معي في 3 محاضرات ياللصدف.
- أخيراً وجدتُ من أعرفه هنا.
- تعالي، سأعرفكِ على صديقاتي.
سحبتها معها وهي تشعر بالفرح، وسرعان ما اندمجت معهم في الحديث وسقط غطاء الخجل كما لو كانت تحادث صديقاتها بالثانوية.
وقفت أمامه وهي تمسك الأوراق، تراقب الشعيرات البيضاء التي بزغت من شعره غصباً رغم عنايته بصبغه على الدوام، كان أملساً لامعاً جاءتها رغبة غريبة لتتلمسه!!! لتتحس نعومته..يا إلهي كم يلمع بطريقة غريبة، يا لزوجته المحظوظة..
رفع رأسه نحوها فجأة، ارتبكت، شعرت بالذنب لأنه ضبطها تراقبه، هذا ليس من حقها، ابتسم بإتساع فغضت بصرها وهي تحترق:
- لا لا أنا لا أقدر أن أتحمل.
رفعت رأسها بتردد وهي تسأله باستغراب:
- م..ما..ماذا حدث؟
- أنا لا أقدر أن أتحمل ألاّ أرى هاتين العينين الجميلتين، أهي عدسات ملونة؟
ذابت "ليلى" في مكانها كذُبالة شموع المساء، قدامها لاتكاد توقفانها، الأوراق ترتجف أم هي من ترتجف؟!
- اجلسي لم أنتِ واقفة؟
جلست دون شعور، لم يكن بإستطاعتها أن تقف أكثر، وطئت رأسها وهو يتفحصها بتمعن، كانت مرتدية شالاً أحمر عكس لونه على بشرتها البيضاء الصافية، وبالرغم من لبسها للعباءة إلا أنها بدت أنيقة جداً وناعمة جداً.
- ليلى..
- آآآ...نعم. "لم أشعر بأنّ اسمي عذب قبل هذا اليوم".
- هل أنتِ مرتبطة؟
رفعت وجهها غير مستوعبة سؤاله، لكنها نكسته مرةً أخرى، هي لا تقوى أن تنظر له مباشرة، كم يخطف أنفاسها!!!
- أعرف أنه موضوع خاص، لكن إجابتك مهمة بالنسبة لي، كثيراً...
يتبع ,,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -